المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[من مناقب] عبد الله بن جعفر بن أبي طالب - منتقى من أخبار الأصمعي للربعي

[الربعي، أبو محمد]

الفصل: ‌[من مناقب] عبد الله بن جعفر بن أبي طالب

[من مناقب] عبد الله بن جعفر بن أبي طالب

1-

أخبرنا الإمام أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي بقراءتي عليه بحلب، قلت له: أخبركم أبو المظفر عبد الله بن طاهر بن فارس الخياط التاجر ببلخ بقراءة الإمام أبي سعد السمعاني في سنة ست وأربعين وخمس مائة، أنبا أبو البقاء المعمر بن محمد بن علي الحبال، أنبا الشريف أبو الطيب أحمد بن علي الطالبي، ثنا أبو زرعة أحمد بن الحسين الرازي، أنبا أبو داود سليمان بن يزيد الفامي بقزوين، أنبا محمد بن زكريا، أنبا عبد الله بن سلمان المدني، عن أمه قالت:

خرج عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهما ذات يوم وقعد له ناسٌ يسألونه حوائجهم، فلم يسأله أحدٌ حاجةً

⦗ص: 163⦘

إلا أمر له بها وقضاها له، وأقبل نحوه نصيب الشاعر، فلما نظر إلى وجهه نزل وأخذ بيده فقبلها وقال: يا بن الطيار في الجنة:

لزمت ((نعم)) حتى كأنك لم تكن

عرفت من الأشياء شيئاً سوى ((نعم))

وعاديت ((لا)) حتى كأنك لم تكن

سمعت ب ((لا)) في سالف الدهر والأمم

قال عبد الله بن جعفر: حاجتك؟ قال: هذه رواحلي تميرني عليها، قال:

أنخ أنخ، قال فخلى عليها من التمر والبر ما لم ير مثله قط، ونهض وما يطيق النهوض، وأمر له بعشرة آلاف درهم. قال: فلما ولى قال له قائل: يا بن الطيار، كل هذه للأسود؟

⦗ص: 164⦘

فقال له: دعه، لا أبالك، فإنما هي رواحل تنضى، وثيابٌ تبلى، وطعامٌ يفنى، وثناء يبقى.

ص: 162

2-

أخبرنا الشيخ الإمام الخطيب أبو الفضل عبد الله بن محمد بن عبد القاهر الطوسي كتابة، أن أبا الحسين أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف أخبرهم سنة إحدى وتسعين وأربع مائة، أنبا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران بن محمد قراءة عليه قال: قرئ على أبي سهل أحمد بن عبد الله بن زياد القطان وأنا أسمع، قال: حدثنا إسحاق بن محمد بن أحمد النخعي، ثنا داود بن الهيثم، عن أبيه، عن إسحاق بن عبد الله بن جعفر قال:

جاءت امرأةٌ إلى عبد الله بن جعفر فقالت له: يا سيدي وهب لي بعض جاراتي بيضةٌ، فحضنتها تحت يدي حتى خرجت فروجة، فغدوتها بأطيب الطعام حتى بلغت، وقد ذبحتها وشويتها وكفنتها برقاقتين، وجعلت لله علي نذرٌ أن أدفنها في

⦗ص: 165⦘

أكرم بقعة في الأرض، ولا والله ما أعلم بقعة أكرم من بطنك، كلها، قال: يا بديح خذها منها وامضه فانظر الدار التي فيها ألها هي؟ فإن كانت لها فاشتر لها ما حولها من الدور، وإن لم يكن لها فاشترها لها وما حواليها. فذهب ثم رجع فقال: قد اشتريت الدار لها وما حواليها، فقال: احمل لها على ثلاثين بعيراً حنطةً وشعيراً وأرزاً وزبيباً وتمراً ودراهم ودنانير وبزاً، قالت العجوز: يا سيدي لا تسرف، إن الله لا يحب المسرفين.

ص: 164

3-

وبه حدثنا إسحاق بن محمد بن أحمد النحعي قال: وأخبرني الحسن بن سعيد الأصفهاني، عن القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر

ح قال وحدثني إسحاق قال: وأخبرني داود بن الهيثم، عن أبيه، عن جده إسحاق:

أن أعرابياً أتى عبد الله بن جعفر وهو محمومٌ فأنشأ يقول:

⦗ص: 166⦘

كم لوعة للندى وكم قلقٍ

للجود والمكرمات من قلقك

ألبسك الله منه عافيةً

في نومك المعتري وفي أرقك

أخرج من جسمك السقام كما

أخرج ذم الفعال من عنقك

قال: فأمر له بألف دينار.

ص: 165

4-

أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن محمد بن منصور المروزي بقراءتي عليه بمرو، قلت له: أخبركم أبو القاسم الجنيد بن محمد بن علي.. قراءة عليه، قال: أنبا الإمام أبو الفضل محمد بن أحمد بن جعفر الطبسي، أنبا أبو الحسن محمد ابن القاسم الفارسي، ثنا أبو بكر أحمد بن يعقوب بن عبد الجبار القرشي، ثنا أحمد بن علي بن هارون المقدسي، ثنا سعيد بن هاشم ابن سعيد، ثنا أبي، سمعت عثمان بن أبي مسعود المسعودي -وكان أحد موالي عبد الله بن جعفر- قال:

⦗ص: 167⦘

أتت امرأةٌ عبد الله بن جعفر فسلمت ثم قالت: إني أتيتك من بلدةٍ شاسعة ترفعني رافعة وتهبطني هابطة بملحفاتٍ من الزمان، وملمات من الحدثان، برين عظمي وأذهبن بلحمي، وتركتني والهةً أمشي بالحريض قد ضاق في البلد العريض، فقدمت بلاداً ليس لي فيهم حميمٌ يعينني، ولا عشيرةٌ تحميني بعد عدةٍ من الولد ووفورٍ من العدد، فسألت عن المرجو نائله، المكفي سائله، فدللت عليك، وأنا امرأةٌ من هوازن قد مات عني الولد، ومثلك يسد الخلة ويفك الغلة، فاختر من إحدى ثلاث، إما أن تقيم أودي، أو تحسن صفدي، أو تردني إلى بلدي، فقال عبد الله بن جعفر: أجمعهن لك. فأمر لها بزادٍ وراحلةٍ وعشرة آلاف درهم.

ص: 166