المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم (52) سُورَة الطّور مَكِّيَّة وآياتها تسع وَأَرْبَعُونَ مُقَدّمَة سُورَة - الدر المنثور في التفسير بالمأثور - جـ ٧

[الجلال السيوطي]

الفصل: بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم (52) سُورَة الطّور مَكِّيَّة وآياتها تسع وَأَرْبَعُونَ مُقَدّمَة سُورَة

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم (52)

سُورَة الطّور

مَكِّيَّة وآياتها تسع وَأَرْبَعُونَ

مُقَدّمَة سُورَة الطّور أخرج ابْن الضريس وَابْن مرْدَوَيْه وَالْبَيْهَقِيّ عَن ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما قَالَ: نزلت سُورَة الطّور بِمَكَّة

وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن الزبير مثله

وَأخرج مَالك وَأحمد وَالْبُخَارِيّ وَمُسلم عَن جُبَير بن مطعم قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عليه وسلم يقْرَأ فِي الْمغرب بِالطورِ

وَأخرج البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد عَن أم سَلمَة رضي الله عنها قَالَت: شَكَوْت إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَنِّي أشتكي فَقَالَ: طوفي من وَرَاء النَّاس وَأَنت راكبة فطفت وَرَسُول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي إِلَى جنب الْبَيْت يقْرَأ {وَالطور وَكتاب مسطور}

الْآيَات 1 - 6

ص: 626

وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما فِي قَوْله {وَ‌

‌الطور}

قَالَ: جبل

وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: الطّور من جبال الْجنَّة

وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن كثير بن عبد الله بن عَمْرو بن عَوْف عَن أَبِيه عَن جده قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: الطّور جبل من جبال الْجنَّة

ص: 626

وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد رضي الله عنه {وَالطور} قَالَ: هُوَ الْجَبَل بالسُّرْيَانيَّة {وَكتاب مسطور} قَالَ: صحف {فِي رق منشور} قَالَ: الصَّحِيفَة

وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن ابْن جريج رضي الله عنه فِي قَوْله {وَكتاب} قَالَ: الذّكر {مسطور} قَالَ: مَكْتُوب

وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَالْبُخَارِيّ فِي خلق أَفعَال الْعباد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْأَسْمَاء وَالصِّفَات عَن قَتَادَة رضي الله عنه فِي قَوْله {وَالطور وَكتاب مسطور} قَالَ: مَكْتُوب {فِي رق منشور} قَالَ: هُوَ الْكتاب

وَأخرج آدم بن أبي اياس وَالْبُخَارِيّ فِي خلق أَفعَال الْعباد وَابْن جرير وَالْبَيْهَقِيّ عَن مُجَاهِد رضي الله عنه فِي قَوْله {وَكتاب مسطور} قَالَ: صحف مَكْتُوبَة {فِي رق منشور} قَالَ: فِي صحف

وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما {فِي رق منشور} قَالَ: فِي الْكتاب

أخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن مرْدَوَيْه وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الإِيمان عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: الْبَيْت الْمَعْمُور فِي السَّمَاء السَّابِعَة يدْخلهُ كل يَوْم سَبْعُونَ ألف ملك لَا يعودون إِلَيْهِ حَتَّى تقوم السَّاعَة

وَأخرج ابْن الْمُنْذر والعقيلي وَابْن أبي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه بِسَنَد ضَعِيف عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: فِي السَّمَاء بَيت يُقَال لَهُ الْمَعْمُور بحيال الْكَعْبَة وَفِي السَّمَاء الرَّابِعَة نهر يُقَال لَهُ الْحَيَوَان يدْخلهُ جِبْرِيل كل يَوْم فينغمس انغماسة ثمَّ يخرج فينتفض انتفاضة يخر عَنهُ سَبْعُونَ ألف قَطْرَة يخلق الله من كل قَطْرَة ملكا يؤمرون أَن يَأْتُوا الْبَيْت الْمَعْمُور فيصلون فيفعلون ثمَّ يخرجُون فَلَا يعودون إِلَيْهِ أبدا ويولي عَلَيْهِم أحدهم يُؤمر أَن يقف بهم فِي السَّمَاء موقفا يسبحون الله فِيهِ إِلَى أَن تقوم السَّاعَة

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ وَابْن مرْدَوَيْه بِسَنَد ضَعِيف عَن ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: الْبَيْت الْمَعْمُور فِي السَّمَاء يُقَال لَهُ الضراح على مثل الْبَيْت الْحَرَام بحياله لَو سقط لسقط عَلَيْهِ يدْخلهُ كل يَوْم سَبْعُونَ ألف ملك لم يردوه قطّ وَإِن لَهُ فِي السَّمَاء حُرْمَة على قدر حُرْمَة مَكَّة

ص: 627

وَأخرجه عبد الرَّزَّاق فِي المُصَنّف عَن كريب مولى ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما مُرْسلا

وَأخرج اسحق بن رَاهَوَيْه وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الإِيمان عَن خَالِد بن عرْعرة أَن رجلا قَالَ لعَلي رضي الله عنه: مَا الْبَيْت الْمَعْمُور قَالَ: بَيت فِي السَّمَاء يُقَال لَهُ الضراح وَهُوَ بحيال مَكَّة من فَوْقهَا حرمته فِي السَّمَاء كَحُرْمَةِ الْبَيْت فِي الأَرْض يُصَلِّي فِيهِ كل يَوْم سَبْعُونَ ألفا من الْمَلَائِكَة لَا يعودون إِلَيْهِ أبدا

وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن الْمُنْذر وَابْن جرير وَابْن الْأَنْبَارِي فِي الْمَصَاحِف عَن أبي الطُّفَيْل أَن ابْن الكوا سَأَلَ عليا رضي الله عنه عَن الْبَيْت الْمَعْمُور مَا هُوَ قَالَ: ذَلِك الضراح بَيت فَوق سبع سموات تَحت الْعَرْش يدْخلهُ كل يَوْم سَبْعُونَ ألف ملك ثمَّ لَا يعودون إِلَيْهِ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة

وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما فِي قَوْله {وَالْبَيْت الْمَعْمُور} قَالَ: هُوَ بَيت حذاء الْعَرْش يعمره الْمَلَائِكَة يُصَلِّي فِيهِ كل يَوْم سَبْعُونَ ألفا من الْمَلَائِكَة ثمَّ لَا يعودون إِلَيْهِ

وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن الضَّحَّاك فِي قَوْله {وَالْبَيْت الْمَعْمُور} قَالَ: أنزل من الْجنَّة فَكَانَ يعمر بِمَكَّة فَلَمَّا كَانَ الْغَرق رَفعه الله فَهُوَ فِي السَّمَاء السَّادِسَة يدْخلهُ كل يَوْم سَبْعُونَ ألف ملك من قَبيلَة إِبْلِيس ثمَّ لَا يرجع إِلَيْهِ أحد يَوْمًا وَاحِدًا أبدا

وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن عبد الله بن عَمْرو رَفعه قَالَ: إِن الْبَيْت الْمَعْمُور بحيال الْكَعْبَة لَو سقط شَيْء مِنْهُ لسقط عَلَيْهَا يُصَلِّي فِيهِ كل يَوْم سَبْعُونَ ألف ملك وَالْحرم حرم بحياله إِلَى الْعَرْش وَمَا من السَّمَاء مَوضِع إهَاب إِلَّا وَعَلِيهِ ملك ساجد أَو قَائِم

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان عَن ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما قَالَ: إِن فِي السَّمَاء بَيْتا يُقَال لَهُ الضراح وَهُوَ فَوق الْبَيْت من حياله حرمته فِي السَّمَاء كَحُرْمَةِ هَذَا فِي الأَرْض يلجه كل لَيْلَة سَبْعُونَ ألف ملك يصلونَ فِيهِ لَا يعودون إِلَيْهِ أبدا غير تِلْكَ اللَّيْلَة

وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن عَائِشَة رضي الله عنها أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قدم مَكَّة فَأَرَادَتْ عَائِشَة أَن تدخل الْبَيْت فَقَالَ لَهَا بَنو شيبَة: إِن أحدا لَا يدْخلهُ لَيْلًا وَلَكِن نخليه لَك

ص: 628

نَهَارا فَدخل عَلَيْهَا النَّبِي صلى الله عليه وسلم فشكت إِلَيْهِ أَنهم منعوها أَن تدخل الْبَيْت فَقَالَ: إِنَّه لَيْسَ لأحد أَن يدْخل الْبَيْت لَيْلًا إِن هَذِه الْكَعْبَة بحيال الْبَيْت الْمَعْمُور الَّذِي فِي السَّمَاء يدْخل ذَلِك الْمَعْمُور سَبْعُونَ ألف ملك لَا يعودون إِلَيْهِ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة لَو وَقع حجر مِنْهُ لوقع على ظهر الْكَعْبَة

وَأخرج ابْن جرير عَن قَتَادَة فِي قَوْله {وَالْبَيْت الْمَعْمُور} قَالَ: ذكر لنا أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمًا لأَصْحَابه: هَل تَدْرُونَ مَا الْبَيْت الْمَعْمُور قَالُوا: الله وَرَسُوله أعلم

قَالَ: فَإِنَّهُ مَسْجِد فِي السَّمَاء بحيال الْكَعْبَة لَو خرَّ خرَّ عَلَيْهَا يُصَلِّي كل يَوْم فِيهِ سَبْعُونَ ألف ملك إِذا خَرجُوا مِنْهُ لم يعودوا آخر مَا عَلَيْهِم

وَأخرج ابْن جرير عَن أنس رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: لما عرج بِي الْملك إِلَى السَّمَاء السَّابِعَة انْتَهَيْت إِلَى بِنَاء فَقلت للْملك مَا هَذَا قَالَ: هَذَا بِنَاء بناه الله للْمَلَائكَة يدْخلهُ كل يَوْم سَبْعُونَ ألف ملك يسبحون الله ويقدسونه لَا يعودون إِلَيْهِ

وَأخرج ابْن رَاهَوَيْه وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ فِي العظمة وَالْحَاكِم وَصَححهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان عَن عَليّ بن أبي طَالب رضي الله عنه فِي قَوْله {والسقف الْمَرْفُوع} قَالَ: السَّمَاء

وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن الرّبيع بن أنس فِي قَوْله {والسقف الْمَرْفُوع} قَالَ: الْعَرْش {وَالْبَحْر الْمَسْجُور} قَالَ: هُوَ المَاء الْأَعْلَى الَّذِي تَحت الْعَرْش

وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُجَاهِد رضي الله عنه {والسقف} قَالَ: السَّمَاء

وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَسَعِيد بن مَنْصُور وَابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن عَليّ بن أبي طَالب رضي الله عنه فِي قَوْله {وَالْبَحْر الْمَسْجُور} قَالَ: بَحر فِي السَّمَاء تَحت الْعَرْش

وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن عَمْرو مثله

وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما فِي قَوْله {وَالْبَحْر الْمَسْجُور} قَالَ: الْمَحْبُوس

وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما فِي قَوْله {وَالْبَحْر الْمَسْجُور} قَالَ: الْمُرْسل

ص: 629

وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ فِي العظمة عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ: قَالَ عَليّ بن أبي طَالب رضي الله عنه لرجل من الْيَهُود: أَيْن جَهَنَّم قَالَ: هِيَ الْبَحْر فَقَالَ عليّ: مَا أرَاهُ إِلَّا صَادِقا وَقَرَأَ {وَالْبَحْر الْمَسْجُور} {وَإِذا الْبحار سجرت} التكوير 6

وَأخرج أَبُو الشَّيْخ فِي العظمة وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْبَعْث والنشور عَن عَليّ بن أبي طَالب قَالَ: مَا رَأَيْت يَهُودِيّا أصدق من فلَان زعم أَن نَار الله الْكُبْرَى هِيَ الْبَحْر فَإِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة جمع الله فِيهِ الشَّمْس وَالْقَمَر والنجوم ثمَّ بعث عَلَيْهِ الدبور فسعرته

وَأخرج ابْن جرير عَن مُجَاهِد فِي قَوْله {وَالْبَحْر الْمَسْجُور} قَالَ: الموقد

وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن كَعْب فِي قَوْله {وَالْبَحْر الْمَسْجُور} قَالَ: الْبَحْر يسجر فَيصير جَهَنَّم

وَأخرج ابْن جرير عَن قَتَادَة فِي قَوْله {وَالْبَحْر الْمَسْجُور} قَالَ: المملوء

وَأخرج الشِّيرَازِيّ فِي الألقاب من طَرِيق الْأَصْمَعِي عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء عَن ذِي الرمة عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله {وَالْبَحْر الْمَسْجُور} قَالَ: الفارغ خرجت أمة تستقي فرأت الْحَوْض فَارغًا فَقَالَت: الْحَوْض مسجور

الآيا 7 - 18

ص: 630

أخرج سعيد بن مَنْصُور وَابْن سعد وَأحمد عَن جُبَير بن مطعم قَالَ: قدمت الْمَدِينَة فِي أُسَارَى بدر على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فوقفت إِلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلَاة الْمغرب فَسَمعته يقْرَأ {إِن عَذَاب رَبك لوَاقِع} فَكَأَنَّمَا صدع قلبِي

ص: 630

وَأخرج أَبُو عبيد فِي فضائله عَن الْحسن أَن عمر بن الْخطاب قَرَأَ {إِن عَذَاب رَبك لوَاقِع} فربا لَهَا ربوة عيد لَهَا عشْرين يَوْمًا

وَأخرج أَحْمد فِي الزّهْد عَن مَالك بن مغول قَالَ: قَرَأَ عمر {وَالطور وَكتاب مسطور فِي رق منشور} قَالَ: قسم إِلَى قَوْله {إِن عَذَاب رَبك لوَاقِع} فَبكى ثمَّ بَكَى حَتَّى عيد من وَجَعه ذَلِك

وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن قَتَادَة فِي قَوْله {إِن عَذَاب رَبك لوَاقِع} قَالَ: وَقع الْقسم هُنَا وَذَاكَ يَوْم الْقِيَامَة

قَوْله تَعَالَى: {يَوْم تمور السَّمَاء موراً} الْآيَات

أخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله {يَوْم تمور السَّمَاء موراً} قَالَ: تحرّك وَفِي قَوْله {يَوْم يدعونَ} قَالَ: يدْفَعُونَ

وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد فِي قَوْله {يَوْم تمور السَّمَاء موراً} قَالَ: تَدور دوراً

وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله {يَوْم يدعونَ إِلَى نَار جَهَنَّم} قَالَ: يدْفع فِي أَعْنَاقهم حَتَّى يرِدوا النَّار

وَأخرج سعيد بن مَنْصُور عَن مُحَمَّد بن كَعْب فِي قَوْله {يَوْم يدعونَ إِلَى نَار جَهَنَّم دَعَا} قَالَ: يدْفَعُونَ إِلَيْهَا دفعا

الْآيَات 19 - 22

ص: 631

أخرج ابْن أبي حَاتِم من طَرِيق عِكْرِمَة قَالَ: قَالَ ابْن عَبَّاس فِي قَول الله لأهل الْجنَّة {كلوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُم تَعْمَلُونَ} قَوْله هَنِيئًا أَي لَا تموتون فِيهَا فعندما قَالُوا (فَمَا نَحن بميتين إِلَّا موتتنا الأولى وَمَا نَحن بمعذبين)(الصافات 59)

ص: 631

أخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن أبي أُمَامَة قَالَ: سُئِلَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم هَل تزاور أهل الْجنَّة

قَالَ: أَي وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّهُم ليتزاورون على النوق الدمك عَلَيْهَا حشايا الديباج يزور الأعلون الأسفلين وَلَا يزور الأسفلون الأعلين قَالَ: هم دَرَجَات قَالَ: وَإِنَّهُم ليضعون مرافقهم فيتكئون ويأكلون وَيَشْرَبُونَ وَيَتَنَعَّمُونَ ويتنازعون فِيهَا كأساً لَا لَغْو فِيهَا وَلَا تأثيم لَا يصدّعون عَنْهَا وَلَا ينزفون مِقْدَار سبعين خَرِيفًا مَا يرفع أحدهم مرفقه من اتكائه قَالَ: يَا رَسُول الله هَل ينْكحُونَ قَالَ: أَي وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ دحاماً دحاماً وَأَشَارَ بِيَدِهِ وَلَكِن لأمني وَلَا منية وَلَا يَمْتَخِطُونَ فِيهَا وَلَا يتغوّطون رجيعهم رشح كحبوب الْمسك مجامرهم الالوة وأمشاطهم الذَّهَب وَالْفِضَّة آنيتهم من الذَّهَب وَالْفِضَّة يسبحون الله بكرَة وعشياً قُلُوبهم على قلب رجل وَاحِد لَا غل بَينهم وَلَا تباغض يسبحون الله تَعَالَى بكرَة وعشياً

وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ عَن عَليّ أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَرَأَ {وَالَّذين آمنُوا وَاتَّبَعتهمْ ذُرِّيتهمْ بِإِيمَان ألحقنا بهم ذُرِّيتهمْ}

وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وهناد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: إِن الله ليرْفَع ذُرِّيَّة الْمُؤمن مَعَه فِي الْجنَّة وَإِن كَانُوا دونه فِي الْعَمَل لتقر بهم عينه ثمَّ قَرَأَ {وَالَّذين آمنُوا وَاتَّبَعتهمْ ذُرِّيتهمْ} الْآيَة

وَأخرج الْبَزَّار وَابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عَبَّاس رَفعه إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِن الله يرفع ذُرِّيَّة الْمُؤمن إِلَيْهِ فِي دَرَجَته وَإِن كَانُوا دونه فِي الْعَمَل لتقر بهم عينه ثمَّ قَرَأَ {وَالَّذين آمنُوا وَاتَّبَعتهمْ ذُرِّيتهمْ بِإِيمَان ألحقنا بهم ذُرِّيتهمْ وَمَا ألتناهم من عَمَلهم من شَيْء} قَالَ: وَمَا نقصنا الْآبَاء بِمَا أعيطنا الْبَنِينَ

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ وَابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذا دخل الرجل الْجنَّة سَأَلَ عَن أَبَوَيْهِ وَذريته وَولده فَيُقَال: إِنَّهُم لم يبلغُوا درجتك وعملك فَيَقُول: يَا رب قد عملت لي وَلَهُم فَيُؤْمَر بإلحاقهم بِهِ وَقَرَأَ ابْن عَبَّاس {وَالَّذين آمنُوا وَاتَّبَعتهمْ ذُرِّيتهمْ} الْآيَة

وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله {وَالَّذين آمنُوا وَاتَّبَعتهمْ ذُرِّيتهمْ} الْآيَة قَالَ: هم ذُرِّيَّة الْمُؤمن يموتون على الإِسلام فَإِن كَانَت منَازِل آبَائِهِم أرفع من مَنَازِلهمْ لَحِقُوا بآبائهم وَلم ينقصوا من أَعْمَالهم الَّتِي عمِلُوا شَيْئا

ص: 632

وَأخرج عبد الله بن أَحْمد فِي زَوَائِد الْمسند عَن عَليّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: إِن الْمُؤمنِينَ وَأَوْلَادهمْ فِي الْجنَّة وَإِن الْمُشْركين وَأَوْلَادهمْ فِي النَّار ثمَّ قَرَأَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم {وَالَّذين آمنُوا وَاتَّبَعتهمْ ذُرِّيتهمْ} الْآيَة

وَأخرج هناد وَابْن الْمُنْذر عَن إِبْرَاهِيم فِي الْآيَة قَالَ: أعطي الْآبَاء مثل مَا أعطي الْأَبْنَاء وَأعْطِي الْأَبْنَاء مثل مَا أعطي الْآبَاء

وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن أبي مجلز فِي الْآيَة قَالَ: يجمع الله لَهُ ذُريَّته كَمَا يحب أَن يجمعوا لَهُ فِي الدُّنْيَا

وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَالْحَاكِم عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله {وَمَا ألتناهم} قَالَ: مَا نقصناهم

وَأخرج الْفرْيَابِيّ عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله {وَمَا ألتناهم} قَالَ: لم ننقصهم من عَمَلهم شَيْئا

وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير عَن قَتَادَة فِي قَوْله {وَمَا ألتناهم} يَقُول: وَمَا ظلمناهم

الْآيَات 23 - 29

ص: 633

أخرج عبد الرَّزَّاق عَن ابْن جريج فِي قَوْله {يتنازعون فِيهَا كأساً} قَالَ: الرجل وأزواجه وخدمه يتنازعون أَخذه من خدمَة الكأس وَمن زَوجته وَأخذ خدمَة الكأس مِنْهُ وَمن زَوجته

وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله {لَا لَغْو فِيهَا} يَقُول: لَا بَاطِل فِيهَا {وَلَا تأثيم}

ص: 633

وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد فِي قَوْله {لَا لَغْو فِيهَا} قَالَ: لَا يستبون {وَلَا تأثيم} قَالَ: لَا يغوون

أخرج ابْن الْمُنْذر عَن ابْن جريج فِي قَوْله {كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤ مَكْنُون} قَالَ: الَّذِي لم تمر عَلَيْهِ الْأَيْدِي

وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن قَتَادَة فِي قَوْله {كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤ مَكْنُون} قَالَ: بَلغنِي أَنه قيل: يَا رَسُول الله هَذَا الخدم مثل اللُّؤْلُؤ فَكيف بمخدوم قَالَ: وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إِن فضل مَا بَينهمَا كفضل الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر على النُّجُوم وَفِي لفظ لِابْنِ جرير إِن فضل المخدوم على الْخَادِم كفضل الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر على سَائِر الْكَوَاكِب

وَأخرج التِّرْمِذِيّ وحسنة وَابْن مرْدَوَيْه عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّا أكْرم ولد آدم على رَبِّي وَلَا فَخر يطوف عليّ ألف خَادِم {كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤ مَكْنُون}

قَوْله تَعَالَى: {فَأقبل بَعضهم على بعض يتساءلون} الْآيَات

أخرج الْبَزَّار عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: إِذا دخل أهل الْجنَّة الْجنَّة اشتاقوا إِلَى الإِخوان فَيَجِيء سَرِير هَذَا حَتَّى يُحَاذِي سَرِير هَذَا فيتحدثان فيتكىء ذَا ويتكىء ذَا فيتحدثان بِمَا كَانَا فِي الدُّنْيَا فَيَقُول أَحدهمَا لصَاحبه يَا فلَان تَدْرِي أَي يَوْم غفر الله لنا يَوْم كُنَّا فِي مَوضِع كَذَا وَكَذَا فدعونا الله فغفر لنا

وَأخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر عَن قَتَادَة فِي قَوْله {إِنَّا كُنَّا قبل فِي أهلنا مشفقين} قَالَ: فِي الدُّنْيَا

وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن ابْن جريج فِي قَوْله: {ووقانا عَذَاب السمُوم} قَالَ: وهج النَّار

وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَو فتح الله من عَذَاب السمُوم على أهل الأَرْض مثل الْأُنْمُلَة أحرقت الأَرْض وَمن عَلَيْهَا

وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن أبي شيبَة وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان عَن عَائِشَة أَنه قَرَأت هَذِه الْآيَة {فمنَّ الله علينا ووقانا عَذَاب السمُوم إِنَّا كُنَّا من قبل نَدْعُوهُ إِنَّه هُوَ الْبر الرَّحِيم} فَقَالَت: اللَّهُمَّ منَّ علينا وقنا عَذَاب السمُوم إِنَّك أَنْت الْبر الرَّحِيم وَذَلِكَ فِي الصَّلَاة

ص: 634

وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَأحمد فِي الزّهْد وَابْن الْمُنْذر عَن أَسمَاء أَنَّهَا قَرَأت هَذِه الْآيَة فَوَقَعت عَلَيْهَا فَجعلت تستعيذ وَتَدْعُو

وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله {إِنَّه هُوَ الْبر} قَالَ: اللَّطِيف

وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن ابْن جريج فِي قَوْله {إِنَّه هُوَ الْبر} قَالَ: الصَّادِق

الْآيَات 30 - 46

ص: 635

أخرج ابْن إِسْحَق وَابْن جرير عَن ابْن عَبَّاس أَن قُريْشًا لما اجْتَمعُوا فِي دَار الندوة فِي أَمر النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ قَائِل مِنْهُم: احْبِسُوهُ فِي وثاق وتربصوا بِهِ الْمنون حَتَّى يهْلك كَمَا هلك من قبله من الشُّعَرَاء زُهَيْر والنابغة إِنَّمَا هُوَ كأحدهم فَأنْزل الله فِي ذَلِك من قَوْلهم {أم يَقُولُونَ شَاعِر نتربص بِهِ ريب الْمنون}

وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله {ريب الْمنون} قَالَ: الْمَوْت

ص: 635

وَأخرج ابْن الْأَنْبَارِي فِي الْوَقْت والابتداء عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: ريب: شكّ إِلَّا مَكَانا وَاحِدًا فِي الطّور {ريب الْمنون} يَعْنِي حوادث الْأُمُور قَالَ الشَّاعِر: تربص بهَا ريب الْمنون لَعَلَّهَا تطلق يَوْمًا أَو يَمُوت حَلِيلهَا وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد رضي الله عنه فِي قَوْله {ريب الْمنون} قَالَ: حوادث الدَّهْر وَفِي قَوْله {أم هم قوم طاغون} قَالَ: بل هم قوم طاغون

وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن زيد رضي الله عنه فِي قَوْله {أم تَأْمُرهُمْ أحلامهم} قَالَ: الْعُقُول

وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن ابْن جريج رضي الله عنه فِي قَوْله {فليأتوا بِحَدِيث مثله} قَالَ: مثل الْقُرْآن وَفِي قَوْله: {فليأت مستمعهم} قَالَ: صَاحبهمْ وَفِي قَوْله {أم تَسْأَلهُمْ أجرا فهم من مغرم مثقلون} يَقُول: أسألت هَؤُلَاءِ الْقَوْم على الإِسلام أجرا فَمَنعهُمْ من أَن يسلمُوا الْجعل وَفِي قَوْله {أم عِنْدهم الْغَيْب} قَالَ: الْقُرْآن

وَأخرج البُخَارِيّ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْأَسْمَاء وَالصِّفَات عَن جُبَير بن مطعم رضي الله عنه: سَمِعت النَّبِي صلى الله عليه وسلم يقْرَأ فِي الْمغرب بِالطورِ فَلَمَّا بلغ هَذِه الْآيَة {أم خلقُوا من غير شَيْء أم هم الْخَالِقُونَ} الْآيَات كَاد قلبِي أَن يطير

وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم فِي قَوْله {أم هم المصيطرون} قَالَ: المسلطون

وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله {أم هم المصيطرون} قَالَ: أم هم المنزلون وَالله تَعَالَى أعلم

الْآيَات 47 - 49

ص: 636

أخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله {وَإِن للَّذين ظلمُوا عذَابا دون ذَلِك} قَالَ: عَذَاب الْقَبْر قبل يَوْم الْقِيَامَة

وَأخرج هناد عَن زَاذَان مثله

وَأخرج ابْن جرير عَن قَتَادَة أَن ابْن عَبَّاس قَالَ: إِن عَذَاب الْقَبْر فِي الْقُرْآن ثمَّ تَلا {وَإِن للَّذين ظلمُوا عذَابا دون ذَلِك}

ص: 636

وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد رضي الله عنه فِي قَوْله {وَإِن للَّذين ظلمُوا عذَابا دون ذَلِك} قَالَ: الْجُوع لقريش فِي الدُّنْيَا

قَوْله تَعَالَى: {وَسبح بِحَمْد رَبك حِين تقوم}

أخرج الْفرْيَابِيّ وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد رضي الله عنه فِي قَوْله {وَسبح بِحَمْد رَبك حِين تقوم} قَالَ: من كل مجْلِس

وَأخرج ابْن أبي شيبَة عَن أبي الْأَحْوَص رضي الله عنه فِي قَوْله {وَسبح بِحَمْد رَبك حِين تقوم} قَالَ: إِذا قُمْت فَقل: سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ

وَأخرج عبد الرَّزَّاق فِي جَامعه عَن أبي عُثْمَان الْفَقِير رضي الله عنه أَن جِبْرِيل علم النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِذا قَامَ من مَجْلِسه أَن يَقُول: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا أَنْت استغفرك وَأَتُوب إِلَيْك

وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَالْحَاكِم وَابْن مرْدَوَيْه عَن أبي بَرزَة الْأَسْلَمِيّ قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول بآخرة إِذا أَرَادَ أَن يقوم من الْمجْلس: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا أَنْت استغفرك وَأَتُوب إِلَيْك فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله: إِنَّك لتقول قولا مَا كنت تَقوله فِيمَا مضى قَالَ: كَفَّارَة لما يكون فِي الْمجْلس

وَأخرج ابْن أبي شيبَة عَن زِيَاد بن الْحصين قَالَ: دخلت على أبي الْعَالِيَة فَلَمَّا أردْت أَن أخرج من عِنْده قَالَ: أَلا أزودك كَلِمَات علمهن جِبْرِيل مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم قلت: بلَى قَالَ: فَإِنَّهُ لما كَانَ بآخرة كَانَ إِذا قَامَ من مَجْلِسه قَالَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا أَنْت استغفرك وَأَتُوب إِلَيْك فَقيل: يَا رَسُول الله مَا هَؤُلَاءِ الْكَلِمَات الَّتِي تقولهن قَالَ: هن كَلِمَات علمنيهن جِبْرِيل كَفَّارَات لما يكون فِي الْمجْلس

وَأخرج ابْن أبي شيبَة عَن يحيى بن جعدة قَالَ: كَفَّارَة الْمجْلس سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِك أستغفرك وَأَتُوب إِلَيْك

وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وَابْن أبي شيبَة وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن الضَّحَّاك فِي قَوْله {وَسبح بِحَمْد رَبك حِين تقوم} قَالَ: حِين تقوم إِلَى الصَّلَاة تَقول هَؤُلَاءِ الْكَلِمَات: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك وتبارك اسْمك وَتَعَالَى جدك وَلَا إِلَه غَيْرك

وَأخرج أَبُو عبيد وَابْن الْمُنْذر عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ: حق على كل مُسلم حِين

ص: 637

يقوم إِلَى الصَّلَاة أَن يَقُول: سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ لِأَن الله يَقُول لنَبيه {وَسبح بِحَمْد رَبك حِين تقوم}

وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله {وَسبح بِحَمْد رَبك حِين تقوم} قَالَ: حِين تقوم من فراشك إِلَى أَن تدخل فِي الصَّلَاة وَالله أعلم

قَوْله تَعَالَى: {وَمن اللَّيْل فسبحه وإدبار النُّجُوم}

أخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه فِي قَوْله {وَمن اللَّيْل فسبحه وإدبار النجومِ} قَالَ: الركعتان قبل صَلَاة الصُّبْح

وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله {وإدبار النُّجُوم} قَالَ: رَكْعَتي الْفجْر

وَأخرج ابْن جرير عَن الضَّحَّاك فِي قَوْله {وإدبار النُّجُوم} قَالَ: صَلَاة الْغَدَاة

ص: 638

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم (53)

سُورَة النَّجْم

مَكِّيَّة وآياتها ثِنْتَانِ وَسِتُّونَ

مُقَدّمَة سُورَة النَّجْم أخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: نزلت سُورَة النَّجْم بِمَكَّة

وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن الزبير مثله

وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَالْبُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن مَسْعُود قَالَ: أول سُورَة نزلت فِيهَا سَجْدَة {والنجم} فَسجدَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَسجد النَّاس كلهم إِلَّا رجلا رَأَيْته أَخذ كفا من تُرَاب فَسجدَ عَلَيْهِ فرأيته بعد ذَلِك قتل كَافِرًا وَهُوَ أُميَّة بن خلف

وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن مَسْعُود قَالَ: أول سُورَة أعلن بهَا النَّبِي صلى الله عليه وسلم يقْرؤهَا {والنجم}

وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم سجد فِي سُورَة {والنجم} وَسجد من حضر من الْجِنّ وَالْإِنْس وَالشَّجر

وَأخرج ابْن أبي شيبَة عَن أبي الْعَالِيَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم سجد فِي النَّجْم والمسلمون

وَأخرج ابْن أبي شيبَة عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ: سجد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون فِي النَّجْم إِلَّا رجلَيْنِ من قُرَيْش أَرَادَا بذلك الشُّهْرَة

وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن الشّعبِيّ رضي الله عنه قَالَ: ذكر عِنْد جَابر بن عبد الله {والنجم} فَقَالَ جَابر: سجد بهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَالْمُشْرِكُونَ وَالْإِنْس وَالْجِنّ

وَأخرج ابْن أبي شيبَة عَن الشّعبِيّ رضي الله عنه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَرَأَ {والنجم} فَسجدَ فِيهَا الْمُسلمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْجِنّ والإِنس

ص: 639