المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الدين الإسلامي الدين الإسلامي: هو الدين الذي بعثَ الله به محمدًا - نبذة في العقيدة الإسلامية

[ابن عثيمين]

الفصل: ‌ ‌الدين الإسلامي الدين الإسلامي: هو الدين الذي بعثَ الله به محمدًا

‌الدين الإسلامي

الدين الإسلامي: هو الدين الذي بعثَ الله به محمدًا صلى الله عليه وسلم، وختم الله به الأديان، وأكمله لعباده، وأتمَّ به عليهم النعمة، ورضيه لهم دينًا، فلا يقبل من أحد دينًا سواه، قال الله تعالى:(مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا)[سورة الأحزاب: 40] .

وقال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا)[سورة المائدة: 3] .

وقال تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الإِسْلَامُ)[سورة آل عمران: 19] .

وقال تعالى: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[سورة آل عمران (85) ] .

وقد فرض الله تعالى على جميع الناس أن يدينُوا لله تعالى به فقال مخاطبًا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَميعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَاّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)[سورة الأعراف: 158] .

وفي صحيح مسلم: عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (والذي نفسُ محمد بيده، لا يسمعُ بي أحدٌ من هذه الأمَّة: يهودي، ولا نصراني، ثم يموتُ، ولم يؤمنْ بالذي أرسلتُ به؛ إلا كان من أصحاب النار)(1) .

والإيمان به: تصديق ما جاء به مع القبول، والإذعان، لا مجرد التصديق، ولهذا لم يكن أبو طالب مؤمنًا بالرسول صلى الله عليه وسلم مع تصديقه لما جاء به، وشهادته بأنه من خير الأديان.

والدين الإسلامي: متضمن لجميع المصالح التي تضمنتها الأديان السابقة، متميز عليها بكونه صالحًا لكل زمان، ومكان، وأمَّة، قال الله تعالى مخاطبًا رسوله صلى الله عليه وسلم:(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ)[سورة المائدة: 48] .

ومعنى كونه صالحًا لكل زمان، ومكان، وأمَّة: أنَّ التمسك به لا ينافي مصالح الأمة في أي زمان، أو مكان، بل هو صلاحها، وليس معنى ذلك أنَّه خاضع لكل زمان، ومكان، وأمَّة كما يريده بعض الناس.

(1) رواه مسلم، كتاب الإيمان، باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، رقم (384) .

ص: 30

والدين الإسلامي: هو دين الحق الذي ضمن الله - تعالى - لمن تمسَّك به حق التمسك أن ينصره، ويظهره على من سواه، قال الله تعالى:(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)[سورة الصف: 9] .

وقال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)[سورة النور: 55] .

والدين الإسلاميُّ: عقيدة، وشريعة، فهو كامل في عقيدته، وشرائعه:

1-

يأمرُ بتوحيد الله تعالى، وينهى عن الشرك.

2-

يأمرُ بالصدق، وينهى عن الكذب.

3-

يأمرُ بالعدل، وينهى عن الجور، والعدل هو المساواة بين المتماثلات، والتفريق بين المختلفات، وليس العدل المساواة المطلقة كما ينطق به بعض الناس حين يقول: دين الإسلام دين المساواة، ويطلق، فإن المساواة بين المختلفات جور لا يأتي به الإسلام، ولا يحمد فاعله.

4-

يأمرُ بالأمانة، وينهى عن الخيانة.

5-

يأمرُ بالوفاء، وينهى عن الغدر.

6-

يأمرُ ببرِّ الوالدين، وينهى عن العقوق.

7-

يأمرُ بصلة الأرحام وهم الأقارب، وينهى عن القطيعة.

8-

يأمرُ بحسن الجوار، وينهى عن سَيِّئه.

وعموم القول: أنّ (الإسلام) يأمر بكل خلق فاضل، وينهى عن كل خلق سافل.

ويأمر بكل عمل صالح، وينهى عن كل عمل سيء.

قال الله تعالى: (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[سورة النحل: 90] .

ص: 31