المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر من اسمه محمود - الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة - جـ ٦

[ابن حجر العسقلاني]

الفصل: ‌ذكر من اسمه محمود

لَا يخرج من الْمَسْجِد إِلَّا نَادرا غير صَلَاة الْجُمُعَة وَكَانَ لَا يطْلب من أحد شَيْئا وَإِذا قلت نَفَقَته يذهب يقْعد أَمينا فِي مصبنة مُدَّة أَيَّام ثمَّ يعود إِلَى مَسْجده فينفق عَلَيْهِ مَا حصله إِلَى أَن مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن عشرى الْمحرم سنة 794

‌ذكر من اسْمه مَحْمُود

2223 -

مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عَبدة بن عَطاء بن يس بن زُهَيْر البصروي الأَصْل الصَّالِحِي جمال الدّين أَبُو عبد الرَّحِيم ولد فِي رَمَضَان سنة 758 وَسمع من الْفَخر وَابْن أبي عمر وَغَيرهمَا وَمَات فِي الْمحرم سنة 744

2224 -

مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن يُوسُف الْقرشِي المَخْزُومِي الشَّافِعِي النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بِابْن مزبيل الشَّيْخ رشيد الدّين أَبُو مُحَمَّد ولد سنة 643 وَسمع على أبي الْفَضَائِل عَليّ بن عبد الرَّزَّاق العامري بن الْقطَّان صَاحب البوصيري والشريف يُوسُف بن يحيى الْهَاشِمِي وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَغَيره وَكَانَت وَفَاته فِي

2225 -

مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الشِّيرَازِيّ كَانَ مُنْقَطِعًا فِي مدرسة أبي عمر ثمَّ قتل على الرَّفْض بِدِمَشْق فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 766

ص: 78

2226 -

مَحْمُود بن أَحْمد بن ظهيرة اللارندي شمس الدّين تفقه على الصَّدْر سُلَيْمَان وأتقن الْفِقْه والفرائض وَكَانَ ورعا فِي لِسَانه عجمة صنف الْإِرْشَاد فِي الْفَرَائِض وَشرح عرُوض الأندلسي وَله شعر نَازل مَاتَ قبل سنة 720

2227 -

مَحْمُود بن أَحْمد بن عَمْرو بن أَحْمد بن هرماس بن نجا بن مشرف ابْن مُحَمَّد بن ورقة الثَّعْلَبِيّ أَبُو مُحَمَّد الزرعي شرف الدّين ولد سنة 635 وأسمع على ابْن عبد الدَّائِم والنجيب الْمِقْدَاد وَغَيرهمَا وَولي وكَالَة بَيت المَال بزرع نِيَابَة عَن عز الدّين ابْن المرحل وكل بَصَره فِي آخر عمره وَأقَام بِدِمَشْق إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 716 حدث عَنهُ الذَّهَبِيّ وَابْن رَافع

2228 -

مَحْمُود بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن نصر بن أبي الرضي نور الدّين أَبُو الْقَاسِم البعلبكي ولد سنة 636 وأسمع على عبد الرَّحِيم الْعَبَّادِيّ وَكَانَ

ص: 79

موقع الحكم بِبَلَدِهِ وَإِمَام النورية بهَا وَحدث ببعلبك وَغَيرهَا مَاتَ سنة 724 فِي شَوَّال وَقد جَاوز الثَّمَانِينَ

2229 -

مَحْمُود بن أَحْمد بن مَسْعُود بن عبد الرَّحْمَن القونوي جمال الدّين بن سراج الدّين الْحَنَفِيّ أَبُو المحاسن الْمَعْرُوف بِابْن السراج بِكَسْر الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الرَّاء وَبعد الْألف جِيم ولد قبل السبعمائة وَكَانَ فَاضلا فِي الْأُصُول وَالْفِقْه وقوراً سَاكِنا يرتل عِبَارَته وَله مؤلفات ودرس بالخاتونية والريحانية وَغَيرهمَا ثمَّ ولي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق مرَّتَيْنِ وَاخْتصرَ شرح الْهِدَايَة وَشرح المغنى والعمدة ومسند أبي حنيفَة مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 770 وَيُقَال فِي الَّتِي بعْدهَا وَقد ناف على السّبْعين قَالَ ابْن رَافع شغل بِالْعلمِ مُدَّة بالجامع وَقَالَ ابْن حبيب كَانَ رَأْسا فِي مذْهبه وَمَات عَن سِتّ وَسبعين سنة كَذَا قَالَ

2230 -

مَحْمُود بن أوحد بن خطير شرف الدّين أَخُو مَسْعُود كَانَ بِدِمَشْق ثمَّ طلب إِلَى مصر فولي الحجوبية بِمصْر ثمَّ بِدِمَشْق ثمَّ بِمصْر إِلَى أَن مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 749 بالطاعون

2231 -

مَحْمُود بن خَليفَة بن مُحَمَّد بن خلف بن مُحَمَّد بن عقيل المنبجي ثمَّ الدِّمَشْقِي شمس الدّين أَبُو الثَّنَاء التَّاجِر ولد سنة سِتّ أَو 687 وأحضر

ص: 80

على الفاروثي وأسمع على أبي الْفضل ابْن عَسَاكِر والعز الْفراء وَغَيرهمَا وعَلى الدمياطي وَابْن الصَّواف والغرافي وَسمع بِبَغْدَاد عَليّ الرشيد بن أبي الْقَاسِم وأخيه عَليّ والعماد ابْن الطبال وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ الْفَخر ابْن البُخَارِيّ والتقي الوَاسِطِيّ وَجَمَاعَة قَالَ البرزالي ثمَّ الذَّهَبِيّ فِي معجميهما الْمعدل الْمُحدث الْفَاضِل الصَّادِق دخل إِلَى خُرَاسَان وخوارزم وأصبهان للتِّجَارَة وَله كتب متقنة زَاد البرزالي وأجزاء نظيفة زَاد الذَّهَبِيّ وَذكره فِي مُعْجَمه الْمُخْتَص فَقَالَ نسخ وَحصل الْأُصُول وجود الْفُرُوع بالمقابلة مَعَ الدّين والصدق وَالْأَمَانَة وَمَعْرِفَة متوسطة وَقَالَ ابْن رَافع كَانَ دينا خيرا ذَا مُرُوءَة وبر وَكَانَ لَا يسمع إِلَّا من أصل صَحِيح وَحدث بالكثير حدث عَنهُ الذَّهَبِيّ وَمَات قبله والعز ابْن جمَاعَة وَأَبُو زرْعَة بن الْعِرَاقِيّ وعاش بعد الذَّهَبِيّ نَحوا من ثَلَاثِينَ سنة مَاتَ مَحْمُود بن خَليفَة بِدِمَشْق فِي ذِي الْحجَّة سنة 767 وَقد جَاوز الثَّمَانِينَ

2232 -

مَحْمُود بن رَمَضَان شرف الدّين ابْن وَالِي اللَّيْل تعانى الْآدَاب وخدم فِي النيابات قَالَ الْكَمَال الأدفوي رَأَيْته واليا بأدفو ثمَّ أسنا وَمن نظمه من قصيدة

(ومذ أَطَعْت هواكم مَا عصيب لكم

أمرا وَلَا ملت فِي حبي عَن الْأَدَب)

(فَمَا بطرفي لَا يَغْشَاهُ طيفكم

بخلا عَليّ وَأَنْتُم أكْرم الْعَرَب)

مَاتَ بِمصْر سنة 729

ص: 81

2233 -

مَحْمُود بن سلمَان بن فَهد بن مَحْمُود الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي أَبُو الثَّنَاء شهَاب الدّين ولد فِي شعْبَان سنة 644 وَسمع من الرضي بن الْبُرْهَان وَيحيى ابْن عبد الرَّحْمَن الْحَنْبَلِيّ وجمال الدّين ابْن مَالك وتأدب بِهِ وبابن الظهير وتفقه بِابْن المنجا وَغَيره وبرع إِلَى أَن عين مرّة لقَضَاء الْحَنَابِلَة وفَاق الأقران فِي حسن النّظم والإنشاء وَالْكِتَابَة وَكَانَ يذكر أَن لَهُ إجَازَة من ابْن خَلِيل وَكتب الْإِنْشَاء أَولا بِدِمَشْق ثمَّ نَقله ابْن السلعوس إِلَى الديار المصرية عقب موت محيى الدّين بن عبد الظَّاهِر فَكتب بهَا فِي ديوَان الْإِنْشَاء ثمَّ ولي كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق بعد موت شرف الدّين بن فضل الله إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ نَائِب السلطنة يحترمه وَكَانَ محباً لأهل الْخَيْر مواظباً على التِّلَاوَة والأدعية والنوافل وقوراً سَاكِنا وقصائده كَثِيرَة تدخل فِي ثَلَاث مجلدات وَأما المقاطيع فقليلة ونثره يدْخل فِي ثَلَاثِينَ مجلدة كَذَا قَالَ الصَّفَدِي وَقَالَ وَهُوَ أحد الكملة الَّذين عاصرتهم وَأخذت عَنْهُم وَلم أر من يصدق عَلَيْهِ اسْم الْكَاتِب غَيره لِأَنَّهُ كَانَ ناظماً ناثرا عَارِفًا بأيام النَّاس وتراجمهم وَمَعْرِفَة خطوط الْكتاب مَعَ الْأَدَب الْكثير والديانة وَالْعلم وَالرِّوَايَة وَله كتاب حسن التوسل فِي صناعَة الترسل جوده وَكتاب أهنى المنائح فِي أَسْنَى المدائح أفرد من شعره المدائح

ص: 82

النَّبَوِيَّة قَالَ الذَّهَبِيّ لم يخلف فِي مَعْنَاهُ مثله وَقَالَ البرزالي فِي مُعْجَمه فَاضل كتب فِي الْإِنْشَاء وَفِي جودة الشّعْر فاق أهل عصره وأربى على كثير مِمَّن تقدمه وأضحى المنظور إِلَيْهِ فِي الْبِلَاد الشامية والمصرية وَكَانَ يكْتب التقاليد الْكِبَار والتواقيع بديهة من غير مسودة واشتهر بِحسن الْخلق فَكَانَت أَكثر التقاليد والتواقيع تظهر بِخَطِّهِ وثوقاب بِهِ حَتَّى جمع مِنْهَا بعض الراغبين مجلدين وَكَانَ اشْتغل على ابْن مَالك فِي النَّحْو وعَلى ابْن المنجا فِي الْفِقْه وَأَجَازَ لَهُ يُوسُف بن خَلِيل وَذكر أَنه سمع من لَفظه ديوَان المدائح النَّبَوِيَّة الَّذِي سَمَّاهُ أهنى المنائح فِي أَسْنَى المدائح وَعدد أبياته ألفا بَيت وثلاثمائة وَخَمْسَة وَسِتُّونَ بَيْتا وَمن مَشْهُور نظمه

(تثنى وأغصان الْأَرَاك نواضر

فنحت وأسراب من الطير عكف)

(فَعلم بانات النقا كَيفَ تنثني

وَعلمت وَرْقَاء الْحمى كَيفَ تهتف)

وَمِنْه

(رأنى وَقد نَالَ من النحول

وفاضت دموعي على الخد فيضا)

(فَقَالَت بعيني هَذَا السقام

فَقلت صدقت وبالخصر أَيْضا)

وَله

(عريب سبوا لومي وَلم تدر مقلتي

كَمَا سلبوا قلبِي وَلم تشعر الأعضا)

(وَطلقت نومي والجفون حوامل

فَمن أجل ذَا فِي الخد أبقت لَهَا فرضا)

(وطارحه من أدباء عصره السراج

الْوراق وناصر الدّين ابْن النَّقِيب)

وشهاب الدّين العزازي وَغَيرهم وَمن غَرِيب قصائده خَاطب بهَا فتح الدّين ابْن عبد الظَّاهِر

(هَل الْبَدْر إِلَّا مَا حواه لثامها

أَو الصُّبْح إِلَّا مَا جلاه ابتسامها)

ص: 83

وَهِي طَوِيلَة وَمن محَاسِن نثره الْكتاب الَّذِي فِي وصف الْخَيل والرسالة الَّتِي فِي وصف البندق قَالَ ابْن سيد النَّاس قَالَ لي ابْن سَلمَة الغرناطي مَا رَأَيْت أجل من الدمياطي والشهاب مَحْمُود والشهاب فِي بَابه أجل وَله ذيل على ذيل القطب اليونيني فِي التَّارِيخ مَاتَ بِدِمَشْق فِي لَيْلَة السبت بعد آذان الْعشَاء الْآخِرَة 22 شعْبَان سنة 725

2234 -

مَحْمُود بن سنجر صَاحب دلى من بِلَاد الْهِنْد مَاتَ سنة 715 وَخلف ثَمَانِي مائَة فيل بيض وثلاثمائة سود وكل وَاحِد مِنْهَا يُقَاتل عَلَيْهِ سِتُّونَ نَفرا وَأَنَّهَا كلهَا تقَاتل الْكفَّار وَلَا تقَاتل الْمُسلمين وَكَانَ افْتتح كثيرا من بِلَاد الْهِنْد فِي سنة 699 ذكر ذَلِك شمس الدّين الْجَزرِي

2235 -

مَحْمُود بن طريف بن زكري المحجي أَبُو الْحسن الْمَعْرُوف بكتيلة سمع من ابْن عبد الدَّائِم وَأبي بكر الْهَرَوِيّ وَذكره البرزالي فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ سنة 714 بحلب

2236 -

مَحْمُود بن طي العجلوني جمال الدّين الصُّوفِي قَالَ الصَّفَدِي كَانَ فَقير الْحَال كثير الْعِيَال دَاعِيَة إِلَى مقَالَة الْعَفِيف التلمساني يحفظ أَكثر ديوانه وينضال عَن معتقده وأغوى جمَاعَة من أهل صفد لَكِن من الله بإنقاذهم من ضلاله وَكَانَ يرتزق من شَهَادَة الْقسم فِي خَاص السُّلْطَان كَانَ لَهُ نظم وسط أَنْشدني مِنْهُ فَمِنْهُ تخميس قصيدة لشيخه أَولهَا

(بالناظر الفاتر الْوَسْنَان ذِي الدعج

وَمَا بخد الَّذِي نهوى من الضرج)

ص: 84

(قُم يَا نديم فَمَا فِي الْوَقْت من حرج

انْظُر إِلَى حسن زهر الرَّوْضَة البهج)

(واسمع ترنم هَذَا الطَّائِر الهزج

مَاتَ بصفد فِي سنة 734 وَقد قَارب السّبْعين

2237 -

مَحْمُود بن عبد الحميد بن سلمَان بن معالي المعري الأَصْل الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي شرف الدّين بن نجم الدّين الْوراق ولد سنة 682 وأسمع على الْفَخر مشيخته وجزء الغطريف وَحدث وَكَانَ لَهُ حَانُوت بالوراقين بالصالحية مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 757

2238 -

مَحْمُود بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ الْعَلامَة شمس الدّين أَبُو الثناة الْأَصْبَهَانِيّ كَانَ ينتسب إِلَى عَلَاء الدولة الهمذاني وَكَانَ مولده بأصبهان فِي شعْبَان سنة 674 واشتغل فِي بِلَاده وَمهر وَتقدم فِي الْفُنُون وَقَرَأَ على وَالِده وعَلى جمال الدّين بن أبي الرَّجَاء وَغَيرهمَا ثمَّ حج فِي سنة 24 وَقدم دمشق بعد زِيَارَة الْقُدس فِي صفر سنة 25 فبهرت فضائله وَسمع كَلَامه الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية فَبَالغ فِي تَعْظِيمه قَالَ مرّة اسْكُتُوا حَتَّى نسْمع كَلَام هَذَا الْفَاضِل الَّذِي مَا دخل الْبِلَاد مثله وَكَانَ يلازم الْجَامِع الْأمَوِي لَيْلًا وَنَهَارًا مكباً على التِّلَاوَة وشغل الطّلبَة ودرس بعد الزملكاني بالرواحية وَفِي يَوْم الإجلاس بَالغ الْفُضَلَاء فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ ثمَّ طلب على الْبَرِيد إِلَى الْقَاهِرَة

ص: 85

فِي ربيع الآخر سنة 32 بسفارة الشَّيْخ مجد الدّين الأقصرائي شيخ خانقاه سريا قَوس فَنزل عِنْده وَعمل لَهُ سَماع وَبنى لَهُ قوصون الخانقاه ورتبه شَيخا بهَا قَالَ الأسنوي كَانَ بارعاً فِي العقليات صَحِيح الِاعْتِقَاد محباً لأهل الصّلاح طارحاً للتكلف مجموعاً على الْعلم انْتهى وصنف شرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب قبل أَن يقدم الْبِلَاد وَشرح الْمطَالع للأرموي وَتَجْرِيد النصير الطوسي وَشرح قصيدة الساوي فِي الْعرُوض وصنف نَاظر الْعين فِي الْمنطق وَشَرحه وَشرح مُقَدّمَة ابْن الْحَاجِب وَشرح بِالْقَاهِرَةِ البديع لِابْنِ الساعاتي وطوالع الْبَيْضَاوِيّ ومنهاجه وَعمل تَفْسِيرا وَكَانَ بعض أَصْحَابه يَحْكِي أَنه كَانَ يمْتَنع كثيرا من الْأكل لَيْلًا لِأَنَّهُ يحْتَاج إِلَى الشّرْب فَيحْتَاج إِلَى دُخُول الْخَلَاء فيضيع عَلَيْهِ الزَّمَان وَكَانَ خطه قَوِيا وقلمه سَرِيعا قَالَ الصَّفَدِي رَأَيْته يكْتب فِي تَفْسِيره من خاطره من غير مُرَاجعَة وانتفع النَّاس بِهِ كثيرا وَأذن لجَماعَة فِي الْإِفْتَاء بِمصْر وَالشَّام وَكَانَت تعتريه فَتْرَة من شغل باله بالتفكر ومسائل الْعلم وَكَانَت وَفَاته فِي ذِي الْقعدَة سنة 749 بالطاعون الْعَام

2239 -

مَحْمُود بن الْجمال عبيد الله بن أَحْمد بن عمر بن أبي عمر الْمَقْدِسِي المنجنيقي سمع من ابْن البُخَارِيّ مشيخته وَحدث سمع مِنْهُ الشريف الْحُسَيْنِي

ص: 86

وَكَانَت رئاسة عمل المنجنيق انْتَهَت إِلَيْهِ فاتفق أَنه كَانَ فِي حِصَار المنجنيق فَرفع المنجنيق ليصلحه فَسقط مَيتا وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 754

2240 -

مَحْمُود بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف التبريزي محب الدّين ابْن الإِمَام عَلَاء الدّين القونوي ولد سنة 719 واشتغل بِالْعلمِ فَأخذ عَن الْأَصْبَهَانِيّ وَأبي حَيَّان والجلال الْقزْوِينِي وَغَيرهم ودرس وَأفْتى وشغل وَقَالَ ابْن رَافع أَنه سمع بِدِمَشْق وَهُوَ صَغِير وَقَالَ الأسنوي فِي الطَّبَقَات كَانَ عَالما بالفقه وأصوله فَاضلا فِي الْعَرَبيَّة متعبداً صَحِيح الذِّهْن قَلِيل الِاخْتِلَاط بِالنَّاسِ انْتفع بِهِ كَثِيرُونَ وَشرع فِي التصنيف فَشَغلهُ عَنْهَا انخرام عمره وَقد درس بالشريفية وَغَيرهَا وَولي مشيخة الخانقاه الدوادارية إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 758

2241 -

مَحْمُود بن عَليّ بن أصفر عينه السودوني جمال الدّين الاستادار فِي أَيَّام الْملك الظَّاهِر برقوق جَاءَ إِلَى حلب قبل أَن يَلِي الاستادارية ثمَّ سَافر إِلَى مصر وَبنى بِالْقَاهِرَةِ مدرسة خَارج بَاب زويلة ووقف عَلَيْهَا كتب ابْن جمَاعَة الَّتِي اشْتَرَاهَا بعد مَوته وَهِي كَثِيرَة جدا وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال وَحصل أَمْوَالًا جزيلة تفوق الْحصْر وصودر مرَارًا بعد الْحُرْمَة الْعَظِيمَة والوجاهة فِي الدولة الظَّاهِرِيَّة مَاتَ فِي سنة 799

2242 -

مَحْمُود بن عَليّ بن عبد الْجَبَّار الْبَاب شَرْقي جمال الدّين المعمار ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة 656 وَسمع من الْكرْمَانِي وَابْن أبي عمر وَالْفَخْر

ص: 87

وَحدث ذكره البرزالي وَابْن رَافع وَقَالا مَاتَ فِي الْعشْر الأول من ذِي الْحجَّة سنة 736

2243 -

مَحْمُود بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن رضوَان الْأنْصَارِيّ الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الطرائفي جمال الدّين ابْن الْحَاجة ولد سنة ثَمَان أَو 649 وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم الْمِائَة الفراوية وَغَيرهَا سمع مِنْهُ البرزالي وَابْن رَافع والذهبي وذكروه فِي معاجيمهم وأرخوا وَفَاته فِي 19 ذِي الْحجَّة سنة 737

2244 -

مَحْمُود بن عَليّ شاه بن غالي رَأَيْت خطه فِي استدعاء بِخَط ابْن سكر مؤرخ بِسنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة

2245 -

مَحْمُود بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أبي جَرَادَة الْعقيلِيّ الْحلَبِي نور الدّين أَبُو الثَّنَاء ولد سنة 704 وَسمع جُزْء البانياسي من بيبرس العديمي وَحدث ذكره ابْن سعد فِي مَشَايِخ حلب سنة 748 وَتَأَخر بعد ذَلِك ذكره أَبُو جَعْفَر فِي مَشَايِخ الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَسمع مِنْهُ أَبُو الْمَعَالِي ابْن عشائر بعد السِّتين وَغَيره وَمَات سنة 775

2246 -

مَحْمُود بن عَليّ بن مَحْمُود بن عبد اللَّطِيف السّلمِيّ يُقَال لَهُ وَدِيعَة الله يَأْتِي فِي حرف الْوَاو

2247 -

مَحْمُود بن عَليّ بن مَحْمُود بن مقبل بن سُلَيْمَان بن دَاوُد الْعِرَاقِيّ تَقِيّ الدّين

ص: 88

أَبُو الثَّنَاء الدقوقي الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة 663 وأسمعه أَبوهُ على عَليّ بن أَنْجَب المؤرخ وَعبد الصَّمد بن أبي الْجَيْش وَابْن أبي الدنية وَغَيرهم وَأكْثر وَطلب هُوَ بِنَفسِهِ وَكَانَ يعْمل المواعيد وَيقْرَأ على كرْسِي ويحضره الْخلق الْكثير وَكَانَت لَهُ معرفَة بالنحو وَله نظم حسن كثير وَهُوَ مِمَّن رثى ابْن تَيْمِية لما بلغته وَفَاته وَكَانَ جَهورِي الصَّوْت فحببا إِلَى النَّاس وَولي مشيخة الإسماع بالمستنصرية بعد ابْن الدواليبي قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ يَأْتِي بِكُل نفيسة من النّظم والنثر متقناً متحرياً وَمن مروياته جُزْء الْأنْصَارِيّ حدث بِهِ عَن ابْن ورخز عَن ابْن الْأَخْضَر بِسَنَدِهِ وَقَالَ البرزالي كَانَ كثير الِاحْتِيَاط فِي الضَّبْط للألفاظ وَقَالَ غَيره كَانَ يجْتَمع فِي مَجْلِسه أُلُوف من النَّاس وَله نظم كثير ونثر وخطب وَمَات فِي أَوَائِل الْمحرم وَقيل فِي عشْرين الْمحرم سنة 733 وَكَانَت جنَازَته حافلة وَلم يخلف شَيْئا

2248 -

مَحْمُود بن عَليّ بن هِلَال العجلوني ولد بعد السبعمائة وَسمع من ابْن الشّحْنَة فِيمَا قيل وَحدث عَنهُ وَسمع أَيْضا من زَيْنَب بنت شكر وَأبي بكر بن عنتر وتفقه بِجَمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ شرف الدّين الْبَارِزِيّ فِيمَا ذكر وَأَنه أجَاز لَهُ بالإفتاء والتدريس وَكَذَلِكَ أذن لَهُ فَخر الدّين خطيب جبرين بحلب وبرع ودرس وَأفْتى وَطَاف الْبِلَاد وَأخذ عَنهُ جمَاعَة

ص: 89

وَأذن لَهُم فِي الْإِفْتَاء وَكَانَ يتساهل فِي ذَلِك وَيَأْخُذ عَلَيْهِ الْبَذْل حَتَّى اشْتهر بذلك وَحدث بالثقفيات عَن زَيْنَب بنت شكر أَنا جَعْفَر وَطعن فِي ذَلِك الياسوفي والبدر وَمن ذكر لي ذَلِك الْبُرْهَان الْحلَبِي وَكَانَ سَمعهَا عَلَيْهَا فتوقف فِي رِوَايَتهَا عَنهُ وتزهد فِي آخر عمره وتقشف وَيُقَال أَن أَبَا الْبَقَاء نقم عَلَيْهِ مُوَافقَة ابْن تَيْمِية فِي مسَائِله فَبَلغهُ إِنْكَاره فَكتب إِلَيْهِ أَن الله أَعْطَانِي من الْعلم مَا يَكْفِينِي لديني وَمن الرزق مَا يَكْفِينِي وَمن الْعُمر فَوق مَا يتَذَكَّر فِيهِ من تذكر وَاسْتقر مُقيما بالقدس إِلَى أَن مَاتَ وَقد جَاوز الثَّمَانِينَ

2249 -

مَحْمُود بن عَليّ بن شروين الْبَغْدَادِيّ نجم الدّين وَزِير بَغْدَاد كَانَ ثمَّ قدم الديار المصرية فِي سنة 738 وَكَانَ رَفِيقه الحسام الغوري وَالسَّبَب فِي قدومه أَنه كَانَ وزيراً بِبَغْدَاد فَلَمَّا رأى كَثْرَة الِاخْتِلَاف فاتفق مَعَ جمَاعَة عِنْد إِرَادَة الفتك بِهِ فتوجهوا إِلَى الشَّام وَاسْتَأْذَنَ تنكز عَلَيْهِم فَإِذن فِي قدومهم فأكرمهم تنكز وَغَيره من نواب الْبِلَاد بِأَمْر السُّلْطَان ثمَّ قدمُوا الْقَاهِرَة فَلَمَّا سلم على النَّاصِر وَقبل الأَرْض قبل يَده فَوضع فِيهَا حجر بلخش وَزنه أَرْبَعُونَ درهما قوم بِأَكْثَرَ من عشرَة آلَاف دِينَار فَأكْرمه السُّلْطَان وَقَررهُ أَمِير طبلخاناة وَأَعْطَاهُ إمرة وتشريفاً ووصى السُّلْطَان أَن يرتب وزيراً بعده فولى الوزارة فِي أول دولة الْمَنْصُور فعامل النَّاس بالجميل وَاسْتمرّ إِلَى أَن ولي الصَّالح إِسْمَاعِيل فحظي عِنْده ثمَّ عزل فِي دولة الْكَامِل شعْبَان فَلَمَّا ولي المظفر حاجي أُعِيد إِلَى أَن خرج فِي أَوَائِل شهر

ص: 90

رَجَب سنة ثَمَان وَأَرْبَعين هُوَ وطغيتمر النجمي الدوادار وَغَيرهمَا إِلَى غَزَّة ثمَّ قتلوا بهَا فِي السّنة الْمَذْكُورَة وَكَانَ جواداً كثير الصَّدقَات وَهُوَ الَّذِي أقدم ابْن عبد الْهَادِي إِلَى الْقَاهِرَة حَتَّى سمعُوا مِنْهُ صَحِيح مُسلم

2250 -

مَحْمُود بن عمر بن عبد الله الْفَارِسِي الشَّيْخ تَاج الدّين التَّفْتَازَانِيّ

2251 -

مَحْمُود بن عمر الْهَرَوِيّ تقدم فِي مُحَمَّد بن عمر

2252 -

مَحْمُود بن غزي بن مشمعل جمال الدّين البصروي الشَّافِعِي كَانَ يحفظ الْوَجِيز ويستحضره وَمَات فِي شعْبَان سنة 745

2253 -

مَحْمُود بن قطلو شاه السرائي الْحَنَفِيّ أرشد الدّين ولد قبل الْقرن وَقدم من بِلَاده وَهُوَ كَبِير فَأَقَامَ بِالشَّام مُدَّة فشغل النَّاس وَأفَاد وَتخرج بِهِ جمَاعَة ثمَّ أقدمه صرغتمش فدرس بمدرسته بعد القوام الْأَتْقَانِيّ وَكَانَ عَارِفًا بالفنون الآلية عُمْدَة فِي الْأُصُول والمعقول والمنطق سَاكِنا وَأكْثر الانجماع عَن النَّاس مُعظم الْقدر عَنهُ أهل الدولة مَاتَ فِي شهر رَجَب سنة 775 عَن ثَمَانِينَ سنة أَو أَزِيد أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب

2254 -

مَحْمُود بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن جملَة الْخَطِيب جمال الدّين ولي

ص: 91

خطابة الْجَامِع بعد تَاج الدّين الْقزْوِينِي فِي سنة 49 وَكَانَ قد سمع من التقي سُلَيْمَان وَابْن سعد وَغَيرهمَا وَحفظ التَّعْجِيز لِابْنِ يُونُس وتفقه على عَمه وتصدر بالجامع وَأفْتى ودرس وناب فِي الحكم عَن عَمه يَوْمًا وَاحِدًا وَلما ولي الخطابة أعرض عَن جَمِيع جهاته فتفرقها الطّلبَة وَاسْتمرّ هُوَ مواظباً على الأشغال والإفتاء وَالْعِبَادَة وَقد ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَأثْنى عَلَيْهِ وَقَالَ ابْن رَافع كَانَ دينا خيرا وَله تواليف وَكَانَ منجمعاً عَن النَّاس ملازماً لقاعة الخطابة لَا يخرج مِنْهَا وَلَا يجْتَمع بِأحد بل الأكابر يزورونه ويتطفلون عَلَيْهِ وَكَانَ مَقْبُول الشَّفَاعَة عِنْد الْأُمَرَاء والنواب وَلما دخل يلبغا دمشق مَعَ الْمَنْصُور زَارَهُ وَالسُّلْطَان مَعَه فَمَا احتفل بهما بل رد عليهما السلام وَهُوَ بالمحراب وَكَانَت جنَازَته لما مَاتَ حافلة جدا مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 764 بالطاعون وَلم يكمل السِّتين

2255 -

مَحْمُود بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سنبلي جمال الدّين بن حَافظ الدّين الْحَنَفِيّ ولد سنة

وتفقه وَمهر فِي الْمَذْهَب وناب فِي الحكم عَن جمال الدّين ابْن العديم ثمَّ ولي قَضَاء الْعَسْكَر ثمَّ ولاه الظَّاهِر لما عَاد من الكرك إِلَى السلطنة قَضَاء حلب عوضا عَن محب الدّين ابْن الشّحْنَة

ص: 92

وَذَلِكَ فِي سنة 93 فباشر مُدَّة يسيرَة ثمَّ انْفَصل ثمَّ عَاد وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ وَهُوَ قَاض فِي 25 شهر رَمَضَان سنة 799 وعاش ثَلَاثًا وَسِتِّينَ سنة وَكَانَ حسن الْمُبَاشرَة مشكور السِّيرَة عفيفاً وَله حُرْمَة عِنْد التّرْك وَغَيرهم

2256 -

مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن صَالح الصرخدي شرف الدّين ولد قبل الثَّلَاثِينَ وَقدم دمشق وَهُوَ شَاب فاشتغل بالفقه واشتهر بالورع حَتَّى كَانَ يشبه بالنووي ثمَّ تمهر وَشرع فِي الإفادة فَكَانَ يقرئ بالجامع احتساباً شرحاً وتصحيحاً وَهُوَ مقبل على شَأْنه خَاشِعًا متبذلاً كثير الأوراد وَضعف بَصَره بآخرة فَانْقَطع عَن الْجَامِع وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 781

2257 -

مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد شرف الدّين ابْن الشريشي ولد سنة 29 بحمص وَأخذ عَن أَبِيه وَابْن قَاضِي شُهْبَة وَغَيرهمَا واشتغل فِي الْأُصُول والنحو والمعاني وشارك فِي الْفَضَائِل مُشَاركَة قَوِيَّة وَنَشَأ فِي عبَادَة وتقشف وانجماع وَنزل لَهُ وَالِده جمال الدّين عَن البادرائية فَانْقَطع بهَا منجمعاً عَن النَّاس إِلَى أَن مَاتَ وَقد نَاب فِي الحكم عَن التَّاج السُّبْكِيّ وَكَانَ هُوَ الْمَقْصُود بالفتاوى من الْبِلَاد والجهات لحسن كِتَابَته وإتقانها وَكَانَ زين الدّين الْقرشِي يَقُول يقبح علينا أَن نفتي مَعَ وجود شرف الدّين وَكَانَ عديم الشَّرّ بل كُله خير وَهُوَ يحسن النّظم والنثر

ص: 93

قَالَ الشهَاب ابْن حجي بورك لَهُ فِي رزقه وَلم يكن لَهُ إِلَّا البادرائية والتدريس بالجامع وَمَعَ ذَلِك فَيحسن إِلَى الطّلبَة كثيرا ويكرر الْحَج قَالَ وَلم أر فِي مشايخي أحسن من طَرِيقَته وَرَأَيْت بِخَطِّهِ فِي استدعاء مؤرخ سنة 780 كتب فِيهِ أجزت لَهُم

2258 -

مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن هَاشم بن أَحْمد بن عمرالصالحي سمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ كتاب الشَّمَائِل وَحدث وَكَانَ جندياً مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 746

2259 -

مَحْمُود بن مُحَمَّد بن حَامِد الأرموي صفي الدّين أَبُو الثَّنَاء بن أبي بكر الصُّوفِي الْمُحدث ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة 647 وَسمع من النجيب وَابْن علاق وَالْفَخْر الْحَرَّانِي فِي آخَرين بِالْقَاهِرَةِ وَسمع من ابْن الدهان وَابْن الْفُرَات وَغَيرهمَا بالإسكندرية وبالشام من الْكَمَال ابْن عبد وَابْن الدرجي وَغَيرهمَا وَحدث مَاتَ فِي حادي عشرى جُمَادَى الْآخِرَة سنة 723 ذكره الذَّهَبِيّ وَابْن رَافع وَغَيرهمَا

2260 -

مَحْمُود بن مُحَمَّد بن حمدَان بن جراح النميري نجم الدّين أَبُو بكر الْكفْر بطناوي الْمُؤَدب أَصله من حران ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَقَالَ سمع من ابْن شقيشقة وَعبد الْعَزِيز بن صديق وَمن الشّرف الأربلي المقامات وَله إجَازَة من سبط السلَفِي قَالَ وَهُوَ رجل جيد فِي نَفسه مَاتَ سنة 717

ص: 94

وَقد قَارب السّبْعين وَكَانَ إِمَام مَسْجِد تربة الْقُضَاة وَابْن إِمَامه وَكَانَ أَبوهُ فَقِيها أديباً روى عَنهُ الدمياطي فِي مُعْجَمه وَحضر النَّجْم على الْمُحب الْمُحدث

2261 -

مَحْمُود بن مُحَمَّد بن دَاوُد الْقَسرِي جمال الدّين الْحَنَفِيّ الْمَعْرُوف بالعجمي ولد سنة

وَقدم الْقَاهِرَة قبيل السّبْعين وتوصل بِصُحْبَة الْأُمَرَاء إِلَى مَقَاصِد كَثِيرَة إِلَى أَن ولي الْحِسْبَة فَسَار فِيهَا سيرة حَسَنَة وأحبه النَّاس ثمَّ ترقى إِلَى أَن ولي نظر الْجَيْش ثمَّ استضاف إِلَيْهِ الْقَضَاء وَكَانَ رَئِيسا كَامِلا وفاضلاً جَامعا وَله بسط لِسَان وبنان وَبَيَان وَمَات فِي شهر ربيع الأول سنة 799

2262 -

مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الْوَهَّاب السّلمِيّ الْمَعْرُوف بِابْن خطيب بعلبك بهاء الدّين المجود ولد فِي جُمَادَى

سنة 688 واشتغل وعني بالخط فجوده إِلَى الْغَايَة وَكَانَ يخْطب جيدا بنغمة حَسَنَة وَكتب عَلَيْهِ جمَاعَة من أهل دمشق وَغَيرهم وَكَانَ مؤتمناً على أَوْلَاد النَّاس كريم الْأَخْلَاق محبوباً حسن الشكل تَامّ الْخلق وَجَرت لَهُ محنة مَعَ تنكز لِأَنَّهُ وصف لَهُ حسن خطه فَأحْضرهُ وَسَأَلَهُ أَن ينْسَخ لَهُ صَحِيح البُخَارِيّ فَاعْتَذر بِأَنَّهُ مَشْغُول بتعليم أَوْلَاد النَّاس فَقَالَ لَهُ أَنا أَصْبِر عَلَيْك فَأعْطَاهُ الْوَرق وَالْأُجْرَة وأغفله سنة ثمَّ طلبه فأحضر لَهُ

ص: 95

مِنْهُ مجلداً فَرَمَاهُ إِلَى الأَرْض وضربه ضربا مبرحاً قَالَ الصَّفَدِي رَأَيْت المجلد وَهُوَ نسخ عَجِيب إِلَى الْغَايَة قلت رَأَيْت بِخَطِّهِ نُسْخَة كَامِلَة فِي ثَلَاث مجلدات وَهِي باسم تنكز وقابلها الْمزي بِقِرَاءَة ابْن كثير وَهِي أعجوبة فِي الْحسن وَالصِّحَّة فَكَأَنَّهُ أكمل المجلد الْمَذْكُور وَمَات رحمه الله بِدِمَشْق فِي ربيع الأول سنة 735

2263 -

مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن عُثْمَان تَقِيّ الدّين الْقَيْسِي الْحَنَفِيّ قَاضِي حماة الشهير بِابْن الْحَكِيم سمع من الحجار وَحدث عَنهُ وَولي قضاءها مرَّتَيْنِ وطالت مدَّته وَكَانَ حسن السِّيرَة مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 760 وَله سبع وَسِتُّونَ سنة

2264 -

مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عبد الله القيصري أَبُو الثَّنَاء جمال الدّين نَشأ

ص: 96

ببلاده واشتغل وتفقه وَمهر فِي الْمعَانِي والعربية وَقدم الْقَاهِرَة فَنزل بالصرغتمشية مملقاً فَكَانَ يخْدم الطّلبَة ويتقاضى حوائجهم ثمَّ أَقرَأ مماليك بعض الْأُمَرَاء فَلَمَّا قتل الْأَشْرَف وثارت الْفِتْنَة سعى لَهُ مخدومه فِي الْحِسْبَة فوليها فِي ذِي الْقعدَة سنة 78 فاستعار دَارا من صديق لَهُ حَتَّى نزلها وَأَعْطَاهُ الصَّدْر الْمَنَاوِيّ فرجية لبسهَا وَفِي رَمَضَان سنة ثَمَانِينَ توجه إِلَى الجيزة فهدم كَنِيسَة أَبُو النمرس وعملها مَسْجِدا فَلَمَّا كَانَ فِي ربيع الأول سنة 82 صرف بشمس الدّين الدَّمِيرِيّ بِسَبَب أَنه كَانَ صديق بركَة فَغَضب مِنْهُ برقوق لما قبض على بركَة وَأَرَادَ أَن يَنْفِيه ثمَّ تَركه فَقَامَ الْعَوام فطلبوا من برقوق أَن يُعِيدهُ فَأجَاب سُؤَالهمْ وَاسْتقر فِي جُمَادَى الأولى فاتفق أَن الغلال كَانَت متحسنة فرخصت فتيمنوا بِهِ ثمَّ صرف فِي شعْبَان سنة ثَلَاث بتاج الدّين المليجي فارتفع السّعر فَقَامَ الْعَامَّة وطلبوه أَيْضا فأعيد فِي ذِي الْقعدَة ثمَّ صرف فِي رَمَضَان سنة 89 بِنَجْم الدّين الطنبذي وَاسْتقر فِي قَضَاء الْعَسْكَر بعد موت شمس الدّين القرمي وَتزَوج بنت الطولوني وَأُخْتهَا تَحت برقوق ثمَّ ولي نظر الْجَيْش فِي ربيع الأول سنة 91 وَاسْتقر شرف الدّين ابْن الْأَشْقَر فِي قَضَاء الْعَسْكَر ثمَّ صرف عَن نظر الْجَيْش فِي عود برقوق ثمَّ أُعِيد وَولي الْقَضَاء وَعظم قدره ثمَّ أضيفت إِلَيْهِ مشيخة الشيخونية فَلم يزل إِلَى أَن مَاتَ سنة 799 وَكَانَ فَاضلا مشاركاً محظوظاً فِي جَمِيع أُمُوره تمكن من السُّلْطَان وَأهل الدولة تمَكنا زَائِدا وَكَانَ مستكثراً من أَنْوَاع الترف والملاذ عَفا الله عَنهُ

ص: 97

2265 -

مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْجَبَّار الدِّمَشْقِي ولد سنة 654 وأسمع على عمر الْكرْمَانِي وَغَيره وَحدث فِي سنة 732 وَمَات فِي

2266 -

مَحْمُود بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن المدايني الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الصَّالِحِي الْأَصَم سبط الشَّيْخ أبي عمر ولد سنة

وَسمع على أَحْمد بن المفرج والبلخي والمرسي وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَحْمد بن يَعْقُوب المرستاني وَإِبْرَاهِيم ابْن عُثْمَان الكاشغري وَابْن القبيطي وَغَيرهم وَمَات فِي 26 شعْبَان سنة 716

2267 -

مَحْمُود بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الْقرشِي الطَّالِبِيُّ الدركزيني نِسْبَة إِلَى دركزين قَرْيَة من همذان كَانَ فَاضلا عَالما زاهدا كثير الكرامات مُعظما عِنْد الْخَاصَّة والعامة طَوِيل الْقَامَة جَهورِي الصَّوْت حسن الْخلق والخلق كثير الْجُود والبذل صنف نزل السائرين فِي شرح منَازِل السائرين ذكره الأسنوي فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة وَكَانَت وَفَاته فِي شعْبَان سنة 743 وَهُوَ فِي عشر الْمِائَة

2268 -

مَحْمُود بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر الله بن المظفر بن أسعد بن حَمْزَة التَّمِيمِي الدِّمَشْقِي ابْن القلانسي محيى الدّين بن شرف الدّين ولد سنة 677 وَسمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَعبد الْوَاسِع الْأَبْهَرِيّ وَغَيرهمَا واشتغل وَحصل وَكَانَ خيرا متواضعاً قَلِيل المخالطة بِالنَّاسِ وباشر

ص: 98

نظر الْبيُوت وأوقاف الْحَرَمَيْنِ وَكَانَت وَفَاته فِي ذِي الْحجَّة سنة 730

2269 -

مَحْمُود بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن سلمَان بن فَهد الْحلَبِي عز الدّين بن شمس الدّين ابْن الشهَاب ولد سنة 701 وَسمع من إِبْرَاهِيم بن غَالب جُزْء ابْن عُيَيْنَة أَنا السخاوي وَمن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن النّحاس الْأَرْبَعين البلدانية وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة بعد السّبْعين بحلب والبرهان الْحلَبِي بعد الثَّمَانِينَ

2270 -

مَحْمُود بن مُحَمَّد الرَّازِيّ الْمَعْرُوف بالقطب التحتاني وَيُقَال اسْمه مُحَمَّد وَبِه جزم ابْن كثير وَابْن رَافع وَابْن حبيب وبالأول جزم الأسنوي كَانَ أحد أَئِمَّة الْمَعْقُول أَخذ عَن الْعَضُد وَغَيره وَقدم دمشق فشرح الْحَاوِي وَكتب على الْكَشَّاف حَاشِيَة وَشرح الْمطَالع والإشارات قَالَ الأسنوي كَانَ ذَا عُلُوم مُتعَدِّدَة قَالَ ابْن كثير كَانَ أوحد الْمُتَكَلِّمين بالْمَنْطق وعلوم الْأَوَائِل وَكَانَ لطيف الْعبارَة ضَعِيف الْعَينَيْنِ وَله مَال وثروة قلت رَأَيْت لَهُ سؤالاً سَأَلَ فِيهِ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ عَن قَوْله صلى الله عليه وسلم (كل مَوْلُود يُولد على الْفطْرَة) وَجَوَاب السُّبْكِيّ لَهُ عَمَّا استشكله فنقض هُوَ ذَلِك الْجَواب وَبَالغ فِي التَّحْقِيق والتدقيق فَأَجَابَهُ السُّبْكِيّ وَأطلق لِسَانه فِيهِ وَنسبه إِلَى عدم فهم مَقَاصِد الشَّرْع وَالْوُقُوف مَعَ ظواهر قَوَاعِد الْمنطق وَبَالغ فِي ذمه بِسَبَب ذَلِك وَقد سكن الظَّاهِرِيَّة إِلَى أَن مَاتَ بهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة 766 وَقد جَاوز السّبْعين قَالَ الأسنوي وَإِنَّمَا قيل لَهُ التحتاني تمييزاً لَهُ عَن قطب آخر كَانَ سَاكِنا

ص: 99

مَعَه بِأَعْلَى الْمدرسَة

2271 -

مَحْمُود بن مَسْعُود بن مصلح الْفَارِسِي قطب الدّين الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي الْعَلامَة ولد فِي شيراز سنة 634 وَكَانَ أَبوهُ طَبِيبا فَقَرَأَ عَلَيْهِ وعَلى عَمه وعَلى الزكي البركشائي وَالشَّمْس الكتبي ورتب طَبِيبا بالمرستان وَهُوَ شَاب ثمَّ سَافر إِلَى النصير الطوسي فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْهَيْئَة وَبحث عَلَيْهِ الإشارات وبرع قَالَ لَهُ أبغا بن هلاوو أَنْت أفضل تلامذة النصير وَقد كبر فاجتهد أَن لَا يفوتك شَيْء من علومه فَقَالَ لَهُ قد فعلت وَمَا بَقِي لي بِهِ حَاجَة ثمَّ دخل الرّوم فَأكْرمه صَاحبهَا وَولي قَضَاء سيواس وملطية وَقدم الشَّام رَسُولا من جِهَة أَحْمد ثمَّ أكْرمه أرغون وَسكن تبريز وأقرأ بهَا الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة وَحدث بِجَامِع الْأُصُول عَن الصَّدْر القونوي عَن يَعْقُوب الهذباني عَن المُصَنّف وَكَانَ كثير المخالطة للملوك متحرزاً وَكَانَ ظريفاً مزاحا لَا يحمل هما وَلم يُغير زِيّ الصُّوفِيَّة وَكَانَ يجيد اللّعب بالشطرنج ويديمه حَتَّى فِي أَوْقَات اعْتِكَافه وَكَانَ دخله فِي الْعَام ثَلَاثِينَ ألفا فَكَانَ لَا يدّخر مِنْهَا شَيْئا بل يُنْفِقهُ على تلامذته وقصده صفي الدّين المطرب فوصله بألفي دِرْهَم ودرس بِدِمَشْق الْكَشَّاف والقانون والشفاء وَغَيرهَا وَكَانَ إِذا صنف كتابا صَامَ ولازم السهر ومسودته مبيضة وَكَانَ يخضع للْفُقَرَاء ويلازم الصَّلَاة فِي الْجَمَاعَة وَكَانَ يتقن الشعبذة وَيضْرب بالرباب وَكَانَ يُورد الهزليات فِي دروسه وَكَانَ غازان يعظمه وَيُعْطِيه وَكَانَ كثير الشفاعات وَكَانَ من بحور الْعلم وَمن أَفْرَاد الذكاء وَيُقَال كَانَ

ص: 100

أَجود فنونه الرياضي وَمن تصانيفه شرح الْمُخْتَصر وَشرح الْمِفْتَاح للسكاكي وَشرح الكليات لِابْنِ سينا وشح الْإِشْرَاق للسهروردي وصنف كتابا فِي الْحِكْمَة سَمَّاهُ غرَّة التَّاج وَكَانَ من أذكياء الْعَالم ولقبه عِنْد الْفُضَلَاء الشَّارِح الْعَلامَة قَالَ الذَّهَبِيّ قيل كَانَ فِي الِاعْتِقَاد على دين الْعَجَائِز وَكَانَ يخضع للفقهاء ويوصي بِحِفْظ الْقُرْآن وَكَانَ إِذا مدح يخشع وَكَانَ يَقُول أَتَمَنَّى أَن لَو كنت فِي زمن النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَلم يكن لي سمع وَلَا بصر رَجَاء أَن يلحظني بنظره وَكَانَ ذَا مُرُوءَة وأخلاق حسان ومحاسن وتلاميذه يبالغون فِي تَعْظِيمه وَمَات فِي 24 رَمَضَان سنة 710

2272 -

مَحْمُود بن مَسْعُود الغزنوي صَاحب الْهِنْد عَلَاء الدّين بن شهَاب الدّين كَانَ ملكا مهيباً وَبنى بدلي مَنَارَة عَظِيمَة عرضهَا من أَسْفَل رمية بِسَهْم وَترى من مسيرَة يَوْمَيْنِ وارتفاعها مائَة وَخَمْسُونَ ذِرَاعا وَله غير ذَلِك من الْأَبْنِيَة الدَّالَّة على علو همته مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة 714 أَو أَوَائِل 715 وتسلطن بعده ابْنه غياث الدّين فدام سنة وَخرج عَلَيْهِ أَخُوهُ قطب الدّين فغلب على الْملك وسجن غياث الدّين وَبَقِي قطب الدّين إِلَى

ص: 101

سنة عشْرين فَقتل وتسلطن مملوكهم خسرو التركي

2273 -

مَحْمُود بن نصر بن أبي بكر بن نصر بن صَالح بن مُحَمَّد السَّعْدِيّ البارنباري ثمَّ الدمياطي جلال الدّين الْخَطِيب ولد سنة 699 وَذكر أَنه سمع من سِتّ الوزراء والحجار الصَّحِيح سنة 715 وَحدث فَسَمِعُوا مِنْهُ بقوله وَكَانَ بعد السّبْعين

2274 -

مَحْمُود بن يحيى بن عمر بن أبي الْحسن التَّمِيمِي ثمَّ الْموصِلِي الدِّمَشْقِي أثير الدّين ابْن المرحل ولد سنة 66 تَقْرِيبًا وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَابْن أبي الْيُسْر وَحدث سمع مِنْهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَمَات فِي 14 شَوَّال سنة 733 وَحدث فِي سنة 732 سمع مِنْهُ الْبَدْر النابلسي وَكتب عَنهُ فِي مُعْجَمه

2275 -

مَحْمُود بن أبي بكر بن حَامِد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن يحيى بن الْحُسَيْن اللّغَوِيّ صفي الدّين أَبُو الثَّنَاء الأرموي ثمَّ الْقَرَافِيّ ولد بالقرافة سنة 647 وَسمع من النجيب والكمال بن عبد وَابْن علاق وَابْن الدرجي وَابْن الصَّابُونِي وَابْن الْقُسْطَلَانِيّ وَغَيرهم وَحفظ التَّنْبِيه وَعمل على نِهَايَة ابْن الْأَثِير ذيلاً وَله كتاب فِي اللُّغَة جمع فِيهِ بَين الْمُحكم والصحاح والتهذيب

ص: 102

للأزهري قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ سريع الْقِرَاءَة فصيحاً عذب الْعبارَة دينا صيناً متقناً ثمَّ حصلت لَهُ سَوْدَة فَكَانَ يشْتم من يحاضره ويفيق تَارَة فَيحسن الْأَدَب ولازم الْوحدَة وَبَقِي يحدث نَفسه وَيجمع مَعَ ذَلِك وينسخ ويسد أُذُنَيْهِ بِقطن وَيَزْعُم أَنه يسمع من يُؤْذِيه وَكَانَ يُقيم بالسميساطية بِدِمَشْق وسافر مرَّتَيْنِ مَعَ الْحجَّاج فَإِذا وصل إِلَى الْمَدِينَة أَقَامَ بهَا حَتَّى يرجع مَعَهم وَلَا يحجّ مَاتَ بالمرستان النوري بِدِمَشْق فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 723

2276 -

مَحْمُود بن أبي بكر بن مَحْمُود بن أبي بكر بن طَاهِر بن معالي الْمَعْرُوف بِابْن عترة الْخفاف البعلبكي ولد سنة 645 ذكره البرزالي فِي مُعْجَمه وَقَالَ رجل خير سمع من الْفَقِيه أبي عبد الله اليونيني ولازم الإقراء بِجَامِع بعلبك وَكَانَ حسن السمت والاعتقاد

2277 -

مَحْمُود بن أبي الْحرم بن عُثْمَان بن يحيى بن أبي الْقَاسِم الصَّالِحِي ابْن السنبوسكي أَبُو الْحسن ولد سنة بضع وَخمسين وَسمع على عمر الْكرْمَانِي وَابْن أبي عمر وَالْفَخْر وَغَيرهم وَحدث بِالشَّام وَطَرِيق الْحجاز سمع مِنْهُ البرزالي وَذكره فِي مُعْجَمه فَقَالَ رجل خير مَعْرُوف بالديانة والجودة مَاتَ فِي صفر سنة 723

2278 -

مَحْمُود بن أبي بكر بن أبي الْعَلَاء مُحَمَّد السنجاري الكلاباذي أَبُو الْعَلَاء الفرضي الصُّوفِي الْحَنَفِيّ مولده سنة 644 ببخارا وتفقه بهَا

ص: 103

وَسمع بهَا الحَدِيث من أبي بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد التوبني وَأبي الْفضل مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن نصر الْحَارِثِيّ وَأبي نصر أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي المعصفر وهم من أَصْحَاب أبي رشيد الغزال وَسمع بِبَغْدَاد من مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن الدنية وَآخَرين وبالموصل من الْمُوفق اللؤْلُؤِي أَحْمد بن يُوسُف بن الْحسن الْمُفَسّر وَسمع بمرو وأبيورد وهوامند من بِلَاد خوارزم وسرخس والدامغان وَقدم دمشق سنة 684 فَسمع بهَا من ابْن شَيبَان وَابْن البُخَارِيّ وَابْن مُؤمن وَابْن الْعِمَاد وَزَيْنَب بنت مكي ثمَّ دخل مصر فَسمع بهَا من خطيب المزة وغازي وَابْن حمدَان والأبرقوهي والبرجي سمع من سَبْعمِائة وَخمسين شَيخا وَحدث سمع مِنْهُ الْمزي وَأَبُو حَيَّان والقطب الْحلَبِي والبرزالي والذهبي وَابْن سيد النَّاس وَابْن المهندس وَآخَرُونَ وَكتب بِخَطِّهِ الْحسن كثيرا وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وعني بِالطَّلَبِ وَكَانَ إِمَامًا فَقِيها دينا خيرا بارعاً فِي الْفَرَائِض شرح السِّرَاجِيَّة وَسَماهُ ضوء السراج وَهُوَ كثير الْفَوَائِد وَكَانَ نزهاً ورعاً متحرياً كثير المعارف حسن الْعشْرَة كثير الإفادة محباً للطلبة وسود لنَفسِهِ معجماً وَكَانَ لَا يمس الْأَجْزَاء إِلَّا على وضوء وروى عَنهُ الدمياطي فِي معجمعه وَفَاة ابْن أبي الدنية ذكره ابْن رَافع والبرزالي فِي معجميهما وَمَات فِي ربيع الأول سنة سَبْعمِائة بماردين

2279 -

مَحْمُود الْكرْدِي الْحَنَفِيّ شمس الْأَئِمَّة كَانَ شَيخا بالدويدارية النجمية

ص: 104

ومدرساً بمدرسة حسن وَكَانَ سليم الْبَاطِن يحفظ الْمَنْظُومَة وَله وجاهة عِنْد يلبغا وَمَات فِي رَمَضَان سنة 767

2280 -

مَحْمُود فَخر الدّين نَائِب الْحلَّة أَيَّام أبي سعيد وَبعده وَكَانَ مَوْصُوفا بالشجاعة والإقدام وَكَانَ رَفِيق نجم الدّين وَزِير بَغْدَاد فِي الرحيل من بَغْدَاد وَهُوَ الَّذِي بَاشر قتل ابْن السهروردي لما قدم بَغْدَاد لإِرَادَة مصادرة أَهلهَا وَلما وصلوا إِلَى دمشق اسْتَقر مَحْمُود هَذَا أَمِيرا بِأَرْبَعِينَ فرسا

2281 -

مَحْمُود ديوانا وَكَانَ صَاحب زَاوِيَة بتبريز وكلمته عِنْد الْمغل مسموعة وَيعْمل بهَا السماعات فاتفق أَن بعض أَوْلَاد الْمُلُوك حضر عِنْده وَكَانَ يحب الْفُقَرَاء فَعمل لَهُ سَمَاعا ورقص الشَّيْخ فَلَمَّا طَابَ جذب الشَّاب إِلَيْهِ وَألبسهُ طاقية كَانَت على رَأسه وَقَالَ لَهُ أَعطيتك السلطنة فنقلت الْكَلِمَة إِلَى غازان فَضرب عنق الشَّاب بَين يَدَيْهِ وأحضر الشَّيْخ فَلَمَّا رَآهُ قَالَ أَهلا بالشيخ الَّذِي يولي المملكة بطاقية وَأمر بِهِ فَشد بَين دفتين وَنشر نِصْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِك فِي سنة

2282 -

مُخْتَصّ بن عبد الله الأشرفي الْحِمصِي شرف الدّين الْخَادِم سمع من الرشيد الْعَطَّار جُزْء البطاقة وَحدث سمع مِنْهُ البرزالي وَذكره فِي مُعْجَمه وَذكره ابْن رَافع وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 720

2283 -

مُخْتَصّ الخزنداري شرف الدّين خَادِم الْحرم الشريف الْمدنِي اسْتَقر بعد عزل عز الدّين دِينَار فباشر بِحرْمَة ومهابة وحذق وَعمر الْأَوْقَاف وَكَانَ شَدِيد الحقد مَعَ لين الْكَلِمَة وطلاقة الْوَجْه ثمَّ عزل سنة 45 وأعيد 106 عز الدّين دِينَار وَمَات مُخْتَصّ سنة

2284 -

مُخْتَار البلبيسي الطواشي الخزندار بقلعة دمشق يلقب ظهير الدّين ولي التقدمة بعد الطواشي فَأمر بِمصْر ثمَّ ولي حفظ القلعة بِدِمَشْق وَكَانَ حسن الشكل والخلق وقوراً سَاكِنا يحفظ الْقُرْآن ويتلوه بِصَوْت حسن وَأَنْشَأَ مكتباً مُقَابل القلعة وَمَات فِي عَاشر شعْبَان سنة 716

2285 -

مُخْتَار الأشرفي شيخ الخدام بِالْمَدِينَةِ قَرَّرَهُ النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون لما حج سنة 719 عوضا عَن سعد الدّين الزُّهْرِيّ وَكَانَ لَهُ مُدَّة أعمى مُنْذُ اسْتَقر عوضا عَن كافور المظفري فَقَامَ بالمشيخة أحسن قيام وتعصب لأهل السّنة وقمع الرافضة وَكثر فِي أَيَّامه المجاورون وعمرت الْأَوْقَاف إِلَى أَن مَاتَ سنة 723

2286 -

مرجان الطواشي مولى أويس صَاحب بَغْدَاد وَالْعراق وَغَيرهَا كَانَ أويس استنابه ثمَّ استوحش مرجان مِنْهُ فاستقل بِأَمْر بَغْدَاد وَكَاتب الْأَشْرَف صَاحب مصر يُخبرهُ بِأَنَّهُ خطب لَهُ بِبَغْدَاد وَالْتمس مِنْهُ التَّقْلِيد بالنيابة فَأرْسل غليه ذَلِك مِنْهُ وَمن الْخَلِيفَة وَأرْسل إِلَيْهِ الْأَعْلَام وَالْخلْع وَأذن لَهُ أَن يدْخل الديار المصرية أَن رابه من أويس ريب ثمَّ أَن استاذه تجهز إِلَيْهِ فِي عَسَاكِر كَثِيرَة وحاصره إِلَى أَن غلب عَلَيْهِ وَيُقَال أَنه كحله وَذَلِكَ فِي سنة 768 وَالصَّحِيح أَنه حضر إِلَيْهِ طَائِعا فَعَفَا عَنهُ وَقَررهُ نَائِبا عَنهُ بِبَغْدَاد لما علم من شهامته وَحفظ الطرقات فِي زَمَانه وَكَانَت

ص: 105

عز الدّين دِينَار وَمَات مُخْتَصّ سنة

2284 -

مُخْتَار البلبيسي الطواشي الخزندار بقلعة دمشق يلقب ظهير الدّين ولي التقدمة بعد الطواشي فَأمر بِمصْر ثمَّ ولي حفظ القلعة بِدِمَشْق وَكَانَ حسن الشكل والخلق وقوراً سَاكِنا يحفظ الْقُرْآن ويتلوه بِصَوْت حسن وَأَنْشَأَ مكتباً مُقَابل القلعة وَمَات فِي عَاشر شعْبَان سنة 716

2285 -

مُخْتَار الأشرفي شيخ الخدام بِالْمَدِينَةِ قَرَّرَهُ النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون لما حج سنة 719 عوضا عَن سعد الدّين الزُّهْرِيّ وَكَانَ لَهُ مُدَّة أعمى مُنْذُ اسْتَقر عوضا عَن كافور المظفري فَقَامَ بالمشيخة أحسن قيام وتعصب لأهل السّنة وقمع الرافضة وَكثر فِي أَيَّامه المجاورون وعمرت الْأَوْقَاف إِلَى أَن مَاتَ سنة 723

2286 -

مرجان الطواشي مولى أويس صَاحب بَغْدَاد وَالْعراق وَغَيرهَا كَانَ أويس استنابه ثمَّ استوحش مرجان مِنْهُ فاستقل بِأَمْر بَغْدَاد وَكَاتب الْأَشْرَف صَاحب مصر يُخبرهُ بِأَنَّهُ خطب لَهُ بِبَغْدَاد وَالْتمس مِنْهُ التَّقْلِيد بالنيابة فَأرْسل إِلَيْهِ ذَلِك مِنْهُ وَمن الْخَلِيفَة وَأرْسل إِلَيْهِ الْأَعْلَام وَالْخلْع وَأذن لَهُ أَن يدْخل الديار المصرية أَن رابه من أويس ريب ثمَّ أَن استاذه تجهز إِلَيْهِ فِي عَسَاكِر كَثِيرَة وحاصره إِلَى أَن غلب عَلَيْهِ وَيُقَال أَنه كحله وَذَلِكَ فِي سنة 768 وَالصَّحِيح أَنه حضر إِلَيْهِ طَائِعا فَعَفَا عَنهُ وَقَررهُ نَائِبا عَنهُ بِبَغْدَاد لما علم من شهامته وَحفظ الطرقات فِي زَمَانه وَكَانَت

ص: 106

الطّرق فِي أَيَّام عصيانه قد فَسدتْ فَلَمَّا أُعِيد إِلَى النِّيَابَة انصلحت فَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن مَاتَ سنة 774

2287 -

مرشد بن عبد الله الخزندار الطواشي شهَاب الدّين المنصوري مقدم المماليك كَانَ دينا خيرا لَهُ حُرْمَة وكرم مَاتَ لَيْلَة الْخَمِيس 3 ذِي الْقعدَة سنة 716

2288 -

مَرْوَان بن كَمَال الدّين ابْن الزكي قَرَأت بِخَط السُّبْكِيّ مَاتَ فِي ثَانِي عشر شهر رَجَب سنة 749

2289 -

مَرْيَم بنت عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمُنعم بن نعْمَة بن سُلْطَان بن سرُور بن رَافع بن حسن بن جَعْفَر النابلسية وتدعى قُضَاة ولدت سنة إِحْدَى أَو 692 وأسمعت من أبي الْفضل بن عَسَاكِر وَحدثت وَمَاتَتْ بنابلس فِي شهر الْمحرم سنة 758 وَهِي وَالِدَة شمس الدّين ابْن عبد الْقَادِر

2290 -

مُسَافر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسان بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن منيع بن خَالِد بن عبد الرَّحْمَن ابْن خَالِد بن الْوَلِيد بن الْمُغيرَة المَخْزُومِي الخالدي الْمعَافِرِي الشَّافِعِي ولد سنة ثَلَاث أَو 674 وَسمع من الرشيد بن أبي الْقَاسِم والعز الفاروثي وعفيف الدّين الدواليبي والعفيف ابْن مزروع وَابْن حُصَيْن وَحدث قَالَه ابْن رَجَب فِي مُعْجَمه وَقَالَ التَّاج عبد الْبَاقِي الْيَمَانِيّ كَانَ روح الْعرَاق وَعِنْده بشاشة وَصدق ولديه فَضَائِل فِي فنون مِنْهَا الْخط الْمَنْسُوب مَاتَ

ص: 107

سنة 744 فِي شَوَّال

2291 -

مسْعدَة بن حبيب بِالتَّصْغِيرِ مخفف ذكره الشهَاب ابْن فضل الله وَضَبطه وَسمي جده مشيخة البلوي وَقَالَ فِي حَقه شيخ فتي الهمة فِي المهم والمهمة لَقيته بطرِيق الشَّام فتسامرنا فأنشدني

(سيري بِنَا سيري بِنَا يَا شديم

وثبتي وَطْء الثرى والمتم)

(لنلتقي ذَات اللمى والمبسم)

قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ

(وَمَا كنت أَدْرِي قبل مية مَا الْهوى

وَلَا كنت أَدْرِي كَيفَ يضنى المتيم)

(إِلَى أَن رمتني فِي الْوَدَاع بنظرة

تسكب مِنْهَا الْحبّ وَالله يرحم)

2292 -

مَسْعُود بن إِبْرَاهِيم الْكرْمَانِي قوام الدّين أَبُو الْفتُوح الْحَنَفِيّ ولد سنة 662 وتفقه ببلاده وَقدم مصر سنة 720 فَانْقَطع بسطح الْجَامِع الْأَزْهَر ودرس وَأفْتى وَله حَاشِيَة على الْغنى للخبازي فِي أصُول الْفِقْه وَشرح كتاب الْكَنْز فِي الْفِقْه شرحاً لطيفاً وَمَات فِي شَوَّال سنة 748

2293 -

مَسْعُود بن أَحْمد بن مَسْعُود بن زيد الْحَارِثِيّ سعد الدّين الْعِرَاقِيّ

ص: 108

ثمَّ الْمصْرِيّ الْحَنْبَلِيّ مَنْسُوب إِلَى الحارثية قَرْيَة من قرى بَغْدَاد ولد سنة 652 وعني بِالْحَدِيثِ فَسمع من الرضي بن الْبُرْهَان والنجيب وَعبد الله بن علاق وطبقتهم وبدمشق من أَحْمد بن أبي الْخَيْر وَالْجمال ابْن الصَّيْرَفِي وَابْن أبي عمر وَسمع الْكثير وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب العالي والنازل واتسعت معارفه فِي الْفَنّ وَكَانَ قد ولي مشيخة الحَدِيث النورية بِدِمَشْق ثمَّ تَركهَا وَرجع إِلَى مصر وَكَانَ أَبوهُ تَاجِرًا فَنَشَأَ هُوَ فِي رئاسة وبزة فاخرة وَحُرْمَة وافرة قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ رَئِيسا فصيح الْإِيرَاد عذب الْعبارَة قوي الْمعرفَة بالمتون والأسانيد صيناً ودرس بالصالحية وجامع طولون ثمَّ ولي الْقَضَاء فِي ربيع الآخر سنة 709 بعد موت عبد الْغَنِيّ ابْن يحيى الْحَرَّانِي من قبل المظفر بيبرس فاستمر إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ متيقظاً فِيهِ محتاطاً وَقدم الْفُضَلَاء من كل طَائِفَة وَكَانَ ابْن دَقِيق الْعِيد ينفر مِنْهُ لقَوْله بالجهة وَيَقُول هَذَا دَاعِيَة وَيمْتَنع من الِاجْتِمَاع بِهِ وَيُقَال أَنه الَّذِي تعمد إعدام مسودة كتاب الإِمَام لِابْنِ دَقِيق الْعِيد بعد أَن كَانَ أكمله فَلم يبْق مِنْهُ إِلَّا مَا كَانَ بيض فِي حَيَاة مُصَنفه وَحكى الْجمال الأدفوي عَن شمس الدّين ابْن القماح قَالَ خاطبته فِي الْجِهَة فَقَالَ كل مَا يلْزم على القَوْل بالجهة أَقُول بِهِ وَقَالَ الذَّهَبِيّ طلبت مِنْهُ مجْلِس رزق الله التَّمِيمِي هبة فَمَا سمح بِهِ وَشرح سعد الدّين قِطْعَة من سنَن أبي دَاوُد كَبِيرَة أَجَاد فِيهَا وَقطعَة من الْمقنع للحنابلة أَتَى فِيهِ بمباحث ونقول وفوائد

ص: 109

وَلم يكمل وَخرج مُعْجم الأبرقوهي فجوده وَغير ذَلِك سمع مِنْهُ السُّبْكِيّ وَعز الدّين ابْن جمَاعَة وَآخَرُونَ وَآخر من حدث عَنهُ بِالْإِجَازَةِ شَيخنَا شهَاب الدّين ابْن الْعِزّ مَاتَ فِي 14 ذِي الْحجَّة سنة 711

2294 -

مَسْعُود بن أوحد بن الحظير الْأَمِير بدر الدّين ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة 683 وَولي إمرة عشرَة سنة 713 والحجوبية سنة 17 وجهزه تنكز إِلَى النَّاصِر سنة 727 فأعجبه وَأمره بالْمقَام وَأَعْطَاهُ طبلخاناة ثمَّ ولاه الحجوبية وَصَارَ يمشي فِي خدمته الْأُمَرَاء الْكِبَار ثمَّ ولاه نِيَابَة غَزَّة بعد إمْسَاك تنكز ثمَّ نَقله إِلَى دمشق ثمَّ أُعِيد بعد إمْسَاك قوصون إِلَى الحجوبية بِمصْر ثمَّ نَاب بغزة مرّة أُخْرَى ثمَّ مرّة ثَالِثَة ثمَّ نِيَابَة طرابلس وسد نِيَابَة دمشق بعد قتل أرغون شاه ثمَّ أُعِيد إِلَى نِيَابَة طرابلس مرّة بعد مرّة وناب أخيراً فِي الْغَيْبَة بِدِمَشْق لى أَن مَاتَ فِي شَوَّال سنة 754 أرخه جمَاعَة من الدمشقيين وَوَقع فِي الوفيات لشَيْخِنَا الْعِرَاقِيّ أَنه مَاتَ فِي شَوَّال سنة 749 وَهُوَ وهم وَأَظنهُ أَعَادَهُ فِي سنة 754 على الصَّوَاب ثمَّ عرفت سَبَب الْوَهم فَإِن الَّذِي مَاتَ سنة 749 أَخُوهُ مَحْمُود كَمَا تقدم فِي تَرْجَمته فَلَعَلَّ قَوْله فِي سنة 49 مَسْعُود سبق قلم وَإِنَّمَا هُوَ مَحْمُود

2295 -

مَسْعُود بن زحر بن عَليّ بن ماسارة استوزره أَبُو عنان لبَعض أَوْلَاده نقلت ذَلِك من خطّ ابْن مَرْزُوق

ص: 110

2296 -

مَسْعُود بن سعيد بن يحيى الجيزي الْمَعْرُوف بِابْن الحمامية ولد فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَسمع من الرشيد الْعَطَّار وتعانى الْآدَاب وَكَانَ وَاسع الصَّدْر كثير الِاحْتِمَال وَتقدم فِي أَيَّام بيدرا وَمن شعره

(علام الْأُم فِي حُلْو الشَّمَائِل

ويعذب فِي الْهوى عذل العواذل)

(غزال هَمت من غزلي لَدَيْهِ

إِذا وافى بجفنيه يغازل)

قَالَ الْكَمَال جَعْفَر كَانَ شَيخا حسنا حسن المحاضرة حسن الْخط كثير التَّوَاضُع مَاتَ بالجيزة فِي سنة 719

2297 -

مَسْعُود بن عبد الرَّحْمَن بن صَالح الجعبري لبس خرقَة التصوف من القطب الْقُسْطَلَانِيّ وَعمر نَحوا من تسعين سنة لبس مِنْهُ الْخِرْقَة جمَاعَة من شُيُوخنَا وَمَات بالجيزة سنة 755

2298 -

مَسْعُود بن عبد الله الأعزازي قَرَأَ الْقرَاءَات على الزواوي ولقن الْقُرْآن مُدَّة قَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه ولد سنة 46 وَأم بِمَسْجِد الشاغور وَكَانَ خيرا متواضعاً مَاتَ سنة 720

2299 -

مَسْعُود بن عُثْمَان بن مَسْعُود بن عُثْمَان بن عَليّ الْحَرَّانِي سعد الدّين النشوي ابْن صَلَاح الدّين سمع من عبد الْغَنِيّ بن سُلَيْمَان بن بَنِينَ جُزْء البطاقة وَمن النجيب الْحَرَّانِي جُزْء ابْن عَرَفَة وَحدث ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَحدث عَنهُ بِالْإِجَازَةِ وَقَالَ ولد بعد الْخمسين وسِتمِائَة وَمَات سنة

ص: 111

2300 -

مَسْعُود بن عمر التَّفْتَازَانِيّ الْعَلامَة الْكَبِير صَاحب شرحي التَّلْخِيص وَشرح العقائد فِي أصُول الدّين وَشرح الشمسية فِي الْمنطق وَشرح التصريف الْعزي وَيُقَال أَنه أول تصانيفه والإرشاد فِي النَّحْو اختصر فِيهِ الحاجبية والمقاصد فِي أصُول الدّين وَشَرحهَا والتلويح فِي أصُول فقه الْحَنَفِيَّة عمله حَاشِيَة على توضيح صدر الشَّرِيعَة وحاشية شرح الْمُخْتَصر للْقَاضِي عضد الدّين وحاشية الْكَشَّاف وَالَّذِي تحرر مِنْهَا من أول الْقُرْآن إِلَى أثْنَاء سُورَة يُونُس وَمن سُورَة الْفَتْح وَله غير ذَلِك من التصانيف فِي أَنْوَاع الْعُلُوم الَّذِي تنافس الْأَئِمَّة فِي تَحْصِيلهَا والاعتناء بهَا وَكَانَ قد انْتَهَت إِلَيْهِ معرفَة عُلُوم البلاغة والمعقول بالمشرق بل بِسَائِر الْأَمْصَار لم يكن لَهُ نَظِير فِي معرفَة هَذِه الْعُلُوم مَاتَ فِي صفر سنة 792 وَلم يخلف بعده مثله وَكَانَ مولده سنة 712 على مَا وجد بِخَط ابْن الْجَزرِي وَذكر لي شهَاب الدّين ابْن عربشاه الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ أَن الشَّيْخ

ص: 112

عَلَاء الدّين كَانَ يذكر أَن الشَّيْخ سعد الدّين توفّي سنة 791 عَن نَحْو ثَمَانِينَ سنة

2301 -

مَسْعُود بن قراسنقر ابْن الجاشنكير ولي الحجوبية بِدِمَشْق ثمَّ نِيَابَة الْقُدس وَمَات فِي شهر ربيع الآخر سنة 719

2302 -

مَسْعُود بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سهل قوام الدّين أَبُو مُحَمَّد بن برهَان الدّين ابْن شرف الدّين الْكرْمَانِي الصُّوفِي الْحَنَفِيّ ولد سنة 664 واشتغل فِي تِلْكَ الْبِلَاد وَمهر فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والعربية وَكَانَ نظاراً بحاثاً وَقدم دمشق سنة 722 وَظَهَرت فضائله ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وَمَعَهُ جمَاعَة وشغل النَّاس بِالْعلمِ وَكَانَ ماهراً فِي الْأُصُول وَالْفِقْه والعربية وَالنّظم فصيح الْعبارَة وَأقَام بسطح الْجَامِع الْأَزْهَر مُدَّة أَخذ عَنهُ البرزالي وَابْن رَافع وَمَات فِي منتصف شَوَّال سنة 748 أرخه ابْن رَافع وَقد جَاوز الثَّمَانِينَ

2303 -

مصطفى البيري الْأَمِير بدر الدّين كَانَ نَاظرا بِدِمَشْق ثمَّ ترقى إِلَى أَن ولي إمرة أَرْبَعِينَ وَولي شدّ الدَّوَاوِين وإمرة الْحَاج وَكَانَ مشكور السِّيرَة مَاتَ فِي الْمحرم سنة 769 وَبنى حَماما بالخضراء كَانَ أحسن حمام دَاخل الْبَلَد وَدفن بتربته الْمَشْهُورَة بطرِيق الصالحية عِنْد جسر البط

2304 -

مطر بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن خلف بن مُحَمَّد بن مطر الغافقي ولد سنة 671 قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ حسن الْعشْرَة لطيف الشَّمَائِل وَكَانَ شجاعاً وَعمر إِلَى أَن مَاتَ قائداً بِبَعْض الْحُصُون فِي أخريات شَوَّال سنة 758

2305 -

مظفر بن عبد الله بن مظفر بن قرناص بدر الدّين أَبُو الْفَتْح الْحَمَوِيّ

ص: 113

مَشْهُور بكنيته وَقد تقدم فِي حرف الْفَاء

2306 -

مظفر ابْن النّحاس هُوَ مظفر الدّين مُحَمَّد بن

.

2307 -

معتقل بن فضل بن عِيسَى بن مهنا بن مَانع بن حَدِيثَة أَمِير الْعَرَب من آل فضل ولي الإمرة شَرِيكا لِابْنِ عَمه زامل وَكَانَ محبوباً إِلَى النَّاس حسن السِّيرَة مَاتَ بِأَرْض برقع من بِلَاد الشَّام سنة 736 وَقد قَارب السّبْعين

2308 -

معتوق بن مَحْفُوظ بن معتوق بن أبي بكر بن عمر بن مُحَمَّد بن عمَارَة الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الْبزورِي الْوَاعِظ نجم الدّين ولد سنة 651 وتعانى الْوَعْظ فبرع فِيهِ وَكَانَ ينظم فِي الْحَال مَاتَ سنة 702

2309 -

معتوق بن مَسْعُود بن عبد الله الصُّوفِي تَاج الدّين مَاتَ بِدِمَشْق فِي جُمَادَى الأولى سنة 703

2310 -

مغلطاي بن قليج بن عبد الله البكجري الْحَنَفِيّ الحكري الْحَافِظ عَلَاء الدّين صَاحب التصانيف ولد بعد التسعين وسِتمِائَة كَذَا ضَبطه الصَّفَدِي وَكَانَ مغلطاي يذكر أَن مولده سنة 689 وَسمع من التَّاج أَحْمد ابْن عَليّ بن دَقِيق الْعِيد أخي الشَّيْخ تَقِيّ الدّين وَالْحُسَيْن بن عمر الْكرْدِي والواني والختني والدبوسي وَأحمد بن الشجاع الْهَاشِمِي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن عِيسَى الطباخ وَأكْثر جدا من الْقِرَاءَة بِنَفسِهِ وَالسَّمَاع وَكتب الطباق وَكَانَ قد لَازم الْجلَال الْقزْوِينِي فَلَمَّا مَاتَ ابْن سيد النَّاس تكلم لَهُ مَعَ

ص: 114

السُّلْطَان فولاه تدريس الحَدِيث بالظاهرية فَقَامَ النَّاس بِسَبَب ذَلِك وقعدوا وَلم يبال بهم وبالغوا فِي ذمه وهجوه فَلَمَّا كَانَ فِي سنة 45 وقف لَهُ العلائي لما رَحل إِلَى الْقَاهِرَة بِابْنِهِ شَيخنَا أبي الْخَيْر ليسمعه على شُيُوخ الْعَصْر وَهُوَ بسوق الْكتب على كتاب جمعه فِي الْعِشْق تعرض فِيهِ لذكر الصديقة عَائِشَة فَأنْكر عَلَيْهِ ذَلِك وَرفع أمره إِلَى الْمُوفق الْحَنْبَلِيّ فاعتقله بعد أَن عزره فانتصر لَهُ جنكلي بن البابا وخلصه وَكَانَ يحفظ الفصيح لثعلب وكفاية المتحفظ وَمن تصانيفه شرح البُخَارِيّ وذيل المؤتلف والمختلف والزهر الباسم فِي السِّيرَة النَّبَوِيَّة ودرس أَيْضا بِجَامِع القلعة مُدَّة وَكَانَ سَاكِنا جامد الْحَرَكَة كثير المطالعة وَالْكِتَابَة والدأب وَعِنْده كتب كَثِيرَة جدا قَالَه الصَّفَدِي وَقَالَ ابْن رَافع جمع السِّيرَة النَّبَوِيَّة وَولي مشيخة الظَّاهِرِيَّة للمحدثين وقبة الركنية بيبرس وَغير ذَلِك وَقَالَ الشهَاب ابْن رَجَب عدَّة تصانيفه نَحْو الْمِائَة أَو أَزِيد وَله مآخذ على أهل اللُّغَة وعَلى كثير من الْمُحدثين قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ فِي الْوَاضِح الْمُبين شعرًا يدل على

ص: 115

استهتار وَضعف فِي الدّين وَقَالَ وَلَده زين الدّين ابْن رَجَب وغالب مَا قَالَه من تَرْجَمَة مغلطاي الَّتِي أفردها شَيخنَا بعد أَن سمى جمَاعَة من الْمَشَايِخ الَّذين ادّعى السماع مِنْهُم لَا يَصح ذَلِك قَالَ وَذكر أَنه سمع من الْحَافِظ الدمياطي وَأَنه سمع من ابْن دَقِيق الْعِيد درساً بالكاملية فِي سنة 702 وَابْن دَقِيق الْعِيد انْقَطع فِي أَوَاخِر سنة 701 ببستان ظَاهر الْقَاهِرَة إِلَى أَن مَاتَ فِي أَوَائِل صفر وَلم يحضر درساً فِي سنة 702 قَالَ وَله ذيل على تَهْذِيب الْكَمَال يكون فِي قدر الأَصْل وَاخْتَصَرَهُ مُقْتَصرا على الاعتراضات على الْمزي فِي نَحْو مجلدين ثمَّ فِي مُجَلد لطيف وغالب ذَلِك لَا يرد على الْمزي قَالَ وَكَانَ عَارِفًا بالأنساب معرفَة جَيِّدَة وَأما غَيرهَا من متعلقات الحَدِيث فَلهُ بهَا خبْرَة متوسطة وَله شرح البُخَارِيّ وَقطعَة من أبي دَاوُد وَقطعَة من ابْن مَاجَه وَقَالَ شَيخنَا ادّعى أَنه أجَاز لَهُ الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَلم يقبل أهل الحَدِيث ذَلِك مِنْهُ ورتب المبهمات على أَبْوَاب الْفِقْه رَأَيْت مِنْهُ بِخَطِّهِ وَكَذَا رتب بَيَان الْوَهم لِابْنِ الْقطَّان وأضافها إِلَى الْأَحْكَام وَسَماهُ مَنَارَة الْإِسْلَام وصنف زَوَائِد ابْن حبَان على الصَّحِيحَيْنِ وذيل على ابْن نقطة وَمن بعده فِي المشتبه وتصانيفه كَثِيرَة جدا مَاتَ فِي 24 شعْبَان سنة 762

2311 -

مغلطاي الجمالي وَيعرف بخرز بِضَم الْمُعْجَمَة وَالرَّاء بعْدهَا زَاي وَمَعْنَاهُ ديك وَكَانَ من مماليك النَّاصِر فترقى إِلَى أَن أمره وندبه لعدة مهمات وأرسله أَمِيرا على الْحَج سنة 718 فَلَمَّا رَجَعَ سَاق بِالنَّاسِ وشق

ص: 116

عَلَيْهِم وَدخل فِي تَاسِع عشر الْمحرم فَانْقَطع خلق كثير فَأرْسل النَّاصِر إِلَيْهِم مِائَتي جمل مَعهَا المَاء والزاد فتلقوا من سلم ثمَّ اسْتَقر استادارا سنة 723 وَصَارَ من أكبر الْأُمَرَاء الناصرية ثمَّ ولي الوزارة بعد الصاحب أَمِين الدّين فِي رَمَضَان سنة 24 مُضَافَة إِلَى الاستادارية ثمَّ خرج لكشف القلاع وروك المملكة الحلبية ثمَّ أرْسلهُ إِلَى الاسكندرية فِي الْفِتْنَة الَّتِي وَقعت بهَا فِي سنة 27 فسفك دِمَاء كَثِيرَة وصادر أَهلهَا حَتَّى كَانَ جملَة مَا أحضرهُ صحبته مِائَتي ألف دِينَار وَسِتِّينَ ألف دِينَار ثمَّ تنكر عَلَيْهِ النَّاصِر وَصَرفه عَن الوزارة فِي شَوَّال سنة 729 وَاسْتمرّ استاداراً وَكَانَ جواداً صبوراً إِلَّا أَنه كَانَ يَأْخُذ الْأَمْوَال بِسَبَب الْولَايَة والعزل وَلكنه لم يصادر قطّ أحدا وَلَا جدد مظْلمَة وَكَانَ كلما توقف النَّائِب أرغون عَن إمضائه أَمْضَاهُ هُوَ وَله مدرسة بدرب ملوخية وَحج فِي آخر عمره فَمَاتَ عَائِدًا من الْحَج بعقبة أَيْلَة سنة 730

2312 -

مغلطاي البيسري أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق وَله معرفَة بالطيور مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 707

2313 -

مغلطاي الْغَزِّي نَائِب آياس كَانَ جواداً عَاقِلا شجاعاً عادلاً مَاتَ سنة 741

2314 -

مغلطاي الخازن كَانَ نَائِب قلعة دمشق وَكَانَ خيرا مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة

ص: 117

2315 -

مغلطاي البعلي عَلَاء الدّين كَانَ من الْأُمَرَاء البرجية وتنقل فِي الخدم حَتَّى أرْسلهُ المظفر بيبرس لما تسلطن لإحضار مَا استصحبه النَّاصِر لما توجه إِلَى الكرك من الْأَمْوَال فخاشنه فِي القَوْل فَأمر بسجنه فَلَمَّا عَاد إِلَى المملكة أحضرهُ ووبخه فَسَأَلَهُ الْعَفو فَعَفَا عَنهُ ثمَّ قبض عَلَيْهِ بعد ذَلِك وسجنه مُدَّة طَوِيلَة إِلَى أَن أفرج عَنهُ فِي الْمحرم سنة 720

2316 -

مغلطاي المرتيني أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق ولي الحجوبية بهَا ونيابة القلعة وَمَات فِي الطَّاعُون سنة 749

2317 -

مغلطاي الناصري أَمِير شكار ثمَّ صَار أَمِير آخور كَانَ غلب على النَّاصِر حسن فِي سلطنته الأولى إِلَى أَن خلع النَّاصِر حسن فَأمْسك هُوَ وسجن بالإسكندرية وَكَانَت مُدَّة حكمه ثَمَانِيَة أشهر أمسك فِيهَا عدَّة أُمَرَاء وقلب فِيهَا عدَّة دوَل وَأمْسك منجك عِنْد سفر أَخِيه بيبغاروس إِلَى الْحجاز ثمَّ كَانَ الْقَبْض عَلَيْهِ بعد سلطنة الصَّالح صَالح بأَرْبعَة أَيَّام فِي ثَانِي شهر رَجَب ثمَّ أفرج عَنهُ من الاعتقال فَقدم دمشق بطالاً ليسير إِلَى طرابلس فتعلل بِدِمَشْق وَمَات فِي رَمَضَان سنة 755 وَكَانَ حاد الْخلق قوي النَّفس

2318 -

مقبل بن جماز بن شيحة بن هَاشم بن قَاسم بن مهنأ بن حُسَيْن ابْن مهنا الْحُسَيْنِي قريب أَمِير الْمَدِينَة وَولد مستوليها طرقها من شعْبَان سنة 709 فتغيظ مِنْهُ كبيش بن مَنْصُور بن جماز وَهُوَ ابْن أَخِيه وَكَانَ إِذْ ذَاك يخلف أَبَاهُ على الإمرة فدهمهم مقبل لَيْلًا وَنصب سلما خشباً

ص: 118

كَانَ مَعَه مقطعاً وَصعد مِنْهُ إِلَى السُّور فَاسْتَيْقَظَ لَهُ كبيش وتقاتلاً إِلَى أَن قتل مقبل وَقتل مَعَه من أَقَاربه قَاسم بن قَاسم بن جماز واستمروا حزبين

2319 -

مِقْدَام بن شماس البدوي أحد عربان الصَّعِيد كَانَ قد اشْتهر أمره وَكَثُرت أَمْوَاله وَأَوْلَاده وَأَتْبَاعه وزراعاته وَاسْتمرّ فِي علو مَنْزِلَته من أَوَاخِر الدولة الظَّاهِرِيَّة البيبرسية إِلَى سنة 713 فطمع فِي الأجناد وَصَارَ وَألا يحصل لَهُم التَّمَكُّن من اسْتِخْرَاج خراجهم لَكِن يحسن عشرَة من يصل إِلَيْهِ ويضيفه ويوفيه خراجه فَلَمَّا توجه النَّاصِر إِلَى الصَّعِيد متصيداً قبض على مِقْدَام فَوجدَ لَهُ ثَمَانِينَ ولداُ فيهم من تكهل وَأَقلهمْ من قَارب الْبلُوغ وَوجد لَهُ أَرْبَعمِائَة جَارِيَة إِلَى غير ذَلِك من العبيد والبهائم فسجنه بقلعة الْجَبَل مُدَّة ثمَّ أفرج عَنهُ وَأَعْطَاهُ مَالا وغلالاً وَأمره أَن يتَحَوَّل إِلَى الناصرية الَّتِي أَنْشَأَهَا على خليج الاسكندرية فأطاع وَسَار بأَهْله وَأَوْلَاده وعبيده وَأَتْبَاعه فَأَقَامَ بهَا وعمرها وَأَنْشَأَ بهَا السواقي الْكَثِيرَة

ص: 119

إِلَى أَن مَاتَ واستمرت أَوْلَاده من بعده هُنَاكَ

2320 -

مَكَارِم بن سَالم بن مَكَارِم بن سُوَيْد بن عَليّ الْحَرَّانِي أَبُو الْفضل الصُّوفِي شهَاب الدّين يُقَال لَهُ عَليّ ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة 636 وَسمع من النجيب وَحدث وَمَات فِي حادي عشر الْمحرم سنة 724

2321 -

مكي بن عُثْمَان بن حُسَيْن بن عَليّ بن صَالح زكي الدّين أَبُو الْحرم ولد قبل السِّتين وسِتمِائَة فَإِن ابْن رَافع قَالَ سَأَلته عَن مولده فِي سنة 739 فَقَالَ جَاوَزت الثَّمَانِينَ وَكَانَ سمع من مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْأنمَاطِي الْأَرْبَعين لأبي الأسعد وَحدث بهَا عَنهُ وَمَات فِي

2322 -

مكتمر العزوي نِسْبَة إِلَى عزية بِمُهْملَة وزاي منقوطة مُشَدّدَة كَانَ رَئِيس بَلَده وَله بفياض بن مهنا علاقَة وَكَانَ فياض يَبْعَثهُ خفيرا للقفول قَالَ الشهَاب ابْن فضل الله أَنْشدني لنَفسِهِ فِي سنة 742

(أورد على الْخمس الْإِبِل

أورد وُرُود طَائِر ذِي عجل)

(فَرب صاب كامن فِي الْعَسَل)

2323 -

ملك آص الناصري كَانَ أَولا جاشنكير بِمصْر وباشر شدّ الدَّوَاوِين بِدِمَشْق ونيابة جعبر وتأمر طبلخاناة ثمَّ اعتقل بالإسكندرية سنة 53 فِي أَيَّام الصَّالح صَالح ثمَّ أفرج عَنهُ وَعَاد إِلَى دمشق بطالاً إِلَى أَن مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 756

2324 -

ملكتمر الناصري الْحِجَازِي وَأَصله من أَوْلَاد بَغْدَاد فاتصل بشمس الدّين أَحْمد بن يحيى بن مُحَمَّد بن عُثْمَان ابْن السهروردي وَكَانَ

ص: 120

مفرط الْجمال فَبلغ خَبره النَّاصِر فبذل فِيهِ نَحْو الْخمسين ألف دِرْهَم فَلم يقبل وَاعْتذر بِأَنَّهُ حر لَا يُبَاع فَلم يزل النَّاصِر بالمجد السلَامِي التَّاجِر حَتَّى تحيل على السهروردي وَأَخذه مِنْهُ وأحضره للناصر وعَلى رَأسه فوطة زهرية وَعَلِيهِ قبَاء تتري فلقب بالحجازي وشغف بِهِ النَّاصِر وَكَانَ شَابًّا طَوِيل الْقَامَة حسن الْوَجْه خَفِيف الْحَرَكَة مفرط الْكَرم وهب لبَعض الْفُقَهَاء مرّة ألف دِينَار وَتقدم فِي آخر أَيَّام الْملك النَّاصِر وَتزَوج بنته وحظي عِنْده حَتَّى كَانَ النشو يَقُول لَو واظب خدمَة السُّلْطَان لأخذ مِنْهُ مَا لَا يُحْصى وَكَانَ من محبَّة السُّلْطَان فِيهِ لَا يَدعه يلْعَب بالكرة مَعَه فِي الْجمع الْكثير وَكَانَ يَقُول لَهُ إِذْ لعبت الكرة تبرقع حَتَّى لَا تُؤثر الشَّمْس فِي وَجهك وَكَانَ يمنعهُ من حُضُور الْخدمَة إِلَّا أَحْيَانًا حَتَّى لَا يرَاهُ أحد ثمَّ إِن النَّاصِر زَاد فِي أقطاعه التحريرية فِي رَمَضَان سنة 739 وَكَانَ يحب اللَّهْو وَيعرف الموسيقى فَأقبل على اللّعب وَالشرب وَالصَّيْد والتهتك والتنزه واتصل بالمنصور أبي بكر واختص بِهِ هُوَ ورفقته وعكفوا مَعَه على اللَّهْو حَتَّى قبض عَلَيْهِم قوصون وسجنهم فِي صفر سنة 742 ثمَّ نقلهم إِلَى الاسكندرية ثمَّ أفرج عَنهُ وأعيد إِلَى امْرَأَته فَلَمَّا كَانَ فِي أَيَّام المظفر نزل إِلَى لعب الأكرة فَكَانَت الْغَلَبَة لملكتمر فَعمل وَلِيمَة عَظِيمَة وحضرها المظفر ثمَّ وشى إِلَيْهِ بِأَنَّهُ يُرِيد أَن يركب عَلَيْهِ فَقبض عَلَيْهِ فِي ربيع الآخر سنة 748 وَقَالَ العسجدي كَانَ على ذهنه مسَائِل فقهية وَكَانَ يصف لَهُ ثَلَاثَة أرؤس من الْخَيل ثمَّ يهمز فيعد بهَا إِلَى الأَرْض من ذَلِك الْجَانِب الآخر من غير أَن

ص: 121

يضع يَده إِلَى شَيْء مِنْهَا وَأَبَان فِي وقْعَة الْكَامِل عَن فروسية ورجلة ثمَّ كَانَ مِمَّن قَامَ بدولة المظفر وَعظم فِي دولته ثمَّ أمْسكهُ المظفر لما تخيل مِنْهُ وَذَلِكَ فِي شهر ربيع الآخر سنة 748 فَكَانَ آخر الْعَهْد بِهِ

2325 -

ملكتمر السعيدي قدم من بِلَاد التتر وَأقَام بِمصْر إِلَى أَن أمسك صرغتمش فَأمر بِإِخْرَاج هَذَا إِلَى قلعة الْمُسلمين بالروم وَتوجه وَهُوَ مَرِيض فَمَاتَ فجاءة فِي ذِي الْقعدَة سنة 749

2326 -

ملكتمر الملقب الدَّم الْأسود كَانَ أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 714

2327 -

ملكتمر المارديني تنقل فِي الخدم إِلَى أَن صَار رَأس نوبَة كَبِيرا فِي أَيَّام الْملك الْأَشْرَف وَمَات فِي شعْبَان سنة 767

2327 -

ملكتمر المارديني تنقل فِي الخدم إِلَى أَن صَار رَأس نوبَة كَبِيرا فِي أَيَّام الْملك الْأَشْرَف وَمَات فِي شعْبَان سنة 767

2328 -

ملكتمر السرخواني أحد المماليك الناصرية ترقى حَتَّى أمره وناب بالكرك وَأرْسل صحبته إِبْرَاهِيم بن النَّاصِر سنة 31 ثمَّ زوجه أم وَلَده أَحْمد وَاسْمهَا بَيَاض وَسلمهُ لَهُ ليربيه ثمَّ لما خَالف أَحْمد بالكرك أخرج ملكتمر فَقدم مصر وَاسْتمرّ وزيراً عوضا عَن وَزِير بَغْدَاد فِي شعْبَان لتوقف أَحْوَال الدولة فَطلب الإعفاء وَخرج لنيابة الكرك فِي سنة 745 لزم مَا تشعث من قلعتها وَعمارَة ضياعها وصحبته مائَة مَمْلُوك وَقَررهُ الْكَامِل فِي نيابتها سنة 746 ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وَهُوَ مَرِيض فَمَاتَ فِي أول الْمحرم سنة 747

2329 -

ملكة بنت إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن سَالم بن الْحسن بن صصري تكنى

ص: 122

أم طالوت البعلبكية ثمَّ الدمشقية أمهَا أَسمَاء بنت مُحَمَّد بن سَالم بن صصري ولدت سنة

وَسمعت من جدها لأمها مُحَمَّد بن سَالم بن الْحسن بن صصري وَحدثت سمع مِنْهَا البرزالي والعز ابْن جمَاعَة وَذكرهَا أَبُو جَعْفَر فِي مشيخة الْعِزّ وَمَاتَتْ فِي ثامن عشر شهر رَجَب سنة 749 أرخها ابْن رَافع

2330 -

مماي المغلي ملك الدشت كَانَ من كبار الْأُمَرَاء فَوَقع بَينه وَبَين ملك الدشت كلدي جاك خَان فَوَقَعت بَينهمَا مقتلة فَانْهَزَمَ مماي فَتوجه إِلَى مَدِينَة كفا وَرجع كلدي جاك آمنا ففتك بِهِ بعض أَتْبَاعه لأمر نقمه عَلَيْهِ وفر إِلَى مماي فَأخْبرهُ فساق مَعَه إِلَى أَن هجم على مملكة الدشت فاستولى عَلَيْهَا فَأَقَامَ فِي المملكة نَحْو عشْرين سنة وَقتل فِي سنة 782

2331 -

منتصر بن الْحسن بن منتصر الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي الأَصْل الأكفوفي

سمع من ابْن الْعِمَاد وَابْن النُّعْمَان وَغَيرهمَا وَقَرَأَ الْفِقْه ثمَّ تصوف وَعمر رِبَاطًا ذكره الْكَمَال الأدفوي وَقَالَ كَانَ كَبِير الْمُرُوءَة والحلم يبْذل نَفسه وجاهه وَمَاله فِي مصَالح النَّاس وَكَانَ كثير الاستحضار للتواريخ والمحاضرات حسن الخطابة يشجي من سَمعه مَاتَ فِي سنة 734

2332 -

منجك اليوسفي تنقل فِي خدمَة النَّاصِر حَتَّى رتب سلَاح دَار

ص: 123

ثمَّ كَانَ هُوَ الَّذِي أحضر رَأس النَّاصِر أَحْمد وَمن حِينَئِذٍ أَمر واشتهر وَتردد إِلَى الشَّام فِي الْمُهِمَّات ثمَّ اسْتَقر حاجباً بِدِمَشْق فِي رَجَب سنة 748 ثمَّ أُعِيد وَاسْتقر وزيراً واستاداراً فِي شَوَّال من السّنة فباشر بِحرْمَة ومهابة وَتمكن من الدولة وَكَانَ بيبغاروس نَائِب السلطنة أَخَاهُ فوفر نَحْو ثَلَاثَة آلَاف دِينَار فِي الشَّهْر من جوامك الممالك ووفر من جوامك الخدم أَو الْجَوَارِي والبيوتات وَمن رواتب المغاني وَمن الآخورية وخدام الإسطبل شَيْئا كثيرا وَقطع الكابزية وَكَانُوا خمسين جوقة وَأبقى مِنْهُم جوقتين فَقَط وأبطل ديوَان العمائر جملَة وَكَانَ النَّاصِر استجده فَكَانَ مصروفه فِي الشَّهْر نَحْو مِائَتي ألف نقرة وَلم يدع فِي جَمِيع الْجِهَات سوى شَاهد وعامل فِي كل جِهَة مِنْهَا وَغير وُلَاة الْأَعْمَال وَفتح بَاب الْأَخْذ على الولايات وَالنُّزُول عَن الإقطاعات لَكِن ترَتّب على ذَلِك من الْمَفَاسِد فَحصل من ذَلِك مَالا كثيرا جدا وَوصل الأوباش إِلَى الْمَرَاتِب واستقرار الْعَوام وآحاد الباعة فِي الجندية فتلاشى أَمر أجناد الْحلقَة بِسَبَب ذَلِك وَصرف عَن الوزارة مرّة ثمَّ أُعِيد بعد أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثمَّ قبض عَلَيْهِ بعد سفر أَخِيه إِلَى الْحجاز وسجن بالإسكندرية ثمَّ أفرج عَنهُ بعد وأعيدت لَهُ أملاكه وَاسْتقر أَمِير ألف فَلَمَّا كَانَت كائنة بيبغاروس اختفى ثمَّ قبض عَلَيْهِ من مطمورة فِي دَار استاداره فسجن بالإسكندرية سنة 752 ثمَّ أفرج عَنهُ وَسَار إِلَى صفد بطالاً فِي ربيع الآخر سنة 755 ثمَّ اسْتَقر نِيَابَة طرابلس

ص: 124

ثمَّ ولي حلب سنة 759 وَمَات فِي سنة 776

2333 -

مَنْصُور بن أَحْمد بن عبد الْحق بن سدرمان بن فلاح بن تَمِيم بن فائد بن يعلي المشدالي - بِفَتْح الْمِيم والمعجمة وَتَشْديد اللَّام نِسْبَة إِلَى قَبيلَة من زواوة نَاصِر الدّين - أَبُو عَليّ الزواوي البجاوي ولد سنة 632 وَأخذ عَن الشُّيُوخ ثمَّ رَحل مَعَ أَبِيه قَالَ ابْن رشيد فِي رحلته رَحل فِي صغره إِلَى مصر مَعَ أَبِيه فَقَرَأَ بهَا وتهذبت أخلاقه ورقت طباعه وَقَرَأَ على الشَّيْخ عز الدّين ابْن عبد السَّلَام وَسمع صَحِيح مُسلم وموطأ أبي مُصعب على أبي إِسْحَاق بن مُضر وعَلى القطب الْقُسْطَلَانِيّ جَامع التِّرْمِذِيّ وَقَالَ غَيره أَخذ أَيْضا عَن أبي الْفضل المرسي ونبغ وَرجع بعلوم جمة من الْأُصُول وَالْفِقْه وَالْأَدب وَالْكَلَام والتصوف وَجمع تصانيف وَأَقْبل على الْعِبَادَة والأشغال بِالْعلمِ وَشرح رِسَالَة ابْن أبي زيد وَأخذ عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو عبد الله بن مَرْزُوق وَمَات سنة 731

2334 -

مَنْصُور بن إِسْحَاق بن مَنْصُور بن مُحَمَّد بن شَافِع الصميدي نَاصِر الدّين أَبُو الْفَتْح الدِّمَشْقِي ولد سنة 680 تَقْرِيبًا وأحضر عِنْد الشَّيْخ شمس الدّين

ص: 125

ابْن أبي عمر أَحْمد بن شَيبَان وَسمع من الْفَخر وَزَيْنَب بنت مكي - ذكره ابْن رَافع وَقَالَ حدث وَجلسَ مَعَ الشُّهُود وَنزل بالمدارس وَقَالَ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ تكلمُوا فِيهِ مَاتَ بِدِمَشْق فِي ثَانِي شهر ربيع الآخر سنة 751 وَهُوَ ابْن بنت الشقراوي

2335 -

مَنْصُور بن جماز بن شيحة بن هَاشم بن قَاسم بن مهنا بن الْحُسَيْن ابْن مهنا بن دَاوُد بن قَاسم بن طَاهِر بن يحيى بن عبد الله بن الْحسن بن جَعْفَر بن عبيد الله بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب الْحُسَيْنِي صَاحب الْمَدِينَة وَالِد طفيل اسْتَقل بالإمرة فِي حَيَاة وَالِده سنة سَبْعمِائة ثمَّ أحضر أَخُوهُ مقبل فَقتل مقبل ثمَّ توجه إِلَى مصر فَأَقَامَ وَلَده كبيش بهَا وَأعَاد النَّاصِر منصورا إِلَى الأمرة سنة 716 فاستمر بهَا إِلَى أَن قَتله ابْن ابْن أَخِيه حَدِيثَة بن قَاسم بن جماز وَقتل قَاتله فِي الْحَال سنة 725 وَأول من عرف من أُمَرَاء هَذَا الْبَيْت قَاسم بن مهنا بن حُسَيْن بن مهنا كَانَ فِي أَيَّام السُّلْطَان صَلَاح الدّين وَمَات أَخُوهُ سَالم فِي طَرِيق الشَّام إِلَى الْمَدِينَة سنة 619 وَكَانَ دخل دمشق مَعَ الْمُعظم لما حج وَولي بعده آل بَيته الْمَدِينَة يتناقلونها وَلم يتَمَكَّن مَنْصُور وَقتل فِي شهر رَمَضَان سنة 725 بعد أَن كبر وَعجز وَاسْتقر بعده وَلَده كبيش

2336 -

مَنْصُور بن خَليفَة بن مُحَمَّد بن خلف المنبجي أَخُو مَحْمُود ولد سنة 689 وَسمع من ابْن مخلوف بالإسكندرية وَمن موفقية بنت وردان بِمصْر وَسمع مسموع ابْن الصَّواف من النَّسَائِيّ مِنْهُ وَمن ابْن الدواليبي بِبَغْدَاد

ص: 126

وَمن غَيرهم وَكَانَ تَاجِرًا جيدا أَمينا خيرا مَاتَ فِي 24 الْمحرم سنة 734

2337 -

مَنْصُور بن سُلَيْمَان بن يُوسُف بن مَنْصُور بن إِسْمَاعِيل بن الْحسن ابْن مَحْبُوب الْحِمْيَرِي الأَصْل ثمَّ المغربي ثمَّ البعلبكي عماد الدّين أَبُو مُحَمَّد وَأَبُو الْفَتْح الْمَعْرُوف بالحرتعلي ولد سنة 641 ببعلبك وأسمع على عُثْمَان بن خطيب القرافة جُزْء الذهلي ومجلسين من أمالي أبي الْفضل التَّمِيمِي وَغير ذَلِك وَسمع من إِسْمَاعِيل بن عَليّ الْعِرَاقِيّ مشيخة ابْن شَاذان الصغري وَمن البلداني وَغَيرهم وَحدث روى عَنهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَمَات فِي صفر سنة 724

2338 -

مَنْصُور بن عَليّ بن عبد الله الزواوي أَبُو عَليّ قَالَ ابْن الْخَطِيب حَرِيص على الإفادة والاستفادة مثابر على تعيم الْعلم لَهُ مُشَاركَة حَسَنَة فِي كثير من الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة والنقلية درس فِي التَّفْسِير وَالْفِقْه وَغير ذَلِك أَخذ عَن أَبِيه وَمَنْصُور بن أَحْمد المشدالي وَعبد الْمُهَيْمِن الْحَضْرَمِيّ وَأبي الْقَاسِم الْحُسَيْنِي

2339 -

مَنْصُور بن نجم بن زيان - بزاي مُعْجمَة - بن حسان بن سُلَيْمَان اللَّيْثِيّ أَبُو الْفَتْح القرتاوي نَاصِر الدّين ولد سنة 650 تَقْرِيبًا وَسمع من

ص: 127

عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحِيم بن عَسَاكِر أول مشيخة ابْن طبرزذ تَخْرِيج الدبيثي وَحدث سمع مِنْهُ البرزالي وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ شيخ فَقِيه واشتغل على الشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ وَابْن الْمَقْدِسِي وَغَيرهمَا وَعرض التَّنْبِيه وَكَانَ مَوْصُوفا بِالدّينِ وَحدث بالبلاد الَّتِي كَانَ يَلِي قضاءها وَمَات فِي

2340 -

مَنْصُور بن نصر الله بن مَنْصُور بن عبد الْوَهَّاب ولد سنة 646 وَسمع من دَاوُد وَمُحَمّد ابْني عمر خطيب بَيت الْآبَار اقْتِضَاء الْعلم وَحدث ذكره البرزالي وَابْن رَافع وَقَالا مَاتَ فِي شَوَّال سنة 719

2341 -

مَنْصُور بن نصر الله بن مَنْصُور الزقيلي - بزاي وقاف مصغر - نَاصِر الدّين المفعلي ولد سنة. . وَسمع من أبي حَامِد ابْن الصَّابُونِي وَحدث مَاتَ فِي مستهل رَجَب سنة 734

2342 -

منطاش الاشرفي - نِسْبَة إِلَى الْأَشْرَف شعْبَان بن حُسَيْن كَانَ اسْمه تمربغا وَيُقَال لَهُ أَخُو تمربيه وَكَانَت لتمربيه منزلَة من الْأَشْرَف وتنقل منطاش إِلَى أَن ولاه الظَّاهِر برقوق نِيَابَة السلطنة بملطية فِي سنة 788 فَجمع كثيرا من التركمان وَأظْهر الْعِصْيَان وانضوى إِلَيْهِ كثير من الأشرفية الَّذين شردهم برقوق لما تسلطن فِي الْبِلَاد فَلَمَّا بلغ الظَّاهِر ذَلِك جهز إِلَيْهِ عَسْكَر حلب مَعَ أَرْبَعَة أُمَرَاء من مقدمي الألوف بِالْقَاهِرَةِ فانضوى منطاش إِلَى برهَان الدّين صَاحب سيواس فحوصر ثمَّ آل الْأَمر إِلَى رُجُوع

ص: 128

الْعَسْكَر وَقد فر منطاش وَاتفقَ أَن الناصري عصى وَكَاتب نواب الْبِلَاد فوافقوه فراسل منطاش فَجمع من أطاعه وَحضر إِلَى حلب وَذَلِكَ سنة 91 فجهزه الناصري إِلَى حماة فملكها إِلَى أَن قدم الناصري بالعسكر فتوجهوا إِلَى الْقَاهِرَة وَاسْتولى الناصري على المملكة وَأعَاد السُّلْطَان حاجي - كَمَا سَيَأْتِي بَيَانه فِي تَرْجَمَة يلبغا وَاسْتقر منطاش أَمِيرا كَبِيرا ثمَّ إِنَّه تمارض فِي شعْبَان فعاده الجوباني وَكَانَ من أخصاء الناصري فعوقه عِنْده فَجهز إِلَيْهِ الناصري طَائِفَة فاستعد لَهُم وَصعد أَعلَى الْمدرسَة الحسنية وَنصب المنجنيق فِي منارتها وَرمى على من فِي الاسطبل وَآل الْأَمر إِلَى أَن هزم يلبغا وَمن مَعَه وَاسْتولى منطاش على المملكة فطاش وَكَانَ أهوج كثير العطايا كَمَا قيل نهاباً وهاباً فاعتقل النَّاصِر والجوباني وَغَيرهمَا بالإسكندرية وَفِي غُضُون ذَلِك بعد دُخُول سنة 92 بلغه أَن الظَّاهِر خلص من سجن الكرك وانضم إِلَيْهِ جمَاعَة فَجهز الْعَسْكَر وَتوجه إِلَى جِهَته فَوَقَعت لَهُم الْوَقْعَة الشهيرة فَانْهَزَمَ منطاش واحتوى الظَّاهِر على المملكة وعَلى غَالب من كَانَ مَعَه من رُؤُوس المملكة فَتوجه بهم إِلَى مصر وَاتفقَ حِين غلبته وَأَتْبَاعه خَرجُوا من الْحَبْس بالقلعة وغلبوا عَلَيْهَا وطردوا النَّائِب الَّذِي كَانَ بهَا من جِهَة منطاش فَدخل الظَّاهِر وَاسْتولى على المملكة كَمَا كَانَ أول وَفَرح النَّاس بِهِ لعقله وتثبته ثمَّ جهز عسكراً إِلَى منطاش فحاصروه بِدِمَشْق مِنْهُم الناصري وَقد ولاه نِيَابَة حلب والجوباني وَقد ولاه نِيَابَة دمشق فحاصروه إِلَى أَن خرج مِنْهَا فانضوى إِلَى نعير أَمِير الْعَرَب وَكَانَ مِمَّن عصى على برقوق فَاجْتمعُوا بحمص وَوَقعت بَينهم وقْعَة فانكسر الْعَسْكَر السلطاني وَقتل الجوباني وَرجع الناصري إِلَى دمشق فولاه

ص: 129

الظَّاهِر نيابتها وَتوجه منطاش ونعير إِلَى حلب فحاصروها وَبهَا كمشبغا - وَكَانَ قبل ذَلِك نَائِب القلعة فاستولى على الْبَلَد لما بلغ نائبها كسرة منطاش فضبطها فَلَمَّا رأى نعير أَنه لايحصل على أَخذ حلب توجه وصحبته منطاش لناحية وجهة الشمَال فنهبوا أعزاز ثمَّ عينتاب وأميرها مُحَمَّد بن شميري التركماني فحاصروه بالقلعة ثمَّ وصل العساكر السُّلْطَانِيَّة إِلَى قرب عينتاب ففر منطاش إِلَى مرعش فانفرج الكرب عَن نَائِب عينتاب وَمن مَعَه بعد أَن هلك الْكثير مِنْهُم فِي الْحصار وَذَلِكَ فِي سنة 93 وَتوجه منطاش من جِهَة العمق إِلَى أَن وصل إِلَى قرب دمشق وَلما لم يحصل للعسكر السلطاني مِنْهُ غَرَض رجعُوا إِلَى أوطانهم ونازل منطاش دمشق فَجهز لَهُ الناصري من هَزَمه فَتوجه إِلَى بِلَاد نعير فَأَقَامَ عِنْده ثمَّ راسل الظَّاهِر نعيراً فِي أَمر منطاش واسترضاه ورد عَلَيْهِ أَمرته وأوسع لَهُ فِي الْوَعْد فغدر بمنطاش وَقبض عَلَيْهِ وجهزه إِلَى حلب فاعتقل بقلعتها إِلَى أَن جَاءَ الْأَمر بقتْله وتجهيز رَأسه فَفعل بِهِ ذَلِك فِي سنة 795 وطيف بِرَأْسِهِ بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ علق على بَاب زويلة وَكَانَ شجاعاً قتالاً عالي الهمة كثير الْبَذْل أهلك جَمِيع مَا كَانَ الظَّاهِر حصله من الْأَمْوَال فِي أيسر مُدَّة

2343 -

منكلي بغا الناصري السلاحدار كَانَ من أخوة أرغون النَّائِب وتأمر مائَة وَكَانَ طَوِيل الْقَامَة مليح الشكل كَبِير اللِّحْيَة أكولاً نهماً مَاتَ فِي أَوَائِل سنة 731 فِي سادس صفر

2344 -

منكلي بغا الناصري الفخري كَانَ النَّاصِر وَقَاه إِلَى أَن صيره أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق سنة 39 وَكَانَ حسن الشكل فِيهِ خير ومروءة وعصبية

ص: 130

ثمَّ نَاب بطرابلس ثمَّ عظمت مَنْزِلَته فِي أَيَّام النَّاصِر حسن الأولى وَصَارَ من أكبر أُمَرَاء المشورة بِمصْر ثمَّ أمسك فِي دولة الصَّالح صَالح واعتقل فِي رَجَب سنة 752 إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 753

2345 -

منكلي بغا الشمسي أحد مماليك النَّاصِر حسن أمره طبلخاناة بعد الْقَبْض على شيخو فِي ذِي الْحجَّة سنة 758 ثمَّ أمره مائَة بعد الْقَبْض على صرغتمش سنة 759 ثمَّ ولي نِيَابَة حلب سنة 763 فباشر جيدا وتوخى الْعدْل وَالْإِحْسَان وَعمر الْجَامِع بهَا ثمَّ ولي نِيَابَة دمشق سنة 764 عوضا عَن قشتمر فَفتح فِي سنة 65 بَاب كيسَان وَعقد عَلَيْهِ قنطرة وَمد جِسْرًا يسْلك عَلَيْهِ وَبنى هُنَاكَ جَامعا وَكَانَ مغلقاً فِي أَيَّام الْعَادِل مَحْمُود بن زنكي ثمَّ نقل إِلَى نِيَابَة حلب فِي صفر سنة 68 ثمَّ اسْتَقر نَائِب السلطنة بِمصْر فِي سنة 769 ثمَّ استعفى من النِّيَابَة فاستقر أتابكاً وَكَانَ الْأَشْرَف بعد قَتله يلبغا قرر فِي الأتابكية اسندمر ثمَّ طقتمر النظامي ثمَّ ملكتمر المحمدي ويلبغا المنصوري مَعًا ثمَّ استقدم منكلي بغا من حلب فقرره فِي النِّيَابَة ثمَّ فِي الأتابكية وَذَلِكَ فِي ربيع الأول سنة 769 وَولي نظر المرستان فَلم يزل على حَاله حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 774 وَكَانَ مهاباً عَاقِلا عَارِفًا يتَكَلَّم فِي عدَّة عُلُوم

2346 -

منكلي بغا الأحمدي الْأَمِير سيف الدّين نَائِب السلطنة بحلب

ص: 131

وَيعرف بالبلدي ذكره طَاهِر بن حبيب وَأثْنى عَلَيْهِ وَمَات فِي سنة 782 بحلب عَن نَيف وَأَرْبَعين سنة

2347 -

منكوتمر عبد الْغَنِيّ الأشرفي كَانَ دوادار الْأَشْرَف شعْبَان اسْتَقر فِي رَمَضَان سنة سبعين بإمرة طبلخاناة ثمَّ أعطي تقدمة ألف بعد ذَلِك إِلَى أَن مَاتَ فِي 23 جُمَادَى الأولى سنة 772

2348 -

منيف بن سُلَيْمَان بن كَامِل بن مَنْصُور بن علوان بن ربيعَة بن بَرَكَات ابْن سَالم السّلمِيّ العباسي ولد بزرع سنة 643 وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَابْن أبي الْيُسْر ويوسف بن مَكْتُوم وَغَيرهم أثنى عَلَيْهِ السُّبْكِيّ وَعز الدّين ابْن جمَاعَة وَالشَّيْخ صَلَاح الدّين العلائي وَآخَرُونَ وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 713

2349 -

مهنا بن إِبْرَاهِيم بن مهنا الفوعي - بِضَم الْفَاء وَسُكُون الْوَاو بعْدهَا مُهْملَة - نِسْبَة إِلَى الفوعة من عمل حلب كَانَ جده صَاحب أَحْوَال وَنَشَأ هُوَ على طَريقَة أَبِيه وجده يَقْصِدهُ النَّاس للتبرك وَمَات فِي سنة 736 ذكره ابْن حبيب

2350 -

مهنا بن سِنَان بن عبد الْوَهَّاب بن نميلَة الْحُسَيْنِي الأمالي الْمدنِي قَاضِي الْمَدِينَة اشْتغل كثيرا وَكَانَ حسن الْفَهم جيد النّظم ولأمراء الْمَدِينَة فِيهِ اعْتِقَاد وَكَانُوا لَا يقطعون أمرا دونه وَكَانَ كثير النَّفَقَة متحبباً إِلَى المجاورين ويحضر مواعيد الحَدِيث ويترضى عَن الصَّحَابَة إِذا ذكرُوا

ص: 132

ويتبرأ من فُقَهَاء الإمامية مَعَ تَحْقِيق الْمعرفَة وَحسن المحاضرة وَمَات سنة 754

2351 -

مهنا بن عِيسَى بن مهنا بن مَانع بن حَدِيثَة بن عصية بن فضل بن ربيعَة التدميرى أَمِير آل فضل من بني طي ولد بعد سنة 650 وَكَانَت أولية هَذَا الْبَيْت من أَيَّام أتابك زنكي وَكَانَ مري بن ربيعَة أَخُو فضل أَمِير عرب الشَّام أَيَّام طغتكين وَكَانَ مهنا يلقب حسام الدّين وَكَانَ ابْن عَمه أَبُو بكر بن عَليّ بن حَدِيثَة أَمِيرا على الْعَرَب فاتفق أَن الظَّاهِر بيبرس قبل السلطنة رمته اللَّيَالِي فِي بُيُوتهم فَطلب من ابْن عَليّ فرسا فَلم يُعْطه فَرَآهُ عِيسَى بن مهنا فتوسم فِيهِ فضمه إِلَيْهِ وَأَعْطَاهُ فرسا وَبَالغ فِي إكرامه فَلَمَّا تسلطن انتزع الإمرة من أبي بكر وَأَعْطَاهَا لعيسى ثمَّ تَأمر وَلَده مهنا هَذَا فِي أَيَّام الْمَنْصُور قلاون وَكَانَ مُعظما خليقاً بالإمرة قَالَ الشهَاب مَحْمُود حضرت طرنطاي المنصوري وَهُوَ مخيم بالحزبة وَعَن يَمِينه مهنا هَذَا وَعَن يسَاره أَحْمد بن حجي أَمِير آل مري فَادّعى أَحْمد بِأَلف بعير أَخذهَا عرب آل فضل من عربه فألح فِي الْمُطَالبَة واحتد وَرفع صَوته ومهنا سَاكِت فَلَمَّا طَال الْأَمر قَالَ طرنطاي لمهنا يَا ملك الْعَرَب مَا تَقول قَالَ مَا أَقُول نعطيهم مَا ذكرُوا هم أَوْلَاد عمنَا إِن كَانَت لَهُم عندنَا هَذِه البعران فَهِيَ حَقهم وَإِن كَانَ مَا لَهُم شَيْء فَمَا هُوَ كثير إِذا أعطيناهم هَذَا الْقدر فَلَمَّا سمع أَحْمد هَذَا الْكَلَام لم يُعجبهُ وَأطَال القَوْل فِي الِاحْتِجَاج وَالْخُصُومَة فَقَالَ لَهُ مهنا يَا أَحْمد إِن كَانَ كلامك عَلَيْك هَين فكلامي

ص: 133

عَليّ مَا هُوَ هَين وَهَذِه الأباعر أقل من أَن يحصل فِيهَا كَلَام أَنا أُعْطِيك إِيَّاهَا وَقَامَ فَقَالَ طرنطاي هَكَذَا وَالله يكون الْأَمِير وَكَانَ الْأَشْرَف غضب على مهنا بعد فتح قلعة الرّوم فأمسكه وسجنه وسجن أَهله قَالَ مُوسَى ابْن مهنأ كَانَ عمي مُحَمَّد بن عِيسَى حِين حبسنا يدْخل المرتفق فيطيل فِيهِ فَخرج يَوْمًا وَقَالَ الْبُشْرَى سَمِعت صائحة من النِّسَاء تَقول واسلطاناه فَلَمَّا كَانَ من الْغَد أطْلقُوا ثمَّ ندموا على إِطْلَاق مهنا فَأرْسل إِلَيْهِ ليعود فَامْتنعَ ثمَّ صَار يقدم الْقَاهِرَة وَهُوَ حذر ثمَّ خدم النَّاصِر لما كَانَ بالكرك وَلما ولي قراسنقر حلب زَارَهُ فِيهَا مهنا وَكَانَ صديقه فَأرَاهُ كتاب النَّاصِر يَأْمُرهُ فِيهِ بإمساك مهنا وتحالفا فَلَمَّا فر قراسنقر بالغت عَائِشَة بنت عساف زَوْجَة مهنا فِي خدمته وَكتب مهنا إِلَى النَّاصِر يستعطفه على قراسنقر وَغَيره مِمَّن فر فَأرْسل إِلَيْهِم الْأمان فَلم يطمئنوا وتجهزوا إِلَى خربندا وَكتب مهنا مَعَهم إِلَى خربندا فقابلهم بالإكرام وخلع على سُلَيْمَان بن مهنا وجهز لمهنا مَعَه أَمْوَالًا جمة وخلعاً وَأَعْطَاهُ الْبِلَاد الفراتية وَبلغ النَّاصِر فَغَضب وَأعْطى الإمرة لِأَخِيهِ فضل فَتوجه مهنا إِلَى خربندا فَأكْرمه وَقرر مَعَه أَمر الركب الْعِرَاقِيّ فَأعْطَاهُ مهنا مَعَه عَصَاهُ خفارة لَهُم وَجهد النَّاصِر أَن يحضر إِلَيْهِ مهنا فَصَارَ يسوف بِهِ من وَقت إِلَى وَقت وَفِي طول الْمدَّة يُرْسل أخوته وَأَوْلَاده والناصر ينعم عَلَيْهِم بالأموال والإقطاعات وهم يمنونه حُضُوره وَلَا يحضر وَمَعَ ذَلِك فالمراسلات بَين مهنأ والناصر لَا تَنْقَطِع وَإِذا ظَهرت لَهُ نصيحة للْمُسلمين نبه عَلَيْهَا وَأَشَارَ إِلَيْهَا وبادر النَّاصِر لقبولها إِلَى أَن كَانَ

ص: 134

فِي سنة 733 فَتوجه مهنا من قبل نَفسه إِلَى النَّاصِر فَأكْرمه إِكْرَاما زَائِدا ورده على أَمرته إِلَى أَن مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 735 قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ مهنا وقوراً متواضعاً لَا يحفل بملبس دينا حَلِيمًا ذَا مُرُوءَة وسؤدد وَله من الْأَوْلَاد مُوسَى تَأمر بعده وَسليمَان وَأحمد وفياض وحيار وقارا وسعنة وَغَيرهم

2352 -

مهْدي الْحلَبِي عز الدّين كَانَ يعْمل أوتار القسي ثمَّ توصل وَعمل الجندية ثمَّ عمل إمرة عشرَة وَعمل ولَايَة حلب وَشد الدَّوَاوِين وَكَانَ حسن الشكل حُلْو الْعبارَة عَلَيْهِ قبُول ثمَّ قتل فِي شَوَّال سنة 753

2353 -

مهلهل بن سعيد الخليلي نجم الدّين الشَّافِعِي اشْتغل ودرس بالفرخشاهية وَغَيرهَا بِدِمَشْق وَولي الْعُقُود الْحكمِيَّة وَكَانَ فِي بَصَره ضعف مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 710

2354 -

مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن مُجَاهِد الدعجائي شرف الدّين سمع من الأبرقوهي جُزْء ابْن الطلاية وَسمع من أبي الْحسن ابْن الصَّواف مسموعه من النَّسَائِيّ

2355 -

مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن يحيى بن علوان - مضى نسبه فِي تَرْجَمَة وَلَده مُحَمَّد - نجم الدّين الشقراوي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ الشُّرُوطِي ولد سنة 624 واشتغل بِالْعلمِ وَسمع من إِسْمَاعِيل بن ظفر والضياء وَغَيرهمَا قَرَأَ الْكثير وَكتب وَجمع وَكَانَ كيسا عَالما حُلْو الْفَاكِهَة ينْقل كثيرا من اللُّغَة وَله نظم ومدح ابْن تَيْمِية بِأَبْيَات ويفتي فِي مذْهبه وَحدث قَالَ الذَّهَبِيّ فِي

ص: 135

المعجم الْمُخْتَص كتب وَحصل وَكَانَ كثير الْمَحْفُوظ والنوادر والمزاح وَكَانَ إِذا قَرَأَ أدمج الْإِسْنَاد فتجنب بَعضهم التحديث بِمَا سمع بقرَاءَته مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 702 روى عَنهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة بِالْإِجَازَةِ

2356 -

مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف الْأَذْرَعِيّ عماد الدّين إِمَام مَسْجِد أبي الدَّرْدَاء كَانَ مَشْهُورا بِالْخَيرِ ملازماً للاشتغال بِالْعلمِ مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 763

2357 -

مُوسَى بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن بدران بن أَحْمد قطب الدّين ابْن شيخ السلامية ولد سنة 661 واشتغل وتمهر ثمَّ عني بالمباشرات فولي ديوَان الْجَيْش بِدِمَشْق زمن الأفرم ثمَّ ولي نظر الْجَيْش فِي أول ولَايَة النَّاصِر الْأَخِيرَة بعد رُجُوعه من الكرك ثمَّ ولي نظر الْجَيْش بِمصْر سنة 12 بعد الْفَخر ثمَّ أُعِيد إِلَى الشَّام وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ إِلَّا أَنه أشرك مَعَه معِين الدّين بن حشيش وَكَانَ القطب محباً فِي الْفُضَلَاء وقوراً مهيباً كثير الْمُوَاسَاة وَرَأى فِي أَيَّام تنكز من الْعِزّ والتمكن مَا لَا رَآهُ غَيره وَله نظم وسط فَمِنْهُ

(مَا اخْتَرْت مقَامي بذرى لبنان

فَردا ومشرداً عَن الأوطان)

(إِلَّا لأرَاك أَو أرى من نظرت

عَيناهُ إِلَى جمالك الفتان)

قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ من رجال الدَّهْر وَله فَضَائِل وَحُرْمَة وَقَالَ ابْن كثير كَانَ لَهُ فضل وأفضال وإحسان إِلَى أهل الْخَيْر مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة

ص: 136

سنة 732 وَدفن بترتبه الَّتِي أَنْشَأَهَا بالصالحية

2358 -

مُوسَى بن أَحْمد بن عمر بن حسن المعري الأَصْل البعلبكي شرف الدّين ولد فِي سنة 706 تَقْرِيبًا وَسمع من الحجار من الصَّحِيح وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة بعد السّبْعين

2359 -

مُوسَى بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن خلكان كَمَال الدّين أَبُو الْفَتْح ابْن القَاضِي شمس الدّين ولد بِالْقَاهِرَةِ سنة 651 وَأَجَازَ لَهُ السبط وَسمع من النجيب وَحدث وَكَانَ لَهُ اشْتِغَال وذكاء ودرس بالنجيبية فِي حَيَاة أَبِيه وَبعده وَولي نظر الدَّوَاوِين الْحكمِيَّة وَلم يكن حسن السِّيرَة وَيُقَال أَنه كَانَ السَّبَب فِي عزل أَبِيه لسوء سيرته وطواعية أَبِيه لَهُ حَتَّى قَالَ فِيهِ ابْن ظهيرة

(وَكَيف يُؤْتى رشده حا

كم حكم فِي لحيته مُوسَى)

مَاتَ فِي شهر ربيع الأول 717

2360 -

مُوسَى بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْمُنْذِرِيّ الشَّيْخ مجد الدّين الأربلي ولد فِي شعْبَان سنة 645 وتفقه وتعانى الْأَدَب وَالنّظم وَمَات سنة 717

2361 -

مُوسَى بن أَحْمد بن مَحْمُود الأقصري الشَّيْخ مجد الدّين شيخ الخانقاه بسرياقوس قدم أَولا الاسكندرية فَأَقَامَ بهَا شَيخا للخانقاه الَّتِي أَنْشَأَهَا بيليك المحسني بهَا ثمَّ قرر فِي مشيخة خانقاه كريم الدّين بالقرافة ثمَّ نقل إِلَى الخانقاه الجديدة الناصرية وَكَانَ النَّاصِر يعظمه وَكَانَ لَهُ ذكر رتبه فَكَانَ يَقُوله هُوَ وطائفته بعد صَلَاة الْمغرب وَلَا يَنْقَضِي حَتَّى يُؤذن الْعشَاء

ص: 137

وَكَانَ جواداً عَلَيْهِ أنس وخصوصاً فِي السماع وَكَانَ لَهُ سَماع من عبد الله ابْن عَليّ الصنهاجي وَعلي بن جَابر اليمني وَكَانَ يكثر الشفاعات عِنْد كريم الدّين عبد الْكَرِيم إِلَى أَن أضجره فَسَأَلَهُ أَن يُخَفف من ذَلِك فَقَالَ لَا يسعني أَن أرد أحدا ولكنني أَنا أَسأَلك فَإِن منعت منعت من مَنْعَة الله وَإِن أَعْطيته فَمن فضل الله مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة 17 شهر ربيع الأول 7 سنة 40 وَقد أناف على السّبْعين وَكَانَ دينا عفيفاً بشوشاً كثير الْخَيْر وقوراً سَاكِنا

2362 -

مُوسَى بن إِسْحَاق ويدعى عبد الْوَهَّاب بن عبد الْكَرِيم الْمصْرِيّ القبطي شمس الدّين بن تَاج الدّين الْكَاتِب هُوَ الَّذِي عناه عَلَاء الدّين بن فضل الله بقوله

(يَا أهل مصر نجا مُوسَى ونيلكم

وفا وَفرْعَوْن وَهُوَ النشو قد هلكا)

وَكَانَ النشو لما أمسك وَأهْلك أطلق مُوسَى الْمَذْكُور من الاعتقال وَكَانَ ولي نظر الْخَاص بعده وَسلمهُ لشاد الدَّوَاوِين لُؤْلُؤ فعاقبه بأنواع الْعَذَاب وَأقَام فِي الإهانة والعقوبة سِتَّة أشهر وَكَانَ قبل أَن يقبض عَلَيْهِ مسقاماً كثير الْأَمْرَاض فَلَمَّا خلص من الْعقُوبَة عوفي من جَمِيع مَا كَانَ يَعْتَرِيه وَكَانَ النشو يظنّ أَنه يَمُوت فِي الْعقُوبَة وَلم يكن يَجْسُر أَن يَأْمر بقتْله فاتفق موت النشو قبله وعاش هُوَ بعده أَكثر من ثَلَاثِينَ سنة وَولي نظر الْجَيْش بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ ولي الوزارة بِدِمَشْق مَرَّات وتنقل فِي أَحْوَاله بَين ولَايَة ومصادرة وإهانة وَعز وَآخر مَا ولي الوزارة سنة سبعين إِلَى أَن مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 771 وَهُوَ من أَبنَاء السّبْعين

2363 -

مُوسَى بن حاجي بن مُحَمَّد البتريزي مصلح الدّين الْحَنَفِيّ ولد سنة 669

ص: 138

وتفقه وَمهر وَقدم دمشق وَله شرح على البديع لِابْنِ الساعاتي مَاتَ رَاجعا من الْحَج فِي وَادي بني سَالم فِي الْعشْرين من ذِي الْحجَّة سنة 736

2364 -

مُوسَى بن الْحسن الْموصِلِي تَاج الدّين أَبُو مُحَمَّد ذكره الشهَاب ابْن فضل الله كَانَ أَبوهُ من كتاب الديار المصرية فِي ديوَان الْإِنْشَاء فِي زمن الظَّاهِر بيبرس وَكَانَ يعرف بسمسار الْخَيْر فاتفق أَن وَلَده هَذَا قدم الْيمن سنة سِتِّينَ فِي شحانة فَأقبل عَلَيْهِ المظفر صَاحبهَا فولاه ديوَان الْإِنْشَاء فمهر فِي ذَلِك وَجمع كتابا سَمَّاهُ الْبرد الْمُوشى فِي صناعَة الْأَعْشَى قَالَ التَّاج عبد الْبَاقِي جَمِيع الْكتب الْوَارِدَة عَن المظفر إِلَى الظَّاهِر وَمن بعده صادرة عَن التَّاج هَذَا وَقَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ فِي الْوَاقِعَة الَّتِي جرت للأشرف أَن يعتقل أَخَاهُ الْمُؤَيد من قصيدة

(وَلَوْلَا أَن صدر مِنْك قُلْنَا

مقَالا مِنْهُ تنفجر الصخور)

(ولكننا نرجي السخط مِنْكُم

يعود رضى وتنجبر الْأُمُور) قَالَ فنفعني ذَلِك حِين خرج الْمُؤَيد من الاعتقال

2365 -

مُوسَى بن دولت شاه الشرواني الملقن قَالَ البرزالي كَانَ صَالحا مُبَارَكًا حسن الْبشر لَهُ أنس بِالْعلمِ وَكَانَ يلقن عِنْد بَاب الخطابة وَعَلِيهِ سكينَة ووقار مَاتَ فِي ثَانِي عشرى صفر سنة 721

2366 -

مُوسَى بن رَافع بن مفرج بن رَافع بن عبد الْوَاحِد بن أَحْمد الْحِمصِي

ص: 139

كَانَ خيرا صَالحا ولد سنة 663 وَسمع من ابْن حَامِل وَحدث مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 735

2367 -

مُوسَى بن الْحَاج رقطاي مظفر الدّين تربى فِي حجر السَّعَادَة إِلَى أَن أَمر تقدمة أَو نَاب بصفد وَمَات سنة 774

2368 -

مُوسَى بن سِنَان بن مَسْعُود بن شبْل الْجَعْفَرِي الشَّافِعِي شرف الدّين نَائِب الحكم بحلب كَانَ مشكور السِّيرَة ذكره ابْن حبيب وَأثْنى عَلَيْهِ بالأدب وَالْعلم وَقَالَ مَاتَ سنة 762 وَقد جَاوز السِّتين

2369 -

مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن بن سَلامَة المدلجي بهاء الدّين ولد سنة 665 وتعانى الْخط الْحسن وَكتب عدَّة ختمات وَولي كِتَابَة الْإِنْشَاء بالديار المصرية ثمَّ ولي خطابة الْمَدِينَة فِي سنة 726 وَحدث عَن مُحَمَّد بن أبي الذّكر وَحسن بن عمر الْكرْدِي وَغَيرهمَا قَالَ البرزالي كتبت عَنهُ أبياتاً من نظم غَيره وَكَانَ كثير الذّكر محباً فِي الصَّالِحين وَمَات فِي ثامن عشر شهر رَجَب سنة 744

2370 -

مُوسَى بن عبد الله الناصري كَانَ نَائِب البيرة قَالَ ابْن حبيب كَانَ حسن السِّيرَة مَاتَ سنة 756

2371 -

مُوسَى بن عَليّ بن مُحَمَّد الشهير بِابْن البصيص نجم الدّين المجود كَاتب الْمَنْسُوب ولد بحماة سنة 651 وتعانى الْمَنْسُوب فأتقنه وَكتب الأقلام كلهَا ثمَّ اخترع قَلما سَمَّاهُ المعجز وانتفع بِهِ الدمشقيون وَكتب

ص: 140

هُوَ بِخَطِّهِ كثيرا ورزق الحظوة وَكَانَ مَعَ ذَلِك يعْمل بالفأس فِي بستانه وَيضْرب اللَّبن وَيَبْنِي بِيَدِهِ وَكَانَ ينظم نظماً سافلاً عرياً عَن الْأَعْرَاب على طَريقَة الصُّوفِيَّة وَكَانَ مَأْمُونا عفيفاً من شعره

(تشفع بِالنَّبِيِّ فَكل عبد

يجار إِذا تشفع بِالنَّبِيِّ)

(وَلَا تجزع إِذا ضَاقَتْ أُمُور

فكم لله من لطف خَفِي)

مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 716

2372 -

مُوسَى بن عَليّ بن بيدو بن طوغان من هولاؤ المغلي نَشأ غربيا فِي سَواد الْعرَاق وَيُقَال أَنه كَانَ يتكسب بالنساخة وَكَانَ حسن الشكل جيد الْعقل صَحِيح الْإِسْلَام قَالَ الذَّهَبِيّ رَأَيْت القَاضِي حسام الدّين الغوري يثني على عقله وَدينه ثمَّ إِن عَليّ باشا لما توثب على المملكة بعد موت بوسعيد استحضر مُوسَى هَذَا وسلطنه ثمَّ قَامَ عَلَيْهِ الشَّيْخ حُسَيْن فَقتل عَليّ باشا وَبَقِي مُوسَى فِي جبال الأكراد أَرْبَعَة أشهر ثمَّ قصد بَغْدَاد وَقتل طوغان وَكَانَ ظلوماً غشوماً فاستخف بمُوسَى وبرز لقتاله فَقل طوغان وَقصد مُوسَى أذربيجان فتلاقى مَعَ الشَّيْخ حُسَيْن ففر مُوسَى واستجار بكردي كَانَ أحسن عَلَيْهِ فأجاره ثمَّ غدر بِهِ وَحمله إِلَى حُسَيْن فَقتل وَذَلِكَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 737 وَهُوَ من أَبنَاء الْأَرْبَعين ثمَّ قتل الَّذِي غدر بِهِ

2373 -

مُوسَى بن عَليّ بن قلاون الْأَمِير مظفر الدّين ابْن الْملك الصَّالح بن السُّلْطَان الْمَنْصُور ولد قبيل سنة تسعين وَنَشَأ بقلعة الْجَبَل وَكَانَ أحد الْأُمَرَاء فِي دولة ابْن عَمه النَّاصِر أمره لما أُعِيد إِلَى السلطنة فِي الْمرة الثَّانِيَة

ص: 141

سنة 698 وَكَانَ حسن الشكل محبوباً إِلَى النَّاس وزوجه سلار نَائِب السلطنة ابْنَته فِي سنة 704 وجهزها جهازاً عَظِيما يُقَال أَن قِيمَته مائَة وَسِتُّونَ ألف دِينَار ثمَّ اتّفق بكتمر الخزندار وبتخاص المنصوري مَعَه على إِقَامَته فِي المملكة فاستمالا كثيرا من الْجند فوشى بيبرس الجمدار بذلك فبادر النَّاصِر بِالْقَبْضِ على بكتمر وبتخاص وَأرْسل سنجر الجاولي لإحضار مُوسَى فتغيب وَكَانَ سنجر حضر إِلَيْهِ وَمَعَهُ آقش نَائِب الكرك فَسَأَلَاهُ أَن يُجيب ابْن عَمه لشَيْء يسْأَله عَنهُ فَسَأَلَهُمَا عَن السَّبَب فَلم يعرفاه فاستدعى بِالْوضُوءِ وَقَامَ إِلَى الْخَلَاء فَخرج من بَاب السِّرّ فانتظراه إِلَى أَن تحققا أَنه فر فندب بكتمر الْحَاجِب وايدغدي لإمساكه فَلم يُوجد فحنق النَّاصِر وَطلب كشتغدي وَالِي الْقَاهِرَة وألزمه بإحضاره فَأمْسك حَوَاشِيه وعرضوا وَنُودِيَ بِالْبَلَدِ من أحضرهُ فَلهُ خبزه وَألف دِينَار إِن كَانَ من الْعَوام وَمن أخفاه شنق فَلم يظفر بِشَيْء وَأمر بإحراق الْقَاهِرَة فتضرع إِلَيْهِ أرغون النَّائِب إِلَى أَن سكن غَضَبه وأمسكوا مَمْلُوكا صَغِيرا وضربوه فَأقر على الْفَقِيه فَضرب الْفَقِيه فدلهم على دَار فَلم يَجدوا فِيهَا أحدا إِلَى أَن عثروا بِهِ فِي مَكَان مظلم فطلعوا بِهِ إِلَى القلعة فَعظم الصياح فِي دور الْحرم بِسَبَبِهِ وشفعت فِيهِ أردكي الَّتِي كَانَت زوج الْأَشْرَف ثمَّ تزَوجهَا النَّاصِر فَأمر بسجنه وَذَلِكَ سنة عشر وَسَبْعمائة ثمَّ أرْسلهُ النَّاصِر مَعَ قجليس إِلَى قوص فَلَمَّا كَانَت فِي سنة 718 أشيع مَوته وَكَانَ لَهُ فهم وعقل ومحبة فِي الْفَضَائِل وَكَانَ ابْن عَدْلَانِ وَصِيّه فَشَكا إِلَيْهِ أَن السرمساحي هجاه فَأحْضرهُ واستنشده الشّعْر فأنشده إِيَّاه فَأمر بضربه وأرسله إِلَى السجْن وَحمل لَهُ فِي السِّرّ مَا لَا يترضاه بِهِ

ص: 142

2374 -

مُوسَى بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الطارابي

2375 -

مُوسَى بن عَليّ بن منكوتمر شرف الدّين كَانَ شَابًّا ظريفاً نظيف اللبَاس طيب الرَّائِحَة أَقَامَ بِدِمَشْق وَأمر بطرابلس طبلخاناة مَاتَ فِي الْمحرم سنة 757

2376 -

مُوسَى بن عَليّ بن مُوسَى بن يُوسُف بن مُحَمَّد الزرزاري القطبي ضِيَاء الدّين ولد سنة 658 باربل وبخط ابْن رَافع سنة 51 وَكَانَ أَبوهُ قَاضِيا بهَا وَسمع بِبَغْدَاد من ابْن الفويرة وَسمع من النجيب وَابْن عزون بِالْقَاهِرَةِ وَقَرَأَ على الكواشي التَّفْسِير الصَّغِير وَسمع مِنْهُ التَّفْسِير الْكَبِير قَالَ أَبُو حَيَّان كَانَ سَاكن النَّفس حسن الصُّورَة كثير الْفَضَائِل نظم الْوَجِيز وَهُوَ الْقَائِل

(تواضع كَمَا النَّجْم استبان لناظر

على صفحات المَاء وَهُوَ رفيع)

(وَلَا تَكُ كالدخان يرفع نَفسه

إِلَى طَبَقَات الجو وَهُوَ وضيع)

وتصدر للإقراء بِجَامِع الظَّاهِر بالحسينية وخطب بِجَامِع كزاي وَكَانَ قد أَخذ الْقرَاءَات عَن الْعلم القمني والنور الكفتي وَغَيرهمَا وَمَات وَهُوَ ساجد للصَّلَاة فِي حادي عشر شهر رَجَب سنة 730 حَدثنَا عَنهُ شَيخنَا أَبُو الْفرج ابْن الْغَزِّي وَكَانَ سمع عَلَيْهِ من الْحِلْية وَغَيرهَا

2377 -

مُوسَى بن عَليّ بن أبي طَالب بن أبي عبد الله بن أبي البركات الْعلوِي الْحُسَيْنِي عز الدّين أَبُو الْقَاسِم الموسوي ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة 628 وَسمع حضوراً من الْفَخر الأربلي وَمن مكرم الْمُوَطَّأ وَمن ابْن الصّلاح

ص: 143

والسخاوي وجده رشيد الدّين النَّيْسَابُورِي مدرس المعينية وَغَيرهم وَحدث بالموطأ وصحيح مُسلم وَكَانَ حسن الشكل مليح البزة سكن مصر فِي سنة سَبْعمِائة وَمَات وهم يسمعُونَ عَلَيْهِ صَحِيح مُسلم فِي ذِي الْحجَّة سنة 715

2378 -

مُوسَى بن عمر بن مُوسَى الْمدنِي ولد فِي سَابِع عشر رَمَضَان سنة 703

.

2379 -

مُوسَى بن فياض بن مُوسَى بن فياض أَبُو البركات شرف الدّين الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ قدم إِلَى حلب ودرس وَكَانَ سمع من الحجار فَحدث عَنهُ وَسمع عَلَيْهِ ابْن عشائر وبرهان الدّين الْمُحدث وَهُوَ أول من ولي قَضَاء الْحَنَابِلَة بحلب سنة 48 وَاسْتمرّ خمْسا وَعشْرين سنة وَكَانَ صَالحا ورعا منطرح التَّكَلُّف مُعظما للشَّرْع مَاتَ سنة 778 عَن نَيف وَتِسْعين سنة - قَالَه ابْن حبيب وَقَالَ الْبُرْهَان صَاحبه كَانَ مولده سنة نَيف وَتِسْعين فعلى هَذَا مَا جَاوز التسعين وَكَانَ ترك الْقَضَاء لوَلَده أَحْمد قبل مَوته بِخمْس سِنِين قَرَأت بِخَط مُحَمَّد بن يحيى بن سعد فِي ذكر شُيُوخ حلب سنة 748 أَن شرف الدّين هَذَا سمع الصَّحِيح من الحجار وَأبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَعِيسَى الْمطعم سنة 12 وَسمع على التقي سُلَيْمَان جُزْء ابْن مخلد وعَلى أبي بكر والحجار

ص: 144

2380 -

مُوسَى بن كجك الشَّيْخ شرف الدّين الطَّبِيب كَانَ أَبوهُ يَهُودِيّا وَكَانَ يعالج أهل الْعلم ويخدمهم فهدى الله وَلَده إِلَى الْإِسْلَام واشتغل على الشَّيْخ تَاج الدّين التبريزي وَالشَّيْخ شمس الدّين الْأَصْبَهَانِيّ وَصَارَ يشغل فِي الْحَاوِي والعلوم الْعَقْلِيَّة وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَكَانَ يلاطف الطّلبَة وَيحسن إِلَيْهِم وَمَات فِي شَوَّال سنة 761

2381 -

مُوسَى بن السَّيْف مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن أبي عمر الْمَقْدِسِي ولد سنة

وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم من مشيخة ابْن عبد الدَّائِم تَخْرِيج ابْن الخباز وَحدث عَنهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَغَيره وَهُوَ ابْن عَم القَاضِي تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 733

2382 -

مُوسَى بن مُحَمَّد بن شَهْري شرف الدّين أحد الْأُمَرَاء بحلب سبط الْملك الْمُؤَيد صَاحب حماة ولي نِيَابَة سَاس وَغَيرهَا من الْبِلَاد وَكَانَ مِمَّن جمع بَين فضيلتي السَّيْف والقلم وبرع فِي الْفضل حَتَّى أذن لَهُ الباريني بالإفتاء وللشهاب ابْن أبي الرضي فِيهِ مدائح وَكَانَ مُعظما فِي الدول حسن الْفَهم والخط والشكل جميل الْوَجْه وَكَانَ يحب الْعلمَاء ويكرمهم ويجالسهم ويبحث مَعَهم وَكَانَ يمِيل إِلَى الْعدْل والإنصاف وَنصر الْحق مَاتَ سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة

ص: 145

2383 -

مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن يُونُس الأربلي القَاضِي كَمَال الدّين ابْن الرضي بن يُونُس تفقه ببلاده وَولي قَضَاء الْموصل وَهُوَ من بَيت كَبِير وَكَانَ فَاضلا عَلامَة وَحضر رَسُولا إِلَى النَّاصِر من عِنْد غازان وَمَعَهُ جمَاعَة فِي معنى الصُّلْح فقرى الْكتاب وخطب هُوَ خطْبَة بليغة وَهُوَ قَائِم بِحَضْرَة النَّاصِر فَأكْرم وأعيد جَوَابه وجهز صحبته حَمَّاد الدّين عَليّ ابْن السكرِي خطيب الْجَامِع الحاكمي مَاتَ الْكَمَال فِي جُمَادَى الأولى سنة 715

2384 -

مُوسَى بن مُحَمَّد بن يحيى اليوسفي عماد الدّين الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الشَّيْخ يحيى أحد مقدمي الْحلقَة بِالْقَاهِرَةِ ولد سنة 696 وَأحب التَّارِيخ وتعانى النّظم والنثر مَعَ عدم الِاشْتِغَال بِالْعَرَبِيَّةِ فَكَانَ يَأْتِي مَعَ ذَلِك بالعجائب وَجمع تَارِيخا كَبِيرا فِي نَحْو خمس عشرَة مجلدة سَمَّاهُ نزهة النَّاظر فِي سيرة الْملك النَّاصِر ابْتَدَأَ بدولة الْمَنْصُور وانْتهى فِيهِ إِلَى سنة 755 وَأفَاد فِيهِ كثيرا من الوقائع والتراجم الَّتِي يحكيها عَن مُشَاهدَة وَهُوَ كثير التَّحَرِّي فِي النَّقْل مَا يتحققه يَنْقُلهُ وَمَا لَا يضيفه إِلَى قَائِله وَرُبمَا تَبرأ من عهدته واختص بِجَمَال الكفاة وبعلم الدّين ابْن زنبور وَالْقَاضِي كريم الدّين وَبدر الدّين جنكلي بن البابا والحاج رقطاي وَغَيرهم وَكَانَ غزير الْمُرُوءَة كثير العصبية وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي أَوَائِل سنة 759

2385 -

مُوسَى بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سَالم بن حسان المرداوي الْحَنْبَلِيّ ولد بمردا سنة 45 وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وخطيب مردا وَعمر الْكرْمَانِي وَغَيرهمَا وَحفظ الْمقنع وَغَيره واشتغل وَحصل وشغل النَّاس وَكَانَ

ص: 146

صَالحا مرض بالفالج وَانْقطع وَمَات فِي رَجَب سنة 719

2386 -

مُوسَى بن مُحَمَّد بن أبي الْحُسَيْن اليونيني الْحَنْبَلِيّ البعلبكي قطب الدّين ابْن الْفَقِيه أبي عبد الله ولد فِي صفر سنة 640 وَسمع من أَبِيه وَشَيخ الشُّيُوخ والرشيد الْعَطَّار وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ ابْن رواج والساوي وَغَيرهمَا وَكَانَ شيخ بعلبك بعد أَخِيه أبي الْحُسَيْن اختصر الْمَرْأَة فِي نَحْو النّصْف وذيل عَلَيْهَا ذيلاً فِي أَربع مجلدات وَكَانَ عَارِفًا بِالشُّرُوطِ كَبِير الصُّورَة عَظِيم الْجَلالَة والمروءة وَالْكَرم صَار شيخ بعلبك بعد أَخِيه أبي الْحُسَيْن عَليّ ثمَّ شاخ وَعمر وَمَات فِي شَوَّال سنة 726

2387 -

مُوسَى بن مهنا بن عِيسَى بن مهنا بن مَانع بن حَدِيثَة مظفر الدّين أَمِير آل فضل تقدم ذكر أَبِيه قَرِيبا وَكَانَ يغتبط بعقله لِأَنَّهُ فِي طول غضب النَّاصِر على آل بَيته لم يخرج عَن الطَّاعَة وَلَا يتَنَاوَل من الْمغل إقطاعا وَكَانَ ينْتَقل فِي الإمرة وَكَانَت لَهُ على النَّاصِر وفادات وَهُوَ كثير الجرأة عَلَيْهِ والناصر فيكثر من الْإِحْسَان إِلَيْهِ وَقَررهُ فِي إمرة أَبِيه بعد موت أَبِيه فِي سنة 735 وَقدم على النَّاصِر سنة 38 فأنعم عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ ضيعتين زِيَادَة مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 742 بتدمر

2388 -

مُوسَى بن يحيى بن فضل الله ولد سنة 710 وتزيا بزِي الأجناد وَأَعْطَاهُ النَّاصِر أقطاعاً ثمَّ أَخذ فِي أَيَّام النَّاصِر أَحْمد إمرة عشرَة وَكَانَ

ص: 147

مُقيما عِنْد أَخِيه عَلَاء الدّين وَهُوَ شقيقه وَكَانَ شكلاً حسنا محبباً إِلَى الْعَامَّة مَاتَ فِي سنة 760

2389 -

مُوسَى بن يلكحت المعمودي قَرَأت بِخَط ابْن مَرْزُوق كَانَ من أَعَاجِيب الزَّمَان فِي الْحِفْظ يستظهر صَحِيح البُخَارِيّ حفظا حَتَّى لقب البُخَارِيّ وَعرف بهَا وَكَانَ يعرف الْفُرُوع المذهبية وَكَانَ يقْصد للافتاء بالرخص فامتحن بِسَبَب ذَلِك مرَارًا قَالَ وَكَانَ يعْقد مجَالِس الْفِقْه فِي كل بلد دخله قَالَ وَكَانَت وَفَاته فِي حُدُود سنة 730

2390 -

مُوسَى بن أبي بكر سَالم التكروري ملك التكرور قدم حَاجا سنة 724 فِي رَجَب وَأدْخل إِلَى النَّاصِر فَامْتنعَ من تَقْبِيل الأَرْض وَقَالَ لَا أَسجد لغير الله فأعفاه السلطاه وقربه وأكرمه وَأحسن تَجْهِيزه إِلَى الْحجاز وَكثر فِي أَيدي النَّاس الذَّهَب من التكاررة وانحط سعر الدِّينَار وَسَار فِي ركب بمفرده وَكَانَ مهاباً فِي قومه فَلَا يخاطبه أحد إِلَّا وَرَأسه مَكْشُوف وَأقَام بعد الْحَج ثَلَاثَة أشهر بِمَكَّة وَرجع وَمَات من رِجَاله عدد كثير من الْبرد واقترض من التُّجَّار لما رَجَعَ مَالا كثيرا فَسَار مَعَه جمَاعَة إِلَى بِلَاده لقبض أَمْوَالهم وَكَانَ عفيفاً دينا اشْترى جملَة من الْكتب وَيُقَال أَن جملَة مَا كَانَ مَعَه من المَال مائَة حمل فأنفقها فِي طَرِيقه حَتَّى اسْتَدَانَ وَلما رَجَعَ وفى جَمِيع مَا عَلَيْهِ وَأرْسل لجَماعَة مِمَّن رافقه فِي الْحَج من أكَابِر المصريين حَتَّى وَالِي مصر انعامات كَثِيرَة وَكَانَت هديته إِلَى السُّلْطَان خَمْسَة آلَاف مِثْقَال وَكَانَ كثير الْمُرُوءَة جدا وَقدم للخزانة السُّلْطَانِيَّة

ص: 148

شَيْئا كثيرا من التبر المعدني الَّذِي لم يصنع وَلما رَجَعَ بعث للسُّلْطَان من هَدَايَا الْحجاز شَيْئا كثيرا وجامله بالجميل والألطاف والمبلغ لَهُ ولأصحابه وَلم يدع هُوَ أَمِيرا وَلَا صَاحب وَظِيفَة سلطانية حَتَّى وَصله بحملة من الذَّهَب وَبَقِي مُوسَى فِي مَمْلَكَته خمْسا وَعشْرين سنة وَاسْتقر ابْنه فِيهَا أَربع سِنِين ثمَّ تملك عَمه سُلَيْمَان

2391 -

مُوسَى بن أبي بكر الأزكشي الْأَمِير بدر الدّين نَائِب الرحبة كَانَت لَهُ الْيَد الْبَيْضَاء فِي قتال التتار نازله خربندا وَمَعَهُ العساكر ونصبوا على بَلَده المنجنيق فقاتل وصبر وَثَبت إِلَى أَن رحلوا عَنهُ وَمَات بِدِمَشْق فِي شعْبَان سنة 715

2392 -

مُوسَى الزرعي التَّاجِر بالرياحين بِدِمَشْق مَاتَ فِي صفر سنة 711 قَالَ البرزالي كَانَ خيرا صَالحا مَعْرُوفا بالديانة وَالْأَمَانَة من أهل الْقُرْآن مَاتَ فِي أول صفر سنة 711

2393 -

مُوسَى الشَّيْخ الغزاوي أَصله مغربي وَسكن غَزَّة فنسب إِلَيْهَا وَكَانَت لَهُ أَحْوَال ومكاشفات وَرُبمَا قتل بِالْحَال مَاتَ سنة 755

2394 -

مُوسَى التركي كَانَ حاجباً بحلب ثمَّ ولي نِيَابَة البيرة وقلعة الرّوم وَمَات بالبيرة فِي ربيع الآخر سنة 750

2395 -

مُوسَى الزهْرَانِي ذكره أَبُو جَعْفَر ابْن الكويك فِي مشيخة الْعِزّ بن جمَاعَة سمع من الرضي الطَّبَرِيّ

2396 -

موفقية بنت أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب بن عَتيق بن وردان لقبها

ص: 149

سِتّ الْأَجْنَاس ولدت سنة 636 وأسمعت من حسن بن دِينَار وَعبد الْعَزِيز ابْن النقار وَابْن الصَّابُونِي وَطَائِفَة وتفردت بِسَمَاع أَجزَاء أَخذ عَنْهَا ابْن سيد النَّاس والعز ابْن جمَاعَة والسبكي وَابْن الْفَخر وَالنَّاس وَمَاتَتْ يَوْم نصف شعْبَان سنة 712

2397 -

مُؤمنَة بنت عبد الله بن يحيى الفاسي أَبوهَا نزيلة الْقُدس أجازت لعبد الله بن عمر بن الْعِزّ ابْن جمَاعَة

2398 -

مؤنسة بنت صبيح بن عبد الله أم مُحَمَّد عتيقة الْجمال عبد الْملك أحضرت على الْعِزّ الْحَرَّانِي وَأَجَازَ لَهَا الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَحدثت وَمَاتَتْ فِي ثامن عشر شعْبَان سنة 749 بِالْقَاهِرَةِ

2399 -

مؤنسة بنت عبد الْخَالِق بن عبد الْخَالِق المعمري رَوَت عَن التَّاج ابْن النصيبي سمع مِنْهَا أَبُو حَامِد بن ظهيرة ببعلبك بعد السّبْعين

2400 -

مؤنسة بنت الْأَمِير الْعِمَاد عَليّ بن الْفَارِس بن عبد الله بن الناصري الصلاحي الفخري سَمِعت من ابْن علاق وعمرت وَهِي وَالِدَة نجم الدّين عبد الله بن عَليّ الصنهاجي حدثت وَمَاتَتْ فِي 4 شهر رَجَب سنة 732 ذكرهَا أَبُو جَعْفَر فِي مشيخة الْعِزّ ابْن جمَاعَة

2401 -

مؤنسة بنت الشَّيْخ مُحَمَّد بن عَليّ بن البيطار الْمُقْرِئ أَبوهَا كَانَت فاضلة أديبة لَهَا أشعار كَثِيرَة سمع بَعْضهَا مِنْهَا مُحَمَّد بن يحيى بن سعد وشيخانا أَبُو الْيُسْر ابْن الصَّائِغ وَعبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الذَّهَبِيّ فِي سنة 749

ص: 150

فَمِنْهُ

(مَوَدَّة شراب السلاف مدامة

تميد بهم عِنْد انْقِضَاء الْمجَالِس)

(إِذا جئتهم يَوْمًا لدفع ملمة

رجعت بمأمول من الْفضل آيس)

(لَهُم صُحْبَة لَا روح فِيهَا كَأَنَّهَا

شَبيه التصاوير الَّتِي فِي الْكَنَائِس)

واقترح عَلَيْهَا الشهَاب ابْن فضل الله وَغَيره وَكَانَت وفاتها فِي سنة

2402 -

مير أَمِير بن نور الدّين أَمِير ملطية كَانَ مُسلما متديناً اسْتَعْملهُ جوبان وَأقَام مَعَه مندوه الْكرْدِي لجباية الْخراج فتلطف النَّاصِر بمير أَمِير فِي تسلمه ملطية وأرسله إِلَى تنكز فَسَار بالعساكر إِلَى ملطية فتسلمها بِغَيْر قتال وَخرج إِلَيْهِ مير أَمِير فَخلع عَلَيْهِ خلعة السلطنة وَقبض على مندوه وكف النهب من ملطية واسترد جَمِيع مَا أَخذ لأَهْلهَا وَأسر جمَاعَة من الأرمن وَأرْسل مير أَمِير وَلَده إِلَى النَّاصِر فِي ثَلَاثِينَ رجلا فَأمره عشرَة وَأقَام مُدَّة ثمَّ قبض عَلَيْهِ حِين بلغه أَنه يُكَاتب الملطية ففر وَلَده إِلَى قوص ثمَّ توجه إِلَى مَكَّة ثمَّ توجه مَعَ ركب الْعرَاق فَشَكا إِلَى جوبان مَا وَقع لَهُ ولأبيه فَكتب جوبان يشفع فِي مير أَمِير فَقبل النَّاصِر شَفَاعَته وَأطْلقهُ وَذَلِكَ فِي سنة 724

حرف النُّون

2403 -

نارنج بنت عبد الله أم إِبْرَاهِيم عتيقة مُفْلِح أبي الْحسن ابْن مناع التكريتي سَمِعت من ابْن عبد الدَّائِم بعض مُسلم ومنتقى من فَوَائِد

ص: 151

تَمام وَغير ذَلِك سمع مِنْهَا الْعِزّ ابْن جمَاعَة جُزْءا من حَدِيث أبي الشَّيْخ وَذكرهَا ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَقَالَ اخْتلطت قبل مَوتهَا بِثَلَاث سِنِين مَاتَت فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 741 وَقَالَ غَيره تغير عقلهَا سنة 740

2404 -

نَاصِر بن دَاوُد بن قايماز البصروي نَاصِر الدّين الْحَنَفِيّ سمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَحدث وَمَات فِي الْمحرم سنة 732

2405 -

نَاصِر بن أبي الْفضل بن إِسْمَاعِيل الْمُقْرِئ الصَّالِحِي ابْن الهيتي ولد سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَنَشَأ جميلاً جدا وَكَانَ صَوته مطرباً فَكَانَ يقْرَأ فِي الْخَتْم والترب وَحفظ التَّنْبِيه ثمَّ صحب الباجربقي عَليّ فَصَارَ يَقع مِنْهُ كَلِمَات معضلة وسلك سَبِيل التزهد وَدخل إِلَى بَغْدَاد مَعَ ركب الْعرَاق فَيُقَال أَنهم نقموا عَلَيْهِ شَيْئا وهموا بِهِ فَتوجه إِلَى ماردين ثمَّ فر مِنْهَا إِلَى حلب فَجرى على عَادَته فِي الشطح فَأنْكر عَلَيْهِ كَمَال الدّين ابْن الزملكاني وَهُوَ يَوْمئِذٍ قَاضِي حلب فَقبض عَلَيْهِ وأرسله مُقَيّدا إِلَى دمشق فَقَامَتْ عَلَيْهِ الْبَيِّنَة بالزندقة عِنْد القَاضِي شرف الْمَالِكِي فأعذر إِلَيْهِ فَمَا أبدى عذرا بل تشهد وَصلى رَكْعَتَيْنِ وَجهد بِتِلَاوَة الْقُرْآن ثمَّ ضربت عُنُقه وَذَلِكَ فِي ربيع الأول سنة 726 وَيُقَال أنْشد حِين قدم ليقْتل

(إِن كَانَ سفك دمي أقْصَى مرامهم

فَمَا غلت نظرة مِنْهُم بسفك دمي)

قَالَ ابْن حبيب قلت فِيهِ لما قتل

(يَا أَيهَا الهيتي هيت إِلَى الردى

كم تجتري بِلِسَان حب هَالك)

(أرْسلت من حلب لجلق موثقًا

ونقلت بعد الشَّافِعِي لمَالِك)

ص: 152

2406 -

نَاصِر بن مَنْصُور بن شرف التغلبي الزرعي الْفَقِيه الشَّافِعِي ولي خطابة زرع ثمَّ قضاءها وَقَضَاء بلادها وبلاد كَثِيرَة بحمص وصفد وطرابلس وَغَيرهَا وَكَانَ مشكور السِّيرَة حسن الْخلق والخلق نزهاً عفيفاً مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 728

2407 -

ناصرية بنت إِبْرَاهِيم بن حُسَيْن السبكية وَالِدَة الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ مَاتَت بعد وَفَاة زَوجهَا عبد الْكَافِي بِأَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي سنة 735

2408 -

نَافِع بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الْقَيْسِي معِين الدّين الْمَالِكِي سمع من الشريف عز الدّين الموسوي جُزْءا من حَدِيث عبد الرَّحْمَن ابْن عبد الله بن عبد الحكم وَحدث بِهِ عَنهُ سَمعه مِنْهُ أَبُو حَامِد ابْن ظهيرة بعد السّبْعين

2409 -

نبيه بن بَيَان بن ثَابت بن أبي الفتيان الْحلَبِي أَبُو مُحَمَّد الشَّافِعِي بدر الدّين ولد سنة سبع أَو ثَمَان وَسِتِّينَ وَسمع من الْكرْمَانِي والزين ابْن الأوحد وَابْن أبي الْيُسْر وَغَيرهم وَحدث سمع مِنْهُ البرزالي وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ كَانَ لَهُ اشْتِغَال ونباهة من أَصْحَاب التَّاج ابْن الفركاح مَاتَ بالبادرائية فِي رَابِع عشر ذِي الْقعدَة سنة 717 بِدِمَشْق قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ صَاحب طرف ونوادر وَكَانَ الشَّيْخ برهَان الدّين يُكرمهُ ويثني عَلَيْهِ بالفضيلة وَكَانَ أَبوهُ يَهُودِيّا فهدى الله وَلَده هَذَا إِلَى الْإِسْلَام فِي صفر على

ص: 153

يَد الشّرف التادلي ثمَّ نَشأ مَعَ الْفُقَهَاء

2410 -

نجم بن أَحْمد بن نجم الحطيني يُقَال لَهُ نجيم وَيُقَال كَانَ اسْمه أَيُّوب كَانَ فِي أول أمره يظْهر الْفقر واتصل بِخِدْمَة شمس الدّين شيخ حطين ثمَّ حارده فَتوجه إِلَى مصر فَدخل الصَّعِيد وَجَرت لَهُ قضايا ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن كَانَ مجئ النَّاصِر إِلَى دمشق عِنْد عوده من الكرك فداخل النَّجْم بعض الخاصكية وَعمل ملحمة وعتقها وَذكر فِيهَا حلية الخاصكي وَذكر فِيهَا علائم فِي جسده كَانَ اطلع عَلَيْهَا مِمَّن رأها وَلعب بعقل الخاصكي وَتوجه مَعَه إِلَى مصر ثمَّ رَجَعَ إِلَى حطين فَبلغ النَّاصِر الْخَبَر فَأحْضرهُ إِلَى الْقَاهِرَة على الْبَرِيد وسمره وأرسله إِلَى دمشق فَدَخلَهَا مسمرا فِي ربيع الأول سنة 715 وَقيل فِي ربيع الآخر وَذكر الْجَزرِي فِي تَارِيخه أَن النَّاصِر أمسك بهادر المعزي وأيدغدي شقير وبكتمر الْحَاجِب وحاولجين الخازن بِسَبَب أَنه رفع إِلَيْهِ أَنهم اتَّفقُوا على الْخُرُوج عَلَيْهِ قَالَ وَيُقَال أَن النَّجْم الحطيني كَانَ هُوَ الَّذِي حسن لَهُم ذَلِك فَأمْسك هُوَ أَيْضا وَسمر ثمَّ أدخلوه إِلَى دمشق وَهُوَ مسمر مغطى الْوَجْه على جمل وَنُودِيَ عَلَيْهِ هَذَا جَزَاء من يتَكَلَّم فِيمَا لَا يعنيه واستمروا يطوفون بِهِ بِلَاد الشَّام إِلَى أَن وصلوا الْفُرَات فألقوه فِي المَاء وَكَانَ ذَلِك فِي ربيع الآخر من السّنة

2411 -

نجمة بن عبد الله التركماني كَانَ قد جمع جمعا من المفسدين فَصَارَ يقطع بهم الطَّرِيق وجهز النَّاصِر إِلَيْهِ الفداوية مرَارًا فجرحوه مرّة وَلم يمت إِلَى أَن وَقع عَلَيْهِ صَاحب ماردين فَقتله وجهز رَأسه إِلَى حلب

ص: 154

وَذَلِكَ فِي شَوَّال سنة 752

2412 -

نجيب بن بَيَان بن أبي الْبَيَان الْحلَبِي الْكَاتِب نجيب الدّين ابْن الصفي أَخُو نبيه الْمُقدم ذكره وَهُوَ الْأَكْبَر ولد سنة 46 وَسمع من الْكرْمَانِي المجلد التَّاسِع من مُسْند أبي عوَانَة وَحدث أَخذ عَنهُ ابْن المهندس البرزالي والسبكي والعز ابْن جمَاعَة وَابْن رَافع وَقَالَ مَاتَ فِي 18 الْمحرم سنة 729 بِالْقَاهِرَةِ

2413 -

نخوة بنت زين الدّين مُحَمَّد بن عبد القاهر بن هبة الله بن عبد القاهر بن عبد الْوَاحِد بن النصير الْحلَبِي أم مُحَمَّد بنت النصيبي ولدت سنة 634 وَسمعت من يُوسُف بن خَلِيل التَّاسِع والعاشر من الْمُسْتَخْرج على صَحِيح البُخَارِيّ لأبي نعيم وتفردت بِرِوَايَة ذَلِك وَمَاتَتْ فِي جُمَادَى الأولى سنة 719 قَالَ الذَّهَبِيّ مَا أَظن روى عَن ابْن خَلِيل امْرَأَة سواهَا

2414 -

نسيب بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الصفي بن عَمْرو الحلاوي سمع من الحجار وَحدث عَنهُ

2415 -

نصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح بن هَاشم بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي الْحَنْبَلِيّ الحجاوي الأَصْل نَاصِر الدّين ولد سنة

ص: 155

718 -

وَسمع من عبد الله بن مُحَمَّد بن يُوسُف بنابلس من أَحْمد بن عَليّ الْجَزرِي بِدِمَشْق وَمن الْحسن بن السديد بِمصْر وَغَيرهم وتفقه فمهر وناب فِي الحكم عَن صهره موفق الدّين نَحْو عشْرين سنة ثمَّ اشْتغل بِالْقضَاءِ بعده قَرِيبا من ثَلَاثِينَ سنة وَكَانَ صَارِمًا مهيباً متعففاً عفيفاً متصوناً وَمَات فِي شعْبَان سنة 795 قَرَأت عَلَيْهِ شَيْئا

2416 -

نصر الله بن دَاوُد بن نصر الله بن مُحَمَّد بن فَارس الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمصْرِيّ أَبُو مُحَمَّد الْحَنَفِيّ نزيل الْقَاهِرَة ولد سنة 648 واشتغل بِالْعلمِ وَحفظ الْجَامِع الْكَبِير وتفقه وَكَانَ سمع من النجيب وَحدث ودرس بالفخرية من الْقَاهِرَة وناب فِي الحكم قبيل مَوته وَمَات فِي 13 شعْبَان سنة 730

2417 -

نصر الله بن عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن نصر الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ جلال الدّين أَبُو الْفَتْح ولد سنة 704 وَكَانَ يَدعِي أَنه من ذُرِّيَّة الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَآل بَيت عبد الْقَادِر يُنكرُونَ ذَلِك وَكَانَ يعرف بِابْن السمين سمع مِنْهُ الشَّيْخ برهَان الدّين قصائد نبوية

2418 -

نصر الله بن مُحَمَّد ابْن الإِمَام جمال الدّين يحيى بن أبي مَنْصُور بن أبي الْفَتْح بن رَافع بن عَليّ الْحَرَّانِي الأَصْل الدِّمَشْقِي أَبُو الْفَتْح الْمَعْرُوف جده بِابْن الصَّيْرَفِي وبابن الحبيشي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة 664 وَسمع من جده

ص: 156

يحيى ابْن الصَّيْرَفِي وَمن الْجمال عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان الْحَرَّانِي وَمن أَحْمد ابْن شَيبَان وَالْفَخْر وَأبي حَامِد ابْن الصَّابُونِي وَأَجَازَ لَهُ النجيب الْحَرَّانِي وَطَائِفَة قَالَ البرزالي رجل جيد لَهُ مَسْجِد يؤم فِيهِ وباشر عمَارَة الْجَامِع وَكَانَ فِيهِ سُكُون وَاحْتِمَال وَقَالَ الذَّهَبِيّ مَشْهُور بكنيته وَكَانَ مَشْهُورا مَعْرُوفا بالأمانة مَاتَ فِي تَاسِع صفر سنة 743

2419 -

نصر الله بن هجرس بن مُحَمَّد الصميدي نَاصِر الدّين ولد سنة 645 وَسمع من عبد الْعَزِيز بن عَسَاكِر وَأحمد بن أبي الْخَيْر وَابْن أبي عمر وَغَيرهم وَحدث وَمَات فِي تَاسِع شهر ربيع الأول سنة 730 بِدِمَشْق

2420 -

نصر الله بن أبي بكر بن نصر الله التنوخي نور الدّين أَبُو أَحْمد الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن النعنع ولد سنة 658 وَسمع من ابْن أبي الْيُسْر الأول من الْجَصَّاص وَسمع من جمَاعَة آخَرين ويلتبس بِعَبْد الحميد ابْن النغنغ - بالمعجمتين وَقد تقدم وَقد حدث وَمَات فِي 25 شعْبَان سنة 727

2421 -

نصر الله بن أبي بكر بن نصر الله المقرىء نَاصِر الدّين تعانى القراءآت واشتهر بهَا حَتَّى مهر وتصدى للإقراء وَأخذ النَّاس عَنهُ مِنْهُم تَاج الدّين السُّبْكِيّ وَلم يكن إِسْنَاده عَالِيا إِلَّا أَنه كَانَ يرغب فِيهِ لجودة مَعْرفَته مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 776

2422 -

نصر بن إِسْمَاعِيل بن نصر قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ مَوْصُوفا بالفروسية وَكَانَ أَرَادَ الثورة بوادي آش وتقليد المملكة بهَا فَظهر عَلَيْهِ

ص: 157

فَعبر إِلَى الفرنج ثمَّ رَجَعَ فَمَاتَ فِي الْبَحْر سنة 723

2423 -

نصر بن سلمَان بن عمر المنبجي نزيل الْقَاهِرَة ولد سنة 638 وَسمع بحلب من إِبْرَاهِيم بن خَلِيل وبمصر من الْكَمَال الضَّرِير وتلا عَلَيْهِ بعدة كتب وعَلى الْكَمَال بن فَارس وتصدر فِي القراءآت وشارك فِي الْعُلُوم ثمَّ انْعَزل وَتعبد وَانْقطع وَأقَام بزاويته بِبَاب النَّصْر وارتفع ذكره فِي دولة الجاشنكير لِأَنَّهُ كَانَ يَعْتَقِدهُ وَلَا يُخَالف أمره وَصَارَ يتَرَدَّد إِلَيْهِ الْكِبَار فيهرب مِنْهُم غَالِبا وَهُوَ خَال الشَّيْخ قطب الدّين الْحلَبِي وَكَانَ يَقُول مَا دخلت عَلَيْهِ قطّ إِلَّا وجدته مَشْغُولًا بِمَا يَنْفَعهُ وَكَانَ يحط على ابْن تَيْمِية من أجل حطه على ابْن الْعَرَبِيّ وَلكنه كَانَ لَا يعرف مَا يعاب بِهِ ابْن الْعَرَبِيّ إِلَّا لكَونه مَنْسُوبا إِلَى الزّهْد قَالَ الذَّهَبِيّ جَلَست مَعَ الشَّيْخ بزاويته وأعجبني سمته وعبادته قل أَن ترى الْعُيُون مثله وَذكر القطب فِي تَرْجَمَة أَحْمد بن عبد العال أَنه سمع ابْن عَطاء يَقُول الشَّيْخ نصر حجَّة لنا على إِبْلِيس - يَعْنِي أَنه لَو ادّعى أَنه لم يبْق على الأَرْض قَائِم بِاللَّه لَقلت كذبت يَا إِبْلِيس هَذَا الشَّيْخ نصر بِهَذِهِ الصّفة مَاتَ بزاويته فِي شهر جُمَادَى الْآخِرَة سنة 719

2424 -

نصر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد أَبُو الجيوش صَاحب الأندلس ولي السلطنة أَربع سِنِين بعد أَن غلب على أَخِيه واعتقله

ص: 158

ثمَّ خرج عَلَيْهِ ابْن أُخْته الْغَالِب فصيره إِلَى وَادي آش أَمِيرا فاستمر بهَا إِلَى أَن مَاتَ بعد عشر سِنِين فِي حُدُود سنة 723 وَاسم الْغَالِب إِسْمَاعِيل وَقد تقدم ثمَّ رَأَيْت فِي تَارِيخ غرناطة أَنه مَاتَ فِي سادس ذِي الْقعدَة سنة 722

2425 -

نصر الشمسي الطواشي نَاصِر الدّين صَاحب التربة بِالْقربِ من تربة سعيد السُّعَدَاء وَله أوقاف جَيِّدَة وَكَانَ مقدما فِي الدول ثمَّ ولي مشيخة الخدام بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة فباشرها مُبَاشرَة جَيِّدَة وَكَانَ مهاباً صَارِمًا يحفظ الْقُرْآن وَيكثر الصّيام وَكَانَ جاور بِالْمَدِينَةِ مُدَّة قبل أَن يَلِي المشيخة ثمَّ وَليهَا بعد موت مُخْتَار الأشرفي سنة 723 ذكر ذَلِك ابْن فَرِحُونَ وَمَات فِي سنة 727

2426 -

نصير بن إِبْرَاهِيم بن نصير بن إِبْرَاهِيم الفِهري أَبُو الْفَتْح قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ خيرا عفيفاً وَكَانَ مرشحاً للوزارة وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 745

2427 -

نصير بن أَحْمد بن عَليّ الْمَنَاوِيّ الْمصْرِيّ الحمامي ولد سنة 669 وتعانى نظم الشّعْر ففاق فِيهِ مَعَ عاميته وَكَانَ يرتزق بِضَمَان الحمامات قَالَ أَبُو حَيَّان كَانَ أديباً كيس الْأَخْلَاق أَنْشدني لنَفسِهِ

(إِن الغزال الَّذِي هام الْفُؤَاد بِهِ

استأنس الْيَوْم عِنْدِي بَعْدَمَا نَفرا)

(أظهرتها ظاهريات وَقد ربضت

بهَا الْأسود رَآهَا الظبي فانكسرا)

ص: 159

قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ

(لي منزل مَعْرُوفَة

ينهل غيثاً كالسحب)

(أقبل ذَا الْعذر بِهِ

وَأكْرم الْجَار الْجنب)

قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ

(ومذ لَزِمت الْحمام صرت فِي

خلا يُدَارِي من لَا يداريه)

(أعرف حر الْأَشْيَاء وباردها

وآخذ المَاء من مجاريه)

وَكَانَت بَينه وَبَين السراج الْوراق وَابْن النَّقِيب وَابْن دانيال وَغَيرهم من المصريين مداعبات ومكاتبات يطول ذكرهَا وَمِنْهَا مَا كتب إِلَى الْوراق

(رب راو عَن النَّبِي حَدِيثا

مُسْندًا ثَابتا كلَاما فصيحا)

(قَالَ قَالَ النَّبِي قولا صَحِيحا

قلت قَالَ النَّبِي قولا صَحِيحا)

(ففهمت الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ

وَسمعت الَّذِي رَوَاهُ صَرِيحًا)

(قَالَ لي يَا أديب أَنْت فَقِيه

قلت لَا قَالَ حزت ذهنا مليحا)

فَأَجَابَهُ الْوراق

(إِن فعلا جعلته أَنْت قولا

لَيْسَ فِيهِ يحْتَاج مِنْك وضوحا)

(فَابْن مِنْهُ مضارعاً يظْهر الخا

فِي ويبدو الَّذِي كتبت صَرِيحًا)

(وتراه يَبْدُو لعينك مقب

لَا وَقد قلت فِيهِ قولا صَحِيحا)

(وَهُوَ فعل لم تأته أَنْت يَا شي

طان فَافْهَم مَقَالَتي تَلْوِيحًا) وَكتب إِلَى سراج الْوراق

ص: 160

(من الرَّأْي عِنْدِي أَن تواصل خلْوَة

لَهَا كبد حرى وفيض عُيُون)

(تراعي نجوماً فِيك من حر قَلبهَا

وتبكي بدمع قارح وحزين)

(غَدا قَلبهَا صبا عَلَيْك وَأَنت إِن

تَأَخَّرت أضحى فِي حِيَاض منون)

مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَسَبْعمائة

2428 -

نضار بنت مُحَمَّد بن يُوسُف أم الْعِزّ بنت الشَّيْخ أبي حَيَّان ولدت فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 702 وَأَجَازَ لَهَا أَبُو جَعْفَر ابْن الزبير وأحضرت على الدمياطي وَسمعت من شُيُوخ مصر وحفظت مُقَدّمَة فِي النَّحْو وَكَانَت تكْتب وتقرأ وَخرجت لنَفسهَا جُزْءا ونظمت شعرًا وَكَانَت تعرب جيدا وَكَانَ أَبوهَا يَقُول لَيْت أخاها حَيَّان مثلهَا ثمَّ مَاتَت فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 730 فَحزن والدها عَلَيْهَا وَجمع فِي ذَلِك جُزْءا سَمَّاهُ النضار فِي المسلاة عَن نضار وقفت عَلَيْهِ بِخَطِّهِ وَهُوَ كثير الْفَوَائِد كتب عَنْهَا الْبَدْر النابلسي فَقَالَ الفاضلة الكاتبة الفصيحة الخاشعة الناسكة قَالَ وَكَانَت تفوق كثيرا من الرِّجَال فِي الْعِبَادَة وَالْفِقْه مَعَ الْجمال التَّام والظرف

2429 -

النُّعْمَان بن دولات شاه بن عَليّ الْخَوَارِزْمِيّ ولد سنة 47 وَكَانَ فَاضلا لطيفاً طَاف الْبِلَاد وفَاق فِي المعقولات وخدم عِنْد القان أزبك طَبِيبا وأرسله إِلَى طقطاي بن بركَة صَاحب الدشت فحظي عِنْده وَحج سنة 718 وَأقَام بِمصْر مُدَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَاده سنة 721 وَأقَام بهَا

ص: 161

إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة

2430 -

النُّعْمَان بن

. الأزبكي كَانَ الْملك أزبك المغلي صَاحب الرّوم يَعْتَقِدهُ ويعظمه وَكَانَ السَّبَب فِي ذَلِك أَن طقطاي الْملك الَّذِي كَانَ من قبل أزبك كَانَ يَعْتَقِدهُ فَإِذا زَارَهُ فَرَأى أزبك خلا بِهِ وعده بالسلطنة فَلَمَّا تسلطن عظم قدره عِنْده وَلما جهز أزبك بنته إِلَى النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون بعد أَن زوجه إِيَّاهَا أرْسلهُ صحبتهَا وَأرْسل صحبته مَالا كثيرا وَأمره أَن يَشْتَرِي لَهُ مَكَانا بالقدس أَو الْخَلِيل وَيُوقف عَلَيْهِ أوقافاً فَلَمَّا قدم الديار المصرية لم ينصفوه فَرجع إِلَى أزبك فَعرفهُ بِمَا لَقِي فَغَضب وراسل النَّاصِر يعاتبه أَنه لم يُمكن الشَّيْخ النُّعْمَان من بِنَاء الْمدرسَة بالقدس وَأذن بعمارة كَنِيسَة لملك الكرج

2431 -

نعمون بن مُحَمَّد بن نعمون بن عَزِيز - وبخط البرزالي عبد الْعَزِيز - نجم الدّين أَبُو مُحَمَّد الْحَرَّانِي الْحَنْبَلِيّ الْمُؤَذّن ولد سنة 61 أَو 62 وَسمع من ابْن أبي الْيُسْر وَالْمجد ابْن عَسَاكِر وَيحيى بن أبي مَنْصُور وَغَيرهم وَمن مروياته التَّجْرِيد لِابْنِ الفحام سَمعه من الْمجد ابْن عَسَاكِر بِسَمَاعِهِ من أبي طَاهِر الخشوعي وَحدث وَله نظم فِيمَا يتَعَلَّق بالمأذنة وَكَانَ خَفِيف الرّوح دينا مَاتَ فِي تَاسِع شعْبَان سنة 725 حَدثنَا عَنهُ بِالْإِجَازَةِ شَيخنَا الْبُرْهَان التنوخي فِي مُعْجَمه

2432 -

نَفِيس بن دَاوُد بن عانان الدَّاودِيّ التبريزي قدم إِلَى الْقَاهِرَة سنة 654 فِي خدم وحشم فَاشْتَمَلَ عَلَيْهِ الْيَهُود وفرحوا بِهِ فاتصل

ص: 162

بالأمير قبلاي النَّائِب وعالجه من وجع المفاصل فبرأ فأركبه بغلة فَأنْكر عَلَيْهِ وَعرف بالتقدم فِي علم الطِّبّ وَمَعْرِفَة الْجَوَاهِر فَطَلَبه النَّاصِر حسن وألزمه بِالْإِسْلَامِ فَلم يبعد مِنْهُ ثمَّ دخل أَبُو أُمَامَة ابْن النقاش فناظره حَتَّى أذعن وَأسلم فَسَماهُ عبد السَّلَام وأقطعه قطاعا ورتب لَهُ رواتب وَأسلم بِإِسْلَامِهِ خلق كثير وَعَاد وَالِده معتصم إِلَى تبريز وَولد لَهُ فتح الله وَأقَام بديع بن نَفِيس بِالْقَاهِرَةِ إِلَى أَن مَاتَ أَبوهُ فِي

2433 -

نفيسة بنت إِبْرَاهِيم بن سَالم أُخْت إِسْمَاعِيل ابْن الخباز - تقدم ذكر أَخِيهَا إِسْمَاعِيل وولديها ولدت نفيسة فِي سنة 663 وَسمعت بإفادة أَخِيهَا عَليّ ابْن عبد الدَّائِم جُزْء الدُّعَاء وجزء ابْن عَرَفَة وَمن أول الْخَامِس إِلَى آخر التَّاسِع من مشيخته تَخْرِيج أَخِيهَا وَسمعت أَيْضا من عبد الْوَهَّاب ابْن الناصح وَعبد الرَّحِيم بن عبد

. وَإِسْمَاعِيل ابْن الْعَسْقَلَانِي وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهَا الضياء مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن خواجا إِمَام وَأَيوب الفقاعي وَأَبُو شامة وَسمع مِنْهَا البرزالي والذهبي وَابْن رَافع وذكروها فِي معاجيمهم وَحدثت كثيرا إِلَى أَن مَاتَت فِي 15 جُمَادَى الأولى سنة 749 أرخها ابْن رَافع

2434 -

نفيسة بنت إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن قُرَيْش سَمِعت على الأنجب النِّعَال من أول مشيخته وَمن غَيره وَحدثت وَمَاتَتْ سنة

.

ص: 163

2435 -

نفيسة بنت عَليّ بن عبد الْقَادِر البعلبكية بنت الْخياط سَمِعت من القطب اليونيني مجْلِس أموسان وَحدثت سمع مِنْهَا أَبُو حَامِد بن ظهيرة بعد السّبْعين

2436 -

نفيسة بنت مُحَمَّد بن تَمام بن يحيى بن عَبَّاس الحميرية أم عَليّ سَمِعت من خَالِد النابلسي سباعيات الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر وَحدثت سمع مِنْهَا البرزالي وَغَيره وَمَاتَتْ فِي 23 جُمَادَى الأولى سنة 719 بِدِمَشْق

2437 -

نو روز خَان المغلي صَاحب مملكة الدشت ولي عوضا من فلة خَان فَأَقَامَ فِي المملكة نَحْو نصف سنة وثار عَلَيْهِ خضر خَان فَقتل وَولى خضر مَكَانَهُ ثمَّ وثب تمر خَان بن خضر خَان على أَبِيه فَقتله وَاسْتقر بعده ثمَّ قتل وَولي بعده كلدي باك - كَمَا تقدم فِي تَرْجَمته - وَذَلِكَ فِي سنة 763

2438 -

نوروز الناصري كَانَ من الْأُمَرَاء فِي أَيَّام أَوْلَاد النَّاصِر ثمَّ أخرج إِلَى دمشق فِي سنة 752 لأجل كَثْرَة الْكَلَام ثمَّ اعتقل فِي أَيَّام الصَّالح صَالح بالقلعة ثمَّ أُعِيد إِلَى مصر سنة 753 وَمَات فِي شَوَّال سنة 762

2439 -

نوغاي المنصوري الجمدار تقدم إِلَى أَن تقرر فِي الْأُمَرَاء وَحج بِالنَّاسِ سنة 707 فأثار فتْنَة بِمَكَّة وَقتل خلقا كثيرا بِغَيْر حق ثمَّ لما تحرّك النَّاصِر بالكرك أَرَادَ المظفر بيبرس الْقَبْض عَلَيْهِ فَخرج فِي حمية فِي سِتِّينَ مَمْلُوكا واحتوى على حمل قطباً وَمضى إِلَى الكرك ثمَّ بَعثه النَّاصِر عينا إِلَى دمشق على قراسنقر فَكَانَ أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق وانهمك على اللَّهْو ثمَّ غضب عَلَيْهِ النَّاصِر واعتقله إِلَى أَن مَاتَ بالقلعة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 710

ص: 164

2440 -

نوغاي أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق أَيْضا مَاتَ بهَا فِي شعْبَان سنة 746

حرف الْهَاء

2441 -

هَارُون بن أسعد بن عبد الْكَرِيم بن سُلَيْمَان بن يُوسُف بن عَليّ بن طحا القاياتي نجم الدّين أَخُو كَمَال الدّين ذكره أَبُو جَعْفَر فِي مشيخة القَاضِي عز الدّين ابْن جمَاعَة

2442 -

هَارُون بن عبد الْوَلِيّ يُقَال ابْن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَلِيّ بن عبد السَّلَام المراغي الأَصْل الإخميمي نزيل دمشق أَبُو الأذر حفظ الْحَاوِي الصَّغِير وتفقه على عَلَاء الدّين الْبَاجِيّ وَغَيره وَسمع الحَدِيث وَمهر وَجمع كتابا سَمَّاهُ المنقذ من الزلل فِي أصُول الدّين وَهُوَ يشْتَمل على منطق وطبيعي وآلهي وَله فِيهِ مخالفات كَثِيرَة للأشعرية وَكَانَ فضلاؤهم ينقمون عَلَيْهِ ذَلِك وَله مَعَهم مناظرات وَله شرح على مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب وَكَانَ يلازم الِاشْتِغَال بِالْعلمِ بالجامع وَيحل الْحَاوِي الصَّغِير وَغَيره من الْكتب قَالَ ابْن سَنَد كَانَ بارعا فِي المعقولات تخرج بالقونوي وَسمع بِمصْر من الدبوسي وَحدث وَكَانَ متقشفاً متقللاً كثير الانطراح والتواضع مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 764

2443 -

هَارُون بن عِيسَى بن مُوسَى الْأَزْرَقِيّ زين الدّين أَبُو مُحَمَّد

. من شعره مَا أنْشدهُ لَهُ الشهَاب بن فضل الله فِي الذهبية

ص: 165

(رَجَوْت الله فِي عسري ويسري

يفرج كربتي ويشد أزري)

(ويعتقني وشيبي من جحيم

بجاه مُحَمَّد ويفك أسرِي)

2444 -

هَارُون بن مُوسَى بن مُحَمَّد رشيد الدّين الأرمنتي الْمَعْرُوف بِابْن الْمصلى قَالَ الْكَمَال جَعْفَر كَانَ ينظم بالطبع وَلم يعْهَد لَهُ اشْتِغَال وَهُوَ الْقَائِل من قصيدة

(غنني يَا ساقي الراح بهَا

لَيْسَ يُغني فَاقَتِي إِلَّا غناها)

(وأمل لي حَتَّى تراني مَيتا

إِن موت السكر للنَّفس حياها)

(رامت الخضراء تحكي فعلهَا

قتلوها بعد تقطيع قفاها)

مَاتَ فِي سنة 730

2445 -

هَاجر - وتلقب قُرَّة الْعُيُون - بنت عَليّ بن عمر بن شبْل الصنهاجية أُخْت عبد الله وَعَائِشَة سَمِعت على الْعِزّ الْحَرَّانِي

2446 -

هَاشم بن عبد الله بن عَليّ التنوخي نجم الدّين أَبُو مُحَمَّد البعلي الشَّافِعِي ولد سنة

. واشتغل على الشَّيْخ تَاج الدّين ابْن الفركاح وَغَيره وَسمع بِدِمَشْق والقاهرة وَولي تدريس الصارمية وَنسخ وَحصل الْأَجْزَاء وَكَانَ لَهُ نظم وَهُوَ الْقَائِل

(لَا تركنن إِلَى الخريف فحده

كدر خَفق نسيمه خطَّاف)

(يجْرِي مَعَ الْأَبدَان جري صديقها

من لطفه وَمن الصّديق يخَاف)

وَقَالَ

(لقد سَمِعت بسكر من فَضلكُمْ

فعساكم أَن تجعلوه مكررا)

ص: 166

(وَأَظنهُ حلواً لذيذاً طعمه

إِذْ كنت أسمع بالوصال وَلَا أرى)

مَاتَ فِي الْعشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة سنة 731

2447 -

هَاشم بن عمر بن مُحَمَّد الْخياط الْحلَبِي

. وَسمع جُزْء الجابري من إِبْرَاهِيم بن صَالح ابْن العجمي سَمعه مِنْهُ أَبُو الْمَعَالِي ابْن عشائر فِي رَجَب سنة 768 وَالشَّيْخ برهَان الدّين سبط ابْن العجمي وَهُوَ خَاله وَكَانَ عامياً يحفظ من المواليا شَيْئا كثيرا وَمَات بالنحرارية من أَعمال مصر سنة بضع وَسبعين وَسَبْعمائة

2448 -

هَاشم بن مَنْصُور بن هَاشم الْعمريّ الصرخدي جمال الدّين نزيل دمشق قَالَ أَبُو حَامِد بن ظهيرة أنشدنا لنَفسِهِ بِدِمَشْق

2449 -

هبة الله بن سعد الدولة إِبْرَاهِيم وَتسَمى لما أسلم عبد الله وَكَانَ يُقَال لَهُ الأسعد القبطي الْوَزير موفق الدّين ولي نظر الْخَاص فِي أَيَّام الصَّالح إِسْمَاعِيل سنة 745 بعد جمال الكفاة وَنظر الْجَيْش والوزارة إِحْدَاهُنَّ بعد الْأُخْرَى حَتَّى اجْتمعت لَهُ الْوَظَائِف الثَّلَاث بعد علم الدّين ابْن زنبور فِي دولة الصَّالح صَالح فَأَقَامَ سنتَيْن وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 755 أرخه ابْن كثير وَشَيخنَا أَبُو الْفضل وَقَالا كَانَ من خِيَار القبط مشكور السِّيرَة محباً فِي أهل الْعلم ذكره ابْن حبيب وَأثْنى عَلَيْهِ بِنَحْوِ ذَلِك وعاش نَحْو السّبْعين سنة

2450 -

هبة الله بن عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن هبة الله بن الْمُسلم بن هبة الله الشَّيْخ شرف الدّين أَبُو الْقَاسِم ابْن قَاضِي الْقُضَاة نجم الدّين ابْن قَاضِي الْقُضَاة

ص: 167

شمس الدّين الْبَارِزِيّ الْجُهَنِيّ الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي ولد فِي 25 رَمَضَان سنة 645 وَسمع من أَبِيه وجده وَإِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَالشَّيْخ إِبْرَاهِيم الأرموي وَابْن هامل والفاروثي وتفقه بِأَبِيهِ وجده وتلا بالسبع على التادفي وَأَجَازَ لَهُ البادرائي والكمال الضَّرِير وَابْن العديم وَابْن عبد السَّلَام واشتغل بالفقه ففاق الأقران وَحج مَرَّات وَأخذ النَّاس عَنهُ فَأَكْثرُوا وَأذن لجَماعَة فِي الْإِفْتَاء وَعظم قدره جدا حَتَّى كَانَ برهَان الدّين ابْن الفركاح يَقُول اشتهي أَن أروح إِلَى حماة وأقرأ التَّنْبِيه على القَاضِي شرف الدّين وَكَانَ لَا يرى الْخَوْض فِي الصِّفَات ويثني على الطَّائِفَتَيْنِ وَكَانَ عِنْده من الْكتب مَا لَا يُحْصى كَثْرَة وَإِذا سمع بتصنيف لأحد من أهل عصره جهز الدَّرَاهِم واستحثه واستنسخه وباشر قَضَاء حماة بِغَيْر مَعْلُوم وَمَا اتخذ درة وَلَا عزّر أحدا قطّ وَعين لقَضَاء الديار المصرية فَلم يُوَافق وَكَانَ عَظِيم الْقدر وَالْجَلالَة بِبَلَدِهِ إِلَى الْغَايَة مَعَ التَّوَاضُع المفرط وَلما مَاتَ أغلقت أَبْوَاب حماة لمشهده وَله من التصانيف التَّمْيِيز فِي الْفِقْه وَشرح الشاطبية وَتَفْسِير وَكتاب الشرعة فِي السَّبْعَة وَاخْتصرَ جَامع الْأُصُول مرَّتَيْنِ وَله كتاب فِي الْأَحْكَام على تَرْتِيب التَّنْبِيه والزبد فِي الْفِقْه والمنتهى على الْحَاوِي وَغير ذَلِك وَمن لطيف مَا صدر عَنهُ قَوْله سور حماة بربها

ص: 168

محروس وَهُوَ مِمَّا لَا يَسْتَحِيل بالإنعكاس وَعمي فِي آخر عمره وَاسْتمرّ يحكم ثمَّ نزل عَن وَظِيفَة الْقَضَاء لحفيده نجم الدّين عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم ابْن أبي الْقَاسِم وَاسْتمرّ يشاور فِي الْأُمُور وَكَانَت مُدَّة ولَايَته الْقَضَاء بحماة أَرْبَعِينَ سنة قَالَ الذَّهَبِيّ برع فِي الْفِقْه وشارك فِي الْفَضَائِل وانتهت إِلَيْهِ الْإِمَامَة فِي زَمَانه ورحل إِلَيْهِ وَكَانَ من بحور الْعلم قوي الذكاء مكباً على الطّلب لَا يمل مَعَ التصون والديانة وَالْفضل والرزانة وَكَانَ خيرا متواضعاً عرياً عَن الْكبر جم المحاسن كثير الزِّيَارَة للصالحين والخضوع لَهُم حسن المعتقد وَقَالَ الأسنوي فِي طَبَقَات الْفُقَهَاء كَانَ إِمَامًا راسخاً فِي الْعلم صَالحا خيرا محباً للْعلم ونشره محسناً إِلَى الطّلبَة لَهُ المصنفات العديدة المفيدة وَصَارَت إِلَيْهِ الرحلة وقف على شَيْء من كَلَامي فَأذن لي ارسالاً بالإفتاء قلت كَانَ الشَّيْخ جمال الدّين جهز إِلَيْهِ أسئلة فَأَجَابَهُ عَنْهَا وَأذن لَهُ وَهِي أجوبة مَشْهُورَة قد ذكر الشَّيْخ جمال الدّين بَعْضهَا فِي مصنفاته وَقَالَ التَّاج السُّبْكِيّ كَانَ محباً للْعلم حَافِظًا للفقه محسناً للطلبة ولقب وَالِده نجم الدّين وجده شمس الدّين أَبُو الطَّاهِر وَمَات فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء الْعشْرين من ذِي الْقعدَة سنة 738

2451 -

هبة الله بن عَليّ بن السديد الأسنائي مجد الدّين أَخذ عَن الْبَهَاء القفطي وَبنى مدرسة بأسنا وقف عَلَيْهَا وقوفاً وباشر تدريسها بِنَفسِهِ

ص: 169

وَيعْمل للطلبة الْأَطْعِمَة وينشد من غَابَ

(أَرض لمن غَابَ عَنْك غيبته

فَذَاك ذَنْب عِقَابه فِيهِ)

وَكَانَ أول من درس بهَا ابْن دَقِيق الْعِيد بسؤال صَاحبهَا فِي ذَلِك وَقيل لَهُ اسْتَأْذن الشَّيْخ على أَن تدرس أَنْت فَامْتنعَ وَقَالَ أخْشَى أَن يَقُول لَا أَو يسكت فَلَا أتمكن بعد ذَلِك من التدريس فعد ذَلِك من وفور عقله وَولي الخطابة بأصفون وانتهت إِلَيْهِ رئاسة بَلَده وَمَات فِي سنة 709

2452 -

هبة الله بن مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن أبي الْفَضَائِل أَمِين الدّين بن قرناص الْخُزَاعِيّ الْحَمَوِيّ ولد سنة 649 وَسمع جُزْء ابْن عَرَفَة من شيخ الشُّيُوخ وَحدث مرَارًا وَولي التدريس بِبَعْض الْمدَارِس بحماة ثمَّ ترك وَصَحب الْفُقَرَاء وَغير ملابسه وَمَات على ذَلِك فِي ربيع الآخر سنة 727

2453 -

هبة الله بن مَسْعُود بن أبي الْفَضَائِل معِين الدّين ابْن حشيش ولد سنة 666 وتنقل فِي الخدم بِمصْر وَالشَّام وَولي نظر الْجَيْش وَغير ذَلِك وَكَانَ ينظم وَيكْتب قَوِيا وَلَيْسَ لَهُ نثر إِلَّا أَنه يترسل بليغاً ويوفي الْمقَام حَقه وَكَانَت فِيهِ حافظة جَيِّدَة وَأول مَا ولي ديوَان الْجَيْش بِمصْر سنة 729 ثمَّ ولي نظر الْجَيْش بِدِمَشْق سنة 12 ثمَّ ولي نِيَابَة نظر الْجَيْش لما حج فَخر الدّين بِالْقَاهِرَةِ وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 729

2454 -

هَدِيَّة بنت عَليّ بن عَسْكَر البغدادية اللبان أَبوهَا الهراس جدها الصالحية ولدت سنة 626 وروت عَن الزبيدِيّ حضوراً وَعَن ابْن اللتي

ص: 170

كثيرا وَعَن جَعْفَر الهمذاني وَغَيرهم وَكَانَت صَالِحَة كَثِيرَة الصَّلَاة تحولت إِلَى الْقُدس إِلَى أَن مَاتَت هُنَاكَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 712

2455 -

هَدِيَّة بنت مُحَمَّد بن النَّجْم بن الْأسد البعلبكية تعرف ببنت ابْن الفامي وَكَانَ أَبوهَا حداداً سَمِعت من القطب اليونيني الثَّانِي من مشيخة ابْن الجميزي سمع مِنْهَا أَبُو حَامِد بن ظهيرة ببعلبك

2456 -

هُذَيْل بن أبي الحكم بن هُذَيْل الْفَزارِيّ أَبُو يحيى قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ عَاقِلا فَاضلا ولي أَحْكَام الْمَدِينَة بغرناطة فَأَقَامَ الْحُدُود الشَّرْعِيَّة وَكَانَ إِلَيْهِ أَمر الإقليم فِي قَود الْجَيْش وَمَات بمالقة فِي ربيع الأول سنة 733

2457 -

هرماس هُوَ قطب الدّين مُحَمَّد بن أبي الثَّنَاء - تقدم

2458 -

هِلَال بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْجَزرِي أَبُو مُحَمَّد البصروي الدِّمَشْقِي سمع من أبي حَامِد ابْن الصَّابُونِي والخليلي وَالْفَخْر ابْن البُخَارِيّ وَغَيرهم وَحدث سمع مِنْهُ البرزالي والذهبي وَابْن رَافع وذكروه فِي معاجيمهم وَقَالُوا مَاتَ مستهل ذِي الْقعدَة سنة 727

2459 -

هِلَال بن عَليّ بن أبي الْعِزّ ابْن يُوسُف بن أبي الْعِزّ ابْن دوالة الْحَرَّانِي أَبُو الْبَدْر النساج ولد فِي مستهل ذِي الْحجَّة سنة 2 - أَو 653 وَسمع من النجيب والعز الحرانيين وَعبد الْعَزِيز بن عبد الْقَادِر وَأحمد بن طرخان وَغَيرهم سمع مِنْهُ البرزالي والذهبي وَابْن رَافع وَقَالُوا مَاتَ سنة 723 بِدِمَشْق

2460 -

هِلَال بن أبي الْحُسَيْن العامري ثمَّ الْعقيلِيّ ذكره الشهَاب ابْن فضل الله

ص: 171

وَقَالَ كَانَ من كبار قومه وَله وفادات على النَّاصِر ويهدى إِلَيْهِ الْخَيل الْكِرَام قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ

(وديمومة تيهاء كلفت حاجبي

سرى اللَّيْل فِيهَا واجتباء الْمَحَارِم)

(قطعت بهَا الظلماء فِي كل وجهة

أشق الدجى فِيهَا إِلَى أم سَالم)

(دآج براها الله للعين فتْنَة

إِلَّا هَكَذَا أَفعَال غر المناسم)

2461 -

هِلَال الأحمري أَصله من سبى الفرنج فأهداه ابْن الْأَحْمَر صَاحب غرناطة لعُثْمَان بن يغمر اسن صَاحب تلمسان وَنَشَأ مَعَ ولد صَاحب تلمسان ثمَّ لما تسلطن صيره حاجباً وَكَانَ مهيباً فظاً فأرهب النَّاس بسطوته وَاسْتولى على الْأَمر ثمَّ تخيل من السُّلْطَان فَاسْتَأْذن فِي الْحَج فَأذن لَهُ فَركب الْبَحْر وَحج سنة 724 ثمَّ عَاد إِلَى تلمسان فدارى سُلْطَانه مُدَّة ثمَّ قبض عَلَيْهِ سنة 729 وسجنه إِلَى أَن مَاتَ

2462 -

همام بن صَالح بن همام بن صَالح الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الصَّالِحِي أَبُو الْحَارِث الْمُؤَدب سمع من الْفَخر مشيخته تَخْرِيج ابْن الظَّاهِرِيّ وَحدث سمع مِنْهُ الذَّهَبِيّ وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ فِي 19 شهر ربيع الآخر سنة 735

2463 -

همام بن مُنَبّه بن هجرس الصميدي أَبُو الْحَارِث ولد فِي ربيع الأول سنة 676 وَسمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ سنَن أبي دَاوُد وَمن الأبرقوهي جُزْء ابْن الطلاية وَحدث سمع مِنْهُ البرزالي والذهبي وَابْن رَافع قَرِيبه

ص: 172

وذكروه فِي معاجيمهم وَمَات فِي 13 جُمَادَى الْآخِرَة سنة 749 أرخه ابْن رَافع

حرف الْوَاو

2464 -

وجيهية بنت عَليّ بن يحيى بن عَليّ بن سُلْطَان الْأَنْصَارِيَّة الصعيدية ثمَّ الإسكندرانية زين الدَّار ولدت قبل سنة أَرْبَعِينَ وَقَالَ ابْن رَافع والصفدي ولدت سنة 639 سَمِعت من ابْن زوين وَابْن النّحاس وَسمعت على أَحْمد بن عبد المحسن الغرافي مجلسين من حَدِيث أبي المظفر ابْن السَّمْعَانِيّ بِسَمَاعِهِ مِنْهُ ومشيخة عبد الْكَرِيم بن عبد الْبَارِي الصعيدي تَخْرِيجه لنَفسِهِ بسماعها مِنْهُ ومشيخة أبي بكر مُحَمَّد بن فتوح بن خلف الصُّوفِي تَخْرِيج مَنْصُور بن سليم سَمِعت مِنْهُ من أَولهَا إِلَى الرَّابِع وَأَجَازَ لَهَا يُوسُف الساوي وَابْن رواج وَيَعْقُوب الهمذاني وَغَيرهم وَخرج لَهَا تَقِيّ الدّين ابْن عرام مشيخة سَمِعت بَعْضهَا على تَاج الدّين ابْن مُوسَى بِسَمَاعِهِ مِنْهَا وَهُوَ آخر من حدث عَنْهَا وَهِي آخر من حدث عَن كثير مِنْهُم بالثغر وَخرج لَهَا قبله ابْن رَافع مشيخة مَاتَت فِي شهر رَجَب سنة 732 بالإسكندرية

2465 -

وَدِيعَة الله بن عَليّ بن مَحْمُود بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن سِيمَا ابْن عَامر بن إِبْرَاهِيم بن سَالم السّلمِيّ الدِّمَشْقِي فَخر الدّين أَبُو الثَّنَاء وَيُقَال لَهُ أَيْضا مَحْمُود ولد سنة 660 وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَابْن أبي الْيُسْر وَغَيرهمَا وَحدث ذكره البرزالي فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ فِي 17 ذِي الْحجَّة سنة 726 بقرية البلاط من غوطة دمشق

ص: 173

2466 -

ودي بن جماز بن شيحة الْحُسَيْنِي أَمِير الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة يلقب بدر الدّين ذكره الشهَاب ابْن فضل الله وَأنْشد لَهُ شعرًا مَقْبُولًا كتب بِهِ إِلَيْهِ وَهُوَ فِي الْحَبْس سنة 729 أَوله

(أيا ابْن الْكِرَام الطيبين بني عمر

وَمن بهم فِي الجدب يسْتَنْزل الْمَطَر)

(وَمن لَهُم فِي فَضلهمْ ولجدهم

ضجيع النَّبِي الْمُصْطَفى حسن السّير)

وَقَالَ فِي وَصفه سيد الْوَادي ومسند النادي مُقيم السّنة ومعليها ورافض الرافضة ومقصيها وَكَانَ السُّلْطَان قبض عَلَيْهِ ثمَّ أطلقهُ بعد مُدَّة وقيض لَهُ وَزِير صدق وَهُوَ مُحَمَّد بن عبد الله بن مطرف الْعمريّ فَلم يزل يحسن لَهُ المساعي ويحسم الْأَعْدَاء الدَّوَاعِي حَتَّى انْحَلَّت عقدَة شدته وتجلت غمامه

2467 -

وزيرة بنت عمر بن أسعد التنوخية سِتّ الوزراء تقدّمت فِي حرف السِّين الْمُهْملَة

2468 -

وسناء بنت عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الْمَقْدِسِي سَمِعت من زَيْنَب بنت الرضي جُزْءا من حَدِيث أبي الدحداح وَأَجَازَ لَهَا سنة سَبْعمِائة الأبرقوهي وَعلي بن الْقيم وَالشَّيْخ شرف الدّين الدمياطي وَابْن الفوي ومسعود الْحَارِثِيّ وَآخَرُونَ من المصريين أَخذ عَنْهَا ابْن رَافع وَغَيره وَقَالَ مَا أحسبها حدثت بِغَيْر جُزْء أبي الدحداح مَاتَت فِي 27 جُمَادَى الأولى سنة 772

2469 -

وضاح الْخياط الْحلَبِي كَانَ يصحب الْفُقَرَاء ويحترف بصناعة

ص: 174

الْخياطَة فأزله الشَّيْطَان فَادّعى النُّبُوَّة فسجن أَيَّامًا ثمَّ استتيب فَتَابَ وَعذر وَأطلق وَذَلِكَ فِي سنة 753

2470 -

وضاح هُوَ الَّذِي قبله لَعَلَّ الَّذِي قبله بِحرف آخر

2471 -

ولادمر بن عبد الله السيفي عَتيق بكتمر الساقي العزيزي بدر الدّين أَبُو أَحْمد ولد سنة 644 وَسمع من ابْن علاق مجْلِس البطاقة وَغَيره وَحدث وَمَات فِي 16 شهر رَمَضَان سنة 710 بقرية بحوران يُقَال لَهَا طيرة ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه

حرف الْيَاء الْأَخِيرَة

2472 -

يَاسر بن عون بن عبد الْمُنعم الْهُذلِيّ ذكره الشهَاب بن فضل الله وَقَالَ لَقيته بِمَكَّة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَقد بلغ الْخمسين أَو قاربها وألفيته شافعا يَا من صبوة وغرام وَأنْشد لَهُ من أَبْيَات

(وَطَائِفَة بِالْبَيْتِ لم تَبْغِ حسبَة

محجبها من حَيْثُ رابت أمورها)

(خف الله فِي هَذَا الْجَحِيم فَإِنَّهُم

أصيبوا بِعَين لايكف فتورها)

2473 -

ياسين أم هَدِيَّة بنت عبد الله الحلبية عتيقة الْحَاج عَليّ الْحمال - بِالْحَاء الْمُهْملَة سَمِعت من التَّاج يُوسُف بن إِسْمَاعِيل ابْن العجمي منتقى من الْجُزْء الثَّانِي من المعجم الصَّغِير أَنا صقر وَحدثت سمع مِنْهَا أَبُو حَامِد ابْن ظهيرة والبرهان الْحلَبِي وعمرت وَكَانَت دينة خيرة

2474 -

ياقوت بن عبد الله الحبشي الشاذلي تلميذ المرسي مَشْهُور نقل

ص: 175

العثماني ابْن قَاضِي صفد أَنه قَالَ أَنا أعلم الْخلق بِلَا إِلَه إِلَّا الله مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 732

2475 -

ياقوت الخزندار افتخار الدّين خَادِم الْحرم الشريف النَّبَوِيّ اسْتَقر لما عجز عز الدّين دِينَار فباشر بِحرْمَة وعقل وَكَانَ دينا وَقد خدم فِي قلعة الْجَبَل خمْسا وَعشْرين سنة لم يتَنَاوَل مَعْلُوما إِلَّا من الْجِزْيَة تورعاً وَكَانَت شَهَادَته مَقْبُولَة عِنْد الْقُضَاة وَله مواظبة على سَماع الحَدِيث ومطالعة الْكتب وملازمة الصَّلَاة فِي الصَّفّ الأول وَلما ولي المشيخة لم يتَنَاوَل مِمَّا شَرط لَهُ فِي الْأَوْقَاف شَيْئا فعظمت مهابته فِي النُّفُوس وَكَانَ قوي النَّفس مستبداً بِرَأْيهِ وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن مَاتَ

2476 -

يحيى بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام عز الدّين أَبُو البركات السّلمِيّ الدِّمَشْقِي ولد سنة 658 وَسمع من قرا بن عَليّ بن زيد بن أبي العشائر الْعَسْقَلَانِي وَابْن أبي الْيُسْر وَغَيرهمَا وَله شعر روى عَنهُ البرزالي وَمَات سنة 710 وَكَانَ يُبَاشر بالمرستان بِدِمَشْق

2477 -

يحيى بن إِبْرَاهِيم بن يحيى البرغواطي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ من أهل بَيت عماد يعْرفُونَ بني الترجمان أولى شهرة وَشدَّة فعزف عَنْهُم وَانْقطع إِلَى لِقَاء الصَّالِحين وتجرد وَنزل برباط السودَان من مالقة واشتهر وانثال عَلَيْهِ النَّاس وَكَانَ طلق اللِّسَان ذَاكِرًا لكل غَرِيبَة على طَرِيق الصُّوفِيَّة يستظهر كتاب منَازِل السائرين للهروي وتائية ابْن الفارض مليح الملبس يسترفع مَعَ الكدية عَزِيز النَّفس وَكَانَ جمَاعَة يَغُضُّونَ مِنْهُ

ص: 176

لولوعه بِالنَّقْدِ والمخالفة لكل مَا يطْرق بهمته وَكَثْرَة فلتات لِسَانه وَكَانَ يَدعِي لِقَاء جمَاعَة من الْمَشَايِخ وَله مصنفات شاهدة بِكَثْرَة هذيانه وفلتات لِسَانه وَهُوَ الْآن بِحَالهِ قد ناهز حد الاكتهال قلت وَرَأَيْت حَاشِيَة بِخَط ابْن مَرْزُوق توفّي هَذَا البرغواطي الشَّيْطَان المارق على يَد المُصَنّف بعد أَن كَانَ مُنْقَطِعًا إِلَيْهِ مقتولا بالسياط وأراح الله مِنْهُ الْعباد والبلاد وَالنَّاس فِي سَبَب قَتله اخْتِلَاف وبجانب الْحَاشِيَة الْمَذْكُورَة بِخَط ابْن الْخَطِيب اتَّقِ الله يَا أَبَا عبد الله فَإنَّك لم تحضره وَلَا نَقله لَك عدل واطلب من رَبك الْعَافِيَة وَلَا تأمن الْمَكْر يَا ابْن مَرْزُوق واترك القحة مَعَ الغربة

2478 -

يحيى بن إِبْرَاهِيم السنجاري ولي إمرة سنجار ولقبه نَاصِر الدّين وَكَانَ قَتله على يَد خربندا سنة 711

2479 -

يحيى بن أَحْمد بن صَفْوَان القيني المغربي الْمَالِكِي أَبُو زَكَرِيَّاء المقرىء سمع بِبَلَدِهِ من أبي مُحَمَّد عبد الله بن أَيُّوب وَجَاوَزَ بِمَكَّة وَأم فِي مقَام الْمَالِكِيَّة نِيَابَة واشتغل بالقراءآت والعربية وَكَانَ خيرا مَاتَ سنة 772

2480 -

يحيى بن أَحْمد بن خداداد الخلاطي وحيد الدّين أَبُو حَامِد الرُّومِي المقرىء قَرَأَ على الصائن الْبَصْرِيّ صَاحب الْمُنْتَخب وَقدم دمشق فَقَامَ بالكلاسة مُدَّة طَوِيلَة قَالَ الذَّهَبِيّ قدم دمشق أَيَّام الْفَاضِل وَكَانَ بَصيرًا بالقراءآت ودقائقها مستظهراً للْخلاف عَارِفًا بالقصيد وبالمقاطيع والبادي

ص: 177

تَامّ السكينَة حسن الدّيانَة كثير التَّوَاضُع وَالْحيَاء ولد سنة 641 ثمَّ قَالَ وَبَلغنِي أَنه يترفض وَيَأْخُذ على الْإِجَازَة فَالله أعلم وَولي مشيخة الأَسدِية وَكَانَ الْمجد الطوسي يُكرمهُ مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 720 وَقد جَاوز الثَّمَانِينَ

2481 -

يحيى بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن عَليّ بن عبد الْبَاقِي بن عَليّ بن الصَّواف الجذامي الاسكندراني شرف الدّين أَبُو الْحُسَيْن ابْن نجيب الدّين ولد فِي أحد الربيعين سنة 609 وَسمع من ابْن عماد وناصر الأغماتي وَعبد الْخَالِق بن إِسْمَاعِيل التنيسِي وَإِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن الْجبَاب ومرتضى بن الْعَفِيف وَغَيرهم وَقَرَأَ بالروايات لعنان على ابْن الصفراوي وَحدث قَدِيما وَحصل لَهُ صمم فِي آخر عمره وكف وَكَانَت فِيهِ جلادة وشهامة سمع مِنْهُ الْمزي وَجَمَاعَة وَكَانَ كَبِير الشُّهُود بالإسكندرية كأبيه وجده قَالَ الذَّهَبِيّ فَوَجَدته صَعب المراس فَقَرَأت عَلَيْهِ فَانْقَطع صوتي مِمَّا أرفعه فَسمِعت مِنْهُ ثَلَاثَة أَجزَاء وَتركت الْقِرَاءَة ولحقه بعدِي القَاضِي تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ بآخر رَمق فلقنه أَحَادِيث سَمعهَا مِنْهُ وَهُوَ آخر من حدث عَن ابْن عماد بِالسَّمَاعِ وَآخر من قَرَأَ على الصفراوي

2482 -

يحيى بن أَحْمد بن مسعر الكفرطابي شرف الدّين القَاضِي أَبُو سَالم المعري كتب عَنهُ الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه قَوْله فِي فوطة شاشية

ص: 178

(ومشمولة رقت وراقت فَأَصْبَحت

على الشّرْب تزهو حِين تجلى على الكأس)

(مُعتقة مَا شمست بعد عصرها

لَا ثمَّ وَكم فِيهَا مَنَافِع للنَّاس)

(وَلَا عصرت يَوْمًا بِرَجُل وَكم لَهَا

إِذا مَا أديرت من صعُود إِلَى الرَّأْس)

مَاتَ كهلاً سنة 707 تَقْرِيبًا

2483 -

يحيى بن أَحْمد بن نعْمَة بن أَحْمد بن جَعْفَر حُسَيْن بن حَمَّاد محيي الدّين أَبُو زَكَرِيَّاء أَخُو الْعَلامَة شرف الدّين النابلسي خطيب الشَّام ولدسنة 630 تَقْرِيبًا أَو سنة 629 وَسمع من سنة أَرْبَعِينَ وهلم جراً من مكي بن عَلان وَأبي عبد الله اليونيني وَشَيخ الشُّيُوخ وَإِسْمَاعِيل الْعِرَاقِيّ والنجم الْبَلْخِي وَابْن خطيب القرافة وَغَيرهم وَله إجَازَة من السخاوي وَابْن الصّلاح والعز ابْن عَسَاكِر والبراذعي وَغَيرهم واشتغل بِالْعلمِ فِي أول عمره وَأعَاد بمدراس الْقَاهِرَة وَالشَّام وَكَانَ مَوْصُوفا بِالْخَيرِ وَالدّين قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ شَيخا فَقِيها عَارِفًا بِالْمذهبِ ذَا خير وتواضع وإطراح للتكلف حسن الْأَخْلَاق كبر وَضعف وَترك التدريس وقنع بمشيخة دويرة حمد وَحدث بالكثير وَتفرد بأجزاء مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 716

2484 -

يحيى بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن هُذَيْل التجِيبِي الغرناطي أَبُو زَكَرِيَّاء فيلسوف الأندلس قَالَ ابْن الْخَطِيب قَرَأَ على أبي بكر ابْن الفخار الْعَرَبيَّة

ص: 179

وَالْأَدب وعَلى أبي عبد الله بن خَمِيس الْمنطق والتصوف وَأبي عبد الله الأركسي الطِّبّ وعَلى أبي الْقَاسِم بن شاطر الْأُصُول وعَلى رَاشد بن رَاشد الْحساب وعَلى أبي إِسْحَاق البرغواطي الهندسة وعَلى أبي عبد الله ابْن الرقام أَكثر هَذِه الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة قَالَ وَهُوَ خَاتِمَة الْعلمَاء فِي الطِّبّ والهندسة والهيئة وَنَحْوهَا مَعَ الْأَدَب وإمتاع المحاضرة والمجالسة وَعُمُوم الْفَائِدَة وَكَانَ مؤثراً للخمول وخدم فِي آخر عمره بَاب السُّلْطَان بالطب وَقعد فِي مدرسة يقرىء الْأُصُول والفرائض والطب وصنف الإيجاز وَالِاعْتِبَار فِي الطِّبّ وَشرح كراسة الإِمَام فَخر الدّين فِي الطِّبّ شرحاً غَرِيب المأخذ وَغير ذَلِك وَمن شعره

(أناديك والأشواق يرْكض جمرها

بصفحة خدي من دموع سوائق)

(أبارق ثغر من عذيب رضابه

فصب مهجتي بَين العذيب وبارق)

مَاتَ فِي 25 ذِي الْقعدَة سنة 753

2485 -

يحيى بن أَحْمد بن يُوسُف بن كَامِل الْحُسَيْنِي عماد الدّين البصروي ولد فِي شهر رَمَضَان سنة 626 وَسمع من ابْن الصّلاح والسخاوي وَابْن سَلمَة وعتيق السَّلمَانِي وَغَيرهم وَحدث وَكَانَ خيرا متواضعاً سنياً شافعياً يحب الصَّحَابَة ويتبرأ من التَّشَيُّع وَكَانَ عَالما بالتاريخ حفظَة للْأَخْبَار وَالنّظم والنوادر وَكَانَ يقسم مَا يتَحَصَّل لَهُ أَثلَاثًا ثلثا يتَصَدَّق بِهِ وَثلثا يصرفهُ لأقاربه وَثلثا يكتسي بِهِ وَكَانَ مَوْصُوفا بالأمانة فِي مُبَاشَرَته لَا يقبل

ص: 180

من فلاح هَدِيَّة وَكَانُوا يتحيلون عَلَيْهِ فِي ذَلِك فَلَا يغْفل وَبَالغ حَتَّى كَانَ لَا يَشْتَرِي من أحد سكن فِي شَيْء يتَعَلَّق بالأشراف حَاجَة وَكَانَ محافظاً على الْوضُوء وَقد بَاشر نظر الْأَوْقَاف مُدَّة وديوان الْأَيْتَام وَتَركه اخْتِيَارا وَاعْتذر بعد الْقيام بأمرهم وَولي نظر ديوَان الْأَشْرَاف وَمَات فِي ربيع الأول سنة 705

2486 -

يحيى بن أَحْمد بن أبي بكر ابْن الْأَشْقَر أَبُو زَكَرِيَّا الْمَالِكِي البجائي كَانَ من أَئِمَّة الْفُقَهَاء العارفين بِالْمذهبِ مَاتَ فِي ثامن عشر جُمَادَى الأولى سنة 714 ذكره الأقشهري فِي فَوَائِد رحلته

2487 -

يحيى بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ أجَاز لعبد الله بن عمر بن الْعِزّ ابْن جمَاعَة

2488 -

يحيى بن إِسْحَاق بن خَلِيل بن فَارس محيي الدّين أَبُو زَكَرِيَّاء الشَّيْبَانِيّ ولد سنة 648 وَسمع من وَالِده وَابْن أبي عمر وَأحمد بن أبي الْخَيْر والقطب ابْن أبي عصرون وَغَيرهم وَصَحب الشَّيْخ شرف الدّين ابْن الفركاح واشتغل وَحصل الْكثير وَولي الْقَضَاء بأذرعات وَغَيرهَا وَكَانَ حسن السِّيرَة كثير التَّوَاضُع وَخرج لَهُ الذَّهَبِيّ جُزْءا وَحدث بِهِ وَمَات فِي شهر ربيع الآخر سنة 724

2489 -

يحيى بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خَالِد بن مُحَمَّد بن نصر القيسراني المَخْزُومِي شهَاب الدّين ولد سنة سَبْعمِائة وَورد مَعَ أَبِيه من حلب فباشر أَبوهُ توقيع الدست وباشر هُوَ كِتَابَة الْإِنْشَاء وَكَانَ حسن الشكل جدا تَامّ الْخلق متودداً صبوراً على الْأَذَى كثير التجمل فِي ملبوسه وهيئته كلهَا حَتَّى كَانَ ابْن فضل الله يَقُول الْمولى شهَاب الدّين

ص: 181

جمال الدِّيوَان وَكَانَ يكْتب قلم الرّقاع قَوِيا إِلَى الْغَايَة ثمَّ بَاشر توقيع الدست بعد أَبِيه سنة 736 ثمَّ ولي كِتَابَة السِّرّ بعناية تنكز ثمَّ أمسك بعد وصودر فَلَزِمَ بَيته مُدَّة ثمَّ بَاشر كِتَابَة الدست فِي إمرة الفخري ثمَّ انْتقل إِلَى الْقَاهِرَة فَكتب بهَا الْإِنْشَاء ثمَّ عَاد إِلَى توقيع الدست بِدِمَشْق قَالَ الصَّفَدِي صحبته أَكثر من عشْرين سنة وَمَا رَأَيْت مِنْهُ سوءا قطّ وَكَانَ يتودد للصالحين وَيكثر الصَّوْم وَالْعِبَادَة ويصبر على الْأَذَى وَلَا يُعَامل صديقه وعدوه إِلَّا بِالْخَيرِ وطلاقة الْوَجْه وَكَانَ مرض بعلة الاسْتِسْقَاء وَطَالَ بِهِ الْأَمر إِلَى أَن مَاتَ فِي 22 رَجَب سنة 753 وأرخه السُّبْكِيّ بِخَطِّهِ يَوْم الْأَحَد حادي عشر شهر رَجَب وَذكر أَنه صلى عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي بعد الْعَصْر

2490 -

يحيى بن إلْيَاس بن أَمِين الدولة القونوي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ ذكره البرزالي فِي الشُّيُوخ المتوطنين فَقَالَ فَقِيه فَاضل معيد بِبَعْض الْمدَارِس وَله حَظّ من الْعلم وَالْأَدب وَحسن الْخط سمع من ابْن القواس والغسولي وَحدث وَقَالَ ابْن رَافع كَانَ حسن الْخلق والتودد وَمَات فِي شعْبَان سنة 743

2491 -

يحيى بن ثَابت بن يحيى حضر الرشيد الْعَطَّار

2492 -

يحيى بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن مجدف الْحُسَيْنِي الْمصْرِيّ الْعدْل ضِيَاء الدّين ولد بعد سنة أَرْبَعِينَ وَسمع من عبد الْغَنِيّ ابْن بَنِينَ وَابْن مُضر وَغَيرهمَا وَمَات فِي 21 ذِي الْحجَّة سنة 731

ص: 182

2493 -

يحيى بن حُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن الجذامي عرف بِابْن قصاصة ولد فِي رَمَضَان سنة 640 وَأَجَازَ للعز ابْن جمَاعَة

2494 -

يحيى بن الْخضر بن الْعَبَّاس بن الْفضل بن عقيل العباسي الشريف كَمَال الدّين ولد سنة

وأسمع على الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَمَات فِي 12 الْمحرم سنة 737 ذكره ابْن رَافع

2495 -

يحيى بن رخو بن تاشفين بن معطي الزناتي أَبُو زَكَرِيَّاء شيخ قبيلته قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ وحيد دهره فِي النبل والفطنة والحشمة حسن التَّوَصُّل لأغراضه بعيد الْغَوْر بَصيرًا بالسياسة كثير الظفر بالملوك غير رَاض بسيرهم وَلَو بلغُوا مَعَه من الْإِكْرَام مَا بلغُوا جماعا لِلْمَالِ يذب عَنهُ بعصى التقتير وَبِمَا غمس فِيهِ إبرة الصَّدَقَة وَجَرت لَهُ خطوب وانتهبت أَمْوَاله الَّتِي جمعهَا وَلم ير النَّاس لَهُ نظيراً فِي إثارة الْفِتَن وإشعالها وإعمال الْحِيَل فِي خراب الدول وَكَانَ مَعَ ذَلِك كُله نَاصح الرَّأْي لمن استنصحه قواماً فِيهِ بِالْقِسْطِ وَلَو على نَفسه وَمَات فِي بعض الحروب بِظَاهِر سجلماسة فِي الْمحرم سنة 764

2496 -

يحيى بن خَلِيل بن زَكَرِيَّاء المغيثي نجم الدّين أَبُو زَكَرِيَّاء الاسكندراني مَاتَ سنة 705 سمع مِنْهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة شعرًا

2497 -

يحيى بن زَكَرِيَّا بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عقبَة البصروي الصَّالِحِي مجد الدّين ابْن الزكي سمع من عبد الله بن الناصح عبد الرَّحْمَن الْحَنْبَلِيّ

ص: 183

وَحدث وَمَات بعد سنة 745 بحوران

2498 -

يحيى بن سُلَيْمَان بن عَليّ الرُّومِي محيي الدّين الأسمر الْحَنَفِيّ كَانَ فَاضلا اشْتغل الطّلبَة بالجامع الْأمَوِي وَولي الْمدرسَة الركنية بعد ابْن الْمعلم وَمَات فِي شهر رَمَضَان سنة 728

2499 -

يحيى بن صَالح بن عَتيق الزواوي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمَالِكِي نَاب فِي الحكم مُدَّة وَمَات فِي شَوَّال سنة 710

2500 -

يحيى بن طَلْحَة بن مجلى الْوَزير قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ مجموعاً رائقاً حسن شكل واستجادة بزَّة جلدا على الْحِسْبَة والملازمة محباً للأدب متواضعاً للْفُقَرَاء تولى وزارة السُّلْطَان أبي الْحسن بفاس وَمن شعره

(أَنا ابْن طَلْحَة وَلَا أُبَالِي

لَيْث الشرى فِي الْحَرْب والنزال)

(يحيى قناة الْبيض والعوالي

أَن يسمعوا باسمي فِي مجَال)

(يلْقوا بِأَيْدِيهِم فِي النكال)

وَكَانَت وَفَاته فِي أَوَاخِر سنة 735

2501 -

يحيى بن ظهر بغا المغلي أَبوهُ يَنُوب عَن أبي سعيد بن خربندا وَكَانَت بَينه وَبَين النَّاصِر مُحَمَّد قرَابَة فاستدعاه فَحَضَرَ مَعَ رسل أبي سعيد فِي رَجَب سنة 726 فَأعْطى أَبَاهُ إمرة أَرْبَعِينَ وَيحيى إمرة عشرَة

2502 -

يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم ابْن الْحَكِيم أَبُو زَكَرِيَّاء الرندي أَخُو الْوَزير أبي عبد الله ابْن الْحَكِيم قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ جَلِيلًا وقورا استبد ببلدة رندة مُدَّة بِإِسْنَاد لَهُ من ملك فاس أبي يَعْقُوب المرسي ثمَّ انتقله

ص: 184

أَخُوهُ إِلَى غرناطة بِحَيْثُ أناك أَن يصير ثَانِي مُلُوكهمْ فسما جاهه فِي دولة أَخِيه فَلَمَّا فتك بأَخيه نهبت أَمْوَاله وَرجع إِلَى فاس فأدركه أَجله بهَا فِي شَوَّال سنة 710

2503 -

يحيى بن عبد الرَّحْمَن الجعبري نظام الدّين الْمَعْرُوف بِابْن النُّور الْحَكِيم أَصله من بَغْدَاد وَكَانَ أَبوهُ من فضلاء المتميزين فِي صناعَة الْكحل وخالط الْوَزير وَكثر مَاله واشغل ابْنه يحيى وتأدب وَكتب الْخط الْجيد واتصل بِأبي سعيد فَكَانَ يكْتب عَنهُ الْكتب الَّتِي بِالْعَرَبِيَّةِ وَيكْتب عَنهُ إِلَى مصر وَغَيرهَا بِعِبَارَة جَيِّدَة وَحج بِالنَّاسِ مرّة على الركب الْعِرَاقِيّ ثمَّ قدم دمشق مَعَ الْوَزير نجم الدّين ثمَّ دخل صحبته إِلَى الْقَاهِرَة وَاسْتقر نجم الدّين أَمِير مائَة وَبَقِي هُوَ فِي خدمَة قوصون وَكَانَ حاذقا بالموسيقى فَكَانَ قوصون يستدعى ذَلِك مِنْهُ خلْوَة فمل من ذَلِك فَسَأَلَ السُّلْطَان أَن يَأْذَن لَهُ فِي الْعود إِلَى دمشق فَأذن لَهُ فاستقر بهَا فِي مشيخة الربوة وَطلب الحَدِيث فَسمع بِدِمَشْق والقاهرة فَأكْثر وَكتب الْخط الْجيد كثيرا وَكَانَ فِي أول أمره يكْتب الْإِنْشَاء عَن حكام بَغْدَاد وَعَاد عَلَيْهَا بعد مُدَّة فأعيد إِلَى وظيفته ثمَّ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة وَكَانَ أَبوهُ طَبِيبا واشتغل هُوَ فأحرز الموسيقى وجود الْكِتَابَة والإنشاء وَكَانَ يضع بِخَطِّهِ أَشْيَاء من النقوش فِي الْبيُوت والدروج فِي غَايَة الإتقان وَكَانَ لَهُ نظم حسن فَمِنْهُ لغز فِي مَاء

ص: 185

(مَا اسْم شَيْء مُنَاسِب الْأَجْزَاء

مستطيل إِذا سعى فِي فنَاء)

(مستدير لكَونه فلكا فِي

هـ نُجُوم طوالع فِي سَمَاء)

(عَم حينا مَشَارِق الأَرْض والغر

بن وَطَاف الدُّنْيَا باستيلاء)

(منزل غير أَنه لَيْسَ قرآ

نَا وآياته بِلَا إحصاء)

(ذُو عُيُون لَهُ فَم وَعَلِيهِ

شَارِب وَهُوَ مفرط بِالْحَيَاءِ)

(وتراه طوراً على جبل عا

ل وطوراً يرى يسير المَاء)

(فِيهِ نون وَأول الِاسْم مِنْهُ

ألف تلوه بِغَيْر مراء)

(وَاحِد فِي صِفَاته ثَانِي اثْنَيْنِ

لتخمير طِينَة الْأَشْيَاء)

وَهُوَ طَوِيل وَمِنْه

(أَلا لَيْت شعري مَتى نَلْتَقِي

وَمن مُدَّة الهجر كم قد بَقِي)

(لقد طَال عهد النَّوَى بَيْننَا

كَأَن التَّوَصُّل لم يخلق)

وَمَات بعد السّبْعين وَسَبْعمائة بِبَغْدَاد

2504 -

يحيى بن عبد الرَّحِيم بن زُكَيْرٍ القوصي محيي الدّين قَالَ الْكَمَال جَعْفَر كَانَ جيد الْإِدْرَاك يجيد الْفَهم أَخذ عَن الْجلَال الدشنائي وَابْن دَقِيق الْعِيد وَبدر الدّين ابْن جمَاعَة وَغَيرهم ودرس بقوص مُدَّة وَكَانَ درسه مُفِيدا جدا وَولي الحكم نِيَابَة وناب بقوص وَكَانَ مَحْمُود السِّيرَة إِلَّا أَنه كَانَ يسْتَعْمل الْعينَة كثيرا وَيَقُول إِذا طولبت يَوْم الْقِيَامَة قلت أفتى بهَا أَصْحَاب الشَّافِعِي وَأَنا مقلد ثمَّ صودر وَأخذ مِنْهُ مَال كثير وَلَقي وبال تِلْكَ الْخصْلَة

ص: 186

الشنيعة وتضعضع حَاله وَمَات سنة 718

2505 -

يحيى بن عبد الرَّحِيم الأرمنتي تَقِيّ الدّين الشَّافِعِي كَانَ من بَيت علم وجلالة ودرس بأسيوط وَولي الحكم بمنفلوط وَكَانَ مشكور السِّيرَة مَاتَ سنة 708

2506 -

يحيى بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن مُسْند التَّاجِر الكارمي ولد سنة 677 وتعانى التِّجَارَة وَدخل الْيمن فحظي عِنْد ملكهَا واستوزره مُدَّة وَكَانَ لَهُ حظوة عِنْد النَّاصِر مُحَمَّد أَيْضا وَكَانَ يحفظ كثيرا من الشّعْر والنثر وَكَانَ وَاسع الْبَذْل مفرط الْكَرم وَكَانَ إِذا عوتب على ذَلِك يَقُول قَالَ لي جمَاعَة من أهل الْكَشْف تَمُوت سعيداً فَكَانَ كَذَلِك وَمَات سنة 723

2507 -

يحيى بن عبد الله بن عبد الْملك الوَاسِطِيّ الشَّافِعِي فَقِيه الْعرَاق فِي زَمَانه ولد سنة 662 وتفقه على وَالِده وَسمع من الفاروثي وَأَجَازَ لَهُ ابْن أبي الدنية وَغَيره وَله مؤلف فِي النَّاسِخ والمنسوخ وَكتاب مطالع الْأَنْوَار النَّبَوِيَّة فِي صِفَات خير الْبَريَّة قَالَ الذَّهَبِيّ قَرَأَ الْقُرْآن وَالْفِقْه والأصلين والعربية وبرع فِي الْفِقْه وَتخرج بِهِ الْأَصْحَاب وَكَانَ يُقَال فِي حَقه هُوَ فَقِيه الْعرَاق فِي زَمَانه وَله إجَازَة من عبد الصَّمد بن أبي الْجَيْش وَابْن أبي الدنية وَمَات بواسط فِي ربيع الآخر سنة 738

2508 -

يحيى بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن

ص: 187

أَحْمد بن أبي عَرَفَة اللَّخْمِيّ العزفي - بِمُهْملَة ثمَّ مُعْجمَة مفتوحتين ثمَّ فَاء - الرئيس أَبُو عَمْرو بن أبي طَالب بن أبي الْقَاسِم ولد سنة 677 وَأخذ عَن أبي إِسْحَاق الغافقي وَأبي الْقَاسِم البلفيقي وَأبي عَليّ بن طَاهِر وَعَن أبي جَعْفَر ابْن الزبير وَأبي عبد الله بن رشيد وَغَيرهم قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ قيمًا على الحَدِيث رِوَايَة وضبطاً وتخريجاً مَعَ براعة الْخط وجودة الشّعْر تكلم فِي رئاسة سبتة نِيَابَة عَن صَاحب فاس أبي سعيد بن عبد الْحق وَكَانَ مقداماً شجاعاً ثمَّ جرت لَهُ محنة وانتقل إِلَى الأندلس وَأمر بهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي شعْبَان سنة 719

2509 -

يحيى بن عبد الله بن مَرْوَان بن عبد الله بن قمر الفارقي ثمَّ الدِّمَشْقِي فتح الدّين بن زين الدّين ولد سنة 672 بِالْقَاهِرَةِ وَسمع من ابْن أبي عمر فَكَانَ خَاتِمَة أَصْحَابه وَمن الْفَخر وَابْن شَيبَان وَغَيرهم وَأم بالأشرفية وَكَانَ خَازِن الْكتب بهَا وَأذن بالجامع أثنى عَلَيْهِ البرزالي وَجَمَاعَة قَالَ شَيخنَا الْحَافِظ أَبُو الْفضل سَأَلت الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ أَن يشفع لي عِنْده ليحدثني فَامْتنعَ وَقَالَ هَذَا رجل صَالح لَا أحب تَكْلِيفه ثمَّ إِنَّنِي بعد ذَلِك سَمِعت عَلَيْهِ قلت حَدثنِي عَنهُ بِجُزْء حَدِيثي وَكَذَا قَالَ ابْن سَنَد وَابْن رَافع أَنه امْتنع أَن يحدثهما وَقَالَ التَّاج السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الصُّغْرَى فتح الدّين الثِّقَة الثبت الْكَبِير السَّيِّد ولي الله وَقَالَ ابْن كثير أَتَت عَلَيْهِ تسعون سنة فِي خير وصيانة وتلاوة وانجماع وَكَانَ أول مَا حدث سنة 710 وَهُوَ بطرِيق الْحَج ببصرى ثمَّ لما كبر واحتيج إِلَيْهِ صَار يتعسر تورعاً وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 763

ص: 188

2510 -

يحيى بن عبد الله بن أبي الْعَلَاء بن عبد الله بن عبد الْحق المريني أَبُو يحيى شيخ الْجند بمالقة ولد سنة 664 قَالَ ابْن الْخَطِيب اشْتهر بِالْفَضْلِ وَالْعقل وَالدّين كَانَ يُجَالس الْفُقَهَاء ويصاحب الصلحاء ويقتني الْكتب وَيفْعل الْخَيْر وَلم يزل رَأْسا يرجع إِلَيْهِ فِي حل المعضلات إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 740 وَقد أكمل فِي مُدَّة عمره ثَلَاثًا وَسبعين غَزْوَة

2511 -

يحيى بن عبد الله الْمَالِكِي الشَّيْخ شرف الدّين الرهوني كَانَ من أَئِمَّة الْمَالِكِيَّة ودرس بالشيخونية ودرس للمحدثين بالصرغتمشية مَاتَ فِي شَوَّال سنة 773 ورثاه ابْن الصَّائِغ أَنبأَنَا أَبُو حَامِد بن ظهيرة ثَالِث أنشدنا الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الصَّائِغ لنَفسِهِ

(سلبتني اللَّذَّات أَيدي الْمنون

وتقاضت مَا أسلفت من ديوني)

(قبضت مَالهَا من الدّين حَتَّى

قد نقلت من بعد ذَا للرهون)

2512 -

يحيى بن عبد النَّاصِر بن فَخر الْقُضَاة نصر الله بن أبي الْعِزّ هبة الله ابْن أبي مُحَمَّد ابْن الفارقي الْمصْرِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن بصاقة محيي الدّين ولد سنة 668 وَسمع من ابْن أبي عمر وَالْفَخْر وَابْن الزبير وَغَيرهم وَحدث وَكَانَ يجلس مَعَ الشُّهُود مَاتَ فِي شَوَّال سنة 752

ص: 189

وَكَانَت وَفَاة جده فَخر الْقُضَاة الْكَاتِب الشَّاعِر الْمَشْهُور سنة 650

2513 -

يحيى بن عبد الْوَلِيّ بن أبي الْمجد بن خولان البعلي حسام الدّين أَبُو زَكَرِيَّاء ولد سنة 655 تَقْرِيبًا وَسمع من ابْن هامل وَأَجَازَ لَهُ أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَحدث وَمَات فِي سلخ الْمحرم سنة 739

2514 -

يحيى بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الرَّحِيم الدمنهوري الشَّافِعِي تَاج الدّين كَانَ فَقِيها فَاضلا نحوياً تصدر لإقراء الْعَرَبيَّة بِجَامِع الصَّالح وصنف مصنفات وَكَانَ يُؤثر الانجماع وَالْعِبَادَة ووقف كتبه عِنْد مَوته بالجامع الظَّاهِرِيّ وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 721

2515 -

يحيى بن عُثْمَان بن عَليّ بن عُثْمَان الهذباني الدِّمَشْقِي محيي الدّين ولد سنة 669 وَسمع بإفادة خَاله عَلَاء الدّين ابْن الْعَطَّار من أَحْمد بن شَيبَان وَالْفَخْر ابْن البُخَارِيّ وَابْن الزين وَغَيرهم وَولي عمَارَة دَار الحَدِيث الأشرفية وباشر الصَّدقَات الْحكمِيَّة وَغَيرهَا وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 743

2516 -

يحيى بن عَليّ بن تَمام بن يُوسُف بن مُوسَى السُّبْكِيّ صدر الدّين عَم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين كَانَ عَارِفًا بالفقه وَالْأُصُول وَله سَماع من ابْن خطيب المزة وَأخذ عَن الْعِرَاقِيّ والأصبهاني والظهير التزمنتي والسديد الأرمنتي ودرس بالسيفية بِالْقَاهِرَةِ إِلَى حِين وَفَاته فتلقاها بعده ابْن أَخِيه سمع مِنْهُ

ص: 190

حفيده تَقِيّ الدّين أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن عبد اللطيف وَكَانَ قد ولي قَضَاء الْمحلة وَغير ذَلِك وَمَات فِي صفر سنة 725

2517 -

يحيى بن عَليّ بن مجلي بن طَاهِر بن مُحَمَّد الصَّالِحِي ابْن الْحداد هُوَ الَّذِي بعده

2518 -

يحيى بن عَليّ بن أبي الْحسن مجلي بن أبي الْفرج مُحَمَّد بن طَاهِر بن مُحَمَّد الصَّالِحِي ابْن الْحداد الْحَنَفِيّ ولد سنة 666 بِدِمَشْق وأسمع على الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَكَانَ يذكر أَن وَالِده أحضرهُ إِلَى النَّوَوِيّ وَهُوَ أَمْرَد فَاعْتَذر وَقَالَ أَنا أرى أَن النّظر إِلَى الْأَمْرَد حرَام مُطلقًا فَاذْهَبْ بِهِ إِلَى الشَّيْخ تَاج الدّين وَكَانَ يذكر أَنه رَآهُ وَأَنه سمع مِنْهُ قَالَ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَلم أَقف على ذَلِك قَالَ ابْن رَافع كَانَ قد ولي التوقيع بطرابلس ثمَّ عزل وَأقَام بجبل الصالحية وَحدث وَكَانَ أَصله من الرقة وَسكن الْقَاهِرَة وباشر بهَا نظر الْوكَالَة ثمَّ ولي كِتَابَة الْإِنْشَاء بطرابلس بعد شمس الدّين الطَّيِّبِيّ فاستمر بهَا دهراً طَويلا وَكَانَ ينظم نظماً وسطا فَمِنْهُ من أَبْيَات

(أخجل النّظم مِنْك نظم وازري

نثره الشهب من مقالك نثر)

(وَإِذا مَا نظمت شعرًا فللشع

رى احتشام مِنْهُ وللشعر فَخر)

ثمَّ عَاد الْمَذْكُور من طرابلس إِلَى دمشق فَأَقَامَ بهَا قَلِيلا بطالاً وَمَات فِي شَوَّال سنة 757

2519 -

يحيى بن عمر بن حمود بن محسن بن غَازِي بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد ابْن عَليّ بن الْأسد البعلي رَضِي الدّين الْمُؤَذّن ولد سنة 653 وَسمع من الْفَقِيه اليونيني جُزْء ابْن زبان وجزء الْأنْصَارِيّ وَغير ذَلِك وَحدث

ص: 191

وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 735

2520 -

يحيى بن عمر بن رخو بن عبد الله بن عبد الْحق المريني شيخ الْغُزَاة بالأندلس قَالَ ابْن الْخَطِيب ولد سنة 691 وَكَانَ رَئِيسا أصيلاً شجاعاً داهية شَدِيد التيقظ عَارِفًا بأحوال قبيلته تولى رياستهم سنة 727 عوضا عَن شيخ الْغُزَاة عُثْمَان بن أبي الْعَلَاء بعناية الْوَزير ابْن المحروق فَلَمَّا قبض عَلَيْهِ عَاد ابْن أبي الْعَلَاء إِلَى المشيخة وَذَلِكَ فِي سنة 729 ثمَّ رَجَعَ الْأَمر إِلَى أبي زَكَرِيَّا سَاعَة وَاسْتمرّ إِلَى أَن صَارَت الدولة لمُحَمد بن إِسْمَاعِيل ابْن نصر سنة

وَسِتِّينَ فَعَزله ففر إِلَى الفرنج فَأكْرمه ملكهَا ثمَّ رَضِي عَنهُ السُّلْطَان فَأَعَادَهُ إِلَى مَكَانَهُ وَاسْتمرّ إِلَى أَن قبض السُّلْطَان على وَلَده عُثْمَان وأخيه وَآل بَيته فسجنوا أَجْمَعِينَ ثمَّ نفاهم أَجْمَعِينَ

2521 -

يحيى بن عمر بن أبي الْقَاسِم الكركي ولد سنة 699 واشتغل بِالْعلمِ حَتَّى ولي قَضَاء الكرك ثمَّ الشوبك ثمَّ قدم دمشق وَنزل دَار الحَدِيث وَأم بهَا ثمَّ عين لتدريس الصلاحية بالقدس فَلم يتَمَكَّن من ذَلِك فولي تدريس مدرسة الرملة إِلَى أَن مَاتَ بالقدس فِي أَوَائِل ذِي الْقعدَة سنة 762

2522 -

يحيى بن فضل الله بن مجلي بن دعجان بن خلف بن نصر بن مَنْصُور

ص: 192

ابْن عبيد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر الْعَدوي محيي الدّين أَبُو الْمَعَالِي ولد بالكرك فِي شَوَّال سنة 645 وَأَجَازَ لَهُ مكي ابْن عَلان وَإِسْمَاعِيل ابْن الْعِرَاقِيّ والرشيد بن مسلمة وَغَيرهم وَحدث بِشَيْء كثير بِالْإِجَازَةِ وَكَانَ يكْتب خطا حسنا إِلَى الْغَايَة وَأول مَا كتب الْإِنْشَاء فِي سنة 61 بِدِمَشْق وَأَخُوهُ شرف الدّين عبد الْوَهَّاب كَاتب السِّرّ بهَا ثمَّ نقل إِلَى حمص فَمَكثَ بهَا مُدَّة ثمَّ عَاد إِلَى دمشق ثمَّ استحضره الْمَنْصُور لاجين لما ضعف أَخُوهُ شرف الدّين فِي سنة 697 وناب عَنهُ ثمَّ عَاد إِلَى دمشق فاستقر فِي كِتَابَة السِّرّ إِلَى أَن عَاد النَّاصِر من الكرك ثمَّ اسْتَقر بعد ذَلِك أَخُوهُ شرف الدّين فِي كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق عطل هُوَ ثمَّ صودر هُوَ وَبَقِي مُدَّة بطالاً ثمَّ وَقع فِي الدست بِدِمَشْق عَن تنكز ثمَّ اسْتَقر فِي كِتَابَة السِّرّ بعد شمس الدّين ابْن الشهَاب مَحْمُود سنة 727 أَو فِي الَّتِي بعْدهَا ثمَّ اسْتَقر فِيهَا بِمصْر بعد عَلَاء الدّين ابْن الْأَثِير فِي أول سنة 729 وَاسْتقر عوضه بِدِمَشْق حفيد الشهَاب مَحْمُود ثمَّ نوقلا فِي الوظيفتين فِي شعْبَان سنة 732 ثمَّ رَجَعَ كل مِنْهُمَا إِلَى وظيفته فِي أول سنة 733 فاستمر محيي الدّين فِي كِتَابَة السِّرّ بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ ابْنه شهَاب الدّين يقْرَأ على السُّلْطَان إِلَى أَن مَاتَ بعد أَن اشْتَدَّ ضعفه لعلو سنه وَطلب التَّوَجُّه إِلَى دمشق فَأذن لَهُ وَاسْتقر وَلَده عَلَاء الدّين فِي سد الْوَظِيفَة فِي حَيَاته لما كبر وَضعف واستقل بعده وعظمت منزلَة محيي الدّين أخيراً عِنْد النَّاصِر حَتَّى أَمر أَن يكْتب لَهُ - لما ثقل فِي مَرضه وَاسْتَأْذَنَ أَن يرجع إِلَى دمشق

ص: 193

ليَمُوت بهَا - توقيع فِي قطع الثَّلَاثِينَ أَن يسْتَمر على صحابة ديوَان الْإِنْشَاء بالممالك الإسلامية وَأَن يكون جَمِيع المباشرين لَهَا نوابه وتجهز ليرحل إِلَى دمشق فأدركه أَجله وَكَانَ سعيد الحركات وَرَأى من السَّعَادَة فِي أَوْلَاده وأملاكه ووظائفه وَطول عمره مَا لم يُشَارِكهُ فِيهِ أحد وَكَانَ قَلِيل الْأَذَى كثير الانجماع عَن النَّاس قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ صَدرا مُعظما وقوراً كَامِل الْعقل حسن الصيانة تَارِكًا لمعاشرة النَّاس خَبِيرا بوظيفته بديع الْكِتَابَة جزل الْعبارَة كثير الْأَنْوَار خرج لَهُ أَبُو الْحُسَيْن بن ايبك معجماً سمعناه من شَيخنَا برهَان الدّين التنوخي بِسَمَاعِهِ مِنْهُ وَكَانَ لَا يكَاد يتَكَلَّم إِلَّا جَوَابا وَله نظر جيد وَكَانَت وَفَاته فِي ثامن شهر رَمَضَان سنة 738 وَدفن بالقرافة ثمَّ نقل تابوته إِلَى دمشق وَدفن بالصالحية بعد مَوته بأشهر

2523 -

يحيى بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سعيد الجزار الْحَارِثِيّ الْكُوفِي النَّحْوِيّ سبط الشريف شرف الدّين عبد الله بن يحيى الْأَبْزَارِيِّ ولد فِي شعْبَان سنة 678 بِالْكُوفَةِ واشتغل بهَا وببغداد وصنف فِي النَّحْو كتابا سَمَّاهُ مِفْتَاح الْأَلْبَاب لعلم الْإِعْرَاب وَقدم دمشق وسمعوا عَلَيْهِ من نظمه وَمَات بِالْكُوفَةِ سنة 752

2524 -

يحيى بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن عَليّ البيساني محيي الدّين بن عز الدّين ابْن القَاضِي الْأَشْرَف ابْن القَاضِي الْفَاضِل مَاتَ فِي تَاسِع ربيع الأول سنة 702

ص: 194

2525 -

يحيى بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبد السَّلَام بن عَتيق بن مُحَمَّد السفاقسي التَّمِيمِي الإسْكَنْدراني الْمَالِكِي جلال الدّين ولد سنة 632 وَسمع من ابْن عَم أَبِيه أبي بكر مُحَمَّد بن أبي الْحسن بن عبد السَّلَام مشيخته تَخْرِيج ابْن الْعمادِيَّة وَمن ابْن أبي الْفضل المرسي الْمُوَطَّأ وَحدث سمع مِنْهُ الذَّهَبِيّ والعز ابْن جمَاعَة وَمَات سنة 721

2526 -

يحيى بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا بن مُحَمَّد بن يحيى العامري الْمَعْرُوف بِابْن الخباز الشَّاعِر الزجال ولد سنة 697 وتلمذ للسراج المحار وَنظر الْفُنُون وَمهر فِي البلاليق والأزجال قَالَ الصَّفَدِي اجْتمعت بِهِ غير مرّة وأنشدني كثيرا من نظمه وَكَانَ لَهُ غوص على الْمعَانِي وَفِيه تشيع وغلو مَاتَ فِي شهر الْمحرم سنة 773 بحماة أرخه ابْن حبيب

2527 -

يحيى بن مُحَمَّد بن سعد بن عبد الله بن سعد بن مُفْلِح الْأنْصَارِيّ الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ ولد فِي ربيع الأول سنة 631 وَأَجَازَ لَهُ ابْن روزبه والقطيعي وَالْحسن بن صباح وَعلي بن مُخْتَار وَعبد المحسن السطي وَأَبُو الْقَاسِم الصفراوي وَعلي بن مُخْتَار وَآخَرُونَ وأحضر فِي الثَّالِثَة على ابْن اللتي وأسمع فِي الْخَامِسَة وَمَا بعْدهَا على جَعْفَر بن عَليّ والشرف المرسي والكفرطابي وَغَيرهم وَكَانَ اسْمه فِي الطباق سعد بن مُحَمَّد ابْن سعد فَيُقَال كَانَ لَهُ اسمان وَلم يكن لَهُ أَخ أصلا وَحدث بالكثير وَكَانَ خيرا متواضعاً حسن الْخلق روى الْكثير على سداد وَخير وَحُضُور

ص: 195

ذهن جَاوز التسعين قَالَ الذَّهَبِيّ فِي حَقه العَبْد الصَّالح بَقِيَّة السّلف تفرد فِي زَمَانه وَنعم الشَّيْخ كَانَ خيرا وسكينة وتواضعاً وَقد ولي مشيخة الضيائية وَمَات فِي 14 ذِي الْحجَّة سنة 721

2528 -

يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حفاظ السّلمِيّ الدِّمَشْقِي كَمَال الدّين بن بدر الدّين ابْن الفويرة الْحَنَفِيّ ولد سنة 666 وَسمع من الْمُسلم بن عَلان وَيحيى ابْن الصَّيْرَفِي وَابْن أبي عمر وَالْفَخْر والعامري وَابْن الصَّابُونِي وَغَيرهم ودرس وَولي نظر الأسرى وَشَهَادَة الخزانة وَهُوَ من بَيت بِدِمَشْق مَعْرُوف بالثروة وَالْفضل وَكَانَ أَبوهُ من أَعْيَان الْحَنَفِيَّة مَاتَ وَهَذَا صَغِير قَالَ الذَّهَبِيّ فِيهِ شهامة وَقُوَّة نفس وَقَالَ ابْن رَافع كَانَ من الصُّدُور الْأَعْيَان مَاتَ فِي مستهل جُمَادَى الأولى سنة 742 وَقد مضى ذكر وَلَده بدر الدّين مُحَمَّد وحفيده شرف الدّين عبد الله بن مُحَمَّد بن يحيى وَحدثنَا عَن كَمَال الدّين الْمَذْكُور شَيخنَا أَبُو إِسْحَاق التنوخي سمع عَلَيْهِ جُزْء الْأنْصَارِيّ وَحدثنَا بِهِ

2529 -

يحيى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن زيد بن هبة الله الْحَنَفِيّ رشيد الدّين أَبُو طَالب الشَّاعِر الْبَغْدَادِيّ وَهُوَ الْقَائِل

(إِن كنت من أهل الصبابة والهوى

فاسمع وَلَا تبخل بِنَفْسِك فِي الجوى)

ص: 196

(من لايذل لمن يحب فحظه

من حبه إِمَّا الصدود أَو النَّوَى)

مَاتَ فِي سنة 701

2530 -

يحيى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي محيي الدّين ابْن القباقبي سمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَأبي مُحَمَّد بن عَطاء وَحدث ذكره البرزالي فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 721

2531 -

يحيى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي الْقَاسِم الْعَدوي الدِّمَشْقِي بدر الدّين ابْن السكاكري ولد سنة 654 وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَأبي حَامِد ابْن الصَّابُونِي وَغَيرهمَا وفَاق فِي كِتَابَة الشُّرُوط وَحدث ذكره البرزالي فِي مُعْجَمه وَكَانَ كثير التَّزْوِيج يُقَال أَنه أحصن مائَة امْرَأَة مَاتَ فِي 16 ربيع الأول سنة 732 بِدِمَشْق

2532 -

يحيى بن مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الله بن دَاوُد ابْن الْأَبَّار الْأَصْبَهَانِيّ الاسكندراني أَبُو الْحُسَيْن الْمَالِكِي وجيه الدّين ولد فِي ربيع الأول سنة 667 وَسمع من أَحْمد بن عبد الْخَالِق بن طرخان وَحدث وتفقه واشتغل وانتفع بِهِ النَّاس وناب فِي الحكم وَمَات فِي 29 رَمَضَان سنة 737

2533 -

يحيى بن مُحَمَّد المغراوي التّونسِيّ ذكره ابْن مَرْزُوق فِي مشيخته وَقَالَ صَالح مخلق معمر حدث عَن النَّوَوِيّ بالأربعين النووية بِسَمَاعِهِ لَهَا مِنْهُ

2534 -

يحيى بن مَسْعُود بن عَليّ بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن مَسْعُود

ص: 197

البُخَارِيّ أَبُو بكر الغرناطي قَالَ ابْن الْخَطِيب ولد سنة 653 فِي شَوَّال وَقَرَأَ على أبي جَعْفَر ابْن الزبير وَأبي جَعْفَر أَحْمد بن سعيد الْقَزاز وَأبي جَعْفَر ابْن الطباع وَأبي عَليّ ابْن أبي الْأَحْوَص وَكَانَ عالي الهمة ولي الْقَضَاء بالمرية وَغَيرهَا فحسنت سيرته ثمَّ نقل إِلَى قَضَاء الْجَمَاعَة بغرناطة فَأمْضى الْأَحْكَام وَاشْتَدَّ على أهل الجاه وَأقَام الْحق وأرسله السُّلْطَان إِلَى فاس سنة 727 فلقي صَاحبهَا فَسَأَلَهُ فاتفقت وَفَاته بهَا فِي سَابِع ذِي الْقعدَة

2535 -

يحيى بن مصطفى البيري أحد الْأُمَرَاء العشراوات بِدِمَشْق كَانَ شَابًّا حسن الْوَجْه وَالْعقل ملازماً للصلوات مَاتَ فِي رَجَب سنة 757

2536 -

يحيى بن مكي بن عبد الرَّزَّاق بن يحيى الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي خطيب عقربا المارستاني سمع من أَخِيه واليلداني والبادرائي وَكَانَ منور الْوَجْه لابأس بِهِ - قَالَه الذَّهَبِيّ قَالَ وَحدث وَسَمعنَا مِنْهُ وَمَات فِي صفر سنة 724

2537 -

يحيى بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم القسطنطيني سمع بِالْمَدِينَةِ من الْجمال ابْن المطري وَحدث بِالْمَدِينَةِ روى عَنهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة بِالْإِجَازَةِ فِي مُعْجَمه

2538 -

يحيى بن مُوسَى بن عمر الزواوي الْمَالِكِي

رَأَيْت خطه فِي إجَازَة سنة 771 بِالْقَاهِرَةِ وَمَعَهُ الْجمال الأسنوي والأكمل مُحَمَّد بن مَحْمُود ابْن أَحْمد

2539 -

يحيى بن يحيى بن عمرَان بن بكران بن عمرَان بن بكران بن عُثْمَان بن

ص: 198

إِسْرَائِيل ابْن أبي مَنْصُور الربعِي الْجَزرِي تَقِيّ الدّين يعرف بِالْقَاضِي ولد سنة 651 وأحضر فِي الثَّانِيَة على الْحَافِظ أبي عَليّ الْبكْرِيّ الأول من حَدِيث عَبْدَانِ وجزء نصر الله ابْن الصفار وَمُحَمّد بن حميد السّلمِيّ الصرخدي ويوسف بن يَعْقُوب الأربلي ويوسف بن قزغلي وَإِسْحَاق بن عبد المحسن ابْن صَدَقَة بن عبد المحسن الْمصْرِيّ سمع مِنْهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة جُزْء ابْن نجيد وَمَات فِي حُدُود سنة ثَلَاثِينَ ذكره البرزالي وَقَالَ غَيره مَاتَ بعد الثَّلَاثِينَ وَله ثَمَانُون سنة

2540 -

يحيى بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى الْحِجَازِي ولد سنة 714 وَسمع من

وَكتب بِخَطِّهِ فِي استدعاء بِخَط ابْن سكر فِي شعْبَان سنة ثَمَانِينَ

2541 -

يحيى بن يُوسُف بن يَعْقُوب بن أَحْمد بن يحيى الرَّحبِي الأَصْل الدِّمَشْقِي التَّاجِر محيي الدّين أَبُو زَكَرِيَّا سمع من الحجار بِدِمَشْق الصَّحِيح ثمَّ طلب بِنَفسِهِ فَسمع من أبي الْعَبَّاس الْجَزرِي والمزي وَغَيرهمَا وَكتب عَن ابْن كثير فَوَائِد حَدِيثِيَّةٌ أَكْثَرهَا يتَعَلَّق بِالصَّحِيحِ وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَمَات فِي ربيع الأول سنة 794

ص: 199

2542 -

يحيى بن يُوسُف بن أبي مُحَمَّد بن أبي الْفتُوح الْمَقْدِسِي ثمَّ الْمصْرِيّ أَبُو زَكَرِيَّا ولد سنة بضع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة واستجاز لَهُ أَخُوهُ محيي الدّين مُحَمَّد النَّحْوِيّ من ابْن رواج وَابْن الجميزي والمرسي وَالْمُنْذِرِي وَنَحْوهم وعاش إِلَى أَن حدث بِهَذِهِ الْإِجَازَة فَأَكْثرُوا عَنهُ جدا لِأَنَّهُ تفرد بالرواية عَن الْمَذْكُورين وَكَانَ يتعاسر فِي التحديث وَخرج لَهُ ابْن رَافع وَغَيره وَقَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ شَيخا حسنا لَا بَأْس بِهِ وَسمع مِنْهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَحدث عَنهُ حَدثنَا عَنهُ الشَّيْخ برهَان الدّين الشَّامي وَأَبُو الْعَبَّاس الغضائري وَغَيرهمَا مَاتَ فِي سَابِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة 737 عَن تسعين سنة

2543 -

يحيى بن يُوسُف القسطنطيني

2544 -

يحيى بن يُوسُف الْبَحْر اباذي الْجُوَيْنِيّ

رَأَيْت خطه فِي استدعاء بِخَط ابْن سكر فِي سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة

2545 -

يحيى بن أبي بكر بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله الغماري التّونسِيّ أَبُو زَكَرِيَّا الصُّوفِي ولد سنة 643 وَقَرَأَ على أبي الْحسن بن عُصْفُور فِيمَا كَانَ يزْعم وَلَقي ابْن مَالك بِدِمَشْق ثمَّ قَرَأَ على الْبَهَاء ابْن النّحاس وَأخذ عَن عبد الْحق بن سبعين كتب عَنهُ ابْن سيد النَّاس وَابْن رَافع وَقَالَ

ص: 200

مَاتَ فِي 13 ذِي الْحجَّة سنة 724 وَمن شعره

(بِعَيْنَيْك هَل أَبْصرت أحسن منْظرًا

على طول مَا أَبْصرت من هرمي مصر)

(أناخا بأعنان السَّمَاء وأشرفا

على الأَرْض إشراف السماك أَو النسْر)

(وَقد وفيا نشزاً من الأَرْض عَالِيا

كَأَنَّهُمَا نهدان قاما على صدر)

2546 -

يحيى الصنافيري نِسْبَة إِلَى صنافير - بِمُهْملَة مَفْتُوحَة ثمَّ نون مُخَفّفَة وَبعد الْألف فَاء مَكْسُورَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة سَاكِنة ثمَّ رَاء - من عمل القليوبية صحب الشَّيْخ أَبَا الْعَبَّاس الْبَصِير ثمَّ سكان بزاويته بصنافير ثمَّ تحول إِلَى تربة شَيْخه فسكنها بِطرف القرافة وَكَثُرت مكاشفاته حَتَّى صَارَت فِي حد التَّوَاتُر فإنني لم ألق أحدا من المصريين أدْركهُ إِلَّا ويحكي عَنهُ فِي هَذَا الْبَاب مَا لَا يحكيه الآخر حَتَّى أَن وَالِدي نظم فِيمَا شَاهده مِنْهُ فِيمَا يخْتَص بالوالد أرجوزة ذكر فِيهَا جملَة من الكرامات وَكَانَ لي أَخ من أبي قَرَأَ الْفِقْه وَفضل وَعرض الْمِنْهَاج ثمَّ أَدْرَكته الْوَفَاة فَحزن الْوَالِد عَلَيْهِ جدا فَيُقَال أَنه حضر إِلَى الشَّيْخ فبشره بِأَن الله سيخلف عَلَيْهِ غَيره ويعمره أَو نَحْو ذَلِك فَولدت أَنا لَهُ بعد ذَلِك بِيَسِير وَفتح الله بِمَا فتح وَمن الْمَشْهُور عَنهُ أَنه حذر يلبغا لما أَرَادَ الْخُرُوج على الْأَشْرَف بِمَا يَقع لَهُ فَمَا قبل فَكَانَ

ص: 201

من أمره مَا كَانَ وقرأت بِخَط بعض الطّلبَة أَن الشَّيْخ نَشأ بالقرافة وَكَانَ يواظب زِيَارَة الشَّافِعِي ثمَّ لما ترعرع سكن صنافير فظهرت على يَده كرامات ثمَّ يرجع فَأَقَامَ بضريح الشَّيْخ أبي الْعَبَّاس وهرع النَّاس إِلَى زيارته وَمِمَّا قيل فِيهِ من الشّعْر

(فيا سائيلي عَن فضل يحيى فَمَا الَّذِي

تروم وَكم ميت بِرُؤْيَتِهِ يحيا)

(محيا سناه للقلوب حلاوة

فَللَّه مَا أحلى وأطيبه محيا)

(مناقبه قد شاع فِي النَّاس ذكرهَا

فَلَو جمعت كَانَت تفوق على الأحيا)

وَكَانَت وَفَاته فِي 26 شعْبَان سنة 772 وَحضر جنَازَته من لَا يُحْصى كَثْرَة يُقَال أَنهم حزروا بِخَمْسِينَ ألف نفس

2547 -

يزْدَاد بن عبد الله من أُمَرَاء الطبلخاناة بِدِمَشْق مَاتَ فِي رَجَب سنة 737

2548 -

يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عقبَة بن هبة الله بن عَطاء بن ياسين ابْن عبد الله بن زُهَيْر البصروي ثمَّ الصَّالِحِي شرف الدّين ابْن عصية ولد فِي شعْبَان سنة 642 واشتغل بالفقه وَسمع من الْمسند على ابْن أبي عَمْرو كَانَ خيرا دينا مَاتَ فِي شعْبَان سنة 734

2549 -

يَعْقُوب بن أَحْمد بن يَعْقُوب بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان الْحلَبِي الأَصْل الْمَعْرُوف بِابْن المقرىء وبابن الصَّابُونِي شرف الدّين كَانَ أَبُو حَامِد ابْن الصَّابُونِي زوج خَالَته فَعرف بِهِ ولد سنة 44 وَقيل سنة 45 وَسمع من ابْن عزون والمعين والنجيب وَابْن علاق وَابْن أبي الْيُسْر

ص: 202

وَشَيخ شُيُوخ حماة وَجَمَاعَة وَقَرَأَ وَطلب بِنَفسِهِ وَمهر فِي الشُّرُوط وَنسخ الْأَجْزَاء وَولي مشيخة المنكوتمرية وَسكن دمشق زَمَانا وَمَات بِمصْر فِي رَجَب سنة 720 وَقد تغير ذهنه نَحْو سنة

2550 -

يَعْقُوب بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن عبد المحسن بن إِبْرَاهِيم الْموصِلِي الكفتي الدِّمَشْقِي أَبُو عوَانَة وَأَبُو مُحَمَّد وَأَبُو يُوسُف ولد سنة 57 وَسمع من الْجمال عبد الله بن يحيى بن أبي بكر بن يُوسُف بن حيون الجزائري وَمن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَابْن أبي الْيُسْر وَابْن النشبي وَغَيرهم وَحدث مَاتَ فِي 8 جُمَادَى الأولى سنة 737

2551 -

يَعْقُوب بن الْحسن بن عَليّ بن عمر الأسنائي شرف الدّين أَخُو الشَّيْخ جمال الدّين اشْتغل قَلِيلا وَولي الْقَضَاء بمنية ابْن خصيب مَاتَ فِي الْمحرم سنة 761 أرخه شَيخنَا

2552 -

يَعْقُوب بن عبد الْحق بن إِسْمَاعِيل بن أبي بكر بن أَيُّوب مجد الدّين ابْن الْأَشْرَف بن الصَّالح بن الْعَادِل كَانَ كثير الفكاهة حاد النادرة ضيق ذَات الْيَد مَاتَ بِدِمَشْق فِي ذِي الْحجَّة سنة 727

2553 -

يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن يَعْقُوب الشَّيْخ شرف الدّين ابْن خطيب القلعة الْحَمَوِيّ اشْتغل بالفقه على ابْن جوبر وَغَيره وَمهر فِيهِ وشارك فِي الْفُنُون حَتَّى انْتَهَت إِلَيْهِ رئاسة الْعلم ببلدته وانتفع بِهِ النَّاس وَكَانَ عَارِفًا بالقراءآت ماهراً فِي الْفِقْه والعربية أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب

ص: 203

وَقَالَ كَانَ خَطِيبًا بليغاً واعظاً مذكراً مَاتَ سنة 774 هَكَذَا أرخه ابْن حبيب وَغَيره وَذكره قَاضِي صفد فِي الطَّبَقَات وَذكر أَنه مَاتَ فِي الْمحرم سنة 775 فَلَعَلَّهُ أرخه ببلوغ الْخَبَر وَقَالَ كَانَ إِمَامًا فَاضلا لَهُ مصنفات بديعة ونظم الْحَاوِي وَتخرج بِهِ جمَاعَة وَلَقِيت صَاحبه نَاصِر الدّين ابْن المغيزل بحماة سنة 836 فوصفه لي وَبَالغ فِي وَصفه بِالْعلمِ وَالدّين - رَحمَه الله تَعَالَى

2554 -

يَعْقُوب بن عبد الْكَرِيم بن أبي الْمَعَالِي الْحلَبِي شرف الدّين نَاظر الْجَيْش بحلب ثمَّ بطرابلس تنقل فِي هَاتين الولايتين مرَارًا عدَّة ثمَّ قدر أَن مَاتَ بحماة وَكَانَ رَئِيسا نبيلاً جواداً يحب الْفُضَلَاء ويرعاهم متجملاً فِي زيه وملبسه وَهُوَ وَالِد الرئيس نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن يَعْقُوب الَّذِي ولي كِتَابَة السِّرّ بحلب وبدمشق - وَقد مضى ذكره قَالَ ابْن كثير كَانَ محباً لأهل الْخَيْر وَفِيه كرم وإحسان مَاتَ بحماة فِي جُمَادَى

سنة 729 وَقد جَاوز السِّتين

2555 -

يَعْقُوب بن عبد الله الْقرشِي علم الدّين ولد سنة 686 وناب فِي الحكم عَن السراج بِالْمَدِينَةِ ثمَّ اشْتغل بعده وَكَانَ فَقِيها فَاضلا مهاباً مصمماً يشدد على الخدام بِسَبَب النذور الَّتِي تَجْتَمِع أَيَّام المواسم فِي صندوق ثمَّ يقتسمونها فَقَالَ لَهُم هَذَا إِنَّمَا هُوَ لمصَالح الْحرم الشريف ولايجوز لكم قسمته ومنعهم من ذَلِك وصمم فَضَاقَ بِهِ ذرعهم وَسعوا عَلَيْهِ إِلَى أَن

ص: 204

عزل وَمَات سنة 745

2556 -

يَعْقُوب بن عمر الْعَبدَرِي أَبُو عبد الرَّحْمَن الشاطبي الأَصْل الإفْرِيقِي قَالَ ابْن الْخَطِيب قدم غرناطة رَسُولا صُحْبَة الْحَاج فضل من جِهَة صَاحب إفريقية وَهُوَ شَاب جميل الصُّورَة ظَاهر الْبَأْس وَلما رَجَعَ استوزره صَاحبهَا وَكَانَ حازماً يقظاً هَين السطوة وولاه الْأَمر أَبُو رَيْحَانَة فباشره أحسن مُبَاشرَة إِلَى أَن مَاتَ سنة 717

2557 -

يَعْقُوب بن عِيسَى بن عبد الْوَاحِد بن يَعْقُوب بن عبد الْحق الْقرشِي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ عَاقِلا فَاضلا قتل غيلَة فِي جُمَادَى الأولى سنة 714

2558 -

يَعْقُوب بن مَحْفُوظ بن معتوق بن أبي بكر بن عمر بن عمَارَة الْبَغْدَادِيّ نجم الدّين رَئِيس الوعاظ الْمَعْرُوف بِابْن الْبزورِي مَاتَ سنة 702 وَله نَيف وَخَمْسُونَ سنة

2559 -

يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن عبد الله التركماني الدِّمَشْقِي أَبُو مُحَمَّد الْفراش الدقاق تربية الشَّيْخ وجيه الدّين أَبُو سُوَيْد ولد سنة 648 تَقْرِيبًا وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَحدث وَكَانَ جندياً مَاتَ فِي 8 شَوَّال سنة 725 بِدِمَشْق

2560 -

يَعْقُوب بن مظفر بن مزهر الصاحب شرف الدّين ولد سنة 628

ص: 205

وباشر النّظر بِدِمَشْق وحلب وطرابلس وَغَيرهَا وَكَانَ من شُيُوخ الْكتاب المعروفين بالكفاية مَاتَ فِي شعْبَان سنة 714 بحلب

2561 -

يَعْقُوب بن يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن سُلْطَان البعلي ثمَّ الدِّمَشْقِي الحريري شرف الدّين أَبُو مُحَمَّد ولد سنة 675 وَسمع على الْفَخر مشيخته وَحدث قَدِيما بعد الثَّلَاثِينَ وَاسْتمرّ وَكَانَ كثير الْمُعَامَلَات وَخلف أَمْوَالًا جمة مَاتَ فِي شهر ربيع الأول سنة 766 وَقد جَاوز التسعين سمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وأحضر عَلَيْهِ وَلَده أَبَا زرْعَة فِي أَوَائِل السّنة الثَّالِثَة من عمره

2562 -

يَعْقُوب بن يُوسُف بن عوض الحريري الْمُؤَذّن أَبُو يُوسُف شرف الدّين الخيوطي ولد فِي حُدُود السِّتين وسِتمِائَة وَسمع من النجيب جُزْء ابْن عَرَفَة وَمن شمس الدّين ابْن الْعِمَاد والقطب الْقُسْطَلَانِيّ وَغَيرهم وَحدث وَمَات فِي ثامن شهر رَجَب سنة 724

2563 -

يَعْقُوب الشهرزوري بهاء الدّين كَانَ أَرَادَ الْقدوم إِلَى مصر فِي أَيَّام الصَّالح أَيُّوب فَلَمَّا خرج المظفر قطز إِلَى قتال التتار شهد مَعَه وقْعَة عين جالوت وَمَعَهُ جمع كثير من الشهرزورية وأبلوا بلَاء حسنا ثمَّ قبض عَلَيْهِ الْمَنْصُور وحبسه ثمَّ أفرج عَنهُ الْأَشْرَف خَلِيل وَأمره وَكَانَ من الأكابر لَهُ مَكَارِم وَأَتْبَاع وَمَات فِي أَوَاخِر سنة 707

2564 -

يلبغا بن طابطا الساقي اليحياوي الناصري ولد قبيل سنة عشْرين بِقَلِيل تَقْرِيبًا وَأَبوهُ فِي خدمَة النَّاصِر فَنَشَأَ بِحسن الصُّورَة إِلَى الْغَايَة

ص: 206

قويم الشكل فَتقدم وحظي عِنْد النَّاصِر مُحَمَّد إِلَى أقْصَى غَايَة حَتَّى أَنه مرض مرّة فَكَانَ هُوَ الَّذِي يتَوَلَّى تمريضه وَمَات ابْنه إِبْرَاهِيم أكبر أَوْلَاده فَمَا رَآهُ شغلاً مِنْهُ بيلبغا وسَمعه مرّة يَقُول وَقد جرى ذكر المَال فَقَالَ أَنا وَالله عمري مَا رَأَيْت عشرَة آلَاف دِينَار فَجهز لَهُ خَمْسَة وَعشْرين ألف دِينَار إنعاما وَبنى لَهُ الاسطبل الَّذِي بسوق الْخَيل وَلم يعمر قبله مثله وَكَانَ هُوَ يهندس فِيهِ بِنَفسِهِ وَصرف عَلَيْهِ شَيْئا كثيرا جدا وَعمل لما فرغ سماطاً عَظِيما كَانَ فِيهِ ثَلَاثمِائَة قِنْطَار سكر برسم المشروب فَقَط وَهُوَ الَّذِي صَار الْآن مدرسة حسن وَكَانَ يُرْسل لَهُ الْخُيُول بسروجها المزركش والمرصع والتشاريف بالطرز الزركشية والحوائض المذهبة حَتَّى يتعجب من إنعاماته عَلَيْهِ وَلما مرض النَّاصِر كَانَ هُوَ الَّذِي تولى تمريضه هُوَ وملكتمر الْحِجَازِي ثمَّ قبض عَلَيْهِ قوصون ثمَّ أفرج عَنهُ وَولي فِي أَيَّام الصَّالح إِسْمَاعِيل نِيَابَة حماة ثمَّ ولي حلب ثمَّ نِيَابَة دمشق وَاسْتقر المظفر حاجي وَاسْتمرّ يلبغا فِي نِيَابَة دمشق وَعمر بهَا الْجَامِع على نهر بردى ثمَّ أَرَادَ الْخُرُوج فخذل وَذَلِكَ أَن المظفر أَرَادَ إِمْسَاكه فخشي ففر من دمشق فضيقوا عَلَيْهِ حَتَّى دخل حماة فَأكْرمه نائبها قطليجا ثمَّ دخل الْحمام فأمسكه وَأمْسك أَبَاهُ وَإِخْوَته وَولده واسندمر وجهزوا إِلَى الْقَاهِرَة وَكَانَ آخر أمره أَن خنق بقاقون فِي آخر جُمَادَى الأولى سنة 748 وجهز رَأسه إِلَى الْقَاهِرَة وجهز أَبوهُ إِلَى البيرة على الْبَرِيد وَكَانَ كثير التِّلَاوَة لِلْقُرْآنِ وَيُحب الْفُقَرَاء ويجالسهم وَلم يكن فِيهِ شَرّ وَلَا انتقام رَحمَه الله تَعَالَى

ص: 207

2565 -

يلبغا بن عبد الله الخاصكي الناصري الْأَمِير الْكَبِير الْمَشْهُور أول مَا أمره النَّاصِر حسن تقدمة ألف عقب مسك صرغتمش ثمَّ اسْتَقر أَمِير مجْلِس فِي أَوَاخِر السّنة بعد موت تنكز بغا المارداني ثمَّ كَانَ يلبغا رَأس من قَامَ على أستاذه النَّاصِر حسن حَتَّى قتل وتسلطن الْمَنْصُور مُحَمَّد ابْن حاجي وَاسْتقر أتابك ثمَّ خلعه فِي شعْبَان سنة أَربع وَسِتِّينَ وتسلطن الْأَشْرَف شعْبَان وَتَنَاهَتْ إِلَيْهِ الرِّئَاسَة ولقب نظام الْملك وَصَارَ صَاحب الْأَمر وَالنَّهْي والحل وَالْعقد وَهُوَ السُّلْطَان فِي الْبَاطِن والاشرف بِالِاسْمِ وانْتهى إِلَيْهِ إِلَى أَن صَار الْعدَد الْكثير من مماليكه نواب الْبِلَاد ومقدمي أُلُوف واستكثر من المماليك الجلبان وَبَالغ فِي الْإِحْسَان إِلَيْهِم وَالْإِكْرَام حَتَّى صَارُوا يلبسُونَ الطرز الذهبية العريضة يركب مَعَه مِنْهُم نَحْو ألف نفس إِذا وَقعت الشَّمْس عَلَيْهِم تكَاد من شدَّة لمعانها تخطف الْبَصَر وَبَلغت عدَّة مماليكه ثَلَاثَة آلَاف وَكَانَ يسكن الْكَبْش بِالْقربِ من قناطر السبَاع فَكَانَ موكبه من أعظم المواكب وَيُقَال أَن فَخر الدّين ابْن قزوينة كَانَ يحمل إِلَى خزانَة يلبغا فِي كل يَوْم ألفي دِينَار وَكَانَت الطرقات فِي زَمَانه فِي غَايَة الْفساد من العربان والتركمان بالبلاد الشامية لقطعه أخبارهم وأغزى بعض الْأُمَرَاء أسوان ففتك بأولاد الْكَبِير فكر بَعضهم على أسوان فأخربها وفتك فِي أَهلهَا وصاروا يقطعون الطّرق على الْمُسَافِرين ثمَّ كَانَ فِي زَمَانه وقْعَة الاسكندرية وَأخذ الفرنج لَهَا فِي أَوَائِل سنة 767 فَقَامَ أتم قيام وَعمر مائَة شيني وَأَرَادَ غَزْو بِلَاد الفرنج ونزعها

ص: 208

من أَيْديهم وصادر جَمِيع النَّصَارَى والرهبان واستنقذ من جَمِيع الديارات مَا بهَا من الْأَمْوَال فَحصل على شَيْء كثير جدا حَتَّى يُقَال اجْتمع عِنْده اثْنَا عشر ألف صَلِيب مِنْهَا صَلِيب ذهب وَزنه عشرَة أَرْطَال مصرية وَكَانَت ليلبغا صدقَات كَثِيرَة على طلبة الْعلم ومعروف كثير فِي بِلَاد الْحجاز وَهُوَ الَّذِي حط المكس عَن الْحجَّاج بِمَكَّة وَعوض أمراءها بَلَدا بِمصْر وَكَانَ يتعصب للحنفية حَتَّى كَانَ يُعْطي من يتمذهب لأبي حنيفَة الْعَطاء الجزيل ورتب لَهُم الجامكية الزَّائِدَة فتحول جمع من الشَّافِعِيَّة لأجل الدُّنْيَا حنفية وحاول فِي آخر عمره أَن يجلس الْحَنَفِيّ فَوق الشَّافِعِي فعاجله الْقَتْل وَذَلِكَ أَن مماليكه اجْتَمعُوا على قَتله وَهُوَ مَعَ السُّلْطَان بالبحيرة فَبَلغهُ الْخَبَر فهرب وَوصل إِلَى سَاحل الْقَاهِرَة وَضم إِلَيْهِ المراكب وَمنع الْعَسْكَر كُله من التَّعْدِيَة فَلَمَّا جَاءَ السُّلْطَان ركب هُوَ وَجَمِيع الْعَسْكَر فِي الشواني الَّتِي عمرها يلبغا لغزو الفرنج فحاربهم يلبغا بعد أَن قَامَ بِجَزِيرَة أروى وَنصب بهَا أنوك أَخا الْأَشْرَف سلطاناَ ومانعهم أَيَّامًا ثمَّ غلبوا عَلَيْهِ ففر ثمَّ جَاءَ طَائِعا فِي عُنُقه منديل فَأمر السُّلْطَان بحبسه ثمَّ أذن فِي قَتله فَقتله بعض مماليكه واسْمه فراسم وَفِيه يَقُول الشَّاعِر

(بدا شقا يلبغا وعدت

عداهُ فِي سفنه إِلَيْهِ)

(والكبش لم يفده فأضحت

تنوح غربانه عَلَيْهِ)

وَذَلِكَ فِي ربيع الآخر سنة 768 وَكَانَ رَأس المماليك اليلبغاوية آقبغا

ص: 209

الأحمدي وَمَعَهُ اسندمر الناصري وقجاس الطازي وآقبغا حرس وَكَانُوا تواطؤا مَعَ الْأَشْرَف فِي الفتك فاتفق أَن السُّلْطَان توجه إِلَى الطرانة للفتنة بالبحيرة فكبسوا على يلبغا فأحس بهم ففر وَدخل الْقَاهِرَة وَنزل بِجَزِيرَة أروى وَجمع المراكب والمعادي فَلَمَّا رَجَعَ السُّلْطَان مَعَ الْعَسْكَر لم يَجدوا مَا يعدون فِيهِ فأقاموا ثَلَاثًا وانضم إِلَى يلبغا جمَاعَة كَثِيرَة مِمَّن كَانَ تخلف بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ أرغون تتر وطشتمر النظامي

فَرَجَعَا فَلَمَّا أَطَالَت على السُّلْطَان الْإِقَامَة بشاطىء النّيل ببولاق أَمر بتهيئة الأغربة الَّتِي عمرها يلبغا لغزو الفرنج فجهزت وعدوا فِيهَا إِلَى مصر فَلَمَّا بلغ ذَلِك من مَعَ يلبغا فارقوه وتوجهوا إِلَى السُّلْطَان وخذلوه فَسقط فِي يَد يلبغا وَكَانَ من أمره مَا كَانَ

2566 -

يلبغا الناصري سيف الدّين كَانَ من أَتبَاع يلبغا الْكَبِير الناصري فنسب كنسبه وَأول مَا اشْتهر أمره أَنه كَانَ مقدما فِي أول دولة الصَّالح حاجي ابْن الْأَشْرَف فقرر فِي نِيَابَة حلب عوضا عَن إينال اليوسفي وَفِي ولَايَته هَذِه وَقعت لَهُ وقائع مَعَ التركمان مِنْهَا مَعَ ابْن رَمَضَان باذنة وَفِي تِلْكَ الْوَقْعَة قلعت عينه وانكسر مَعَه عَسْكَر حلب ثمَّ لم ينتصر الْعَسْكَر وَاسْتمرّ فِي إمرته وَبنى بحلب جَامعا كَانَ أَولا مَسْجِدا بجوار دَار الْعدْل فجدد فِيهِ مَنَارَة ووسعه فَلَمَّا تسلطن الظَّاهِر برقوق عَزله عَن إمرة حلب وولاها السودون المظفري وَتوجه يلبغا إِلَى الْقَاهِرَة فسجن بالإسكندرية ثمَّ أفرج عَنهُ وَأَعَادَهُ إِلَى إمرة حلب فِي سنة تسعين فَوَقَعت لَهُ فِي هَذِه الإمرة الثَّانِيَة وقْعَة مَعَ منطاش بملطية وَكَانَ أميرها قبل سلطنة برقوق

ص: 210

وَكَانَ ينتمي إِلَى بركَة فَلَمَّا عَاد يلبغا إِلَى إمرة حلب أَمر بِأَن يواقع منطاش وتنتزع مِنْهُ ملطية فَفعل ذَلِك وَوَقعت لَهُ وقْعَة كَبِيرَة انْكَسَرَ فِيهَا منطاش وأنبأ يلبغا عَن شجاعة مفرطة وَاسْتمرّ فِي إمرة حلب فَبَلغهُ أَن بريدياً قدم بعزله فَركب فلاقاه وَأظْهر الْعِصْيَان وحاصر القلعة والنائب بهَا نَاصِر الدّين المهمندار إِلَى أَن أَخذهَا بالأمان فَحِينَئِذٍ مدحه الْبَهَاء خضر بن سحلول بقوله موالياً

(يَا ناصري سهم عزك فِي العدى مرشوق

وَأَنت مَنْصُور وَمن حنت إِلَيْهِ النوق)

(اصبر فَمَا دَامَت الشدَّة على مَخْلُوق

غَدا يَجِيء الخوخ تذْهب دولة البرقوق)

ثمَّ كَاتب يلبغا أُمَرَاء الْبِلَاد فأطاعوه وانضم إِلَيْهِ منطاش بِمن مَعَه فَبلغ ذَلِك الظَّاهِر فَجهز لَهُ عسكراً كثيفاً فِيهِ ايتمش الأتابك وجركس الخليلي أَمِير آخور وَيُونُس الدوادار وتذكار الْحَاجِب الْكَبِير وَأحمد بن يلبغا الْكَبِير وعدة من مماليك السُّلْطَان فوصلوا إِلَى دمشق وَعَلَيْهَا يَوْمئِذٍ طرنطاي وَعِنْده من أَعْيَان الْأُمَرَاء اينال اليوسفي فَاجْتمعُوا وراسلوا يلبغا فِي الصُّلْح مَعَ جمَاعَة من أَعْيَان الْفُقَهَاء والرؤساء فوجدوا بَين فَارًّا والنبك فَمَا أذعن لشَيْء والتقى العسكران فِي حادي عشر ربيع الأول سنة 791 على بريد من دمشق فانكسر الْعَسْكَر الْمصْرِيّ وَوَقع أَكْثَرهم فِي قَبْضَة الناصري فحبس ايتمش بقلعة دمشق وطرنطاي بقلعة حلب وهرب يُونُس فألفاه بعض

ص: 211

أُمَرَاء الْعَرَب مِمَّن كَانَ أَسَاءَ إِلَيْهِ فَقتله وتحظى بإحضار رَأسه إِلَى الناصري ثمَّ جمع الناصري العساكر وَتوجه من دمشق فِي حادي عشر جُمَادَى الأولى فوصلوا إِلَى الْقَاهِرَة فِي أَوَائِل جُمَادَى الْآخِرَة فخامر أَكثر الْعَسْكَر على الظَّاهِر وَكَانَ مَا كَانَ من الْقَبْض عَلَيْهِ وَدخل الناصري القلعة وَأعَاد الصَّالح حاجي إِلَى السلطنة ولقبه الْمَنْصُور وَذَلِكَ فِي السَّادِس من جُمَادَى الْآخِرَة ثمَّ قبض على الظَّاهِر فسجنه بالكرك بعد أَن صمم منطاش على قَتله فَمَنعه مِنْهُ فَلم ينشب يلبغا أَن ركب عَلَيْهِ منطاش فغلب وسجنه واستقل بتدبير المملكة وَكَانَ مَا كَانَ مِمَّا مضى فِي تَرْجَمته وخلص الظَّاهِر من سجن الكرك فَبلغ منطاش فَخرج بالعسكر الْمصْرِيّ وَمَعَهُ الْخَلِيفَة والقضاة فَوَقَعت لَهُ مَعَ الظَّاهِر وقْعَة شقحب فانكسر منطاش وَعَاد برقوق إِلَى الْقَاهِرَة فأفرج عَن يلبغا الناصري وَمن مَعَه من الْأُمَرَاء كالجوباني فأعيد الناصري إِلَى نِيَابَة حلب وَقرر الجوباني فِي نِيَابَة دمشق وَأمر الْجَمِيع بالتجهيز إِلَى قتال منطاش فَلَمَّا واقعوا احتمى بنعير أَمِير الْعَرَب فانكسر الْعَسْكَر الْمصْرِيّ وَقتل الجوباني وفر الناصري إِلَى دمشق فقلده الظَّاهِر إمرتها فحاصره منطاش ثمَّ وافى الظَّاهِر دمشق ففر منطاش وَمن انضوى إِلَيْهِ فاستمر إِلَى أَن دخل حلب فِي شَوَّال سنة 793 فَجهز الناصري وَجَمَاعَة إِلَى الْبِلَاد الشمالية لطرد منطاش فَفَعَلُوا فَلَمَّا كَانَ فِي ذِي الْحجَّة أمسك الناصري جمَاعَة من الْأُمَرَاء فحبسهم بالقلعة ثمَّ قَتلهمْ وَكَانَ يلبغا الْمَذْكُور شجاعاً عَاقِلا حَلِيمًا لايحب سفك الدِّمَاء وَلَوْلَا ذَلِك لَكَانَ منطاش قتل الظَّاهِر وَلَكِن تَأَخّر أَجله

ص: 212

ليقضي الله أمرا كَانَ مَفْعُولا لخصت هَذِه التَّرْجَمَة من تَارِيخ حلب للْقَاضِي عَلَاء الدّين ابْن خطيب الناصرية وَقد ذكرنَا فِي التَّارِيخ الْمُسَمّى أنباء الْغمر بأبناء الْعُمر فِي الْحَوَادِث أتم من هَذَا

2567 -

يلقطو بنت ابغا الخاتون عمَّة غازان كَانَت جَيِّدَة الْإِسْلَام كَثِيرَة المناصحة للْمُسلمين وَكَانَ يُقَال لزَوجهَا عرب طي وَلما قتل ركبت بِنَفسِهَا فقتلت قَاتله وخطبها الأفرم وَهُوَ نَائِب دمشق فنهرت رسله وامتنعت بعد أَن كَانَ بذل لَهَا حمص وبلادها مهْرا وحجت سنة 723 فِي تجمل زَائِد فَيُقَال تَصَدَّقت فِي الْحَرَمَيْنِ بِثَلَاثِينَ ألف دِينَار وَكَانَت تركب بالجتر وَتَتَصَدَّق طول الطَّرِيق وَدخلت دمشق فتلقاها تنكز وَبَالغ فِي إكرامها وَرجعت إِلَى بلادها إِلَى أَن مَاتَت سنة

2568 -

يمَان بن مَسْعُود بن يمَان الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة

واسمع على الْفَخر ابْن البُخَارِيّ من أمالي الْقطيعِي وَحدث مَاتَ سنة

2569 -

يُنجي السِّلَاح دَار شاد الدَّوَاوِين بِدِمَشْق مَاتَ سنة 723

2570 -

ينغجال الناصري نَائِب القلعة بِدِمَشْق وَولى أَيْضا نِيَابَة الرحبة ثمَّ بعلبك وَمَات بِدِمَشْق فِي جُمَادَى الأولى سنة 748

2571 -

يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عُثْمَان بن عبد الله بن غَدِير الطَّائِي جمال الدّين ابْن القواس أَبُو المحاسن ولد فِي شَوَّال سنة 663 وَسمع من الْمِقْدَاد الْقَيْسِي وَعمر بن أبي عصرون وَغَيرهمَا وأحضر فِي الرَّابِعَة على

ص: 213

أَحْمد بن عبد الدَّائِم كتاب التَّرْغِيب للأصبهاني وَحدث مَاتَ بِدِمَشْق فِي سادس ذِي الْقعدَة سنة 725

2572 -

يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن جملَة بن مُسلم بن تَمام بن حُسَيْن بن يُوسُف أَبُو المحاسن المحجى الْفَقِيه الشَّافِعِي الحوراني ثمَّ الصَّالِحِي جمال الدّين ابْن جملَة ولد سنة سِتّ وَقيل سنة 682 وتفقه للحنابلة ثمَّ تحول شافعيا وَسمع من الْفَخر عَليّ وَجَمَاعَة وَأخذ عَن فضلاء عصره كَابْن الْوَكِيل وَغَيره وتمهر وفَاق الأقران ودرس بالدولعية وناب عَن الْقزْوِينِي ثمَّ ولي الْقَضَاء بعد الْعلم الأخنائي فِي شهر ربيع الأول سنة 733 فباشره بصلف ونزاهة وَعزة وصيانة كَانَ شَدِيد الْمُعَارضَة فِي الْبَحْث فصيحاً بليغاً وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن غضب عَلَيْهِ تنكز بِسَبَب مبالغته فِي تَقْرِير الشَّيْخ ظهير الدّين فعقد لَهُ مجْلِس فِي رَمَضَان سنة 734 فتعصبوا عَلَيْهِ وَحكم الْمَالِكِي بِفِسْقِهِ فسجن بالقلعة فطال حَبسه إِلَى أَن شفع فِيهِ عِنْد تنكز فَتكلم مَعَه القَاضِي شرف الدّين الْمَالِكِي فِي إِخْرَاجه فَقَالَ بِشَرْط أَن يشْهد أَن الحكم الَّذِي صدر فِي حَقه صَحِيح فَلم يجب إِلَى ذَلِك وَطَالَ التَّرَدُّد إِلَى أَن أجَاب بِأَن يمشي إِلَى مجْلِس الْمَالِكِي وَيسلم عَلَيْهِ فَخرج فِي صفر سنة 736 إِلَى دَار الْمَالِكِي ثمَّ إِلَى الْجَامِع ثمَّ إِلَى أَهله بالمسرورية ثمَّ درس بالرواحية والشامية البرانية وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 738

ص: 214

قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ كثير الدعاوي حَتَّى أَنه يَوْم عقد لَهُ الْمجْلس قَالَ فِي أثْنَاء كَلَامه أَنا على حَال كل شيخ الْإِسْلَام قَالَ وَكَانَ يُبَالغ فِي أَذَى ابْن تَيْمِية وجماعته ويتمقت ويعجب بِنَفسِهِ لكنه يحب الله وَرَسُوله ويؤذي المبتدعة وَفِيه ديانَة وَحسن مُعْتَقد يرحمه الله وَقَالَ البرزالي خرجت لَهُ جُزْءا عَن أَكثر من خمسين شَيخا وَحدث بِهِ بِدِمَشْق و

قَالَ كَانَ فَاضلا فِي فنون تميز وَأفْتى وَأعَاد ودرس وناب فِي الحكم ثمَّ استقال وَكَانَ لَهُ همة عالية وَحُرْمَة وافرة وَقَالَ الأسنوي كَانَ فَقِيها بارعاً دينا قَوِيا قواماً بِالْحَقِّ وَلما ولي الْقَضَاء حاول سلوك الْحق الْمَحْض بِغَيْر سياسة فتعصبوا عَلَيْهِ حَتَّى عزل وَحبس

2573 -

يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن قَاسم بن عَليّ الفِهري الساحلي من أهل غرناطة قَالَ ابْن الْخَطِيب ولدسنة 667 وَقَرَأَ على ابْن الزبير وَأبي جَعْفَر ابْن الطباع وَأبي الْحسن بن فَضِيلَة وَأبي جَعْفَر ابْن الزيات وَأخذ عَن نَاصِر الدّين المشدالي وَأبي عبد الله بن فرتون وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة من مصر مِنْهُم حسن بن عمر الْكرْدِي والبدر بن جمَاعَة وشهدة بنت الحصني وَمُحَمّد بن أَحْمد ابْن الدّباغ وَغَيرهم وَمن شعره

(إِن كنت محموماً ضَعِيف القوى

فإنني أحسد حماكا)

(مَا رضيت حماك إِذْ باشرت

جسمك حَتَّى قبلت فاكا)

مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 752

2574 -

يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن عبد الْوَاحِد الدِّمَشْقِي جمال الدّين

ص: 215

الشَّافِعِي قَاضِي بردى أسمع على النجيب وَابْن علاق وَغَيرهمَا بِالْقَاهِرَةِ وَمن مُحَمَّد بن أبي بكر العامري وَأحمد بن أبي عصرون وَغَيرهمَا بِالشَّام وَحدث مَاتَ لَيْلَة عيد الْفطر سنة 722

2575 -

يُوسُف بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن الشَّيْخ أبي عمر الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ أَبُو المحاسن الإِمَام الْعَلامَة الْفَقِيه الْمُفْتِي جمال الدّين أَخُو الصّلاح ابْن أبي عمر ولد فِي سنة 721 وَسمع من الحجار وَابْن الزراد وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَمَات فِي رَمَضَان سنة 798 حدث ودرس وَأفْتى وَالله يرحمه

2576 -

يُوسُف بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم القناوي الْخَطِيب علم الدّين قَرَأَ على الْجلَال الدشناوي وَمهر وَله نظم حسن وَلَا سِيمَا فِي الألغاز وَهُوَ الْقَائِل فِي مغن

(مَا اسْم إِذا عكسته

نظرت مَا سمعته)

(ينعم بالوصل مَتى

صحفت مَا عكسته)

نَاب فِي الحكم بدشناء وَغَيرهَا وَمَات سنة 728

2577 -

يُوسُف بن أَحْمد بن جَعْفَر بن يُوسُف بن عبد الْجَبَّار الشاطبي الشَّافِعِي اشْتغل وَحصل وتعانى النّظم وخطب بِجَامِع جراح من إنشائه وَكَانَ دينا أَمينا مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 717

2578 -

يُوسُف بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن سُلَيْمَان بن فَزَارَة الْحَنَفِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الكفري جمال الدّين ولد سنة 724 واشتغل بِالْعلمِ وَسمع الحَدِيث

ص: 216

من ابْن الشّحْنَة وَزَيْنَب وَمُحَمّد ابْني الخباز وَأفْتى ودرس وخطب وَجعل مَعَ من ابْن وَالِده شَرِيكا فِي الْقَضَاء سنة 63 ولقب قَاضِي الْقُضَاة وخلع عَلَيْهِ ثمَّ نزل أَبوهُ عَن المنصب فاستقل بِهِ وَذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ قَرَأَ الْكثير لَهُ محفوظات فِي الْعُلُوم وَقَالَ ابْن رَافع كَانَ بارعاً فِي الْعَرَبيَّة وَمَات فِي صفر سنة 766 عَاشَ أَبوهُ بعده عشر سِنِين

2579 -

يُوسُف بن أَحْمد بن شَيبَان بن خضر الْمَدِينِيّ اللبان الْحَاج أَبُو يَعْقُوب ولد سنة 651 وأحضر على خطيب مردا جُزْء ابْن فيل وَحدث سمع مِنْهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَسمع من ابْن الْمُحب بِقِرَاءَة وَالِده سنة 719 وَمَات سنة 730 فِي رَابِع جُمَادَى الْآخِرَة

2580 -

يُوسُف بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن الْحسن ابْن عبد الرَّحْمَن بن ظافر بهاء الدّين أَبُو المحاسن بن كَمَال الدّين ابْن العجمي سبط الْكَمَال ابْن العديم ولد سنة 655 وَسمع من النجيب وَغَيره وَقَرَأَ الْفِقْه واشتغل وَحصل وَكتب الْمَنْسُوب ودرس بحماة وناب فِي الحكم بهَا وَولي كِتَابَة الْإِنْشَاء بِدِمَشْق وَكَانَ دينا مشكوراً أثنى عَلَيْهِ الذَّهَبِيّ وَابْن حبيب وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 716

2581 -

يُوسُف بن أَحْمد بن عبد الله بن قُطْبَة لَهُ ديوَان شعر سمع مِنْهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَمَات قبل الْعشْرين وَسَبْعمائة

2582 -

يُوسُف بن أَحْمد بن عبيد الله بن جِبْرِيل الْموقع صَلَاح الدّين ولد

ص: 217

فِي رَمَضَان سنة 660 وَسمع من النجيب الثمانيات والمسائل عَن ابْن قُتَيْبَة وَغير ذَلِك وَحدث مَاتَ فِي 14 ذِي الْحجَّة سنة 741

2583 -

يُوسُف بن أَحْمد بن عِيسَى بن الْحسن بن أبي الْقَاسِم المشهدي ابْن عَم الشَّيْخ جلال الدّين ابْن الطباخ ولد سنة 627 وَسمع من ابْن المقير ويوسف بن مَحْمُود الساوي وَابْن الجميزي وَابْن رواج وَغَيرهم وَحدث سمع مِنْهُ السُّبْكِيّ والعز ابْن جمَاعَة وَكَانَ نقيب الْفُقَهَاء بالمشهد وَمَات فِي ثَانِي ذِي الْحجَّة سنة 708 وَقد جَاوز الثَّمَانِينَ - وأرخه البرزالي

2584 -

يُوسُف بن أَحْمد بن مُجَاهِد الدعجاوي سمع من ابْن الصَّواف مسموعه من النَّسَائِيّ

2585 -

يُوسُف بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الْغَنِيّ بن مُوسَى بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي الْعِزّ الجذامي الاسكندراني الْمَالِكِي صدر الدّين ابْن غنوم ولد سنة 686 واشتغل بِالْعلمِ وتعانى الْآدَاب وَمهر حَتَّى صَار أديباً فَاضلا ناظماً ناثراً وَقد سمع من ابْن أبي الذّكر والشريف الغرافي وَغَيرهمَا وَكتب التوقيع للقضاة بالثغر مُدَّة وَخمْس قصائد الصرصري قَالَ الْكَمَال جَعْفَر أَنْشدني لنَفسِهِ قلت وأجاد

(وَبِي غَرِيب الدَّار مستأنس

أسأَل دمعي مِنْهُ خد أسيل)

(فَإِن أمت شوقاً إِلَى وَصله

فَفِي سَبِيل الله وَابْن السَّبِيل)

قَالَ وأنشدني لَهُ مضمناً

(جلا مسواك ثغرك خير در

فجل بِذَاكَ واكتسب المزايا)

(وَأنْشد صَحبه تيهاً وزهواً

أَنا ابْن جلا وطلاع الثنايا)

ص: 218

مَاتَ بِبَلَدِهِ آخر سنة ثَلَاث أَو أول سنة 734 - كَذَا أرخه الصَّفَدِي وَجزم ابْن رَافع بِأَنَّهُ مَاتَ فِي 21 ربيع الآخر سنة 733 بالإسكندرية أسن وَانْقطع فِي منزله قَالَ الْكَمَال جَعْفَر أَنْشدني أول مَا لَقيته وَسَأَلته أَن ينشدني من نظمه

(يَا من يسائل عَن شعري ليرويه

مهلا فَلَيْسَ شعاري نظم أشعار)

(مذ حل زائر هَذَا الشيب صيرني

بعد الصَّبِي وازارى ذكرا وزارى)

وَقَالَ الْبَدْر النابلسي أَنْشدني لنَفسِهِ سنة 728 بثغر الاسكندرية

(قُم نفترع بكر المدامة بكرَة

فِي رَوْضَة حسنت وراقت منْظرًا)

(فالراح سيف قَاطع لهمومنا

أَو مَا ترَاهُ بالحباب مجوهرا)

وَقَالَ كَانَ حسن الشكل والفكاهة

2586 -

يُوسُف بن أَحْمد بن يزِيد الغرناطي ولد سنة 666 قَالَ ابْن الْخَطِيب روى عَن أبي جَعْفَر ابْن الزبير وَأبي الْحسن ابْن سمعون وَغَيرهمَا وَكَانَ من أهل التَّمَكُّن ولي الْقَضَاء بجهات

2587 -

يُوسُف بن أَحْمد بن يُوسُف بن عبد الله بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عبد الْخَالِق بن شكر نجم الدّين ابْن الصاحب درس بمدرسة جده بِالْقَاهِرَةِ وَمَات فِي حادي عشر جُمَادَى الأولى سنة 710

2588 -

يُوسُف بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الرهاوي الْحلَبِي عز الدّين الْحَنَفِيّ سمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي وَابْن خطيب المزة وخليل المراغي وَغَيرهم وَحدث وَأفْتى ودرس وَكَانَ يذكر أَنه سمع من النجيب وَكَانَ مولده تَقْرِيبًا

ص: 219

سنة خمسين أَخذ عَنهُ ابْن رَافع وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ فِي شعْبَان سنة 735 بِالْقَاهِرَةِ

2589 -

يُوسُف بن إِسْرَائِيل بن يُوسُف بن أبي الْحسن الناصري الكركي جمال الدّين أَبُو الْحسن ولد سنة 646 وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم مشيخته وَمن أبي مُحَمَّد بن عَطاء الغيلانيات وَسمع مِنْهُ الْحفاظ البرزالي والذهبي وَابْن رَافع وذكروه فِي معاجيمهم وَقَالُوا مَاتَ سنة 734 فِي سادس رَمَضَان بِدِمَشْق

2590 -

يُوسُف بن أسعد بن علم الْعَسَّال صَلَاح الدّين كَانَ صاهر الصاحب غبريال فَأدْخلهُ ديوَان الْإِنْشَاء وباشر فِيهِ وَكَانَ مطبوعاً ظريفاً فِيهِ رئاسة وحشمة فَلَمَّا أمسك صهره صودر هُوَ وَبَطل من كِتَابَة الْإِنْشَاء إِلَى أَن مَاتَ سنة 749

2591 -

يُوسُف بن أسعد الدِّمَشْقِي الْأَمِير صَلَاح الدّين الدوادار تعانى الْكِتَابَة وَصَارَت لَهُ مُشَاركَة فِي استحضار التواريخ وتراجم النَّاس ثمَّ لبس الجندية وتوصل إِلَى أَن صَار دوادار قبجق ثمَّ ولي بحلب إمرة ثمَّ ولي نِيَابَة الاسكندرية سنة 724 ثمَّ تنقل فِي الولايات وَولي شدّ الدَّوَاوِين فِي وزارة الجمالي ثمَّ توجه رَسُولا إِلَى بور سعيد ثمَّ عَاد فاستقر دويدارا فاستطال على النَّاس خُصُوصا الْكتاب فعملوا عَلَيْهِ وأخرجوه كاشف الجسور ثمَّ أخرجه النَّاصِر أَمِيرا بصفد ثمَّ طرابلس ثمَّ حلب وَكَانَ لما ولي شرف الدّين ابْن الشهَاب مَحْمُود كِتَابَة السِّرّ ناكده واستطال عَلَيْهِ وحجا جَمِيعًا فَلَمَّا قدما الْقَاهِرَة لم يزل يعْمل عَلَيْهِ حَتَّى أُعِيد إِلَى دمشق وأعيد ابْن فضل الله إِلَى الْقَاهِرَة

ص: 220

فسلك مَعَ وَلَده شهَاب الدّين أَشد مِمَّا كَانَ مَعَ ابْن الشهَاب وَكَانَ الشهَاب قوي النَّفس فنافروه إِلَى أَن ترافعا إِلَى السُّلْطَان فاتفق أَن السُّلْطَان ترحم على الْفَخر نَاظر الْجَيْش فَقَالَ لَهُ صَلَاح الدّين لَا تترحم عَلَيْهِ فَإِنَّهُ مَا كَانَ مُسلما فَغَضب وَقَالَ وَالله إِنَّه كَانَ يَقُول إِنَّك مَا أَنْت مُسلم فاغتنم ابْن فضل الله الفرصة إِلَى أَن أخرجه النَّاصِر وَكَانَ يكْتب خطا حسنا وينهض فِيمَا يَتَوَلَّاهُ إِلَّا أَنه كَانَ مفرط الشُّح وَإِذا بَطل يكون مثل الزلَال الحلو الْبَارِد فِي اللطافة فَإِذا ولي وَلَو حراسة درب لَا يُطَاق وَلِهَذَا لم يطلّ لَهُ فِي شَيْء من ولاياته مُدَّة وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 745

2592 -

يُوسُف بن إِسْمَاعِيل بن عبد الْكَرِيم بن عُثْمَان بن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن بن الْحسن ابْن العجمي تَاج الدّين ولد سنة 641 فِي شَوَّال وَسمع من الضياء صقر وَإِبْرَاهِيم بن الْخَلِيل وَغَيرهمَا أَخذ عَنهُ ابْن رَافع وَأثْنى عَلَيْهِ وَابْن حبيب وَحدث وَمَات فِي 27 شَوَّال سنة 729

2593 -

يُوسُف بن إِسْمَاعِيل بن عُثْمَان بن مُحَمَّد تَقِيّ الدّين ابْن الْمعلم الْفَقِيه الشَّافِعِي درس بالبلخية بِدِمَشْق وَكتب فِي الْفَتْوَى ثمَّ توجه مَعَ أَبِيه إِلَى الْقَاهِرَة فماتا بهَا هُوَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 714 ثمَّ مَاتَ أَبوهُ بعد شهر

2594 -

يُوسُف بن إِسْمَاعِيل بن فرج بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن نصر الخزرجي أَبُو الْحجَّاج ابْن أبي الْوَلِيد ابْن الْأَحْمَر سُلْطَان الأندلس ولد سنة 718 ولى السلطنة فِي ذِي الْحجَّة سنة 733 بعد أَخِيه وَأمه

ص: 221

أم ولد تسمى نَهَارا وَكَانَت فِي زَمَنه الْوَقْعَة الْعُظْمَى بِظَاهِر طريف بَين الْمُسلمين والفرنج فنازل صَاحب قشتالة الجزيرة الخضراء عشْرين شهرا وَقتل فِيهَا جمَاعَة من الْمُسلمين إِلَى أَن فرج الله عَن الْمُسلمين على يَدَيْهِ وَكَانَ مَوته مقتولاً بيد شخص مَجْنُون رمى بِنَفسِهِ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي صَلَاة عيد الْفطر سنة 755 قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ أَزْهَر أَبيض أيداً براق الثنايا رجل الشّعْر كث اللِّحْيَة يفضل النَّاس حسن مرأى وجمال هَيْئَة كَمَا يفضلهم مقَاما ورتبة مَعَ عذوبة اللِّسَان ووفور الْعقل وَعظم الهيبة وثقوب الذِّهْن والتبريز فِي كثير من الصَّنَائِع وَكَانَ كلفاً بالأبنية جماعاً للحلي والذخائر متميلاً لمن عاصره من الْمُلُوك

2595 -

يُوسُف بن بدران بن بدر بن زعيم وَيُقَال سم بن نصر الحَجبي الْمَقْدِسِي تَقِيّ الدّين الشَّامي نزيل بلبيس أَبُو يَعْقُوب سمع من جَعْفَر بن عَليّ والضياء الْمَقْدِسِي وَابْن أبي الْفضل المرسي وَغَيرهم وَعِنْده عَن جَعْفَر جُزْء الغضائري وَغَيره وروى عَنهُ أَبُو الْعَلَاء الفرضي وَغَيره وَسمع مِنْهُ السُّبْكِيّ والعز ابْن جمَاعَة وَمَات سنة 709 قَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ سَأَلته سنة خمس وَسَبْعمائة عَن مولده فَقَالَ لَا أحققه وَلَكِن عمري الْيَوْم مائَة وَسَبْعَة عشر سنة

2596 -

يُوسُف بن حَرْب الحسني الْمَكِّيّ الأَصْل المارديني الْغَزِّي ذكر أَنه قَرَأَ على الشَّيْخ جمال الدّين ابْن مَالك وعَلى الشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ وَأَنه سمع الشاطبية من الْكَمَال إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن فَارس أَنا النَّاظِم وعنى

ص: 222

بالقراءآت وَشرح الشاطبية فِي مجلدين كبيرين قَرَأَ عَلَيْهِ الشَّيْخ زين الدّين سريجا وَمَات فِي رَمَضَان سنة 743 وَله مائَة وَأَرْبع أَو خمس وَعِشْرُونَ سنة نقلته من خطّ الشَّيْخ بدر الدّين بن سَلامَة

2597 -

يُوسُف بن الْحسن بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أبي الْأَحْوَص قَالَ ابْن الْخَطِيب ولد سنة 649 وَقَرَأَ على وَالِده أبي عَليّ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عمر بن حوط الله وَأَبُو الْخطاب خَلِيل وَأَبُو الْقَاسِم بن ربيع وَغَيرهم وَكَانَ من أهل الْعلم والنزاهة ولي كثيرا من الْقَوَاعِد فحسنت سيرته وَمَات فِي رَجَب سنة 705

2598 -

يُوسُف بن الْحسن بن مُحَمَّد مَحْمُود بن الْحسن الْأنْصَارِيّ عز الدّين أَبُو المظفر الزرندي ولد سنة 64 وَسمع بِبَغْدَاد من عبد الصَّمد بن أبي الْجَيْش وَأبي وضاح ثمَّ رَحل إِلَى الشَّام ومصر وَغَيرهمَا وَطلب وَحصل وَجمع وَخرج وَحج أَرْبَعِينَ حجَّة وَكَانَ عدلا فَاضلا وعابداً ممعناً يحْكى عَنهُ كرامات وزرند من عمل الرّيّ مَاتَ وَهُوَ قَاصد إِلَى الْحجاز مَعَ الركب الْعِرَاقِيّ فِي سنة 712 وَله ذُرِّيَّة فِي الْمَدِينَة الشَّرِيفَة

2599 -

يُوسُف بن حَمَّاد الْحُسَيْنِي المشهدي الشيعي مفتي الشِّيعَة حج مَرَّات وجاور وَله نظم مَاتَ فِي سنة 727 وَقد نَيف على السِّتين

2600 -

يُوسُف بن دانيال بن منكلي بن صرفا الشوبكي بدر الدّين أَبُو المحاسن ابْن أبي الْفَضَائِل سمع من أَبِيه وَمن أبي الْفرج ابْن أبي الْفَخر وَغَيرهم

ص: 223

وَكَانَ فَقِيها فَاضلا قَرَأَ على الشَّيْخ تَاج الدّين الْفَزارِيّ وعَلى وَلَده وَأقَام بالكرك مُدَّة يُفْتِي ويدرس ثمَّ ولي قَضَاء الشوبك وَكَانَ مليح الشكل حسن الْهَيْئَة كثير الْمُرُوءَة وَحدث سمع مِنْهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَآخَرُونَ وَمَات فِي رَمَضَان سنة 731

2601 -

يُوسُف بن رزق الله الْموقع جمال الدّين ابْن أُخْت شرف الدّين بن فضل الله بَاشر التوقيع بصفد وبغزة قبلهَا وَكَانَ لَهُ كرم ومروءة وَله نظم وسط وَعمر طَويلا لَعَلَّه قَارب التسعين وَثقل سَمعه لَكِن حواسه كلهَا صَحِيحَة وهمته همة ابْن ثَلَاثِينَ وَمَات وَهُوَ يُبَاشر التوقيع بصفد فِي ربيع الآخر سنة 745

2602 -

يُوسُف بن رضوَان بن يُوسُف بن رضوَان بن يُوسُف بن رضوَان ابْن يُوسُف بن رضوَان بن يُوسُف بن رضوَان بن مُحَمَّد بن جبر بن أُسَامَة الْأنْصَارِيّ قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ من أهل الْوَقار صَدرا من الصُّدُور ولي شَهَادَة الدِّيوَان بِبَلَدِهِ وَهِي أكبر الخطط العملية فحمدت سيرته وَهُوَ وَالِد أبي الْقَاسِم صدر الْفُضَلَاء وثقة الْخَواص بِبَلَدِهِ وَمَات يُوسُف

2603 -

يُوسُف بن سُلَيْمَان بن أبي الْحسن بن إِبْرَاهِيم النابلسي جمال الدّين الْخَطِيب الشَّاعِر ولد بنابلس سنة 693 وَنَشَأ بِدِمَشْق وتأدب بِعَبْد الْبَاقِي الْيَمَانِيّ والقحفازي واشتغل فِي الْفِقْه قَلِيلا وَكَانَ مليح النادرة سريع الْجَواب وَلما جدد شهَاب الدّين ابْن فضل الله رسوم الْمدرسَة البدرية الَّتِي

ص: 224

فِي أَرض مقري جعل بهَا خطْبَة جمعية فَجعل فِيهَا جمال الدّين هَذَا خَطِيبًا فَكَانَ أول يَوْم خطب يَوْمًا مشهوداً حَضَره الْقُضَاة وَالْعُلَمَاء وَاسْتمرّ على ذَلِك يخْطب من إنشائه إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ محيي الدّين ابْن فضل الله رتبه فِي ديوَان الْإِنْشَاء كَاتب غيبَة الموقعين فَكَانَ يحضر بكرَة وَالْعصر فَيكْتب اسْم من يغيب وَيَأْخُذ من معلومه مَا يخبر كل يَوْم وأمل أَن يكون من جملَة كتاب الْإِنْشَاء فتحيلوا عَلَيْهِ حَتَّى بَطل ذَلِك بتوسلهم بالفخر عُثْمَان النصيبي الَّذِي كَانَ مسخرة عِنْد تنكز فَإِنَّهُ أضْحك تنكز لَيْلَة ثمَّ قَالَ لَهُ لي صبي لَو حضر معي لكمل شغلي فَأمر بإحضاره فَحَضَرَ جمال الدّين فِي الْحَال وَهُوَ لَا يعرف الصُّورَة بل ظن أَن الْفَخر أَرَادَ نَفعه فَجَلَسَ بِجَانِب الْفَخر فَأخذ الْفَخر يتمسخر وَينزل فِي قذال الْجمال ففهم المُرَاد فكاد ينشق غيظاً وفطن الأدباء لذَلِك فنظموا فِيهِ كثيرا حَتَّى جمع ذَلِك عمر ابْن الحسام وصيرها مقامة فمما نظموا فِي ذَلِك

(يُوسُف الشَّاعِر من جَهله

يروم نقصا رُتْبَة الْفَاضِل)

(تطلب التوقيع فِي جلق

فَجَاءَهُ التوقيع فِي السَّاحِل)

وَمن نظم الْجمال يُوسُف مضمناً

(سقيا لمرآة الحبيب فَإِنَّهَا

أمست لطلعته السعيدة مطلعا)

(واستقبلت قمر السَّمَاء بوجهها

فأرتني القمرين فِي وَقت مَعًا)

وَله وَكَانَ حسن الْغَزِّي يدعيهما

(ونوار خشخاش ثناها نزوره

وَقد دهش الرَّائِي لحسن صفوفه)

ص: 225

(يُغني بِهِ الشحرور من فرط شجوه

فنقط بالياقوت مثل دفوفه)

وَله

(كَأَن ضوء الْبَدْر لما بدا

ونوره بَين غُضُون الغصون)

(وَجه حبيب زار عشاقه

فاعترضت من دونه الكاشحون)

وَله وَكَانَ الْغَزِّي يدعيهما أَيْضا

(كَأَن السَّحَاب الجون لما تجمعت

وَقد فرقت عَنَّا الهموم بجمعها)

(نياق وَوجه الأَرْض قَعْب ثلجها

حليب وَمر الرّيح حالب ضرْعهَا)

قَالَ الصَّفَدِي كَانَت لَهُ بديهة مطاوعة وفكرة مسرعة لذيذ المفاكهة حسن الْعشْرَة وتنسك فِي آخر عمره وَحسن حَاله وَمَات لَهُ وَلَده سُلَيْمَان فتألم كثيرا وَحج وَذَلِكَ فِي سنة 747 وَبَقِي إِلَى أَن مَاتَ فِي الطَّاعُون فِي ربيع الآخر سنة 750 وَقد كتب عَنهُ من شعره القَاضِي عز الدّين ابْن جمَاعَة

2604 -

يُوسُف بن سُلَيْمَان الكركي كَانَ يتعانى عمل الكيميا فاشتهر بهَا واتصل بهادر التقوي بصفد فأتلف لَهُ مَالا كثيرا فاعتقله ثمَّ أفرج عَنهُ فَتوجه إِلَى تنكز نَائِب الشَّام فَأَرَادَ أَن يقْتله فَبلغ النَّاصِر فَطَلَبه فوصل على الْبَرِيد وَاجْتمعَ بِهِ فَخلع عَلَيْهِ وأجرى لَهُ راتبا وأفرد لَهُ مَكَانا فشرع يَسْتَدْعِي الْآلَات حَتَّى أحكم أمره وأحضر رَئِيس دَار الضَّرْب حضر جمَاعَة من الْأَعْيَان عِنْد السُّلْطَان وَعمِلُوا بوتقة فَألْقى يُوسُف فِيهَا شَيْئا وأوقدوا النَّار فَخرجت سبيكة ذهب جيد فأعجب النَّاصِر وخلع عَلَيْهِ ثَانِيًا فاشتهر

ص: 226

أمره وَصَارَ غَالب حَاشِيَة النَّاصِر يَتَقَرَّبُون لَهُ ويخدمونه وَحصل مَالا طَويلا ثمَّ طلب أَن يُمكن من التَّوَجُّه إِلَى الكرك ليَأْتِي بالنبات الَّذِي هُوَ أصل صناعته فزوده وَكتب لَهُ إِلَى غَزَّة وَغَيرهَا بالإكرام فاتفق أَنه خَادع من مَعَه وفر فَكتب النَّاصِر إِلَى الْأَعْمَال بالتنقيب عَلَيْهِ فَقبض عَلَيْهِ من إخميم وَكَانَ آخر أمره أَن مَاتَ مسمراً مَشْهُورا على جمل فِي ذِي الْحجَّة سنة 731

2605 -

يُوسُف بن سيف الدولة بن زماخ - بِفَتْح الزَّاي وَتَشْديد الْمِيم وَآخره مُعْجمَة - ابْن بركَة بن ثُمَامَة التغلبي من ذُرِّيَّة سيف الدولة بن حمدَان فِيمَا يُقَال بدر الدّين ابْن مهمندار الْعَرَب ولد سنة اثْنَتَيْنِ وسِتمِائَة وَكَانَ متجنداً وَله يَد فِي النّظم والتاريخ وَله تصانيف فِي الْأَنْسَاب والبديع وَغير ذَلِك كتب عَنهُ أَبُو حَيَّان وَابْن سيد النَّاس وَغَيرهمَا وَمن شعره من أَبْيَات

(أردفته فَوق دهم اللَّيْل مختفياً

وَالصُّبْح يرْكض خَلْفي خيله الشهبا)

(مَا هِيَ أول عادات الصَّباح معي

ليل الشَّبَاب بصبح الشيب كم هربا)

وَله

(كم بَيْننَا رشف ثغر حشوه برد

وَكلما زِدْت لثما زادني لهبا)

وَمِنْهَا

مَا إِن عجبت لكَون فضلك فإنني

لسواد حظي وَهُوَ بَحر مُزْبِد

لكنني متعجب كَيفَ أختفي بَين

الأيادي الْبيض خطّ أسود

ص: 227

وَله وَهُوَ أَعلَى أسلوب القدماء

(مسَائِل دور شيب رَأْسِي وهجرها

وكل على كل لَهُ سَبَب ينبي)

(فأحلف لَوْلَا الهجر مَا شَاب مفرقي

وتقسم لَوْلَا الشيب مَا كرهت قربي)

مَاتَ على رَأس الْقرن

2606 -

يُوسُف بن شادي بن دَاوُد بن شيركوه بن مُحَمَّد بن شيركوه بن شادي صَلَاح الدّين بن الأوحد بن الزَّاهِر بن الْمُجَاهِد ولد سنة 686 وَكَانَ أحد أُمَرَاء دمشق الطبلخاناة حسن الصُّورَة بهي المنظر ولي عدَّة أنظار وَله بُسْتَان فِي غَايَة الْحسن وَكَانَ يضيف فِيهِ الأكابر من حسن ملتقى وَجَمِيل عشرَة ومحبة فِي أهل الْعلم وَالصَّلَاح وَكَثْرَة الْبر لَهُم وَكَانَت لَهُ معرفَة بالهندسة وَله عِنْد تنكز منزلَة عالية وَمَات فِي صفر وَقيل فِي جُمَادَى الأولى سنة 741

2607 -

يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عُثْمَان ابْن عَسَاكِر بدر الدّين بن عماد الدّين مَاتَ فِي أَوَاخِر شهر ربيع الأول سنة 701

2608 -

يُوسُف بن الزكي عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن عبد الْملك بن يُوسُف

ص: 228

ابْن عَليّ بن أبي الزهر الْحلَبِي الأَصْل الْمزي أَبُو الْحجَّاج جمال الدّين الْحَافِظ ولد فِي ربيع الآخر سنة 654 بالمعقلية بِظَاهِر حلب فَلَو كَانَ لَهُ من يستجيز لَهُ لأدرك إجَازَة المرسي وَالْمُنْذِرِي واليلداني وَنَحْوهم وَلَو كَانَ لَهُ من يسمعهُ صَغِيرا لسمع من ابْن عبد الدَّائِم والكرماني وَغَيرهمَا وَلكنه طلب بِنَفسِهِ فِي أول سنة خمس وَسبعين فَأكْثر عَن أَحْمد بن أبي الْخَيْر وَالْمُسلم ابْن عَلان وَالْفَخْر ابْن البُخَارِيّ وَنَحْوهم من أَصْحَاب ابْن طبرزد والكندي والحرستاني وَسمع الْكتب الطوَال كالستة والمسند والمعجم الْكَبِير وتاريخ الْخَطِيب وَالنّسب للزبير وَالسّنَن الْكَبِير والمستخرج على مُسلم والحلية والدلائل وَمن الْأَجْزَاء الْوَفَاء ومشيخته نَحْو ألف شيخ وَأخذ عَن الشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ وَغَيره وَسمع بِالشَّام والحرمين ومصر وحلب والإسكندرية وَغَيرهَا وأتقن اللُّغَة والتصريف وَكَانَ كثير الْحيَاء وَالِاحْتِمَال والقناعة والتواضع والتودد إِلَى النَّاس مَعَ الانجماع عَنْهُم قَلِيل الْكَلَام جدا حَتَّى يسئل فيجيب ويجيد وَكَانَ لَا يتكثر بفضائله وَلَا يغتاب أحدا وَيتَوَجَّهُ إِلَى الصالحية مَاشِيا إِلَى أَن دخل فِي الْعشْر التسعين وَهُوَ على ذَلِك وَكَانَ مغرى بالمطالب فَلَا يزَال فِي فقر وَأول مَا حصل لَهُ من الْوَظَائِف الناصرية بعد ابْن أبي الْفَتْح ثمَّ دَار الحَدِيث الأشرفية بعد ابْن الشريشي وَقَالَ ابْن تَيْمِية لما بَاشَرَهَا الْمزي لم يلها من حِين بنيت إِلَى الْآن أَحَق بِشَرْط الْوَاقِف مِنْهُ لقَوْل الْوَاقِف فَإِن اجْتمع من فِيهِ هَذِه الرِّوَايَة وَمن فِيهِ الدِّرَايَة قدم من فِيهِ الرِّوَايَة قَالَ الذَّهَبِيّ مَا رَأَيْت أحدا فِي هَذَا الشَّأْن أحفظ مِنْهُ وَكَانَ فِي شبيبته صحب الْعَفِيف التلمساني فَلَمَّا تبين لَهُ ضلاله هجره

ص: 229

قَالَ وَكَانَ يترخص فِي الْأَدَاء من غير الأَصْل وَيصْلح من حفظه ويسامح فِي دمج القارى ولغط السامعين ويعتمد فِي ذَلِك الْإِجَازَة وَكَانَ يتَمَثَّل بقول ابْن مندة يَكْفِيك من الحَدِيث شمه وأوذي مرّة فِي سنة 705 بِسَبَب ابْن تَيْمِية لِأَنَّهُ لما وَقعت المناظرة لَهُ مَعَ الشَّافِعِيَّة وَبحث مَعَ الصفي الْهِنْدِيّ ثمَّ ابْن الزملكاني بِالْقصرِ الأبلق شرع الْمزي يقْرَأ كتاب خلق أَفعَال الْعباد للْبُخَارِيّ وَفِيه فصل فِي الرَّد على الْجَهْمِية فَغَضب بعض وَقَالُوا نَحن المقصودون بِهَذَا فَبلغ ذَلِك القَاضِي الشَّافِعِي يَوْمئِذٍ فَأمر بسجنه فَتوجه ابْن تَيْمِية وَأخرجه من السجْن فَغَضب النَّائِب فأعيد ثمَّ أفرج عَنهُ وَأمر النَّائِب - وَهُوَ الأفرم - بِأَن يُنَادي بِأَن من يتَكَلَّم فِي العقائد يقتل قَالَ الذَّهَبِيّ لم يخرج لنَفسِهِ شَيْئا لَا مشيخة وَلَا معجماً وَلَا فهرست وَلَا عوالي إِنَّمَا أملي قَلِيلا ثمَّ ترك وَكَانَ يلام على ذَلِك فَلَا يُجيب وصنف تَهْذِيب الْكَمَال فاشتهر فِي زَمَانه وَحدث بِهِ خمس مرار وَحدث بِكَثِير من مسموعاته الْكِبَار وَالصغَار عَالِيا ونازلا وغالب الْمُحدثين من دمشق وَغَيرهَا قد تلمذوا لَهُ واستفادوا مِنْهُ وسألوه عَن المعضلات فَاعْتَرفُوا بفضيلته وعلو ذكره وَبَالغ أَبُو حَيَّان فِي الْقطر الْحَيّ فِي تقريظه وَالثنَاء عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ ابْن سيد النَّاس فِي أجوبة أبي الْحُسَيْن بن أيبك قَالَ وَوجدت بِدِمَشْق من أهل الْعلم الإِمَام الْمُقدم والحافظ الَّذِي فاق من تَأَخّر من أقرانه وَمن تقدم أَبَا الْحجَّاج بَحر هَذَا الْعلم الزاخر وحبره - الْقَائِل كم ترك الأول للْآخر - احفظ النَّاس للتراجم وأعلمهم بالرواة من أعارب وأعاجم لَا تخص

ص: 230

مَعْرفَته مصرا دون مصر وَلَا ينْفَرد علمه بِأَهْل عصر مُعْتَمدًا آثَار السّلف الصَّالح مُجْتَهدا فِيمَا نيط بِهِ فِي حفظ السّنة من الْمصَالح معرضًا عَن الدُّنْيَا وأسبابها مُقبلا على طَرِيقَته الَّتِي أربى بهَا على أَرْبَابهَا لَا يُبَالِي مَا ناله من الْأَزَل وَلَا يخالط جده بِشَيْء من الْهزْل وَكَانَ بِمَا يَضَعهُ بَصيرًا وبتحقيق مَا يَأْتِيهِ جَدِيرًا وَهُوَ فِي اللُّغَة أَيْضا إِمَام وَله بالقريض معرفَة وإلمام فَكنت أحرص على فَوَائده لأحرز مِنْهَا مَا أحرز وأستفيد من حَدِيثه الَّذِي إِن طَال لم يمل وَإِن أوجز وددت إِنَّه لم يوجز وَكَانَت رُؤْيَة ابْن سيد النَّاس لَهُ بعد سنة تسعين وَكَانَ معتدل الْقَامَة مشرباً حمرَة قوي الركب متع بذهنه وحواسه وَكَانَ يسْتَعْمل المَاء الْبَارِد مَعَ الشيخوخة وَيحكم ترقيق الْأَجْزَاء وترميمها ويعتني بِكِتَابَة الطباق عَلَيْهَا قَالَ الصَّفَدِي سمعنَا صَحِيح مُسلم على الْبَنْدَنِيجِيّ وَهُوَ حَاضر فَكَانَ يرد على الْقَارئ فَيَقُول الْقَارئ - وَهُوَ ابْن طغريل مَا عِنْدِي إِلَّا مَا قَرَأت فيوافق الْمزي بعض من حضر مِمَّن بِيَدِهِ نُسْخَة أما بِأَن يجد فِيهَا كَمَا قَالَ أَو يَقُول مطفر عَلَيْهِ أَو مضيف أَو فِي الْحَاشِيَة وَلما كثر ذَلِك مِنْهُ قلت لَهُ مَا النُّسْخَة الصَّحِيحَة إِلَّا أَنْت قَالَ وَلم أر بعد أبي حَيَّان مثله فِي الْعَرَبيَّة خُصُوصا التصريف وَلم يكن مَعَ توسعه فِي معرفَة الرِّجَال يستحضر تراجم غير الْمُحدثين لَا من الْمُلُوك وَلَا من الوزراء والقضاة والأدباء وَنَحْو ذَلِك حَتَّى إِنِّي سَأَلت عَن القالي - بِالْقَافِ فَقَالَ أعرف الفالي - بِالْفَاءِ واستفدت مِنْهُ فَوَائِد وقواعد فِي علم الحَدِيث لم أَجدهَا فِي كتاب وَلم آخذها عَن مجاب وَقَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ خَاتِمَة الْحفاظ وناقد

ص: 231

الْأَسَانِيد والألفاظ وَهُوَ صَاحب معضلاتنا وموضح مشكلاتنا حفظ الْقُرْآن فِي صباه وتفقه للشَّافِعِيّ مُدَّة وعني باللغة فبرع فِيهَا وأتقن النَّحْو وَالصرْف وَله عمل فِي الْمَعْقُول وَمَعْرِفَة بِشَيْء من الْأُصُول وكتابته حلوة وَفِيه حَيَاء وحلم وسكينة وَاحْتِمَال وقناعة وَترك للتجمل وانجماع عَن النَّاس وصبر على من يُؤْذِيه وَقلة كَلَام إِلَّا أَن يسئل فَيُفِيد وَكَانَ معتدل الْقَامَة أَبيض أَبْطَأَ عَنهُ الشيب ومتع بحواسه وذهنه وَلم يكن لَهُ مركوب بل كَانَ يصعد إِلَى الصالحية مَاشِيا وَهُوَ فِي الْعشْر التسعين وَكَانَ طَوِيل الرّوح ريض الْخلق جدا لَا يرد بعنف وَلَا يتكثر بفضائله وَلَا يكَاد يغتاب أحدا وَكَانَ يستحم بِالْمَاءِ الْبَارِد فِي الشيخوخة قَالَ وَمَا عَلمته خرج لنَفسِهِ عوالي وَلَا موافقات وَلَا معجما وَكنت ألومه على ذَلِك فيسكت قَالَ وَلَو كَانَ لي رَأْي للازمته أَضْعَاف مَا جالسته فإنني أخذت عَنهُ هَذَا الشَّأْن بحسبي لَا بِحَسبِهِ وَكَانَ لَا يكَاد يعرف قدره إِلَّا من أَكثر مُجَالَسَته قَالَ وَلَو كَانَ مَعَ حسن خطه ذَا إتقان قل إِن يُوجد لَهُ غلطة أَو يُؤْخَذ عَلَيْهِ لحنة وَكَانَ خيرا ذَا ديانَة وتصون من الصغر وسلامة بَاطِن وَعدم دهاء وَكَانَت فِيهِ سذاجة قد توقعه

على أَمر فيأكله ويستأكله حَتَّى لَا يزَال فِي إفلاس حَتَّى احْتَاجَ إِلَى بيع أَصله بتهذيب الْكَمَال بِخَطِّهِ وَكَانَ مَأْمُون الصُّحْبَة حسن المذاكرة خير الطوية محبا للآثار مُعظما لطريقة السّلف جيد المعتقد وَكَانَ اغْترَّ فِي شبيبته وَصَحب الْعَفِيف التلمساني فَلَمَّا تبين لَهُ ضَلَالَة هجره وتبرأ مِنْهُ وَكَانَ أوذي مرّة واختفى بِسَبَب إسماعه لتاريخ الْخَطِيب

ص: 232

وأوذي أُخْرَى بِسَبَب قِرَاءَته كتاب خلق أَفعَال الْعباد كَمَا تقدم مرض أَيَّامًا يسيرَة وَلم يَنْقَطِع وَعرض لَهُ - بعد أَن أسمع الحَدِيث إِلَى قرب التَّوَجُّه إِلَى الْجُمُعَة وَقَامَ ليتأهب - وجع فِي بَاطِنه ظَنّه قولنجا وَإِنَّمَا كَانَ طاعونا - قَالَه صهره ابْن كثير وَقَالَ فاستمر بِهِ إِلَى أَن مَاتَ بَين الظّهْر وَالْعصر من يَوْم السبت 12 صفر سنة 742 وَهُوَ يقْرَأ آيَة الْكُرْسِيّ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بالجامع ثمَّ خَارج بَاب النَّصْر ثمَّ دفن بمقابر الصُّوفِيَّة بِالْقربِ من ابْن تَيْمِية وَكَانَ الْجمع فِي جنَازَته متوفراً جدا وَلما مَاتَ جمع الْحَافِظ صَلَاح الدّين العلائي جُزْءا سَمَّاهُ سلوان التعزي عَن الْحَافِظ الْمزي وَمن نظمه

(إِن عَاد يَوْمًا رجل مُسلم

أَخا لَهُ فِي الله أَو زَارَهُ)

(فَهُوَ جدير عِنْد أهل النَّهْي

بِأَن يحط الله أوزاره)

2609 -

يُوسُف بن عبد السَّيِّد بن الْمُهَذّب إِسْحَاق بن يحيى الإسرائيلي كَانَ يَهُودِيّا فَأسلم مَعَ أَبِيه سنة 701 وَقد سمع من أَبِيه من مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن الصُّورِي وَحدث عَنهُ وَكَانَ ماهراً فِي الطِّبّ قَلِيل الإنطراح على الدُّنْيَا إِذا حصل كِفَايَته فِي أول النَّهَار توجه إِلَى النزاهة لَا يخل بذلك مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 757 وَقد تقدم ذكر أَبِيه

2610 -

يُوسُف بن عبد الصَّمد بن يُوسُف الْبكْرِيّ الْبَغْدَادِيّ الْحَنَفِيّ جمال الدّين سمع من الْعَفِيف الدواليبي وروى عَن صَالح بن عبد الله بن عَليّ الصّباغ الْكُوفِي بِالْإِجَازَةِ وَعَن أبي البركات أَيمن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد

ص: 233

المغربي نزيل الْمَدِينَة الشَّرِيفَة روى عَنهُ أَبُو حَامِد ابْن ظهيرة بِالْإِجَازَةِ فِي مُعْجَمه

2611 -

يُوسُف بن عبد الْغَالِب بن هِلَال الاسكندري العلاف كَانَ عامياً إِلَّا أَنه جيد النّظم كَقَوْلِه فِي الجناس التَّام

(كم قلت للحائك الظريف وَفِي

رَاحَته طَاقَة يخلصها)

(هَل لَك فِي رد مهجة لفتى لي

س لَهُ طَاقَة يخلصها)

مَاتَ فِي سنة 720 ذكره الْكَمَال جَعْفَر فِي الْبَدْر السافر

2612 -

يُوسُف بن عبد الْكَرِيم بن هبيل الْموصِلِي نزيل الْيمن عز الدّين أَبُو المحاسن ذكره الشهَاب ابْن فضل الله وَنقل عَن التَّاج عبد الْبَاقِي الْيَمَانِيّ أَنه ذكره فِي شعراء الْيمن وَقَالَ قدم من الْموصل فِي حُدُود الثَّمَانِينَ أَيَّام المظفر يُوسُف وَأقَام إِلَى سنة 726 وَركب الْبَحْر إِلَى الْهِنْد وَهُوَ فِي قَبْضَة التسعين وَكَانَ ذَا ذهن وقاد وَكَانَ يتشيع وينسج الْحَرِير الموشي وَمن شعره فِي ذَلِك

(يَا إِمَام الزَّمَان فِي كل فن

وبديعاً قد بذ شأو البديع)

(قد رفعنَا إِلَى معاليك روضاً

من حَرِير فِي غَايَة التوشيع)

(دوحة فِي أَوَاخِر الصَّيف فاختر

هَا كَمَا جَاءَ فِي زمَان الرّبيع)

2613 -

يُوسُف بن عبد الله بن عَليّ بن قَائِم ابْن الحبال الْجمال أَبُو المحاسن ولد فِي سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَسمع بهَا من التَّاج عبد الْخَالِق القَاضِي

ص: 234

وَأبي الْحُسَيْن اليونيني وشمس الدّين بن أبي الْفَتْح وَحدث وَتفرد ورحل إِلَيْهِ سمع مِنْهُ ابْن ظهيرة وَمَات سنة 778

2614 -

يُوسُف بن عبد الله بن عمر بن عَليّ بن خضر الْكرْدِي الكوراني الْمَعْرُوف بالعجمي أَخذ عَن الشَّيْخ نجم الدّين الْأَصْبَهَانِيّ والبدر التسترِي وَكَانَ أعجوبة زَمَانه فِي التسليك وَله أَتبَاع ومريدون وَله رِسَالَة سَمَّاهَا ريحَان الْقُلُوب فِي الْوَصْل إِلَى المحبوب تَتَضَمَّن شَرَائِط التَّوْبَة وَلبس الْخِرْقَة وتلقن الذّكر ورحل يَوْمًا لزيارة الشَّيْخ يحيى الصنافيري فَقَامَ إِلَى لِقَائِه وَهُوَ يَقُول

(ألم تعلم بِأَنِّي صيرفي

أحك الأصدقاء على محكي)

(فَمنهمْ بهرج لَا خير فِيهِ

وَمِنْهُم من أجوزه بشك)

(وَأَنت الْخَالِص الذَّهَب الْمُصَفّى

بتزكيتي ومثلي من يزكّى)

فَحصل للشَّيْخ يُوسُف بذلك سرُور زَائِد وَجلسَ وَأَقْبل الشَّيْخ يحيى على مُحَمَّد ابْن الشَّيْخ يُوسُف فأنشده

ص: 235

(أَن السّري إِذا سرى فبنفسه

وَابْن السّري إِذا سرى أسراهما)

فازداد سرُور الشَّيْخ يُوسُف بذلك واشتهر عَنهُ الذّكر الَّذِي مَلأ الْآفَاق وَله زَاوِيَة بقرافة مصر مَشْهُورَة وعدة زَوَايَا فِي عدَّة بِلَاد وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد زَائِد وَزعم الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد بن عَليّ العرياني أَنه سمع مِنْهُ مَا يَقْتَضِي أَنه على طَريقَة ابْن الْعَرَبِيّ فَالله أعلم بسره مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 768

2615 -

يُوسُف بن عبد الله بن الْعَفِيف مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الْمُنعم بن نعْمَة بن سُلْطَان بن سرُور بن رَافع بن حُسَيْن بن جَعْفَر الْمَقْدِسِي النابلسي ولد سنة 691 بنابلس وَسمع من عبد الْحَافِظ بن بدران والتقي سُلَيْمَان وَغَيرهمَا وَحدث قَالَ ابْن كثير كَانَ من الْعباد الورعين كثير التِّلَاوَة وَقيام اللَّيْل وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ ودرس وَأفْتى ونفع النَّاس وَمَات فِي شهر رَجَب سنة 754

2616 -

يُوسُف بن عبد الله بن مُحَمَّد الْيحصبِي اللوشي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ من وُجُوه الْبَلَد طيب النَّفس عريض النِّعْمَة كثير الْمُشَاركَة مألفاً للإخوان مَاتَ سنة 702

2617 -

يُوسُف بن عبد الله الطَّبِيب صَلَاح الدّين المغربي تقدم فِي الْفَنّ حَتَّى صَار رَئِيس الْأَطِبَّاء وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 776

2618 -

يُوسُف بن عبد الْمَحْمُود بن عبد السَّلَام البتي الْحَنْبَلِيّ كَانَ من

ص: 236

فضلاء الْعرَاق وَإِلَيْهِ المراجع فِي الْقرَاءَات والعربية مَاتَ فِي شَوَّال سنة 726

2619 -

يُوسُف بن عبد الْمُنعم بن سَالم بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْوَهَّاب الْمُقْرِئ الْأنْصَارِيّ ولد سنة 679 وَكتب عَنهُ إِبْرَاهِيم بن يُونُس البعلي سنة 730 بغزة شعرًا مِنْهُ

(يَا غُصْن لم لَا تميل نحوي

والميل فِي الْغُصْن مُسْتَحبّ)

نقلته من ثبته

2620 -

يُوسُف بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن خَلِيل الأعزازي شرف الدّين سمع من الْفَخر وَسكن بارين قَرْيَة من قرى حماة سمع مِنْهُ بهَا شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَحدثنَا عَنهُ وأرخ وَفَاته سنة 760

2621 -

يُوسُف بن عَليّ بن حُسَيْن المعقلي من أُمَرَاء نصر بن المعقل كَانَ بسجلماسة ثمَّ خَالف على صَاحب فاس الْأَمِير أبي الْعَبَّاس ابْن أبي سَالم فِي سنة 84 فَبعث لَهُ عَسْكَر فَهَزَمَهُ وَخَربَتْ بيوته وبساتينه وَأقَام بالصحراء ثمَّ كَانَ مِمَّن سَار إِلَى حِصَار فاس لما توجه يُوسُف إِلَى حِصَار مراكش فَجمع لَهُم العشائر من بني مَنْصُور بن أبي عَليّ وَأَبُو حمو صَاحب

ص: 237

تلمسان ويوسف الْمَذْكُور الْعَسْكَر وحاصروا فاس فَلم يتم لَهُم أَمر ثمَّ صلح مَا بَينه وَبَين أبي الْعَبَّاس وَحج فِي سنة 793 وَاجْتمعَ مَعَ الظَّاهِر البرقوق وَلما رَجَعَ من الْحَج سنة 794 أرسل مَعَه هَدِيَّة حَسَنَة إِلَى السُّلْطَان أبي الْعَبَّاس فَأَعْجَبتهُ وَشرع فِي تجهيز هَدِيَّة من عِنْده إِلَى الظَّاهِر فَمَاتَ أَبُو الْعَبَّاس فِي الْمحرم سنة 796 وأقيم بعده أَبُو فَارس وَبَقِي يُوسُف إِلَى سنة

2622 -

يُوسُف بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الخواجا الْكَبِير جمال الدّين الدروي نزيل حلب كَانَ تَاجِرًا رَئِيسا كَبِيرا شَيخا حسنا عِنْده حشمة ومروءة وَمَكَارِم أَخْلَاق وعصبية وَفِيه دين وكياسة ومواظبة على فعل الْخَيْر والصلوات وَالْقِيَام مَعَ الْأَصْحَاب وَقَضَاء حوائج النَّاس ووقف على قِرَاءَة البُخَارِيّ بِجَامِع حلب وَكَانَ يحتفل بِهِ وَيَجِيء من بَيته لَيْلًا وَرُبمَا كَانَ يجِئ فِي الشتَاء حافياً إِلَى الْجَامِع الْأَعْظَم لسَمَاع الصَّحِيح كل يَوْم بعد صَلَاة الصُّبْح وَيجْلس بالجامع بعد الْقِرَاءَة إِلَى أَن يُصَلِّي الضُّحَى ثمَّ يتَوَجَّه إِلَى حانوته لقَضَاء حوائج النَّاس وَيُعْطِي الْخلْع يَوْم خَتمه وَسَائِر أهل حلب يعظمونه ويحترمونه وكلمته نَافِذَة مسموعة عِنْد الْأُمَرَاء والحكام أنْفق عدَّة أُلُوف دَرَاهِم على جِهَات الْبر وَمَكَارِم النَّاس وَمَات سنة 795 بحلب وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة

2623 -

يُوسُف بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد المكناسي قَالَ ابْن الْخَطِيب ولد

ص: 238

سنة 701 وَكَانَ حسن الْخط صَدرا من صُدُور المشيخة وانتهت إِلَيْهِ الْمعرفَة بتجليد الْكتب فِي زَمَانه ومشيخته مُتعَدِّدَة

2624 -

يُوسُف بن عَليّ بن يُوسُف بن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي جمال الدّين بن مجد الدّين ابْن المهتار ولد سنة 13 وأحضر على التقي سُلَيْمَان والدشتي وطبقتهما وأسمع على الحجار وَغَيره وَحدث بالكثير وَأم بِمَسْجِد الرَّأْس وأسن وَلم يتَزَوَّج وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 776 ولحيته سَوْدَاء كلهَا

2625 -

يُوسُف بن عَليّ الطرطوشي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ فَاضلا متواضعاً عذب الفكاهة حسن الْخط جيد الشّعْر عَارِفًا بالفرائض وَألف

بالعدو

وَكتب قبل ذَلِك فِي دَار سُلْطَان الأندلس وَمن شعره يمدح لوزير ابْن الْحَكِيم

(رضاكم أَن مننتم خير موهوب

وَمَا سوى هجركم عِنْدِي بمرهوب)

وَمَات بعد الْأَرْبَعين وَسَبْعمائة

2626 -

يُوسُف بن عمر بن حُسَيْن بن أبي بكر الختني - بِضَم الْمُعْجَمَة وَفتح الْمُثَنَّاة الْخَفِيفَة بعْدهَا نون - الْحَنَفِيّ الْمصْرِيّ الشَّيْخ المعمر بدر الدّين ولد سنة 645 وَسمع من ابْن رواج وَهُوَ خَاتِمَة أَصْحَابه وَمن صَالح المدلجي وَابْن اللمطي وَأبي عَليّ الْبكْرِيّ والمرسي والزكي الْمُنْذِرِيّ وَغَيرهم

ص: 239

وَتفرد بأَشْيَاء وَخرجت لَهُ مشيخة عَن نَيف وَسِتِّينَ شَيخا وَأكْثر عَنهُ الطّلبَة قَالَ الْبَدْر النابلسي كَانَ فِي إسماعه صعوبة وَكَانَ لَا يسمع إِلَّا بِالْأُجْرَةِ لِأَنَّهُ كَانَ مقلاً وَكَانَت زَوجته تشْتَرط عَلَيْهِ ذَلِك وَمَات فِي نصف صفر سنة 731

2627 -

يُوسُف بن عمر بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الْغِفَارِيّ الْحِمصِي ثمَّ الْمَقْدِسِي ولد سنة 695 وَسمع الصَّحِيح من ابْن الشّحْنَة بحمص وجزء الجابري من الْعِزّ إِبْرَاهِيم بن صَالح ابْن العجمي بحلب وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد ابْن ظهيرة بعد السّبْعين بالقدس وَكَانَ استوطنها إِلَى أَن مَاتَ وقرأت بِخَطِّهِ مولدِي سنة 96 وَأَجَازَ لعبد الله بن عمر بن الْعِزّ ابْن جمَاعَة

2628 -

يُوسُف بن عمر بن عَوْسَجَة العباسي ذكره الذَّهَبِيّ فِي آخر طَبَقَات الْقُرَّاء فِي أَصْحَاب التقي الصَّائِغ بِمصْر سنة 727 وَكَانَ شيخ الْعَرَبيَّة قلت

وَمَات سنة 749

2629 -

يُوسُف بن قيس بن أبي بكر بن حَيَاة الشَّيْخ أَبُو قيس الْحَرَّانِي ولد سنة 633 بحران قَالَه البرزالي وَقَالَ الذَّهَبِيّ سنة 39 وَسمع من إِبْرَاهِيم ابْن خَلِيل الْأَرْبَعين لِابْنِ المعري وَسمع من غَيره وَحدث قَلِيلا روى عَنهُ الذَّهَبِيّ وَابْن رَافع وَغَيرهمَا وَكَانَ للنَّاس فِيهِ اعْتِقَاد كثير وَهُوَ مُنْقَطع فِي مَكَانَهُ يقْصد للزيارة إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 719

2630 -

يُوسُف بن ماجد بن أبي الْمجد بن عبد الْخَالِق المرداوي الْمَقْدِسِي

ص: 240

الْحَنْبَلِيّ الْفَقِيه الْمُفْتِي جمال الدّين أَبُو الْعَبَّاس من أَصْحَاب ابْن تَيْمِية شرح الْمُحَرر سمع من الحجار وَغَيره وَمَات سنة 783

2631 -

يُوسُف بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عمر الْخَطِيب قطب الدّين ابْن أصيل الدّين الْعَوْفِيّ الأسعردي خطيب جَامع الصَّالح مَاتَ فِي رَجَب سنة 713 فجاءة وَاسْتقر عوضه الزين الكتنائي

2632 -

يُوسُف بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عِيسَى الْكرْدِي سبط ابْن أبي الْيُسْر ولد سنة 652 وأسمع على أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَغَيره وَحدث سمع مِنْهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَآخَرُونَ وَمَات بأذرعات فِي ذِي الْحجَّة سنة 727

2633 -

يُوسُف بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل العزازي - من عزاز بِفَتْح الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الزَّاي وَآخره مثلهَا ولد سنة 637 وَأسر فِي الْوَقْعَة الْعُظْمَى مَعَ التتار ثمَّ خلص فَقدم دمشق فقطنها وَسمع من الْكَمَال ابْن عبد وَغَيره وَكَانَ يحفظ كثيرا من شعر الصرصري وينشده بنغمة طيبَة وَصَوت شجي وَهُوَ الَّذِي شهره بِدِمَشْق وَمَات فِي صفر سنة 708 ذكره البرزالي

2634 -

يُوسُف بن مُحَمَّد بن رَجَب الْحَنَفِيّ محتسب دمشق كَانَ من أَصْحَاب الشَّيْخ شمس الدّين الأيكي بِدِمَشْق وَتعلق بالخدم وَأقَام فِي الْحِسْبَة مُدَّة مشكور السِّيرَة وَكَانَ بِيَدِهِ نظر المرستان النوري وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 704

ص: 241

2635 -

يُوسُف بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن أبي الْعِزّ بن وهب بن عَطاء جمال الدّين الْأَذْرَعِيّ الْحَنَفِيّ ولد سنة 651 وَسمع من الرضي ابْن الْبُرْهَان وَله إجَازَة من عُثْمَان ابْن خطيب القرافة وَأبي عَليّ الْبكْرِيّ وَغَيرهمَا وتعانى الخدم وتفقه ودرس بالإقبالية والعذراوية وَولي نظر الْجَامِع وتوكل لجَماعَة من الْأُمَرَاء ذكره البرزالي وَابْن رَافع فِي معجميهما وَسمع مِنْهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَمَات فِي ثَالِث صفر سنة 728

2636 -

يُوسُف بن مُحَمَّد بن شاهنشاه بن بهْرَام شاه بن فروخ شاه بن شاهنشاه بن أَيُّوب الدِّمَشْقِي صَلَاح الدّين بن الْحَافِظ بن السعيد بن شاهنشاه بن أَيُّوب الدِّمَشْقِي صَلَاح الدّين بن الْحَافِظ بن السعيد بن الأمجد كَانَ جد أَبِيه صَاحب بعلبك وَولد هَذَا فِي سنة 646 وأحضره عَليّ إِسْمَاعِيل بن أَحْمد الْعِرَاقِيّ فِي الثَّالِثَة وَحدث مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 704

2637 -

يُوسُف بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَاحِد الْحَرَّانِي المعسل سمع على الْفَخر من مشيخته

2638 -

يُوسُف بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر الله بن المغيزل الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي ولد سنة 68 وَسمع من ابْن أبي عمر وَغَيره وتفقه فمهر وفَاق الأقران وَأفْتى ودرس قَالَ شمس الدّين ابْن النصيبي كنت مرّة عِنْد القَاضِي شرف الدّين ابْن الْبَارِزِيّ بحماة وَعِنْده صدر الدّين ابْن الْوَكِيل وَصَلَاح الدّين ابْن المغيزل فتباحثا من بكرَة إِلَى أَن أذن الظّهْر فَقَالَ لَهما القَاضِي شرف الدّين طول الله للْمُسلمين فِي عمركما سُرُورًا

ص: 242

بهما وَقَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ مفتياً مناظراً لَهُ محفوظات وفضائل مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 719

2639 -

يُوسُف بن مُحَمَّد بن التقي عبد الله بن مُحَمَّد بن مَحْمُود المرداوي جمال الدّين القَاضِي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة سَبْعمِائة تَقْرِيبًا وَسمع من أبي بكر ابْن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَفَاطِمَة بنت الْفراء وست الوزراء التنوخية وهدية بنت عَسْكَر والتقي سُلَيْمَان وَولي قَضَاء الْحَنَابِلَة سبع عشرَة سنة لِأَنَّهُ ولي فِي رَمَضَان بعد وَفَاة عَلَاء الدّين ابْن المنجا سنة خمسين بعد تمنع فاستمر إِلَى أَن عزل سنة 767 وَكَانَ نزهاً عفيفاً وقوراً خَاشِعًا وَكَانَ يركب الحمارة وَلَا يحضر مَعَ النَّائِب إِلَّا فِي دَار الْعدْل وَلَا يركب فِي الْمحمل وَلَا الْعِيد وَكَانَ ماهراً فِي مذْهبه مشاركاً فِي الْأُصُول والعربية حسن الْفَهم جيد الْإِدْرَاك مواظباً للجلوس بالجامع وَقد ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ أَبُو الْفضل شَاب خير إِمَام فِي الْمَذْهَب نسخ الْمِيزَان وَله عناية بِالْمَتْنِ والإسناد - انْتهى وَقَالَ ابْن حجي جمع كتابا فِي الْأَحْكَام وَكَانَ ابْن مُفْلِح عين تلامذته وَكَانَت وَفَاته فِي ثامن شهر ربيع الأول سنة 769 وَقد جَاوز السّبْعين

2640 -

يُوسُف بن مُحَمَّد بن عبيد الله بن جِبْرِيل الْموقع صَلَاح الدّين كَاتب

ص: 243

الدرج وتعانى ذَاك من شبيبته وَاسْتمرّ فِيهِ وَكَانَ فتح الدّين ابْن عبد الظَّاهِر يعْتَمد عَلَيْهِ وَكَذَا من بعده مَعَ ضعف خطه ورداءته إِلَّا أَنه كَانَ مَأْمُونا قَلِيل الشَّرّ خيرا مُحْتملا للأذى حَتَّى كَانَ قطب الدّين ابْن مكرم يلعنه ويسبه صَرِيحًا وَيَقُول لَهُ مَعَ ذَلِك يَا عبد نحس لِأَنَّهُ كَانَ أسمر اللَّوْن جدا قطط الشّعْر صَغِير الذقن ضَعِيف النَّفس بِحَيْثُ أَنه لما مَاتَ عَلَاء الدّين ابْن الْأَثِير طلبه السُّلْطَان ليقْرَأ عَلَيْهِ شَيْئا فِي السِّرّ فَلَمَّا أَخذه الجاي الدوادار بِيَدِهِ وَدخل بِهِ فِي دهليز الْقصر أحدث فِي سراويله فأعفاه وَطعن فِي السن وَهُوَ يلازم الدِّيوَان فَإِذا لامه أحد يَقُول أخْشَى أَن يقطعوا معلومي وَلم يكن أحد يقدم على ذَلِك لقدم هجرته وَثُبُوت قدمه فِي الْخدمَة إِلَّا أَنه كَانَ كثير التخيل وَكَانَت مدَّته فِي الْخدمَة تزيد على الْخمسين سنة لم يَنْقَطِع عَن الدِّيوَان قطّ وَمَات سنة 741 هَذَا جَمِيعه تَرْجَمَة من الصّلاح الصَّفَدِي ويوسف بن أَحْمد الَّذِي تقدم وَكنت أَظن أَن الصَّفَدِي وهم فِي اسْم أَبِيه - وَالله أعلم ثمَّ تبين لي أَنَّهُمَا اثْنَان فَإِن هَذَا سمع مِنْهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة من نظم وَالِده مُحَمَّد بن عبيد الله شَيْئا

2641 -

يُوسُف بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم السَّرخسِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي شرف الدّين ولد سنة 639 كَانَ يُنَادي على الْكتب بِدِمَشْق وينسخ الدَّوَاوِين اللطاف كشعر ابْن المشد والشواء وَكَانَ يَقُول قبلت مرّة قبْلَة بِأَلف دِرْهَم يفتخر بذلك لجهله وَقد سمع من أبي إِسْحَاق بن مُضر صَحِيح مُسلم والموطأ لأبي مُصعب وَأَجَازَ لَهُ عُثْمَان بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد خطيب القرافة وَعبد الحميد بن عبد الْهَادِي وَغَيرهمَا وَأخذ عَنهُ البرزالي

ص: 244

والذهبي وَابْن رَافع وَمَات فِي رَابِع شهر رَجَب سنة 721

2642 -

يُوسُف بن مُحَمَّد بن عَليّ القباقي مجد الدّين كَانَ نَاظر الفتوحات بِدِمَشْق وَطلب فِي سنة 95 إِلَى مصر وعزل من مناصبه وصودر ثمَّ أُعِيد وَكَانَ فَاضلا لَهُ أدب ونظم قَالَه فِي علم الدّين الدوادار

(يَا من كفاني وَحرب الدَّهْر قَائِمَة

بنصرة سمتها من فضلَة الخدم)

(حللت من بابك العالي بِذِي سلم

ليهنني أنني من جيرة الْعلم)

مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 701 بِالْقَاهِرَةِ

2643 -

يُوسُف بن مُحَمَّد بن عمر بن سَالم بن جميل المشهدي تَقِيّ الدّين بن الْعدْل نَاصِر الدّين ولد سنة بضع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَحضر فِي الأولى وَالثَّانيَِة على غَازِي الحلاوي وَفِي الْخَامِسَة على البوصيري قصيدته الْمَعْرُوفَة بالبردة وَهُوَ آخر من حدث عَنهُ بهَا بِالسَّمَاعِ حَدثنَا عَنهُ بهَا بعض الْمَشَايِخ سَمَاعا بِهِ وَمَات المشهدي فِي ربيع الآخر سنة 745 روى لنا عَنهُ بِسَمَاعِهِ مِنْهُ أَبُو الْخَيْر ابْن الشَّيْخ صَلَاح الدّين العلائي وَغَيره

2644 -

يُوسُف بن مُحَمَّد بن عمر بن قَاضِي شُهْبَة تقدم نسبه قَرِيبا فِي تَرْجَمَة وَالِده وَكَانَ مولده فِي رَمَضَان سنة 720 وتفقه على أَبِيه وَغَيره وَكَانَ أَبوهُ يثني على فهمه وَولي الحكم فِي بعض الْجِهَات ثمَّ ترك وَأقَام بِدِمَشْق وَنزل لَهُ أَبوهُ عَن وظائفه فِي حَيَاته ثمَّ درس بالعصرونية وَغَيرهَا وَكَانَ خيرا دينا منجمعاً حسن الشكل لكنه ثقل لِسَانه وعسر عَلَيْهِ الْكَلَام

ص: 245

إِلَى أَن مَاتَ فِي شَوَّال سنة 789 بعد وَالِده بِسبع سِنِين

2645 -

يُوسُف بن مُحَمَّد بن الْفضل الغرناطي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ ذكياً وقاد الذِّهْن صَحِيح النَّقْل ولي الْقَضَاء بجهات وَأدْركَ أَبَا جَعْفَر بن الزبير وَقَرَأَ على أبي الْحسن القيجاطي وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 733

2646 -

يُوسُف بن مُحَمَّد بن قلاوون جمال الدّين ولد النَّاصِر دس عَلَيْهِ أَخُوهُ الْكَامِل شعْبَان لما ولي السلطنة من خنقه لَيْلًا وأشاع أَنه أَصَابَهُ قولنج وَمَات مِنْهُ فجاءة وَذَلِكَ سنة 747

2647 -

يُوسُف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد القاهر بن هبة الله بن عبد القاهر ابْن عبد الْوَاحِد بن هبة الله بن طَاهِر بن يُوسُف زين الدّين أَبُو بكر ابْن النصيبي الْحلَبِي ولد فِي شهر رَمَضَان سنة 645 بهَا وَسمع من شيخ الشُّيُوخ بحماة مُسْند الْعشْرَة من مُسْند أَحْمد وَحدث سمع مِنْهُ عبد الْقَادِر المقريزي وَعبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد البعلي وَابْن رَافع وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 731

2648 -

يُوسُف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الصَّالِحِي

2649 -

يُوسُف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي القباني جمال الدّين أَبُو المحاسن الشهير بِابْن الصَّيْرَفِي ولد فِي سنة 710 وأحضره أَبوهُ على أبي بكر الدشتي وَالْقَاضِي سُلَيْمَان وَابْن المهتار وأسمعه على إِسْمَاعِيل بن مَكْتُوم وَابْن الحظيري وَأبي بكر بن عبد الدَّائِم ووزيرة والمطعم وَابْن السّري وَابْن النّحاس

وَابْن عَسَاكِر وَآخَرُونَ وَحدث

ص: 246

وَمَات فِي سنة 788

2650 -

يُوسُف بن مُحَمَّد بن مَسْعُود بن مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْعَبَّادِيّ الْحَنْبَلِيّ جمال الدّين السرمري ثمَّ الدِّمَشْقِي الْعقيلِيّ نزيل دمشق سمع بِبَغْدَاد من الصفي عبد الْمُؤمن والدقوقي وَغَيرهمَا وبدمشق من أَصْحَاب ابْن عبد الدَّائِم فَمن بعدهمْ فَأكْثر وبرع فِي الْعَرَبيَّة والفرائض ونظم عدَّة أراجيز فِي عدَّة فنون وَخرج لغير وَاحِد وَحدث بِالْإِجَازَةِ عَن الحجار وَقد أَخذ عَنهُ ابْن رَافع مَعَ تقدمه وَذكره فِي مُعْجَمه وَكَانَ يذكر أَن تصانيفه بلغت مائَة وزادت فِي بضعَة وَعشْرين علما وتفقه على سراج الدّين الْحُسَيْن بن يُوسُف التبريزي وَغَيره وَمن تواليفه كتاب الْأَرْبَعين الصَّحِيحَة فِيمَا دون أجر المنيحة وَنشر الْقلب الْمَيِّت بِفضل أهل الْبَيْت وغيث السحابة فِي فضل الصَّحَابَة وعقود اللآلي فِي الأمالي وعجائب الِاتِّفَاق والثمانيات وَغير ذَلِك وَمَات فِي الْحَادِي وَالْعِشْرين من جُمَادَى الأولى سنة 776 وَقد جَاوز الثَّمَانِينَ لِأَن مولده كَانَ فِي رَجَب سنة 696

2651 -

يُوسُف بن مُحَمَّد بن مظفر بن حَمَّاد الْحَمَوِيّ جمال الدّين الْخَطِيب

ص: 247

الشَّافِعِي وَقد ينْسب إِلَى جده فَيُقَال يُوسُف بن حَمَّاد ولد سنة 667 وَسمع من المؤمل البالسي والمقداد الْقَيْسِي وَغَيرهمَا وتفقه ففاق فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والنحو ونظم الشّعْر الْجيد وَأخذ عَن الْفُضَلَاء وَكَانَ مفتي حماة وخطيبها كتب عَنهُ أَبُو حَيَّان من شعره قَدِيما وَهُوَ الْقَائِل

(وَلما أَن قضى أجلى بهجر

وسرت كليم وجد لَا محاله)

(بِجَانِب خَدّه أنست نَارا

وَلَكِنِّي وجدت بهَا ضلاله)

قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ على قدم متين من الْعلم وَالْعَمَل والتعبد وَنشر الْعلم وليوسف هَذَا

(حَبِيبِي طالما وافيت هجري

لِأَنَّك لَا ترى إِلَّا خلافي)

(وخالفت الْوِصَال وملت عَنهُ

لِأَنَّك بعض أَغْصَان الْخلاف)

قَالَ الْكَمَال جَعْفَر أَخذ عَن جمال الدّين ابْن وَاصل وَغَيره وأرخ مولده فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 69 وَمَوته فِي ذِي الْحجَّة سنة 736 وَذكر فِي تَرْجَمته تقريظه لمطلع الْفَوَائِد جمع الشَّيْخ جمال الدّين ابْن نباتة وَقد ترْجم لَهُ ابْن نباتة فِي سجع المطوق

2652 -

يُوسُف بن مُحَمَّد بن مَنْصُور بن أَحْمد بن صَالح بن صارم بن مخلوف القَاضِي نور الدّين الْأنْصَارِيّ الفيومي تنقل فِي الخدم بِمصْر وصفد وحلب وَمن نظمه فِي العصفر

(أَتَت عصفراً فِي الرَّوْض يزهى

ويشتهي لهيبه مقارب)

(ككنز فِيهِ بلور عَلَيْهِ

دَنَانِير ومهلكه عقارب)

ص: 248

وَله فِي قصب السكر

(فِي حلب أَبْصرت أعجوبة

تخرج أذكى النَّاس من عقله)

(شخصا رَشِيق الْقد عذب اللمى

لَا يقدر الرّوم على مثله)

(وَهُوَ بِلَا عقل جريح الحشا

والدود لَا يشْبع من أكله)

(لَا يبرح الْبَوْل على رَأسه

والقيد لَا يَنْفَكّ من رجله)

(يَا من سما بَين الورى قدره

اكشف لنا عَنهُ وَعَن أَصله)

كتب عَنهُ الْبَدْر النابلسي قصيدة نبوية أَولهَا

(قف بالأبواب ولذ وسل

تحظى بالفوز وبالأمل)

مَاتَ سنة بضع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة

2653 -

يُوسُف بن مُحَمَّد بن مَنْصُور بن عمر الحوراني الكفري أَبُو الْفضل الْهِلَالِي ولد سنة بضع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَصَحب مَحْمُودًا الزَّاهِد بِدِمَشْق وَسمع بعض تصانيفه وَسمع بِمصْر من الرشيد الْعَطَّار وَحدث وَنسخ أَحْكَام الضياء وقرأه على ابْن الْكَمَال وَكَانَ يقْرَأ على الْكُرْسِيّ من حفظه وَكَانَ دينا قانعاً آم بِمَسْجِد آدم بِدِمَشْق وَله كتب وأجزاء مَاتَ فِي رَجَب سنة 710

2654 -

يُوسُف بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن يُونُس بن مُحَمَّد بن يُونُس بن مَنْعَة الْموصِلِي القَاضِي انْتَهَت إِلَيْهِ رئاسة إقليمه وَشرح الْحَاوِي وَقدم رَسُولا من غازان إِلَى النَّاصِر مُحَمَّد فَأكْرمه وَكَانَ محتشماً مهيباً مَاتَ بِمَدِينَة سلطانية سنة 76 هَكَذَا نقلته من خطّ العثماني قَاضِي صفد وَلست مِنْهُ

ص: 249

على وثوق

2655 -

يُوسُف بن مُحَمَّد بن نصر بن أبي الْقَاسِم المعدني الْحَنْبَلِيّ جمال الدّين ولد سنة 664 وبخط ابْن رَافع سنة 51 وبخط غَيره سنة خمسين وَسمع من النجيب والعز الحرانيين وَابْن علاق وَغَيرهم والمعدني نِسْبَة إِلَى بلد الْمَعْدن بَين عبادان وأسعرد قَالَ الْبَدْر النابلسي كَانَ من الْعلمَاء العاملين تربى مَعَ شمس الدّين بن أبي بكر الْمَقْدِسِي وَسمع من الصفي المراغي أَنبأَنَا الحلاوي عَن يُوسُف المعدني قَالَ ألبسني خرقَة التصوف أَبُو بكر بن الْعِمَاد قَالَ ألبسني أَبُو مُحَمَّد بن قدامَة قَالَ ألبسني الشَّيْخ عبد الْقَادِر مَاتَ فِي 15 صفر سنة 745 وَقد أسن جدا

2656 -

يُوسُف بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد بن عَليّ أَبُو المحاسن الدِّمَشْقِي جمال الدّين الْقرشِي الْمَعْرُوف بِابْن الزكي حفظ التَّنْبِيه وَهُوَ صَغِير ثمَّ عني بالفقه والحساب واشتغل كثيرا وَولي بعض الْوَظَائِف بِدِمَشْق وَأَجَازَ لَهُ الرشيد بن أبي الْقَاسِم من بَغْدَاد وَجَمَاعَة وَمَات فِي شهر ربيع الأول سنة 774

2657 -

يُوسُف بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن حميد البعلبكي أَبُو المحاسن ابْن الْعِمَاد الْمَعْرُوف بِابْن أبي أصيبعة سمع من النَّجْم أَحْمد بن يحيى بن طي جُزْء ابْن فيل

ص: 250

ومجلس البطاقة وَمن الشّرف أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن حَاتِم سداسيات الرَّازِيّ وَمن الْمجد عِيسَى بن عبد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ وَحدث سمع مِنْهُ ابو حَامِد ابْن ظهيرة ببعلبك بعد السّبْعين

2658 -

يُوسُف بن مُحَمَّد العيسى سَابق الدّين ذكره الشهَاب ابْن فضل الله وَنقل عَن التَّاج عبد الْبَاقِي أَنه كَانَ من عُظَمَاء أدباء الْيمن كتب الدرج للمؤيد وَغَيره وَكَانَ فِي النّظم على طَرِيق البداوة وَترك التصنع والتكلف وَمن نظمه

(أظهرت بالجيش العرمرم كلما

أخْفى ظُهُور مِنْهُم وبطون)

(ضمنت لَك الْملك السيوف وكل مَا

ضمن السيوف فَإِنَّهُ مَضْمُون)

2659 -

يُوسُف بن المظفر بن أَحْمد بن أبي بكر عبد الله بن نصر الْحَرَّانِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن قَاضِي حران الْحَنَفِيّ الْجمال أَبُو المظفر ولد فِي منتصف رَجَب سنة 646 بحران وَسمع من شيخ الشُّيُوخ جُزْء ابْن عَرَفَة وَمن يحيى بن أبي مَنْصُور الصَّيْرَفِي وَحدث ذكره ابْن رَافع والذهبي فِي معجميهما وَقَالَ الْعدْل الْكَبِير نَاب فِي حسبَة دمشق مُدَّة وَتُوفِّي فِي شَوَّال سنة 728

2660 -

يُوسُف بن مظفر بن أَحْمد الْحَرَّانِي ولد سنة 650 تَقْرِيبًا وَسمع من

روى عَنهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَغَيره وَمَات فِي نصف صفر سنة 745

ص: 251

2661 -

يُوسُف بن مظفر بن عمر بن أبي الفوارس مُحَمَّد المعري جمال الدّين ابْن الوردي أَخُو زين الدّين وَهُوَ الْأَكْبَر ولد قبل سنة 680 وَسمع المسلسل على ابْن السكرِي أَنا ابْن الجميزي وَكَانَ فَقِيها ماهراً حفظ التَّنْبِيه واشتغل بالحاوي وَكَانَ ينْقل من الرَّافِعِيّ الْكَبِير مَعَ فقه نفس وجود يَد وَولي قَضَاء بِلَاد معاملات حلب وَكَانَ ضَعِيفا فِي الْعَرَبيَّة طَوِيل الْقَامَة ولأخيه زين الدّين فِيهِ عدَّة مقطعات من مديح ومعاتبة وَغير ذَلِك مَاتَ فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة سنة 749 بالطاعون أَيْضا وَفِيه يَقُول أَخُوهُ

(أخي أبقى ببذل المَال ذكرا

وَإِن لاموه فِيهِ ووبخوه)

(أَزَال فِرَاقه لذات ذكرى

وكل أَخ مفارقه أَخُوهُ)

2662 -

يُوسُف بن مظفر بن كوركيك بن الشّرف بن سماك الكحال ولد سنة 616 وَسمع من

. روى عَنهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة والتقي السُّبْكِيّ وَغَيرهمَا وَمَات سنة

وَسَبْعمائة

2663 -

يُوسُف بن مُوسَى بن أَحْمد صَلَاح الدّين ابْن شيخ السلامية رَأس وَهُوَ شَاب وَكَانَ تنكز يقدمهُ ويكرمه وصاهر الشَّمْس غبريال الْوَزير فِي سنة 718 وَمَات قبل أَن يدْخل فِي سنّ الكهولة فِي ذِي الْحجَّة سنة 730

2664 -

يُوسُف بن مُوسَى بن سُلَيْمَان بن فتح بن مُحَمَّد بن أَحْمد الجذامي الرندي قَالَ ابْن الْخَطِيب روى عَن عبد الْوَاحِد بن أبي السداد وَأبي جَعْفَر ابْن الزبير وَابْن برطال وَمُحَمّد بن عبد الرَّحْمَن الطنجي وَأبي الْحُسَيْن بن

ص: 252

مَنْظُور وَعلي بن مُحَمَّد بن سمعون وَمُحَمّد بن عِيَاض وَخلق كثير وصنف الخصائص النَّبَوِيَّة وَله ديوَان شعر وَخمْس الْبردَة وَله أرج الأرجاء فِي مسرح الْخَوْف والرجاء قَالَ وَكَانَ حسن اللِّقَاء والخلق وَالْعشرَة ولي الْقَضَاء بِبَلَدِهِ وَغَيرهَا وَقد أسن وَفِيه بَقِيَّة ظرف وَمن مدائحه النَّبَوِيَّة قصيدة أَولهَا

(لما تناهى الصب فِي تسويفه

درت الدُّمُوع اعتاضها بعفيفه)

وَمن شعره

(لوعة الْحبّ فِي فُؤَادِي تعاصت

أَن تداوى وَلَو أَتَى ألف راق)

(كَيفَ تبرى من عله وَعَلَيْهَا

زَائِد عِلّة النَّوَى والفراق)

مَاتَ سنة 767

2665 -

يُوسُف بن ندا بن نجا بن رجا بن قطامي الْبكْرِيّ الزرعي الخباز ولد سنة 658 وَسمع من الْكرْمَانِي وَابْن أبي الْيُسْر وَغَيرهمَا وَحدث وَمَات فِي سلخ جُمَادَى الْآخِرَة سنة 723

2666 -

يُوسُف بن هَارُون بن أسعد بن عبد الْكَرِيم الثَّقَفِيّ القاياني الْمصْرِيّ جلال الدّين بن نجم الدّين ولد فِي شهر ربيع الآخر سنة 666 وَسمع

ص: 253

من الْعِزّ الْحَرَّانِي وَعبد الرَّحِيم ابْن خطيب المزة وَأبي بكر ابْن الْأنمَاطِي وَغَيرهم وَحدث سمع مِنْهُ النُّور الهمذاني وَغَيره وَكتب عَنهُ ابْن رَافع وَذكره فِي مُعْجَمه وَمَات فِي 18 شعْبَان سنة 723 وعاش عَمه كَمَال الدّين مُحَمَّد بن أسعد بعده

2667 -

يُوسُف بن يحيى بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام السّلمِيّ الدِّمَشْقِي جمال الدّين بن أبي البركات بن أبي الطَّاهِر ابْن شيخ الْإِسْلَام عز الدّين السّلمِيّ الدِّمَشْقِي ولد سنة 688 وَسمع من مُحَمَّد بن مشرف مَجْلِسا من أمالي أبي مُوسَى الْمَدِينِيّ وَحدث سنة 76 سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد ابْن ظهيرة وَأَجَازَ لَهُ ابْن الموازيني وَابْن الْقيم الْمصْرِيّ وَغَيرهم وَكَانَ يُبَاشر فِي الْأَوْقَاف وعَلى ذهنه فَوَائِد مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 776 وَلَو سمع على قدر سنة لَكَانَ مُسْند عصره وَهُوَ قريب المسندة زَيْنَب بنت يحيى

2668 -

يُوسُف بن يحيى بن الناصح عبد الرَّحْمَن بن نجم الْحَنْبَلِيّ الشِّيرَازِيّ الأَصْل الدِّمَشْقِي شمس الدّين أَبُو المحاسن بن سيف الدّين ولد سنة 665 وأحضر على أَبِيه وَهُوَ خَاتِمَة أَصْحَاب الخشوعي وَمَات سنة 672 وَسمع عَلَيْهِ الْخَامِس وَالسَّابِع والعاشر وَالْحَادِي عشر من الحنائيات وجزء ابْن زبر الصَّغِير وأسمع من أبي عَمْرو ابْن شَيبَان وَابْن البُخَارِيّ وَابْن المجاور والتقي الوَاسِطِيّ وَغَيرهم وَولي تدريس الصالحية ونظرها ودرس بغَيْرهَا وَولي مشيخة الكاملية سمع مِنْهُ ابْن رَافع وَأثْنى عَلَيْهِ وَآخَرُونَ مَاتَ فِي شعْبَان سنة 751

ص: 254

2669 -

يُوسُف بن يَعْقُوب بن عبد الْحق بن يحيوا المريني المغربي مرين عرب من ظواهر فاس فرسَان شجعان يُقَاتلُون بِغَيْر جنَّة وَكَانَ أول مظهر مَعَ رئيسهم أبي سعيد عبد الْحق جدا هَذَا فِي سنة عشر وسِتمِائَة وَكَانَ داهية مَاكِرًا شجاعاً فاستخاص لنَفسِهِ مملكة وَضم إِلَيْهِ قومه ثمَّ قَامَ أَخُوهُ عُثْمَان أَخُو عبد الْحق عَم هَذَا فِي حُدُود سنة 43 وَهِي الدولة المرينية وَملك فاس وَمَات فَقَامَ أَخُوهُ مُحَمَّد الْأَعْرَج ثمَّ أَخُوهُ أَبُو بكر ثمَّ عمر ثمَّ قَامَ يَعْقُوب وَتمكن ودانت لَهُ الْمغرب فَبَقيَ فِي الْملك ثمانياً وَعشْرين سنة فَمَاتَ بالجزيرة الخضراء فتملك ابْنه أَبُو يَعْقُوب هَذَا وتلقب الْأَصْفَر وحاصر تلمسان بعد السبعمائة فَقتل بظاهرها وثب عَلَيْهِ خَادِم أسود على فرَاشه ففتك بِهِ مواطأة من أَخِيه أبي بكر وَكَانَ قَتله ذِي الْقعدَة سنة خمس وَقتل بِهِ وتسلطن بعده حفيده عَامر بن عبد الله ثمَّ مَاتَ مسموماً بطنجة بعد سنة وَنصف وَولي أَخُوهُ أَبُو الرّبيع سُلَيْمَان فَأَقَامَ ثَلَاثَة سِنِين وَمَات على رِبَاط الْفَتْح وتسلطن عَم أَبِيه أَبُو سعيد عُثْمَان ابْن يَعْقُوب بن عبد الْحق فامتدت أَيَّامه كَمَا تقدم ذَلِك فِي تَرْجَمته ابْن الْخَطِيب فِي تَارِيخ غرناطة أرخ قَتله فِي 7 ذِي الْقعدَة سنة 6 وَهُوَ الْمُعْتَمد وَقَالَ فِي تَرْجَمته كَانَ عالي الهمة وَله الوقعات الْمَشْهُورَة مَعَ

ص: 255

الفرنج وَجَرت بَينه وَبَين ابْن الْأَحْمَر صَاحب الأندلس منافرات ثمَّ قدر أَنه وصل إِلَى يُوسُف مستعيناً وأعظمته الْمُلُوك شرقاً وغرباً وجاءته الْهَدَايَا من كل وجهة ونازل تلمسان فامتنعوا مِنْهُ فَحَاصَرَهُمْ وَبنى تجاهها مَدِينَة سَمَّاهَا تلمسان الجديدة وَأقَام على ذَلِك ثَمَانِيَة أَعْوَام إِلَى أَن قيض الله لَهُ عبدا خَصيا حَبَشِيًّا حقد عَلَيْهِ أَنه قتل قَرِيبا لَهُ فِي جِنَايَة جناها فَاسْتَقْبلهُ يَوْمًا وَهُوَ فِي قصره فوجأه بسكين فَأتى على نَفسه وضج الْقصر ففر الْقَاتِل العَبْد من تلمسان فصاحوا فِي أَثَره فامسك وَقتل من حِينه على ذَلِك وَكَانَ ذَلِك فِي أَوَائِل ذِي الْقعدَة سنة 706 وَكَانَت مُدَّة ملكه إِحْدَى وَعشْرين سنة

2670 -

يُوسُف بن يُوسُف بن إِسْرَائِيل بن يُوسُف بن أبي الْحسن الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ بدر الدّين بن جمال الدّين اشْتغل كثيرا وناظر وباشر الْإِعَادَة بالظاهرية وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 725 وَلم يكمل الْأَرْبَعين

2671 -

يُوسُف بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عَليّ بن مُحَمَّد بن حمويه الْجُوَيْنِيّ فَخر الدّين بن شرف الدّين بن تَاج الدّين شيخ الشُّيُوخ بالسميساطية مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 701 وَاسْتقر بعده فِي مشيخة الشُّيُوخ القَاضِي بدر الدّين ابْن جمَاعَة قَاضِي دمشق يَوْمئِذٍ

2672 -

يُوسُف بن أبي بكر ابْن خطيب بَيت الْآبَار ولد سنة 689 وتعانى المباشرات ثمَّ بَاشر فِي ديوَان تنكز وَكَانَ جواداً مطعاماً دَاره مألف الضيفان وَكَانَ القَاضِي جلال الدّين الْقزْوِينِي يُحِبهُ ويكرمه فَلَمَّا ولي الْقَضَاء بِمصْر طلبه على الْبَرِيد فولاه نظر الصَّدقَات والأيتام وَكَانَ يحضر دَار الْعدْل مَعَ الْقُضَاة

ص: 256

وأحبه المصريون لفتوته ومكارمه وَولي نظر المطابخ والأسرى والمرستان مُدَّة وَحسنت فِيهَا سيرته وَولي الْحِسْبَة وَفِي الْآخِرَة عظمت مَنْزِلَته عِنْد صرغتمش فَلَمَّا أمسك صودر وَضرب وأهين وَنفي إِلَى قوص ثمَّ أُعِيد إِلَى الْقَاهِرَة بطالاً وَمَات على ذَلِك وَكَانَ شكلاً تَاما مهاباً فِي الْعَامَّة لطيفاً مَعَ أَصْحَابه فِي خلوته عَظِيم الرِّئَاسَة طَاهِر اللِّسَان لَا يذكر أحدا إِلَّا بِخَير وَكَانَ ملْجأ الشاميين فِي زَمَانه وَخرج لَهُ ابْن ايبك الدمياطي أَرْبَعِينَ حَدِيثا حدث بهَا وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 761 وَقد قَارب الثَّمَانِينَ

2673 -

يُوسُف بن أبي الْبَيَان الإسرائيلي كَانَ يَهُودِيّا يخْدم فِي الِاسْتِيفَاء بصفد وخدم بِدِمَشْق عِنْد أرجواش وَغَيره وَأسلم اخْتِيَارا لِأَنَّهُ كَانَ يجْتَمع بِابْن تَيْمِية وَابْن الْوَكِيل وَكَانَ وادعاً لأشرفية وَمَات فِي رَجَب سنة 741 وَقد جَاوز الثَّمَانِينَ

2674 -

يُوسُف بن أبي عبد الله بن يُوسُف بن سعد النابلسي جلال الدّين أَبُو المحاسن الشَّافِعِي ولد قبل سنة أَرْبَعِينَ وَسمع من عَمه خَالِد بن يُوسُف النابلسي ومجد الدّين الإِسْفِرَايِينِيّ وَشَيخ الشُّيُوخ وَغَيرهم واشتغل بالفقه وَولي قَضَاء بعلبك وطرابلس ودرس وَأفْتى وَكَانَ مَحْمُودًا وَمَات قَرِيبا من سنة 710 وَقد روى عَنهُ القَاضِي عز الدّين ابْن جمَاعَة

2675 -

يُوسُف بن أبي الْفَتْح بن مَحْمُود بن أبي الْوَحْش أَسد بن سَلامَة ابْن سُلَيْمَان بن فتيَان جمال الدّين الشَّيْبَانِيّ سمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَالْمُسلم بن عَلان وَغَيرهمَا وَحدث وَهُوَ أَخُو كَمَال الدّين ابْن الْعَطَّار

ص: 257

الشَّيْبَانِيّ مَاتَ فِي 19 رَجَب سنة 751 بديد من أَعمال عجلون وَكَانَ جندياً روى عَنهُ الذَّهَبِيّ وَابْن رَافع وَغَيرهمَا وَكَانَ قد انْقَطع فِي زاويته إِلَى أَن ضعف وانحنى وَالنَّاس يعظمونه ويهرعون إِلَى زيارته ويقبلون يَده ويلتمسون بركته

2676 -

يُوسُف بن الكيال الْحلَبِي الصُّوفِي ذكر الشَّيْخ برهَان الدّين سبط ابْن العجمي أَنه حَدثهُ بالتائية لِابْنِ الفارض الْمُسَمَّاة نظم السلوك وَأَنه سَمعهَا على سبط ابْن الفارض بِسَمَاعِهِ من جده وَأَنه سمع على السبط أَيْضا التَّرْجَمَة الَّتِي جمعهَا لجده وَهِي فِي أول ديوانه قَالَ وَمَا أَظُنهُ مُتَعَمدا للكذب لِأَنَّهُ مولى متقشف متعفف كثير السّكُون وَلكنه لَيْسَ من أهل الحَدِيث فَيعرف استقامة شَيْء أم لَا وَكَانَ أَكثر إِقَامَته بقلعة الْمُسلمين من مُعَاملَة حلب

2677 -

يُوسُف بن إِبْرَاهِيم الأردبيلي مُصَنف كتاب الْأَنْوَار فِي الْفِقْه فِي مجلدين قَالَ العثماني قَاضِي صفد أَنه فِي سنة 79 كَانَ مَوْجُودا بأردبيل وَهُوَ شيخ الْمشرق فِي هَذَا الْعَصْر كَبِير الْقدر غزير الْعلم أناف على السّبْعين وَهُوَ جد الشَّيْخ جلال الدّين عبيد الله ابْن الشَّيْخ تَاج الدّين عوض بن مُحَمَّد الأردبيلي مولدا الشرواني منشأ لأمه وَكَانَ يقرئ

ص: 258

فِي الْمَذْهَب

2678 -

يُونُس بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْقوي بن قَاسم بن دَاوُد الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي فتح الدّين أَبُو النُّون الدبابيسي ولد سنة 635 وأسمع على أبي الْحسن ابْن المقير يَسِيرا فَكَانَ آخر من حدث عَنهُ بِالسَّمَاعِ وَالْإِجَازَة وَأَجَازَ لَهُ هُوَ وَجمع جم من أَصْحَاب السلَفِي وَغَيرهم وَخرج لَهُ عَنْهُم أَبُو الْحُسَيْن بن ايبك معجماً جوده لِأَن غالبهم من مَشَايِخ الدمياطي فسهل عَلَيْهِ الْأَمر فِي ذَلِك وأفرد مِنْهُم أَصْحَاب السلَفِي فِي جُزْء ثمَّ ذيل على المعجم بذيل وَحدث قَدِيما سمعُوا مِنْهُ فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَمِمَّنْ سمع عَلَيْهِ الْمزي والبرزالي وَابْن نباتة وَأَبُو الْعَلَاء الفرضي وَمَات قبله بدهر والقطب الْحلَبِي وَأَبُو الْفَتْح الْيَعْمرِي والسبكي وَابْن رَافع وَكَانَ سَاكِنا دينا صبوراً على السماع حسن السمت مَعَ أميته مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 729

2679 -

يُونُس بن أَحْمد بن صَلَاح القرقشندي شرف الدّين الشَّافِعِي تفقه كثيرا واشتهر وَأفْتى وَأعَاد وَكَانَ لَهُ سَماع فِي الْمُوَطَّأ فقصدوه ليسمعوا عَلَيْهِ فَامْتنعَ استصغاراً لنَفسِهِ وَكَانَ يُعِيد بزاوية الشَّافِعِي بالجامع بِمصْر وَوَقع بَينه وَبَين المحوجب مُنَازعَة فانفصلا على غضب فبكر عَلَيْهِ المحوجب واستغفر لَهُ وَقَالَ رَأَيْت الشَّافِعِي فِي الْمَنَام فَقَالَ لَا تنازعه مَاتَ فِي شهر ربيع الآخر سنة 725

ص: 259

2680 -

يُونُس بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن جَعْفَر بن الْحسن بن الْعَبَّاس بن الْحسن بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر الصَّادِق الْحُسَيْنِي أَبُو مُحَمَّد نَاصِر الدّين بن ولي الدولة بن شرف الْملك الدِّمَشْقِي ولد سنة 45 وَسمع من مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل خطيب مردا وَحدث سمع مِنْهُ البرزالي وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ فِي 27 الْمحرم سنة 726

2681 -

يُونُس بن أَحْمد بن أبي الْحُسَيْن بن جَامع بن عبد الْكَرِيم الْأنْصَارِيّ الْحَنَفِيّ ولد سنة 617 واشتغل قَلِيلا وَسمع فِي سنة 629 من النجيب عبد الله بن عمر خطيب بَيت الْآبَار وَغَيره وَحدث قَرَأَ عَلَيْهِ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ فِي رحلته بكرَة يَوْم السبت شَيْئا فاتفق أَنه مَاتَ يَوْم الْأَحَد 14 شَوَّال سنة 707 وعاش تسعين سنة وَكَانَ مُؤذن الْجَامِع الْأمَوِي قَالَ البرزالي كَانَ رجلا صَالحا

2682 -

يُونُس بن أَحْمد بن أبي الْحُسَيْن نَاصِر الدّين الْحُسَيْنِي كَبِير الْأَشْرَاف بِدِمَشْق ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة 645 وَسمع من خطيب مردا من مُسْند أبي يعلي وَحدث عَنهُ وَكَانَ خيرا متودداً إِلَى النَّاس مَاتَ سنة سِتّ أَو 727

2683 -

يُونُس بن حَمْزَة بن عَبَّاس الأربلي أَبُو مُحَمَّد الْقطَّان كَانَ يُقَال إِنَّه

ص: 260

ولد سنة 606 باربل وَطَالَ عمره جدا وَلم يُوجد لَهُ سَماع وَلَا إجَازَة على قدر سنه فقرؤا عَلَيْهِ بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة عَن دَاوُد بن معمر بن الفاخر وَلم يقدموا على أَن يقرؤا عَلَيْهِ عَن أقدم مِنْهُ لتوقفهم فِي تَحْقِيق سنة مولده وَكَانَت وَفَاته فِي نصف ذِي الْقعدَة سنة 718

2684 -

يُونُس بن عبد الْمجِيد بن عَليّ بن دَاوُد الْهُذلِيّ القَاضِي سراج الدّين الأرمنتي ولد بأرمنت سنة 644 وَسمع من الرشيد الْعَطَّار وَعمر بن يُونُس العامري وَالْمجد ابْن دَقِيق الْعِيد وَأَجَازَهُ بالفتوى وَسمع من غَيرهم وتفقه على الظهير التزمنتي وَحدث وَأفْتى ورافق الشَّيْخ نجم الدّين ابْن الرّفْعَة فِي الْإِعَادَة بمدرسة زين التُّجَّار فَحكى عَن ابْن الرّفْعَة قَالَ بكرت يَوْمًا فَوَجَدته فَكَانَ كل من يجِئ من الطّلبَة يجِئ عِنْدِي حَتَّى اتسعت الْحلقَة ووصلت إِلَيْهِ فَأخذ سجادته على كتفه وَنظر إِلَيّ فَقَالَ أروح إِلَى الْجَامِع ألقِي درسين فِي الْأُصُول والنحو يعرض بِأَنِّي لَا مهارة لي فيهمَا كالفقه قَالَ الْكَمَال الأدفوي كَانَ حسن المحاضرة مليح الْمُجَاورَة صنف الْمسَائِل المهمة فِي اخْتِلَاف الْأَئِمَّة وَكتاب الْجمع وَالْفرق وَولي قَضَاء اخميم فِي ولَايَة تَقِيّ الدّين ابْن بنت الْأَعَز ثمَّ ولي بهنسا فِي ولَايَة ابْن دَقِيق الْعِيد ثمَّ ولي قَضَاء قوص فِي ولَايَة ابْن جمَاعَة بعد أَن ولاه بلبيس والشرقية قَالَ وَرَأَيْت بِخَطِّهِ لنَفسِهِ

(الْحَال مني يَا فَتى

يُغني عَن الْخَبَر الْمُفِيد)

ص: 261

(وَبِغير سكين ذبحت

وأدرجوني فِي الصَّعِيد)

قَالَ وَكَانَ كَذَلِك لم يزل بقوص إِلَى أَن مَاتَ وَهُوَ الْقَائِل

(شَرط الْكَفَاءَة سِتَّة قد حررت

يُغْنِيك عَنْهَا بَيت شعر مُفْرد)

(نسب وَدين صَنْعَة حريَّة

فقد الْعُيُوب وَفِي الْيَسَار تردد)

وَقيل وَفَاته أَن لَا يكون الزَّوْج بولِي للزَّوْجَة وَلَا لأَهْلهَا وَهَذَا مَرْدُود فَإِنَّهُ يدْخل فِي النّسَب وَله

(إِن ترمك الأقدار فِي أزمة

أوجبهَا أجرامك السالفه)

(فافزع إِلَى رَبك فِي كشفها

لَيْسَ لَهَا من دونه كاشفه)

وَله ثمَّ رَأَيْته فِي الْبَدْر السافر أنْشدهُ ليونس بن مُحَمَّد الحريري الْآتِي ذكره وَهُوَ بِهِ أشبه

(لما بَدَت بَين أتراب لَهَا من طي

خود طوت ثوب وَصلى بعد نشر وطي)

(قلت سقيت بدمعي حبكم يَا مي

قَالَت عجب مَا رَأينَا ميت يسْقِي حَيّ)

قَالَ الْكَمَال بن جَعْفَر أَنْشدني لنَفسِهِ

(يدل على أَن لَا اعْتِبَار بعلة

مَوَانِع يبديها إِذا قَاس قائس)

ص: 262

(فنقض وقلب ثمَّ قَول بِمُوجب

يَلِي عدم التَّأْثِير وَالْفرق خَامِس)

مَاتَ من لسعة ثعبان فِي ربيع الْآخِرَة سنة 725

2685 -

يُونُس بن عِيسَى بن جَعْفَر بن مُحَمَّد الْهَاشِمِي الأرمنتي قَالَ الْكَمَال الأدفوي كَانَ فَقِيها فَاضلا قَلِيل الْكَلَام كثير الحشمة وَاسع الصَّدْر سمع من أبي الْعَبَّاس الْقُرْطُبِيّ وَأخذ عَن خَاله الرضي الأرمنتي والجلال الدشناوي وَولي الْقَضَاء بأماكن كأدفو ودشنا وأسوان وقمولا وناب بقوص قَرِيبا من ثَلَاثِينَ سنة وَكَانَ عَارِفًا بالفرائض والحساب والشروط ودرس بالمعزية بقوص وَأعَاد بالشمسية وَكَانَ حُلْو المحاضرة مَعَ المهابة وَفقه النَّفس وَكَانَ يتَكَلَّم على الْوَسِيط كلَاما حسنا وَلما حج أخيراً أعجب ابْن جمَاعَة سمته وَأحسن إِلَيْهِ وَعرض عَلَيْهِ قَضَاء الشرقية فَقَالَ أَنا فِي آخر الْعُمر مَا أخرج من وطني وأنأى من حضر قَاضِيا أقرني على حَالي والكد عَلَيْهِ وَرجع إِلَى قوص فَمَاتَ بهَا سنة 724 سقط من علو فَمَاتَ

2686 -

يُونُس بن مُحَمَّد بن أَيُّوب البعلي أَبُو النُّون النساج سمع من الْحجاز ثلاثيات البُخَارِيّ وثلاثيات الدَّارمِيّ وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة بعد السّبْعين وعاش بعْدهَا

2687 -

يُونُس بن مُحَمَّد بن يُونُس بن أبي الْقَاسِم الْحَرَّانِي أَبُو النُّون ابْن الْقصار الدَّلال ولد سنة 650 وأسمع على النجيب الْحَرَّانِي السَّادِس والعاشر وَالْحَادِي عشر من موافقاته وَمن أبي بكر بن الْعِمَاد مصافحاته وَحدث مَاتَ

ص: 263

فِي 12 جُمَادَى الأولى سنة 739 ذكره ابْن رَافع

2688 -

يُونُس بن مُحَمَّد الجابري الحريري قَالَ الْكَمَال جَعْفَر نبغ فِي الشّعْر وبرع حَتَّى فاق أَبنَاء جنسه وَله من قصيدة

(جفناها فَإِن أهاجت بكاء

يمْنَع النُّطْق فانعفا إِيمَاء)

(إِن هذي الْبِقَاع كَانَت لأسما

ء قَدِيما فَأَصْبَحت أَسمَاء)

(أَيهَا الرّبع إِن عَيْني تبكيك

وَإِن كنت كاتمي الأنباء)

(غادرتني دماك أبْكِي دِمَاء

وَلَقَد زادني بلاك بلَاء)

(كل يَوْم لمهجتي يحدث الْبَين

مد الدَّهْر غَارة شعواء)

قَالَ جَعْفَر مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي حُدُود سنة 720

2689 -

يُونُس بن أبي بكر ابْن الحسام الرَّازِيّ كَانَ جده قَاضِي الْقُضَاة وَكَانَ هُوَ يلبس الجندية وخدم دويدارا عِنْد منجك نَائِب الشَّام وَمَات على ذَلِك فِي شهر ربيع الأول سنة 772 وَله نَحْو الْأَرْبَعين

2690 -

يُونُس النوروزي عَتيق الْأَمِير جرجي الناصري تنقل فِي الْخدمَة إِلَى أَن أَمر طبلخاناة وَولي إمرة ببعلبك ثمَّ اتَّصل بِالظَّاهِرِ برقوق فاستقر عِنْده دويداراً كَبِيرا وَتقدم فِي سلطنته الأولى وَكَانَت لَهُ حُرْمَة وافرة وتغلب عَلَيْهِ محبته لأهل الْخَيْر وَعمر الخان الْكَبِير الَّذِي بعد غَزَّة فِي طَرِيق مصر فَعظم النَّفْع بِهِ وَله آثَار حَسَنَة وَحضر عدَّة وقعات كَانَ النَّصْر على يَده فِيهَا إِلَى أَن كَانَت أول فتْنَة يلبغا الناصري فَخرج مَعَ الْأُمَرَاء الَّذين جهزهم الظَّاهِر برقوق لدفاع المتغلبين فانكسر فِي الْوَقْعَة

ص: 264

بِجَانِب دمشق من جِهَة الشمَال فَلَمَّا انهزم مَعَ من انهزم ظفر بِهِ الْأَمِير عنقاء بن شطي من آل مري فَقتله وَقطع رَأسه وتقرب بِهِ إِلَى الناصري وَذَلِكَ فِي سنة 771

ص: 265