المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المطلب الرابع: مؤسس البوذية: - موسوعة الملل والأديان - جـ ٢

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌1 - عن طريق المؤتمرات التنصيرية:

- ‌2 - عن طريق الإعلام:

- ‌3 - عن طريق التعليم:

- ‌4 - عن طريق الطب:

- ‌5 - عن طريق حاجة المسلمين إلى الأيدي العاملة من النصارى:

- ‌6 - عن طريق استغلال المرأة:

- ‌7 - عن طريق الصناعات:

- ‌8 - عن طريق التجارة:

- ‌9 - عن طريق المناداة بوجوب تحديد النسل:

- ‌10 - عن طريق محاصرة الإسلام:

- ‌11 - عن طريق تحبيب النصرانية والصليب إلى الأطفال

- ‌12 - عن طريق أعياد الميلاد:

- ‌13 - عن طريق تأليب الحكام على المصلحين:

- ‌14 - عن طريق السخرية بعلماء المسلمين:

- ‌15 - عن طريق إثارة الهزائم النفسية:

- ‌المطلب الثاني: بعض الكتب ووسائل الدعاية التنصيرية:

- ‌المبحث السابع: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌المبحث الثامن: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌المبحث التاسع: التنصير في مصر:

- ‌المبحث العاشر: استقراء واقع التنصير:

- ‌المبحث الحادي عشر: استقراء الواقع من خلال نماذج من المتنصرين:

- ‌المبحث الثاني عشر: التنصير في الجزيرة العربية:

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول: التنصير في البحرين:

- ‌المطلب الثاني: التنصير في الكويت:

- ‌المطلب الثالث: التنصير في عمان:

- ‌المطلب الرابع: التنصير في قطر:

- ‌المطلب الخامس: التنصير في الإمارات:

- ‌الحسرة الأولى: هوان النصرانية:

- ‌الحسرة الثانية: جرائم النصارى السابقة في حق الأمة الإسلامية:

- ‌الحسرة الثالثة: الوسائل الفاشلة:

- ‌الحسرة الرابعة: محاولات يائسة:

- ‌الحسرة الخامسة: قوة الإسلام:

- ‌الحسرة السادسة: مقاومة المسلمين للنصرانية وبغضهم للمناشط النصرانية:

- ‌المبحث الأول: تعريف الاستشراق:

- ‌المبحث الثاني: خصائص الاستشراق:

- ‌المبحث الثالث: المقصود بالاستشراق:

- ‌المبحث الرابع: حقيقة أمر المستشرقين:

- ‌المبحث الخامس: السبب في تغيير الغرب اسم التنصير إلى الاستشراق:

- ‌المبحث السادس: العلاقة بين الاستشراق والتنصير وحكومات الدول النصرانية:

- ‌المبحث السابع: متى ظهر الاستشراق

- ‌المبحث الثامن: أهداف المستشرقين:

- ‌المطلب الأول: الأهداف الدنيوية:

- ‌المطلب الثاني: الأهداف السياسية:

- ‌المطلب الثالث: الأهداف الدينية:

- ‌المبحث التاسع: أساليب المستشرقين:

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول: الآثار العقدية:

- ‌المطلب الثاني: الآثار الاجتماعية:

- ‌المطلب الثالث: الآثار السياسية والاقتصادية:

- ‌المطلب الرابع: الآثار الثقافية والفكرية:

- ‌المطلب الثاني: فرنسا:

- ‌المطلب الثالث: بريطانيا:

- ‌المطلب الخامس: روسيا:

- ‌المطلب السادس: إسبانيا:

- ‌المطلب السابع: هولندا:

- ‌المطلب الثامن: دول أوروبا الأخرى:

- ‌المطلب الأول: المؤتمرات والجمعيات:

- ‌المطلب الثاني: المجلات الاستشراقية:

- ‌المبحث الثالث عشر: الاستشراق في خدمة الاستعمار:

- ‌المبحث الرابع عشر: آراء استشراقية خطرة:

- ‌المبحث الخامس عشر: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌المبحث السادس عشر: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌تمهيد:

- ‌الفصل الأول: لمحة تاريخية عن الديانات الهندية:

- ‌الفصل الثاني: دراسات مقارنة بين أديان الهند:

- ‌المطلب الأول: التعريف:

- ‌المطلب الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌أولا كتبهم:

- ‌ثانيا طبقات رجال الدين:

- ‌ثالثا الإِله:

- ‌رابعا المندي:

- ‌خامسا الصلاة:

- ‌سادسا الصوم:

- ‌سابعا الطهارة:

- ‌ثامنا التعميد وأنواعه:

- ‌المطلب الرابع: أفكار ومعتقدات أخرى:

- ‌المطلب الخامس: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌المطلب السادس: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌المطلب الأول: التعريف:

- ‌المطلب الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌المطلب الثالث: الأفكار والمعتقدات:

- ‌المطلب الرابع: تعريف بالكتب المقدسة لدى الهندوس:

- ‌المطلب الخامس: نظرة الهندوسية إلى الآلهة:

- ‌المطلب السادس: العبادة عند الهندوس على قسمين:

- ‌المطلب السابع: معتقداتهم:

- ‌المطلب الثامن: أفكار ومعتقدات أخرى:

- ‌المطلب التاسع: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌المطلب العاشر: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌المطلب الأول: التعريف:

- ‌المطلب الثاني: بداية البوذية وتطورها:

- ‌المطلب الثالث: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌المطلب الرابع: مؤسس البوذية:

- ‌المطلب السادس: الأفكار والمعتقدات:

- ‌المطلب السابع: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌المطلب الثامن: مراحل انتشار البوذية:

- ‌المطلب التاسع: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌المطلب الأول: التعريف:

- ‌المطلب الثاني: لمحة تاريخية:

- ‌المطلب الثالث: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌أولا: الكتب:

- ‌ثانيا: الإله:

- ‌ثالثا: من معتقداتهم الأخرى:

- ‌رابعا: موجز القول في عقائد الجينية:

- ‌المطلب الخامس: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌المطلب السادس: فلسفة الجينية من كتبهم المقدسة:

- ‌المطلب السابع: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌المطلب الأول: التعريف:

- ‌الفرع الأول: المؤسس:

- ‌الفرع الثاني: السيخ بعد المؤسس (نانك):

- ‌الفرع الثالث: أئمة السيخ وخلفاؤهم:

- ‌الفرع الأول: خلفية فكرية:

- ‌الفرع الثاني: كتبهم:

- ‌المطلب الرابع: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌المطلب الخامس: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌المطلب الأول: التعريف:

- ‌المطلب الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌المطلب الثالث: الأفكار والمعتقدات:

- ‌المطلب الرابع: الجذور الفكرية والعقائدية (تطور الشنتوية وصلتها بالبوذية):

- ‌المطلب الخامس: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌المطلب الأول: التعريف:

- ‌المطلب الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات

- ‌أولا: الكتب:

- ‌ثانيا: فكرتهم عن الإله:

- ‌ثالثا: أفكار طاوية أخرى

- ‌المطلب الرابع: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌المطلب الخامس: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌المطلب الأول: التعريف:

- ‌المطلب الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌أولا: الكتب:

- ‌ثانياً: المعتقدات الأساسية:

- ‌ثالثاً: الأخلاق:

- ‌المطلب الرابع: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌المطلب الخامس: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌المطلب الأول: التعريف:

- ‌المطلب الثاني: التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌المطلب الثالث: الأفكار والمعتقدات:

- ‌المطلب الرابع: الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌المطلب الخامس: الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌المطلب الأول: التعريف:

- ‌المطلب الثاني: عقائدهم:

- ‌1 - الكيومرثية:

- ‌2 - الزروانية:

- ‌3 - الزردشتية:

- ‌المطلب الأول: التعريف:

- ‌الفرع الأول: المانوية:

- ‌الفرع الثاني: المزدكية:

- ‌الفرع الثالث: الديصانية:

- ‌الفرع الرابع: المرقيونية:

- ‌الفرع الخامس: الكينوية والصيامية والتناسخية:

- ‌المبحث الثاني عشر: أصحاب الروحانيات:

- ‌المطلب الأول: الباسنوية:

- ‌المطلب الثاني: الباهودية:

- ‌المطلب الثالث: الكابلية:

- ‌المطلب الرابع: البهادونية:

- ‌المبحث الأول: أميرينديان ديانات Amerindnian religions:

- ‌المبحث الثاني: أودين Odin:

- ‌المبحث الثالث: بون: Bon

- ‌المبحث الرابع: البيوتية Peyotism:

- ‌المبحث الخامس: البيوريتانية (التطهرية) Puritanism:

- ‌المبحث السادس: جون فروم Jon Frum:

- ‌المبحث السابع: حركات ما أوري Maori Movementes:

- ‌المبحث الثامن: الحركة التبشيرية الكامنة:

- ‌المبحث التاسع: ديانة البحيرة الجميلة Handsome lake Religion:

- ‌المبحث العاشر: لينغاياتا Lingayata:

- ‌المبحث الحادي عشر: مبونا 2 II Mbona:

- ‌المبحث الثاني عشر: ميستريا Mysteria:

الفصل: ‌المطلب الرابع: مؤسس البوذية:

‌المطلب الرابع: مؤسس البوذية:

مؤسس البوذية رجل يُلقَّب بـ: بوذا، وأما اسمه فهو: سدهارتا، أو سدذارتا.

وبوذا الذي تنسب إليه هذه الديانة ابن حاكم، وقد ولد في حديقة لومبيني بالقرب من مدينة كابيلا فاستو في شمال الهند من إقليم نيبال، وذلك سنة (568) قبل الميلاد.

وتختلف تواريخ ميلاده، ولكن ما ذكر هو أرجح الأقوال في تاريخ مولده.

وتتحدث الأساطير عن مولده وما قبله، وأيام حمله، فتذكر أنه ولد نظيفاً، لا كما يولد الأطفال، بل نزل من بطن أمه وهي واقفة ممسكة بغصن، ولم تشعر بألم، وكان جسمه نظيفاً كالمرآة، وذكروا له معجزات وكرامات.

أما اسمه فقد سمي سدهارتا، أو سدذارتا - كما مرَّ- ومعناه: الذي حقَّق أمله.

وأما ألقابه فكثيرة؛ فمنها (شاكياموني) أي: حكيم قبيلة شاكياس، و (بسكياموني) أي: المعتكف.

ومن ألقابه (تاذاجاتا) ومعناها: الرجل الفائز بالحق، وأما (بوذا) فمعناه: المستنير، أو العالم.

ونشأ بوذا في بلده على حدود نيبال، وكان أميراً؛ فشبَّ مترفاً منعماً، وتعلَّم الفروسية، وبالغ مؤرخوه في كل صغيرة وكبيرة في حياته حتى زعموا أن أربعة آلاف راقصة خُصِّصْنَ لإدخال السرور على قلبه، وأن زوجَه منتقاةٌ من خمسمائة حسناء.

وقد تزوَّج في السادسة عشرة من عمره - وقيل: في التاسعة عشرة - بزوجه ياسواذا بنت أحد زعماء قبيلة كولي، وعاش معها سعيداً هانئاً، وأنجبت له ابنه راهولا.

وبعد عشر سنوات من زواجه صمَّم على أن يبحث عن الحقيقة مهما كلَّفه الأمر، وذلك بعد أن مرَّ عليه صنوف من الآلام، وذلك لما رآه من الأحزان والمصائب.

وعزم على أن يعمل على تخليص الإنسان من آلامه التي منبعها الشهوات، ثم دعا إلى تَبَنِّي وجهة نظره حيث تبعه أناس كثيرون.

وذات ليلة عزم على مغادرة القصر، وهجر زوجته وولده، وهبط إلى الاصطبل، واختار جواده الأبيض وخادمه (شنا).

ويزعمون أن من معجزاته وهو يتهيأ لفراق القصر أن أبوابه فتحت من تلقاء نفسها، ولم يُسْمَع صوتُ خطوات جواده؛ حتى إذا انتهى إلى نهر أنوما نزل عن جواده ونزع ما كان يتزين به من الجواهر، وجزَّ لِمَّتَه بسيفه، وأعطى كل ذلك خادمه، وأمره أن يعود إلى قصر أبيه، ويخبره بخبره.

ومرَّ به سائل فتبادل معه الملابس.

ثم انتقل بعد سبعة أيام من شاطئ أنوما، وغادره إلى مدينة إجاجريها عاصمة الملك بمبيارا ملك مملكة ماجاذا، حيث يقيم في كهوف تلال ونديا نساك وقفوا حياتهم للتأمل والتفكير، ودراسة فلسفات الهند القديمة؛ رجاء أن يوفَّقوا لحلِّ مشكلة الحياة، ويفكوا ألغازها المغلقة، وقَصَد الغار الذي فيه الناسكان ألاراكالاما وأداكا، وكانت شهرة ألارا البرهمي واسعة.

وعندما دخل غار ألارا وجده مستغرقاً في تأمله وتفكيره، فوقف في إجلال وصمت بين يديه خاشعاً، وهجست في نفسه خاطرة: - أترى أجد لديه مفتاح السر-؟

بعد ذلك جلس إليهما، وأخذ منهما ما لديهما، ودرس عليهما أسفار الفيدا، واليوبانيشاد، واتخذ له كهفاً، وكان موضع إعجاب النساك جميعاً، وطابت له حياة الزهادة والتقشف، وأرسل إليه والده يطلبه، ولكنه اعتذر، وقد وصل بوذا إلى درجة عالية، وهي مرشد النساك.

وبعد سنتين أدرك أن البرهمية عاجزة عن حلِّ لغز الوجود، ومشكلة الحياة؛ فانصرف إلى غابة بالبنغال، وقسا على نفسه، وتقلَّب في أشد ضروب التقشف والحرمان، وقضى ست سنوات على هذه الحال حتى أشرف على الهلاك، وذاع صيته في الآفاق.

ولكن ذلك التعذيب للجسد والسكون التام لم يصلا به إلى غايته، بل عاقه ذلك الضعف الذي أصابه من جراء التعذيب عن القوة والتفكير.

ص: 115

ثم صمَّم بعد ذلك على ترك الحياة التي حَيِيَها مما حمل أتباعه النساك الخمسة أن يثنوه عن عزمه، فلم يفلحوا، واعتبروا ذلك منه ردة، واتهموه بأنه حادَ عن الطريق، وتركوه ومضوا إلى مرج الغزال في مدينة بنارس.

واستعاد سدذارتا - بوذا - نشاطه وقوته ومضى إلى شجرة، وجلس تحتها، ورأى رجلاً لديه حشائش؛ فسأله قبضةً منها فأعطاه، وجلس متربعاً ضامًّا يديه وقدميه، وعزم ألا يبارح مكانه، وألا يرسل ما ضمَّ حتى يتنزل عليه نور الحكمة والمعرفة، وآلى على نفسه أن يبقى ولو نخرت عظامه، وجف جلده، وتلف جسده.

وتقول الأساطير: إن نوازع نفسه أخذت تصارعه، ولكنه انتصر على الإغراء وهزمها في الصراع، وما كاد ينتهي الليل، ويغشى الأرضَ سنا الفجر حتى أشرقت معه في قلبه وعقله الحقيقةُ الساميةُ، والمعرفةُ الصحيحة، وأدرك ما كان يرجو من الماضي والحاضر والمستقبل كل لا يتجزأ، وعرف سرَّ الحياة والموت، والعلة والمعلول، ورحلة الروح في مختلف الأجسام: متى تصعد إلى النرفانا حيث العدم العام، وفناء النفس وهي السكينة والفناء.

ولكنه فناء ليس الفناء المعروف، وإنما هو وجود يفنى في وجود مثل فناء ألوان الطيف في الشمس، في البياض الناصع الذي لا لون له، كما يزعم بعض فلاسفة البوذيين العصريين.

ولا يتمُّ الوصول إلى النرفانا إلا بعد صفاء النفس والفضائل في عالم الحس والواقع.

ومرَّ به النهار ثم الليل، ولم يشعر بهما؛ لأنه كان غارقاً في سُبُحَاته، ثم صحا صحوةَ المنتصرِ والفرحُ يملأ قلبه؛ لأنه انتهى إلى ما كان يرجو، وتحقَّق له ما كان يأمل، وهبطت عليه الاستنارة فكان بوذا.

واستفاضت شهرته، وقصده الناس، ومضى إلى بنارس، وقصد مرج الغزال إلى النساك الخمسة الذين هزؤوا به، واتهموه، وتركوه فما كادوا يبصرونه حتى هزمتهم هيبتُه وراعهم منظره؛ فَهَبُّوا لاستقباله، وتسابقوا إلى تحيته، وجاءوا بماء لغسل قدميه، فألقى عليهم أول درس من دروسه، فإذا الفرح يملأ قلوبهم، ويفيض على وجوههم بشراً، ثم بعد ذلك دَوَّت شهرته آفاق الهند، واجتذبت شريعته الجديدة شباب الأسر العريقة، والتفت به الجموع، وكثر مريدوه.

وأصبح داعياً لما توصَّل إليه إلى أن توفي في الثمانين من عمره سنة (488) قبل الميلاد، وأُحرق جسده بعد موته بثمانية أيام. هكذا تقول الأساطير عنه (1).

‌المصدر:

رسائل في الأديان والفرق والمذاهب لمحمد الحمد - ص 40

(1) انظر ((الديانات والعقائد)) (1/ 116 - 117)) ، و ((ذيل الملل والنحل)) (2/ 13 - 16))، و ((الموسوعة الميسرة للندوة العالمية للشباب الإسلامي)) (2/ 758)، و ((التصوف المنشأ والمصادر)) لإحسان إلهي ظهير (ص 53 - 55).

ص: 116

المطلب الخامس: عقائد البوذية، وأفكارها، وتعاليمها (1):

تشتمل عقائد البوذية وأفكارها وتعاليمها على خرافات كثيرة، وأباطيل عديدة، ومتناقضات شتى فمن ذلك:

1 -

الإلحاد: فقد كان بوذا في أول دعوته لا يتكلم عن الألوهية، ويتحاشى الخوض في أمور الغيب، ثم تحوَّل بعد ذلك إلى محاربة الاعتقاد بوجود الله، وصار ينادي بالإلحاد.

2 -

يعتقد البوذيون أن بوذا هو ابن الله، وهو المخلِّص للبشرية من مآسيها وآلامها، وأنه يتحمَّل عنهم خطاياهم.

3 -

يقولون: قد دلَّ على ولادة بوذا نجم ظهر في أفق السماء، ويدعونه (نجم بوذا).

4 -

يقولون: لما ولد بوذا فرحت جنود السماء، ورتَّلت الملائكة أناشيد المحبة للمولود المبارك.

5 -

يقولون بقانون الجزاء، وإنكار البعث واليوم الآخر؛ فهم يرون أن الإنسان لا بدَّ له من الجزاء على أعماله خيراً وشرًّا، لكنهم يرون ذلك يحدث في الحياة الدنيا، لذلك فهم ينكرون البعث، وينكرون الجنة والنار.

6 -

يعتقدون أن هيئة بوذا قد تغيرت في آخر أيامه؛ حيث نزل عليه نور أحاط برأسه، وأضاء من جسده نور عظيم؛ فقال الذين رأوه: ما هذا بشرا إن هو إلا إله عظيم.

7 -

يصلي البوذيون لبوذا، ويعتقدون أنه سيدخلهم الجنة، وتُؤَدَّى الصلاةُ عندهم في اجتماعات يحضرها كثير من أتباعه.

8 -

لما مات بوذا قال أتباعه: صعد إلى السماء بجسده بعد أن أكمل مهمته على الأرض.

9 -

يقولون بتناسخ الأرواح: وذلك ناتج عن كفرهم باليوم الآخر؛ حيث قادهم ذلك إلى القول بتناسخ الأرواح؛ فهم يعتقدون أن من مات انتقلت روحه إلى حي جديد؛ فإذا مات الثاني انتقلت إلى الثالث، وهكذا إلى ما لا نهاية له؛ ثم يزعمون - بناء على قانون الجزاء - أن الروح تلقى جزاءها من النعيم أو الشقاء أثناء تنقلها من جسم إلى جسم.

وهذا الاعتقاد سرى إلى كثير من الأديان والفرق التي تقول بالتناسخ.

10 -

يؤمنون برجعة بوذا ثانية إلى الأرض؛ ليعيد السلام والبركة إليها.

11 -

في تعاليم بوذا الدعوة إلى المحبة، والتسامح، والتعامل بالحسنى، والتصدق على الفقراء، وترك الغنى والترف، وحمل النفس على التقشف والخشونة، وفيها تحذير من النساء، والمال، وترغيب في البعد عن الزواج.

12 -

ويرى بوذا أن أساس التدين هو التأمل ومقاومة النزعات، وقد وضع أربع حقائق أساسية في زعمه وهي:

أ - الحياة هي العناء.

ب - الشهوات هي أصل هذا العناء.

جـ - يتوقف العناء عندما تتوقف الشهوات.

د - إبطال الشهوات، ويتمُّ باتباع ما سمَّاه بالصراط النبيل، ويقوم هذا الصراط على توافر الصحة، والصواب في الاعتقاد، والعزم، والقول، والسلوك، والمهنة التي تتخذ لكسب العيش، والجهد، والتأمل الفكري والروحي.

وبهذه الذاتية الروحية الفكرية السلوكية يصل إلى النرفانا وهي السعادة القصوى، وعندها تبطل الشهوات، والعواطف ويتوقف تناسخ الأرواح؛ فالبوذي السعيد هو الذي ينجو من الدوران في محيط الولادة والموت؛ إذ يصل إلى النرفانا حيث لا ولادة ولا موت، وهذه المرحلة هي انعدام التناسخ الذي هو من ضرورات النفس الشقية.

ويُروى أن بوذا توصَّل إلى ذلك خلال ست سنوات من تحمل العناء ورياضة النفس، وأنه أنفق السنوات الخمس والأربعين الباقية من عمره في تعليم ما أنتهى إليه من تجربته.

فالنرفانا - إذاً - يبلغها البوذي بعد أن يحطِّم جميع القيود والأغلال التي تُقيِّد نفسه، وتمنعها من إدراك الحقائق، ويعرض عن شهوة البقاء، ويتملَّكُه عقل هادئ مطمئن لا يتسرَّب إليه الخطأ، ويتجرَّد عن كل الأماني والرغبات والجهالات وأسباب الخديعة والإغراء.

بعد هذا كله يبلغ البوذي طور النرفانا.

وقد قيل: إن النرفانا هي الاتحاد بالإله، ولكن البوذية لا تعرف إلهاً.

13 -

التسول والبطالة: فمن تعاليم البوذية أنها توصي أتباعها بالتخلي عن أموالهم وعقاراتهم وحرفهم، وتوصيهم بمد اليد للآخرين بالتسول والاستجداء؛ فهم يعيشون على البطالة والكسل.

وهذه تعاليمُ لا تستقيم معها الحياة، ولا ترتقي بها الأمم بخلاف الإسلام؛ فإنه دين يأمر بالعمل والنشاط والقوة، وينهى عن الكسل والبطالة.

هذه نبذة عن عقائد البوذية ويلاحظ التشابه الكبير بينها وبين النصرانية مما يؤكد تأثر النصرانية بها في كثير من المعتقدات.

‌المصدر:

رسائل في الأديان والفرق والمذاهب لمحمد الحمد - ص 40

(1) انظر ((الديانات والعقائد)) (4/ 333)، و ((ذيل الملل والنحل)) (15 - 18)، و ((الموجز في الأديان والمذاهب المعاصرة)) (ص86 - 88).

ص: 117