الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تكلمنا عن تأثير الكحول على الأعصاب المخية وعلاقتها بالرؤية والألوان وحركات العين.
بقي أن نعرف
تأثير الكحول على الأعصاب اللاإرادية:
تقوم الأعصاب اللاإرادية بإرسال الأوامر إلى الأوعية الدموية حسب ضرورة الجسم بدون تدخل من الإنسان، ولكي ندرك تأثيرها في الأوعية الدموية لابد من معرفة تركيب الشريان حتى نعرف في أي طبقة تؤثر الأعصاب وما نتيجة ذلك.
يتركب الشريان من ثلاث طبقات:
1 – الطبقة الأولى: وهي الطبقة الداخلية (Intima) وهي التي تبطن الوعاء الدموي ولذلك فهي ملساء ناعمة جداً، وأي خلل أو خدش أو خشونة فيها ينتج عن ذلك الجلطة الدموية التي تؤدي إلى ضيق أو قفل الشريان.
2 – الطبقة الثانية: وهي الطبقة العضلية (Muscular Layer) وهي تتكون من عضلات تتغذى بالأعصاب اللاإرادية فهي التي تأمر تلك العضلات بالانقباض (فيضيق الوعاء الدموي) بدون إرادة من الإنسان.
3 – الطبقة الثالثة: وهي طبقة مصلية مغلفة للعضلات، وأهميتها أقل من الطبقتين السابقتين.
فماذا يحدث لهذه الطبقات عند المدمنين للخمر؟
أولا: الكحول كما هو معروف أنه يزيد من نسبة الدهنيات في الدم، وخاصة نسبة الكوليسترول وإذا زاد الكوليسترول فإنه يترسب في الأوعية الدموية (تحت الغشاء الداخلي المبطن للوعاء الدموي) .
P 189
وكما هو واضح من الرسم أن ترسيب الكوليستيرول يؤدي إلى:
1 – تصلب في الشرايين الذي يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
2 – ضيق في الأوعية الدموية الذي يؤدي إلى تباطؤ في سرعة الدم وترسيب صفائح الدم حيث تتكون الجلطة الدموية. وأخطر ما تكون إذا كانت في القلب حيث تؤدي إلى الوفاة، أو إذا كانت في الأوعية الدموية التي تغذي فتحدث شللا، وأما إذا كانت في الشريان الرئيسي المغذي للعين فإنه يحدث العمى المفاجئ.
ثانيا: في الشخص الطبيعي: إذا كان مستلقيا على ظهره وأراد الوقوف فجأة فإنه بتأثير الجاذبية فإن الدم من المفروض أن يتجمع في الأوعية الدموية التي في الأجزاء السفلي من الجسم، لكن على الفور يقوم الجهاز اللاإرادي بموازنة تلك الحالة فيرسل أوامره إلى العضلات الموجودة في جدار الأوعية الدموية للانقباض حتى تدفع الدم إلى أعلى.
هذه الخاصية تفقد في عدة أمراض من بينها المدمنين على الخمور وذلك لسببين:
أ – لتأثير الكحول على الأعصاب اللاإرادية فلا يحدث التأثر الكافي.
ب – لتصلب الشرايين الناتج من الكوليستيرول المترسب فيها فلا يحدث الانقباض اللازم وعلى ذلك يبقى معظم الدم في الأجزاء السفلي وينتج عن ذلك عند النهوض من وضع الاستلقاء أن يقل الدم الواصل إلى المخ ويظهر ذلك في صورة الشعور بعدم الرؤية الواضحة لفترة قليلة والدوخة والصداع وقد يؤدي إلى الإغماء.
وهكذا نجد أن تأثير الكحول له مضار متعددة على كل مستوى من مستويات العين سواء على مستوى الأعصاب المخية أو الأعصاب التي تحرك عضلات العين أو الأعصاب اللاإرادية المختصة بالأوعية الدموية.