المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌إسلام قائد من قواد الروم: - موقعة اليرموك دراسة وتحليل

[محمد السيد الوكيل]

الفصل: ‌إسلام قائد من قواد الروم:

يَا ليتى أَلْقَاك فِي الطراد

قبل اعترام الجحفل الورَّاد

وَأَنت فِي حلبتك الْوَارِد

وَتَبعهُ عِكْرِمَة وَهُوَ يَقُول:

قد علم بهكنة الْجَوَارِي

أَنِّي على مكرمَة أحامي

ونشبت المعركة حامية الوطيس، مستعرة الأوار، السيوف تخطف الْأَرْوَاح، وتزيل الْهَام، وتفري الْأَجْسَام.

ص: 182

‌خَالِد يسْتَقْبل بريد الْخَلِيفَة:

وبينما الْمُسلمُونَ كَذَلِك إِذْ أقبل الْبَرِيد من الْمَدِينَة مسرعاً يتخطى الناس، وَيسْأل عَن خَالِد، وَالنَّاس وَرَاءه يتبعونه ليستطلعوا مِنْهُ أَخْبَار الْمَدِينَة، يبشرهم بِالْخَيرِ، ويخبرهم عَن الأمداد.

وَلما بلغ الْبَرِيد خَالِدا سلمه الْكتاب، وَأخْبرهُ بوفاة أبي بكر، أسر إِلَيْهِ بِهِ، وَأخْبرهُ بِمَا أخبر بِهِ الْجند، فسر خَالِد فِي حسن تصرف الْبَرِيد وَقَالَ لَهُ: أَحْسَنت، وَوضع الْكتاب فِي كِنَانَته حَتَّى لَا يتطلع أحد على مَا فِيهِ فيجزع الْجند، وينتشر الْأَمر.

ص: 182

‌إِسْلَام قَائِد من قواد الرّوم:

وَفِي الْوَقْت نَفسه خرج جرجة من صُفُوف الرّوم حَتَّى وقف بَين الصفين، ونادى ليخرج إِلَيّ خَالِد فَخرج خَالِد إِلَيْهِ، وأناب أَبَا عُبَيْدَة عَنهُ، والتقى الرّجلَانِ بَين الصفين، وَسَأَلَ جرجة خَالِد عَن سَبَب تَسْمِيَته سيف الله، فَأخْبرهُ خَالِد بِأَن الرَّسُول هُوَ الَّذِي سَمَّاهُ بذلك وَدَار بَين الرجلَيْن حَدِيث طَوِيل أسلم جرجة على أَثَره، وَتبع خَالِدا إِلَى خيمته ليعلمه الْإِسْلَام.

ص: 182

‌موقف عِكْرِمَة من هجوم الرّوم:

ظن الرّوم أَن جرجة خمل على الْمُسلمين، وَأَنه فِي حَاجَة إِلَى المدد، فحملوا على الْمُسلمين حَملَة أزالتهم عَن مواقفهم، وَثَبت لَهُم عِكْرِمَة بن أبي جهل والْحَارث بن هِشَام، وَكَانَا على حامية فسطاط خَالِد، وَلما رأى عِكْرِمَة تراجع الْمُسلمين قَالَ: قَاتَلت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي كل موطن، وأفر مِنْكُم الْيَوْم، ثمَّ نَادَى فِي الْمُسلمين، من يُبَايع على الْمَوْت؟ فَبَايعهُ عَمه الْحَارِث بن هِشَام وَضِرَار بن الْأَزْوَر ومعهما أَرْبَعمِائَة من أبطال الْمُسلمين

ص: 182