المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

إِبْرَاهِيم الْهِنْدِيّ الْحَنَفِيّ شيخ أَخذ عَنهُ الْبُرْهَان بن ظهيرة بِمَكَّة - الضوء اللامع لأهل القرن التاسع - جـ ١

[السخاوي]

الفصل: إِبْرَاهِيم الْهِنْدِيّ الْحَنَفِيّ شيخ أَخذ عَنهُ الْبُرْهَان بن ظهيرة بِمَكَّة

إِبْرَاهِيم الْهِنْدِيّ الْحَنَفِيّ شيخ أَخذ عَنهُ الْبُرْهَان بن ظهيرة بِمَكَّة الْعَرَبيَّة والمعاني وَالْبَيَان وأجوز أَن يكون الْكرْدِي فَالله أعلم.

أبرك الْحكمِي أحد أُمَرَاء دمشق تنقل بعد أستاذ جكم المتغلب على حلب إِلَى أَن صَار فِي الْأَيَّام الأشرفية برسباي من أَعْيَان الخاصكية ثمَّ نقل إِلَى طبلخاناة دمشق حَتَّى مَاتَ بهَا ظنا قبيل الْأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَكَانَ مُسْرِفًا على نَفسه عَفا الله عَنهُ.

أبرك الأشرفي برسباي أحد العشرات من نَاحيَة جَامع طولون. مَاتَ فِي حادي عشر الْمحرم سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَكَانَ شريرا.

اجترك القاسمي فِي مُشْتَرك.

أَجود بن زامل الْعقيلِيّ الجبري نِسْبَة لجد لَهُ اسْمه جبر وَلذَا يُقَال لَهُ ولطائفته بَنو جبر النجدي الأَصْل الْمَالِكِي مولده ببادية الحسا والقطيف من الشرق فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَقَامَ أَخُوهُ سيف على آخر وُلَاة الجراونة بقايا القرامطة حِين رام قَتله وَكَانَ الظفر لسيف بِحَيْثُ قَتله وانتزع الْبِلَاد الْمشَار إِلَيْهَا وملكها وَسَار فِيهَا بِالْعَدْلِ فدان لَهُ أَهلهَا وَلما مَاتَ خَلفه أَخُوهُ هَذَا بل اتسعت لَهُ مَمْلَكَته بِحَيْثُ ملك الْبَحْرين وعمان ثمَّ قَامَ حَتَّى انتزع مملكة هرموز ابْن أَخ لصرغل كَانَ اسْتَقر فِيهَا بعد موت أَبِيه وضيق على الابْن الْمشَار إِلَيْهِ وَصَارَ صرغل يبْذل لَهُ مَا كَانَ يبذله لَهُ أَخُوهُ أَو أَزِيد وَصَارَ رَئِيس نجد ذَا أَتبَاع يزِيدُونَ على الْوَصْف مَعَ فروسية تعدّدت فِي بدنه جراحات كَثِيرَة بِسَبَبِهَا وَله إِلْمَام بِبَعْض فروع)

الْمَالِكِيَّة واعتناء بتحصيل كتبهمْ بل اسْتَقر فِي قَضَائِهِ بِبَعْض أهل السّنة مِنْهُم بعد أَن كَانُوا شيعَة وَأَقَامُوا الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات وَأكْثر من الْحَج فِي أَتبَاع كثيرين يبلغون آلافا مصاحبا للتصدق والبذل وَغَيرهم. أَفَادَ حَاصله السَّيِّد السمهودي وَبَالغ معي فِي شَأْنه وَهُوَ مِمَّن يكثر الْبَذْل لَهُ.

أَجود بن سيف بن زامل الجبري. مَاتَ فِي

أجيرك فِي جيربك بِدُونِ همز.

(ذكر الأحمدين)

أَحْمد بن آق برس بِالسِّين الْمُهْملَة آخِره وَرُبمَا قلبت صادا ابْن بلغاق بن كنجك ابْن نَار قمس الْمسند شهَاب الدّين الْخَوَارِزْمِيّ الكنجي الأَصْل الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي وَرَأَيْت شَيخنَا فِي فَوَائِد أبي بكر بن أبي الهيتم من فهرسته قطع حُرُوف نسبته

ص: 190

وضبطها ك ن ج ك ى. ولد سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة وَسمع من إِسْحَاق بن يحيى الْآمِدِيّ وَمُحَمّد بن عبد الله بن الْمُحب وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة سبع وَعشْرين الختني والدبوسي ووجيهة وَابْن القماح والمزي والبرزالي وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الواني وَغَيرهم من المصريين والشاميين.

وروى لنا عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم الزين شعْبَان وَابْن عَمه شَيخنَا وَقَالَ أَنه كَانَ حسن الْخلق خيرا وَكَذَا سمع مِنْهُ من شُيُوخنَا الْعِزّ عبد السَّلَام الْقُدسِي وَذكره المقريزي فِي عقوده. مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وجده ذكره القطب الْحلَبِي فِي تَارِيخ مصر وَأَنه سمع من عبد الدَّائِم. وَمَات بِمصْر سنة تسع وَسَبْعمائة.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب الشهَاب ولقبه شَيخنَا بالضياء أَبُو الْعَبَّاس المرشدي الفوي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي سبط الْجمال مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْمُعْطِي وأخو الْجمال مُحَمَّد والجلال عبد الْوَاحِد. ولد سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَحضر بهَا فِي الْخَامِسَة على الْعِزّ بن جمَاعَة منسكه الْكَبِير وتساعياته الْأَرْبَعين وَغير ذَلِك وعَلى اليافعي الصَّحِيح وَسمع على الزين بن الْقَارِي جُزْء ابْن الطلاية وعَلى جده لأمه صَحِيح ابْن حبَان وَغير ذَلِك وعَلى زَيْنَب ابْنة أَحْمد بن مَيْمُون التّونسِيّ والأختين أم الْحسن وَأم الْحُسَيْن الْمُسَمَّاة كل مِنْهُمَا فَاطِمَة ابْنة أَحْمد بن الرضي الطَّبَرِيّ فِي آخَرين بل ذكر أَنه سمع بِالْقَاهِرَةِ من ابْن الشَّهِيد نظم السِّيرَة لَهُ وبدمشق من الْمُحب الصَّامِت الْكثير وَأَجَازَ لَهُ بن رَافع والأسنائي والبهاء السُّبْكِيّ والكمال بن حبيب وَعمر بن إِبْرَاهِيم النقبي وَابْن قواليح وَابْن الهبل وَابْن النَّجْم)

وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَابْن أميلة وَأَبُو الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَغَيرهم وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كالتقي بن فَهد وولديه والأبي والبرهان بن ظهيرة. وَمَات فِي ظهر يَوْم الْجُمُعَة رَابِع ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة بعد أَن أضرّ وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْعَصْر ثمَّ دفن بالمعلاة وَكَانَت جنَازَته حافلة وَهُوَ مِمَّن ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه بِاخْتِصَار وَقَالَ أجَاز لأولادي بإفادة المراكشي وَقَالَ فِي أنبائه أَنه حدث قبل مَوته بِسنة بشرح السّنة لِلْبَغوِيِّ بإجازته من بعض شُيُوخه وَمن قبل مَوته بِشَهْر بالشمائل بإجازته من الصّلاح. وأرخ مولده سنة سِتِّينَ ووفاته يَوْم الْخَمِيس وَالْأول فيهمَا أثبت. وَذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن ثَابت الشهَاب النابلسي الْمَاضِي أَبوهُ. نَشأ فحفظ الْمِنْهَاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية ابْن مَالك وَعرض على الزين خطاب وَغَيره واشتغل

ص: 191

فِي الْعَرَبيَّة على أبي الْعَزْم الحلاوي ولازم خطابا والنجم بن قَاضِي عجلون وَنَشَأ متصونا مَعَ صباحة وَجهه وَلما اسْتَقر أَبوهُ فِي الْوكَالَة كَانَ هُوَ وَكيل السُّلْطَان بِدِمَشْق وراج أمره فِي ذَلِك بِحَيْثُ لم يكن لنائبها فَمن دونه مَعَه كَلَام وزاحم أَبَاهُ بل رُبمَا فاقه فِي جمع الْأَمْوَال وَنَحْوهَا إِلَى أَن أرسل إِلَيْهِ قبل مسك أَبِيه بأيام من قبض عَلَيْهِ وأودعه فِي الْحَدِيد واستخلص مِنْهُ بِالضَّرْبِ وَغَيره مَا لَا يضْبط إِلَى أَن مَاتَ فِي أثْنَاء ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بل قيل أَنه طعن نَفسه وَلم يبلغ خمْسا وَعشْرين سنة.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن رَجَب شهَاب الدّين البقاعي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْأَعْرَج ابْن أُخْت القَاضِي تَاج الدّين والماضي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الزُّهْرِيّ. ولد فِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشر ربيع الثَّانِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة بالبقاع العزيزي وانتقل صُحْبَة وَالِده إِلَى دمشق فَنَشَأَ بهَا وَحفظ الْقُرْآن والمنهاجين الفرعي والأصلي لشعبان الآثاري وعرضها على الشَّمْس الكفيري واللوبياني وَغَيرهمَا وتلا الْقُرْآن على الشّرف صَدَقَة بن سَلامَة الضريري والزين بن اللبان وَعبد المحسن النيني وَأخذ فِي الْفِقْه عَن خَاله التَّاج والبرهان بن خطيب عذراء وَكَذَا عَن الشَّمْس الْبرمَاوِيّ حِين إِقَامَته بِدِمَشْق وَفِي الْعَرَبيَّة عَن الشَّمْس البصروي وَفِي الْأُصُول عَن الشّرف بن مُفْلِح وَسكن صفد مَعَ وَالِده مُدَّة ثمَّ سَافر إِلَى الْقَاهِرَة فَسمع بهَا الوَاسِطِيّ والزين الزَّرْكَشِيّ والكلوتاتي والْعَلَاء بن بردس وَابْن نَاظر الصاحبة وَآخَرين وتنزل فِي صوفية الباسطية بهَا وقتا وَقَرَأَ البُخَارِيّ عِنْد الْغَرْس خَلِيل السخاوي وناب فِي الْقَضَاء بهَا عَن الْهَرَوِيّ ثمَّ عَن

شَيخنَا ثمَّ بصفد عَن أَبِيه ثمَّ اسْتَقل بهَا بعد مَوته وعزل مِنْهَا مرَارًا وَكَذَا بَاشر الْقَضَاء بأماكن كالرملة وحماة وطرابلس وغزة وحلب فَلم تحمد سيرته فِيهَا خُصُوصا حلب فَإِنِّي كنت فِيهَا حِين كَونه قَاضِيا بهَا فَسمِعت من أعيانها فَمن دونهم فِي وَصفه كل عَجِيب وَهُوَ الْحَاكِم بهدم بعض بَيت ابْن الشّحْنَة بعناية بعض الْأَعْيَان وَقد عرض عَلَيْهِ الصّلاح الطرابلسي الْحَنَفِيّ محافيظه فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَأَرْبَعين وَأَظنهُ كَانَ حِينَئِذٍ قاضيهم. وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ مِمَّن لم يذكر بِعلم وَلَا دين بل يُوصف بنقيضهما مَعَ خبث الطوية وإزراء الْهَيْئَة والتجاهر بالرشا والإقدام وَآل أمره إِلَى أَن صَار مطرحا مهملا

ص: 192

دائرا على قَدَمَيْهِ إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ الْأمين الأقصرائي وَأسْندَ وَصيته إِلَيْهِ وَإِلَى النوري الانبابي نَائِب كَاتب السِّرّ وَكَانَ جَاره وَترك أما لَهُ مُسِنَّة وَلم يخلف ولدا وَلَا زَوْجَة عَفا الله عَنهُ وإيانا.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن غَنَائِم شهَاب الدّين البعلي الْمدنِي ثمَّ القاهري الْمَاضِي أَبوهُ والآتي أَخُوهُ أَبُو الْفَتْح وَيعرف بِابْن علبك وَهُوَ لقب لجده أَحْمد القادم الْمَدِينَة وَكَأَنَّهُ مُخْتَصر من بعلبك ولد سنة تسعين وَسَبْعمائة أَو قبلهَا بِيَسِير بِالْمَدِينَةِ وَسمع على الْبُرْهَان بن فَرِحُونَ وَابْن صديق والزين المراغي وَالْعلم سُلَيْمَان السقا فِي سنة سبع وَتِسْعين وَقبلهَا وَبعدهَا حَتَّى فِي سنة خمس عشرَة وتحول إِلَى الْقَاهِرَة بعد موت أَبِيه فقطنها وداخل رؤساءها فترقى فِي الحشمة وَركب الْخُيُول النفيسة وَاسْتمرّ بهَا إِلَى أَن مَاتَ بعد الْخمسين ظنا وَورثه شقيقه أَبُو الْفَتْح الْمشَار إِلَيْهِ.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب بن الحتاتي بِمُهْملَة ومثناتين مخففا التَّاجِر ابْن التَّاجِر مِمَّن كَانَ يزاحم طلبة الْعلم ويحضر عِنْد الأبناسي وَنَحْوه وَرُبمَا جَاءَنِي مَعَ سرعَة حَرَكَة وَإِظْهَار تودد وحزم وسافر لمَكَّة فِي التِّجَارَة مرَارًا وجاور. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأسْندَ وَصيته لتاج الدّين بن عبد الْغَنِيّ بن الجيعان وَيُقَال أَنه وجد لَهُ شَيْء كثير بِحَيْثُ خدم مِنْهُ الْملك بِأَلف وَكَانَ قد تزوج عبد الْعَزِيز الْعقيلِيّ ابْنَته وَكَانَ مَوْتهمَا متقاربا.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْبُحَيْرِي الخانكي ثمَّ الْمَكِّيّ. لازمني فِي الْإِمْلَاء وَغَيره بِمَكَّة فِي الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَسبعين.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الهروجي الْهِنْدِيّ القَاضِي لَقِيَنِي بِمَكَّة.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الشهَاب العقبي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي ولد كَمَا ذكر فِي سنة ثَلَاث

وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة سبع وَأَرْبَعين فلازم الزين البوتيجي وَسكن عِنْده الْفَاضِلِيَّةِ وَعرف بِهِ وَكتب الْإِمْلَاء عَن شَيخنَا بل وَأخذ عَنهُ فِي شرح الألفية وَغَيرهَا وَكَذَا أَخذ عَن ابْن حسان وَغَيره وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء واختص بِابْن الجريس وقتا وَصَارَ فِي ظله حَتَّى مَاتَ وَبعده تحول إِلَى تعز وَهِي بِالْقربِ من بَلَده وَأقَام بهَا وَصَارَ يحجّ مِنْهَا كل سنة وَنعم الرجل سكونا ومشاركة فِي الْجُمْلَة مَعَ تعفف مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة خمس وَتِسْعين رحمه الله وإيانا.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد شهَاب الدّين القوصي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن كَانَ أَبوهُ مَشْهُورا من أهل قوص وَنَشَأ هُوَ بهَا وَولي بهَا عدَّة مناصب

ص: 193

ثمَّ دخل الْيمن فقطنها وناب فِي بعض بلادها عَن الْمجد الشِّيرَازِيّ وَكَانَ كثير الفكاهة قَالَه شَيخنَا فِي مُعْجَمه قَالَ وَذكر لي أَنه سمع من محيي الدّين بن الرَّحبِي بِدِمَشْق فَسمِعت مِنْهُ حَدِيثا وَاحِدًا بِمَدِينَة المهجم علقته فِي البلدانيات وَحج مَعنا فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْيمن وبلغنا أَنه حج أَيْضا. قلت وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي بِاخْتِصَار وَهُوَ غير أَحْمد بن عبد الله القوصي الْمصْرِيّ الْآتِي فاتفقا فِي الِاسْم وافترقا فِي النّسَب والبلد.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن هَاشم الشهَاب الْمحلي القاهري ولد قبل الْخمسين وَسَبْعمائة وَسمع على القلانسي أَكثر صَحِيح مُسلم وَأَجَازَ لَهُ سُلَيْمَان بن سَالم الْغَزِّي بل ذكر أَنه سمع عَلَيْهِ عُلُوم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ أحد الصُّوفِيَّة بالبيبرسية ويتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي بولاق ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار وَقَالَ أجَاز لأولادي مَاتَ فِي أول سنة خمس وَعشْرين وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ. قلت وَهُوَ عَم أبي شَيخنَا الْجلَال الْمحلي وَكَانَ لَهُ ولد اسْمه شمس الدّين مُحَمَّد ولمحمد ابْن اسْمه عبد الْقَادِر مَاتَ فِي شعْبَان سنة سِتّ وَتِسْعين.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد المرشدي. مضى فِيمَن جده أَحْمد بن أبي بكر.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس النابلسي وَيعرف بِابْن الدرويش سمع على الْمَيْدُومِيُّ المسلسل وَغَيره وعَلى ابْن القارى جُزْء ابْن الطلاية والمسلسل بالصف وَحدث سمع ذَلِك مِنْهُ شَيخنَا التقي أَبُو بكر القلقشندي وَغَيره فِي سنة اثْنَتَيْنِ وعاش حَتَّى أجَاز فِي استدعاء فِيهِ ابْن شَيخنَا سنة إِحْدَى وَعشْرين.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن حسن بن عجلَان الْحُسَيْنِي مِمَّن خَالف على عَمه بَرَكَات وقتا وَرُبمَا هجم

مَكَّة وَكَانَت جَوْلَة مَاتَ فِي عشري شَوَّال سنة سِتّ وَسِتِّينَ بِأَرْض خلد وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بهَا. أرخه ابْن فَهد.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن الْحسن الزموري مَاتَ بعد الْعشْرين أرخه ابْن عزم.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن خَلِيل بن مُحَمَّد الْحلَبِي الميقاتي مَاتَ بعد الْخمسين ذكره ابْن عزم مُجَردا.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم الشهَاب القليوبي ثمَّ القاهري أَخُو عَليّ الْآتِي مولده بعد الثَّمَانِينَ أَو قبلهَا تَقْرِيبًا وَسمع على المطرزي والتقي الدجوي والشرف بن الكويك فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة مَا حدث من أبي دَاوُد

ص: 194

وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء سَمِعت عَلَيْهِ وَكَانَ أحد الصُّوفِيَّة بِسَعِيد السُّعَدَاء وَمِمَّنْ يتكسب بِبيع الشبارى وَنَحْوهَا مَعَ الْخَيْر ولين الْجَانِب مَاتَ فِي أَوَائِل رَمَضَان سنة ثَمَان وَسِتِّينَ رحمه الله وإيانا.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان شهَاب الدّين العكاري ثمَّ الطرابلسي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْعلم لكَون جده يلقب علم الدّين تفقه بِبَلَدِهِ على البُلْقِينِيّ وَغَيره ثمَّ دخل دمشق واشتغل بهَا على الْعِمَاد الحسباني ورحل مَعَ الصَّدْر الياسوفي إِلَى حلب فَسمع بهَا بقرَاءَته فِي سنة سبعين على الكمالين مُحَمَّد بن نصر الله بن أَحْمد بن النّحاس وَابْن حبيب وَأحمد بن قطلو وَغَيرهم وَولي قَضَاء عكار وَكَانَت لَدَيْهِ فَضِيلَة ويتكسب من الشَّهَادَة قَالَ الْعَلَاء بن خطيب الناصرية اجْتمعت بِهِ بطرابلس وَكَانَ فَاضلا مَاتَ بطرابلس فِي صفر سنة ثَمَان وَمَا عَلمته حدث. وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الشهَاب الأبودري الْمَالِكِي وَالِد إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَعرض الرسَالَة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين والعمدة فِي الَّتِي تَلِيهَا فَكَانَ مِمَّن عرض عَلَيْهِ الأبناسي وَابْن الملقن والبلقيني والعراقي وَعبد الْخَالِق عَليّ بن الْفُرَات وأجازوه فِي خلق.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْعَزِيز بن عَليّ شهَاب الدّين الْموصِلِي الأَصْل الدِّمَشْقِي نزيل الصالحية وَيعرف بِابْن الخباز سمع من أبي بكر بن الرضي وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ صاحبنا الْحَافِظ غرس الدّين الأقفهسي وَأَظنهُ استجازه لي وَمَات فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى عَن بضع وَثَمَانِينَ سنة قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن صَدَقَة الصَّيْرَفِي وَيعرف بِخِدْمَة السخاوي كتب عني فِي

الأمالي وَغَيرهَا وَحصل القَوْل البديع وارتياح الأكباد وَأَشْيَاء من تصانيفي وَله رَغْبَة فِي الْفَائِدَة وَكَانَ فِي أول أمره فِي ثروة فَلم يراع نعمتها فَانْحَطَّ إِلَى غَايَة حَتَّى صَار يخالط أولى المكس بالشَّيْء الْيَسِير مَعَ اشْتِغَاله مَاتَ فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم الْمُحب بن الْبُرْهَان بن الْجمال الْمَقْدِسِي بن جمَاعَة أَخُو إِسْمَاعِيل وَمُحَمّد الآتيين اشْتغل وَسمع على جده والتقي القلقشندي وتميز فِي الْفَرَائِض وَاسْتقر فِي ربع الخطابة بالأقصى وَنصف مشيخة التصوف بالصلاحية وَغير ذَلِك وباشر الخطابة وَغَيرهَا وَهُوَ مِمَّن سمع مَعنا هُنَاكَ مَاتَ فِي لَيْلَة السبت خَامِس رَمَضَان سنة تسع وَثَمَانِينَ وَقد زَاد على الْخمسين.

ص: 195

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْبَصْرِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ وَيعرف بِابْن الْمُفْرد مِمَّن سمع عَليّ بِمَكَّة فِي الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَسبعين الْكثير من القَوْل البديع ومني فِي الأمالي وَغير ذَلِك.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْكرْدِي الصَّالِحِي الحنبيل وَيعرف بِابْن معتوق ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وسمى جده معتوقا وَقَالَ لَقيته بالصالحية فَقَرَأت عَلَيْهِ صفة الْجنَّة لأبي نعيم بِسَمَاعِهِ لَهُ على عَليّ بن أبي بكر بن حصن الْحَرَّانِي قَالَ وَمَات فِي حِصَار دمشق فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَأَعَادَهُ فِي أبي بكر وَلم ويسمه وسمى جده أَيْضا معتوقا وَأما فِي أنبائه فَسَماهُ أَحْمد وجده عبد الله وَقَالَ الْمَعْرُوف بِابْن معتوق وَأَنه مَاتَ بعد عيد الْفطر وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي بِدُونِ عبد الله.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْمُهَيْمِن شهَاب الدّين بن فَخر الدّين القليوبي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو الشّرف مُحَمَّد الَّاتِي وَيعرف بِابْن الخازن لكَون أَبِيه كَمَا مضى كَانَ خَازِن حَاصِل البيمارستان المنصوري سمع فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بِقِرَاءَة شَيخنَا على سارة بن التقي السُّبْكِيّ الْجُزْء الرَّابِع من تَارِيخ أبي زرْعَة الدِّمَشْقِي وَحدث بِهِ سَمعه مِنْهُ بعض الطّلبَة وَلم تطب نَفسِي بِالسَّمَاعِ مِنْهُ لما كَانَ متلبسا بِهِ مَعَ أَنه كَانَ يتكسب بِالشَّهَادَةِ على بَاب الكاملية لكنه أجَاز ثمَّ وجدت لَهُ سَماع جُزْء فِيهِ الحَدِيث المسلسل بالأولية من رِوَايَة الْجمال بن الشرائحي عَلَيْهِ أنابه أَبُو الثَّنَاء مَحْمُود المنبجي وَغَيره وَمَات فِي سنة سبع وَخمسين عَفا الله عَنهُ.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن علبك الْمدنِي مضى فِيمَن جده أَحْمد بن غَنَائِم.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب بن الْبُرْهَان الأبناسي الصحراوي الشَّافِعِي

الْمَاضِي أَبوهُ وَكَانَ خيرا سَاكِنا متكرما مَعَ تقلل متوددا كثير التِّلَاوَة والتوجه رَاغِبًا فِي الصَّالِحين مِمَّن يشْتَغل أَحْيَانًا عِنْد الزين الأبناسي وَقَرَأَ عَليّ بعض البُخَارِيّ وَولى مشيخة الصُّوفِيَّة بتربة الْأَشْرَف اينال شركَة لِأَخِيهِ ولي الدّين مَاتَ فِي تَاسِع صفر سنة تسع وَثَمَانِينَ عقب قدومه من الْحَج وَكَانَ توجه مَاشِيا فَلَمَّا وصل الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة عجز فأركب ووجع بالبطن فَلم يلبث أَن مَاتَ وَصلى عَلَيْهِ فِي عصر يَوْمه وَدفن عِنْد أَبِيه بتربة الزين عبد الباسط وَلم أقصر بِهِ عَن الْخمسين رحمه الله وإيانا.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن الْكَمَال مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن الشهَاب ابْن عَالم الْحجاز ورئيسه الْبُرْهَان بن ظهيرة الْمَكِّيّ الشَّافِعِي. ولد يَوْم الْجُمُعَة عَاشر

ص: 196

ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَأمه نور الصَّباح الحبشية فتاة أَبِيه وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج والألفية وَجمع الْجَوَامِع وَسمع على أَبِيه وَحضر دروس أَخِيه الجمالي وَكَذَا حضر فِي الْإِرْشَاد عِنْد السَّيِّد الْكَمَال بن حَمْزَة حِين جاور فِي سنة سبع وَتِسْعين وَقَرَأَ عَليّ فِي البُخَارِيّ بعد أَن سمع عَليّ فِي حَيَاة أَبِيه وَبعده أَشْيَاء وعَلى أَعْيَان فِي الْعَرَبيَّة وَالصرْف وَالْأُصُول.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ الْفَقِيه أَبُو الْعَبَّاس العسلقي نِسْبَة إِلَى العمالق طَائِفَة من الْعَرَب الْيَمَانِيّ اشْتغل بِالْعلمِ وتفقه بِأَبِيهِ وبرع فِي الْفِقْه وَغَيره من الْعُلُوم واشتهر بذلك ذكره الأهدل فِي تَارِيخه وَقَالَ كَانَ فَقِيها مجودا للفقه نحويا لغويا مُفَسرًا مُحدثا وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْفِقْه والْحَدِيث وَالتَّفْسِير أَخذه عَن ابْن شَدَّاد بزبيد وَله معرفَة تَامَّة بِالرِّجَالِ والتواريخ وَالسير وَيَد قَوِيَّة فِي أصُول الدّين وَله قصيدة حَسَنَة رد بهَا على يَهُودِيّ فِي مَسْأَلَة الْقدر وَأُخْرَى أَكثر من ثلثمِائة بَيت فِي الرَّد على من يُبِيح السماع وَكَانَ دأبه تدريس الْفِقْه وإسماع الحَدِيث وملازمة الْجَمَاعَة فِي الْمَسْجِد والتلاوة من ثلث اللَّيْل الْأَخير سريع الْكِتَابَة مَعَ جودة الْخط يُقَال أَنه كَانَ ينْسَخ فِي الْيَوْم أَرْبَعِينَ ورقة متجردا من أشغال الدُّنْيَا عاكفا على الْعلم والتحصيل صَاحب نور وهيبة وَيُقَال أَنه كَانَ يعرف الِاسْم الْأَعْظَم. مَاتَ سنة سِتّ عَن سِتّ وَثَمَانِينَ وَقد كف بَصَره وَمَعَ ذَلِك فَلم يتْرك صَلَاة الْجَمَاعَة فِي الْمَسْجِد رحمه الله.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عمر بن عَليّ الشهَاب أَبُو الْفضل بن الْبُرْهَان الْمصْرِيّ وَيعرف بِابْن الْمحلى التَّاجِر الْمَاضِي أَبوهُ قَالَ شَيخنَا كَانَ شَابًّا حسنا كريم الشَّمَائِل خَفِيف الرّوح وَقَالَ فِي أَبِيه مِنْهُ أَنه بلغ الْغَايَة فِي الْمعرفَة بِأُمُور التِّجَارَة وَدخل الْيمن وَكَانَ بهَا حِين وَفَاة أَبِيه بِمصْر.

مَاتَ بعد أَبِيه بِيَسِير بِمَكَّة فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة سنة سِتّ. وَذكره التقي الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة)

فَقَالَ: كَانَ وافر الملاة إِلَى الْغَايَة خَبِيرا بِالتِّجَارَة وَفِيه انفعال للخير وَكَانَ صاحبنا الْحَافِظ شهَاب الدّين بن حجر يحضه عَلَيْهِ لمكانته عِنْده وَجَرت لَهُ على يَده صدقَات وَكَانَ يثني عَلَيْهِ بالعفة وَهِي عَجِيبَة من مثله وَكَانَ مبتلي بعلة الصرع وَبهَا مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء خَامِس عشري ذِي الْقعدَة عَن سِتّ وَعشْرين سنة بعد قدومه من الْيمن باربعة أَيَّام وَكَانَ طلب مِنْهُ ليفوض لَهُ أَمر المتجر السلطاني بِمصْر بعد موت أَبِيه فسبقت الْمنية.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عِيسَى الشهَاب بن الْبُرْهَان الْقرشِي وَيعرف بِابْن الْبُرْهَان ولي قَضَاء الْقصير وَغَيره من عمل دمشق ثمَّ قَضَاء صفد مرَارًا وَتُوفِّي بهَا فِي يَوْم الْجُمُعَة

ص: 197

ثَالِث عشر رَجَب سنة تسع عشرَة وَقد قَارب الثَّمَانِينَ قَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة وَكَانَ قَلِيل الْمعرفَة للفقه حضر عِنْدِي إِلَى مجْلِس الحكم بِدِمَشْق فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَرَأَيْت مِنْهُ ذَلِك زَاد غَيره وَسمع على جمَاعَة كثيرين وَكَانَ أَبوهُ أَيْضا قَاضِيا.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم البسطيني الْمَاضِي أَبوهُ والآتي جده. ولد فِي ثامن رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة بجدة وَأمه حبشية لِأَبِيهِ ثمَّ تحول بعد شهر مَعَ أَبَوَيْهِ لمَكَّة فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ والبردة وألفية النَّحْو والمنهاج وَعرض بَعْضهَا على التقي بن قَاضِي عجلون حِين جاور سمع عَليّ بِمَكَّة فِي تِلْكَ الْمُجَاورَة ثمَّ فِي سنة سبع وَتِسْعين الشفا وَالْبُخَارِيّ وَكَذَا سمع بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة على الشَّيْخ مُحَمَّد بن أبي الْفرج الشفا بِقِرَاءَة أَبِيه وَبَعض البُخَارِيّ واشتغل فِي النَّحْو وَغَيره عِنْد عيان وَغَيره.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود بن خَلِيل الشَّيْخ موفق الدّين أَبُو ذَر بن الْحَافِظ الْبُرْهَان أبي الوفا الطرابلسي الأَصْل ثمَّ الْحلَبِي المولد وَالدَّار الشَّافِعِي وَالِد أبي بكر الْآتِي وَهُوَ بكنيته أشهر ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة تَاسِع صفر سنة ثَمَان عشرَة وَثَمَانمِائَة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وجوده على أَبِيه والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفيتي الحَدِيث والنحو وَعرض على الْعَلَاء بن خطيب الناصرية فَمن دونه من طلبة أَبِيه وتفقه بالعلاءين الْمَذْكُور وَابْن مَكْتُوم الرَّحبِي وَالشَّمْس السلَامِي وَبِه انْتفع فِيهِ وَفِي الْعَرَبيَّة وَآخَرين وَكَذَا أَخذ الْعَرَبيَّة عَن ابْن الأعزازي وَالشَّمْس الْمَلْطِي والزين الخرزي وَجَمَاعَة وَالْعرُوض عَن صَدَقَة وعلوم الحَدِيث عَن وَالِده وَشَيخنَا وَسمع عَلَيْهِمَا وعَلى غَيرهمَا من شُيُوخ بَلَده والقادمين إِلَيْهَا وَدخل الشَّام فِي توجهه لِلْحَجِّ فَسمع بهَا على ابْن نَاصِر الدّين وَابْن الطَّحَّان وَابْن الْفَخر الْمصْرِيّ وَعَائِشَة ابْنة ابْن الشرائحي وَلم)

يكثر بل جلّ سَمَاعه على أَبِيه وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة باستدعاء صاحبنا ابْن فَهد وتعاني فِي ابْتِدَائه فنون الْأَدَب فبرع فِيهَا وَجمع فِيهَا تصانيف نظما ونثرا ثمَّ أذهبها حَسْبَمَا أَخْبرنِي بِهِ عَن آخرهَا وَمن ذَلِك عروس الأفراح فِيمَا يُقَال فِي الراح وَعقد الدُّرَر واللآل فِيمَا يُقَال فِي السلسال وَستر الْحَال فِيمَا قيل فِي الْخَال والهلال المستنير فِي العذار المستدير والبدر إِذا استنار فِيمَا قيل فِي العذار. وَكَذَا تعاني الشُّرُوط وَمهر فِيهَا أَيْضا بِحَيْثُ كتب التوقيع بِبَاب ابْن خطيب الناصرية ثمَّ أعرض عَنْهَا أَيْضا وَلزِمَ الاعتناء بِالْحَدِيثِ وَالْفِقْه وأفرد مبهمات البُخَارِيّ وَكَذَا إعرابه بل جمع عَلَيْهِ تَعْلِيقا لطيفا لخصه من

ص: 198

الْكرْمَانِي والبرماوي وَشَيخنَا وَآخر أخصر مِنْهُ وَله التَّوْضِيح للأوهام الْوَاقِعَة فِي الصَّحِيح ومبهمات مُسلم أَيْضا وقرة الْعين فِي فضل الشَّيْخَيْنِ والصهرين والسبطين وَشرح الشفا والمصابيح وَلكنه لم يكمل والذيل على تَارِيخ ابْن خطيب الناصرية وَغير ذَلِك وأدمن قِرَاءَة الصَّحِيحَيْنِ والشفا خُصُوصا بعد وَفَاة وَالِده وَصَارَ مُتَقَدما فِي لغاتها ومبهماتها وَضبط رجالها لَا يشذ عَنهُ من ذَلِك إِلَّا النَّادِر وَلما كَانَ شَيخنَا بحلب لَازمه واغتبط شَيخنَا بِهِ وأحبه لذكائه وخفة روحه حَتَّى أَنه كتب عَنهُ من نظمه:

(الطّرف أحور حوى رقى غنج نُعَاس

وَقد قد القنا أهيف نضر مياس)

(ريقتك مَاء الحيا يَا عاطر الأنفاس

عذارك الْخضر يَا زيني وَأَنت الياس)

وَصدر شَيْخي كِتَابَته لذَلِك بقوله وَكَانَ قد ولع بنظم المواليا وَوَصفه بالامام موفق الدّين وَمرَّة بالفاضل البارع الْمُحدث الْأَصِيل الباهر الَّذِي ضاهى كنيه فِي صدق اللهجة الماهر الَّذِي ناجى سميه فَفَدَاهُ بالمهجة الْأَخير الَّذِي فاق الأول فِي البصارة والنضارة والبهجة أمتع الله الْمُسلمين بِبَقَائِهِ وَأذن لَهُ فِي تدريس الحَدِيث وَأفَاد بِهِ فِي حَيَاة وَالِده وراسله بذلك بعد وَفَاته فَقَالَ وَمَا التمسه أبقاء الله تَعَالَى وأدام النَّفْع بِهِ كَمَا نفع بِأَبِيهِ وبلغه من خيري الدُّنْيَا وَالْآخِرَة مَا يرتجيه من الْإِذْن لَهُ بالتدريس فِي الحَدِيث النَّبَوِيّ فقد حصلت بغيته وحققت طلبته وأذنت لَهُ أَن يقرئ عُلُوم الحَدِيث مِمَّا عرفه ودريه من شرح الألفية لشَيْخِنَا حَافظ الْوَقْت أبي الْفضل وَمِمَّا تلفقه من فَوَائِد وَالِده الْحَافِظ برهَان الدّين تغمده الله تَعَالَى برحمته وَمن غير ذَلِك مِمَّا حصله بالمطالعة واستفاده بالمراجعة وَكَذَا غير الشَّرْح الْمَذْكُور من سَائِر عُلُوم الحَدِيث وَأَن يدرس فِي مَعَاني الحَدِيث كل كتاب قرئَ لَدَيْهِ ويقيد مَا يُعلمهُ من ذَلِك إِذا قَرَأَهُ هُوَ وَسمع عَلَيْهِ وأسأله أَن لَا ينساني من صَالح دعواته فِي مجَالِس الحَدِيث النَّبَوِيّ إِلَى آخر كَلَامه وَقد لَقيته بحلب وَسمع بِقِرَاءَتِي وَسمعت بقرَاءَته بل كتبت عَنهُ من نظمه سوى مَا تقدم مَا أثْبته فِي)

مَوضِع آخر وَزَاد اغتباطه بِي وَبَالغ فِي الإطراء لفظا وخطا وَكَانَت كتبه بعد ذَلِك ترد على بالاستمرار على لمحبة وَفِي بَعْضهَا الْوَصْف بشيخنا وَكَانَ خيرا شهما مبجلا فِي ناحيته منعزلا عَن بني الدُّنْيَا قانعا باليسير محبا للانجماع كثير التَّوَاضُع والاستئناس بالغرباء والأكرام لَهُم شَدِيد التخيل طارحا للتكلف ذَا فَضِيلَة تَامَّة وذكاء مفرط واستحضار جيد خُصُوصا لمحافيظه وحرص على صون كتب وَالِده قل أَن يُمكن

ص: 199

أحدا مِنْهَا بل حسم الْمَادَّة فِي ذَلِك عَن كل أحد حَتَّى لَا يتَوَهَّم بعض أهل بَلَده اخْتِصَاصه بذلك وَرُبمَا أَرَاهَا بعض من يَثِق بِهِ بِحَضْرَتِهِ ومسه مزِيد الْأَذَى من بعض طلبه وَالِده وَصرح فِيهِ بِمَا لَا يَلِيق وَلم يرع حق أَبِيه وَلَكِن لم يُؤثر ذَلِك فِي وجاهته قَالَ البقاعي وَله حافظة عَظِيمَة وملكة فِي تنميق الْكَلَام وتأديته على الْوَجْه المستظرف قَوِيَّة مَعَ جودة الذِّهْن وَسُرْعَة الْجَواب وَالْقُدْرَة على اسْتِخْرَاج مَا فِي ضَمِيره يذاكر بِكَثِير من المبهمات وغريب الحَدِيث قَالَ وبيننا مَوَدَّة وصداقة وَقد تولع بنظم الْفُنُون حَتَّى برع فِي المواليا وأنشدني من نظمه كثيرا وسَاق مِنْهُ شَيْئا وَوَصفه فِي مَوضِع آخر بالأديب البارع المفنن وَقد تصدى للتحدث والإقراء وانتفع بِهِ جمَاعَة من أهل بَلَده والقادمين عَلَيْهَا بل وَكتب مَعَ القدماء فِي الاستدعاآت من حَيَاة أَبِيه وهلم جرا. وترجمه ابْن فَهد وَغَيره من أَصْحَابنَا وَكَذَا وَصفه ابْن أبي عذيبة فِي أَبِيه بِالْإِمَامِ الْعَلامَة وسمى بعض تصانيفه مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس خَامِس عشري ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَثَمَانِينَ بعد أَن اخْتَلَط يَسِيرا وحجب عَن النَّاس وَدفن عِنْد أَبِيه قَالَ البقاعي أَنه مرض فِي آخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ ثمَّ عوفي من الْمَرَض وَحصل لَهُ اخْتِلَاط وفقد بَصَره وَاسْتمرّ بِهِ ذَلِك إِلَى أثْنَاء سنة أَربع وَثَمَانِينَ ثمَّ عوفي مِنْهُ وَرجع إِلَيْهِ بَصَره ثمَّ مَاتَ. قلت وَلم يخلف بعده هُنَاكَ مثله رحمه الله وإيانا.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عرب الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْيَمَانِيّ الأَصْل الرُّومِي الزَّاهِد نزيل الشيخونية وَيعرف بِابْن عرب أَصله من الْيمن ثمَّ انْتقل أَبوهُ مِنْهَا إِلَى بِلَاد الرّوم فسكنها وَولد لَهُ صَاحب التَّرْجَمَة بهَا فَنَشَأَ بِمَدِينَة برصا فَكَانَ يُقَال لَهُ ابْن عرب على عَادَة الرّوم وَالتّرْك فِي تسميتهم من لم يكن مِنْهُم عَرَبيا وَكَانَت نشأته حَسَنَة على قدم جيد ثمَّ قدم وَهُوَ شَاب الْقَاهِرَة وتنزل فِي القاعة الَّتِي استجدها أكمل الدّين صوفيا بالشيخونية وَقَرَأَ على إمامها خير الدّين سُلَيْمَان بن عبد الله وَغَيره وَنسخ بِالْأُجْرَةِ مُدَّة واشتغل ثمَّ انْقَطع عَن النَّاس فَلم يكن يجْتَمع بِأحد بل اخْتَار الْعُزْلَة مَعَ الْمُوَاظبَة على الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات ويبكر إِلَى الْجُمُعَة بعد)

اغتساله لَهَا بِالْمَاءِ الْبَارِد شتاء وصيفا وَلَا يكلم أحدا فِي ذَهَابه وإيابه وَلَا يجترئ أحد على الْكَلَام مَعَه لهيبته ووقاره وَأمره فِي الْوَرع وَالْعِبَادَة إِلَى الْغَايَة وَكَانَ فِيمَا بَلغنِي يُرَاجع الشَّمْس البيجوري الشَّافِعِي نزيل الخانقاه الشيخونية فِيمَا يشكل عَلَيْهِ فَإِذا أوضح لَهُ مَا أشكل عَلَيْهِ فَارقه وَلم يكلمهُ بِكَلِمَة بعد ذَلِك وَلذَا قيل

ص: 200

إِنَّه شَافِعِيّ الْمَذْهَب وَرَأَيْت بخطى وَصفه بالحنفي وَمَا علمت مستندي فِيهِ وَكَانَ مَعَ ذَلِك يدْرِي الْقرَاءَات وَاقْتصر على اللبَاس الحقير الزَّائِد الخشونة وَلذَا يقنع باليسير من الْقُوت وتوزع جدا بِحَيْثُ أَنه لم يكن يقبل من أحد شَيْئا وَمَتى علم أَن أحدا من الباعة حاباه لكَونه عرفه لم يعد إِلَيْهِ وللخوف من ذَلِك كَانَ يتنكر وَيَشْتَرِي بعد الْعشَاء قوت يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة وَكَانَ النَّاس يبيتُونَ بالشيخونية رَجَاء رُؤْيَته وَأقَام على هَذِه الطَّرِيقَة أَكثر من ثَلَاثِينَ سنة وكراماته كَثِيرَة وَكَانَ فريدا فِيهَا لم يكن فِي عصره من يدانيه فِي طَرِيقَته قَالَ الْعَيْنِيّ وَثَبت بالتواتر أَنه أَقَامَ أَكثر من عشْرين سنة لَا يشرب المَاء أصلا وَكَانَ يقْضِي أَيَّامه بالصيام ولياليه بِالْقيامِ مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَانِي ربيع الأول سنة ثَلَاثِينَ وَتقدم الْعَيْنِيّ النَّاس فِي الصَّلَاة عَلَيْهِ. قَالَ شَيخنَا وَمن عجائب أمره أَنه لما مَاتَ كَانَ الْجمع فِي جنَازَته موفورا وَأكْثر النَّاس كَانُوا لَا يعلمُونَ بِحَالهِ وَلَا بسيرته فَلَمَّا تسامعوا بِمَوْتِهِ هرعوا إِلَيْهِ وَنزل السُّلْطَان من القلعة فصلى عَلَيْهِ بالرميلة وأعيد إِلَى الخانقاه فَدفن بهَا بجوار أكمل الدّين وَحمل نعشه على الْأَصَابِع وتنافس النَّاس فِي شِرَاء ثِيَاب بدنه واشتروها بأغلى الْأَثْمَان فاتفق أَن جملَة مَا اجْتمع من ثمنهَا حسب فَكَانَ قدر مَا تنَاوله من الْمَعْلُوم من أول مَا نزل بهَا إِلَى أَن مَاتَ لَا يزِيد وَلَا ينْقض وعد هَذَا من كراماته رحمه الله ونفعنا بِهِ. وَمِمَّنْ ذكره المقريزي فِي عقوده.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن هبة الله بن أَحْمد بن هبة الله بن أَحْمد بن يحيى شهَاب الدّين بن جمال الدّين بن نَاصِر الدّين بن كَمَال الدّين بن عز الدّين أبي البركات بن الصاحب محيي الدّين أبي عبد الله بن نجم الدّين بن جلال الدّين أبي الْفضل بن مجد الدّين أبي غَانِم بن جمال الدّين بن نجم الدّين الْعقيلِيّ بِالضَّمِّ الْحلَبِي الْحَنَفِيّ أَخُو الْكَمَال بن العديم قَاضِي مصر وَيعرف بِابْن العديم وبابن أبي جَرَادَة. ولد فِي ثَالِث عشر صفر سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا فَسمع من أَبِيه والكمال مُحَمَّد بن عمر بن حبيب والشرف أبي بكر الْحَرَّانِي والبدر مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي سَالم بن إِسْمَاعِيل الْحلَبِي وَابْن صديق وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ مَحْمُود المنبجي وَابْن الهبل وَابْن السيوفي وَابْن أميلة وَابْن النَّجْم

وزغلش وَابْن قَاضِي الْجَبَل ومُوسَى بن فياض وَغير وَاحِد وَكَانَ يذكر أَنه كتب توقيعه بِقَضَاء بَلَده بعد الْفِتْنَة كجميع من أوردته من آبَائِهِ إِلَّا مُحَمَّد الثَّانِي وَلكنه لم يُبَاشر وَقَول شَيخنَا

ص: 201

فِي مُعْجَمه أَنه ولي قضاءها لَا يُنَافِيهِ، وَكَذَا ولي عدَّة مدارس وحمدت سيرته وَكَانَ محافظا على الْجَمَاعَة والأذكار وَلم يكن تَامّ الْفَضِيلَة مَعَ اشْتِغَاله فِي صغره، وَقد حدث سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة وَأخذ عَنهُ غير وَاحِد من أَصْحَابنَا بل كَانَ شَيخنَا مِمَّن سمع عَلَيْهِ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ عشرَة الْحداد وَغَيرهَا وَأوردهُ فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه أجَاز لابنته رَابِعَة وَمن مَعهَا، وَأثْنى عَلَيْهِ الْبُرْهَان الْحلَبِي وَذكره المقريزي بِاخْتِصَار جدا وَقَالَ أَنه مَاتَ بعد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ، قلت مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء منتصف شَوَّال سنة سبع وَأَرْبَعين رحمه الله وإيانا.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مطر بن عَليّ بن عُثْمَان شهَاب الدّين أَبُو الْقسم بن ضِيَاء الدّين أبي إِسْحَاق بن جمال الدّين أبي عبد الله بن عماد الدّين، / ذكره ابْن فَهد وَأَنه أجَاز لَهُم فِي سنة تسع عشرَة وَلم يزدْ.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر الشهَاب بن الْبُرْهَان النابلسي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ ثمَّ الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة والماضي أَبوهُ والآتي وَلَده أَبُو بكر، / ولد فِي عَاشر رَجَب سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة بنابلس وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَنَشَأ كأبيه حنبليا وَحفظ كتبا فِي الْمَذْهَب ثمَّ اتَّصل بالبهاء بن حجي وصهره الْكَمَال الْبَارِزِيّ بِدِمَشْق واختص بهما فتحول بأمرهما شافعيا وتفقه بِعَبْد الْوَهَّاب الحريري وَسمع الحَدِيث على ابْن نَاصِر الدّين وَأبي شعر واشتغل بالنحو على الْعَلَاء القابوني بِدِمَشْق والنظام يحيى الصيرامي لما قدم عَلَيْهِم نابلس وَكثر تردده لكل من دمشق والقاهرة وقطنهما وَقَالَ أَنه سمع بِبَيْت الْمُقَدّس على القبابي المسلسل وَغَيره وبالقاهرة غير أَنه لم يكن يرتضي مَا يَقع لَهُ مِنْهُ وَهُوَ حُلْو الْكَلَام سريع الْجَواب حُلْو النادرة نزيه المحاضرة ثمَّ أنْشد عَنهُ قَوْله وَقد اقترح الْبَهَاء بن حجي عَلَيْهِ وعَلى الْجمال يُوسُف الباعوني أَن يضمن قَول الشَّاعِر فوَاللَّه مَا أَدْرِي الْبَيْت الْآتِي قَالَ وَكَانَ ذَلِك أول شَيْء نظمه فَقَالَ:

(أَرَاك إِذا مَا مست يَوْمًا على الربى

تَرَ لَك الورقا ويبدو وجيبها)

(فوَاللَّه مَا أَدْرِي أءنت كَمَا أرى

أم الْعين مزهو إِلَيْهَا حبيبها)

وَقَالَ الْجمال:)

(أَرَاك حبيب الْقلب تزهو لناظري

وَإِن مَرضت نَفسِي فَأَنت طبيها)

فوَاللَّه مَا أَدْرِي اليبت، وَمِمَّا حكاة الشهَاب أَنه كَانَ بِدِمَشْق فِي بعض حماماتها بلان

ص: 202

كسيح يخْدم النَّاس بِالْحلقِ والغسيل وَهُوَ جَالس وَأَنه رأى فِي مَنَامه الشَّيْخ رسْلَان فَقَالَ لَهُ يَا سَيِّدي انْظُر حَالي أَنا لست فِي هَذَا الْمقَام وَلَكِن سيدخل عَلَيْك اثْنَان فسلهما حَاجَتك ثمَّ خرج من عِنْده فَدخل عَلَيْهِ اثْنَان فاذاهما النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَأَبوهُ الْخَلِيل إِبْرَاهِيم عليه الصلاة والسلام فَشَكا إِلَيْهِمَا حَاله فَقَالَا لَهُ قُم فَقَامَ وَأصْبح صَحِيحا، قَالَ الشهَاب حاكيها وَكنت مِمَّن رَأَيْته كسيحا ثمَّ رَأَيْته صَحِيحا وَسمعت هَذَا الْمَنَام من جمع لَا يُحْصى قلت ثمَّ عرضت عَلَيْهِ هَذِه الْحِكَايَة فَأنْكر أَن يكون رأى البلان أَو يعرفهُ وَإِنَّمَا الحاكي لَهَا عَنهُ هُوَ الَّذِي رَآهُ وَالَّذِي فِيهَا مَعَ ذَلِك أَن رسْلَان هُوَ الَّذِي أَخذ بِيَدِهِ دون مَا بعده فَالله أعلم وَكَذَا أسلفت عَنهُ حِكَايَة فِي تَرْجَمَة أَبِيه، وَقد امتحن وأهين من الْأَشْرَف قايتباي فِي كائنة جرت بَينه وَبَين أبي الْحَجَّاجِي الأسيوطي.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد شهَاب الدّين الْعقيلِيّ الْحلَبِي وَيعرف بِابْن العديم. / مضى فِيمَن جده مُحَمَّد عرم بن عبد الْعَزِيز.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد محيي الدّين الدِّمَشْقِي ثمَّ الدمياطي الْحَنَفِيّ ثمَّ الشَّافِعِي الْمُجَاهِد وَيعرف بِابْن النّحاس. / انجفل فِي التنة اللنكية من دمشق إِلَى الْمنزلَة فَأكْرمه أَهلهَا ثمَّ تحول إِلَى دمياط فاتوطنها وَكَانَ يعرف الْفَرَائِض والحساب أتم معرفَة بِحَيْثُ كَانَ يُصَرح باقتداره على إِخْرَاج طرف الْحساب بالهندسة وصنف فِيهِ مَعَ الْمعرفَة الجيدة بالفقه والمشاركة فِي غَيره من الْفُنُون وَلكنه كَانَ يَقُول أَنه اشْتغل فِي النَّحْو فَلم يفتح عَلَيْهِ فِيهِ بِشَيْء وَهُوَ صَاحب مشارع الْأَسْوَاق إِلَى مصَارِع العشاق ومثير الغرام إِلَى دَار السَّلَام فِي مُجَلد كَبِير ضخم حافل فِي مَعْنَاهُ انْتفع بِهِ النَّاس وتنافسوا فِي تَحْصِيله وقرضه الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَقد اخْتَصَرَهُ مُؤَلفه أَيْضا وَله كتاب تَنْبِيه الغافلين فِي معرفَة الْكَبَائِر والصغائر والمناهي والمنكرات والبدع وَكتاب بَيَان الْمغنم فِي الْورْد الْأَعْظَم وَغير ذَلِك كاختصار الرَّوْضَة لكنه لم يكمل وَكَانَ حَرِيصًا على أَفعَال الْخَيْر مؤثرا للخمول لَا يتكبر بمعارفه بل رُبمَا يتوهمه من لم يعرفهُ عاميا مَعَ الشكالة الْحَسَنَة واللحية الجميلة وَالْقصر مَعَ اعْتِدَال الْجَسَد، أَكثر المرابطة وَالْجهَاد حَتَّى قتل شَهِيدا بِالْقربِ من الطية بأيدي الفرنج بأيدي الفرنج مَعَ رَفِيقَيْنِ لَهُ بعد أَن قتلوا من الْكفَّار جمَاعَة فِي ثَالِث عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع عشرَة فلف الثَّلَاثَة فِي أكياب وحملوا إِلَى دمياط فدفنوا بهَا فِي أكيابهم)

بِالْقربِ من الشَّيْخ فتح بمَكَان

ص: 203

وَاحِد لَكِن جعل بَينهم حواجز من خشب وَاجْتمعَ عِنْد دفنهم من لَا يحصي كَثْرَة، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ مِمَّن لَقيته الشَّمْس مُحَمَّد بن الْفَقِيه حسن البدراني وَهُوَ الْمُفِيد لترجمته وروى عَنهُ كِتَابه فِي الْجِهَاد رحمهمَا الله ونفعنا بهما، وَقد ذكره شَيخنَا فِي حوادث سنة أَربع عشرَة من أنبائه وَقَالَ أَنه كَانَ ملازما للْجِهَاد بثغر دمياط وَفِيه فَضِيلَة تَامَّة وَجمع كتابا حافلا فِي أَحْوَال الْجِهَاد وَأَنه قتل فِي المعركة مُقبلا غير مُدبر رحمه الله وإيانا.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عماد الدّين مُحَمَّد التميم الْخَلِيل الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْعِمَاد، / مِمَّن حفظ الْقُرْآن والشاطبية والبهجة وألفية النَّحْو وتلا الثَّلَاثَة من الْأَئِمَّة على بلديه أبي حَامِد بن المغربي وَأخذ عَن الْكَمَال بن أبي شرِيف والنجم بن جمَاعَة وتعاني التوقيع وتميز فِيهِ وباشره عِنْد الشهَاب بن عبِّيَّة فِي الْقُدس والمحيوي بن جِبْرِيل بغزة ثمَّ ارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فَقَرَأَ على زَكَرِيَّا الْبَهْجَة بحثا وَكَذَا أَخذ عَن الْعَبَّادِيّ والجوجري وَغَيرهمَا كالبرهان العجلوني ولازمه وتميز فِي الْفِقْه والعربية واختص بجانبك المحمدي أحد الخاصكية فَكَانَ يقريه ويتولى غَالب أمره فَلَمَّا سَافر تحمل تَقْلِيد أَمِير الْمُؤمنِينَ لبَعض مُلُوك الهندسة سبع وَثَمَانِينَ سَافر مَعَه فقدرت منيته ذَلِك بعد إنعامه على صَاحب التَّرْجَمَة بِشَيْء لزم مِنْهُ تخلفه للخوف من مزاحمته أَو غير ذَلِك حَتَّى الْآن وَيُقَال أَنه ولي الْقَضَاء وَقد زَاد سنه فِي سنة سبع وَتِسْعين على الْخمسين وَهُوَ فِي الْإِحْيَاء ظنا وَكَانَ مِمَّا أَخذ عني بقرَاءَته الْجَواب الْجَلِيل لشَيْخِنَا وَغير ذَلِك وَسمع مني فِي الْإِمْلَاء.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْمصْرِيّ وَيعرف بِابْن الْمُؤَذّن / سمع على بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْيَمَانِيّ الأَصْل الرُّومِي البرصاوي ثمَّ القاهري نزيل الشخيونية وَيعرف بِابْن عرب، / مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن عبد الله بن عرب.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مخاطة سبط إِبْرَاهِيم بن الجيعان والماضي أَبوهُ. / مَاتَ فِي حَيَاة أَبِيه قبل إكماله الْعشْرين فِي وَترك طفْلا اسْمه كَمَال الدّين مُحَمَّد.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن معتوق أَبُو الْكرْدِي الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ، / مضى فِيمَن جده عبد الله وَكَانَ معتوق جده الْأَعْلَى.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن ملاعب شهَاب الدّين السرميني ثمَّ الْحلَبِي الفلكي وَيعرف بِابْن ملاعب / وَكَانَ أستاذا ماهرا فِي علم الْهَيْئَة وَحل الزيج وَعمل التقاويم مبرزا فِيهِ انْفَرد بذلك بحلب فِي

وقته بِحَيْثُ كَانُوا يَأْخُذُونَ تقاويمه إِلَى الْبِلَاد النائية ويرسلون فِي طلبَهَا وَلذَا كَانَت سَائِر نوابها تقربه مَعَ نسبته لرقة الدّين

ص: 204

وانحلال العقيدة وَترك الصَّلَاة وَشرب الْخمر بِحَيْثُ لم يكن عَلَيْهِ أنس الدّين تحول من حلب خوفًا من بعض الْأُمَرَاء إِلَى صفد فسكنها وَكَانَت منيته بهَا فِي سنة أَربع وَعشْرين وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ، ذكره ابْن خطيب الناصرية مطولا وَقَالَ أَنه اجْتمع بِهِ مرَارًا وَحكى أَنه قَالَ لبَعض الْأُمَرَاء مِمَّن سَمَّاهُ فِي محاربة لَا تركب الْآن فَلَيْسَ هَذَا الْوَقْت بجيد لَك فخالفه وَركب فَقتل، فِي حكايات نَحْو ذَلِك وَقعت لَهُ فِيهَا إصابات كَثِيرَة يحفظها الحلبيون قَالَ وسمعته مرَارًا يَقُول هَذَا الَّذِي أقوله ظن وتجربة وَلَا قطع فِيهِ، قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه وَسمعت القَاضِي نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ يُبَالغ فِي إطرائه.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن نصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح بن هَاشم بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن نصر الله بن أَحْمد القَاضِي عز الدّين أَبُو البركات بن الْبُرْهَان بن نَاصِر الدّين الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي الأَصْل القاهري الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ القادري الْمَاضِي أَبوهُ. / ولد فِي سادس عشري ذِي الْقعدَة سنة ثَمَانمِائَة بِالْمَدْرَسَةِ الصالحية من الْقَاهِرَة وَنَشَأ بهَا فِي كَفَالَة أمه لمَوْت وَالِده فِي مُدَّة رضاعه فحفظ الْقُرْآن وجوده على الزراتيتي ومختصر الْخرقِيّ وَعرضه بِتَمَامِهِ على الْمجد سَالم القَاضِي ومواضع مِنْهُ على الْعَادة على الشَّمْس الشَّامي وَأبي الْفضل بن الإِمَام المغربي فِي آخَرين وألفية ابْن مَالك والطوفي والطوالع للبيضاوي والشذور والملحة وَحفظ نصفهَا فِي لَيْلَة وتفقه بالمجد سَالم والْعَلَاء بن المغلي والمحب بن نصر الله وَجَمَاعَة وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الشَّمْس البوصيري واليسير مِنْهَا عَن الشطنوفي وَغَيره وَقَرَأَ على الشَّمْس بن الديري فِي التَّفْسِير وَسَأَلَ الْبُرْهَان البيجوري عَن بعض الْمسَائِل وَحضر عِنْد الْبِسَاطِيّ مَجْلِسا وَاحِدًا وَكَذَا عِنْد الْجلَال البُلْقِينِيّ ميعادا وَعند ابْن مَرْزُوق والعبدوسي واستفاد مِنْهُم فِي آخَرين كالمجد والمشس البرماويين والبدر بِنَا الدماميني والتقي الفاسي والعز بن جمَاعَة وَزَاد تردده إِلَيْهِ فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان والْحَدِيث وَغَيرهَا وَحضر دروس الشَّمْس الْعِرَاقِيّ فِي الْفَرَائِض وَغَيرهَا وَأخذ علم الْوَقْت عَن الشهَاب البرديني والتاريخ وَنَحْوه عَن المقريزي والعيني ولازم الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ فِي التَّفْسِير والعربية والأصلين والمعاني وَالْبَيَان والمنطق وَالْحكمَة وَغَيرهَا بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَكتب على ابْن الصَّائِغ وَلبس خرقَة التصوف مَعَ تلقين الذّكر من الزين أبي بكر الخوافي وَكَذَا صحب الْبُرْهَان الأدكاوي ولبسها من خَاله الْجمال عبد)

الله وَأمه عَائِشَة وَسمع عَلَيْهِمَا الْكثير

ص: 205

وَكَذَا سمع على الشموس الزارتيتي والشامي وَابْن الْمصْرِيّ وَابْن البيطار والشرفين ابْن الكويك وَيُونُس الواحي والشهب الوَاسِطِيّ والطرايني وَشَيخنَا وَكَانَ يبجله جدا وَرُبمَا ذكره فِي بعض تراجمه ونوه بِهِ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَالْغَرْس خَلِيل الْقرشِي والزين الزَّرْكَشِيّ وَالْجمال بن فضل الله والكمال بن خير والمحب بن نصر الله والناصر الفاقوسي والتاج الشرابيسي وصالحة ابْنة التركماني وَطَائِفَة وَأَجَازَ لَهُ الزين الْعِرَاقِيّ وَأَبُو بكر المراغي وَعَائِشَة ابْنة عبد الْهَادِي وَالْجمال بن ظهيرة وَابْن الْجَزرِي وَخلق وناب فِي الْقَضَاء عَن شَيْخه الْمجد سَالم وَهُوَ ابْن سبع عشرَة سنة وَصعد بهَا إِلَى النَّاصِر وَألبسهُ خلعة بل لما ضعف استنابه فِي تدريس الجمالية والحسينية وَالْحَاكِم وَأم السُّلْطَان فباشرها مَعَ وجود الأكابر وَكَذَا بَاشر قَدِيما الخطابة بِجَامِع الْملك بالحسينية وتدريس الحَدِيث بِجَامِع ابْن البابا وَبعد ذَلِك الْفِقْه بالأشرفية برسباي بعد موت الزين الزَّرْكَشِيّ بل كَانَ ذكر لَهَا قبله وبالمؤيدية بعد الْمُحب بن نصر الله بل عرضت عَلَيْهِ قبله أَيْضا فأباها لكَون الْعِزّ القَاضِي كَانَ استنابه فِيهَا عِنْد سَفَره إِلَى الشَّام على قَضَائِهِ لم ير ذَلِك مُرُوءَة وبغته الصَّالح بعد ابْن الرزازفي تلبيسه بِالْقضَاءِ وبالبديرية بِبَاب سر الصالحية وَكَذَا نَاب فِي الْقَضَاء عَن ابْن المغلي وَجلسَ بِبَعْض الحوانيت ثمَّ أعرض عَن التصدي لَهُ شهامة وَصَارَ يقْضِي فِيمَا يقْصد بِهِ فِي بَيته مجَّانا ثمَّ تَركه جملَة وَهُوَ مَعَ ذَلِك كُله لَا يتَرَدَّد لأحد من بني الدُّنْيَا إِلَّا من يَسْتَفِيد مِنْهُ علما وَلَا يزاحم على سعي فِي وَظِيفَة وَلَا مُرَتّب بل قنع بِمَا كَانَ مَعَه وَمَا تجدّد بِدُونِ مَسْأَلَة، وَقد حج قَدِيما فِي سنة خمس عشرَة ثمَّ فِي سنة ثَلَاث وَخمسين صُحْبَة الركب الرجبي وَاجْتمعَ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة بالسيد عفيف الدّين الايجي وَسمع قصيدة لَهُ نبوية أنشدت فِي الرَّوْضَة بِحَضْرَة ناظمها وَكَذَا أنشدت لصَاحب التَّرْجَمَة هُنَاكَ قصيدة، وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل بَين حجتيه غير مرّة بل وبعدهما وَلَقي القبابي وَأَجَازَ لَهُ وَاجْتمعَ فِي الرملة بالشهاب ابْن رسْلَان وَأخذ عَنهُ منظومته الزّبد وَأذن لَهُ فِي إصلاحها وَبَالغ فِي تَعْظِيمه وَدخل الشَّام مرَّتَيْنِ لَقِي فِي الأولى وحافظها ابْن نَاصِر الدّين وَزَاد فِي إكرامه وَفِي الثَّانِيَة الْبُرْهَان الباعوني وأسمعه من لَفظه شَيْئا من نثره وَإِمَام جَامع بني أُميَّة الزين عبد الرَّحْمَن بن الشَّيْخ القابوني وَكتب عَن صَاحب التَّرْجَمَة مِثَاله وَكَذَا دخل دمياط والمحلة وَغَيرهمَا من الْبِلَاد والقرى وَلَقي الأكابر وطارح الشُّعَرَاء

ص: 206

وَأكْثر من الْجمع والتأليف والانتقاء والتصنيف حَتَّى أَنه قل فن إِلَّا وصنف فِيهِ إِمَّا نظما وَإِمَّا نثرا وَلَا)

أعلم الْآن من يوازيه فِي ذَلِك واشتهر ذكره وَبعد صيته وَصَارَ بَيته مجمعا لكثير من الْفُضَلَاء وَولي قَضَاء الْحَنَابِلَة بعد الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ مَعَ التداريس المضافة للْقَضَاء كالصالحية والأشرفية الْقَدِيمَة والناصرية وجامع ابْن طولون وَغَيره كالشيخونية وتصدير بالأزهر وَغَيرهمَا، وَلم يتَجَاوَز طَرِيقَته فِي التوضع والاستئناس بِأَصْحَابِهِ وَسَائِر من يتَرَدَّد إِلَيْهِ وتعففه وشهامته ومحاسنه الَّتِي أوردت كثيرا مِنْهَا مَعَ جملَة من تصانيفه وَنَحْوهَا فِي تَرْجَمته من قُضَاة مصر وَغَيره، وَحدث بالكثير قَدِيما وحديثا سمع مِنْهُ القدماء وروى بِبَيْت الْمُقَدّس مَعَ أمه بعض الْمَرْوِيّ وَأَنْشَأَ مَسْجِدا ومدرسة وسبيلا وصهريجا وَغير ذَلِك من القربات كمسجد بشبرا وَكَانَ بَيته يجمع طَائِفَة من الأرامل ونحوهن، وَله فِي من حسن العقيدة ومزيد التبجيل والمحبة مَا يفوق الْوَصْف وَمَا علمت من أستأنس بِهِ بعده. مَاتَ فِي لَيْلَة السبت حادي عشر جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَسبعين وَغسل من الْغَد وَحمل نعشه لسبيل المومني فَشهد السُّلْطَان فَمن دونه الصَّلَاة عَلَيْهِ فِي جمع حافل تقدمهم الشَّافِعِي ثمَّ رجعُوا بِهِ إِلَى حوش الْحَنَابِلَة عِنْد قبر أَبَوَيْهِ وأسلافه وَالشَّمْس بن الْعِمَاد الحنبيل وَهُوَ بَين تربة كوكاي وَالظَّاهِر خشقدم فَدفن فِي قبر أعده لنَفسِهِ وَكثر الأصف على فَقده وَالثنَاء عَلَيْهِ وَلم يخلف بعده فِي مَجْمُوع مثله، وترجمته تحْتَمل مجلدا رحمه الله وإيانا. وَتَفَرَّقَتْ جهاته كَمَا بَيناهُ فِي الْحَوَادِث وَغَيرهَا وَصَارَ الْقَضَاء بعده مَعَ الشيخونية لنائبه الْبَدْر السَّعْدِيّ كَانَ الله لَهُ، وَمِمَّا كتبته عَنهُ قَوْله فِي لُغَات الْأُنْمُلَة والأصبع وَهُوَ مُشْتَمل على تسع عشرَة لُغَة:

(وهمز أُنْمُلَة ثلث وثالثه

وَالتسع فِي أصْبع وَاخْتِمْ بأصبوع)

وَقَوله مِمَّا أَضَافَهُ لبيت ابْن الفارض وَهُوَ:

(بانكساري بذلتي بخضوعي

بافتقاري بفاقتي بغناكا)

فَقَالَ:

(لَا تَكِلنِي إِلَى سواك وجدلي

بالأماني وَالْأَمر من بلواكا)

وَقَوله:

(تَوَاتر الْفضل مِنْك يَا من

بِكَثْرَة الْفضل قد تفرد)

(فرحت أروي صِحَاح بر

عَن حسن جَاءَ عَن مُسَدّد)

(سلسلة أطلقت بناني

لَكِن رقي بهَا مُقَيّد)

)

(تعزي إِلَى مَالك البرايا

مُسندَة للْإِمَام أَحْمد)

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف شهَاب الدّين الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْقطَّان

ص: 207

بهَا أَخ يُوسُف الْآتِي. / سمع على أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن يُونُس الأول من فَوَائِد أبي عَمْرو بن مندة وعَلى عبد الله بن خَلِيل الحرستاني بعض الشَّمَائِل لِلتِّرْمِذِي، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ قطانا بالصالحية.

مَاتَ.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف النيوري / أحد الخدام فِي ضريح اللَّيْث مِمَّن سمع مني مناقبه لشَيْخِنَا.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن الشَّيْخ كريم الدّين بن جلال الدّين بن سيف الدّين أَبُو الميادة الحسني الأودهي الْهِنْدِيّ الْحَنَفِيّ / لَقِيَنِي بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الثَّانِيَة فَقَرَأَ على البُخَارِيّ ولازمني فِي أَشْيَاء بل كتب عني مَا أمليته هُنَاكَ وكتبت لَهُ إجَازَة حافلة.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْعَبَّاس الْمَنَاوِيّ الشريف / مِمَّن أجمع على ولَايَته بِالْيمن، مَاتَ نَحوا من سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن الْكرْدِي / يذكرُونَهُ بأَشْيَاء مِنْهَا اتهامه بدكنوة من بنادر الْحَبَشَة بجحد وَدِيعَة مَعَ معاقبته عَلَيْهَا ثمَّ قيل أَنَّهَا وجدت مَعَه بل بَاعهَا أَو بَعْضهَا بِمَكَّة ورأيته كتب لأبي المكارم بن ظهيرة حِين ختم ابْنه الْقُرْآن:

(هَنِيئًا بالسرور لديك دَائِم

بسيدنا بني بَحر المكارم)

(وَشهر بالمحرر من عُلُوم

كَمثل الرَّافِعِيّ ذَوي العائم)

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن الْمحلى. / مضى فِيمَن جده أَحْمد.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم شهَاب الدّين الزرعي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي / نزيل مدرسة أم الصَّالح، مِمَّن برع فِي فنون كالعربية وَالصرْف والمنطق وَكَانَ أَبوهُ فَقِيها. مَاتَ فِي أحد الربيعين سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَترك وَلدين استقرا فِيمَا كَانَ مَعَه من الْوَظَائِف فبادر عَمهمَا الْوَصِيّ عَلَيْهِمَا فِي زمن الطَّاعُون هُنَاكَ للرغبة عَنْهَا احْتِيَاطًا بِمِائَتي دِينَار وَمَاتَا عَن قرب فَوَثَبَ البقاعي وَكتب لَهُ النَّجْم بن القطب الخيضري فنازعه الْوَصِيّ بسبق النُّزُول وساعده التقي بن قَاضِي عجلون وراسل البقاعي متوسلا بالخيضري وَغَيره فِي استنجاز مرسوم بِإِبْطَال مَا كتب لغيره كل ذَلِك مَعَ زَعمه أَنه لَا يشاحن فِي وَظِيفَة وَلَا غَيرهَا.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الشهَاب الْحلَبِي الشَّاهِد / مَاتَ سنة خمس وَعشْرين، أرخه ابْن عزم.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْحِمصِي الشَّافِعِي / كتب على استدعاء بخطى أَرْسلتهُ للديار الحلبية مؤرخ بِسنة إِحْدَى وَخمسين وَلَكِن مَا عَلمته.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم السفطي / مِمَّن سمع مني فِي الأمالي.

ص: 208

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم العجمي الكيلاني الْمَكِّيّ الْخياط قريب ابْن مُحَمَّد. / مَاتَ فِي صفر سنة ثَمَان وَسبعين.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم القمصي / كتبت بخطى أَنه فِي معجمي وَمَا رَأَيْته فتراجع المسودة.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْمدنِي الْمُؤَذّن / قَرَأَ على الْجمال الكازروني الْمُوَطَّأ فِي سنة عشْرين.

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم عَالم بجاية، / ذكره ابْن عزم هَكَذَا وَأَنه مَاتَ بعد الْأَرْبَعين.

أَحْمد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب المرشدي الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهُ. /

مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَعشْرين.

أَحْمد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الشَّمْس أَبُو بكر بن أبي ذَر بن الْحَافِظ الْبُرْهَان الْحلَبِي / وَهُوَ بكنيته أشهر يَأْتِي.

أَحْمد بن أَحْمد بن أَحْمد بن حسن شاه بن بهمن شاه بن ظفر شاه بن شهَاب الدّين ملك كلبرجة وَابْن مُلُوكهَا. / لَهُ ذكر فِي أَبِيه قَرِيبا.

أَحْمد بن أَحْمد بن أَحْمد بن عَليّ بن شرف بن عبد الظَّاهِر الدلجي وَيعرف بِابْن القَاضِي أَحْمد، / قَرَأَ الْقُرْآن والتبريزي والملحة ولازم بِأخرَة خدمَة بلديه الشهَاب الدلجي وَسمع مني فِي الْإِمْلَاء. مَاتَ بدلجة فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ مطعونا وَلم يكمل الْأَرْبَعين.

أَحْمد بن أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان أَبُو الْعَبَّاس بن أبي الْعَبَّاس بن الشَّيْخ المسلك الزَّاهِد صَاحب الْجَامِع الشهير بالمقس وَيعرف كأبيه بِابْن الزَّاهِد وَهُوَ سبط الشهَاب الْحُسَيْنِي أمه خَدِيجَة الْآتِي كل مِنْهُم فِي مَحَله. / وَسمع مني من تَرْجَمَة النَّوَوِيّ تصنيفي.

أَحْمد بن أَحْمد بن أَحْمد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن طرخان الشهَاب بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس بن الشَّيْخ شهَاب الدّين القاهري البحري الْحَنْبَلِيّ الْآتِي أَبوهُ وجده وَالِد أبي الْوَفَاء مُحَمَّد وَيعرف كسلفه بِابْن الضياء / وَكَانَ قد اتَّصل بِزَوْجَة شمس الدّين سبط ابْن الميلق ويلقب بالوزة أم وَلَده المستقر بعد أَبِيه فِي وظائفه من مُبَاشرَة وَغَيرهَا وهب ابْنة الشَّمْس بن خَلِيل شَاهد وقف)

الأشرفية فَلم يلبث أَن مَاتَ الْوَلَد وَاسْتقر هَذَا فِي جلها وَكَانَ الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ أذن لَهُ فِي مُبَاشرَة الآوقاف الَّتِي تَحت نظره ثمَّ رفع يَده لسوء أمره. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي ربيع الآخر سنة أَربع وَسبعين وَجَاز الْخمسين.

أَحْمد بن أَحْمد بن أَحْمد شهَاب الدّين الدِّمَشْقِي أحد موقعي الحكم وَيعرف بِابْن النشار، / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه كَانَ من أَعْيَان الدماشقة حسن الْخط والخطابة. مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة خمس عشرَة وَهُوَ مِمَّن وَافق اسْمه اسْم أَبِيه وجده.

ص: 209

أَحْمد بن أَحْمد بن أَحْمد الشهَاب الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي، / سمع على أبي الْحسن عَليّ بن سيف الأبياري فِي سنة ثَلَاث عشرَة ابْن مَاجَه وَضبط الْأَسْمَاء.

أَحْمد بن أَحْمد تمرباي شهَاب الدّين التمربغاوي / الَّذِي كَانَ جده رَأس نوبَة النواب وتأمر على الْحَج فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين. شَاب حَنَفِيّ اشْتغل عِنْد الكافياجي رَفِيقًا لِابْنِ أبي زيد وَهُوَ الْآن فِي الْأَحْيَاء.

أَحْمد بن أَحْمد بن جوغان بجيم ثمَّ وَاو ومعجمة وَآخره نون الشاذلي الْوَاعِظ نزيل مَكَّة / مِمَّن ولي مشيخة الزمامية. وَمَات فِي ربيع الآخر سنة خمسين.

أَحْمد شاه بن أَحْمد شاه بن حسن شاه بن بهمن شاه شهَاب الدّين أَبُو الْمَغَازِي وبخط الْعَيْنِيّ أَبُو الْمَعَالِي وَالْأول أثبت / صَاحب كلبرجة وَمَا والاها من بِلَاد الْهِنْد دَامَ فِي المملكة نَحْو أَربع عشرَة سنة وَكَانَ أجل مُلُوك الْهِنْد دينا وَخيرا وعزما وحزما أنشأ بِمَكَّة رِبَاطًا هائلا مَعَ صدقَات وبر وأفضال. مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَاسْتقر فِي ملك كلبرة ابْنه ظفر شاه واسْمه أَحْمد أَيْضا. وَينظر أَحْمد بن أَحْمد ابْن فندوكاس وَقد طول المقريزي فِي عقوده.

أَحْمد بن أَحْمد بن حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الشهَاب بن الإِمَام الْأَذْرَعِيّ الأَصْل القاهري وَأمه تركية فتاة أَبِيه. / ولد فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَحفظ الْقُرْآن وتنزل فِي صوفية الباسطية وَغَيرهَا وابتني لَهُ بجوارها بَيْتا وَحضر عِنْدِي فِي دروس البرقوقية وَغَيرهَا وَنعم الرجل.

أَحْمد بن أَحْمد بن حسن الشهَاب المسيري وَالِد المحمدين الآتيين وَيعرف بالفقيه، / كَانَ فَاضلا صَالحا خيرا. مَاتَ تَقْرِيبًا قريب الْأَرْبَعين رحمه الله.

أَحْمد بن أَحْمد بن سِنَان بن عبد الله بن عمر ومسعود الْعمريّ الْمَكِّيّ العابد / مَاتَ سنة خمس

وَأَرْبَعين بالغد اخْرُج مَكَّة من ضرب الْيمن وَدفن بِهِ.

أَحْمد بن أَحْمد بن عبد الْخَالِق بن عبد المحي بن عبد الْخَالِق القَاضِي ولي الدّين بن الشهَاب بن السراج الأسيوطي الأَصْل القاهري الناصري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَعَمه. / ولد فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْمَدْرَسَةِ الناصرية وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الْفَقِيه حسن العاملي والعمدة والمنهاج الفرعي وَجمع الْجَوَامِع وألفية ابْن مَالك وَعرض على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَطَائِفَة وأحضر وَهُوَ فِي الثَّالِثَة على الْجمال عبد الله بن الْعَلَاء عَليّ الْحَنْبَلِيّ ختم السِّيرَة لِابْنِ هِشَام وَغَيره وَسمع على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَأثبت اسْمه بِخَطِّهِ فِي بعض مجَالِس أَمَالِيهِ وَشَيخنَا وَابْن الْجَزرِي

ص: 210

وَابْن الْمصْرِيّ والزين الزَّرْكَشِيّ ووالده وَعَمه الْمجد إِسْمَاعِيل والشهاب الوَاسِطِيّ والتلواني وَابْن الطَّحَّان وَابْن بردس وَابْن نَاظر الصاحبة فِي آخَرين كالمحب بن نصر الله وَقَرَأَ عَلَيْهِ البُخَارِيّ، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَأخذ الْفِقْه عَن الشّرف السُّبْكِيّ ولازمه وَأذن لَهُ فِي التدريس وَكَذَا أَخذ عَن الْمجد الْبرمَاوِيّ والشمسين الْحِجَازِي والنائي وَالْعلم البُلْقِينِيّ واشتهر اخْتِصَاصه بِهِ وَحضر دروس القاياتي وَشَيخنَا وَجَمَاعَة وطرفا من الْعَرَبيَّة عَن الْبُرْهَان الأبناسي والحناوي وَفِي الْفَرَائِض عَن أبي الْجُود البنبي وَفِي أصُول الْفِقْه عَن الْكَمَال إِمَام الكاملية وَكَذَا من شُيُوخه الوروري، وجود الْخط وتدرب فِي الشَّهَادَة كالجلوس مَعَ بعض أَرْبَابهَا إِلَى أَن ترقى لمباشرة التوقيع بِبَاب الْعلم البُلْقِينِيّ رَفِيقًا للعز بن أبي التائب وتزايدت براعته فِي الصِّنَاعَة بمرافقته وَأول من استنابه فِي الْقَضَاء البُلْقِينِيّ الْمشَار إِلَيْهِ وَاسْتمرّ يَنُوب عَن من بعده إِلَّا الصّلاح المكيني فَلم ينب عَنهُ إِلَّا فِيمَا لَا تعلق للْأَحْكَام فِيهِ وَصَارَ من أجلاء النواب بِحَيْثُ أَنه كَانَ أحد الْعشْرَة الَّذين اسْتَقر بهم القاياتي أَولا وولاه شَيخنَا أَمَانَة الحكم بِأخرَة وَاسْتقر قبل ذَلِك فِي توقيع الدست فِي الْأَيَّام البدرية ابْن مزهر واختص بولده الْبَدْر أَيْضا وَكَذَا لَازم التَّرَدُّد للتقي بن الْبَدْر البُلْقِينِيّ وَكَانَ يقْرَأ فِي الدَّرْس عِنْده ثمَّ لوَلَده الولوي وناب عَنهُ فِي خطابة جَامع المغربي بِخَط سويقة المَسْعُودِيّ وانتمى للكمالي بن الْبَارِزِيّ وللجمالي نَاظر الْخَاص واختص بِهِ كثيرا وراج أمره بِصُحْبَتِهِ ونال فِيمَا يُقَال أمولا جمة ووظائف جملَة من أنظار ومباشرات وَغير ذَلِك كالإمامة لصهريج منجم وتدريس الطبرسية بعد شَيْخه المبكي ومشيخة الجمالية بِالْقربِ من سعيد السُّعَدَاء تصوفا وتدريسا بعد صرف السفطي واختفائه وتدريس الْفِقْه بِجَامِع ابْن طولون برغبة النَّجْم بن قَاضِي عجلون وبالناصرية مَحل سكنه بعد أبي الْعدْل البُلْقِينِيّ مَعَ إِفْتَاء دَار)

الْعدْل وبالمسجد الَّذِي جدده الظَّاهِر جقمق بخان الخليلي عوضا عَن ابْن أبي الْخَيْر الزفتاوي وَقِرَاءَة الحَدِيث بَين يَدي السُّلْطَان بالقلعة عوضا عَن الْجلَال بن الْأَمَانَة والميعاد بِجَامِع ابْن الْأَشْقَر والإمامة وَالنَّظَر بِالْمَسْجِدِ المجاور لباب الناصرية عوضا عَن الشَّمْس

ص: 211

بن الْعَطَّار وَالنَّظَر بالأقبغاوية بِجَامِع السِّت مسكة وبالقبة الأنوكية بتفويض الْعلم البُلْقِينِيّ فَمن بعده وبوقف الأتابكي بِدِمَشْق وَغَيره عَن الْعِزّ الناعوري وبوقف سَيِّدي فتح الأسمر بدمياط عوضا عَن الْبرمَاوِيّ ومالا أحصره، ودرس قَدِيما فِي حَيَاة الأكابر وَحضر بَعضهم مَعَه أجلاسا لَهُ وتعاني التَّقْسِيم فِي كل سنة وتصدر فِي الْجَامِع الْأَزْهَر لذَلِك وأشير إِلَيْهِ بالبراعة فِي فن التوقيع والتحري فِي الْحُكَّام فتزايدت بِهَذِهِ الْأَوْصَاف وجاهته وَارْتَفَعت مكانته وَدخل فِي قضايا كبار فأنهاها وصمم على التَّوَقُّف فِيمَا لَا يرتضيه سفاها وَجَرت على يَدَيْهِ للجمالي الْمشَار إِلَيْهِ صدقَات وَشبههَا وثوقا بِهِ واعتمادا عَلَيْهِ وَقصد التَّوَسُّط عِنْده فِي كثير من المآرب وَتردد إِلَيْهِ بِسَبَب ذَلِك الْمُرْتَفع والمقارب فَصَارَ إِلَى اشتهار بذلك وَسُمْعَة وَعز متزايد ورفعة مَعَ مَا عِنْده من وفور الْعقل والسكون والتواضع الْمُقْتَضِي للركون وَعدم الطيش والتبسط فِي الْعَيْش والتودد بالْكلَام واستجلاب الخواطر فِي سَائِر الْأَقْسَام وَحسن المداخلة للكبار وَالْمُبَالغَة فِي لطف الْعشْرَة مَعَهم وَعدم السلوك لليبس عِنْدهم إِلَى غير ذَلِك من الْميل فِي المنسوبين للصلاح المتعاهدين أَسبَاب الْفَلاح ورغبة فِي الازدياد من زيارتهم والتطفل على كريم شيمهم وصفاتهم وحرص على مُلَازمَة حُضُور وَقت إمامنا الشَّافِعِي فِي كل شهر والتوسل بِهِ فِيمَا يجلب المسرات وَيدْفَع الْقَهْر ومحبة لشهود الْجَمَاعَات والتعبد وَالْقِيَام فِيمَا بَلغنِي للتهجد، وَقد حج مرَارًا آخرهَا فِي سنة سبعين السّنة الَّتِي حججْت فِيهَا وَكَانَ صُحْبَة وليد الْجمال الْمشَار إِلَيْهِ بعد موت والدهما فَكَانَ أكبرهما يُكَرر عَلَيْهِ ماضيه فِي كل يَوْم، وَرجع صحبتهما فَظهر بوصوله تَحْقِيق بطلَان مَا كَانَ أشيع فِي غيبته من وَفَاته الَّتِي كَانَت سَببا لفسخ كثير من جهاته لامتداد أعين السعاة إِلَيْهَا وَعدم توقفهم عَن ذَلِك ليثبت الْمقَالة الَّتِي تبين انه لَا اعْتِمَاد عَلَيْهَا وَلم يلبث إِلَّا الْيَسِير حَتَّى اسْتَقر فِي الْقَضَاء مَعَ وجود الْمَنَاوِيّ وَغَيره من الْأَعْيَان عوضا عَن الْبَدْر البُلْقِينِيّ فِي جُمَادَى الأولى سنة أحدى بِتَعْيِين الْأمين الأقصرائي وباشر على قَاعِدَته وَصَارَ يُرَاجع فِيمَا لَا ينْهض بالاستقلال بِهِ من الْفَتَاوَى وَنَحْوهَا وَرُبمَا تقوى بتضمين فتاوية الْمَوْجُودين فِي بعض الأسجلات عَلَيْهِ بالحكم وَاقْتصر على نقيب وَاحِد عَاقل وَلم يبتكر نَائِبا بل)

خص جمَاعَة مِمَّن اخْتصَّ بهم وَقَدَّمَهُمْ بالمور المهمة كالوصايا وَشبههَا وأمعن فِي

ص: 212

تَأمل المكاتيب ودقق فِي المساجحة فِي أَسمَاء مستحقي أوقاف الْحَرَمَيْنِ لكَونه يتَوَلَّى كتابتهم بِنَفسِهِ لكنه لم يتهيأ لَهُ حسن النّظر فِي الْأَوْقَاف المشمولة بنظره مَعَ شدَّة حرصه على تعَاطِي معاليم الأنظار بل وَمَا كَانَ باسمه فِي مرتبات الصَّدقَات وَنَحْوهَا قبل ذل حَتَّى كَادَت أَن تخرب وَكثر الْخَوْض فِي جَانِبه بِسَبَبِهَا وَكَذَا بِنَقص بضاعته وَكَونه انْسَلَخَ مِمَّا كَانَ فِيهِ قبل الْولَايَة من المذاكرة بِالْعلمِ فِي الْجُمْلَة بِحَيْثُ اشْتهر بذلك عِنْد الْخَاص وَالْعَام وجاهره بعض رفقائه بل وَالسُّلْطَان بِمَا لَا يحْتَملهُ غَيره وَهُوَ ثَابت لَا يتزحزح وممسك لَا يتسمح حَتَّى أَنه لم يتَّفق لكثير مِمَّن أدركناهم مَعَ جلالتهم فِي الْعلم والبذل وَسَائِر الْأَوْصَاف مَا اتّفق لَهُ من الهناء بالمنصب مُدَّة من غير محرك إِلَى أَن صرفه فِي صفر سنة خمس وَثَمَانِينَ بِسَبَب شرحته فِي مَحَله فَلم يلبث أَن أُعِيد بعناية الأتابك مَعَ عدم مُوَافَقَته عرض السُّلْطَان وَلذَا عَزله على حِين غَفلَة وَذَلِكَ بعد مستهل رَجَب من الَّتِي تَلِيهَا حِين التهنئة وأقيم من مَجْلِسه على وَجه لَا يَلِيق بِمثلِهِ ثمَّ اسْتَقر بالزيني زَكَرِيَّا ورام الترسيم عَلَيْهِ لعمل الْحساب فكفه الْمُتَوَلِي عَنهُ وتألم كَثِيرُونَ بانفصاله بعد مزِيد اشْتِغَاله سِيمَا مَعَ الْتِزَام الْمُتَوَلِي بعمارة الْأَوْقَاف وتسويته بِالْقطعِ بَين الْمُسْتَحقّين مِمَّا قرر أَنه الْعدْل والإنصاف وَلزِمَ هَذَا منزله غير آيس من عوده إِلَى أَن مَاتَ بعد تعلل مُدَّة فِي لَيْلَة الْأَحَد ثامن عشري صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد فِي جمع حافل جدا ثمَّ دفن بحوش صوفية سعيد السُّعَدَاء وَكثر الأسف على فَقده ورأيته فِي الْمَنَام على هَيْئَة حَسَنَة رحمه الله وإيانا.

أَحْمد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الشهَاب القمصي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أَخُو عبد الرَّحْمَن الْآتِي وَهُوَ أَصْغَر أخوته. / ولد قَرِيبا من سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وَغَيره وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَجلسَ لَهَا دهرا بحانوت قنطرة الموسكي مديما للتلاوة على طَريقَة مرضية وَهُوَ مِمَّن حج مَعَ الرجبية. وَمَات فِي أَوَائِل جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَسبعين رحمه الله.

أَحْمد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن الشَّيْخ عبد الْوَاحِد بن معمر بن عبود الشهَاب السخاوي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. / ولد فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَثَمَانمِائَة بسخا وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وتلا بِهِ للسبع على إِمَام جَامع الغمري بالمحلة قَاسم وللثلاث على الشهَاب بن جليدة وَأقَام بالمحلة نَحْو عشر)

سِنِين وَحفظ هُنَاكَ كتبا وَقَرَأَ على الشهَاب

ص: 213

الْمصْرِيّ فِي الْفِقْه وعَلى نَاصِر الدّين الجندي فِي الْعَرَبيَّة وعَلى الْبَهَاء بن الْوَاعِظ فِي الْفَرَائِض فِي آخَرين كالشهاب بن الأقيطع، وتحول مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة واشتغل وَكتب عني جملَة من الْإِمْلَاء وَقَرَأَ عَليّ الرّبع الأول فَأكْثر من البُخَارِيّ وَسمع على النشاوي ثمَّ سَافر إِلَى أَن استوطن الْقَاهِرَة ولازم الزين الأبناسي وَغَيره وَقَرَأَ الحَدِيث على الْعَامَّة وأقرأ الْأَطْفَال ثمَّ حج فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ موسميا وَقَرَأَ على المحيوي الْحَنْبَلِيّ القَاضِي وَالشَّمْس المراغي واتصل بالشهابي بن الْعَيْنِيّ بإقراء أَوْلَاده، وَالْغَالِب عَلَيْهِ سَلامَة الْفطْرَة وَالْخَيْر.

أَحْمد بن أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن أبي بكر الْمُحدث الْأَصِيل الزين حفيد السراج الشرجي الزبيدِيّ الْيَمَانِيّ الْحَنَفِيّ أحد أَعْيَان الْحَنَفِيَّة. / ولد فِي سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة، وَقَالَ حَمْزَة النَّاشِرِيّ سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَهُوَ الصَّحِيح كَمَا سمع من لَفظه وَأَنه فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَانِي عشري رَمَضَان بزبيد وَمَات أَبوهُ وَهُوَ حمل فَلِذَا سمى باسمه والمسمى لَهُ هُوَ الشَّيْخ أَحْمد بن أبي بكر الرداد وَأَبوهُ وجده مِمَّن أَخذ عَن شَيخنَا كَمَا سَيَأْتِي فِي ترجمتيهما، وَلِهَذَا نظم ونثر وتأليف وَهُوَ الَّذِي جمع مَا وقف عَلَيْهِ من نظم ابْن الْمُقْرِئ فِي مجلدين بل لَهُ أَيْضا طَبَقَات الْخَواص الصلحاء من أهل الْيمن خَاصَّة، وَسمع اتِّفَاقًا مَعَ أَخِيه على النفيس الْعلوِي والتقي الفاسي وبنفسه على ابْن الْجَزرِي سمع عَلَيْهِ النَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه ومسند الشَّافِعِي وَالْعدة والحصن كِلَاهُمَا لَهُ واليسير على أبي الْفَتْح المراغي وَكَذَا سمع على الزين البرشكي عَام وُصُوله صُحْبَة ابْن الْجَزرِي الْيمن فِي سنة تسع وَعشْرين الشفا والموطأ والعمدة وتصنيفه طرد المكافحة عَن سَنَد المصافحة، أَخذ عَنهُ بعض الطّلبَة بزببيد فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة وَقَالَ الْعَفِيف النَّاشِرِيّ أَنه صحب الْفَقِيه الصَّالح الشّرف أَبَا الْقَاسِم بن أبي بكر العسلقي بِضَم أَوله وثالثه بَينهمَا مُهْملَة سَاكِنة نِسْبَة إِلَى قَبيلَة يُقَال لَهَا العسالق من الْيمن وحجاوزارافي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وبصحبته انْتفع، وَقَالَ حَمْزَة النَّاشِرِيّ أَنه سمع من سُلَيْمَان الْعلوِي وَابْن الْخياط وَابْن الْجَزرِي ووغيرهم وتفقه فِي مذْهبه وَكَانَ أديبا شَاعِرًا لَهُ مؤلفات مِنْهَا طَبَقَات الْخَواص ومختصر صَحِيح البُخَارِيّ ونزهة الأحباب فِي مُجَلد كَبِير يتَضَمَّن أَشْيَاء كَثِيرَة من أشعار ونوادر وملح وحكايات وفوائد أَو حادي عشر ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَنزل النَّاس فِي زبيد بِمَوْتِهِ فِي

ص: 214

الرِّوَايَة دَرَجَة رحمه الله انْتهى. وَمِمَّنْ تَرْجمهُ لي أَيْضا الْكَمَال)

مُوسَى الدوالي حَسْبَمَا كتب إِلَى بِهِ من الْيمن.

أَحْمد بن أَحْمد بن عبد الله الشهَاب الربيعي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي نزيل مَكَّة / أَقَامَ بهَا يشْتَغل عِنْد المسيري ثمَّ غَيره كالشرف عبد الْحق السنباطي ولازمني حِين الْمُجَاورَة الثَّالِثَة ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ رَجَاء لوفاء دينه وَصَارَ يحضر عِنْدِي أَحْيَانًا وَعند الْجَوْجَرِيّ وَعبد الْحق وَيكثر التَّرَدُّد للمجد القلعي بجامعها وَعَاد لمَكَّة ثمَّ سَافر مِنْهَا إِلَى الطَّائِف فدام بِهِ قَلِيلا وَكَذَا أَقَامَ بِالْمَدِينَةِ يَسِيرا.

أَحْمد بن أَحْمد بن عبد الله الزهوري العجمي نزيل دمشق / كَانَ بزِي الْفُقَرَاء وحصلت لَهُ جذبة فَصَارَ يهذي فِي كَلَامه ويخلط وَتَقَع لَهُ مكاشفات مِنْهَا أَنه لما كَانَ بِدِمَشْق وَكَانَ الظَّاهِر برقوق حِينَئِذٍ بهَا جنديا فَرَأى فِي مَنَامه أَنه ابتلع الْقَمَر بعد أَن رَآهُ صَار فِي صُورَة رغيف خبز فَلَمَّا أصبح اجتاز بِصَاحِب التَّرْجَمَة فصاح بِهِ يَا برقوق أكلت الرَّغِيف فَعظم اعْتِقَاده فِيهِ لذَلِك فَلَمَّا ولي السلطنة أحضرهُ وعظمه وَصَارَ يشفع عِنْده فَلَا يردهُ ثمَّ أفرط حَتَّى كَانَ يحضر مَجْلِسه الْعَام فيجلس مَعَه على مَقْعَده بل ويسبه بِحَضْرَة الْأُمَرَاء وَرُبمَا يبصق فِي وَجهه وَلَا يتأثر لذَلِك وَيدخل على حريمه فَلَا يحتجبن مِنْهُ وحفظت عَنهُ كَلِمَات كَانَ يلقيها فَيَقَع الْأَمر كَمَا كَانَ يَقُول وَكَانَ للنَّاس فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير. مَاتَ فِي سنة إِحْدَى، تَرْجمهُ شَيخنَا فِي أنبائه وَذكره الْعَيْنِيّ بِدُونِ أَحْمد الثَّانِي وَمَا علمت الصَّوَاب فِيهِ وَقَالَ: شيخ كَانَ السُّلْطَان يَعْتَقِدهُ إِلَى الْغَايَة بِحَيْثُ أَنه كَانَ يشتمه سفاها ويبزق على مَقْعَده وَيُقَال أَنه بشره بالسلطنة، وَبِالْجُمْلَةِ كَانَ مغلوب الْعقل يتَكَلَّم تَارَة بِكَلَام الْعُقَلَاء وَتارَة يخلط وأرخه فِي يَوْم الْأَحَد مستهل صفر وَدفن فِي تربة السُّلْطَان بجوار الشَّيْخ طَلْحَة وَالشَّيْخ أبي بكر البخاوي، وَذكره المقريزي فِي عقوده وَلَكِن بِدُونِ اسْم جده بل اقْتصر على أَحْمد بن أَحْمد.

أَحْمد بن أَحْمد بن عُثْمَان شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس الدمنهوري وَيعرف بِابْن كَمَال. / ولد بدمنهور الْوَحْش وَقَرَأَ الْقُرْآن فِي صغره على بعض قرائها وَأَجَازَ لَهُ وَجلسَ مَعَ الشُّهُود بِمصْر وَصَحب قَاضِي بَلَده الزين الْأنْصَارِيّ فاختص بِهِ وَتردد مَعَه وَقَبله وَبعده إِلَى مَكَّة مرَارًا وجاور بهَا عدَّة سِنِين وَكَذَا تردد إِلَى الْقُدس ودمشق وَاجْتمعَ بِكَثِير من الصَّالِحين وَأهل الْخَيْر وخدمهم وَأحسن لبَعْضهِم كثيرا وعادت عَلَيْهِ بركتهم سما مَعَ إكثاره الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

ص: 215

حَتَّى كَانَ يَقُول أَنه يُصَلِّي عَلَيْهِ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة مائَة ألف مرّة أَو نَحْوهَا بل كَانَ يسبح)

اله ويهلله ويمدح فِي آخر اللَّيْل بمنارة بَاب الْعمرَة أوقاتا كَثِيرَة فِي سِنِين مُتعَدِّدَة ثمَّ امْتنع من ذَلِك رغما عَن أَنفه لأمر اقْتَضَاهُ وَرُبمَا كَانَ يذاكر أبياتا حَسَنَة من الشّعْر والأذكار كل ذَلِك مَعَ حِدة فِي خلقه تُفْضِي بِهِ إِلَى مَا لَا يحمد. مَاتَ بعد أَن تزوج عِنْد بَيت الزمزمي وَولد لَهُ عدَّة أَوْلَاد فِي لَيْلَة السبت الْعشْرين من الْمحرم سنة أَربع وَعشْرين وَدفن بالمعلاة وَقد جَازَ السّبْعين بِيَسِير وَخلف طفْلا رحمه الله وإيانا. تَرْجمهُ التقي الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة وَتَبعهُ ابْن فَهد فِي مُعْجَمه وَشَيخنَا فِي أنبائه.

أَحْمد بن أَحْمد بن الْفَخر عُثْمَان الغزولي ويلقب طبيخ. / مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَانِي صفر فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَكَانَ مثريا بعد فاقة.

أَحْمد بن أَحْمد بن عَلَيْك البعلي ثمَّ الْمدنِي أَخُو إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن غَنَائِم الْمَاضِي. / ولد فِي أَوَاخِر سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع على ابْن صديق وَأَجَازَ فِي استدعاء فِيهِ شَيخنَا سنة إِحْدَى وَعشْرين، وَسَيَأْتِي أَحْمد بن أَحْمد بن علبك وَلَكِن ذَاك مَعَ كَونه بالغين الْمُعْجَمَة المضمومة اسْم جده وَهَذَا مَعَ كَونه بِالْمُهْمَلَةِ الْمَفْتُوحَة لقب وَاسم جده غَنَائِم.

أَحْمد بن أَحْمد بن عَليّ بن أبي بكر بن أَيُّوب بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن درباس فَخر الدّين أَبُو إِسْحَاق المازاني الْكرْدِي القاهري الْحَنْبَلِيّ الْمُحدث وَيعرف بِابْن درباس / وَزَاد بَعضهم بَين أَبِيه وعَلى مُحَمَّد، قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه شَاب نبيه سمع من بعض شُيُوخنَا وَأكْثر مني. قلت وَكَانَ أحد المنزلين عِنْده فِي طلب الجمالية واشتمل عَلَيْهِ. وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ النخبة بِقِرَاءَة الشمني فِي سنة خمس عشرَة وَكتب من تصانيفه تَعْلِيق التَّعْلِيق وَقِرَاءَة الْكَمَال أَو أَكْثَره انْتهى. وتيقظ وَجمع أَشْيَاء حَسَنَة، وَمن فَوَائده أَنه سُئِلَ عَن قَوْله صلى الله عليه وسلم سَبْعَة يظلهم الله هَل لَهُ مَفْهُوم وَكَانَ ذَلِك سَبَب جمع سَبْعَة أُخْرَى ثمَّ سَبْعَة أُخْرَى كَمَا ذكرت ذَلِك فِي الزَّكَاة عَن شرح البُخَارِيّ وسألني مرّة أُخْرَى عَن المسانيد الَّتِي يُخرجهَا أَصْحَاب المسانيد فِي صفة النَّبِي صلى الله عليه وسلم من أَي الْأَقْسَام الثَّلَاثَة هِيَ أَي إِن أَصْحَاب الحَدِيث وَغَيرهم يصرحون أَن السّنَن تَنْقَسِم إِلَى قَوْله وَفعله وَتَقْرِيره وَإِذا لم تكن من هَذِه الْأَقْسَام أشكلت على مَا أَطْلقُوهُ من الْحصْر فِي ثَلَاثَة، وَجمع كتابا فِي آل بَيته بني درباس وَآخر فِي آل ابْن العجمي وَلم يزل مكبا على الِاشْتِغَال والطلب

ص: 216

وَكِتَابَة الحَدِيث مَعَ الدّين وَالْخَيْر وَالْعِبَادَة إِلَى أَن مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبع عشرَة وَلم يتكهل وَلم يتأهل، وَهُوَ فِي عُقُود)

المقريزي بِاخْتِصَار وَقد اختصر التَّبْصِرَة فِي الْوَعْظ لِابْنِ الْجَوْزِيّ بِزِيَادَات رحمه الله وعوضه الْجنَّة.

أَحْمد بن أَحْمد بن عَليّ بن زَكَرِيَّا الشهَاب بن الشَّيْخ شهَاب الدّين الجديدي بِضَم الْجِيم ثمَّ دَال مُهْملَة مَفْتُوحَة بعْدهَا تَحْتَانِيَّة مُشَدّدَة مَكْسُورَة ثمَّ مُهْملَة نِسْبَة لقرية من قرى منية بدران لكَون أَصله مِنْهَا البدراني الشَّافِعِي نزيل دمياط والآتي أَبوهُ. / ولد فِي مستهل الْمحرم سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بمنية بدران وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد وَالِده والمنهاج والجرومية وبضع ألفية ابْن مَالك وَقدم الْقَاهِرَة فَحَضَرَ القاياتي وَغَيره كَالْعلمِ البُلْقِينِيّ فِي الْفِقْه وَكَذَا أَخذ الْفِقْه بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة حِين إِقَامَته بهَا نَحْو ثلث سنة لما حج فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ عَن الْجمال الكازروني والعربية عَن الشهَاب البجائي والْحَدِيث وَغَيره عَن شَيخنَا وَسمع عَلَيْهِ وعَلى الزين الزَّرْكَشِيّ والكازروني والنور الْمحلى سبط الزبير وطاهر الخجندي وَطَائِفَة بِالْقَاهِرَةِ وَالْمَدينَة وقطن دمياط من سنة سبع وَخمسين وتصدى فِيهَا للتدريس فَانْتَفع بهَا جمَاعَة وَقصد بالفتاوى من تِلْكَ النواحي وَعمل على الجرومية شرحا مطولا ومختصرا لم يكملا وَكَذَا شرع فِي مُقَدّمَة الحناوي فِي النَّحْو وَلَعَلَّه أَخذ عَنهُ وَفِي شرح جَامع المختصرات وَله النَّصِيحَة الرابحة لِذَوي الْعُقُول الراجحة وَغير ذَلِك وَأَنْشَأَ الْخطب والرسائل نظما ونثرا وَفِي ذَلِك مَا يُوصف بالجودة، وَولي مشيخة المعينية المستجدة بدمياط وَكَانَ فَاضلا مشاركا ذكيا قَادِرًا على التَّعْبِير عَن مُرَاده متين الْكِتَابَة متوددا كَرِيمًا كثير السُّكُوت وَالِاحْتِمَال قَلِيل التشكي وَهُوَ مِمَّن كتب فِي كائنة ابْن الفارض وَلم يكن يعْتَمد فِيمَا يَقع لَهُ من الحيدث غَيْرِي ومدحني نظما ونثرا. مَاتَ بدمياط فِي حادي عشر ربيع الآخر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ رحمه الله وإيانا.

أَحْمد بن بهاء الدّين أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْأنْصَارِيّ التتائي الأَصْل الْآتِي أَبوهُ. /

مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن عشري جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ بِمَكَّة، أرخه ابْن فَهد وَكَأَنَّهُ ولد بعد أَبِيه فَسُمي باسمه.

أَحْمد بن أَحْمد عَليّ الدمياطي / عَليّ إِمَام قاعة السِّلَاح المنسوبة للشَّيْخ عبد الرَّحْمَن العجمي، سمع مني فِي الْإِمْلَاء.

أَحْمد بن أَحْمد بن عمر بن حُسَيْن الزفتاوي الأَصْل المقسي الْآتِي أَبوهُ. وَعَمه عبد الْقَادِر. / قَرَأَ عَليّ فِي القتريب للنووي وَسمع على غير ذَلِك.)

ص: 217

أَحْمد بن أَحْمد بن عمر بن غَنَّام الشهَاب البرنكيمي ثمَّ الزنكلوني ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي أَخُو الشّرف مُوسَى الْآتِي، / ولد فِي سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بيرنكيم من أَعمال الشرقية وَنَقله أَبوهُ وَهُوَ فِي المهد إِلَى زنكلون ثمَّ وَهُوَ طِفْل إِلَى الْقَاهِرَة فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الْفَقِيه حسن العالمي وتلاه لأبي عَمْرو على ابْن عَبَّاس بِمَكَّة حِين حج فِي سنة تسع وَأَرْبَعين ثمَّ للسبع على عمر النجار بهَا أَيْضا فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَحفظ الْعُمْدَة والمنهاج وقطعا من الْكتب الْأَرْبَعَة جمع الْجَوَامِع وألفية الحَدِيث والنحو الشاطبية وَعرض على جمَاعَة كالمحب بن نصر الله والقاياتي وَشَيخنَا وَأخذ عَنهُ فِي شرحي النخبة والألفية وَسمع عَلَيْهِ جملَة وتفقه بِمَكَّة حِين حج بِأبي الْفَتْح المراغي وَسمع عَلَيْهِ البُخَارِيّ وَغَيره وَكَذَا سمع على التقي بن فَهد وَفِي الْقَاهِرَة بالسيد النسابة والشرف الْمَنَاوِيّ وَعنهُ أَخذ أصُول الْفِقْه أَيْضا ولازمه بل حضر فِي دروس القاياتي وَابْن البُلْقِينِيّ والْعَلَاء القلقشندي وَابْن الْهمام وَأخذ النَّحْو عَن الحناوي والابدي وأصول الْفِقْه أَيْضا مَعَ الْمنطق وَغَيره عَن التقي وقرا على الْجَوْجَرِيّ الْمُخْتَصر وتوضيح ابْن هِشَام وَسمع عَلَيْهِ شرح العقائد ثلاثتها بِمَكَّة وَأخذ الْفَرَائِض عَن أبي الْجُود والبوتيجي والشهاب السجينيوسمع الحَدِيث على بعض من ذكر وَغَيرهم، وَمِمَّا سَمعه ختم البُخَارِيّ بالظاهرية مَعَ مجْلِس قبله، وتميز وشارك فِي كثير من الْفَضَائِل وأقرأ فِي بَيت البُلْقِينِيّ وقتا وَاسْتقر فِي مشيخة الحبعانية ببولاق وَغَيرهَا بعد أَخِيه ودرس هُنَاكَ مَعَ سُكُون وَخير وتقنع.

أَحْمد بن أَحْمد بن غلبك بِضَم الْمُعْجَمَة وَإِسْكَان اللَّام وَفتح الْمُوَحدَة وَآخره كَاف ابْن عبد الله شهَاب الدّين بن الْأَمِير شهَاب الدّين الجندي الْحلَبِي / أحد أجنادها المعتبرين. ولد بهَا فِي أَوَاخِر سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة، وبخط بَعضهم تسع وَخمسين وَأَظنهُ غَلطا، وَكَانَ وَالِده من تولى الحجوبية والاستادارية وَغَيرهَا بحلب فَنَشَأَ هَذَا وَسمع على ابْن صديق فِي البُخَارِيّ وَولي نظر جَامع الطنبغا وَأثْنى عَلَيْهِ الْبُرْهَان الْحلَبِي بالمحافظة على وظائف الْعِبَادَة وَحسن السِّيرَة والحذق فِي فنه أَخذ عَنهُ بعض الطّلبَة، وَمَات فِي حُدُود سنة خمسين ظنا.

أَحْمد بن أَحْمد بن غَنَائِم البعلي الْمدنِي. / مضى فِيمَن جده علبك.

أَحْمد شاه بن أَحْمد شاه بن فند / وكاش المظفر شهَاب الدّين ملك بنجالة

ص: 218

وجدته بخطي فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ من حَاشِيَة الأنباء، وَقد مضى أَحْمد بن أَحْمد بن حسن بن بهمز صَاحب كلبرجة فيحرر أَمرهمَا.

أَحْمد بن أَحْمد بن أبي الْيمن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضي إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ وَأمه زَيْنَب ابْنة عبد الله بن الزين أَحْمد بن الْجمال مُحَمَّد بن الْمُحب الطَّبَرِيّ. / سمع من الزين المراغي فِي سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة وَأَجَازَ لَهُ قبل ذَلِك فِي سنة خمس مَا بعْدهَا جده والزين الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَآخَرُونَ. مَاتَ.

أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن جَعْفَر ابْن زيد بن جَعْفَر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الممدوح بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن إِسْحَاق بن جَعْفَر الصَّادِق بن مُحَمَّد الباقر بن زين العابدين عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب الْعِزّ أَبُو جَعْفَر بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس بن أبي الْمجد الْحُسَيْنِي ثمَّ الإسحاقي الْحلَبِي الشَّافِعِي نقيب الْأَشْرَاف وَابْن نقيبهم وَابْن أخي نقيبهم ووالد نقيبهم وسبط الإِمَام الجمالي أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن الشهَاب مَحْمُود الْكَاتِب. / ولد فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن واشتغل كثيرا فِي النَّحْو وَغَيره على شُيُوخ وقته كَأبي عبد الله المغربي الضَّرِير وَسمع على جده لأمه وَالْقَاضِي نَاصِر الدّين بن العديم وَغَيرهمَا واستجاز لَهُ جده لأمه الوادياشي وَأَبا حَيَّان والميدومي وَأحمد بن كشغدى وَآخَرين من دمشق ومصر وَغَيرهمَا، وَحدث سمع مِنْهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي وَابْن خطيب الناصرية وَآخَرُونَ مِنْهُم الْبَهَاء بن الْمصْرِيّ وقرأت عَلَيْهِ الِاسْتِيعَاب بِسَمَاعِهِ لَهُ مِنْهُ بإجازته من الادياشي، وروى عَنهُ شَيخنَا بِالْإِجَازَةِ وَخرج عَنهُ فِي بعض تخاريجه وَكَانَ أوحد وقته زهدا وورعا وصيانة وعفة وجمال صُورَة ذَا وقار وسكينة ومهابة وجلالة وسمت حسن لَا يشك من رَآهُ أَنه من السلالة الطاهرة واقتفاء لآثار السّلف متمسكا بِالسنةِ اسْتَقر فِي النقابة بعدو وَالِده وَكَذَا ولي مشيخة خانقاه ابْن العديم مُدَّة ثمَّ امْتنع من مباشرتها وَانْفَرَدَ برياسة حلب حَتَّى كَانَ قضاتها وأكابرها يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ وَلَا يردون لَهُ كلمة، كل ذَلِك مَعَ مُشَاركَة جَيِّدَة فِي الْفضل وَيَد فِي الْعَرَبيَّة ونظم جيد ونثر رائق وَحسن محاضرة فِي أَيَّام النَّاس والتاريخ وحلاوة الحَدِيث، وَهُوَ من حَسَنَات الدَّهْر، وَمن نظمه مِمَّا أنشدناه الْبَهَاء بن الْمصْرِيّ عَنهُ:

(يَا رَسُول الله كن لي

شافعا فِي يَوْم عرضي)

(فأولو الْأَرْحَام نصا

بَعضهم أولى بِبَعْض)

وَقَوله وَقد ورد بَين زَمْزَم وَالنَّاس يتزاحمون عَلَيْهَا:)

ص: 219

(وَذي ضغن تفاخر إِذْ وردنا

لزمزم لَا بجد بل بجد)

(فَقلت تَنَح وَيْح أَبِيك عَنْهَا

فَإِن المَاء مَاء أبي وجدي)

وَقَوله:

(يَا سائلي عَن محتدي وأرومتي

الْبَيْت محتدنا الْقَدِيم وزمزم)

(وَالْحجر وَالْحجر الَّذِي أبدأ يرى

هَذَا يُشِير لَهُ وَهَذَا يلثم)

فِي أَبْيَات. قَالَ الْبُرْهَان الْحلَبِي نَشأ نشأة حَسَنَة لَا يعرف لَهُ لعب وَاسْتمرّ على ذَلِك إِلَى أَن مَاتَ ملازما للخير محافظا على الصَّلَاة فِي أول وَقتهَا مَعَ الطَّهَارَة فِي الْبدن وَالثَّوْب وَاللِّسَان وَالْعرض قَالَ لي أَنا أقدم مصَالح النَّاس على مصلحتي قَالَ وَكَانَ أديبا بليغا كَامِلا ذَا سمت وهيبة وخشمة مفرطة لم أر بحلب أَكثر أدبا وَلَا أحشم مِنْهُ لَا من الْأَشْرَاف وَلَا من غَيرهم مَعَ الذكاء وَحسن الْخلق وَحسن الْخط والفهم الْحسن. مَاتَ بعد كائنة التتار بحلب فِي شهر رَجَب سنة ثَلَاث بِمَدِينَة تيزين وَكَانَ قد تحول إِلَيْهَا فِي الكائنة وَبَينهَا وَبَين حلب مرحلتان إِلَى جِهَة الْفُرَات ثمَّ نقل إِلَى حلب فَدفن بمشهد الْحُسَيْن ظَاهرهَا بسفح جبل جوشن عِنْد أَقَاربه وأجداده رحمه الله وإيانا، ذكره ابْن خطيب الناصرية مطولا وَتَبعهُ شَيخنَا فِي أنبائه ومعجمه بِاخْتِصَار وَلَيْسَ عِنْده فِيهِ فِي نسبه بعد على الثَّانِي مُحَمَّد وَلَا إِبْرَاهِيم قَالَ وجده مُحَمَّد وَالِد جَعْفَر يَعْنِي الممدوح أول من ولي نقابة الطالبين بحلب فِي أَيَّام سيف الدولة وَأما فِي الأنباء فساقه كَمَا تقدم وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي.

أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الزين أَحْمد بن الْجمال مُحَمَّد بن الْمُحب أَحْمد بن عبد الله أَبُو الطَّاهِر الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ وَأمه عَائِشَة ابْنة سعيد النويري. / ولد تَقْرِيبًا سنة سبع وَثَمَانمِائَة وأحضر فِي الرَّابِعَة على أَبِيه وَالْجمال بن ظهيرة وَآخَرين سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة.

أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد سبط الجاي. / يَأْتِي بِدُونِ أَحْمد بن مُحَمَّد الثَّانِي.

أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان شهَاب الدّين بن الشَّيْخ أبي الْعَبَّاس القاهري المقسي وَيعرف بِابْن الزَّاهِد الْمَاضِي وَلَده والآتي أَبوهُ. / ولد تَقْرِيبًا سنة عشر وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ يَتِيما فَقَرَأَ الْقُرْآن وَتزَوج ابْنة الشهَاب الْحُسَيْنِي واستولدها وَحج مَعَ أحد مريدي وَالِده أبي عبد الله الغمري وَقَامَ بِخِدْمَة جَامع وَالِده بالمقس أتم قيام مَعَ اسْتِعْمَاله أوراد أَبِيه وتلاوته لما تيَسّر حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع عشري جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ بعد

الظّهْر فِي جَامع أَبِيه وَدفن بجوار ضريحه وَكَانَ صَالحا رحمه الله نفعنا ببركاته.

ص: 220

أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن زُهَيْر الشهَاب الرَّمْلِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْمُقْرِئ الشَّاعِر / إِمَام مَقْصُورَة جَامع بني أُميَّة بِدِمَشْق وَأحد من لم على البقاعي وَهُوَ هُنَاكَ. ولد فِي ربيع الأول سنة أَربع وَخمسين وَثَمَانمِائَة بالرملة وَنَشَأ بهَا ثمَّ تحول إِلَى دمشق وَحفظ الْمِنْهَاج وألفية النَّحْو والْحَدِيث والشاطبيتين والدرة فِي الْقرَاءَات الثَّلَاث لِابْنِ الْجَزرِي وَعرض على جمَاعَة وَأخذ الْقرَاءَات عَن أبي زرْعَة الْمَقْدِسِي وَابْن عمرَان وخطاب وَعمر الطَّيِّبِيّ والزين الهثمي وجعفر بِالْقَاهِرَةِ ودمشق وَغَيرهمَا وتميز فِيهَا وَولي مشيخة الإقراء بِجَامِع بني أُميَّة وبدار الحَدِيث الأشرفية تلقاها عَن خَلِيل اللدي وبتربة الأشرفية بعد خطاب وبتربة أم الصَّالح بعد البقاعي وَكَانَ لَازمه حِين إِقَامَته بِدِمَشْق حَتَّى أَخذ عَنهُ فِي ألفية الحَدِيث وَغَيرهَا بل كتب من مناسباته قِطْعَة وسمعها وعادى أَكثر أهل بَلَده أَو الْكثير مِنْهُم بِسَبَب ذَلِك وَكَذَا لَازم خطابا فِي الْفِقْه وأطراه فِيهِ والنجم بن قَاضِي عجلون فِي آخَرين كالعبادي والبكري بِالْقَاهِرَةِ وَأخذ الْمُخْتَصر قِرَاءَة والمطول سَمَاعا غير ملا زادة السَّمرقَنْدِي وَكَذَا أَخذ عَنهُ العقائد وَبَعض شرَّاح المواقف، وتكرر قدومه للقاهرة وقصدني فِي بعض قدماته فَأخذ عني كراسة كتبتها فِي الْمِيزَان وَغير ذَلِك واستفتاني فِي حَادِثَة وَنقل لي عَن البقاعي أَنه لم يُرْسل من الشَّام فِي وَاقعَة إِلَّا ويحض الْمُرْسل إِلَيْهِ على استفتائي فِيهَا حَتَّى وَاقعَة الْغَزالِيّ وَذكر كلَاما كثيرا فِي نَحْو هَذَا الْمَعْنى وأنشدني قصيدة من نظمه امتدح بهَا الخيضري وَكَانَ نَائِبه فِي إِمَامه مَقْصُورَة الْجَامِع الْأمَوِي ثمَّ نَاب فِي الْقَضَاء، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ خَفِيف مَعَ فَضِيلَة. مَاتَ.

أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن أَيُّوب بن درباس. / مضى بِدُونِ مُحَمَّد فِي نسبه.

أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن عَليّ شهَاب الدّين بن الْمعلم شمس الدّين الطولوني كَبِير المهندسين، / قَالَ المريزي فِي عقوده: كَانَ أَبوهُ وجده مهندسين وإليهما تقدمة الحجارين والبنائين بديار مصر وَعَلَيْهِمَا الْمعول فِي العمائر السُّلْطَانِيَّة، وَتقدم أَبوهُ بِخُصُوصِهِ فِي الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة برقوق جدا بِحَيْثُ تزوج السُّلْطَان ابْنَته وتزيا أَخُوهَا صَاحب التَّرْجَمَة بزِي الأتراك وحظي عِنْد الظَّاهِر أَيْضا وَتزَوج بابنته بعد أَن طلق أُخْته عَمَّتهَا وَتَزَوجهَا أَمِير اخور توروز الحافظي وَعَمله أحد أُمَرَاء العشرات الخاصكية إِلَى أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس خَامِس)

عشر رَجَب سنة إِحْدَى وَدفن بتربتهم من القرافة وَكَانَت جنَازَته حافلة

ص: 221

وَيُقَال إِنَّه مُحَمَّد لَا أَحْمد وَقد خلط شَيخنَا تَرْجَمته بترجمة أَبِيه فَإِنَّهُ قَالَ فِي أنبائه مَا نَصه: كَانَ عَارِفًا بصناعته تقدم فِيهَا قَدِيما مَعَ حسن الشكالة وَطول الْقَامَة والمنزلة المرتفعة عِنْد الظَّاهِر برقوق بِحَيْثُ قَرَّرَهُ من الخاصكية وَلبس لذَلِك زِيّ الْجند ثمَّ أمرة عشرَة وَتزَوج ابْنَته وَكَانَت لَهُ ابْنة أُخْرَى تَحت نَاظر الْجَيْش الْجمال القيصري ثمَّ إِن الظَّاهِر طلق ابْنَته وَتَزَوجهَا نوروز بأَمْره وَتزَوج هُوَ أُخْتهَا.

وَمَات فِي رَجَب سنة إِحْدَى، وَقد أَعَادَهُ شَيخنَا على الصَّوَاب فِي الَّتِي بعْدهَا بِدُونِ تَسْمِيَة أَبِيه بل قَالَ أَحْمد بن مُحَمَّد وباختصار فَقَالَ الطولوني المهندس كَانَ كَبِير الصناع فِي العمائر مَا بَين بِنَاء ونجار وحجار وَنَحْوهم وَيُقَال لَهُ الْمعلم وَكَانَ من أَعْيَان الْقَاهِرَة حَتَّى تزوج الظَّاهِر ابْنَته فَعظم قدره وَحج بِسَبَب عمَارَة الْمَسْجِد الْحَرَام فَمَاتَ رَاجعا بَين مرو عسفان يَعْنِي فِي يَوْم الْجُمُعَة عَاشر صفر وعادوا بِهِ فَدفن بالمعلاة كَمَا قَالَه الفاسي فِي مَكَّة وترجمه بالمعلم شهَاب الدّين الْمصْرِيّ تردد إِلَى مَكَّة للهندسة على الْعِمَارَة بِالْحرم الشريف وَغَيره من المآثر بِمَكَّة غير مرّة آخرهَا سنة إِحْدَى مَعَ الْأَمِير بيشق الظَّاهِرِيّ وَتوجه مِنْهَا بعد الفرغ من الْعِمَارَة فِي أَوَائِل صفر سنة اثْنَتَيْنِ فأدركه الْأَجَل بعسفان فِي يَوْم الْجُمُعَة عَاشر صفر فَحمل إِلَى مَكَّة وَدفن بالمعلاة وَكَانَ الظَّاهِر صَاحب مصر صاهره على ابْنَته ونال بذلك وجاهة، وَقَالَ المقريزي: أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب الطيلوني تمكن فِي الدولة وَتزَوج السُّلْطَان بابنته وَصَارَ ابْنه الْأَمِير شهَاب الدّين أَحْمد من جملَة الْأُمَرَاء، وَتُوفِّي بعسفان يَوْم الْجُمُعَة عَاشر صفر سنة اثْنَتَيْنِ فَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بالمعلان رحمه الله وإيانا.

أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى الشهَاب البرنسي المغربي الفاسي الْمَالِكِي وَيعرف بزروق بِفَتْح الْمُعْجَمَة ثمَّ مُهْملَة مُشَدّدَة بعْدهَا وَاو ثمَّ قَاف / ولد فِي يَوْم الْخَمِيس ثامن عشري الْمحرم سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَمَات أَبَوَاهُ قبل تَمام أسبوعه فَنَشَأَ يَتِيما وَحفظ الْقُرْآن وكتبا وَأخذ عَن مُحَمَّد بن الْقسم أَحْمد الغوري وارتحل إِلَى الديار المصرية فحج وجاور بِالْمَدِينَةِ وَأقَام بِالْقَاهِرَةِ نَحْو سنة مديما للاشتغال عِنْد الْجَوْجَرِيّ وَغَيره فِي الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول وَغَيرهمَا وَقَرَأَ عَليّ بُلُوغ المرام وَبحث عَليّ فِي الِاصْطِلَاح بقرَاءَته ولازمني فِي أَشْيَاء وأفادني جمَاعَة من أهل بِلَاده وَالْغَالِب عَلَيْهِ التصوف والميل فِيمَا يُقَال إِلَى ابْن عَرَبِيّ وَنَحْوه، وَقد تجرد وساح وَورد الْقَاهِرَة أَيْضا بعيد الثَّمَانِينَ ثمَّ تكَرر دُخُوله إِلَيْهَا ولقيني بِمَكَّة فِي سنة)

أَربع وَتِسْعين وَصَارَ لَهُ أَتبَاع ومحبون وَكتب على حكم ابْن عَطاء الله وعَلى القرطبية

ص: 222

فِي الْفِقْه وَعمل فُصُول السّلمِيّ أرجوزة.

أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن يُوسُف بن سَالم بن دليم الْقرشِي الزبيرِي الْبَصْرِيّ الْمَكِّيّ الْآتِي ابْن أَخِيه أَحْمد بن يُوسُف وَيعرف بالشهاب دليم بِضَم الدَّال الْمُهْملَة ثمَّ لَام وَآخره مِيم / صغر أَكثر من النّظم ومدح النَّبِي صلى الله عليه وسلم بقصائد وَكتب عَنهُ صاحبنا ابْن فَهد قَوْله:

(أَلا لَيْت شعري هَل أرى لي عودة

إِلَى الْمُصْطَفى فَهُوَ البشير مُحَمَّد)

(أقبل مثواه وألثم تربه

وأشكر رَبِّي عِنْد ذَاك وَأحمد)

وَقد لَقيته وَسمعت بعض نظمه. وَمَات وَأَنا بِمَكَّة فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء خَامِس عشر ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ بعد الصُّبْح وَدفن بالمعلاة.

أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن هِلَال الشهَاب الْأَزْدِيّ الشنوي الْمزي الشَّافِعِي. / ولد فِي لَيْلَة مستهل رَجَب سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة وَيُقَال أَنه سمع على ابْن أميلة وَلَكِن لم نقف على مَا نعتمده فِي ذَلِك نعم سمع بِمَكَّة على جمَاعَة مِنْهُم الزين المراغي وَأَجَازَ فِي استدعاء دمشقي باسم ابْني مؤرخ بِسنة سِتّ وَخمسين. وَمَات فِي سنة ثَمَان وَخمسين وَلَيْسَ أَحْمد بن هِلَال الْحلَبِي الْآتِي بوالد هَذَا فأبوه من الْمِائَة الثَّامِنَة.

أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب أَبُو عبد الله القادري الديسطي الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي الْمُقْرِئ / حفظ الْقُرْآن وشيئا من الرسَالَة واشتغل يَسِيرا وَحضر عِنْد الزينين عبَادَة وطاهر وَأبي الْجُود وَغَيرهم ولازمني فِي أَشْيَاء سَمعهَا وتعاني الْقِرَاءَة فِي الجوق ثمَّ رياسته وتكسب بذلك وَحصل مِنْهُ ثروته ثمَّ انْقَطع بعد أَن حج وجاور قَلِيلا وَأَظنهُ مِمَّن سمع على شَيخنَا وَقد كف. وَمَات فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين بِالْقَاهِرَةِ عَفا الله عَنهُ ورحمه.

أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْمَنَاوِيّ وَنسبه لمنية أبي عبد الله بالشرقية الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْمُؤَدب / صحب الزين الحافي وناصر الدّين الطبناوي وَزوج الطبناوي ابْنه بابنته، وَكَانَ صَالحا جلس لتعليم الْأَبْنَاء بِبَلَدِهِ. وَمَات فِي آخر سنة سِتّ وَخمسين أَو أول الَّتِي تَلِيهَا وَمِمَّنْ قَرَأَ عِنْده نور الدّين السروي.

أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد شهَاب الدّين الطولوني كَبِير المهندسين. / مضى قَرِيبا فِيمَن جده مُحَمَّد

بن عَليّ بن عبد الله بن عَليّ.

ص: 223

أَحْمد بن أَحْمد بن مَحْمُود بن مُوسَى الشهَاب الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ الْمُقْرِئ وَالِد إِبْرَاهِيم وَعبد الرَّحْمَن اليمامي وَمُحَمّد الْمَذْكُورين فِي محالهم، وَيعرف بالعجيمي وَفِي الشَّام بالمقدسي. /

ولد سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بالقدس وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَهُوَ ابْن تسع والقدوري وَقَرَأَ الْقرَاءَات على جمَاعَة مِنْهُم الْعَلَاء بن اللفت وَمهر فِيهَا وتصدى لإقرائها فَانْتَفع بِهِ أَوْلَاده وَغَيرهم وَهُوَ مِمَّن أَخذ أَيْضا عَن ابْن الهائم والعماد بن شرف وَآخَرين وتحول إِلَى الشَّام فِي سنة خمس وَعشْرين باستدعاء مُحَمَّد بن منجك لَهُ لإقراء بنيه فقطنها وتكسب بِكِتَابَة الْمَصَاحِف وَكَانَ متقنا فِيهَا مَقْصُودا من الْآفَاق بِسَبَبِهَا وَحج غير مرّة وجاور. مَاتَ بِدِمَشْق فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسِتِّينَ، أَفَادَهُ لي وَلَده الهمامي ثمَّ عبد الرَّزَّاق بِزِيَادَات.

أَحْمد بن أَحْمد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن طرخان الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الشهَاب بن الضياء الْآتِي أَبوهُ وَهُوَ بكنيته أشهر. / تكسب بِالشَّهَادَةِ كسلفه ثمَّ استنابه الْعِزّ الْكِنَانِي فِي الْعُقُود والفسوخ ثمَّ فِي الْقَضَاء. وَمَات فِي ربيع الأول سنة سبع وَسِتِّينَ وَأَظنهُ جَازَ السّبْعين أَو زاحمها.

أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد شهَاب الدّين الْحَنَفِيّ سبط الجاي اليوسفي / صَاحب الْمدرسَة الجليلة بسويقة الْعِزّ وناظرها أمه فرج بن قرنطاي بن الجاي. ولد فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَقَرَأَ وَسمع مني فِي الأمالي وَغَيرهَا وبقراءتي على بعض المسندين وَأثبت لَهُ وَلم يحسن تصرفه ورأيته بخطي فِي مَحل آخر تَكْرِير أَحْمد بن مُحَمَّد فِي نسبه فيحرر.

أَحْمد بن أَحْمد بن يلبغا وَيعرف بِابْن الْمُرضعَة. / مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَتِسْعين عَفا الله عَنهُ.

أَحْمد بن أَحْمد بن عليبة ابْن عَم الْبَدْر وَعبد الْقَادِر / مِمَّن كَانَ فِي خدمتهما حَتَّى مَاتَا ورسم عَلَيْهِ ثمَّ أودع المقشرة.

أَحْمد بن أَحْمد شهَاب الدّين الْكِنَانِي الشَّامي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / أحد الْفُضَلَاء مِمَّن صحب الولوي بن تَقِيّ الدّين البُلْقِينِيّ ولازمه واختص بِهِ وَحضر دروسه وَنزل بواسطته فِي بعض الْجِهَات بل نَاب عَنهُ فِي خطابة الحجازية والميعاد بهَا وأجاد فِي تأديتها وَجلسَ قَلِيلا بِبَعْض الحوانيت للشَّهَادَة، وَكَانَ مديما للدّين مستكثرا من تَحْصِيل الْكتب بِخَطِّهِ مشاركا فِي الْفُنُون وراغبا فِي المباحثة والمناظرة، وَقد أَخذ بِالْقَاهِرَةِ عَن الشهَاب الأبدي فِي الْمنطق

ص: 224

والزين)

البوتيجي فِي الْحساب وَغَيره والزين زَكَرِيَّا فِي الْفَرَائِض والحساب وَغَيرهمَا وَلم يكن يقدم عَلَيْهِ من شُيُوخه غَيره والبدر أبي السعادات البُلْقِينِيّ والبقاعي فِي آخَرين وَشرع فِي اخْتِصَار شرح البُخَارِيّ لشَيْخِنَا فَكتب مِنْهُ جملَة وَرُبمَا أَقرَأ وَكَانَ هم أَن يتحنبل فأسمعه الْعِزّ قَاضِي الْحَنَابِلَة مَا يكره لظَنّه فِيهِ قصد مزاحمته فِي الْوَظَائِف وَغَيرهَا لشدَّة فقره وَعدم رواجه بَين كثير من أهل مذْهبه مِمَّن كَانَ البقاعي حِين تردده إِلَيْهِ يُقرر عِنْده أَنه أمثل مِنْهُم ويحضه على منازعتهم فَكف، وَلم يزل على طَرِيقَته حَتَّى مَاتَ فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ عَن قريب الثَّلَاثِينَ وَدفن بتربة جوشن رحمه الله وإيانا.

أَحْمد بن أَحْمد شهَاب الدّين بن الْعَلامَة شهَاب الدّين الصعيدي الْقُدسِي الحنقي ويلقب بالسوداني. / كَانَ أَبوهُ من الصَّعِيد فَقدم الْقُدس وتكسب بِالشَّهَادَةِ مَعَ الْفضل وَولد لَهُ هَذَا وَغَيره وَصَارَ صَاحب التَّرْجَمَة شيخ المقادسة ومعيد المعظمية. وَمَات سنة اثْنَتَيْنِ.

أَحْمد بن أَحْمد الْحَنْبَلِيّ بن الضياء، / مضى فِيمَن اسْم جده أَحْمد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم.

أَحْمد بن أَحْمد الزهوري. / فِيمَن جده عبد الله.

أَحْمد بن أَحْمد الْعمريّ / نِسْبَة لِذَوي عمر أحد القواد. مَاتَ فِي يَوْم السبت تَاسِع عشري ربيع الآخر سنة خمس وَأَرْبَعين بالغد خَارج مَكَّة من صوب الْيمن وَدفن بِهِ، أرخه ابْن فَهد.

أَحْمد ابْن أبي أَحْمد بن الشنبل بِضَم الْمُعْجَمَة وَسُكُون النُّون بعْدهَا مُوَحدَة ضمومة ثمَّ لَام / وَهُوَ مكيال الْقَمْح بحمص أَبُو الْعَبَّاس الْحِمصِي. اشْتغل بِبَلَدِهِ وَمهر وبرع ولي قضاءها وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا وتنزل فِي خانقاه سعيد السُّعَدَاء ثمَّ سعى فِي قَضَاء دمشق فَوَلِيه فِي آخر سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة ثمَّ عزل عَن قرب، وَكَانَ نبيها فِي الْفِقْه مَعَ طيش فِيهِ. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه وَكَذَا ذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ ولي قَضَاء حمص وَله نباهة فِي الْفِقْه وسعى فِي قَضَاء دمشق بِالْمَالِ ففوض إِلَيْهِ فِي آخر سنة سِتّ ثمَّ عزل بعد أشهر ثمَّ نَاب بعد عَن الأخنائي. وَمَات بهَا سنة سِتّ عشرَة وَالظَّاهِر أَنه كَانَ شافعيا وَقد رَأَيْت الخيضري ذكره فِي الشَّافِعِيَّة.

أَحْمد بن أبي أَحْمد شهَاب الدّين الصَّفَدِي الشَّامي نزيل الْقَاهِرَة، / كَانَ قد ختم فِي التوقيع مُدَّة عِنْد الْمُؤَيد شيخ حِين كَانَ نَائِبا ثمَّ قدم مَعَه الْقَاهِرَة وَظن أَنه يَلِي كِتَابَة السِّرّ فاختص القَاضِي نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ بالسلطان وَكَانَ يكره الصَّفَدِي لطرش فِيهِ فَأَرَادَ الْإِحْسَان إِلَيْهِ وجبر خاطره فقرره فِي نظر

ص: 225

المرستان والأحباس فباشرهما حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع عشرَة وَلم)

يكن مَحْمُودًا وَاسْتقر عوضه فِي المرستان التقي الْكرْمَانِي وَفِي الأحباس الْبَدْر الْعَيْنِيّ، قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه.

أَحْمد بن أبي أَحْمد شهَاب الدّين المغراوي الْمَالِكِي. / يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد الله.

أَحْمد بن أبي أَحْمد الْحلَبِي الْمُقْرِئ / اعتنى بالقراءات وَكَانَ يقرئ بِمَسْجِد يجاور الشاذبختية بحلب مُدَّة ثمَّ تحول من حلب إِلَى الْقُدس قبل الْوَقْعَة الْعُظْمَى ثمَّ انْتقل إِلَى دمشق فَأَقَامَ بهَا ثمَّ إِلَى طرابلس فتأهل بهَا وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ فِي شَوَّال سنة سبع عشرَة، أثنى الْعَلَاء بن خطيب الناصرية فِي ذيله على خَيره وَدينه. قَالَه شَيخنَا فِي الأنباء.

أَحْمد بن أبي أَحْمد الزَّاهِد. / فِي ابْن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان.

أَحْمد بن أرسلان بن عباد السفطي. / يَأْتِي فِي ابْن عباد. (سقط)

أحمدبن أرغون شاه الأشرفي شعْبَان بن قلاون. / كَانَ أَبوهُ أحد المقدمين فِي زمن الْأَشْرَف الْمشَار إِلَيْهِ خصيصا عِنْده بل قيل أَنه كَانَ أتابكه فسافر مَعَه لِلْحَجِّ فَلَمَّا ركبُوا عَلَيْهِ كَانَ مِمَّن رَجَعَ مَعَه فَقتل فِي ذِي الْعقْدَة سنة ثَمَان وَسبعين وَابْنه هَذَا حمل فَوَضَعته أمه بعد أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وترقى حَتَّى صَار أحد الشعرات وأضيف إِلَيْهِ نظر الْأَوْقَاف، وَمَات سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ عَن نَحْو السّبْعين بعد أَن أَنْجَب خَلِيلًا وَفَاطِمَة الْآتِي ذكرهمَا وَدفن بتربة أَبِيه بالصحراء.

أَحْمد بن إِسْحَاق بن عَاصِم بن مُحَمَّد بن عبد الله الْجلَال بن النظام بن الْمجد بن السعد الْأَصْبَهَانِيّ الخانكي شيخ خانكتها الْحَنَفِيّ وَيعرف بالشيخ أصلم وبخط الْعَيْنِيّ اسلام / ولد فِي حُدُود السِّتين وَسَبْعمائة وَنَشَأ بِالْقَاهِرَةِ وتفقه بِأَبِيهِ وَغَيره وَولي مشيخة خانقاه سرياقوس كأبيه فحمدت سيرته فِيهَا إِلَى الْغَايَة، وَكَانَ جميلا فصيحا بهيا مهابا لَهُ فضل وأفضال وَمَكَارِم اخْتصَّ بِالظَّاهِرِ برقوق وقتائم تغير عَلَيْهِ وَصَرفه عَن المشيخة الْمشَار إِلَيْهَا بعد مَوته فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ فِي خَامِس عشري ربيع الآخر أَو الأول سنة اثْنَتَيْنِ ورام أهل الخانقاه رجم نعشه لبغضهم لَهُ فمنعوا وَاسْتقر بعده فِي المشيخة ابنيا شيخ الخانقاه القوصونية، قَالَ الْعَيْنِيّ وَكَانَ خَالِيا عَن سَائِر الْعُلُوم ينْسب إِلَى علم الْحَرْف وَلَيْسَ بِصَحِيح إِنَّمَا كَانَ يجمع من أَمْوَال الخانقاه وَيطْعم النَّاس من غير اسْتِحْقَاق ويجتمع فِي مَجْلِسه الأراذل

ص: 226

وَأَصْحَاب الملاهي والمعاني، وَذكر المقريزي فِي عقوده أَنه لم ير فِي شُيُوخ الخوانك من يدانيه فِي خشمته ورياسته ومروءته وتجمله وأفضاله عَفا الله عَنهُ. وَأَبوهُ من الْمِائَة قبلهَا.)

أَحْمد بن أَسد بن عبد الْوَاحِد بن أَحْمد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن أَسد الدّين أبي الْقُوَّة الأميوطي الأَصْل السكندري المولد القاهري الشَّافِعِي الْمُقْرِئ وَالِد أبي الْفضل مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن أَسد. / ولد فِي سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة بالاسكندرية انْتقل مِنْهَا وَهُوَ مرضع صُحْبَة أَبَوَيْهِ إِلَى الْقَاهِرَة فقطنها وَحفظ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس النحريري السعودي والعمدة والشاطبيتين والدماثة فِي الْقرَاءَات الثَّلَاثَة للجعبري والطيبة لِابْنِ الْجَزرِي والنخبة لشَيْخِنَا والألفيتين والمنهاجين والخزرجية فِي الْعرُوض وَالْمقنع فِي الْجَبْر والمقابلة لِابْنِ الهائم، وَغير ذَلِك وَعرض على خلق مِنْهُم الْجلَال البُلْقِينِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَأخذ الْفِقْه والعلوم عَن شُيُوخ ذَاك الْعَصْر وهلم جرا فَقَرَأَ الْمِنْهَاج على الْبُرْهَان البيجوري وَالشَّمْس البوصيري وَحضر دروسهما مَعَ دروس الْمجد وَالشَّمْس البرماويين بل قَرَأَ عَلَيْهِ فِي شرح الألفية وَقَالَ أَن مُعظم انتفاعه فِي الْفِقْه بالبيجوري وَكَذَا تفقه بالطنتدائي وَأخذ عَنهُ فِي شَرحه لجامع المختصرات وَبَعض مَا كتبه على الجعبرية والألفية وَسمع فِي الْحَاوِي الصَّغِير على الْعَلَاء البُخَارِيّ ثمَّ تفقه بالبرهان الأبناسي الصَّغِير وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْعُلُوم الأدبية وَغَيرهَا وَكَذَا حضر عِنْد الشّرف السُّبْكِيّ دروسه فِي الْفِقْه وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْمِنْهَاج أَيْضا وتفقه أَيْضا بالقاياتي وَقَرَأَ على الونائي فِي الْمِنْهَاج أَو كُله وَحضر عِنْده مَا أقرأه من الرَّوْضَة وَكَذَا أَخذ عَن الْبَدْر النسابة وقرا عَلَيْهِ شرح العقائد وَغَيره من تصانيفه وَمن كتب الحَدِيث البُخَارِيّ وَغَيره وَسمع عَلَيْهِ النَّسَائِيّ وَأَشْيَاء وتفقه بِابْن خضر وبالعلم البُلْقِينِيّ والْعَلَاء القلقشندي والمناوي وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْمِنْهَاج وبالبوتيجي والمحلي وَسمع عَلَيْهِ شروحه للمنهاج والورقات وَجمع الْجَوَامِع والبردة وَغَيرهَا وَقَرَأَ على شَيخنَا العجالة وَأذن لَهُ مَعَ جمَاعَة مِمَّن تقدم كَابْن البُلْقِينِيّ فِي الْإِفْتَاء والتدريس وَكَانَ سمع قَدِيما عِنْد الْجلَال البُلْقِينِيّ مجَالِس فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير وَعند الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي الْفِقْه وَسمع عَلَيْهِ فِي ابْن مَاجَه وبعضا من أَمَالِيهِ وَسمع عِنْد الْبِسَاطِيّ دروسا فِي التَّفْسِير وَغَيره وَعند السراج قَارِئ الْهِدَايَة فِي تَفْسِير الْبَغَوِيّ وَعند الشَّمْس بن الديري وَآخَرين مِنْهُم ابْن الْحلْوانِي شَارِح تصريف الْعُزَّى وَقَرَأَ منهاج الْأُصُول على الشَّمْس الشطنوفي وَفِي شَرحه للعبري على الشرواني وَهَذَا أَخذ الْأُصُول أَيْضا عَن القاياتي وَابْن الْهمام والمحلى وَطَائِفَة وأصول الدّين عَن النظام الصيرامي أَخذ عَنهُ قِطْعَة من شرح المواقف والشرواني

ص: 227

أَخذ عَنهُ شرَّاح العقائد والعربية عَن الشهَاب الصنهاجي سمع عَلَيْهِ الحاجبية والشمسين الشطنوفي والبرماوي والزين عبَادَة قَرَأَ عَلَيْهِ ابْن المُصَنّف)

والتوضيح والشهاب بن هِشَام صَاحب حَاشِيَة التَّوْضِيح وَغَيرهَا والنور المقني قَرَأَ عَلَيْهِمَا ابْن المُصَنّف والحناوي قَرَأَ عَلَيْهِ مقدمته وَغَيرهَا ولازمه وَبِه انْتفع وَابْن الْمجد أَخذ عَنهُ الشذور وَشَرحه وَأبي الْقسم النويري قَرَأَ عَلَيْهِ الرضى والقاياتي والراعي والأبدي وَأخذ الْمُغنِي وحاشيته المصرية والهندية للدماميني عَن الْعَضُد الصيرامي والحاشية الشمنية عَن مؤلفها التقي والعربية أَيْضا مَعَ فصيح ثَعْلَب بحثا عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَعنهُ أَخذ الْمنطق أَيْضا والعربية مَعَ عُلُوم الْأَدَب عَن الأبناسي وَشرح الشواهد وَغَيره من تصانيف الْعَيْنِيّ عَنهُ والمعاني وَالْبَيَان عَن الشمني والعضدي الصيرامي بل أَخذ عَنهُ وَعَن الكافياجي كثيرا من الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة مَعَ أَشْيَاء من تصانيف ثَانِيهمَا وَالْعرُوض عَن النواحي قَرَأَ عَلَيْهِ شرح الخزرجية للسَّيِّد وَلابْن الدماميني عَن مُؤَلفه بل قَرَأَ عَلَيْهِ البديعية وَغَيرهَا من كتب الْأَدَب ولازمه وانتفع بِهِ فِي ذَلِك والشهابين الإبشيطي أَخذ عَنهُ شَرحه للخزرجية والخواص وعنهما وَعَن أبي الْجُود والبوتيجي أَخذ الْفَرَائِض وَهِي والحساب والميقات عَن ابْن المجدي مَعَ جملَة من تصانيفه وَمن ذَلِك شَرحه للجعبرية والتصوف عَن الشَّيْخ مَدين والخط تجويدا عَن الزين بن الصَّائِغ ولقراءات عَن الشهَاب بن هائم قَرَأَ عَلَيْهِ للسبع مَعَ الشاطبية وَأَصلهَا والعنوان والرائية وانتفع بِهِ وَكَذَا تَلا للسبع على الشهَاب أَحْمد بن عَليّ بن مُوسَى الضَّرِير إِمَام جَامع ابْن شرف الدّين والبرهان الكركي والنور عَليّ بن آدم البوصيري مَعَ الشاطبيتين وَغَيرهمَا عَلَيْهِ وَلَقي الزين بن عَيَّاش بِمَكَّة فِي السّنة الَّتِي ارتحل فِيهَا مَعَ ابْن الْجَزرِي فَتلا عَلَيْهِ بَعْضًا وَقَرَأَ على الشَّمْس العفصي للست الزَّائِدَة على السَّبع بِمَا فِي المصطلح وللثمان مَعَ الشاطبية وَأَصلهَا والعنوان على الزراتيتي فِي آخَرين أَجلهم ابْن الْجَزرِي وسافر مَعَه فِي سنة سبع وَعشْرين إِلَى مَكَّة وَكَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ فِي المناهل وَغَيرهَا حَتَّى أكمل عَلَيْهِ يَوْم الصعُود بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَأذن لَهُ وَسمع عَلَيْهِ ثلاثيات أَحْمد بعقبة ايلة وَكَثِيرًا من الْمسند الْحَنْبَلِيّ وَأَحَادِيث من عشارياته ومللاته وَغَيرهَا بغَيْرهَا وَأخذ عَن وَلَده الشهَاب شَرحه لطيبة وَلَده وَغَيره وتلا عَلَيْهِ شَيخنَا للسبع إِلَى المفلحون وَسمعت ذَلِك حِينَئِذٍ بقرَاءَته ولازم شَيخنَا

ص: 228

فِي الحَدِيث مُلَازمَة تَامَّة حَتَّى سمع عَلَيْهِ أَكثر مَا قرئَ عِنْده من مروياته وتآليفه وَحضر مجالسه فِي التَّفْسِير وَشبهه وَكتب عَنهُ قِطْعَة من قتح الْبَارِي وَأَشْيَاء من تصانيفه وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الْعَلامَة الْبَحْر الفهامة إِمَام الإقراء فَخر الْفُقَهَاء وَفَارِس الْعَرَبيَّة والقائم بالقواعد الْأُصُولِيَّة شرف الْعلمَاء أوحد الْفُضَلَاء مفتي)

الْمُسلمين أقضى الْقُضَاة قَالَ وأذنت لَهُ أَن يدرس فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا مِمَّا حصله بجد واجتهاد وساوى بِهِ كثيرا مِمَّن أَكثر التطواف فِي الْبِلَاد إِلَى أَن قَالَ وَقد أَكثر حُضُور مجالسي فِي الْإِمْلَاء ودروس الحَدِيث وَالْفِقْه وَمَا زَالَ يُبْدِي فِي جَمِيع ذَلِك الْفَوَائِد وَيُعِيد فَاسْتحقَّ أَن يدرج فِي سلك من يدرس ويفيد وَالله يمتع بحياته. وَكَذَا سمع على غير وَاحِد من شُيُوخ بَلَده والقادمين إِلَيْهَا سوى من تقدم فَمِمَّنْ سمع عَلَيْهِ كَمَا أخبر الشَّمْس الشَّامي والْعَلَاء بن المغلي والمحب بن نصر الله والزين الزَّرْكَشِيّ الحنبليون والْعَلَاء بن بردس والزين بن الطَّحَّان والشهاب بن نَاظر الصاحبة والشرف يُونُس الواحي والمقريزي وَابْن عمار وَغَيرهم بل قَرَأَ على الكلوتاتي أَشْيَاء وَسمع بقرَاءَته على رقِيه التغلبية وَغَيرهَا وَأَجَازَ لَهُ الشموس الحنني وَابْن الْمصْرِيّ وَابْن قَاسم السُّيُوطِيّ والبلالي والأمشاطي التقي بن حجَّة وَشَعْبَان الآثاري وَآخَرُونَ وتكسب فِي أول أمره بتعليم الْأَطْفَال ورزق فِيهَا حظا وقبولا ونبغ من عِنْده جمَاعَة وَكَذَا تكسب بِالشَّهَادَةِ وَأم بِجَامِع الْحُكَّام زَمنا وَقَرَأَ فِيهِ الصَّحِيح وَالتَّرْغِيب وَغَيرهمَا على الْعَامَّة ثمَّ ترك ذَلِك حِين استقراره فِي الْإِمَامَة بالزينية الاستادارية أول مَا فتحت بعناية شَيخنَا لَهُ فِي ذَلِك وانتقل فسكنها وناب فِي الْقَضَاء عَن السفطي فَمن بعده وانتدب للْقَضَاء وتهالك فِيهِ وَصرح شَيخنَا بِأَنَّهُ لَو علم مِنْهُ وَمن غَيره مِمَّن أنكر السفطي وَلَا يتهم الْقبُول لبادر لفعله، وبرع فِي الشُّرُوط وَرُبمَا تدرب فِيهَا بحارة النَّجْم بن النبيه كل ذَلِك مَعَ صرف الهمة فِي الْعلم والمداومة على المطالعة والمقابلة وَنَحْوهمَا حَتَّى تقدم فِي الْفُنُون مَعَ توقفه فهما وحافظة لَكِن كَثْرَة الْعَمَل قد مته وَولي تدريس الْقرَاءَات بالبرقوقية برغبة شَيْخه العفصي لَهُ عَنهُ وبالمؤيدية برغبة البقاعي لَهُ حِين كائنته الفظيعة مَعَ صَاحبه أبي الْعَبَّاس الْوَاعِظ والتصدير فِيهَا بالسابقية برغبة الْجمال بن القلقشندي وَقِرَاءَة الحَدِيث

ص: 229

بالقلعة حِين اسْتَقر الأسيوطي فِي الْقَضَاء بعناية الدوادار يشبك الْفَقِيه فَإِنَّهُ اكن مِمَّن يتَرَدَّد إِلَيْهِ لِيُقِر المير عَلَيْهِ وَكَذَا صحب المير ازبك الظَّاهِرِيّ وَأم عِنْده نِيَابَة عَن إِمَامه وقتا، وَيُقَال أَنه كَانَ يتْرك الْقُنُوت فِي الصُّبْح والجهر بالبسملة على مَذْهَب الْحَنَفِيَّة، وَحج مرارامنها فِي سنة سِتّ وَخمسين ولقيته بِمَكَّة ثمَّ برابغ فَقَرَأت عَلَيْهَا بهَا حَدِيثا وتلوت عَلَيْهِ قبل ذَلِك وَأَنا بمكتبه لأبي عَمْرو وَابْن كثير وَغَيرهمَا وحفظت عِنْده أَكثر كتبي وتدربت بِهِ فِي المطالعة وَالْقِرَاءَة وَسمعت عَلَيْهِ دروسا كَثِيرَة فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا وَكَانَ لِكَثْرَة أدبه يَقُول فرع فاق أَصله، وَيكثر من التَّرَدُّد إِلَى وَمن الْمُرَاجَعَة فِي كثير من)

الرِّجَال والأسانيد وَغير ذَلِك بِلَفْظِهِ وخطه وَسمع مني كثيرا من الْأَجْوِبَة الحديثية وَكتب بِخَطِّهِ بَعْضهَا بل استكتب من تصانيفي القَوْل البديع وَشرع فِي مُقَابلَته معي بقرَاءَته وبلغه فِي حَال توعكي تمني بَعضهم موتى فَقَالَ وَالله إِن جِيءَ لي بِهَذَا المتمني حكمت فِيهِ بِكَذَا فَهَذَا رجل لَا يكرههُ إِلَّا مُبْتَدع غير رَاغِب فِي السّنة فجزاه الله خيرا وَقد أَقرَأ الطّلبَة فِي الْفِقْه والأصلين والعربية وَالصرْف وَغَيرهَا وَقصد فِي الْقرَاءَات وَصَارَ الْمشَار إِلَيْهِ فِيهَا وَحملهَا عَنهُ إِلَّا ماثل حَسْبَمَا بَينته فِي تَرْجَمته من ذيل الْقُرَّاء وَغَيره وَلَو تفرغ للإقراء خُصُوصا فِي الْقرَاءَات لَكَانَ أولى بِهِ، ونظم رِسَالَة ابْن المجدي فِي الْمِيقَات أرجوزة سَمَّاهَا غنية الطَّالِب فِي الْعَمَل بالكواكب وَشرع فِي شرح على الشاطبية وَفِي ذيل على تَارِيخ الْعَيْنِيّ بل نظم فِي التَّارِيخ أرجوزة سَمَّاهَا الذيل غنية الطَّالِب فِي الْعَمَل بالكواكب وَشرع فِي شرح على الشاطبية وَفِي ذيل على تَارِيخ الْعَيْنِيّ بل نظم فِي التَّارِيخ أرجوزة سَمَّاهَا الذيل المترف من الْأَشْرَف إِلَى الْأَشْرَف واعتنى بِكَثِير من كتبه فحشاها وَقيد مشكلها لكني لم أَقف على شَيْء من ذَلِك سوى الغنية وَسمعت بَعْضهَا من لَفظه ونظمها فِيهِ يبس لتكلفه لَهُ، وَكَانَ قبيل مَوته، عديدة ضعف بِحَيْثُ أشرف على الْمَوْت بل تحدث بِهِ النَّاس ثمَّ تراجع وَكَذَا اتّفق قبيل سَفَره أَنه فِي حَال قِرَاءَته بالقلعة صرع وَهُوَ على الْكُرْسِيّ وَنزل بِهِ وَلَده مَحْمُولا مايوسا نمه ثمَّ عوفي وَصعد للْقِرَاءَة فِي الْمجْلس الْقَابِل حَتَّى ختم وسافر إِلَى مَكَّة بعد نَحْو شهر صُحْبَة الركب قَاضِيا عَلَيْهِ وَكَانَ عين لذَلِك بسفارة الدوادار أَيْضا فَتوجه فحج وَرجع وَهُوَ متوعك فِي رابغ وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ لعشرين من ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين بَين الْحَرَمَيْنِ وهم سائرون فِي وَادي الصَّفْرَاء وَدفن بالحديدة بِالْقربِ من أَحْمد الْقَرَوِي المغربي وَجَاء بالْخبر بذلك فاستقر وَلَده الْبَدْر أَبُو الْفضل مُحَمَّد فِي وظائفه مَا عدا الْقِرَاءَة فِي القلعة فَإِنَّهَا اسْتَقَرَّتْ للْإِمَام الكركي الْحَنَفِيّ، وَكَانَ رحمه الله إِمَامًا عَلامَة

ص: 230

متين الأسئلة بَين الْأَجْوِبَة مشاركا فِي فنون مُتَقَدما فِي الْقرَاءَات محبا فِي الْعلم مثابرا على التَّحْصِيل حَتَّى مِمَّن هُوَ دون طبقته رَاغِبًا فِي الْفَائِدَة وَلَو من آحَاد الطّلبَة سريع التَّقْيِيد لذَلِك للخوف من تفلته مبالغا فِي لتوضع مستكثرا من تَحْصِيل نفائس الْكتب متمولا كثير التحصل من الْوَظَائِف والأملاك وَكَذَا المعلامات وَالْقَضَاء قَلِيل المصروف وَلِهَذَا كَانَ مَاله فِي نمو مَعَ كَونه أَيْضا غير متأنق فِي مركبه وملبسه وَلَا أعلم فِيهِ مَا يعاب سوى الْمُبَالغَة فِي الْحِرْص وَحب الدُّنْيَا وَإِلَّا فقد كَانَ من محَاسِن مصر رحمه الله وإيانا.

أَحْمد بن اسكندر بن صَالح بن غَازِي بن قرا أرسلان بن أرتق بن أرسلان ابْن ايلغازي بن البي بن تمرباش بن اليلغازي بن أرتق الْملك الصَّالح شهَاب الدّين الأرتقي صَاحب ماردين. /

نَشأ فِي دولة ابْن عَمه الظَّاهِر مجد الدّين عِيسَى بن المظفر واختص بِهِ وززوجه ابْنَته واستخلفه على ماردين غير مرّة وَآل أمره إِلَى أَن رغب عَنْهَا لقرا يُوسُف بن قرا مُحَمَّد بِعشْرَة آلَاف دِينَار وَألف فرس وَعشرَة آلَاف رَأس غنم وزوجه ابْنَته وَأَعْطَاهُ الْموصل فَتوجه إِلَيْهَا فَلم يقم سوى ثَلَاثَة أَيَّام. وَمَات هُوَ وَالزَّوْجَة الْمشَار إِلَيْهَا فِي سنة إِحْدَى عشرَة وَيُقَال أَن قرا يُوسُف سمه وَخلف أَرْبَعَة أَوْلَاد مُحَمَّد وَأحمد ومحمود وَعلي فَأخْرجهُمْ قرا يُوسُف من الْموصل وَهُوَ آخر الْمُلُوك من بني أرتق وماردين، وَقد طول المقريزي فِي عقوده تَرْجَمته.

أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن الشَّيْخ جُمُعَة الْبُحَيْرِي الأَصْل القاهري الْمصرف / بِبَاب سكَّة الجمالي حِين حسبته وَقبلهَا وَكَانَ الْمشَار إِلَيْهِ فِي الْحِسْبَة ولجده جُمُعَة ضريح بِدِمَشْق وَكَانَ أَعور الْعين الْيُسْرَى من جدري كَانَ عرض لَهُ وَهُوَ صَغِير، مِمَّن نَشأ مَعَ أَبِيه فِي خدمَة قَائِم التَّاجِر الأتابكي فأبوه مهتاره وَهَذَا فِي طشتخانته وسافر مَعَه للروم ثمَّ مَعَ غَيره من الْأُمَرَاء وَغَيرهم فِي الثَّانِيَة بِحَيْثُ طَاف الْأَمَاكِن ثمَّ اقْتصر على خدمَة الْمشَار إِلَيْهِ وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ وَهُوَ برداره فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَتِسْعين عَن بضع وَسبعين وَدفن بِإِزَاءِ أَبِيه وَكَانَ عاميا مَحْضا عَفا الله عَنهُ.

أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عجيل الْأمين الْيَمَانِيّ وَالِد إِبْرَاهِيم الْمَاضِي. / من بَيت شهير.

مَاتَ فِي سنة أَرْبَعِينَ.

أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن سعيد بن عَليّ الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الشَّيْخ أبي السُّعُود المنوفي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي السعودي نزيل الْقَاهِرَة

ص: 231

وَيعرف بِابْن أبي السُّعُود الْآتِي أَبوهُ فِي مَحَله. / ولد فِي شَوَّال سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة بمنوف الْعليا. وَمَات وَالِده وَهُوَ صَغِير فتشأ يَتِيما وَحفظ هُنَاكَ الْقُرْآن وَصلى بِهِ والمنهاج وَبحث فِيهِ وَفِي ألفية النَّحْو على الْبُرْهَان الكركي ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي سنة تسع وَعشْرين فحفظ بهَا الألفية والمنهاج الْأَصْلِيّ وَبحث فِي الْفِقْه أَيْضا على الزين القمني وأظن من شُيُوخه الْبِسَاطِيّ وَكَذَا أَخذ الْفِقْه عَن الشهَاب بن المحمرة والْعَلَاء القلقشندي وَكَثُرت ملامته لَهُ حَتَّى أذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس مَعَ يبسه فِي ذَلِك ثمَّ القاياتي والونائي وَالْعلم البُلْقِينِيّ يَسِيرا والمحلى وَبِه تخرج فِي الْأُصُول وَغَيره)

والمناوي وَأكْثر من ملازمته وَكَانَ يبجله ويعتقد وَالِده، وَأخذ الْفَرَائِض والحساب وَغَيرهمَا عَن ابْن المجدي والبوتيجي فِي آخَرين والعربية عَن الحناوي وَعلم الْكَلَام عَن الشرواني والطب وَغَيره عَن الزين بن الْجَزرِي والْحَدِيث عَن شَيخنَا واختص بِهِ ولازمه فِي مجْلِس الْإِمْلَاء وَغَيره وَكَانَ يمِيل إِلَيْهِ حَتَّى أَنه انْقَطع غير مرّة فَقَالَ لَهُ أَنِّي أحب مَعَ الْمحبَّة القلبية الِاجْتِمَاع الصُّورِي، وَكَذَا سمع عَليّ الزيون القمني وَالزَّرْكَشِيّ وَابْن الطَّحَّان والشهابين ابْن نَاظر الصاحبة والكلوتاتي والْعَلَاء بن بردس وَالْجمال البالسي والشرف وَعَائِشَة الحنبلية وَجَمَاعَة، وَتقدم فِي الْفَرَائِض والحساب وتعاني الْأَدَب فبرع فِيهِ وساد وطارح الشُّعَرَاء وَقَالَ الشّعْر الْجيد والنثر البديع الْمُفْرد واشتهر اسْمه وَبعد وَصيته فِي ذَلِك وَقَالَ الوعاظ من كَلَامه فِي المحافل والمجامع وَصَحب غير وَاحِد من الرؤساء فاختص بهم واغتبطوا بعقله وتحرزه فِي مَنْطِقه حَتَّى أَنه كَانَ يجمع بَين صُحْبَة الأضداد وَيرى كل مِنْهُم أَنه هُوَ الْمُخْتَص بِهِ، وناب فِي الْقَضَاء مسؤولا عَن الْمَنَاوِيّ وَغَيره وأضيف إِلَيْهِ قَضَاء الجزيرة وَكَذَا لبيار ورام الْمَنَاوِيّ بولايته إِيَّاهَا كف الْعَلَاء بن اقبرص عَنْهَا وَكَانَ يعين عَلَيْهِ بالشيخ بن الشَّيْخ وَلم يكثر من تعَاطِي الْأَحْكَام وتعفف جدا ودرس بِأم السُّلْطَان وباقراسنقرية وَكَانَت مَحل سكنه وَالْفِقْه والْحَدِيث بتربة السِّت طغاي بالصحراء والفرائض بالسابقية وَكَانَ الزين الاستادار عينه لمشيخة مدرسته أول مَا فتحت ثمَّ صرفهَا عَنهُ للشمس الشنشي بسفارة السفطي وَلم يكن ذَلِك بمانع لِلشِّهَابِ عَن مزِيد الْإِحْسَان لَهُ لكَونه كَانَ صديقا لوالده بل حكى لي من رَآهُ مرّة يقدم نَعله، وَأعْرض بِأخرَة عَن تعَاطِي الشّعْر بل غسل جَمِيع مَا كَانَ عِنْده من نظم ونثر بِحَيْثُ لم يتَأَخَّر مِنْهُ إِلَّا مَا كَانَ ببرز قيل وَيُقَال إِن ذَلِك لم يكن

ص: 232

عَن قصد وَإِنَّمَا اتّفق أَنه جمع أوراق نظمه ثمَّ أفرد مِنْهَا مَا لَا يرتضيه ليغسله ففاجأه بعض أَصْحَابه فَقَامَ لتقيه وَأمر بعض من كَانَ عِنْده بِغسْل الأوراق الَّتِي عَن يَمِين مَجْلِسه فَاشْتَبَهَ الْأَمر عَلَيْهِ بِحَيْثُ غسل مَا كَانَ يحب بَقَاءَهُ فَلَمَّا عَاد سقط فِي يَده وَغسل الْبَاقِي وَأكْثر حِينَئِذٍ من النّظر فِي الْفِقْه والمداومة على الِاشْتِغَال بِهِ بل وَتردد إِلَى الشرواني للقسرة عَلَيْهِ لأجل بعض الرؤساء من أَصْحَابه فولع بِهِ جمَاعَة من الشبَّان وَنَحْوهم تلحينا وردا فَتحمل وتجرع كل مَكْرُوه من ذَلِك وَمَا وجد قَائِما يردعهم وَآل أَمرهم مَعَه إِلَى أَن أبرز مُصَنف ملقب بِجَامِع المارداني فِيهِ من الهجو وَنَحْوه مَا لَيْسَ بمرضي مِمَّا الْحَامِل عَلَيْهِ الْحَسَد وَهُوَ مَعَ ذَلِك يكابد ويتجلد وَلم يُقَابل أحدا مِنْهُم بنظم وَلَا نثر ثمَّ رام قطع هَذِه الْحَادِثَة)

فَأَنْشَأَ السّفر إِلَى الْحَج فحج وزار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَعَاد فِي الْبَحْر فَأَقَامَ يَسِيرا وَصَارَ يتودد لأكْثر من أَشرت إِلَيْهِم ثمَّ رَجَعَ بعد صلَاته على الْعلم البُلْقِينِيّ إِلَى الْحَرَمَيْنِ فِي الْبَحْر أَيْضا وصحبته ميبرات لأهلهما فوصل الْمَدِينَة فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَسِتِّينَ فَأَقَامَ بهَا حَتَّى رَجَعَ إِلَى مَكَّة صحب الركب الشَّامي فحج ثمَّ عَاد إِلَيْهَا أَيْضا فَأَقَامَ بهَا إِلَى نصف شعْبَان من الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ رَجَعَ من الينبوع إِلَى مَكَّة فاستمر بهَا إِلَى ربيع الأول لسنة سبعين فَشهد المولد ثمَّ رَجَعَ فِي الْبَحْر إِلَى الْمَدِينَة أَيْضا فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ مبطونا فِي ثَالِث عشر شَوَّال من السّنة بعد أَن تعلل مُعظم رَمَضَان وَدفن بِالبَقِيعِ بَين السَّيِّد إِبْرَاهِيم وَالْإِمَام مَالك رضي الله عنهما وغبط بذلك كُله وتفرق النَّاس جهاته. وَكَانَ رحمه الله فَاضلا بارعا ذكيا وجيها حسن المحاضرة والمفاكهة والمعاملة كثير التخيل كثير التَّحَرِّي فِي الطَّهَارَة مداوما على الضُّحَى والإكثار من الصّيام وَالْقِيَام والتلاوة مَعَ خضوع وخشوع متحرزا فِي أَلْفَاظه وتحسين عِبَارَته متأنقا فِي ملبسه ومشيته ومسكنه وخدمته وهيبته عطر الرَّائِحَة حسن الْعمة بهجة فِي أُمُوره كلهَا بارا بِكَثِير من الْفُقَهَاء والفقراء ساعيا فِي إِيصَال الْبر إِلَيْهِم حسن السفارة لَهُم وبغيرهم مِمَّن يَقْصِدهُ من جِيرَانه فَمن دونهم مَقْبُول الْكَلِمَة خُصُوصا عِنْد الزيني بن مزهر صَاحبه وَقد جر إِلَيْهِ خيرا كثيرا وَحصل لفقراء الْحَرَمَيْنِ بواسطته بر وَفضل، وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ فِي أَوَاخِر عمره حَسَنَة من حَسَنَات دهره، وَمِمَّا بَالغ فِي أذيته وتقبيح سيرته وطويته ورميه الدَّائِم بالعظائم البقاعي بِحَيْثُ قَالَ لي صَاحب التَّرْجَمَة قد عجزت عَن استرضائه ليكف كل ذَلِك لكَونه لما بلغه قَوْله فِي قصيدة وَمَا أنيسي إِلَّا السَّيْف فِي عنقِي قَالَ يسْتَحق مَعَ مُلَاحظَة كَون النَّاس استحسنوا

ص: 233

قصيدة صَاحب التَّرْجَمَة فِي ختم فتح الْبَارِي على قصيدته وَكَونه عمل مرثية لشَيْخِنَا على روى قصيدته الثَّقِيلَة وَزنهَا فَكَانَت بديعة الانسجام والرقة مَعَ انه لخوفه من شَره لم يبرزها إِلَى غير ذَلِك بل كَاد مرّة أَن يقْتله فَإِنَّهُ برك عَلَيْهِ فِي مجْلِس الْإِمْلَاء والخنجر بِيَدِهِ هَذَا مَعَ مطارحة بَينهمَا فَكَانَ جَوَاب البقاعي:

(أيا من سما حذقا وحفظا ومقولا

فَكَانَ إياسا أحمدا وَكَذَا قسا)

(معَاذ إلهي أَن أفرط فِي الَّذِي

جعلت لنابسطا بنظمك أَو أنسى)

وَبَين يَدي الله تلتقي الْخُصُوم، وَقد صحبته كثيرا وَسمعت من نظمه ونثره مِمَّا كتبت مِنْهُ جملَة فِي المعجم والوفيات وَغَيرهمَا وكتبت عَنهُ القصيدة الْمشَار إِلَيْهَا وأودعتها فِي الْجَوَاهِر بل)

وَسمعت أَيْضا وَلكنه لم يسمح لي بكتابتها لما قلت وَمن نظمه فِي مليح منجم:

(لمحبوبي المنجم قلت يَوْمًا

فدتك النَّفس يَا بدر الْكَمَال)

(براني الهجر واكشف عَن ضميري

فَهَل يَوْمًا أرى بَدْرِي وَفِي لي)

أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الصَّدْر أَبُو البركات بن الْمجد المكراني الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وأخو مُحَمَّد الْآتِي. / اشْتغل فِي الْفِقْه والعربية وَالصرْف وَنَحْوهَا يَسِيرا ولازمني بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة فَسمع على كثيرا وَمن ذَلِك مجَالِس من شرحي للألفية بحثا وكتبت لَهُ إجَازَة وَهُوَ سَاكن جامد اضْطربَ فِي اسْم أَبِيه فَقَالَ مرّة هَكَذَا وَمرَّة عبد الْقَادِر لكَونه لَا يعرفهُ إِلَّا بلقبه وَكَأن إِسْمَاعِيل أصح.

أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس بن الْمجد القاهري الحريري الْجَوْهَرِي القادري الْحَنَفِيّ أحد نوابهم وَيعرف بِابْن إِسْمَاعِيل. / ولد فِي سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَالَّتِي بعْدهَا وَمَات أَبوهُ وَهُوَ حمل فَلَمَّا ترعرع حفظ الْقُرْآن والعمدة والقدوري وألفية ابْن مَالك والجرومية وَعرض فِي سنة سِتِّينَ فَمَا بعْدهَا على الْعلم البُلْقِينِيّ وَابْن الديري والأقصرائي والعز الْحَنْبَلِيّ والقرافي آخَرين مِمَّن أجَازه بل عرض جَمِيع فُصُول أبقرات فِي الطِّبّ على الصَّدْر السُّبْكِيّ وأماكن مِنْهَا على الشّرف بن الخشاب وَغَيرهمَا من رُؤَسَاء الطِّبّ ومهرته ثمَّ أعرض عَن تعَاطِي ذَلِك وَأَقْبل على الِاشْتِغَال فاخذ عَن التقي الشمني الْفِقْه والعربية والْحَدِيث وَجل ذَلِك بقرَاءَته وَكَذَا عَن الْأمين الأقصرائي وَالسيف والكافياجي ولازم الزين قاسما حَتَّى حمل عَنهُ الْكثير جدا فِي الْفِقْه وأصوله والْحَدِيث وأوقاف الْخصاف وَجُمْلَة من رسائله وتصانيفه وَسمع عَلَيْهِ مُخْتَصر مُشكل الْآثَار لِابْنِ رشد وَكَذَا اشتدت عنايته

ص: 234

بملازمة الأمشاطي قبل قَضَائِهِ وَبعده وَكَانَ قَارِئ دروسه أَيَّام قَضَائِهِ وَبعده لَازم نظاما فِي شرح الشمسية للقطب وَفِي شرح أكمل الدّين عَليّ الْمنَار فِي الْأُصُول وَفِي الطارقية فِي الْإِعْرَاب وقرا عَلَيْهِ مَشَارِق الصغاني وَغَيره وعَلى الْبَدْر بن الْغَرْس جُزْءا فِي القضايا لَهُ وعَلى المظفر الأمشاطي فِي شرح الموجز وَلم يقْتَصر فِي الْأَخْذ عَن عُلَمَاء مذْهبه بل أَخذ مُعظم ألفية ابْن مَالك تقسيما عَن السنهوي وَفِي ابْتِدَائه فِي الجرومية والمكودي عَن النُّور الْوراق المالكيين والقطر وَشَرحه عَن الشّرف عبد الْحق السنباطي وَقطعَة من توضيح ابْن هِشَام عَن الْجَوْجَرِيّ ومعظم شرح العقائد عَن الزيني زَكَرِيَّا وَجَمِيع ألفية الْعِرَاقِيّ عني مَعَ قِرَاءَة قِطْعَة من أول شرحي عَلَيْهَا بعد أَن)

حصله وَقطعَة تقرب من النّصْف من شرح مَعَاني الْآثَار للطحاوي، وَسمع على النشاوي وَعبد الصَّمد الهرساني وَأم هاني الهورينية وَهَاجَر القدسية والنور على حفيد الْجمال يُوسُف العجمي وتلقن مِنْهُ الذّكر وَألبسهُ الْخِرْقَة والعذبة وَطَائِفَة، وَقد حج فِي سنة سبعين وَدخل الشَّام للنزهة وَاجْتمعَ بالبدر بن قَاضِي شُهْبَة وزار بَيت الْمُقَدّس وتنزل فِي الْجِهَات كالأشرفية برسباي والصرغتمشية والشيخونية وناب فِي الْقَضَاء عَن الْمُحب بن الشّحْنَة فَمن بعده ورقاه الأمشاطي فِي مستهل ذِي الْقعدَة سنة سبع وَسبعين للجلوس بِجَامِع الصَّالح عوضا عَن الصُّوفِي وَبعده جلس فِي أَيَّام الشَّمْس الْغَزِّي بِجَامِع الفكاهين ثمَّ بالصالحية وَأذن لَهُ غير وَاحِد كالزين قَاسم فِي التدريس وَغَيره كالنظام فِيهِ وَفِي الْإِفْتَاء أَيْضا وحضرنا مَعَه خَتمه لمتن الْمنَار وَشَرحه عَلَيْهِ وَصرح بحضرتنا بِمَا هُوَ أَعلَى من ذَلِك، وَاسْتقر فِي تدريس الجمالية برغبة ابْن الْغَرْس لَهُ عَنهُ ثمَّ فِي تدريس الحسينية بعد شَيْخه نظام وَأعَاد بِجَامِع طولون كل ذَلِك مَعَ عدم تهالكه على الْقَضَاء ومداومته للاشتغال ومزيد الرَّغْبَة فِي الْعلم وتحصيله مَعَ بهجته وتواضعه وعقله وفضيلته حسن محاضرته بِحَيْثُ كنت أستأنس بِهِ سِيمَا وَله إِلَيّ أتم الْميل وَالرَّغْبَة وإقباله على مَا يهمه وكثره تعلله بالرمد وَغَيره. مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَتِسْعين وتأسفنا لفقده وَاسْتقر بنوه فِي جهاته رحمه الله وعوضه الْجنَّة.

أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن أبي بكر بن عمر بن بريد بموحدة وَرَاء وَآخره دَال أَو هَاء مصغر وَيُقَال خلد بدله فَلَعَلَّهُ اسْمه وَالْآخر لقبه الشهَاب الأبشيطي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي نزيل طيبَة / وَأحد السادات. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة بابشيط بِكَسْر الْهمزَة ثمَّ مُوَحدَة سَاكِنة بعْدهَا مُعْجمَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة

ص: 235

وطاء مُهْملَة قَرْيَة من قرى الْمحلة من الغربية وَنَشَأ بصندنا فحفظ الْقُرْآن وكتبا مِنْهَا الْعُمْدَة والتبريزي، وَأخذ بهَا الْفِقْه عَن الْبَدْر بن الصَّواف والشهاب بن حميد وَولي الدّين بن قطب وتلا لأبي عَمْرو على أَحْمد الرمسيسي الْبُحَيْرِي ثمَّ انْتقل إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة عشْرين فقطن جَامع الْأَزْهَر مُدَّة وَأخذ بهَا الْفِقْه عَن الْبُرْهَان البيجوري وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والشهاب السيرجي وَآخَرين مِنْهُم القاياتي وَعنهُ وَعَن ابْن مصطفى القرماني والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ أَخذ الْمنطق وَأخذ النَّحْو عَن الشهَاب أَحْمد الصنهاجي وَالشَّمْس الشطنوفي وناصر الدّين البارنباري والمحب بن نصر الله وَعنهُ أَخذ فقه الْحَنَابِلَة والفرائض والحساب والجبر والمقابلة وَغَيرهَا عَن ابْن المجدي والبارنباري تلميذ ابْن)

الهائم وأصول الدّين والمعاني وَالْبَيَان عَن البدرشي وأصول الْفِقْه عَنهُ وَعَن القاياتي والمحلى والمحب بن نصر الله والشرف السُّبْكِيّ وَقَالَ أَنه كَانَ عَلامَة فِي حل الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ لَا يلْحق فِيهِ وَسمع على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والتلواني وَابْن نصر الله وَابْن الديري وَآخَرين مِنْهُم شَيخنَا بل كتب عَنهُ فِي الْإِمْلَاء وَغَيره وَكَانَ كثير الِاعْتِقَاد فِيهِ حَتَّى أَن الْبَهَاء بن حرمي حكى لي أَنه قَالَ أحب ملاحظتكم لي فَلَا تقطع توجهك إِلَيْهِ بعد مَوته فَإِنَّهُ يَكْفِيك وَكَذَا بَلغنِي أَن شخصا سَأَلَهُ أَن يرِيه بعض أَوْلِيَاء الله فَمشى بِهِ إِلَى بَيت الْمحلى وَقَالَ هَذَا بَيت شخص مِنْهُم، وَكَانَ مَعَ ملازمته للقاياتي رُبمَا يتَعَرَّض لَهُ فِيمَا لم يعلم سَببه بِحَيْثُ أَن جمَاعَة تعصبوا وأهانوه بل حموا ابْن المبارزي على إهانته وَبعد ذَلِك سكن وَلزِمَ الِاشْتِغَال حَتَّى برع فِي الْفِقْه وأصوله والعربية والفرائض والحساب وَالْعرُوض والمنطق وَغَيرهَا وَنزل فِي صوفية الْحَنَابِلَة المؤيدية أول مَا فتحت لشدَّة فاقته وَحفظ مُخْتَصر الْخرقِيّ وَصَارَ يحضر عِنْد مدرسهم الْعِزّ الْبَغْدَادِيّ فَمن بعده مَعَ أقرائه فقه الشَّافِعِيَّة وَقد تصدى للإقراء فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ ابْن أَسد والشرف يحيى الْبكْرِيّ والجوجري وَآخَرُونَ طبقَة بعد أُخْرَى وصنف نَاسخ الْقُرْآن ومنسوخه ونظم أبي شُجَاع والناسخ والمنسوخ للبارزي وَشرح الرحبية والمنهاج وَابْن الْحَاجِب الأصليين وتصريف ابْن مَالك وَلَا ميته والجمل للخونجي وإيساغوجي والخزرجية ولسان الْأَدَب لِابْنِ جمَاعَة وخطبة الْمِنْهَاج الفرعي وَله الْحَاشِيَة الجلية السّنيَّة على حل تراكيب أَلْفَاظ الياسمينية فِي الْجَبْر والمقابلة لخصها من شرحها لِابْنِ الهائم والتحفة فِي الْعَرَبيَّة فِي مُجَلد

ص: 236

ومنظومة فِي الْمنطق وأفراد مُثَلّثَة وروى الصادي وعجالة الغادي وَغير ذَلِك وَعرف بالزهد وَالْعِبَادَة ومزيد التقشف والإيثار والانعزال والإقبال على وظائف الْخَيْر وَكَونه مَعَ فقره جدا بِحَيْثُ لم يكن فِي بَيته شئ يفرشه لَا حَصِير وَلَا غَيره بل ينَام على بَاب هُنَاكَ كَانَ يتَصَدَّق من خبزه بالمؤيدية إِلَى أَن كَانَ فِي موسم سنة سبع وَخمسين فحج وزارة النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة وَانْقطع عِنْده بهَا وَعظم انْتِفَاع أَهلهَا بِهِ فِي الْعلم والإيثار وحفظوا من كراماته وبديع إشاراته مَا يفوق الْوَصْف وَكَانَ بَينهم كلمة إِجْمَاع وَبَالغ هُوَ فِي إكرامهم وَفِي وَصفهم بِخَطِّهِ فِيمَا يَكْتُبهُ لَهُم يترجى اتصافهم بذلك وَصَارَ فِي غَالب السنين يحجّ مِنْهَا بل جاور بِمَكَّة فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَكنت هُنَاكَ فَكثر اجتماعي بِهِ واستئناسي بمحادثته وَأَقْبل وَللَّه الْحَمد عَليّ بكليته وَسمعت من فَوَائده ومواعظه وَكنت أبتهج بِرُؤْيَتِهِ وَسَمَاع دعواته وَكَانَ على قدم عَظِيم من)

الِاشْتِغَال بوظائف الْعِبَادَة صَلَاة وطوافا ومشاهدة وتلاوة وإيثارا وتقشفا وتحرزا فِي لَفظه بل وغالب أَحْوَاله منعزلا عَن أَهلهَا الْبَتَّةَ وَرُبمَا جلس فِي بعض مجَالِس الحَدِيث بأطراف الْحلقَة وحاوله جمَاعَة فِي الإقراء فَمَا وَافق بل امْتنع من التحديث فِي الْمَدِينَة أدبا مَعَ أبي الْفرج المراغي فِيمَا قيل وَالظَّاهِر أَنه للأدب مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَلَا زَالَ فِي ترق من الْخَيْر وأخباره ترد علينا بِمَا يدل على ولَايَته حَتَّى مَاتَ بعد أَن توعك قَلِيلا بالحمى بعد عصر يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ صبح يَوْم السبت بالروضة ثمَّ دفن بِالبَقِيعِ وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل جدا وتأسف النَّاس خُصُوصا أهل الْمَدِينَة على فَقده وقبره ظَاهر يزار رحمه الله وإيانا ونفعنا ببركاته، وَمِمَّا سمعته من نظمه:

(المنجيات السَّبع مِنْهَا الواقعه

وَقبلهَا يس تِلْكَ الجامعه)

(وَالْخمس الانشراح وَالدُّخَان

وَالْملك والبروج وَالْإِنْسَان)

وَوَصفه البقاعي بالشيخ الْفَاضِل البارع المفنن الزَّاهِد الشَّافِعِي ثمَّ الْحَنْبَلِيّ وَأَنه جاور بِالْمَدِينَةِ أَكثر من عشْرين سنة وانتفع بِهِ أَهلهَا وَأَنه امْتنع من إخْبَاره بمولده.

أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن خَليفَة بن عبد العالي الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الْعِمَاد أبي الْفِدَاء النابلسي الحسباني الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي، / هَكَذَا رَأَيْت بِخَط الْوَلِيّ فِي تَرْجَمَة وَالِده من ذيله على العبر تَكْرِير خَليفَة وَكَذَا بِخَط غَيره ورايت من جعل عبد العالي بَينهمَا. ولد فِي أَوَاخِر سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة واشتغل فِي حَيَاة وَالِده وَبعده فِي الْفِقْه وأصوله والفرائض والعربية والْحَدِيث وَغَيرهَا وَكَانَ مِمَّن

ص: 237

أَخذ عَنهُ الْفِقْه والفرائض وَالِده والنحو أَبُو الْعَبَّاس العنابي وَسمع الْكثير وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَطلب الحَدِيث بِدِمَشْق والقاهرة فَأكْثر وَحمل الْكثير من الْأَجْزَاء وَالْمَسَانِيد وَعِنْده جمع جم من أَصْحَاب الْفَخر بن البُخَارِيّ وَغَيرهم كَابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَابْن الهبل وَابْن رَافع إِلَى أَن ترافق مَعَ شَيخنَا فِي السماع على جمَاعَة من شُيُوخه وَدخل حلب فَسمع بهَا على عمر بن ايدغمش وخليل بن مَحْمُود وجالس بهَا البُلْقِينِيّ وَغَيره وَمهر فِي الْفَنّ وَضبط الْأَسْمَاء واعتنى بتحرير المشتبه وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء وَتقدم على أقرانه فِي عدَّة فنون وَهُوَ شَاب وَكَانَ ذكيا مستحضرا صَاحب فنون سريع الْقِرَاءَة مَعَ مُشَاركَة فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَولي تدريس الحَدِيث بالأشرفية وَغَيرهَا كالأمينية قَدِيما وناب فِي الحكم بل اسْتَقل فِي دولة الْمُؤَيد أَيَّام تغلبه بِغَيْر إِذن النَّاصِر فَكَانَ يتورع زعم ويشتد فِي تَنْفِيذ الْأَحْكَام إِلَى أَن أذن)

بعض رفقته ثمَّ امتحن فِي أَيَّام النَّاصِر وَولي الْقَضَاء أَيَّامًا قَلَائِل فِي دولة المستعين وَكَانَ مِمَّن أعَان على مُوجب قتل النَّاصِر وبواسطة دُخُوله فِي الْولَايَة وحبه للرياسة فتر بعد الْفِتْنَة عَن الِاشْتِغَال سِيمَا وَنَشَأ لَهُ ابْنه تَاج الدّين فَزَاد الْأَمر إفسادا وألقاه فِي مهاوي المهالك، وَقد تَرْجمهُ رَفِيقه الشهَاب بن حجي فَقَالَ إِنَّه برع فِي الْعَرَبيَّة وَسمع الْكثير بِدِمَشْق ومصر وَقَرَأَ بِنَفسِهِ قِرَاءَة صَحِيحَة وَكَانَ صَحِيح الذِّهْن جيد الْفَهم حسن التدريس إِلَّا أَنه كَانَ شَرها فِي طلب الْوَظَائِف كثير المخالطة للدولة شَدِيد الجرءة والإقبال على التَّحْصِيل قَالَ وعزل غير مرّة وامتحن مرَارًا فِي كل مرّة يبلغ الْهَلَاك ثمَّ يَنْمُو وَقد تغير بِأخرَة لما جرى عَلَيْهِ من الممن وَكَانَ يحب وَلَده فيرميه فِي المهالك ويمقته النَّاس بِسَبَبِهِ وَهُوَ لَا يُبَالِي بهم قَالَ شَيخنَا وَأَخْبرنِي الشَّيْخ نور الدّين الأبياري أَنه عذله لما دخل الْقَاهِرَة فِيهِ فَقَالَ يَا أخي النَّاس يحسدونه لِأَنَّهُ أعرف مِنْهُم بالتحصيل قَالَ فَعرفت أَنه لَا يُفِيد فِيهِ العتاب. وَمِمَّا قَالَه ابْن حجي فِي تَرْجَمَة أَبِيه أَنه لما مَاتَ أثبت ابْن الْجَزرِي محضرا بِأَن من شَرط وقف جَامع التَّوْبَة أَن يكون خَطِيبه حَافِظًا لِلْقُرْآنِ وَأَن الشهَاب يَعْنِي صَاحب التَّرْجَمَة لَا يحفظه فقرر فِيهَا لذَلِك وَكَانَ الشهَاب بِمصْر فَقدم وَمَعَهُ توقيع بهَا وانتزعها من ابْن الْجَزرِي، وَذكره العثماني قَاضِي صفد فِيمَن كَانَ بِدِمَشْق من أَعْيَان الشَّافِعِيَّة فِي الْعشْر الثَّامِن من الْقرن الثَّامِن فَقَالَ فِي حَقه شيخ دمشق وَابْن شيخها الْعَلامَة شهَاب الدّين لَهُ حَلقَة بالجامع الْأمَوِي وَشرع فِي تَفْسِير أَجَاد فِي تهذيبه وناب فِي الحكم مُدَّة ثمَّ ولي

ص: 238

قَضَاء دمشق اسْتِقْلَالا فَلم يحمد، وَقَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه رَأَيْت بِخَطِّهِ أَنه علق على الْحَاوِي الصَّغِير وعَلى ألفية ابْن مَالك وَعمل شَيْئا من تَخْرِيج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ وَسَماهُ شافي العي فِي تَخْرِيج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ، اجْتمعت بِهِ مرَارًا وأفادني كثيرا من أَجْزَائِهِ الَّتِي كَانَ يضن بهَا على غَيْرِي وحَدثني من لَفظه بِجُزْء من حَدِيث الجلالي مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الوَاسِطِيّ بِسَمَاعِهِ لَهُ على ابْن الهبل، زَاد فِي أنبائه وَكَانَ شَيخنَا البُلْقِينِيّ يُحِبهُ ويعظمه وَشهد لَهُ أَنه أحفظ أهل دمشق للْحَدِيث حَتَّى ولي الأشرفية وَقد أكرمني بِدِمَشْق ثمَّ قدم الْقَاهِرَة بعد الكائنة فأعطيته جملَة من الْأَجْزَاء وَشهد لي بِالْحِفْظِ فِي عنوان تَعْلِيق التَّعْلِيق قَالَ وَكَانَ قد شرع فِي تَفْسِير كَبِير أكمل مِنْهُ كثيرا وَعَلِيهِ فِيهِ مآخذ ثمَّ عدم فِي الكائنة قَالَ أَيْضا وَعمل طَبَقَات الشَّافِعِيَّة. زَاد غَيره وترتيب طَبَقَات الْقُرَّاء، وَقَالَ التقي بن قَاضِي شُهْبَة جرت لَهُ مَعَ جمَاعَة فتْنَة وأوذي أَذَى كثيرا ثمَّ نجا، قَالَ شَيخنَا وَكَانَ نده كرم مفرط قد يُفْضِي إِلَى الْإِسْرَاف وَعِنْده)

شجاعة وإقدام وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ ابْن مُوسَى الْحَافِظ والأبي. مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء عَاشر ربيع الآخر سنة خمس عشرَة بِمَنْزِلَة الصالحية وَدفن بهَا مصروفا عَن الْقَضَاء بالأخنائي عَفا الله عَنهُ. وترجمه شَيخنَا أَيْضا فِيمَا استدركه على تَارِيخ مصر للمقريزي وَلكنه عِنْده فِي عقوده وَابْن خطيب الناصرية فِي ذيله وَابْن فَهد فِي مُعْجَمه. وَأَبوهُ فِي الْمِائَة قبلهَا.

أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن صَدَقَة الشهَاب القاهري الْحَنَفِيّ صهر الأمشاطي ابْن أخي زَوجته وَيعرف بِابْن الصَّائِغ. / ولد فِي سنة أَربع وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَأخذ عَن الشمني والأقصرائي والتقي الحصني وَكَذَا الْعَلَاء وبرع وتنزل بعناية صهره فِي الْجِهَات كالأشرفية بل استنابه فِي الْقَضَاء وَاسْتمرّ بِهِ مَعَ فَضِيلَة عقل وتودد، وَقد حج فِي سنة سِتّ وَتِسْعين ثمَّ فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين كِلَاهُمَا فِي الْمَوْسِم وَتردد إِلَيّ فِي كليهمَا ثمَّ فِي سنة سبع وَسَبْعمائة وجاور سنة ثَمَان وَسكن بِالْمَدْرَسَةِ الزمامية فَأَصَابَهُ مَا أصَاب الْمُسلمين من التهبة الْعَام من بني إِبْرَاهِيم وأعوانهم وَلم يبقوا أُسْوَة كنزله شَيْئا من الْمُسلمين. ثمَّ حج سنة ثَمَان وَرجع إِلَى مصر سالما عمرسه سَافر من مَكَّة فِي أَوَائِل محرم برا صُحْبَة الأتابكي قيت الرجبي.

أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن عَبَّاس بن عَليّ بن دَاوُد بن يُوسُف بن عمر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن رَسُول النَّاصِر بن الْأَشْرَف بن الْأَفْضَل بن الْمُجَاهِد بن الْمُؤَيد بن المظفر بن الْمَنْصُور / مُلُوك

ص: 239

الْيمن صَاحب زبيد وعدن وتعز وجبلة وَغير من بِلَاد الْيمن. ملك بعد أَبِيه فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة فَلم تحمد سيرته وَجَرت لَهُ كائنات وَكَانَ فَاجِرًا جائرا من شرار بني رَسُول وَفِي أَيَّامه خرب غَالب بِلَاد الْيمن لِكَثْرَة ظلمه وعسفه وَعدم سياسته وتدبيره وَلم يزل على ذَلِك حَتَّى سَقَطت صَاعِقَة على حصنه الْمُسَمّى قَوَارِير من زجاج خَارج مَدِينَة زبيد فارتاع من صَوتهَا وتمرض أَيَّامًا ثمَّ مَاتَ فِي سادس عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَعشْرين قَالَ الله تَعَالَى: وَيُرْسل الصَّوَاعِق فَيُصِيب بهَا من يَشَاء وَحمل لتعز فَدفن بمدرسة أَبِيه بهَا إِذْ لم يبن لَهُ مدرسة. وَوَصفه الْعَفِيف النَّاشِرِيّ بِأَنَّهُ كَانَ مَوْصُوفا عِنْد الْعَام وَالْخَاص بوفور الْحلم التَّام بِحَيْثُ أَنه ترفع إِلَيْهِ الْأُمُور الْعِظَام الَّتِي لَا تحْتَمل فَلَا يغْضب لَهَا وَهَذَا يُؤَيّد مَا تقدم. وَملك بعده ابْنه الْمَنْصُور عبد الله الْآتِي إِن شَاءَ الله هُوَ وَولد هَذَا إِسْمَاعِيل وجده. وَذكره المقريزي فِي عقوده مطولا.

أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله الشهَاب الطّيب وَيعرف بالحريري. / اشْتغل بالطب وتعانى الْأَدَب

وَنظر فِي الْمنطق وَكَانَ خاملا فاتفق أَن كَاتب السِّرّ فتح الله قربه من الظَّاهِر برقوق فِي عَارض عرض لَهُ فَحصل لَهُ الْبُرْء سَرِيعا فَأقبل عَلَيْهِ وولاه عدَّة وظائف يَعْنِي كمشيخة خانقاه سَالَ وتدريس الْجَامِع الحصراي وَالْجَامِع الحاكمي عوضا عَن الْعَلَاء الأقفهسي بعد منازعات فنبه قدره بعد خمول طائل وَلم يطلّ فِي ذَلِك. وَمَات فِي خماس عشر ذِي الْقعدَة سنة تسع. قَالَه شَيخنَا فِيمَا استدركه على المقريزي فِي تَارِيخ مصر وَإِلَّا فَهُوَ فِي عقوده، وَقَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه كَانَ ذكيا فَاضلا تعانى الِاشْتِغَال بالطب وَالْأَدب وفنونا أُخْرَى وَمهر وَكَانَ يتزيا بزِي الْأَعَاجِم فِي شكله وملبسه ثمَّ ولي فِي آخر عمره بعض المناصب لما توصل إِلَى خدمَة الظَّاهِر وَحسنت حَاله بعد ذَلِك فِي دينه ودنياه إِلَى أَن مَاتَ بِمصْر، سَمِعت من فَوَائده كثيرا وأنشدني من نظمه فِي عويس بَيْتَيْنِ ثمَّ وقفت على أَنَّهُمَا لغيرة. وَقَالَ فِي الأنباء أَنه مهر فِي الطِّبّ والهيئة والمعقولات وَنظر فِي الْأَدَب وَكَانَ خاملا ملقا جدا اجْتمعت بِهِ فِي الكتبيين مرَارًا وَسمعت من نظمه وفوائده ثمَّ اتَّصل بِأخرَة بِالظَّاهِرِ فَأعْطَاهُ وظائف الشَّيْخ عَلَاء الدّين الأقفهسي فأثري وَحسنت حَاله وَتزَوج وسلك الطَّرِيق الحميدة وَله نظم ونثر لكنه يطعن فِي النَّاس كثيرا وَيَدعِي دعاوى عريضة انْتهى، وَقَالَ المقريزي مَا مَعْنَاهُ: وَمن الغرائب أَن صاحبنا الشَّمْس

ص: 240

الْعمريّ كَاتب الدست حج مَعَ الركب الموسمي فِي شَوَّال سنة تسع والشهاب هَذَا بهَا طيب فَلَمَّا قدم المبشر على الْعَادة كَانَ مَعَه كتاب الْعمريّ أبي فتح الله كَاتب السِّرّ فَكَانَ مِمَّا أخبر فِيهِ أَنه اجْتمع فِي مَكَّة بولِي لله يُقَال لَهُ مُوسَى الْمَنَاوِيّ فَسَأَلَهُ عَن جمَاعَة من المصريين مِنْهُم الحريري هَذَا فَأخْبرهُ أَنه طيب حَسْبَمَا فَارقه فَقَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله لَهُ مُدَّة يذكر عندنَا بِعَرَفَة فِي كل سنة وَفِي هَذِه لم يذكر وَكَانَ قد توفّي قبل الْوُقُوف فَكَانَت عَجِيبَة وفيهَا بشرى لصَاحب التَّرْجَمَة رحمه الله.

أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله الدِّمَشْقِي. / سمع عَليّ بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة.

أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن عُثْمَان بن أَحْمد بن رشيد بن إِبْرَاهِيم شرف الدّين ثمَّ دعِي شهَاب الدّين الشهرزوري الْهَمدَانِي التبريزي الكوراني ثمَّ القاهري / عَالم بِلَاد الرّوم، وَرَأَيْت من زَاد فِي نسبه يُوسُف قبل إِسْمَاعِيل. ولد فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة بقرية من كوران وأرخه المقريزي فِي ثَالِث عشر ربيع الأول سنة تسع بشهرزور وَحفظ الْقُرْآن وتلاه للسبع عَليّ الزين عبد الرَّحْمَن بن عمر الْقزْوِينِي الْبَغْدَادِيّ الْجلَال واشتغل وَحل عَلَيْهِ الشاطبية وتفقه بِهِ وَقَرَأَ)

عَلَيْهِ الشَّافِعِي وحاشية للتفتازاني وَأخذ عَنهُ النَّحْو مَعَ علمي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَالْعرُوض وَكَذَا اشْتغل على غَيره فِي الْعُلُوم وتميز فِي الْأَصْلَيْنِ والمنطق وَغَيرهَا وَمهر فِي النَّحْو والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا من العقليات وشارك فِي الْفِقْه ثمَّ تحول إِلَى حصن كيفا فَأخذ عَن الْجلَال الْحلْوانِي فِي الْعَرَبيَّة وَقدم دمشق فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ فلازم الْعَلَاء البُخَارِيّ وانتفع بِهِ وَكَانَ يرجح الْجلَال عَلَيْهِ وَكَذَا قدم مَعَ الْجلَال بَيت الْمُقَدّس وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْكَشَّاف ثمَّ الْقَاهِرَة فِي حُدُود سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَهُوَ فَقير جدا فَأخذ عَن شَيخنَا بقرَاءَته فِي البُخَارِيّ وَشرح ألفية الْعِرَاقِيّ ولازمه وَغَيره وَسمع فِي صَحِيح مُسلم أَو كُله على الزين الزَّرْكَشِيّ ولازم الشرواني كثيرا، قَالَ المقريزي وقرأت عَلَيْهِ صَحِيح مُسلم والشاطبية فبلوت مِنْهُ براعة وفصاحة وَمَعْرِفَة تَامَّة لفنون من الْعلم مَا بَين فقه وعربية وقراءات وَغَيرهَا انْتهى. وأكب على الِاشْتِغَال والأشغال بِحَيْثُ قَرَأَ على الْعَلَاء القلقشندي فِي الْحَاوِي ولازم حُضُور الْمجَالِس الْكِبَار كمجلس قِرَاءَة البُخَارِيّ بِحَضْرَة السُّلْطَان وَغَيره واتصل بالكمال بن الْبَارِزِيّ فَنَوَّهَ بِهِ وبالزيني عبد الباسط وَغَيرهم من المباشرين والأمراء بِحَيْثُ اشْتهر وناظر الأماثل وَذكر بالطلاقة والبراعة والجرأة الزَّائِدَة فَلَمَّا ولي الظَّاهِر جقمق وَكَانَ يَصْحَبهُ تردد إِلَيْهِ فَأكْثر وَصَارَ أحد ندمائه وخواصه فانهالت عَلَيْهِ الدُّنْيَا فَتزَوج مرّة بعد أُخْرَى

ص: 241

لمزيد رغبته فِي النِّسَاء مَعَ كَونه مطلاقا وَظهر لما ترفع حَاله مَا كَانَ كامنا لَدَيْهِ من اعْتِقَاد نَفسه الَّذِي جر إِلَيْهِ الطيش والخفة وَلم يلبث أَن وَقع بَينه وَبَين حميد الدّين النعماني الْمَذْكُور أَنه من ذُرِّيَّة الإِمَام أبي حنيفَة مباحثة سَطَا فِيهَا عَلَيْهِ وتشاتما بِحَيْثُ تعدى هَذَا إِلَى آبَائِهِ وَوصل علم ذَلِك إِلَى السُّلْطَان فَأمر بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ وسجنه بالبرج ثمَّ ادّعى عَلَيْهِ عِنْد قَاضِي الْحَنَفِيَّة ابْن الديري وأقيمت الْبَيِّنَة بالشتم وبكونه من ذُرِّيَّة الإِمَام فعزز بِحَضْرَة السُّلْطَان نَحْو الثَّمَانِينَ بل وَأمر بنفيه وَأخرج عَنهُ تدريس الْفِقْه بالبرقوقية وَكَانَ قد اسْتَقر فِيهِ بعد ابْن يحيى وَعمل فِيهِ أجلاسا فاستقر بعده فِيهِ الْجلَال الْمحلى وَخرج الشهَاب منفيا قَالَ المقريزي بعد أَن بَاعَ أثاثه وأخرجت وظائفه ومرتباته إِلَى دمشق فَلَمَّا خرج الْحَاج توجه مَعَه فَرد إِلَى حلب فَلم يشعروا بِهِ حَتَّى قدم الطّور ليمضي فِي الْبَحْر إِلَى مَكَّة فَقبض عَلَيْهِ وسير بِهِ حَتَّى تعدى الْفُرَات وَذَلِكَ كُله سنة أَربع وَأَرْبَعين وَلَا يظلم رَبك أحدا انْتهى، وتوصل الشهَاب إِلَى مملكة الرّوم وَلَا زَالَ يترقى بهَا حَتَّى اسْتَقر فِي قَضَاء الْعَسْكَر وَغَيره وتحول حنفيا وَعظم اخْتِصَاصه بِملك الرّوم ومدحه وَغَيره بقصائد طنانة وَحسنت حَالَته)

هُنَاكَ جدا بِحَيْثُ لم يصر عِنْد مُحَمَّد بن مُرَاد أحظى مِنْهُ وانتقل من قَضَاء الْعَسْكَر إِلَى منصب الْفَتْوَى وَتردد إِلَيْهِ الأكابر وَشرح جمع الْجَوَامِع وَكثر تعقبه الْمحلى بِمَا اخْتلف الْفُضَلَاء فِيهِ تصويبا وردا وَقَالَ فِيهِ إِن من قصائده فِي ملكه قَوْله:

(هُوَ الشَّمْس إِلَّا أَنه اللَّيْث باسلا

هُوَ الْبَحْر إِلَّا أَنه مَالك الْبر)

وَكَذَا بَلغنِي أَنه عمل تَفْسِيرا وشرحا على البُخَارِيّ وقصيدة فِي علم الْعرُوض نَحْو سِتّمائَة بَيت وَغَيرهَا من القصائد وَأَنْشَأَ باسطنبول جَامعا ومدرسة سَمَّاهَا دَار الحَدِيث بل لَهُ مَسْجِد بِخطْبَة وَآخر بِدُونِهِ وَفِي الغلطة تجاهها مَسْجِد إِلَى غَيرهَا من الدّور، وَقد أَخذ عَنهُ الأكابر حَتَّى أَن المقريزي روى عَنهُ حِكَايَة عَن شَيْخه الْجلَال فِي فضل أهل الْبَيْت هَذَا مَعَ كَونه مِمَّن أَخذ عَنهُ كَمَا أسلفته، وغالب مَا نقلته عَنهُ من عقوده. وَلما كنت بحلب وَذَلِكَ فِي سنة تسع وَخمسين دَخلهَا ثمَّ الْبِلَاد الشامية وَهُوَ فِي ضخامة زَائِدَة وَحج فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وترامى عَلَيْهِ البقاعي فِي هَذَا الْآن ليتوصل بِهِ إِذا رَجَعَ بِهِ للملكة الرومية فِي طلب كِتَابه المناسبات من هُنَاكَ رَجَاء أَن يحصل لَهُ رواج بذلك وتبينه زعم بِمن يسره الله لَهُ ذَلِك بِدُونِ تكلّف وَلَا تطلب وَالْتزم لَهُ بتولي إشهار شَرحه لجمع الْجَوَامِع وَأخذ على جاري عَادَته فِي المبالغات إِذا كَانَت موصلة لأغراضه وَمن لم يَجْعَل الله لَهُ نورا فَمَا لَهُ من نور وَلم

ص: 242

يزل الكوراني على جلالته وطريقته حَتَّى مَاتَ فِي أَوَاخِر رَجَب سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ السُّلْطَان فَمن دونه وَلَعَلَّه دفن بمدرسته رحمه الله.

أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن شمس الزمزمي وَيُقَال لَهُ نابت وَهُوَ بِهِ أشهر. / يَأْتِي فِي النُّون.

أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن عمر بن صَالح الفرنوي. / مَاتَ سنة سبعين وَثَمَانمِائَة، أرخه ابْن عزم.

أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن عمر بن كثير الشهَاب بن الْحَافِظ الْعِمَاد البصروي ثمَّ الدِّمَشْقِي أَخُو عبد الْوَهَّاب الْآتِي وَيعرف كأبيه بِابْن كثير. / ولد سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وأحضر على ابْن الشيرجي أحد أَصْحَاب الْفَخر بن البُخَارِيّ وتزيا بزِي الْجند وَحصل لَهُ إقطاع وَكَانَ فِيمَا قَالَه الشهَاب بن حجي أحسن أخوته سمتا عَارِفًا بالأمور. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.

أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشهَاب الونائي القاهري الشَّافِعِي أَخُو الشَّمْس الْآتِي /

بَلغنِي عَن شَيخنَا ابْن خضر أَنه كَانَ يَقُول هُوَ أقعد من أَخِيه غير أَنه كَانَ سَاكِنا انْتهى. وَهُوَ مِمَّن حضر عِنْد شَيخنَا وَسمعت أَنه قَرَأَ على القاياتي وَرُبمَا أَقرَأ وتأخرت وَفَاته عَن أَخِيه وَله ولد فِي الْأَحْيَاء فيحقق أمره مِنْهُ إِن كَانَ يحسن.

أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ القطب الْمَقْدِسِي الأَصْل القلقشندي المولد القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْعَلَاء عَليّ / وَإِخْوَته الْمَذْكُورين فِي محالهم. ولد فِي رَجَب سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة أَو قبلهَا بقلقشندة وانتقل مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة وَهُوَ شَاب فحفظ كَمَا قَالَ التقي ابْنه الْقُرْآن والمنهاج مَعَ غَيره قَالَ وَطلب من نَفسه فَأخذ الْفِقْه عَن ابْن حَاتِم والأبناسي والبهاء ابي الْفَتْح البُلْقِينِيّ وَعَلِيهِ قَرَأَ الْفُرُوع لِابْنِ الْحداد، والضياء القرمي بحث عَلَيْهِ الْمِنْهَاج وَأذن لَهُ فِي التدريس وَكَذَا حضر عِنْد البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن واشتغل فِي النَّحْو على مُوسَى الدلاصي نزيل المشهد الْحُسَيْنِي بِالْقَاهِرَةِ والصدر الأبشيطي وَشهد لَهُ أَنه لم يَأْتِ من بَلَده أنحى مِنْهُ وَفِي الحَدِيث على التقي الدجوي ولازمه مُدَّة وَسمع على النَّجْم بن رزين وَابْن الخشاب وَالْجمال الْبَاجِيّ والمطرز والشهاب الْجَوْهَرِي والشرف بن الكويك وَطَائِفَة وتلا على يَعْقُوب الجوشني الضَّرِير وتميز فِي الْفَرَائِض والحساب وَكتب الْخط الْحسن وناب فِي الحكم قَدِيما بِبَعْض النواحي عَن التقي الزبيرِي ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ عَن شَيخنَا وَكَذَا بَاشر فِي أوقاف الجرمين وجامع ابْن طولون وَحدث بالبخاري وَابْن مَاجَه وَغَيرهم سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن فَهد، وَكَانَ دينا خيرا شهما سليم الْفطْرَة ملازما

ص: 243

لسلوك الْخَيْر وَالْعِبَادَة، وَحصل لَهُ فِي سَمعه ثقل ومتع بباقي حواسه قَالَ وَكَانَ يذكر أَنه من ذُرِّيَّة غنيم الْقُدسِي. مَاتَ فِي لَيْلَة الثَّامِن من ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَأَرْبَعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد فِي مشْهد حافل تقدمهم شَيخنَا، ذكره فِي أنبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ كَانَ حسن الْكِتَابَة متقنا للمباشرة وَفِيه شهامة وَهُوَ أكبر من بَقِي من شُهُود الْمُودع الْحكمِي قَالَ وأنجب عدَّة أَوْلَاد مِنْهُم وَلَده عَلَاء الدّين وَهُوَ أمثلهم طَريقَة، قلت وَقد مَسّه من القَاضِي علم الدّين بعض الْمَكْرُوه رحمه الله وإيانا.

أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن ملك بن غَازِي سُلْطَان دهلك. / أرخه ابْن عزم فِي سنة إِحْدَى وَخمسين.

أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن عمر بن عبد الْعَزِيز الهواري البنداري أَخُو مونس الْآتِي / من رُؤُوس عرب هوارة، وَيُسمى فيهم بالأمير أحضرهُ الدوادار الْكَبِير مَعَه فعلق رَأسه فِي جمَاعَة بِبَاب زويلة وهم أَحيَاء إِلَى أَن مَاتَ وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وتوجع النَّاس

من مشاهدته.

أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الشهَاب الأبشيطي القاهري الشَّافِعِي الْوَاعِظ. / ولد سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا تفقه قَلِيلا وَلزِمَ قَرِيبه الصَّدْر الأبشيطي وأدب جمَاعَة من أَوْلَاد الْكِبَار ولهج بالسيرة البنوية فَكتب مِنْهَا كثيرا إِلَى أَن شرع فِي جمع كتاب حافل فِيهَا كتب مِنْهُ نَحْو ثَلَاثِينَ سفرا يحتوي على سيرة ابْن إِسْحَاق مَعَ مَا كتبه السُّهيْلي وَغَيره عَلَيْهَا وَمَا اشْتَمَلت عَلَيْهِ الْبِدَايَة للعماد بن كثير وعَلى مَا احتوت عَلَيْهِ الْمَغَازِي لِلْوَاقِدِي وَغير ذَلِك ضابطا للألفاظ الْوَاقِعَة فِيهَا وَكَانَ يتَكَلَّم على النَّاس فِي الْجَامِع الْأَزْهَر. مَاتَ فِي سلخ شَوَّال سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَقد جَازَ السّبْعين. ذكره شَيخنَا فِي الأنباء والمعجم والمقريزي فِي عقوده وَقد شَارك الشهَاب الأبشيطي الْمَاضِي فِي اسْمه وَاسم أَبِيه ونسبته.

أَحْمد بن اقبرص. / مضى فِي ابْن آق برص بمهملتين.

أَحْمد بن أويس بن الشَّيْخ حسن السريسري الْكَبِير بن الْحُسَيْن بن اقبغا ابْن ايلكان بن القان غياث الدّين / صَاحب بَغْدَاد وتبريز وسلطانهما درب ملك الْعرَاق عَن أَبِيه الْمُتَوفَّى بتبريز فِي سنة سِتّ وَسبعين فَأَقَامَ إِلَى سنة خمس وَتِسْعين ثمَّ قدم حلب وَمَعَهُ أَرْبَعمِائَة فَارس من أَصْحَابه جافلا من تمرلنك حِين استيلائه على بَغْدَاد لائذا بِالظَّاهِرِ برقوق فَأرْسل أَمر بإكرامه ثمَّ استقدمه الْقَاهِرَة وَبَالغ فِي إكرامه بِحَيْثُ تَلقاهُ وَأرْسل لَهُ نَحْو عشرَة آلَاف دِينَار ومائتي قِطْعَة قماش

ص: 244

وعدة خُيُول وَعشْرين جَارِيَة وَمثلهَا مماليك وَتزَوج السُّلْطَان أُخْتا لَهُ وَأقَام فِي ظله إِلَى أَن سَافر مَعَه حِين توجه بالعساكر لجِهَة الشَّام وحلب فَلَمَّا رَجَعَ عَاد أَحْمد إِلَى بِلَاده بعد أَن ألبسهُ تَشْرِيفًا وتزايدت وجاهته وجلالته فَلم يلبث أَن ساءت سيرته وَقتل جمَاعَة من الْأُمَرَاء فَوَثَبَ عَلَيْهِ الْبَاقُونَ وأخرجوه وكاتبوا نَائِب تمرلنك بشيراز ليتسلمها فَفعل وهرب هَذَا إِلَى قرا يُوسُف التركماني بالموصل فَسَار مَعَه إِلَى بَغْدَاد فَالتقى بِهِ أَهلهَا فكسروه وانهزما نَحْو الشَّام وقطعا الْفُرَات ومعهما جمع كَبِير من عَسْكَر بَغْدَاد والتركمان وَنزلا بالساجور قَرِيبا من حلب فَخرج إِلَيْهِمَا نَائِب حلب وَغَيره من النواب وَكَانَت وقْعَة فظيعة انْكَسَرَ فِيهَا الْعَسْكَر الْحلَبِي وَأسر نَائِب حماة وتوجها نَحْو بِلَاد الرّوم وَلما كَانَ قَرِيبا من بهسنا التقاه نائبها وَجَمَاعَة فكسروه واستلبوا مِنْهُ سَيْفا يُقَال لَهُ سيف الْخلَافَة وَغير ذَلِك وَعَاد إِلَى بَغْدَاد فَدَخلَهَا وَمكث بهَا مُدَّة حَاكما ثمَّ جَاءَ إِلَيْهَا التتار فَخرج هَارِبا بمفرده وَجَاء إِلَى حلب فِي صفر سنة سِتّ وَهُوَ بليد)

فِي زِيّ فَقير فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ رسم النَّاصِر باعتقاله بالقلعة فاعتقل بهَا ثمَّ طلب إِلَى الْقَاهِرَة فَتوجه إِلَيْهَا واعتقل فِي توجهه بقلعة دمشق ثمَّ أطلق بِغَيْر رضَا من السُّلْطَان وَعَاد إِلَى بَغْدَاد ودخلها بعد أَن نزل التتار عَنْهَا لوفاة تمرلنك وَاسْتمرّ على عَادَته ثمَّ تنَازع هُوَ وقرا يُوسُف فَكَانَت الكسرة عَلَيْهِ فَأسرهُ وَقَتله خنقا فِي لَيْلَة الْأَحَد سلخ ربيع الآخر سنة ثَلَاث عشرَة وَجَاء الْخَبَر إِلَى حلب بذلك فِي جُمَادَى الْآخِرَة. وَقد طول شَيخنَا ذكره فِي أنبائه وَأَنه سَار السِّيرَة الجائرة وَقتل فِي يَوْم وَاحِد ثَمَانمِائَة نفس من الْأَعْيَان قَالَ وَكَانَ سفاكا للدماء متجاهرا بالقبائح وَله مُشَاركَة فِي عدَّة عُلُوم كَالنُّجُومِ والموسيقا وَله تتبع كَبِير بِالْعَرَبِيَّةِ وَغَيرهَا وَكتب الْخط الْمَنْسُوب مَعَ شجاعة ودهاء وحيل وصحبة فِي أهل الْعلم. وَكَذَا طول المقريزي فِي عقوده وَابْن خطيب الناصرية تَرْجَمته وَقَالَ أَنه كَانَ حَاكما عَارِفًا مهيبا لَهُ سطوة على الرّعية فتاكا منهمكا على الشّرْب وَاللَّذَّات لَهُ يَد طولى فِي علم الموسيقا.

أَحْمد بن أويس بن عبد الله بن صلوة شهَاب الدّين بن شرف الدّين بن أكمل الدّين الجبرتي ثمَّ القاهري الصحراوي الشَّافِعِي / مدرس تربة السِّت بالصحراء وإمامها وَابْن إمامها. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ أرخه شَيخنَا فِي أنبائه، وَرَأَيْت بِخَطِّهِ إجَازَة لمن عرض عَلَيْهِ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة

ص: 245

وَكَذَا للزين عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عَليّ بن عبيد القلعي الصمل فِي سنة ثَمَانمِائَة وَأَبوهُ مِمَّن أَخذ عَن ابْن القاصح وَغَيره.

أَحْمد بن اينال الْمُؤَيد الشهَاب أَبُو الْفَتْح بن الْأَشْرَف أبي النَّصْر العلائي الظَّاهِرِيّ ثمَّ الناصري / من ذُرِّيَّة الظَّاهِر بيبرس فأمه ابْنة ابْن خَاص بك. ولد فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بغزة حِين كَانَ أَبوهُ بهَا وَهُوَ أَمِير عشْرين وَنَشَأ فَقَرَأَ عِنْد الْعَلَاء الْغَزِّي وَغَيره وترقى فِي أَيَّام أَبِيه وَكَانَت حجَّته هائلة تضرب بهَا الْأَمْثَال ثمَّ اسْتَقر فِي المملكة بعده فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة خمس وَسِتِّينَ بِعَهْد مِنْهُ لَهُ ودام إِلَى يَوْم الْأَحَد تَاسِع عشر رَمَضَان مِنْهَا وَأرْسل بِهِ إِلَى الثغر السكندري فِي الْبَحْر وتألم النَّاس لذَلِك سِيمَا قَاضِي الْحَنَابِلَة بالعز الْكِنَانِي وَلم يتحاش عَن التظاهر بذلك فَإِنَّهُ كَانَ قد أحسن السِّيرَة فِي تِلْكَ الْأَيَّام وانكف المماليك بِهِ عَن تِلْكَ البليات الْعِظَام واتفقت الْقُلُوب على حبه وخضع الْأُمَرَاء فَمن دونهم لَهُ وتفاءلوا بِالْعَدْلِ وَالْخَيْر فِي سلطنته هَذَا مَعَ تلفته فِي غَالب أَيَّام أَمرته إِلَى الْعلمَاء وإكرامه لَهُم وتفقدهم وميله لرقائق الْأَشْعَار ورقة طباعه وَحسن عشرته ومزيد عقله وخبرته بالأمور وَبعد إرْسَاله لم يلبث)

أَن كسر قَيده بل قدم الديار المصرية بعد وَفَاة أمه وَتزَوج الدوادار الْكَبِير عَظِيم المملكة ابْنَته وَاسْتقر حِين كَونه بالاسكندرية فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فِي مشيخة الشاذلية وَكَانَ يلقنهم الذّكر ويحضر مجَالِسهمْ وَمن يتَوَجَّه مَعَه إِلَى بَيته من جمَاعَة الشاذلية يكرمهم بِالْإِطْعَامِ وَنَحْوه وَلَا وَجه لَهُ وَهُوَ هُنَاكَ لقَضَاء حَاجَة من يَقْصِدهُ إِلَّا بغرض. مَاتَ فِي منتصف صفر سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَجِيء بجثته إِلَى الْقَاهِرَة فَدفن عِنْد أَبِيه رحمه الله وإيانا.

أَحْمد بن إينال العلائي الظَّاهِرِيّ برقوق وَالِد مُحَمَّد الْآتِي. / ولد سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة وَقَرَأَ فِي الْقُرْآن وَكَانَ فِيمَا قَالَ لي وَلَده يحفظ تحفة الْمُلُوك، وخدم عِنْد قايتباي الجركسي وأدارا فَحصل وَلم يتَعَرَّض الْأَشْرَف إينال لَهُ بعد انْقِضَاء دولة مخدومه لكَون أَبِيه من خجداشيته بل زَاد فِي الْإِحْسَان إِلَيْهِ وَحج وانعزل ببيته على خير وَستر وبر للْفُقَرَاء حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد تَاسِع الْمحرم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَدفن من الْغَد يَوْم عَاشُورَاء رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

أَحْمد بن إينال الْأَمِير شهَاب الدّين بن الْأَمِير / أحد خَواص الظَّاهِر وَجهه

ص: 246

وصحبته أَرْبَعُونَ مَمْلُوكا لقِتَال بلَى من عرب الْحجاز ثمَّ عَاد وَمَعَهُ جمَاعَة سمروا ثمَّ وسطوا فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين.

أَحْمد بن إينال شهَاب الدّين الْحَنَفِيّ / خَادِم الشيخونية وسحنتها ووالد أحد فضلاء الْحَنَفِيَّة الشَّمْس مُحَمَّد. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَاسْتقر عوضه فِي الْخدمَة أَبُو الطّيب السُّيُوطِيّ وَلم يلْتَفت لوَلَده وَعز ذَلِك على كثيرين وَإِن كَانَ المستقر أضبط وأمتن.

أَحْمد بن أَيُّوب بن أَحْمد بن عبد الله بن عَفَّان بن رَمَضَان الفيومي الأَصْل أَخُو أبي بكر وَعمر وَعُثْمَان. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة أَربع وَأَرْبَعين.

أَحْمد بن الْبَدْر بن الشجاع عمر الْكِنْدِيّ ثمَّ الْمَالِكِي / من بني ملك بطن من كِنْدَة الظفاري ملكهَا بعد أَبِيه الْآتِي ودبر المملكة مَعَه جمَاعَة من إخْوَته ثمَّ وَقعت بَينهم الْفِتْنَة وتفرق شملهم وَغلب بَعضهم على بعض حَتَّى تفانوا وَكَانَ من آخر أَمرهم تشتتهم فِي الأَرْض فَحَضَرَ بَعضهم إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا غَرِيبا طريدا إِلَى أَن خرج عَنْهَا فِي سنة خمس وَعشْرين، ذكره شَيخنَا فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة فِي أَبِيه.

أَحْمد بن الْبَدْر بن مُحَمَّد بن أويس الشهَاب المغربي الأَصْل الطرابلسي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْبَدْر. / روى عَن بهادر القرمي مُسْند طرابلس وَعَن غَيره ودرس وَأفْتى، أَخذ عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم

ابْن الْوَجِيه والسوبيني وَكَانَ فَقِيها نحويا دينا متواضعا وجيها. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاثِينَ، ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار، وَقَالَ لي الصّلاح الطرابلسي الْحَنَفِيّ أَن وَالِده أَخذ عَنهُ الْقرَاءَات السَّبع فَالله أعلم.

أَحْمد بن بردبك سبط الْأَشْرَف إينال وأخو مُحَمَّد الْآتِي. /

أَحْمد بن برسباي الشهابي بن الْأَشْرَف الدقماق الظَّاهِرِيّ أَخُو الْعَزِيز يُوسُف وأصغر أَوْلَاد أَبِيه. / مَاتَ أَبوهُ وَهُوَ حمل وَأمه أم ولد جركسية. مَاتَ عَن نَحْو سبع وَعشْرين سنة فِي أَوَائِل ربيع الأول سنة ثَمَان وَسِتِّينَ بِالْقَاهِرَةِ بعد أَخِيه بِنَحْوِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا كَانَ قد تولى تَرْبِيَته زوج أمه قرقماس الأشرفي أَمِير سلَاح وأحضر لَهُ من علمه الْقُرْآن والخط الْمَنْسُوب وأقرأه الْعلم وَلم يكن يظْهر من بَيته الْبَتَّةَ حَتَّى وَلَا للْجُمُعَة مَعَ حسن الشكالة وامتداد الْقَامَة وَشهد السُّلْطَان فَمن دونه الصَّلَاة عَلَيْهِ بمصلى المومني وَدفن مَعَ أَبِيه فِي تربته.

ص: 247

أَحْمد بن بَرَكَات بن مُحَمَّد بن مُحرز الجزائري. / مَاتَ سنة سِتّ وَسِتِّينَ أرخه ابْن عزم.

أَحْمد بركَة الشهَاب الدِّمَشْقِي / كتب عَنهُ البدري فِي مَجْمُوعه قَوْله:

(مليح يغيب الْبَدْر عِنْد حُضُوره

ويخجل غُصْن البان بالقد إِن خطر)

(لَهُ شامة فَوق الجبين كَأَنَّهَا

قَلِيل سَواد الْغَيْم فِي طلعة الْقَمَر)

وَقَوله:

(لَهُ خَال بِخَط الْمسك قدرا

على كرْسِي الخدود قد تعلى)

(كشجر قد غَدا فِي روض ورد

وسالفة تمد عَلَيْهِ ظلا)

أَحْمد بن بلبان بن عبد الله الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْقمرِي اللؤْلُؤِي الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ، / وَصفه الْبُرْهَان الْحلَبِي بالمحدث الْمُقْرِئ وَأَنه يحفظ الْقُرْآن ويستحضر كِتَابه فِي مَذْهَب أَحْمد وَأَنه قرا الحَدِيث بِصَوْت حسن وَأَنه قدم عَلَيْهِ فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ فَقَرَأَ عَلَيْهِ ابْن مَاجَه.

أَحْمد بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْحكمِي من ذُرِّيَّة الشَّيْخ مُحَمَّد بن أبي بكر الْحكمِي. /

ذكره الْعَفِيف مُخْتَصرا وَلم يؤرخه.

أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْمَكِّيّ الْآتِي جده قَرِيبا، / مِمَّن أَخذ عني بِمَكَّة.

أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد بن التقي سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن أَحْمد بن عمر بن الشَّيْخ أبي عمر

الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ. / سمع من أبي مُحَمَّد بن الْقيم جُزْءا من حَدِيث أبي الْقسم المنبجي أنابه الْفَخر عَن مَحْمُود بن أَحْمد عَنهُ. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أجَاز لي، وبيض لوفاته.

أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن يُوسُف بن عبد الْملك بن عبد الله بن سَالم ابْن عبد الْملك بن عِيسَى بن أَحْمد بن عوَانَة بن حمود بن زِيَاد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عَليّ التقي بن مُحَمَّد التقي بن عَليّ الرضى بن مُوسَى الكاظم بن جَعْفَر الصَّادِق بن مُحَمَّد الباقر بن زين العابدين عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب أَبُو الْعَبَّاس بن أبي يحيى الْحُسَيْنِي القيرواني الأَصْل التّونسِيّ الْمَالِكِي نزيل مصر وَيعرف بِابْن عوَانَة. / ولد فِي يَوْم عَاشُورَاء سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بتونس وَنَشَأ بهَا وَقدم الْقَاهِرَة فِي أول دولة الْأَشْرَف إينال وَحج مِنْهَا فِي سنة ثَمَان وَخمسين وَكَانَت الوقفة الْجُمُعَة وَصَحب خطيب مَكَّة فَنَوَّهَ بِهِ وعرفه بالأكابر من الْأُمَرَاء وَغَيرهم وشاع بَين الْعَامَّة شبهه بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَكِتَابَة عُلَمَاء

ص: 248

القيروان كَابْن أبي زيد صَاحب الرسَالَة فَمن قبله باستفاضة نسب شخص من أسلافه.

مَاتَ فِي مستهل الْمحرم سنة إِحْدَى وَتِسْعين بالاسكندرية وَكَانَ توجه إِلَيْهَا بإلزام السُّلْطَان لَهُ مَعَ صهره أبي عبد الله البرنتيشي كالامين وَكَانَ كثير المحاسن عالي الهمة مَعَ من يَقْصِدهُ لَا يهاب ملكا وَلَا غَيره كَرِيمًا شهما متوددا متجملا فِي ملبسه ومركبه مِمَّن تكَرر تردده إِلَيّ مَعَ من يَقْصِدهُ فِي الِاجْتِمَاع بِي من غرباء بَلَده كقاضي الركب وَرُبمَا سمع مَعَهم عَليّ ومقاصده شريفة وخصاله منيفة عوضه الله الْجنَّة.

أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن سيف الدّين الْحَمَوِيّ الأَصْل الْحلَبِي الْحَنْبَلِيّ القادري وَالِد الزين عبد الْقَادِر الْآتِي وَيعرف بِابْن الرسام. / ولد تَقْرِيبًا كَمَا قرأته بِخَطِّهِ سنة ثَلَاث وسيعين وَسَبْعمائة أَو ثَلَاث وَسِتِّينَ كَمَا كتبه بَعضهم، وَأما شَيخنَا فَقَالَ فِي مُعْجَمه أَنه فِي حُدُود السّبْعين بل قبلهَا بحماة وَنَشَأ بهَا فاشتغل يَسِيرا وَسمع على قاضيها الشهَاب أبي الْعَبَّاس الماداوي الْأَرْبَعين المخرجة لَهُ والمعجم الْمُخْتَص للذهبي وعَلى الْحسن بن أبي الْمجد وَغَيرهمَا من شُيُوخ بَلَده وَأحمد بن حُسَيْن الْحِمصِي بهَا والعماد إِسْمَاعِيل بن بردس وَأبي عبد الله بن اليونانية ببعلبك وَمِمَّا سَمعه على ثانيهم الصَّحِيح والمحب الصَّامِت بِدِمَشْق وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ الْعلم وَالذكر وَالدُّعَاء كِلَاهُمَا ليوسف القَاضِي والبلقيني والعراقي وَجَمَاعَة بِالْقَاهِرَةِ وَأَجَازَ لَهُ ابْن رَجَب وَابْن سَنَد وَعبد الرَّحِيم بن مَحْمُود بن خطيب بعلبك)

وَيحيى بن يُوسُف الرَّحبِي وَآخَرُونَ واشتغل واذن لَهُ بالإفتاء وَلَكِن كَانَت طبقته فِي الْعلم متوسطة بل منحطة عَن ذَلِك، وَقد جمع فِي فَضَائِل الْأَعْمَال كتابا سَمَّاهُ عقد الدُّرَر واللآلي فِي فضل الشُّهُور وَالْأَيَّام والليالي فِي أَربع مجلدات وَفِي المتبانيات آخر يقْضِي الْعجب من وضعهما وَدلّ صنعه فِي ثَانِيهمَا على عدم علمه بموضوع التَّسْمِيَة سِيمَا وَقد أوقف شَيخنَا، وتعانى الْوَعْظ فاتى فِيهِ بأخبار مستحسنة وَحدث وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن فَهد والأبي وَغَيرهمَا بل سمع مِنْهُ شَيخنَا وَابْن مُوسَى المراكشي وَولي قَضَاء بَلَده مرَارًا تخللها قَضَاء طرابلس ثمَّ حلب وَاسْتمرّ قَاضِيا بِبَلَدِهِ حَتَّى مَاتَ فِي ثامن عشر ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَأَرْبَعين كَمَا أَخْبرنِي بِهِ وَلَده وَرَأَيْت نُسْخَة من الصَّحِيح معظمها بِخَطِّهِ أرخ كِتَابَة بعض أَجْزَائِهَا فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين، وَكَانَ صَاحب دهاء وَرَأَيْت من قَالَ أَنه كَانَ يعرف بِابْن شيخ

ص: 249

السُّوق وَكَأَنَّهُ إِن صَحَّ هجر. وَقد تَرْجمهُ شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه جمع كتابا فِي فَضَائِل الْأَيَّام وَكَانَ يحسن عمل المواعيد وَولي قَضَاء بَلَده ثمَّ قَضَاء حلب وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا سَمِعت من لَفظه بعض شَيْء من أربعي المرداوي باكباب وبراعة وَذكره بعض الْمُتَأَخِّرين فَقَالَ: ققاضي حماة وواعظها ومفتيها توفّي فِي شَوَّال عَن نَحْو سبعين سنة وَهُوَ وَالِد القَاضِي زين الدّين الرسام كَاتب سر حلب وناظر جيشها وَالْقَاضِي محب الدّين مُحَمَّد أبي الْوَلِيد الْمَالِكِي قَاضِي حماة، وَذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار وَأَنه عمل المواعيد فأجاد.

أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد بن مُوسَى الْأَشْعَرِيّ الْيَمَانِيّ نزيل مَكَّة وَيعرف بالمخدوعة / مِمَّن لَهُ فضل وتمييز فِي الْعَرَبيَّة وَالنّظم ويتكسب بالنساخة الجيدة مَعَ مزِيد فاقته وَكَثْرَة أخلاقه وَعدم موافاته فِي الْكِتَابَة وَلَوْلَا ذَلِك لَكَانَ غَنِيا مِنْهَا وَقد كتب من تصانيفي كشرح الألفية وَحضر عِنْدِي كثيرا بل قرا عَليّ بعض تصانيفي وَغَيرهَا وَأنْشد بحضرتي شَيْئا من نظمه وامتدح بعض الْأَعْيَان وَحكى عَنهُ النَّجْم بن فَهد فِي تَرْجَمَة الْمُحب مُحَمَّد بن الْعَلَاء مُحَمَّد بن عفيف الدّين الايجي مناما.

أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد بن يحيى العامري الحرضي الْيَمَانِيّ. / مِمَّن أَخذ عني بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَتِسْعين.

أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الصُّوفِي وَيعرف بِابْن الزَّاهِد. / ولد فِي الْعشْر الْأَخير من رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَحج غير مرّة مِنْهَا)

فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وجاور سنة خمس فَسمع بهَا على الْعَفِيف اليافعي أَشْيَاء من تصانيفه ومروياته ثمَّ سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسمع بهَا على ابْن الصّديق والشهاب بن الناصح وَالشَّمْس مُحَمَّد بن قَاسم بن مُحَمَّد بن مخلوف الصّقليّ الْمَالِكِي وَأبي الْحسن عَليّ بن أَحْمد الْعقيلِيّ الْمَالِكِي ثمَّ سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَسمع فِيهَا على الأبناسي وَدخل بَيت الْمُقَدّس فِي خلال ذَلِك فَسمع بِهِ فِي رَمَضَان سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة على الْبَدْر أبي عبد الله مَحْمُود بن عَليّ العجلوني والاسكندرية بعد ذَلِك فَسمع بهَا على أبي عبد الله مُحَمَّد بن يُوسُف الْأنْصَارِيّ الْمَالِكِي المسلسلات بل سمع بِالْقَاهِرَةِ سنة سِتّ وَسِتِّينَ على الْمُحب الخلاطي السّنَن للدارقطني وعَلى الْجمال بن نباتة السِّيرَة لِابْنِ هِشَام وَبعد ذَلِك على ابْن الفصيح وَابْن أبي الْمجد وَآخَرين، وَأَجَازَ لجَماعَة مِنْهُم التقي الشمني وَذَلِكَ فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة، وترجمته بأبسط مِمَّا هُنَا فِي تاريخي الْكَبِير وَرَأَيْت من أرخه سنة تسع عشرَة رحمه الله.

ص: 250

أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الهكاري الْكرْدِي الشَّافِعِي نزيل مَكَّة / وَحفظ الْحَاوِي وَعرضه على الْعِمَاد الحسباني وَسمع من ابْن أميلة وَابْن قوالح والكمال بن حبيب وَالْجمال الْبَاجِيّ وَآخَرين بِدِمَشْق وحلب والقاهرة والاسكندرية وَتردد إِلَى مَكَّة غير مرّة وَانْقطع نَحْو أَربع عشرَة سنة مُتَوَالِيَة مُتَّصِلَة بِمَوْتِهِ على طَريقَة حَسَنَة برباط الْعِزّ الْأَصْبَهَانِيّ وَله أَصْحَاب من ذَوي الِاعْتِبَار بديار مصر يصل إِلَيْهِ مِنْهُم أَو من بَعضهم فِي كل سنة مَا يَسْتَعِين بِهِ فِي أمره، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ فِيهِ مُرُوءَة وكياسة ولطف عشرَة. مَاتَ فِي الْعشْر الْأَخير من صفر سنة ثَمَان عشرَة وَدفن بالمعلاة رحمه الله. ذكره التقي الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة وَابْن فَهد فِي مُعْجَمه.

أَحْمد بن أبي بكر بن إِسْمَاعِيل بن سليم ككبير بن قايماز بن عُثْمَان بن عمر الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الكتاني البوصيري القاهري الشَّافِعِي. / ولد فِي الْعشْر الْأَوْسَط من الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بأبوصير من الغربية وَنَشَأ بهَا فحفظ لقرآن وجوده ببوصير على الشَّيْخ عمر بن الشَّيْخ عِيسَى وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمِيقَات وانتفع بلحظه ودعائه ثمَّ انْتقل بإشارته بعد استرضاء وَالِده إِلَى الْقَاهِرَة فَأخذ الْفِقْه عَن النُّور الْآدَمِيّ وحصت لَهُ بركاته وطرفا من النَّحْو عَن الْبَدْر الْقُدسِي الْحَنَفِيّ وَسمع دروس الْعِزّ بن جمَاعَة فِي الْمَنْقُول والمعقول ولازم الشَّيْخ يُوسُف إِسْمَاعِيل الأنباني فِي الْفِقْه وَسمع الْكثير من جمَاعَة مِنْهُم التقي بن حَاتِم والتنوخي والبلقيني والعراقي)

والهيثمي وَكَثُرت عنايته بِهَذَا الشَّأْن ولازم فِيهِ ابْن الْعِرَاقِيّ على كبر كثيرا وَولده الْوَلِيّ وَكَذَا لَازم شَيخنَا قَدِيما فِي حَيَاة شيخهما الْمَذْكُور ثمَّ بعده إِلَى أَن مَاتَ حَتَّى كتب عَنهُ من تصانيفه اللِّسَان والنكت للكاشف وزوائد الْبَزَّار على السِّتَّة وَأحمد وَغير ذَلِك وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَشْيَاء وَوَصفه بالشيخ الْمُفِيد الصَّالح الْمُحدث الْفَاضِل وَكتب بِخَطِّهِ أَيْضا منن تصانيف غَيره الْكثير كالفردوس وَمُسْنَده بِحَيْثُ علق بذهنه من أحاديثهما أَشْيَاء كَثِيرَة كَانَ يذاكر بهَا مَعَ عدم مُشَاركَة فِي غَيره وَلَا خبْرَة بالفن كَمَا يَنْبَغِي لكنه كَانَ كثير السّكُون والتلاوة وَالْعِبَادَة والانجماع عَن النَّاس والإقبال على النّسخ والاشتغال مَعَ حِدة فِي خلقه وخطه حسن مَعَ تَحْرِيف كثير فِي الْمُتُون والأسماء وَمِمَّا جمعه زَوَائِد ابْن مَاجَه على بَاقِي الْكتب الْخَمْسَة مَعَ الْكَلَام على أسانيدها وزوائد السّنَن الْكُبْرَى للبيهقي على السِّتَّة

ص: 251

فِي مجلدين أَو ثَلَاثَة وزوائد مسانيد الطَّيَالِسِيّ وَأحمد ومسدد والْحميدِي والعدني وَالْبَزَّار وَابْن منيع وَابْن أبي شيبَة وَعبد والحرث بن أبي أُسَامَة وَأبي يعلى مَعَ الْمَوْجُود من مُسْند ابْن رَاهَوَيْه على السِّتَّة أَيْضا فِي تصنيفين أَحدهمَا يذكر أسانيدهم وَالْآخر بِدُونِهَا مَعَ الْكَلَام عَلَيْهَا والتقط من هَذِه الزَّوَائِد وَمن مُسْند الفردوس كتابا جعله ذيلا على التَّرْغِيب لِلْمُنْذِرِيِّ سَمَّاهُ تحفة الحبيب للحبيب بالزوائد فِي التَّرْغِيب والترهيب، وَمَات قبل أَن يهذبه ويبيضه فبيضه من مسودته وَلَده على خلل كثير فِيهِ فَإِنَّهُ ذكر فِي خطبَته أَنه يقتفي أثر الأَصْل فِي اصْطِلَاحه وسرده وَلم يوف بذلك بل أَكثر من إِيرَاد الموضوعات وَشبههَا بِدُونِ بَيَان عمل جُزْءا فِي خِصَال تعْمل قبل الْفَوْت فِيمَن يجْرِي عَلَيْهِ بعد الْمَوْت وَآخر فِي أَحَادِيث الْحجامَة إِلَى غير ذَلِك، وَحدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن فَهد وناب فِي الْإِمَامَة الحسينية وَكَانَ قاطنا بهَا ثمَّ أم بالقبة مِنْهَا وتنزل فِي صوفية الشيخونية ثمَّ المؤيدية أول مَا فتحت وَاسْتمرّ على طَرِيقَته حَتَّى مَاتَ وَقت الزَّوَال من يَوْم الْأَحَد سَابِع عشري الْمحرم وَذَلِكَ يَوْم فتح السد عَام أَرْبَعِينَ بالحسينية بعد أَن نزل بِهِ الْحَال وَخفت ذَات يَده جدا وطالت عَلَيْهِ وَدفن بتربة طشتمر الدوادار رحمه الله وإيانا، وَقد ذكره شَيخنَا فِي أنبائه والمقريزي فِي عقوده وَابْن فَهد وَآخَرُونَ.

أَحْمد بن أبي بكر بن إِسْمَاعِيل الْحُسَيْنِي / نسبا فِيمَا قَالَ وبلدا لِأَنَّهُ من أَبْيَات الْفَقِيه حُسَيْن من الْيمن ويشهر بالمذكور. رجل عَامي يسير بالقافلة إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة كل سنة غَالِبا وَرُبمَا يتَكَرَّر لَهُ أَكثر من مرّة فِي السّنة رَأَيْته كثيرا وَجَلَست مَعَه فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين بالحرمين

وَذكر لي أَنه حِين توفّي الأهدل كَانَ ابْن خمس عشرَة سنة فَيكون مولده سنة أَرْبَعِينَ تَقْرِيبًا.

أَحْمد بن أبي بكر بن إِسْمَاعِيل الْفَقِيه أَبُو الْعَبَّاس الدنكلي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي. / اشْتغل بِالْعلمِ وتفقه وبرع قَالَ الأهدل فِي تَارِيخ فَقِيه مُحَقّق ولي قَضَاء المحالب وَاجْتمعت بِهِ ثمَّ ترك الْقَضَاء زهدا فِيهِ وَسمعت بوفاته سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ.

أَحْمد بن أبي بكر بن الْحُسَيْن بن عمر أَبُو النَّصْر بن الزين المراغي الْمدنِي الشَّافِعِي أَخُو شَيخنَا أبي الْفَتْح مُحَمَّد وَذَاكَ الْأَكْبَر ظنا، / سمع مَعَه على أَبِيه وَالْعلم سُلَيْمَان بن أَحْمد السقا والعراقي والهيثمي وَابْن حَاتِم وَغَيرهم وَبَعض ذَلِك فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَفِي ظَنِّي أَن وَفَاته فِي هَذَا الْقرن فيحرر.

ص: 252

أَحْمد بن أبي بكر حُسَيْن شهَاب الدّين القاهري الصَّيْرَفِي وَيعرف بِابْن حيينة / حفظ الْقُرْآن وَاسْتقر فِي الصّرْف بالبيبرسية وَغَيرهَا ثمَّ فصل عَنْهَا بعد أَن تمول وَأَنْشَأَ دَارا فَأكْثر وتنزل فِي جِهَات وباشر صرف الجوالي حِين تكلم ابْن الجمالي نَاصِر الْخَاص ثمَّ الزين بن عبد الباسط ثمَّ وَلَده فِيهَا وَوضع يَده فِيمَا قيل على مَال ليستوفي مِنْهُ بعض مَا كَانَ أوردهُ للذخيرة مِمَّا اسْتهْلك فِيهِ بِزَعْمِهِ مَاله فرسم عَلَيْهِ لاسترجاعه مِنْهُ وَأقَام فِي الترسيم نَحْو سِتّ سِنِين بل أهين بِالضَّرْبِ وَغَيره كل ذَلِك وَهُوَ مصر على إِظْهَار الْعَجز وقاسى ذلا بعد عز وثروة ورثى لَهُ كَثِيرُونَ حَتَّى من كَانَ سيئ الْمُعَامَلَة مَعَه من الْمُسْتَحقّين مِمَّا الظَّن أَنهم سَبَب محنته، وَاسْتمرّ كَذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد حادي عشري رَمَضَان سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بحوش البيبرسية عوضه الله خيرا وسامحه.

أَحْمد بن أبي بكر بن رسْلَان بن نصير ككبير بن صَالح بن شهَاب بن عبد الْخَالِق بن مُحَمَّد بن مُسَافر الشهَاب البُلْقِينِيّ ثمَّ الْمحلي قاضيها الشَّافِعِي ابْن أخي السراج البُلْقِينِيّ وأخو الْبَهَاء أبي الْفَتْح رسْلَان وجعفر وناصر الدّين مُحَمَّد ووالد أوحد الدّين مُحَمَّد وَيعرف بالعجيمي بِضَم الْعين مصغر / ولد فِي سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة ببلقينة وَتُوفِّي أَبوهُ وَهُوَ ابْن خمس سِنِين فانتقلت بِهِ أمه إِلَى الْمحلة فحفظ بهَا الْقُرْآن وَصلى بِهِ ثمَّ تحول إِلَى عَمه السراج بِالْقَاهِرَةِ فحفظ الْعُمْدَة وَالْمُحَرر وألفية ابْن مَالك وَبَعض الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وَمن أول التدرب لَهُ إِلَى الْفَرَائِض وَبحث عَلَيْهِ فِي الْفِقْه وأصوله وَكَذَا على أَخِيه الْبَهَاء أبي الْفَتْح وَفِي النَّحْو على سرحان الْمَالِكِي إِمَام الصالحية والمحب بن هِشَام وَحضر دروس الأبناسي وَالْقَاضِي نَاصِر)

الدّين بن الميلق والبدر الطنبذي بل قَرَأَ على الشهَاب الْأَذْرَعِيّ درسا وَاحِدًا لما قدم عَلَيْهِم الْقَاهِرَة وَكَانَ يَقُول أَيْضا أَنه سمع على أبي الْيمن بن الكويك والمعين عبد الله قيم الكاملية والفرسيسي وَابْن الملقن ثمَّ عَاد إِلَى الْمحلة فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فَأخذ فِي الْفِقْه أَيْضا عَن قاضيها الْعِمَاد الباريني وناب فِي الحكم بهَا عَن قاضيها الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن سليم بِالتَّصْغِيرِ جد الْمُحب بن الإِمَام لأمه ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ عَن ابْن عَمه الْجلَال البُلْقِينِيّ مَعَ إِضَافَة عدَّة قرى إِلَيْهِ بل ولي الْقَضَاء الْأَكْبَر بالمحلة سنة عشر وَثَمَانمِائَة عَنهُ وَعَن من بعده إِلَى سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ سوى تخللات يسيرَة وأثرى وصنف فِي الْفَرَائِض كتابا سَمَّاهُ الرَّوْضَة الأريضة فِي قسم الْفَرِيضَة قرضه لَهُ ابْن عَمه والجلال بن خطيب داريا وَكَأَنَّهُ أَخذهَا عَن سرحان، وَكَانَ إِمَامًا فَقِيها عَالما مفننا وقورا عَاقِلا يُوصف بالدهاء والحيل

ص: 253

وَيذكر بَين غَالب أهل بَلَده بِسوء السِّيرَة فِي الْقَضَاء وَغَيره مَعَ قَول بعض الثِّقَات أَنه مَا أَخذ عاله فِي مَال يَتِيم قطّ وَكَانَ يحْكى أَنه أسلم على يَدَيْهِ نَيف وَثَلَاثُونَ نفسا. مَاتَ بالمحلة فِي عصر يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشر جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَأَرْبَعين وَدفن صَبِيحَة يَوْم الثُّلَاثَاء فِي مشْهد حسن صلى عَلَيْهِ عمر وَلَده وَهُوَ المستقر فِي قَضَاء الْمحلة بعده وأثنوا على الْمَيِّت خيرا رحمه الله وإيانا. وَمن حكاياته عَن عَمه السراج أَنه حكى أَن الشَّيْخ عِيسَى بن الشَّيْخ عمر النفياي نزل الْبَحْر يتَوَضَّأ فَرَأى الْجِنّ وهم يَقُولُونَ:

(لَيْت الْغنى لَو دَامَ

وشملنا يلتام)

وَمِمَّنْ ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَابْن فَهد وَآخَرُونَ.

أَحْمد بن أبي بكر بن سراج البابي. / فِيمَن جده عَليّ بن سراج.

أَحْمد بن أبي بكر بن صَالح بن عمر الشهَاب أَبُو الْفَضَائِل المرعشي ثمَّ الْحلَبِي الْحَنَفِيّ خَال الشَّمْس بن أجا. / ولد فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بمرعش من الْبِلَاد الحلبية وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَبَعض المختصرات واشتغل يَسِيرا ثمَّ تحول مِنْهَا إِلَى منتاب فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة فتفقه بهَا عل عالمها عِيسَى ثمَّ إِلَى حلب فِي سنة سِتّ عشرَة فقطنها وَبحث الْكَشَّاف وَشرح الْمِفْتَاح على الزين عمر الْبَلْخِي وَالْمُغني فِي الْأُصُول وَغَيره على الْبَدْر بن سَلامَة مَعَ قِرَاءَة الصَّحِيحَيْنِ عَلَيْهِ وَتقدم فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وشارك فِي فنون وَأذن لَهُ غير وَاحِد فِي الْإِفْتَاء وَالْإِلْقَاء وتصدر من سنة عشْرين بحلب فَانْتَفع النَّاس بِهِ وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة وَصَارَ عَالم حلب)

وفقيهها ومفتيها وَعرض عَلَيْهِ الظَّاهِر جقمق قضاءها فتنزه عَنهُ مَعَ تقلله. وصنف كنوز الْفِقْه ونظم الْعُمْدَة للنسفي فِي أصُول الدّين وَزَاد عَلَيْهَا أَشْيَاء وَكَذَا نظم الْكَنْز وَخمْس الْبردَة، أجَاز فِي بعض الاستدعاءات ولقيه الْعِزّ بن فَهد وَقد اسن فَكتب عَنهُ تخميس الْبردَة وَأخذ عَنهُ الشَّمْس بن المغربي الْمقري أَخُو قَاضِي الْحَنَفِيَّة بِمصْر وَكَذَا الشَّيْخ عبد الْقَادِر الْأَبَّار. وَمَات عقب ابْن فَهد بِيَسِير فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَمن نظمه:

(وَلما رَأينَا عَالما بجواهر

خدمناه بِالْعقدِ المنظم من در)

(على رَأْي من يروي من الشّعْر حِكْمَة

خلافًا لمن قَالَ القريض بِنَا يزري)

ومدحه بَعضهم بقوله:

(عَن الْعلمَاء يسألني خليلي

أَلا قل لي فَمن أهْدى وأرشد)

(وَمن أحمدهم فعلا وفضلا

فَقلت المرعشي الشَّيْخ أَحْمد)

ص: 254

أَحْمد بن أبي بكر بن طباجوا البعلي الخباز أَبوهُ الْعَطَّار هُوَ. / سمع فِي سنة تسعين وَسَبْعمائة بِبَلَدِهِ عَن مُحَمَّد بن عَليّ اليوتيني وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْحُسَيْنِي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الجردي الصَّحِيح قَالُوا أنابه الحجار، وَحدث أَخذ عَنهُ بعض أَصْحَابنَا وَمَا لَقيته فِي الرحلة وَكَأَنَّهُ مَاتَ قبلهَا.

أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن التقي سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن أَحْمد بن عمر بن الشَّيْخ أبي عمر العزابي الْخَيْر بن الْعِمَاد بن الزين الْقرشِي الْعمريّ الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو نَاصِر الدّين مُحَمَّد وأخوته وَيعرف كسلفه بِابْن زُرَيْق. / ولد فِي سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بصالحية دمشق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد إِسْمَاعِيل العجلوني وَتَجْرِيد الْعِنَايَة لِابْنِ الْحَاج واشتغل فِي الْفِقْه والعربية عِنْد التقي بن قندس وَأذن لَهُ بالإفتاء والإقراء وسَمعه أَخُوهُ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ فَمَا بعْدهَا على ابْن نَاصِر الدّين وَابْنَة ابْن الشرائحي وَابْن الطَّحَّان وَآخَرين وَحدث باليسير وَيذكر بالشجاعة والإقدام وَنَحْو ذَلِك وَلكنه سقط عَن فرسه فعجز عَن الْمَشْي إِلَّا بعكازين. مَاتَ بِدِمَشْق فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثامن ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَدفن عِنْد أَقَاربه.

أرخه اللبودي.

أَحْمد بن الزكي أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن الْمصْرِيّ أَخُو إِبْرَاهِيم وَعلي وَعمر، / مِمَّن أَخذ عني بِمَكَّة.

أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله بن أَيُّوب جلال الدّين أَبُو الْفضل الطولوني الغزولي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن أخي الريس. / حفظ الْقُرْآن وَغَيره وَأخذ عَن الشّرف السُّبْكِيّ فِي الْفِقْه وَغَيره وتلقى عَن عَمه الشَّمْس مُحَمَّد بن الْجمال عبد الله الْآتِي الرياسة وَسَائِر وظائفه بالجامع الطولوني بل بَاشر النقابة عِنْد الونائي فِي ولَايَته الثَّالِثَة لدمشق وَكَانَ سمسارا فِي الْغَزل ذَا حَظّ تَامّ فِيهَا بِحَيْثُ لَا يدانيه فِي قبُول كلمة عِنْد البَائِع والمشرتي غَيره مَعَ خير وكرم، وَقد روى عَنهُ البقاعي مناما فِي تَرْجَمَة شَيْخه السُّبْكِيّ وَوَثَّقَهُ مَعَ طعنه فِي شَهَادَة شيخ النَّاس الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ. مَاتَ سنة أَربع وَسبعين.

أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الشهَاب الْقرشِي المَخْزُومِي الْيَمَانِيّ الزبيدِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة. / ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسعين وَسَبْعمائة بزبيد من بِلَاد الْيمن وَنَشَأ بهَا وَتردد إِلَى مَكَّة مرَارًا لِلْحَجِّ وَسمع بهَا من عَمه الْجمال بن ظهيرة وَأَجَازَ لَهُ

ص: 255

الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَابْن صديق وَطَائِفَة وَحدث سمع مِنْهُ صاحبنا ابْن فَهد وَكَانَ خيرا مُبَارَكًا كثير الطّواف سَاكِنا متكسبا بِالتِّجَارَة وَانْقطع بِأخرَة بِمَكَّة حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَخمسين بعد أَن أجَاز لي.

أَحْمد بن الْفَخر أبي بكر بن عبد الله الْقرشِي الْمَكِّيّ الشَّاهِد / أَبوهُ مِمَّن أَخذ عني بِمَكَّة وَأَهْلهَا وَكثير مِنْهُم ينازعون فِيهِ.

أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الْملك بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن التَّاج عَليّ الْقُسْطَلَانِيّ الْمصْرِيّ القباني عَم صاحبنا الشهَاب الْآتِي، / ولد سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وَكَانَ مِمَّن قَرَأَ الْقُرْآن وتكسب بالقبان وجاور بعد الثَّمَانِينَ. مَاتَ فِي سنة أَربع وَتِسْعين عَن بضع وَسبعين تَقْرِيبًا.

أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد الشهَاب الْمحلى أَخُو مُحَمَّد الْآتِي. / تكسب بِالشَّهَادَةِ وناب فِي الْقَضَاء وَعمل أَمَانَة الحكم بهَا مُدَّة وَكَانَ حسن الْخط خيرا يقْرَأ الْقُرْآن ويجيد الصِّنَاعَة. مَاتَ بعد الْخمسين قبل أَخِيه.

أَحْمد بن أبي بكر بن عَليّ بن سراج شهَاب الدّين البابي الأَصْل الْحلَبِي الشَّافِعِي. / تفقه بعبيد بن أبي المنى وَتخرج فِي الْكِتَابَة بِابْن الْمَجْرُوح وناب عَن ابْن خطيب الناصرية فَمن بعده بِالْبَابِ إِلَى أَن انْفَصل عَنهُ وَأنْشد حِينَئِذٍ:)

(عاديتمونا بِلَا ذَنْب وَلَا سَبَب

وَقد عدوتم كَمَا الْحَيَّات تنساب)

(لأرحلن إِلَى أَرض أعيش بهَا

لَا النَّاس أَنْتُم وَلَا الدُّنْيَا الْبَاب)

وتكسب بِالشَّهَادَةِ بل وَقع للسَّيِّد التَّاج عبد الْوَهَّاب حِين قَضَائِهِ بحلب وَتردد للقاهرة غير مرّة وَأخذ عَن شَيخنَا فِيمَا قيل وَكتب عَنهُ بعض الطّلبَة من نظمه وَغَيره فِي الهجاء كثيرا. مَاتَ فِي عيد الْأَضْحَى سنة سبع وَثَمَانِينَ بحلب وَقد جَازَ السِّتين.

أَحْمد بن أبي بكر بن عَليّ بن عبد الله بن بوافي بِفَتْح الْمُوَحدَة والواووكسر الْفَاء ابْن يحيى بن مُحَمَّد بن صَالح الشهَاب بن الْفَخر بن الْوَلِيّ النُّور أبي الْحسن الْأَسدي المعشمي بميمين أولاهما مَفْتُوحَة وَبعدهَا عين مُهْملَة سَاكِنة ثمَّ شين مُعْجمَة مَفْتُوحَة الْمَكِّيّ سبط الْبُرْهَان الأردبيلي وَيعرف جده بالطواشي. / ولد فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة ظنا وَحضر على الْعِزّ بن جمَاعَة بل سمع الضياء الْهِنْدِيّ وَفَاطِمَة ابْنة التقي الْحرَازِي وَعبد الْوَهَّاب القزوي وَأَجَازَ لَهُ الْكَمَال بن حبيب وَأَخُوهُ الْحُسَيْن وَآخَرُونَ، وَكَانَ خيرا دينا متواضعا متقشفا فِي لِبَاسه متعبدا منعزلا عَن النَّاس مُعْتَقدًا فيهم. مَاتَ فِي ضحى يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشر

ص: 256

شعْبَان سنة تسع وَعشْرين وَصلى عَلَيْهِ عقب صَلَاة الْجُمُعَة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَدفن بالشبيكة من أَسْفَل مَكَّة بِوَصِيَّة مِنْهُ وحملت جنَازَته على الرؤوس وشيعه أَمِير مَكَّة عَليّ بن عنان رحمه الله. تَرْجمهُ الفاسي فِي تَارِيخه وَشَيخنَا فِي أنبائه والمقريزي فِي عقوده وَابْن فَهد فِي مُعْجَمه.

أَحْمد بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن يَعْقُوب الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الرضي بن الْمُوفق النَّاشِرِيّ بنُون ومعجمة الزبيدِيّ بِفَتْح الزَّاي الشَّافِعِي. / ولد فِي يَوْم الْجُمُعَة مستهل الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وتفقه بِأَبِيهِ وَالْجمال الريمي وَالشَّمْس أَبُو ضوء وَغَيرهم وَسمع الحَدِيث من أيبه وَالْمجد الشِّيرَازِيّ وَطَائِفَة وَكَانَ عَالما عَاملا فَقِيها كَامِلا فريدا تقيا ذكيا غَايَة فِي الْحِفْظ وجودة النّظر فِي الْفِقْه ودقائقه مَقْصُودا من الْآفَاق بِحَيْثُ ازْدحم عَلَيْهِ الْخَلَائق وتفقه بِهِ جمع كَثِيرُونَ فِي المملكة اليمنية وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ من أهل بَيته الْمُوفق عَليّ بن أبي بكر النَّاشِرِيّ وَولده الْجمال مُحَمَّد الطّيب والفقيه موفق الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد والشرف بن الْمقري والكمال مُوسَى بن مُحَمَّد الضجاعي وَالْجمال بن الْخياط وَالْجمال بن كبن، ودرس بالصلاحية من زبيد وَغَيرهَا كل ذَلِك مَعَ التَّوَاضُع والتقلل من الدُّنْيَا وبذل همته للطلبة سِيمَا من أنس مِنْهُ الْفَائِدَة حَتَّى أَنه)

رُبمَا قَصده بِنَفسِهِ إِلَى مَوْضِعه وَإِذا عرض لأَحَدهم مَا انْقَطع بِسَبَبِهِ عَن الْحُضُور فِي وظيفته خرج إِلَى الْمدرسَة وَقَرَأَ مَا تيَسّر من الْقُرْآن كَأَنَّهُ للنيابة عَنهُ قيَاما بِمَا عَلَيْهِ من الْعهْدَة محتسبا لخطاه تِلْكَ وَفعله، ولي قَضَاء زبيد وأعمالها فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فَأَقَامَ إِلَى صفر سنة تسعين ثمَّ انْفَصل وَلم يدع لَهُ الْحق صديقا بِابْن عَمه مُحَمَّد بن عبد الله الْآتِي وَلم يلبث أَن أُعِيد فِي سادس عشر ربيع الآخر مِنْهَا فَأَقَامَ يَسِيرا ثمَّ انْفَصل فِي ربيع الآخر من الَّتِي تَلِيهَا بالنفيس سُلَيْمَان بن عَليّ ثمَّ أُعِيد فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَتِسْعين فَأَقَامَ دون شهر وضج مِنْهُ كثير من النَّاس سِيمَا أهل الدولة وَأَتْبَاع السُّلْطَان لما يُعلمهُ مِنْهُم من التَّعَدِّي والجور فَرَمَوْهُ عَن قَوس وَاحِدَة ونفرت طباع كثيرين عَنهُ فَصَرفهُ السُّلْطَان بأَخيه عَليّ مَعَ كَونه لم يكن يرضى للْقَضَاء غَيره لصلاحه وعفته وورعه ومعرفته وَكَونه بِأخرَة لَا نَظِير لَهُ وَلَكِن خوفًا مِنْهُم، وَجَرت لَهُ مَعَ الصُّوفِيَّة بزبيد لما أنكر عَلَيْهِم الِاشْتِغَال بكتب ابْن عَرَبِيّ واعتقاد مَا فِيهَا لَا سِيمَا الفصوص وشق ذَلِك على أكابرهم فتعصبوا عَلَيْهِ

ص: 257

بِسَبَب ذَلِك والتمسوا من السُّلْطَان مَنعه من التَّعَرُّض لَهُم وَكَانَ السُّلْطَان فِيهِ حسن اعْتِقَاد فَلم يزده ذَلِك أَلا حمية لله وَلِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم ولقب فِي وقته لذَلِك بناصر السّنة وقامع المبتدعة وَله تصانيف مفيدة ومذاكرة جَيِّدَة فَمن تصانيفه اخْتِصَار الْمُهِمَّات واختصار أَحْكَام النِّسَاء لِابْنِ الْعَطَّار والإفادة فِي مَسْأَلَة الْإِرَادَة وَعمل كتابا حافلا بَين فِيهِ فَسَاد عقيدة ابْن الْعَرَبِيّ وَمن ينتمي إِلَيْهِ، قَالَ الْحمال بن الْخياط سَمِعت من لَفظه أَكْثَره وَهُوَ رد على شَيخنَا الْمجد الشِّيرَازِيّ ونصرة لشَيْخِنَا الْوَالِد فِي رد النحلة الْمشَار إِلَيْهَا وَذكر وَلَده أَنه احْتَرَقَ فِيمَا بعد. قلت وَكَأَنَّهُ أَرَادَ تسكين الفقية بِدَعْوَى احتراقه. وَحج فِي سنة سبع وَسبعين وزار وَرجع فِي الَّتِي بعْدهَا. ذكره الخزرجي فِي تَارِيخ الْيمن مطولا وَشَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ اجْتمعت بِهِ واستفدت مِنْهُ بزبيد زَاد فِي أنبائه وَنعم الشَّيْخ كَانَ، وَكَذَا ذكره التقي بن قَاضِي شُهْبَة فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة وَآخَرُونَ. مَاتَ فِي خَامِس عشري الْمحرم سنة خمس عشرِيَّة وَقد جَازَ السّبْعين، وَقد ذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار رحمه الله وإيانا.

أَحْمد بن أبي بكر بن عَليّ شهَاب الدّين السُّيُوطِيّ أَخُو الشريف مُحَمَّد الْآتِي / أثْبته الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي سامعي إمْلَائِهِ سنة إِحْدَى عشرَة.

أَحْمد بن أبي بكر بن عَليّ الطهطاوي الْمَكِّيّ أَخُو عبد الْكَرِيم الْآتِي. / مِمَّن سمع عَليّ بِمَكَّة.

أَحْمد بن أبي بكر بن عَليّ الكيلاني بن خواجا. / يَأْتِي فِيمَن لم يسم أَبوهُ من أَوَاخِر الأحمدين.

أَحْمد بن أبي بكر بن مر بن يُوسُف الشهَاب بن الزكي الْقرشِي الْعَبدَرِي الْمَيْدُومِيُّ الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بالميدومي. / ولد فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشر ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمصْر وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشهَاب الْأَشْقَر والعمدة والمنهاجين وألفية ابْن مَالك وعرضها على جمَاعَة واشتغل فِي الْفِقْه على أَبِيه والسراج الدموشي وَالْجمال السمنودي وَالشَّمْس بن الْقطَّان وَغَيرهم وَحضر دروس الْجلَال البُلْقِينِيّ وَغَيره وناب فِي الْقَضَاء عَن شَيخنَا فَمن بعده وتصدر بالجامع الْعمريّ وَحج وزار وَكَانَ تَامّ الْعقل متواضعا وَله حُضُور فِي الرَّابِعَة سنة سبع وَتِسْعين لختم الْمُوَطَّأ على النَّجْم البالسي وَالشَّمْس بن المكين الْبكْرِيّ الْمَالِكِي وَحدث بِهِ سَمعه مِنْهُ الْفُضَلَاء وقرأته عَلَيْهِ. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَسِتِّينَ رحمه الله.

أَحْمد بن أبي بكر بن عمر وَيعرف جده بِابْن العريض. / ذكره ابْن عزم.

ص: 258

أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن أَحْمد بن عمر بن الشَّيْخ أبي عمر. / مضى بِدُونِ مُحَمَّد فِي نسبه وَكَأَنَّهُ زِيَادَة.

أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد الشهَاب الدِّمَشْقِي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَالِد صَلَاح الدّين أبي الْيمن مُحَمَّد وَيعرف بِابْن الحزمي وبابن حبيلات. / ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع عشرِيَّة وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وَزعم أَنه سَافر مَعَ أَبِيه إِلَى الاسكندرية فلقي بهَا ابْن مَرْزُوق وَكَذَا لَقِي بِالْمَدِينَةِ حِين حج سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ الْجمال الكازروني وَقد حج قبلهَا ثمَّ بعْدهَا مرَارًا وَدخل الشَّام فِي سنة خمس وَأَرْبَعين وَحضر عِنْد التقي بن قَاضِي شُهْبَة وَكَذَا أَخذ بِالْقَاهِرَةِ عَن الشَّمْس الْبرمَاوِيّ والشهاب الْمحلى خطيب جَامع ابْن ميالة وَالشَّمْس الشنشي والبوتيجي والنسابة وبالمحلة عَن ابْن قطب وَلَا اعْتمد أخباره فِي هَذَا وَإِن كَانَ يُمكن فِي بعضه وَإِنَّمَا نَشأ كأبيه تَاجِرًا فِي قيسارية طيلان نعم أَخذ يَسِيرا عَن السراج والصاوي وَحسن الْأَعْرَج وَحصل كتبا كشرح الْمِنْهَاج لِابْنِ الملقن وَفتح الْبَارِي ثمَّ بدا لَهُ الْقَضَاء فناب عَن الْعلم البُلْقِينِيّ بِالْقَاهِرَةِ وأضاف إِلَيْهِ بعض الْأَعْمَال وَاسْتمرّ يَنُوب عَن من بعده مَعَ خدمَة الْحَوَاشِي بل أذن لَهُ شَيخنَا فِي الْعُقُود قَدِيما كَمَا قرأته بِخَطِّهِ على قصَّة، وَكَانَ أحد القاضيين المتوجهين لبيت الْمُقَدّس لبِنَاء الْكَنِيسَة فحصلت لَهُ حمى مَعَ زَعمه أَنه إِنَّمَا قدمه للزيارة وَعَاد وَهُوَ ضَعِيف فدام)

كَذَلِك إِلَى أَن عوفي وَاسْتمرّ نَائِبا فِي الْقَضَاء مَعَ دربة فِي الْجُمْلَة حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة أَربع وَتِسْعين عَفا الله عَنهُ وإيانا.

أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر النَّاشِرِيّ الْآتِي أَبوهُ وجده / وَحج مَعَ أَبِيه وجاور سنتَيْن ولازمني فِي السماع هُنَاكَ فيهمَا حِين الْمُجَاورَة الثَّالِثَة بعد الثَّمَانِينَ.

أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن الرداد الزبيدِيّ الْيَمَانِيّ. / يَأْتِي فِي ابْن أبي بكر بن مُحَمَّد إِذْ الرداد لَيْسَ اسْم أَب لَهُ بل هُوَ لقب.

أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَحْمد بن عمر بن سَلامَة المارديني الْحلَبِي الْحَنَفِيّ. /

ولد سنة سبعين هَكَذَا رَأَيْته بخطى فِي الأحمدين وَهُوَ غلط صَوَابه الْحسن وَهُوَ أَخُو الْبَدْر مُحَمَّد وَسَيَأْتِي كل مِنْهُمَا.

أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن دَاوُد الْحُسَيْنِي الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كهوبابن أبي الْوَفَاء أَخُو أبي الْوَفَاء مُحَمَّد الْآتِي، / وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة

ص: 259

باستدعاء ابْن أبي شرِيف وَبَلغنِي أَنه توفّي بالروم قريب الثَّمَانِينَ بعد أَن تحنف وَأَنه أَصْغَر من أَخِيه أبي الْوَفَاء وَأَنه كَانَ ينظم الشّعْر الْحسن رحمه الله.

أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَليّ الشهَاب المسوقي الواداني المغربي الأَصْل الْمدنِي المولد / والمقيم بهَا وبمكة ثمَّ انْقَطع بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ مِمَّن سمع عَليّ بهَا وَقد دخل الْقَاهِرَة مرَارًا ولديه جرْأَة.

أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن الْعِمَاد الشهَاب الْحَمَوِيّ الْحَنْبَلِيّ / قدم الْقَاهِرَة شَابًّا فَعرض كتبه وَأخذ عَن الْجمال بن هِشَام والعز الْحَنْبَلِيّ وَغَيرهمَا، وَسمع بِقِرَاءَتِي على محيي الدّين بن الذَّهَبِيّ وَطَائِفَة، وَمِمَّا سَمعه فِي البُخَارِيّ بالظاهرية وَدخل دمشق فَأخذ عَن الْبُرْهَان بن مُفْلِح والتقي بن قندس وتميز فِي الْحِفْظ يَسِيرا وَقدم الْقَاهِرَة الْأَيَّام السعدية فتكسب بِالشَّهَادَةِ وَكَانَ مَعَ يبسه وجموده عديم التَّدْبِير بل هُوَ إِلَى الْحمق أقرب بِحَيْثُ نافر القَاضِي. مَاتَ قَرِيبا من سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ إِن لم يكن فِيهَا وَأَظنهُ قَارب الْخمسين رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب بن الزين الْأنْصَارِيّ السمنودي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْخَطِيب أَخُو التَّاج مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن تمرية. / ولد سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة

بِالْقَاهِرَةِ وَقَرَأَ الْقُرْآن وجوده عِنْد الزراتيتي وَأخذ الْفِقْه عَن البيجوري ولازم الْقِرَاءَة فِي التَّقْسِيم عِنْد الشّرف السُّبْكِيّ وَكَذَا حضر عِنْد التلواني ولازم القاياتي وَقَرَأَ على الزين طَاهِر فِي شرح الشاطبية للفاسي وَغَيره وَأخذ الْفَرَائِض وَنَحْوهَا عَن ابْن المجدي وَسمع على الْكَمَال بن خير، وَمِمَّا سَمعه مِنْهُ الْكثير من الشفا وَتَنَاول جَمِيعه مِنْهُ فِي سنة سبع عشرَة والزين الزَّرْكَشِيّ، وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ صَحِيح مُسلم بل كَانَ ضَابِط الْأَسْمَاء فِيهِ وَشَيخنَا ولازمه فِي الأمالي وَابْن عَيَّاش لقِيه بِمَكَّة فِي آخَرين قيل أَن مِنْهُم الْجمال الْحَنْبَلِيّ وَقَرَأَ كلا من الصَّحِيح والشفا على شَيخنَا الرَّشِيدِيّ فِي جَامع الْأَزْهَر وخطب بالمؤيدية نِيَابَة عَن الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ وجاور سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَقَرَأَ هُنَاكَ البُخَارِيّ وَغَيره وَكَانَ فَاضلا خيرا متحريا فِي النِّيَّة سَاكِنا تَامّ الْعقل مأنوسا حسن الْمُلْتَقى مديد الْقَامَة جَهورِي الصَّوْت من صوفية البيبرسية جالسته كثيرا وَسمع بِقِرَاءَتِي وَأَجَازَ فِي بعض الاستدعاءات وَبَلغنِي أَنه رأى الرَّافِعِيّ فِي الْمَنَام وَسَأَلَهُ عَن بعض الْمسَائِل. مَاتَ فِي وَسِتِّينَ رحمه الله.

أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن السراج الْقرشِي

ص: 260

الْبكْرِيّ التَّيْمِيّ الْمَكِّيّ ثمَّ الزبيدِيّ الصُّوفِي ثمَّ القَاضِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الرداد. / ولد فِي خَامِس عشري جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وتفقه بِأَبِيهِ وَغَيره وَسمع من بعض الشُّيُوخ بِمَكَّة وَأَجَازَ لَهُ من دمشق أَبُو بكر بن الْمُحب وَعمر بن أَحْمد الجرهمي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد الْمَقْدِسِي وَمُحَمّد بن أَحْمد بن الصفي الغزولي وَآخَرُونَ وَلم يكن عِنْده رِوَايَة على قدر سنه، وَدخل الْيمن فاتصل بِصُحْبَة الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل بن الْأَفْضَل فلازمه وَاسْتقر من ندمائه ثمَّ صَار من أخصهم بِهِ وَغلب عَلَيْهِ وَلم يكن يَنْقَطِع عَنهُ يَوْمًا وَاحِدًا وَكَذَا لَازم صُحْبَة الشَّيْخ إِسْمَاعِيل الجبرتي، وَكَانَت لَدَيْهِ فَضَائِل كَثِيرَة ناظما نافرا ذكيا إِلَّا أَنه غلب عَلَيْهِ حب الدُّنْيَا والميل إِلَى تصوف الفلاسفة وَكَانَ دَاعِيَة إِلَى هَذِه الْبِدْعَة الَّتِي ذاقها وَعرف مغزاها يعادي عَلَيْهَا وَيقرب من يعْتَقد ذَلِك المعتقد وَمن عرف أَنه حصل نُسْخَة بالفصوص قربه وَأفضل عَلَيْهِ وَأكْثر من النّظم والتصنيف فِي ذَلِك الضلال الْبَين إِلَى أَن أفسد عقائد أهل زبيد إِلَّا من شَاءَ الله، ونظمه وشعره ينعق بالاتحاد وَكَانَ المنشدون يتحفظونه لإنشاده فِي المحافل تقربا بذلك وَله تصانيف فِي التصوف، وعَلى وَجهه آثَار الْعِبَادَة لكنه يُجَالس السُّلْطَان فِي خلواته وَيُوَافِقهُ على شهواته من غير تعاط مَعَهم لشَيْء من الْمُنْكَرَات وَلَا تنَاول للمسكرات، وَولي الْقَضَاء بعد وَفَاة الْمجد)

الشِّيرَازِيّ بِثَلَاث سِنِين لكَون النَّاصِر بن الْأَشْرَف تَركه شاغرا بعد الْمجد هَذِه الْمدَّة ينْتَظر قدوم شَيخنَا عَلَيْهِ ليوليه إِيَّاه فَلَمَّا طَال الأمد سعى فِيهِ بعض الأكابر للفقيه النَّاشِرِيّ فخشي صَاحب التَّرْجَمَة من تمكنه من الْإِنْكَار على المبتدعة بِحَيْثُ يواجه ابْن الرداد بِمَا يكره وَكَانَ الْمجد يداهنه فبادر من أجل ذَلِك بِطَلَب الْوَظِيفَة من النَّاصِر والناصر لَا يفرق بَين الرجلَيْن ويظن أَن هَذَا عَالم كَبِير فولاه لَهُ مَعَ كَونه مزجي البضاعة فِي الْفِقْه عديم الْخِبْرَة بالحكم فأظهر العصبية وانتقم مِمَّن كَانَ يُنكر عَلَيْهِ بدعته من الْفُقَهَاء فاهانهم وَبَالغ فِي ردعهم والحط عَلَيْهِم فعوجل وَمَات عَن قرب وَذَلِكَ فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَعشْرين وصاروا يعدون مَوته من الْفرج بعد الشدَّة. قَالَه شَيخنَا فِيمَا اجْتمع من أنبائه ومعجمه قَالَ وَقد سَمِعت من نظمه وَمن فَوَائده وَسمع عَليّ بزبيد جُزْءا من الحَدِيث وَسمع بِقِرَاءَتِي وَأَجَازَ فِي استدعاء أَوْلَادِي فِي أول سنة وَفَاته قلت وَذكره المقريزي فِي عقوده وَقَالَ لَهُ شعر جيد فَمِنْهُ:

(وَلَو أَن لي مَا كَانَ فِي الْكَوْن كُله

وَكَانَت لي الأكوان بِالْأَمر سَاجِدَة)

ص: 261

(لما نظرت عَيْني إِلَيْهَا ولازنت

إِذا لم تكن ذاتي لذَلِك وَاحِدَة)

وَمِنْه مِمَّا قَالَه قبل وَفَاته بِيَوْم:

(تعبنا من الدُّنْيَا وَمن طول غمها

وَمَا بعْدهَا خير وَأبقى وَأفضل)

(فَعجل لنا بِالْخَيرِ يَا خير مفضل

وَيَا خير مأمول عَلَيْهِ الْمعول)

والخزرجي فِي تَارِيخ الْيمن فَقَالَ أَنه برع فِي فنون وَكَانَ فَقِيها نبيها فصيحا صبيحا عَالما عَاملا كَامِلا جوادا كَرِيمًا حَلِيمًا اشْتغل بالنسك وَالْعِبَادَة وَالْحج والزيارة وَظَهَرت لَهُ كرامات وَصَارَت لَهُ وجاهة عِنْد الْأَشْرَف لاعْتِقَاده فِيهِ ومحبته وأحبه النَّاس وانهالت عَلَيْهِ الدُّنْيَا وصنف فِي الْحَقِيقَة وسلوك الطَّرِيقَة وَكَانَ قد لبس الْخِرْقَة من إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الجبرتي الْآتِي عَن أبي بكر بن أبي الْقسم عَليّ بن عمر بن الأهدل عَن أَبِيه عَن عَمه أبي بكر بن عَليّ عَن أيبه عَليّ بن مُحَمَّد عَن الشَّيْخ عبد الْقَادِر، وَيحْتَاج هَذَا السَّنَد إِلَى تَحْرِير وَالْمُعْتَمد فِي تَرْجَمته مَا قَدمته.

أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد الشهَاب الْعَبَّادِيّ نِسْبَة لمنية أبي عباد قَرْيَة من الغربية من أَعمال الْقَاهِرَة ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ. / تفقه بالسراج الْهِنْدِيّ وَفضل ودرس النَّاس وشغل النَّاس ثمَّ صاهر القلنجي وناب فِي الحكم وَوَقع على الْقَضَاء ورأيته شهد فِي إجَازَة مؤرخة سنة سِتّ

وَتِسْعين، ودرس بالحسينية وَكَانَ يجمع الطّلبَة وَيحسن إِلَيْهِم وَجَرت لَهُ محنة مَعَ السالمي ثمَّ أُخْرَى مَعَ الظَّاهِر برقوق وَأَشَارَ إِلَيْهَا شَيخنَا فِي أنبائه، وَذكره ابْن خطيب الناصرية فَقَالَ قدم حلب فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين صُحْبَة الظَّاهِر فَأَقَامَ بهَا مُدَّة وَهِي أَرْبَعُونَ يَوْمًا ورأيته بِخِدْمَة البُلْقِينِيّ بِجَامِع حلب وَقَرَأَ عَلَيْهِ بعض الطّلبَة هُنَاكَ وَكَانَ إِمَامًا عَالما نحويا حسن الشكلة دينا درس وَأفْتى سِنِين وانتفع بِهِ الطّلبَة. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد تَاسِع عشر ربيع الآخر سنة إِحْدَى بِالْقَاهِرَةِ وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ النَّحْو والفرائض الشهَاب السيرجي وَأذن لَهُ بل كتب لَهُ تقريظا على أرجوزة لَهُ فِي الْفَرَائِض وَنَحْوه.

أَحْمد بن أبي بكر بن الشَّمْس مُحَمَّد فَخر الدّين اللاري الهناجي / وَهِي قَرْيَة من لار الشَّافِعِي لَقِيَنِي بِمَكَّة فِي مجاورتي الثَّالِثَة فلازمني فِي سَماع أَشْيَاء رِوَايَة ودراية وكتبت لَهُ ووصفته بالشيخ الصَّالح المحصل الْمجِيد.

أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الشَّافِعِي الشاذلي الْمقري القاهري، وَيعرف بِأَبِيهِ. / ولد سنة بضع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ إفرادا وجمعا على الزين جَعْفَر وَعمر النشار وَالشَّمْس الحمصاني وَحفظ الْكثير من الشاطبية

ص: 262

والمنهاج واشتغل على جمَاعَة كالكمال بن أبي شرِيف بل قَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَة من مُسْند الشَّافِعِي وَكَذَا أَخذ فِي الْفِقْه عَن النُّور الأشموني وَالشَّمْس بن المسد وَعنهُ وَعَن الشَّمْس العطري وملا عَليّ فِي العريبة وَعَن الْأَخير أَخذ فِي الْأُصُول وَحضر عِنْد عبد الْحق وَيس بل والجوجري وَقَرَأَ على الديمي أَزِيد من نصف البُخَارِيّ وَجَمِيع الْأَذْكَار، وَحج غير مرّة وجاور وتكسب بإقراء الْأَطْفَال وَأقَام بِالْمَدِينَةِ أَكثر من نصف شهر ولقيني بهَا فَقَرَأَ عَليّ الثلاثيات والشاطبية وَغَيرهمَا وَهُوَ لَهُ قابلية وَتوجه.

أَحْمد بن أبي بكر بن مَحْمُود بن مُحَمَّد الدمنهوري القاهري. / سمع مَعَ أَبِيه على الصّلاح الزفتاوي والحلاوي والسويداوي والأبناسي والغماري وَابْن الشيخة والمراغي ختم البُخَارِيّ.

ذكره البقاعي وَمَا لَقيته.

أَحْمد بن أبي بكر بن معدان الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْيَمَانِيّ الأديب / صَاحب الْخط البديع والخلق الوسيع والمنصب الرفيع وَالْعرض الوافر المنيع اشْتغل بفنون الْأَدَب واعتنى بِمَعْرِِفَة أَنْسَاب الْعَرَب وشارك فِي كثير من الْعُلُوم وبرز فِي المنثور والمنظوم فَلذَلِك استقربه السُّلْطَان كَاتب إنشاءاته وأوحد جُلَسَائِهِ مَعَ شرف النَّفس وعلو الهمة وَالْكَرم والحلم ثمَّ انْعَزل وتقنع واشتغل)

بالحرث والزراعة وَكَانَ حَيا فِي سنة ثَمَانمِائَة. ذكره الخزرجي فِي تَارِيخ الْيمن وأثبته هُنَا لتجويز أَن يكون تَأَخّر لما بعْدهَا.

أَحْمد بن أبي بكر بن يُوسُف بن أَيُّوب الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الزين الْكِنَانِي القلقيلي / نِسْبَة لقرية قلقيليا بَين نابلس والرملة ثمَّ السكندري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الْمُقْرِئ وَيعرف بالشامي ثمَّ بالشهاب السكندري وَهُوَ الَّذِي اسْتَقر. ولد فِي عَاشر رَمَضَان سنة سبع وَخمسين وَسَبْعمائة كَمَا أَخْبرنِي بِهِ وَكتبه لي بِخَطِّهِ واعتنى بالقراءات فَتلا بالسبع على الشَّمْس الْعَسْقَلَانِي وَعَلِيهِ سمع الشاطبية وعَلى الزكي أبي البركات الأسعردي وناصر الدّين بن كستغدي وَابْن السكاكيني وخليل بن الْمسيب والشرف يَعْقُوب الجوشني وَابْن الْجَزرِي وبالأربعة عشر على الْفَخر البلبيسي إِمَام الْأَزْهَر وَعَلِيهِ سمع التَّيْسِير والْعَلَاء بن الفالح وأذنوا لَهُ فِي الإقراء وَسمع على الصَّدْر مُحَمَّد بن عَليّ بن مَنْصُور الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ القَاضِي جلّ الصَّحِيح مَعَ سَائِر ثلاثياته فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِقِرَاءَة الْمُحب بن هِشَام وَقَالَ أَنه قرأته بِتَمَامِهِ

ص: 263

بعد على الشَّمْس بن الديري وَأَنه سمع على الصّلاح البلبيسي العنوان فِي الْقرَاءَات وَبَعضه بقرَاءَته على السويداوي التَّيْسِير للداني وَأَنه كتب على الزين الْعِرَاقِيّ من أَمَالِيهِ مَعَ سَمَاعه للمسلسل بالأولية مِنْهُ بِشَرْطِهِ، وَقد حدث وتصدى للإقراء فَانْتَفع بِهِ خلق سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكنت مِمَّن قَرَأَ وَسمع عَلَيْهِ وَأخذ عَنهُ ابْن أَسد والأعيان طبقَة بعد أُخْرَى وَانْقطع بالجامع الْأَزْهَر دهرا مَعَ تَأْدِيب الْأَيْتَام بمتب الجانبكية كل ذَلِك بعد موت ممحق لكَونه كَانَ فِي خدمته وَكَانَ خيرا متوضعا متقشفا سهلا لين الْجَانِب أكولا عَارِفًا بطرق الْقرَاءَات ذَاكِرًا لَهَا إِلَى حِين وَفَاته حسن الْأَدَاء لَهَا ملازما لنفع الطّلبَة وَهُوَ مَعَ تقدمه فِي السن صَحِيح الْعقل والسمع عَليّ الهمة طَوِيل الرّوح، وَقد أثبت شَيخنَا اسْمه فِي الْقُرَّاء بالديار المصرية وسط هَذَا الْقرن بل وَصفه فِي شَهَادَة عَلَيْهِ بالشيخ الإِمَام والحبر الْهمام شهَاب الدّين بركَة الْمُسلمين علم الْأَدَاء وقدوة الْأَئِمَّة الْقُرَّاء وحامل لِوَاء الإقراء وَذَلِكَ فِي سنة خمس وَأَرْبَعين، وَفِي أُخْرَى قبلهَا بالشيخ الإِمَام الْفَاضِل، وَكَذَا مِمَّن شهد عَلَيْهِ ابْن الديري والأقصرائي والقاياتي والونائي وطاهر وَوَصفه بالعالم الْعَلامَة بَقِيَّة السّلف وحيد دهره وفريد عصره شَيخنَا وَلم يَنْفَكّ عَن الإقراء حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة سبع وَخمسين عَن مائَة سنة رحمه الله وإيانا.

أَحْمد بن أبي بكر بن يُوسُف بن عبد الْقَادِر بن يُوسُف بن خَلِيل بن مَسْعُود بن سعد الله الشهَاب

بن الْعِمَاد الخليلي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ. / ولد فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة أَو الَّتِي بعْدهَا وَسمع عَليّ أبي مُحَمَّد بن الْقيم طرق زد رغبا تَزْدَدْ حبا لأبي نعيم وَغير ذَلِك، وَكَذَا سمع من وَالِده والماد أَحْمد بن عبد الْهَادِي وَأَبُو الهول الْجَزرِي وَآخَرين، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَمِمَّنْ سمع من شُيُوخنَا الأبي وَوَصفه ابْن مُوسَى بِالْإِمَامِ الْعَالم الْعدْل وَوصف وَالِده بِالْإِمَامِ، وَأَجَازَ لشَيْخِنَا قَدِيما فِي سنة سبع وَتِسْعين ثمَّ لابنته رَابِعَة فِي سنة أَربع عشرَة، وَمَات فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثامن عشر الْمحرم سنة سِتّ عشرَة وَرَأَيْت من حذف خَلِيلًا من نسبه وَمن جعل يُوسُف الثَّانِي فِي نسبه ابْن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن سعد الله، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي بِدُونِ خَلِيل فِي نسبه وَسعد بِدُونِ إِضَافَة ابْن عبد الله وأرخه فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَالْأول أتقن.

أَحْمد بن أبي بكر بن الْخَطِيب المورعي الْيَمَانِيّ / أحد الْعلمَاء الْمُتَأَخِّرين. قَالَ الأهدل كَانَ رجلا قَصِيرا فَقِيها محققا يعرف الرَّوْضَة ويستحضر نصوصها وَهُوَ

ص: 264

يَوْمئِذٍ مفتي الْبَلَد يذكر بِالْخَيرِ وَالدّين اجْتمعت بِهِ فِي رحلتي إِلَى مورع، وَمَات بعد اجتماعي بِهِ ببضع عشرَة تَقْرِيبًا رحمه الله وإيانا.

أَحْمد بن أبي بكر بن الدِّيوَان. / يَأْتِي فِي آخر الأحمدين فِيمَن لم يسم أَبوهُ.

أَحْمد بن أبي بكر بن شمس الدّين اللاري. / فِيمَن جده مُحَمَّد قَرِيبا.

أَحْمد بن أبي بكر الْبَهَاء الْحوَاري الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي / وَهُوَ بلقبه أشهر مِمَّن أَخذ عَن التقي بن قَاضِي شُهْبَة ثمَّ وَلَده الْبَدْر وَتقدم فِي الْفِقْه وَصَارَ أحد الْمُفْتِينَ بِدِمَشْق وصنف فِيهِ كتابا حاكى فِيهِ جَامع المختصرات سَمَّاهُ الْإِرْشَاد، وناب فِي الْقَضَاء قَلِيلا ثمَّ ترك وانجمع عَن النَّاس لَا سِيمَا قبل مَوته وَأقَام بتربة القبيبات فِي ظَاهر دمشق. مَاتَ سنة تسع وَثَمَانِينَ وَقد قَارب الثَّمَانِينَ.

أَحْمد بن أبي بكر أَبُو الْعَبَّاس المكدي الزَّيْلَعِيّ الْعَالم الْفَقِيه. / تفقه بالشهاب أَحْمد بن أبي بكر النَّاشِرِيّ وبرع فِي الْفَرَائِض والحساب. مَاتَ فِي سنة سِتّ أَو سبع وَثَلَاثِينَ. ذكره الْعَفِيف.

أَحْمد بن أبي بكر البرنهي قَاضِي أَب. / مَاتَ فِي سنة خمس وَعشْرين. أرخه ابْن عزم.

أَحْمد بن أبي بكر الْعَبَّادِيّ الْحَنَفِيّ. / فِيمَن جده مُحَمَّد.

أَحْمد الشهَاب بن الأتابكي تاني بك. / ولد فِي سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة فقد كَانَ فِيمَا قيل وَقت)

دُخُول الْمُؤَيد مَعَ الْخَلِيفَة المستعين ابْن أَرْبَعِينَ يَوْمًا. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة لعشرين من شَوَّال سنة سبع وَسبعين ببركة الْحَاج وَحمل فِي محفته الَّتِي توجه فِيهَا إِلَى بَيته فَوجدَ قد ختم عَلَيْهِ فَغسل خَارجه بالحوش أَو بالمقعد وَصلى عَلَيْهِ فِي آخر يَوْمه وَدفن بتربة أَبِيه بِبَاب القرافة وَكَانَ قد توجه أَمِير الأول وَهُوَ فِي آخر الْكَرَاهَة لذَلِك والتململ مِنْهُ لشدَّة مَرضه بِحَيْثُ أَنه لم يُمكنهُ طُلُوع القلعة الْيَوْم الْمَاضِي للبس الخلعة بل أركب فِي المحفة على أَنه تكَرر سَفَره أَمِير الْحَاج فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم وسافر مَعَه التقي الحصني زوج ابْنَته فِي مرّة مِنْهَا وَهُوَ فِي طهاشبه المصادر لِكَثْرَة كلفه الَّتِي لَا يعوض عَنْهَا مَا الْعَادة جَارِيَة بل بِهِ يستدين سِيمَا فِي هَذِه وَمَعَ ذَلِك فَنزل الْأَمِير الْمعِين الْآن عوضه على بركَة وأضافه السُّلْطَان إقطاعه وَهُوَ ربع بلد منية مرجا لنَفسِهِ وَفتحت حواصله بعد فَوجدَ بهَا من البيارم والشاشات وَنَحْوهَا الْكثير وَصَاح عِيَاله بِسَبَب ذَلِك كُله وَأَكْثرُوا الابتهال وَالدُّعَاء.

أَحْمد بن تاني بك الشهَاب بن أبي الْأَمِير الإياسي الْحَنَفِيّ ثمَّ الشَّافِعِي / ولد فِي

ص: 265

شعْبَان سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بالجودرية وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فاشتغل يَسِيرا وَقَرَأَ عِنْد الزين عبد الْغَنِيّ الإشليمي ثمَّ تطلع إِلَى الحَدِيث ولازم الديمي ثمَّ لازمني مُدَّة وَقَرَأَ عَليّ التَّقْرِيب وَشرح النخبة والاقتراح وَغير ذَلِك وَقَرَأَ على الشاوي وَفهم فِي الْجُمْلَة فَلَمَّا سَافَرت تردد لِابْنِ الْكَمَال السُّيُوطِيّ فشفعه بعد أَن كَانَ قد قَرَأَ على الصّلاح الطرابلسي فِي الْفِقْه وعَلى غَيره ثمَّ سافرا، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ من نمطه لظَنّه الْوُصُول بغلطه وَلذَا بعدته بعد أَن خبرته ثمَّ لما رجعت هُنَا ويتردد وَيظْهر سخطا على صَاحبه مَعَ فهم فِي هَذَا الشَّأْن وَتَحْصِيل لجملة من تصانيفي بِحَيْثُ ذكر لي أَنه مشتغل بِجمع الْحفاظ ورام مني وَصفه بذلك فَمَا أسعفته وَشرع يتوسع فِي الْكثير باستجازة أنَاس من المهملين وَقد يكون اعْتِمَاده فِي رواياتهم عَلَيْهِم بل على مَا يتوهمه مِمَّا يكون خطأ سِيمَا فِي الغرباء فَإِنَّهُ زَاد فِي شَأْنهمْ حِين حج فَارًّا من الطَّاعُون وابتدأ بِالْمَدِينَةِ ثمَّ جَاءَ لمَكَّة بعد أشهر ودام بهَا نَحْو سنتَيْن وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى فِيهَا وَالله تَعَالَى يلهمه الْخَيْر وينفعه وينفع بِهِ الْمُسلمين.

أَحْمد بن تَقِيّ الْمَالِكِي. / هُوَ ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ يَأْتِي.

أَحْمد بن تَمِيم. / هُوَ ابْن عَليّ بن يحيى بن تَمِيم يَأْتِي.

أَحْمد بن ثقبة بمثلثة وفتحات بن رميثة وَاسم رميثة منجد بن أبي نمر مُحَمَّد بن أبي سعد

حسن بن عَليّ بن قَتَادَة الشريف شهَاب الدّين الحسني الْمَكِّيّ أميرها. / وَليهَا شَرِيكا لعنان بن نُعَاس فِي ولَايَته الأولى بتفويض من عنان ليستظهر بِهِ على آل عجلَان المنازعين لَهُ مَعَ كَونه كَانَ ضريرا كحل لما مَاتَ ابْن عَمه أَحْمد بن عجلَان بن رميثة وَأمر وَلَده مُحَمَّد لكنه كَانَ من أجل بني حسن وأسعدهم وَأَكْثَرهم خيلا وسلاحا وَكَانَ خطيب مَكَّة يذكرهما فِي خطبَته. مَاتَ فِي آخر الْمحرم سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَدفن بالمعلاة وَقد قَارب السّبْعين أَو بلغهاوخلف أَرْبَعَة ذُكُور وَبَعض بَنَات. ذكره الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة مطولا.

أَحْمد بن جاحق المؤيدي جارنا وسبط أُخْت جِهَة شَيخنَا أمه الشَّرِيفَة / سمع على شَيخنَا وجهته وتكسب بحانوت فِي الباسطية.

أَحْمد بن جَار الله بن زَائِد بن يحيى بن محيي بن سَالم بن معقب بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُوسَى الشهَاب السنيسي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي أَخُو عَليّ الْآتِي وَيعرف بِابْن زَائِد. / ولد فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة أَو بعْدهَا بِقَلِيل وَسمع من الْجمال

ص: 266

بن عبد الْمُعْطِي الشفا بفوت من أَوله وَأَجَازَ لَهُ الْعِزّ بن جمَاعَة والعماد بن كثير وَابْن سَنَد وَابْن رَافع وَابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَابْن الهبل والحراوي والأسنائي وَأَبُو الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَآخَرُونَ وتفقه فِي ابْتِدَاء أمره قَلِيلا بالشيخ أَحْمد بن نَاصِر الوَاسِطِيّ وَحضر مجَالِس اليافعي فِي الحَدِيث وَغَيره وَكَذَا حضر دروس الشهَاب بن ظهيرة فَصَارَت لَهُ بعض مشاركات فِي الْفِقْه وَفِي مسَائِل فَرضِيَّة وحسابية ولازم الشريف حسن بن عجلَان صَاحب مَكَّة وَنظر لَهُ فِي أَمْوَاله بوادي مرو غَيرهَا فأنتفع بذلك وَكَثْرَة مُرَاعَاة النَّاس لَهُ فأثرى واتسعت أَمْوَاله واستفاد بِمَكَّة دورا ونخيلا وسقايا كَثِيرَة بالوادي الْمَذْكُور وَغَيره ورزق عدَّة أَوْلَاد. وَمَات فِي لَيْلَة الْأَحَد سادس عشر بيع الأول سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة وَدفن من الْغَد بالمعلاة. ذكره الفاسي بِاخْتِصَار فِي تَارِيخ مَكَّة.

أَحْمد بن جَار الله بن صَالح بن أبي الْمَنْصُور أَحْمد بن عبد الْكَرِيم ثمَّ الْجلَال بن الشهَاب الشباني الطَّبَرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ أَخُو عَليّ الْآتِي أَيْضا. / ولي نِيَابَة قَضَاء جدة وَاسْتقر فِيهِ أَخُوهُ على بعده. مَاتَ كهلا شَهِيدا من ضَرْبَة بساقه من لصوص خَرجُوا عَلَيْهِم بمضيق حِين توجهه لعرفة سنة ثَمَان وَعشْرين فَأَقَامَ هُوَ وَأَخُوهُ بهَا لعَجزه عَن الْحَج حَتَّى مَاتَ على إِحْرَامه فِي لَيْلَة الْحَادِي عشر أول أَيَّام التَّشْرِيق فَحمل إِلَى المعلاة فَدفن بهَا.

أَحْمد بن جَار الله الْمَكِّيّ الْبناء الشهير بالحمة. / مَاتَ بهَا فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ.

أَحْمد بن جَانِبك كوهيه الْآتِي أَبوهُ. /

أَحْمد بن جِبْرِيل الخليلي الْمُؤَذّن / سمع الْمَيْدُومِيُّ وَحدث عَنهُ مَعَ جمَاعَة فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بنسخة إِبْرَاهِيم بن سعد سَمعهَا مِنْهُم التقي أَبُو بكر القلقشندي.

أَحْمد بن جَعْفَر بن التَّاج عبد الْوَهَّاب النابلسي الْحَنْبَلِيّ سبط الْبَدْر بن عبد الْقَادِر. / مِمَّن أَخذ عني مَعَ خَاله الْكَمَال وَغَيره.

أَحْمد بن الظَّاهِر أبي سعيد جقمق أمه خوندشاه زَاده ابْنة عُثْمَان متملك الرّوم. / مَاتَ بالطاعون.

فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء مستهل صفر سنة ثَلَاث وَخمسين عَن سبع سِنِين.

أَحْمد بن أبي جَعْفَر. / فِي ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن الضياء مُحَمَّد بن عُثْمَان الْحلَبِي.

أَحْمد بن جلال. / فِي يَعْقُوب بن جلال بن أَحْمد بن يُوسُف.

أَحْمد بن جلبان بن أبي سُوَيْد بن أبي دعيج بن أبي نمي الشريف الحسني. / مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سادس عشري الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بخيف بني شَدِيد

ص: 267

وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بهَا.

أرخه ابْن فَهد.

أَحْمد بن جُمُعَة بن عبد الله الوَاسِطِيّ الأَصْل الخراز وَالِده وَالْبَزَّار / هُوَ بقيسارية الْإِمَارَة مِمَّن قَرَأَ الْقُرْآن وَتكلم فِي البيمارستان وقتا وَسمع على ابْن الْجَزرِي فِي سنة ثَمَان وَعشْرين. مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبع وَخمسين بِمَكَّة وَخلف بهَا دورا وَأَبْنَاء.

أَحْمد بن الجوبان شهَاب الدّين الدِّمَشْقِي الذَّهَبِيّ الْكَاتِب المجود وَالِد عبد الْكَافِي الْآتِي، / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه كَانَ كثير المداخلة للدولة بِسَبَب التِّجَارَة وَكَانَت لَهُ دنيا واعتنى بِهِ المشير فَأرْسلهُ إِلَى صَاحب الْيمن بِكِتَاب الْمُؤَيد فَلم ينل مِنْهُ غَرضا وَرجع إِلَى مَكَّة فَمَاتَ بمنى فِي ثَانِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ عشرَة وَنقل إِلَى مَكَّة بعد غسله وتكفينه بهَا وَدفن بالمعلاة عَن خمسين سنة أَو نَحْوهَا وَكَانَ حج مَعنا من الْقَاهِرَة فِي الَّتِي قبلهَا وَتوجه من ثمَّ إِلَى الْيمن، قَالَ الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة وَكَانَ مَعَ ذَلِك يحضر مجَالِس الْعلم والْحَدِيث وَينظر فِي كتب الْفِقْه والْحَدِيث وَالْأَدب فنبه ونظم الشّعْر وَتردد إِلَى مَكَّة لِلْحَجِّ وَالتِّجَارَة مرَارًا وَهُوَ مِمَّن عَرفْنَاهُ بِدِمَشْق فِي الرحلة الأولى وَسمع مَعنا فِيهَا من بعض شُيُوخنَا وَأمر ابْنه بِالسَّمَاعِ مَعنا فَسمع كثيرا.

أَحْمد بن حَاتِم بن مُحَمَّد بن حَاتِم بن عبد الله البسطي الصنهاجي الحبسي الفاسي الْمَالِكِي نزيل

الْقَاهِرَة وَيعرف بَين المصريين بحاتم. / ولد فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِبَاب الحبسة من فاس وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والرسالة والجرومية وألفية ابْن مَالك وَغَيرهَا وَأخذ بتلمسان عَن جمَاعَة مِنْهُم يحيى بن أَحْمد بن أبي الْقسم العقباني وَمُحَمّد بن الْجلاب وبقسطنطينية عَن ابْن الْقسم بن أبي الْحَدِيد بل حضر بتونس عِنْد إِبْرَاهِيم الْخُدْرِيّ وَقَرَأَ بطرابلس المعرب على أَحْمد حلولو الْقَرَوِي فِي آخَرين بِهَذِهِ وَغَيرهَا كإبراهيم النَّاجِي وَأخذ عَنهُ الْفِقْه والفرائض وَحضر عِنْد أبي عبد الله التريكي وتحول إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة ثَلَاث وَسبعين فَأخذ بهَا عَن الْبُرْهَان الْأنْصَارِيّ فِي الرسَالَة وارتفق بِهِ وبأخيه وَحج مَعَه فِي سنة أَربع وَسبعين وَعَن السنهوري والنور بن التنسي وَكَذَا التقي الحصني وَحضر عِنْد سيف الدّين الْحَنَفِيّ فِي التَّفْسِير وَالْأُصُول والأمين الأقصرائي قَرَأَ على الْبَدْر بن الْقطَّان ايساغوجي وَبَعض الشمسية فِي آخَرين

ص: 268

مِنْهُم بالاسكندرية شعْبَان بن جنيبات وَأَجَازَ لَهُ الشاوي واختص بِتَمْر الْوَالِي وَبِغَيْرِهِ من الْأُمَرَاء، وَحج غير مرّة الثَّانِيَة فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَكَذَا فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ إِلَى موسم سنة أَربع وَتِسْعين، وَدخل الْقَاهِرَة فِي أَوَائِل سنة خمس فدام السّنة الَّتِي بعْدهَا، وتزايد اخْتِصَاصه بِالْملكِ وَصَارَ يبيته عِنْده فِي بعض ليَالِي الْأُسْبُوع مَعَ اخْتِصَاصه قبل ذَلِك بالأتابكي أَيْضا وَبَالغ كل مِنْهُمَا فِي إكرامه واقتفى أثرهما غير وَاحِد كَمَا سَافر لزيارة بَيت الْمُقَدّس ثمَّ دخل مِنْهُ الشَّام وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ إِلَى مَكَّة فِي موسمها وَلم يلبث أَن أُصِيب فِي مَال غدي عَلَيْهِ وتعددت أملاكه بِمَكَّة وجافى شافعيها مَعَ مزِيد إكرامه وحنبليها وَغَيرهمَا وخالطه كَثِيرُونَ لأطماعه لَهُم بِالْقِرَاءَةِ وَغَيرهَا بِحَيْثُ صَار مِمَّن يرغب ويرهب ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة وَجرى على عَادَته فِي الطُّلُوع والدوران إِلَى أَن ضعف وَهُوَ الْآن أثْنَاء سنة تسع وَتِسْعين وَلم يزل يظْهر لي زَائِد التودد والتردد بِكُل من البلدين ويوهم مَا لَا يخفى عَليّ وَرُبمَا يَقُول لي إِذا ذَكرتني لأحد فَلَا تصفني إِلَّا بالصلاح دون الْعلم وَكَأَنَّهُ علم كساد سوقه فِي مَعْرفَته لشأنه عِنْدهم على أَنه وأقرأ بِالْقَاهِرَةِ قَلِيلا ثمَّ بِمَكَّة فِي الْفِقْه وَغَيره وَرَأَيْت مِنْهُ استحضارا فِي الْفِقْه وَبَعض مُشَاركَة واستحضارا لكثير من أَحْوَال بعض أَئِمَّة المغاربة وإتقانا فِيمَا يبديه، وتميز فِي الطِّبّ مَعَ مزِيد عقل وخبرة زَائِدَة بمداخلة النَّاس واستجلاب الخواطر بِحَيْثُ صحب مَعَ من أَشَرنَا إِلَيْهِ أكَابِر الْأُمَرَاء والمباشرين فَمن دونهم وَحمد من بَعضهم فِي مخالطته لَهُم ومرابطته مَعَهم وَلسَانه مَحْفُوظ وعقله ملحوظ وَقد تنزل فِي)

جِهَات وقررت لَهُ مرتبات سوى الهوائي.

أَحْمد بن حَامِد. / هُوَ ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد.

أَحْمد بن حجي بن مُوسَى بن أَحْمد بن سعيد بن غشم بن غَزوَان بن عَليّ بن مشرف بن تركي الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الْعَلَاء أبي مُحَمَّد السَّعْدِيّ نِسْبَة للصحابي عَطِيَّة بن عُرْوَة السَّعْدِيّ الحسباني الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أَخُو النَّجْم عمر الْآتِي وَيعرف بِابْن حجي بِكَسْر الْمُهْملَة وَالْجِيم الثَّقِيلَة / ولد فِي لَيْلَة الْأَحَد رَابِع الْمحرم سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة بِظَاهِر دمشق وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والتنبيه وتفقه بِأَبِيهِ ولازمه كَمَا ذكر نَحْو عشْرين سنة وبالشمس بن أبي حسن الْغَزِّي وَابْن قَاضِي شُهْبَة وَأبي

ص: 269

الْبَقَاء والتاج السبكيين والعماد الحسباني والأذرعي وَابْن قَاضِي الزبداني وَابْن خطيب يبرود وَالشَّمْس الْموصِلِي والعنابي وَسمع من الْعِمَاد بن السيرجي وَابْن النَّجْم وَابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَمُحَمّد بن الْمُحب وَأحمد بن عمر الأبكي والتقي بن رَافع وَمُحَمّد بن أبي بكر السوقي الْكثير حَتَّى سمع مِمَّن بعد هَؤُلَاءِ، وَله إجَازَة من ابْن الْقيم والعلائي والزيباوي وَابْن نباتة وَخلق. وَكتب الْكثير وتميز وَتقدم فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والإقراء وناب فِي الحكم مُدَّة وَولي خطابة الْجَامِع الْأمَوِي وَنَظره مرَارًا وَترك النِّيَابَة بل أُرِيد على الْقَضَاء الْأَكْبَر بِدِمَشْق مرَارًا وَهُوَ يمْتَنع حَتَّى وليه فِي حَيَاته أَخُوهُ النَّجْم وَجمع شرحا على الْمُحَرر لِابْنِ عبد الْهَادِي كتب مِنْهُ قِطْعَة ونكتا على ألغاز الأسنوي وَكَذَا على مهماته وتاريخا مُفِيدا ديل بِهِ على تَارِيخ ابْن كثير بَدَأَ فِيهِ من سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَآخر مَا علق مِنْهُ إِلَى ذِي الْقعدَة سنة خمس عشرَة وَكَانَ انحابه وبعلم الْمِيقَات ومعجما لشيوخه على حُرُوف المعجم وكتابا نفيسا سَمَّاهُ الدارس فِي أَخْبَار الْمدَارِس يدل على اطلَاع كثير. وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا آخرهَا فِي الرسلية عَن الْمُؤَيد قبل سلطنته سنة ثَمَان وَحصل نُسْخَة من تَعْلِيق التَّعَلُّق لشَيْخِنَا وَشهد لَهُ فِي عنوانها بِالْحِفْظِ وَكتب خطه بذلك فِي أَصله. وَحدث بِالْقَاهِرَةِ وببلده بالكثير ودرس وَأفْتى، وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ من شُيُوخنَا الْعلم البُلْقِينِيّ والأبي وانتهت إِلَيْهِ فِي آخر وقته رياسة الْعلم بِدِمَشْق وَكَانَ أشياخه ونظراؤه يثنون عَلَيْهِ كل ذَلِك مَعَ الدّين والصيانة والانجماع على نَفسه والملازمة لبيته والحظ من الْعِبَادَة. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه اجْتمعت بِهِ بِدِمَشْق وَسمعت من فَوَائده وذاكرته. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر وَرَأَيْت فِي تَارِيخه فِي تَرْجَمَة وَالِده قَالَ رَأَيْت أبي فِي النّوم فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فِي الأَسدِية فَقُمْت خَلفه فَقلت)

كَيفَ أَنْتُم فَتَبَسَّمَ وَقَالَ طيب فمشيت مَعَه إِلَى الْبَاب فَكَانَ من جملَة مَا سَأَلته أَيهمَا أفضل الِاشْتِغَال بالفقه أَو الحَدِيث فَقَالَ الحَدِيث بِكَثِير قَالَ فَقلت لَهُ أدع لي فَدَعَا لي بِثَلَاث بوفاء الدّين وخاتمة الْخَيْر ونسيت الثَّالِثَة ثمَّ الْتفت إِلَيّ كَالْمُودعِ فَقَالَ أَنهم يشكرونك فَقلت من قَالَ الْمَلَائِكَة فَقلت بِاللَّه قَالَ نعم قَالَ فَاسْتَيْقَظت مَسْرُورا. بل أَشَارَ شَيخنَا لَهَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ وَمن الْفَوَائِد عَنهُ مَا وجدته بِخَط الْمُحدث خَلِيل بن مُحَمَّد هُوَ الأقفهسي أَنه سَمعه يَقُول رَأَيْت أبي فِي النّوم فَعرفت أَنه ميت فَقلت كَيفَ أَنْت قَالَ طيب بعد أَن تَبَسم فَقلت أَيّمَا أفضل الِاشْتِغَال بالفقه أَو الحَدِيث قَالَ الحَدِيث بِكَثِير انْتهى. وَسلم من الْفِتْنَة الْعُظْمَى وَمَات فِي سادس الْمحرم سنة

ص: 270

سِتّ عشرَة رحمه الله وإيانا. وَقد ذكره ابْن مُوسَى وَابْن فَهد فِي معجميهما وَابْن قَاضِي شُهْبَة فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة وَآخَرُونَ كالمقريزي فِي عقوده وَأَنه جرت بَينهمَا مبَاحث بِمَجْلِس كَاتب السِّرّ فتح الله.

أَحْمد أَمِير بن حسن السِّرّ الزردكاش. / كَانَ مُتَقَدما فِي صناعته ثمَّ اعتزل النَّاس واعتقد. مَاتَ فِي يَوْم السب تَاسِع صفر سنة أَربع وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بالأزهر فِي طَائِفَة وَدفن فِي بَيت وَالِده بِالْقربِ من زَاوِيَة بني وفا بحارة عبد الباسط.

أَحْمد بن حسن شاه الشهَاب أَبُو الْفضل القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن الْحسن. / اشْتغل بعد بُلُوغه وَحفظ كتبا وبرع فِي فنون بعد جُلُوسه أَولا عِنْد السدار على بَاب الكتبيين ثمَّ تنزل فِي صوفية الأشرفية. وَمن شُيُوخه الشمني والأقصرائي والحصني وَآخَرُونَ واختص بالأولين حِين عقد لَهُ أَولهمَا على ابْنَته قبل مَوته وَجعله أحد أوصيائه فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي حَيَاة وَالِده قبل أَن يتكهل فِي ظهر يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن عشر رَجَب سنة ثَلَاث وَسبعين قبل دُخُوله على الْمشَار إِلَيْهَا لصغرهاوصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَكَانَ قد حج فِي موسم سنة إِحْدَى وَسبعين وَأحرم فارنا وَأَخْبرنِي وَأَنا هُنَاكَ بمصاهرته للشَّيْخ سُرُورًا مِنْهُ بذلك، وَنعم الشَّاب فضلا وديانة وعقلا وانجماعا، وَقد سمع بِقِرَاءَتِي على السَّيِّد النسابة والبارنباري وَالشَّمْس السكرِي والأزهري.

أَحْمد بن حسن بن إِبْرَاهِيم شهَاب الدّين الدماطي ثمَّ الْأَزْهَرِي / كَانَ بارعا فِي الْكِتَابَة والتذهيب يجيد الْقِرَاءَة فِي الجوق مِمَّن اشْتهر ببني الجيعان، وَحج غير مرّة وَجَرت على يَدَيْهِ كثير من المبرات وَصَارَ خَبِيرا بتقرقتها بل جدد جَامع جَزِيرَة الْفِيل وأحكمه وأتقنه مستعينا فِي ذَلِك بِمَا يَأْخُذهُ من الرؤساء وَنَحْوهم وَرُبمَا توفر لَهُ مِنْهُ مَا يضمه لما يتَحَصَّل لَهُ من جهاته وَنَحْوهَا)

بِحَيْثُ خلف من النَّقْد وَغَيره مَا يوازي ثَلَاثَة آلَاف دِينَار بل كَانَ الظَّن بِهِ أَكثر، كل ذَلِك مَعَ تعاني الظّرْف مَعَ كثافته والسخرية بِالنَّاسِ حَتَّى بِمن عرف بِهِ مَعَ ركاكته وَقد عزره أَبُو البركات الهيثمي بِشَيْء سلكه فِي سخريته بقوالح وَإِلَّا مروراء هَذَا، وَبَلغنِي أَنه لم يتَزَوَّج قطّ وَأَنه رُبمَا نظم ورأيته كتب على مَجْمُوع البدري:

(يَا شمس بدر جَاءَنِي

بِوَجْهِهِ يَنْفِي الْحزن)

(وَقَالَ صفني وَاخْتصرَ

فَقلت مَجْمُوع حسن)

ص: 271

مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة تسعين وَقد قَارب السّبْعين ظنا عَفا الله عَنهُ وإيانا.

أَحْمد بن حسن بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم شهَاب الدّين الخريمي الْكِنَانِي الجازاني الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي نزيل الْحَرَمَيْنِ وَيعرف بالجازاني. / ولد سنة أَربع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِأبي عَرِيش من أَعمال جازان من الْيمن وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وَهَاجَر لمَكَّة صُحْبَة خَاله فقطنها وَحفظ الْإِرْشَاد وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو واشتغل بهَا وبالمدينة على غير وَاحِد من أَهلهَا والقادمين عَلَيْهَا كإسماعيل بن أبي يزِيد وَمعمر والنور للطنتدائي وَأبي الْخَيْر بن أبي السُّعُود والسمهودي فِي الْفِقْه والفرائض والعربية وَغير ذَلِك، وَمن شُيُوخه فِي الْعَرَبيَّة الْبَدْر حسن الْمرْجَانِي قَرَأَ عَلَيْهِ الكافية وَالنّصف الأول من الْمُتَوَسّط مَعَ جَمِيع شَرحه لقواعد ابْن هِشَام بل قَرَأَ عَلَيْهِ مؤلفا لَهُ فِي الدِّمَاء وَحضر دروس الْجمال بل سمع على وَالِده فِي الصَّحِيحَيْنِ والسيرة وعَلى عَمه الْفَخر أبي بكر قَلِيلا فِي الْفِقْه وفرائض الْإِرْشَاد وَكَذَا قَرَأَ على السَّيِّد للكمال بن حَمْزَة فِي الْإِرْشَاد حِين مجاورته بِمَكَّة وَقبل ذَلِك فِيهِ إِنَّمَا على الشهَاب الْخَولَانِيّ بل قَرَأَ على النُّور بن عطيف الْإِيضَاح فِي الْمَنَاسِك للنووي والفاعلية وعَلى الْمُحب بن أبي السعادات مفترقين، وَدخل الشَّام وَبَيت الْمُقَدّس وَأخذ عَن الْكَمَال بن أبي شرِيف والتقي بن قَاضِي عجلون وَكَذَا أَخذ بِالْقَاهِرَةِ عَن عبد الْحق السنباطي والزين النشاوي وَحضر عِنْد زَكَرِيَّا حِين دُخُوله مصر وَكتب من تصانيفي تَرْجَمَة النَّوَوِيّ والابتهاج وقرأهما ولازمني فِي مجاورتي بعد الثَّمَانِينَ فِي مجاورتي بعد التسعين فَسمع الْكثير وَمن ذَلِك ألفية الحَدِيث بكمالها بحثا وَقَرَأَ على جملَة من أَوَائِل الْكتب وكتبت لَهُ إجَازَة فِي كراسة والآن فِي سنة تسع وَتِسْعين مُقيم بِالْقَاهِرَةِ قضى الله مآربه وَهُوَ خير سَاكن كَانَ رُبمَا يتكسب بالتأديب ثمَّ أعرض عَنهُ وَله حرص على التَّحْصِيل.

أَحْمد بن حسن بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي بن عبد الحميد بن عبد الْهَادِي بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن

قدامَة بن مِقْدَام الشهَاب بن الْبَدْر الْقرشِي الْعمريّ الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ ابْن أخي الْحَافِظ الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي ووالد الْبَدْر حسن الْآتِي وَيعرف بِابْن عبد الْهَادِي. / ولد تَقْرِيبًا سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَسمع على أَبِيه وَعَمه إِبْرَاهِيم بن أَحْمد وَأبي حَفْص البالسي فِي آخَرين مِنْهُم الصّلاح بن أبي عمر وَكَانَ خَاتِمَة أَصْحَابه بِالسَّمَاعِ سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء فِي الْمسند لِأَحْمَد والجزء الثَّانِي من أمالي أبي بكر بن الْأَنْبَارِي، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء

ص: 272

كَابْن فَهد أجَاز لي وَكَانَ صَالحا دينا خيرا قانعا متعففا من بَيت صَلَاح وَعلم وَرِوَايَة مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث رَجَب سنة سِتّ وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ عقب صَلَاة الْجُمُعَة بالجامع المظفري وَدفن بالروضة بسفح قاسيون جوَار الْمُوفق بن قدامَة رحمهمَا الله وإيانا.

أَحْمد بن حسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن فليتة الجدي الأَصْل الْمَكِّيّ وَيعرف بالحنش. / مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ فِي مَكَّة.

أَحْمد بن حسن بن أَحْمد الشهَاب الهيتمي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي نقيب الأسيوطي وَولد عبد الْقَادِر. /

نَشأ بَين المجاورين فَقَرَأَ الْقُرْآن وَكتب الْمَنْسُوب وَنسخ بِهِ أَشْيَاء بِالْأُجْرَةِ وَغَيرهَا وَقَرَأَ فِي الأجواق وتنزل فِي الصُّوفِيَّة وَنَحْوهم وانتمى لبنى ابْن عليبة بتعليم أبنائهم وخدمهم فَصَارَ يتَكَلَّم فِي تعلقاتهم لحذقه بالْكلَام فَترفع حَاله وَعرف بَين النَّاس خُصُوصا وَقد خدم لولوي الأسيوطي حَتَّى كَانَ هُوَ الْمُتَوَلِي لأموره كلهَا لَا يقدم عَلَيْهِ غَيره وَصَارَ عِنْده شبه النَّقِيب وَاسْتمرّ فِي نمو من المَال إِلَى أَن مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد ثَالِث شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَكَانَ توجه للاسكندرية لملاقاة الزين عبد الْقَادِر بن عليبة فَحم هُنَاكَ فَرجع فَأَقَامَ دون أُسْبُوع ثمَّ مَاتَ وَصلى عَلَيْهِ بالأزهر فِي مشْهد حافل وَدفن بِالْقربِ من تربة الشَّيْخ سليم وتأسف الأسيوطي على فَقده لمزيد نصحه لَهُ وَأَظنهُ جَازَ الْأَرْبَعين عَفا الله عَنهُ.

أَحْمد بن حسن بن أَحْمد الطَّائِي الصعدي الْيَمَانِيّ. / لَقيته بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة سبع وَتِسْعين فَسمع مني المسلسل بِشَرْطِهِ وعَلى ختم السِّيرَة الهشامية ومؤلفي فِي خَتمهَا وقصيدة البوصيري الهمزية وكتبت لَهُ إجَازَة وَقَالَ لي أَنه ولد فِي آخر سنة خمس وَخمسين أَو أول الَّتِي تَلِيهَا بصعدة واشتغل قَلِيلا وَسمع على بعض الآخذين عَن يحيى العامري وَقَرَأَ فِي هَذِه السّنة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة حِين كَانَ فِيهَا للزيارة على قاضيها خير الدّين بن القصبي الْمَالِكِي فِي الْمُوَطَّأ)

وَرجع إِلَى بِلَاده.

أَحْمد بن حسن بن إِسْمَاعِيل بن يَعْقُوب بن إِسْمَاعِيل الشهَاب العنتابي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد ومحمود الْمَعْرُوف كل مِنْهُمَا بالأمشاطي / مِمَّن اشْتغل وَفضل وَذكر بِالْخَيرِ ورافق شَيخنَا فِي السماع قبل الْقرن على بعض شُيُوخه فِي الْمُسْتَخْرج وَغَيره وَأثبت اسْمه فِي الطباق وَشَيْخه وَنسبه فِي بَعْضهَا عجميا وَفِي بَعْضهَا كحكاويا وَفِي بَعْضهَا عينتابيا وَكَذَا سمع بعد ذَلِك. مَاتَ فِي سنة تسع عشرَة.

أَحْمد بن حسن بن خَلِيل بن مُحَمَّد بن خَلِيل بن رَمَضَان بن الْخضر بن خَلِيل

ص: 273

بن أبي الْحسن الشهَاب بن الْبَدْر بن الْغَرْس التنوخي الطَّائِي العجلوني ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَالِد إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الْغَرْس. / ولد فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة كَمَا قرأته بِخَطِّهِ وَسمع عَائِشَة ابْنة عبد الْهَادِي وَالْجمال بن الشرائحي أجَاز لي وَكتب بِخَطِّهِ أَنه سمع عَلَيْهَا الثلاثيات وَأَن من شُيُوخه الشَّمْس مُحَمَّد القلقشندي الْمَقْدِسِي والضياء والتقي أَبُو بكر الفرعوني وَغَيرهم وَوَصفه ابْن نَاصِر الدّين بالشيخ الْمُحدث ووالده بالشيخ الصَّالح الْبركَة الْمُقْرِئ الْعَالم.

مَاتَ فِي

أَحْمد بن حسن بن دَاوُد بن سَالم بن معالي الشهَاب العباسي الْحَمَوِيّ الْحَنْبَلِيّ. / ولد فِي سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة بحماة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْمُحَرر فِي الْفُرُوع والطوفي فِي أصولهم وألفيتي الحَدِيث وَابْن مَالك والشذور وتفقه بِالْعَلَاءِ بن المغلي، وَقَالَ ابْن أبي عذيبة أَنه سمع الْكثير من مَشَايِخ عصره وَوَصفه بالشيخ الإِمَام وَاقْتصر من نسبه على أَبِيه، وَولي قَضَاء بَلَده فِي سنة خمس وَعشْرين فَأَقَامَ إِلَى أَن كف بعد السِّتين فاستقر فِيهِ وَلَده الْمُوفق عبد الرَّحْمَن الْآتِي. وَمَات فِي أَوَائِل سنة ثَلَاث وَسبعين.

أَحْمد بن حسن بن صلح الشهَاب السُّبْكِيّ / مؤدب أَوْلَاد الزكي بِمَكَّة سمع عَليّ مَعَهم فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة.

أَحْمد بن الْحسن بن عبد الله الْجَوْهَرِي. / صَوَاب جده عَليّ وَسَيَأْتِي.

أَحْمد بن حسن بن عجلَان بن رميثة وَاسم رميثة منجد بن أبي نمى مُحَمَّد بن أبي سعد حسن بن عَليّ بن قَتَادَة بن إِدْرِيس بن مطاعن الشريف الحسني الْمَكِّيّ. / نَشأ بِمَكَّة وأشركه أَبوهُ مَعَ أَخِيه بَرَكَات فِي إمرتها سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة وتكرر لَهُ ذَلِك وَبعد موت أَبِيهِمَا توجه إِلَى

زبيد من الْيمن مفارقا لِأَخِيهِ الْمَذْكُور فَمَاتَ هُنَاكَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد.

أَحْمد بن حسن بن عَطِيَّة بن مُحَمَّد بن فَهد الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ الْآتِي أَبوهُ وجده / سمع عَليّ بِمَكَّة.

أَحْمد بن حسن الرِّبَاط بن عَليّ بن أبي بكر البقاعي عَم إِبْرَاهِيم بن عمر الْمَاضِي ووالد يُوسُف الَّذِي وَرثهُ. / نقل عَنهُ ابْن أَخِيه أَنه كَانَ يَقُول من أَرَادَ أَن يغْتَسل بِالْمَاءِ الْبَارِد فِي زمن الْبرد وَلَا يضرّهُ فَلْيقل يَا مَاء لَا تؤذيني أشتكيك غَدا إِلَى رب الْعَالمين وَأَنه كَانَ إِذا اغْتسل يَقُوله فَوَجَدَهُ صَحِيحا قَالَ مَعَ أَنِّي لَا أَغْتَسِل بِالْمَاءِ الْحَار إِلَّا نَادرا وَرُبمَا اغْتَسَلت والثلج ينزل على جسمي وَقَالَ أَنه هُوَ

ص: 274

الَّذِي علمه الْكِتَابَة واستفاد مِنْهُ وأرخ مولده قبل سنة سبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بخربة روحا من الْبِقَاع ووفاته بهَا سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة ظنا عَفا الله عَنهُ.

أَحْمد بن حسن بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن هَاشم بن بعاس ابْن جَعْفَر الشريف الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْحُسَيْنِي القسطيني الأَصْل الْمصْرِيّ المولد والمنشأ الشَّافِعِي وَيعرف بالنعماني / نِسْبَة للأستاذ أبي عبد الله بن النُّعْمَان. ولد تَقْرِيبًا سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة بِمَسْجِد النُّور شَرْقي راوية الْأُسْتَاذ الْمشَار إِلَيْهِ من مصر وَسمع على أبي مُحَمَّد عبد الله بن خَلِيل بن فرج بن سعيد الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي نزل الْحرم الصَّحِيحَيْنِ والمصابيح وتأليفه تحفة المريدين وعَلى مهنا بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم خَادِم الْفُقَرَاء برباط الحوري مِصْبَاح الظلام لِابْنِ النُّعْمَان وَلبس الْخِرْقَة النعمانية من أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن أبي عبد الله بن النُّعْمَان وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قفل الْقرشِي وَأقَام بالزاوية الْمشَار إِلَيْهَا مديما للذّكر والأوراد والإرشاد فَانْتَفع بِهِ النَّاس وَصَارَت لَهُ وجاهة وجلالة وشفاعات مَقْبُولَة، وَمِمَّنْ كَانَ يقوم مَعَه فِي مهماته لاعتقاد جلالته الْأمين الأقصرائي وَأخذ عَنهُ الشَّمْس بن عبد الرَّحِيم المنهاجي سبط ابْن اللبان والمحب الفيومي وَالْجمال البارنباري وَابْنه الولوي والشهاب بن الدقاق والجلال الْبكْرِيّ وَآخَرُونَ، وَكَانَ نقمة على أهل الذِّمَّة فِيمَا يجدونه فِي كنائسهم بل هُوَ الْقَائِم فِي هدم كَنِيسَة النَّصَارَى الملكيين بقصر الشمع حَتَّى صَارَت جَامعا وَقَالَ لي صاحبنا الْبُرْهَان النعماني أحد أَصْحَابه وخليفته فِي المشيخة أَنه أسلم على يَدَيْهِ ثَمَانُون كَافِرًا وَأَنه لم يبْق فِي قصر الشمع وَلَا دموة وَلَا فِي الْمَدِينَة كَنِيسَة للْيَهُود وَلَا النَّصَارَى إِلَّا وَقد شملها من السَّيِّد إِمَّا هدم أَو بعض هدم وَإِمَّا إِزَالَة مِنْبَر أَو نَحْو ذَلِك مِمَّا فِيهِ إهانة لَهُم وَأَنه كَانَ كثير الصَّدَقَة وَالصِّيَام والتهجد وَالذكر والبكاء غير مَانع لَهُ عَن ذَلِك مَا بِهِ من مرض الْبَاسُور)

والفتق وَغَيرهمَا كثير المحاسبة لنَفسِهِ والتوبيخ لَهَا غَايَة فِي التَّوَاضُع والحث على الْخَيْر، حج وجاور بِمَكَّة سبع سِنِين وعزم على الاستيطان هُنَاكَ لعداوة بعض من كَانَ أَرْكَان الدولة الناصرية لَهُ فاتفق أَن بعض أهل الْكَشْف لقِيه إِمَّا فِي الطّواف أَو فِي الْحرم فامسك بأذنه وَقَالَ لَهُ ارْجع إِلَى مصر وَعمر الزاوية فَإِن الْكلاب تدْخلهَا من حَائِط انْهَدم فِيهَا فقدمات عَدوك فِي هَذَا الْيَوْم ورحم فِي تابوته فانثنى عزمه عَن الْإِقَامَة وَرجع وَكَانَ الْأَمر كَذَلِك. مَاتَ وَقد عمر فِي لَيْلَة

ص: 275

الثُّلَاثَاء ثَالِث ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين بِمصْر وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بجامعها فِي مشْهد حافل لم ير بِمصْر أعظم مِنْهُ وَدفن بالزاوية النعمانية وَأوصى أَن يُقَال حِين دَفنه سبعين ألفا لَا إِلَه إِلَّا الله فنفذت وَصيته رحمه الله وإيانا.

أَحْمد بن حسن بن عَليّ بن عبد الله الشهَاب النشوي القاهري الْحَنَفِيّ. / اشْتغل وتميز فِي الْكِتَابَة وشارك فِي الْجُمْلَة مَعَ لطف وَحسن عشرَة وَلما كنت بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَكَانَ قاطنا بهَا صُحْبَة شيخ الخدام بهَا قَائِم قَرَأَ على الشفا ولازمني فِي أَشْيَاء ثمَّ بعد مَوته قدم الْقَاهِرَة فِي أول سنة إِحْدَى وَتِسْعين ثمَّ عَاد إِلَيْهَا صُحْبَة شاهين وَلكنه لم يكن مَعَه كَذَاك ثمَّ رَأَيْته بِمَكَّة فِي موسم سنة ثَمَان وَتِسْعين وَرجع إِلَى الْمَدِينَة وَنعم الرجل توددا أحسن الله إِلَيْهِ.

أَحْمد بن حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الشهَاب الْأَذْرَعِيّ الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي. / ولد باذرعات وتحول مِنْهَا إِلَى دمشق وَحفظ الْقُرْآن وَأخذ عَن نَاصِر الدّين بن قديدار فِي الْعلم والتصوف وَأم بِجَامِع بني أُميَّة فاتفق أَن الْمُؤَيد حِين كَانَ نائبها سمع قِرَاءَته فطرب فاستدعى بِهِ فقرره إِمَامه وَلما كَانَت الْوَقْعَة بَينه وَبَين النَّاصِر وَانْهَزَمَ النَّاصِر حضرت الْمغرب فَتقدم للْإِمَامَة على الْعَادة فَقَرَأَ فِي الأولى واذْكُرُوا إِذْ أَنْتُم قَلِيل مستضعفون فِي الأَرْض الْآيَة فاستحسنها الْأَمِير وتفاءل بِتمَام النَّصْر فَكَانَ كَذَلِك وَلذَا زَاد حِين تمّ الْأَمر لَهُ فِي تقريبه وَجعله من ندمائه وَاسْتقر بِهِ وبذريته فِي إِمَامَة جَامعه وَكَذَا اخْتصَّ بالزيني عبد الباسط وَاسْتقر بِهِ فِي مشيخة مدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بِخَط الكافوري وأثرى وَلم يزل يؤم من بعد الْمُؤَيد من الْمُلُوك حَتَّى مَاتَ بعد تعلله نَحْو سَبْعَة أشهر بالاستسقاء وَغَيره فِي الْعشْر الأول من جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَخمسين عَن ثَلَاث وَسبعين سنة وَخلف ثَلَاثَة عشر ذكرا سوى الْإِنَاث وَكَانَ عَاقِلا سَاكِنا نيرا مشاركا جيد الْقِرَاءَة فِي الْمِحْرَاب إِلَى الْغَايَة ندي الصَّوْت بِحَيْثُ كَانَ يُشَارك فِي الموسيقا منطويا على ديانَة وَخير واهتمام مَعَ من يَقْصِدهُ ومحبة فِي الْمَعْرُوف ومزيد انقياد)

للشَّرْع وتعظيم حَملته. وَمن لطائفه أَنه اسْتعْمل فِي إغراء السُّلْطَان بالأكرم النَّصْرَانِي فَقَرَأَ بِهِ فِي الصَّلَاة سُورَة اقْرَأ فَلَمَّا انْتهى إِلَى قَوْله وَرَبك الأكرم بَكَى وَقطع الْقِرَاءَة فَسَأَلَهُ الْمُؤَيد عَن ذَلِك فَقَالَ أجللت هَذَا الْوَصْف الْعَظِيم أَن يتسمى بِهِ هَذَا اللعين وَأَشَارَ إِلَى النَّصْرَانِي فَكَانَ ذَلِك سَببا لإتلافه، ومحاسنه كَثِيرَة وَهُوَ مِمَّن سمع على شَيخنَا وَكَانَ مبجلا لَهُ وَقد أطلت تَرْجَمته فِي التبر المسبوك.

ص: 276

أَحْمد بن حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد الشهَاب بن الْبَدْر الطلخاوي الأَصْل القاهري الْآتِي أَبوهُ. / مِمَّن حفظ الْقُرْآن وكتبا وَعرض وَحضر درس أَبِيه وَكَذَا سمع عَليّ وزوجه أَبوهُ ابْنة للخطيب عَليّ بن عبد الْحق.

أَحْمد بن الْحسن بن عَليّ الشهَاب الْجَوْجَرِيّ ثمَّ القاهري. / ولد سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَقَرَأَ كثيرا وَسمع على الشَّمْس بن قَاضِي شُهْبَة بعض الْأَمْوَال لأبي عبيد ولازم الْعَلَاء على الأقفاصي وَغَيره كالبدر الطنبذي، ونظم الشّعْر فأجاد وتكسب بِالشَّهَادَةِ بل نَاب فِي لحكم وَكَانَ أديبا فَاضلا. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه مَا عدا أَخذه عَن الطنبذي وَأنْشد لَهُ:

(إِن الحلاوي مَعَ قوم يخالطهم

إِلَّا محاسومه عَنْهُم محاسنهم)

(السعد وَالْفَخْر والطوخى صَاحبهمْ

فَأَصْبحُوا لَا ترى إِلَّا مساكنهم)

فالسعد وَالْفَخْر هما الأخوان أَبنَاء غراب والطوخي هُوَ الْبَدْر الْوَزير، قَالَ شَيخنَا فَلَمَّا سمعتهما عززتهما بثالث بعد قتل النَّجْم بن حجي:

(وَابْن الكويز وَعَن قرب أَخُوهُ قضى

والبدر والنجم رب اجْعَلْهُ ثامنهم)

والبدر هُوَ ابْن محب الدّين والنجم هُوَ ابْن حجي قَالَ وَقد لَازم الْمشَار إِلَيْهِ هَؤُلَاءِ السَّبْعَة مُلَازمَة شَدِيدَة واختص بِكُل مِنْهُم اختصاصا بَالغا، وَلم يؤرخ شَيخنَا وَفَاة الْجَوْجَرِيّ هَذَا وَقد كَانَ شيخ التصوف بالبشتكية مَعَ خزن كتب العرابية بجوارها وَغير ذَلِك، وَرَأَيْت بِخَطِّهِ الْجيد نظما يمدح بِهِ الجعبرية فِي الْفَرَائِض أَوله:

(سقى الله قبر المعتني بالمصالح

وتاج الدنا وَالدّين ذِي الْفضل صَالح)

وَذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار وَلم يعين وَفَاته أَيْضا وسمى جده عبد الله غَلطا وَنسب نظم شَيخنَا لصَاحب التَّرْجَمَة أَيْضا.

أَحْمد بن حسن بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب

مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْقَيْسِي الْقُسْطَلَانِيّ أمه آمِنَة ابْنة أَحْمد بن يُوسُف الْمدنِي / أجَاز لَهُ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة الْعِرَاقِيّ والهيثمي والحلاوي والسويداوي وَابْن سبع وَابْن قوام وابنتا ابْن عبد الْهَادِي وَابْنَة ابْن المنجا وَعمر البالسي وَآخَرُونَ وَلم يؤرخ ابْن فَهد وَلَا غَيره وَفَاته نعم قَالَ أَنه لم يعقب.

أَحْمد بن حسن بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عبد الله الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس البطائحي

ص: 277

الْمصْرِيّ الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة. / ولد فِي رَمَضَان سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَسمع من الخلاطي السّنَن للدارقطني وَعَن الْعِزّ بن جمَاعَة قِطْعَة من قَضَاء الْحَوَائِج لِابْنِ أبي الدُّنْيَا وَمن الْحسن بن عبد الْعَزِيز الْمدْخل لِابْنِ الْحَاج وَمن الْبَدْر بن الخشاب قِطْعَة من مُسْند أبي يعلى وَمن الْعلم سُلَيْمَان بن سَالم الْغَزِّي الْأَذْكَار وَكَانَ يذكر أَن ابْن عبد الْهَادِي أجَاز لَهُ وَاسْتقر فِي خدمَة البيبرسية وَحدث بِخَتْم مُسلم وَالنَّسَائِيّ شَرِيكا لِابْنِ الكويك وَغَيره بِقِرَاءَة شَيخنَا وَكَذَا حدث بالأذكار سمع مِنْهُ غير وَاحِد مِمَّن أَخذنَا عَنهُ. وَمَات بالبيبرسية فِي سنة عشر. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه بِاخْتِصَار، وتحرر وَفَاته فَإِنَّهُ أجَاز فِي استدعاء لِابْنِ فَهد مؤرخ بِذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْ عشرَة.

وَقَالَ المقريزي فِي عقوده أَنه كَانَ يلازم ابْن الملقن. وَلم يجْزم بمولده بل قَالَ فِيهِ تخمينا وَالْأول أضبط وَسمي وَالِده حسنا، وجوزت كَونه من النَّاسِخ إِن لم أكن احاشيه عَن هَذَا.

أَحْمد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا بن مُحَمَّد بن يحيى بن مَسْعُود بن غنيمَة بن عمر الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الْمُحدث الْبَدْر أبي مُحَمَّد الْقُدسِي السويداوي الأَصْل القاهري المولد وَالدَّار الشَّافِعِي وَيعرف بالسويداوي. / ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَعشْرين وأسمعه أَبوهُ الْكثير من شُيُوخ عصره كَابْن الْمصْرِيّ وَابْن فضل الله وَابْن القماح وَمُحَمّد بن غالي وَأحمد بن كشغدى وَإِبْرَاهِيم بن الخيمي وَابْن طي وَابْن أَيُّوب المشتولي وَصَالح بن مُخْتَار الأشنهي وَأبي حَيَّان وَعَائِشَة ابْنة الصنهاجي وَغَيرهم من أَصْحَاب ابْن عبد الدَّائِم والنجيب وَنَحْوهم وَأكْثر من الشُّيُوخ والمسموع وَأَجَازَ لَهُ من دمشق الْمزي والبرزالي والذهبي والشهاب الْجَزرِي وَابْنَة الْكَمَال فِي آخَرين لَيْسَ بِبَعِيد أَن يكون مِنْهُم الحجار والختني والدبوسي والواني وَابْن قُرَيْش لحصر وَالِده على الطّلب وَلَكِن لم نقف على ذَلِك، وَأخذ عَن القطب الْحلَبِي والركن بن القريع. وتفقه على مَذْهَب الشَّافِعِي وَحضر الدُّرُوس وَبحث فِي الرَّوْضَة وَجلسَ مَعَ الشُّهُود وَحدث قَدِيما قبل الثَّمَانِينَ وَتفرد بِكَثِير من مروياته وَكَانَت عِنْده)

عدَّة أَجزَاء من مروياته وَهُوَ أصُول وَالِده وَكَانَ يحدث مِنْهَا ثمَّ توزعها الطّلبَة، وَسمع مِنْهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ، وَأكْثر عَنهُ شَيخنَا وروى لنا عَنهُ خلق تَأَخّر بَعضهم إِلَى بعد السّبْعين قَالَ شَيخنَا وَقد قَرَأَ عَلَيْهِ بعض الطّلبَة بِإِجَازَة بعض من أدْركهُ بِالظَّنِّ والتخمين فلتحقق إِجَازَته مِنْهُم ثمَّ تجَاوز فَقَرَأَ عَلَيْهِ المعجم الْكَبِير للطبراني بإجازته من عبد الله بن عَليّ الصنهاجي وَهُوَ

ص: 278

خطأ قَبِيح فَإِن الصنهاجي مَاتَ قبل مولد الشَّيْخ بِسنة وَقد نبهت الشَّيْخ بعد مُدَّة على فَسَاد ذَلِك فَأشْهد على نَفسه بِالرُّجُوعِ عَنهُ ثمَّ أشهدني أَنه رَجَعَ عَن جَمِيع مَا قرئَ عَلَيْهِ بِالْإِجَازَةِ إِلَّا إجَازَة مُحَققَة وَكَانَ خيرأ محبا للْحَدِيث وَأَهله وأضر بِأخرَة وأقعد بتربة السِّت زَيْنَب خَارج بَاب النَّصْر إِلَى أَن مَاتَ بهَا فِي لَيْلَة التَّاسِع عشر من ربيع الآخر سنة أَربع وَقد قَارب الثَّمَانِينَ أَو أكملها وَدفن هُنَاكَ، وَكَانَ نعم الشَّيْخ رحمه الله. وَمِمَّنْ تَرْجمهُ الأقفهسي فِي مُعْجم ابْن ظهيرة وَرُوِيَ عَنهُ بِالْإِجَازَةِ قَالَ وَكَانَ خيرا صَالحا، والتقي الفاسي فِي ذيله والقريزي فِي عقوده وَأَنه سمع عَلَيْهِ كثيرا وَكَانَ نعم الرجل خيرا محبا للْحَدِيث وَأَهله وَأَبوهُ كَانَ من كبار الْمُحدثين سمع الْكثير وَجمع وَأما جده فَكَانَ يعرف بالقدسي لصحبة الْقُدسِي الْوَاعِظ وتعاني الْوَعْظ فتعلم مِنْهُ وَسمع من النجيب وَابْن مُضر وَمَنْصُور بن سليم وَله نظم ونثر. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة.

أَحْمد بن حسن بن مُحَمَّد الشهَاب المنوفي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمُقْرِئ نزيل المنكوتمرية وَقَرِيب التقي عبد الْغَنِيّ المنوفي. / حفظ الْقُرْآن وَالْحَاوِي وَغَيرهمَا واشتغل يَسِيرا وَأخذ الْقرَاءَات عَن الزين جَعْفَر السنهوري بل قَرَأَ الْيَسِير بواسطته على شَيخنَا وَصلى بِهِ التَّرَاوِيح وَكَذَا أَخذ عَن قَرِيبه ابْن أبي السُّعُود والبدر حسن الْأَعْرَج وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَكَانَ عَاقِلا فهما كيسا. مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سادس الْمحرم سنة إِحْدَى وَسبعين بعد توعكه أَيَّامًا وتأسف عَلَيْهِ غَالب معارفه وَقد جَازَ الْأَرْبَعين عَفا الله عَنهُ.

أَحْمد بن حسن شهَاب الدّين الْمحلى الشَّافِعِي الْمُقْرِئ وَيعرف بِابْن جليدة تَصْغِير جلدَة / وَهِي شهرة خَاله تَلا عَلَيْهِ وعَلى الشهَاب الاسكندري القلقيلي للسبع وتصدر لإقراء الْأَطْفَال دهرا بل أَخذ عَنهُ جمَاعَة الْقُرْآن كالشمسين النوبي وَابْن أبي عبيد وَأم بِجَامِع الغمري بالمحلة وأقرأ وَلَده، وَكَانَ خيرا حج مرَارًا وجاور وَآخر الْأَمر توجه فِي الْبَحْر. وَمَات فِي شَوَّال سنة أَربع وَسبعين بِمَكَّة رحمه الله وإيانا.

أَحْمد بن حسن بن قفند. / هَكَذَا كتبه ابْن عزم.

أَحْمد بن حسن الشهَاب الْحَنَفِيّ شيخ المنجكية. / مَاتَ بعد انْقِطَاعه بالفالج مُدَّة فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَصَارَت المشيخة لناصر الدّين الأخميمي أحد أَئِمَّة السُّلْطَان.

ص: 279

أَحْمد بن حسن الشهَاب الطنابي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ الْمُؤَدب جد الْبَدْر الدَّمِيرِيّ الْآتِي فِي المحمدين لأمه / قَالَ لي أَنه كَانَ يُؤَدب الْأَطْفَال بحانوت الزجاجيين وَله نِيَابَة عَن الْمُحْتَسب فِي النّظر فِي فُقَهَاء الْمكَاتب يقر المتأهل وَيمْنَع غَيره بصولة وَحُرْمَة وديانة وَمِمَّنْ انْتفع بتعليمه الْبَهَاء البُلْقِينِيّ والمناوي والضاني ويتولى مَعَ ذَلِك الْعُقُود وَالْقِرَاءَة بِصفة البيبرسية. مَاتَ فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء رحمه الله.

أَحْمد بن حسن البطائحي. / مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن سُلَيْمَان.

أَحْمد بن الْحسن البيدقي الْمصْرِيّ / أَمِين الحكم بهَا. سمع عَليّ الْمَيْدُومِيُّ وَغَيره وَحدث سمع عَلَيْهِ شَيخنَا وَذكره فِي مُعْجَمه وَأَنه مَاتَ خاملا فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى عشرَة وَقد جَازَ السّبْعين، وَقَالَ المقريزي فِي عقوده أَنه الَّذِي تولى الدَّعْوَى على نَاصِر الدّين بن مُحَمَّد بن الميلق.

أَحْمد بن حسن الْحلَبِي، / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.

أَحْمد بن حسن الرُّومِي الْمَكِّيّ الْفراش بهَا وَيعرف بالأقرع. / مَاتَ بهَا فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين.

أَحْمد بن حسن السندبسطي القاهري الْمَدِينِيّ الشَّافِعِي النَّاسِخ، / كتب لِابْنِ حجي الْمطلب وَغَيره وَسمع مني بِالْقَاهِرَةِ وَحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل عِنْد الْفَخر المقسي فِي الْفِقْه وَقَرَأَ عَلَيْهِ البُخَارِيّ وعَلى ابْن قَاسم فِي الْفِقْه والعربية وَكَذَا حضر عِنْد يحيى الدماطي حِين كَانَ يَجِيء الزاوية، وجود الْكِتَابَة على ابْن سعد الدّين وَغَيره وَحج غير مرّة.

أَحْمد بن الْحسن العباسي الْحَنْبَلِيّ. / مضى فِيمَن جده دَاوُد بن سَالم.

أَحْمد بن الْحسن الغماري العروسي. / كَبِير الشُّهْرَة بالغرب كُله بالصلاح وَالْخَيْر عمر نَحْو الْمِائَة. وَمَات فِي رَمَضَان أَو شَوَّال سنة أَربع وَسبعين. أَفَادَهُ لي بعض المغاربة.

أَحْمد بن أبي الْحسن عَليّ بن عِيسَى الشهَاب الحسني السمهودي الشَّافِعِي وَالِد عبد الله الْآتِي / وَكَانَ أَبوهُ من أَعْيَان سمهود وعدولها فَنَشَأَ وَلَده بهَا وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج وارتحل إِلَى قوص

فتفقه بهَا وانتفع فِي الْفِقْه بأخي زَوجته القَاضِي نَاصِر الدّين السمهودي الْمَذْكُور جده عبد الرَّحِيم فِي الطالع السعيد وَولي قَضَاء بَلَده وقتا وَغير ذَلِك مَعَ مَا أضيف إِلَيْهَا من الْأَعْمَال فحسنت مُبَاشَرَته وَكَانَ ذَا ثروة تلقاها عَن أَبِيه فَلِذَا كَانَ متجملا فِي هَيئته وطريقته مَعَ الْعِفَّة فِي الْقَضَاء والطريقة

ص: 280

الْحَسَنَة، وَقد حج وَرجع إِلَى مصر فَمَاتَ بهَا بعد الْعشْرين. أفادنيه حفيده السَّيِّد عَليّ ابْن عبد الله نزيل طيبَة نفع الله بِهِ.

أَحْمد بن الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم محيي الدّين الْمدنِي الأَصْل الدِّمَشْقِي وَالِد نجم الدّين. / ولد سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَكَانَ أَبوهُ انْتقل من الْمَدِينَة إِلَيْهَا وَنَشَأ بِدِمَشْق فَطلب الْعلم وعني بصناعة الْإِنْشَاء وباشر التوقيع من صغره فِي أَيَّام جمال الدّين بن الْأَمِير وَدخل مصر بعد اللنك فباشر التوقيع أَيْضا ثمَّ قدم مَعَ شيخ وَمَعَهُ صهره الْبَدْر بن مزهر وَأسْندَ وَصيته إِلَيْهِ وَصَحب الفتحي فتح الله فاستكتبه أَيْضا فِي الْإِنْشَاء وعول عَلَيْهِ فِي الْمُهِمَّات فَلَمَّا مَاتَ رَجَعَ إِلَى دمشق ولي بهَا كِتَابَة السِّرّ فِي أَوَائِل سنة ثَمَان عشرَة وَكَانَ دينا عَاقِلا سَاكِنا منجمعا عَن النَّاس فَاضلا عفيفا كثير التِّلَاوَة متنسكا ورعا مشكور السِّيرَة عَارِفًا متوددا لَا يكْتب على شَيْء يُخَالف الشَّرْع لكنه ينْسب للتشيع. مَاتَ فِي صفر سنة عشْرين. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَرَأَيْت من أرخه نقل ذَلِك غَلطا كالمقريزي فَإِنَّهُ قَالَ فِي عقوده أَنه مَاتَ فِي ثَالِث شعْبَان سنة ثَمَان عشرَة نعم أرخه ابْن قَاضِي شُهْبَة فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سنة عشْرين لَكِن خَامِس عشري الْمحرم من السّنة بعد مَا تعلل مُدَّة وَدفن بتربة الصُّوفِيَّة بِدِمَشْق عَن نَحْو سبعين سنة وَكَانَ بِسَبَب تجرئه ينْسب إِلَى نففن ورد مَا نسب إِلَيْهِ من التَّشَيُّع وَأَنه كَانَ من خِيَار الْمُسلمين أهل السّنة رحمه الله.

أَحْمد بن حُسَيْن بن أَحْمد بن قاوان الشهَاب بن الْفَاضِل الْبَدْر بن الشهَاب الكيلاني الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وجده وَهُوَ سبط السراج الْحَنْبَلِيّ الشريف قَاضِي الْحَرَمَيْنِ وَيعرف كسلفه بِابْن قاوان. / أَخذ عَن أَبِيه وَغَيره وَسمع مني وَعلي الْيَسِير بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة وَهُوَ شَاب سَاكن سَافر إِلَى كلبرجة وَغَيرهَا وَلم يحصل فِي سَفَره على طائل لكَون عَم وَالِده قتل فِي تِلْكَ الْأَيَّام بل ضيع قدرا كَبِيرا فِي ذَهَابه وإيابه كَانَ مَعَه لِأَبِيهِ وسافر بعد مَوته إِلَى كنهايت فغرق مركبه قبل وصولها ثمَّ دَخلهَا فِي الْبر مُجَردا فسوعد فِي استرجاع بعض مَا كَانَ مَعَه من نقد وَغَيره ودام بهَا إِلَى أَن مَاتَ فِيهَا أَو فِي غَيرهَا بعيد التسعين عوضه الله الْجنَّة.

أَحْمد بن حُسَيْن بن حسن بن عَليّ بن يُوسُف بن عَليّ بن أرسلان بِالْهَمْزَةِ / كَمَا بِخَطِّهِ ابْن أبي بكر الدِّمَشْقِي الْخَطِيب. ولد سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَكتب بِخَطِّهِ فِي سنة ثَلَاث وَسبعين بِبَعْض الاستدعاءات وَمَا علمت أمره.

ص: 281

أَحْمد بن حُسَيْن بن حُسَيْن بن حُسَيْن الشهَاب أَبُو الْفَتْح بن الفتحي الْمَكِّيّ أَوسط أخوته الثَّلَاثَة وَخَيرهمْ وَزوج ابْنة الشَّمْس مُحَمَّد الكيلاني نَائِب الإِمَام بمقام الْحَنْبَلِيّ. / ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَسمع عَليّ.

أَحْمد بن حُسَيْن بن حسن بن عَليّ بن يُوسُف بن عَليّ بن أرسلان بِالْهَمْزَةِ كَمَا بِخَطِّهِ وَقد تحذف فِي الْأَكْثَر بل هُوَ الَّذِي على الْأَلْسِنَة الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الرَّمْلِيّ الشَّافِعِي نزيل بَيت الْمُقَدّس وَيعرف بِابْن رسْلَان / وَيُقَال أَنهم من عرب نعير وَقَالَ بَعضهم من كنَانَة كَانَ وَالِده خيرا قَارِئًا تَاجِرًا وَأمه أَيْضا من الصَّالِحَات لَهَا أَخ لَهُ أوراد وتلاوة كَثِيرَة فولد لَهما صَاحب التَّرْجَمَة فِي سنة ثَلَاث أَو خمس وَسبعين وَسَبْعمائة برملة. ولد وَنَشَأ بهَا لم تعلم لَهُ صبوة على طَرِيق وَالِديهِ وخاله فحفظ الْقُرْآن وَله نَحْو عشر سِنِين وَيُقَال أَن أَبَاهُ أجلسه فِي حَانُوت بزاز فَكَانَ يقبل على المطالعة ويهمل أمرهَا فظهرت فِيهَا الخسارة فلامه على ذَلِك فَقَالَ أَنا لَا أصلح إِلَّا للمطالعة فَتَركه وَسلم لَهُ قياده، وَحكى ابْن أبي عذيبة نَحوه فَقَالَ وَكَانَ أَبوهُ تَاجِرًا لَهُ دكان فَكَانَ يَأْمُرهُ بالتوجه إِلَيْهَا فَيذْهب إِلَى الْمدرسَة الخاصكية للاشتغال بِالْعلمِ وينهاه أَبوهُ فَلَا يلْتَفت لنَهْيه بل لَازم الِاشْتِغَال وَكَانَ فِي مبدئه يشْتَغل بالنحو واللغة والشواهد وَالنّظم وَقَرَأَ الْحَاوِي الصَّغِير وحله على الشَّمْس القلقشندي وَابْن الهائم وَأخذ عَنهُ الْفَرَائِض والحساب وَولي تدريس الخاصكية ودرس بهَا مُدَّة ثمَّ تَركهَا والإفتاء ببرها وَأَقْبل على الله وعَلى الِاشْتِغَال تَبَرعا وعَلى التصوف وألبس خرقته جمَاعَة من المصريين والشاميين فِي مُدَّة لَا يكلم أحدا انْتهى. وَقَالَ آخر أَنه أقبل على الِاشْتِغَال وَحفظ كتبا وَاتفقَ قدوم مغربي الرملة وَكَانَ يقرئ الْبَيْت من ألفية ابْن مَالك بِربع دِرْهَم فَلَزِمَهُ حَتَّى أَخذهَا عَنهُ بِحَيْثُ تأهل لإقرائها واشتهر بِحسن إفادتها وإلقائها وتحول لبيت الْمُقَدّس فتفقه بالقلقشندي وَأخذ عَن ابْن الهائم وَصَحب الشهَاب بن الناصح والجلال عبد الله بن البسطامي وَمُحَمّد القرمي وَمُحَمّد القادري وَأخذ عَنْهُم التصوف وتلقن مِنْهُم الذّكر وَسمع من الشهَاب أَوَّلهمْ وَكَذَا من القرمي وَمن الشهَاب أبي الْخَيْر بن الْعَلَاء الصَّحِيح وَمن أبي حَفْص عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ الصَّالِحِي وَيعرف بِابْن الزراتيتي الْمُوَطَّأ)

رِوَايَة يحيى بن بكير وانتفع فِي الْعلم أَيْضا بالشمس العيزري الْغَزِّي وَنظر فِي الحَدِيث وَغَيره.

وَقد قَالَ ابْن أبي عذيبة أَنه ارتحل بِهِ أَبوهُ إِلَى الْقُدس من الرملة فألبسه الشَّيْخ مُحَمَّد القرمي

ص: 282

الْخِرْقَة وَسمع عَلَيْهِ الصَّحِيح بِسَمَاعِهِ لَهُ على الحجار بِدِمَشْق وَكَذَا لبسهَا من الشهَاب ابْن الناصح وَأبي بكر الْموصِلِي وَسمع كثيرا من أبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَابْن الْعِزّ وَابْن أبي الْمجد وَابْن صديق وَغَيرهم كَأبي الْخَيْر بن العلائي، وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ البُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ ومسند الشَّافِعِي وَالْجمال بن ظهيرة والتنوخي وَابْن الكويك وبالرملة من أبي حَفْص عمر الزراتيتي وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ وَمن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عَليّ بن سنجر المارديني الشفا وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وسيرة ابْن هِشَام وَابْن سيد النَّاس وغالب تصانيف اليافعي بروايته عَنهُ من نسيم بن أبي سعيد بن مُحَمَّد بن مَسْعُود بن مُحَمَّد بن مَسْعُود بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عمر بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ الدقاق معالم التَّنْزِيل لِلْبَغوِيِّ وَالْحَاوِي الصَّغِير والعوارف للسهروردي ومسند الشَّافِعِي والأذكار وَالْأَرْبَعِينَ كِلَاهُمَا للنووي كل ذَلِك بقرَاءَته لِلْبَغوِيِّ على وَالِده عَن الصَّدْر أبي المجامع الْجُوَيْنِيّ عَن مُؤَلفه وبروايته لتصنيفي النَّوَوِيّ عَن عَليّ بن أَحْمد النويري الْعقيلِيّ بِسَمَاعِهِ من يحيى بن مُحَمَّد التّونسِيّ المغراوي أَنا مؤلفهما وَمن الشهَاب الحسباني صَحِيح البُخَارِيّ وَقَرَأَ غَالب البُخَارِيّ على الْجلَال البُلْقِينِيّ وَأذن لَهُ بالإفتاء وَسمع وَالِده السراج وَحضر عِنْده وَقَرَأَ النَّحْو على الغماري، وَأَجَازَهُ النشاوري وَلَا زَالَ يدأب وَيكثر المذاكرة والملازمة للمطالعة والأشغال مُقيما بالقدس تَارَة وبالرملة أُخْرَى حَتَّى صَار إِمَامًا عَلامَة مُتَقَدما فِي الْفِقْه وأصوله والعربية مشاركا فِي الحَدِيث وَالتَّفْسِير وَالْكَلَام وَغَيرهَا مَعَ حرصه على سَائِر أَنْوَاع الطَّاعَات من صَلَاة وَصِيَام وتهجد ومرابطة بِحَيْثُ لم تكن تَخْلُو سنة من سنه عَن إِقَامَته على جَانب الْبَحْر قَائِما بِالدُّعَاءِ إِلَى الله سرا وجهرا آخِذا على يَدي الظلمَة مؤثرا صُحْبَة الخمول والشغف بِعَدَمِ الظُّهُور تَارِكًا لقبُول مَا يعرض عَلَيْهِ من الدُّنْيَا ووظائفها حَتَّى أَن الْأَمِير حسام الدّين حسن نَاظر الْقُدس والخليل جدد بالقدس مدرسة وَعرض عَلَيْهِ مشيختها وَقرر لَهُ فِيهَا فِي كل يَوْم عشرَة دَرَاهِم فضَّة فَأبى بل كَانَ يمْتَنع من أَخذ مَا يُرْسل بِهِ هُوَ وَغَيره إِلَيْهِ من المَال ليفرقه على الْقُرَّاء وَرُبمَا أَمر صَاحبه بتعاطي تفرقته بِنَفسِهِ محافظا على الْأَذْكَار والأوراد وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر معرضًا عَن الدُّنْيَا وبنيها جملَة حَتَّى أَنَّهَا لما سَافر الْأَشْرَف إِلَى آمد هرب من الرملة إِلَى الْقُدس فِي ذَهَابه وإيابه لِئَلَّا يجْتَمع بِهِ هُوَ)

أَو أحد من أَتْبَاعه وَأَن تضمن ذَلِك تَفْوِيت الِاجْتِمَاع بِمن كَانَ يتمناه كشيخنا

ص: 283

فَإِنَّهُ سَأَلَ عَنهُ رَجَاء زيارته فَقيل أَنه غَائِب حَتَّى صَار الْمشَار إِلَيْهِ بالزهد فِي تِلْكَ النواحي وَقصد للزيارة من سَائِر الْآفَاق وَكَثُرت تلامذته ومريدوه وتهذب بِهِ جمَاعَة وعادت على النَّاس بركته وشغل كلا فِيمَا يرى حَاله يَلِيق بِهِ فِي النجابة وَعدمهَا وَهُوَ فِي الزّهْد والورع والتقشف وَاتِّبَاع السّنة وَصِحَّة العقيدة كلمة إِجْمَاع بِحَيْثُ لَا أعلم فِي وقته من يدانيه فِي ذَلِك وانتشر ذكره وَبعد وحيته وَشهد بخيره كل من رَآهُ، قَالَ ابْن أبي عذيبة وَكَانَ شَيخا طَويلا تعلوه صفرَة حسن المأكل والملبس والملتقى لَهُ مكاشفات ودعوات مستجابات غير عَابس وَلَا مقت وَلَا يَأْكُل حَرَامًا وَلَا يشْتم وَلَا يلعن وَلَا يحقد وَلَا يُخَاصم بل يعْتَرف بالتقصير وَالْخَطَأ ويستغفر وَإِذا أقبل على من يخاصمه لاطفه بالْكلَام اللين حَتَّى يَزُول مَا عِنْده وَلَا ينَام من اللَّيْل إِلَّا قَلِيلا وَلما اجْتمع مَعَ الْعَلَاء البُخَارِيّ وَذَلِكَ فِي ضِيَافَة عِنْد ابْن أبي الْوَفَاء بَالغ الْعَلَاء فِي تَعْظِيمه بِحَيْثُ أَنه بعد الْفَرَاغ من الْأكل بَادر لصب المَاء على يَدَيْهِ ورام الشَّيْخ فعل ذَلِك مَعَه أَيْضا فَمَا مكنه وَصرح بانه لم ير مثله، وجدد بالرملة مَسْجِدا لأسلافه صَار كالزاوية يُقيم بهَا من أَرَادَ الِانْقِطَاع إِلَيْهِ فيواسيهم بِمَا لَدَيْهِ على خفَّة ذَات الْيَد ويقرئ بهَا وَكَذَا لَهُ زَاوِيَة بِبَيْت الْمُقَدّس وَكَذَا قَالَ ابْن أبي عذيبة أَنه بنى بالرملة جَامعا كَبِيرا بِهِ خطْبَة وبرجا على جَانب الْبَحْر بثغر يافا فخفض المينا وَكَانَ كثير الرِّبَاط فِيهِ وَلما قدم الْعَلَاء البُخَارِيّ الْقُدس اجْتمع بِهِ ثَلَاث مَرَّات الأولى مُسلما وَجَلَسْنَا ساكتين فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ أَبُو بكر بن أبي الوفا يَا سَيِّدي هَذَا ابْن رسْلَان فَقَالَ أعرف ثمَّ قَرَأَ الْفَاتِحَة وتفرقا وَالثَّانيَِة أول يَوْم من رَمَضَان اجْتمعَا وَشرع الْعَلَاء يُقرر فِي أَدِلَّة ثُبُوت رُؤْيَة هِلَال رَمَضَان بِشَاهِد وَيذكر الْخلاف فِي ذَلِك وَابْن رسْلَان لَا يزِيد على قَوْله نعم وانصرفا ثمَّ أَن الْعَلَاء فِي لَيْلَة عاشره سَأَلَ ابْن أبي الْوَفَاء فِي الْفطر مَعَ ابْن رسْلَان فَسَأَلَهُ فَامْتنعَ فَلم يزل يلح عَلَيْهِ حَتَّى أجَاب فَلَمَّا أفطر أحضر خَادِم الْعَلَاء الطست والإبريق بَين يَدي الْعَلَاء فَحمل الْعَلَاء الطشت بيدَيْهِ مَعًا وَوَضعه بَين يَدي ابْن رسْلَان وَأخذ الإبريق من الْخَادِم وصب عَلَيْهِ حَتَّى غسل وَلم يحلف عَلَيْهِ وَلَا تشوش وَلَا توجه لفعل نَظِير مَا فعله الْعَلَاء مَعَه غير أَنه لما فرغ الْعَلَاء من الصب عَلَيْهِ دَعَا لَهُ بالمغفرة فشرع يُؤمن على دُعَائِهِ ويبكي ثمَّ أَن خَادِم الْعَلَاء صب عَلَيْهِ فَلَمَّا تفَرقا خرج ابْن أبي الْوَفَاء مَعَ ابْن رسْلَان فَقَالَ لَهُ ابْن رسْلَان صُحْبَة الأكابر حصر قَالَ ابْن أبي لوفاء ثمَّ دخلت على الْعَلَاء فشرع يثني عَلَيْهِ فَقلت لَهُ يَا)

سَيِّدي وَالله مَا فِي هَذِه الْبِلَاد

ص: 284

مثله فَقَالَ الْعَلَاء وَالله وَلَا فِي مصر مثله وكررها كثيرا. وَله تصانيف نافعة فِي التَّفْسِير الحَدِيث وَالْفِقْه والأصلين والعربية وَغَيرهَا كَقطع مُتَفَرِّقَة من التَّفْسِير وَنسب إِلَيْهِ ابْن أبي عذيبة نظم الْقرَاءَات الثَّلَاثَة الزَّائِدَة على السَّبْعَة ثمَّ الثَّلَاث الزَّائِدَة على الْعشْرَة وَأَنه أعربهم إعرابا جيدا بِحَيْثُ سَأَلَ الشَّمْس القباقبي فِي قرَاءَتهَا عَلَيْهِ فسمح لَهُ وَلَكِن لم يتهيأ ثمَّ سَأَلَ وَلَده الشهَاب أَيْضا فِي ذَلِك فَأجَاب وَمَا تهَيَّأ أَيْضا وَأَنه نظم فِي علم الْقرَاءَات فصولا تصل إِلَى سِتِّينَ نوعا انْتهى وكشرحه لسنن أبي دَاوُد وَهُوَ فِي أحد عشر مجلدا ورما استمد فِيهِ من شَيخنَا بِبَعْض الأسئلة وَنقل عَنهُ فِي بَاب تَنْزِيل النَّاس مَنَازِلهمْ من الْأَدَب بقوله قَالَ شَيخنَا ابْن حجر وَكَذَا نقل عَنهُ فِي شَرحه لصفوة الزّبد وَغَيره ومختصره المقتصر فِيهِ على ضبط أَلْفَاظه وَشَرحه للأربعين النووية وللبخاري وصل فِيهِ إِلَى آخر الْحَج قيل فِي ثَلَاث مجلدات ولتراجم ابْن أبي جَمْرَة فِي مُجَلد وللشفا معتنيا فِيهِ بضبط أَلْفَاظه ولألفية الْعِرَاقِيّ فِي السِّيرَة وَله تَنْقِيح الْأَذْكَار وعَلى التَّنْقِيح للزركشي والكرماني استشكالات كمل مِنْهَا مُجَلد وَشرح كلا من جمع الْجَوَامِع فِي مُجَلد ومنهاج الْبَيْضَاوِيّ فِي مجلدين وَفِيمَا قيل مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب ونظم أصُول الدّين من جمع الْجَوَامِع وخاتمة التصوف مِنْهُ وَجعل الأول مُقَدّمَة وَالثَّانِي خَاتِمَة لمنظومة الزّبد وَشرح النّظم الْمشَار إِلَيْهِ مزجا مطولا وَآخر مُخْتَصرا كالتوضيح وَكَذَا شرح كلا من الْبَهْجَة الوردية وَأَصلهَا لم يكمل وَاحِد مِنْهُمَا وَعمل تَصْحِيح الْحَاوِي وَاخْتصرَ كلا من الرَّوْضَة والمنهاج بِحَذْف الْخلاف فِي ثَانِيهمَا وأدب الْقَضَاء للغزي وَعمل منظومة نافعة سَمَّاهَا صفوة الزّبد للشرف الْبَارِزِيّ وتوضيحا لَهَا وشرحا وَشرح ملحة الحريري مزجا وأعرب الألفية وَغير ذَلِك نظما ونثرا كفوائد مَجْمُوعَة نفيسة تتَعَلَّق بِالْقضَاءِ وبالشهود واختصار حَيَاة الْحَيَوَان للدميري مَعَ زيادات فِيهِ لقطعة من النباتات وطبقات الْفُقَهَاء الشَّافِعِيَّة وسمى بَعْضهَا بِخَطِّهِ قَالَ وجميعها تحْتَاج لتبييض واستغفر الله، وَعِنْدِي من نظمه وفوائده الْكثير وَمن ذَلِك قَوْله لم أزل أسمع فِي أَلْسِنَة النَّاس الدُّعَاء بخاتمة الْخَيْر وَلم أجد لَهُ أصلا حَتَّى ظَفرت بذلك فِي الْحِلْية لأبي نعيم من طَرِيق الصَّلْت بن عَاصِم الْمرَادِي عَن أَبِيه عَن وهب بن مُنَبّه قَالَ لما أهبط الله آدم إِلَى الأَرْض استوحش لفقد أصوات الْمَلَائِكَة فهبط عَلَيْهِ جِبْرِيل عليه السلام فَقَالَ يَا آدم هلا أعلمك شَيْئا تنْتَفع بِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة قَالَ بلَى قَالَ قل اللَّهُمَّ ادم لي النِّعْمَة حَتَّى تهنيني الْمَعيشَة اللَّهُمَّ اختم لي بِخَير لَا تضرني ذُنُوبِي اللَّهُمَّ اكْفِنِي مُؤنَة الدُّنْيَا وكل هول فِي)

الْقِيَامَة حَتَّى تدخلني

ص: 285

الْجنَّة انْتهى وعَلى كَلَامه وشعره روح، وَمِمَّا نظمه فِي المواطن الَّتِي لَا يجب رد السَّلَام فِيهَا:

(رد السَّلَام وَاجِب إِلَّا على

من فِي صَلَاة أَو بِأَكْل شغلا)

(أَو شرب أَو قِرَاءَة أَو أدعية

أَو ذكر أَو فِي خطْبَة أَو تَلْبِيَة)

(أَو فِي قَضَاء حَاجَة الْإِنْسَان

أَو فِي إِقَامَة أَو الْأَذَان)

(أَو سلم الطِّفْل أَو السَّكْرَان

أَو شَابة يخْشَى بهَا افتتان)

(أَو فَاسق أَو ناعس أَو نَائِم

أَو حَالَة الْجِمَاع أَو محاكم)

(أَو كَانَ فِي الْحمام أَو مَجْنُونا

هِيَ اثْنَتَانِ بعْدهَا عشرونا)

وَله:

(دَوَاء قَلْبك خمس عِنْد قسوته

فادأب عَلَيْهَا تفز بِالْخَيرِ وَالظفر)

(خلاء بطن وَقُرْآن تدبره

كَذَا تضرع باك سَاعَة السحر)

(ثمَّ التَّهَجُّد جنح اللَّيْل أوسطه

وَأَن تجَالس أهل الْخَيْر وَالْخَيْر)

وَكَذَا نظم مُسْنده بالبخاري مَعَ حَدِيث من ثلاثياته وَاقْتصر فِيهِ من شُيُوخه على ابْن العلائي وَلكنه وهم حَيْثُ قرن مَعَ الحجار وزيرة فَابْن العلائي لم يرو عَنْهَا، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْكَمَال بن أبي شرِيف وَأَبُو الأسباط الْآتِي فِي الأحمدين وَمَا لقِيت أحدا إِلَّا ويحكي لي من صَالح أَحْوَاله مَا لم يحكه الآخر، وَمِمَّا بَلغنِي أَن طوغان نَائِب الْقُدس وَكَاشف الرملة وَردت عَلَيْهِ إِشَارَة الشَّيْخ بكف مظْلمَة فَامْتنعَ وَقَالَ طولتم علينا بِابْن رسْلَان إِن كَانَ لَهُ سر فليرم هَذِه النَّخْلَة لنخلة قريبَة مِنْهُ فَمَا تمّ ذَلِك إِلَّا وهبت ريح عَاصِفَة فألقتها فَمَا وَسعه إِلَّا الْمُبَادرَة إِلَى الشَّيْخ فِي جمَاعَة مُسْتَغْفِرًا معترفا بالْخَطَأ فَسَأَلَهُ عَن سَبَب ذَلِك فَقيل لَهُ فَقَالَ لَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه من اعْتقد أَن رمي هَذِه النَّخْلَة كَانَ بسببي أَو لي فِيهِ تعلق مَا فقد كفر فتوبوا إِلَى الله وجددوا إسلامكم فَإِن الشَّيْطَان أَرَادَ أَن يستزلكم فَفَعَلُوا مَا أَمرهم بِهِ وتوجهوا أَو نَحْو هَذَا. وَحكى صهره الْحَافِظ التَّاج بن الغرابيلي عَنهُ أَنه كَانَ قَلِيلا مَا يهجع من اللَّيْل وَأَنه فِي وَقت انتباهه ينْهض قَائِما كالأسد لَعَلَّ قِيَامه يسْبق كَمَال استيقاظه وَيقوم كَأَنَّهُ مذعور فيتوضأ وَيقف بَين يَدي ربه يناجيه بِكَلَامِهِ مَعَ التَّأَمُّل والتدبر فَإِذا أشكل عَلَيْهِ معنى آيَة أسْرع فِي تينك الرَّكْعَتَيْنِ وَنظر فِي التَّفْسِير حَتَّى يعرف الْمَعْنى ثمَّ يعود إِلَى الصَّلَاة، وَقَالَ لي الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ أَنه أَخذ عَنهُ منظومته الزّبد)

وَأذن لَهُ فِي إصلاحها وَكتب لَهُ خطه بذلك بل سَأَلَهُ فِي الإقراء عِنْده وَلَو درسا وَاحِدًا ويحضر الشَّيْخ عِنْده فَامْتنعَ من ذَلِك أدبا. وَمِمَّنْ لقِيه فِي صغره جدا وَحكى

ص: 286

لي من كراماته أَبُو عبد الله بن الْعِمَاد بن البلبيسي وَمن قبله أَبُو سعد الْقطَّان وَأَبُو الْعَزْم الحلاوي ومناقبه كَثِيرَة ومراتبه شهيرة، وَعِنْدِي من تَرْجَمته مَا لَو بسطته لَكَانَ فِي كراسة ضخمة. مَاتَ فِي رَمَضَان وَقَالَ ابْن أبي عذيبة فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع عشري شعْبَان سنة أَربع وَأَرْبَعين بسكنه من الْمدرسَة الختنية بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى من بَيت الْمُقَدّس وَدفن بتربة ماملا بِالْقربِ من سَيِّدي أبي عبد الله الْقرشِي وَارْتجَّ بَيت الْمُقَدّس بل غَالب الْبِلَاد لمَوْته وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْأَزْهَر وَغَيره صَلَاة الْغَائِب، وَقَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة وَقد صلينَا عَلَيْهِ صَلَاة الْغَائِب بالجامع الْأمَوِي فِي يَوْم الْجُمُعَة رَابِع رَمَضَان، وَهَذَا يُؤَيّد أَن مَوته فِي شعْبَان وَقيل إِنَّه لما ألحد سَمعه الحفار يَقُول رب أنزلني منزلا مُبَارَكًا وَأَنت خير المنزلين وَرَآهُ حُسَيْن الْكرْدِي أحد الصَّالِحين بعد مَوته فَقَالَ لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ أوقفني بَين يَدَيْهِ وَقَالَ يَا أَحْمد أَعطيتك الْعلم فَمَا عملت بِهِ قَالَ عَلمته وعملت بِهِ فَقَالَ صدقت يَا أَحْمد تمن عَليّ فَقلت تغْفر لمن صلى عَليّ فَقَالَ قد غفرت لمن صلى عَلَيْك وَحضر جنازتك، وَلم يلبث الرَّائِي أَن مَاتَ. وَلم يخلف فِي مَجْمُوعه مثله علما ونسكا وزهدا نفعنا الله ببركاته. قَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة: وَكَانَ جَامعا بَين الْعلم وَالْعَمَل والزهد وَلم يكن بعد الحصني أزهد مِنْهُ وَسُئِلَ عَنهُ عمر بن حديم العجلوني الزَّاهِد الْوَلِيّ حِين قدم الْقُدس أهوَ من الْأَوْلِيَاء فَقَالَ مَا أَهْون الْوَلِيّ عِنْد النَّاس وَأَيْنَ دَرَجَة الْولَايَة فَقيل لَهُ هُوَ عَارِف فَقَالَ وَمَا أَهْون الْعرْفَان عنْدكُمْ فَقيل لَهُ فَمَا هُوَ فَقَالَ عَابِد خَائِف قيل لَهُ فعبد الْملك الْموصِلِي فَقَالَ رجل ينْطق بالحكمة قيل لَهُ فَأَبُو بكر بن أبي الْوَفَاء فَقَالَ رجل قَائِم بِمَا عَلَيْهِ من حُقُوق الْعباد. فَحكى هَذَا كُله للعز عبد السَّلَام الْقُدسِي فَقَالَ لله در هَذَا الرجل وَكَيف فَاتَنِي الِاجْتِمَاع بِهِ وتأسف على لقِيه. وترجمه المقريزي فِي عقوده وَقَالَ أَنه كتب إِلَيّ وكتبت إِلَيْهِ وَلم يقدر لي لقاؤه فرحمه الله فَلَقَد كَانَ مُقبلا على الْعِبَادَة غزير الْعلم كثير الْخَيْر مربيا للمريدين محسنا للقادمين متبركا بدعائه ومشاهدته صَادِق التأله متخلقا من الْمُرُوءَة وَالْعلم والزهد وَالْفضل والانقطاع إِلَى الله بأكمل الْأَخْلَاق بِحَيْثُ يظْهر عَلَيْهِ سِيمَا السكينَة وَالْوَقار ومهابة الصَّالِحين قَالَ وَبِالْجُمْلَةِ فَلَا أعلم بعده مثله، وَلم يسلم الشَّيْخ من أَذَى البقاعي فقد قَرَأت بِخَطِّهِ فِي بعض مجاميعه أَن جماعته الْمَوْجُودين الْآن لم يَنْبغ مِنْهُم غير شخص وَاحِد وَهُوَ أَبُو الأسباط وَأما بَقِيَّتهمْ فمساوئ)

كل مِنْهُم غالبة عَلَيْهِ أَو لَيْسَ فِيهِ حَسَنَة إِلَّا نَادرا وَإِنِّي كنت أتعجب من ذَلِك جدا لكَون الشَّيْخ كَانَ من الْعلمَاء الزهاد قل أَن

ص: 287

رَأَيْت مثله وَمَا زلت مُتَعَجِّبا إِلَى أَن جلا عني ذَلِك شخص فَقَالَ أَنا أَظن أَنهم عوقبوا لِأَن الشَّيْخ كَانَ حسن الْآدَاب فَكَانُوا يسيؤون أدبهم مَعَه تَصْدِيقًا للمثل إِذا حسن أدب الرجل سَاءَ أدب غلمانه قَالَ فَذكرت ذَلِك للقاياتي فَقَالَ صدق هَذَا الْقَائِل وَأَنا شاهدت مثل ذَلِك وَهُوَ أَن الصَّدْر بن العجمي كَانَ مَعَ توقد ذهنه وَحسن تصَوره وطلاقة لِسَانه لَا يقدر يَحْكِي عَن الشَّمْس الأسيوطي مَسْأَلَة وَذَلِكَ أَنه كَانَ هُوَ وَنور الدّين الْعَبْسِي بِالْمُوَحَّدَةِ يتحاكيان ويتغامزان عَلَيْهِ انْتهى. وتضمن ذَلِك إساءته على خلق من الْخِيَار مِنْهُم ابْن أبي شرِيف وَالله الْمُسْتَعَان.

أَحْمد بن حُسَيْن بن خلد بن حُسَيْن شهَاب الدّين الهيتمي / سمع الْجمال بن السَّابِق بقرَاءَته على الزين الزَّرْكَشِيّ مُعظم صَحِيح مُسلم وَقَالَ لي أَنه توفّي سنة خمسين فتنظر تَرْجَمته.

أَحْمد بن حُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الشهَاب بن الْبَدْر الْأَذْرَعِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ من مُعْجم شَيخنَا وَغَيره وَيعرف كأبيه بِابْن قَاضِي اذرعات نَائِب الحكم بِدِمَشْق. مَاتَ بهَا فِي لَيْلَة الْأَحَد عشري صفر سنة أَربع وَسِتِّينَ وَدفن من الْغَد بمقابر بَاب توما. أرخه ابْن اللبودي.

أَحْمد بن حُسَيْن بن عَليّ الشهَاب الحسني الأرميوني ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي / قدم الْقَاهِرَة بعد أَن بلغ فَنزل الْجَامِع الْأَزْهَر وَحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل فِي الْفِقْه وَغَيره ولازم الزين طَاهِرا وَأَبا الْقَاسِم النويري مُلَازمَة تَامَّة بِحَيْثُ مر على ابْن الْحَاجِب وَغَيره من كتب الْمَذْهَب عِنْدهمَا غير مرّة وَكَانَ ثَانِيهمَا يَقُول هُوَ من أهل الْعلم، وَكَذَا أَخذ عَن الزين عبَادَة وَغَيره وَأكْثر من التَّرَدُّد للمناوي فِي شرح ألفية الْعِرَاقِيّ وَغَيره وللأمين الأقصرائي وَفضل وَسمع على جمَاعَة وَمن ذَلِك ختم البُخَارِيّ على أم سيف الدّين وَمن شركها وأسمعه مَعَه أَحْمد وَمُحَمّد وَفَاطِمَة وَهِي فِي الرَّابِعَة من أَوْلَاده وانتمى لقراجا الظَّاهِرِيّ وتزايد إحسانه إِلَيْهِ فَلَمَّا اخْرُج عَن الديار المصرية احْتَاجَ إِلَى التكسب بِالشَّهَادَةِ وَجلسَ بحانوت بِالْقربِ من الجملون وَكَذَا بِجَامِع الصَّالح ثمَّ نَاب فِي الْقَضَاء عَن الحسام بن حريز فَمن بعده وَجلسَ بالشوائين دهرا ثمَّ قبيل مَوته بِجَامِع الفكاهين قَلِيلا وَقَامَ بردع كثير من المتمردين عملا بناموس الشَّرْع فَمَنعه السُّلْطَان فِي بعض الْأَوْقَات إِلَى أَن أُعِيد بسفارة الْأمين الأقصرائي وَسكن أمره من حِينَئِذٍ)

وَقصد بالفتاوى وَكَانَ مُسَددًا فِي كِتَابَته عَلَيْهِ الْمدَار فِيهَا مَعَ جمود حركته وتواضعه

ص: 288

فِي الاستفادة بِحَيْثُ كَانَ يكثر من إرْسَال الْفَتَاوَى إِلَيّ وَرُبمَا قصدني هُوَ بالسؤال وَكَثْرَة تودده وسكونه. مَاتَ فِي صَبِيحَة يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشري جُمَادَى الأولى سنة تسع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بعد صَلَاة الْجُمُعَة بالأزهر ثمَّ دفن بِقَبْر اشْتَرَاهُ بِنَفسِهِ فِي أَيَّام ضعفه بِالْقربِ من الشَّيْخ عبد الله المنوفي وَخلف كتبا وَنَحْو ثلثمِائة دِينَار وَزِيَادَة على عشرَة أَوْلَاد، وَفِي الظَّن أَنه قَارب السّبْعين رحمه الله وإيانا.

أَحْمد بن حُسَيْن بن عَليّ الشهَاب المرحومي الأَصْل الأشموني المولد القاهري الْمَدِينِيّ الْمَالِكِي الْآتِي أَبوهُ. / ولد تَقْرِيبًا سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بأشمون وانتقل بِهِ أَبَوَاهُ إِلَى الْقَاهِرَة فقطنوها تَحت نظر الشَّيْخ مَدين، وَحفظ الْقُرْآن والرسالة والمختصر وألفية النَّحْو وَعرض على الْعلم البُلْقِينِيّ وَابْن الديري وَابْن الْهمام وَابْن قديد والبدر الْبَغْدَادِيّ وَأبي الْقسم النويري وطاهر وَغَيرهم فِي الْفِقْه والعربية والفرائض وَنَحْوهَا وَكَذَا قرا فِي التسهيل وَابْن عقيل على يحيى الدماطي وَأذن لَهُ وعَلى ابْن قَاسم فِي التَّوْضِيح لِابْنِ هِشَام وَسمع عَلَيْهِ فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا غير ذَلِك وَصَحب الشَّيْخ مَدين وَكَانَ أَبوهُ خَادِم زاويته وخطب بهَا وتكسب بالنساخة وَتَعْلِيم الْأَبْنَاء وَقَرَأَ عَليّ الشفا وَالْكثير من صَحِيح البُخَارِيّ واليسير من مُسلم وَأبي دواد وَمن التَّرْغِيب وَفِي الْبَحْث قِطْعَة من شرح النخبة ولازمني فِي أَشْيَاء حَتَّى قَرَأَ عَليّ من تصانيفي السِّرّ المكتوم واليسير من ارتياح الأكباد وكتبهما بِخَطِّهِ بل سمع الْكثير من البُخَارِيّ على أم هَانِئ الهورينية وَبَعضه على الْجلَال بن الملقن والشهاب الْحِجَازِي وَغير ذَلِك مِمَّا ضبطته وَهُوَ من الْخِيَار المقلين، وَحج فِي سنة سبع وَتِسْعين ورام الْمُجَاورَة فِي الَّتِي بعْدهَا فَعرض لَهُ ضعف شَدِيد فَرَجَعت بِهِ زَوجته.

أَحْمد بن حُسَيْن بن عَليّ الشهَاب أَبُو الْبَقَاء الزبيرِي. / ولد فِي حُدُود السّبْعين وَسَبْعمائة أَو قبلهَا بصعيد مصر وَقدم الْقَاهِرَة فلازم حَلقَة البُلْقِينِيّ مُدَّة طَوِيلَة والعراقي وَسمع عَلَيْهِ كثيرا وَابْن الملقن واستفاد من كَلَامه والهيثمي والتنوخي وَغَيرهم كالأبناسي وَابْن الْعِرَاقِيّ والكمال الدَّمِيرِيّ والعراقي والشطنوفي والشهاب العاملي والبيجوري والبرماويين وَآخَرين مِمَّن أَخذ عَنْهُم الْعلم وَسمع عَلَيْهِم الحَدِيث وَفضل وَقدم بَيت الْمُقَدّس بعد الثَّلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة واشتغل فِي النَّحْو وَصَحب ابْن رسْلَان وتنزل بمدارس الْفُقَهَاء ثمَّ انْقَطع بِالْمَدْرَسَةِ الطولونية مشتغلا)

بِالْعبَادَة مَعَ الزّهْد وَالْعلم وَلما قدم التقي بن قَاضِي شُهْبَة إِلَى الْقُدس مَشى إِلَى الطولونية لزيارته وَكَذَا أَخذ عَنهُ الْعَلَاء بن السَّيِّد عفيف الدّين فِي سنة خمسين. مَاتَ فِي ربيع

ص: 289

الأول سنة أَربع وَخمسين وَحضر جنَازَته غَالب أهل الْبَلَد وَدفن بِبَاب الرَّحْمَة وَرجع مبارك شاه النَّائِب مِنْهَا فَسقط عَن فرسه بِحَيْثُ توهم إِمَّا الْمَوْت أَو فَسَاد بعض أَعْضَائِهِ فَلم يَقع شَيْء مِنْهُمَا وعد ذَلِك من كراماته.

أَحْمد بن حُسَيْن بن عَليّ الْعِرَاقِيّ الطَّائِفِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. / ولد بالطائفة من أَعمال سخا وتحول إِلَى الْمحلة مَعَ أَخِيه فحفظ الْقُرْآن بِجَامِع الغمري ومختصر أبي شُجَاع ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فقطنها وَنزل فِي سعيد السُّعَدَاء واقرأ بني الْبَدْر بن عليبة، وَتزَوج وَكَانَ خيرا سَاكِنا مِمَّن سمع مني. مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء خَامِس عشر ذِي الْقعدَة سنة تسع وَثَمَانِينَ وَدفن فِي تربة ابْن عليبة خَارج بَاب النَّصْر وَأَظنهُ جَازَ الثَّلَاثِينَ رحمه الله وإيانا، وَبَلغنِي أَن بالطائفة ضريح الشَّيْخ عَليّ الْعِرَاقِيّ وَهُوَ جد أَعلَى لهَذَا.

أَحْمد بن حُسَيْن بن عَليّ النغشواني ويدعى بالجنيد وَهُوَ بِهِ أشهر. / سَيَأْتِي.

أَحْمد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُسلم الشهَاب بن الْبَدْر الْمَكِّيّ الشَّافِعِي شَقِيق عَليّ وسبط أبي الْخَيْر بن عبد الْقوي الآتيين وَيعرف كأبيه بِابْن العليف بِضَم الْعين تَصْغِير علف / ولد فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والألفية النحوية وَالْأَرْبَعِينَ النووية وعرضهما وَالْكثير من الْمِنْهَاج وَسمع بِمَكَّة على التقي وتكسب بالنساخة بل وَشهد فِي عمَارَة الْمَسْجِد النَّبَوِيّ مَعَ عقل وتؤدة وَحسن عشرَة تميز وَلم يسلم مَعَ ذَلِك مِمَّن يعاديه بل كَاد أَن يُفَارق الْمَدِينَة لذَلِك، وَرُبمَا نظم مَا يَقع لَهُ فِيهِ الْجيد كتب لي بقصيدة رثى بهَا ابْن أبي الْيمن أَولهَا:

(بأية حكم لَا تدان عَزَائِمه

يحاربنا صرف الردى ونسالمه)

وأنشدني أُخْرَى رثى بهَا صاحبنا ابْن فَهد وامتدحني بِمَا أوردته فِي مَحل آخر مَعَ غَيره من نظمه وراسل أَبَا الْبَقَاء بن الجيعان بقصيدة جليلة، وأغلب إِقَامَته الْآن بِطيبَة على خير وانجماع وتقلل وَنعم الرجل.

أَحْمد بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد البظائحي. / صَوَابه ابْن حسن وَقد مضى.

أَحْمد بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحِيم بن الشَّيْخ مَحْمُود الشهَاب الطَّائِفِي الغمري

الْمَالِكِي الضَّرِير. / حفظ الْقُرْآن وَغَيره ودأب فِي الِاشْتِغَال فِي الْفِقْه والعربية والفرائض ولازم أَبَا الْجُود دهرا وَكَذَا سمع شَيخنَا وَغَيره وَصَحب أَبَا عبد الله الغمري وَحج مَعَه وأقرأ بعض بني عليبة وَحصل كتبا وتميز فِي الْجُمْلَة وَصَارَ يستحضر

ص: 290

مسَائِل وفوائد وَأكْثر من النّسخ وَالْعِبَادَة والتوجه والانفراد مَعَ ضعف بَصَره ثمَّ كف وقطن الطَّائِفَة لَا يخرج مِنْهَا إِلَّا للْجُمُعَة أَو الْحَاجة وَرُبمَا تردد مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة أَحْيَانًا وَلَا يَنْفَكّ فِي كل قدمة عَن التَّرَدُّد إِلَيّ وَالسَّمَاع مني وَعلي وَنعم الرجل.

أَحْمد بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الشهَاب الْخَوَارِزْمِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي. / مِمَّن حفظ الْقُرْآن والشاطبية والمنهاج والألفية وَأخذ الْقرَاءَات عَن الزين بن عَيَّاش وَهُوَ الَّذِي رثاه فَجمع عَلَيْهِ للعشر وَالْفِقْه عَن القَاضِي أبي السعادات بن ظهيرة وَعبد الرَّحْمَن بن الْجمال الْمصْرِيّ والنحو عَن الْجلَال المرشدي ولازمه بِحَيْثُ كَانَ أصل جماعته، وتميز ودرس بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَدخل الْيمن وَصَحب جمَاعَة من الشاميين وارتفق برهم وَكَانَ ثِقَة خيرا ذكيا فَاضلا. مَاتَ بِمَكَّة فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن عشري ذِي الْحجَّة سنة خمس وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد.

أَحْمد بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن عَليّ الشغدري الشاوري الْيَمَانِيّ الْحُسَيْنِي الشَّافِعِي. / مِمَّن قدم مَكَّة قبل الْأَرْبَعين أَو بعْدهَا بِيَسِير وَحفظ الشاطبية والبهجة وَجمع الْجَوَامِع والألفية وَالتَّلْخِيص ولازم الشهَاب الشوابطي حَتَّى جرد عَلَيْهِ الْقُرْآن بل تلاه عَلَيْهِ جمعا وإفرادا وَبحث عَلَيْهِ التَّنْبِيه بِكَمَالِهِ وَكَذَا بحث الْبَهْجَة وَالتَّلْخِيص وَغَيرهمَا على وَلَده الْجمال مُحَمَّد وَسكن رِبَاط الْبَدْر الطَّاهِر حَتَّى مَاتَ وَكَانَ خيرا صَالحا عَالما مفننا آيَة فِي الذكاء حسن المذاكرة متعففا محببا إِلَى النَّاس وَرُبمَا نظم. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة خمسين وشيعه معتقدوه إِلَى المعلاة وببركته حصل عِنْد الْجُلُوس على قَبره إظلالهم بالغمام بل اسْتمرّ حَتَّى رجعُوا إِلَى محالهم وَأنْشد قبيل مَوته إِمَّا لَهُ أَو متمثلا:

(صلوا مغرما قد وَاصل السقم جِسْمه

من أجلكم طيب الْمَنَام فقد فقد)

(بأحشائه نَار تأجج فِي الْهوى

فَكيف بإطفاء الغرام وَقد وَقد)

رحمه الله. وَذكره ابْن فَهد مطولا.

أَحْمد بن حُسَيْن بن مُحَمَّد. / فِي أَحْمد الْقزْوِينِي من آخر الأحمدين.

أَحْمد بن حُسَيْن البسطامي بن الإعزازي شيخ زَاوِيَة ابْن الأطعاني / بحارة المشارقة ظَاهر)

حلب. جود الْقُرْآن لأبي عَمْرو وَحفظ ربع الْمِنْهَاج وَصَحب الشّرف أَبَا بكر الحبشي وَكَانَ مَاتَ بِمَكَّة بعد السِّتين.

أَحْمد بن الْحُسَيْن بن النصيبي الْمَقْدِسِي الخليلي. / ولد سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة وَسمع من الْمَيْدُومِيُّ نُسْخَة إِبْرَاهِيم بن سعد ومجالس الْخلال الْعشْرَة وَغَيرهمَا وَحدث

ص: 291

سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن مُوسَى الْحَافِظ ورفيقه شَيخنَا الأبي والتقي أبي بكر القلقشندي وَحدثنَا عَنهُ وَآخَرين أجَاز لشَيْخِنَا ولولده فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَذكره لذَلِك فِي مُعْجَمه وَأَنه مَاتَ بعْدهَا، وَقد أثبت ابْن فَهد فِي نسبه فِي غير مَوضِع مُحَمَّدًا فَصَارَ أَحْمد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن.

أَحْمد بن حَمْزَة بن مُحَمَّد الحسني الهدوي الصعدي الْمَكِّيّ وَيعرف بِأبي سواسواي وَالِد مُحَمَّد. /

مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة سبع وَسِتِّينَ. ذكره ابْن فَهد وَقَالَ فِي مُحَمَّد سبط أبي سواسوا وَيُحَرر التئامهما.

أَحْمد بن أبي حمو مُوسَى بن عبد الْوَاحِد / وَعبد الْوَاحِد هَذَا جد لَهُ أَعلَى أَبُو الْعَبَّاس العَبْد الْوَادي التلمساني سُلْطَان الْمغرب الْأَوْسَط وَمَا والاها والملقب بالمعتصم. مَاتَ فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وَله ذكر فِي حوادث سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ أَو الَّتِي بعْدهَا من أنباء شَيخنَا، وترجمه الزين عبد الباسط مطولا.

أَحْمد بن خَاص شهَاب الدّين الْحَنَفِيّ. / أحد الْفُضَلَاء المتميزين أَكثر من الِاشْتِغَال بالفقه والْحَدِيث لَيْلًا وَنَهَارًا وَكتب كثيرا وَجمع ودرس. مَاتَ فِي سنة تسع قَالَه الْبَدْر الْعَيْنِيّ، وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه أَن الْبَدْر أَخذ عَنهُ وَكَانَ يطريه.

أَحْمد بن خَالِد الْمَقْدِسِي / كتب فِي الاستدعاءات. وَمَات بِهِ فِي ثَانِي عشر ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَخمسين وَلم أعلم أمره.

أَحْمد بن خرص الجميعي الْقَائِد. / مَاتَ بِمَكَّة فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع الْمحرم سنة خمس وَسِتِّينَ.

أرخه ابْن فَهد.

أَحْمد بن خضر المقسي الفران السطوحي وَيعرف بخروف. / شيخ مُعْتَقد مِمَّن يذكر بالجذب ويقصد للزيارة والتبرك بِهِ وَيتَكَلَّم فِي حَال صحوه بِمَا يدل على فضل فِي الْجُمْلَة. مَاتَ فِي يَوْم السبت سَابِع ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسِتِّينَ وَكَانَ بِأخرَة قد استوطن قرب جَامع بلكتمر الشيخوني الْمَعْرُوف بالجامع الْأَخْضَر بطرِيق بولاق وعمرت لَهُ زَاوِيَة هُنَاكَ فَدفن بهَا. ذكره)

الْمُنِير وَابْن تغري بردي.

أَحْمد بن خفاجا الشهَاب الصَّفَدِي / شيخها وزاهدها كَانَ جيدا صَالحا خيرا زاهدا عابدا قَانِتًا لأهل بَلَده فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير سِيمَا وَهُوَ لَا يقبل لأحد شَيْئا وَكَانَ فِي أول أمره حائكا ثمَّ تَركهَا وتقنع بكروم لَهُ. مَاتَ بعد أَن عمر طَويلا بصفد فِي سَابِع عشر رَجَب سنة خمسين.

ص: 292

أَحْمد بن خلف شهَاب الدّين الْمصْرِيّ / نَاظر الْمَوَارِيث كَانَ أَبُو مهتارا عِنْد ابْن فضل الله. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.

أَحْمد بن خَلِيل بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر الشهَاب الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الشَّافِعِي سبط الْجمال يُوسُف بن مُحَمَّد بن أَحْمد الحجيني أحد المسندين الْآتِي فِي مَحَله وَيعرف بِابْن اللبودي وَابْن عرعر وَلكنه بِالْأولَى أشهر. / ولد فِي سَابِع عشر شعْبَان سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بسفح قاسيون من دمشق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل فِي فنون وَمن شُيُوخه فِي الْفِقْه الْبَدْر بن قَاضِي شُهْبَة والزين عبد الرَّحْمَن بن النشاوي وَفِي الْعَرَبيَّة الشهَاب بن زيد، وَطلب الحَدِيث وَتخرج بالخيضري فِيمَا قيل وَسمع على الشهَاب أَحْمد بن حسن بن عبد الْهَادِي خَاتِمَة أَصْحَاب الصّلاح بن أبي عمر بِالسَّمَاعِ ومجير الدّين بن الذَّهَبِيّ وَآخَرين أَوَّلهمْ مؤدبه شعْبَان بن مُحَمَّد بن جميل الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ سمع عَلَيْهِ بِقِرَاءَة الخيضري مُعظم السِّيرَة لِابْنِ هِشَام وتميز وتعانى نظم الشّعْر فبرع وتكسب بِالشَّهَادَةِ بِبَاب الْبَرِيد وَلما دخلت دمشق سمع بِقِرَاءَتِي على جمع من شيوخها وَكنت أستفهمه عَمَّن بهَا من المسندين إِذْ ذَاك فَلَا يكَاد يفصح وأوقفني على مُصَنف لَهُ جمع فِيهِ الْأَوَاخِر ظريف فِي بَابه وعَلى تَارِيخ استفتحه من سنة مولده استمد فِيهِ من تَارِيخ التقي بن قَاضِي شُهْبَة وَغَيره وَأَظنهُ خرج الْأَرْبَعين والمعجم وَكَذَا خرج الْأَرْبَعين لشيخه الْبَدْر بن قَاضِي شُهْبَة بل أرسل إِلَيّ يذكر أَنه جمع قُضَاة دمشق ثمَّ رَأَيْت نظمه فِي ذَلِك أرسل بِهِ للعز بن فَهد، وَبِالْجُمْلَةِ فَمَا رَأَيْت بِدِمَشْق طَالبا لهَذَا الشَّأْن غَيره وَقد كتبت من نظمه ونثره وَأكْثر الاستمداد مني على يَد صاحبنا الْبُرْهَان القادري وَمن ذَلِك الْخِصَال المستوجبة للظلال وَبعد أَن فارقته حج وَلَقي صاحبنا ابْن فَهد وَسمع مِنْهُ وَمن غَيره بعض الشَّيْء ظنا بل قَرَأَ على التقي بن فَهد وَكتب لَهُ وَأَنا بِمَكَّة بإبلاغي سَلَامه وتعريفي بِكَثْرَة أشواقه واستمراره على نشر ألوية الدُّعَاء وَالثنَاء وَأَنه لَوْلَا مَا يرَاهُ من استصغار نَفسه للكتب إِلَيّ لكتب فَإِنَّهُ من أكبر المحبين، ثمَّ إِنَّه كتب إِلَيّ بعد ذَلِك طَائِفَة مُشْتَمِلَة على نظم ونثر وأدب كَبِير وتكررت)

مكاتباته إِلَيّ وَفِي بَعْضهَا السُّؤَال عَن مُؤَلَّفِي فِي الرَّحْمَة وَنعم هُوَ ذكاء وفضلا وتواضعا وتوددا ولطافة، وَمِمَّا كتب عَنهُ الْعِزّ بن فَهد قَوْله:

ص: 293

(قلت لوجه الحبيب يَوْمًا

وَالْقلب قد مل مِنْهُ صده)

(قد كنت تروي عَن ابْن بشر

وَالْيَوْم تروي عَن ابْن عقده)

وَقَوله:

(يَا ناظري انْظُر فديتك لَا تكن

مِمَّن غَدا يُبْدِي التعنت فِي الْأُمُور)

(وَإِذا رَأَيْت بيُوت نظمي قد وهت

سامح فكم عِنْد الْفَقِير من الْقُصُور)

وَكتب عَليّ بعض الاستدعاءات:

(أجازهم مَا التمسوا بِشَرْطِهِ الْمَعْهُود

رَاقِم هَذَا أَحْمد ابْن الفتي اللبودي)

وَكَانَ متزوجا بأخت إِبْرَاهِيم بن الْمُعْتَمد الْمَاضِي كَمَا أَن ذَاك كَانَ متزوجا بأخته وَلَكِن مَاتَت زَوْجَة هَذَا فِي حَيَاته وَاسْتمرّ هُوَ حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة قبل الْعَصْر سادس الْمحرم سنة سِتّ وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي ثمَّ بالجامع المظفري ثمَّ دفن بتربة الْمُوفق بن قدامَة عِنْد أَبِيه رحمه الله وإيانا.

أَحْمد بن خَلِيل بن أَحْمد بن سُلَيْمَان الْكَامِل بن الْكَامِل بن الْأَشْرَف الأيوبي الْآتِي أَبوهُ. / فر إِلَى جاهنشاه بتبريز خوفًا من ابْن أَخِيه نَاصِر فَلم يلبث أَن قتل نَاصِر جِيءَ بِهَذَا وَتمكن الْحصن فدام نَحْو سنتَيْن ثمَّ تغلب عَلَيْهِ ابْن عَمه خلف بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْمَاضِي وفر هَذَا إِلَى بَغْدَاد بعد تملك حسن بك الحصني ثمَّ إِلَى مصر فَأكْرمه عَتيق جده مرجان العادلي مقدم المماليك وَكَانَت منيته بهَا فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم. استفدته من بعض أَقَاربه وَهُوَ وَالِد مَنْصُور الْمُقِيم بحماة.

أَحْمد بن خَلِيل بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن غَانِم بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن غَانِم بن عبد الرَّحْمَن شهَاب الدّين الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْعَبَّادِيّ الْمَقْدِسِي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن غَانِم وبالجنيد / خَادِم الربعة بالمؤيدية. كَانَ يذكر أَنه سمع على أبي الْخَيْر بن العلائي بالقدس كثيرا بِقِرَاءَة الشَّمْس القلقشندي وتحيل على الْإِثْبَات الَّتِي عِنْد ابْن الرَّمْلِيّ فِي ذَلِك واستجازه البقاعي قبل وُقُوفه عَلَيْهَا وَقَالَ أَنه ولد فِي منتصف رَجَب سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة وَمَات فِي حُدُود سنة سِتِّينَ أَو قبل ذَلِك.

أَحْمد بن خَلِيل بن أَحْمد الشهَاب بن الْغَرْس السخاوي الأَصْل القاهري البرجواني. / ولد فِي تَاسِع عشري ذِي الْقعدَة سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي ثروة وَعز ثمَّ تقاعد بِهِ الزَّمن مَعَ ذكاء وفطنة وذوق بِحَيْثُ عمل العرافي الْعود قرضه لَهُ من دب ودرج نظما ونثرا وَكنت مِمَّن كتب لي بِهِ فَمَا رَأَيْت

ص: 294

أَن أكتب وَسمعت مِنْهُ مقامة حَسَنَة عَملهَا بعد موت الزيني بن مزهر وَكَانَ يحسن إِلَيْهِ كثيرا، وَقد حج فِي الْبَحْر وجاور وَدخل كثيرا من الْبِلَاد الشامية وتغرب وَكَانَ كثير المخالطة لِابْنِ تغري بردي وَبَلغنِي أَنه عمل المواعيد وباشر فِي أوقاف الباسطية، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ بديع الذكاء مفرط الْفَاقَة. وَمِمَّا كتب بِهِ: مَا يَقُول مَوْلَانَا الْفَاضِل اللبيب الَّذِي حَاز من البلاغة أوفى نصيب فِي اسْم من أَرْبَعَة تركب ثَلَاثَة أَرْبَاعه لَا تستحيل بالانعكاس فِي كل مَذْهَب وَفِيه ثَلَاثَة أحرف متماثلة وَهِي جمع لِأَشْيَاء حاملة نصفه الأول بعد تَصْحِيف ثَانِيه كم راحت عَلَيْهِ روح مَعَانِيه وَكم عاشق ذليل رَضِي بمقلوبه ليفوز باللذة من وصل محبوبه وَإِن صحفت بعد قلبه الثَّانِي وَالْأول كَانَ فعل أَمر وَإِن لم تفهمه فسل وَإِن كررت هَذَا الْأَمر مَعَ إِضَافَة وصف فَم الحبيب كَانَ صفة لقنديل أَو مَجْنُون سليب وَإِن صحفت ثَانِي هَذَا الِاسْم وحذفت أَوله كَانَ جمعا لآلات مستعملة وَإِن حذفت آخِره كَانَ اسْما لمأكول تعرفه بالذوق إِن فهمت مَا أَقُول وَإِن أشكل تَصْحِيف آخِره بعد حذف الأول كَانَ اسْم آلَة فِيهَا النّصْف من أشكل وَإِن صحفت ثَانِي نصفه الأول بترتيب كَانَ صفة من أَوْصَاف ردف الحبيب أَو صفة لعاشق متيم كئيب وَإِن قلبت هَذَا النّصْف وصحفته كَانَ اسْم شَيْء من البهار إِن عَرفته وَإِن صحفت بعض هَذَا الِاسْم فِيمَا تحكي فكتبي لَك تحصل بِغَيْر شكّ وَفِيه شكّ إِن قلبته أَو لم تقلبه فَتَأمل مَعَانِيه فَإِنَّهَا مجيبة وَرُبمَا ازْدَادَ بالتصحيف بالمدد حَتَّى يصير سِتا بِالْعدَدِ فأبنه يَا من غَدَتْ الفصاحة طوع يَدَيْهِ وتأمله فَإِنَّهُ ظَاهر ومساق الْكَلَام عَلَيْهِ.

أَحْمد بن خَلِيل بن حسن الْأنْصَارِيّ الْمَكِّيّ وَيعرف وَالِده بالفراء. / ذكره الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة وَقَالَ أَنه نَشأ بهَا وفيهَا ولد فِيمَا أَحسب وعنى بِحِفْظ الْقُرْآن وَصَارَ يُصَلِّي بِهِ التَّرَاوِيح إِمَامًا ويخطب ليَالِي فِي بعض الْمدَارِس وعني بِالْكِتَابَةِ حَتَّى حسن خطه ثمَّ لايم الدولة بِمَكَّة لكَون مقبل العرامي زوج أمه كَانَ يخدمها ويسافر بهَا إِلَى مصر فاستكتبه إِلَيْهَا وَعرف أَهلهَا بِهِ فعرفوه فَلَمَّا مَاتَ عَمه صَار يُسَافر بهم إِلَى مصر وَيدخل فِي أُمُورهم عِنْد النَّاس وَحصل فِي نفوس بعض أَعْرَاب الْحجاز مِنْهُ شَيْء لتَقْصِيره فِي خدمتهم فَقدر أَنه وَافق بَعضهم فِي السّفر)

إِلَى مَكَّة فِي سنة ثَلَاث عشرَة فَقتل بَين الْعقبَة وينبع فِي لَيْلَة سَابِع عشر ربيع الآخر مِنْهَا وَوصل رَفِيقه بحوائجه وَذكر أَنه فَارقه لَيْلًا لحَاجَة فِي بعض الطَّرِيق فَجَاءَهُ من لَا يعرفهُ فَقتله واتهم بِهِ رَفِيقه فَالله أعلم، وَكَانَ كثير الْأَذَى للنَّاس والتسلط عَلَيْهِم

ص: 295

وَعَلِيهِ اعتمدت فِي كَونه أَنْصَارِيًّا سامحه الله.

أَحْمد بن خَلِيل بن طبخ الجودري الْمُؤَدب نزيل مَكَّة / مِمَّن سمع مني بهَا وَكَانَ يجيد حفظ الْقُرْآن وَيقْرَأ بِهِ على الْقُبُور وَغَيرهَا. مَاتَ بهَا فِي سنة سِتّ وَتِسْعين.

أَحْمد بن خَلِيل بن كيكلدي الشهَاب أَبُو الْخَيْر بن الْحَافِظ الصّلاح أبي سعيد العلائي الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي خَال الشَّمْس مُحَمَّد بن التقي إِسْمَاعِيل القلقشندي. / ولد سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق واعتنى بِهِ أَبوهُ فأسمعه من كبار الْحفاظ والمسندين بهَا كالمزي والبرزالي والذهبي وَابْن المهندس وَابْن نباتة وَأبي الْحسن بن مَمْدُود الْبَنْدَنِيجِيّ وَأبي الْمَعَالِي بن أبي التائب والشرف بن الْحَافِظ والحجار وَأبي بكر بن عنتر وَأبي عبد الله بن طرخان وَالْفَخْر عبد الرَّحْمَن بن الْفَخر البعلي وَزَيْنَب ابْنة يحيى بن الْعِزّ عبد السَّلَام وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال وحبيبة ابْنة الزين وَعَائِشَة الحرانية بل أحضرهُ على الْعَفِيف إِسْحَاق الْآمِدِيّ وست الْفُقَهَاء ابْنة الوَاسِطِيّ وارتحل بِهِ إِلَى الْقَاهِرَة بعد الْأَرْبَعين فأسمعه من الْأُسْتَاذ أبي حَيَّان وَأبي نعيم الأسعردي وَالْجمال يُوسُف المعدني والتاج عبد الْوَهَّاب القمني والميدومي وَإِسْمَاعِيل التفليسي وَجمع من أَصْحَاب النجيب وَغَيره، وَأَجَازَ لَهُ خلق وَهُوَ مكثر سَمَاعا وشيوخا وَمن شُيُوخه أَيْضا وَالِده وَكَذَا من عُيُون مروياته الصَّحِيح وَالسّنَن لِابْنِ مَاجَه وموافقات عبد وثلاثياته وجزء أبي الجهم سَمعهَا مَعَ غَيرهَا على الحجار والمعجم الصَّغِير الطَّبَرَانِيّ وجزء إِبْرَاهِيم بن فَهد سمعهما على ابْن أبي التائب وَالْجَامِع لِلتِّرْمِذِي سَمعه رَفِيقًا للتنوخي على شُيُوخه، وَخرج لَهُ الْمُحدث أَبُو حَمْزَة أنس بن عَليّ الْأنْصَارِيّ أَرْبَعِينَ حَدِيثا عَن أَرْبَعِينَ شَيخا حدث بهَا وبجل مروياته سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة كالحافظ الْجمال بن ظهيرة وَابْن رسْلَان وَابْن أُخْته الشَّمْس القلقشندي وَولده شَيخنَا التقي أَبُو بكر وَأكْثر عَنهُ وَأُخْته أَسمَاء وَالْجمال بن جمَاعَة وَابْن الديري وَمن لَا أحصيه كَثْرَة وَصَارَ رحْلَة تِلْكَ الْبِلَاد وقصده شَيخنَا فَمَاتَ قبل وُصُوله لكنه أجَاز لَهُ بل كَانَ يظنّ حُضُوره عَلَيْهِ بِبَيْت الْمُقَدّس سنة خمس وَسبعين فِي صغره مَعَ أَبِيه، وَكَذَا حدث بِالْقَاهِرَةِ وبدمشق أَيْضا حَيْثُ دَخلهَا لضَرُورَة فِي سنة خمس وَتِسْعين فِي دَار الحَدِيث الأشرفية بِحَضْرَة الشهَاب)

الحسباني، وَكَانَ خيرا فَاضلا محبا للْحَدِيث وَأَهله. وَمِمَّنْ تَرْجمهُ سوى شَيخنَا التقي الفاسي فِي ذيله والمقريزي فِي عقوده وَأَنه كتب لَهُ بِالْإِجَازَةِ فِي سنة أَربع وَسبعين وَكَانَ من أَعْيَان بَلَده.

مَاتَ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ عَن

ص: 296

سِتّ وَسبعين سنة رحمه الله وإيانا.

أَحْمد بن خَلِيل بن يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم القادري المدير. / ولد سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد ابْن أَسد وتكسب حريريا وبالدوران للأعلام بالموتى لفقره وَعِيَاله.

أَحْمد بن خَلِيل بن يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن العنتابي الْحَنَفِيّ الْمُقْرِئ الضَّرِير. / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه كَانَ عَارِفًا بالقراءات لَهُ يَد طولى فِي حل الشاطبية ونونية السخاوي ومنظومة النَّسَفِيّ فِي الْفِقْه، مِمَّن يسكن بحارة الْبَسَاتِين بعنتاب ويقرئ النَّاس، قَالَ الْعَيْنِيّ قَرَأت عَلَيْهِ سنة سِتّ وَسبعين أرخه فِي صفر سنة خمس وَقَالَ فِي آخر تَرْجَمته أَنه توفّي قبل ذَلِك بِسنتَيْنِ أَيَّام تمرلنك انْتهى. وَفِي سنة ثَلَاث أرخه شَيخنَا.

أَحْمد بن خَلِيل الصُّوفِي / أحد الْأَطِبَّاء ووالد الْمَوْجُودين الْآن كَانَ يجلس عِنْد عطار بِبَاب جَامع الْأَقْمَر كولده الْآن وَآخر عهدي بِهِ بعد السِّتين.

أَحْمد بن خيربك أَخُو مُحَمَّد وَإِسْمَاعِيل وأمير الْمُؤمنِينَ عبد الْعَزِيز بني يَعْقُوب الْآتِي ذكرهم لأمهم / وَتزَوج ابْنة الْبِسَاطِيّ.

أَحْمد بن دَاوُد بن إِبْرَاهِيم بن دَاوُد الصَّالِحِي الْقطَّان أَبوهُ الْمُؤَذّن / هُوَ. ولد سنة سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَسمع على الْمزي والبرزالي والعز مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي عمر وَعبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْيُسْر وَآخَرين وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ لم أجد لَهُ سَمَاعا على قدر سنه ثمَّ ذكر أَنه قَرَأَ وَسمع عَلَيْهِ أَشْيَاء وَكَذَا سمع عَلَيْهِ الْعِزّ عبد السَّلَام الْمَقْدِسِي. مَاتَ فِي رَجَب سنة سِتّ، وَهُوَ فِي الأنباء بِاخْتِصَار وَكَذَا فِي عُقُود المقريزي.

أَحْمد بن دَاوُد بن سُلَيْمَان بن صَلَاح بن إِسْمَاعِيل الشهَاب البيجوري ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. / ولد بالبيجور سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَقدم الْقَاهِرَة فحفظ الْقُرْآن والمنهاجين والألفيتين وَيَقُول العَبْد وَعرض على خلق ولازم الِاشْتِغَال عِنْد الشّرف عبد الْحق السنباطي وَأخي أبي بكر فِي التَّقْسِيم وَغَيره بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه بهما، وَكَذَا أَكثر من الْحُضُور عِنْد الْجَوْهَرِي والزين السنتاوي والطنتدائي الضَّرِير وَقَرَأَ على الشّرف مُوسَى البرمكيني وعَلى الزين زَكَرِيَّا يَسِيرا وَرُبمَا حضر عِنْد الْعَبَّادِيّ ثمَّ الشهَاب الْعمريّ والبدر المارداني والشهاب

ص: 297

أَحْمد بن عبد الله المنهلي، وَطلب الحَدِيث وَأكْثر عَن بقايا الشُّيُوخ سَمَاعا وإجازة وَحصل بعض مسموعه وَكَانَ يراجعني فِي كثير من الْأَسَانِيد مَعَ قِرَاءَة البُخَارِيّ وَغَيره عَليّ وَتَحْصِيل جَانب من شرح الألفية وَقِرَاءَة بعضه وَرُبمَا استملى عَليّ وَضبط الْأَسْمَاء فِي بعض السّنَن على المنشاوي بِحَضْرَة الخيضري وَكَذَا قَرَأَ على الديمي والسنباطي وَآخَرين، وَحج وتنزل فِي الصلاحية والبيبرسية وَغَيرهمَا وأقرأ ولد الْعَبْسِي وقتا وتكسب بِالشَّهَادَةِ وشارك فِي الْفِقْه وَنَحْوه وَأذن لَهُ الْجَوْجَرِيّ فِي الإقراء من سنة سِتّ وَثَمَانِينَ والشرف عبد الْحق فِيهِ وَفِي الْإِفْتَاء وَكَذَا إجَازَة المارداني والعميري والمنهلي والسنتاوي والخيضري وَغَيرهم وكتبت لَهُ: وقفت على هَذِه الأجايز الصادرة مِمَّن صيرهم الله تَعَالَى يشار إِلَيْهِم بالتدريس والإفادة وَأَحْكَام التأسيس والإرادة نفع الله بهم وَرفع بِالْعلمِ من تمسك بسببهم وعولت على مَا أبدوه ومشيت فِيمَا اعتمدوه ورأوه وَقلت إِن الْمجَاز نفع الله بِهِ غير مُتَأَخّر عَن هَذِه الْمرتبَة لاجتهاده فِي الْعلم واعتداله فِيمَا تحمله وَكتبه بِحَيْثُ أَنه لازمني رِوَايَة ودراية وساومني فِيمَا ارْتَفع لَهُ بَين أهل الحَدِيث راية بل قَرَأَ وَسمع الْكثير وَصَارَ الْمرجع فِي معرفَة من صَار يذكر فِي هَذِه الْأَزْمَان بِالْإِسْنَادِ والتذكير لِأَنَّهُ حصل من ذَلِك جملَة وتفضل على القاصرين بِمَا فَضله مِنْهُ وأجمله كل ذَلِك مَعَ سلوك الِاعْتِدَال واشتهاره بتجنب الطَّرِيق المصاحبة للاعتلال بل جلس للتدريس سِنِين مُتعَدِّدَة وأزال عَن الطلاب مَا كَانَ لديهم فِيهِ الْإِشْكَال والتلبيس وَبعده وَكَانَ يحضر فِي ختومه الْأَعْيَان من الْفُضَلَاء والشبان وَذكر باستحضار الْفِقْه والمشاركة فِي غَيره ثمَّ لم يزل فِي ارتقاء فِي عمله وخيره وَكنت مِمَّن سبق مني الْأذن لَهُ فِي ذَلِك وَتحقّق مني الْمَشْي فِي هَذِه المسالك رَزَقَنِي الله وإياه الْإِخْلَاص بالْقَوْل وَالْعَمَل ووفقني لما يكون وَسِيلَة لحسن الخاتمة عِنْد الْأَجَل.

وَحج فِي سنة سِتّ وَتِسْعين فِي الْبَحْر وجاور بَقِيَّة السّنة وَجلسَ بِبَاب السَّلَام بل أَقرَأ وَعَاد مَعَ الركب فَمَاتَ بالمويلحة فِي الْمحرم سنة سبع وَتِسْعين وتأسفنا عَلَيْهِ فَنعم الرجل كَانَ.

أَحْمد بن دَاوُد بن مُحَمَّد شهَاب الدّين الدلاصي. / شَاهد الطرحي كَانَ من الْأَعْيَان المعتبرين بِالْقَاهِرَةِ. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه، وَطول المقريزي فِي عقوده تَرْجَمته وَأَنه بَاشر عِنْد جمَاعَة من الْأُمَرَاء فِي دواوينهم وناب عَنهُ فِي الْحِسْبَة وَسكن فِي ذَلِك وَأَنه زَاد على السِّتين وَكَانَ

ص: 298

لَهُ بِهِ أنس، ثمَّ سَاق عَنهُ حِكَايَة اتّفقت للظَّاهِر برقوق حِين كَانَ فِي سجن الكرك.

أَحْمد بن دريب بن خلد الشهَاب أَبُو الغواير بن قطب الدّين الحسني صَاحب جازان وَابْن صَاحبهَا. / حاصره السَّيِّد مُحَمَّد بن بَرَكَات فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ كَمَا فِي الْحَوَادِث.

أَحْمد بن دلامة الخواجا الشهَاب الْبَصْرِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي. / أنشأ مدرسة بصالحية دمشق، وَمَات فِي ثامن عشر الْمحرم سنة ثَلَاث وَخمسين فَدفن بعد الْعَصْر من يَوْمهَا رحمه الله.

أَحْمد بن رَاشد بن طرخان شهَاب الدّين الملكاوي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي / نَشأ بِدِمَشْق وتفقه وبرع وشارك فِي الْفُنُون ودرس وَأفْتى وناب فِي الحكم مَعَ الدّين المتين وَنصر السّنة. قَالَه شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ جالسته بِجَامِع دمشق وَسمعت من فَوَائده وَسمع معي من بعض الشُّيُوخ وحَدثني بِجُزْء من حَدِيثه غَابَ عني الْآن وَقد قَالَ الشهَاب الزُّهْرِيّ يَعْنِي فِي حَيَاة الشّرف الشريشي وَغَيره أَنه لَيْسَ بِدِمَشْق من أَخذ الْعلم على وَجهه غَيره. وَمن مروياته الْجُزْء الثَّالِث من حَدِيث عبيد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ الميدلاني سَمعه على أبي عَليّ بن الهبل عَن الْفَخر وَرَأَيْت سَمَاعه فِي طَبَقَات التَّاج السُّبْكِيّ الْكُبْرَى عَلَيْهِ فِي عدَّة أَجزَاء وَنَحْوه قَوْله فِيمَا استدركه على المقريزي كَانَ بارعا فِي الْفتيا وتدريس الْفِقْه محبا فِي السّنة ملازما للاشتغال، وَقَالَ فِي أنبائه كَانَ دينا خيرا يحب الحَدِيث وَالسّنة، قَالَ ابْن حجي كَانَ ملازما للأشغال والاشتغال وَيكْتب على الْفَتَاوَى كِتَابَة جَيِّدَة محررة واشتهر بذلك فَصَارَ يقْصد من الأقطار قَالَ وَكَانَ فِي ذهنه وَقْفَة وَكَانَ يلازم الْجَامِع الْأمَوِي فِي الصَّلَوَات وَله حَلقَة بِهِ يشْتَغل فِيهَا ودرس بالدماغية وَغَيرهَا، وَكَانَ يمِيل إِلَى ابْن تَيْمِية ويعتقد رُجْحَان كثير من مسَائِله مَعَ حِدة ونفرة من كثير من النَّاس انْفَصل من الْوَقْعَة وَهُوَ سَالم وَلَكِن حصل لَهُ جوع فَتغير مِنْهُ مزاجه وتعلل إِلَى أَن مَاتَ فِي نصف رَمَضَان سنة ثَلَاث، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي بِاخْتِصَار رحمه الله وإيانا.

أَحْمد بن رَاشد الينبعي / قاضيها من قبل إِمَام الزيدية وَصَاحب صنعاء لكَونه زيديا فدام سِنِين حَتَّى مَاتَ وَكَانَ يتَوَقَّف فِي قبُول كثير من مخالفيه مَعَ نِسْبَة لخبرة مذْهبه، وَحج فِي سنة تسع عشرَة فأدركه أَجله بعد الْحَج فِي النَّفر الأول أَو الثَّانِي مِنْهَا وَدفن بالمعلاة وَبني على قَبره نصب. ذكره الفاسي.

أَحْمد بن رَاشد التَّيْمِيّ الْبناء الْمَكِّيّ. / مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سبع وَخمسين.

ص: 299

أَحْمد بن ربيعَة بن علوان الدِّمَشْقِي الْمُقْرِئ / أحد المجودين للقراءات العارفين بالعلل أَخذ عَن ابْن اللبان وَغَيره وانتهت إِلَيْهِ رياسة هَذَا الْفَنّ بِدِمَشْق، وَكَانَ مَعَ ذَلِك خاملا لمعاناة ضرب

المندل واستحضار الْجِنّ. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَقد جَازَ السِّتين. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه.

أَحْمد بن رَجَب بن طيبغا المجدي أحد مقدمي الألوف الشهَاب بن الزين القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن المجدي نِسْبَة لجده. / ولد فِي الْعشْر الأول من ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَبَعض الْمِنْهَاج ثمَّ جَمِيع الْحَاوِي وألفية النَّحْو وَغير ذَلِك وتفقه بالبلقيني وَابْن الملقن والكمال الديمري والشرف مُوسَى بن البابا وَبِه انْتفع فِي الْحَاوِي لمزيد تقدمه فِيهِ وَالشَّمْس الْعِرَاقِيّ وَعنهُ أَخذ الْفَرَائِض وَغَيرهَا وَكَذَا أَخذ الْفَرَائِض والحساب عَن التقي بن عز الدّين الْحَنْبَلِيّ والعربية عَن الشَّمْس العجيمي وَقيد عَنهُ شرحا على الشذور فِي آخَرين مِنْهُم فِي الْمِيقَات ومتعلقاته الْجمال المارداني وَكَانَ يخبر أَنه سمع الْمُوَطَّأ على المحيوي الْقَرَوِي وجد فِي الطّلب واجتهد بأعظم سَبَب بِحَيْثُ كَانَ يَحْكِي أَنه مر على الميمي خمْسا وَسِتِّينَ مرّة، وبرع فِي فنون تقدم بذكائه المفرط الَّذِي قل أَن يوازى فِيهِ وأشير إِلَيْهِ بالتقدم قَدِيما وَصَارَ رَأس النَّاس فِي أَنْوَاع الْحساب والهندسة والهيئة والفرائض وَعلم الْوَقْت بِلَا مُنَازع، واشتهر بإجادة إقراء الْحَاوِي، وانتدب للإقراء وانتفع بِهِ الْفُضَلَاء وَأخذ عَنهُ الْأَعْيَان من كل مَذْهَب طبقَة بعد أُخْرَى وَمِمَّنْ لَازمه وانتفع بِهِ شَيخنَا ابْن خضر والنور الْوراق الْمَالِكِي والشرف بن الجيعان وَالسَّيِّد عَليّ والشهاب السجيني والهيثمي والبدر المارداني والزين زَكَرِيَّا والبدر حسن الْأَعْرَج، وَحكى لي عَنهُ أَنه صعد القلعة للاجتماع بالأشرف فِي قَضِيَّة ضَاقَ صَدرا بهَا فَمَا تيَسّر فَرجع وَقد تزايد كربه فاتفق أَنه دخل مدرسة قريبَة من القلعة فَتَوَضَّأ وَصلى رَكْعَتَيْنِ وَرفع رَأسه فَوجدَ بِجَانِب مِحْرَابهَا مَكْتُوبًا:

(دعها سَمَاوِيَّة تجْرِي على قدر

لَا تعترضها بِأَمْر مِنْك تنفسد)

ص: 300

فَاسْتَبْشَرَ بذلك وآلى أَن قضى أمره أَن يضمنهُ فِي أَبْيَات فَلم يلبث أَن جَاءَ قَاصد السُّلْطَان بِطَلَبِهِ وَحصل الْغَرَض فَقَالَ فِي أثْنَاء أَبْيَات:

(فَقلت للفكر لما صَار مضطربا

وخانني الصَّبْر والتفريط وَالْجَلد)

(دعها سَمَاوِيَّة تجْرِي على قدر

لَا تعترضها بأمرمنك تنفسد)

(فخفني بخفي اللطف خالقنا

نعم الْوَكِيل وَنعم العون والمدد)

وَكَذَا حَكَاهَا لي عَنهُ الشّرف بن الجيعان وَعين الْمَكَان، وَكنت مِمَّن أَخذ عَنهُ، وَمِمَّنْ حضر عِنْده الشَّيْخ الشهَاب الكلوتاتي الْمُحدث الشهير، وَله تصانيف كَثِيرَة فائقة مِنْهَا الدوريات وجزء فِي)

الحناني وَآخر فِي قَول الْمَدْيُون لرب الدّين ضع وتعجل ومختصر فِي الْفَرَائِض بديع لم يسْبق إِلَيْهِ سَمَّاهُ إبراز لطائف الغوامض فِي إِحْرَاز صناعَة الْفَرَائِض وَآخر أكبر مِنْهُ لكنه لم يشْتَهر كاشتهاره لكَونه لم يتم فَإِنَّهُ قِسْمَانِ علمي وَتمّ فِي مُجَلد وعملي لم يتم كتب مِنْهُ كراريس وَتعرض فِيهِ لخلاف الْأَرْبَعَة سَمَّاهُ الْكَافِي وَشرح الجعبرية والرسالة الْكُبْرَى وَهِي سِتُّونَ بَابا لشيخه المارداني وَالتَّلْخِيص لِابْنِ الْبناء فِي الْحساب وَهُوَ عَظِيم الْفَائِدَة بل هُوَ من أعظم تصانيفه فِي مُجَلد ضخم والرسالة لِابْنِ السراج وَله أَيْضا فِي الْحساب المبتكرات فِي دون كراس وَكَذَا من تصانيفه إرشاد الحائر فِي الْعَمَل بِربع الدائر وَزَاد الْمُسَافِر وَالْقَوْل الْمُفِيد فِي جَامع الْأُصُول والمواليد والدرر فِي مُبَاشرَة الْقَمَر والدر الْيَتِيم فِي حل الشَّمْس وَالْقَمَر وَهُوَ نَفِيس فِي بَابه وكشف الْحَقَائِق فِي حِسَاب الدرج والدقائق والمنهل العذب الزلَال فِي معرفَة حِسَاب الْهلَال والفصول فِي الْعَمَل بالمقنطرات ورسالة فِي الْعَمَل بالجيب والضوء الأح فِي وضع الخطوط على الصفائح ورسالة فِي الرّبع المستر وَأُخْرَى فِي الرّبع الْهِلَالِي وكراسة فِي معرفَة الأوساط وَأُخْرَى فِي اسْتِخْرَاج التواريخ بَعْضهَا من بعض وَله فِي إِخْرَاج الْقبْلَة بِثَلَاث نقط من غير دَائِرَة اثْنَا عشر بَيْتا وَشَرحهَا والتسهيل والتقريب فِي طرق الْحل والتركيب والإشارات فِي كَيْفيَّة الْعَمَل بالمحلولات والمنثورة فِي عُلُوم شَتَّى وَله مُصَنف فِي الحَدِيث وَكِتَابَة جَيِّدَة على الفتاوي، كل ذَلِك مَعَ الدّيانَة وَالْأَمَانَة والثقة والتواضع والسكون والسمت الْحسن وإيراد النُّكْتَة والنادرة والظرف والانجماع عَن النَّاس بمنزله المجاور للأزهر والاستغناء عَنْهُم بإقطاع بِيَدِهِ بل كَانَ يبر الطّلبَة والفقراء أَيْضا وَبَلغنِي أَنه كَانَ يَقُول إِذا استغرقت فِي غوامض الْمِيقَات أحس بالظلام فِي قلبِي وَأَنِّي كالممقوت. وَولي مشيخة الجانبكية الدوادارية بالشارع ولاه إِيَّاهَا الْأَشْرَف وَهُوَ المبتكر للتصوف فِيهَا لكَون واقفها كَانَ عتيقه وَأسْندَ إِلَيْهِ وَصيته. وَاسْتمرّ على طَرِيقَته الجميلة حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة

ص: 301

السبت حادي عشر ذِي الْقعدَة سنة خمسين عَن أَربع وَثَمَانِينَ سنة وَدفن من الْغَد بِالْقربِ من الطَّوِيلَة فِي مشْهد حسن أمّهم شَيخنَا وَلم يخلف بعده فِي فنونه مثله وَلم يذكرهُ شَيخنَا مَعَ وَاقعَة دينية اتّفقت لَهُ عَارضه فِيهَا بمقصد صَالح من كل مِنْهُمَا أَشَارَ إِلَيْهَا فِي سنة ثَلَاثِينَ. وَقد قَالَ الْعَيْنِيّ فِي تَارِيخه كَانَ من أهل الْعلم وَالدّين كَاف الشَّرّ عَن النَّاس مُنْقَطِعًا عَنْهُم ملازما لبيته وَعِنْده بعض مسك الْيَد مَعَ الْقُدْرَة على الدُّنْيَا انْتهى، ومستنده فِي ذَلِك فِيمَا ظهر لي أَنه لأجل كَون عِيَاله كن إِمَاء كَانَ

يخرج لَهُنَّ مَا يحتجن إِلَيْهِ فِي كل يَوْم بِالْمَعْرُوفِ خوفًا من تبذيرهن ويصل ذَلِك كَذَلِك على لِسَان النسْوَة إِلَى الْبَدْر لكَونه من جِيرَانه وَإِلَّا فَلم أر من طلبته الْفُقَرَاء وَنَحْوهم إِلَّا وَهُوَ يذكر بره وصلته إِلَيْهِ رحمه الله وإيانا.

أَحْمد بن رَجَب بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن جميل الشّرف البقاعي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَالِد الْبُرْهَان بن الزُّهْرِيّ الْمَاضِي. / مَاتَ فِي فتْنَة التتار سنة ثَلَاث.

أَحْمد بن رسْلَان. / هُوَ ابْن الْحُسَيْن بن الْحسن بن عَليّ بن رسْلَان.

أَحْمد بن رسْلَان السفطي القاهري الشَّافِعِي / أحد من جد وَمهر إِلَى أَن صَار يستحضر الْكثير من الْفُرُوع الْفِقْهِيَّة ويباحث ويستشكل وَيفهم قَلِيلا وَهُوَ من كبار الطّلبَة بالخانقاه الشيخونية مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَعشْرين وَقد أكمل السِّتين.

أَحْمد بن رضوَان بن عَليّ بن رضوَان شهَاب الدّين القاهري الشَّافِعِي. / نَشأ فحفظ الْقُرْآن وَغَيره وَدَار مَعَ أَبِيه فِي الأسباع وَنَحْوهَا واشتغل يَسِيرا وترفع عَن طَريقَة وَالِده فناب فِي الْقَضَاء وتنزل فِي وظائف وباشر فِي جِهَات كالخشابية وَكَانَ عَاقِلا كيسا ذَا ثروة كأبيه واستجد دَارا دَاخل بَاب النَّصْر. مَاتَ فَجْأَة فِي يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس شَوَّال سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فِي حَيَاة أَبِيه وَقد جَازَ الْأَرْبَعين وَكثر تأسف النَّاس عَلَيْهِ مَعَ التوجع لِأَبِيهِ رحمه الله.

أَحْمد بن رَمَضَان بن عبد الله الشهَاب السُّلَيْمَانِي ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي الضَّرِير نزيل الْقَاهِرَة وَيعرف بالشهاب الْحلَبِي. / ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة بالسليمانية بِالْقربِ من آمد وانتقل مِنْهَا فِي صغره فجود الْقُرْآن بعد أَن حفظه على كل من عبد الله الشِّيرَازِيّ بحصن كيفا والْعَلَاء عَليّ بن أبي سعيد وَابْنَة الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم بماردين وَابْن شلنكار بعنتاب، وتلا لعاصم وَالْكسَائِيّ وَابْن عَامر على الْبَدْر حُسَيْن الرهاوي بهَا وَلأبي عَمْرو على عبيد الضَّرِير وَمُحَمّد الأعزازي كِلَاهُمَا بحلب ولعاصم على الشَّمْس الحوراني بطرابلس وَله وَلابْن عَامر

ص: 302

وَغَيرهمَا على الشَّمْس بن النجار بِدِمَشْق وللكسائي على الشَّمْس القباقبي بغزة وبالجامع الْكَبِير على الْبُرْهَان الكركي بِالْقَاهِرَةِ وَكَذَا جمع الْبَعْض بهَا على التَّاج بن تمريه وَطَاف سوى مَا سلف من الْأَمَاكِن كل ذَلِك مَعَ ضَرَره الَّذِي كَانَ ابتداؤه فِي صغره من جدري عرض لَهُ وحافظته قَوِيَّة قَالَ لي أَنه حفظ الْعُمْدَة ومعالم التَّنْزِيل والشاطبيتين وألفية الْعِرَاقِيّ فِي الحديثية وَالْحَاوِي والمنهاج الفرعيين وَجمع الْجَوَامِع وألفية ابْن مَالك والحاجبية وَجُمْلَة وَلَكِن اشْتِغَاله فِي غير الْقرَاءَات

يسير فَأخذ فِي الْفِقْه والعربية وَالتَّفْسِير وَغَيرهَا عَن ابْن زهرَة بطرابلس وَسمع عَلَيْهِ وعَلى الْبُرْهَان الْحلَبِي والتاج بن بردس وَابْن نَاصِر الدّين وَابْن العصياتي وَطَائِفَة وقطن الْقَاهِرَة دهرا وَقَرَأَ على شَيخنَا من حفظه من أول البُخَارِيّ إِلَى مَوَاقِيت الصَّلَاة وأقرأ الطّلبَة وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الْأَمِير يشبك الْفَقِيه رَأَيْته عِنْده وَفِي مجْلِس شَيخنَا كثيرا وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ ابْن الْقصاص إِمَام الجيعانية، وَهُوَ حسن الأبهة نير الشيبة كثير التودد زَائِد الْمقَال لَهُ فهم فِي الْجُمْلَة. وَمَات قريب الثَّمَانِينَ عَفا الله عَنهُ.

أَحْمد بن رَمَضَان التركماني الأجقي / صَاحب أدنة وسيس وَإيَاس وَغَيرهَا. ولي الأمرة من قبل الثَّمَانِينَ وَاسْتمرّ يُشَاقق الْعَسْكَر الشَّامي تَارَة ويصالحوه أُخْرَى وتجردوا لَهُ مرّة سنة ثَمَانِينَ كَمَا فِي الْحَوَادِث ثمَّ فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ فَكسر فِيهَا أَمِير عسكره أَخُوهُ إِبْرَاهِيم فَلَمَّا كَانَت الْفِتْنَة الْعُظْمَى وَرجع اللنك إِلَى الْعرَاق اسْتَقر قدم أَحْمد وَاسْتمرّ على ذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة تسع عشرَة. وَكَانَ شَيخا كَبِيرا مهيبا شهما عَليّ الهمة كَرِيمًا صاهره النَّاصِر على ابْنَته، وَله الْيَد الْبَيْضَاء فِي طرد الْعَرَب عَن حلب فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَابْن خطيب الناصرية وَزَاد مَعَ طيش ومحبة فِي الْفِتَن فَكَانَ تَارَة يدْخل تَحت الطَّاعَة وَتارَة يُشَاقق وَيكثر الْفساد وتجردت إِلَيْهِ العساكر الحلبية مرَارًا.

أَحْمد بن زَكَرِيَّا التلمساني المغربي الْمَالِكِي. / أَخذ عَن ابْن مَرْزُوق الْحَفِيد وَتقدم فِي أصُول الْفِقْه والمنطق وشارك فِي الْفِقْه وَغَيره، وَهُوَ فِي سنة تسعين حَيّ وَيكون تَقْرِيبًا فِي حُدُود السّبْعين، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ صاحبنا عبد الله الحسناوي وَله ذكر فِي أبي الْفضل البجائي.

أَحْمد بن الزين الْوَالِي. / يَأْتِي فِي ابْن عمر.

أَحْمد بن سَالم بن حسن شهَاب الدّين الجدي نزيل مَكَّة وقاضي جدة وَيعرف

ص: 303

بِابْن أبي الْعُيُون. /

تفقه كثيرا بِابْن سَلامَة نور الدّين وَحضر دروس الْجمال بن ظهيرة وَولده الْمُحب عَليّ وَكَانَ لَهما وادا، وجاءه توقيع بِقَضَاء جدة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَوَافَقَهُ الْمُحب على ذَلِك وَتوجه لَهَا فباشر الْأَحْكَام على صفة لَا يعْهَد مثلهَا بهَا فشق ذَلِك على الْمُحب فاستدعاه لأمر مَا فَلم يحضر فَعَزله ثمَّ أَعَادَهُ وَسُئِلَ فِي صرفه فَأجَاب وَكَانَ مِمَّا يعانى التِّجَارَة وَحصل دنيا وعقارا والتقط من المنسك الْكَبِير لِابْنِ جمَاعَة مَا يتَعَلَّق بِهِ بِمذهب الشَّافِعِي فِي كراريس وَكَانَ يذكر أَنه من ربيعَة الْفرس. مَاتَ بِمَكَّة فِي أَوَائِل ربيع الآخر سنة سبع وَعشْرين وَدفن بالمعلاة وَهُوَ)

فِي عشر الْخمسين ظنا. ذكره الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة.

أَحْمد بن سَالم بن حسن الإسحاقي / نِسْبَة لمحلة إِسْحَاق من الغربية. ولد قبل الْخمسين وَثَمَانمِائَة وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَنسخ واشتغل قَلِيلا وَقد اجْتمع بِي فَأخذ عني شَيْئا.

أَحْمد بن سَالم الْعَبَّادِيّ ثمَّ القاهري الأزبكي شَقِيق إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَمُحَمّد الْآتِي / مِمَّن يتسمى شافعيا كَأَنَّهُ لأجل الْوَظَائِف وَإِلَّا فالثلاثة لَا أَهْلِيَّة فيهم، وَقد حج مَعَ أَبِيه وأخيه فِي موسم سنة ثَمَان وَتِسْعين فَرَجَعَا وَتَأَخر إِبْرَاهِيم.

أَحْمد بن أبي السعادات بن عَادل الْحُسَيْنِي الْمدنِي أَخُو عبد الله وَعبد الرَّحْمَن وَعبد الْكَرِيم الْمَذْكُورين. / ولد سنة سبع وَسِتِّينَ بِالْمَدِينَةِ وَحفظ الْقُرْآن والقدوري واشتغل قَلِيلا وَهُوَ مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة.

أَحْمد بن سعد بن أَحْمد الشهَاب الخيفي بِالْمُعْجَمَةِ ثمَّ تَحْتَانِيَّة بعْدهَا فَاء الْمَكِّيّ / حفظ الْقُرْآن وتنزل مَعَ قراء سبع سودون الطياري وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة الْجَوْهَرِي وَعبد الْكَرِيم حفيد القطب الْحلَبِي وَأَبُو الْيمن الطَّبَرِيّ وَعَائِشَة بنة عبد الْهَادِي وَغَيرهم وَسمع بِمَكَّة سنة أَربع عشرَة على الزين المراغي المسلسل بالأولية وَختم البُخَارِيّ وَكَانَ مُبَارَكًا لَهُ نظم، كتب عَنهُ النَّجْم بن فَهد وَقَالَ مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد تَاسِع شعْبَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة.

أَحْمد بن سعد بن مُسلم شهَاب الدّين الأريحي الدِّمَشْقِي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ الْمُقْرِئ / نَائِب مقَام الْحَنَفِيَّة بهَا وَشَيخ رِبَاط ربيع. شهد على ابْن عَيَّاش فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِإِجَازَة عبد الأول المرشدي. مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس مستهل جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بِمَكَّة.

أرخه ابْن فَهد.

أَحْمد بن سعد الْهِنْدِيّ الْمَكِّيّ / الْقَائِد نَائِب مَكَّة للسَّيِّد بَرَكَات ثمَّ لوَلَده وَكَانَ طَويلا مهابا جريئا.

مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثامن الْمحرم سنة خمس وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد.

ص: 304

أَحْمد بن سعد الدّين. / فِي بدلاي.

أَحْمد بن أبي السُّعُود. / فِي ابْن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى.

أَحْمد بن سعيد بن أَحْمد السماقي الحسباني أَخُو القَاضِي شرف الدّين قَاسم وَالشَّاهِد بسوق صاروجا. / مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْ عشرَة عَن سبعين سنة بِدِمَشْق. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.

أَحْمد بن سعيد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم قَاضِي الشَّام السنوسي. / ذكره ابْن عزم.

أَحْمد بن سعيد بن مُحَمَّد بن مَسْعُود الْجريرِي بِفَتْح الْجِيم وبمهملتين نِسْبَة لقرية من قرى القيروان تنْسب لشخص يُقَال لَهُ ابْن جرير الْمرَادِي المالقي الْمَالِكِي. / ولد فِي سنة عشر وَثَمَانمِائَة بالقرية الْمَذْكُورَة وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن لنافع ثمَّ انْتقل إِلَى القيروان فَأخذ الْفِقْه عَن عمر المسراتي ثمَّ إِلَى تونس فَأَخذه عَن أَبَوي الْقسم بن أَحْمد البرزالي ولازمه أَرْبعا وَعشْرين سنة فَأكْثر حَتَّى كَانَ انتفاعه بِهِ وَابْن عَبدُوس وَعمر بن مُحَمَّد القلشاني بِكَسْر الْقَاف وَسُكُون ثمَّ مُعْجمَة ثمَّ نون وَعنهُ أَخذ الْأَصْلَيْنِ والعربية والمعاني وَالْبَيَان والمنطق وَمُحَمّد الطبلبي بموحدتين الأولى مَضْمُومَة بَينهمَا لَام سَاكِنة مُحَمَّد بن مَرْزُوق وَأبي الْقسم العقباني والعربية أَيْضا عَن حسن العلويني وَأحمد الشماع، والفرائض والحساب عَن يُوسُف التّونسِيّ، وَسمع على البرزالي وَابْن مَرْزُوق والعقباني والشماع فِي آخَرين ثمَّ قصد التجرد وَظهر لَهُ أَن النِّيَّة فِي الِاشْتِغَال والأشغال فَاسِدَة فارتحل لِلْحَجِّ فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وسافر فِي الْبَحْر فِي أَوَاخِر ربيع الآخر مِنْهَا فِي مركب لبَعض الفرنج فَخرج عَلَيْهِم مركب للحسويين فأصيب مركبهم مِنْهُ فقصدوا رودس وَأَقَامُوا بهَا نَحْو عشْرين يَوْمًا حَتَّى أصلحوها ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وسافر مِنْهَا فِي الْبَحْر أَيْضا إِلَى مَكَّة فَقَدمهَا فِي رَمَضَان مِنْهَا فحج وزار صُحْبَة الْمركب وقطن الْمَدِينَة وصاهر قاضيها فتح الدّين بن صَالح وَبَقِي على طَرِيق السياحة مُدَّة ثمَّ سُئِلَ فِي الأشغال فَامْتنعَ ثمَّ استخار الله فانشرح لَهُ صَدره وتصدى لإقراء الْفِقْه والعربية وَكَانَ مُحَمَّد بن نَافِع الْآتِي وَغَيره يمتنعون من الإقراء مَعَه وَرُبمَا حضر بَعضهم عِنْده مَعَ الصّلاح وَالْعِبَادَة حَتَّى أنني رَأَيْت أهل الْمَدِينَة فِيهِ كلمة إِجْمَاع وَمَعَ ذَلِك فَقَالَ البقاعي أَنه لقِيه فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَأَرْبَعين وَكتب عَنهُ من نظمه:

(يَا سَيِّدي يَا رَسُول الله يَا سندي

يَا عمدتي يَا رجائي مُنْتَهى أملي)

(أنته الْوَجِيه الَّذِي ترجى شَفَاعَته

كن لي شَفِيعًا غَدا يَا خَاتم الرُّسُل)

ص: 305

وَمن إنشاده لأبي يحيى بن عقيبة القفصي مِمَّا أنْشد لَهُ:

(أزف الْحمام وَأَنت ساه معرض

عَن كل خطب فَمَا لئيم يعرض)

(يَا وَيْح من ركب البطالة واعتدى

يشْتَد فِي طلب الْخِصَام وينهض)

وَبحث مَعَه وَأَنه رَآهُ شَدِيد الْإِعْجَاب بِنَفسِهِ مَعَ إِظْهَار الصّلاح وَالْمُبَالغَة فِي التبرئ من الدُّنْيَا)

وَبَالغ فِي الْحَط مِنْهُ وَوَصفه بالعجب وَالْكبر والحسد قَالَ وَأهل الْمَدِينَة مفتونون بِهِ، وهجاه بقوله:

(وثعبان بدا فِي زِيّ حَبل

لأجعله جَرِيرًا للبعير)

(يُخَادع كالجريري كل كسر

فَقلت لحاك رَبِّي من جريري)

قلت وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي صَبِيحَة يَوْم الْخَمِيس لخ رَمَضَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَكَانَ لَهُ مشْهد عَظِيم لم يتَخَلَّف عَنهُ أحد من أهل السّنة رحمه الله وإيانا وَهُوَ وَالِد زَوْجَة الْبَدْر حسن بن زين الدّين وَقد اسْتَفَدْت بعض شُيُوخه من إِجَازَته لعبد السَّلَام الأول ابْن الشَّيْخ نَاصِر الدّين الكازروني حِين عرض عَلَيْهِ بعض محافيظه.

أَحْمد بن سعيد بن مُحَمَّد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس التلمساني المغربي الْمَالِكِي. / ولي قَضَاء الاسكندرية ودمشق وطرق الْبِلَاد وَدخل شيراز وَشهد بهَا وَفَاة ابْن الْجَزرِي وَذَلِكَ فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ، وَعمر الدَّار وَالْحمام دَاخل بَاب الْفرج فَلم يمتع بذلك إِلَّا قَلِيلا، وَهُوَ مِمَّن قَرَأَ على شَيخنَا فِي صَحِيح مُسلم وَغَيره وَأثْنى على مُبَاشَرَته لقَضَاء الاسكندرية فِي تَرْجَمَة الْجمال عبد الله بن الدماميني من تَارِيخه فَإِنَّهُ قَالَ أَنه اسْتَقر بعده وباشره متحفظا فِي مُبَاشَرَته إِلَى أَن شاعت سيرته المستحسنة وَقد رَأَيْته كثيرا بَين يَدَيْهِ، وَولي قَضَاء الشَّام بعد وانفصل بِابْن عبد الْوَارِث ثمَّ أُعِيد ثمَّ انْفَصل، مَاتَ مصروفا فِي رَابِع ربيع الثَّانِي سنة أَربع وَسبعين بِدِمَشْق وَصلى عَلَيْهِ بالجامع وَدفن بمقبرة بَاب الفراديس فِي الْجِهَة الشرقية وَكَانَ قد قدم الْقَاهِرَة قبل بِيَسِير وحاول عود الْقَضَاء فَمَا أمكن رحمه الله، وَكَانَ فَاضلا فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا.

أَحْمد بن سعيد ويكنى أَبَا نَافِع هُوَ بِهِ أشهر. / شيخ مسن من صوفية البيبرسية كَانَ حكويا ضخم الشكالة طلق الْعبارَة كثير المماجنة والدعابة، غير متحرز فِي أَلْفَاظه وحكاياته، سَمِعت من ذَلِك جملَة بَاب البيبرسية وَكَأَنَّهُ كَانَ من قدماء صوفيتها فقد رَأَيْته سَمَاعه بهَا على النُّور عَليّ بن سيف الأبياري لليسير من سنَن ابْن مَاجَه فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَشَيْخه ضَابِط الْأَسْمَاء وَكَانَت وَفَاته

ص: 306

بعد سنة أَرْبَعِينَ عَفا الله عَنهُ.

أَحْمد بن سَفَرِي الإِمَام شهَاب الدّين. / سمع هُوَ وصهره برهَان الدّين على شَيخنَا المتباينات لَهُ بِقِرَاءَة يحيى بن فَهد.

أَحْمد بن سُلْطَان النشيلي ثمَّ القاهري. / نَشأ فِي خدمَة صهره فَقِيرا جدا وَكَانَ يحضر دروسه

وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا بل أم بالسابقية فَلَمَّا ولي الْقَضَاء صَار أحد شُهُود الْمُودع وَحضر التّرْك وكاس وتعددت ثِيَابه النفيسة الفاخرة وَكَثُرت جهاته فَلَمَّا امتحن القَاضِي وجماعته اختفى فدام مُدَّة الترسيم عَلَيْهِم ثمَّ لما عملت الْمصلحَة ظهر وَيُقَال أَنه على مَال أَيْضا وَهُوَ من نمطهم فِي إِظْهَار الْأَدَب مَعَ بَاطِن الله أعلم بحقيقته.

أَحْمد بن سلمَان بن مُحَمَّد الشهَاب الْحَمَوِيّ. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.

أَحْمد بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عوجان الشهَاب المغربي الأَصْل الْمَقْدِسِي الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن عوجان بِمُهْملَة ثمَّ وَاو ثمَّ جِيم مفتوحات وَالِد مُحَمَّد وَفَاطِمَة. / ولد فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَولي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بالقدس فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة فَكَانَ ثَانِي مالكي بهَا وعزل غير مرّة ثمَّ يُعَاد وَلم تحمد سيرته فِي الْقَضَاء لبذله ثمَّ ارتشائه مَعَ أَنه كَانَ عَالما فَقِيها فَاضلا يُفْتِي ويدرس وَيعرف صناعَة الْقَضَاء حَتَّى كَانَ فِي كِتَابَة الشُّرُوط وإتقانه لَهَا وَمَعْرِفَة الْخلاف فِيهَا بمَكَان، قَالَ الشَّمْس الْهَرَوِيّ كَانَ يكْتب مائَة سطر مَا يحكم عَلَيْهِ فِي سطر. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَرَآهُ الْبُرْهَان بن غَانِم فِي النّوم بعد مَوته بِقَلِيل فَسَأَلَهُ عَن حَاله فَحلف لَهُ بِالطَّلَاق أَن الله قد غفر لَهُ، وَاسْتقر عوضه فِي قَضَاء الْمَالِكِيَّة ابْنه. ذكره ابْن أبي عذيبة مطولا وَقَالَ أَن الشهَاب أخبرهُ أَنه حج مرّة فَنَامَ فِي الْحرم الْمدنِي فَرَأى النَّبِي صلى الله عليه وسلم جَالِسا دَاخل الْحُجْرَة وَأَنه رام الدُّخُول مَعَ من يدْخل فَمنع فَصَارَ يترقق لمن يمنعهُ ويبالغ فَقَالَ لَهُ صلى الله عليه وسلم أَدخل على مَا فِيك من دبر فَكَانَ يحكيها وَهُوَ بكي قَالَ وَإِن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ لما دخل عَلَيْهِ سلم على غفير إيلياء إِذا رجعت إِلَيْهَا فَقَالَ وَمن هُوَ يَا رَسُول الله فَقَالَ خَليفَة، وَقَالَ ابْن أبي عذيبة أَن وَالِده سُلَيْمَان مَاتَ فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة عَن تسعين بِتَقْدِيم التَّاء فأزيد وَكَانَ مرقيا للخطباء وجابي الصَّدقَات الْحكمِيَّة وبلغنا من الثِّقَات أَنه كَانَ سيء العقيدة يعْتَقد أَن الشَّمْس فعالة وَأَنَّهَا تسْتَحقّ الْعُبُودِيَّة.

أَحْمد بن سُلَيْمَان بن أَحْمد الشهَاب الْمصْرِيّ ثمَّ السكندري الْمَالِكِي وَيعرف

ص: 307

بالتروجي / نِسْبَة لتروجة من نواحي الاسكندرية سكن الاسكندرية وقتا ثمَّ جال فِي الْبِلَاد وَدخل الْعرَاق والهند وَعظم أمره ببنجالة من بِلَاد الْهِنْد وَحصل لَهُ فِيهَا دنيا ثمَّ ذهبت عَنهُ وانتقل إِلَى الْحجاز وَأقَام بالحرمين سِنِين، وَمَات بِمَكَّة فِي رَابِع شَوَّال سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَدفن بالمعلاة عَن نَحْو سِتِّينَ

سنة. وَكَانَت لَهُ نباهة فِي الْعلم ويذاكر بأَشْيَاء حَسَنَة من الحكايات وَالشعر وينطوي على خير وَبَلغنِي أَنه وقف عدَّة كتب وَجعل مقرها برباط الخوزي من مَكَّة وَبِه كَانَ يسكن وَفِيه توفّي رحمه الله. قَالَه الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة.

أَحْمد بن سُلَيْمَان بن جَار الله بن زايد السنبسي الْمَكِّيّ. / ذكره ابْن فَهد هَكَذَا مُجَردا.

أَحْمد بن سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن الْعِزّ مُحَمَّد بن التقي سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن أَحْمد بن عمر بن أبي عمر الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو عبد الرَّحْمَن الْآتِي. / ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنَّهَا أجَاز لَهُ فِي استدعاء الصرخدي سنة اثْنَتَيْنِ وبيض لَهُ.

أَحْمد بن سُلَيْمَان بن عقبَة الْبناء. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ.

أَحْمد بن سُلَيْمَان بن عِيسَى البدماصي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ نزيل الإينالية / بالشارع وإمامها ووالد التقي مُحَمَّد الْحَنْبَلِيّ البسطي شيخ سوق الْفَاضِل الْآتِي. شيخ معمر من أهل الْقُرْآن يذكر بِخَير.

مَاتَ وَقد أضرّ.

أَحْمد بن سُلَيْمَان بن غَازِي بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن تورشاه بن أَيُّوب بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَيُّوب بن شاذي الْأَشْرَف أَبُو المحامد بن الْعَادِل بن الْمُجَاهِد بن الْكَامِل بن الْعَادِل بن الأوحدي الْمُعظم بن الصَّالح نجم الدّين صَاحب مصر بن الْكَامِل الأيوبي صَاحب حصن كيفا وأعمالها من ديار بكر. / وَليهَا بعد أَبِيه فِي سنة سبع وَعشْرين وَكَانَ مشكور السِّيرَة محبا لرعيته لوفور عقله وسياسته وديانته مَعَ فضل وميل زَائِد إِلَى الْأَدَب ومشاركة فِي فنون وكرم وشجاعة وظرف. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ أَنه كَانَ خرج فِي عسكره لملاقاة السُّلْطَان على حِصَار آمد فاتفق أَنه نزل لصَلَاة الصُّبْح فَوَقع بِهِ فريق من التركمان فأوقعوا بِهِ على غرَّة فَقتل وَذَلِكَ فِي شَوَّال سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَدفن بالحصن وَهُوَ فِي أَوَائِل الكهولة وَوصل وَلَده الصَّالح خَلِيل مَعَ بَقِيَّة أَصْحَابه إِلَى السُّلْطَان فقرره فِي مملكة أَبِيه ولقب بالكامل قَالَ وَكَانَ فَاضلا أديبا لَهُ شعر حسن

ص: 308

وقفت على ديوانه وَهُوَ يشْتَمل على نوائح فِي أَبِيه وغزل وزهديات وَغير ذَلِك، وَكَانَ جوادا محبا فِي الْعلمَاء رحمه الله. قلت وَمِمَّنْ ذكره المقريزي فِي عقوده وَقَالَ أَنه مَاتَ عَن نَحْو السِّتين فَالله أعلم وشق قَتله على الْأَشْرَف كثيرا، وَمن نظمه:

(بدا حبي وَقد خضب الْيَدَيْنِ

فأتلف مهجتي بالحاجبين)

(وَبَين النّوم والجفن اخْتِلَاف

كَمَا بَين الَّذِي أَهْوى وبيني)

)

(ترفق يَا حبيب الْقلب واعطف

لتنعم بِالرِّضَا عَيْني بعيني)

(إِذا رمت سلوا الق قلبِي

يجرجره الْجمال بقائدين)

(وَإِن أذنبت ذَنبا يَا غزالي

أرى لَك عِنْد قلبِي شافعين)

(يعنفني فُؤَادِي كَيفَ أسلو

مليحا سَاكِنا فِي الناظرين)

(يذوب الْقلب مني حِين يضحى

شرودا للغرام محركين)

(فزرني يَا حَبِيبِي تلق أجرا

ودس فضلا على رَأْسِي وعيني)

أَحْمد بن النَّجْم سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن مَرْوَان بن عَليّ بن منْجَاب بن حمايل الزملكاني الشَّيْبَانِيّ البعلي ثمَّ الصَّالِحِي. / أحد رَوَاهُ الصَّحِيح عَن الحجار وَسمع أَيْضا من غَيره وَله إجَازَة من أبي بكر بن مُحَمَّد بن عنتر وَغَيره، وَحدث سمع عَلَيْهِ الياسوفي وَغَيره. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى، قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه، وَذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه أجَاز لَهُ التقي بن تَيْمِية وَغَيره وَأَنه مَاتَ فِي دمشق وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ.

أَحْمد بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الله الشهَاب الْكِنَانِي الحوراني الأَصْل الْغَزِّي الْحَنَفِيّ الْمُقْرِئ نزيل مَكَّة وأخو عبد الله الْآتِي. / اشْتغل بالقراءات وتميز فِيهَا وَفهم العريبة واشتغل وقطن مَكَّة على خير وانجماع مَعَ تحرز وتخيل، وَقد لازمني كثيرا فِي الرِّوَايَة وكتبت لَهُ إجَازَة وسمعته ينشد من نظمه:

(سَلام على دَار الْغرُور لِأَنَّهَا

مكدرة لذاتها بالفجائع)

(فَإِن جمعت بَين المحبين سَاعَة

فعما قَلِيل أردفت بالموانع)

ثمَّ قدم الْقَاهِرَة من الْبَحْر فِي رَمَضَان سنة تسع وَثَمَانِينَ وأنشدني من لَفظه قصيدتين فِي الْحَرِيق والسيل الْوَاقِع بِالْمَدِينَةِ وبمكة وكتبهما لي بِخَطِّهِ وسافر لغزة لزيارة أمه وجاءتني مطالعته فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَأَنه قَرَأَ فِيهَا البُخَارِيّ وَأَقْبل عَلَيْهِ جمَاعَة من أَهلهَا ويلتمس مني سندي بِهِ وَبِغَيْرِهِ.

أَحْمد بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد الديروطي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن عزيرة وَهِي أمه. /

ص: 309

قَرَأَ على شَيخنَا فِي البُخَارِيّ وَكَذَا على الْبُرْهَان الكركي وشاركه مُشَاركَة يسيرَة فِي الْفِقْه والنحو والفرائض وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَحج. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن ربيع الأول سنة سِتّ وَسبعين.

أَحْمد بن سُلَيْمَان بن نصر الله بن إِبْرَاهِيم الشهَاب البلقاسي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَالِد

سُلَيْمَان الْآتِي وَيعرف جده إِبْرَاهِيم بالخطيب وَهُوَ بالزواوي / لكَونه كَمَا سمعته مِنْهُ كَانَ يجلس فِي الْمكتب وَحده بالزاوية مِنْهُ فَهُوَ لقب كَمَا كَانَ الشَّيْخ صَالح الزواوي يَقُول فِي شهرته بهَا أَنه لقب. ولد سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا ببلقاس من الغربية وانتقل مِنْهَا وَهُوَ صَغِير إِلَى الْقَاهِرَة فقطن بالأزهر وَحفظ الْقُرْآن والعقيدة للغزالي ومختصر التبريزي والمنهاج كِلَاهُمَا فِي الْفِقْه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك والعراقي والشاطبية وَكَذَا بُلُوغ المرام لشَيْخِنَا فِيمَا بَلغنِي وَغير ذَلِك وَعرض فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ فَمَا بعْدهَا على خلق مِنْهُم شَيخنَا والقاياتي والشهاب بن المحمرة وَالْعلم البُلْقِينِيّ وَابْن الديري والأقصرائي وباكير والبساطي والزين عبَادَة وَابْن تَقِيّ والحناوي وطاهر والمحب بن نصر الله وَأَقْبل بجد على الِاشْتِغَال فلازم القاياتي فِي الْفِقْه والأصلين والعربية والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا من الْفُنُون بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَابْن المجدي فِي الْفَرَائِض والحساب والميقات والهيئة والهندسة وَغَيرهمَا مِمَّا كَانَ يُؤْخَذ عَنهُ وَالشَّمْس الْحِجَازِي فِي الْفِقْه وَغَيره أَخذ عَنهُ فِي مُخْتَصره للروضة وَفِي العجالة والونائي وَالْعلم البُلْقِينِيّ لَكِن يَسِيرا وَكَذَا اشتدت عنايته فِي الْفُنُون بملازمة الكافياجي، وَأخذ عَن الشمني وَابْن الْهمام وَمن لَا أحصيه كَثْرَة، وَجمع للعشر على الزين طَاهِر والشهاب السكندري وللثمان على الزين رضوَان الْمُسْتَمْلِي وَأكْثر التَّرَدُّد إِلَيْهِ حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ شرح مَعَاني الْآثَار للطحاوي وَأَشْيَاء مِنْهَا قِطْعَة من الْحِلْية لألبي نعيم واغتبط بشيخنا وَأخذ عَنهُ الْكثير بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره فَكَانَ مِمَّا قَرَأَهُ هُوَ السّنَن للدارقطني وزوائد ابْن حبَان على الصَّحِيحَيْنِ وَالْمَوْجُود من صَحِيح ابْن خُزَيْمَة وَأكْثر فِي الرِّوَايَة والدراية عَمَّن دب ودرج ورافقنا على ابْن الْفُرَات والرشيدي والصالحي والشهاب العقبي، وَسمعت الْكثير بقرَاءَته وَكَذَا سمع بِقِرَاءَتِي أَشْيَاء بل وَأخذ عَن جمَاعَة قبلنَا كَابْن بردس وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن الطَّحَّان والزين الزَّرْكَشِيّ وَلَا يزَال يدأب حَتَّى برع وَتقدم فِي فنون وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة التَّامَّة وَأذن لَهُ القاياتي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين فِي إقراء الْفِقْه وأصوله والمعاني وَالْبَيَان والبديع لمن شَاءَ فِي أَي

ص: 310

وَقت شَاءَ قَالَ لعلمه بتأهله لذَلِك فِي آخَرين مِنْهُم كشيخنا وَابْن المجدي والزين طَاهِر، وتصدى للاشتغال فِي حَيَاة جلّ شُيُوخه فَانْتَفع بِهِ الطّلبَة وَرُبمَا كتب على الفتوي، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة قوي الحافظة حسن الفاهمة مشاركا فِي فنون طلق اللِّسَان محبا فِي الْعلم والمذاكرة والمباحثة غير منفك عَن التَّحْصِيل بِحَيْثُ أَنه كَانَ يطالع فِي مَشْيه ويقرئ الْقرَاءَات فِي حَال أكله خوفًا من ضيَاع وقته فِي غَيره

أعجوبة فِي هَذَا الْمَعْنى لَا أعلم فِي وقته من يوازيه فِيهِ طارحا للتكلف كثير التَّوَاضُع مَعَ الْفُقَرَاء سَهْما على غَيرهم سريع الْقِرَاءَة جدا، وَقد حج مَعَ وَالِده وَلم يزل على طَرِيقَته فِي الِاشْتِغَال والأشغال حَتَّى مَاتَ قبل أَن يتكهل فِي لَيْلَة الْجُمُعَة تَاسِع شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين ببيته فِي سويقة السباعين وَصلى عَلَيْهِ بالأزهر وَدفن بتربة يُونُس الدوادار المستجدة تجاه تربة برقوق رحمه الله وإيانا، وَلم يسلم من أَذَى البقاعي حَيْثُ وَصفه فِي بعض الْأَثْبَات بِابْن الْمُهْتَدي وَهَذَا لَو صَحَّ لم يكن بقادح فِيهِ وَالله حسيبه.

أَحْمد بن سُلَيْمَان الْهِنْدِيّ. / يَأْتِي فِي مكي.

أَحْمد بن سِنَان بن رَاجِح بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود الْعمريّ الْمَكِّيّ الْقَائِد. / مَاتَ فِي يَوْم السبت تَاسِع رَجَب سنة سبع وَأَرْبَعين بِالْهَدةِ وَحمل إِلَى مَكَّة فوصلوا بِهِ فِي آخر لَيْلَة الْأَحَد فَدفن بالمعلاة.

أَحْمد بن سَنَد. / هَكَذَا بخطى فِي الآخذين عني وَأَظنهُ مُحَمَّد بن سَنَد الْمُسَمّى أَبوهُ بعلي وَسَيَأْتِي إِن شَاءَ الله.

أَحْمد بن شاه روخ بن تيمورلنك كوركان الْمَعْرُوف بِأَحْمَد جوكي. / كَانَ من أَعْيَان أَوْلَاد أَبِيه وَمِمَّنْ لَهُ سطوة وإقدام وشجاعة فَكَانَ لذَلِك يُرْسِلهُ فِي العساكر إِلَى الأقطار وَفتح عدَّة بِلَاد وقلاع وَوَقع بَينه وَبَين اسكندر بن قرا يُوسُف متملك تبريز حروب ووقائع آخرهَا فِي سنة وَفَاته، وَمَات بعد ذَلِك فِي شعْبَان سنة تسع وَثَلَاثِينَ فَاشْتَدَّ حزن أَبِيه عَلَيْهِ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار قَالَ وَاتفقَ أَن وَالِده مَاتَ لَهُ فِي هَذِه السّنة ثَلَاثَة أَوْلَاد كَانُوا مُلُوك الشرق بشيراز وكرمان وَهَذَا كَانَ من أَشَّدهم.

أَحْمد بن شاهين الكركي سبط شَيخنَا وشقيق يُوسُف الْآتِي. / مَاتَ فِي حَيَاة أَبَوَيْهِ بعد أَن استجاز لَهُ جده فِي سنة خمس وَعشْرين جمَاعَة.

أَحْمد بن شاور بن عِيسَى الشهَاب العاملي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الفرضي /

ص: 311

تقدم فِي الْفَرَائِض والحساب ومتعلقاتهما، وَمن شُيُوخه الشَّمْس الكلائي وَوَصفه الزين الْعِرَاقِيّ فِي طبقَة الشَّيْخ، وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه كَانَ عَالما بالفرائض مشاركا فِي غَيرهَا. مَاتَ فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ. قلت وَأخذ عَنهُ مِمَّن لَقيته الْجمال عبد الله بن مُحَمَّد بن الرُّومِي الْحَنَفِيّ وكتبت لَهُ كَمَا فِي تَرْجَمته من معجمي إجَازَة بليغة والشهاب السيرجي وَله تقريظ لمنظومة أثْبته فِي تَرْجَمته.

أَحْمد بن شبوان بن عمر أَبُو الْعَبَّاس بن أبي الْجُود الحصيني من عرب بِالْقربِ من الجزائر العابدي الْعلوِي المغربي الْمَالِكِي. / شيخ فَاضل مفنن قدم علينا الْقَاهِرَة فَقَرَأَ على ألفية الْعِرَاقِيّ بحثا وَسمع مني فِي الأمالي وَغَيرهَا وَكَذَا قَرَأَ على ابْن قَاسم وَغَيره ثمَّ رَجَعَ إِلَى غَزَّة فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا عِنْد قاضيها وَغَيره وَلم يلبث أَن مَاتَ بهَا فِي الطَّاعُون سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ شَهِيدا وَكَانَ مَعَ فضيلته صَالحا رحمه الله ونفعنا بِهِ.

أَحْمد بن الشَّرِيفَة. / هُوَ ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب. يَأْتِي.

أَحْمد بن شعْبَان بن عَليّ بن شعْبَان الشهَاب الْأنْصَارِيّ الفارسكوري الأَصْل الْغَزِّي الشَّافِعِي أمثل بني أُميَّة وَيعرف بِابْن شعْبَان الكساني. / نَشأ بغزة فحفظ الْقُرْآن والمنهاج الفرعي وَجمع الْجَوَامِع وألفيتي الحَدِيث والنحو وَغير ذَلِك كالشاطبية والرائية، وَأخذ عَن ابْن الْحِمصِي فِي الْفِقْه وَغَيره، وَقدم الْقَاهِرَة فاخذ عَن الْمَنَاوِيّ والعبادي وَغَيرهمَا وتلا فِيهَا للأربعة عشر على الزين جَعْفَر وَفِي بَيت الْمُقَدّس للسبع على الشَّمْس بن عمرَان وَفِي غَزَّة على الزين مُحَمَّد أبي شامة القادري وبرع وتفنن ونظم وَأفَاد وتصدى للتدريس والإفتاء فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة مَعَ تصون وَخير واستقامة، وَقد أَخذ عني قَلِيلا ثمَّ بعد مُدَّة رَجَعَ إِلَى بَلَده فاستقر بهَا وتمشيخ وَصَارَ يجمع النَّاس على الذّكر فراج بَين عرب الْبَوَادِي والقرى بِالنِّسْبَةِ لكساد سوق الْعلم، وَحج وجاور وأقرأ الطّلبَة هُنَاكَ وبالاسكندرية ودمياط ودمشق وَبَيت الْمُقَدّس وَغَيرهَا وَكَثُرت طلبته وَاسْتقر بِهِ الْأَشْرَف قايتباي فِي قِرَاءَة الحَدِيث بمدرسته بغزة وَنعم الرجل.

أَحْمد بن شعْبَان. / عمل البرددارية فِي الْخَاص وتمول وَأَنْشَأَ دَارا حَسَنَة بِالْقربِ من زَاوِيَة الشَّيْخ مَدين بالمقسم وَكَانَ مِمَّن يثني عَلَيْهِ فِي طائفته مَعَ أَنه كَانَ قد أعرض عَن البرددارية وقتا وتعلل مُدَّة إِلَى أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس عشري جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ بعد الصَّلَاة وَدفن فِي حوش

ص: 312

بِالْقربِ من تربة الْأَشْرَف برسباي وَكَانَ مصاهرا للبدر بن الْغَرْس فَعمل لَهُ بعد جُمُعَة مأتما عَفا الله عَنهُ.

أَحْمد بن شُعَيْب / خطيب بَيت لهيا كَانَ عابدا قَانِتًا كثير التَّهَجُّد وَالذكر حَتَّى قَالَ الشهَاب بن حجي أَنه قل من كَانَ يحلقه فِي ذَلِك. مَاتَ فِي الْمحرم سنة إِحْدَى. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.

أَحْمد بن شُعَيْب. / فِي ابْن مُحَمَّد بن شُعَيْب. يَأْتِي.

أَحْمد بن سكر / ويدعى بدير يَأْتِي فِي الْمُوَحدَة.

أَحْمد بن شهَاب الدّين بن أَحْمد بن شهَاب بن أَحْمد بن عَبَّاس الشرباصي ثمَّ الفارسكوري الخامي وَيعرف بِابْن الأديب. / ولد تَقْرِيبًا فِي سنة ثَمَانمِائَة بشرباص يحركها أَولهَا مُعْجمَة وَآخِرهَا مُهْملَة من عمل دمياط، ونظم الشّعْر وارتزق من الحياكة، ولقيه ابْن فَهد والبقاعي وَابْن الإِمَام فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ فَكَتَبُوا عَنهُ من نظمه قصيدة أَولهَا:

(من ذَا الَّذِي من مقلتيه يقيني

هَذَا الَّذِي أخلصت فِيهِ يقيني)

وَغير ذَلِك، وَكَانَ عاميا مطبوعا مَعَ كَونه أُمِّيا لَا يحسن الْكِتَابَة وَكَذَا كَانَ أَبوهُ من المشتهرين هُنَاكَ بالأدب.

أَحْمد بن الشَّهِيد. / هَكَذَا ذكره شَيخنَا فِي سنة ثَلَاث عشرَة من أنبائه وَقَالَ أَنه كَانَ أَولا يتعانى صناعَة الْفراء ثمَّ اشْتغل قَلِيلا وباشر فِي ديوَان السُّلْطَان ثمَّ ولي الوزارة ثمَّ وَقعت فتْنَة اللنك وَهُوَ وَزِير فاستصحبه إِلَى بِلَاده ثمَّ خلص مِنْهُ بعد ثَلَاثِينَ وَورد دمشق فباشر نظر الْجَيْش وَغَيره فِي شعْبَان انْتهى.

أَحْمد بن شيخ بن عبد الله المظفر الشهَاب أَبُو السعادات بن الْمُؤَيد المحمودي وَأمه سعادات من أهل الشَّام. / ولد فِي يَوْم الْأَحَد ثَانِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين، ولي السلطنة بعد أَبِيه فِي الْيَوْم الَّذِي دفن فِيهِ أَبوهُ من الْمحرم سنة أَربع وَعشْرين وسنه حِينَئِذٍ سنة وَثَمَانِية أشهر وَبَعض شهر، وَدخل حلب مَعَ أمه لما تزَوجهَا الطَّاهِر ططر قبل أَن يتسلطن ثمَّ خلعه فِي شعْبَان مِنْهَا. وَمَات بعد ذَلِك فِي سجن الاسكندرية هُوَ وَأَخُوهُ إِبْرَاهِيم الصَّغِير الْمَاضِي فِي الطَّاعُون فَكَانَت وَفَاة هَذَا فِي لَيْلَة الْخَمِيس سلخ جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ ودفنا

ص: 313

بالثغر ثمَّ نقلا بعد مُدَّة إِلَى الْقَاهِرَة فدفنا عِنْد أَبِيهِمَا بالقبة من الْجَامِع المؤيدي وَكَانَ بِعَيْنِه حول فَاحش حصل عِنْد سلطنته من دق الكوسات حِين غَفلَة فلاقوه إِلَّا بِاللَّه. وَقد ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار جدا والمقريزي فِي عقوده.

أَحْمد بن صَالح بن أَحْمد بن عمر / وَاخْتلف فِيمَن فَوْقه فَفِي ثَبت الْبُرْهَان الْحلَبِي يُوسُف بن أبي السفاح وَقيل أَحْمد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن صَلَاح الدّين أبي الْبَقَاء الْحلَبِي الشَّافِعِي وَالِد عمر وَصَالح الآتيين وأخو نَاصِر الدّين مُحَمَّد وَيعرف بِابْن السفاح لكَون أَبِيه ابْن أُخْت قَاضِي حلب النَّجْم عبد الْوَهَّاب والزين عمر ابْني أبي السفاح. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ وَغَيره وَسمع من الْكَمَال بن حبيب سنَن ابْن مَاجَه وَغَيرهَا)

وعَلى الشهَاب بن المرحل وَغَيره واشتغل يَسِيرا وتعانى بِبَلَدِهِ الْكِتَابَة فِي التوقيع إِلَى أَن مهر فِيهِ ثمَّ ولي نظر الشَّيْخ بهَا بعد الْفِتْنَة التمرية ثمَّ عزل وسافر إِلَى الْقَاهِرَة فاستقر موقع الْأَمِير يشبك أتابك العساكر بعد أَخِيه نَاصِر الدّين ثمَّ ولي كِتَابَة السِّرّ بصفد ثمَّ بحلب مرّة بعد أُخْرَى وباشرها مُبَاشرَة حَسَنَة ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وَاسْتقر فِي توقيع الْأَشْرَف قبل سلطنته فَلَمَّا تسلطن اسْتَقر بِهِ كَاتب السِّرّ ابْن الكويز فِي كِتَابَة السِّرّ بِبَلَدِهِ إِرَادَة للراحة مِنْهُ فَتوجه إِلَيْهَا بعد أَن كَانَ يُبَاشر توقيع الدست مُدَّة فَلَمَّا مَاتَ الشريف شهَاب الدّين أَحْمد ابْن ابراهيم بن عدنان الْحُسَيْنِي كَاتب السِّرّ وَأَخُوهُ الْعِمَاد أَبُو برك استدعى الْأَشْرَف فاستقر بِهِ فِي كِتَابَة السِّرّ بِمصْر وَذَلِكَ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَاسْتقر بولده عمر عوضه فِي حلب فباشر الشهَاب الْوَظِيفَة بِدُونِ دربة وسياسة لكَونه لم يكن بالفاضل حَتَّى وَلَا فِي الْإِنْشَاء مَعَ سوء خطّ بِحَيْثُ أَنه أرسل مطالعة للأشرف فَلم يحسن الْبَدْر بن مزهر قرَاءَتهَا لضعف خطها وتركيب ألفاظها وَلَا فهم المُرَاد نها فَجَعلهَا فِي طي كتاب يتَضَمَّن أَنا قد عجزنا عَن فهمما فِي كتابك فالمخدوم ينْقل خطواته إِلَيْنَا ليقرأه على السُّلْطَان، وَكَانَ ذَلِك سَببا لغرامته جملَة وَكَذَا مَعَ طيش وخفة مزاج بِحَيْثُ أَنه كثيرا مَا كَانَ يكلم نَفسه وَمَعَ ذَلِك فاستمر فِيهَا حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء رَابِع عشر رَمَضَان سنة خمس وَثَلَاثِينَ بعد توعكه خَمْسَة أَيَّام وَصلى عَلَيْهِ السُّلْطَان والقضاة والأمراء والأعيان فِي مصلى المؤمني وَدفن بالقرافة الصُّغْرَى وَاسْتقر عوضه الصاحب كريم الدّين عبد الْكَرِيم بن كَاتب المناخات. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: وَكَانَ قَلِيل الشَّرّ غير مهاب ضَعِيف التَّصَرُّف قَلِيل الْعلم جدا وَلذَا كَانَ السُّلْطَان يتمقته

ص: 314

فِي طول ولَايَته مَعَ اسْتِمْرَار خدمته لَهُ بِبدنِهِ وَمَاله وَيُقَال أَنه أزعجه بِشَيْء هدده بِهِ فضعف قلبه من الرعب وَكَانَ ذَلِك سَبَب مَوته، وَقَالَ فِي مُعْجَمه: وَكَانَت قد انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة الحلبيين بهَا. وَقَالَ الْعَلَاء بن خطيب الناصرية كَانَ أخي من الرضَاعَة وصديقي وَفِيه حشمة ومروءة وعصبية وَقيام فِي حَاجَة من يَقْصِدهُ مَعَ دين وميل إِلَى أهل الْعلم وَالْخَيْر وإحسان إِلَيْهِم قَالَ وَبنى بحلب مدرسة ورتب فِيهَا مدرسا وخطيبا على مَذْهَب الشَّافِعِي. وَقَالَ الْعَيْنِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس من بَيت مَشْهُور بحلب وَلكنه لم يكن من أهل الْعلم وَبِه بعض وَسْوَسَة، وَقد سَهَا شَيخنَا حَيْثُ سمى جده مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي السفاح وَأما فِي مُعْجَمه فَلم يزدْ على اسْم أَبِيه. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ ثلاثيات ابْن مَاجَه وَغَيرهَا الْمُحب بن الشّحْنَة، وَأثْنى التقي بن قَاضِي شُهْبَة عَلَيْهِ فَقَالَ أَنه بَاشر جيدا وَكَانَت وطأته خَفِيفَة على النَّاس بِالنِّسْبَةِ

إِلَى من تقدمه. وَاخْتصرَ المقريزي فِي عقوده تَرْجَمته وأرخه فِي تَاسِع عشر رَمَضَان عَفا الله عَنهُ.

أَحْمد بن صَالح بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُوسَى الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الحسني قَبيلَة من خولان الرازحي ورازح بَينهَا وَبَين أَب نَحْو يَوْمَيْنِ الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي / كتبت لَهُ فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَأَنا بِمَكَّة على نُسْخَة مَعَه بالمنهاج إجَازَة وَهُوَ شيخ مبارك.

أَحْمد بن صَالح بن تَاج الدّين الشهَاب الْمحلى / خطيب جَامع ابْن ميالة. يَأْتِي فِي أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله.

أَحْمد بن صَالح بن الْحسن بن إِبْرَاهِيم اللَّخْمِيّ السكندري شيخها الْمَالِكِي. / ولد سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بالاسكندرية وَسمع وَهُوَ كَبِير من العرضي لما قدمهَا عَلَيْهِم بعد سنة سِتِّينَ جَامع التِّرْمِذِيّ وَحدث بِهِ عَنهُ بِسَمَاعِهِ من زَيْنَب بنة مكي وإجازته من الْفَخر على ابْن البُخَارِيّ بسندهما وَكَذَا قَرَأَ على يحيى بن أَحْمد بن مُحَمَّد الملقي كَمَا أثْبته ابْن الْجَزرِي فِي تَرْجَمَة يحيى إِلَى المفلحون قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أجَاز لي فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين، وَمَات بعد الْقرن. قلت قد تَلا عَلَيْهِ السراج عمر بن يُوسُف البسلقوني فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة بل وَأخذ عَنهُ الْفِقْه أَيْضا وَقَالَ أَنه قَرَأَ على أبي عبد الله الأريسي القباقبي، وَذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار.

أَحْمد بن صَالح بن خلاسة الشهَاب الزواوي المغربي الْمَالِكِي نزيل جَامع الْأَزْهَر. / سمع على الشّرف بن الكويك وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَغَيرهمَا وَكتب عَن شَيخنَا

ص: 315

فِي الأمالي وَغَيرهَا وجاور بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَعمل فِيهَا حارسا بِبَعْض النّخل وَكَانَ الْمجد صَالح الزواوي الْآتِي يجْتَمع مَعَه هُنَاكَ لوثوقه بخيره وفضله وَكَثْرَة عِبَادَته وَقد أَقَامَ بالأزهر مُدَّة. وَمَات فِي ربيع الأول سنة خمس وَخمسين عَن نَحْو السّبْعين بعد أَن أجازني.

أَحْمد بن صَالح بن الشَّيْخ مُحَمَّد بن أبي بكر المرشدي الْمَكِّيّ الأَصْل والمنشأ الْهِنْدِيّ المولد الشَّافِعِي. / مِمَّن حفظ الْقُرْآن وتكسب بِعَمَل الْعُمر وَكَذَا بالتسبب قَلِيلا وسافر فِيهِ لليمن وَغَيره وَسمع مني بِمَكَّة ثمَّ سَافر إِلَى مندوه للمعيشة.

أَحْمد بن صَالح بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي السفاح. / هَكَذَا نسبه شَيخنَا فِي أنبائه وَصَوَابه أَحْمد صَالح بن أَحْمد بن عمر، وَقد تقدم.

أَحْمد بن صَالح بن مُحَمَّد شهَاب الدّين الشطنوفي القاهري وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد الْآتِي. / ذكره شَيخنَا فِي الأنباء فَقَالَ الْعَامِل بمودع الحكم بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ يجيد الْكِتَابَة والضبط وللجهد بِهِ جمال. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة حادي عشري ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وتلاشى الْأَمر بعده جدا فَللَّه الْأَمر، وَذكر لي وَلَده وَهُوَ من النجباء أَن مولد وَالِده ومض، وَقَالَ غَيره أَنه جَازَ الثَّمَانِينَ رحمه الله.

أَحْمد بن صَالح الشَّاعِر. / هُوَ ابْن مُحَمَّد بن صَالح يَأْتِي.

أَحْمد بن صبح / أحد الظلمَة بِدِمَشْق. مَاتَ بقلعتها فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين.

أَحْمد بن صحصاح / بمهملات يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عُثْمَان.

أَحْمد بن صَدَقَة بن أَحْمد بن حُسَيْن بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب أَبُو الْفضل بن فتح الدّين أبي الْفَتْح بن أبي الْعَبَّاس الْعَسْقَلَانِي الْمَكِّيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الصَّيْرَفِي، / هَكَذَا أملي عَليّ نسبه وَأرَانِي مَكْتُوبًا مؤرخا سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بابتياع وَالِده من أَبِيه وَغَيره مَكَانا بحارة زويلة ليشهد بذلك ثمَّ كتب لي ذَلِك بِخَطِّهِ وَزعم أَن جده كَانَ عَالما قَارِئًا للسبع وَأَن أَبَاهُ حُسَيْنًا كَانَ من أكَابِر التُّجَّار لَهُ وَصِيَّة فِيهَا قرب ومبرات ثبتَتْ على السُّبْكِيّ فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة، وابتنى مَسْجِدا وَعَلِيهِ أوقاف بَاقٍ بَعْضهَا فَالله أعلم. كَانَ وَالِده صيرفيا بالاصطبلات الشَّرِيفَة وَيعرف بِابْن شهَاب وَكَانَ كأبيه يسكن بحارة زويلة فولد لَهُ هَذَا فِي سَابِع ذِي الْحجَّة سنة تسع وَعشْرين وَكتب لي بِخَطِّهِ أَنه وَقت صَلَاة الْجُمُعَة سَابِع ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَأَنه كَانَ توءما لآخر اسْمه أَبُو بكر عَاشَ سَبْعَة أشهر وَأَن أمهما رَأَتْ فِي زمن حملهَا رُؤْيا غَرِيبَة حَسَنَة وَأَنه

ص: 316

نَشأ فحفظ الْقُرْآن وَهُوَ ابْن تسع وَلم يحْتَج إِلَى إِعَادَته والعمدة والشاطبيتين والجزرية فِي التجويد وألفيتي الحَدِيث والنحو والتنبيه وَجمع الْجَوَامِع وتلخيص الْمِفْتَاح والخزرجية فِي الْعرُوض والقوافي وحاوي الْحساب والبردة وَبَانَتْ سعاد وانْتهى حفظه لَهَا فِي أَوَاخِر سنة خمس وَأَرْبَعين وَتزَوج فِي الَّتِي تَلِيهَا وَحج مَعَ أَبَوَيْهِ فِي الَّتِي تَلِيهَا فَلَمَّا رَجَعَ وَذَلِكَ فِي أول سنة ثَمَان وَأَرْبَعين أقبل على التفهم وَالْأَخْذ عَن الْمَشَايِخ فِي الَّتِي تَلِيهَا فَأخذ الْقرَاءَات عَن الزين طَاهِر والنورين البلبيسي إِمَام الْجَامِع وَابْن يفتح الله والشموس أبي عبد الْقَادِر الضَّرِير الْأَزْهَرِي وَابْن الْعَطَّار وَابْن مُوسَى الْحَنَفِيّ والشهاب السكندري والتاج بن تمرية والْعَلَاء القلقشندي والزين بن عَيَّاش وَكَأَنَّهُ إِن صَحَّ لقِيه)

بِمَكَّة وأقصى مَا جمع للعشر، وَالْعرُوض والقوافي عَن الشهابين الْخَواص والأبشيطي وَغَيرهمَا والفرائض والحساب عَنْهُمَا وَعَن البوتيجي والشهاب الشارمساحي فِي آخَرين من المغاربة وَغَيرهم كَابْن المجدي فَإِنَّهُ أخذهما عَنهُ مَعَ الْجَبْر والمقابلة وَغير ذَلِك من الْحساب المفتوح وَغَيره والفلك والمقنطرات والجبر والهندسة والهيئة وَالْحكمَة والعربية عَن الْخَواص والقلقشندي وطاهر وَكَذَا الحناوي وَابْن قديد والشرواني والأبدي والبدر الْعَيْنِيّ فِي آخَرين من عُلَمَاء الْقَاهِرَة وَغَيرهم كالتقي الحصني فِيهَا وَفِي الصّرْف وَعلم الحَدِيث عَن شَيخنَا وَأَنه سمع عَلَيْهِ وعَلى الْعَيْنِيّ وَابْن الديري فِي آخَرين وَالْفِقْه والأصلين والمعاني وَالْبَيَان وفن الْأَدَب والبديع والمنطق والتصوف وَغَيرهَا عَن جمَاعَة، وَمن شُيُوخه الَّذين لازمهم فِي الْفِقْه وأصوله الْمحلى وَمِمَّا قَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه لجمع الْجَوَامِع وغالب شَرحه للمنهاج الفرعي وَفِي العقليات وَنَحْوهَا الكافياجي والشرواني وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ الْعَضُد مَعَ حَوَاشِيه وَشرح الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ للأسنائي، وَأخذ بِمَكَّة فِي سنة إِحْدَى وَسبعين التصوف عَن عبد الْمُعْطِي المغربي وَكَذَا مَعَ السلوك بِالْقَاهِرَةِ عَن أبي الْفَتْح بن أبي الْوَفَاء وتلقن الذّكر من مَدين ولازم فِي الْفِقْه وَغَيره القلقشندي والمناوي والبوتيجي وَقسم عَلَيْهِ الْمُهَذّب وَابْن حسان وَفِي الْكِتَابَة بأنواعها ابْن الصَّائِغ وَفِي الْكُوفِي والهندي مَعَ غَيرهمَا وبالتذهب بِالْمُشَاهَدَةِ من فقيهه الشَّمْس بن البهلوان، وَتعلم اللِّسَان التركي بِالْمُشَاهَدَةِ من بعض رفقائه فِي الْمكتب وَسمي من شُيُوخه فِي أَوَائِل اشْتِغَاله القاياتي والونائي وجد فِي التَّحْصِيل واجتهد فِي التَّفْرِيع والتأصيل والعقلي والنقلي وأنهى الْكتب الْكِبَار من مشكلات الْعُلُوم والفنون مَعَ الْمُحَقِّقين حَتَّى تميز وترافق مَعَ أبي البركات الغراقي فِيمَا أَخذه عَن شَيخنَا

ص: 317

من شرح الألفية وَفِيمَا أَخذه عَن الْعَيْنِيّ من شرح الشواهد لَهُ، وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة التَّامَّة مَعَ مزِيد الذكاء وَسُرْعَة النادرة والطلاقة حَتَّى أذن لَهُ غير وَاحِد فِي التدريس والإفتاء وعظمه الْمحلى وَغَيره ودرس وَأفْتى وأسمع الحَدِيث بالطيبرسية لكَون إمامتها مَعَه ثمَّ حصلت لَهُ مشيختها وَكَانَ يجْتَمع عِنْده فِي ختومه الْأَئِمَّة وَعمل بِسَبَب ذَلِك التَّذْكِرَة فِي مجَالِس الْكِرَام فِي ختم البُخَارِيّ. وَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء بِالْقَاهِرَةِ وَمَكَّة بل كتب عَنهُ صاحبنا النَّجْم بن فَهد فِيهَا حِين دَخلهَا مَعَ الرجبية وَكَانَ قَاضِي ركبهمْ بل نَاب فِي الْقَضَاء عَن الْمَنَاوِيّ فَمن بعده وَجلسَ بقاعة الصالحية وإيوانها وقتا ثمَّ بخلوة فِيهَا وشق فِي الِابْتِدَاء ذَلِك على كثيرين سِيمَا أَهلهَا لصِغَر سنة وحرفة أَبِيه فَلم يلتف لهَذَا وَاسْتمرّ)

على طَرِيقَته فِي الِاشْتِغَال وتعاطي الْأَحْكَام إِلَى أَن صَار فِي الْأَيَّام الولوية من أماثل النواب وَزَاد حَتَّى سجل عَلَيْهِ فِي وصف أَبِيه بِالْعلمِ وَأكْثر من ذَلِك بل وصف جده بالتسليك وَنَحْوه وَمَا نَهَضَ أحد يمنعهُ سِيمَا وَقد أبرز الْمَكْتُوب الَّذِي أَشرت إِلَيْهِ أَولا وَيذكر بتساهل فِيهِ وَقَامَت عَلَيْهِ الثائرة حِين أثبت أَنه عصبَة لعَلي بن عبد الرَّحْمَن الصَّيْرَفِي بل وَفِي أَكثر مَا يخبر بِهِ سِيمَا فِي إكثاره الْحِكَايَة عَن شَيخنَا وَابْن المجدي مِمَّا اتّفق لَهُ مَعَهُمَا وَيكثر عجبي من إكثاره لذَلِك عَن أَولهمَا بحضرتي وَمَعِي مَعَ عدم التَّوَقُّف فِي تقدمه فِي الْفَضَائِل ولحاقه بالجوجري فِي تفننه وذكائه وتفرده عَنهُ بالقراءات كَمَا تفرد هُوَ بِصدق اللهجة وَحسن النّظم وَلَكِن قد أَكثر هَذَا مِنْهُ وَرَأَيْت من ينْسبهُ للشرقة فِيهِ أَحْيَانًا وَالْحق أَن الْكثير مِنْهُ كالتضمين، وَلَو فرغ نَفسه للْعلم فِي هَذِه الْأَزْمَان الَّتِي قل فِيهَا من يزاحمه فِي فضائله وَلزِمَ التَّحَرِّي لما لحقه غَيره وَقد حركته لذَلِك غير مرّة فَمَا وفْق. وَمن تصانيفه شرح التبريزي فِي الْفِقْه والورقة فِي أصُول الْفِقْه للعز بن جمَاعَة وَالْكَافِي لشيخه الْخَواص فِي الْعرُوض ومقدمة فِي الْفلك وَكِتَابَة على ديوَان ابْن الفارض وَهُوَ من رُؤُوس الذابين عَن كَلَامه الرافعين لأعلامه ونظم فِي واقعتها أَشْيَاء أودعتها فِي أَخْبَارهَا بل لَهُ جَوَاب أَكْثَره غير مرضِي وَلَقَد قَالَ لَهُ بعض الفسقة من الشُّعَرَاء حِين سمع مِنْهُ قَوْله فِي كائنتها لم أزل أَنا وَأبي وجدي وجد أبي نعتقده نَحن فِي وَاقعَة لَا ننتقل عَنْهَا إِلَى أَبْيَات لَيست فِي ضمنهَا أَو كَمَا قَالَ، ونظم النخبة لشَيْخِنَا والإرشاد فِي الْفِقْه لِابْنِ الْمقري وَالْحَاوِي فِي الْحساب لِابْنِ الهائم مَعَ شَرحه للْأَصْل وَفِي الْقرَاءَات قصيدة

ص: 318

على روى الشاطبية ووزنها وأبوابها مَعَ مَا تفرد بِهِ كل من الْكتب الثَّلَاثَة التَّيْسِير والعنوان والشاطبية بل لَهُ ديوَان شعر ومنظومة فِي الْعرُوض وَأُخْرَى فِي أصُول الْفِقْه، وسمعته ينشد كثيرا من نظمه وَمن ذَلِك:

(أَسْتَار بَيْتك أَمن المستجير وَقد

علقتها طامعا فِي الْعَفو يَا باري)

(وَقد نزلت بِبَيْت قد أمرت بِأَن

نأتيه للأمن فِي العقبى من النَّار)

(وإنني جَار بَيت أَنْت حافظه

فَارْحَمْ جواري كَمَا أوصيت للْجَار)

وَاسْتقر فِي تدريس الْفِقْه بالشيخونية برغبة الْجلَال بن الْأَمَانَة لَهُ عَنهُ وَفِي الميعاد وَالتَّفْسِير بالبرقوقية بعد اللَّقَّانِيّ وَعمل فِي كل مِنْهُمَا أجلاسا ثَانِيهمَا أحفل مَعَ كَونه أهمل، وتزايد انتماؤه للبدري أبي الْبَقَاء بن الجيعان وخدمته لَهُ وخطب بِالْمحل الَّذِي جدده بالزاوية الْحَمْرَاء وَكَذَا الْأَمِير أخور وَأَتْبَاعه وَكَانَ فِي رَكبه سنة ثَمَان وَتِسْعين مَعَ الانجماع وَكَأَنَّهُ للنفرة من مُخَالطَة)

غَيره مِمَّن كَانَ مَعَه.

أَحْمد بن صَدَقَة بن تَقِيّ الْعزي / نِسْبَة للعز بن جمَاعَة لكَونه كَانَ فِي خدمته بل كَانَت أمه زوجا لمفتاح بن عبد الله عَتيق الْبَدْر وَالِد الْعِزّ أَخذ الْفِقْه واشتغل قَلِيلا ثمَّ لَازم سوق الْكتب فِي حَانُوت ثمَّ افْتقر فَصَارَ يُنَادي على الْكتب وينسخ مَعَ ضعف خطه وَكَانَ سَاكِنا ضَعِيف الْحَال والبنية. مَاتَ فِي سنة تسع. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه والمقريزي فِي عقوده.

أَحْمد بن الصّلاح / هُوَ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن نصر بن المحمرة. يَأْتِي.

أَحْمد بن طَاهِر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد جلال الدّين بن الزين بن جلال الخجندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن جلال. / ولد فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ حادي عشر الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن والعمدة وَعرض على بعض الشُّيُوخ بل سمع على الزين بن أبي بكر المراغي واشتغل يَسِيرا عِنْد أَبِيه وَعَمه واعتنى بالأسفار وَقَضَاء حوائج أخوانه وَنَحْوهم ثمَّ توجه إِلَى الْحَج وَركب الْبَحْر فَانْقَطع خَبره وَيُقَال أَنه مَاتَ قبل الثَّمَانِينَ بنواحي سَمَرْقَنْد رحمه الله.

أَحْمد بن ططر. / كَذَا رَأَيْته بِهَامِش نُسْخَتي من الأنباء أَظُنهُ نقلا من الْعَيْنِيّ وَصَوَابه مُحَمَّد وَسَيَأْتِي إِن شَاءَ الله.

أَحْمد بن طوغان وَيُسمى عَليّ بن عبد الله الصَّالِحِي الحمامي وَيعرف بِابْن البيطار. /

ص: 319

سمع فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة على أبي الهول الْجَزرِي أَشْيَاء مِنْهَا جُزْء فِيهِ عوالي من مسموعات أبي نعيم، وَحدث سمع مِنْهُ ابْن فَهد وَغَيره وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بصالحية دمشق وَدفن بسفح قاسيون رحمه الله.

أَحْمد بن طوغان بن عبد الله الشيخوني وَيعرف بدوادار النَّائِب. / مَاتَ أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فرباه سودون النَّائِب فباشر الدوادارية عِنْده وأثرى وَكَانَ يحب أهل الْخَيْر وَالصَّلَاح وترامى على أهل الحَدِيث وَالصَّلَاح واختص بهم ولازم مطالعة كتب أهل الظَّاهِر واشتهر ذَلِك حَتَّى صَار مأوى لمن ينْسب إِلَى ذَلِك مَعَ تعانيه الْعَمَل بِمَا يَقْتَضِيهِ قَول الْأَطِبَّاء فِيمَا يتَعَلَّق بالغداء وَالْعشَاء بِحَيْثُ يكثر الحمية فِي زمن الصِّحَّة وَلَا يَأْكُل إِلَّا بالميزان فَلَا يزَال مُعْتَلًّا. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان رحمه الله. ذكره شَيخنَا فِي الأنباء.

أَحْمد بن الطّيب مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن الشهَاب بن الْجمال النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي. /

حفظ الْمِنْهَاج وتفقه بِأَبِيهِ وَأذن لَهُ بالإفتاء وَلكنه تورع عَنْهَا فِي حَيَاته بل وَبعده وشارك فِي الْفَضَائِل وَحصل من الْكتب جملَة ودرس وَأفَاد وَكَانَ متواضعا حسن الْأَخْلَاق معرضًا عَن الشُّهْرَة. مَاتَ فِي سنة سِتّ وَسبعين رحمه الله.

أَحْمد بن عَابِد الشهَاب الْقُدسِي الشَّافِعِي / وَأَظنهُ مَنْسُوبا إِلَى جده. ذكر لي أَبُو الْعَبَّاس الْقُدسِي الْوَاعِظ أَنه لَازمه فِي الْفِقْه وَغَيره.

أَحْمد بن عَادل بن مَسْعُود الشريف الْفَقِيه شهَاب الدّين الْمدنِي الْحَنَفِيّ. / سمع على النُّور الْمحلى سبط الزبيرِي فِي الِاكْتِفَاء للكلاعي سنة عشْرين.

أَحْمد بن عَاشر. / هُوَ ابْن قَاسم بن أَحْمد. يَأْتِي.

أَحْمد بن عَاصِم الفيومي ثمَّ الشبراوي الشَّافِعِي. / تحول من الفيوم مَعَ أَبِيه ظنا فقطن شبرى الْخَيْمَة مَعَ تردده للاشتغال.

أَحْمد بن عَامر الشهَاب المجدلي الشَّافِعِي وَيعرف بكنانة. / ذكر لي بلديه أَبُو الْعَبَّاس الْقُدسِي الْوَاعِظ أَنه أول شيخ تخرج بِهِ.

أَحْمد بن عباد بن شُعَيْب الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس القنائي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل القطبية الْمُجَاورَة للصاحبية وَيعرف بالخواص / لكَونه كَانَ يتكسب أول مَا قدم الْجَامِع الْأَزْهَر بِعَمَل المراوح بعد رعي الْغنم فِي بِلَاده. ولد بقنا من أَعمال أسيوط بالصعيد وَقدم مِنْهَا فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة وَهُوَ كَمَا أخبر رجل كَامِل فَدخل الْأَزْهَر وَحفظ الْقُرْآن والبهجة وألفية ابْن مَالك وعروض الشاري وَبَانَتْ سعاد وَغَيرهَا

ص: 320

واشتغل بالفنون فَأخذ الْفَرَائِض والحساب عَن ابْن المجدي وناصر الدّين البارنباري وَعنهُ أَخذ الْعرُوض وَكَذَا أَخذ عَنهُ وَعَن الشّرف السُّبْكِيّ وَالشَّمْس البوصيري الْفِقْه وحضره عِنْد الشَّمْس الْبرمَاوِيّ والبرهان البيجوري وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والنحو عَن الشَّمْس بن الجندي والحناوي وَقَرَأَ عَلَيْهِ الصَّحِيح فِي آخَرين فِي هَذِه الْعُلُوم وَغَيرهَا حَتَّى بَلغنِي أَنه كَانَ يقْرَأ على الشَّمْس بن سارة فِي الْعَضُد أَو غَيره وَلم يزل يدأب حَتَّى أُشير إِلَيْهِ بالفضيلة والبراعة فِي الْفِقْه وأصوله وَفِي الْفَرَائِض والحساب والعربية وَالْعرُوض والمعاني وَغَيرهَا مَعَ الْحِرْص على تَكْرِير محافيظه، وتصدى للإقراء مُدَّة طَوِيلَة فَانْتَفع بِهِ النَّاس وَتخرج بِهِ جمَاعَة وَعمل فِي الْعرُوض مُقَدّمَة رَأَيْتهَا وسماها الْكَافِي فِي الْعرُوض والقوافي وَقد شرحها من طلبته الشهَاب بن الصَّيْرَفِي ونظمها هُوَ الشهَاب القليجي،)

وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الزين المنهلي وَابْن سولة وَابْن الصَّيْرَفِي وَمن لَا أحصيه كَثْرَة وَكَانَ حسن التَّعْلِيم لين الْجَانِب حاد الْخلق مديما للأشغال طول نَهَاره بِدُونِ ضجر وَلَا ملل مَعَ التقشف ونحافة الْبدن وَكَثْرَة التوعك ومزيد اعْتِقَاد النَّاس فِيهِ بل لم يره أحد إِلَّا اعتقده والتقلل من الدُّنْيَا فَلم يكن باسمه سوى وَظِيفَة التصوف بالفخرية ثمَّ الْإِمَامَة بالقطبية ومشيختها وَكَانَت مَحل إِقَامَته وَلذَلِك كَانَ الْمَنَاوِيّ يُرْسل إِلَيْهِ وَلَده زين العابدين ليصحح عَلَيْهِ لوجه فِي الْبَهْجَة، رَأَيْته وَنعم الرجل كَانَ وَلكنه لم يكن بالذكي. مَاتَ بالقطبية بعد تمرضه مُدَّة فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَخمسين وَقد قَارب الثَّمَانِينَ وَدفن خَارج بَاب النَّصْر فِي حوش الصُّوفِيَّة رحمه الله وإيانا ونفعنا بِهِ.

أَحْمد بن عباد الشهَاب السفطي. / ذكره ابْن فَهد فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه ذكر أَنه سمع الصَّحِيح من التقي بن حَاتِم وَهُوَ مِمَّن أثْبته الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِيمَن سمع مِنْهُ الْإِمْلَاء فِي سنة ثَمَان عشرَة وَسمي أَبَاهُ أرسلان.

أَحْمد بن عبَادَة بن عَليّ بن صلح بن عبد الْمُنعم الشهَاب بن الزين الْأنْصَارِيّ الخزرجي الزرزاري الأَصْل القاهري الْمَالِكِي. / أَخذ الْفِقْه عَن أَبِيه وَغَيره والعربية عَن الحناوي وَكَذَا أَخذ عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ الْعَرَبيَّة والمنطق وَتردد للمجد الْبرمَاوِيّ وَسمع عَلَيْهِ كثيرا من السِّيرَة النَّبَوِيَّة وَكَذَا سمع من شَيخنَا وبرع فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وشارك فِي الْفِقْه وَكَانَ مُتَأَخِّرًا عَن أَخِيه النُّور عَليّ فِيهِ مقدما عَلَيْهِ فِي غَيره، وباشر تدريس الأشرفية بعد موت وَالِده بل تصدى

ص: 321

للإقراء وَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء وناب فِي الْقَضَاء، وَكَانَ فَقِيرا ضَعِيف النّظر بل كف وَرغب عَن جلّ وظائفه وَلم يكن بالمرضي. مَاتَ فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَأَظنهُ زَاد عَن السِّتين وَرَأَيْت بعض المهملين أرخه سنة سبع وَخمسين رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

أَحْمد بن عبَادَة. / يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبَادَة.

أَحْمد بن عَبَّاس بن أَحْمد بن عمر بن نَاصِر بن أَحْمد الْمَنَاوِيّ نِسْبَة لمنية مسود بالمنوفية الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. / شَاب يكثر الِاشْتِغَال جدا وَيَأْخُذ عَمَّن دب ودرج، وَمن شُيُوخه الزين زَكَرِيَّا وَكَذَا تردد إِلَيّ وقتا فِي شرحي للألفية وَغَيره وَهُوَ حسن الْفَهم غير سريعه نَاب فِي إِمَامَة البيبرسية ثمَّ اسْتَقل بإمامة سعيد السُّعَدَاء ولازم ابْن الصَّيْرَفِي وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي البرقوقية حِين اسْتَقر فِي التَّفْسِير بهَا بل كَانَ يجلس عِنْده أَحْيَانًا للشَّهَادَة، وترقى حَاله قَلِيلا وَتزَوج.

أَحْمد بن عَبَّاس بن أَحْمد البارنباري. / شهد على بعض الْحَنَفِيَّة سنة إِحْدَى.

أَحْمد بن الْعَبَّاس الْعَبَّادِيّ التلمساني. / مَاتَ سنة سِتّ وَسِتِّينَ. أرخه ابْن عزم.

أَحْمد بن عبد الباسط بن خَلِيل شهَاب الدّين بن الزيني نَاظر الْجَيْش الْآتِي أَبوهُ. / مَاتَ بالطاعون فِي مستهل شعْبَان سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بعد أَن بلغ وناب عَن وَالِده فِي كِتَابَة الْعَلامَة وَكَانَت جنَازَته حافلة.

أَحْمد بن عبد الْبَاقِي الشهَاب بن الْعِمَاد الأقفهسي. / هَكَذَا رتبه بَعضهم وَهُوَ غلط وَصَوَابه ابْن عماد بن يُوسُف يَأْتِي.

أَحْمد بن عبد الحميد بن سُلَيْمَان بن حميد شهَاب الدّين اللاري النابلسي ثمَّ الصَّالِحِي. / سمع من الصّلاح بن أبي عمر فِي سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة الْأَوَّلين من تَخْرِيج أبي سعد الْبَغْدَادِيّ عَن شُيُوخه. ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَلم يزدْ.

أَحْمد بن عبد الحميد الْمَالِكِي. / فِي ابْن يُوسُف بن عمر بن يُوسُف.

أَحْمد بن عبد الْحَيّ القيوم بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة محب الدّين الْقرشِي الشَّافِعِي قَاضِي جدة وأخو عَطِيَّة وَابْن عَم كريم الدّين عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّحْمَن وَزوج أُخْته فَاطِمَة وَأمه من زبيد. / ولد فِي رَجَب ظنا سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل عِنْد شُيُوخ بَلَده وَسمع من الزين الأميوطي وَأبي الْفَتْح المراغي وقريبه أبي السعادات بن ظهيرة، وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ جُزْء ابْن الجهم وإحياء الْقلب الْمَيِّت، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ من أجَاز لقريبه الْمُحب مُحَمَّد بن أبي حَامِد مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن أبي السُّعُود

ص: 322

مُحَمَّد بن حُسَيْن، وَدخل مصر غير مرّة أَولهَا فِي سنة أَربع وَخمسين وَكَذَا دخل دمشق وحلب وطرابلس وَغَيرهَا وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وناب فِي قَضَاء جدة وخطابتها من سنة بضع وَسِتِّينَ عَن قَرِيبه الْكَمَال أبي البركات بن ظهيرة وَغَيره فحمدت سيرته لمزيد تواضعه ورفقه وَلينه وخفة وطأته، وَهُوَ مِمَّن أَكثر التَّرَدُّد إِلَيّ فِي مجاورتي الْأَخِيرَة كَانَ الله لَهُ.

أَحْمد بن عبد الْخَالِق بن عبد المحيي بن عبد الْخَالِق الشهَاب بن السراج الأسيوطي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل الناصرية ووالد الولوي أَحْمد الْمَاضِي وأخو إِسْمَاعِيل الْآتِي. / ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة وَسمع من عَمه الْعِزّ عبد الْعَزِيز والتنوخي وَعبد الله بن الْمعِين

وَمُحَمّد بن عَليّ بن قيم الكاملية وَجُوَيْرِية ابْنة الهكاري وَمن مسموعه عَلَيْهَا ثلاثيات البُخَارِيّ وجزء فِيهِ مجلسان من أمالي أبي جَعْفَر البخْترِي وَأبي بكر الشَّافِعِي وَغير ذَلِك، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ وَلَده، وَكَانَ صَالحا عابدا خيرا رَضِي الْأَخْلَاق جدا كثير التَّهَجُّد والتلاوة ذَا هَيْئَة حَسَنَة وشكالة مَقْبُولَة وَشَيْبَة منورة عَلَيْهِ سمت الصَّالِحين وسكينتهم ووقارهم اجْتمع النَّاس على الثَّنَاء عَلَيْهِ حَتَّى قَالَ بعض رفقائه فِي الشَّهَادَة رافقته نَحْو أَرْبَعِينَ سنة فَمَا سَمِعت مِنْهُ مَا أكره، وَقَالَ يحيى العجيسي جَاره فِي الناصرية أَنا فِي جواره مُنْذُ نَيف وَثَلَاثِينَ سنة مَا عبت عَلَيْهِ خصْلَة وَقَالَ أَخُوهُ: مَاتَ أَبونَا وَخلف دنيا وَاسِعَة فخرتها وَكنت أعْطِيه الْيَسِير جدا فِي كل يَوْم فَلَمَّا بلغ واستقل بِنَفسِهِ لم يقل لي يَوْمًا من الْأَيَّام مَا فعلت فِي تَرِكَة وَالِدي لَا تَصْرِيحًا وَلَا تَلْوِيحًا. مَاتَ فِي يَوْم السبت ثَانِي عشري ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بِالْمَدْرَسَةِ الصالحية مَحل سكنه وَدفن بتربة الصُّوفِيَّة شيعه الْعلم البُلْقِينِيّ وَخلق. رحمه الله وإيانا.

أَحْمد بن عبد الْخَالِق بن عَليّ بن الْحسن بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن الْفُرَات الشهَاب بن الصَّدْر بن النُّور الْبَدْر القاهري الْمَالِكِي. / كَانَ أَبوهُ من أَعْيَان الموقعين وَنَشَأ هُوَ بِالْقَاهِرَةِ فاشتغل بالفقه وأصوله والعربية والطب وَالْأَدب وَمهر فِي الْفُنُون الْعَقْلِيَّة ونظم الشّعْر الْحسن مَعَ لطافة الشكل وبشاشة الْوَجْه وَحسن الْخلق. قَالَه شَيخنَا قَالَ وَكَانَت بَيْننَا مَوَدَّة سمع مَعنا من بعض الشُّيُوخ وَسمعت من نظمه كثيرا وَهُوَ الْقَائِل:

(إِذا شِئْت أَن تحيا حَيَاة سعيدة

ويستحسن الأقوام مِنْك المقبحا)

(تزي بزِي التّرْك واحفظ لسانهم

وَإِلَّا فجانبهم وَكن متصولحا)

ص: 323

مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَلم يدْخل فِي الكهولة. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وأنبائه، وَقَالَ المقريزي فِي عقوده أَنه كَانَ إِذا كتب لَهُ الْبَيْت من الشّعْر أَو نَحوه فِي ورقة لم يرهَا وَدفعت إِلَيْهِ وَيَده من تَحت ذيله قَرَأَهَا وَيَده وثوبه يحول بَين بَصَره وَبَين رؤيتها إِلَّا أَنه يمر بِيَدِهِ على الْمَكْتُوب خَاصَّة فَيقْرَأ مَا كتب فِي الورقة امتحناه بذلك غير مرّة وشاهدت غَيره أَيْضا يفعل مثله انْتهى. وَحكى لنا الزيني عبد الباسط بن ظهيرة عَن شخص من التُّجَّار اسْمه عمر بن بسيس أَنه شَاهد هُوَ وَغَيره مِنْهُ مثل ذَلِك.

أَحْمد بن عبد الْخَالِق بن مُحَمَّد بن خلف المجاصي بِفَتْح الْمِيم وَالْجِيم مخففا / قَرْيَة فِي الْمغرب

أَحْمد بن عبد الدَّائِم بن عمر الشهَاب بن القَاضِي زين الدّين المرصفاوي. / قَالَ الزين رضوَان أَنه سمع على الشّرف بن الكويك وَأَشَارَ إِلَى أَنه مَاتَ وَلم يبين تَارِيخ مَوته.

أَحْمد بن عبد الدَّائِم بن عمر الشريف الحسني بن عمر الشريف الْبَدْر النسابة. / قيل أَنه بالمشهد الْحُسَيْنِي وَأَنه استجيز وَهَذَا لَا أعرفهُ أصلا.

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن الْمُوفق أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب بن الزين أبي الْفرج الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو يُوسُف الْآتِي وَيعرف أَبوهُ بِابْن الذَّهَبِيّ وَهُوَ بِابْن نَاظر الصاحبية وَرُبمَا أسقطت الْيَاء. / ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وأرخه بَعضهم بِسنة سِتّ وَسِتِّينَ لغَرَض، وَسمع من أَبِيه وَمُحَمّد بن الرشيد عبد الرَّحْمَن الْمَقْدِسِي وَأحمد بن مُحَمَّد ابْن إِبْرَاهِيم بن غَنَائِم بن المهندس والشهاب أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي والعماد أبي بكر بن يوزسف الخليلي وناصر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة فِي آخَرين، وقرأت بِخَط الخيضري مَا نَصه: ذكر لي شَيخنَا يَعْنِي ابْن نَاصِر الدّين الْحَافِظ مرَارًا أَن وَالِد صَاحب التَّرْجَمَة قَالَ لَهُ مَا فرحت بِشَيْء من أَنِّي أحضرت وَلَدي وعني صَاحب التَّرْجَمَة جَمِيع مُسْند أَحْمد على الْبَدْر أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن الرقَاق بن الجوخي أخبرتنا بِهِ زَيْنَب ابْنة مكي بمندة، قَالَ ابْن نَاصِر الدّين وَكَانَ وَالِده

ص: 324

من الثِّقَات، وَكَذَا حَكَاهُ الْمُحدث نَاصِر الدّين بن زُرَيْق عَن ابْن نَاصِر الدّين معينا لكَونه حِين الْحُضُور فِي الثَّالِثَة وَلكنه سكت عَن توثيقه، ثمَّ قَالَ ابْن زُرَيْق فَالله أعلم بِصِحَّة ذَلِك انْتهى. وَقد اعْتمد النَّاس قَول ابْن نَاصِر الدّين وحكاية توثيقه لوالده فَحدث صَاحب التَّرْجَمَة بالمسند أَو جله بِدِمَشْق بل واستدعى بِهِ الظَّاهِر جقمق بعناية بعض أمرائه فِي سنة خمس وَأَرْبَعين مَعَ آخَرين من المسندين إِلَى الْقَاهِرَة، وَحدث بِهِ أَيْضا وَبِغَيْرِهِ من مروياته وَسمع من الْأَعْيَان وَكَانَ ختم الْمسند وَهُوَ تَرْجَمَة عبد الرَّحْمَن بن أَزْهَر بِحُضُور شَيخنَا، وَرجع إِلَى بَلَده فَمَاتَ فِي شَوَّال سنة تسع وَأَرْبَعين، وَكَانَ دينا خيرا أحد الشُّهُود بِمَجْلِس الحكم الْحَنْبَلِيّ بِدِمَشْق رحمه الله. وَقد ذكره)

شَيخنَا فِي مُعْجَمه بِاخْتِصَار فَقَالَ أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن النَّاظر الْحَنْبَلِيّ سمع من الْمسند الْحَنْبَلِيّ على أَحْمد بن جوخي وَحدث أجازنا فِي سنة تسع وَعشْرين. وترجمته فِي الأنباء إِنَّمَا كتبهَا الخيضري وَلست لمؤلفه فاعتمده.

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن سُلَيْمَان الْبَهَاء بن الْجلَال الْأنْصَارِيّ الأسنائي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن العكم. / ولد قبل الْأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وناب فِي الْقَضَاء بعد وَفَاة أَبِيه بل ولي أَمَانَة الحكم وَحبس الأسيوطي يَده بِأخرَة ثمَّ رَفعه بِالْكُلِّيَّةِ زَكَرِيَّا وَصَارَ مُقْتَصرا على النِّيَابَة إِلَى أَن سَافر فِي الْبَحْر حِين رأى اختلال أَمر قاضيه وجماعته فوصل مَكَّة فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين على هَيْئَة إملاق فدام بهَا حَتَّى حج وبلغه وَفَاة ولد لَهُ فَاشْتَدَّ حزنه وَلم يلبث أَن تعلل ومل فَرجع إِلَى جدة ليتوجه مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة بعد الزِّيَارَة فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ الضعْف بهَا فَعَاد لمَكَّة فتزايد ضعفه وَاسْتمرّ كَذَلِك نَحْو شَهْرَيْن إِلَى أَن مَاتَ فِي ثَالِث عشري جُمَادَى الأولى أَو الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَتِسْعين ثَانِي يَوْم طلق زَوْجَة لَهُ كَانَ اتَّصل بهَا هُنَاكَ وبالغت فِي خدمته وَيُقَال أَنه لم يكن حِينَئِذٍ واعيا وَصلى عَلَيْهِ بعض عصر يَوْمه ثمَّ دفن بالمعلاة بتربة لِابْنِ شمس وَكَانَت فِيهِ حشمة فِي الْجُمْلَة لَكِن مَعَ تساهل شَدِيد عَفا الله عَنهُ.

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الشهَاب أَبُو مُحَمَّد بن الْبَهَاء بن الشهَاب القمصي البارنباري وبارنبار مُقَابل منية القمص وَهِي أعظم مِنْهَا القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْجلَال عبد الرَّحْمَن الْآتِي. / كَانَ أَبوهُ من أَصْحَاب عبد العال خَليفَة الشَّيْخ أَحْمد البدوي مِمَّن يذكر بالكرامات وَالْأَحْوَال وَله بِبَلَدِهِ منية القمص

ص: 325

زَاوِيَة أَنْشَأَهَا وَولد لَهُ صَاحب التَّرْجَمَة بهَا قَرِيبا من سنة خمسين وَسَبْعمائة فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ وَلَده وَالْأَشْبَه أَن يكون بعد ليناسب تَارِيخ عرضه فحفظ الْقُرْآن والمنهاجين الفرعي والأصلي وَغَيرهَا وَعرض فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة على الأبناسي وَوصف وَالِده بالشيخ الصَّالح الزَّاهِد العابد المربي الناسك السالك كَهْف الْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين الشَّيْخ بهاء الدّين بن الشَّيْخ الصَّالح شهَاب الدّين البارنباري، وَكَذَا عرض على ابْن الملقن وَإِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن سعد الله بن جمَاعَة وَقَالَ أَولهمَا أَنه سمع عَلَيْهِ قبل ذَلِك دروسا فِيهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ بعضه بحثا وَكتب شَرحه لَهُ أَي الْمِنْهَاج الفرعي بِكَمَالِهِ والصدر الأبشيطي وَالْجمال الأسنوي والشهاب بن النَّقِيب والبهاء أَحْمد بن التقي السُّبْكِيّ وَمُحَمّد بن عبد الْبر السُّبْكِيّ والبدر حسن بن الْعَلَاء القونوي وأكمل)

الدّين الْحَنَفِيّ والسراج الْهِنْدِيّ وَآخَرين، وَوصف كلهم وَالِده بِالْولَايَةِ وَالصَّلَاح وَرَأَيْت خطّ الْكَمَال الدَّمِيرِيّ على الْجُزْء الْأَخير من شَرحه للمنهاج بِخَط صَاحب التَّرْجَمَة بِمَا نَصه: بلغ الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة الْمُحَقق مُفِيد الطالبين وَصدر المدرسين وأوحد الْعلمَاء العاملين سَيِّدي الشَّيْخ شهَاب الدّين بن سَيِّدي الشَّيْخ الإِمَام الْعَارِف المسلك صَاحب الْأَحْوَال السّنيَّة والطرائق المرضية زين الدّين بن الشَّيْخ شهَاب الدّين القمصي أدام الله النَّفْع بِهِ قَرَأَهُ عَلَيْهِ من أول بَاب الْمُسَاقَاة إِلَى هَهُنَا وقابل أَصله هَذَا بأصلي فَالله تَعَالَى يَجعله وإياي من الَّذين أَحْسنُوا الْحسنى وَزِيَادَة وَأَن يبلغ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة مُرَاده وَأَن يرفعهُ مَعَ الَّذين أُوتُوا الْعلم دَرَجَات وَأَن يوفقه وإياي فِي الحركات والسكنات وَكَانَ انْتِهَاء ذَلِك فِي تَاسِع عشر شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة انْتهى وَحكى لي وَلَده أَنه قَرَأَ على الْجمال الأسنوي مُعظم تصانيفه بعد أَن كتبهَا بِخَطِّهِ وَكَذَا كتب النكت لِابْنِ النَّقِيب وَقرأَهَا عَلَيْهِ وَتَخْرِيج المصابيح للصدر الْمَنَاوِيّ وقرأه عَلَيْهِ قَالَ وَكَانَ فَقِيها فَاضلا مُتَقَدما فِي عُلُوم مَعَ كَثْرَة التِّلَاوَة حَتَّى أَنه رُبمَا تَلا الْخَتْم بِكَمَالِهِ وَهُوَ منتصب على قَدَمَيْهِ وَله صَوت عريض، وَقد أَخذ عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم وَلَده والزين القمني وَغَيرهمَا وانعزل عَن النَّاس وَأقَام بزاوية وَالِده عِنْد ضريحه إِلَى أَن مَاتَ فِي رَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين بمنية ابْن سلسل وَكَانَ خرج إِلَيْهَا بمفرده فقدرت وَفَاته بهَا واستجيبت دَعوته فَإِنَّهُ دَعَا أَن لَا يَمُوت بِبَلَدِهِ فَحمل مِنْهَا إِلَى الْمنية وَدفن عِنْد أَبِيه رحمه الله وإيانا.

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الدِّمَشْقِي الأَصْل الْمَكِّيّ

ص: 326

الشهير كأبيه ابْن قيم الجوزية. / مِمَّن ورث أَبَاهُ وَتزَوج ابْنة أبي الْبَقَاء بن الضياء واستولدها وَمَاتَتْ تَحْتَهُ ثمَّ تناقص حَاله وَصَارَ عطارا بِبَاب السَّلَام ثمَّ ارتحل بولديه وأخيه إِلَى الْقَاهِرَة فماتوا بهَا فِي طاعون سنة ثَلَاث وَسبعين بعد دُخُوله مِنْهَا الشَّام عَفا الله عَنهُ.

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن أَحْمد بن مَنْصُور بن نعيم بِالْفَتْح ككبير الشهَاب أَبُو الأسباط العامري نسبه لقبيلة بني عَامر الرَّمْلِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بكنيته. / ولد سنة خمس أَو سِتّ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بالرملة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ مُعظم الْقُرْآن عِنْد الشهَاب بن رسْلَان وَصَحبه إِلَى أَن مَاتَ وَحفظ الْحَاوِي وَجمع الْجَوَامِع وألفية ابْن مَالك وَعرض على جمَاعَة مِنْهُم الْوَلِيّ بن الْعِرَاقِيّ وَشَيخنَا وَأَجَازَ لَهُ بل أَخذ عَن ثَانِيهمَا النخبة وَغَيرهَا وَأذن لَهُ فِي الإقراء وتفقه

بِابْن رسْلَان وبالشمسين الْمَالِكِي نِسْبَة الشَّافِعِي والبرماوي عَنهُ أَخذ الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول وَغَيرهمَا، وَسمع بِبَيْت الْمُقَدّس على القبابي وَابْن بردس وَغَيرهمَا كَالشَّمْسِ بن الديري فَإِنَّهُ حضر عَلَيْهِ فِي صغره وبالخليل عَليّ التدمري جُزْءا ابْن عَرَفَة وبدمشق على ابْن نَاصِر الدّين وَغَيره وَدخل الديار المصرية غير مرّة وَكَذَا دخل الشَّام وَحج وزار وتصدى للإقراء فَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس الْقُدسِي الْوَاعِظ. وَولي قَضَاء بَلَده فِي أَوَاخِر سنة أَربع وَأَرْبَعين حِين كَانَ الونائي قَاضِي دمشق فحسنت سيرته جدا وَكثر ثَنَاء النَّاس عَلَيْهِ وَصرف عَنْهَا غير مرّة ثمَّ أعرض عَن ذَلِك وَلزِمَ الِاشْتِغَال والأشغال والإفتاء وَالتِّجَارَة فِي الصابون وَغَيره وَعرف بِتمَام الْفَضِيلَة حَتَّى صَار عَالم بَلَده وَرُبمَا نظم الشّعْر مَعَ الإقبال على الْعِبَادَة وسلوك طَرِيق الْخَيْر ومزيد التَّوَاضُع واقتفاء طَرِيق السّلف وَصدق اللهجة والمحاسن الجمة، وَقد لَقيته بِبَلَدِهِ فَأخذت عَنهُ أَحَادِيث ثمَّ كثر اجتماعي مَعَه بِالْقَاهِرَةِ وَأرْسل إِلَيّ بمصنف لَهُ أفرده لرجال البُخَارِيّ استمد فِيهِ من تَهْذِيب شَيخنَا وَأَصله فأصلحته لَهُ، وقطن بِبَيْت الْمُقَدّس بِأخرَة حَتَّى مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سبع وَسبعين. وَقد تَرْجمهُ البقاعي مرَارًا مراعيا التَّعَرُّض لبَعض رفقائه فَقَالَ أَنه لَيْسَ فِي تلامذة ابْن رسْلَان مثله علما وعقلا وَأَنه برع فِي الْفِقْه والنحو وَالْأُصُول وَغَيرهَا وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ الْحسن السَّرِيع وَعِنْده عقل وافر وتواضع كثير وَصَلَاح وسكينة وَبشر للأصحاب وتودد مَعَ تؤدة وشكل مَقْبُول وسمت حسن وَلَيْسَ فِي الرملة الْآن من يدانيه علما ودينا وعقلا، وَوَصفه بِالْإِمَامِ الْعَلامَة قَاضِي الرملة وعالمها رحمه الله وإيانا.

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن حسن أَبُو حسيل النجار وَيعرف بِابْن بنيفة. / مَاتَ

ص: 327

فِي الْمحرم سنة تسع وَخمسين.

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن حمدَان بن حميد بِالتَّكْبِيرِ الشهَاب بن الزين العنبتاوي بِفَتْح النُّون وَإِسْكَان الْمُوَحدَة بعْدهَا فوقانية نِسْبَة إِلَى عنبتا قَرْيَة من عمل نابلس الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو إِبْرَاهِيم الْمَاضِي. / ولد تَقْرِيبًا سنة سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة وَسمع من الْمُحب الصَّامِت وَأبي الهول وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن فَهد وتكسب بِالشَّهَادَةِ. مَاتَ فِي سَابِع عشر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين مطعونا.

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن دَاوُد بن الكويز أَخُو صَلَاح الدّين مُحَمَّد الْآتِي. / سمع فِيمَا أَظن على شَيخنَا.

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن هرون بن بدر بن عَليّ بن عَامر بن هَارُون بهاء الدّين بن عماد الدّين العامري الْجُهَنِيّ التتائي القاهري الشَّافِعِي. / هَكَذَا قَرَأت نسبه بِخَطِّهِ، وَيعرف بِابْن حرمي بمهملتين مفتوحتين ثمَّ مِيم وَكَأَنَّهُ عَمه فَسَيَأْتِي حرمي بن سُلَيْمَان. ولد بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة وبخطى أَيْضا سنة أَربع وَتِسْعين فَالله أعلم، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وألفية النَّحْو وَبَعض منهاج الْأُصُول، وَعرض على جمَاعَة كالبرهان البيجوري وَعنهُ أَخذ فِي الْفِقْه وَكَذَا عَن الشمسين الْبرمَاوِيّ والعراقي وَآخَرين بل ذكر أَنه سمع مَعَ أَخِيه الْبَدْر مُحَمَّد عَليّ السراج البُلْقِينِيّ ختم البُخَارِيّ بِقِرَاءَة الشهَاب الْحُسَيْنِي قَالَ وأحفظ عَنهُ قَوْله لَهُ أَحْسَنت يَا شهَاب الدّين قَالَ وَكنت فِيمَن ظهر مَعَ الزين الْعِرَاقِيّ للاستسقاء فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة وَسمعت خطبَته انْتهى. وَرَأَيْت لَهُ سَمَاعا على النُّور الأبياري نزيل البيبرسية فِي سنَن ابْن مَاجَه سنة ثَلَاث عشرَة وَهُوَ مِمَّن لَازم شَيخنَا فَأكْثر وَكتب عَنهُ شرح البُخَارِيّ وَغَيره فِي الْإِمْلَاء وَغَيره وَزَاد بره لَهُ وَلم تكن ثروته فِي أثْنَاء ذَلِك من إِرْث أَخِيه بمانعة لَهُ عَن قبُول بره إِمَّا لعدم ظَنّه وُجُوبه أَو كَانَ يَدْفَعهُ لمستحق، وَقد أم بالحجازية وتنزل فِي بعض الْجِهَات وتكسب بالنساخة وقتا وَكَذَا بِالشَّهَادَةِ إِلَى آخر وقته، وَحكى لي أَن عَدَالَته ثبتَتْ على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ بِشَهَادَة الحناوي وَالشَّمْس الطنتدائي والشريف عمر بن محَاسِن وَتَمام تِسْعَة وَاحْتج للعاشر لالتزام الْوَلِيّ أَن لَا يثبت عَدَالَة لغير شَافِعِيّ يُزَكِّيه عشرَة فَأثْنى عَلَيْهِ وَلَده التَّاج عبد الْوَهَّاب. وَكَانَ ثِقَة خيرا متعبدا بالتلاوة وَالْقِيَام محبا فِي الحَدِيث وَأَهله ذَاكِرًا لكثير من الْمُتُون مَعَ التَّحَرِّي فِي نَقله وألفاظ الحَدِيث يتعانى التِّجَارَة فِي الصابون وَغَيره عَلَيْهِ سِيمَا الْخَيْر وَكنت

ص: 328

مِمَّن استأنس بِهِ وبزيارته إِلَى أَحْيَانًا وَسمعت مِنْهُ مَا أسلفته فِي الشهَاب الأبشيطي مِمَّا هُوَ فِي مَنَاقِب شَيخنَا. مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس سادس شَوَّال سنة خمس وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد فِي مشْهد حَضَره الْأمين الأقصرائي والعبادي وَالشَّافِعِيّ وَتقدم للصَّلَاة وَغَيرهم وَدفن بتربة البيبرسية وَأثْنى عَلَيْهِ النَّاس كثيرا وَخلف دنيا طائلة وَولدا ذكرا رحمه الله وإيانا. (سقط)

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحْمَن الشهَاب بن الصَّالح الْقدْوَة بركَة الْمُسلمين الزين الدفري الْمَالِكِي. / أجَاز لَهُ الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي سنة ثَمَان عشرَة بعد سَمَاعه مِنْهُ وَعَلِيهِ أَشْيَاء.

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن يُوسُف بن هِشَام الشهَاب بن التقي بن الْجمال الْأنْصَارِيّ

القاهري الشَّافِعِي أَخُو الولوي مُحَمَّد الْآتِي وَذَاكَ أكبر وَيعرف كسلفه بِابْن هِشَام. / ولد سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة واشتغل كثيرا وَأول مَا أَخذ الْعَرَبيَّة عَن الشَّمْس الشطنوفي وَلم يلبث مَعَه إِلَّا يَسِيرا حَتَّى برع فِيهَا ثمَّ أَخذهَا عَن قَرِيبه الشَّمْس العجيمي سبط ابْن هِشَام وعظمه جدا بِحَيْثُ أَنه لما قدم الْعَلَاء البُخَارِيّ ولازمه قَالَ لَهُ أَنَّك لم تستفد مِنْهُ أَكثر مَا عنْدك فَقَالَ أوليس صرنا فِيهِ على يَقِين. وَكَذَا لَازم الْعِزّ بن جمَاعَة فِي الْعُلُوم الَّتِي كَانَ يقرئها وَأخذ عَن الْبرمَاوِيّ فِي آخَرين كَالشَّمْسِ الْبِسَاطِيّ وَقَرَأَ أَيْضا على النظام يحيى الصيرامي المواقف وَحضر مَعَه عِنْده فِيهِ القاياتي والجلال الْمحلى وَخلق وَكَانَ يَقُول قَرَأت على الْبُرْهَان بن

ص: 329

حجاج الأبناسي فِي الْمنطق وَلم أفهم عَنهُ شَيْئا ثمَّ لما صَار يبْحَث مَعَه فِيهِ كَانَ يحمد الله على ذَلِك، وَحضر دروس الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وإملاءه وَأثبت اسْمه فِي بَعْضهَا سنة ثَمَان عشرَة وَثَمَانمِائَة وَتقدم فِي الْفُنُون سِيمَا الْعَرَبيَّة بِحَيْثُ فاق فِيهَا وتصدى للإقراء وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ فِي الْمُخْتَصر والمحيوي يحيى الدماطي فِي التسهيل وَكَانَ يكْتب عَلَيْهِ شرحا كَمَا أَنه كتب على نسخته من توضيح الألفية لجده حَوَاشِي كَثِيرَة جردها فِي تصنيف مُسْتَقل الشَّمْس البلاطنسي فِي مُجَلد انْتفع بِهِ الْفُضَلَاء والعز السنباطي فِي شرح الشمسية كل ذَلِك فِي بَيت ابْن الْبَارِزِيّ وَشَيخنَا ابْن خضر والفرباني بل وَحضر دروسه الشهَاب بن المجدي وتنزل فِي صوفية المؤيدية ثمَّ أعرض عَنهُ وتنزل فِي التَّفْسِير بهَا مَعَ مُرَتّب يسير فِي الجوالي وَكَذَا ولي خزن كتب الأشرفية ثمَّ أعرض عَنهُ لما وَقع بَينه وَبَين ابْن الْهمام فاستقر فِيهِ حِينَئِذٍ الشَّمْس بن الجندي وَقَامَ الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ بكفايته وَكَانَ غَايَة فِي الذكاء مجيدا للعب الشطرنج بل كَانَ غَالِيَة فِيهِ مَعَ حسن الشكالة ومزيد الْكَرم والحدة المفرطة وَسْوَسَة فِي الطَّهَارَة، وَالصَّلَاة وَلم يكن اشْتِغَاله إِلَّا وَهُوَ كَبِير فَإِن الشهَاب الريشي واجهه وهما يتلاعبان الشطرنج بقوله يَا عَامي فحمى من ذَلِك واشتغل من ثمَّ. وَقد ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار، وَقَالَ أَنه فاق فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَكَانَ يجيد لعب الشطرنج وانصلح بِآخِرهِ وَسكن دمشق فَمَاتَ بهَا فِي ضحوة يَوْم الْخَمِيس رَابِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَثَلَاثِينَ بالإسهال شَهِيدا وَدفن بِبَاب الصَّغِير وَكَانَ قدمهَا لزيارة الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ ثمَّ عَاد لمصر، ثمَّ رَجَعَ فَمَاتَ وَحضر جنَازَته الْعَلَاء البُخَارِيّ والقضاة والأعيان رحمه الله وإيانا، وأرخ بَعضهم مولده سنة سبع وَتِسْعين وَأَنه مَاتَ عَن نَحْو أَرْبَعِينَ ولقب وَالِده صفي الدّين.

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن ماجد شهَاب الدّين بن القَاضِي مجد الدّين بن فَخر الدّين القاهري الشَّافِعِي وَيعرف كسلفه بِابْن الجيعان. / نَشأ فِي كنف أَبِيه فَقَرَأَ الْقُرْآن وَغَيره، وَتخرج فِي الْمُبَاشرَة قَلِيلا وباشر الْكِتَابَة فِي الخانقاه البيبرسية فَلم يحمده ضعفاء أَهلهَا وَكَانَ مترفعا لَا لِمَعْنى، وَقد حج غير مرّة. مَاتَ وَقد جَازَ الْأَرْبَعين فِي لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس عشري ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بعد صَلَاة الْجُمُعَة بالأزهر ثمَّ دفن بتربتهم فِي مشْهد حافل وَاسْتقر بعده فِي البيبرسية أَخُوهُ عبد الرَّحِيم خَاتِمَة بني أَبِيه عَفا الله عَنهُ.

ص: 330

أَحْمد بن الرَّحْمَن بن عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشهَاب أَبُو الْفضل النابلسي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن مَكِّيَّة وَهِي أم أَحْمد الْأَعْلَى. / إِمَام الْجَامِع الْكَبِير بنابلس والمتكلم فِيهِ على الْعَامَّة، سمع مني المسلسل وَغَيره وقرأه على بعض القَوْل البديع وَسمع عَليّ أَشْيَاء وَقَالَ لي أَنه سبط خطبا ابْنة عبد الله بن تَقِيّ ابْنة خَالَة التقي أبي بكر القلقشندي وَالَّتِي كَانَت تروي عَن أبي الْخَيْر بن العلائي وَتوفيت قبل السّبْعين بعد أَن أَخذ عَنْهَا الطّلبَة من المقادسة وَنَحْوهم.

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن فضل الْحوَاري الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمزي الشَّافِعِي. / كتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء وَقَالَ أَنه الإِمَام يَوْمئِذٍ بالشرفي يُونُس الأشرفي بِمَدِينَة غَزَّة. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين.

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد النَّاصِر الزبيرِي. / يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن عبد النَّاصِر.

أَحْمد بن الزين عبد الرَّحْمَن الْمَدْعُو عبيد بن عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم الديروطي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن أبي المنيح. / أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ أَشْيَاء.

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أبي بكر بن أَحْمد بن مَسْعُود الشهَاب الريمي الْيَمَانِيّ / وأربعي النَّوَوِيّ والبردة وَقرأَهَا بِالْمَدِينَةِ على الأبشيطي وَمُحَمّد بن المراغي، كَانَ شافعيا فتحنبل وَقرر فِي درس خير بك بِمَكَّة وَصَارَ ملازما للحنبلي فِي ذَلِك وَغَيره وَهُوَ الْمَكِّيّ الْآتِي أَبوهُ وَابْنه نزيل الْكِرَام. ولد فِي أول لَيْلَة من إِحْدَى الجمادين سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَحفظ الْقُرْآن، وَهُوَ إِنْسَان خير كثير الطّواف وَالْعِبَادَة عَلَيْهِ سِيمَا الْخَيْر زار الْمَدِينَة غير مرّة وَصَحب النَّجْم عمر بن فَهد وَسمع مِنْهُ وَمن غَيره كوالده التقي وَأبي الْفَتْح المراغي وَقَرَأَ)

الْفَاتِحَة على الزين بن عَيَّاش وتكسب بِفعل الْعُمر ثمَّ بإقراء الْأَوْلَاد وَكتب عَنهُ ابْن فَهد:

(أهوَ مليح من أول حرف اسْمه عين

إِذا قلبته وجدته يَا وَلَام فِي عين)

(جرح قلبِي وَأخذ عَقْلِي حبيب الْعين

ترك دموعي تجْرِي كشبه الْعين)

وَكَانَ فِي ظله ثمَّ فِي رفد وَلَده وَكَذَا لازمني بِمَكَّة فِي سَماع أَشْيَاء وَسمعت مِنْهُ هَذَا.

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ الشهَاب الْمحلى القاهري الأَصْل الطولوني الشَّافِعِي المبتلي. /

كَانَ أَبوهُ من مياسير التُّجَّار وَنَشَأ هُوَ كَذَلِك مَعَ مصاحبة الِاشْتِغَال فلازم السَّيْف الْحَنَفِيّ فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَحج مَعَ أَبِيه فِي سنة سِتّ وَخمسين فَقَرَأَ الْقُرْآن على الديروطي وَحضر دروس أبي البركات الهيثمي وَيَعْقُوب المغربي

ص: 331

وَغَيرهمَا وَسمع هُنَاكَ وَهنا بِقِرَاءَتِي يَسِيرا على أبي الْفَتْح المراغي وَغَيره، وابتلى بالجذام ولازال فِي تزايد حَتَّى مَاتَ عَن نَحْو الثَّلَاثِينَ ظنا أَظُنهُ فِي حَيَاة أَبِيه عوضهما الله الْجنَّة.

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ السكندري المسدي. / سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر شهَاب الدّين الْبِسَاطِيّ. / أثْبته الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي السامعين أَمَالِيهِ فِي سنة عشر.

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عوض بن مَنْصُور بن أبي الْحسن الشهَاب الأندلسي الأَصْل الطنتدائي القاهري الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد الْآتِي. / ولد سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة الطنتدي وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْحَاوِي وَغَيره وَدخل الْقَاهِرَة فعرضها على الْبُرْهَان بن جمَاعَة فِي ولَايَته الأولى ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده وأكب على الِاشْتِغَال وَحفظ مَا نَيف عَن خَمْسَة عشر ألف بَيت رجز فِي عدَّة عُلُوم مِنْهَا تَفْسِير الشَّيْخ عبد الْعَزِيز الديريني ونظم الْمطَالع للموصلي ثمَّ قدم الْقَاهِرَة قبيل الثَّمَانِينَ فقطنها ولازم الأبناسي والبلقيني وَابْن الملقن والزين الْعِرَاقِيّ وَكَذَا قَرَأَ على الضياء العفيفي وتميز وَلَا سِيمَا فِي الْفَرَائِض وَكَأَنَّهُ أَخذهَا عَن الكلائي، وَولي إِعَادَة الحَدِيث بقبة البيبرسية وإمامة الرِّبَاط بهَا والتدريس بالمنكوتمرية وخطب بِجَامِع الْحَاكِم ولكونه كَانَ يَقُول فِي خطبَته عِنْد أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر اقيدا بالخيرا مَا لَقيته السُّلْطَان مُنْذُ أسلم أنكر عَلَيْهِ يُونُس الواحي فَلم يلْتَفت لإنكاره وَقدر اجْتِمَاعهمَا تجاه الْحُجْرَة النَّبَوِيَّة فَقَالَ يُونُس يَا رَسُول الله إِن هَذَا الرجل يَقُول كَذَا فِي حق صَاحبك وَأَنا أنهاه فَلَا يَنْتَهِي فَخَجِلَ الشَّيْخ، وتصدى لإقراء الْعلم فَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء كشيخنا ابْن خضر، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْعم وَالْوَالِد. وَكتب على جَامع

المختصرات شرحا فِي ثَمَان مجلدات وتوضيحا فِي مُجَلد، وَكَانَ فَقِيها فرضيا متواضعا متقشفا على طَريقَة السّلف، قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه اجْتمع بِي كثيرا وطالت مجالستي لَهُ وَالسَّمَاع من فَوَائده وَكتب بِخَطِّهِ من تصانيفي كثيرا وَكَذَا كتب عني أَكثر مجالسي فِي الْإِمْلَاء وَسمع كثيرا عَليّ وَمَعِي وَحصل هَل فِي آخر عمره خلط فِي رجلَيْهِ ثمَّ فِي لِسَانه ثمَّ مَاتَ فِي ثَالِث شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ، وَتَبعهُ فِي ذكره ابْن قَاضِي شُهْبَة فِي طبقاته والمقريزي فِي عقوده وَلم يذكرهُ شَيخنَا فِي الأنباء وَكَانَ من مجاوريه وَدفن فِي حوش البيبرسية رحمه الله.

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن خلف بن عِيسَى بن عساس بن بدر بن عَليّ بن يُوسُف بن عُثْمَان كَمَال الدّين أَبُو البركات بن التقي أبي الحزم بن

ص: 332

الْحَافِظ الْجمال أبي عبد الله الْأنْصَارِيّ الخزرجي المطري الأَصْل الْمدنِي الشَّافِعِي / ولد كَمَا قرأته بِخَط أَخِيه أبي حَامِد نقلا عَن خطّ أَبِيهِمَا بعد غرُوب الشَّمْس من يَوْم الْخَمِيس لثمان خلون من شعْبَان سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة، وَسمع من الْعِزّ بن جمَاعَة جُزْءا من حَدِيثه تَخْرِيجه لنَفسِهِ وَغَيره وَمن الْأمين بن الشماع وَحَمْزَة بن عَليّ الحسني السُّبْكِيّ، وَدخل الْقَاهِرَة والاسكندرية وَسمع بهَا من حسن بن عَليّ الْعمريّ وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ فَمَا بعْدهَا أَبُو الْحرم القلانسي وناصر الدّين التّونسِيّ ومصطفى الدّين الْعَطَّار وَأحمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْقُسْطَلَانِيّ وَآخَرُونَ، وَحدث سمع مِنْهُ التقي بن فَهد وروى عَنهُ هُوَ وَأَبُو الْفَتْح بن صَالح، وَكَانَ فَقِيها صوفيا عَارِفًا بِعلم الصُّوفِيَّة والْحَدِيث والعربية وأصول الدّين غواص الْفِكر على الدقاق واستنباط الْفَوَائِد ويذاكر بأَشْيَاء مفيدة، وينسب إِلَى معاناة الكيمياء، وَقد تزهد وَدخل الْيمن وَأقَام بهَا نَحوا من عشرَة أَعْوَام وَأقَام فِي مَدِينَة حلْس عِنْد القَاضِي ابْن الْعرَاق حَتَّى مَاتَ وَكَانَت وَفَاته فِي أول ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَدفن هُنَاكَ رحمه الله، وَهُوَ فِي أنباء شَيخنَا بِاخْتِصَار.

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف الشهَاب بن الْوَجِيه الْأنْصَارِيّ الْمَكِّيّ الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن الْجمال الْمصْرِيّ. / حفظ الْقُرْآن وجوده على الزين بن عباش وأحضر فِي الثَّالِثَة سنة ثَلَاث عشرَة ثمَّ فِي الرَّابِعَة على الزين المراغي فِي مُسلم وَابْن حبَان، وَدخل الْهِنْد وقطنها وقتا واستولد بهَا أَوْلَادًا وَرجع بهم إِلَى مَكَّة ثمَّ عَاد إِلَيْهَا فَكَانَت الْمنية سنة ثَلَاث وَسبعين عَفا الله عَنهُ.

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن الشَّيْخ مُحَمَّد بن حسن أَبُو الْيُسْر بن أبي الْفضل الْحَنَفِيّ. / فِي الكنى.

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله السَّيِّد نور الدّين بن الصفي الْحُسَيْنِي الأيجي الشَّافِعِي أَخُو السَّيِّد معِين الدّين مُحَمَّد الْآتِي وَهَذَا أكبر وَذَاكَ أعلم. / ولد فِي ضحى الْجُمُعَة تَاسِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بشيراز وَأخذ فِي النَّحْو وَالصرْف عَن غياث الدّين الأيجي وَفِي الْكَلَام عَن الشّرف حسن البدخشوني الْحَنَفِيّ وَفِي الْمعَانِي عَن قوام الدّين الشيفكي وأخيه إِمَام الدّين فِي الْفِقْه عَن سعد الدّين الكازروني وصاهره على ابْنَته وَلَكِن جلّ اشْتِغَاله عِنْد أَبِيه، وَسمع الحَدِيث بشيراز على الشّرف الجرهي وَابْن الْجَزرِي وبمكة وَكَانَ أول دُخُوله لَهَا فِي سنة خمس وَأَرْبَعين على أبي الْفَتْح المراغي وبالمدينة على الْمُحب المطري فِي آخَرين مِنْهُم الزين بن عَيَّاش وتلا عَلَيْهِ

ص: 333

فِي الْقُرْآن وزار بَيت الْمُقَدّس وَلَقي بهَا بعض المعتمرين وَكَذَا دخل الشَّام وحلب وَغَيرهمَا وَحدث باليسير وشارك فِي الْفَضَائِل قَلِيلا وَانْفَرَدَ عَن أهل بَيته بإقبال مُلُوك عصره وعظمائهم عَلَيْهِ بِحَيْثُ يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ وَلَا ينفكون عَن أوامره إِلَى أَن حصل بَينه وَبَين صَاحب هرموز تنافر بِحَيْثُ قطع مَا كَانَ يصل إِلَيْهِ وَهُوَ شَيْء كثير وتناقص حَاله بِسَبَب ذَلِك مَعَ كَونه لم يكن يدّخر شَيْئا بل لَهُ جِهَات هِيَ بيد أقربائه وَنَحْوهم فَلَا يسْأَل عَنْهَا وَأَنا أحضر لَهُ مِنْهَا مهما كَانَ قنع بِهِ كَمَا بَلغنِي مَعَ مزِيد من ذَلِك وَقد رَأَيْته بِمَكَّة حِين قدومه لَهَا مَعَ بني جبر فِي موسم سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَهُوَ بالمفاصل بِحَيْثُ لَا يمشي إِلَّا مُعْتَمدًا على العكاز وَنَحْوه بل لَا يَسْتَطِيع النهوض فِي كثير من أوقاته فحج ثمَّ تلبث ليزور بعد انْفِصَال المولد من ربيع الأول سنة أَربع فعاقه الْمَرَض وَاسْتمرّ كَذَلِك ينشط تَارَة وَيَنْقَطِع أُخْرَى وَبَالغ فِي التأدب معي وَجَاء ليعيزين فِي الْأَخَوَيْنِ وَالْتمس مني الْإِجَازَة لوَلَده ولجماعته بل حدثت بِحَضْرَتِهِ وماشاني فِي بعض الأسئلة وَعَلِيهِ نور وخفر ومهابة مَعَ لطف ذَات وَجَمِيل عشرَة كل ذَلِك وَهُوَ غير مقتصر على مَا يلائمه بل يسْتَعْمل أَشْيَاء غير مُنَاسبَة وَيكثر الْجِمَاع حَتَّى أَنه تزوج عدَّة زَوْجَات وَاحِدَة بعد أُخْرَى سوى مَا مَعَه من السراري وَأكْثر من تحمل الدُّيُون فِي الْإِنْفَاق وَنَحْوه وَيُقَال أَنه مِمَّن يرغب فِي الكيمياء وأنفدت ابْنَته السيدة بديعة جلّ مَا كَانَ مَعهَا حَتَّى ملت، وَقد فارقته بِمَكَّة بعد انْفِصَال الْمَوْسِم وسافر للمدينة فدام بهَا قَلِيلا ثمَّ ركب الْبَحْر من الينبوع ليرْجع لبلاده وَبلغ جدة فتعلل فَعَاد لمَكَّة وَكَانَت منيته بهَا فِي عصر يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشري جُمَادَى الأول سنة خمس وَتِسْعين وَدفن من الْغَد عقب الصُّبْح عِنْد سلفه من المعلاة رحمه الله وإيانا.

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد النَّاصِر بن تَاج الرياسة شهَاب الدّين بن التقي الْمحلى ثمَّ الزبيرِي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَأَخُوهُ الْعَلَاء عَليّ. / ذكره شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ أحد موقعي الحكم كَانَ قد مهر فِي صناعته وَحصل مِنْهَا مَالا جزيلا مَعَ شدَّة إِمْسَاكه حَتَّى كَانَ مَا وَرثهُ أَخُوهُ مِنْهُ نَحْو ألفي دِينَار سوى العقارات وَكَانَ شَدِيد الْإِتْلَاف فهما طرفا نقيض. مَاتَ فِي نصف ذِي الْحجَّة سنة تسع عشرَة وَلَيْسَ مُحَمَّد فِي نسبه فِي الأنباء بل نسب فِيهِ لجد أَبِيه.

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد النُّور العثماني التّونسِيّ. / سمع بِقِرَاءَتِي فِي

ص: 334

مَكَّة على أبي الْفَتْح المراغي سنة سِتّ وَخمسين.

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن شرف بن مَنْصُور الشهَاب بن الزين الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أَخُو إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَغَيره ووالد الْعَلَاء عَليّ الْحَنَفِيّ الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن قَاضِي عجلون. / اشْتغل على الشّرف الْغَزِّي وباشر التوقيع عِنْد أركماس الدوادار ثمَّ فِي أول ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين ولي كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق بعد الْبَهَاء بن حجي ثمَّ صرف عَنْهَا فِي ربيع الأول من الَّتِي تَلِيهَا بالصلاح خَلِيل بن السَّابِق. وَمَات فِي لَيْلَة الْخَمِيس تَاسِع عشري ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ رحمه الله.

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الشَّامي الْمدنِي وَيعرف بِابْن الشَّامي. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مَنْصُور بن مُحَمَّد بن مَسْعُود بن مُحَمَّد الشهَاب بن الإِمَام الْمُقْرِئ الزيني الفكير بِفَتْح الْفَاء ثمَّ كَاف مَكْسُورَة بعْدهَا تَحْتَانِيَّة ثمَّ رَاء نِسْبَة لقبيلة التّونسِيّ ثمَّ السكندري الْمَالِكِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بالعسلوني بمهملتين / ولد سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بالاسكندرية وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على أَبِيه وَغَيره وَحفظ الْعُمْدَة واشتغل على وَالِده فِي التَّهْذِيب للبرادعي وَأَجَازَ لَهُ الزين أَبُو بكر المراغي. وَدخل الْقَاهِرَة ودمشق وَغَيرهمَا وَأم بِجَامِع الغربي بالاسكندرية خَمْسَة وَثَلَاثِينَ عَاما وَجلسَ شَاهدا بِبَاب الْبَحْر مِنْهَا وقتا ثمَّ ترك وَأَقْبل على التكسب بِالتِّجَارَة، قَرَأت عَلَيْهِ بالثغر جُزْءا وَكَانَ خيرا وضيئا أنشأ مَاتَ بِهِ قريب السّبْعين رحمه الله.

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن النَّاظر الْحَنْبَلِيّ. / فِيمَن جده أَحْمد بن إِسْمَاعِيل.

أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن الْعَلامَة جمال الدّين بن هِشَام. / مضى أَيْضا فِيمَن جده مُحَمَّد بن عبد الله بن يُوسُف.

أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد الشهَاب بن التَّاج أبي الْفضل الْهَمدَانِي الْكُوفِي الأَصْل الْبَغْدَادِيّ الدِّمَشْقِي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن الفصيح بفاء مَفْتُوحَة ثمَّ مُهْملَة مَكْسُورَة وَآخِرهَا مُهْملَة / نَشأ فتعانى التِّجَارَة ثمَّ عمل نقيب الحكم الْحَنَفِيّ بِدِمَشْق ثمَّ سكن الْقَاهِرَة مُدَّة، وَكَانَ ابْن الْآدَمِيّ يُكرمهُ ويعظمه لقرابة بَينهمَا من جِهَة النِّسَاء وبعنايته اسْتَقر فِي خدمَة البيبرسية سنة خمس عشرَة فاستمر فِيهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي مستهل شعْبَان سنة ثَمَان وَعشْرين عَن بضع وَسبعين سنة. قَالَ شَيخنَا: وَكَانَ قَلِيل الْكَلَام محبا فِي الانجماع معاشرا لِأُنَاس مخصوصين كثير الْمعرفَة بالأمور الدُّنْيَوِيَّة وَمَا تردد أَنه سمع على ابْن أميلة وَمن قبله لَكِن لم أَقف

ص: 335

على ذَلِك تَحْقِيقا وَسَأَلته عَنهُ فَلم يعْتَرف بِهِ بل سَأَلته أَن يُجِيز لجَماعَة فَامْتنعَ ظنا مِنْهُ أَن ذَلِك على سَبِيل السخرية لشدَّة تخيله. قلت مَعَ أَنه من بَيت حَدِيث وَقد حَدثنَا غير وَاحِد عَن أَبِيه، وَهُوَ وَأَبوهُ فِي الدُّرَر الكامنة.

أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن حسن بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْقسم الشهَاب بن الزين بن الْبَدْر أبي مُحَمَّد التلعفري الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن المحوجب. / ولد فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَعرض على البلاطنسي والتقي الْأَذْرَعِيّ وَحميد الدّين الْحَنَفِيّ وَابْن مُفْلِح وَآخَرين وَسمع على وَالِده وَعَمه وَأَسْمَاء ابْنة المهراني وَالْجمال بن جمَاعَة حِين قدم عَلَيْهِم وعَلى الشاوي ونسوان الكنانية بِالْقَاهِرَةِ فِي آخَرين بل قَرَأَ على الشهَاب بن زيد البُخَارِيّ وعَلى الْبُرْهَان النَّاجِي بعضه والسيرة بكمالها وَغير ذَلِك وَأَجَازَ لَهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي وَأخذ عَن البلاطنسي والبدر بن قَاضِي شُهْبَة وخطاب والرضى الْغَزِّي والزين النشاوي وحسين قَاضِي الجزيرة فِي آخَرين، وَكتب الْمَنْسُوب وشارك فِي الْفَضَائِل وَحج فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ واختص بالزين بن مزهر وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة وَاسْتقر بعد النابلسي فِي نظر الْمَسْجِد الشهير بِابْن طَلْحَة تجاه البرقوقية ثمَّ رغب عَنهُ لإمامها عبد الْقَادِر وخالط غير وَاحِد من الْأُمَرَاء سِيمَا نَائِب الشَّام قجماس وانتفع النَّاس بِهِ مَعَ حشمه وكرم ورفق وتواضع ورغبة فِي الْخَيْر وميل إِلَى أهل الحَدِيث وَتوجه لكثير من الْكتب بِخَطِّهِ واستكتابه حَتَّى أَنه حصل أَشْيَاء من تصانيفي، وَمِمَّا كتبه طَبَقَات ابْن السُّبْكِيّ الْكُبْرَى وتاريخ قزوين للرافعي وبيننا وَبَينه آنسة وَله أفضال كثر الْحَمد لَهُ بِسَبَبِهِ وَقد تعرض لَهُ لمرافعة من لم يراقب الله فِيهِ ودام فِي الترسيم مُدَّة وَبَاعَ كتبه وَغَيرهَا وانجمع سِيمَا

بعد موت الزيني بن مزهر وَبعد انْقِضَاء الطَّاعُون الْمُنْفَصِل عَن موت بنيه وَعِيَاله وارتفاقه بذلك فِي وَفَاء بعض دُيُونه توجه لمَكَّة فِي الْبَحْر من الطّور فوصلها فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَتِسْعين وتكرر الِاجْتِمَاع مَعَه والاستئناس بمحاسنه ثمَّ عَاد مصحوبا بالسلامة وَالْقَبُول.

أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم الْوَلِيّ أَبُو زرْعَة بن الزين أبي الْفضل الْكرْدِي الأَصْل المهراني القاهري الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كأبيه بِابْن الْعِرَاقِيّ. / ولد فِي سحر يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث

ص: 336

ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَأمه عَائِشَة ابْنة لمغاي العلائي أحد أجناد أرغون النَّائِب بكر بِهِ أَبوهُ فَأحْضرهُ الْكثير على ابْن الْحرم القلانسي والمحب أبي الْعَبَّاس الخلاطي وناصر الدّين التّونسِيّ والشهاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْعَسْقَلَانِي بن الْعَطَّار والعز بن جمَاعَة وَالْجمال بن نباتة وَخلق، ورحل أول مَا طعن فِي الثَّالِثَة سنة خمس وَسِتِّينَ إِلَى دمشق فَأحْضرهُ بهَا على الحافظين الشَّمْس الْحُسَيْنِي والتقي بن رَافع والمحدث أبي الثَّنَاء المنبجي وَأبي حَفْص الشحطبي والشرف يَعْقُوب الحريري والعماد مُحَمَّد بن مُوسَى بن السيرجي وَابْن أميلة وَابْن النَّجْم وَابْن الهبل وَابْن السوقي وست الْعَرَب حفيدة الْفَخر بن البُخَارِيّ وَغَيرهم من أَصْحَاب الْفَخر بن البُخَارِيّ وَغَيره وببيت الْمُقَدّس على الزيتاوي واستجاز لَهُ خلقا كالعرضي وَابْن الجوخي وَأبي حَفْص عمر بن عَليّ بن شيخ الدولة السُّيُوطِيّ خَاتِمَة أَصْحَاب الْعِزّ الْحَرَّانِي، وَكَذَا روى بِالْإِجَازَةِ عَن الْعَفِيف اليافعي وَلما رَجَعَ من الرحلة مَعَ أَبِيه حفظ الْقُرْآن وعدة مختصرات من الْفُنُون وَنَشَأ يقظا طلب بِنَفسِهِ واجتهد فِي اسْتِيفَاء شُيُوخ الديار المصرية وَأخذ عَمَّن دب ودرج. وَمن شُيُوخه أَبُو الْبَقَاء السُّبْكِيّ والبهاء بن خَلِيل والزين بن الْقَارِي والحراوي والبهاء بن الْمُفَسّر وَجُوَيْرِية والباجي، بل وارتحل إِلَى دمشق وَمَعَهُ رَفِيق وَالِده الْحَافِظ نور الدّين الهيثمي بعد الثَّمَانِينَ وَلَكِن بعد موت تِلْكَ الطَّبَقَة وَأخذ بهَا عَن الْحَافِظ أبي بكر بن الْمُحب وَأبي الهول الْجَزرِي وناصر الدّين بن حَمْزَة وَالشَّمْس بن الصفي الغزولي وَجَمَاعَة من أَصْحَاب التقي سُلَيْمَان وَأبي الْمَعَالِي الْمطعم وَأبي نصر بن الشِّيرَازِيّ وَالْقسم بن عَسَاكِر، وَكَذَا ارتحل مَعَ أَبِيه إِلَى مَكَّة وَالْمَدينَة غير مرّة ترافق مَعَ وَالِده فِي أَولهَا وَكَانَت سنة ثَمَان وَسِتِّينَ الشهَاب بن النَّقِيب أحد الْأَعْلَام وابتدأ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فأقاما بهَا شهرا ثمَّ توجها إِلَى مَكَّة فَكَانَ لصَاحب التَّرْجَمَة مِنْهُ حَظّ كَبِير من الْإِحْسَان والملاطفة، وَسمع بِمَكَّة على الْكَمَال أبي الْفضل النويري والبهاء بن عقيل النَّحْوِيّ)

وَمُحَمّد بن أَحْمد بن عبد الْمُعْطِي وَأحمد بن سَالم بن ياقوت الْمَكِّيّ والعفيف النشاوري وَالْجمال الأميوطي وبالمدينة على الْبَدْر عبد الله بن فَرِحُونَ، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ مكثر سَمَاعا وشيوخا وَكتب الطباق وَضبط الْأَسْمَاء وَسمع الْأَئِمَّة بقرَاءَته وَخرج لغير وَاحِد من شُيُوخه كالصدر بن الْمَنَاوِيّ وَعبد الْوَهَّاب الأخنائي الْمَالِكِي وَابْن الشيخة والبلقيني وَأبي البركات بن النظام القوصي وَلم يتهيأ لَهُ إِفْرَاد شُيُوخه ومسموعه لَعَلَّه لقُصُور الهمم خُصُوصا

ص: 337

فِي هَذَا النَّوْع، نعم عمل لنَفسِهِ فهرستا لطيفا وَكَذَا أورد ابْن مُوسَى فِي أوراق رحلته والتقي الفاسي فِي ذيله على التَّقْيِيد من مروياته نبذة وَشَيخنَا فِي مُعْجَمه يَسِيرا وتدرب بوالده فِي الحَدِيث وفنونه وَكَذَا فِي غَيره من فقه وأصل وعربية وعادت بركَة تَرْبِيَته عَلَيْهِ وَكَذَا تفقه بالأبناسي وَعظم انتفاعه بِهِ وَتوجه الشَّيْخ إِلَيْهِ بِحَيْثُ ساعده فِي تَحْصِيل وظائف لخصوصية كَانَت بَينه وَبَين وَالِده وبالسراج البُلْقِينِيّ بِحَيْثُ كَانَ معوله فِي الْفِقْه عَلَيْهِ وأفرد حَوَاشِيه على الرَّوْضَة وانتفع النَّاس بهَا خُصُوصا فِيمَا تجدّد من الْحَوَاشِي بعد جمع الْبَدْر الزَّرْكَشِيّ وطرز تصانيفه بِكَثِير من اختياراته ومباحثه مفتخرا بإيرادها وإضافتها إِلَيْهِ وبابن الملقن وَغَيرهم بل حضر دروس الْجمال الأسنائي بالناصرية مُدَّة وعلق عَنهُ وَسمع عَلَيْهِ التَّمْهِيد والكوكب وَقطعَة من أول الْمُهِمَّات وَغير ذَلِك من تصانيفه ومروياته بل قَرَأَ عَلَيْهِ بِنَفسِهِ المسلسل بالأولية وَأخذ أصُول الْفِقْه والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهمَا من الْفُنُون عَن الضياء عبيد الله العفيفي الْقزْوِينِي الشَّافِعِي فَقَرَأَ عَلَيْهِ منهاج الْبَيْضَاوِيّ وغالب التَّلْخِيص مَعَ سَماع سائره إِلَى غَيره من كتب عديدة وفنون شَتَّى انْتفع بِهِ فِيهَا، والعربية عَن شيخ النُّحَاة أبي الْعَبَّاس بن عبد الرَّحِيم التّونسِيّ الْمَالِكِي وانتفع بِهِ فِيهَا وَلم يلبث أَن برع فِي الحَدِيث وَالْفِقْه وأصوله والعربية والمعاني وَالْبَيَان وشارك فِي غَيرهَا من الْفَضَائِل، وَأذن لَهُ غير وَاحِد من شُيُوخه بالإفتاء والتدريس، وَاسْتمرّ يترقى لمزيد ذكائه حَتَّى سَاد وَأبْدى وَعَاد وَظَهَرت نجابته ونباهته واشتهر فَضله وبهر عقله مَعَ حسن خلقه وخلقه وَنور خطه ومتين ضَبطه وَشرف نَفسه وتواضعه وَشدَّة انجماعه وصيانته وديانته وأمانته وعفته وَطيب نغمته وضيق حَاله وَكثر عِيَاله، ودرس وَهُوَ شَاب فِي حَيَاة أَبِيه وشيوخه فِي عدَّة أَمَاكِن وَقَالَ أَبوهُ فِي دروسه قَدِيما:

(دروس أَحْمد خير من دروس أبه

وَذَاكَ عِنْد أَبِيه مُنْتَهى أربه)

بل قَامَ بسد وظائف أَبِيه حِين توجه على قَضَاء الْمَدِينَة وخطابتها وَلَكِن وثب عَلَيْهِ شَيْخه)

السراج بن الملقن فَانْتزع دَار الحَدِيث الكاملية خَاصَّة مِنْهُ وتحرك صَاحب التَّرْجَمَة لمعارضته وتحدث فِي تَمْيِيز كفاءته فَحمل عَلَيْهِ كل من شَيْخه الأبناسي والبلقيني فَسكت وطار بِكُل ذَلِك ذكره وَسَار فِيهِ فخره ثمَّ أضيفت إِلَيْهِ جِهَات أَبِيه بعد مَوته فزادت رياسته وانتشرت فِي الْعُلُوم وجاهته، وَكَانَ من الْأَمَاكِن الَّتِي درس فِيهَا الحَدِيث الْمدرسَة الظَّاهِرَة البيبرسية والقانبيهية والقراسنقرية

ص: 338

وجامع طولون وَالْفِقْه الْفَاضِلِيَّةِ والجمالية الناصرية مَعَ مشيخة التصوف بهَا وَمَسْجِد علم دَار، وناب الْقَضَاء عَن الْعِمَاد أَحْمد بن عِيسَى الكركي فِي سنة نَيف وَتِسْعين فَمن بعده وأضيف إِلَيْهِ فِي بعض الْأَوْقَات قَضَاء منوف وعملها وَغير ذَلِك وَسَار فِيهِ سيرة حَسَنَة وَاسْتمرّ فِي النِّيَابَة نَحْو عشْرين سنة ثمَّ ترفع عَن ذَلِك وَفرغ نَفسه للإفتاء والتدريس والتصنيف وَكَذَا الْإِمْلَاء بعد موت وَالِده بالديار المصرية بل وبمكة حِين حج فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين فَإِنَّهُ أمْلى هُنَاكَ مَجْلِسا ابتدأه بالمسلسل بالأولية مَعَ فَوَائِد تتَعَلَّق بِهِ حَضَره الْأَئِمَّة من المكيين وَغَيرهم ثمَّ مَجْلِسا آخر أمْلى عَلَيْهِ أَحدهمَا الزين رضوَان وَالْآخر التقي بن فَهد ولقيه الشّرف بن الْمُقْرِئ الْعَلامَة حِينَئِذٍ، وَكَذَا أمْلى بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فِي تِلْكَ السّنة مَجْلِسا باستملاء الزين رضوَان للْأولِ والشرف الْمَنَاوِيّ للثني إِلَى أَن خطبه الظَّاهِر ططر بِغَيْر سُؤال إِلَى قَضَاء الديار المصرية فِي منتصف شَوَّال سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة مَعَ وجود السعاة فِيهِ بالبذل وَذَلِكَ عقب موت الْجلَال البُلْقِينِيّ بأَرْبعَة أَيَّام فَسَار فِيهِ أحسن سيرة بعفة ونزاهة وَحُرْمَة وصرامة وشهامة وَمَعْرِفَة وَكَانَ يحض أَصْحَابه على الاهتمام بإجابة من يلْتَمس مِنْهُم الشَّفَاعَة عِنْده عملا بِالسنةِ وليكون لَهُم عِنْد المسؤول لَهُ بذلك أياد وَقَامَ جمَاعَة عَلَيْهِ حَتَّى ألزموه بتفصيل الرفيع من الثِّيَاب وقرروا لَهُ أَن فِي ذَلِك قُوَّة للشَّرْع وتعظيما للقائم بِهِ، وَإِلَّا فَلم يكن عزمه التَّحَوُّل عَن جنس لِبَاسه قبله، وَلم يكن فِيمَا بلغنَا فِي حَال نيابته يثبت عَدَالَة غير شَافِعِيّ بتعديل عشرَة أنفس احْتِيَاطًا وتحريا، وَلم يلبث أَن مَاتَ الظَّاهِر فَبَايع لوَلَده الصَّالح مُحَمَّد بالسلطنة بعده قبل انْفِصَال السّنة ثمَّ لنظامه الْأَشْرَف برسباي فِي ثامن ربيع الآخر من الَّتِي بعْدهَا وَاسْتمرّ القَاضِي حَتَّى صرف فِي سادس ذِي الْحجَّة مِنْهَا لإقامته الْعدْل وَعدم محاباته لأحد من أَجله وتصميمه فِي أُمُور لَا يحتملها أهل الدولة حَتَّى شقّ على كثيرين مِنْهُم وتمالؤوا عَلَيْهِ بعد أَن كَانَ منع نوابه من الحكم فِي شَوَّال مِنْهَا مُخْتَارًا لأمر خُولِفَ فِيهِ وَبلغ الْأَشْرَف فاسترضاه وَوَافَقَهُ على الْأَمر الَّذِي كَانَ غضب بِسَبَبِهِ حَتَّى كَانَ ذَلِك سَببا للتمادي والممالأة)

عَلَيْهِ فِي صرفه فَكَانَت مُدَّة ولَايَته سنة وَدون شَهْرَيْن وَمِمَّنْ ساعد فِي صرفه قصروه أَمِير أخور وَابْن الكويز كَاتب السِّرّ والْعَلَاء بن المغلي قَاضِي الْحَنَابِلَة وَظَهَرت كَرَامَة الْوَلِيّ فِي المتعصبين فِي عَزله وأكبرهم الْعَلَاء فَإِنَّهُ قَامَ بِقَلْبِه وقالبه فِي صرفه لكَونه كَانَ يتمشيخ عَلَيْهِ وَولَايَة الآخر لكَونه كَانَ تتلمذ لَهُ فَأحب أَن يكون رَفِيقه مِمَّن

ص: 339

يعرف لَهُ دون من يتعاظم عَلَيْهِ فانعكس الْأَمر وَنَدم بعد أَن تورط وَصَارَ يُبَالغ فِي نقيض مَا كَانَ مِنْهُ بِحَيْثُ كتب على فتيا بَالغ فِيهَا فِي الْحَط عَلَيْهِ ثمَّ عُوقِبَ بِأَن أُصِيب بولده قبل إِكْمَال الْحول من عزل الْوَلِيّ ثمَّ أُصِيب فِي نَفسه. قَالَه شَيخنَا قَالَ وَكَذَا صنع الله بِابْن الكويز فَإِنَّهُ كَانَ الأَصْل الْكَبِير فِي ذَلِك لِامْتِنَاع الْوَلِيّ من إجَابَته فِي أَخذ مجمع الزَّوَائِد بِخَط مُؤَلفه ولغير ذَلِك فَلم ينْتَفع بِنَفسِهِ بعد إِلَّا قَلِيلا وَاسْتمرّ موعوكا سِتَّة أشهر إِلَى أَن مَاتَ عقب الْوَلِيّ بِشَهْر وَاحِد ومجتمع الْكل عِنْد الله انْتهى بِزِيَادَة، وتألمت الخواطر الصافية لعزله وتكدرت معيشته هُوَ سِيمَا وَقد جاهره وَقت عَزله بعض المزورين بِمَا لَا يَلِيق واستقروا بِبَعْض تلامذته وَإِن كَانَ هُوَ ابْن شَيْخه وَصَارَ المستقر يتَكَلَّم بِمَا لَا يجمل مِمَّا يَقُول صَاحب التَّرْجَمَة حِين وُصُول ذَلِك إِلَيْهِ أعرف ذَنبي وَيُشِير لما أَشرت إِلَيْهِ مَعَ شَيْخه ابْن الملقن وَأظْهر السرُور بِهِ فِي الْحَالة الراهنة من اقْتصر على مُلَاحظَة الْأُمُور الدُّنْيَوِيَّة وَلزِمَ طَرِيقَته قبل فِي الانجماع على الْعلم وإفادته وتصنيفه وإسماعه إِلَى أَن مَاتَ قبل استكمال سنة من صرفه مبطونا شَهِيدا آخر يَوْم الْخَمِيس سَابِع عشري شعْبَان سنة سِتّ وَعشْرين وَصلى عَلَيْهِ صَبِيحَة يَوْم الْجُمُعَة بالأزهر فِي مشْهد حافل شهده خلق من الْأُمَرَاء والقضاة وَالْعُلَمَاء والطلبة تقدم القَاضِي المستجد مَعَ كَونه أوصى لمُعين ثمَّ دفن إِلَى جَانب وَالِده بتربة طشتمر من الصَّحرَاء رحمه الله وإيانا ونفعنا بِهِ وبسلفه وعلومهما. وتأسف الخيرون على فَقده، قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه وَلما صرف عَن الْقَضَاء حصل لَهُ سوء مزاج من كَونه صرف بِبَعْض تلامذته بل بِبَعْض من لَا يفهم عَنهُ كَمَا يَنْبَغِي وَكَانَ يَقُول لَو عزلت بِغَيْر فلَان مَا صَعب عَليّ قَالَ واستيعاب قضاياه يطول، وَكَانَ من خير أهل عصره بشاشة وصلابة فِي الحكم وقياما فِي الْحق وطلاقة وَجه وَحسن خلق وَطيب عشرَة، وَلما وقف القَاضِي علم الدّين على كَونه صرف بِبَعْض الدَّهْر وَغلظ الْيَمين فَرَأى ذَلِك مُصَنف الطَّبَقَات فضبب عَلَيْهِ فِي نسخته، وَقَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أَنه قَرَأَ وَسمع عَلَيْهِ وَمن لَفظه قَالَ وَكَانَ مجْلِس الْإِمْلَاء قد انْقَطع بعد موت أَبِيه إِلَى أَن شرع فِيهِ من ابْتِدَاء شَوَّال سنة عشر وَثَمَانمِائَة فأحيا الله بِهِ نوعا)

من الْعُلُوم كَمَا أَحْيَاهُ قبل بِأَبِيهِ، وَأثْنى على ولَايَته قَالَ إِلَّا أَنه غلب عَلَيْهِ بعض أصهاره مِمَّن لم يسر سيرته فلزق بِهِ اللوم وتعصب عَلَيْهِ بعض أهل الدولة، قَالَ وَكَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ الْخَيْر والتواضع وسلامة الْبَاطِن قَالَ وتحدث بِكَثِير من مسموعاته عاليها ونازلها، قَالَ

ص: 340

وَأَعْلَى مَا عِنْده مُطلقًا جُزْء ابْن عَرَفَة حَضَره على القلانسي بإجازته من الْعِزّ الْحَرَّانِي عَن ابْن كُلَيْب قَالَ وَلم يخلف بعده مثله، وَقَالَ فِي رفع الأصر وَكثر الأسف عَلَيْهِ خُصُوصا من طلبة الْعلم، وَقَالَ الْبُرْهَان الْحلَبِي أَنه سمع بقرَاءَته على أَبِيه وَغَيره قَالَ وَهُوَ عَالم نَشأ نشأة حَسَنَة فِي غَايَة من اللطافة والحشمة وَحسن الْخلق والخلق كثير الأشغال والاشتغال من أول عمره إِلَى آخِره وَكَانَ بعد موت الْجلَال البُلْقِينِيّ أوحد فُقَهَاء مصر والقاهرة وَعَلِيهِ الْمُعْتَمد فِي الْفتيا. وَقَالَ التقي الفاسي أخذت عَنهُ أَشْيَاء من تواليفه ومروياته وانتفعت بِهِ كثيرا فِي علم الحَدِيث وَغَيره قَالَ وَهُوَ أَكثر فُقَهَاء عصرنا هَذَا حفظا للفقه وتعليقا لَهُ وتخريجا وفتاويه على كثرتها مستحسنة ومعرفته للتفسير والعربية وَالْأُصُول متقنة وَأما الحَدِيث فأوتي فِيهِ حسن الرِّوَايَة وعظيم الدِّرَايَة فِي فنونه، قَالَ وَحدث بِكَثِير من مسموعاته وَله آمال كَثِيرَة أملاها بعد وَالِده، وَقد كتب لَهُ وَالِده أَنه سامع فِيمَا حَضَره بِبِلَاد الشَّام مَعَ كَونه كَانَ فِي الثَّالِثَة لما رأى فِيهِ وَالِده من الفطنة الْكَثِيرَة قَالَ وَهُوَ كثير الذكاء والمروءة والمحاسن قَاض لحوائج النَّاس إِلَى أَن قَالَ وَكَانَ يغلب عَلَيْهِ الْخَيْر والتواضع وسلامة الْبَاطِن، وَقَالَ الْجمال بن مُوسَى: الإِمَام الْعَلامَة الفريد شيخ الْحفاظ هُوَ أشهر من أَن يُوصف. وَقَالَ الْبَدْر الْعَيْنِيّ كَانَ عَالما فَاضلا لَهُ تصانيف فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع وَفِي شرح الْأَحَادِيث وَيَد طولى فِي الْإِفْتَاء كَانَ آخر الْأَئِمَّة الشَّافِعِيَّة بالديار المصرية.

وَكَذَا أثنى عَلَيْهِ وحسنوا للسُّلْطَان تَوْلِيَة ابْن شَيْخه على بذل مَال الْتزم بِهِ مَعَ قَوْلهم أَنه أعلم مِنْهُ وَأَنه من بَيت الْعلم والرياسة تنغصت حَيَاته وَأُصِيب كل من تعصب عَلَيْهِ وَاسْتمرّ بطالا من الحكم عمالا فِي الأشغال والتدريس وَالْجمع فِي حلقته متوفر وَأكْثر أَيَّامه يشْتَغل ويشغل وتصنيفه ودروسه من محَاسِن الدُّرُوس يجْرِي فِيهَا بِدُونِ تلعثم وَلَا توقف، وَكَانَ فِي أوخر حَيَاته بعد وَفَاة السراج البُلْقِينِيّ أوحد فُقَهَاء مصر والقاهرة وَمن عَلَيْهِ الْفَتْوَى وَالْمُعْتَمد انْتهى.

وَسمعت من يَقُول أَنه كَانَ فِي تَقْرِيره للْعلم كَأَنَّهُ خطيب فصاحة وطلاقة وإعرابا بل لَو رام شخص كِتَابَة ذَلِك تمكن مها إِن كَانَ سريعها وَجعله وَالِده ثَانِي اثْنَيْنِ يرجع إِلَيْهِمَا بعده فِي علم الحَدِيث كَمَا بَينته فِي تَرْجَمَة شَيخنَا وَوَصفه بِالْحَافِظِ وَهُوَ جدير بذلك وَكَانَ إِذا وَردت عَلَيْهِ)

مناسخة يسْتَعْمل أحد جماعته الزين البوتيجي فِيهَا

ص: 341

مَعَ قَوْله لَيْسَ ذَلِك عَجزا مني إِنَّمَا لتيسره عَلَيْك سِيمَا وينشأ عَنهُ تزيينه والتفات النَّاس إِلَيْهِ فِي ذَلِك وَقَرِيب مِنْهُ أَنه لما اجْتمع بِهِ ابْن الْمُقْرِئ فِي مَكَّة كَمَا قدمنَا قَالَ لَهُ أَنْت الْقَائِل قل لِلشِّهَابِ بن عَليّ بن حجر قَالَ نعم قَالَ فأنشدناهما فَفعل، قد كثرت تلامذته والآخذون عَنهُ بِحَيْثُ أَنه قل من فضلاء سَائِر الْمذَاهب من لم يَأْخُذ عَنهُ وَأكْثر عَنهُ مِمَّن أخذت عَنهُ الزين رضوَان والبوتيجي الْمحلى عَنهُ وَقَالَ لنا أَنه كَانَ فِي طاقيته قِطْعَة من عود السيسان يَعْنِي شجر الْمخيط لأجل الْعين والمناوي وَكَانَ أَكثر من علمناه ويحكى عَنهُ بِأَن الْوَلِيّ كَانَ زوجا لأخته والأبي، وَفِي الْأَحْيَاء الْكثير مِمَّن أَخذ عَنهُ رِوَايَة وَطَائِفَة مِمَّن أَخذ عَنهُ دراية كالعبادي وَقَالَ لنا أَنه أعلمهُ بِرُؤْيَتِهِ للأسنوي فِي الْمَنَام فَقَالَ لَهُ الْوَلِيّ بعد أَن كنت تلميذا صرت رَفِيقًا وَرُبمَا يعِيش بعض الروَاة عَنهُ إِلَى مُضِيّ عشْرين من الْقرن الْعَاشِر وَأَعْلَى من ذَلِك مَا رَوَاهُ لنا شَيخنَا عَن شَيْخه الزين قَالَ سَمِعت ابْني أَبَا زرْعَة يَقُول لَا أعلم حَدِيثا كثير الثَّوَاب مَعَ قلَّة الْعَمَل أصح من حَدِيث من بكر وابتكر وَغسل واغتسل ودنا وأنصت كَانَ لَهُ بِكُل خطْوَة يمشيها كَفَّارَة سنة الحَدِيث بل أَعلَى من هَذَا أَيْضا أَن الشّرف يَعْقُوب المغربي المنوفي فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة كَانَ يواظب الْحُضُور عِنْده فِي الظَّاهِرِيَّة لكَونه منزلا فِي طلبتها مَعَ كَون السراج بن الملقن كَانَ قَرَأَ عَلَيْهِ فِي مَذْهَب مَالك وَلذَا قَالَ الْوَلِيّ فقد أَخذ الْمَذْكُور عني وَأخذ عَنهُ شَيْخي قَالَ وَهَذِه ظريفة، وَحدث عَنهُ شَيخنَا فِي حَيَاته فَقَالَ أَنا أَبُو الْعَبَّاس بن أبي الْفضل بن أبي عبد الله الصحراوي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بالصالحية وَلم ينتبه لكَونه هُوَ الْإِفْرَاد مَعَ كَونه فِي السامعين مِنْهُ لتخريجه الْوَاقِع فِيهِ ذَاك غير وَاحِد من طلبته، وَحدث الْوَلِيّ فِي غير مَا مَوضِع من ضواحي الْقَاهِرَة كانبابة وساقية مَكَّة من الجيزة والجزيرة الوسطي وَالْمَكَان الْمَعْرُوف بالسبع وُجُوه وطنان وَغَيرهَا من القليوبية ومنوف بل وببعض من مناهل الْحجاز كالينبوع وَكَانَ يتَوَلَّى ضبط الْأَسْمَاء بِنَفسِهِ لقُصُور غَالب الطّلبَة فِي ذَلِك وَرُبمَا أحضر بعد المسندين المنفردين لمجلسه يسمع عَلَيْهِ هُوَ وَمن شَاءَ الله وَمن طلبته وجماعته قصدا للخير وَعُمُوم النَّفْع وَلَكِن بلغنَا أَنه لم يلْحق فِي ذَلِك شَيخنَا، وَبِالْجُمْلَةِ فمحاسنه كَثِيرَة. وَمِمَّا عَلمته من تصانيفه فهرست مروياته على وَجه الِاخْتِصَار وَالْبَيَان والتوضيح لمن أخرج لَهُ فِي التَّصْحِيح وَقد مس بِضَرْب من التجريح وَهُوَ أول مَا صنفه والمستجاد فِي مبهمات الْمَتْن والإسناد جمع فِيهِ بَين تصانيف من قبله فِي ذَلِك مَعَ)

زيادات جمة رتبه على الْأَبْوَاب، وتحفة

ص: 342

التَّحْصِيل فِي ذكر رُوَاة الْمَرَاسِيل، وأخبار المدلسين، والذيل على الكاشف للذهبي ذكر فِيهِ من تَركه الذَّهَبِيّ مِمَّن فِي تَهْذِيب الْمزي وأضاف إِلَيْهِ رجال مُسْند أَحْمد مِمَّا استمده من الشريف الحسني، والأطراف بأوهام الْأَطْرَاف للمزي، والذيل على ذيل وَالِده على الوفيات لِلْحَافِظِ أبي الْحُسَيْن بن أيبك افتتحه من سنة مولده وقفت مِنْهُ على نَحْو مُجَلد لطيف يَنْتَهِي إِلَى سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَقَالَ التقي الفاسي أَنه وقف مِنْهُ إِلَى سنة ثَلَاث وَتِسْعين فَالظَّاهِر أَنه أكمله، وترجمة وَالِده وسماها تحفة الْوَارِد، وَشرح نظم وَالِده للاقتراح فِي الِاصْطِلَاح وقفت على أَمَاكِن مِنْهُ بل شرح أبياتا من ألفية وَالِده وَشرح السّنَن لأبي دَاوُد كتب مِنْهُ إِلَى أثْنَاء سُجُود السَّهْو سبع مجلدات سوى قِطْعَة من الْحَج وَمن الصّيام أَطَالَ فِيهِ النَّفس وَهُوَ من أَوَائِل تصنيفه لم يكمله وَلم يهذبه وأكمل شرح وَالِده على تَرْتِيب المسانيد وتقريب الْأَسَانِيد وَهُوَ كتاب حافل وَعمل كتابا فِي الْأَحْكَام على تَرْتِيب سنَن أبي دَاوُد كتب مِنْهُ قطعا مفرقة وَجمع طرق حَدِيث الْمهْدي وَفضل الْخَيل وَمَا ورد فِيهَا من الْخَيْر والنيل وَأَرْبَعين فِي الْجِهَاد بِدُونِ إِسْنَاد وَشرح الصَّدْر بِذكر لَيْلَة الْقدر والأجوبة المرضية عَن الأسئلة المكية الْوَارِدَة عَلَيْهِ من التقي بن فَهد وَالدَّلِيل القويم على صِحَة جمع التَّقْدِيم وجزء فِي الْفقر بَين الحكم بِالصِّحَّةِ والموجب وتنقيح اللّبَاب للمحاملي وَشرح الْبَهْجَة الوردية وَسَماهُ النهجة المرضية وَاخْتصرَ الْمُهِمَّات مَعَ إِضَافَة حَوَاشِي شَيْخه البُلْقِينِيّ على الرَّوْضَة وَغَيرهَا إِلَيْهَا بل أفرد حَوَاشِي شَيْخه الْمشَار إِلَيْهَا كَمَا قَدمته فِي مجلدين وانتفع فِيهِ بِمَا كَانَ الْبَدْر الزَّرْكَشِيّ جمعه فِي الْأَمَاكِن الَّتِي ألمحت من رَوْضَة الشَّيْخ وَعمل التعقبات على الرَّافِعِيّ كتب مِنْهُ نَحْو سِتّ مجلدات على أَمَاكِن مفرقة والنكت على المختصرات الثَّلَاثَة جمع فِيهَا بَين نكت ابْن النَّقِيب على الْمِنْهَاج ونكت النَّسَائِيّ على التَّنْبِيه وَتَصْحِيح الْحَاوِي لِابْنِ الملقن والتوشيح للتاج السُّبْكِيّ مَعَ زيادات من كَلَام البُلْقِينِيّ وَغَيره سَمَّاهَا تَحْرِير الفتاوي وَاخْتصرَ المنسك الْكَبِير للعز بن جمَاعَة وَعمل نكتا على الْإِيضَاح فِي الْمَنَاسِك للنووي فِي كراسة ونكتا على الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ سَمَّاهَا التَّحْرِير لما فِي منهاج الْأُصُول من الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول وجزءا فِي أَفْرَاد تراجم رِجَاله الْمَذْكُورين فِيهِ وشرحا للمتن مُخْتَصرا جدا اقْتصر فِيهِ على حل اللَّفْظ وشرحا لنظم وَالِده لَهُ الْمُسَمّى النَّجْم الْوَهَّاج ولجمع الْجَوَامِع مُلَخصا لَهُ من شَرحه للزركشي وَاخْتصرَ الْكَشَّاف مَعَ تَخْرِيج أَحَادِيثه وتتمات وَنَحْوهَا وَله تذكره مفيدة فِي عدَّة مجلدات، إِلَى غير ذَلِك)

مِمَّا انْتَشَر كثير مِنْهُ وَحمله عَنهُ

ص: 343

الْأَئِمَّة وَكَانَ مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ مبهماته فِي سنة خمس وَتِسْعين شَيخنَا أَبُو الْفَتْح المراغي وَأقر الْأَئِمَّة بِبَعْض تصانيفه فِي حَيَاته وَكَانَ يسر بذلك وَهِي مهذبة محررة سِيمَا شَرحه للبهجة والنكت وَشرح جمع الْجَوَامِع. وَله نظم كثير ونثر يسير وخطب فَمن نثره مَا قرض بِهِ الْمِائَة العشاريات تَخْرِيج شَيخنَا لشيخهما التنوخي وَمَا كتبه فِي إجَازَة أبي الْفَتْح المراغي مِمَّا كتبه فِي مَوضِع آخر. وَمن نظمه وَيَقَع فِيهِ المقبول مِمَّا كتبته عَن غير وَاحِد من أَصْحَابه مِمَّا أنْشدهُ فِي أَمَالِيهِ:

(إِن ترد رَحْمَة وَاسِعَة

فِي الدنا ثمَّ فِي القارعة)

(فَارْحَمْ الْخلق طرا تَجِد

راحما رَحْمَة وَاسِعَة)

وَمِنْه:

(يَا رب عفوا شَامِلًا لسَائِر الذُّنُوب

فقد صبوت فِي الصِّبَا وشبت فِي المشيب)

وَمِنْه:

(قَالُوا الْكَرِيم من الْقَبِيح لضيفه

عِنْد الْقدوم مَجِيئه بالزاد)

(قلت الْقَبِيح أَن يَجِيء مُخَالفا

تزودوا فَإِن خير الزَّاد)

وأنشدونا عَنهُ عَن شَيْخه الْجمال الأسنائي سَمَاعا مِمَّا قَالَه وَقد رويته عَن أَصْحَابه:

(يَا من سما نفسا إِلَى نيل الْعلَا

ونحا إِلَى الْعلم الْعَزِيز الرافع)

(قلد سمى الْمُصْطَفى ونسيبه

والزم مطالعة الْعَزِيز الرَّافِعِيّ)

وَعَن شَيْخه الْجمال بن نباتة حضورا مِمَّا قَالَه وَقد رويته أَيْضا عَن أَصْحَابه:

(دَعونِي فِي حل من الْعَيْش ماشا

ومرتقبا من بعده عَفْو رَاحِم)

(أمد إِلَى ذَات الأساور مقلتي

وأسأل للأعمال حسن الْخَوَاتِم)

وامتدحه بعض الشُّعَرَاء بقصيدة فَلم يجزه عَلَيْهَا فَكتب لَهُ:

(أقاضي ولي الدّين إِن قصيدتي

يتيمة بكر بَعْلهَا قَادر ملي)

(تفض بِلَا شَيْء لَهَا وتردها

عَليّ بِلَا مهر وَأَنت لَهَا ولي)

وترجمته تحْتَمل أَضْعَاف هَذَا.

أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن صَالح بن سعيد الشهَاب أَبُو الْبَهَاء أَبُو حَامِد القلقشندي الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الْخَطِيب أَخُو

الْعَلَاء عَليّ ابْنا التقي أبي بكر الآتيين. / ولد فِي سَابِع عشر رَمَضَان سنة ثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عَن الْعَلَاء بن اللفت الضَّرِير وَحفظ التَّنْبِيه وَعرضه على الشهَاب بن الهائم وَالشَّمْس الْهَرَوِيّ وَغَيرهم وَسمع الحَدِيث على الشهَاب بن الناصح وَالشَّمْس مُحَمَّد بن سعيد شيخ زَاوِيَة

ص: 344

الدركاه وَأبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن الْحَافِظ أبي مَحْمُود ويوسف الغانمي وَمُحَمّد بن يُوسُف التازي وغزال عتيقة عَمه فِي آخَرين وبنابلس على الْعَلَاء عَليّ بن مُحَمَّد بن السَّيْف وَأَجَازَ لَهُ الْعِرَاقِيّ والهيثمي والصدر الْمَنَاوِيّ وَآخَرُونَ واشتغل يَسِيرا وتنزل طَالبا بالصلاحية فَقِيها فِي سنة إِحْدَى عشرَة ثمَّ معيدا بهَا وَكَذَا فِي ربع الخطابة بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى كِلَاهُمَا بعد موت وَالِده سنة إِحْدَى وَعشْرين، لَقيته بِبَيْت الْمُقَدّس فَحملت عَنهُ أَشْيَاء وَكَانَ خيرا متواضعا من بَيت علم ورياسة. وَهُوَ جد الصّلاح خَلِيل الجعبري لِأَنَّهُ مَاتَ فِي رَجَب سنة تسع وَتِسْعين وَاسْتقر بعده فِي ربع الخطابة أَخُوهُ فَصَارَ مَعَه النّصْف فِيهَا.

أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن مَحْمُود بن أَحْمد الشهَاب بن الزين بن شَيخنَا الْبَدْر الْعَيْنِيّ الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ. / ولد فِي حُدُود سنة خمسين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي حَيَاة أَبِيه عِنْد الْأَمِير خشقدم لكَونه ابْن ربيبته فرباه وَاسْتمرّ مَعَه حَتَّى تسلطن فأنعم عَلَيْهِ بإمرة عشرَة ثمَّ بعدة إقطاعات وَسكن قلعة الْجَبَل كعادة بني الْمُلُوك وَصَارَ يُخَاطب بسيدي وَيكْتب لَهُ الْمقَام الشهابي سبط الْمقَام شرِيف وَلَا زَالَ يرقيه حَتَّى صيره من مقدمي الألوف بالديار المصرية فزادت حرمته وعظمته وَصَارَت الْأُمُور غَالِبا لَا تصدر إِلَّا عَنهُ فِي الولايات والعزل وَنَحْو ذَلِك مَعَ لطف وَصَوت طري بِالْقِرَاءَةِ وَنَحْوهَا وتقريب اللطفاء وذوق جيد وعقل رصين وَفهم متين وَلم يُغير مَعَ ارتفاعه طباعه فِي البشاشة والتواضع وَالْإِحْسَان للواردين عَلَيْهِ بل سَار على سيرة أكَابِر الْمُلُوك فِي الإنعام والمماليك خُصُوصا لما سَافر مَعَ جدته خوند الْكُبْرَى أَمِير الْحَاج سنة ثَمَان وَسِتِّينَ فَإِنَّهُ فعل من الْمَعْرُوف وَالْإِحْسَان شَيْئا كثيرا وَعقد عِنْده مجْلِس الحَدِيث فِي الْأَشْهر الثَّلَاثَة فَمَا تخلف كَبِير أحد عَن حُضُور مَجْلِسه ابْتِدَاء ومخطوبا رَاغِبًا أَو رَاهِبًا وَصَارَ يعطيهم الصرر عِنْد الْخَتْم وَالْخلْع وَغير ذَلِك وَكنت مِمَّن خطب لذَلِك وَجَاءَنِي قاصده مرّة أُخْرَى فَمَا انْشَرَحَ الخاطر لتغيير مألوفي، بل وَعمل مدرسة جده تداريس وتصوفا وَنَحْو ذَلِك وَكَانَ من جملَة المقررين هُنَاكَ الشمني والأقصرائي والحصني والعبادي وَخلق وَكَانَ ينزل فِي مَجْلِسه كل أحد مَنْزِلَته بِحَيْثُ أَن الْعَبَّادِيّ رام الْجُلُوس فَوق الشمني فَأَخذه بِيَدِهِ وَحَوله إِلَى الْجِهَة)

الْأُخْرَى وَكَذَا لما امْتنع التقي القلقشندي من تَمْكِين خطيب مَكَّة أبي الْفضل النويري من الْجُلُوس فَوْقه زبره أعظم زبر بِحَيْثُ فَاتَ الْمجْلس وَآخر أمره فِي أَيَّام الظَّاهِر كَونه أَمِير أخور ثمَّ فِي أَيَّام الظَّاهِر تمربغا ارْتقى لأمرة مجْلِس وَلم يلبث أَن زَالَ ذَلِك كُله أول

ص: 345

اسْتِقْرَار الْأَشْرَف وصودر على أَمْوَال كَثِيرَة تفوق الْوَصْف وأهين مرّة بعد أُخْرَى ثمَّ انصلح أمره مَعَ السُّلْطَان بِحَيْثُ أَنه أمده فِي ختان بنيه بِبَعْض مَا أَخذ مِنْهُ وَكَانَ مهما حافلا وأسعفه بِمَا يرتفق بِهِ فِي عمَارَة بَيت جده المجاور لمدرسته بل عزل الشَّافِعِي والمالكي لتوقفهما فِي ثُبُوت الْتِزَام من بَعضهم لَهُ فِي تِلْكَ الْأَيَّام كَمَا شرحته فِي الْحَوَادِث وكل هَذَا بِحسن نِيَّته وكرم أَصله وبنيته وَلذَا تزايد إقبال السُّلْطَان عَلَيْهِ بِحَيْثُ صَار يتَكَلَّم مَعَه فِي كثير من المآرب فتقضي وَشرع فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين فِي تَكْمِلَة عِمَارَته تجاه مدرسة جده لتَكون سكنا لوَلَده مُحَمَّد عِنْد اتِّصَاله بابنة الْأَمِير لاشين أَمِير مجْلِس كَانَ فِي بَيت هائل بالأزبكية وَصَارَ بَابه محط رحال المستغيثين من القاطنين والوافدين ثمَّ انجمع عَن ذَلِك بعد تلافيه لما كَانَ قرر مَعَ الْملك فِي شَأْنه بِحَيْثُ تكلّف شَيْئا كثيرا وَاسْتمرّ على وجاهته ثمَّ جاور بِمَكَّة واستبدل الْمدرسَة المجاهدية ثمَّ قائمه عَظِيم وَهدم مَا تحتهَا من الدكك فِي الْمَسْجِد وبرز فِي الشَّارِع الْأَعْظَم بروزا فَاحِشا، وارتحل إِلَى الْمَدِينَة الشَّرِيفَة سنة ثَمَان وَتِسْعمِائَة وَتُوفِّي ابْن النّحاس فِي ذِي الْحجَّة وَدفن بقبة سيدنَا الْحسن وَالْعَبَّاس وَالله يجازيه على أَفعاله.

أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن يُوسُف وَيعرف بِابْن الغزولي. / مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ قريب التسعين.

أَحْمد بن عبد الرَّزَّاق بن سُلَيْمَان بن أبي الْكَرم بن سُلَيْمَان الشهَاب الدِّمَشْقِي وَيعرف بِابْن أبي الْكَرم. / مُتَوَلِّي ديوَان الناصري مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن منجك كأبيه كَانَ مثريا معدودا فِي رُؤَسَاء دمشق مَذْكُورا بِحسن الْمُبَاشرَة وبخير وبر وَهُوَ الَّذِي زَاد فِي مدرسة أبي عمر بصالحية دمشق من جِهَة الْمشرق ووقف على ذَلِك وَقفا، مَاتَ فِي ثامن عشر رَجَب سنة سبع وَأَرْبَعين وَدفن بالروضة من صالحية دمشق.

أَحْمد بن بعد الرَّزَّاق بن عُثْمَان الشهَاب القاهري التَّاجِر الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن النّحاس / حِرْفَة أَبِيه الْمُنْتَقل عَنْهَا إِلَى التِّجَارَة الْمُقْتَدِي صَاحب التَّرْجَمَة بِأَبِيهِ فِيهَا بِحَيْثُ حصل دنيا طائلة يُقَال أَنَّهَا عشرَة آلَاف دِينَار مَعَ اشْتِغَاله بِالْعلمِ عِنْد الْمحلى والمناوي والعبادي والحناوي وَابْن قديد فِي الْفِقْه والنحو وَغَيرهم وتميز بِحَيْثُ ذكر بعض الطّلبَة بِمَكَّة والقاهرة، كل هَذَا مَعَ يبس

وَحبس يَد وَلذَا ضَاعَ جلّ مَا حصل أَو جَمِيعه على يَد وَلَده فِي السَّبَب وَنَحْوه، وَقد حج كثيرا وجاور غير مرّة وَرجع فِي سنة تسعين قَاضِي الْمحمل لكَون قاضيه فِي تِلْكَ السّنة وَهُوَ

ص: 346

أَبُو الْحجَّاج الأسيوطي تخلف عَن الركب مجاورا ثمَّ لم يلبث أَن تزوج أم حَافظ الدّين المنهلي وَصَارَ يبيت مَعهَا بالنابلسية. ومولده فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث رَمَضَان سنة أَربع وَعشْرين.

أَحْمد بن عبد السَّلَام بن عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن أبي الْمَعَالِي الشهَاب الكازروني الْمُؤَذّن. / ولد بِمَكَّة وَبهَا نَشأ وَتزَوج وباشر الْأَذَان بِبَاب الْعمرَة كأبيه ثمَّ سَافر إِلَى الْيمن والديار المصرية غير مرّة وَانْقطع بِمصْر نَحْو عشْرين سنة. حَتَّى مَاتَ بِبَعْض قرى الصَّعِيد فَإِنَّهُ كَانَ يُسَافر إِلَيْهَا لعمل مصَالح صوفية سعيد السُّعَدَاء لكَونه مِنْهُم وَرُبمَا أذن بالخانقاه أَحْيَانًا وَكَانَ حسن التأذين صيتًا. مَاتَ فِي آخر سنة سبع عشرَة أَو أَوَائِل الَّتِي بعْدهَا.

تَرْجمهُ الفاسي فِي مَكَّة.

أَحْمد بن عبد السَّلَام الشريف الصفي التّونسِيّ الْحَكِيم / بَقِيَّتهمْ وَصَاحب التصانيف فِي الْفَنّ. مَاتَ فِي حُدُود سنة عشْرين أَو بعْدهَا بِقَلِيل.

أَحْمد بن عبد الطَّاهِر بن أَحْمد بن عبد الظَّاهِر التفهني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو عبد القاهر الْآتِي. / مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.

أَحْمد بن عبد العال بن عبد المحسن بن يحيى الشهَاب السندفائي ثمَّ الْمحلى الشَّافِعِي الجزيري وَيعرف بِابْن عبد العال. / ولد سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بسندفا من أَعْرَاب الغربية وَهِي بِفَتْح الْمُهْمَلَتَيْنِ بَينهمَا نون سَاكِنة ثمَّ فَاء ممدودة، وَحفظ بهَا الْقُرْآن وَصلى بِهِ وَبَعض الْمِنْهَاج، وَحضر دروس القاضيين الْعِمَاد إِسْمَاعِيل الباريني والكمال جَعْفَر وَالشَّيْخ عمر الطريني فِي الْفِقْه والنحو وَغَيرهمَا، وَحج قبل الْقرن سنة مَاتَ بهادر، وَتردد إِلَى الْقَاهِرَة مرَارًا قَرَأَ فِي بَعْضهَا من البُخَارِيّ على شَيخنَا بل سمع جَمِيعه فِي سنة ثَمَانِي عشرَة على التَّاج أبي البركات إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّمِيمِي الخليلي الشَّافِعِي بِسَمَاعِهِ لَهُ على أبي الْخَيْر بن العلائي، وتعانى النّظم بالطبع وَإِلَّا فَهُوَ عَامي وَرُبمَا وَقع لَهُ الْجيد وَقد أفرده بديوان سَمَّاهُ الْجَوْهَر الثمين فِي مدح سيد الْمُرْسلين صلى الله عليه وسلم ولقيه ابْن فَهد والبقاعي وَغَيرهمَا فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بالمحلة فكتبا عَنهُ مِنْهُ:

(مَكَانك من قلبِي وعيني كِلَاهُمَا

مَكَان السويدا من فُؤَادِي وَأقرب)

)

(وذكرك فِي نَفسِي وَإِن شفها الظما

ألذ من المَاء الزلَال وأعذب)

وَأنْشد لَهُ المقريزي فِي عقوده:

ص: 347

(يَا من يَقُول الشّعْر غير مهذب

ويسومني تهديب مَا يهذي بِهِ)

(لَو أَن أهل الأَرْض فِيك مساعدي

لعجزت عَن تَهْذِيب مَا تهذي بِهِ)

وَقَالَ توفّي سنة عشْرين وَهَذَا غلط.

أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن سَالم بن ياقوت الشهَاب الْمَكِّيّ الْمُؤَذّن. / ولد فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَسمع على ابْن صديق مُسْند الدَّارمِيّ وَأَجَازَ لَهُ الْعَفِيف النشاوري والتنوخي والعراقي والهيثمي وَطَائِفَة وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَدخل بِلَاد سواكن من مُدَّة تزيد على ثَلَاثِينَ سنة وسافر مِنْهَا إِلَى بر السودَان فَتزَوج هُنَاكَ ورزق أَوْلَادًا وَصَارَ يحجّ غَالِبا وَرُبمَا جاور ثمَّ انْقَطع عَن الْحَج من بعد الْأَرْبَعين بِقَلِيل وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ هُنَاكَ فِي أَوَائِل سنة سِتّ وَخمسين وَكَانَ خيرا ساذجا.

أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد الْعَلامَة إِمَام الدّين أَو همام الدّين الشيفكي ثمَّ الشِّيرَازِيّ، / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه قَرَأَ على السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ الْمِصْبَاح فِي شرح الْمِفْتَاح وَقدم مَكَّة فَنزل فِي رِبَاط رامست وأقرأ الطّلبَة وَكَانَ حسن التَّقْرِير قَلِيل التَّكَلُّف مَعَ لطف الْعبارَة وَكَثْرَة الْوَرع ومعرفته بالسلوك على طَرِيق كبار الصُّوفِيَّة وتحذيره من مقَالَة ابْن الْعَرَبِيّ وتنفيره عَنْهَا وَاتفقَ أَنه كَانَ يقرئ فِي بَيته بِمَكَّة فَسقط بهم الْبَيْت إِلَى طبقَة سفلى فَلم يصب أحد مِنْهُم بِشَيْء بل خَرجُوا يَمْشُونَ فَلَمَّا برزوا سقط السّقف الَّذِي كَانَ فَوْقهم. مَاتَ بِمَكَّة فِي يَوْم الْجُمُعَة خَامِس عشري رَمَضَان سنة تسع وَثَلَاثِينَ، وَاقْتصر ابْن فَهد على تَارِيخ وَفَاته وَلكنه أَفَادَ اسْم جده نعم تَرْجمهُ فِي ذيله لتاريخ مَكَّة.

أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْوَاحِد بن عمر بن عياد الشهَاب الْأنْصَارِيّ المغربي الأَصْل الْمدنِي أَخُو مُحَمَّد الْآتِي. /

أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن عُثْمَان الشهَاب الأبياري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد بن الْأَمَانَة الْآتِي / تَرْجَمَة وَلَده فِيمَا نَقله شَيخنَا عَنهُ فَقَالَ كَانَ يعرف الْفَرَائِض والحساب وينقل كثيرا من الْفِقْه من كتاب تَمْيِيز التَّعْجِيز وَيقْرَأ بالسبع وَله حَظّ من إتقان الْقرَاءَات ومخارج الْحُرُوف، ورحل إِلَى حلب وأقرأ. مَاتَ فِي ثَانِي عشر سنة اثْنَتَيْنِ وَقد نَيف على السّبْعين وَأما أَبوهُ فَكَانَت

وَفَاته فِي سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة.

ص: 348

أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن رشيد الشهَاب القاهري الْحَنْبَلِيّ النجار أَبوهُ. / ولد تَقْرِيبًا سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بحدرة عَلَاء من الْقَاهِرَة، نَشأ فحفظ الْقُرْآن وكتبا كالعمدة وَالْمقنع وألفية النَّحْو والملحة وَجل الطوفي والشاطبية، وَعرض على الْأمين الأقصرائي وَسيف الدّين والأمشاطي وَالْفَخْر المقسي والجوجري والبكري والبامي واشتغل فِي الْفِقْه على الْبَدْر السَّعْدِيّ والشهاب الشيني ولازم الأبناسي وَابْن خطيب الفخرية وَابْن قَاسم والبدر حسن الْأَعْرَج والْعَلَاء الحصني فِي الْعَرَبيَّة والأصلين وَغَيرهَا وَكَذَا لازمني فِي الألفية وَشَرحهَا وَشرح النخبة وَالْبُخَارِيّ بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره وَقَرَأَ على الزين زَكَرِيَّا فِي الرسَالَة القشيرية وَغَيرهَا، وَحج وتميز وَفهم وتنزل فِي الْجِهَات كالشيخونية وَكتب بالأخرة وَغَيرهَا وتكسب بِالشَّهَادَةِ ثمَّ ولي عاقدا فاسخا بعد سعي كَبِير وصاهر ابْن بيرم على ابْنَته.

أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الشهَاب الْجَوْجَرِيّ الأَصْل القاهري الْحَنْبَلِيّ أَخُو الْجمال عبد الله بن هِشَام لأمه وَلذَا يعرف بِابْن هِشَام / بل انتسب أَنْصَارِيًّا. ولد فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ تَحت كنف أَخِيه وَرُبمَا حضر دروسه فِي الْفِقْه وَغَيره واختص بِابْن الأهناسي وبالولوي بن تَقِيّ الدّين وقتا ولازمه قَدِيما وحديثا وناب عَنهُ فِي بعض الْعَمَل الْمُضَاف لَهُ ثمَّ لَا زَالَ يجْتَهد ويتوسل بطرق فِي التَّقَرُّب من قَاضِي الْحَنَابِلَة الْعِزّ حَتَّى زوجه ابْنَته واستنابه فِي الْقَضَاء واستولدها ولدا، أضيف لَهُ بعد موت جده تدريس الصَّالح وَغَيره من التداريس والجهات بِبَعْض كلفة وَصَارَ يَنُوب عَنهُ بعد الْمَشْي مَعَ الأبناسي أَو كَاتبه أَحْيَانًا فِيمَا يُؤَدِّيه، وَحج غير مرّة وجاور سنة ثَلَاث وَتِسْعين بجماعته وبولده بعد مُفَارقَته لزوجته ابْنة الْبَدْر السَّعْدِيّ، وتكررت مناكدته للبدر مرّة بعد أُخْرَى مَعَ كَونه مِمَّن نَاب عَنهُ وَكثر اجتماعه وانقطاعه لضَعْفه بِحَيْثُ انْقَطع عَن مُبَاشرَة الْقَضَاء بمنية وشبرى وَلَكِن رُبمَا يعين عَلَيْهِ الْبَدْر قاضيهم مَا يرتفق بِهِ وَهُوَ من أحبابنا مَعَ عَليّ همة وتودد.

أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز الشهَاب بن الْبَدْر / وَغَيره وَدَار مَعَ الطّلبَة قَلِيلا وَاسْتقر فِي الْمُبَاشرَة بِجَامِع طولون والناصرية

ص: 349

والأشرفية وَغَيرهَا بعد أَبِيه وَحسن حَاله بِالنِّسْبَةِ لما قبله وَتزَوج زَوْجَة التقي القلقشندي بعد وَذكر بالدربة وَالْعقل والتودد والخبرة والمباشرة واليقظة فِيهَا. وَمَات مزاحما للخمسين ظنا فِي لَيْلَة خَامِس صفر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ)

بعد تعلله مُدَّة طَوِيلَة وفقد بَصَره رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن يُوسُف بن عبد الْغفار بن وجيه بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن عبد الصَّمد بن عبد النُّور الشهَاب بن الْعِزّ السنباطي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي نزيل الباسطية والآتي أَبوهُ وجده. / ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن واشتغل عِنْد الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والمناوي والشريف النسابة والتقي الحصني وزَكَرِيا فِي النَّحْو وَالصرْف وَالْفِقْه وَغَيرهَا من الْعقلِيّ والنقلي، ولازم الشهَاب الأبدي فِي الْعَرَبيَّة وَلذَا أحضر فِيهَا عِنْد الْبَدْر أبي السعادات البُلْقِينِيّ. وَأَجَازَ لَهُ خلق قَدِيما باستدعاء ابْن فَهد، بل وَسمع قَلِيلا وَلَا أستبعد سَمَاعه عِنْد شَيخنَا وتميز فِي الْعَرَبيَّة وأقرأها الطّلبَة وَأَجَازَ تعليمها وتكسب بِالشَّهَادَةِ وتنزل فِي الصلاحية والبيبرسية وَغَيرهمَا، وهمته عَلَيْهِ سِيمَا مَعَ من يمِيل إِلَيْهِ مَعَ التأنق فِي ملبسه وَعَمَّته ومعيشته بِحَيْثُ لَا يبْقى على شَيْء، وَفِيه محَاسِن وَبسط فِي الْكَلَام مدحا وَقَدحًا كَانَ الله لَهُ.

أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الشيفكي ثمَّ الشِّيرَازِيّ. / مضى فِيمَن جده أَحْمد.

أَحْمد بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الرَّزَّاق بن أبي الْفرج الشهابي بن الْأَمِير فَخر الدّين بن الْوَزير تَاج الدّين / ولي قطيا وَحج، وَمَات وَهُوَ فِي الكهولة بقطيا فِي أَوَائِل الْمحرم سنة سبع وَخمسين وَنقل فَدفن بمدفنهم من الْمدرسَة.

أَحْمد بن عبد الْقَادِر بن إِبْرَاهِيم الصَّدْر أَبُو البركات بن الْمجد المكراني الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي. / مضى فِي ابْن إِسْمَاعِيل وَرَأَيْت بِخَط بَعضهم تَسْمِيَته مُحَمَّدًا كأخيه.

أَحْمد بن عبد الْقَادِر بن حُسَيْن بن عَليّ الغمري الْآتِي جده وَأَخُوهُ مُحَمَّد. / مِمَّن سمع مني فِي سنة خمس وَتِسْعين.

أَحْمد بن عبد الْقَادِر بن عبد الْوَهَّاب الْقرشِي الْآتِي أَبوهُ. / ولد فِي مستهل ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فأسمعه يَسِيرا عَليّ وَكَذَا على الفتحي وَقبل ذَلِك أحضرهُ على النشاوي والرضى والأوجاقي وَأبي السُّعُود الغراقي ثمَّ على عبد

ص: 350

الْغَنِيّ الْبِسَاطِيّ وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة.

أَحْمد بن عبد الْقَادِر أبي الْقسم بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن المحيوي الْأنْصَارِيّ الْمَكِّيّ الْمَالِكِي الْآتِي أَبوهُ وَولده أَبُو السعادات مُحَمَّد. / ولد فِي يَوْم الْأَحَد ثَانِي عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة، وَرَأَيْت من أرخه سنة أَربع

بِمَكَّة، وَنَشَأ بهَا فِي كنف وَالِده فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ على الْعَادة وأربعي النَّوَوِيّ والمختصرين الْأَصْلِيّ والفرعي لِابْنِ الْحَاجِب وألفية ابْن مَالك وَعرض على ابْن الْهمام والبلاطنسي وَأبي السعادات بن ظهيرة وَأبي الْبَقَاء بن الضياء، وَغَيرهم من أهل مَكَّة والقادمين عَلَيْهَا، وتلا بِالْقُرْآنِ تجويدا على عَليّ الديروطي وَأخذ الْفِقْه والعربية عَن وَالِده وَالْأُصُول عَن أَحْمد بن يُونُس وَابْن إِمَام الكاملية والزين خطاب والمحب أبي البركات الهيثمي والمنطق عَن مظفر الدّين الشِّيرَازِيّ، وَسمع من أبي الْفَتْح المراغي وَغَيره وتصدر بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام فِي الْفِقْه والعربية والْحَدِيث، وناب فِي الْقَضَاء وَكَانَ جم المحاسن مَعَ صغر سنه. مَاتَ فِي آخر يَوْم الثُّلَاثَاء منتصف ربيع الأول سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الصُّبْح من الْغَد عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة وفجع بِهِ وتجرع غصته رحم الله شبابه.

أَحْمد بن عبد الْقَادِر بن أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن أَحْمد أبي عبد الله الحسني الفاسي الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ. /

ولد بعد الْعشْرين وَثَمَانمِائَة، وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فكفلته أمه وَهِي أم الْوَفَاء ابْنة الإِمَام رَضِي الدّين مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن الرضي الطَّبَرِيّ، وَسمع من أبي شعر وَأبي الْمَعَالِي الصَّالِحِي وَأبي الْفَتْح المراغي والتقي بن فَهد وَإِبْرَاهِيم الزمزمي وَابْن أَخِيه عبد السَّلَام وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة تسع وَعشْرين جمَاعَة مِنْهُم الوَاسِطِيّ والزين الزَّرْكَشِيّ وَابْن الْفُرَات وَعَائِشَة الحنبلية والتدمري والقبابي وَخلق، وناب فِي إِمَامَة الْمقَام الْحَنْبَلِيّ وقتا وَدخل الْقَاهِرَة وَكَانَ مفرط الْعُقُود. مَاتَ فِي ضحى يَوْم الْخَمِيس ثَانِي صفر سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الظّهْر وَدفن بالمعلاة رحمه الله.

أَحْمد بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن طريف بِالْمُهْمَلَةِ كرغيف الشهَاب بن المحيوي النشاوي بِالْمُعْجَمَةِ القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو أم الْخَيْر وَابْن أخي التَّاج عبد الْوَهَّاب الآتيين وَكَذَا أَبوهُ. /

ولد فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة كَمَا رَأَيْته بِخَطِّهِ ويتأيد بِإِثْبَات كَونه كَانَ فِي الْخَامِسَة سنة تسع وَتِسْعين، وَحِينَئِذٍ فَمن قَالَ أَنه فِي سنة

ص: 351

سِتّ وَتِسْعين فقد أَخطَأ بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن ومقدمة أبي اللَّيْث وَالْكثير من الْمجمع، واسمع فِي الْخَامِسَة على ابْن أبي الْمجد الصَّحِيح وعَلى التنوخي والعراقي والهيثمي ختمة وَسمع عَليّ الحلاوي كثيرا من مُسْند أَحْمد وَعلي الهيثمي بعضه وعَلى سارة ابْنة التقي السُّبْكِيّ مشيخة ابْن شَاذان وغالب مُعْجم أَبِيهَا، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو حَفْص البالسي وَابْن قوام وَفَاطِمَة ابْنة المنجا وَفَاطِمَة ابْنة عبد الْهَادِي وَطَائِفَة وتنزل فِي)

صوفية الجمالية بعد الصلاحية، وَدخل الاسكندرية والصعيد، وتكسب بِعَمَل السراسيج وَجلسَ لذَلِك بِبَعْض الحوانيت وَصَارَ وجيها بَين أَرْبَابهَا سِيمَا حِين يَقْصِدهُ الطّلبَة ثمَّ أعرض عَنْهَا وَلزِمَ التقي الشمني فَحَضَرَ عِنْده بعض دروسه ثمَّ بعنايته قَرَّرَهُ الجمالي نَاظر الْخَاص بالسبيل الَّذِي جدده بنواحي الْمنية إِلَى أَن رغب عَنهُ بعد مَوته وَصَارَ يرتفق مَعَ تصوفه ببر التقي لَهُ ثمَّ بعده ببر الطّلبَة وَنَحْوهم، وَحدث بالبخاري غير مرّة سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَذَا حدث بِغَيْرِهِ وَصَارَ بِأخرَة فريد الْوَقْت وَهُوَ مِمَّن سمعنَا عَلَيْهِ قَدِيما ثمَّ صَار بِأخرَة يكثر التَّرَدُّد ويلازم حُضُور مجْلِس الْإِمْلَاء غَالِبا، وَكَانَ خيرا قانعا باليسير محبا للطلبة صبورا عَلَيْهِم متوددا إِلَيْهِم حَافِظًا لنكت ونوادر وفوائد لَطِيفَة ذَا همة وجلادة على الْمَشْي مَعَ تقدمه فِي السن لكَونه فِيمَا يظْهر لم يتَزَوَّج إِلَّا بعد الْأَرْبَعين ومتع بمواته إِلَى أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثامن عشري ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بمصلى بَاب النَّصْر تقدم النَّاس فِي الصَّلَاة الزيني زَكَرِيَّا وَقد ناف عَن التسعين وَنزل النَّاس بِمَوْتِهِ فِي البُخَارِيّ بِالسَّمَاعِ الْمُتَّصِل دَرَجَة رحمه الله وإيانا.

أَحْمد بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن الْفَخر عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن البعلي الْحَنْبَلِيّ ابْن عَم عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الْآتِي. / ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَسمع على الْمزي وَأحمد بن عَليّ الْجَزرِي الأول وَالثَّانِي من حَدِيث أبي نجيح وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا وَذكره فِي مُعْجَمه وَابْن خطيب الناصرية وَكَانَ لقِيه لَهُ فِي سنة خمس عشرَة وَآخَرُونَ، وَقَالَ المقريزي فِي عقوده أَنه توفّي بعد سنة خمس عشرَة.

أَحْمد بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن الشَّيْخ مُرْتَفع الشهَاب النيربي الصَّالِحِي / سمع من أبي حَفْص عمر بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشحطبي تَابع حَدِيث ابْن عُيَيْنَة رِوَايَة مُحَمَّد بن عبد الله بن يزِيد الْمقري أنابه الْفَخر وَحدث سمع مِنْهُ ابْن مُوسَى وَشَيخنَا الأبي. وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَأَنه أجَاز لابنته رَابِعَة.

أَحْمد بن عبد الْقوي بن مُحَمَّد بن عبد الْقوي أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن معمر بن

ص: 352

سُلَيْمَان بن عبد الْعَزِيز بن أَيُّوب بن عَليّ الشهَاب بن الْعَلامَة الْوَلِيّ أبي مُحَمَّد البجائي الأَصْل الْمَكِّيّ الْمَالِكِي أَخُو القطب أبي الْخَيْر مُحَمَّد ووالدهم الْمَدْعُو يسر الآتيين وَيعرف بِابْن عبد الْقوي. / ولد فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشر ربيع الأول سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فَسمع من ابْن صديق والزين المراغي وَمُحَمّد بن عبد الله البهنسي وَأَجَازَ لَهُ الْعِرَاقِيّ والهيثمي والشهاب

الْجَوْهَرِي وَآخَرُونَ، وَحضر دروس أَبِيه والبساطي حِين جاور بِمَكَّة، وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَيُقَال أَنه لم يحمد فِيهَا وناب فِي حسبَة مَكَّة عَن أبي الْبَقَاء بن الضياء، وَحدث سمع مِنْهُ الطّلبَة ورأيته بِمَكَّة فأنشدني من نظمه لفظا:

(أَلا لَيْت شعري هَل أبيتن لَيْلَة

بِطيبَة حَيْثُ الطيبون نزُول)

(وَهل أرد الزَّرْقَاء ريا وأنثني

إِلَى رَوْضَة الظل ثمَّ ظَلِيل)

مَاتَ فِي عشَاء لَيْلَة السبت حادي عشر رَجَب سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ صَبِيحَة الْغَد وَدفن بالمعلاة سامحه الله.

أَحْمد بن عبد الْكَافِي بن عبد الْوَهَّاب البليني / هَكَذَا ذكره شَيخنَا فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة من أنبائه وَهُوَ سَهْو بِمِائَة سنة سَوَاء فوفقته سنة سِتّ وَسَبْعمائة مَعَ أَنه لم يذكرهُ فِي الدُّرَر.

أَحْمد بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبَادَة بن عبد الْغَنِيّ الشهَاب بن النَّجْم بن الشَّمْس الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ الْمَذْكُور أَبوهُ وعماه أَمِين الدّين مُحَمَّد وشهاب الدّين أَحْمد، وَيعرف كسلفه بِابْن عبَادَة. / كَانَ كل من جده وَأحد أَوْلَاده الشهَاب حنبليا وَخَالفهُ ولداه الْآخرَانِ فتشفع الْأمين وتحنف وَالِد صَاحب التَّرْجَمَة وَنَشَأ هَذَا خَطِيبًا وَولي قَضَاء الْحَنَابِلَة بِدِمَشْق كجده وَعَمه الشهَاب وَذَلِكَ بعد صرف الْبُرْهَان بن مُفْلِح فدام قَلِيلا ثمَّ صرف بِهِ أَيْضا، وَعرض لَهُ ضَرْبَان فِي رجلَيْهِ فَانْقَطع بِهِ مُدَّة وسافر لمَكَّة فجاور بهَا حَتَّى مَاتَ فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَكَانَ مَعَه وَلَده من ابْنة ابْن الدقاق وزوجه ابْنة خَاله مُحَمَّد بن عِيسَى الْقَارِي.

أَحْمد بن عبد الْكَرِيم بن البشيري الْموقع. / سكن بِقرب بَاب زِيَادَة جَامع الْحَاكِم. مَاتَ فِي سَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَكَانَ مِمَّن يخالط الْفُضَلَاء بل سمع فِي النَّسَائِيّ الْكَبِير بِقِرَاءَة البقاعي على جمَاعَة وَتردد لَهُ.

أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن جَار الله بن زَائِد السنبسي بمهملتين مكسورتين بَينهمَا نون ثمَّ مُوَحدَة مَكْسُورَة الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي جده والآتي شقيقه عبد الْعَزِيز. / حفظ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره واشتغل فِي الْفِقْه والعربية مَعَ

ص: 353

فهم وَخير وعقل وانتفع بتربية خَاله الشَّيْخ أبي سعد الْهَاشِمِي، وَمَات فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشري رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة.

أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن أبي بكر بن أَحْمد بن عمر الشهَاب بن السراج الشرجي ثمَّ الزبيدِيّ

الْحَنَفِيّ الْآتِي، / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه اشْتغل كثيرا وَمهر فِي الْعَرَبيَّة وَكَذَا كَانَ أَبوهُ ودرس بالصالحية بزبيد، اجْتمعت بِهِ وَسمع عَليّ شَيْئا من الحَدِيث وَسمعت من فَوَائده. مَاتَ بحرض فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة عَن أَرْبَعِينَ سنة انْتهى، وَذكره الخزرجي فِي تَارِيخه فِي تَرْجَمَة وَالِده وَقَالَ أَنه أَخذ عَن أَبِيه وَغَيره وتفنن فِي الْفِقْه والنحو والآداب ودأب وَحصل كثيرا وَكَانَ حسن الْخط جيد الضَّبْط وَالنَّقْل عَارِفًا ذكيا ناسكا تقيا حَافِظًا مرضيا سَاد فِي زمن الشَّبَاب.

أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن عَليّ الشريف الشهَاب بن الْكَمَال المحرنق. / مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين.

أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن مُوسَى بن عميرَة بِالْفَتْح بن مُوسَى بن صَالح الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن السراج الْقرشِي المَخْزُومِي اليبناوي بِضَم التَّحْتَانِيَّة وَسُكُون الموحة بعْدهَا نون ثمَّ الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ نزيل صالحية دمشق والآتي أَبوهُ وَابْن أخي االشهاب أَحْمد بن مُوسَى الْمَذْكُور فِي المكيين للفاسي / وَأَنه توفّي سنة تسعين وَسَبْعمائة. ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة عشري ربيع الأول سنة سبع وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة نَشأ بهَا فحفظ أربعي النَّوَوِيّ والشاطبية ومختصر الْخرقِيّ والعمدة فِي الْفِقْه أَيْضا للشَّيْخ موفق الدّين والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك وعرضهما على جمَاعَة من أهل مَكَّة والقادمين إِلَيْهَا، وَسمع على الزين المراغي وَطَائِفَة، وَأَجَازَ لَهُ غير وَاحِد، وارتحل إِلَى دمشق بعد الثَّلَاثِينَ فقطنها مَعَ تردده فِي بعض السنين إِلَى مَكَّة وَطلب بِنَفسِهِ وَسمع بِالْقَاهِرَةِ ودمشق وحلب وَغَيرهَا ورافق ابْن فَهد وَابْن زُرَيْق والخيضري وَغَيرهم وَقَرَأَ وَكتب الطباق وتميز ولازم الْأُسْتَاذ أَبَا شعر وتفقه وَأثْنى عَلَيْهِ الْبُرْهَان الْحلَبِي وَوَصفه بالشيخ الْفَاضِل الْمُحدث وَأَنه سريع الْقِرَاءَة صحيحها وَأَنه قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُحدث الْفَاضِل وَسنَن ابْن مَاجَه ومشيخة الْفَخر بن البُخَارِيّ وَغير ذَلِك، وَكَذَا أثنى عَلَيْهِ ابْن نَاصِر الدّين وَشَيخنَا وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنْهُمَا أَيْضا وَقَرَأَ على ابْن الطَّحَّان سيرة ابْن هِشَام، وَوَصفه المرداوي بالمحدث والمتقن. وَقَالَ غَيره أَنه نظم الشّعْر وَحدث بِشَيْء من شعره، وَقَالَ ابْن فَهد: وَكَانَ خيرا دينا سَاكِنا منجمعا. مَاتَ فِي أَوَائِل رَمَضَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بِدِمَشْق

ص: 354

وَدفن بالروضة بسفح قاسيون.

أَحْمد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الشهَاب أَبُو الْخَيْر بن الْمُوفق الْآتِي وَيعرف بِابْن موفق الدّين وَالِد بهاء الدّين مُحَمَّد. / مولده فِي شَوَّال سنة خمس وَعشْرين بِالْقَاهِرَةِ وَقَرَأَ الْقُرْآن والعمدة وَالْأَرْبَعِينَ والمنهاج والملحة وَغير ذَلِك وَعرض على شَيخنَا والقاياتي والشرف السُّبْكِيّ وَابْن

البُلْقِينِيّ وَغَيرهم بل سمع على شَيخنَا وَكَانَ يَجِيء إِلَيْهِم السراج الوروري لإقرائه وَالشَّمْس الْمَالِكِي لتكتيبه، وَحج وباشر بعد أَبِيه كِتَابَة ديوَان جَيش الشَّام والأشراف ثمَّ انْفَصل عَن الأولى بالبدر بن الأنبابي وَعَن الثَّانِيَة بتاج الدّين بن قريميط أحد كتاب المماليك ثمَّ صَارَت للبدري أبي الْبَقَاء بن الجيعان وَلذَلِك كَانَ كثير الْإِمْدَاد لَهُ فِي حَال انْقِطَاعه حَتَّى مَاتَ بعد تعلله مُدَّة صَبِيحَة يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَتِسْعين وَدفن بتربته.

أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب الْقُسْطَلَانِيّ وَيعرف بالحرضي. / ولد سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة، وَسمع من الزينين أبي بكر المراغي والطبري وَالشَّمْس الشَّامي وَابْن الْجَزرِي وَالْجمال بن ظهيرة وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة مولده التنوخي وَابْن الذَّهَبِيّ وَابْن العلائي وَخلق، وتكسب بِالشَّهَادَةِ وسجل على الْحُكَّام. مَاتَ سنة سِتّ وَعشْرين بِمَكَّة. ذكره ابْن فَهد وَغَيره وَكَانَ حَيا سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين.

أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن زعرور بِالْفَتْح بن عبد الله بن أَحْمد بن أبي محلى المرداوي الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن عبد الله وَرُبمَا لقب زعرور وَيُقَال أَنه لقب جده أَحْمد. / ولد فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَسمع على أبي الهول الْجَزرِي النّصْف الثَّانِي من عوالي أبي نعيم تَخْرِيج الضياء وَحدث سمع مِنْهُ ابْن فَهد وَغَيره. وَمَات.

أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن عبد الله الشهَاب بن الْجمال القلقشندي. / يَأْتِي فِي ابْن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله فَالصَّوَاب فِي اسْم أَبِيه عَليّ.

أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد الشهَاب بن الْجمال بن الشهَاب بن إِمَام الدّين بن السَّيْف بن الْفَخر أبي المحاسن بن القَاضِي الشَّمْس الْقزْوِينِي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ النَّقِيب وَالِد مُحَمَّد الْآتِي. / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه ولد سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَكَانَ حنفيا يستحضر كثيرا من الْأَحْكَام الْمُتَعَلّقَة بمذهبه وباشر النقابة

ص: 355

عِنْد ابْن الطرابلسي وَولده مُدَّة، ثمَّ لما عزل بِابْن العديم اتَّصل هُوَ بالجلال البُلْقِينِيّ فقرره نَقِيبًا مُضَافا لغيره وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ لَوْلَا مكر فِيهِ ودهاء ورام الِاسْتِقْرَار بعده عِنْد الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فَأَبْعَده فَلَمَّا صرف بِابْن البُلْقِينِيّ الْأَصْغَر خدمه إِلَى أَن مَاتَ وَذَلِكَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَعشْرين بعد ضعف شَدِيد مُدَّة.

أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد اليرتقي. / فِي ابْن مُحَمَّد المريقي.

أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الْجمال الْعقيلِيّ الزَّيْلَعِيّ الْيَمَانِيّ الْحَنَفِيّ. /

راسلني وَأَنا بِمَكَّة بعد الثَّمَانِينَ يطْلب الْإِجَازَة فَكتبت لَهُ وَذكرت فِيهَا مَا بَلغنِي من أَوْصَافه حَسْبَمَا أثْبته فِي التَّارِيخ الْكَبِير.

أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد الجزائري الرابطي. / ذكره ابْن عزم مُجَردا.

أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد الدِّمَشْقِي الْمُقْرِئ / شيخ الإقراء بِدِمَشْق فِي زَمَنه وَيعرف بِابْن اللبان.

مَاتَ بهَا فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين عَن سنّ عالية وَقد سمع كثيرا. قَالَه ابْن أبي عذيبة وَيُحَرر.

أَحْمد بن عبد الله بن إِسْمَاعِيل بن الْأَحْمَر. / رُوِيَ عَن الْمَيْدُومِيُّ، سمع مِنْهُ شَيخنَا التقي أَبُو بكر القلقشندي نُسْخَة إِبْرَاهِيم بن سعد فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة وَحدثنَا بهَا.

أَحْمد بن عبد الله بن بدر بن مفرح بن بدر بن عُثْمَان بن كَامِل أَو جَابر بن ثَعْلَب الشهَاب أَبُو نعيم العامري الْغَزِّي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَالِد الرضي مُحَمَّد وَيعرف بالغزي. / ولد فِي ربيع الأول سنة سبعين وَسَبْعمائة وَقَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه سنة سِتِّينَ تَقْرِيبًا وَفِي أنبائه سنة بضع وَخمسين بغزة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والتنبيه وَفِي كبره الْحَاوِي وَأخذ عَن قاضيها الْعَلَاء عَليّ بن خلف بن كَامِل وَسمع عَلَيْهِ الصَّحِيح أنابه الحجار ثمَّ تحول إِلَى دمشق بعد الثَّمَانِينَ وَهُوَ فَاضل فقطنها وَأخذ بهَا عَن الشرفين بلديه الْغَزِّي وَابْن الشريسي وقاضيها الشهَاب أَحْمد الزُّهْرِيّ الْفِقْه وأصوله وَمِمَّا أَخذه عَن الْأَخير الْمُخْتَصر مَا بَين قِرَاءَة وَسَمَاع وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء سنة إِحْدَى وَسبعين وَكَذَا أَخذ عَن الْبُرْهَان الصنهاجي، ورحل إِلَى الْقُدس فَأخذ عَن التقي القلقشندي، وبرع فِي الْفِقْه وأصوله وشارك فِي غَيرهمَا مَعَ مذاكرة حَسَنَة فِي الحَدِيث ومتعلقاته، وناب فِي الحكم عَن الشَّمْس االأخنائي فِي آخر ولَايَته وَعَن غَيره وَولي نظر البيمارستان النوري وَغَيره فحمدت قوته وعفته وَعين مُدَّة للْقَضَاء اسْتِقْلَالا فَلم يتم وَولي إِفْتَاء دَار الْعدْل والتدريس بعدة أَمَاكِن وتصدى للإقراء قَدِيما وَجلسَ لذَلِك بالجامع فِي حَيَاة مشايخه وَأفْتى وَأعَاد واشتهر

ص: 356

وَتفرد برياسة الْفَتْوَى بِدِمَشْق فَلم يبْق فِي أَوَاخِر عمره من يُقَارِبه فِي رياسة الْفِقْه إِلَّا ابْني نشوان بل لم يزل فِي ارْتِفَاع حَتَّى صَار من مفاخر دمشق وأذكر أَهلهَا للفقه وَأَصله، وَكَانَ يرجع إِلَى دين وعفة من صغره وَكَذَا فِي الْقَضَاء مَعَ علو همة ومروءة ومساعدة لمن يَقْصِدهُ وَحسن عقيدة وسلامة بَاطِن لَكِن مَعَ عجلة فِيهِ وحدة خلق، قَالَ شَيخنَا وَكَانَ صديقنا النَّجْم الْمرْجَانِي يقرظه ويفرط فِيهِ. وَمن تصانيفه الْحَاوِي الصَّغِير فِي أَرْبَعَة)

أسفار وَشرح جمع الْجَوَامِع للتاج السُّبْكِيّ ومختصر الْمُهِمَّات للأسنوي فِي خَمْسَة أسفار وَأحسن فِيهِ وَغير ذَلِك وَعمل شَيْئا على رجال البُخَارِيّ وَكم لكل مِنْهُم فِيهِ من الحَدِيث. وَحج من دمشق غير مرّة وجاور بِمَكَّة ثَلَاث سِنِين مُتَفَرِّقَة وَكَانَت وَفَاته بهَا مبطونا فِي ظهر يَوْم الْخَمِيس سادس شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَله اثْنَتَانِ وَسِتُّونَ سنة وَصلى عَلَيْهِ فِي عصر يَوْمه عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة بجوار قبر أبي الْفضل النويري وجماعته، وَقد ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه بِاخْتِصَار وَأَنه أجَاز لِابْنِهِ مُحَمَّد وَتفرد برياسة الْفَتْوَى بِدِمَشْق وَلذَا قَالَ فِي أنبائه مَعَ بسط تَرْجَمته قَالَ وَبَلغنِي أَن صديقه النَّجْم الْمرْجَانِي صاحبنا رَآهُ فِي النّوم فَقَالَ لَهُ مَا فعل الله بك فَتلا عَلَيْهِ يَا لَيْت قومِي يعلمُونَ بِمَا غفر لي رَبِّي الْآيَة وَقَالَ الْعِزّ عبد السَّلَام كُنَّا إِذا جِئْنَا درس الملكاوي وَلم يَجِيء هُوَ وَلَا يَجِيء القبابي نَكُون كالحدادين بِلَا فَحم، وَقَالَ الْعَلَاء البُخَارِيّ: بَلغنِي صيته وَأَنا وَرَاء النَّهر من أقْصَى بِلَاد الْعَجم، وَذكره التقي بن قَاضِي شُهْبَة فِي طبقاته فَقَالَ أجزت لَهُ محبَّة سنة خمس وَتِسْعين، وَحج وجاور ثَلَاث مَرَّات وناب فِي الحكم بعد الْفِتْنَة وَاسْتمرّ وباشر المرستان وَالْجَامِع فَانْحَطَّ بِسَبَب ذَلِك، وَكَانَ فصيحا ذكيا جريئا مقداما وبديهته أحسن من رويته وطريقته جميلَة بَاشر الحكم على أحسن وَجه، وَاخْتصرَ التقي الفاسي تَرْجَمته فِي ذيل التَّقْيِيد وطولها فِي تَارِيخ مَكَّة وَقَالَ فِيهِ أَنه سمع مِنْهُ فَوَائِد علمية كَثِيرَة وحكايات مستحسنة وَأَنه أجَاز لَهُ ورزق قبولا عِنْد نَائِب دمشق قَالَ وَولي نظر البيمارستان النوري وَالْجَامِع الْأمَوِي وَغير ذَلِك من الأنظار الْكِبَار كوقف الْحَرَمَيْنِ والبرج والغاية وَحمد فِي مُبَاشَرَته لتنمية غلال مَا ينظر فِيهِ من الْأَوْقَاف وَقلة طمعه فِي ذَلِك وعادى بِسَبَبِهَا جمَاعَة مِمَّن لَهُ فِيهَا اسْتِحْقَاق من الْقُضَاة وَالْفُقَهَاء وَغَيرهم وَظهر عَلَيْهِم فِي غير مَا قَضِيَّة، إِلَى أَن قَالَ وَفِي خلقه حِدة وعادت عَلَيْهِ هَذِه الحدة بِضَرَر فِي غير مَا قَضِيَّة وَكَانَ بِأخرَة عِنْد حكام دمشق أعظم قدرا من كثير من قضاتها وفقهائها وَإِلَيْهِ الْإِشَارَة فِيمَا يعْقد من

ص: 357

الْمجَالِس وَحكم بِجرح غير وَاحِد من الْقُضَاة بِدِمَشْق وَمنع بعض الْمُفْتِينَ والوعاظ وَتمّ مُرَاده، قَالَ وَتوجه من مَكَّة فِي بعض مجاوراته إِلَى الطَّائِف لزيارة ابْن عَبَّاس وأقرأ بِمَكَّة الْمُخْتَصر الْأَصْلِيّ فِي حَلقَة حافلة بالفقهاء وَكَذَا أَقرَأ غير ذَلِك وَأذن فِيهَا لغير وَاحِد من طلبته بالإفتاء والتدريس. قلت وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ ابْن مُوسَى وابي وروى لنا عَنهُ وَذكر بَعضهم من تصانيفه اخْتِصَار تعليقة الْبُرْهَان الْفَزارِيّ على التَّنْبِيه ورتبها وَأَنه ابْتَدَأَ فِي شَرحه للحاوي من الْبيُوع فَلَمَّا تمّ شرع فِي تكملته

من أَوله فوصل إِلَى التَّيَمُّم ثمَّ مَاتَ فشرع ابْنه فِي تكملته وَله منسك وَشرح لمختصر ابْن الْحَاجِب بديع وَلكنه احْتَرَقَ فِي الْفِتْنَة وَقطعَة على الْمِنْهَاج إِلَى الصَّلَاة فِي مجلدين وَكَذَا قِطْعَة عَن الْبَيْضَاوِيّ وعَلى ألفية ابْن مَالك وعَلى الْعُمْدَة وَفِي أَسمَاء البُخَارِيّ وَغير ذَلِك وَكَانَ يَقُول الْحَافِظ أَبُو نعيم الْأَصْبَهَانِيّ قد شاركته فِي اسْمه وَاسم أَبِيه فَلَا تكنوني إِلَّا بكنيته، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي بِاخْتِصَار.

أَحْمد بن عبد الله بن بِلَال الْفراش والوقاد بِالْحرم الْمَكِّيّ وأخو مُحَمَّد وَإِسْحَاق، / الظَّن أَنه عَم أبي نَار الزَّيْت أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن بِلَال. قَالَه ابْن فَهد.

أَحْمد بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله شهَاب الدّين أَبُو الْفضل بن الْجمال النابلسي الأَصْل القاهري المولد التَّاجِر أَبوهُ وَيعرف باللفاف. / قَرَأَ عَليّ بِحَضْرَة أَبِيه وَغَيره من حفظه من أول الْمِنْهَاج إِلَى التَّيَمُّم وَسمع من لَفْظِي المسلسل وأوائل الْكتب السِّتَّة كل ذَلِك فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين بمنزلي وأجزت لَهما.

أَحْمد بن عبد الله بن حسن بن أبي بكر العامري الحرضي الْيَمَانِيّ / مِمَّن أَخذ عني بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَتِسْعين.

أَحْمد بن عبد الله بن الْحسن بن طوغان بن عبد الله الشهَاب الأوحدي / نِسْبَة لبيبرس الأوحدي نَائِب القلعة لكَون جده لما قدم من بِلَاد الشرق سنة عشر وَسَبْعمائة اتَّصل بخدمته وناب عَنهُ بالقلعة فشهر بِهِ القاهري الْمُقْرِئ الشَّافِعِي الأديب المؤرخ. ولد فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وتلا بالسبع بل بالأربع عشرَة على التقي الْبَغْدَادِيّ وَكَذَا لَازم الْفَخر البلبيسي الإِمَام فِي ذَلِك اثْنَتَيْ عشرَة سنة، وَسمع الحَدِيث وَطَاف على الشُّيُوخ الحراوي وَجُوَيْرِية ثمَّ ابْن الشيخة وَغَيرهم وَقَرَأَ التَّيْسِير للداني على السوداوي، ورافق شَيخنَا فِي بعض ذَلِك وَكتب بِخَطِّهِ وبرع فِي الْقرَاءَات وَالْأَدب وَجمع مجاميع واعتنى بالتاريخ وَكَانَ لهجا بِهِ وَكتب مسودة كَبِيرَة لخطط مصر والقاهرة تَعب فِيهَا وَأفَاد وأجاد

ص: 358

وبيض بَعْضهَا فبيضها التقي المقريزي ونسبها لنَفسِهِ مَعَ زيادات، وَله نظم كثير قَالَ شَيخنَا سَمِعت من نظمه وفوائده وَأنْشد عَنهُ قَوْله:

(إِنِّي إِذا مَا نابني أَمر نفى تلذذي

وَاشْتَدَّ مِنْهُ جزعي وجهت وَجْهي للَّذي)

قَالَ وَكتب عَنهُ رفيقنا الصّلاح الأقفهسي:

(أغيد زَاد فِي تباعده

عني فسقمي لأَجله حَاصِل)

(مذ دَامَ لي هاجرا بِلَا سَبَب

مَا زلت حَتَّى عملته وَاصل)

ونظمه سَائِر وَمِنْه:

(رب قد ضَاقَتْ المسالك طرا

واعتراني هم براني ضرا)

(فأجرني من الهموم وهب لي

يَا إلهي من عسر أَمْرِي يسرا)

وَكَانَ بزِي الأجناد قَلِيل ذَات الْيَد. مَاتَ فِي تَاسِع عشري جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى عشرَة.

ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وأنبائه وَأثبت ابْن الْجَزرِي فِي تَرْجَمَة الْفَخر البلبيسي من طَبَقَات الْقُرَّاء لَهُ قِرَاءَة هَذَا عَلَيْهِ وَكَذَا قَرَأت بِخَطِّهِ أَنه يروي عَن زَيْنَب ابْنة مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن السكرِي ابْنة العصيدة وَفِي تَرْجَمته من عُقُود المقريزي فَوَائِد واعترف بانتفاعه بمسوداته فِي الخطط وَأَنه نَاوَلَهُ ديوَان شعره قَالَ وَكَانَ ضابطا متقنا ذَاكِرًا لكثير من الْقرَاءَات وتوجيهها وعللها حَافِظًا لكثير من التَّارِيخ سِيمَا أَخْبَار المصريين فَإِنَّهُ لَا يكَاد يشذ عَنهُ من أَخْبَار مُلُوكهَا وخلفائها وأمرائها وَقلع حروبها وخطط دورها وتراجمع أعيانها إِلَّا الْيَسِير مَعَ معرفَة النَّحْو وَالْعرُوض وَالنّظم الْحسن وَالْحِفْظ فِي الْفِقْه لمَذْهَب الشَّافِعِي وَكَثْرَة التعصب للدولة التركية والمحبة لطريق الله، إِلَى آخر كَلَامه عَفا الله عَنْهُمَا.

أَحْمد بن عبد الله بن الْحسن بن عَطِيَّة بن مُحَمَّد بن الْمُؤَيد الزيدي. / توفّي محرما ملبيا فِي لَيْلَة الْخَمِيس رَابِع ذِي الْحجَّة سنة سبع وَدفن بالمعلاة. قَالَه التقي الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة.

أَحْمد بن عبد الله بن حسن الشهَاب البوصيري الْمصْرِيّ الشَّافِعِي / قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه وأنبائه تفقه ولازم الولوي الملوي وبرع فِي الْفُنُون ودرس مُدَّة وَأفَاد وتعانى التصوف وَتكلم على مصطلح الْمُتَأَخِّرين فِيهِ، حضرت دروسه وَكَانَ ذكيا صَاحب فنون لكنه غير متثبت فِي النَّقْل ولازم عبد الله الْحَجَّاجِي المجذوب إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس، وَذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار وَأَنه خدم الشَّيْخ عبد الله الْحَجَّاجِي المجذوب.

أَحْمد بن عبد الله بن خلف بن أبي بكر بن مُحَمَّد الشهَاب الشبراوي ثمَّ القاهري

ص: 359

الشَّافِعِي / إِمَام الشرابسية. سمع على المؤرخ نَاصِر الدّين بن الْفُرَات فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَتِسْعين ختم الشفا أَخذ عَنهُ ابْن فَهد وَأَجَازَ. مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس خَامِس صفر، وأرخه بَعضهم بربيع الأول سنة ثَلَاث وَخمسين وَدفن من يَوْمه.

أَحْمد بن عبد الله بن رشيد الشهَاب السّلمِيّ الْحِجَازِي الْحَنَفِيّ الضَّرِير. / سمع عَلَيْهِ الْمجد إِمَام

الصرغتمشية فِي سنة أَربع وَتِسْعين الْخَتْم من الدَّارَقُطْنِيّ وجزء الغطريف. وكتبته هُنَا حدسا وَإِلَّا فَمَا وقفت لَهُ على تَرْجَمَة.

أَحْمد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عَليّ بن عبد المحسن بن جمال الثَّنَاء شهَاب الدّين بن أَمِين الدّين الْبَصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي شَقِيق الْعَفِيف عبد الله الْآتِي والشهاب أكبرهما. / اشْتغل وَسمع عَن التقي بن فَهد وَغَيره وسافر لبر سواكن قَرِيبا من سنة سبعين وانتفع بِهِ أهل تِلْكَ النواحي فِي إِدْخَاله فِي قضاياهم وَنَحْوهَا شبه القَاضِي، وَهُوَ الْآن سنة ثَلَاث وَتِسْعين فِي قيد الْحَيَاة.

أَحْمد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الشهَاب الْعلوِي الزبيدِيّ أَخُو الشّرف إِسْمَاعِيل الْوَزير الْآتِي. /

قَتله الظَّاهِر صَاحب الْيمن وأخو النَّاصِر لكَونه رأى زَوْجَة أَخِيه الْمَذْكُور فأعجبه جمَالهَا فَأمره بِطَلَاقِهَا وضيق عَلَيْهِ حَتَّى فعل وَمَا وَسعه بعد دُخُوله بهَا إِلَّا الْفِرَار إِلَى مَكَّة رَجَاء إِزَالَة قهره وألمه فَلَمَّا بلغ الظَّاهِر ذَلِك قتل أَخَاهُ وَنهب بيوتهما وأزل نعمتهم وَذَلِكَ فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ.

أَحْمد بن عبد الله بن عبد الْغفار الأشموني. / مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.

أَحْمد بن عبد الله بن عبد الْقَادِر بن عبد الْحق بن عبد الْقَادِر الْحَكِيم بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام نور الدّين أَبُو الْفتُوح بن الْجلَال أبي الْكَرم بن أبي الْفتُوح بن أبي الْخَيْر الطاوسي نِسْبَة لطاوس الْحَرَمَيْنِ الأبرقوهي الأَصْل الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي وَالِد القطب مُحَمَّد وَابْن أخي الظهير عبد الرَّحْمَن الْآتِي / هُوَ وَأَبوهُ من بَيت كَبِير لَهُم شهرة وجلالة بشيراز ذكرت فِي تاريخي الْكَبِير فهم جملَة ولد تَقْرِيبًا فِي سنة تسعين وَسَبْعمائة وتلا الْقُرْآن بَعْدَمَا تعلمه من أدباء مجودين لعاصم على أَبِيه وَسمع الْكثير مِنْهُ بالعشر على ابْن الْجَزرِي وَكَذَا قَرَأَ الْقُرْآن ومقدمات الْعُلُوم على الظهير عبد اللَّطِيف الْبكْرِيّ وَأخذ فِي مبادئ الْعُلُوم أَيْضا عَن التَّاج مَحْمُود الفاروثي والشهاب دَاوُد اللاري وَالْفَخْر أَحْمد الشيفكي والكمال مَحْمُود الْخَوَارِزْمِيّ ولازم الثَّانِي كثيرا فِي الكافيتين وشروحهما وَشرح الشمسية فِي الْمنطق بل وَبَعض الْكَشَّاف

ص: 360

وَالثَّالِث فِي كَافِيَة النَّحْو والريحانية فِي الصّرْف وشرحهما لكل من السد ركن الدّين والتفتازاني وَالرَّابِع شرح الشمسية للقطب وَأخذ الْحَاوِي وَشَرحه للقونوي والمنهاج الْأَصْلِيّ وَشَرحه للأسنوي عَن الْجمال مَحْمُود بن أبي الْفَتْح السرسنائي وَالْكثير من شرح المواقف عَن مُؤَلفه الصَّدْر الْأَصْبَهَانِيّ وَجُمْلَة من المطول والمختصر وَغَيرهمَا عَن السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ مَعَ حَاشِيَة على أَولهمَا وَشَرحه

لمفتاح السكاكي وَعَن الرُّكْن الخوافي شَرحه للمختصر الْأَصْلِيّ والمواقف للأيجي وَعَن الشَّمْس التسترِي المطول فِي آخَرين فِي هَذِه الْعُلُوم وَغَيرهَا، وتفنن وبرع وَأذن لَهُ غير وَاحِد من الأكابر كالركن الخوافي، واعتنى بالرواية وارتحل بِسَبَبِهَا وَلَكِن مَا أَظُنهُ دخل مصر وَالشَّام وَحصل مِنْهَا جانبا بِحَيْثُ زاحمت شُيُوخه سَمَاعا وإجازة الْمِائَتَيْنِ وَلم يتَوَقَّف فِي الْأَخْذ عَن أقرانه بل وَمن دونهم وأفرد لَهُ مشيخة طالعتها وفيهَا الْكثير مِمَّا ينْتَقد وَفِيهِمْ عَمه مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر الْآتِي وفيهَا أَن من تصانيفه خزانَة الآلي فِي الْأَحَادِيث العوالي وَنشر الْفَضَائِل فِي تَرْجَمَة رجال الشَّمَائِل وتنقيح الْحَاوِي فِي الْفِقْه وَتَحْقِيق التَّنْقِيح ورسائل وَغَيرهَا كَالَّذي كتبه على الكافية وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ جمع فِيهِ أَكثر مَا فِي شروحهما حَتَّى شرح النَّجْم الرضي، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ من نَوَادِر تِلْكَ النواحي وَقد لقِيه صاحبنا السَّيِّد العلائ الأيجي فَلبس مِنْهُ الْخِرْقَة وَسمع مِنْهُ بعض الْأَحَادِيث وَقَالَ لي أَنه كَانَ عَالما صنف فِي الْفِقْه وَغَيره وَأخذ عَنهُ الأجلاء. وَمَات وَقد عمر قَرِيبا من سنة إِحْدَى وَسبعين وَمن شُيُوخه بِالسَّمَاعِ عماه عبد الرَّحْمَن وَمُحَمّد والجنيد البلياني وَابْن الْجَزرِي وَالْمجد الفيروزابادي وَالسَّيِّد نور الدّين الأيجي والشرف الجرهي وَسعد الدّين الْمصْرِيّ، وَأما بِالْإِجَازَةِ فكثير كالجمال أبي الْفضل مُحَمَّد بن عَليّ النويري وَمِمَّنْ قبلهم كَانَ ابْن صديق أجَاز لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة.

أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد الشهَاب المنهلي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. / ولد بمنا وهلة بِالْقربِ من منوف سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا واتقل مِنْهَا هُوَ وَأَبوهُ وَآله فقطن الْقَاهِرَة وجاور بالأزهر فحفظ الْقُرْآن وجوده على جمَاعَة أَجلهم إِمَامَة النُّور البلبيسي وَقَرَأَ بِبَعْض الرِّوَايَات على الزين جَعْفَر السنهوري وَكَذَا حفظ الْمِنْهَاج ولازم الْعَبَّادِيّ فِي الْفِقْه فِي أَكثر من عشْرين سنة كَانَ الْقَارئ فِيهَا فِي التقاسيم واشتغل فِي النَّحْو على السنهوري والجوجري وَفِي الْفَرَائِض على السَّيِّد على تلميذ ابْن المجدي وَفِي الْأُصُول عَن الإمامي وَسمع على شَيخنَا النَّسَائِيّ الْكَبِير

ص: 361

أَو جله وتميز فِي الْفِقْه والفرائض وأقرأ فِيهِ الطّلبَة وَهُوَ أجل قراء الصّفة بالباسطية طيب النغمة وارتفق فِي معيشته بتعليم بني واقفها ثمَّ التاجي بن عبد الْغَنِيّ بن الجيعان، وَحج وجاور كثيرا وَاسْتقر فِي مشيخة الرواق بعد الشَّمْس الخالدي وَهُوَ إِنْسَان خير متواضع.

أَحْمد بن عبد الله بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْحِيرِي الأَصْل الْمدنِي الشَّافِعِي / أحد الفراشين هُوَ وَأَبوهُ

بِالْحرم الْمدنِي. قَرَأَ عَليّ فِي مجاورتي بهَا أربعي النَّوَوِيّ ثمَّ قدم وَأَبوهُ الْقَاهِرَة فاجتمعا فِي آخر سنة إِحْدَى وَتِسْعين.

أَحْمد بن عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن أبي الْفَتْح بن هَاشم بن إِسْمَاعِيل بن نصر الله بن أَحْمد الشهَاب بن الْجمال بن العلائي الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي الأَصْل القاهري الْحَنْبَلِيّ الْآتِي أَبوهُ وَكَانَ يعرف بِابْن الجندي. / ولد فِي أَوَاخِر سنة ثَمَانمِائَة أَو فِي الَّتِي بعْدهَا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والتسهيل فِي الْفِقْه وَسمع على وَالِده فَأكْثر وعَلى الشهَاب الطريني وَابْن الكويك وصالحة التركمانية فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ الزين المراغي وَالْجمال بن ظهيرة وَطَائِفَة كعائشة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي، وَحج وسافر إِلَى دمياط وزار الْقُدس والخليل وارتزق مُدَّة بالسمسرة فِي الْكتب وَتقدم من أَهلهَا لمعرفته بل لأصله ثمَّ تَركهَا بعد ولَايَة ابْن عَمه الْعِزّ قَضَاء الْحَنَابِلَة وَجلسَ مَعَ الْحَنَابِلَة بِبَاب الصالحية فتكسب بِالشَّهَادَةِ مَعَ جِهَات باسمه كالتصوف بالأشرفية، وَحدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أخذت عَنهُ، وَمَات بعد أَن ورث الْعِزّ وَغَيره وَكَونه لم يحصل على طائل فِي لَيْلَة الثَّامِن من شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد ثمَّ دفن رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

أَحْمد بن عبد الله بن عمر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن حسن العجمي وَيعرف بالصرفي نزيل مَكَّة. /

مَاتَ بهَا فِي يَوْم الْجُمُعَة حادي عشر ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد وَوَصفه بالشيخ.

أَحْمد بن عبد الله بن عمر السرسي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي نزيل الصَّحرَاء. / مِمَّن لازمني فِي الرِّوَايَة والدراية واشتغل يَسِيرا ثمَّ تكسب بالتعليم لفقره وضرورته.

أَحْمد بن عبد الله بن فَرح الْمَكِّيّ الشهير بالأقباعي. / حفظ الْقُرْآن وَكَانَ شيخ حَلقَة السَّبع بِالْمَسْجِدِ وتكسب بالسمسرة وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ مقلا لكَونه سَافر إِلَى كنباية فارتاش بِحَيْثُ اشْترى بِمَكَّة بعد عوده دَارا وَاسْتمرّ بهَا حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الأول سنة خمس وَخمسين.

ص: 362

أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن لاجين الشهَاب بن الْجمال الرَّشِيدِيّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو الشَّمْس مُحَمَّد الْآتِي وأبوهما وعمهما. / ولد تَقْرِيبًا سنة سبعين وَسَبْعمائة واعتنى بِهِ أَبوهُ فأسمعه الْكثير على ابْن حَاتِم وَأبي الْيمن بن الكويك وعزيز الدّين المليجي وَابْن الفصيح وَابْن الشيخة والتنوخي فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ ابْن الْحَافِظ الْعَلَاء وَابْن الذَّهَبِيّ وَجَمَاعَة وَحدث سمع

من الْفُضَلَاء، وَكَانَ خيرا. مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد ثامن عشر شعْبَان سنة أَربع وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ رحمه الله.

أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم السخاوي ثمَّ البُلْقِينِيّ نزيل الْقَاهِرَة ثمَّ مَكَّة وَيعرف بالشاذلي. / ولد بسخا وَقدم مَعَ أَبِيه إِلَى بلقينة ثمَّ بمفرده إِلَى الْقَاهِرَة فلازم الشَّيْخ مُحَمَّد الْحَنَفِيّ سِنِين ثمَّ تحول إِلَى مَكَّة فَقَدمهَا فِي سنة إِحْدَى وَهُوَ ابْن ثَمَانِي عشرَة سنة فقطنها حَتَّى مَاتَ فِي شَوَّال سنة سبع وَأَرْبَعين، وَكَانَ خيرا يخْطب بوادي الْمُبَارك من نخله وَله سَماع فِي المنسك الْكَبِير لِابْنِ جمَاعَة على الشهَاب المرشدي.

أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد الرُّومِي الْآتِي أَخُوهُ مُحَمَّد وأبوهما. / كَانَ تَارَة يجلس مَعَ أَخِيه شَاهدا وَتارَة تَاجِرًا فِي الشّرْب وَنَحْوه وَهُوَ خير من أَخِيه بِكَثِير. مَاتَ بعيد الثَّمَانِينَ تَقْرِيبًا.

أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن عَمْرو بن عَليّ بن عبد الدَّائِم الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْكِنَانِي الأَصْل المجدلي الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الْوَاعِظ وَيعرف بِأبي الْعَبَّاس الْقُدسِي. / ولد كَمَا أَخْبرنِي بِهِ فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة وَكَذَا نَقله غَيْرِي عَنهُ وَأَنه فِي أوائلها وَزعم البقاعي أَنه أخبرهُ بِأَنَّهُ فِي حُدُود سنة خمس عشرَة فَالله أعلم بالمجدل وَنَشَأ بِهِ فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد بلديه عبد الله بن خلد وَصلى بِهِ وتلاه تجويدا على الشَّمْس مُحَمَّد بن مُوسَى الْمَعْرُوف بِابْن أبي بيض وَالْجمال مَحْمُود بن حنون القَاضِي المجدليين، وَحفظ الْمِنْهَاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية ابْن مَالك وتصريف الْعزي والجمل للخونجي فِي الْمنطق والياسمينية فِي الْجَبْر والمقابلة والنخبة لشَيْخِنَا وَغَيرهَا، وَعرض على جمَاعَة وَأول مَا انْتقل من بَلَده إِلَى غَزَّة ثمَّ إِلَى الرملة ثمَّ إِلَى بَيت الْمُقَدّس ثمَّ إِلَى الشَّام ثمَّ إِلَى الْقَاهِرَة وَمَكَّة وجاور بهَا فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَلزِمَ الِاشْتِغَال فِي كل مِنْهَا بالفقه والأصلين والعربية والفرائض والحساب وَالْعرُوض وَأول مَا تخرج بالشهاب أَحْمد بن عَامر الْمَعْرُوف بكتانة وَابْن أبي بيض الْمَذْكُور والبرهان إِبْرَاهِيم بن رَمَضَان الْبَصِير، وَلَقي بِدِمَشْق الْعَلَاء البُخَارِيّ وَسمع كَلَامه وَجلسَ

ص: 363

بحلقته وَرَاءَهَا، وَجل انتفاعه فِي الْفُنُون بِأبي الْقسم النويري وَمن ذَلِك الْعَرَبيَّة وَكَذَا أَخذهَا عَن الْعَلَاء القابوني وناصر الدّين الإياسي الْحَنَفِيّ وَأخذ عَن رسْلَان ولازمه فِي الْفِقْه وأصوله والنحو واللغة والْحَدِيث وَهُوَ الْآمِر لَهُ بالوعظ وَالْفِقْه عَن ماهر والعز الْقُدسِي والتقيين ابْن قَاضِي شُهْبَة والحريري والشهاب بن)

المحمرة وَالْعلم البُلْقِينِيّ والشرف السُّبْكِيّ وَالْجمال الأمشاطي وَعَلِيهِ قَرَأَ الْعرُوض أَيْضا والقاياتي والونائي وعظمت ملازمته لَهما فِي الْفِقْه والعربية والأصلين وَغَيرهَا وَالشَّمْس الْمَالِكِي نسبا الشَّافِعِي مذهبا وَعنهُ أَخذ اليامسينية وَكَثِيرًا من بهجة الْحَاوِي فِي آخَرين مِنْهُم القَاضِي شمس الدّين الأعسر وَولي الله الشهَاب بن عايد وَالشَّمْس القباقبي وَعَلِيهِ سمع بعض مُصَنفه فِي الْقرَاءَات الْأَرْبَعَة عشر والعبادي وَأبي الأسباط الرَّمْلِيّ وَالشَّمْس المكيني، وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ أَكثر من بعض، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الأَصْل وَغَيره من الْفُنُون والعماد بن شرف والْحَدِيث التَّاج بن الغرابيلي وَشَيخنَا أَكثر من ملازمته وَحُضُور مجالسه فِي الْإِمْلَاء وَغَيره، وَكَذَا سمع الحَدِيث على الزين بن عَيَّاش بِمَكَّة بل وتلا عَلَيْهِ لأبي عَمْرو، وَأبي الْفَتْح المراغي والمحب بن نصر الله الْبَغْدَادِيّ والبساطي والزين الزَّرْكَشِيّ والقبابي والتدمري والعز الْقُدسِي والسعد بن الديري وَعَائِشَة الحنبلية فِي آخَرين حَتَّى أَنه أَخذ عَن غَالب مَشَايِخ الْعَصْر فِي مصر وَالشَّام وَمَكَّة وَغَيرهَا وَتردد لمن دب ودرج، وَأَجَازَ لَهُ الْعِزّ بن الْفُرَات وَجَمَاعَة وَلَقي بِمَكَّة أَيْضا الشَّيْخ مُحَمَّد الكيلاني الْمقري، وجد فِي التَّحْصِيل حَتَّى برع وَأذن لَهُ فِي التدريس والإفتاء القاياتي والونائي وَابْن قَاضِي شُهْبَة والبلقيني والعبادي وَآخَرُونَ وَرَأَيْت إِذن القاياتي لَهُ بالإقراء وَوَصفه بالمولى الإِمَام الْفَاضِل الْكَامِل سلالة الأماثل ونجل الأفاضل الشَّيْخ الْعَلامَة وَأَنه قَرَأَ عَلَيْهِ الرّبع الأول من الْحَاوِي وَكَذَا من الْوَصَايَا إِلَى النِّكَاح وَمن الْعدَد إِلَى آخِره وَمن الْمِنْهَاج من البيع قِطْعَة وافرة مُتَوَالِيَة وبقراءة غَيره من كل من بَاقِي أَرْبَاعه كَأَنَّهُ فِي التَّقْسِيم وبقراءته الْكثير من جمع الْجَوَامِع كل ذَلِك بحثا وتحقيقا ونظرا، وَولي الْإِعَادَة بالصلاحية بِبَيْت الْمُقَدّس والتصدير فِي الْمَسْجِد الْأَقْصَى وتصدى لنفع الطّلبَة، وناب بِأخرَة عَن الْعلم البُلْقِينِيّ وَجلسَ بِبَعْض الحوانيت بعناية الولوي البُلْقِينِيّ فَإِنَّهُ كَانَ مِمَّن اخْتصَّ بِهِ وقتا وراج أمره عَلَيْهِ وَلَكِن مَا تحصل فِي الْقَضَاء على طائل، وَعقد مجْلِس الْوَعْظ قَدِيما من سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وساد فِيهِ وتمول مِنْهُ جدا وتخطى النَّاس فِيهِ لكَونه غَايَة فِي الذكاء وَسُرْعَة

ص: 364

الْحِفْظ بِحَيْثُ سمعته يَحْكِي أَنه حفظ نَحْو خمسين سطرا من صِحَاح الْجَوْهَرِي بِحَضْرَة السفطي من مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثَة مستحضرا لكثير من التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه وأصوله والعربية حَافِظًا لجمل مستكثرا من الْأَشْعَار الْقَدِيمَة وَغَيرهَا وَكَذَا الحكايات والنوادر فِي ذَلِك كُله ومجالسه فِي الْوَعْظ نِهَايَة وَلَو تحرى الصدْق لَكَانَ نَسِيج وَحده فِي مَعْنَاهُ إِلَّا أَنه ينْسب إِلَى مجازفة فِي القَوْل وَالْفِعْل بِحَيْثُ)

يحصل التَّوَقُّف فِي أَكثر مَا يبديه مَعَ دهاء وملق وقدرة على استجلاب الخواطر وإلفات النَّاس إِلَى جَانِبه مَعَ أَنه لَيْسَ عَلَيْهِ رونق الْعلمَاء وَلَا أَئِمَّة الوعاظ، وَقد تَرْجمهُ الشهَاب بن أبي عذيبة فَبَالغ وَوَصفه بشيخنا الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة الْوَاعِظ الْمُفْتِي الْمدرس معيد الصلاحية وَإِمَام أهل الْوَعْظ بِلَا مُنَازع من مُدَّة متطاولة وَكتب عَلَيْهَا الْبُرْهَان الْأنْصَارِيّ والشهاب العميري وَغَيرهمَا من أهل بَيت الْمُقَدّس إِن الْأَمر فَوق مَا ذكر بل كَانَ الْعِزّ الْقُدسِي يُبَالغ فِي إطرائه وَيَقُول أَنه لم يصعد كرْسِي الْوَعْظ بعد الزين الْقرشِي مثله، قَالَ ابْن أبي عذيبة وَمَعَ ذَلِك فَلم ينصفه لِأَنَّهُ أحفظ من الزين بِكَثِير قَالَ وَلَقَد قَالَ الْعِزّ أَيْضا أَنه أحفظ من ابْن تَيْمِية مَعَ مَا انْضَمَّ إِلَيْهِ من معرفَة الحَدِيث وتمييز صَحِيحه من ضعيفه إِلَى غير ذَلِك من فنونه وَقيل إِن البلاطنسي كَانَ كثير الْمحبَّة وَالثنَاء عَلَيْهِ وَكَذَا غَالب أهل دمشق حَتَّى أَنه عرض عَلَيْهِ قَضَاء بعض بلادها فَامْتنعَ، وَأما شَيخنَا فَإِنَّهُ أورد لَهُ حَادِثَة فِي تَارِيخه مؤذنة بإجلاله وَقَالَ أَنه اشْتغل كثيرا بالقدس وَفِيه فرط ذكاء وتعانى الْكَلَام على الْعَامَّة فمهر فِي ذَلِك وَاجْتمعَ عَلَيْهِ خلق كثير وَنقل عَن أبي الْبَقَاء بن الضياء الْحَنَفِيّ الْمَكِّيّ أَنه من الْفُضَلَاء الأذكياء انْتفع بِهِ النَّاس واشتغل عَلَيْهِ الطّلبَة وَكتب على الفتوي وَوعظ بِالْمَسْجِدِ فَاجْتمع عَلَيْهِ الْعَوام وَبَعض الْخَواص انْتهى.

وَإِلَى هَذِه الكائنة أَو غَيرهَا أَشَارَ ابْن أبي عذيبة فَقَالَ وَجَرت لَهُ محنة بِسَبَب الْوَعْظ افتراء عَلَيْهِ فنصره الله بِقِيَام أهل الْحق مَعَه. قلت بل جرت لَهُ حوادث وخطوب أشنعها كائنته مَعَ عشيره وَصديقه البقاعي الَّتِي أوردتها فِي سيرته المفردة ومحصلها حِكَايَة التفاعل من الجنبين والمقاهرة بِأخذ مَال كثير كَانَ مودعا لصَاحب التَّرْجَمَة عِنْد الآخر فجحده إِيَّاه واتفقت قضايا قبيحة من الطَّرفَيْنِ أنزه قلمي عَن الْمُرُور عَلَيْهَا وَآل الْأَمر إِلَى وزن البقاعي بعد مَا رغب عَن شَيْء من وظائفه ليمنع عَنهُ ظن صدقه فِي دَعْوَاهُ أَكثر المَال الْمُدعى بِهِ وَأشْهد كل مِنْهُمَا على نَفسه بِالْبَرَاءَةِ من المَال وَالْعرض وَصَارَ كل مِنْهُمَا بِهَذِهِ الْحَادِثَة مثلَة

ص: 365

لَكِن صَار البقاعي يسلى نَفسه بقوله أما المَال فَلَا يظنّ بِي أَخذه وَأما التفاعل فأكبر مَا فِيهِ أَن يُقَال رام شخص فعلا فَفعل فِيهِ مثله وأقبح، وبواسطة هَذِه الْحِكَايَة أَكثر من التَّرَدُّد للدوادار الْكَبِير يشبك الْفَقِيه والزيني كَاتب السِّرّ وَعقد مجْلِس الْوَعْظ عِنْد كل مِنْهُمَا واغتبطا بِهِ وَمَا نَهَضَ الْغَرِيم إِلَى بُلُوغ أربه وَالله أعلم بِحَقِيقَة أَمرهمَا والجنسية عِلّة الضَّم، هَذَا وَقد كتب البقاعي عَنهُ جَوَابه عَن لغز ابْن الوردي بل كتب عَنهُ من نظم وَلَده وَشَيْخه ابْن رسْلَان والمحب بن الشّحْنَة وَغَيرهم

وَاعْتَمدهُ فِي أَشْيَاء أثبتها وَوضع تَرْجَمته فِي شُيُوخه وَآل أمره إِلَى أَن تعلل من يَده من وقْعَة فِي الْحمام كسرت مِنْهَا رجله فِيمَا قيل ثمَّ مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سادس عشري جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبعين وَدفن من الْغَد بالقرافة الصُّغْرَى فِي تربة يشبك الدوادار وتجاذب كل من إِبْرَاهِيم الجبرتي وسميه البقاعي الدعوي بِأَن مَوته من كرامته لسبق خُصُومَة قريبَة بَينه وَبَين الجبرتي أَيْضا وَقد لقِيت أَبَا الْعَبَّاس كثيرا وَكَانَ يكثر الْمَجِيء إِلَيّ خُصُوصا بعد كائنته الْمشَار إِلَيْهِ وَقَرَأَ عَليّ بِمَجْلِس الْعَلَاء الصَّابُونِي ديباجة بعض تصانيفه واستجازني بروايته مَعَ سَائِر مَا صنفته ورويته وَلما اجتزت بالمجدل اجْتمع بِي وأوقفني على شرح كتبه على منظومة لأبي الْفَتْح السُّبْكِيّ فِي تعداد الْخُلَفَاء وذيلها الشهَاب بن أبي عذيبة وَهُوَ فِي نَحْو عشرَة كراريس وأنشدني أشعارا زعم أَنَّهَا نظمه وَلَيْسَ بمدفوع عَن كل هَذَا وَالله أعلم وَمن ذَلِك مَا ذكر أَنه جَوَابه عَن لغز ابْن الوردي وَهُوَ:

(عِنْدِي سُؤال حسن مستظرف

فرع على أصلين قد تفرعا)

(قَابض شَيْء بِرِضا مَالِكه

وَيضمن الْقيمَة والمثل مَعًا)

فَقَالَ:

(خُذ الْجَواب نظم در مبدعا

بالْحسنِ هَذَا محسن تَبَرعا)

(أعَار صيدا من حَلَال ثمَّ إِذْ

احرم ذَا أتْلفه فاجتمعا)

وَمِمَّا أنْشدهُ ملغزا فِي حر وَكتبه عَنهُ ابْن أبي عذيبة أَبْيَات تزيد على عشْرين أَولهَا:

(سَأَلتك يَا خير الْأَنَام بأسرهم

عَن اسْم ثلاثي بنظم مسطر)

(عَلَيْهِ مدَار النّصْف من دين أَحْمد

عَلَيْهِ صَلَاة الله والآل تعطر)

أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن بِلَال الْوَقَّاد بِالْمَسْجِدِ الْمَكِّيّ وَيعرف بقار الزَّيْت / وَقد ينْسب لجده بِلَال. مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَسبعين.

أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرَّحْمَن أَبُو الْعَبَّاس النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ. / كَانَ فَقِيها فَاضلا كَرِيمًا قَرَأَ الحَدِيث على وَالِده واشتغل

ص: 366

فِي بدايته بِالْعلمِ بِجَامِع المهجم وَغَيره. وَتزَوج ابْنة عَم لَهُ ثمَّ بَان بِأَن بنيهما رضَاعًا فحجبت عَنهُ مَعَ مزِيد حبه لَهَا وَكَاد يَمُوت بل كَانَ ذَلِك فِي سنة أَربع وَعشْرين بعد مَوتهَا قبله.

أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله السَّيِّد الشهَاب بن الْجلَال الحسني

التبريزي الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد الْآتِي وخال الْعَلَاء مُحَمَّد بن الْعَفِيف مُحَمَّد الْآتِي أَيْضا سمع من أَخِيه الْمَذْكُور بعض مَا زعم أَنه سَمعه من النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي الْمَنَام وَكَذَا سمع مِنْهُ الْبردَة. مَاتَ.

أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ الشهَاب بن الْعَفِيف اليمني الْعَدنِي الْمَكِّيّ / كَانَ أَبوهُ من أَعْيَان التُّجَّار بعدن بِولد لَهُ صَاحب التَّرْجَمَة بهَا ثمَّ انْتقل مَعَ أَبِيه إِلَى مَكَّة وَأقَام بهَا مَعَه وَبعده نَحْو أَرْبَعِينَ سنة إِلَّا أَنه رُبمَا سَافر فِي بعض السنين إِلَى الْيمن لحَاجَة ثمَّ يعود إِلَى أَن توجه إِلَيْهَا مرّة فأدركه الْأَجَل بجدة فِي جُمَادَى الأولى سنة عشْرين فَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بالمعلاة وَكَانَ تعانى الزِّرَاعَة بعد موت وَالِده فِيمَا خَلفه لَهُ ولأخوته من الْأَرَاضِي والسقايات بِأَرْض نَافِع من وَادي نَخْلَة، وَمَا مَاتَ حَتَّى بَاعَ نصِيبه فِي ذَلِك وَغَيره وَكَانَ ينطوي على خير ومروءة، وصاهر الْجمال مُوسَى بن الْبَدْر بن جَمِيع على ابْنَته وَكَانَ لَهُ ولد اسْمه مُحَمَّد ويلقب بالجمال توفّي قبله بِمَكَّة فِي سنة سبع عشرَة. ذكره الفاسي.

أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ الشهَاب القليجي القاهري الْحَنَفِيّ. / ولد فِي ثامن عشري ذِي الْقعدَة سنة تسع وَعشْرين وثماني مائَة وَحفظ الْقُرْآن والكنز واشتغل على ابْن الديري والشمني والزين قَاسم وَكَذَا حضر دروس ابْن الْهمام والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَأخذ أَيْضا عَن الْبُرْهَان الْهِنْدِيّ والأبدي والتقي الحصني والشهاب الْخَواص وَسمع على شَيخنَا وَغَيره وتعانى الْأَدَب وتميز وشارك فِي الْفَضَائِل وَاسْتقر فِي موقعي الدست وناب فِي الْقَضَاء فِي سنة ثَلَاث وَخمسين عَن شَيْخه ابْن الديري فَمن بعده وقرأه عَلَيْهِ الْعلم الزواوي وَقَالَ لي أَنه بارع فِيهِ بِدُونِ تكلّف فَإِنَّهُ أتقن أَصله مَعَ مُؤَلفه وَلكنه مزري الْهَيْئَة غير متصون، وَمن نظمه إِجَابَة لمن سَأَلَهُ إجَازَة قَول الْقَائِل:

(هَذَا صباح وصبوح فَمَا

عذرك فِي ترك صباح الصَّباح)

ص: 367

فَقَالَ:

(تمنع الْحبّ وفقد الندى

وَخَوف واش ورقيب ولاح)

وَله أَيْضا:

(لقد ضرني من كنت أَرْجُو بِهِ نفعا

وَقد سَاءَنِي أَفعاله خلتها أَفْعَى)

(إِذا مَا بدا لي ضَاحِكا زِدْت خيفة

وَفِي ضحك الأفعى لَا تأمن اللسعا)

وَقَوله:

(عودتني مِنْك الْجَمِيل تكرما

فَعَن المكارم لَا أَعُود محيرا)

(فَامْنُنْ بِهِ مجْرى عوائد فَضلكُمْ

فالقطر أحسن مَا يكون مكررا)

أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عِيسَى ولي الدّين بن الْجمال القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَولده التقي مُحَمَّد وَيعرف بِابْن الزيتوني. ولد فِي صَبِيحَة يَوْم الْأَحَد سَابِع عشر ربيع الآخر سنة عشر وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس بن الخص وَبَعضه عِنْد صهره الْفَخر عُثْمَان القمني وَصلى بِهِ والعمدة والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية ابْن مَالك وَعرض على الْجمال وَالشَّمْس البساطيين وَالْجمال عبد الله السملاي المالكيين فِي آخَرين، وَأخذ فِي الْفِقْه عَن أَبِيه والبرهان بن حجاج الأبناسي وَالْجمال يُوسُف الأمشاطي والشرف السُّبْكِيّ والشمسين الْحِجَازِي والونائي فِي آخَرين وَعَن أوليهما والحناوي وَالْجمال بن هِشَام أَخذ الْعَرَبيَّة، وأملى عَلَيْهِ الحناوي على مقدمته فِيهَا تَعْلِيقا عزم صَاحب التَّرْجَمَة على تبييضه ولازم ابْن خضر والشنشي فِي الْفِقْه والعربية وَالْأُصُول وَغَيرهَا وَكَذَا قَرَأَ فِي الْأُصُول والعربية على الولوي السنباطي وَسمع عَلَيْهِ وعَلى الحناوي والنور بن الْقيم وَشَيخنَا، وَأكْثر من التَّرَدُّد إِلَيْهِ وأسمع وَلَده مَعَه عَلَيْهِ وَحضر مجَالِس السعد بن الديري فِي التَّفْسِير وَغَيره وخطب بِجَامِع الطواشي وَغَيره بل تصدر عقب وَالِده بِبَعْض الْأَمَاكِن وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَكَانَ قد تدرب فِيهَا بِأَبِيهِ بِحَيْثُ كَانَ يزبره إِذا اقْتصر على عبارَة وَاحِدَة فِيمَا يتَكَرَّر لَهُ وَيَقُول لَهُ تسلك مَسْلَك لعوام فِي التقيد بالألفاظ ليَكُون ذَلِك حثا مِنْهُ على تنوع الْعبارَات فِي الْمَعْنى الْوَاحِد، وَقد حج وباشر النقابة عِنْد الْمَنَاوِيّ ثمَّ عِنْد الْبَدْر البُلْقِينِيّ وراج أمره فِيهَا وَكَذَا جلس للتوقيع بِبَاب الحسام بن حريز ثمَّ أُصِيب بالفالج وَانْقطع مُدَّة تزيد على عشر سِنِين مديما للتلاوة فِيمَا بَلغنِي إِلَى أَن مَاتَ فِي لَيْلَة السبت ثامن ربيع الثَّانِي سنة تسعين وَدفن من الْغَد بحوش سعيد السُّعَدَاء وَكَانَ عَاقِلا متواضعا كثير التودد حسن الْهَيْئَة حُلْو الْكَلَام بعيد الْغَوْر متميزا فِي صناعَة الشُّرُوط مشاركا مَعْرُوفا بِصُحْبَة بَيت ابْن الْأَشْقَر رحمه الله وإيانا.

أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عبد الْخَالِق بن خَلِيل بن مقلد بن سَالم بن جَابر محيي الدّين أَبُو الْيُسْر بن التقي بن النُّور أبي البركات

ص: 368

بن أبي الْمَعَالِي بن الشّرف بن الْعَفِيف الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي نزيل الصالحية وَيعرف بِابْن الصائع وَهُوَ

بكنيته أشهر، / ولد فِي الْعشْر الْأَخير من جُمَادَى الآولى أَو الْآخِرَة سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وأحضر على الشهَاب أَحْمد بن عَليّ الْجَزرِي وأسمع على أبي عبد الله بن الخباز وَأَجَازَ لَهُ مُحَمَّد بن عمر السلاوي وَدَاوُد بن سُلَيْمَان خطيب بَيت الْأَبَّار وَالشَّمْس بن النَّقِيب وَسمع من الْحَافِظ الْمزي والتقي السُّبْكِيّ وَالْجمال إِبْرَاهِيم بن الشهَاب مَحْمُود وَمن ابْن الوردي الْبَهْجَة من نظمه وَغير ذَلِك وَكَذَا سمع من أبي الْفرج بن عبد الْهَادِي وَعبد الرَّحْمَن بن أَحْمد المرداوي والوادياشي وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال وَعبد الْقَادِر بن القرشية وَأكْثر ذَلِك بعناية أَبِيه فَأكْثر وَتفرد بأَشْيَاء سَمعهَا واشتغل قَلِيلا وَطلب بِنَفسِهِ وَقَرَأَ على مُحَمَّد بن أبي بكر بن خَلِيل الإعزازي وَالصَّلَاح بن أبي عمر مفترقين مشيخة الْفَخر وَكتب الطباق وَتخرج قَلِيلا بِابْن سعد، وَكَانَ حسن المذاكرة وَلكنه لم ينجب كَمَا أَنه يحب التواريخ والآداب وَلَكِن لم يكن يدْرك الْوَزْن. قَالَه شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَحكى مَا يشْهد لذَلِك وَقَالَ إِنَّه قَرَأَ عَلَيْهِ وَكتب عَنهُ أبياتا لِابْنِ الوردي وَكَانَ عسرا فِي التحديث وَأَجَازَ لابنته وروى لنا عَنهُ مجير الدّين الذَّهَبِيّ وَشَعْبَان الْعَسْقَلَانِي وَآخَرُونَ، مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سبع وَذكره المقريزي فِي عقوده بِحَذْف مُحَمَّد الثَّالِث.

أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب الْأمَوِي الدِّمَشْقِي الْمَالِكِي. / نَشأ بِدِمَشْق فتعاطى الشَّهَادَة وَكتب جيدا وخدم الْبُرْهَان التادلي ثمَّ ولي قَضَاء طرابلس ثمَّ دمشق فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة نَحْو ثَلَاثَة أشهر ثمَّ صرف ثمَّ أُعِيد فِي الَّتِي بعْدهَا فَامْتنعَ النَّائِب من إِمْضَاء ولَايَته ثمَّ أُعِيد من قبل شيخ سنة اثْنَتَيْ عشرَة وانفصل بعد أَرْبَعَة أشهر وهرب مَعَ شيخ إِلَى بِلَاد الرّوم وقاسى شدَّة فَلَمَّا تسلطن شيخ ولاه قَضَاء الديار المصرية فِي ثامن عشر ربيع الآخر سنة سِتّ عشرَة بعد عزل الشَّمْس مُحَمَّد الْمدنِي مَعَ كَرَاهِيَة شيخ لَهُ ويسميه السَّاحر وَلَكِن كَانَ ذَلِك بعناية بعض أهل الدولة وَلم يتم لَهُ سنة حَتَّى صرف فِي ثَانِي عشر رَمَضَان من الَّتِي تَلِيهَا بالجمال عبد الله الأقفهسي ثمَّ ولي قَضَاء الشَّام فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين فَأَقَامَ بِهِ نَحْو أَرْبَعَة أشهر وَصرف ثمَّ أُعِيد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَعشْرين وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء حادي عشر صفر سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ لكَون الْأَشْرَف كَانَ يَعْتَقِدهُ فَإِنَّهُ بشره وَهُوَ فِي السجْن بالسلطنة فَلَمَّا تسلطن اتّفق أَنه كَانَ حِينَئِذٍ قَاضِيا فاستمر

ص: 369

بِهِ وَلم يسمع فِيهِ كلَاما لأحد مَعَ شهرته بِسوء السِّيرَة ومزيد الْجَهْل والتجاهر بالرشوة حَتَّى حصل من ذَلِك مَالا جزيلا تمزق بعده عَفا الله عَنهُ، ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَرفع الأصر.)

أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الصَّدْر أَبُو الْمَعَالِي بن الْجمال أبي مُحَمَّد بن الشّرف بن نَاصِر الدّين المقدادي البهوتي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ، مَاتَ فِي أَوَاخِر ربيع الآخر سنة أَربع وَثَمَانِينَ بعد أَن توعك مُدَّة وَكَانَ ينتمي للمحب بن الْأَشْقَر وللعضدي الصيرامي بل كَانَ يزْعم أَنه من جمَاعَة وَالِده النظام وَأَنه كَانَ هُوَ ووالده مِمَّن يَنُوب عَن قُضَاة الْحَنَفِيَّة. وَقد كتب فِي التوقيع وَسمع ختم البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة وَتردد إِلَى الأكابر وَكَانَ يَحْكِي من أَحْوَال ذَاك الدّور الْكثير وَرُبمَا اسْتَقل وَلم يصدق ثمَّ بعد انْقِضَاء تِلْكَ الحلبة انْعَزل سامحه الله وإيانا.

أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد الشهَاب الردماني الْيَمَانِيّ. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.

أَحْمد بن الْجمال عبد الله بن مُحَمَّد الششتري الْمدنِي. / مِمَّن سمع على الزين المراغي فِي سنة خمس عشرَة وَكتب قصيدة ابْن عَيَّاش فِي الْقرَاءَات الثَّلَاثَة فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ.

أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد الشهَاب الطلياوي الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الْمُقْرِئ. / سمع على ابْن الكويك والكمال بن خير وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والفوي والطبقة وَيُقَال أَنه أَخذ الْقرَاءَات عَن الْفَخر البلبيسي إِمَام الْأَزْهَر وتلا عَلَيْهِ لأبي عَمْرو الشهَاب السجيني الفرضي ولغالب السَّبع إفرادا وجمعا جَعْفَر السنهوري وَكَانَ يقرئ الْأَطْفَال وانتفع بِهِ جمَاعَة فِي ذَلِك أجَاز وَمَات فِي

أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد الشهَاب القلعي الْمصْرِيّ الْحَنْبَلِيّ نزيل مَكَّة وَيعرف بشيخ الْمِنْبَر. /

قطن مَكَّة وَتردد مِنْهَا مرَارًا إِلَى الْقَاهِرَة ودمشق وتنزل فِي الشيخونية وخالط النَّاس وَحضر بعض الدُّرُوس وَكَذَا سمع على ابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس وَابْن الطَّحَّان بِحَضْرَة الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ بالجيزة ولازم الْحُضُور عِنْدِي فِي الْمُجَاورَة الثَّانِيَة بِمَكَّة بل كَانَ يزْعم أَن سَبَب تلقيبه بشيخ الْمِنْبَر ملازمته لجلوسه أَسْفَل مِنْبَر الْقَارئ بَين يَدي شَيخنَا وينشد عَنهُ أبياتا قَالَهَا فِيهِ فَالله أعلم. مَاتَ وَقد قَارب السّبْعين ظنا فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء خَامِس رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بالشخونية وَكَانَ قدم من الشَّام وَهُوَ متوعك وَدفن من الْغَد عَفا الله عَنهُ.

أَحْمد بن عبد الله برهَان الدّين السيواسي قاضيها الْحَنَفِيّ. / اشْتغل ببلاده ثمَّ قدم

ص: 370

حلب فلازم الِاشْتِغَال بهَا وَدخل الْقَاهِرَة فَأخذ عَن فضلائها أَيْضا ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَده فصاهر صَاحبهَا ثمَّ عمل عَلَيْهِ حَتَّى قَتله وَصَارَ حَاكما بهَا وتزيا بزِي الْأُمَرَاء وَاتفقَ لَهُ مَعَ عَسْكَر الظَّاهِر برقوق مَا ذكر فِي حوادث سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَفِي سنة تسع وَتِسْعين نازله التتار الَّذين كَانُوا بِأَذربِيجَان فاستنجد الظَّاهِر فأمده بجريدة من عَسَاكِر الشَّام فَلَمَّا أشرفوا على سيواس انهزم

التتار مِنْهُم فقصده قرابلوك بن طور على التركماني أَوَاخِر سنة ثَمَانمِائَة فتقابلا فانكسر عَسْكَر سيواس وَقتل برهَان الدّين فِي المعركة إِمَّا فِيهَا كَمَا أرخه الْعَيْنِيّ أَو فِي أول سنة إِحْدَى كَمَا لشَيْخِنَا فِي وفياتها وحوادثها وَلذَا أوردته هُنَا.

أَحْمد بن عبد الله شهَاب الدّين بن جمال الدّين القوصي ثمَّ الْمصْرِيّ / أحد الشُّهُود المميزة بِمصْر ولد سنة نَيف وَسبعين وَسَبْعمائة واشتغل بالفقه وَالْأَدب سمعنَا من نظمه أَشْيَاء حَسَنَة وَحج مَعنا فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة، مَاتَ فِي ثَانِي عشر رَمَضَان سنة عشر، قَالَه شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَهُوَ غير أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الشهَاب القوصي الْمَاضِي مَعَ اتِّفَاقهمَا فِي الِاسْم واللقب وَالنِّسْبَة وَالْوَقْت وَلَكِن ذَاك يماني وَهَذَا مصري وَذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه تفقه للشَّافِعِيّ وبرع فِي الوراقة وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَقَالَ الشّعْر وَمَات فِي ثامن عشري رَمَضَان.

أَحْمد بن عبد الله الشهَاب البوتيجي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / قَالَ شَيخنَا فِي الأنباء: تفقه وَمهر وَكَانَ يستحضر الْمِنْهَاج عَن ظهر قلبه وَبعد تكسبه بِالشَّهَادَةِ تَركهَا تورعا مَاتَ سنة سبع وَعشْرين.

أَحْمد بن عبد الله الشهَاب البوصيري / فِيمَن جده حسن.

أَحْمد بن عبد الله الشهَاب الحسني الأَصْل الْمدنِي شيخ الفراشين والمداحين بحرمها، / مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.

أَحْمد بن عبد الله الشهَاب الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي / قَاضِي كرك نوح وسمى شَيخنَا مرّة وَالِده مُحَمَّدًا قَالَ ابْن حجي فِيمَا نَقله عَنهُ شَيخنَا فِي الأنباء: كَانَ من خِيَار الْفُقَهَاء وَقد ولي الخطابة وَالْقَضَاء بكرك نوح ثمَّ قَضَاء الْقُدس وناب بالخطابة بالجامع الْأمَوِي وَفِي تدريس البادرائية. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس.

أَحْمد بن عبد الله الشهَاب الْمَكِّيّ مكبر حرمهَا وَيعرف بالحلبي / قَالَ الفاسي فِي مَكَّة: كَانَ من طلبة درس يلبغا وسافر مرَارًا إِلَى مصر وَالشَّام للاسترزاق وَانْقطع لذَلِك بِالْقَاهِرَةِ سِنِين حَتَّى صَار بهَا خَبِيرا ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة فدام بهَا سِنِين حَتَّى

ص: 371

مَاتَ فِي يَوْم النَّحْر سنة تسع وَذَلِكَ فِيمَا أَحسب قبل التَّحَلُّل. وَدفن بالمعلاة سامحه الله.

أَحْمد بن عبد الله الشهَاب الطوخي ثمَّ القاهري الْحَنْبَلِيّ سبط الْبُرْهَان الصَّالِحِي الْمَاضِي أَو قَرِيبه. / اشْتغل وَحفظ الْمُحَرر ورافق ابْن الجليس وَغَيره فِي الْحُضُور عِنْد الْمُحب بن نصر الله

واختص بالشرف بن الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ وَقَرَأَ على قَرِيبه الْبُرْهَان البُخَارِيّ فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين.

وَمَات فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَكَانَ فِيهِ زهو وَإِعْجَاب وَرُبمَا دعِي بِالْإِمَامِ أَحْمد.

أَحْمد بن عبد الله الشهَاب العجيمي الْحَنْبَلِيّ / قَالَ شَيخنَا فِي الأنباء: أحد الْفُضَلَاء الأذكياء أَخذ عَن شُيُوخنَا وَمهر فِي الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول وَقَرَأَ فِي عُلُوم الحَدِيث ولازم الإقراء والاشتغال فِي الْفُنُون. وَمَات عَن ثَلَاثِينَ سنة بالطاعون فِي رَمَضَان سنة تسع بِالْقَاهِرَةِ.

أَحْمد بن عبد الله شهَاب الدّين الْقزْوِينِي. / مضى فِيمَن جده أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف.

أَحْمد بن عبد الله الشهَاب القلقشندي، / مضى فِيمَن جده أَحْمد بن عبد الله وَأَن صَوَابه أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله وَسَيَأْتِي.

أَحْمد بن عبد الله الشهَاب النحريري الْمَالِكِي. / قدم الْقَاهِرَة وَهُوَ فَقير جدا واشتغل وأقرأ النَّاس فِي الْعَرَبيَّة ثمَّ ولي قَضَاء طرابلس وامتحن من منطاش بِالضَّرْبِ بالمقارع والسجن بِدِمَشْق فَلَمَّا فر منطاش رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة وَقد تمول فسعى إِلَى أَن ولي قَضَاء الْمَالِكِيَّة فِي الْمحرم سنة أَربع وَتِسْعين بعد موت الشَّمْس مُحَمَّد الركراكي فَلم تحمد سيرته بل كَانَ كَمَا قيل:

(لقد كشف الأثراء عَنهُ خلائقا

من اللؤم كَانَت تَحت ثوب من الْفقر)

فصرف فِي ذِي الْقعدَة مِنْهَا وَكَذَا كَانَ بِيَدِهِ نظر وقف الصَّالح تَلقاهُ عَن الْعِمَاد الكركي فِي رَجَب سنة تسع وَتِسْعين وَلم تحمد سيرته فِيهِ أَيْضا مَاتَ معزولا فِي يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشر رَجَب سنة ثَلَاث. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ فِي رفع الأصر وَحط عَلَيْهِ المقريزي فِي عقوده.

أَحْمد بن عبد الله الشهَاب النحريري الْمَالِكِي / آخر من نَاب فِي الْقَضَاء بِدِمَشْق ثمَّ ولي قَضَاء حماة ثمَّ حلب. وَمَات بهَا فِي شعْبَان سنة أَرْبَعِينَ. أرخه ابْن اللبودي.

أَحْمد بن عبد الله أَبُو مغامس الْمَكِّيّ / أحد تجارها وَهُوَ بكنيته أشهر كَانَ فِي مبدأ أمره صيرفيا ثمَّ حصل دنيا وَصَارَ يداين النَّاس كثيرا فاشتهر. مَاتَ فِي

ص: 372

يَوْم الْجُمُعَة رَابِع ربيع الآخر سنة خمس عشرَة بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَقد بلغ السِّتين أوجازها. ذكره الفاسي فِي مَكَّة.

أَحْمد بن عبد الله النَّوَوِيّ شيخ نوى من القليوبية وَيعرف بِابْن طفيش / مِمَّن تكَرر نزُول الْأَشْرَف قايتباي لَهُ بل حج مَعَه فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وضخم حَتَّى صَار لَيْسَ بِالْوَجْهِ البحري أرفع كلمة مِنْهُ مَعَ كَونه صادره أثْنَاء مصادقته. وَمَات وَاسْتقر بعده ابْنه عبد الله.

أَحْمد بن عبد الله الدمياطي وَيعرف بالشيخ حطيبة بمهملتين مُصَغرًا / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه نقلا عَن خطّ المريزي: أحد المجاذيب الَّذين يعْتَقد فيهم الْعَامَّة الْولَايَة قيل أَنه كَانَ متزوجا محبا للْمَرْأَة فَبَلغهُ أَنَّهَا اتَّصَلت بِغَيْرِهِ فَحصل لَهُ من ذَلِك طرف خبال ثمَّ تزايد بِهِ إِلَى أَن اخْتَلَّ عقله وَنزع ثِيَابه وَصَارَ عُريَانا وَله فِي حَالَته هَذِه أشعار مِنْهَا مواليا:

(سرى فضحتي وَأَنت سركي قد صنت

قصدي رضاك وَأَنت تطلبي لي الْعَنَت)

(ذليت من بعد عزي فِي الْهوى وهنت

يَا لَيْت فِي الْخلق لَا كنتي وَلَا أَنا كنت)

مَاتَ فِي أول الْمحرم سنة ثَمَان.

أَحْمد بن عبد الله الرُّومِي وَيعرف بالشيخ صارو وَهُوَ الْأَشْقَر بالتركية / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه قدم من بِلَاده فَعَظمهُ نَائِب الشَّام شيخ قبل أَن يتسلطن وَصَارَ من خواصه وَسكن الشَّام فَكَانَ يقبل شَفَاعَته ويكرمه وولاه عدَّة وظائف وَكَانَ كثير الْإِنْكَار للْمُنكر. وَقد حج وجاور. مَاتَ فِي شعْبَان سنة خمس عشرَة بحلب عِنْد شيخ لما ولي نيابتها وَقد شاخ.

أَحْمد بن عبد الله البوصيري. / مَاتَ سنة إِحْدَى. ذكره ابْن عزم وَينظر فِيمَن اسْم جده حسن بل الظَّاهِر أَنه غَيره.

أَحْمد بن عبد الله التركماني / أحد من كَانَ يعْتَقد بِمصْر. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه.

أَحْمد بن عبد الله الخالع النَّاسِخ. / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه كَانَ شَافِعِيّ الْمَذْهَب إِلَّا أَنه يحب ابْن تَيْمِية ومقالاته وَكَانَ حسن الْخط كتب ثلثمِائة مصحف وعدة نسخ من صَحِيح البُخَارِيّ. مَاتَ سنة سبع عشرَة مطعونا وأرخه التقي بن قَاضِي شُهْبَة فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس عشرَة فيحرر.

ص: 373

أَحْمد بن عبد الله الدوري الْمَكِّيّ فرَاش بحرمها. / سمع الْعِزّ بن جمَاعَة وَمَا عَلمته حدث وباشر الفراشة سِنِين كَثِيرَة جدا وَأَمَانَة الزَّيْت والشمع قَلِيلا وَلم يحمد فِي انتمائه وَكَانَ على ذهنه قَلِيل من الحكايات المضحكة يحكيها عِنْد قبَّة الفراشين ويجتمع عِنْده الْأَطْفَال لسماعها ويترددون إِلَيْهِ لذَلِك وَكَانَ مَعَ ذَلِك يُصَلِّي بِالنَّاسِ التَّرَاوِيح بِالْقربِ مِنْهَا فَيصَلي مَعَه الجم الْغَفِير لمزيد تخفيفه ويلقبون صلَاته المسلوقة وَقد أثكل عدَّة أَوْلَاد فِي حَيَاته وَلذَا رغب قبل مَوته بِقَلِيل عَن الفراشة لِابْنِ أُخْته ووقف جانبا من دَاره بالمسفلة من مَكَّة على أَوْلَاد أُخْته وَمَات بِمَكَّة سحر

يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشر شَوَّال سنة تسع عشرَة وَقد جَازَ السِّتين ظنا غَالِبا وَدفن بالمعلاة. قَالَه الفاسي فِي مَكَّة.

أَحْمد بن عبد الله الذَّهَبِيّ الشَّافِعِي، / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه اشْتغل قَلِيلا وَحفظ الْمِنْهَاج ثمَّ صحب الشَّيْخ قطب الدّين وَغَيره وسافر بعد اللنك إِلَى الْقَاهِرَة فَعظم بهَا وسافر مَعَه أكَابِر الْأُمَرَاء فِي الاعتناء بعمارة الْجَامِع الْأمَوِي والبلد وَحصل لَهُ إقبال كَبِير ثمَّ عَاد إِلَى مصر فِي أول الدولة المؤيدية ثمَّ توجه رَسُولا إِلَى صَاحب الْيمن وحصلت لَهُ دنيا ثمَّ عَاد فَمَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع عشرَة.

أَحْمد بن عبد الله الزهوري. / مضى فِي أَحْمد بن أَحْمد بن عبد الله.

أَحْمد بن عبد الله الزواوي الملوي المغربي الْمَالِكِي نزيل الجزائر. / من الْمَشْهُورين بالصلاح وَالْعلم والورع وَالتَّحْقِيق. مَاتَ فِي عَاشر الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ عَن أَربع وَثَمَانِينَ سنة.

أَفَادَهُ لي بعض المغاربة.

أَحْمد بن عبد الله العرجاني الدِّمَشْقِي. / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه اشْتغل قَلِيلا وَكتب خطا حسنا وتعانى الْإِنْشَاء وَالنّظم وباشر أوقاف السميساطية وَكَانَ يحب السّنة والْآثَار. مَاتَ فِي الْمحرم سنة خمس.

أَحْمد بن عبد الله القوصي. / مضى فِي الملقبين شهَاب الدّين قَرِيبا.

أَحْمد بن أبي عبد الله بن أبي الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطِي. / يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي.

أَحْمد بن عبد الْملك بن أبي بكر بن عَليّ بن عبد الله بن عَليّ الشهَاب الْموصِلِي الأَصْل الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ. / من بَيت كَبِير قدم عَليّ بِولد لَهُ عرض الْمِنْهَاج وَجمع الْجَوَامِع والألفية واستفدت مِنْهُ وَفَاة أَبِيه.

أَحْمد بن عبد الْمهْدي بن عَليّ بن جَعْفَر المشعري. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة سبع وَأَرْبَعين.

ص: 374

أَحْمد بن عبد النُّور بن أَحْمد الْبَهَاء أَبُو الْفَتْح الفيومي القاهري الشَّافِعِي وَالِد الصَّدْر مُحَمَّد الْآتِي وَهُوَ بكنيته أشهر. / كَانَ أحد خطباء الفيوم ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فقطنها وَأخذ عَن علمائها وَكتب بِخَطِّهِ جملَة وَمن ذَلِك كَمَا وقفت عَلَيْهِ أَوسط شُرُوح الْمِنْهَاج لِابْنِ الملقن وأرخه فِي سنة ثَلَاث

وَسبعين وناب فِي الْقَضَاء عَن الصَّدْر الْمَنَاوِيّ وأنجب أَوْلَادًا. مَاتَ فِي وَثَمَانمِائَة رحمه الله.

أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن أَحْمد الشهَاب البهوتي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمصْرِيّ التَّاجِر صهر الْفَخر عُثْمَان الديمي أَخُو زَوجته ثمَّ وَالِد الَّتِي تَلِيهَا. / سمع بقرَاءَته ومعنا على الرَّشِيدِيّ والصالحي بل وَشَيخنَا، وَمِمَّا سَمعه ختم البُخَارِيّ بالظاهرية، وَأخذ الْقرَاءَات عَن الزين عبد الْغَنِيّ الهيثمي واشتغل يَسِيرا وَحضر الدُّرُوس وَفهم فِي الْجُمْلَة وَلَكِن همته متوجهة للتِّجَارَة والتحصيل مَعَ يبس وإمساك وَهُوَ وَالِد جلال الدّين خَال صَلَاح الدّين مُحَمَّد بن الديمي.

أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد الشهَاب بن التَّاج بن الشهَاب الدِّمَشْقِي بن الزُّهْرِيّ. / قَرَأَ بعض التَّمْيِيز واشتغل قَلِيلا فِي حَيَاة أَبِيه ثمَّ ترك بعد موت أَبِيه وَاسْتقر هُوَ وَأَخُوهُ الْجلَال فِي جِهَات أَبِيهِمَا مَعَ كثرتها لم يخرج عَنْهُمَا سوى تدريس الشامية البرانية ودرس بالعادلية الصُّغْرَى وَلبس خلعة بِقَضَاء الْعَسْكَر فِي سنة خمس وَعشْرين فباشر أَيَّامًا ثمَّ ترك مطعونا فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشر بيع الأول سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ.

أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب بن التقي أبي بكر الْغَزِّي وَكيل الناصري. / يَأْتِي فِي أَوَاخِر الأحمدين مِمَّن لم يسم أَبوهُ.

أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب بن دَاوُد بن عَليّ بن مُحَمَّد السَّيِّد سعد الدّين أَبُو مُحَمَّد بن التَّاج الْحُسَيْنِي المحمدي القوصي ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي. / ولد بقوص وتفقه ثمَّ دخل الْقَاهِرَة واشتغل وبرع فِي الْفِقْه وَغَيره ثمَّ الشَّام فَأَقَامَ بهَا فَأَقَامَ بتبريز وأصبهان ثمَّ يزدْ ثمَّ شيراز وَأقَام بِالْمَدْرَسَةِ البهائية مِنْهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث عَن نَيف وَسبعين سنة. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه، زَاد غَيره وَكَانَ يروي مصنفات النَّوَوِيّ عَن وَالِده وَكَذَا الْبردَة عَنهُ سَمَاعا بِرِوَايَة أَبِيه عَن النَّوَوِيّ والبوصيري ويروي بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة عَن زَيْنَب ابْنة الْكَمَال وَصَحبه السَّيِّد صفي الدّين عبد الرَّحْمَن الأيجي والطاوسي وَوَصفه بِأَنَّهُ مفتي الشَّافِعِيَّة بشيراز، وَذكره الْعَفِيف الجرهي فِي مشيخته وَأَنه مَاتَ عَن نَيف وَتِسْعين كَذَا فِي نُسْخَة بِتَقْدِيم التَّاء.

أَحْمد بن عبيد الله بن عوض بن مُحَمَّد الشهَاب بن الْجلَال بن التَّاج الأردبيلي

ص: 375

الشرواني القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو الْبَدْر مَحْمُود الْآتِي وَيعرف بِابْن عبيد الله. / ولد فِي صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة واشتغل قَلِيلا وَتعلم بالتركي وَكَانَ جميل الصُّورَة فقربه كثير من الْأُمَرَاء وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال إِلَى أَن نَاب فِي الحكم بالجاه عَن التفهني فَمن بعده مَعَ قلَّة البضاعة فِي

الْفِقْه والمصطلح وَلذَلِك حفظت عَنهُ عدَّة أَحْكَام فَاسِدَة. وَكَانَ مَعَ ذَلِك يلازم الْجُلُوس بِمَسْجِد بِظهْر الخانقاه الشيخونية إِلَى أَن مَاتَ بالإسهال الدموي والقولنج والصرع فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشري رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه، وَله ذكر أَيْضا فِي حوادث سنة خمس وَعشْرين وَالَّتِي قبلهَا مِنْهُ، وَأَخْبرنِي أَخُوهُ أَنه حفظ النافع وَأَنه درس بالايتمشية برغبته لَهُ عَنْهَا فَلَمَّا مَاتَ عَادَتْ الْوَظِيفَة لَهُ عَفا الله عَنهُ.

أَحْمد بن عبيد الله وَرُبمَا قيل عبيد بِلَا إِضَافَة ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد العال الشهَاب السجيني ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الفرضي أَخُو عبد الْوَهَّاب ووالد عبد الله الآتيين. / ولد أول لَيْلَة من رَمَضَان سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة بسجين الْمُجَاورَة لمحلة أبي الْهَيْثَم من الغربية وَهِي بِكَسْر السِّين الْمُهْملَة ثمَّ جِيم مُخَفّفَة، وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن بهَا ابْتِدَاء ثمَّ بالْمقَام الأحمدي من طنتدا عِيَادَة، وتحول صُحْبَة جده لأمه بعد أَن قَرَأَ بعض الْمِنْهَاج إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ فقطن الْأَزْهَر وأكمل بِهِ الْمِنْهَاج مَعَ حفظ ألفية ابْن مَالك وشذور الذَّهَب واشتغل فِي الْفِقْه على الشّرف السُّبْكِيّ والجلال الْمحلى بل أَخذ عَنهُ قِطْعَة من شَرحه لجمع الْجَوَامِع فِي الْأَصْلَيْنِ وَغير ذَلِك، وَقَرَأَ على الْعَبَّادِيّ فِي بعض التقاسيم وَكَذَا حضر دروس القاياتي والونائي والحجازي مُخْتَصر الرَّوْضَة والشرواني وَابْن حسان وَغَيرهم من الشَّافِعِيَّة وَابْن الْهمام والشمني والأقصرائي والكافياجي وَغَيرهم من الْحَنَفِيَّة وَمِمَّا أَخذه عَن الشرواني أصُول الدّين واشتدت عنايته بملازمة ابْن المجدي فِي الْفِقْه وأصوله والعربية والفرائض والحساب والمساحة والجبر والمقابلة والهندسة والميقات وَسَائِر فنونه الَّتِي انْفَرد بهَا وَقصر نَفسه عَلَيْهِ بِحَيْثُ تكَرر لَهُ أَخذ كثير من هَذِه الْفُنُون عَنهُ غير مرّة وَكَانَ جلّ انتفاعه بِهِ، وجود الْقُرْآن على ابْن الزين النحراري فِي بعض قدماته الْقَاهِرَة بل قَرَأَ لأبي عمر وَعلي الشهَاب الطلياوي والزين طَاهِر وَسمع عَلَيْهِ غَالب شرح الألفية لِابْنِ المُصَنّف ولازم الشهَاب الْخَواص فِي الْفَرَائِض والميقات والشهاب الأبشيطي فِي الصّرْف وَقَرَأَ عَلَيْهِ عدَّة مناظيم لَهُ مِنْهَا منظومة النَّاسِخ والمنسوخ للباري وَسمع على الزين الزَّرْكَشِيّ وَطَائِفَة كَابْن

ص: 376

الديري وَالشَّمْس الشنشي بل تردد لشَيْخِنَا فِي الرِّوَايَة والدراية وَقَرَأَ على السَّيِّد النسابة البُخَارِيّ وَأَجَازَ لَهُ فِي استدعاء ابْن فَهد المؤرخ بتاسع عشري رَجَب سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ خلق وَحج مرَارًا أَولهَا فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وجاور بِالْمَدِينَةِ نَحْو عَاميْنِ لضبط بعض العمائر وَكَذَا ضبط بعض العمائر فِي)

غَيرهَا وَسمع بِمَكَّة على ابي الْفَتْح المراغي وبالمدينة على أَخِيه والمحب المطري بل قَرَأَ عَلَيْهِ أَكثر النّصْف الأول من البُخَارِيّ وَسمع من لَفظه غير ذَلِك، وسافر فِي بعض حجاته إِلَى الطَّائِف للزيارة وَكَذَا دخل الصَّعِيد فزار أَبَا الْحجَّاج الأقصري وَعبد الرَّحِيم القنائي وَغَيرهمَا من السادات واختص بالشرف بن الجيعان وَسمع عَلَيْهِ الشّرف بعض تصانيف شيخهما ابْن المجدي بل قَرَأَ عَلَيْهِ وأقرأ الشهَاب أَوْلَاده فَعرف بصحبتهم وانتفع بمددهم وَلَكِن لم يتوجهوا إِلَيْهِ فِي أَمر يَلِيق بِهِ بلَى قد ولي مشيخة رواق ابْن معمر بِجَامِع الْأَزْهَرِي فِي سنة سِتّ وَخمسين عقب الشَّمْس بن الْمَنَاوِيّ والتاجر وَقِرَاءَة الحَدِيث بتربة الْأَشْرَف قايتباي. وتنزل فِي الْجِهَات وَجلسَ مَعَ بعض الشُّهُود من طلبته وقتا وَكَذَا مَعَ آخَرين ببولاق وَعرف بالبراعة فِي الْفَرَائِض والحساب والتقدم فِي العمليات والمساحة وَتردد عَلَيْهِ الْفُضَلَاء لأخذ ذَلِك وَلكنه لم يتَكَلَّف لَهُ للتصدي وَلَو تفرغ لذَلِك لَكَانَ أولى بِهِ، وَكتب على كل من مَجْمُوع الكلائي والرحبية شرحا. وَكَانَ فَاضلا حاسبا فرضيا خيرا متقشفا متواضعا طارحا للتكلف ممتهنا نَفسه مَعَ الْمشَار إِلَيْهِم حضر إِلَيّ مَعَهم غير مرّة وَقَرَأَ عَليّ شَيْئا من كَلَامي وَهُوَ كثير المحاسن تعلل مرّة بعد أَن سقط وَفسخ عصب رجله الْأَيْسَر بِحَيْثُ صَار يمشي على عكاز وَاسْتمرّ مُعَللا حَتَّى مَاتَ فِي آخر يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن رَجَب سنة خمس وَثَمَانِينَ بمنزله من بولاق وَحمل إِلَى بَيته بالباطلية فَغسل فِيهِ من الْغَد ثمَّ صلى عَلَيْهِ بالأزهر فِي أنَاس مِنْهُم الْمَالِكِي والزيني زَكَرِيَّا والبكري تقدمهم الشهَاب الصندلي ثمَّ دفن بتربة بِالْقربِ من تربة الشَّيْخ سليم بجوار أَخِيه وتأسف النَّاس عَلَيْهِ وأثنوا عَلَيْهِ جميلا حَتَّى سَمِعت من بعض قدماء الأزهريين أَن الشَّيْخ حسن النهياوي كتب فِي بعض مراسلاته أَن بَقَاءَهُ أَمن من الدَّجَّال رحمه الله وإيانا.

أَحْمد بن عبيد بن عَليّ بن أَحْمد. / مضى فِي ابْن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد.

أَحْمد بن عبيد بن مُحَمَّد بن أَحْمد. / فِي ابْن عبيد الله قَرِيبا.

أَحْمد بن عبيد الله بن مُحَمَّد المنيني. / مِمَّن أَخذ عني بِمَكَّة.

أَحْمد بن عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن النَّجْم بن عبد الْمُعْطِي

ص: 377

الشهَاب بن الْفَخر الْبرمَاوِيّ القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ. / ولد قبل سنة عشر وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فاشتغل بالفقه والعربية وَغَيرهمَا، وَمن شُيُوخه فِي النَّحْو الحناوي وتميز فِيهِ وتكسب بِالشَّهَادَةِ بل ولي الْقَضَاء وَلم يحصل فِيهِ على طائل، وَكَانَ خيرا وَفِي الظَّن أَنه تَأَخّر إِلَى قريب السِّتين.

أَحْمد بن عُثْمَان بن أَحْمد القجطوخي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي أَبُو عُثْمَان. / ولد تَقْرِيبًا سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بقوج طوخ من الغربية وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن ثمَّ تحول إِلَى الْأَزْهَر واشتغل وَقَرَأَ على دَاوُد وَغَيره فِي الْفِقْه وَغَيره وَكَذَا قَرَأَ فِي الرِّوَايَة على النشاوي والمحب بن الشّحْنَة والزين زَكَرِيَّا وَآخَرين مِنْهُم كأبيه والديمي، وَهُوَ قَارِئ الحَدِيث عِنْد تغري بردي القادري الاستادار فِي حَيَاة صَاحبه الدوادار الْكَبِير وَبعده ختم كتبا كبارًا وهرع الْفُضَلَاء فَمن دونهم لسماعها كخلد والكمال الطَّوِيل، وتنزل بِوَاسِطَة ذَلِك فِي جِهَات وانتعش بعض انتعاش وَرُبمَا تكلم فِي بعض تعلقات البيبرسية وَتَأَخر عَلَيْهِ بعض شَيْء بل فِي شَيْء يتَعَلَّق بالاستدارية.

أَحْمد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله الشهَاب أَبُو الْفَتْح الْكرْمَانِي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ الْمُحدث وَيعرف بالكلوتاتي. / ولد فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة كَمَا قرأته بِخَطِّهِ وَهُوَ الْمُعْتَمد أَو فِي رَمَضَان كَمَا قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة، وَأَجَازَ لَهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة فهرست مروياته وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَابْن أميلة وَخلق وحبب إِلَيْهِ الطّلب بعناية صديقه الشَّمْس بن الرفا وَدَار على الشُّيُوخ وَسمع على نَاصِر الدّين الحراوي والعفيف النشاوي والتقي بن حَاتِم وَجُوَيْرِية ابْنة الهكاري وَغَيرهم من أَصْحَاب ابْن الصَّواف وَابْن الْقيم ثمَّ من أَصْحَاب وزيرة والحجار والواني والدبوسي والختني ثمَّ من أَصْحَاب النجيب ثمَّ من أَصْحَاب الْفَخر ثمَّ من بعدهمْ حَتَّى قَرَأَ على أقرانه وَمن سمع بعده وَكَانَ ابْتِدَاء قِرَاءَته سنة تسع وَسبعين وهلم جرا مَا فتر وَلَا وني وتكررت قِرَاءَته للكتب الْكِبَار حَتَّى أَنه قَرَأَ البُخَارِيّ أَكثر من سِتِّينَ مرّة وشيوخه فِيهِ نَحْو من ذَلِك إِلَى غَيره من الْكتب الْكِبَار والمعاجم والمشيخات وَالْمَسَانِيد والأجزاء مِمَّا لَا ينْحَصر. وَأخذ عُلُوم الحَدِيث عَن الْعِرَاقِيّ وَولده وَشَيخنَا وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ الاقتراح لِابْنِ دَقِيق الْعِيد وعلوم الحَدِيث للتركماني بل لِابْنِ الصّلاح والإلمام وَغير ذَلِك من تصانيفه كتعليق التَّعْلِيق بِكَمَالِهِ وَقطعَة من أَطْرَاف الْمسند ومروياته وَأَجَازَهُ غير وَاحِد مِنْهُم شَيخنَا

ص: 378

بالإقراء. بل كَانَ شَيخنَا مِمَّن اسْتَفَادَ مِنْهُ المسموع والشيوخ وَوَصفه فِي إجَازَة لَهُ بالأخ فِي الله تَعَالَى الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْفَاضِل الْكَامِل الأوحد الْمُحدث مُفِيد الطالبين عُمْدَة الْمُحدثين جمال الكملة الْقدْوَة الْمُحَقق، زَاد فِي أُخْرَى البارع صدر المدرسين جمال الْحفاظ المعتبرين بَقِيَّة السّلف الْمُتَّقِينَ خَادِم سنة سيد الْمُرْسلين، وَكَذَا أَخذ الْفِقْه عَن الْعِزّ الرَّازِيّ وَالشَّمْس ابْن أخي الْجَار والبدر بن)

خَاص بك وأكمل الدّين والجلال التباني وَغَيرهم والقراءات عَن جمَاعَة وَأكْثر من الِاشْتِغَال بِالْعَرَبِيَّةِ على الغماري والشهاب الصنهاجي وَعبد الحميد الطرابلسي والسراج وَطَائِفَة وَلم يمهر فِيهَا حَتَّى كَانَ بعض الشُّيُوخ إِذا سمع قِرَاءَته يَقُول لَهُ احرم سلم وَكَذَا لم يمهر فِي غَيرهَا حَتَّى قَالَ شَيخنَا أَنه لم ينْتَقل عَن الْحَد الَّذِي ابْتَدَأَ فِيهِ فِي الْفَهم والمعرفة وَالْحِفْظ وَالْقِرَاءَة دَرَجَة مَعَ شدَّة حرصه على الِاشْتِغَال فِي الحَدِيث وَالْفِقْه والعربية وَالْقِرَاءَة وتحصيله الْكثير من الْكتب بِحَيْثُ كتب بِخَطِّهِ جملَة من تصانيف الشُّيُوخ ثمَّ من تصانيف الأقان كالولي الْعِرَاقِيّ ثمَّ شَيخنَا وَآخَرين وخطه رَدِيء وفهمه بطيء ولحنه فَاش لكنه كَانَ دينا خيرا كثير الْعِبَادَة على وَجهه وضاءة الحَدِيث وَكَانَ فِي أَكثر عمره متقللا من الدُّنْيَا حَتَّى كَانَ يحْتَاج إِلَى التكسب بِالشَّهَادَةِ ثمَّ قرر فِي قِرَاءَة الحَدِيث بِالْقصرِ الْأَسْفَل من القلعة بِأخرَة بعد السراج قَارِئ الْهِدَايَة فَقَرَأَ صَحِيح مُسلم عدَّة سنوات فَلَمَّا كَانَت سنة أَربع وَثَلَاثِينَ كَانَ متوعكا فقرر عوضه شَيخنَا الشَّمْس الرَّشِيدِيّ لكَونه كَانَ مصاهرا لَهُ وَلذَا اسْتَقر فِيهَا عوضه، بل كَانَ باسمه قبل ذَلِك إسماع الحَدِيث بتربة الظَّاهِر برقوق خَارج بَاب النَّصْر اسْتَقر فِيهَا فِي سنة سبع شَعْرَة، قَالَ شَيخنَا وَقد صاهر الزين الْعِرَاقِيّ على ابْنَته جوَيْرِية فأولدها أَوْلَادًا مَاتُوا وَتزَوج ابْنة لَهُ مِنْهَا النَّجْم الفاسي فأولدها وَلدين وَمَات عَنْهُمَا فَنَشَأَ فِي كفَالَته إِلَى أَن فَارق جدتهما فسافرت بهما مَعَ ابْنَته إِلَى مَكَّة فماتا هُنَاكَ قَالَ وَقد أَشرت عَلَيْهِ أَن يجمع شُيُوخه إِرَادَة أَن يتيقظ وَيتَخَرَّج كَمَا تمهر غَيره فَمَا أَظُنهُ فعل. قلت قد رَأَيْته اختصر النَّاسِخ والمنسوخ للحازمي وَعمل مُخْتَصرا فِي عُلُوم الحَدِيث قَالَ أَنه من كَلَام الْعلمَاء وتخريجا لنَفسِهِ لم يكمله ومختصر تَهْذِيب الْكَمَال شرع فِيهِ وَله ثَبت فِي مجلدين فِيهِ أَوْهَام كَثِيرَة الْتقط شَيخنَا مِنْهَا الْيَسِير وَبَينه فِي جُزْء سَمَّاهُ سكُوت ثَبت كلوت، وأسمع فِي أَوَاخِر عمره من لَفظه لكَونه عرض لسمعه ثقل، سمع مِنْهُ خلق من الْأَعْيَان كالمناوي

ص: 379

وَابْن حسان وتغري برمش الْفَقِيه وَابْن قمر وَفِي الْإِحْيَاء مِنْهُم جمَاعَة، وَلم يرْزق حظا وَلَا نباهة، وَمَات فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع عشري جُمَادَى الأولى سنة خمس وَثَلَاثِينَ بِالْقَاهِرَةِ وَدفن جوَار الزين الْعِرَاقِيّ وَلم يخلف بعده فِي مَعْنَاهُ مثله رحمه الله ونفعنا بِهِ، وَرَأَيْت من نقل عَن تغري برمش الْفَقِيه أَنه قَالَ لم ندرك فِيمَن أدركنا أَكثر سَمَاعا مِنْهُ قيل لَهُ وَلَا ابْن حجر قَالَ نعم وَلَا أشياخه. وَهَذَا مجازفة فكم من كتاب وجزء ومشيخة ومعجم قَرَأَهُ شَيخنَا أَو سَمعه لَعَلَّ الكلوتاتي مَا رَآهُ. وَقد تَرْجمهُ المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار وَأَنه لم يخلف بعده فِي قِرَاءَة

الحَدِيث مثله.

أَحْمد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْبَهَاء أَبُو الْفتُوح بن الْفَخر أبي عَمْرو بن التَّاج أبي عبد الله بن الْبَهَاء أبي الْفِدَاء الْمَنَاوِيّ الأَصْل السّلمِيّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو الْبَدْر مُحَمَّد ووالد عَليّ وَعمر الْآتِي ذكرهم. / ولد فِي رَجَب سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة واشتغل على ابْن عَم وَالِده الصَّدْر الْمَنَاوِيّ وَغَيره وأجيز بالإفتاء والتدريس وَاسْتقر هُوَ وَأَخُوهُ بعد أَبِيهِمَا فِي وظائفه كالجاولية والسعدية والسكرية والقطبية العتيقة والمجدية والمشهد الْحُسَيْنِي وإفتاء دَار الْعدْل، وخطب بالجامع الحاكمي وَقَبله بالصالحية وناب فِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا من أَعمال الْوَجْه البحري، وَولي أنظارا كَثِيرَة وَتزَوج خَدِيجَة ابْنة النُّور عَليّ بن السراج بن الملقن وأولدها الْمَذْكُورين وَابْنَة تزوج بهَا الولوي السفطي وَغَيره، وَكَانَ حسن السمت والتودد وافر الْعقل كثير الْمُرُوءَة محبا فِي أهل الْعلم رَئِيسا ذَا وجاهة زَائِدَة بِحَيْثُ عين مرّة للْقَضَاء وَكَانَت نَفسه تسمو إِلَيْهِ فَلم يتَّفق. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس عشر رَمَضَان سنة خمس وَعشْرين عَن نَحْو الْأَرْبَعين وَدفن بالقرافة الصُّغْرَى، وَاسْتقر ابناه فِي جهاته واستنيب عَنْهُمَا خالهما جلال الدّين بن الملقن رحمه الله. ذكره شَيخنَا بِاخْتِصَار فِي إنبائه، وَحكى لي وَلَده النُّور أَنه روى عَن الشهَاب البطائحي وَأَنه كَانَ يطالع الْمطلب ويحضر دروس الْجلَال البُلْقِينِيّ فيستكثر الْجلَال مَا يبديه من الأبحاث والنقول ويضج من ذَلِك بِحَيْثُ أَدَّاهُ إِلَى أَخذ النُّسْخَة الَّتِي كَانَ يطالع مِنْهَا من خَازِن كتب الخطيري واستكتمه وَمَعَ هَذَا فَلم يخف على الْبَهَاء وَعدل لنظر غَيره من كتب الْأَصْحَاب الَّتِي بالمحمودية وَغَيرهَا وَلزِمَ طَرِيقَته فِي المباحثة وَنَحْوهَا حَتَّى صَار الْجلَال يَقُول لَهُ أَنْت تطالع من خزانَة مَحْمُود وَأَنا أَسْتَمدّ من الْملك الْمَحْمُود.

ص: 380