المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الناس رجلان: مبتلى ومعافى - مقتطفات من السيرة - جـ ٤

[عمر عبد الكافي]

فهرس الكتاب

- ‌سلسلة مقتطفات من السيرة [4]

- ‌حقوق الأولاد على الآباء

- ‌إتمام الزواج بطريقتي العرف والدين ونتائج كل طريقة

- ‌بعض أحوال المسلمين اليوم تجاه دينهم

- ‌الناس رجلان: مبتلى ومعافى

- ‌وضوح الحلال والحرام بين الناس

- ‌الرضا بقضاء الله وقدره

- ‌حقوق الأبناء على الآباء

- ‌اختيار الأم الصالحة واختيار الاسم الحسن للمولود

- ‌العقيقة عن المولود

- ‌الأذان في أذن المولود وتحنيكه

- ‌الختان للذكور

- ‌الفرق بين بول الصبي الرضيع وبول الصبية

- ‌تعليم الطفل الإسلام وتربيته على ذلك

- ‌البحث للطفل عن أصدقاء صالحين ثم التعرف على من يصاحب

- ‌بر الأبناء بالآباء

- ‌الأسئلة

- ‌حكم التعامل مع بنك ربوي في بيع بالتقسيط

- ‌حكم الصلاة لله ركعتين بعد أذان المغرب قبل إقامة الصلاة

- ‌علاقة الخاطب بمخطوبته

- ‌حكم زكاة الذهب الذي تلبسه المرأة

- ‌حكم تغطية المرأة قدميها في الصلاة

- ‌حكم أعياد الميلاد

- ‌حكم دعاء الأم على الولد

- ‌حكم غيرة الرجل

- ‌الأساليب المتاحة للأم في تأديب ولدها

الفصل: ‌الناس رجلان: مبتلى ومعافى

‌الناس رجلان: مبتلى ومعافى

من كان بعيداً عن الدين قال فيه الحبيب صلى الله عليه وسلم: (إنما الناس رجلان: مبتلى ومعافى، فاحمدوا الله على العافية، وارحموا أهل البلاء) فاحمدوا الله على العافية في الصحة والدين والزوجة والأولاد، وليدع أحدكم بهذا الدعاء:(اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة).

وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نرحم أهل البلاء، فلو أن كفيفاً يقوده مبصر ووقع الكفيف في حفرة فإننا نلوم المبصر؛ لأنه هو العارف فعليه التوجيه، ومن أهل البلاء الذي لا يصلي، فأنت عندما تريد أن تنصحه لا تهاجمه بالكلام القاسي؛ ولذلك كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول فيه ربه:{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران:159].

ويذكر أن أحد الأمراء الجائرين -وكثير ما هم- كان من لا ينضم إليه فقد وقع في الأذى، فقال له أحدهم مرة: لقد أوتيت أيها الأمير! ما لم يؤت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وما هو؟ قال: قال الله في الرسول صلى الله عليه وسلم: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران:159]، وأنت فظ غليظ القلب ورغم ذلك ما انفضضنا من حولك! وفي الحديث:(سوف يأتي زمان على أمتي يكرم المرء اتقاء لشره) يعني: تكرمه وهو لا يستحق الكرم، وإنما تكرمه من أجل أن تستريح من أذاه، وكم من أناس بهذا المنطق، والويل كل الويل لمن يكرم اتقاء فحشه وشره.

ص: 5