المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ أخي .. هل أنت من الباكين إذا قرءواكتاب ربهم تبارك وتعالى - أخي كيف حالك مع القرآن

[أزهري أحمد محمود]

الفصل: ‌ أخي .. هل أنت من الباكين إذا قرءواكتاب ربهم تبارك وتعالى

*‌

‌ أخي .. هل أنت من الباكين إذا قرءوا

كتاب ربهم تبارك وتعالى

؟ ! *

أخي المسلم: لقد اشتمل هذا الكتاب العزيز على عجائب وحكم وأمثال وأخبار لو خوطبت بها الحجارة لتشققت! {وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة: 74].

أخي: عجيب أمر هذه القلوب التي قست حتى أصبحت لا يؤثر فيها القرآن!

يالله من قلوب سيطرت عليها الغفلة! وسكنها حب الدنيا!

أخي: إن لم يُبْكِ هذه العيون كتاب الله فأي شيء يبكيها؟ !

أخي: هل تذكر يوما جرت فيه دموع عينيك وأنت تتلو كتاب الله تعالى؟ !

فإن لم يحدث! فهل حاسبت نفسك؟ !

أخي: اسأل نفسك: لماذا لا تدمع عيني إذا تلوت كتاب الله تعالى؟ !

لماذا لا يرق قلبي؟ !

لماذا لا يوجل قلبي؟ !

من أين أتت هذه القسوة؟ !

ص: 23

أخي: سأخبرك عن سبب هذه القسوة! فقف .. ولتحضر قلبك ..

- الإعراض عن تلاوة كتاب الله! فالكثيرون لا يتلون كتاب الله، إلا بعد زمن طويل! فمن أين لهذا أن يرق قلبه إذا قرأ القرآن؟ !

- غياب القلب عند تلاوة القرآن! فهو قارئ ولكن قلبه في مكان آخر!

- غياب التدبر والخشوع! فإن من تدبر كلام الله تعالى وأحضر قلبه فإن قلبه حتما سيرق.

- الانغماس في الدنيا والانشغال بها حتى أصبح هَمُّ الكثيرين إذا أصبحوا وإذا أمسوا هو التفكير في هذه الدنيا الفانية!

- طول الأمل! فالكثيرون يعقدون الآمال الطوال حتى ينسى أنه سيموت!

- المعاصي والذنوب! وهو أخطر الأسباب في قسوة القلوب!

أخي في الله: إذا أردت أن يجري دمعك وأنت تتلو كتاب الله تعالى ..

- تذكر أخي أن صدق الإيمان وتزكية النفس عن أدرانها من أقوى الأسباب في رقة القلوب وتحريك الدموع!

- ولتقرأ كتاب الله تعالى قراءة خائف لوعيده!

- ولتتذكر أنك تقرأ كلام ملك الملوك ومن لا يعذب كعذابه أحد!

-

-?

ص: 24

- وإذا مررت بذكر النار فتذكر هل أنت قادر على تحملها؟ !

- وإذا مررت بآيات ذكر القيامة وأهوالها! فكأنما أنت في عرصاتها لا تدري أين يذهب بك! إلى جنة أم إلى نار؟ !

أخي: بقي أن أقف وإياك عند هذه المعالم الزاهية لترى حال الصالحين وهم يتلون كتاب الله تعالى لتعلم الفرق بين من انتفع بكتاب الله وبين من لم ينتفع به!

- هذا هو الصالح المخبت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان إذا أتى على قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} [الحديد: 16]

بكى رضي الله عنه حتى يبل لحيته من البكاء! ويقول: "بلى يا رب".

- وهذه الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن أبيها) قرأ عليها مسروق رحمه الله: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} [الطور: 27]

فبكت! رضي الله عنها وقالت: "رب مُنَّ وَقِنِي عذاب السموم".

- وهذا صادق الصحبة تميم الداري رضي الله عنه قرأ ليلة قوله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [الجاثية: 21]

ص: 25