المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وتولية عمر: (الْحَمد لله الَّذِي قضى على أبي بكر بِالْمَوْتِ، - موقعة اليرموك دراسة وتحليل

[محمد السيد الوكيل]

الفصل: وتولية عمر: (الْحَمد لله الَّذِي قضى على أبي بكر بِالْمَوْتِ،

وتولية عمر: (الْحَمد لله الَّذِي قضى على أبي بكر بِالْمَوْتِ، وَكَانَ أحب إِلَى من عمر وَالْحَمْد لله الَّذِي ولي عمر، وَكَانَ أبْغض إِلَى من أبي بكر، وألزمني حبه)1.

1 ابْن كثير (7/14) .

ص: 186

‌وَفَاة الصّديق:

وَنحن نلاحظ خلافًا فِي تَارِيخ وَفَاة الصّديق رضي الله عنه يَنْبَغِي أَن يُحَقّق، فالطبري وَابْن الْأَثِير وَابْن كثير والسيوطي والبلاذري كلهم مجمعون على أَن الْوَفَاة كَانَت فِي جُمَادَى الْآخِرَة وَهَذَا أَمر لَا خلاف فِيهِ بَين المؤرخين.

وكما اتّفق المؤرخون على الشَّهْر الَّذِي توفّي فِيهِ الْخَلِيفَة، فهم كَذَلِك متفقون على أَن الْوَفَاة كَانَت فِي السّنة الثَّالِثَة عشرَة من الْهِجْرَة.

وَيَأْتِي الْخلاف بعد ذَلِك فِي الْيَوْم الَّذِي حصلت فِيهِ الْوَفَاة، وَالرِّوَايَة الَّتِي تكَاد تحظى بِإِجْمَاع المؤرخين أَنه رضي الله عنه اغْتسل فِي يَوْم شَدِيد الْبرد، وَكَانَ ذَلِك يَوْم الِاثْنَيْنِ لسبع خلون من جُمَادَى الْآخِرَة، فَحم على أثر ذَلِك خَمْسَة عشر يَوْمًا، وَتُوفِّي لَيْلَة الثُّلَاثَاء لثمان بَقينَ من جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث عشرَة2.

ولكننا نرى أَن الْبَرِيد قد وصل والمسلمون فِي اليرموك والمعركة دَائِرَة بَينهم وَبَين الرّوم والمؤرخون أنفسهم يرَوْنَ أَن معركة اليرموك انْتَهَت فِي جُمَادَى الْآخِرَة كَذَلِك، فَمَتَى يصل الْبَرِيد من الْمَدِينَة إِلَى الشَّام؟ وَفِي كم يَوْم يقطع الْمسَافَة؟؟

إِن الْبَرِيد مهما كَانَت سرعته لَا يُمكن أَن يقطع هَذِه الْمسَافَة فِي أقل من عشرَة أَيَّام، وَلَو توفى الْخَلِيفَة لثمان بَقينَ من جُمَادَى الْآخِرَة لتحتم أَن تكون المعركة قد امتدت إِلَى شهر رَجَب.

وَلِهَذَا فَإِنِّي أرجح أَن تكون وَفَاة الصّديق فِي النّصْف من جُمَادَى الْآخِرَة قبل انْتِهَاء المعركة بِعشْرَة أَيَّام كَمَا ذكر الطَّبَرِيّ حَيْثُ يَقُول: (وَمرض أَبُو بكر رحمه الله فِي جُمَادَى الأولى وَتُوفِّي لِلنِّصْفِ من جُمَادَى الْآخِرَة، قبل الْفَتْح بِعشْرَة أَيَّام)3.

وَهَذِه الْأَيَّام الْعشْرَة يُمكن أَن يصل الْبَرِيد فِيهَا من الْمَدِينَة المنورة إِلَى الشَّام حَيْثُ تَدور المعركة.

2 الطَّبَرِيّ (3/419) ، ابْن الْأَثِير (2/418) ، ابْن كثير (7/18) ، السُّيُوطِيّ ص 81.

3 الطَّبَرِيّ (3/394) .

ص: 186