المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الواسع، (الموسع) : - مفهوم الأسماء والصفات - جـ ٤٦

[سعد بن عبد الرحمن ندا]

الفصل: ‌الواسع، (الموسع) :

‌البصير:

هو اسم من أسماء الله تعالى بصيغة مبالغة على وزن (فعيل) ، ورد في القرآن الكريم اثنتين وأربعين مرة1، منها إحدى وثلاثون مرة2 بلفظ (بصيرٌ) بالرفع، في مثل قوله تعالى:{وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} (البقرة آية 96)، وقوله:{إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (البقرة آية 110)، وقوله:{وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} (آل عمران آية 15)، وقوله:{وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} (المجادلة آية 1)، وقوله:{مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَاّ الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ} (الملك آية 19) .

ومنها تسع مرات3 بلفظ (بصيرا) بالنصب، في مثل قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً} (النساء آية 58)، وقوله:{وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً} (الإسراء آية 17)، وقوله:{إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيراً} (طه آية 35)، وقوله:{وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً} (الفتح آية 24) .

والبصير بمعنى مبصر، فهو سبحانه يرى كل شيء من خلقه دقَّ أو جلَّ، ظهر أو خفي، لا تحجب رؤيته الحواجب التي تحجب عن خلقه الرؤية، إذ يبصر سبحانه النملة السوداء تدب على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء، فلا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض.

وإذا استشعر العبد أن ربه البصير يراه ولا يحجب عنه أي شيء من خلقه، فإنه يراقب ربه، ولا يكون دائما إلا في الموضع الذي يجب أن يراه فيه.

1 المعجم المفهرس.

2 المعجم المفهرس.

3 المعجم المفهرس.

ص: 63

‌الواسع، (الموسع) :

(الواسع) : اسم من أسماء الله تعالى على وزن (فاعل)، ورد في القرآن الكريم تسع مرات4 منها ثماني مرات5 بلفظ (واسعٌ) بالرفع في قوله تعالى:{فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (البقرة آية 115)، وقوله:{وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (البقرة آية 261)، وقوله:{وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (البقرة آية 268)، وقوله:{قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (آل عمران آية 73)، وقوله:{ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (المائدة آية 54)، وقوله:{إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (النور آية 32)، وقوله:{إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ} (النجم آية 32) .

ومنها مرة واحدة بلفظ (واسعاً) بالنصب في قوله تعالى: {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلاًّ مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعاً حَكِيماً} (النساء آية 130) .

4 المعجم المفهرس.

5 المعجم المفهرس.

ص: 63

ويلاحظ أن اسم (الواسع) اقترن في سبع آيات -من التسع- التي ورد فيها باسم (العليم) ولعل هذا يشير إلى أن الله سبحانه يعطي من فضله الواسع من يشاء عن كمال العلم بمن يستحق هذا العطاء، سواء أكان هذا العطاء رحمة، أو مغفرة، أو ملكا، أو مالا، أو علما، أو أي نوع من أنواع العطاء، وعطاؤه سبحانه -فضلا عن كونه عن كمال العلم- فهو مع كمال الحكمة، وسعة المغفرة، وفي هذا نجد أن اسمه (الواسع) سبحانه جاء مضافا إلى المغفرة مرة واحدة {إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ} وجاء مقترنا باسمه (الحكيم) مرة واحدة كذلك {وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعاً حَكِيماً} .

ومعنى (الواسع) الذي يوسع على عباده في دينهم، ولا يكلفهم ما ليس في وسعهم.

وقيل: بمعنى أنه يسع علمه كل شيء كما قال تعالى: {وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً} 1 (طه آية 98) .

وقال الفراء الواسع: الجواد الذي يسع عطاؤه كل شيء2.

وقيل: الواسع: واسع الفضل يوسع على من يشاء من عباده 3.

وقيل: الواسع: الذي يسع خلقه كلهم بالكفاية والجود والإفضال.

وقيل الواسع: واسع الفضل والصفات وعظيمهما، ومن سعته وعلمه وسع لكم الأمر، وقبل منكم المأمور4.

و (الموسع) : اسم من أسماء الله تعالى على وزن (مُفْعِل) ورد في القرآن الكريم مرة واحدة بصيغة الجمع، بالرفع، في قوله تعالى:{وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} (الذاريات آية 47) .

ومعنى (الموسع) : ذو الوسع والسعة، وقيل الموسعون القادرون، فالموسع أي القادر 5.

وقيل الموسع: أي لأرجاء السماء وأنحائها، وأيضا الموسع على عباده بالرزق الذي ما ترك دابة في مهامه القفار، ولجج البحار، وأقطار العالم العلوي والسفلي، إلا وأوصل إليه من الرزق ما يكفيها، وساق إليها من الإحسان ما يغنيها، فسبحان من عم بجوده جميع المخلوقات، وتبارك الذي وسعت رحمته جميع البريات6.

وقيل: الواسع: المحيط بكل شيء، من قولهم:"وسع كل شيء علما" أي أحاط به7.

1 فتح القدير الجزء الأول ص131- 132.

2 المرجع السابق ص265.

3 تيسير العلي القدير الجزء الأول ص96.

4 تيسير الكريم الرحمن الجزء الأول ص62.

5 فتح القدير الجزء الخامس ص91.

6 تيسير الكريم المنان الجزء الثامن ص28.

7 مرجع الزجاج ص51.

ص: 64