المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌المقدمة إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ - نور الشيب وحكم تغييره في ضوء الكتاب والسنة

[سعيد بن وهف القحطاني]

الفصل: بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌المقدمة إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ

بسم الله الرحمن الرحيم

‌المقدمة

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصلى الله عليه وعلى آله، وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا كثيرًا. أما بعد:

فهذه كلمات مختصرة بيّنت فيها بإيجاز فضل من شاب شيبة في الإسلام، وأوردت الأحاديث التي جاءت تبيّن حكم صبغ الشيب بالسواد، وبالحناء مع الكتم، وبالصفرة، وذكرت بعض أقوال أهل العلم في ذلك؛ ليتبيّن الحق لطالبه؛ وليتضح أنه لا قول لأحد من الناس مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن سنته أحق بالاتباع، ولو خالفها من خالفها، قال الله عز وجل: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ

ص: 3

فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (1).

واللهَ أسأل أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن ينفعني به في حياتي، وبعد مماتي، وأن ينفع به كل من انتهى إليه؛ فإنه عز وجل خير مسؤول، وأكرم مأمول، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلى الله وسلّم على عبده، ورسوله الأمين؛ نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

سعيد بن علي بن وهف القحطاني

حرر في يوم الثلاثاء الموافق 27/ 3/1419هـ

(1) سورة الحشر، الآية: 7

ص: 4

الأحاديث في نور الشيب، وحكم تغييره كثيرة، منها:

1 -

عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن نتف الشيب، وقال:((إنه نور المسلم)) (1).

2 -

وعن كعب بن مُرّة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَنْ شاب شيبةً في الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة)) (2).

3 -

وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من شاب شيبة في سبيل الله كانت له نوراً يوم

(1) الترمذي، كتاب الأدب، باب ما جاء في النهي عن نتف الشيب، 5/ 125، برقم 2821، وابن ماجه، كتاب الأدب، باب نتف الشيب، 2/ 1226، برقم 3721، وأحمد في المسند، 2/ 179، 207، 210، 212،وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي،2/ 369،وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 1243.

(2)

الترمذي، كتاب فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل من شاب شيبة في سبيل الله، 4/ 172، برقم 1634، والنسائي، في كتاب الزينة، باب النهي عن نتف الشيب، 8/ 136، برقم 5068، وابن حبان في صحيحه، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، 7/ 251، برقم 2983، وأبو داود بنحوه، عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، في كتاب الترجّل، بابٌ: في نتف الشيب، 4/ 85، برقم 4202، وأحمد في المسند، 4/ 413، 236، 6/ 20، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، 3/ 248، برقم 1244، وفي صحيح سنن الترمذي، 2/ 126.

ص: 5

القيامة)) (1).

4 -

وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الشيب نور المؤمن، لا يشيب رجلٌ شيبةً في الإسلام إلا كانت له بكل شيبة حسنة، ورُفِع بها درجة)) (2).

5 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه يرفعه: ((لا تنتفوا الشيب؛ فإنه نورٌ يوم القيامة، ومن شاب شيبة في الإسلام، كُتب له بها حسنة، وحُطّ عنه بها خطيئة، ورُفِع له بها درجة)) (3).

وقد جاءت الأحاديث الكثيرة في هذا المعنى عن أكثر من عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه الأحاديث

(1) الترمذي، كتاب فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل من شاب شيبة في سبيل الله، 4/ 172، برقم 1635، وقال:((هذا حديث حسن صحيح))، وأخرجه ابن حبان من حديث أبي نجيح السلمي، 7/ 252، برقم 2984.

(2)

أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، 5/ 205، برقم 6387، وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 1243. ورواه أبو داود بنحوه، في كتاب الترجل، باب في نتف الشيب، 4/ 85، برقم 4202.

(3)

ابن حبان في صحيحه 7/ 253، برقم 2985، وحسن إسناده شعيب الأرناؤوط، وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، 3/ 247، برقم 1243.

ص: 6

الخمسة السابقة تبيّن فضل الشيب، وأنه لا يُنتف؛ لأنه نور المسلم، ووقاره؛ لأن الوقار يمنع الشخص عن الغرور والطرب، ويميل إلى الطاعة والتوبة، وتنكسر نفسه عن الشهوات، فيصير ذلك نوراً يسعى بين يديه في ظلمات الحشر إلى أن يدخله الجنة (1).

فالشيب يصير نفسه نوراً يهتدي به صاحبه، ويسعى بين يديه يوم القيامة، والشيب وإن لم يكن من كسب العبد، لكنه إذا كان بسبب من نحو جهاد أو خوف من الله ينزل منزلة سعيه، فيُكره نتف الشيب من نحو: لحية، وشارب، وعنفقة، وحاجب، قال النووي: لو قيل يحرم لم يبعد (2).

ومن غيّر بالسواد لا يحصل على هذا النور إلاّ أن يتوب أو يعفو الله عنه (3).

وهذا الشعر الأبيض يؤدي إلى نور الأعمال الصالحة،

(1) انظر: شرح الطيبي على مشكاة المصابيح، 9/ 2934.

(2)

انظر: فيض القدير شرح الجامع الصغير، للمناوي، 6/ 156.

(3)

انظر: المرجع السابق، 6/ 157.

ص: 7

فيصير نوراً في قبر المسلم، ويسعى بين يديه في ظلمات حشره (1)، ويحصل هذا الفضل بشعرة واحدة بيضاء، تكون ضياء ومخلصاً عن ظلمات الموقف، وشدائده (2).

وهذا الفضل في هذه الأحاديث يرغِّب المسلم في ترك نتف الشيب، وأعظم من النتف التغيير بالسواد، فقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، وحذّر منه.

6 -

فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: أُتي بأبي قحافة يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة بياضاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((غيِّروا هذا بشيء واجتنبوا السواد)) (3)، والثغامة نبت أبيض الزهر، والثمر، شُبِّه بياض الشيب به، وقيل: شجرة تبيضّ كأنها الثلجة، أو كأنها الملح (4).

وقوله صلى الله عليه وسلم: ((غيّروا هذا بشيء)) أمرٌ بتغيير الشيب، قال

(1) انظر: مرقاة المفاتيح، للملا علي القاري، 8/ 235.

(2)

انظر: تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي، للمباركفوري، 5/ 261.

(3)

صحيح مسلم، كتاب اللباس والزينة، باب استحباب خضاب الشيب بصفرة أو حمرة وتحريمه بالسواد، 3/ 1663، برقم 4212.

(4)

المفهم لِمَا أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي، 5/ 418.

ص: 8

به جماعة من: الخلفاء، والصحابة، لكن لم يَصِر أحد إلى أنه للوجوب، وإنما هو مستحبٌّ (1).

قال الإمام القرطبي رحمه الله: ((أما قولهم: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخضب فليس بصحيح، بل قد صحّ عنه أنه خضب بالحنّاء، وبالصّفرة)) (2)، ولعل القرطبي رحمه الله يشير إلى:

7 -

حديث أبي رمثة رضي الله عنه حيث قال: ((أتيت أنا وأبي النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وكان قد لطّخ لحيته بالحنّاء)) (3).

8 -

وعنه رضي الله عنه قال: ((أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ورأيته قد لطّخ لحيته بالصّفرة)) (4).

(1) المرجع السابق، 5/ 418، وسمعت شيخنا العلامة عبد العزيز ابن باز رحمه الله أثناء تقريره على الحديث رقم 5073، من سنن النسائي في: 21/ 8/1418هـ يقول: ((الخضاب سنة مؤكدة وليس واجباً)).

(2)

المفهم لِمَا أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي، 5/ 418.

(3)

النسائي، في كتاب الزينة، باب الخضاب بالحناء والكتم، 8/ 140، برقم 5083، وأبو داود، كتاب الترجل، باب في الخضاب، 4/ 86، برقم 4206، وصححه الألباني في صحيح النسائي، 3/ 1044.

(4)

النسائي، كتاب الزينة، باب الخضاب بالحناء والكتم، 8/ 140، برقم 5084، وأبو داود في كتاب الترجل، باب في الخضاب، 4/ 86، برقم 4208، وصححه الألباني في صحيح النسائي، 3/ 1044، وفي مختصر الشمائل المحمدية، ص40 - 41، برقم 36 - 37.

ص: 9

9 -

وعن زيد بن أسلم قال: ((رأيت ابن عمر يُصفِّر لحيته، فقلت: يا أبا عبد الرحمن، تُصفِّر لحيتك بالخلوق؛ قال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصفِّر بها لحيته ولم يكن شيء من الصبغ أحب إليه منها)) (1)، وهذا من فعله صلى الله عليه وسلم، أما من قوله فقد ثبت عنه أحاديث:

10 -

فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أحسن ما غيرتم به الشيب: الحناءُ والكتم)) (2).

11 -

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مرَّ على النبي صلى الله عليه وسلم رجل قد خضب بالحناء فقال: ((ما أحسن هذا؟))، قال: فمر آخر قد خضب بالحناء والكتم فقال: ((هذا أحسن من هذا))، قال: فمر آخر قد خضب بالصفرة فقال: ((هذا أحسن من هذا كله)) (3).

(1) النسائي، كتاب الزينة، باب الخضاب بالصفرة، 8/ 140، برقم 1085، وصححه الألباني، في صحيح سنن النسائي، 3/ 1044.

(2)

النسائي، كتاب الزينة، باب الخضاب بالحناء والكتم، 8/ 139، برقم 5077 - 5080، ومن حديث عبد الله بن بريدة، برقم 5081 - 5082، وأخرجه أبو داود، كتاب الترجل، باب الخضاب، 4/ 85، برقم 4205.

(3)

أبو داود، كتاب الترجل، باب ما جاء في خضاب الصفرة، 4/ 86، برقم 4211، وقال العلامة الألباني في تحقيقه لمشكاة المصابيح:((وإسناده جيد))، 2/ 1266.

ص: 10

12 -

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس النعال السبتية، ويصفِّر لحيته بالورس والزعفران، وكان ابن عمر يفعله)) (1).

وسمعت شيخنا العلامة عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله يقول: ((وقد جاء التصفير عن ابن عمر في الصحيحين، ويستثنى من التزعفر: ما كان في اللحية، أو الشارب، أو الرأس)) (2)، وسمعته أيضاً يقول:((والسنة الخضاب بالحناء أو بالصفرة، أو بالحناء والكتم)) (3).

قال الإمام القرطبي رحمه الله: ((وأما الصباغ بالحناء بحتاً، وبالحناء والكتم، فلا ينبغي أن يختلف فيه؛ لصحة

(1) النسائي، كتاب الزينة، باب تصفير اللحية بالورس والزعفران، 8/ 186، برقم 5244، وأبو داود، كتاب الترجل، باب ما جاء في خضاب الصفرة، 4/ 86، برقم 4210، وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي، 3/ 1065، برقم 4839، وصحيح سنن أبي داود، 2/ 792.

(2)

سمعته من سماحته، يوم الأحد بعد المغرب، في جامع الأميرة سارة أثناء شرحه لحديث رقم 5244، من سنن النسائي، بتاريخ 10/ 11/1418هـ.

(3)

سمعته من سماحته أثناء شرحه لحديث رقم 5085، من سنن النسائي في المكان السابق، بتاريخ 24/ 8/1418هـ.

ص: 11

الأحاديث بذلك، غير أنه قد قال بعض العلماء: إن الأمر في ذلك محمول على حالين:

* أحدهما: عادة البلد، فمن كانت عادة موضعه ترك الصبغ فخروجه عن المعتاد شهرة تَقْبُح وتكره.

* وثانيهما: اختلاف حال الناس في شيبهم، فربَّ شيبة نقية هي أجمل بيضاء منها مصبوغة، وبالعكس فمن قبَّحه الخضاب اجتنبه، ومن حسنه استعمله، وللخضاب فائدتان:

إحداهما: تنظيف الشعر مما يتعلق به من الغبار والدخان.

والأخرى: مخالفة أهل الكتاب (1)؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم)) (2)، ثم قال رحمه الله: ((ولكن هذا الصباغ بغير السواد، تمسكاً بقوله

(1) انظر: المفهم لِمَا أشكل من تلخيص كتاب مسلم، 5/ 420.

(2)

متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، 4/ 175، برقم 3462، ومسلم، كتاب اللباس والزينة، باب في مخالفة اليهود في الصبغ، 3/ 6316، برقم 2103.

ص: 12

- صلى الله عليه وسلم: ((واجتنبوا السواد))، والله أعلم (1)، وقال رحمه الله:((وقوله صلى الله عليه وسلم: ((واجتنبوا السواد)) أمر باجتناب السواد، وكرهه جماعة منهم: علي بن أبي طالب، ومالك، وهو الظاهر من هذا الحديث، وقد عُلِّلَ ذلك بأنه من باب التدليس على النساء؛ وبأنه سواد في الوجه، فيكره؛ لأنه تشبه بسيما أهل النار)) (2)، ثم ذكر رحمه الله جماعة كثيرة من السلف كانوا يخضبون بالسواد، وقال:((ولا أدري عذر هؤلاء عن حديث أبي قحافة ما هو؟ فأقل درجاته الكراهة كما ذهب إليه مالك)) (3).

قلت: أما عذر السلف الذين كانوا يخضبون بالسواد، فيحمل على أنه لم يبلغهم حديث النهي الصريح عن الصبغ بالسواد، والله أعلم. وقال الإمام النووي رحمه الله: ((ومذهبنا استحباب خضاب الشيب للرجل والمرأة

(1) المفهم لِمَا أشكل من تلخيص كتاب مسلم، 5/ 420.

(2)

المرجع السابق، 5/ 419.

(3)

المفهم لِمَا أشكل من تلخيص كتاب مسلم، 5/ 419.

ص: 13

بصفرة، أو حمرة، ويحرم خضابه بالسواد على الأصح)) (1).

ويؤكد اختيار الإمام النووي ومن سلك مسلكه في تحريم الخضاب بالسواد ما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يكون قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام، لا يريحون رائحة الجنة)) (2)، وسمعت سماحة العلامة الإمام عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله يقول عن هذا الحديث:((إسناده جيد، وهذا يدل على تحريم تغيير الشيب بالسواد، ويقتضي أنه كبيرة؛ لأنه وعيد)) (3).

وقوله صلى الله عليه وسلم: ((كحواصل الحمام)) أي كصدور الحمام في

(1) شرح النووي على صحيح مسلم، 14/ 325.

(2)

أبو داود، كتاب الترجل، باب ما جاء في خضاب السواد، 4/ 87، برقم 4212، والنسائي في كتاب الزينة، باب النهي عن الخضاب بالسواد، 8/ 138، برقم 5075، وأحمد في المسند، 1/ 273، وقال ابن حجر في فتح الباري، 6/ 499:((إسناده قوي))، وصحح إسناده العلامة الألباني في غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام، وقال: على شرط الشيخين، ص84.

(3)

سمعته منه أثناء شرحه لحديث رقم 5075، من سنن النسائي، في جامع الأميرة سارة بالبديعة، بعد مغرب يوم الأحد الموافق 21/ 8/1418هـ.

ص: 14