المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الاختلاف سنة من سنن الله - مقتطفات من السيرة - جـ ٥

[عمر عبد الكافي]

فهرس الكتاب

- ‌سلسلة مقتطفات من السيرة [5]

- ‌الاختلاف سنة من سنن الله

- ‌ضرورة اعتبار الجماعات الإسلامية وسائل للدعوة

- ‌أهمية التعاون والاحترام بين المسلمين

- ‌حقوق الابن على أبيه

- ‌اختيار الأم الصالحة

- ‌حقوق المولود عند ولادته

- ‌حق الطفل في التربية والتعليم والرفق

- ‌تأدبيه لست وضربه لثلاث عشرة وتزويجه لست عشرة

- ‌اختيار الرفقة الصالحة للولد

- ‌أسباب انحراف الأولاد

- ‌الخلافات بين الزوجين

- ‌الرفقة السيئة

- ‌الإعلام السيئ

- ‌الأسئلة

- ‌حكم الصلاة قبل المغرب

- ‌حكم إمامة ابن الحادية عشرة

- ‌حكم عزف الموسيقى الوطنية

- ‌حكم الصلاة عن الميت

- ‌حكم إنشاء مزرعة الدواجن في حال تغذيتها بما فيه دم

- ‌حكم بيع التماثيل

- ‌حكم رفع الصوت بالدعاء في خطبة الجمعة

- ‌حكم دخول الحائض المصلى

- ‌حكم صبغ الأظافر بعد الوضوء

- ‌حكم صبغ شعر المرأة

- ‌ما يقال عند رف العين

- ‌الموقف من انحراف الوالدين

- ‌حكم ذهاب النساء للتعزية ولبسهن السواد

- ‌كيفية نية قضاء الفائتة

- ‌حكم النذر لأهل الله

- ‌حكم الذهاب إلى من يرشد إلى مكان الضائعة

- ‌حكم قراءة المرأة القرآن بصوت مرتفع بمسمع من الرجال

- ‌حكم مصافحة الأجنبي

- ‌بيان معنى صلاة الاستخارة

الفصل: ‌الاختلاف سنة من سنن الله

‌الاختلاف سنة من سنن الله

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، حمداً يوافي نعم الله علينا، ويكافئ مزيده، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد صلى الله وسلم عليه صلاة وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين، أما بعد: فإن دراسة السيرة النبوية الشريفة ليست سرداً للأحداث ولا إملاءً للقصص، ولكنها تذكر لكي يأخذ المسلم العبرة منها والعظة في زمن تلاطمت فيه الأحداث، وتشابكت فيه الأمور، وتشعبت فيه القضايا، فلم يستطع الإنسان في هذه الأيام أن يستبين الصواب من الخطأ، وقد يغلق على العالم وعلى الإنسان الحكيم المسلم أموراً كثيرة قد لا يصل فيها إلى نتيجة، مع ما نشعر به جميعاً من أن اعتصامنا أولاً وأخيراً، وتمسكنا أولاً وأخيراً يجب أن يكون بكتاب الله وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

ولعله مما يعزي الإنسان حديث من أحاديث المعصوم صلى الله عليه وسلم، فقد سأل الله عز وجل أموراً أربعة، فأعطاه ثلاثة ومنعه من الرابع، وهذا الحديث علمه مهم؛ لكي تهدأ النفوس، ولتعلم أن هذا الخلاف الكائن على الساحة، وأن هذا الاختلاف الغريب بين المسلم والمسلم ليس إلا تحقيقاً لسنة الله في الكون.

فقد سأل الرسول صلى الله عليه وسلم ربه ألا يجعل هلاك أمته بسنة عامة، أي: لا يحصل للأمة مجاعة فتهلك كلها، وهذه بفضل الله، فما يزال في الأمة خير كثير، وإن كان الغني فينا مبذراً والفقير غير صابر، والذي يعطى غير شاكر، فما يزال في الأمة خير، وهذه قضية مسلم بها، وهو أن الأمة الإسلامية المحمدية لن تهلك بمجاعة.

قال صلى الله عليه وسلم: (فأعطانيها)، يعني: أنه سأل ربنا سبحانه وتعالى ألا يهلك الأمة بسنة عامة فأعطاه سؤله.

قال: (وألا يسلط عليهم أحداً من غير جلدتهم فيستبيح بيضتهم)، فلن يسلط على الأمة الإسلامية أحداً من أعدائها يضيعها، حتى وإن استقرت أمريكا في المنطقة أو الاتحاد السوفيتي أو اليهود أو غيرهم، فلن يكون هلاك الأمة على يد أجنبي.

قال: (فأعطانيها)، وليس هناك أكثر من هذا فلن تهلك الأمة بمجاعة، ولن يسلط عليها العدو.

قال صلى الله عليه وسلم: (وسألت الله عز وجل: ألا يهلكهم كما أهلك الأمم التي من قبلهم)، يعني: قوم عاد وقوم ثمود وغيرهم.

قال: (فأعطانيها)، وهذا من كرم الله أيضاً.

قال: (وسألت ربي أن لا يلبسهم شيعاً وألا يذيق بعضهم بأس بعض فمنعنيها) فالنبي صلى الله عليه وسلم سأل الله للأمة ألا تفترق، وألا يضرب بعضهم بعضاً، ولا يعيب بعضهم على بعض، قال:(فمنعنيها).

ص: 2