الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطبقة الحادية عشرة
في أعيان القرن الحادي عشر
حرف الألف
الشيخ آدم بن إسماعيل البنوري
الشيخ العارف الولي الكبير آدم في إسماعيل بن بهوه بن يوسف بن يعقوب ابن الحسين الحسيني
الكاظمي البنوري، أحد كبار المشايخ النقشبندية، بشر به والده في رؤيا له صالحة، بشره بذلك النبي
صلى الله عليه وسلم، ولد ونشأ بقرية بنور - بفتح الموحدة وتشديد النون - من أعمال سرهند، وأخذ
الطريقة عن الحاج خضر الروغاني أحد أصحاب الشيخ أحمد بن عبد الأحد العمري السرهندي
بمدينة ملتان، ولازمه شهرين كاملين، ثم قدم سرهند بأمره ولازم الشيخ أحمد المذكور مدة من الزمان
وأخذ عنه، وقد ذكر في خلاصة المعارف أنه حصلت له نفحة من الجذبات الربانية عن الشيخ محمد
طاهر اللاهوري بحق ما وصل إليه عن الشيخ إسكندر عن جده كمال الدين الكيتهلي.
وبالجملة فإنه بلغ رتبة لم يصل إليها كثير ممن عاصره من المشايخ، وكانت طريقته اتباع الشريعة
المحمدية واقتفاء آثار السنة السنية، لا ينحرف عنها قدر شعرة في الأقوال ولا في الأفعال.
أخذ عنه خلق كثير حتى قيل إن أربعمائة ألف مسلم بايعوه، ثم ألف رجل منهم نالوا عنه حظاً وافراً
من العلم والمعرفة، وقيل إن زاويته قلما كانت تخلو عن ألف رجل كل يوم، وكلهم كانوا يأكلون
الطعام من مطبخه ويستفيدون منه.
وفي التذكرة الآدمية أنه سار إلى لاهور سنة اثنتين وخمسين وألف وكان معه عشرة آلاف من السادة
والمشايخ ومن كل طبقة، وكان شاهجن ابن جهانكير سلطان الهند بلاهور في ذلك الزمان، فاستعظمه
وأمر سعد الله خان أن يذهب إليه، فجاء سعد الله خان وتكدرت صحبته بالشيخ فسعى إلى السلطان
بالوشاية، فأمر السلطان أن يسافر الشيخ إلى الحرمين الشريفين - زادهما الله شرفاً - فسافر معه
أصحابه وعشيرته فحج وسكن بالمدينة المنورة حتى مات بها. انتهى.
وللشيخ آدم رسائل في الحقائق والمعارف، منها خلاصة المعارف في مجلدين بالفارسية أوله: الحمد
لله رب العالمين حمداً كثيراً بقدر كمالات أسمائه وآلائه - الخ، وقد ظفرت بذلك الكتاب وهو موجود
عندي - ولله الحمد! ومنها نكات الأسرار.
وكان الشيخ آدم أمياً ما قرأ شيئاً من الكتب على أهل العلم.
مات بسبع بقين من شوال سنة ثلاث وخمسين وألف بالمدينة المنورة، فدفن ببقيع الغرقد عند قبة
سيدنا عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه.
المفتي آدم بن محمد الكوباموي
الشيخ العالم الكبير آدم بن محمد بن خواجه بن شيخ بن آدم، الشهابي الصديقي الكوباموي، أحد
الفقهاء الحنفية، كان من نسل الشيخ شهاب الدين عمر السهروردي صاحب العوارف، ولد بكوبامؤ -
قرية جامعة في أوده - سنة إحدى عشرة وتسعمائة، وسافر للعلم إلى جونبور، فلازم الشيخ معروف
بن عبد الواسع الحسيني البخاري الجونبوري، وأخذ عنه العلم والطريقة، وولي الإفتاء ببلدته كوبامؤ
فرجع إلى
بلدته، وكان يدرس ويفيد، أقطعه بابر شاه التيموري قرية لمعاشه سنة ثلاثين وتسعمائة،
وعمر تسعين سنة، لعله توفي سنة إحدى وألف.
الشيخ إبراهيم بن أحمد الحموي
السيد الشريف أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن الحسين بن عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن
محمد بن علي الكبير، الحموي الكيلاني، أحد السادة القادة، قدم بعد وفاة والده إلى الهند وأخبر أبوه
عن ذلك قبل قدومه، فحصل له القبول التام من أهلها، واجتمع بسلطان الهند شاهجهان بمدينة دهلي
فأنزله المنزلة السامية اللائقة به، وهرع إليه أهل هذه البلاد، واعتقدوا فيه غاية الاعتقاد، على
الخصوص ابن ملكهم محمد شجاع، فإنه كان معه على ما يذكر كالمطيع مع المطاع، وظهرت على
يديه كرامات وسار ذكرها في البلاد، وجرت له معهم أمور وامتحانات أظهرها الله سبحانه ببركة
سلفه الطاهر، وأقام بالهند عشر سنين، ثم رجع إلى بلدته حماة الشام، وكان ذلك سنة سبع وستين
وألف، فجدد بها قصره داخل دارهم، وكان تمامه سنة تسع وستين، وتزوج بابنة عمر باك الأعوجي
حاكم حماة في السنة المذكورة، وسار في سنة سبعين إلى قسطنطينية لبعض أمور ومهمات، وبعد
قضائها عاد إلى وطنه حماة واستقام بها إلى سنة ثمان وسبعين، ثم عاد إلى الهند وأقام بأورنك آباد
في معسكر السلطان الغازي أورنك زيب بن شاهجهان الدهلوي اثنتي عشرة سنة، ومات سنة سبع
وثمانين وألف فدفن بها.
وأما ما في تحفة الأبرار أنه توفي في بلدة شاهجهانبور سنة تسع وثمانين وألف وبها دفن في تكية
كان بناها في تلك البلدة، فليس بصحيح.
وقد ذكر له صاحب شمس المفاخر ذيل قلائد الجواهر المطبوعة بمصر ترجمة حسنة وكان صنفه
في حياته فذكره إلى رحلته قسطنطينية ودعا له بالعود إلى بلدته بالخير والسلامة.
الشيخ إبراهيم المحدث الكبرآبادي
الشيخ العالم الكبير المحدث إبراهيم بن داود، أبو المكارم القادري المانكبوري ثم الأكبرآبادي، أحد
العلماء المبرزين في الفقه والحديث والعربية، ولد ونشأ بمانكبور وقرأ العلم بها على أساتذة عصره،
ثم سافر إلى بغداد واشتغل بالحديث والتفسير بها سنتين ونصف سنة، ثم ذهب إلى الحرمين
الشريفين فحج وزار، ثم ذهب إلى مصر القاهرة وأخذ الحديث بها عن الشيخ شمس الدين العلقمي،
وأجازه الشيخ محمد بن أبي الحسن البكري الشافعي، ثم رجع إلى مكة المباركة وصحب الشيخ عبد
الرحمن بن فهد المغربي والشيخ مسعود المغربي والشيخ علي ابن حسام الدين المتقي، كلهم أجازوا
له، ثم سافر إلى مصر مرة ثانية فدرس وأفاد بها أربعاً وعشرين سنة، وفي الموسم يذهب إلى مكة
المشرفة ويتشرف بالحج، ثم ألقى الله سبحانه في روعه حب الوطن فرجع إلى الهند وسكن بأكبر
آباد، فعكف على الدرس والإفادة والتذكير، وأخذ عنه ناس كثيرون وانتفعوا به، كما في كلزار أبرار.
قال البدايوني في منتخب التواريخ: إنه كان ورعاً تقياً عابداً ناسكاً مفيداً مدرساً، صرف عمره في
تدريس العلوم الدينية لا سيما الحديث، وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويعتزل عن أرباب
الغناء، قال إن أكبر شاه بن همايون التيموري سلطان الهند دعاه مرة إلى عبادت خانه فلم يتصد
بآداب التحية المرسومة في حضرة الملك، وألقى عليه خطبة فرغبه ورهبه، انتهى.
توفي في التاسع عشر من ذي الحجة سنة إحدى وألف بأكبر آباد فدفن بها وله ست وثمانون سنة،
كما في كلزار أبرار.
الشيخ إبراهيم الهندي
الشيخ الصالح إبراهيم بن صالح، الهندي ثم الصنعاني، كان من الشعراء المفلقين، ذكره الشوكاني
في البدر الطالع، قال: كان والده من جملة البانيان الواصلين إلى صنعاء، وأسلم على يد بعض آل
الإمام وحسن إسلامه، ونشأ ولده هذا مشغوفاً بالأدب مولعاً بمعالي الرتب، وأكثر مدائحه في الإمام
المهدي أحمد بن الحسن بن القاسم بن محمد، ومدح الإمام المتوكل على الله إسماعيل ابن القاسم وابنه
علي بن المتوكل ومحمد بن الحسن، ولما صارت الخلافة إلى
الإمام المهدي صاحب المواهب وفد
إليه وكان قد بلغه عنه شيء فقال له: بأي شفيع جئت؟ فقال له: بهذا، وأخرج المصحف من صدره،
فقال: وقد قبلنا هذا الشفيع ولكن لا أراك بعد اليوم! فتغيب عنه من ذلك اليوم ولازم العبادة والتزهد،
وكان إذا قام إلى الصلاة اصفر لونه، وحج ومات عقب عوده.
قال الشوكاني: كان أشعر أهل عصره بلا مدافع، وله ديوان شعر في مجلد ضخم رأيته فوجدت فيه
ما هو في الطبقة العلية والمتوسطة والسافلة وكان الجيد أغلب، وكان يتشبه في مدحه وحماسته بأبي
الطيب، ومن فائق مقطعاته قوله:
أشبه ثغره والقات فيه وقد لانت لرقته القلوب
لآل قد نبتن على عقيق وبينهما زمردة تذوب
ومن مقطعاته في مليح:
وأبيض عاينته سابحاً في لجة للماء زرقاء
فقلت هذا البدر في لجة أم ذا خيال الشمس في الماء
قال: إنه مات سنة مائة وألف أو التي قبلها.
إبراهيم عادل شاه البيجابوري
الملك المؤيد إبراهيم بن طهماسب بن إبراهيم بن إسماعيل بن يوسف، عادل شاه البيجابوري
السلطان الحنفي، قام بالملك بعد عمه علي بن إبراهيم عادل شاه سنة ثمان وثمانين وتسعمائة وهو ابن
تسع سنين، فأخذ الوزراء المتغلبة عنان السلطنة واحداً بعد واحد واشتغل السلطان بالفروسية واللعب
بالرمح والسيف وغيرها، وقرأ القرآن وأخذ الخط وتزوج بجاند سلطانة أخت محمد قلى قطب شاه
الحيدرآبادي سنة ست وتسعين وتسعمائة، وأخذ عنان السلطنة بيده سنة ثمان وتسعين وتسعمائة،
وأحسن سيرته في الناس، وبنى القصور العالية والبساتين الزاهرة بمدينة بيجابور، وغزا بيجانكر
غير مرة وغنم أموالاً كثيرة منها، واستوزر سعد الدين عناية الله الشيرازي سنة ثلاث بعد الألف،
واعتمد عليه في مهمات الأمور.
وكان عاداً كريماً باذلاً شجاعاً مقداماً محظوظاً جداً، صاحب عقل ودين وهدوء، رفض التقليد في
المذهب وصار حنفياً، واستقل بالملك ثمانية وأربعين سنة.
ولم يكن له نظير في فن الموسيقى والنغمات الهندية، له نورس كتاب في الإيقاع والنغم، وصنف له
محمد قاسم بن غلام علي البيجابوري كتابه كلزار إبراهيمي في التاريخ وهو المشهور بتاريخ فرشته،
وصنف له العلماء كتبهم وأثنوا عليه.
توفي سنة ست وثلاثين وألف، فقام بعده بالملك ولده محمد ثم علي ثم الإسكندر، ثم انقرض ملكه
وصار لعالمكير بن شاهجهان الدهلوي سنة سبع وتسعين وألف، والأرض لله يورثها من يشاء.
رفيع الدين إبراهيم الشيرازي
الأمير الفاضل رفيع الدين إبراهيم الحسيني الشيرازي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، قدم
بيجابور في أيام على عادل شاه البيجابوري وكان ابن عم الوزير عناية الله الشيرازي، فقربه على
عادل شاه المذكور إلى نفسه وجعله قهرمانه، فخدمه زماناً ثم خدم إبراهيم عادل شاه، ومات في أيامه،
له تذكرة الملوك في أخبار بيجابور، صنفه سنة سبع عشرة وألف، كما في بساتين السلاطين.
الشيخ إبراهيم الكشميري
الشيخ الصالح إبراهيم بن أبيه الكشميري، أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، أخذ عن الشيخ
رفيق بن إبراهيم الكشميري، مات سنة ست عشرة وألف بكشمير فدفن بها.
القاضي إبراهيم بن محمد الكالبوي
الشيخ العالم الفقيه القاضي إبراهيم بن محمد البنواروي الكالبوي، أحد العلماء البارعين في الفقه
والأصول والعربية، قرأ على والده ثم أخذ عنه الطريقة، وقرأ هداية الفقه على الشيخ عبد الملك بن
إبراهيم الكالبوي المدرس المشهور، ثم تصدر للتدريس بقرية بنواري من أعمال كالبي، ودرس وأفاد
بها مدة حياته.
وكان عالماً صالحاً خطاطاً فصيح الكلام حلو العبارة، له نسب الأنساب كتاب بسيط بالفارسي، بين
فيه جدوده من الأم والأب وذكر فيه جماعة من الأكابر.
توفي سنة أربع بعد الألف بقرية بنواري فدفن بها، كما في كلزار أبرار.
الشيخ إبراهيم بن نعمان الأكبرآبادي
الشيخ العالم الصالح إبراهيم بن نعمان بن شمس الدين، الحسيني البلخي ثم الهندي الأكبرآبادي، أحد
المشايخ النقشبندية، أخذ عن أبيه ولازمه زماناً طويلاً، وسافر إلى الحجاز فحج وزار سنة خمس
وستين وألف مع أبناء الشيخ أحمد بن عبد الأحد الشرهندي.
السيد إبراهيم الغياث بوري
الشيخ العالم المحدث إبراهيم الثوري الغياثبوري، أحد العلماء المبرزين في الحديث والتصوف، قرأ
الفقه في مدرسة الشيخ إسحاق بن كاكو اللاهوري بمدينة لاهور، ثم سافر إلى الملتان وبايع الشيخ
كبير الدين الحسيني البخاري، ثم رجع إلى دهلي ولازم الشيخ محمد غوث الشطاري، وقرأ الجواهر
الخمسة له على الشيخ مبارك الفاضل الكواليري، ثم خرج من دهلي على عزيمة الحج والزيارة
فذهب إلى لاهور والملتان، وسافر منها إلى شيراز ثم إلى بغداد، وأخذ بها عن الشيخ زين العابدين
الحسني البغدادي صاحب سجادة الشيخ الإمام عبد القادر الجيلاني، ثم سار إلى بلاد الشام وزار
مشاهد الأنبياء والقدس الشريف، ثم ذهب إلى مصر وأخذ الحديث والتفسير عن الشيخ محمد البكري
الشافعي وصحبه مدة من الزمان، ثم سافر إلى المدينة المنورة فزار، ورحل إلى مكة المباركة فحج
وأخذ عن الشيخ علي بن حسام الدين المتقي، وأقام على جبل الثور اثنتي عشرة سنة، ولذلك اشتهر
بالثوري، ثم رجع إلى الهند وسكن بمدينة أجين سنة ثمان وسبعين وتسعمائة.
وكان عابداً زاهداً قنوعاً متوكلاً صاحب عقل ودين، يصل نسبه إلى السيد شاه أجملي السامانوي
الترمذي، وكان حياً في سنة إحدى وعشرين وألف، كما في كلزار أبرار.
القاضي إبراهيم البيجابوري
الشيخ الفاضل القاضي إبراهيم الزبيري البيجابوري، أحد العلماء البارعين في العلم والمعرفة، تولى
القضاء بمدينة بيجابور مدة طويلة، وأخذ الطريقة عن الشيخ جان الله السهروردي البيجابوري.
وكان فقيهاً زاهداً متورعاً مشكور السيرة في القضاء.
توفي في الثاني عشر من رجب سنة أربع وتسعين وألف بمدينة بيجابور فدفن بها، كما في روضة
الأولياء.
القاضي إبراهيم السندي
الشيخ العالم الفقيه القاضي إبراهيم التتوي السندي، كان من أحفاد الشيخ فيروز، ولاه شاهجان بن
جهانكير الدهلوي الإفتاء بمدينة دهلي، فاشتغل به مدة من الزمان، ثم ولاه القضاء في المعسكر،
فصار أكبر قضاة الهند، وكان يدرس ويفيد، كما في تحفة الكرام.
الشيخ أبو البركات اللاهوري
الشيخ الفاضل أبو البركات بن عبد المجيد الملتاني اللاهوري، أحد الفضلاء المقتدرين على الإنشاء
والشعر، ولد ونشأ بمدينة لاهور، وتقرب إلى سيف خان وصاحبه بمدينة إله آباد، ثم إلى إعتقاد خان
بن اعتماد الدولة حين كان والياً على جونبور، وله كتاب حافل في الإنشاء وشرح بسيط على قصائد
العرفي وديوان شعر بالفارسي له، يحمل مائة ألف بيت.
ومن أبياته قوله:
كس ايمنى از آفت همسايه ندارد هر شعله كه برخاست زدل بر جكر افتاد
توفي لسبع خلون من رجب سنة أربع وخمسين وألف بأكبرآباد فنقلوا جسده إلى لاهور ودفنوه بها،
كما في سرو آزاد.
أبو البركات بن المبارك الناكوري
الشيخ الفاضل أبو البركات بن المبارك الناكوري، أحد العلماء المبرزين في العلوم الأدبية، ولد لسبع
عشرة خلون من شوال سنة ستين وألف، قرأ العلم على والده وإخوته، له شرح على الوافي في
النحو.
المفتي أبو البقاء الجونبوري
الشيخ العالم الفقيه أبو البقاء بن درويش محمد الحسيني الواسطي الجونبوري، أحد الفقهاء الحنفية،
ولد ونشأ بجونبور، وقرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء، ثم تصدر للتدريس، وكان مفرط
الذكاء سريع الإدراك قوي الحافظة حلو المنطق، درس وأفاد مدة مديدة في بلدته.
قال الزيدي في تجلى نور: قرأ العلم على مولانا محمد ماه الديوكامي، وولي الإفتاء بمدينة جونبور
فاشتغل به مدة حياته، وله إعراب القرآن في عشرة مجلدات أوله الحمد لله الذي وفقنا لحفظ كتابه،
الخ وله حاشية على شرح الكافية للجامي وعلى شرح الشمسية للرازي.
وأنت تعلم أن إعراب القرآن من مصنفات أبي البقاء عبد الله بن الحسين العكبري المتوفي سنة
616، لعله اشتبه عليه بالكنية، وكذلك أشك في نسبة تلمذه علي محمد ماه الديوكامي، وإن صح ذلك
فالشك راجع إلى تاريخ وفاته، قال إنه توفي يوم الجمعة لثمان بقين من جمادي الأولى سنة أربعين
وألف بمدينة جونبور فدفن بها، والله أعلم.
الشيخ أبو بكر بن أحمد الحضرمي
الشيخ العابد الناسك أبو بكر بن أحمد بن حسين بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس الشافعي
الحضرمي ثم الهندي الدولة آبادي، أحد أجواد الدنيا، ذكره الشلي في تاريخه وقال: إنه ولد بمدينة
تريم ونشأ بها، وحفظ القرآن وغيره من كتب ورسائل، وصحب أباه وحذا حذوه، ثم سافر إلى الديار
الهندية وأقام بها في أنضر عيش، واجتمع بشاهجهان بن جهانكير الدهلوي سلطان الهند، فأنعم عليه
وقرر له مؤنته كل يوم من ملبوس ومطعوم، وترادفت عليه الفتوحات الظاهرة والباطنة، ثم قطن
بمدينة دولت آباد وصار بها ملجأ للوافدين، ولم يزل بها إلى أن مات، وكانت وفاته في سنة ثمان
وأربعين وألف، وقبره هناك معروف يزار، كما في خلاصة الأثر.
السيد أبو بكر بن حسين الحضرمي
السيد الشريف أبو بكر بن حسين بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن ابن عبد الله بن أحمد
بن علي بن محمد بن أحمد، الحسيني الحضرمي الشافعي، ثم الهندي البيجابوري، أحد العلماء
العارفين.
ولد بمدينة تريم ونشأ بها، وحفظ القرآن، وصحب العارفين من أهل زمانه، منهم الشيخ عبد الله بن
الشيخ العيدروس وولده زين العابدين، والسيد القاضي عبد الرحمن بن شهاب الدين، وأخذ عن أخيه
القاضي أحمد بن الحسين، وغلب عليه علم التصوف، ثم رحل إلى اليمن فقصد السيد عبد الله بن
علي بالوهط وصحبه مدة ولبس منه الخرقة، ثم قدم الهند وأخذ عن الشيخ محمد ابن عبد الله
العيدروس ببندر سورت ولازمه ملازمة تامة ولبس منه الخرقة، ثم بعد وفاته ساح في تلك البلاد
وأخذ عن جماعة، واجتمع بالملك عنبر، وكانت حضرته مجمع العلماء والأدباء، ثم بعد موت العنبر
رحل إلى بيجابور واتصل بسلطانها محمد بن إبراهيم عادل شاه، فجعله من خاصة أحبائه وخواص
جلسائه، فتدير بيجابور واستقر بها وصار مرجعاً للوافدين، وكان كريماً طلق الوجه فعم صيته تلك
الأقطار وطار ذكره فيها، وكف بصره في آخر عمره، ابتلى بداء عضال إلى أن مات.
وكانت وفاته في سنة أربع وسبعين وألف بمدينة بيجابور، ودفن في مقبرة السادة قريباً من السور،
كما في خلاصة الأثر.
الشيخ أبو بكر الشافعي السندي
الشيخ الفاضل العلامة أبو بكر الشافعي السندي المجاور بالطواشية شرقي الجامع الأموي في دمشق
الشام تحت المنارة الشرقية نحو عشر سنين، ذكره الشيخ نجم الدين الغزي الشافعي في لطف السمر
وقطف الثمر فأحسن ذكره.
قال الغزي: إنه كان بارعاً في المعقولات نافعاً للطلبة صالحاً ديناً مباركاً، آثر الخمول والقناعة،
وكانت تخطبه الدنيا ويأبى إلا فراراً منها، ملازماً على العبادة والصلاة في الجماعة يسرد الصوم دائم
الصمت حسن الإعتقاد متواضعاً، لا يرغب في الحكام ولا يجتمع بهم، وربما زاره بعضهم، لزمته
الطلبة وانتفعوا به سنين في المعقولات وغيرها، مات مطعوناً، وطعن وهو صائم، وداوم على صيامه
حتى مات وهو صائم يوم السبت ثالث ربيع الأول سنة ثمان عشرة بعد ألف، ودفن بتربة الغرباء
بباب الفراديس، ومات قبله بأيام لطيفة صاحبه الملا محمد الهندي، وكانا متلازمين في المحيا
والممات فإن قبره إلى جانب قبره، فقال الشيخ نجم الدين الغزي ملمحاً:
عجبت لطاعون أصابت نباله وأربت على الخطى والصارم الهندي
سطا في دمشق الشام عاماً وآخراً تبسط في الهندي وما ترك السندي
أبو بكر الصديق الناكوري
الشيخ الفاضل أبو بكر الصديق الحنفي الناكوري الطبيب الحاذق، كان من العلماء المبرزين في
الصناعة وفي معرفة الأدوية الهندية، له منظومة في المعالجات على أصول أهل الهند بالفارسية،
صنفها سنة أربع وعشرين وألف وسماها الطب الصديقي.
منها قوله:
نوشتم دوا هائي هندوستان كه حاجت بفرهنك نبود ازان
زهجرت تواريخ سال اين كتاب هزارست وعشرين وجاراز حساب
القاضي أبو بكر الأكبرآبادي
له كتاب في الفقه، جمع فيه المسائل المعمول بها في مذهب الإمام أبي حنيفة، صنفه لبختاور خان
العالمكيري، كما في مرآة العالم.
الشيخ أبو تراب البيجابوري
الشيخ الفاضل أبو تراب بن أبي المعالي بن علم الله، الحنفي الصالحي الأميتهوي ثم البيجابوري،
أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ بمدينة بيجابور، وقرأ العلم بها على الشيخ علي
محمد بن أسد الله العلوي الكجراتي ولازمه مدة من الزمان، حتى برع أقرانه وصار من أكابر العلماء
في بلدته، فاشتغل بالدرس والإفادة، وصرف شطراً من عمره في ذلك، انتهت إليه الرياسة العلمية
بمدينة بيجابور، أخذ عنه الشيخ نظام الدين البرهانبوري صاحب الفتاوي الهندية، وخلق كثير من
العلماء.
مات لعشر بقين من صفر سنة ست وثمانين وألف، فدفن عند جده الشيخ علم الله المذكور، كما في
روضة الأولياء.
الشيخ أبو تراب الكجراتي
الشيخ الفاضل العلامة أبو تراب بن كمال بن هبة الله، الحسيني الكجراتي، كان من السادة السلامية،
ولد بجانبانير ونشأ بها، وقرأ العلم على أبيه وجده، وكان جده من كبار العلماء، وانتقل من حانبانير
إلى أحمد آباد وسكن بها، ولما افتتح أكبر بن همايون التيموري تلك البلاد بعثه إلى مكة المباركة
وجعله أميراً على الحجاج سنة تسع وثمانين وتسعمائة، وفوض إليه خمسة لكوك من النقود الفضية
وعشرة آلاف من الخلع الفاخرة ليقسمها على مستحقيها في الحرمين الشريفين، تشرف بالحج
والزيارة وعاد إلى الهند سنة إحدى وتسعين وتسعمائة، وأتى بحجر فيه قدم النبي صلى الله عليه
وسلم، فأمره السلطان أن يقف على أربعة أميال من آكره، واستقبله وأخذ الحجر ووضعه على العين
والرأس وأتى به إلى آكره، ثم ولاه خدمة جليلة في
كجرات فاستقل بها مدة، كما في مآثر الأمراء،
وله مصنفات منها كتاب في تاريخ كجرات بالفارسي.
توفي في الثالث عشر من جمادي الأولى سنة ثلاث وألف، كما في تحفة الكرام.
الشيخ أبو تراب اللاهوري
الشيخ الفاضل أبو تراب بن نجيب الدين بن شمس الدين بن أسد الدين بن زين العابدين، الحسيني
الشيرازي ثم اللاهوري، أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، قدم الهند وأخذ الطريقة عن الشيخ
وجيه الدين بن نصر الله العلوي الكجراتي، ثم قدم لاهور وسكن بها، أخذ عنه القاضي محمد أفضل
اللاهوري وخلق آخرون، مات في سنة إحدى وسبعين وألف بمدينة لاهور فدفن بها، كما في خزينة
الأصفياء.
مولانا أبو تراب الأميتهوي
الشيخ الفاضل أبو تراب بن عبد الرزاق بن خاصه بن خضر، الصالحي الأميتهوي، أحد الرجال
المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بأميتهي، وسافر للعلم إلى برهانبور عند صنوه الكبير علم
الله بن عبد الرزاق الأميتهوي، وقرأ عليه الكتب الدرسية ولازمه زماناً، ثم رجع إلى بلدته ودرس
وأفاد بها مدة من الزمان، مات في 15 من شعبان ولم أقف على سنة وفاته.
الشيخ أبو جعفر الإسترآبادي
الشيخ الفاضل أبو جعفر بن محمد أمين، الشيعي الإسترآبادي العالم الكبير، ذكره الحر العاملي في
الأمل الآمل وقال: إنه عامل فاضل أديب شاعر يقيم في الديار الهندية، كما في نجوم السماء.
السيد أبو الحسن بن الجمال السورتي
الشيخ الصالح أبو الحسن بن جمال الدين بن سيد باشاه، الخوارزمي السورتي، أحد المشايخ
النقشبندية، تفقه على والده وأخذ عنه الطريقة، وتولى الشياخة بعده مدة من الزمان، مات في تاسع
صفر سنة أربع وخمسين وألف بمدينة سورت فدفن بها، كما في الحديقة الأحمدية.
أبو الحسن آصف جاه الدهلوي
الأمير الكبير أبو الحسن بن غياث الدين بن محمد شريف، الطهراني يمين الدولة آصف جاه
خانخانان سبه سالار الوكيل المطلق، ولد ونشأ في بلاد الفرس، وانتقل إلى بلاد الهند مع والده بعد ما
توفي جده محمد شريف المذكور سنة أربع وثمانين وتسعمائة في أيام السلطان أكبر بن همايون
التيموري، واشتغل بالعلم مدة من الزمان، ولما توفي السلطان المذكور وقام بالملك ولده جهانكير
وتزوج بأخته نور جهان بيكم لقبه إعتقاد خان وولاه على جونبور، وتزوج بنته أرجمند بانو
شاهجهان بن جهانكير سنة عشرين وألف، ولقبه جهانكير آصف خان سنة اثنتين وعشرين، وأضاف
إلى منصبه غير مرة صار مع الأصل والإضافة سبعة آلاف له وسبعة آلاف للخيل، ولما توفي
جهانكير دبر آصف خان حيلة لختنه شاهجهان فأعلن بولاية داور بخش بن خسرو بن جهانكير
وجمع الجنود تحت لوائه، ودبرت أخته نور جهان بيكم حيلة لختنه شهريار بن جهانكير، فوقع
الحرب بينهما وظهرت الغلبة لآصف خان، فقبض على أخته وجعل شهريار مكحولاً محبوساً، ثم
قبض على داور بخش وأخيه كرشاسب وطهمورث وهو شنك ابني دانيال بن أكبر بن همايون، وأقعد
أخته نور جهان بيكم بمدينة لاهور، فوظفها شاهجهان، ولقب صهره بيمين الدولة آصف جاه، وكان
يخاطبه في المحاورة والمراسلة بالعم، وفوض إليه خاتمه مهر اوزك وجعله وكيلاً مطلقاً له، وأضاف
في منصبه غير مرة، فصار تسعة آلاف له وتسعة آلاف للخيل، وأقطعه أقطاعاً كبيرة تحصل له منها
كل سنة خمسون لكا خمسة ملايين، ثم لقبه خانخانان سبه سالار.
وكان عالماً بارعاً في المنطق والحكمة والتاريخ
والإنشاء والشعر، قرأ العلم على الشيخ محمد بن
يوسف التتوي السندي، وله ميل عظيم إلى أهل العلم ومحبته زائدة لهم، يقربهم إلى نفسه ويبذل
عليهم العطايا الجزيلة، وكان العلامة محمود بن محمد الجونبوري صاحب الشمس البازغة ممن يتردد
إليه ويستفيد منه، وله من كمال الرياسة وحسن مسلك السياسية والفطنة بدقائق الأمور ما لا يمكن
وصفه، مع الحلم والتواضع والنقاوة التامة والشهامة الكاملة وعلو الهمة ومحبة أهل الفضائل وكراهة
أرباب الرذائل ما لا يساويه في ذلك أحد.
وكانت وفاته بالاستسقاء سنة إحدى وخمسين وألف بمدينة لاهور فدفن بها، وأرخ له بعض أصحابه
من قوله: زهى افسوس آصف خان، كما في مآثر الأمراء.
الشيخ أبو الحسن الكشميري
الشيخ الفاضل الكبير أبو الحسن الحنفي الكشميري السندي، أحد العلماء المشهورين في المعقول
والمنقول، كان يدرس ويفيد في أيام شاهجهان بن جهانكير الدهلوي، كما في تذكرة علماء الهند.
السيد أبو الحسن الأمروهوي
الشيخ العالم الصالح أبو الحسن بن محمد بن المنتخب، الحسيني النقوي الأمروهوي، كان من نسل
الشيخ الكبير شرف الدين الحسيني الأمروهوي، ولد ونشأ بأمروهه، وقرأ العلم على المفتي عبد الملك
بن محمود بن عطاء الله الأمروهوي ولازمه مدة من الزمان، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ الله بخش
الشطاري الكده مكتيسري، وأخذ عنه خلق كثير، كما في نخبة التواريخ.
الشيخ أبو الحسن البيجابوري
الشيخ الفاضل أبو الحسن بن القاضي عبد العزيز البيجابوري، أحد العلماء المبرزين في التاريخ
والفنون الأدبية، له كتاب في أخبار بيجابور بالفارسي، صنفه في أيام علي بن محمد عادل شاه
البيجابوري وولده إسكندر.
السيد أبو حنيفة البريلوي
السيد الشريف أبو حنيفة بن علم الله الحسني الحسيني النصير آبادي ثم الرائي بريلوي، أحد الرجال
المعروفين بالفضل والصلاح، ولد بنصير آباد، ولما هاجر والده إلى بريلي جاء وسافر معه إلى
الحجاز وله اثنتا عشرة سنة، ثم رجع وتربى في مهد والده وتفقه عليه، وأخذ عنه الطريقة ولازمه
مدة حياته، وكان على قدم أبيه في الصلاح والطريقة واتباع السنة السنية.
مات في حياة أبيه في شهر ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وألف بزاوية والده خارج البلدة من رائي
بريلي في جهة الشمال والشرق من المسجد، كما في السيرة العلمية.
أبو الخير بن المبارك الناكوري
الشيخ الفاضل العلامة أبو الخير بن المبارك الناكوري أحد العلماء المبرزين في العلوم الأدبية، ولد
لثمان ليال بقين من جمادي الأولى سنة سبع وستين وتسعمائة، كما في آئين أكبري لصنوه أبي
الفضل، وقرأ العلم على والده، ثم تقرب إلى السلطان أكبر بن همايون التيموري فجعله معلماً لأبنائه،
له شرح بسيط على الإرشاد للقاضي شهاب الدين الدولة آبادي، توفي يوم الأحد لخمس بقين من
جمادي الأولى سنة تسع عشرة وألف كما في أخبار الأصفياء.
الشيخ أبو الخير السندي
الشيخ العالم الفقيه أبو الخير الحنفي التتوي السندي، أحد العلماء المشهورين بالتفقه، كان من نسل
الشيخ فضل الله السندي، ولاه عالمكير بن شاهجهان الدهلوي سلطان الهند على تدوين الفتاوي
الهندية، كما في تحفة الكرام.
الشيخ أبو الخير بن أبي سعيد البهيروي
الشيخ الصالح أبو الخير بن أبي سعيد بن المعروف بن عثمان، العمري البهيروي، أحد العلماء
الصالحين، ولد بسلطانبور سنة ثمان وألف، وقرأ العلم على أبيه، ثم سافر إلى البلاد وأخذ عن غير
واحد من العلماء، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار، ورجع إلى
الهند وسكن بقرية بهيره - بكسر
الموحدة والهاء المختفية - قرية من أعمال جونبور، له كتاب شير شكر بالفارسي.
مات لإحدى عشرة خلت من شوال سنة تسع وخمسين وألف بقرية بهيره فدفن بها، كما في التاريخ
المكرم.
الشيخ أبو رضا بن إسماعيل الدهلوي
الشيخ العالم المحدث أبو رضا بن إسماعيل الحنفي الدهلوي، أحد كبار العلماء، ولد ونشأ بدهلي
وأخذ العلم عن جده لأمه الشيخ المحدث عبد الحق بن سيف الدين البخاري الدهلوي، ولازمه ملازمة
طويلة وتنبل في أيامه، أخذ عنه الشيخ مبارك بن فخر الدين البلكرامي وخلف آخرون، وكان يدرس
ويفيد، سافر في آخر عمره إلى الحجاز، فحج وزار ورجع إلى الهند، مات بدهلي سنة ثلاث وستين
وألف فأرخ لعام وفاته بعض أصحابه حاجي أبو رضا كما في الأسرارية.
الشيخ أبو سعيد الكهندوبي
الشيخ العالم الصالح أبو سعيد بن جكن الكهندوبي أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، كان من
نسل أبي سعيد الصحابي رضي الله تعالى عنه، مات في سنة أربع عشرة وألف بمدينة كالبي فدفن
بها، وأرخ لوفاته كلامي الكالبوي من قوله: فرياد زبو سعيد ثاني كما في كلزار أبرار.
الشيخ أبو سعيد الحنفي الكنكوهي
الشيخ الصالح الفقيه أبو سعيد بن نور الدين بن عبد القدوس، الحنفي الصفوي الكنكوهي، أحد
المشايخ الجشتية، كان ابن بنت الشيخ جلال الدين العمري التهانيسري، ولد ونشأ بكنكوه، وأخذ
الطريقة عن الشيخ نظام الدين ابن عبد الشكور العمري التهانيسري، ثم جلس على مسند الإرشاد
بكنكوه، أخذ عنه الشيخ محب الله الإله آبادي صاحب التسوية والشيخ محمد صادق الكنكوهي وخلق
آخرون، مات في سنة تسع وأربعين وألف بكنكوه فدفن بها، كما في خزينة الأصفياء.
الشيخ أبو سعيد الكجراتي
الشيخ العالم الفقيه القاضي أبو سعيد الحنفي الكجراتي، كان ختن القاضي عبد الوهاب الفتني
والكجراتي، ولي القضاء بدار الملك دهلي سنة ست وثمانين وألف مقام القاضي شيخ الإسلام ابن عبد
الوهاب الفتني، ثم ولي قضاء المعسكر في ذي القعدة سنة أربع وتسعين وألف، فاستقام عليه برهة
من الزمان، وعزل عنه في جمادي الأولى سنة خمس وتسعين وألف، ومات سنة تسع وتسعين وألف
في أيام عالمكير، كما في مآثر عالمكيري.
مولانا أبو سعيد الأميتهوي
الشيخ العالم الصالح أبو سعيد بن عبيد الله بن عبد الرزاق، الصالحي الأميتهوي، أحد رجال العلم
والطريقة، ولد بأميتهي في رابع ربيع الأول سنة سبع بعد الألف، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم
صرف عمره في الدرس والإفادة.
وكان صالحاً تقياً متورعاً باذلاً كريم النفس عظيم الزهد.
توفي في ثامن محرم سنة إحدى وستين وألف بأميتهي فدفن بها، كما في صبح بهار.
مرزا أبو طالب الهمداني
الشيخ الفاضل أبو طالب الهمداني الشاعر المشهور الملقب في الشعر بكليم، قدم الهند ولبث بها زماناً
عند شاه نواز خان بن مرزا رستم الصفوي ونال الالتفات منه، ثم سار إلى إيران سنة ثمان وعشرين
وألف وأقام بها نحو سنتين، ثم رجع إلى الهند وتقرب إلى شاهجهان بن جهانكير الدهلوي صاحب
الهند، فلقبه السلطان المذكور بملك الشعراء وخصه بأنظار العنايه والقبول.
ومن أبياته قوله:
دماغ بر فلك ودل بزير باي بتان زمن جه مي طلبي دل كجا دماغ كجا
توفي في منتصف ذي الحجة سنة إحدى وستين
وألف بكشمير فدفن بها، كما في سر وآزاد.
الأمير أبو العلاء الأكبر آبادي
الشيخ الصالح أبو العلاء بن أبي الوفاء بن عبد السلام بن عبد الملك بن عبد الباسط بن تقي الدين،
الكرماني الحسيني الأكبر آبادي، أحد المشايخ المشهورين بأرض الهند، يصل نسبه من جهة الأب
إلى عبد الله الباهر بن زين العابدين رضي الله عنه، ومن جهة الأمل إلى خواجه عبيد الله الأحرار
السمرقندي، قدم جده عبد السلام إلى الهند مع عياله، فلما وصل إلى قرية نريله على مرحلة من
لاهور ولد أبو العلاء سنة تسعين وتسعمائة، فأتى به إلى فتحبور سيكري، وتوفي الله سبحانه أباه
وجده في صباه، فتربى في مهد جده لأمه خواجه فيضي بن أبي الفيض بن عبد الله بن عبيد الله
الأحرار، وقرأ العلم على أساتذة عصره، وسافر معه إلى بردوان حين ولي جده عليها، ثم قام مقامه
ونال المنصب ثلاثة آلاف له وثلاثة آلاف للخيل، كل ذلك في أيام السلطان أكبر بن همايون
التيموري.
ولما توفي السلطان المذكور وقام بالملك ولده جهانكير سار نحو آكره للتبريك، فلما عبر بمنير -
بفتح الميم - أدرك بها الشيخ دولت المنيري واستفاض منه ثم دخل آكره، وافتتن جهانكير بحسن
صورته وسيرته فجعله من ندمائه، فبينما السلطان وأصحابه ذات ليلة يتبارون بالرمي وأبو العلاء
كان ممتثلاً بين يديه إذ لم يصب سهم السلطان الغرض ولا سهام أحد من أصحابه فأشار إليه بالرمي
فأصاب الغرض، ففرح السلطان وناوله كأساً من رحيق مختوم فصبه على ثيابه إخفاء منه، فرأى
السلطان ذلك فناوله مرة ثانية ففعل مثل ذلك، فغضب عليه السلطان وقال: لعلك لا تخاف غضبي!
قال: بلى ولكني أخاف في ذلك من هو أكبر منك، ثم اعتزل عن الخدمة وترك المنصب، وراح إلى
أجمير فعكف على ضريح الشيخ معين الدين حسن السجزي الأجميري، واستفاض من روحانيته
فيوضاً كثيرة، ثم لازم عمه الأمير عبد الله الأحراري وأخذ عنه الطريقة النقشبندية، وأجاز له
الأحراري باستماع الغناء، فمزج أذكار الطريقة الجشتية وأشغالها بأذكار الطريقة النقشبندية وأشغالها،
وتولى الشياخة بآكره واشتهرت طريقته بأبي العلائية.
أخذ عنه أبناؤه الشيخ نور العلاء بن أبي العلاء، وفيض الله بن أبي العلاء، ونور الله بن أبي
العلاء، والأمير عبد الماجد، وخواجه محمدي، والسيد محمد أفضل، والحافظ محمد صالح الكشميري،
والشيخ ولي محمد النارلولي، والسيد محمد بن أبي سعيد الحسيني الكالبوي، وخلق كثير من العلماء
والمشايخ.
توفي صبيحة التاسع من صفر سنة إحدى وستين وألف وله إحدى وسبعون سنة، فدفن في شمالي
مدينة آكره قريباً من سلطان كنج، كما في مهر جهانتاب.
الشيخ أبو العلاء الجونبوري
الشيخ العالم الفقيه أبو العلاء بن غلام حسين الحنفي الصوفي الجونبوري، كان من ذرية صدر
جهان الجونبوري، ولد ونشأ بمدينة جونبور وقرأ العلم بها ثم أخذ الطريقة عن الشيخ محمد رشيد بن
مصطفى العثماني الجونبوري ولازمه مدة، ثم لبس الخرقة من الشيخ محمد أرشد بن محمد رشيد
الجونبوري، وحصلت له إجازة عن الشيخ يسين بن أحمد الصوفي البنارسي.
وكان فقيهاً زاهداً متعبداً صاحب استقامة على الطريقة الظاهرة.
مات في سابع شوال سنة ثمان وتسعين وألف، فدفن في مقبرة جده القاضي صدر جهان المذكور
بقرية مصطفى آباد خارج البلدة، كما في كنج أرشدي.
الشيخ أبو الفتح البلمهتي
الشيخ العالم الصالح أبو الفتح بن فريد بن محمود السدهوري ثم البلمهتي، أحد الرجال المشهورين
بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بقرية بهلت، وأخذ عن الشيخ عبد العزيز بن الحسن العباسي الدهلوي،
ثم سافر إلى نارنول ولازم الشيخ نظام الدين إله داد الجشتي النارنولي، وصحبه مدة من الزمان،
وأخذ عنه العلم والمعرفة، ثم رجع إلى بلدته وتصدر بها للدرس
والإفادة، أخذ عنه غير واحد من
العلماء.
وله مصنفات، منها رسالة في أوراد المشايخ، ذكره الشيخ ولي الله المحدث في أنفاس العارفين.
وكان له أصحاب أجلاء، منهم الشيخ كريم الله السهارنبوري المتوفي سنة 1069، ذكره السنبهلي في
الأسرارية.
الشيخ أبو الفتح الرضوي الخير آبادي
الشيخ الفاضل الكبير أبو الفتح بن نظام الدين الحسيني الرضوي الخير آبادي، كان من ذرية الإمام
موسى الرضا - عليه وعلى آبائه التحية والثناء - ولد ونشأ بخير آباد، وقرأ العلم على والده وتفنن
في الفضائل عليه وأخذ عنه الطريقة، ثم سار إلى سنبهل وأخذ عن الشيخ حاتم السنبهلي، ثم تصدر
للتدريس فدرس وأفاد بخير آباد زماناً طويلاً، ولما توفي والده تولى الشياخة، ورزق حظاً وافراً من
الوجاهة وحسن القبول.
قال البدايوني في المنتخب: إنه كان أوحد عصره في العلوم والمعارف، له مصنفات تدل على
غزارة علمه وسعة اطلاعه، عاش بعد ما توفي أبوه ثماني عشرة سنة، انتهى، مات يوم عرس، أبيه
في حالة الوجد والسماع حين كان المغنى يردد هذا البيت.
جان بجانان ده وكر نه از تو بستاند اجل خود تو منصف باش أي دل آن نكو يا اين نكو
فقال: آن نكو، وكرر هذا القول ومات من ساعته، وكان ذلك في سابع ربيع الأول سنة تسع بعد
الألف، وقبره بخير آباد يزار ويتبرك به.
الشيخ أبو الفتح الملتاني
الشيخ الفاضل العلامة أبو الفتح الحنفي الملتاني، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية،
وأعرفهم في الفنون الحكمية، كان يدرس ويفيد في أيام شاهجهان بن جهانكير الدهلوي سلطان الهند،
كما في عمل صالح.
الشيخ أبو الفضل البهلتي
الشيخ الفاضل أبو الفضل بن أبي الفتح بن فريد بن محمود، السدهوري ثم البهلتي، أحد المشايخ
الجشتية، ولد ونشأ ببهلت، وأخذ عن والده، وتولى الشياخة بعده، له تعليقات على عين العلم تدل على
تبحره في العلم والمعرفة، كما في أنفاس العارفين.
أبو الفضل بن المبارك الناكوري
الشيخ العالم الكبير العلامة أبو الفضل بن المبارك الناكوري، أعلم وزراء الدولة التيمورية وأكبرهم
في الحدس والفراسة وإصابة الرأي وسلامة الفكر وحلاوة المنطق والبراعة في الإنشاء.
ولد ليلة الأحد سادس شهر المحرم سنة ثمان وخمسين وتسعمائة، وتعلم الخط والحساب والإنشاء
واشتغل بالعلم، وقرأ أياماً في العربية على صنوه الكبير أبي الفيض بن المبارك وعلى أبيه، وفرغ
من تحصيل العلوم المتعارفة في الخامس عشر من سنه، ثم أقبل على العلوم الحكمية إقبالاً كلياً،
واستفاد بعض الفنون عن الشيخ حسن علي الموصلي، ودرس وأفاد نحو عشر سنين حتى فاق فيه
أهله المنسوبين إليه، ودعاه السلطان أكبر بن همايون التيموري بمدينة أكبر آباد مع والده، فأدركه في
حدود سنة إحدى وثمانين وتسعمائة مرة أولى، وأهدى إليه كتابه في تفسير آية الكرسي، ثم أدركه في
حدود سنة اثنتين وثمانين مرة أخرى، وأهدى إليه كتابه في تفسير سورة الفتح فاستحسنه السلطان
وقربه إلى نفسه، فتدرج إلى نهاية القرب حتى نال الوزارة الجليلة.
قد وصفه صاحبه عبد القادر بن ملوك شاه البدايوني بالإلحاد والزندقة وقال في المنتخب: إنه دس
في قلب السلطان أشياء منكرة. ورغبه عن الملة السمحة البيضاء، انتهى.
ومن مصنفاته المشهورة آئين أكبري وهو كتاب عجيب لا يكاد يوجد مثله كتاب في كتب الأخبار،
ذكر فيه نظام السلطنة وآدابها في الأمور المالية والملكية، وبيان أقطاع الهند وما يختص بها من
الحرث والنسل وغير ذلك، وذكر فيه أموراً من عادات الهنود والبراهمة في تقسيم الأزمنة والساعات
وضبط التواريخ والأوقات، واعتقاداتهم في ابتداء خلق الفلكيات والعنصريات من تقادم عهده إلى ما
ينتهي من بعده.
ومن مصنفاته المشهورة أكبر نامه وهو أيضاً كتاب كبير ذكر فيه أخبار ملوك الهند من أولاد تيمور
كوركان إلى عهد جلال الدين أكبر، وقد خلط بينهما الجلبي في كشف الظنون فذكر آئين أكبري
ووصفه بما يوصف به أكبر نامه والآئين كلاهما.
ومن مصنفاته المشهورة مجموع الرسائل والمكاتيب، جمعها ابن أخته عبد الصمد بن أفضل محمد
التيمي الأكبر آبادي في ثلاثة أجزاء، وهي متداولة في أيدي الناس يدرسونها في المدارس، ومن
مصنفاته ترجمة حياة الحيوان الكبرى للدميري، ترجمه بالفارسية سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة بأمر
السلطان، وقال البدايوني في المنتخب إن هذه الترجمة لوالده المبارك عزاها إلى ابنه، ومنها ترجمة
الانجيل بالفارسية ترجمه نحو سنة ست وثمانين وتسعمائة بأمر السلطان، وأورد في مفتتح الكتاب
هذا البيت مكان بسم الله الرحمن الرحيم:
اي نامي ومي زز وكرسو سبحانك لا سواك يا هو
وقال البدايوني: إن الشطر الأول من ذلك البيت لأبي الفضل والشطر الثاني لصنوه أبي الفيض،
ومن مصنفاته عيار دانش وهو ترجمة كليلة ودمنة بالفارسية المروجة في ذلك العصر، نقله من
الفارسية القديمة بأمر السلطان، وله غير ذلك من الكتب والرسائل.
قتله راجه نرسنكه ديو أحد مرازبة اندجه بأمر جهانكير بن أكبر شاه حين مراجعته من أرض الدكن
في غرة ربيع الأول سنة إحدى عشرة وألف في أيام جلال الدين أكبر فتأسف السلطان بموته تأسفاً
شديداً وبكى عليه، وأرخ لوفاته كثير من الناس، منهم الأمير الكبير عزيز الدين محمد الخان الأعظم،
أرخ لوفاته من قوله ع:
تيغ إعجاز نبي الله سر باغي بريد.
أبو الفيض بن المبارك الناكوري
الشيخ الفاضل العلامة أبو الفيض بن المبارك الناكوري الذي لم يكن له نظير في الشعر والعروض
والقافية واللغة في والتاريخ واللغز والإنشاء والطب.
ولد بمدينة آكره سنة أربع وخمسين وتسعمائة، وقرأ العلم على والده، وأخذ بعض الفنون العربية عن
الشيخ حسين المروزي، ثم أقبل على قرض الشعر إقبالاً كلياً، وخاض كثيراً في الحكمة والعربية، له
مصنفات تدل على اقتداره على العلوم الأدبية، منها موارد الكلم الغير المنقوط في الأخلاق، صنفه
سنة خمس وثمانين وتسعمائة، ومنها ترجمة ليلاوتي في الحساب والمساحة، ومنها مركز أدوار
ونلدمن مزدوجتان له على نهج مزدوجتي النظامي الكنجوي من خمسته، ومنها لطيفة فيضي وهو
مجموع رسائله جمعها ابن أخته نور الدين محمد بن عبد الله بن علي الشيرازي، ومنها طباشير
الصبح وهو ديوان شعره وفيه تسعة آلاف بيت، وله ديوان آخر في قصائده، وأشهر مصنفاته سواطع
الإلهام في تفسير القرآن الكريم، وهو أيضاً في صنعة الإهمال، صنفه في سنتين وأتمه سنة اثنتين
وألف، وهو يدل على طول باعه في اللغة العربية.
وكان حريصاً على جمع الكتب النفيسة، بذل عليها أموالاً طائلة، وجمع ثلاثمائة وأربعة آلاف من
الكتب المصححة النفيسة، أكثرها كانت مكتوبة بأيدي مصنفيها، وبعضها كانت قريبة العهد من عصر
التأليف.
وكان يرمي بالإلحاد والزندقة - نعوذ بالله منها! - قال الشيخ عبد الحق ابن سيف الدين الدهلوي في
كتابه في أخبار الشعراء: إنه كان ممن تفرد في عصره بالفصاحة والبلاغة والمتانة والرصانة، ولكنه
لوقوعه وهبوطه في
هاوية الكفر والضلالة، أثبت على جبينه نقوش الرد والإنكار والإدبار، ولذلك
يستنكف أهل الدين والملة وأحباء النبي صلى الله عليه وسلم ومن ينتسب إليه من أن يذكروا اسمه
وأسماء رهطه - تاب الله عليهم إن كانوا مؤمنين! انتهى معرباً.
وقال عبد القادر بن ملوك شاه البدايوني في المنتخب: إنه كان مخترع الجد والهزل والعجب والكبر
والحقد، وقد جمع فيه من الخصال الغير المرضية ما لم يجمع في غيره من النفاق والخبث والرياء
والخيلاء وحب الجاه والرعونة، وكان غاية في العناد والعداوة لأهل الإسلام والطعن في أصول
الدين، والحط من الصحابة وتابعيهم والسلف والخلف من القدماء والمتأخرين والمشايخ من الأحياء
والأموات، حتى كان يفوق اليهود والنصارى والهنود والمجوس ألف مرة في هذا الباب، فضلاً عن
النزارية والصباحية، وكان يحل المحرمات الشرعية على رغم الدين ويحرم الفرائض والمباحات،
وصنف تفسير القرآن لتطهير عرضه عن ذلك بمشهد من الناس، ولكنه كان يصنفه في حالة السكر
والجنابة، وكانت الكلاب تطأ أوراقها حتى مات على ذلك الإنكار والإصرار والإستكبار والإدبار،
تورم وجهه في مرض الموت واسود، وكان يعوي كالكلاب، وكان السلطان جلال الدين أكبر صاحب
الهند يقول مع رضائه عنه في الديوان بمشهد عظيم من الناس إنه لما عاده في بيته عوى عليه
كالكلب، وقد استخرج الناس لوفاته تواريخ فظيعة الألفاظ والمعاني، قال بعضهم:
فيضي بيدين جو مرد سال وفاتش فصيح كفت سكي از جهان رفته بحال قبيح
وقال بعضهم
سككي بود ودوزخي زان شد سال فوتش جه سك برستي مرد
وقال بعضهم:
سال تاريخ فيضي مردار شد مقرر بجار مذهب نار
وقال الآخر: قاعده إلحاد شكست، وقال الآخر: فيضي ملحدي، وقال الآخر: خالد في النار انتهى.
أما قوله فمنها ما قال في موارد الكلم:
قال مقام التسمية: لا إله إلا الله محمد رسول الله، ومقام التحميد:
الحمد لملهم الكلام الصاعد وهو المحمود أولاً والحامد
ما وحده موحد إلا هو والله إلهكم إله واحد
ما درك أسرار علومه العلماء، وما حرك سلاسل حكمه الحكماء، وما طار طاوس الروح هواء
وصاله، وما سار وساع الوهم صحراء كماله، اللهم! صل وسلم رسولاً مودوداً، محمداً محموداً، اسمه
أحمد، ومسماه أصعد، محدد حدود الحلال والحرام، مسدد مصاعد صواعد الإسلام، وآله الطهار،
وأهله الأحرار، ما دام مرور الدهور وطور الأعصار: أعلمهم ولد عمه أسد الله الكرار.
وقال في مقام المدح
صاح صاح الحمام حول كمام دور ورد أدر صواع مدام
لاح دار الحمل وحال الحول دار كأس المدام رأس العام
أورد الروح املحاح الدوح روح الروح احمرار مدام
اللعاع اللعاع وهو مروم المدام المدام وهو مرام
لمع مد المدام أسحاراً هادم الهم صارم الأوهام
وقال في مقدمة التفسير مدحاً وإطراء لتفسيره:
ألواح سحر أم طلسم مكرم لأسرار روح للسواطع ملهم
لسحر حلال والسطوع طلسمه وما هو سحر أو طلسم محرم
صراح لأصل الأصل طرس مطهر سواد لكل الكل علس مطهم
وما العلم إلا وهو أصل لكلمه لإعلام أسماء العوالم آدم
إمام همام للكلام مأول صلاح سداد للسلام مسلم
مدار مراد للمدارك مطرح ملاك كلام للمعالم معلم
كلام كمال للأكامل مسلك صراط سداد للأكارم أسلم
مآل كلام للمدارس أعود دعاء سماء للصوامع محرم
حسام سماح للمصارم أسطع لواء ولاء للمعارك أحكم
سماء سعود السر للروح مصعد وداماء أسرار السماء مطحرم
وعاء حصار الحول والطول موطد عماد أساس الأمر والعدل محكم
لإعلاء أعلام الصوالح أصلح لإدراء آلاء المكارم مكرم
لبرسام طلاح الوساوس مصلح لكلم سهام الوهم والصرع مرهم
دواء سمو للوسام مطلس كساء علو للكرام موسم
لكحل عروس الحلم والدرك مرود لسطر سطور الروح والعمر مرسم
لكأس حساء الصحو والسكر سكر لسطح سماء العلم والروع سلم
مراصد ألماح وعاها مهلهل مصادر أرواح حماها مطلسم
طوالع آصال لها السطع أكمل مطالع أسحار لها اللمع أدوم
لحوراء علو الطهر حال دلالها لسمط وصدر أو سوار ومعصم
ألا هو للأرواع صرح ممرد وما هو للأوهام درع مردم
سواطع إلهام مكارم سودد مراحم إرسال هو الله أرحم
عواطل أعراس حلاها دلالها ملاح لها سدلاً سدوس مسهم
وما كل لوح سطروه مكرماً ركام ودأماء السواطع أكرم
ومدلولها المعهود مما أراده لكسر لهام الوهم طرا عرمرم
ولو طار ملاك الكلام مطاره لرد وما كل الأعاور أعصم
محرره لله در كلامه لأطلع سر الله للعلم عالم
لأدركه كد وصدر موسع وأسعده هم وساد مصمم
وأمهله العمر الطهور المسارع وساعده الدهر الحصور المحصرم
له هرول الأحلام لوعاً وولولوا له طأطأ الأعلام طوعاً وطرسموا
لعمرك علم الكل مطموس علمه مآل أمور السر الله أعلم