المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌خروج عصاة الموحدين من جهنم - مقتطفات من السيرة - جـ ١٢

[عمر عبد الكافي]

فهرس الكتاب

- ‌سلسلة مقتطفات من السيرة [12]

- ‌الثناء على أمة محمد صلى الله عليه وسلم والبشارة لها بالتمكين والرفعة

- ‌منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتواضعه

- ‌التحذير من الاختلاف بين الدعاة لأنه يهدم ولا يبني

- ‌الذين لا تبلى أجسادهم في القبر

- ‌ذكر بعض ما شرف الله به أمة محمد على من قبلها

- ‌فضل مجالس الذكر والحث على المداومة عليها

- ‌الثناء على الأمة من الملائكة

- ‌أمة محمد شاهدة للرسل على أممهم يوم القيامة

- ‌أكثر أهل الجنة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌خروج عصاة الموحدين من جهنم

- ‌وعد المؤمنين بالتمكين في الأرض

- ‌العمل على البناء في الأمة وتدارك الهدم

- ‌قريش توفد وفداً إلى أبي طالب ليثني ابن أخيه عن دينه

- ‌نصيحة أبي حازم للمنصور العباسي

- ‌الصبر على البلاء ومراعاة النعمة

- ‌الهجرة الأولى إلى الحبشة

- ‌من دهاء عمرو بن العاص

- ‌دهاء عمرو بن العاص في تخلصه من مكيدة هرقل

- ‌دهاء عمرو بن العاص يفشل أمام جعفر بن أبي طالب في الحبشة

- ‌مقاطعة قريش لبني هاشم والمسلمين

- ‌مسألة

الفصل: ‌خروج عصاة الموحدين من جهنم

‌خروج عصاة الموحدين من جهنم

تقدم قول النبي صلى الله عليه وسلم: (بشر هذه الأمة بالثناء)، وذكرنا أن الثناء من الله ومن الملائكة ومن الرسل.

وجاء أن أهل النار -أبعدنا الله عنها- ينظرون فيرون معهم جماعة في جهنم، ومعلوم أن النار سبع دركات.

وفي أول دركة في النار، يقول المشركون والكفار للمسلمين العصاة الذين يقضون مدة العقوبة: ما أغنى عنكم صلاتكم ولا إيمانكم ولا توحيدكم، فأنتم فقط حرمتم أنفسكم من الخمر وسائر الشهوات والملذات، فيحزن المسلمون العصاة، فيقول الله سبحانه وتعالى يقول للملائكة: أخرجوا من النار كل من قال: لا إله إلا الله، ولذلك يقول الله تعالى:{رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحجر:2].

وقولهم ذلك هو في هذا الموقف، وذلك بين لمن قرأ القرآن وتدبر قوله تعالى:{رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} [الحجر:2] ولا غرابة، فهم يتمنون يوم القيامة أن يكونوا حميراً، وهذا ما أشار إليه قوله تعالى:{يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا} [النبأ:40].

وذلك لأن الله حين يقتص للحيوانات والبهائم العجماء من الظالمين الذين يعذبونها يأخذ من حسناتهم، وهنا ننبه على ترك العصافير وعدم حبسها في الأقفاص، وقد يتعلل البعض بقوله: لو طارت من القفص فستموت فنقول له: لا دخل لك بها يرزقها من يرزق الدودة في باطن الصخر، كما أن الله حين خلق العصافير خلقها طليقة، ولم ينزلها في صندوق من السماء، ثم يقول الله سبحانه للحيوانات: كوني تراباً، إذ الحيوانات ليس لها جنة ولا نار، قال تعالى:{وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} [التكوير:5] والوحوش تحشر يوم القيامة من أجل أن يقتص الله من الخلائق، حتى إن العصفور الصغير يصبح يهز ما بين المشرق والمغرب يريد حقه.

فبعد أن يقتص يقول للحيوانات: كوني تراباً، فيقول الكافر كما أخبر الله عنه {وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا} [النبأ:40] يتمنى أن يكون حيواناً من أجل أن يكون مآله في الآخرة التراب.

ص: 11