الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(و)
هذه الموسوعة:
د. سمير سرحان
رئيس هيئة الكتاب والمشرف العام على الدائرة
يمثل هذا المشروع ثمرة من ثمار التعاون الثقافى العربى، من أجل إحياء تراث حضارتنا العربية الإسلامية، والتعرف على جذورها فى مختلف جوانبها الدينية والثقافية والاجتماعية والحضارية والتاريخية.
ولقد ظل مشروع ترجمة دائرة المعارف الاسلامية حلماً يراود المهتمين بالتراث الإسلامى، وكل من اطلع على هذا العمل العملاق فى لغته الأصلية أو اللغات التى ترجم إليها منذ صدوره فى مطلع القرن العشرين، ومع توالى طبعاته المختلفة التى بدأ إعداد آخرها فى الثمانينيات.
فهذه الموسوعة هى نتاج عمل صفوة علماء الشرق والغرب المهتمين بالدراسات الإسلامية والذين عكفوا على دراسة الحضارة العربية الإسلامية وعناصرها المختلفة التى استمدت جذورها من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة.
وكان هدفهم من إخراجها أن يتناولوا بالبحث مختلف جوانبها ومقوماتها الدينية والفلسفية والعلمية والأدبية والفنية فلم تقتصر على مجرد التعريف الموجز بالمواد والموضوعات التى تتناولها، وإنما عالجت الكثير منها معالجة علمية وافية (مثل مادة "اسم الجلالة" والقرآن الكريم والرسول محمد صلى الله عليه وسلم والعمارة وغيرها) .. فكانت أشبه بالبحوث المركزة.
(ز)
ولأول مرة يتحقق مثل هذا الشمول المعرفى فى دائرة إسلامية واحدة فكل جزء منها يحوى عشرات المواد عن الأنبياء والرسل والصحابة والخلفاء والعلماء والدول والفرق والمذاهب والتفاسير والاجتهادات فى سائر المجالات العقيدية والفكرية والعلمية ومنها الفلك والطب والفلسفة والرياضيات والعمارة وأوجه الخلافات والاتفاقات وتاريخ انتشار الاسلام والحكومات المتعاقبة والتطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمعرفية بصفة عامة.
وتتزاوج فى هذه الدائرة النظرة الموضوعية والعلمية للتاريخ الإسلامى ويمتزج الاجتهاد بين علماء الغرب أو المستشرقين وعلماء الشرق من المسلمين على حد سواء، فلم تكتفِ ترجمة هذه الموسوعة بنقل النص الأجنبى، بل أضافت إليه الشروح والتعليقات المناسبة فى النقاط التى يخشى فيها من الالتباس أو يختلف فيها الرأى أو تتعدد فيها الرؤى.
ويرجع تاريخ المحاولة الأولى لترجمة دائرة المعارف الاسلامية إلى ثلاثينيات هذا القرن، ففى عام 1933 اجتمعت كلمة نخبة من الباحثين الشباب (وهم الأستاذ إبراهيم زكى خورشيد والأستاذ أحمد الشنتناوى والدكتور عبد الحميد يونس والأستاذ محمد ثابت الفندى) على الاضطلاع بهذا المشروع الضخم رغم الصعوبات والعقبات الجمة التى صادفتهم فعكفوا على ترجمة مواد الموسوعة وأنجزوا جزءًا كبيرًا منها حتى وصلوا إلى بداية حرف العين ولكن لم يقدر لهذه المحاولة الاستمرار.
وفى عام 1969 م أعادوا المحاولة من جديد وبدءوا إخراج طبعة ثانية من المواد المترجمة مضافاً إليها المواد المستحدثة فى الطبعة الثانية من الموسوعة الأصلية التى صدرت عن دار بريل الهولندية، ولكن للأسف الشديد لم يقدر لهذه المحاولة الاكتمال
(ح)
فتوقفت بعد صدور ستة عشر مجلدًا، وقد اشترك فى ترجمة هذه الطبعة آخرون مع هؤلاء الأساتذة الأجلاء وتمت خلالها ترجمة مواد الموسوعة فى طبعتها الثانية الموسعة من حرف الألف إلى بداية حرف الخاء.
ورغم اشتداد المطالبة باستكمال ترجمة هذا العمل الموسوعى العملاق، لكن ضخامة هذه الموسوعة وتعدد مجالاتها التى لم تترك جانباً من جوانب الحضارة الإسلامية وتاريخها، وقفت حائلاً دون ذلك، ومما زاد من صعوبة الأمر رحيل رواد ذلك المشروع والكثير ممن شاركوا فى ترجمته، فمن البدهى أن ترجمة هذا العمل تحتاج إلى مترجم خاص ليس مُلِمًّا فقط باللغة الإنجليزية والعربية وثقافتهما ولكن يجب أن يكون متشبعًا بالثقافة العربية الإسلامية ومطلعاً على تراثها وعلى دقائقها.
ومما زاد الأمر صعوبة صدور طبعة جديدة فى مطلع الثمانينيات ضاعفت من حجم الموسوعة، فيكفى أن نعرف أن هذة الطبعة عند تمامها سوف تتألف من عشرة مجلدات يحتوى كل مجلد منها على ما يقرب من مليون ونصف كلمة تقريباً، أى أنها سوف تحتوى على خمسة عشر مليون كلمة وأن إعداد هذه الطبعة سوف يستغرق نحو عشرين عاماً تقريباً.
وفى منتصف التسعينيات وبمبادرة كريمة من سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمى عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة حاكم الشارقة وبالتعاون بين الهيئة المصرية العامة للكتاب ودائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة بدأ التفكير الجدى فى استكمال مشروع ترجمة دائرة المعارف الإسلامية بعد حرف العين انتهاء بحرف الياء فكانت هذه الموسوعة التى تصدر فى "32 جزءًا" مرتبة ترتيباً أبجدياً ومزودة بالكشافات التحليلية للإعلام والأماكن والوقائع والأحداث التاريخية لكى يتيسر على القارئ الوصول إلى المعلومة المطلوبة فى أى جزء منها.
(ط)
وقد تضافرت على تحقيق هذه الغاية كوكبة من كبار العلماء والمترجمين المتخصصين وموضح قرين كل مادة اسم مترجمها علاوة على كاتبها الأصلى وكان رائدهم فى إخراج هذا العمل إلى النور، الإخلاص فى خدمة العقيدة والتراث الإسلامى الذى أضاء وجه العالم يوماً.
ونود الإشارة إلى أن لجنة التحرير التى تستكمل هذا العمل قامت بإضافة بعض التعليقات، وتحديث بعض المعلومات، بالإضافة إلى توحيد أرقام الآيات القرآنية طبقاً لطبعة المصحف الشريف "إصدار الأزهر".
فنسأل الله العلى القدير أن يلقى هذا العمل القبول والإقبال من العلماء والباحثين المتخصصين والدارسين والمحبين للاطلاع على تراث أمتنا المجيدة فى، أنحاء العالم العربى والإسلامى كافة.
وعلى الله قصد السبيل، ، ،
د. سمير سرحان