المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الصحيح المسند من آثار عبد الله بن مسعود رضي الله - الصحيح المسند من آثار الصحابة في الزهد والرقائق والأخلاق والأدب - جـ ٢

[عبد الله الخليفي]

الفصل: ‌ ‌الصحيح المسند من آثار عبد الله بن مسعود رضي الله

‌الصحيح المسند من آثار عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في الزهد والرقائق والأدب والأخلاق

[مقدمة]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

أما بعد:

فهذا جمع لما تيسر لما صح من آثار الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في الزهد والرقائق والأدب ، وقد يجد القاريء آثاراً ليست على الشرط ولكنني أوردتها لأهميتها.

وعسى أن يكون هذا الجمع نواةً، لمشروع كبير يجمع فيه كل ما صح من علوم الصحابة الكرام. واعلم رحمك الله أن جمع هذه الآثار ليس صدوداً عن القرآن والسنة، بل هو عين الاعتصام بالكتاب والسنة، وذلك لأن آثار السلف هي فهمهم للإسلام.

قال أبو خيثمة في كتاب العلم [97]: ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بن زيد عن أيوب قال: قالَ رجلٌ لمطرف: أفضل من القرآن تريدون؟ قال: لا ، ولكن نريدُ من هو أعلمُ بالقرآن.

ونحن اليوم مع رجل هو من أعلم الصحابة بالقرآن.

قال الإمام البخاري في صحيحه [5000]:

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ حَدَّثَنَا شَقِيقُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ خَطَبَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فَقَالَ:

وَاللَّهِ لَقَدْ أَخَذْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِضْعًا وَسَبْعِينَ سُورَةً وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنِّي مِنْ أَعْلَمِهِمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَمَا أَنَا بِخَيْرِهِمْ قَالَ شَقِيقٌ فَجَلَسْتُ فِي الْحِلَقِ أَسْمَعُ مَا يَقُولُونَ فَمَا سَمِعْتُ رَادًّا يَقُولُ غَيْرَ ذَلِكَ.

وقال الإمام البخاري [3742]:

حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ الْمُغِيرَةِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ:

قَدِمْتُ الشَّأْمَ فَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قُلْتُ اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسًا صَالِحًا فَأَتَيْتُ قَوْمًا فَجَلَسْتُ إِلَيْهِمْ فَإِذَا شَيْخٌ قَدْ جَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَى جَنْبِي قُلْتُ: مَنْ هَذَا قَالُوا أَبُو الدَّرْدَاءِ.

فَقُلْتُ: إِنِّي دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُيَسِّرَ لِي جَلِيسًا صَالِحًا فَيَسَّرَكَ لِي ، قَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ قُلْتُ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَالَ: أَوَلَيْسَ عِنْدَكُمْ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ صَاحِبُ النَّعْلَيْنِ وَالْوِسَادِ وَالْمِطْهَرَةِ؟

وَفِيكُمْ الَّذِي أَجَارَهُ اللَّهُ مِنْ الشَّيْطَانِ يَعْنِي عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم؟

أَوَلَيْسَ فِيكُمْ صَاحِبُ سِرِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ أَحَدٌ غَيْرُهُ؟

ثُمَّ قَالَ كَيْفَ يَقْرَأُ عَبْدُ اللَّهِ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى قَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ فِيهِ إِلَى فِيَّ.

قال الإمام أحمد في المسند [23342]:

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا مَعَ حُذَيْفَةَ فَأَقْبَلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: إِنَّ أَشْبَهَ النَّاسِ هَدْيًا وَدَلًّا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ حِينِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ، حَتَّى يَرْجِعَ فَلَا أَدْرِي مَا يَصْنَعُ فِي أَهْلِهِ لَعَبْدُ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، وَاللهِ لَقَدْ عَلِمَ الْمَحْفُوظُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أَنَّ عَبْدَ اللهِ مِنْ أَقْرَبِهِمْ عِنْدَ اللهِ وَسِيلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

قال الإمام مسلم:

[6411]

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ، وَاللَّفْظُ لاِبْنِ الْمُثَنَّى، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الأَحْوَصِ، قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا مُوسَى وَأَبَا مَسْعُودٍ، حِينَ مَاتَ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَتُرَاهُ تَرَكَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ؟ فَقَالَ: إِنْ قُلْتَ ذَاكَ، إِنْ كَانَ لَيُؤْذَنُ لَهُ إِذَا حُجِبْنَا، وَيَشْهَدُ إِذَا غِبْنَا.

قال الإمام البخاري [6736]:

حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو قَيْسٍ سَمِعْتُ هُزَيْلَ بْنَ شُرَحْبِيلَ قَالَ: سُئِلَ أَبُو مُوسَى عَنْ بِنْتٍ وَابْنَةِ ابْنٍ وَأُخْتٍ فَقَالَ لِلْبِنْتِ النِّصْفُ وَلِلْأُخْتِ النِّصْفُ ، وَأْتِ ابْنَ مَسْعُودٍ فَسَيُتَابِعُنِي فَسُئِلَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَأُخْبِرَ بِقَوْلِ أَبِي مُوسَى فَقَالَ لَقَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنْ الْمُهْتَدِينَ أَقْضِي فِيهَا بِمَا قَضَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلْابْنَةِ النِّصْفُ وَلِابْنَةِ ابْنٍ السُّدُسُ تَكْمِلَةَ الثُّلُثَيْنِ وَمَا بَقِيَ فَلِلْأُخْتِ فَأَتَيْنَا أَبَا مُوسَى فَأَخْبَرْنَاهُ بِقَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ لَا تَسْأَلُونِي مَا دَامَ هَذَا الْحَبْرُ فِيكُمْ.

أقول: واعلم وفقك الله لطاعته أنني كنت قد جمعت جميع ما استطعت الوقوف عليه من الآثار الواردة عن عبد الله بن مسعود في الزهد والرقائق والأدب، ثم استبعدت الآثار المعلولة، ولعلي أفردها في مقالٍ خاص واكتفيت بالثابت عنه.

ص: 1

والآن مع الآثار الثابتة عن عبد الله بن مسعود

رضي الله عنه

1 -

قال ابن أبي شيبة [8355]:

حدثنا وكيع عن الأعمش وسفيان عن زبيد عن مرة قال: قال عبد الله: إنَّك مَا دُمْت فِي صَلَاةٍ تَقْرَعُ بَابَ الْمَلِكِ وَمَنْ يُكْثِرُ قَرْعَ بَابِ الْمَلِكِ يُوشِكُ أَنْ يُفْتَحَ لَهُ.

ص: 2

2 -

قال أحمد في الزهد [900]:

حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا هارون - يعني ابن عنترة - عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عبد الله قال: إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ أَوْعِيَةٌ فَاشْغِلُوهَا بِالْقُرْآنِ وَلَا تُشْغِلُوهَا بِغَيْرِهِ.

ص: 2

3 -

قال ابن أبي شيبة في المصنف [35660]:

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ هُذَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:

مَنْ أَرَاْدَ الآخِرَةَ أَضَرَّ بِالدُّنْيَا وَمَنْ أَرَاْدَ الدُّنْيَا أَضَرَّ بِالآخِرَةِ، يَا قَوْمِ فَأَضِرُّوا بِالْفَانِي لِلْبَاقِي.

ص: 2

4 -

قال الإمام أحمد في الزهد [913]:

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ هِلَالٍ الْوَزَّانِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، فِي هَذَا الْمَسْجِدِ بَدَأَ بِالْيَمِينِ قَبْلَ أَنْ يُحَدِّثَنَا فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَاّ سَيَخْلُو بِهِ رَبُّهُ كَمَا يَخْلُو أَحَدُكُمْ بِالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، فَيَقُولُ ابْنَ آدَمَ: مَاذَا غَرَّكَ يَا ابْنَ آدَمَ؟ مَاذَا أَجَبْتَ الْمُرْسَلِينَ يَا ابْنَ آدَمَ؟ مَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عَلِمْتَ

ورواه المروزي في تعظيم قدر الصلاة [745]

ص: 2

5 -

وقال ابن أبي شيبة [35663]:

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَوَكِيع، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْد، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: لَوَدِدْتُ أَنَّ رَوْثَةً انْفَلقَتْ عَنِّي فَنُسِبْت إلَيْهَا فَسُمِّيت عَبْدَ اللهِ بْنَ رَوْثَةَ، وَأَنَّ اللَّهَ غَفَرَ لِي ذَنْبًا وَاحِدًا، إِلَاّ أَنَّ أَبَا مُعَاوِيَةَ، قَالَ: لَوَدِدْت أَنِّي عَلِمْت أَنَّ اللَّهَ غَفَرَ لِي، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ.

أقول: رواية الأعمش عن التيمي في الصحيح بالعنعنة.

وفي الزهد للإمام أحمد:

[863]

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: لَوَدِدْتُ أَنِّي تَخَلَّقْتُ عَنْ رَوْثَةِ حِمَارٍ لَا أُنْسَبُ إِلَاّ إِلَيْهَا، وَيُقَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْثَةَ، وَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى غَفَرَ لِي ذَنْبًا وَاحِدًا.

أقول: حميد بن هلال لم يدرك ابن مسعود ، ولكنه يتقوى بما قبله.

وقال الإمام أحمد أيضاً [864]:

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ، يَقُولُ: وَدَدْتُ أَنَّ اللَّهَ، غَفَرَ لِيَ ذَنْبًا مِنْ ذُنُوبِي أَوْ خَطِيئَةً مِنْ خَطَايَايَ، وَإِنِّي لَا أَعْرِفُ لِيَ نَسَبًا.

ص: 2

6 -

وقال ابن أبي شيبة في المصنف [35667]:

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: لَوَدِدْت أَنِّي أَعْلَمُ، أَنَّ اللَّهَ غَفَرَ لِي ذَنْبًا مِنْ ذُنُوبِي، وَأَنِّي لَا أُبَالِي أَيَّ وَلَدِ آدَمَ وَلَدَنِي.

ص: 3

7 -

وقال ابن أبي شيبة في المصنف [35666]:

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي آلُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ أَوْصَى ابْنَهُ عَبْدَ الرَّحْمَن، فَقَالَ: أُوصِيك بِتَقْوَى اللهِ وَلْيَسْعَك بَيْتُك، وَامْلِكْ عَلَيْك لِسَانَك، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِك.

ص: 3

8 -

قال أبو داود في الزهد [167]:

نا محمد بن العلاء، قال: نا أبو أسامة، عن إسماعيل، قال: حدثني أشعث بن أبي خالد، عن أبي عبيدة، قال: قال عبد الله: مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَجْعَلَ كَنْزَهُ فِي السَّمَاءِ حَيْثُ لَا يَنَالُهُ اللُّصُوصُ وَلَا يَأْكُلُهُ السُّوسُ فَإِنَّ قَلْبَ كُلِّ امْرِئٍ عِنْدَ كَنْزِهِ.

قال أبو داود: أشعث، والنعمان أخو إسماعيل بن أبي خالد، وأختهم أمينة.

أقول: الأشعث بن أبي خالد وثقه العجلي وابن حبان وقال أحمد: لا بأس به ، وأبو عبيدة وإن لم يسمع باه إلا أنه عالم بحديث والده.

وقال ابن المديني فِي حديث يرويه أبي عبيدة عن أبيه: هو منقطع، وهو حديث ثبت.

وقال يعقوب بن شيبة: إنما استجاز أصحابنا أن يدخلوا حديث أبي عبيدة عن أبيه فِي المسند - يعني فِي الحديث المتصل - لمعرفة أبي عبيدة بحديث أبيه وصحتها، وأنه لَمْ يأت فيها بحديث منكر اهـ[ذكره ابن رجب في شرح العلل].

ومعنى الأثر والله أعلم: أنه يريد أن يكون كنزك عملك الصالح.

ص: 3

9 -

وقال ابن أبي شيبة [35675]:

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْد، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَالَّذِي لَا إلَهَ غَيْرُهُ، مَا أَصْبَحَ عِنْدَ آلِ عَبْدِ اللهِ شَيْءٌ يَرْجُونَ أَنْ يُعْطِيَهُمَ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا، أَوْ يَدْفَعَ عَنْهُمْ بِهِ سُوءًا إِلَاّ، أَنَّ اللَّهَ قَدْ عَلِمَ أَنَّ عَبْدَ اللهِ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا.

ص: 3

10 -

وقال أيضاً [35671]:

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن عَلْقَمَةَ، قَالَ: مَرِضَ عَبْدُ اللهِ مَرَضًا فَجَزَع فِيهِ فَقُلْنَا: مَا رَأَيْنَاك جَزِعْت فِي مَرَضٍ مَا جَزعت فِي مَرَضِكَ هَذَا، قَالَ: إِنَّهُ أخذني وَقَرَّبَ بِي مِنَ الْغَفْلَةِ.

ص: 4

11 -

وقال الإمام البخاري [6308]:

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ حَدِيثَيْنِ أَحَدُهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَالْآخَرُ عَنْ نَفْسِهِ قَالَ:

إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ فَقَالَ بِهِ هَكَذَا قَالَ أَبُو شِهَابٍ بِيَدِهِ فَوْقَ أَنْفِهِ ثُمَّ قَالَ لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ رَجُلٍ نَزَلَ مَنْزِلًا وَبِهِ مَهْلَكَةٌ وَمَعَهُ رَاحِلَتُهُ عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَوَضَعَ رَأْسَهُ فَنَامَ نَوْمَةً فَاسْتَيْقَظَ وَقَدْ ذَهَبَتْ رَاحِلَتُهُ حَتَّى إِذَا اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْحَرُّ وَالْعَطَشُ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ قَالَ أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِي فَرَجَعَ فَنَامَ نَوْمَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَإِذَا رَاحِلَتُهُ عِنْدَهُ.

تَابَعَهُ أَبُو عَوَانَةَ وَجَرِيرٌ عَنْ الْأَعْمَشِ وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ حَدَّثَنَا عُمَارَةُ سَمِعْتُ الْحَارِثَ وَقَالَ شُعْبَةُ وَأَبُو مُسْلِمٍ اسْمُهُ عُبَيْدُ اللَّهِ كُوفِيٌّ قَائِدُ الْأَعْمَشِ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ عُمَارَةَ عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ.

ص: 4

12 -

وقال ابن أبي شيبة [34578]:

حدثنا وكيع عن سفيان عن زبيد عن مرة عن عبد الله قال: إنَّ اللَّهَ يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لَا يُحِبُّ، وَلَا يُعْطِي الإِيمَانَ إِلَاّ مَنْ يُحِبُّ، فَإِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا أَعْطَاهُ الإِيمَانَ، فَمَنْ جَبُنَ مِنْكُمْ عَنِ اللَّيْلِ أَنْ يُكَابِدَهُ ، وَالْعَدُوِّ أَنْ يُجَاهِدَهُ ، وَضَنَّ بِالْمَالِ أَنْ يُنْفِقَهُ ، فَلْيُكْثِرْ مِنْ سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إلَهَ إِلَاّ اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ.

ص: 4

13 -

وقال أيضاً [35668]:

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: إن من أكثر الناس خطأ يوم القيامة أكثرهم خوضاً في الباطل.

أقول: صالح بن خباب وثقه ابن معين كما في الجرح والتعديل، وحصين بن عقبة روى عنه جمع من الثقات ووثقه العجلي وقال: سمع من ابن مسعود لذا كان ينبغي ذكره في كبار التابعين لا أواسطهم ، وذكره ابن حبان في الثقات ، فخبره حسن إن أمنا تدليس الأعمش.

* تنبيه: في الزهد لأحمد تصحف صالح بن خباب ، إلى صالح بن حيان. اهـ

ص: 4

14 -

وقال ابن أبي شيبة [35702]:

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ فِي قَوْلِهِ:{تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} قَالَ: التَّوْبَةُ النَّصُوحُ أَنْ يَتُوبَ، ثُمَّ لَا يَعُودُ.

ص: 4

15 -

وقال ابن أبي شيبة في المصنف [35692]:

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَنْتُمْ أَكْثَرُ صِيَامًا وَأَكْثَرُ صَلَاةً وَأَكْثَرُ جِهَادًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُمْ كَانُوا خَيْرًا مِنْكُمْ، قَالُوا: لِمَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: كَانُوا أَزْهَدَ فِي الدُّنْيَا وَأَرْغَبَ فِي الآخِرَةِ.

أقول: عمارة هو ابن عمير وإسناد الخبر صحيح على شرط الشيخين فرواية الأعمش عن عمارة مخرجة في الصحيحين.

ص: 5

16 -

قال أبو داود في الزهد [145]:

نا موسى بن إسماعيل، قال: نا جرير يعني ابن حازم، عن زبيد، عن مرة، عن عبد الله:{حق تقاته} : أَنْ يُطَاعَ فَلَا يُعْصَى وَيُذْكَرَ فَلَا يُنْسَى وَأَنْ يُشْكَرَ فَلَا يُكْفَرُ.

ص: 5

17 -

وقال ابن أبي شيبة في المصنف [35696]:

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَا تَنْفَعُ الصَّلَاةُ إِلَاّ مَنْ أَطَاعَهَا، ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللهِ:{إنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ} فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: ذِكْرُ اللهِ الْعَبْدَ أَكْبَرُ مِنْ ذِكْرِ الْعَبْدِ لِرَبِّهِ.

ص: 5

18 -

وقال أحمد في الزهد [881]:

حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله قال: منْ لَمْ تَأْمُرْهُ صَلَاتُهُ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَمْ تَنْهَهُ عَنِ الْمُنْكَرِ، لَمْ يَزْدَدْ مِنَ اللهِ إِلَّا بُعْدًا.

أقول: وقد روي هذا الخبر مرفوعاً ولا يصح، وقد استنكر بعض أهل العلم هذا الخبر زاعماً أنه يخالف قواعد الشريعة العامة، والواجب عدم استنكار أخبار الصحابة بدعوى أنها تخالف قواعد الشريعة فهم أعلم منا بالشريعة وقواعدها.

وقد وجهه شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب الإيمان [ص 29] له حيث قال:

وقوله: لم يزدد إلا بُعْداً، إذا كان ما ترك من الواجب منها أعظم مما فعله، أبعده ترك الواجب الأكثر من الله أكثر مما قربه فعل الواجب الأقل، وهذا كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: تلك صلاة المنافق، تلك صلاة المنافق، تلك صلاة المنافق، يَرْقُبُ الشمس حتى إذا كانت بين قَرْنَي شيطان، قام فنقر أربعاً لا يذكر الله فيها إلا قليلاً.

وقد قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلَاةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَاّ قَلِيلاً} . اهـ

ص: 5

19 -

وقال ابن أبي شيبة في المصنف [35697]:

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: كَفَى بِالْمَرْءِ مِنَ الشَّقَاءِ، أَوْ مِنَ الْخَيْبَةِ أَنْ يَبِيتَ وَقَدْ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ فَيُصْبِحُ وَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ.

وقال الإمام أحمد في الزهد [883]:

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: مَا مِنْ رَجُلٍ يَنَامُ لَا يَذْكُرُ اللَّهَ عز وجل إِلَاّ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ، وَأيْمُ اللَّهِ لَقَدْ فَعَلَ بِصَاحِبِكُمُ اللَّيْلَةَ يَعْنِي نَفْسَهُ.

ص: 5

20 -

قال الحافظ في المطالب العالية [3100]:

قَالَ مُسَدَّدٌ: حدَّثنا يحيى، عن شُعبة، ثنا أبو إسحاق، عن مرة قال: قال عبد الله: مَنْ أَرَادَ الْعِلْمَ فَلْيُثَوِّرِ الْقُرْآنَ؛ فَإِنَّ فِيهِ عِلْمَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ.

ص: 5

21 -

قال ابن المبارك في الزهد:

حَدَّثَنَا أخبرنا شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ فَمَنْ دَخَلَ فِيهِ فَهُوَ آمِنٌ.

ص: 6

22 -

وقال ابن أبي شيبة في المصنف [8646]:

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: أَدِيمُوا ألنَّظَرَ فِي الْمُصْحَفِ.

ص: 6

23 -

قال سعيد بن منصور في سننه [493]:

ثنا سفيان عن جامع بن أبي راشد عن أبي وائل عن عبد الله: في قوله {واعتصموا بحبل الله جميعا} قال: حبل الله: القرآن.

ص: 6

24 -

قال عبد الرزاق في المصنف [6010]:

عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، وَغَيْرِهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّ الْقُرْآنَ شَافِعٌ وَمُشَفَّعٌ، وَمَاحِلٌ مُصَدَّقٌ، فَمَنْ جَعَلَهُ أَمَامَهُ قَادَهُ إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَنْ جَعَلَهُ خَلْفَهُ سَاقَهُ إِلَى النَّارِ.

وقال الفريابي في فضائل القرآن [20]:

حدثنا الهيثم بن أيوب الطالقاني، نا الفضيل بن عياض، عن سليمان الأعمش، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله بن مسعود قال: إن هذا القرآن شافع مشفع، وماحل مصدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار.

أقول: وهذا منقطع محمد بن عبد الرحمن لم يدرك ابن مسعود ، لكنه يتقوى بما قبله.

وقال ابن الضريس في فضائل القرآن [94]:

أخبرنا أبو غسان، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن المعلى الكندي، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه، قال: قال عبد الله: إن القرآن شافع مشفع وماحل مصدق، فمن جعله بين يديه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار.

أقول: فزاد ذكر أبيه في السند وقد رواه سفيان كما في الزهد لأحمد كرواية الفضيل بدون ذكر الأب وقوى الإمام الدارقطني رواية جرير ، وأما أبو حاتم فرجح رواية سفيان والفضيل.

قال الإمام الدارقطني في العلل: [748]: والصحيح عن معلى الكندي عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه، عَن عبد الله. اهـ

وقد روي مرفوعاً والصواب وقفه كما رجحه أبو حاتم في العلل [1681] ، والدارقطني في العلل [س 748].

ص: 6

25 -

وقال ابن أبي شيبة في المصنف [30862]:

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: أُتِيَ عَبْدُ اللهِ بِمُصْحَفٍ قَدْ زُيِّنَ بِالذَّهَبِ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: إنَّ أَحْسَنَ مَا زُيِّنَ بِهِ الْمُصْحَفُ تِلاوَتُهُ في الْحَقِّ.

ص: 6

26 -

وقال أيضاً [35709]:

حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: مَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَاّ يَتَمَنَّى أَنَّهُ كَانَ يَأْكُلُ فِي الدُّنْيَا قُوتًا، وَمَا يَضُرُّ أَحَدُكُمْ عَلَى أَيِّ حَالٍ أَمْسَى وَأَصْبَحَ مِنَ الدُّنْيَا أَنْ لَا تَكُونَ فِي النَّفْسِ حَزَازَةٌ، وَلأنْ يَعَضَّ أَحَدُكُمْ عَلَى جَمْرَةٍ حَتَّى تُطْفَأَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَقُولَ لأَمْرٍ قَضَاهُ اللَّهُ: لَيْتَ هَذَا لَمْ يَكُنْ.

أقول: قد روي بعضه مرفوعاً ولا يصح وفيه إثبات ابن مسعود للقدر.

ص: 6

27 -

وقال أيضاً [35700]:

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَكَنٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ فِي قَوْلِهِ تعالى:{يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} قَالَ: يُؤْتَوْنَ نُورَهُمْ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ، مِنْهُمْ مَنْ نُورُه مِثْلُ الْجَبَلِ، وَأَدْنَاهُمْ نُورًا مَنْ نُورُهُ عَلَى إبْهَامِهِ يُطْفَأُ مَرَّةً وَيَتقِدُ أُخْرَى.

ص: 6

28 -

وقال الطبراني في الكبير [8764]:

حدثنا محمد بن النضر الأزدي ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة عن الأعمش عن سلمة بن كهيل عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: لا يقلدن أحدكم دينه رجلا فإن آمن آمن ، وإن كفر كفر ، وإن كنتم لا بد مقتدين فاقتدوا بالميت فإن الحي لا يؤمن عليه الفتنة.

أقول: محمد بن أحمد بن النضر الأزدي شيخ الطبراني ثقة، ورواية الأعمش عن سلمة مخرجة في صحيح مسلم.

ورواه أبو داود في الزهد [132]:

قال: نا أبو صالح الأنطاكي، قال: نا أبو إسحاق الفزاري، عن الأعمش، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الأحوص، قال: سمعت عبد الله بن مسعود، يقول:

إن الأمر يؤول إلى آخره، وإن أملك الأعمال به خواتمه، وإنكم في خواتم الأعمال، ألا فلا يقلدن رجل منكم دينه رجلا إن آمن آمن، وإن كفر كفر، فإن كنتم لابد فاعلين فببعض من قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة.

قال أبو داود: رواه أبو معاوية، وشجاع بن الوليد، ورواه شيبان، وشعبة بن عمارة، عن أبي الأحوص، عن عبد الله.

ص: 7

29 -

قال وكيع في الزهد:

حَدَّثَنَا الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بن عمير، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: تَعَوَّدُوا الْخَيْرَ فَإِنَّمَا الْخَيْرُ فِي الْعَادَةِ.

ورواه ابن أبي شيبة [35713]: عن أبي معاوية عن الأعمش به.

ص: 7

30 -

قال يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ [2/ 277]:

حدثنا سعيد ثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد قال: أكثروا على عبد الله ذات يوم فقال: وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ لَوْ تَعْلَمُوْنَ عِلْمِي لَحَثَيْتُمُ التُّرَابَ عَلَى رَأْسِي.

أقول: ورواه أبو نعيم في الحلية من طريق شعبة عن الأعمش عن إبراهيم.

ص: 7

31 -

وقال ابن أبي شيبة [35715]:

حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، قَالَ: حدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي كَنَفٍ، أَنَّ رَجُلاً رَأَى رُؤْيَا فَجَعَلَ يَقُصُّهَا عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ وَهُوَ سَمِينٌ، فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: إنِّي لأَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ الْقَارِئُ سَمِينًا، قَالَ الأَعْمَشُ: فَذَكَرْت ذَلِكَ لإِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: سَمِينٌ نَسِيٌّ لِلْقُرْآنِ.

وقال الحافظ في المطالب العالية: قال مسدد [3504]:

وثنا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ، حدثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي كَنَفٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ رضي الله عنه: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ الْقَارِئُ سَمِينًا.

قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: قال عَبْدُ اللَّهِ: إِنِّي لَأَكْرَهُ أَنْ أَرَى الْقَارِئَ سَمِينًا نَسِيًّا لِلْقُرْآنِ.

أقول: أبو كنف ترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وذكر أنه سمع ابن مسعود وروى عنه الشعبي والشعبي لا يروي إلا عن ثقة كما قال ابن معين وهو مشهور بكنيته، وقد عضده النخعي وأكمل روايته ومراسيله عن عبد الله قوية ، والله أعلم.

قال الحافظ أبو سعيد العلائي في النخعي: هو مكثر من الإرسال، وجماعة من الأئمة صححوا مراسيله، وخص البيهقي ذلك بما أرسله عن ابن مسعود. اهـ

وقال الأعمش قال: قلت لإبراهيم: أسند لي عن ابن مسعود. فقال إبراهيم: إذا حدثتكم عن رجل عن عبد الله فهو الذي سمعت، وإذا قلت: قال عبد الله ، فهو عن غير واحد عن عبد الله. ذكره في [انظر ترجمته في تهذيب التهذيب] اهـ

ص: 7

32 -

وقال ابن أبي شيبة [34575]:

حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: أُتِيَ عَبْدُ اللهِ بِشَرَابٍ، فَقَالَ: أَعْطِهِ عَلْقَمَةَ، قَالَ: إنِّي صَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ: أعْطِه الأَسْوَدَ، فَقَالَ: إنِّي صَائِمٌ، حَتَّى مَرَّ بِكُلِّهِمْ، ثُمَّ أَخَذَهُ فَشَرِبَهُ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَ:{يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ} ..

ص: 8

33 -

وقال أيضاً [34576]:

حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي وائل قال: قال عبد الله: ما شبهت ما غبر من الدنيا إلا بثغب شرب صفوه وبقي كدره ولا يزال أحدكم بخير ما اتقى الله وإذا حاك في صدره شيء أتي رجلا فشفاه منه وأيم الله لأوشك أن لا تجدوه.

ورواه الإمام البخاري في الصحيح: [2964] من طريق جرير عن منصور عن أبي وائل عن ابن مسعود به.

ص: 8

34 -

قال ابن المبارك في الزهد [880]:

أخبرني المبارك بن فضالة قال سمعت الحسن يقول أخبرني أبو الأحوص قال: دخلنا على عبد الله بن مسعود وعنده بنون له غلمان كأنهم الدنانير حسنا فجعلنا نتعجب من حسنهم فقال عبد الله: كأنكم تغبطون بهم قلنا والله إن مثل هؤلاء يغبط بهم الرجل المسلم فرفع رأسه إلى سقف بيت له قصير قد عشش فيه الخطاف وباض فقال والذي نفسي بيده لأن أكون قد نفضت يدي عن تراب قبورهم أحب إلي من أن يخر عش هذا الخطاف فينكسر بيضه.

أقول: ولعل قوله هذا من أجل ما ورد من الأجر العظيم لمن يموت له ولد فيحتسبه.

ص: 8

35 -

وقال الحافظ في المطالب العالية [3347]:

قال مُسَدَّدٌ: حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنِ ابن مسعود رضي الله عنه، قال: أَنَّهُ كَانَ يُجَالِسُهُ بِالْكُوفَةِ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَوْمًا فِي صفّة له، وَتَحْتَهُ فُلَانَةٌ وَفُلَانَةٌ، امْرَأَتَانِ ذَوَاتَا مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ، وَلَهُ مِنْهُمَا وَلَدٌ كأحسن الولدان، سقسق عَلَى رَأْسِهِ عُصْفُورٌ، ثُمَّ قَذَفَ ذا بطنه فنكته بِيَدِهِ، ثُمَّ قال: والذي نفس عبد الله بِيَدِهِ، لَأَنْ يَمُوتَ آلُ عَبْدِ اللَّهِ ثُمَّ أَتْبَعُهُمْ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَمُوتَ هَذَا الْعُصْفُورُ.

أقول: ابن علية روى عن الجريري قبل الإختلاط، ورواه أبو داود في الزهد من طريق مسدد. [148]

ص: 8

36 -

قال أبو الشيخ الأصبهاني في أمثال الحديث [327]:

حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث، ثنا عبد الأعلى بن حماد، ثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، قال: ما شيء أحق بطول سجن من لسان.

أقول: إسناده حسن وله شاهد أصح منه.

قال ابن أبي شيبة: [27029]:

قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن يزيد بن حيان عن عنبس بن عقبة قال عبد الله: وَالَّذِي لَا إلَهَ غَيْرُهُ، مَا عَلَى الأَرْضِ شَيْءٌ أَحْوَجُ إلَى طُولِ سِجْنٍ مِنْ لِسَانٍ.

وقال أحمد في الزهد [900]:

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عنبس بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَاّ هُوَ مَا عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ شَيْءٌ أَحَقُّ لِطُولِ سِجْنٍ مِنْ لِسَانٍ.

أقول: أراد حبسه عن قول الباطل، وفضول الكلام، وأما الكلام بما هو واجب أو مستحب كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليم العلم والتسبيح والتهليل والتكبير وغيره فذلك مطلوبُ الاستزادة منه.

ص: 8

37 -

وقال الدارمي في مسنده [185]:

أخبرنا يعلى ثنا الأعمش عن شقيق قال: قال عبد الله: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَبِسَتْكُمْ فِتْنَةٌ يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ، وَيَرْبُو فِيهَا الصَّغِيرُ، وَيَتَّخِذُهَا النَّاسُ سُنَّةً فَإِذَا غُيِّرَتْ، قَالُوا: غُيِّرَتِ السُّنَّةُ؟ قِيلٌ: مَتَى ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: إِذَا كَثُرَتْ قُرَّاؤُكُمْ، وَقَلَّتْ فُقَهَاؤُكُمْ، وَكَثُرَتْ أَمْوَالُكُمْ، وَقَلَّتْ أُمَنَاؤُكُمْ، وَالْتُمِسَتِ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَةِ.

ص: 9

38 -

وقال أبو داود في الزهد [124]:

نا هارون بن عبادة، قال: نا جرير، عن منصور، عن محمد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله قال: إِيَّاكُمْ وَحَزَائِزَ الْقُلُوبِ وَمَا حَزَّ فِي قَلْبِكَ مِنْ شَيْءٍ فَدَعْهُ.

ورواه أبو نعيم في الحلية من طريق الإمام أحمد عن جرير به.

ص: 9

39 -

وقال ابن أبي شيبة [38736]:

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ، قَالَ عِتْرِيسٌ لِعَبْدِ اللهِ: هَلَكَ مَنْ لَمْ يَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: بَلْ هَلَكَ مَنْ لَمْ يَعْرِفَ الْمَعْرُوفَ بِقَلْبِهِ وَيُنْكِرَ الْمُنْكَرَ بِقَلْبِهِ.

أقول: قال ابن رجب جامع العلوم والحكم:

يشير إلى أنَّ معرفة المعروفِ والمنكرِ بالقلب فرضٌ لا يسقط عن أحد، فمن لم يعرفه هَلَكَ وأمَّا الإنكارُ باللسان واليد، فإنَّما يجبُ بحسب الطاقةِ. اهـ

ص: 9

40 -

قال ابن المبارك في الزهد [17]:

قال أخبرنا سفيان عن العلاء بن المسيب عن إبراهيم قال عبد الله بن مسعود: ليس للمؤمن راحة دون لقاء الله عز وجل ومن كانت راحته في لقاء الله فكأن قد

أقول: صحيح مراسيل النخعي عن ابن مسعود قوية كما تقدم.

ص: 9

41 -

وقال الطبراني في الكبير [8880]:

حدثنا أبو خليفة ثنا أبو الوليد ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود قال سمعت عبد الله بن مسعود يقول: يذهب الصالحون أسلافا ويبقى أهل الريب من لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا.

أقول: صحيح، وبعضه مرفوعُ في صحيح البخاري.

ص: 9

42 -

وقال أحمد في الزهد [862]:

حدثنا إسرائيل، عن سعيد بن مسروق، عن المسيب بن رافع، حدثني أبو إياس البجلي قال: سمعت عبد الله بن مسعود، يقول: مَنْ تَطَاوَلَ تعظيما خَفَضَهُ اللَّهُ عز وجل، وَمَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ تَخَشُّعًا رَفَعَهُ اللَّهُ عز وجل، وَإِنَّ لِلْمَلِكِ لُمَّةً وَلِلشَّيْطَانِ لُمَّةً، فَلُمَّةُ الْمَلِكِ إِيعَادٌ بِالْخَيْرِ وَتَصْدِيقٌ بِالْحَقِّ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَاحْمَدُوا اللَّهَ عز وجل، وَلُمَّةُ الشَّيْطَانِ إِيعَادٌ بِالشَّرِّ وَتَكْذِيبٌ بِالْحَقِّ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ عز وجل.

ص: 9

43 -

وقال أبو داود في الزهد [143]:

قال: نا حفص بن عمر، قال: نا شعبة، عن زبيد، عن مرة الهمداني، عن عبد الله، في هذه الآية:{وآتى المال على حبه} قال: وأَنتَ. صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَأْمَلُ الْعَيْشَ وَتَخْشى الْفَقْرَ.

ص: 9

44 -

قال ابن أبي شيبة في المصنف [6672]:

حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ مُرَّةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَضْلُ صَلَاةِ اللَّيْلِ عَلَى صَلَاةِ النَّهَارِ، كَفَضْلِ صَدَقَةِ السِّرِّ عَلَى صَدَقَةِ الْعَلَانِيَةِ.

ص: 9

45 -

وقال أحمد في الزهد [870]:

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِذَا أَصْبَحْتُمْ صِيَامًا فَأَصْبِحُوا مُتَدَهِّنِينَ.

أقول: يريد إخفاء الصيام.

ص: 9

46 -

وقال عبد الله في زوائد الزهد [868]:

حدثنا عبد الله بن محمد أبو بكر بن أبي شبيبة، حدثنا مروان الفزاري، عن العلاء بن خالد، عن شقيق، عن عبد الله، في قوله عز وجل:{وجيء يومئذ بجهنم} قال: جِيءَ بِهَا تُقَادُ بِسَبْعِينَ أَلْفَ زِمَامٍ، مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفِ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا.

وهو في المصنف [35254]

ص: 10

47 -

وقال هناد في الزهد [235]:

حدثنا وكيع عن الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الله بن مسعود قال: إن ناركم هذه ضرب بها البحر مرتين ففترت ولولا ذلك ما انتفعتم بها وهي جزء من سبعين جزءا من نار جهنم.

ص: 10

48 -

وقال أيضاً [307]:

أنا مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن ابن سابط عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود قال: إِنَّ الْحِجَارَةَ الَّتِي سَمَّى اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ، حِجَارَةٌ مِنْ كِبْرِيتٍ، خَلَقَهَا اللَّهُ تَعَالَى عِنْدَهُ كَيْفَ شَاءَ أَوْ كَمَا شَاءَ.

ص: 10

48 -

وقال ابن أبي الدنيا في كتاب التوبة [20]:

حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن، ثنا حسين بن محمد، ثنا شيبان، عن نعيم بن أبي هند، عن إبراهيم، عن الأسود، وعلقمة، عن عبد الله، قال:

إِنِّي لَأَعْلَمُ آيَتَيْنِ فِي كِتَابِ اللهِ عز وجل، لَا يَقْرَأُهُمَا عَبْدٌ عِنْدَ ذَنْبٍ يُصِيبُهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْهُ إِلَّا غُفِرَ لَهُ، قُلْنَا: أَيُّ شَيْءٍ فِي كِتَابِ اللهِ؟، فَلَمْ يخْبِرْنَا، فَفَتَحْنَا الْمُصْحَفَ فَقَرَأْنَا الْبَقَرَةَ فَلَمْ نُصِبْ شَيْئًا، ثُمَّ قَرَأْنَا النِّسَاءَ وَهُوَ فِي تَأْلِيفِ عَبْدِ اللهِ عَلَى إِثْرِهَا فَانْتَهَيْنَا إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا} قُلْتُ: أَمْسِكْ هَذِهِ، ثُمَّ انْتَهَيْنَا إِلَى النِّسَاءِ إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} ، فَأَطْبَقْنَا الْمُصْحَفَ فَأَخْبَرْنَا بِهَا عَبْدَ اللهِ فَقَالَ: هُمَا هَاتَانِ

أقول: إسناده صحيح ، وتأليف عبد الله يعني ترتيبه.

ص: 10

50 -

وقال ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي [30]:

قال: حدثنا علي بن الجعد، قال: أخبرنا محمد بن طلحة، عن سعيد بن كعب المرادي، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود، قال: الْغِنَاءُ يُنْبِتُ النِّفَاقَ فِي الْقَلْبِ كما ينبت الماء الزرع، والذكر ينبت الإيمان في القلب كما ينبت الماء الزرع.

وقال الخلال في السنة وهو يحكي كتاب الإيمان للإمام أحمد [1670]:

حدثنا أبو عبد الله، قال: ثنا عبد الرحمن، عن محمد بن طلحة، عن سعيد بن كعب المرادي، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود، قال: الْغِنَاءُ يُنْبِتُ النِّفَاقَ فِي الْقَلْبِ كما ينبت الماء الزرع، وإن الذكر ينبت الإيمان في القلب كما ينبت الماء الزرع.

أقول: وسعيد بن كعب مجهول ولكن الخبر روي من طريقٍ أخرى عن إبراهيم عن عبد الله لذا احتج به أحمد على تحريم الغناء.

وسعيد بن كعب ترجم له البخاري في الكبير [1694] وقال: عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد [مرسل] وعنه محمد بن طلحة. اهـ ومحمد بن عبد الرحمن لم يسمع ابن مسعود.

قال عبد الله بن أحمد في العلل [1597]:

سألت أبي عن الغناء؟ فقال: قال عبد الله: الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل والزرع. اهـ

وقال ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي [31]:

حدثنا أبو خيثمة، وعبيد الله بن عمر، قالا: حدثنا غندر، عن شعبة، عن الحكم، عن حماد، عن إبراهيم، قال: قال عبد الله بن مسعود: الْغِنَاءُ يُنْبِتُ النِّفَاقَ فِي الْقَلْبِ.

ص: 10

51 -

قال الإمام أحمد في الزهد [876]:

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، وَعَنْ عِمَارَةَ، كِلَاهُمَا، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: الاِقْتِصَادُ فِي السُّنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الاِجْتِهَادِ فِي الْبِدْعَةِ.

أقول: أثر منهجي عظيم بإسناد كالطود ثبوتاً.

ص: 11

52 -

وقال وكيع في الزهد [309]:

حدثنا الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: قال عبد الله: اتَّبِعُوا وَلَا تَبْتَدِعُوا فَقَدْ كُفِيتُمْ، كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ.

ومن طريق وكيع رواه الإمام أحمد في الزهد [902]

أقول: قد تكلم عامة النقاد في سماع السلمي من عبد الله وأثبته الإمام البخاري.

ولكن قال أبو خيثمة في كتاب العلم [54]: ثنا جرير عن العلاء عن حماد عن إبراهيم قال: قال عبد الله: اتَّبِعُوا وَلَا تَبْتَدِعُوا فَقَدْ كُفِيتُمْ، كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ.

أقول: وهذا شاهد يتقوى به الخبر

وقال الخرائطي في مكارم الأخلاق [383]:

حدثنا الفضل بن موسى - مولى بني هاشم - البصري، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان الثوري، عن حماد، عن إبراهيم، قال: قال عبد الله بن مسعود: لا تستشرفوا البلية؛ فإنها مولعة بمن تشرف لها، إن البلاء مولع بالكلم؛ فاتَّبِعُوا وَلَا تَبْتَدِعُوا فَقَدْ كُفِيتُمْ. .

ومراسيل إبراهيم عن عبد الله قوية كما تقدم.

ص: 11

53 -

وقال الطبراني في الكبير [8639]:

حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل ثنا إسرائيل عن أشعث بن أبي الشعثاء عن الأسود بن هلال عن عبد الله قال ذكروا له رجلا يقص فجاء فجلس في القوم فسمعته يقول: سبحان الله كذا وكذا فلما سمع ذلك قام فقال: ألا تسمعوا فلما نظروا إليه قال: إنكم لا هدى من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟ إنكم لمتمسكون بطرف ضلالة

ص: 11

54 -

وقال أحمد في الزهد [884]:

عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ عَلَى مُجَمِّعِ بْنِ حَارِثَةَ يَعُودُهُ، فَرَأَى فِي بَيْتِهِ أَبْنِيَةً وَسَوَادًا يَعْنِي الْمَتَاعَ - فَقَالَ: خَفِّفْ فَإِنَّ النَّاسَ يُوشِكُ أَنْ يَكُونُوا أُهل يَعْنِي يَرْجِعُونَ إِلَى الإِبِلِ ..

أقول: تقدم الكلام على رواية أبي عبيدة عن أبيه.

ص: 11

55 -

وقال الإمام أحمد في الزهد [901]:

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: الْبَلَاءُ مُوَكَّلٌ بِالْقَوْلِ.

أقول: هو مذكور في زوائد عبد الله والأقرب أنه من الأصل.

ص: 11

56 -

وقال أيضاً [904]:

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَوَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: بِحَسْبِ الْمَرْءِ مِنَ الْكَذِبِ أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ.

ورواه مسلم في المقدمة [12] محمد بن المثنى عن عبد الرحمن به

ص: 11

57 -

قال ابن أبي شيبة في المصنف [26116]:

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: الْمُؤْمِنُ يُطْوَى عَلَى الْخِلَالِ كُلِّهَا غَيْرِ الْخِيَانَةِ وَالْكَذِبِ.

أقول: ورواه ابن أبي الدنيا في عدد من كتبه.

قال ابن أبي الدنيا في الصمت [548]:

حدثني أبو صالح المروزي قال: سمعت رافع بن أشرس قال: قلت لخالد بن صبيح: أرأيت من يكذب الكذبة هل يسمى فاسقا؟ قال: نعم وحدثني عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كل الخلال يطوى عليها المؤمن إلا الخيانة والكذب.

ص: 11

58 -

وقال ابن المبارك [1145]:

حدثنا عبدة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول: إن الرجل ليتكلم بالكلمة في الرفاهية ليضحك بها جلساءه ترديه أبعد ما بين السماء والأرض.

أقول: ما أحوجنا إلى استحضار مثل هذا الأثر في مجالسنا.

ص: 12

59 -

وقال ابن أبي الدنيا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر [78]:

حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن الربيع بن عميلة، عن ابن مسعود، قال:

إن بني إسرائيل لما طال عليهم الأمد قست قلوبهم، فاخترعوا كتابا من قبل أنفسهم فاستهوته قلوبهم، فاستحلته ألسنتهم.

فقالوا: تعالوا حتى ندعو الناس إلى كتابنا هذا، فمن تابعنا تركناه، ومن خالفنا قتلناه، فقالوا: انظروا فلانا، فإن تابعكم فلن يتخلف عنكم أحد، وإن خالفكم فاقتلوه.

فبعثوا إليه فدخل منزله، فأخذ كتابا من كتب الله فجعله في قرن، ثم تقلده تحت ثيابه، فأتاهم فقرءوا عليه كتابهم، فقالوا: تؤمن بما في هذا الكتاب؟

فقال: وما لي لا أؤمن بهذا الكتاب، وأشار إلى صدره، فرجع إلى منزله، فلم يلبث إلا يسيرا حتى مات.

فجاء إخوان من إخوانه فنبشوه فوجدوا ذلك الكتاب في ذلك القرن، فقالوا: كان إيمانه في هذا الكتاب.

قال ابن مسعود: فتفرقت النصارى على سبعين فرقة، فأهداهم فرقة أصحاب ذي القرن، فقال ابن مسعود: يوشك من عاش منكم أن يرى منكرا لا يستطيع فيه غير أن يعلم الله من قلبه أنه له كاره.

أقول: أثر عجيب وإسناده قوي وحبذا لو أفرد في مقالٍ مستقل.

ص: 12

60 -

وقال ابن المبارك في الزهد [388]:

أنا حماد بن سلمة عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله قال:

إن الله يجمع الناس في صعيد واحد بأرض بيضاء كأنها سبيكة فضة لم يعص الله فيها قط ولم يخطأ فيها.

فأول ما يتكلم به أن ينادى لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب ثم يكون أول ما يبدؤن من الخصومات في الدنيا فيؤتى بالقاتل والمقتول فيقال له: لم قتلت فلان؟ قال قتلته لتكون العزة لله قال: فإنها لي ، فان قال: قتلته لتكون العزة لفلان قال: فإنها ليست له فيبوء بإثمه فيقتله بمن كان قتل بالغين ما بلغوا ويذوق الموت عدة ما ذاقوا.

أقول: عاصم بن بهدلة مضطرب الرواية عن أبي وائل تارةً يروي وأخرى عن زر بن حبيش وكلاهما ثقة فلا يضر هذا الاضطراب.

ص: 12

61 -

وقال ابن أبي الدنيا في التوبة [31]:

حدثنا إسحاق بن إسماعيل، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن وبرة، عن أبي الطفيل، قال: قال ابن مسعود: أكبر الكبائر: الشرك بالله، والقنوط من رحمة الله، والأمن لمكر الله، واليأس من روح الله.

أقول: روي مرفوعاً والموقوف أصح ، وهذا ما رجحه الإمام الدارقطني في العلل [س 937].

ص: 12

62 -

وقال ابن المبارك في الزهد [277]:

أنا سفيان عن أشعث بن أبي الشعثاء عن زيد بن معاوية عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود قال: {ختامه مسك} قال: خَلْطٌة وَلَيْسَ بِخَاتَمٍ يَخْتِمُ.

ص: 12

63 -

وقال ابن أبي الدنيا في مداراة الناس [119]:

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُلُّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ تَمُرُّ بِكَ مُعَافًى فِي نَفْسِكَ وَأَهْلِكَ وَمَالِكَ كَرَامَةٌ مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةٌ لَا تَدْرِي مَا حَسْبُ ذَلِكَ حَتَّى يُصِيبَكَ مَا لَا بُدَّ مِنْهُ.

ص: 13

64 -

قال وكيع في الزهد [20]:

حدثنا الأعمش، عن زيد بن وهب قال: رأيت ابن مسعود بكى حتى رأيت دموعه في الحصى.

ص: 13

65 -

وقال هناد في الزهد [846]:

حدثنا أبو معاوية عن عاصم الأحول عن أبي عثمان قال: رأى ابن مسعود رجلا عليه عباءتان قد اتزر بإحداهما وهو يجرها وارتدى بالأخرى فقال من جر إزاره لا يجره إلا من الخيلاء فليس من الله في حل ولا حرام.

ص: 13

66 -

وقال ابن أبي الدنيا في قصر الأمر [12]:

حدثنا أبو خيثمة، قال: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، قال: قال ابن مسعود: هذا المرءُ ، وهذه الحتوفُ حولهُ شوارعٌ إليه، والهرمُ وراءَ الحتوف، والأملُ وراء الهرم، فهو يأمل، وهذه الحتوف شوارع إليه، فأيها أمر به أخذه، فإن أخطأته الحتوف قتله الهرم، وهو ينظر إلى الأمل.

ص: 13

67 -

وقال هناد في الزهد [1421]:

حدثنا أبو أسامة عن الأجلح عن عبد الله بن أبي الهذيل العنزي قال: دخل رجل مع ابن مسعود بيت رجل فجعل الرجل ينظر إلى امرأة في البيت فقال له ابن مسعود لأن تفقأ عيناك خير لك مما أراك تصنع.

ورواه البخاري في الأدب [531] من طريق علي بن حجر عن علي بن مسهر عن الأجلح به.

أقول: الأجلح بن عبد الله فيه خلاف شديد ، ورجح الحافظ أنه صدوق ، وذكره الذهبي في من تكلم فيه وهو موثق ، وأكثر المعاصرين على أنه حسن الحديث ، إن لم يخالف أو يتفرد بما يستنكر ، وقد حسن الشيخ الألباني هذا الخبر في صحيح الأدب المفرد ، وفي القلب منه شيء.

ص: 13

68 -

وقال ابن المبارك في الزهد [352]:

أنا سفيان عن أبي فروة عن مرة عن ابن مسعود: {لتركبن طبقا عن طبق} قال: حال بعد حال قال: مرة تشقق ، ومرة واهية. [يعني السماء]

وقال الطبراني في الكبير: [9065]:

حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن أبي فروة عن مرة عن عبد الله: {لتركبن طبقا عن طبق} قال: السماء

ص: 13

69 -

وقال ابن المبارك في الزهد [37]:

أنا سفيان عن سليمان عن أبي الضحى عن مسروق عن ابن مسعود قال: لا تتركون خصلة مما تؤمون به ، إلا أبدلكم الله أشد بها عليكم منها.

ص: 13

70 -

وقال ابن المبارك في الزهد [425]:

قال أنا سفيان عن منصور عن أبي الضحى عن مسروق عن ابن مسعود قال: جنات عدن بطنان الجنة ، يعني سرة الجنة.

وقال عبد الرزاق في تفسيره: عن ابن عيينة عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن مسعود قال: جنات عدن بطنان الجنة ، يعني بطنها.

أقول: له حكم الرفع.

ص: 13

71 -

وقال ابن أبي حاتم في تفسيره [254]:

حدثنا أبو سعيد الأشج ثنا وكيع عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال: قال: عبد الله: أنهار الجنة تفجر من جبل المسك.

ورواه ابن أبي شيبة في المصنف [35090] من طريق وكيع وأبو معاوية عن الأعمش به.

أقول: له حكم الرفع.

ص: 13

72 -

وقال الحسين في زوائد الزهد [1416]:

أخبرنا عيسى بن يونس عن هارون بن عنترة عن عبد الله ابن السائب أخبرنا زاذان أبو عمر قال: دخلت على عبد الله بن مسعود فوجدت أصحاب اليمنة والخز قد سبقوا إلى المجالس ، فناديته يا عبد الله بن مسعود من أجل أنى رجلا أعمى أدنيت هؤلاء وأقصيتني؟

قال: أدنه فدنوت حتى ما كان بيني وبينه جليس فسمعته يقول يؤخذ بيد العبد والأمة يوم القيامة فينصبان على رؤوس الأولين والآخرين ثم ينادي مناد هذا فلان بن فلان فمن كان له قبله حق فليأت إلى حقه فتفرح المرأة أن يذوب لها على زوجها الحق أو على ابنها أو على أختها ثم قرأ عبد الله {فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون} فيقول الرب للعبد: أيت هؤلاء حقوقهم.

فيقول أي رب من أين أتيهم حقوقهم؟ فيقول للملائكة خذوا من أعماله.

* تنبيه: عيسى بن يونس هو ابن أبي إسحاق السبيعي وليس الفاخوري ، والخبر له حكم الرفع.

ص: 13

73 -

وقال الطبراني في الكبير [8901]:

حدثنا بشر بن موسى ثنا يحيى بن إسحاق السيلحيني ثنا مهدي بن ميمون عن واصل الأحدب عن أبي وائل قال:

سألت ابن مسعود ذات يوم بعدما انصرفنا من صلاة الغداة فاستأذنا عليه ، قال: ادخلوا ، فقلنا: ننتظر هنية لعل بعض أهل الدار له حاجة ، فأقبل يسبح فقال: لقد ظننتم بآل عبد الله غفلة ، ثم قال: يا جارية انظري هل طلعت الشمس ، قالت: لا ، ثم قال: لها الثانية انظري هل طلعت الشمس ، قالت: لا ، ثم قال لها الثالثة: انظري هل طلعت الشمس ، قالت: نعم ، قال: الحمد لله الذي وهب لنا هذا اليوم وأقالنا فيه عثراتنا وأحسبه قال ولم يعذبنا بالنار.

ص: 14

74 -

وقال ابن المبارك في الزهد [1626]:

أخبرنا خالد الحذاء عن أبي عثمان النهدي أن ستة نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم عبد الله بن مسعود وحذيفة وسلمان قالوا: إن العبد ليعطى كتابه فيرى حسناته في صدر كتابه فيطمع فلا يزال مظالم العباد حتى لا يبقى له حسنة ثم يؤخذ من سيئات الناس فركبت في سيئاته.

أقول: له حكم الرفع.

ص: 14

75 -

وقال ابن أبي الدنيا في إصلاح المال [192]:

حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، قال: قالت امرأة عبد الله بن مسعود: اكسني جلبابا. قال: كفاك الجلباب الذي جلببك الله عز وجل: بيتك

ص: 14

76 -

وقال ابن أبي الدنيا في العقوبات [318]:

قال: حدثنا علي بن الجعد، قال: حدثنا شعبة، عن أبي قيس، قال: سمعت هزيل بن شرحبيل يحدث عن عبد الله ابن مسعود قال: لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس: من لا يعرف معروفا، ولا ينكر منكرا، يتهارجون كما يتهارج البهائم في الطريق، تمر المرأة بالرجل في الطريق، فيقضي حاجته منها ثم يرجع إلى أصحابه، فيضحك إليهم ويضحكون إليه، كرجراجة الماء الخبيث الذي لا يطعم.

أقول: هذا له حكم الرفع.

ص: 14

77 -

وقال أبو نعيم في صفة الجنة [399]:

حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبو الربيع الزهراني، ومحمد بن حميد، قالا: ثنا يعقوب بن عبد الله، ثنا حفص بن حميد، عن شمر بن عطية، ح، وحدثنا أبو الهيثم أحمد بن محمد الغوثي، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا إبراهيم بن إسحاق الصيني، ثنا يعقوب، عن حفص بن حميد، عن شمر بن عطية، عن شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود:

في قوله تعالى: {إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون} .

قال: شغلهم افتضاضُ العذارى.

حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا أحمد بن يحيى الحلواني، ثنا أبو الربيع الزهراني، ثنا يعقوب القمي مثله سواء.

أقول: رواه جمع أعلى من أبي نعيم ولكني آثرت ذكره لأنه جمع الطرق في مكان واحد، وقد صح هذا التفسير عن غير واحدٍ من السلف.

ص: 14

78 -

وقال ابن أبي الدنيا في صفة الجنة [312]:

حدثنا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، قال: سمعت أبا الأحوص، يحدث عن عبد الله بن مسعود، في قوله عز وجل:{حور مقصورات في الخيام} قال: دُرٌّ مُجَوَّفٌ

ورواه ابن أبي شيبة في المصنف [35196] قال حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: دُرٌّ مُجَوَّفٌ.

ص: 14

79 -

وقال ابن المبارك في الزهد [1522]:

أخبرنا وكيع حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن مسعود في قوله: {وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ} قال: تَسْنِيم عَيْنٌ فِي الْجَنَّةِ ، يَشْرَبُهَا الْمُقَرَّبُونَ صِرْفًا ، وتُمْزَجُ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ.

ص: 15

80 -

وقال الطبراني في الكبير [8907]:

حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن منصور عن أبي الضحى عن مسروق قال:

أتي عبد الله بضرع فتنحى رجل فقال إني حرمته فقال عبد الله {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم} أطعم وكفر.

ورواه عبد الرزاق في المصنف [16042] قال:

عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ مَسْعُودٍ، فَأُتِي بِضَرْعٍ فَتَنَحَّى رَجُلٌ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: ادْنُ فَقَالَ: إِنِّي حَرَّمْتُ الضَّرْعَ قَالَ: فَتَلَا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ} كُلْ، وَكَفَّرْ.

ص: 15

81 -

وقال ابن أبي حاتم في التفسير [12447]:

حدثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، سمع أبا الأحوص، يقول: فاخر أسماء بن خارجة الفزاري رجلا فقال: أنا ابن الأشياخ الكرام، فقال عبد الله بن مسعود: ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله.

أقول: قد توبع الطيالسي.

وقال الطبراني في الكبير [8916]: حدثنا أبو خليفة ثنا أبو الوليد ومحمد بن كثير قالا ثنا شعبة - ح - وحدثنا محمد بن حيان المازني ثنا عمرو بن مرزوق أنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص قال: فاخر أسماء بن خارجة رجلا فقال: أنا ابن الأشياخ الكرام فقال عبد الله: ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله.

أقول: وفي هذا ترجيح ابن مسعود أن الذبيح هو إسحاق.

ص: 15

82 -

وقال الطبراني في الكبير [8917]:

حدثنا أبو خليفة ثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا شعبة قال أنبأنا أبو إسحاق قال سمعت أبا الأحوص يقول سمعت عبد الله يدعو بهذا الدعاء: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِنِعْمَتِكَ السَّابِغَةِ الَّتِي أَنْعَمْتَ بِها عَلَيَّ، وَبَلائِكَ الَّذِي أَبْتلَيْتَنِي، وَبفَضْلِكَ الَّذِي أَفْضَلْتَ عَلَيَّ أَنْ تُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ. اللهُمَّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ بفَضْلِكَ وبِمَنِّكَ وَرَحْمَتِكَ.

أقول: هذا توسل بأفعال الله عز وجل فلا إشكال فيه فقوله بـ[نعمتك] يعني [إنعامك] كقوله تعالى: {أن أشكر نعمتك التي أنعمت} ، وبمثل هذا وجه شيخ الإسلام حديث: اللهم إني أسألك بحق السائلين - على فرض صحته - أن حق السائلين إجابة الله لهم ، فعاد إلى كونه توسلاً بصفات الله عز وجل [انظر قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة]

ص: 15

83 -

قال النسائي في الكبرى [5413]:

أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ حُرَيْثِ بْنِ ظُهَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ:

أَتَى عَلَيْنَا حِينٌ وَلَسْنَا نَقْضِي وَلَسْنَا هُنَالِكَ وَإِنَّ اللَّهَ عز وجل قَدَّرَ أَنْ بَلَغْنَا مَا تَرَوْنَ فَمَنْ عَرَضَ لَهُ قَضَاءٌ بَعْدَ الْيَوْمِ فَلْيَقْضِ فِيهِ بِمَا فِي كِتَابِ اللَّهِ فَإِنْ جَاءَ أَمْرٌ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَلْيَقْضِ بِمَا قَضَى بِهِ نَبِيُّهُ فَإِنْ جَاءَ أَمْرٌ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلَمْ يَقْضِ بِهِ نَبِيُّهُ صلى الله عليه وسلم فَلْيَقْضِ بِمَا قَضَى بِهِ الصَّالِحُونَ وَلَا يَقُولُ أَحَدُكُمْ إِنِّي أَخَافُ وَإِنِّي أَخَافُ فَإِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ وَالْحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَ ذَلِكَ أُمُورٌ مُشْتَبِهَةٌ فَدَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ ، ورواه الطبراني في الكبير [8920]

أقول: قوله [قضى به الصالحون] يعني به الصحابة رضي الله عنهم ، فلم يُجز له الاجتهاد حتى ينظر في أقاويل الصحابة وأقضيتهم.

ص: 15

84 -

وقال الطبراني في الكبير [8922]:

حدثنا أبو خليفة ثنا محمد بن كثير ثنا سفيان عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي معمر عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله قال: إن الوجع لا يكتب به الأجر إنما الأجر في العمل ولكن يكفر الله به الخطايا.

ص: 16

85 -

قال زهير بن حرب في كتاب العلم [10]:

ثنا محمد بن خازم، ثنا الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله: والله إن الذي يفتي الناس في كل ما يسألونه لمجنون ، قال الأعمش: فقال لي الحكم: لو كنت سمعت بهذا الحديث منك قبل اليوم ما كنت أفتي في كثير مما كنت أفتي.

ورواه الطبراني في الكبير [8923].

ص: 16

86 -

وقال الطبراني في الكبير [8941]:

حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: مَنْ لَمْ يُصَلِّ فَلَا دِينَ لَهُ.

ورواه ابن أبي شيبة في المصنف [31036]:

قال: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: مَنْ لَمْ يُصَلِّ فَلا دِينَ لَهُ.

ص: 16

87 -

وقال الطبراني في الكبير [8970]:

حدثنا محمد بن علي الصائغ المكي ثنا سعيد بن منصور ثنا مروان بن معاوية ثنا الحسن بن عمرو الفقيمي عن يحيى بن هاني المرادي عن الحارث بن قيس قال: قال لي عبد الله بن مسعود: يا حارث بن قيس أليس يسرك أن تسكن وسط الجنة؟ قلت: بلى. قال: فالزم جماعة الناس.

ورواه عبد الرزاق [38606]

ص: 16

88 -

وقال ابن أبي شيبة [38492]:

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، قَالَ: حدَّثَنَا أَبُو حَصِينٍ الأَسَدِيُّ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ قُطْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:

الْزَمُوا هَذِهِ الطَّاعَةَ وَالْجَمَاعَةَ، فَإِنَّهُ حَبْلُ اللهِ الَّذِي أَمَرَ بِهِ، وَأَنَّ مَا تَكْرَهُونَ فِي الْجَمَاعَةِ خَيْرٌ مِمَّا تُحِبُّونَ فِي الْفُرْقَةِ، إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ شَيْئًا قَطُّ إِلَاّ جَعَلَ لَهُ مُنْتَهًى.

وَإِنَّ هَذَا الدِّينَ قَدْ تَمَّ، وَإِنَّهُ صَائِرٌ إِلَى نُقْصَانٍ، وَإِنَّ أَمَارَةَ ذَلِكَ أَنْ تَنْقَطِعَ الأَرْحَامُ، وَيُؤْخَذَ الْمَالُ بِغَيْرِ حَقِّهِ، وَتُسْفَكَ الدِّمَاءُ وَيَشْتَكِي ذُو الْقَرَابَةِ قَرَابَتَهُ لَا يَعُودُ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ، وَيَطُوفُ السَّائِلُ بَيْنَ جُمُعَتَيْنِ لَا يُوضَعُ فِي يَدِهِ شَيْءٌ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إذْ خَارَتِ الأَرْضُ خُوَارَ الْبَقَرَةِ يَحْسِبُ كُلُّ أُنَاسٍ، أَنَّهَا خَارَتْ مِنْ قِبَلِهِمْ، فَبَيْنَمَا النَّاسُ كَذَلِكَ إذْ قَذَفَتِ الأَرْضُ بِأَفْلَاذِ كَبِدِهَا مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، لَا يَنْفَعُ بَعْدُ شَيْءٌ مِنْهُ ذَهَبٌ وَلَا فِضَّةٌ.

أقول: ثابت بن قطبة روى عنه الشعبي وأبو إسحاق السبيعي والشعبي لا يروي إلا عن ثقة، وقد وثقه العجلي ، وابن سعد ، وابن حبان.

ص: 16

89 -

وقال ابن أبي شيبة في المصنف [38346]:

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا بَعَثَ عُثْمَانُ إلَيْهِ يَأْمُرُهُ بِالْخُرُوجِ إِلَى الْمَدِينَةِ اجْتَمَعَ النَّاسُ إلَيْهِ، فَقَالُوا لَهُ: أَقِمْ لَا تَخْرُجْ، فَنَحْنُ نَمْنَعُك، لَا يَصِلُ إلَيْك مِنْهُ شَيْءٌ تَكْرَهُهُ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: إِنَّهَا سَتَكُونُ أُمُورٌ وَفِتَنٌ، لَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ أَنَا أَوَّلَ مَنْ فَتَحَهَا وَلَهُ عَلَيَّ طَاعَةٌ، قَالَ: فَرَدَّ النَّاسَ وَخَرَجَ إلَيْهِ.

ص: 17

90 -

وقال ابن أبي شيبة في المصنف [38347]:

حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ يُسَيْرِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: شَيَّعْنَا ابْنَ مَسْعُودٍ حِينَ خَرَجَ، فَنَزَلَ فِي طَرِيقِ الْقَادِسِيَّةِ فَدَخَلَ بُسْتَانًا، فَقَضَى الْحَاجَةَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى جَوْرَبَيْهِ، ثُمَّ خَرَجَ، وَإِنَّ لِحْيَتَهُ لَيَقْطُرُ مِنْهَا الْمَاءُ، فَقُلْنَا لَهُ: اعْهَدْ إلَيْنَا فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ وَقَعُوا فِي الْفِتَنِ وَلَا نَدْرِي هَلْ نَلْقَاك أَمْ لَا قَالَ: اتَّقُوا اللَّهَ وَاصْبِرُوا حَتَّى يَسْتَرِيحَ بَرٌّ، أَوْ يُسْتَرَاحَ مِنْ فَاجِرٍ، وَعَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَجْمَعُ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ عَلَى ضَلَالَةٍ.

ص: 17

91 -

وقال ابن أبي شيبة [38580]:

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَاللهِ لأَنْ أُزَاوِلَ جَبَلاً رَاسِيًا أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ أُزَاوِلَ مَلِكًا مُؤَجَّلاً.

أقول: أورده ابن أبي شيبة تحت باب [من كره الخروج في الفتنة]، وقوله [أزاول] يعني [أُزيل]، وحقاً إزالة الجبال أهون على المسلم من إزالة الملوك لما في ذلك من سفك الدماء لذا اشترطوا للخروج على الحاكم الكافر القدرة.

وقال ابن أبي شيبة [35707]:

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَادَ الْجُعْلُ أَنْ يُعَذَّبَ فِي جُحْرِهِ بِذَنْبِ ابْنِ آدَمَ، ثُمَّ قَرَأَ:{وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم} .

ص: 17

92 -

وقال ابن أبي شيبة في المصنف [35094]:

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنْ هُزَيلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ؛ فِي قَوْلِهِ:{سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى} ، قَالَ: صَبْرُ الْجَنَّةِ، يَعْنِي وَسَطَهَا، عَلَيْهَا فُضُولُ السُّنْدُسِ وَالإِسْتَبْرَقِ.

أقول: له حكم الرفع.

ص: 17

93 -

قال الحاكم في المستدرك [3872]:

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثنا أَبُو الْمُثَنَّى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، فَسَأَلَهُ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} وَإِنِّي امْرُؤٌ مَا قَدَرْتُ، وَلَا يَخْرُجُ مِنْ يَدَيَّ شَيْءٌ، وَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَصَابَنِي هَذِهِ الْآيَةُ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: ذَكَرْتَ الْبُخْلَ، وَبِئْسَ الشَّيْءُ الْبُخْلُ، وَأَمَّا مَا ذَكَرَ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ فَلَيْسَ كَمَا قُلْتَ، ذَلِكَ أَنْ تَعْمِدَ إِلَى مَالِ غَيْرِكَ أَوْ مَالِ أَخِيكَ فَتَأْكُلَهُ.

وقال ابن أبي شيبة [27143]: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إلَى عَبْدِ اللهِ فَقَالَ: خَشِيَتْ أَنْ تُصِيبَنِي هَذِهِ الآيَةُ {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ} الآيَةَ، مَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُعْطِيَ شَيْئًا أُطِيقُ مَنْعَهُ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: ذَاكَ الْبُخْلُ، وَبِئْسَ الشَّيْءُ الْبُخْلُ.

أقول: وهذه تخالف رواية سفيان ، ورواية سفيان أتم ولعلها الأرجح والله أعلم.

ص: 17

94 -

قال سعيد بن منصور في سننه [642]:

نا جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم قال: قال عبد الله: لا يزال الرجل في فسحة من دينه ما لم يسفك دما حراما، فإذا سفك دما حراما نزع منه الحياء.

ورواه الطبراني في الكبير [9071]: من طريق سعيد.

ص: 18

95 -

وقال هناد في الزهد [260]:

حدثنا أبو معاوية ووكيع عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله في قول الله تعالى: {زدناهم عذابا فوق العذاب} قال عقارب لها أنياب كالنخل الطوال.

* تنبيه: تصحفت [أنياب] في نسخة الزهد إلى [أعناق] ، والصواب ما أثبته ، تصحيحاً من عدد من الكتب المسندة.

ص: 18

96 -

قال المروزي في تعظيم قدر الصلاة [31]:

حدثني محمد بن بشار، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، في هذه الآية {فسوف يلقون غيا} قال: نهر في جهنم خبيث الطعم، بعيد القعر.

أقول: ورواه الطبراني في الكبير [9111] من طريق شيخه محمد بن يحيى بن المنذر عن سعيد الضبعي عن شعبة به، وابن المنذر قال الدارقطني: لا بأس به ، كما في سؤالات الحاكم [194]، وقد تقدم الكلام على رواية أبي عبيدة عن أبيه.

ص: 18

97 -

قال الطبري في تفسيره [20594]:

حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن المثنى، قالا حدثنا عبد الرحمن، قال حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله:{فردوا أيديهم في أفواههم} ، قال: عضوا عليها تغيُّظًا.

ص: 18

98 -

وقال الطبراني في الكبير [9158]:

حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب ثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا شعبة أخبرني يحيى بن عمرو بن سلمة عن أبيه أنه سمع عبد الله يقول: لأن أجهز سوطا في سبيل الله أحب إلي من حجة بعد حجة الإسلام.

ورواه ابن أبي شيبة في المصنف [19734]

ص: 18

99 -

وقال عبد الرزاق في المصنف [1654]:

عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ يَقُولُ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ يَعُسُّ الْمَسْجِدَ فَلَا يَدَعُ سَوَادًا إِلَّا أَخْرَجَهُ إِلَّا رَجُلًا مُصَلِّيًا.

ورواه ابن أبي شيبة [4956]: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، فذكره.

ص: 18

100 -

وقال الطبراني في الكبير [9332]:

حدثنا محمد بن النضر الأزدي ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة عن الأعمش عن زيد قال: مر عبد الله على رجل ساجد قد عقص رأسه فحل عقيصته فأرسلها ثم انتظر حتى صلى ، فقال عبد الله: إن شعرك يسجد معك فلا تعقصه فإن لك بكل شعرة منه أجرا ، فقال الرجل: إني خفت أن يتترب ، فقال عبد الله: إن يتترب خير لك

وقال أيضاً [9333]: حدثنا أبو خليفة ثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا شعبة عن الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الله مثله.

ورواه ابن أبي شيبة [8130] ، وعبد الرزاق في المصنف [2996]

ص: 18

101 -

وقال الطبراني في الكبير [9462]:

حدثنا محمد بن النضر الأزدي ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة عن الأعمش عن مسلم عن مسروق قال: كنا إذا قام عبد الله نجلس بعده فنثبت الناس في القراءة فإذا قمنا صلينا فبلغه ذلك فدخلنا عليه فقال: أتحملون الناس ما لا يحملوا يرونكم فيحسبون أنها سنة إن كنتم لا بد فاعلين ففي بيوتكم.

قال سليمان - يعني الأعمش -: حدثنا أيضا عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله.

أقول: لعله أراد بقوله [سنة] الواجب كما جاء مصرحاً به في رواية أخرى ضعيفة، وهذا الأدب يخالفه الكثير اليوم.

ص: 19

102 -

وقال الطبراني في الكبير [9474]:

حدثنا محمد بن النضر الأزدي ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة ثنا سعيد بن مسروق عن أبي عمرو الشيباني قال حلف عبد الله فبالغ في اليمين: ما من مصلى لامرأة خير من بيتها إلا في حج أو عمرة إلا امرأة قد يئست من البعولة فهي في منقليها.

ص: 19

103 -

وقال الطبراني [9476]:

حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا حجاج بن المنهال ثنا شعبة أخبرني أبو إسحاق أخبرني أبو عمرو الشيباني قال: رَأَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَطرِدُ النِّسَاءَ مِنَ الْمَسْجِدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ.

وقال ابن أبي شيبة [7699]: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَحْصِبُ النِّسَاءَ يُخْرِجُهُنَّ مِنَ الْمَسْجِدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ.

ص: 19

104 -

وقال الطبراني في الكبير [9485]:

حدثنا محمد بن النضر الأزدي ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الله قال: كانت المرأة من بني إسرائيل تلبس القالبين فتقوم عليها فتواعد خليلها فألقي عليهن الحيض وكان عبد الله يقول: أخروهن حيث أخرهن الله.

ورواه عبد الرزاق في المصنف [5115].

ص: 19

105 -

وقال ابن أبي شيبة في المصنف [35708]:

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: لَا تُغَالِبُوا هَذَا اللَّيْلَ فَإِنَّكُمْ لَا تُطِيقُونَهُ، فَإِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَنَمْ عَلَى فِرَاشِهِ فَإِنَّهُ أَسْلَمُ.

أقول: رواية أبي إسحاق عن أبي الأحوص في الصحيح، والأمر في عنعنة أبي إسحاق لا يختلف عنه في عنعنة الأعمش وقتادة من جهة قرائن القبول والرد ، إلا ما ذكر من أن قتادة لا يروي إلا عن ثقة ولا حقيقة لهذا فإن الشعبي وصفه بأنه كان حاطب ليل، وقد صح أنه أسقط بينه وبين قتادة مجاهيل حتى ضعف ابن المديني روايته عن سعيد جداً، فكيف تمشى والحال هذه عنعنة قتادة ولا تمشى عنعنة السبيعي فمن قبل عنعنة أحد هؤلاء الثلاثة لزمه تمشية عنعنة البقية.

ومن باب أولى تمشية عنعنة الحسن البصري - عن شيوخه الذين صح سماعه منهم - فإنه مذكورٌ في المرتبة الثانية من مراتب المدلسين، فكيف يعل بعنعنته وتترك عنعنة قتادة وعنعنة الأعمش؟!

ص: 19

106 -

وقال الإمام أحمد في الزهد [883]:

حدثنا عبد الله حدثني أبي حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: مَا مِنْ رَجُلٍ يَنَامُ لَا يَذْكُرُ اللَّهَ عز وجل إِلَاّ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ، وَأيْمُ اللَّهِ لَقَدْ فَعَلَ بِصَاحِبِكُمُ اللَّيْلَةَ يَعْنِي نَفْسَهُ.

أقول: له حكم الرفع.

ص: 19

107 -

وقال البخاري في الأدب المفرد [707]:

حَدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الأَعْمَشِ، قَالَ: حَدثنا ثُمَامَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ سُوَيْدٍ يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: إِذَا كَانَ عَلَى أَحَدِكُمْ إِمَامٌ يَخَافُ تَغَطْرُسَهُ أَوْ ظُلْمَهُ، فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، كُنْ لِي جَارًا مِنْ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ وَأَحْزَابِهِ مِنْ خَلَائِقِكَ، أَنْ يَفْرُطَ عَلَيَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَوْ يَطْغَى، عَزَّ جَارُكَ، وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَلا إِلَهَ إِلا أَنْتَ.

وقال ابن أبي شيبة في المصنف [29786]:

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عُقْبَةَ الْمُحَلِّمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْد قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: إذَا كَانَ عَلَى أَحَدِكُمْ إمَامٌ يَخَافُ تَغَطْرُسَهُ وَظُلْمَهُ فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السبع وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، كُنْ لِي جَارًا مِنْ فُلانٍ وَأَحْزَابِهِ وَأَشْيَاعِهِ أَنْ يَفْرُطُوا عَلَيَّ، أَوْ أَنْ يَطْغَوْا، عَزَّ جَارُك وَجَلَّ ثَنَاؤُك، وَلا إلَهَ غَيْرُك.

إِلَاّ أَنَّ أَبَا مُعَاوِيَةَ زَادَ فِيهِ: قَالَ الأَعْمَشُ: فَذَكَرْته لإِبْرَاهِيمَ فَحَدَّثَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بِمِثْلِهِ، وَزَادَ فِيهِ: مِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَالإِنْسِ.

ص: 20

108 -

وقال الطبراني في الكبير [8589]:

حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب عن عبد الله: لا يزال الناس بخير ما أتاهم العلم من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن أكابرهم فإذا جاء العلم من قبل أصاغرهم فذاك حين هلكوا.

أقول: صحيح وقد تابع سفيان عليه شعبة.

ص: 20

109 -

وقال الطبراني في الكبير [8869]:

حدثنا أبو خليفة ثنا أبو الوليد الطيالسي ومحمد بن كثير قالا ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله: أنه كان لا يكاد أن يصوم فقال: إني إذا صمت ضعفت عن الصلاة والصلاة أحب إلي من الصيام - فإن صام ، صام ثلاثا من الشهر -.

وكذا رواه ابن جرير في تهذيب الآثار [814].

ص: 20

110 -

قال ابن أبي شيبة في المصنف [27131]:

حَدَّثَنَا ابْنُ إدْرِيسَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَن يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنْ أَبِي الْعُبَيْدَيْنِ، أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ مَسْعُودٍ عَنِ التَّبْذِيرِ فَقَالَ: إنْفَاقُ الْمَالِ فِي غَيْرِ حَقِّهِ.

وقال الطبراني في الكبير [9008]: حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن سلمة عن مسلم البطين عن أبي العبيدين قال: سئل عبد الله عن التبذير فقال: الإنفاق في غير حق.

وقال ابن جرير في تفسيره عند قول الله تعالى {ولا تبذر تبذيرا} .

- حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن سلمة، عن مسلم البطين، عن أبي العبيدين، قال: سُئل عبد الله عن المبذّر فقال: الإنفاق في غير حقّ.

- حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن الحكم، قال: سمعت يحيى بن الجزار يحدّث عن أبي العُبيدين ضرير البصر، أنه سأل عبد الله بن مسعود عن هذه الآية {ولا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا} قال: إنفاق المال في غير حقه.

ص: 20

111 -

وقال أحمد في الزهد [877]:

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ يَأْتِي عَلْقَمَةَ يَوْمَ الْجُمْعَةِ، فَيَتَحَدَّثُ إِلَيْهِ، فَأَتَاهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: أَلَا تَعْجَبُ دَخَلَ عَلَيَّ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ؟ فَقَالَ: أَلَا تَرَى إِلَى كَثْرَةِ دُعَاءِ النَّاسِ وَقِلَّةِ الإِجَابَةِ لَهُمْ؟ وَهَلْ يَدْرُونَ مِمَّ ذَلِكَ؟ وَمَا ذَاكَ إِلَاّ أَنَّ اللَّهَ عز وجل لَا يَقْبَلُ إِلَاّ الْفَاضِلَ مِنَ الدُّعَاءِ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ - وَكَانَ جَالِسًا مَعَهُمْ - لَئِنْ قَالَ ذَاكَ لَقَدْ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْمَعُ مِنْ مُسَمِّعٍ وَلَا مِنْ مُرَاءٍ وَلَا مِنْ لَاعِبٍ وَلَا مِنْ دَاعٍ إِلَاّ دَاعٍ دُعَاءً ثَبْتًا مِنْ قَلْبِهِ ..

ص: 21

112 -

وقال ابن أبي شيبة [35714]:

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَة، عَنِ الأَسْوَدِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: مَا مِنْ نَفْسٍ بَرَّةٍ، وَلَا فَاجِرَةٍ إِلَاّ وَإِنَّ الْمَوْتَ خَيْرٌ لَهَا مِنَ الْحَيَاةِ، لَئِنْ كَانَ بَرًّا لَقَدْ قَالَ اللَّهُ:{وَمَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ} وَلَئِنْ كَانَ فَاجِرًا لَقَدْ قَالَ اللَّهُ: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَمَّا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} .

أقول: والصالح لا يدري إن كان عمله قبل أو لم يقبل؟.

قال الإمام البخاري [5671] حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ فَاعِلًا فَلْيَقُلْ اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتْ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتْ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي.

وقال أيضاً [7235]:

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ اسْمُهُ سَعْدُ بْنُ عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ يَزْدَادُ وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ يَسْتَعْتِبُ

ص: 21

113 -

وقال ابن سعد في الطبقات [6/ 181]:

أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق قال حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن سماك بن حرب عن عبد الرحمن بن عبد الله قال سمعت عبد الله بن مسعود يقول: محرم الحلال كمستحل الحرام

ص: 21

114 -

وقال عبد الله في زوائد الزهد [899]:

حدثنا وهب بن بقية الواسطي، حدثنا خالد بن عبد الله الواسطي، عن أبي سنان يعني ضرار بن مرة عن أبي وائل، عن ابن مسعود قال: إن الله عز وجل ليدعو العبد يوم القيامة، فيستره بيديه؛ يقول له: أتعرف؟ فيقول: نعم يا رب، فيقول: إني قد غفرتها لك.

أقول: كذا رواه الواسطي موقوفاً على ابن مسعود ولكنه خولف فرواه غيره من قول أبي وائل وهو أصح، وليس هذا الأثر على شرطي ولكني أوردته لخفاء علته.

* تنبيه: عند جمعي للآثار دفعتها إلى أحد الإخوة لينظر فيها فأفادني إفادات نفيسة منها: العلو في العزو في كثير من الآثار التي خرجتها بنزول ، ومنها ما كان في الصحيحين ولم أتنبه له ، ومنها إصلاح ألفاظ بعض المتون وبيان علة بعض الآثار.

هذا وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

ص: 22