المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ما من شيئين إلا وبينهما قدر مشترك وقدر فارق - أصول أهل السنة والجماعة - جـ ٥

[حسن أبو الأشبال الزهيري]

فهرس الكتاب

- ‌ عقيدتنا في الأسماء والصفات

- ‌مذهب أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته

- ‌أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته

- ‌ذات الله وصفاته تختلف عن ذوات الخلق وصفاتهم

- ‌إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه وما أثبته له رسوله بلا تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف

- ‌نفي أهل السنة والجماعة ما نفاه الله عن نفسه

- ‌الكف وعدم الخوض في إدراك حقيقة الكيفية لله تعالى وتفويض علم الكيفية إليه سبحانه

- ‌صفات الله تعالى توقيفية

- ‌اعتقاد ثبوت كمال الضد لله تعالى

- ‌الاتفاق على مراعاة الألفاظ الواردة في صفات الله وأسمائه

- ‌صفات الله تعالى كلها صفات كمال وجلال لا نقص فيها بوجه من الوجوه

- ‌الكلام في الصفات كالكلام في الذات والقول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر

- ‌ما من شيئين إلا وبينهما قدر مشترك وقدر فارق

- ‌قواعد التزمها أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته

- ‌الإثبات المفصل أو المجمل في كل صفة كما ورد بها القرآن الكريم

- ‌التنزيه وعدم التكييف والتشبيه

- ‌عدم التأويل المفضي إلى التعطيل

- ‌العلم بالله والمعرفة به من خلال صفاته

- ‌رجوع بعض أئمة الكلام إلى منهج أهل السنة والجماعة

الفصل: ‌ما من شيئين إلا وبينهما قدر مشترك وقدر فارق

‌ما من شيئين إلا وبينهما قدر مشترك وقدر فارق

والسلف كذلك يعتقدون أنه ما من شيئين إلا وبينهما قدر مشترك وقدر فارق، فالله تعالى له اليد ولي يد، فالقدر المشترك بيني وبين الله في الاسم فقط، والقدر الفارق هو في حقيقة وماهية وكيفية هذه اليد، هذا ثابت في صفات المخلوقين، بل في صفات المخلوق الواحد أحياناً، فأنت لا تجد يده اليمنى كيده اليسرى، فكيف تجعلون يد المخلوق عموماً كيد الخالق خاصة، كيف ذلك؟ لابد أن يكون بين كل شيئين قدر فارق وقدر مشترك، وكذلك الله تعالى له ذات وأنت ذات، لكن الاتفاق في مطلق الاسم، وأما في الحقيقة والكيفية فذات الله تختلف عن ذوات المخلوقين والعكس بالعكس، والله تعالى له صورة ولك صورة، والاتفاق في الاسم والاختلاف في الكيفية والحقيقة، وهكذا ما من شيئين إلا وبينهما قدر مشترك أي: في مطلق الاسم وبينهما كذلك قدر فارق، فإذا كان هذا في المخلوقين فهو بين الخالق والمخلوق من باب أولى.

هذه بعض الأصول التي سلكها سلفنا رضي الله عنهم فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته، ولذلك مذهب السلف في أصول الدين وسط بين التمثيل والتعطيل، كما أن هذه الأمة وسط بين الأمم كلها، فهم لا يمثلون صفات الله بصفات خلقه، كما لا يمثلون ذات الله بذوات خلقه، ولا ينفون عنه ما وصف به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فيعطلوا أسماءه الحسنى وصفاته العليا ويحرفوا الكلم عن مواضعه، ويلحدوا في أسماء الله وآياته، فهم وسط بين هؤلاء وهؤلاء، ويعتقدون أن كل ممثل معطل، وأن كل معطل ممثل؛ لأنهم لم يفهموا أسماء الله وصفاته إلا ما يفهمون من أسماء وصفات المخلوقين؛ ولذا قال شيخ الإسلام: الممثل يعبد صنماً، والمعطل يعبد عدماً.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

ص: 13