المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أخي المسلم: من الأسباب الجالبة للمحبة: - الزهر الفياح قوت القلوب وغذاء الأرواح محبة الله جل وعز وعلاماتها

[أزهري أحمد محمود]

الفصل: ‌أخي المسلم: من الأسباب الجالبة للمحبة:

كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ .. } فتأخر الخلق كلهم وثبت أتباع الحبيب في أفعاله وأقواله وأخلاقه .. » [الإمام ابن القيم].

‌أخي المسلم:

لعلك تطمح لمعرفة طريق القوم .. وكيف نالوا هذا المقام .. فقد آتت أخي الساعة التي تعلم فيها السبيل الموصل إلى دار المحبوبين .. وجنة العارفين .. وها أنا أخي أهدي إليك عشرة أنجم زاهرات تدلك على طريق القوم.

‌أخي المسلم: من الأسباب الجالبة للمحبة:

أولها: قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه.

ثانيها: التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض، فإنها توصل إلى درجة المحبوبية بعد المحبة.

ثالثها: دوام ذكره تعالى على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال.

رابعها: إيثار محابه على محابك عند غلبة الهوى.

خامسها: مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها وتقلبه في رياض هذه المعرفة، فمن عرف الله تعالى بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة.

سادسها: مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة فإنها داعية إلى محبته.

سابعها: وهو من أعجبها، انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى.

ص: 11

ثامنها: الخلوة به في وقت النزول الإلهي لمناجاته، وتلاوة كلامه، والوقوف بين يديه بأدب العبودية، ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة.

تاسعها: مجالسة المحبين الصادقين، والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقى أطايب الثمر.

عاشرها: مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل [الإمام ابن القيم].

أخي في الله: هذه العشر أسباب هي قائدك إلى باب المحبة .. فاجعل منها أخي زمامًا يقودك إلى الطريق الصحيح في محبة الله تعالى .. حيث وقفت أخي المحبون .. واصطفَّ الصالحون .. فما أنفسها من صحبه .. وما أحلاها من رفقه ..

أخي: هل سمعت بلذة المحبين؟ .. أم هل سألت العارفين؟

قال فتح الموصلى: «المحب لا يجد مع حب الله عز وجل للدنيا لذة ولا يغفل عن ذكر الله طرفة» .

وقال محمد بن النضر الحارثي: «ما يكاد يمل القربة إلى الله تعالى محب لله عز وجل وما يكاد يسأم من ذلك» .

وقال بعضهم: «المحب لله طائر القلب كثير الذكر متسبب إلى رضوانه بكل سبيل يقدر عليها من الوسائل والنوافل دوبًا دوبًا وشوقًا شوقًا» .

ص: 12