الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
71 -
حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ وَأَنَا أَرَى أَنِّي قَدْ أَصْبَحْتُ، فَإِذَا عَلَيَّ لَيْلٌ طَوِيلٌ، وَإِذَا لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ غَيْرِي، فَقُمْتُ ، فَسَمِعْتُ حَرَكَةً مِنْ خَلْفِي ، فَفَزِعْتُ، فَقَالَ لِي قَائِلٌ: «أَيُّهَا المُمْتَلِئُ فَزَعًا - أَوْ فَرَقًا -
لَا تَفْزَعْ وَلَا تَفْرَقْ، قُلِ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ مَلِيكٌ مُقْتَدِرٌ، وَإِنَّ مَا تَشَاءُ مِنْ أَمْرٍ يَكُونُ» . ثُمَّ سَلْ مَا بَدَا لَكَ
. قَالَ سَعِيدٌ: فَمَا سَأَلْتُ اللَّهَ شَيْئًا إِلَّا اسْتَجَابَ لِي
72 -
حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَبِي ، وَرَقَبَةُ بْنُ مَسْقَلَةَ، جَمِيعًا عَنْ
⦗ص: 243⦘
نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
«انْطَلَقَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَمْشُونَ، فَدَخَلُوا فِي غَارٍ، فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ صَخْرَةً فَأَطْبَقَتِ الْغَارَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ بَعْضٌ
لِبَعْضٍ: تَعَالَوْا ، فَلْيَنْظُرْ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا أَفْضَلَ عَمَلٍ عَمِلَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ ، فَلْيَذْكُرْهُ، فَلْيَدْعُ اللَّهَ ، لَعَلَّهُ أَنْ يُفَرِّجَ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ، وَيُلْقِيَ عَنَّا هَذِهِ الصَّخْرَةَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَتْ لِي ابْنَةُ عَمٍّ ، فَطَلَبْتُ مِنْهَا نَفْسَهَا ، فَقَالَتْ: لَا وَاللَّهِ ، لَا أَفْعَلُ حَتَّى تُعْطِيَنِي مِائَةَ دِينَارٍ، فَطَلَبْتُهَا ، فَجَمَعْتُهَا بَيْنَ حِسٍّ وَبِسٍّ حَتَّى أَتَيْتُهَا بِهَا، فَلَمَّا قَعَدْتُ مِنْهَا مَقْعَدَ الرَّجُلِ مِنَ امْرَأَتِهِ ارْتَعَدَتْ ، وَبَكَتْ فَقَالَتْ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، اتَّقِ اللَّهَ، وَلَا تَفْتَحْ هَذَا الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ، فَقُمْتُ عَنْهَا ، وَتَرَكْتُهَا لَهَا، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي تَرَكْتُهَا مِنْ مَخَافَتِكَ ، فَافْرُجْ عَنَّا مِنْهَا فُرْجَةً نَرَى السَّمَاءَ. قَالَ: فَفَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُمْ فُرْجَةً ، فَنَظَرُوا إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ الثَّانِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِي أَبَوَانِ، وَكَانَ لِي وُلْدٌ صِغَارٌ، فَكُنْتُ أَرْعَى عَلَى أَبَوَيَّ، فَكُنْتُ أَجِيءُ بِالْحِلَابِ، فَأَبْدَأُ بِأَبَوَيَّ ، فَأَسْقِيهِمَا، ثُمَّ أَجِيءُ بِفَضْلِهِمَا إِلَى وُلْدِي، وَإِنِّي جِئْتُ لَيْلَةً بِالْحِلَابِ فَوَجَدْتُ أَبَوَيَّ نَائِمَيْنِ ، وَالصِّبْيَانُ يَتَضَاغَوْنَ مِنَ
⦗ص: 244⦘
الْجُوعِ، فَلَمْ أَزَلْ بِهِمْ حَتَّى نَامُوا، ثُمَّ قُمْتُ بِالْحِلَابِ عَلَيْهِمْ ، حَتَّى قَامَا فَشَرِبَا، ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى الصِّبْيَةِ بِفَضْلِهِ فَسَقَيْتُهُمْ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي صَنَعْتُ ذَلِكَ مِنْ مَخَافَتِكَ فَافْرُجْ عَنَّا مِنْهَا فُرْجَةً. قَالَ: فَفَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُمْ مِنْهَا فُرْجَةً وَقَالَ الثَّالِثُ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِي أَجِيرٌ ، فَأَعْطَيْتُهُ أَجْرَهُ فَغَمَطَهُ وَذَهَبَ وَتَرَكَهُ، فَعَمِلْتُ لَهُ بِأَجْرِهِ حَتَّى صَارَ لَهُ بَقَرٌ وَرَاعِيهَا. قَالَ: فَأَتَانِي يَطْلُبُ أَجْرَهُ ، فَقُلْتُ: انْطَلِقْ إِلَى تِلْكَ الْبَقَرِ وَرَاعِيهَا ، فَخُذْهَا. قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، اتَّقِ اللَّهَ ، وَلَا تَهْزَأْ بِي قَالَ: قُلْتُ: انْطَلِقْ فَخُذْهَا. قَالَ: فَانْطَلَقَ فَأَخَذَهَا، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي إِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ مَخَافَتِكَ فَأَلْقِهَا عَنَّا. قَالَ: فَأَلْقَاهَا اللَّهُ عَنْهُمْ، فَخَرَجُوا يَمْشُونَ»