المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ لعلكما حملتما الأرض ما لم تطق، وكان حذيفة على جوخى وعثمان على ما سقى الفرات، فقال حذيفة: - الثاني من فضائل عمر بن الخطاب

[عبد الغني المقدسي]

فهرس الكتاب

- ‌«كُنْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ»

- ‌«ذَهَبْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ» ، وَإِنْ كُنْتُ لأَظُنُّ أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ

- ‌ اللَّهُمَّ قَتْلا فِي سَبِيلِكَ، وَوَفَاةً فِي بَلَدِ نَبِيِّكَ صلى الله عليه وسلم، قُلْتُ: وَأَنَّى يَكُونُ هَذَا؟ قَالَ:

- ‌ مَسَسْتُ جِلْدَ عُمَرَ، فَقُلْتُ: جِلْدٌ لا تَمَسُّهُ النَّارُ أَبَدًا، قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيَّ نَظْرَةً كُنْتُ أَرْثِي لَهُ مِنْ تِلْكَ النَّظْرَةِ

- ‌ قَالَ: فَمَا زَادَنَا عَلَى هَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ شُعْبَةُ: ثُمَّ سَأَلَهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ فِي

- ‌ اذْهَبْ إِلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ فَقُلْ: عُمَرُ يُقْرِئُكِ السَّلامَ، وَلا تَقُلْ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنِّي لَسْتُ الْيَوْمَ

- ‌ لَعَلَّكُمَا حَمَّلْتُمَا الأَرْضَ مَا لَمْ تُطِقْ، وَكَانَ حُذَيْفَةُ عَلَى جُوْخَى وَعُثْمَانُ عَلَى مَا سَقَى الْفُرَاتُ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ:

- ‌ اسْمَعُوا لِقَوْلِ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ مَوْلًى لأَبِي بَكْرٍ، يُقَالُ لَهُ: شَدِيدٌ

- ‌«لا يَشْبَعُ الرَّجُلُ دُونَ جَارِهِ»

- ‌ إِذَا صَلَّى صَلاةً جَلَسَ لِلنَّاسِ، فَمَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ كَلَّمَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لأَحَدٍ حَاجَةٌ، قَامَ فَدَخَلَ، قَالَ: فَصَلَّى

- ‌«جَدِيدٌ ثَوْبُكَ هَذَا، أَمْ غَسِيلٌ؟» .فَقَالَ: بَلْ غَسِيلٌ، فَقَالَ: «الْبَسْ جَدِيدًا، وَعِشْ حَمِيدًا، وَمِتْ

- ‌«إِنْ تُؤَمِّرُوا أَبَا بَكْرٍ تَجِدُوهُ أَمِينًا زَاهِدًا فِي الدُّنْيَا، رَاغِبًا فِي الآخِرَةِ، وَإِنْ تُؤَمِّرُوا عُمَرَ تَجِدُوهُ قَوِيًّا

- ‌«أَمَا إِنَّ رَبَّكَ يُحِبُّ الْمَدْحَ» وَجَعَلْتُ أُنْشِدُهُ فَاسْتَأْذَنَ رَجُلٌ طُوَالٌ أَصْلَعُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

- ‌«هَذَانِ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ إِلا النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ لا

- ‌«هَذَانِ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ» ، ثُمَّ قَالَ: يَا عَلِيُّ، لا

- ‌«هَذَانِ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ إِلا النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ»

- ‌«إِنَّ لِي وَزِيرَيْنِ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ، وَوَزِيرَيْنِ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ فَأَمَّا وَزِيرَايَ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ فَجِبْرِيلُ

- ‌«إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَرَاءَوْنُ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى كَمَا يَتَرَاءَى أَهْلُ الدُّنْيَا الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ فِي السَّمَاءِ، وَإِنَّ

- ‌«إِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى يَرَاهُمْ مَنْ هُمْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ كَالْكَوْكَبِ الدُّرِّيِّ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْهُمْ وَأَنْعَمَا

- ‌«إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَيُشْرِفُ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ كَأَنَّهُ كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْهُمْ

- ‌«إِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى يَرَاهُمْ مَنْ هُمْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ كَمَا يُرَى الْكَوْكَبُ الدُّرِّيُّ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ، وَأَبُو بَكْرٍ

- ‌«مَنْ أَصْبَحَ صَائِمًا الْيَوْمَ؟» فَقَالَ عُمَرُ: أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ تَصَدَّقَ الْيَوْمَ؟» قَالَ عُمَرُ: أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ عَادَ

- ‌«كَيْفَ أَبْعَثُهُمَا وَهُمَا مِنَ الدِّينِ بِمَنْزِلَةِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ»

- ‌«اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي ـ وَأَشَارَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ـ وَاهْتَدُوا بِهَدْيِ عَمَّارٍ، وَإِذَا حَدَّثَكُمُ ابْنُ أُمِّ

- ‌ اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ

- ‌ إِنَّهُ مَضَى صَاحِبَانِ لِي ـ يَعْنِي: رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ ـ عَمِلا عَمَلا وَسَلَكَا طَرِيقًا

- ‌«قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْكُمْ إِلا نَاصِحٌ وَلَكِنِّي تَرَكْتُ صَاحِبَيَّ عَلَى جَادَّةٍ فَإِنْ تَرَكْتُ جَادَّتَهُمَا لَمْ أُدْرِكْهُمَا فِي

- ‌«إِنَّ أَبَا بَكْرٍ فِي الْمَلائِكَةِ مِثْلُ مِيكَائِيلَ عليه السلام، وَمَثَلُكَ يَا عُمَرُ فِي الْمَلائِكَةِ مَثَلُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ

- ‌«هَكَذَا نُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

- ‌«هَكَذَا نُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

- ‌ أَتَانِي جِبْرِيلُ عليه السلام آنِفًا، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ ، حَدِّثْنِي عَنْ فَضَائِلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي السَّمَاءِ

- ‌«أَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ، ثُمَّ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ يَأْتِي أَهْلُ الْبَقِيعِ فَيُحْشَرُونَ مَعِي، ثُمَّ أَنْتَظِرُ

- ‌«يَا عَائِشَةُ ، تَعَالَيْ فَانْظُرِي» ، فَجِئْتُ فَوَضَعْتُ ذَقْنِي عَلَى مَنْكِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلْتُ

- ‌«إِنِّي لأَنْظُرُ إِلَى شَيَاطِينِ الْجِنِّ وَالإِنْسِ قَدْ فَرَقُوا مِنْ عُمَرَ»

- ‌«مَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ جِنَازَةً؟» قَالَ عُمَرُ: أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ عَادَ مِنْكُمْ مَرِيضًا؟» قَالَ عُمَرُ: أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ تَصَدَّقَ

- ‌«عُمَرُ مَعِي وَأَنَا مَعَ عُمَرَ وَالْحَقُّ بَعْدِي مَعَ عُمَرَ حَيْثُ كَانَ» .قَالَ ابْنُ شَاهِينَ: وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ لا أَعْلَمُ

- ‌ اللَّهُمَّ أَيِّدْ هَذَا الدِّينَ بِأَحَبِّ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَوْ أَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ، وَقَالَ: فَكَانَ أَحَبَّ

الفصل: ‌ لعلكما حملتما الأرض ما لم تطق، وكان حذيفة على جوخى وعثمان على ما سقى الفرات، فقال حذيفة:

9 -

أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ ثَابِتٍ، أنبا أَبِي، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنِي أَبُو يَعْلَى، ثنا أَبُو حَيْوَةَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ، رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَبْلَ أَنْ يُصَابَ بِثَلاثٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَاقِفًا عَلَى نَاقَتِهِ عَلَى حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، وَعُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ، وَهُوَ يَقُولُ: "‌

‌ لَعَلَّكُمَا حَمَّلْتُمَا الأَرْضَ مَا لَمْ تُطِقْ، وَكَانَ حُذَيْفَةُ عَلَى جُوْخَى وَعُثْمَانُ عَلَى مَا سَقَى الْفُرَاتُ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ:

لَوْ شِئْتَ لأَضْعَفْتُ أَرْضِي، وَقَالَ عُثْمَانُ: حَمَّلْتُهَا أَمْرًا هِيَ لَهُ مُطِيقَةٌ، وَمَا فِيهَا كَثِيرُ فَضْلٍ، قَالَ: انْظُرَا أَنْ لا تَكُونَا حَمَّلْتُمَا الأَرْضَ مَا لَهُ تُطِيقُ، ثُمَّ قَالَ: لَئِنْ بَقِيتُ لأَرَامِلِ الْعِرَاقِ لا أَدَعُهُنَّ لا يَحْتَجْنَ إِلَى أَحَدٍ بَعْدِي، قَالَ: فَمَا أَتَتْ عَلَيْهِ ثَلاثٌ حَتَّى أُصِيبَ، قَالَ: وَكَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَأُقِيمَتِ الصَّلاةُ قَامَ بَيْنَ كُلِّ الصَّفَّيْنِ، فَقَالَ: اسْتَوُوا حَتَّى لا يَرَى خَلَلا، ثُمَّ يَتَقَدَّمُ وَيُكَبِّرُ، قَالَ: فَتَقَدَّمَ فَمَا هُوَ إِلا أَنْ كَبَّرَ، فَطَعَنَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ، قَالَ: قَتَلَنِي الْكَلْبُ، أَوْ أَكَلَنِي الْكَلْبُ، قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَقَدَّمَهُ وَفِي يَدِ الْعِلْجِ سِكِّينٌ ذَاتُ طَرَفَيْنِ لا يَمُرُّ بِرَجُلٍ يَمِينًا وَلا شِمَالا إِلا طَعَنَهُ حَتَّى طَعَنَ ثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلا، فَمَاتَ مِنْهُمْ سَبْعَةٌ فَطَرَحَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ حَاجِّ الْعِرَاقِ بُرْنُسًا، فَأَخَذَهُ، فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ مَأْخُوذٌ زَنْجَرَ بِنَفْسِهِ، فَصَلَّى عَبْدُ الرَّحْمَنِ صَلاةً خَفِيفَةً، وَأَمَّا مَا كَانَ مِنْ نَوَاحِي الْمَسْجِدِ لا يَدْرُونَ مَا كَانَ غَيْرَ أَنَّهُمْ فَقَدُوا صَوْتَ عُمَرَ رضي الله عنه، وَأَمَّا مَا كَانَ يَلِيهِ فَقْد رَأَى مَا رَأَى فَلَمَّا انْصَرَفُوا قَالَ لابْنِ عَبَّاسٍ: انْظُرْ مَنْ قَتَلَنِي، قَالَ: فَجَالَ سَاعَةً، ثُمَّ جَاءَ، فَقَال: غُلامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: الصَّنَعُ؟ قَالَ: الصَّنَعُ، قَالَ: قَاتَلَهُ اللَّهُ، لَقَدْ كُنْتُ أَمَرْتُهُ بِمَعْرُوفٍ، الْحَمْدُ اللَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ مَنِيَّتِي بِيَدِ رَجُلٍ يَدَّعِي الإِسْلامَ، قَالَ: وَحُمِلَ إِلَى بَيْتِهِ، وَالنَّاسُ يَقُولُونَ: لا بَأْسَ عَلَيْكَ، فَأُتِيَ بِنَبِيذٍ، فَشَرِبَ، فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ، فَعَرَفَ أَنَّهُ الْمَوْتُ، فَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: انْظُرْ مَا كَانَ عَلَيَّ مِنْ دَيْنٍ، قَالَ: سِتَّةٌ وَثَمَانُونَ أَلْفًا؟ قَالَ: إِنْ وَفَّى بِهَا مَالُ آلِ عُمَر فَأَدِّهَا مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَإِلا فَسَلْ فِي بَنِي عَدِيٍّ، فَإِنْ وَفَّتْ أَمْوَالُهُمْ وَإِلا فَسَلْ قُرَيْشًا، وَلا تَعْدُهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ، وَاذْهَبْ إِلَى عَائِشَةَ، فَقُلْ: إِنَّ عُمَر يُقْرِئُكِ السَّلامَ، وَيَسْأَلُكِ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ، وَلا تَقُلْ: أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنِّي لَسْتُ لِلْمُؤْمِنِينَ بِأَمِيرٍ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لَقَدْ كُنْتُ أَرَدْتُهُ لِنَفْسِي وَلأُوثِرَنَّهُ الْيَوْمَ عَلَى نَفْسِي فَلَمَّا جَاءَ ابْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَقْعِدُونِي وَأَسْنَدَهُ رَجُلٌ إِلَى صَدْرِهِ، فَقَالَ لابْنِ عُمَرَ: مَا لَدَيْكَ؟ قَالَ: قَدْ أَذِنَتْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: مَا كَانَ شَيْءٌ أَهَمَّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ الْمَضْجَعِ إِذَا قُبِضْتُ فَاحْمِلُونِي ثُمَّ اسْتَأْذِنْ لِي فَإِنْ أَذِنَتْ فَأَدْخِلَنِي وَإِنْ رَدَّتْ فَرُدَّنِي إِلَى مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ قَالَ: لَوِ اسْتَخْلَفْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: مَا أَحَدٌ أَحَقُّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنْ هَؤُلاءِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ، سَمَّى عَلِيًّا، وَعُثْمَانَ، وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، وَقَالَ: أَشْهَدَهُمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَلَيْسَ لَهُ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ، فَمَنِ اسْتَخْلَفُوهُ فَهُوَ الْخَلِيفَةُ بَعْدِي، فَإِنْ أَصَابَتِ الأَمْرُ سَعْدًا وَإِلا فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ الْخَلِيفَةُ فَإِنِّي لَمْ أَنْزِعْهُ مِنْ ضَعْفٍ وَلا خِيَانَةٍ، قَالَ: فَدَخَلَ رَجُلٌ، فَقَالَ: أَبْشِرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِبُشْرَى اللَّهِ عز وجل، قَدْ كَانَ لَكَ مِنَ الْقِدَمِ فِي الإِسْلامِ وَالصُّحْبَةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا قَدْ عَلِمْتَ، ثُمَّ اسْتُخْلِفْتَ فَعَدَلْتَ، ثُمَّ الشَّهَادَةُ، قَالَ: يَابْنَ أَخِي؛ لَوَدِدْتُ أَنِّي نَزَلْتُ كَفَافًا لا عَلَيَّ وَلا لِي شَيْءٌ مِنَ السُّلْطَانِ، فَلَمَّا أَدْبَرَ إِذَا إِزَارُهُ يَمَسُّ الأَرْضَ، قَالَ: رُدُّوا عَلَيَّ الْغُلامَ، قَالَ: يَابْنَ أَخِي، ارْفَعْ إِزَارَكَ فَإِنَّهُ أَنْقَى لِثَوْبِكَ، وَأَتْقَى لِرَبِّكَ، ثُمَّ قَالَ: أُوصِي الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي بِتَقْوَى اللَّهِ، وَأُوصِيهِ بِالْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ أَنْ يَعْرِفَ لَهُمْ حَقَّهُمْ، وَأَنْ يَحْفَظَ لَهُمْ حُرْمَتَهُمْ، وَأُوصِيهِ بِالأَنْصَارِ خَيْرًا الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ أَنْ يَقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَيَعْفِيَ عَنْ مُسِيئِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِأَهْلِ الأَمْصَارِ خَيْرًا، فَإِنَّهُمْ رَدْءُ الإِسْلامِ وَجُبَاةُ الأَمْوَالِ، وَغَيْظُ الْعَدُوِّ وَأَنْ لا يُؤْخَذَ فَضْلَهُمْ إِلا عَنْ رِضَاءٍ مِنْهُمْ، وَأُوصِيهِ بِالأَعْرَابِ، فَإِنَّهُمْ أَصْلُ الْعَرَبِ، وَمَادَّةُ الإِسْلامِ، أَنْ يُؤْخَذَ مِنْهُمْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ فَيُرَدَّ فِي فُقَرَائِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ اللَّهِ عز وجل وَذِمَّةِ رَسُولِهِ خَيْرًا أَنْ يُوَفِّيَ لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ وَأَنْ يُقَاتِلَ مِنْ وَرَائِهِمْ، وَلا يُكَلَّفُوا فَوْقَ طَاقَتِهِمْ فَلَمَّا تُوُفِّيَ حُمِلَ، فَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يُصِبْهُمْ مُصِيبَةٌ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ حَتَّى إِذَا دَنَا ابْنُ عُمَرَ سَلَّمَ عَلَى عَائِشَةَ، ثُمَّ قَالَ: اسْتَأْذَنَكِ عُمَرُ فَأَذِنَتْ لَهُ. . . اللَّه عز وجل فَأَدْخِلْهُ

ص: 10

10 -

أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ شَافِعٍ الْجِيِلِيُّ، أنا أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَنَّاءُ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ.

ح وَأنبا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أنبا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: أنبا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، ثنا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ، أنبا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سَلْعٍ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَامَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، عَلَى الْمِنْبَرِ فَذَكَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ فَعَمِلَ بِعَمَلِهِ، وَسَارَ بِسِيرَتِهِ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ عز وجل عَلَى ذَلِكَ، وَاسْتُخْلِفَ عُمَرُ فَعَمِلَ بِعَمَلِهِمَا وَسَارَ بِسِيرَتِهِمَا حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ عز وجل عَلَى ذَلِكَ "

ص: 11