المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب السكوت ولزوم البيوت - الرسالة المغنية في السكوت ولزوم البيوت

[ابن البنا]

الفصل: ‌باب السكوت ولزوم البيوت

‌بَابُ السُّكُوتِ وَلُزُومِ الْبُيُوتِ

15 -

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الرَّزَّازُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ الضَّبِّيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا النَّجَاةُ قَالَ امْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ

ص: 35

16 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَيَّاطُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ الصَّائِغُ قَالَ سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ عَلَيْكُمْ بِالصَّوَامِعِ قُلْنَا وَمَا الصَّوَامِعُ قَالَ الْبُيُوتُ فَإِنَّهُ لَيْسَ يَنْجُو مِنْ شَرِّ ذَلِكَ الزَّمَانِ إِلَّا صَفْوَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ

17 -

وَكَانَ يَقُولُ لَيْسَ هَذَا زَمَانَ الْكَلَام هَذَا زمَان السُّكُوت وَلزِمَ الْبُيُوتِ

ص: 37

18 -

وَقَالَ أَيْضًا لِيَكُنْ شُغْلُكَ فِي نَفْسِكَ وَلَا يَكُنْ شُغْلُكَ فِي غَيْرِكَ فَمَنْ كَانَ شُغْلُهُ فِي غَيْرِهِ فَقَدْ مُكِرَ بِهِ

19 -

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُعَدَّلُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَاذِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ حدثن سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرِّ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ فِي حِكْمَةِ آلِ دَاوُدَ حَقٌّ عَلَى الْعَاقِلِ أَنْ تَكُونَ لَهُ أَرْبَعُ سَاعَاتٍ سَاعَةٌ يُحَاسِبُ فِيهَا نَفْسَهُ وَسَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ وَسَاعَةٌ يَخْلُو فِيهَا إِلَى إِخْوَانِهِ الَّذِينَ يُخْبِرُونَهُ بِعِيوبِ نَفْسِهِ وَسَاعَةٌ يُخْلِي بَيْنَ نَفْسِهِ وَبَيْنَ شَهَوَاتِهَا الَّتِي لَا قِوَامَ لَهُ إِلَّا بِهَا مِمَّا يَحِلُّ وَيَحْسُنُ فَإِنَّ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ عَوْنًا لَهُ عَلَى السَّاعَاتِ الْأُخَرِ وَحَقٌّ عَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ عَارِفًا بِزَمَانِهِ حَافِظًا لِلِسَانِهِ مُقْبِلًا عَلَى شَانِهِ وَحَقٌّ عَلَى الْعَاقِلِ أَنْ لَا يُرَى ظَاعِنًا إِلَّا فِي ثَلَاثٍ زَادٍ لِمِعَادٍ أَوْ مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ

ص: 38

20 -

أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَوَارِسِ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيِّ ابْنُ الصَّوَّافِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ عَمْرٍو السَّكُونِيُّ حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ مُعَاذًا يَقُولُ إِنَّكُمْ لَنْ تَرَوْا مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا بَلَاءً وَفِتْنَةً وَلَنْ يَزْدَادَ الْأَمْرُ إِلَّا شِدَّةً وَلَنْ تَرَوْا مِنَ الْأُمَرَاء إِلَّا غلطة وَلَنْ تَرَوْا أَمْرًا يَهُولُكُمْ وَيَشْتَدُّ عَلَيْكُمْ إِلَّا حَقَرَهُ بَعْدُ مَا [هُوَ] أَشَدُّ مِنْهُ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ رضي الله عنه اللَّهُمَّ رَضِّنَا مَرَّتَيْنِ

ص: 39

21 -

وَأَنْشَدَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام فِي مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ

عَجَبًا لِلزَّمَانِ فِي حَالَتَيْهِ

وَلِأَمْرٍ دُفِعْتُ مِنْهُ إِلَيْهِ

رُبَّ يَوْمٍ بَكَيْتُ مِنْهُ فَلَمَّا

صِرْتُ فِي غَيْرِهِ بَكَيْتُ عَلَيْهِ

22 -

وَأَنْشَدَ أَيْضا بعض أهل الْعلم مَعْنَاهُ

إِذَا مَا الدَّهْرُ أَوْرَثَنِي انْتِقَاصًا

حَنَوْتُ لَهُ غِمَاصًا لَا انْتِكَاصًا

وَقُلْتُ لَهُ نَعِمْنَا فِيكَ حِينًا

وَهَذَا الْفِعْلُ مِنْكَ لَنَا قِصَاصًا

فَطَوْرًا شَاكِرًا مَا كَانَ مِنْهُ

وَطَوْرًا صَابِرًا أَرْجُو الْخَلَاصَا

23 -

وَاجْتَمَعَ أَرْبَعَةٌ مِنَ الْعُبَّادِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ لِيَقُلْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ فِي زَمَنِهِ شَيْئًا فَأَنْشَأَ الأول يَقُولُ

إِنْ دَامَ ذَا الدَّهْرُ لَمْ يَحْزَنْ عَلَى أَحَدٍ

مِمَّنْ يَمُوتُ وَلَمْ يُفْرَحْ بِمَوْلُودِ

ص: 40

وَأَنْشَأَ الثَّانِي يَقُولُ

هَذَا الزَّمَانُ الَّذِي كُنَّا نُحَذَّرُهُ

فِي قَوْلِ كَعْبٍ وَفِي قَوْلِ ابْنِ مَسْعُودِ

وَأَنْشَأَ الثَّالِثُ يَقُولُ

أَعْمَى أَصَمُّ مِنَ الْأَزْمَانِ مُلْتَبِسٌ

وَفِيهِ لِلنَّفْسِ تَصْويبٌ [بِتَصْعِيدِ]

وَأَنْشَأَ الرَّابِعُ يَقُولُ

فَاطْلُبْ لِنَفْسِكَ مَنْجَاةً وَمُدَّخَلًا

لَا بُدَّ مِنْهُ وَلَوْ فِي قَعْرِ مَلْحُودِ

24 -

وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ الزَّمَانُ لَا عَيْبَ لَهُ وَلَا ذَمَّ لِأَنَّ اللَّهُ تَعَالَى يُصَرِّفُ أَقْدَارَهُ فِيهِ

25 -

وَأَنْشَدَ

نَعِيبُ زَمَانَنَا وَالْعَيْبِ فِينَا

وَمَا لِزَمَانِنَا عَيْبٌ سِوَانَا

وَقَدْ نَهْجُو الزَّمَانَ بِغَيْرِ جُرْمٍ

وَلَوْ نَطَقَ الزَّمَانُ بِهِ هَجَانَا

دِيَانَتُنَا التَّخَادُعُ وَالتَّرَائِي

فَنْحَنُ لَهُ نُخَادِعُ مَنْ يَرَانَا

26 -

وَأَنْشَدَ أَيْضًا

أَرَى حُلَلًا تُصَانُ عَلَى رِجَالٍ

وَأَعْرَاضًا تُذَلُّ فَلَا تُصَانُ

يَقُولُونَ الزَّمَانُ بِهِ فَسَادٌ

وَهُمْ فَسَدُوا وَمَا فَسَدَ الزَّمَانُ

ص: 41