المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(من اسمه علي) - الضوء اللامع لأهل القرن التاسع - جـ ٥

[السخاوي]

الفصل: ‌(من اسمه علي)

عليباي بن خَلِيل بن دلغادر قتل على يَد نَائِب حلب جَار قطلو فِي سنة تسع وَعشْرين.)

عليباي بن طرباي العجمي نِسْبَة لخاله بردبك العجمي الجكمي نَائِب حماة الجركسي المؤيدي شيخ. أَصله من مماليكه فَأعْتقهُ وَعَمله خاصكيا إِلَى أَن أمره الظَّاهِر جقمق عشرَة وَجعله رَأس نوبَة وحظي عِنْده ثمَّ نَفَاهُ بعد سنة ثَمَان وَأَرْبَعين إِلَى الْبِلَاد الشامية ثمَّ قدمه بحلب ثمَّ جعله أتابكها وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ بهَا فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة سنة سبع وَخمسين وَقد زَاد على الْخمسين وَكَانَ أَمِيرا جَلِيلًا متجملا فِي مركبه وملبسه عَارِفًا بأنواع الفروسية مَعَ كَثْرَة كذبه ودهائه وإسرافه على نَفسه وَمَاله فِيمَا قيل عَفا الله عَنهُ.

عليباي الدوادار. مَاتَ مقتولا فِي سنة أَربع وَعشْرين، وَكَانَ عِنْده طيش وَكَثْرَة كَلَام لكنه كَانَ قَلِيل الطمع فِي أَحْكَامه متعصبا لمن يلوذ بِهِ. قَالَه الْعَيْنِيّ.

عليباي العزيزي. مِمَّن سمع مني.

عليباي العلائي الأشرفي برسباي الساقي. اخْتصَّ بأستاذه ورقاه إِلَى الخازندارية وأنعم عَلَيْهِ بأمرة عشرَة وضخم أمره فِي أَيَّامه ثمَّ صَار بعده من جملَة الطبلخاناه وشاد الشربخاناه وحبسه السُّلْطَان سِنِين ثمَّ أطلقهُ وَأَعْطَاهُ إمرة هينة بالبلاد الشامية فدام بهَا مُدَّة ثمَّ صيره أَمِير عشرَة بِالْقَاهِرَةِ حَتَّى مَاتَ بهَا فِي ربيع الأول سنة أَربع وَخمسين وَشهد السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ بمصلى المؤمني، وَقد حج فِي سنة تسع وَأَرْبَعين، وَكَانَ شَابًّا طوَالًا حسن الشكالة كثير الْوَقار والسكون شجاعا مقداما محببا إِلَى النَّاس حسن السِّيرَة رحمه الله.

عليباي المحمدي الأشرفي قايتباي. رقاه أستاذه لنيابة سيس ثمَّ لنيابة إسكندرية بعد شغورها بِمَوْت جكم قرا فدام وتكرر طلبه للحضور فَلم يجب إِلَى أَن توعك فَأُجِيب وَوصل فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَتِسْعين ثمَّ عَاد إِلَيْهَا إِلَى أَن كثر التشكي مِنْهُ وَركب عَلَيْهِ أهل الْبَلَد كَافَّة وَجِيء بِهِ فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَتِسْعين فتوصل إِلَى الرضى عَنهُ ثمَّ عَاد وَبَلغنِي فِي سنة تسع وَتِسْعين أَنه.

عليباي بَابي. فِي عَليّ بن خَلِيل بن قراجا.

(من اسْمه عَليّ)

عَليّ بن آدم بن حبيب نور الدّين الْكِنَانِي الحبيني البوصيري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمقري وَيعرف بالحبيني وبالبوصيري. مِمَّن أَخذ من الشَّمْس الْعَسْقَلَانِي الْقرَاءَات وتصدر لَهَا فَقَرَأَ عَلَيْهِ الزين طَاهِر وَابْن أَسد والهيثمي وَغَيرهم وَكَانَ مُقيما بالهلالية وَأحد الصُّوفِيَّة بِسَعِيد السُّعَدَاء.

عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن سعد بن سعيد أَبُو مَدين الرَّمْلِيّ

ص: 151

ثمَّ الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي القادري الْمَاضِي حفيده خَلِيل بن مُحَمَّد وَرَأَيْت شَيخنَا سَمَّاهُ إِبْرَاهِيم سَهوا وَهُوَ مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ الْأَرْبَعين المتباينة وَبَعض الصَّحِيح وَغَيرهمَا فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ.

عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن الشّحْنَة الدَّارِيّ. يَأْتِي فِي ابْن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم.

عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر نور الدّين الْأنْصَارِيّ المقسي الشَّافِعِي وَيعرف بالكلبشي وبالكلبشاوي وَرُبمَا قيل لَهُ الصَّالِحِي. ولد فِي لَيْلَة حادي عشر شعْبَان سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ فِي الْمقسم فَنَشَأَ وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو واشتغل فِي فنون وتميز وَمن شُيُوخه الْمَنَاوِيّ وَالْعلم البُلْقِينِيّ والشرواني قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْعَضُد وحاشيتيه وَكَذَا التقى الحصني قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْعَضُد وحاشية سعد الدّين فَقَط والشمني فِي الْأَصْلَيْنِ وَالتَّفْسِير وَغَيرهمَا واليسير جدا عَن الكافياجي ولازم البقاعي فِي مناسباته وَغَيرهَا وَعظم اخْتِصَاصه بِهِ ثمَّ تنافر والتقى القلقشندي والولوي البُلْقِينِيّ وَابْن قَاسم وزَكَرِيا وَطَائِفَة وَصَحب الشَّيْخ مَدين وَتردد إِلَى النَّاس وأقرأ الطّلبَة وناب فِي الْقَضَاء وَمَا حصل مِنْهُ على طائل وَلذَا أعرض عَنهُ وانجمع عَن النَّاس وقطن جَامع الزَّاهِد قَائِما بوظائف الْعِبَادَة مَعَ التقنع باليسير وَرُبمَا خطب بِهِ وَأم، وسافر الصَّعِيد ودمياط وَغَيرهمَا بل حج غير مرّة وجاور وَكَذَا دخل دمشق قَدِيما مَعَ شَيْخه الولوي حِين ولي قضاءها وناب عَنهُ هُنَاكَ ثمَّ دخله بِأخرَة وَاسْتقر بِهِ الْأَشْرَف قايتباي فِي مشيخة الْفُقَرَاء بِالْمَكَانِ الَّذِي أنشأه بدمياط وَتوجه لتربية المريدين والتصدر لِلذَّاكِرِينَ بعد أَن أَقَامَ بالمنزلة مُدَّة وراج أمره فِي تِلْكَ النَّاحِيَة جدا واعتمدوا فتواه لإقبال قاضيها أَمَام الدّين عَلَيْهِ وحضوره عِنْده بل وَبنى لَهُ بَيْتا وَكَانَ وَلَده يقْرَأ عَلَيْهِ وَبعد مَوته فوض الزيني زَكَرِيَّا أمرهَا إِلَيْهِ وَعز ذَلِك على كثيرين مِنْهُم لرعاية جَانب الْمُتَوفَّى فِي وَلَده فكفهم الْوَلَد عَنهُ وَكَانَ ذَلِك سَببا لإعراضه عَنْهَا وانحطاط مرتبته فِيهَا ثمَّ استعفى من مَكَان السُّلْطَان لعدم)

سياسته وَرجع إِلَى الْمنزلَة ثمَّ أعرض عَنْهُمَا وَنزل جَامع الزَّاهِد بعد أَن ورث من أَخ لَهُ شَيْئا رام إدارته فِيمَا يتكسب مِنْهُ فَمَا أنجح بِهِ وَتردد لِابْنِ الزَّمن وطمع أَن يكون شيخ الْمَكَان الَّذِي شرع فِي بنائِهِ ببولاق فَمَاتَ قبل إكماله وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ مَعَ تفتنه وفضله وسكونه قوي النَّفس جدا وَمَا أَظن صِحَة مَا ينْسب إِلَيْهِ وَقد أَكثر من التَّرَدُّد إِلَيّ وَسمع عَليّ ومني أَشْيَاء وأوقفني على تصنيف لَهُ سَمَّاهُ الْفَيْض الْقُدسِي على آيَة الْكُرْسِيّ فِي كراريس أَجَاد فِيهِ عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم نور الدّين القليوبي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف قَدِيما بِابْن غنيمَة بِضَم الْمُعْجَمَة ثمَّ نون مَفْتُوحَة وبالقباني ثمَّ بالقليوبي ولد فِي رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بقليوب وانتقل مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة فحفظ بهَا

ص: 152

الْقُرْآن والمنهاج الفرعي وَعرضه على السراج البُلْقِينِيّ وَالشَّمْس القليوبي والصدر الأبشيطي وَأذن لَهُ فِي التدريس وَسمع على الْجمال الْبَاجِيّ أَمَاكِن من دَلَائِل النُّبُوَّة فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وعَلى التقي الدجوي وَأبي عَليّ الْمُطَرز وعزيز الدّين المليجي والشرف بن الكويك وَكَانَ يذكر أَنه سمع على ابْن رزين وَالصَّلَاح البلبيسي وَأَنه دخل الثغر السكندري وَسمع بِهِ على الشَّمْس ابْن يفتح الله وَالْجمال الدماميني جد الشَّمْس نَاظر الْجَيْش بِالْقَاهِرَةِ وَلَيْسَ فِي كُله بِبَعِيد وناب فِي الْقَضَاء عَن ابْن خلدون الْمَالِكِي ثمَّ عَن الْعِمَاد الكركي الشَّافِعِي فَمن بعده وَاسْتقر فِي أَمَانَة الحكم وَنظر الْأَوْقَاف، وَحج فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وزار بَيت الْمُقَدّس غير مرّة وَحدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أجَاز لي، وَكَانَ ربعَة نير الشيبة مَنْسُوبا للتساهل فِي الْقَضَاء وَهُوَ الَّذِي كَانَ يتحدث فِي نظر الْمدرسَة الفخرية بسويقة الصاحب وَقصر فِي شَأْنهَا حَتَّى سَقَطت منارتها على الرّبع المجاور لَهَا بعد تحذير سكانه من ذَلِك وتهاونهم فِي النقلَة وَبلغ ذَلِك الظَّاهِر جقمق فتغيظ عَلَيْهِ وتعدى لشَيْخِنَا كَمَا بسطته فِي مَحل آخر مَاتَ فِي سادس عشر شَوَّال سنة خمس وَخمسين رحمه الله.

عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن صَدَقَة التَّاجِر السكندري. فِي ابْن صَدَقَة.

عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَهَّاب بن عبد السَّلَام نور الدّين بن الْبُرْهَان الْبَغْدَادِيّ الأَصْل القاهري الْحَنْبَلِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَهُوَ سبط الشَّمْس مُحَمَّد بن مَعْرُوف التَّاجِر. نَشأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فَقَرَأَ الْقُرْآن وَسمع الحَدِيث وَجلسَ بعده للتِّجَارَة فِي حانوته وَمَا قنع بل تعانى السكر وَغَيره وَلم يحصل على طائل. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بعد وَفَاة أُخْت لَهُ بأيام وَأَظنهُ جَازَ)

الثَّلَاثِينَ عَفا الله عَنهُ.

عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عدنان. يَأْتِي قَرِيبا فِيمَن جده عَليّ بن عدنان.

عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ أبي البركات بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ أَخُو الْجمال أبي السُّعُود مُحَمَّد الْآتِي وَولد عَالم الْحجاز الْبُرْهَان، أمه غزلان الحبشية فتاة أَبِيه. ولد فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشر رَجَب سنة أَربع وَسبعين وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَغَيره وَحضر عِنْد أَبِيه وَعَمه وأخيه وزوجه ابْنة عَمه أبي البركات وَدخل بهَا فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَمَاتَتْ تَحْتَهُ وورثها وَسكن فِي قاعة أَبِيهَا الَّتِي ملكهَا قبل مَوته للصلاحي ابْن أَخِيه وَهُوَ مِمَّن سمع عَليّ فِي هَذِه الْمُجَاورَة وَالَّتِي قبلهَا وَكَانَ مجلي يتَرَدَّد إِلَيْهِ ليقرئه وَكَذَا حضر عِنْد الوزيري وزار الْمَدِينَة وَلَا توجه لَهُ لشَيْء من ذَلِك وَالله يصلحه.

عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن رَاشد الْمُوفق أَبُو الْحسن الإبي بِكَسْر الْهمزَة ثمَّ مُوَحدَة مُشَدّدَة الْيَمَانِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف بالإبي. ولد قبيل

ص: 153

التسعين وَسَبْعمائة بتعز من بِلَاد الْيمن وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ على الْعَادة وَهُوَ ابْن ثَمَان وَانْفَرَدَ فِي تِلْكَ النواحي بِصَلَاتِهِ بِهِ فِي هَذَا السن وَكَذَا حفظ الملحة والتنبيه إِلَّا الْيَسِير من آخِره وَنَحْو أَرْبَعِينَ مقامة من مقامات الحريري ولازم الْفَقِيه عبد الْمولى بن مُحَمَّد بن حسن الْخَولَانِيّ حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ التَّنْبِيه ومختصر السن والجمل للزجاجي، وَقدم مَكَّة مرَارًا لِلْحَجِّ أَولهَا فِي سنة خمس وجاور بهَا فِي كثير مِنْهَا وَكَذَا زار النَّبِي صلى الله عليه وسلم غير مرّة أَولهَا فِي سنة ثَمَان وَلَقي بهما جمعا من الْأَعْيَان فَكَانَ مِمَّن لقِيه بِمَكَّة الزين أَبُو بكر المراغي وَالْجمال بن ظهيرة وقريبه الْخَطِيب أَبُو الْفضل بن ظهيرة والشهاب أَحْمد بن إِبْرَاهِيم المرشدي والزين الطَّبَرِيّ وَابْن سَلامَة فِي آخَرين وبالمدينة المراغي أَيْضا والزين عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن يُوسُف الزرندي ورقية ابْنة يحيى بن مزروع فَأخذ عَنْهُم وَعَن غَيرهم بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره وَحضر دروس الْعلمَاء مِنْهُم وَلَقي بزبيد الْمجد الشِّيرَازِيّ والشرف بن الْمقري فَانْتَفع بهما وارتحل فِي موسم سنة أَربع عشرَة رَفِيقًا للجمال بن مُوسَى المراكشي الْحَافِظ صُحْبَة الركب الشَّامي فسمعا بِالْمَدِينَةِ ثمَّ بِدِمَشْق وحلب وحمص وحماه وبعلبك والرملة وَبَيت الْمُقَدّس والخليل والقاهرة ومصر وإسكندرية فَكَانَ مِمَّن سمع عَلَيْهِ بِدِمَشْق عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَعبد الْقَادِر بن إِبْرَاهِيم الأرموي وَعبد الرَّحْمَن بن طلوبغا والحفاظ الثَّلَاثَة ابْن حجي والحسباني وَابْن الشرائحي وَالشَّمْس بن الْمُحب وَخلق بحلب حافظها)

الْبُرْهَان والعز الحاضري والشهاب بن العديم وَطَائِفَة وبحمص خطيبها الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد السُّبْكِيّ والبدر العصياتي وَغَيرهمَا وبحماة الْعَلَاء ابْن المغلي والشهاب بن الرسام والشرف بن خطيب الدهشة وَنَحْوهم وببعلبك محدثها التَّاج بن بردس وَغَيره وبالرملة الزَّاهِد الشهَاب بن رسْلَان وببيت الْمُقَدّس الْبُرْهَان بن الْحَافِظ أبي مَحْمُود وَالشَّمْس مُحَمَّد بن أبي بكر بن كريم والبدر حسن بن مُوسَى وَجَمَاعَة وببلد الْخَلِيل أَحْمد بن مُوسَى الحبراوي والعماد إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مَرْوَان وَغَيرهمَا وبالقاهرة الشّرف بن الكويك والعز بن جمَاعَة والجلال البُلْقِينِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَشَيخنَا وَمِمَّا أَخذه عَنهُ النخبة وَالشَّمْس بن الزراتيتي وَابْن زقاعة وَغَيرهم وبإسكندرية التَّاج مُحَمَّد بن التنسي والكمال بن خير والبدر بن الدماميني وَرجع من هَذِه لرحلة بمسموع كثير وشيوخ جلة وفوائد جملَة واستوطن مَكَّة من أثْنَاء سنة أَرْبَعِينَ وبرع فِي فنون خُصُوصا الْأَدَب وطارح شَيخنَا وَغَيره وَجمع مجاميع حَسَنَة وفوائد مهمة وَكتب بِخَطِّهِ الْحسن كثيرا لنَفسِهِ وَغَيره وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَأخذت عَنهُ الْكثير بجدة ثمَّ بِمَكَّة وَمنى وَكَانَ إِمَامًا مفننا أديبا بارعا

ص: 154

متواضعا حسن الْهَيْئَة والمحاضرة جميل الصُّورَة وَالْعشرَة كثير الفكاهة والنوادر والاستحضار صبورا على الإسماع حسن الود والمذاكرة سريع النادرة وعَلى ذهنه فَضَائِل وفوائد مَعَ الِاجْتِهَاد فِي الطّواف ومداومة التِّلَاوَة وَغَيرهمَا من أَسبَاب الطَّاعَة لكنه كَانَ كثير النعاس وَأَظنهُ من السهر. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَخمسين بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بالمعلاة رحمه الله وإيانا وَمِمَّا كتبته عَنهُ من نظمه:

(إِذا الْعشْرُونَ من رَمَضَان ولت

فواصل ذكر رَبك كل حِين)

(وَلَا تغفل عَن التطواف وقتا

فَأَنت من الْفِرَاق على يَقِين)

عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن عدنان بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عدنان الْعَلَاء أَبُو الْحسن بن الْبُرْهَان بن الشّرف الْحُسَيْنِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَالِد الشهَاب أَحْمد وَأبي بكر وَيعرف بِابْن عدنان وبابن أبي الْجِنّ. ولد سنة خمسين وَسَبْعمائة وَولي نقابة الْأَشْرَاف بعد أَبِيه ثمَّ كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق غير مرّة. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: وَلم يكن ماهرا لكنه كَانَ متواضعا بساما رَئِيسا وَأُصِيب قبل مَوته بقرحة فِي إِحْدَى عَيْنَيْهِ فَانْقَطع لَهَا مُدَّة بداره إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث عشرَة، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي رحمه الله.)

عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد الْعَلَاء أَبُو الْحسن الْحَمَوِيّ الْحَنَفِيّ بن القضامي ولد سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة أَو بعْدهَا وَأخذ النَّحْو عَن السّري أبي الْوَلِيد الْمَالِكِي وَالْفِقْه عَن الصَّدْر بن مَنْصُور الدِّمَشْقِي وبرع فيهمَا وَفِي الْأَصْلَيْنِ وَالْأَدب والإنشاء وَله نظم لَيْسَ بذلك وَلكنه كَانَ غَايَة فِي الْمعرفَة بالشعر وَإِدْرَاك الْمعَانِي الدقيقة فِيهِ وَكتب الحكم للناصري بن الْبَارِزِيّ الشَّافِعِي بحماة وَكَذَا نَاب عَنهُ ثمَّ اسْتَقل بِقَضَاء الْحَنَفِيَّة بهَا وَانْفَرَدَ برياستها فِيهِ وَكَانَ إِمَامًا رَئِيسا محتشما صَدرا كَبِيرا دينا عادلا فِي حكمه عَالما فَاضلا، وَمن نظمه:

(عين على المحبوب قد قَالَ لي

رَاح إِلَى غَيْرك يَبْغِي اللجين)

(فَجِئْته بالتبر مستدركا

فَقلت مَا جئْتُك إِلَّا بِعَين)

وَمِنْه وَقد جردت حمام تَقِيّ الدّين وسيق لَهَا المَاء من الناعورة الحاجبية:

(يَا أَيهَا الْحمام بِشِرَاك قد

عدت إِلَى عصر الصِّبَا الذَّاهِب)

(كنت قَلِيل الما بغيضا لنا

فصرت كَالْعَيْنِ من الْحَاجِب)

ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه قدم الْقَاهِرَة فاجتمعت بِهِ وَسمعت من فَوَائده وَسمع من نظمي وأنشدني شمس الدّين بن الْمصْرِيّ فِي سنة إِحْدَى عشرَة قَالَ:

ص: 155

أَنْشدني القَاضِي عَلَاء الدّين بن القضامي قَالَ: أَنْشدني ابْن حجر لنَفسِهِ مضمنا فَذكر بَيْتَيْنِ كَانَ سمعهما مني سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة وَحدث عني بهما بحماة مَاتَ بهَا فِي ربيع الآخر سنة تسع وَقَالَ فِيهَا من أنبائه أَنه أَخذ الْفِقْه عَن أثير الدّين بن وهبان وتمهر وبهرت فضائله وَولي قَضَاء بَلَده وَقدم الْقَاهِرَة سنة الكائنة الْعُظْمَى فاشتهرت فضائله وَعرفت فنونه وَحدث وَأفَاد وَسمعت مِنْهُ وَسمع من نظمي وَأكْثر الثَّنَاء عَلَيْهِ وَمن نظمه:

(خُذ بيَدي يَا كريم خُذ بيَدي

قد عيل صبري وَقد وهى جلدي)

(إِن لم تَجِد لي فَمن يجود عَليّ

ضعْفي بِلَا أمره وَلَا بلدي)

بل ذكره أَيْضا فِي سنة سبع مِنْهُ وَقَالَ أَنه كَانَ من أهل الْعلم وَالْفضل والذكاء مَعَ الدّين وَالْخَيْر والرياسة قلت: وتسع بِتَقْدِيم التَّاء هُوَ الصَّوَاب وَكَذَا ذكره المقريزي فِي عقوده وَابْن خطيب الناصرية، وَقد حج فِي بعض السنين فِي محفة فَقَالَ الأديب شمس الدّين مُحَمَّد بن بركَة المزين:)

(محفة الْمجْلس العلائي

تبث علياه فِي الْمشَاهد)

(تَقول هَذَا أعْطى وأفنى

وَحج فِي النَّاس وَهُوَ قَاعد)

عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن صقر الْعَلَاء أَبُو الْحسن الْكَلْبِيّ الْحلَبِي من بَيت الرياسة. ولد فِي صفر سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَسمع الْأَرْبَعين المجيرية تَخْرِيج ابْن بلبان من سَماع أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْقرشِي ابْن المجير على أبي عبد الله مُحَمَّد وصافي ابْني نَبهَان الجبريين فِي سنة أَرْبَعِينَ بسماعهما مِنْهُ وَحدث بهَا سَمعهَا مِنْهُ ابْن خطيب الناصرية فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة وَقَالَ أَنه كَانَ إنْسَانا حسنا رَئِيسا عَاقِلا وَكَذَا سمع بِقِرَاءَة الزين الْعِرَاقِيّ من سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم بن سلمَان بن سَالم بن المطوع ثَانِي الغيلانيات بِسَمَاعِهِ من أَحْمد بن شَيبَان وَزَيْنَب ابْنة مكي وَزَيْنَب ابْنة أَحْمد بن كَامِل، قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أجَاز لي وَكَانَ مُوسِرًا من رُؤَسَاء الحلبيين وباشر وظائف بهَا، أثنى عَلَيْهِ الْبُرْهَان الْمُحدث. وَمَات فِي كائنة حلب الْعُظْمَى بأيدي التتار فِي حادي عشر ربيع الأول سنة ثَلَاث رحمه الله، وَذكره شَيخنَا أَيْضا فِي أنبائه وَقَالَ أَنه حدث عَنهُ يَعْنِي فِي قَرْيَة جبرين بالأربعين الْمَذْكُورَة رَفِيقًا للعلاء فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَأَنه خرج عَلَيْهَا بأسانيده إِلَى من فِي أثْنَاء كل حَدِيث مِنْهَا بعلو، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي.

عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ المغربي الأَصْل ثمَّ الدَّمِيرِيّ وَيعرف بالأديب. ولد سنة سبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا فِي دميرة الْقبلية وأسلمه وَالِده إِلَى الشَّيْخ عَليّ بن الْوَحْش يؤدبه فَعلمه الْخط وأقرأه إِلَى سُورَة الصافات ثمَّ سَافر بِهِ أَبوهُ إِلَى الْحجاز

ص: 156

وَهُوَ صَغِير فَلَمَّا عَاد علمه صَنْعَة الْأدم فارتزق مِنْهَا إِلَى آخر وَقت وَحج سبع مَرَّات وزار الْقُدس وَتردد إِلَى الْقَاهِرَة مرَارًا وَسكن بهَا عِنْد أَخِيه القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد بن الإسكافي ولقيه ابْن فَهد والبقاعي فِي سنة ثَمَان وثلاين بدميرة فكتبا عَنهُ قَوْله:

(بَكَى الْغَيْم ضحك الرَّوْض

وَرَأَيْت فِي ذَا دَلَائِل)

(وَالْعجب أسقاه دموعو

فَضَحِك من دمع سَائل)

عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ الأقفاصي ثمَّ الْمَنَاوِيّ نزيل الْقَاهِرَة وَبرد دَار الأتابك أزبك. ولد بأقفاص ثمَّ تحول مِنْهَا لمنية ابْن سلسيل فتكسب بخياطة الْعِرَاقِيّ ثمَّ انْتقل لمصر فَعمل الرسلية بِبَاب قانم تَحت نظر إِسْمَاعِيل البرددار وَتزَوج ابْنَته نانعة وَمَاتَتْ تَحْتَهُ وناب عَنهُ فِي)

البرددارية فَلَمَّا مَاتَ قانم اسْتَقر فِي برددارية الأتابك حِين كَانَ حاجبا إِلَى أَن مَاتَ فِي صفر سنة.

عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن المؤرخ الشَّمْس مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن عبد الْعَزِيز الْعَلَاء أَبُو الْحسن الْقرشِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف كسلفه بِابْن الْجَزرِي ولد سنة ثَمَان أَو تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وبالأول جزم شَيخنَا فِي أنبائه، وَقَالَ: وَمَات أَبوهُ وَله سنة فرباه عَمه نصير الدّين مُحَمَّد وأسمعه عَلَيْهِ التَّاسِع عشر من أمالي الْحسن بن رَشِيق وَحضر على المرداوي خَاتِمَة أَصْحَاب عمر الْكرْمَانِي بالحضور مجَالِس المخلدي وأربعي عبد الْخَالِق الشحامي وَسمع على الْكَمَال بن حبيب وَابْن قواليح وَابْن أميلة وَمُحَمّد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عمار الْحَارِثِيّ واشتغل بالفقه وبرع فِيهِ وَأعَاد بالتقوية وَعمل الميعاد وَقَرَأَ الحَدِيث بِجَامِع بني أُميَّة وباشر نظر الْأَيْتَام فحمدت سيرته وَحج مرَارًا وجاور وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَأوردهُ التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَكَذَا شَيخنَا وَقَالَ: أجَاز لي غير مرّة زَاد فِي أنبائه مَعَ خفض الْجنَاح وطهارة اللِّسَان ولين العريكة قَالَ: وعلق فِي الوفيات واجتيح فِي شَيْء كثير من مَاله فِي فتْنَة اللنك وَلم يكن فِيهِ مَا يعاب بِهِ إِلَّا مُبَاشَرَته مَعَ قُضَاة السوء. مَاتَ بِدِمَشْق فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث عشرَة، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي رحمه الله.

عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن سعيد بن عبيد الله السَّيِّد غلاء الدّين الْحُسَيْنِي البقاعي الأَصْل الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ إِمَام الريحانية بِدِمَشْق ووالد إِبْرَاهِيم الْمَاضِي مِمَّن كَانَ يحضر مجَالِس الْعلمَاء مَاتَ فِي عشر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين قبل إِكْمَال الثَّمَانِينَ.

عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الْكَرِيم بن عبيد بن مُسلم بن سَلامَة الْعَلَاء أَبُو الْحسن الرباوي الأَصْل نِسْبَة للربة بِفَتْح الْمُهْملَة وَتَشْديد الْمُوَحدَة قَرْيَة بكرك الشوبك ثمَّ الْمَقْدِسِي قاضيه الشَّافِعِي. ولد سنة

ص: 157

اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة وَسمع من أبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْعَفِيف النابلسي بهَا المسلسل وَجَزَاء ابْن الطلاية وجزءا من غرائب ابْن مَاجَه انتقاء الذَّهَبِيّ وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَولى قَضَاء بَيت الْمُقَدّس فِي أَوَائِل سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ عَن الفوعى بعناية الْعِزّ عبد السَّلَام الْقُدسِي فاستمر إِلَى أَوَائِل سنة خمس وَثَلَاثِينَ ثمَّ صرف بِالْقَاضِي نَاصِر الدّين البصروي وَدخل الْقَاهِرَة ساعيا فِي الْعود)

فَمَا أُجِيب فناب فِيهَا عَن شَيخنَا فِي بَاب الشعرية بسفارة الولوى ابْن قَاسم ثمَّ عَاد إِلَى الْقُدس فَكَانَت منيته بِهِ فِي أحد الجمادين ظنا سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين رحمه الله.

عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي يزِيد بن أَحْمد بن الْمُؤَيد ركن الدّين بن عماد الدّين الأيجي الشَّافِعِي. ولد فِي شَوَّال سنة أَربع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بأيج وَنَشَأ بهَا فاشتغل بالفقه والنحو وَالصرْف عِنْد أبي يزِيد مُحَمَّد بن رَضِي الدّين الداواني ثمَّ الشِّيرَازِيّ ارتحل إِلَيْهِ من بَلَده وَبَينهمَا نَحْو أَربع مراحل وَكَذَا أَخذ بهَا عَن الرُّكْن مُحَمَّد بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ القره خيري ثمَّ الشِّيرَازِيّ أصُول الْفِقْه والمنطق والنحو وببلده عَن تَاج الدّين حسن بن الشَّمْس مُحَمَّد بن التَّاج حسن الأيجي الصّرْف والنحو والمنطق والمعاني وَجل الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة والشرعية وَأَجَازَ لَهُ وَكلهمْ شافعية والأولان مَاتَا والْحَدِيث عَن السَّيِّد معِين الدّين بن صفي الدّين وحفيد عَمه السَّيِّد عبيد الله بن الْعَلَاء بن الْعَفِيف بل أَخذ عَن هَذَا الْفِقْه أَيْضا وارتحل لِلْحَجِّ فَكَانَ وُصُوله مَكَّة فِي رَجَب سنة ثَمَان وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة ولقيني فِي شَوَّال فَأخذ عني بقرَاءَته أَشْيَاء من الْكتب السِّتَّة وَغَيرهَا وَسمع مني المسلسل وَحَدِيث زُهَيْر وكتبت لَهُ إجَازَة فِي كراسة واغتبط بذلك جدا.

عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد السَّيِّد الزين الْحُسَيْنِي العجمي الجويمي نِسْبَة لجويم بِضَم الْجِيم وَسُكُون الْوَاو وَكسر التَّحْتَانِيَّة وَسُكُون الْمِيم قَصَبَة من قصبات شيراز الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي الْمكتب شيخ الباسطية بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة ويدعى بضياء. ولد فِي حُدُود سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بجويم وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وتلا بِهِ لعاصم على الشَّيْخ حسن بن دَاوُد وَأخذ النَّحْو وَالصرْف عَن وَالِده ثمَّ انْتقل إِلَى شيراز فَأخذ عَن مَحْمُود السروستاني فِي الْفِقْه والنحو وَعَن الْعَفِيف الكازروني الحَدِيث ثمَّ إِلَى خُرَاسَان فَأخذ عَن يُوسُف الحلاج الْفِقْه والأصلين وَمِمَّا أَخذه عَنهُ فِي أصل الدّين شرح الْمَقَاصِد للتفتازاني وَفِي أصل الْفِقْه الْعَضُد وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ شرح الْمِفْتَاح للتفتازاني وَعَلِيهِ سمع جَمِيع شرح السّير لَهُ وصحيح البُخَارِيّ بِسَمَاعِهِ لَهُ على الْكرْمَانِي الشَّارِح وَسمع فِي هراة على السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ غَالب الزهراويين من الْكَشَّاف وَشَرحه للمواقف فِي أصُول الدّين

ص: 158

وَكَانَ يَقُول عَن الشَّيْخ يُوسُف الحلاج: لسنا من طبقته إِنَّمَا هُوَ من طبقَة الْفَخر وَأَمْثَاله وَالشَّيْخ يُوسُف يَقُول عَنهُ السَّيِّد بَحر كل مِنْهُمَا يَقُول ذَلِك فِي غيبَة الآخر وَأخذ الْمعَانِي وَالْبَيَان عَن الصَّدْر الفراحي فِي آخَرين غير هَؤُلَاءِ وَكتب على السَّيِّد مجد الدّين الشِّيرَازِيّ ففاق فِي الْكِتَابَة وَحج قبل سنة ثَلَاثِينَ على طَرِيق)

الشَّام وجاور بهَا وزار بَيت الْمُقَدّس ثمَّ حج أَيْضا وجاور بِالْمَدِينَةِ فِي حُدُود سنة أَرْبَعِينَ وقطنها وَمَات لَهُ أَخ فِيهَا وَكَانَا ملتزمين أَن من مَاتَ مِنْهُمَا قبل الآخر يُقيم الآخر فِيهَا حَتَّى مَاتَ، وَقَررهُ الزين عبد الباسط فِي مشيخة مدرسته بهَا بل لم يبنها فِيمَا قيل إِلَّا لَهُ وَكَانَ ابْتِدَاء عمارتها حِين حج فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَأقَام السَّيِّد بهَا على قدم عَظِيم فِي سلوك الصّلاح والتصدي لإقراء الْعُلُوم والتكتيب والتكرم على أَهلهَا والواردين إِلَيْهَا مَعَ لِسَان فصيح وقدرة على التَّعْبِير حَتَّى كَانَ الشَّيْخ أَحْمد بن يُونُس المغربي الْمَاضِي يَقُول هُوَ جَوْهَرَة بَين البصل، وَلم يخْتَلف فِي تقدمه فِي الْعلم وَالصَّلَاح من أهل الْمَدِينَة اثْنَان وَقد لقِيه البقاعي بِالْمَدِينَةِ فِي أَوَائِل سنة تسع وَأَرْبَعين وَقَالَ أَنه شرح إيساغوجي فِي نَحْو أَرْبَعَة كراريس قَالَ: وَهُوَ رجل خير دين متواضع شَدِيد الازدراء لنَفسِهِ، وَوَصفه بِالْإِمَامِ الْعَلامَة الْكَاتِب الزَّاهِد، وَالْجمال حُسَيْن فتحي وَوَصفه بالسيد الإِمَام الْعَلامَة وَكتب عَنهُ بالباسطية أبياتا وَهِي:

(إِذا شِئْت أَن تستقرض المَال منفقا

على شهوات النَّفس فِي زمن الْعسر)

(فسل نَفسك الأنفاق من كنز صبرها

عَلَيْك وإرفاقا إِلَى زمن الْيُسْر)

(فَإِن فعلت كنت الْغَنِيّ وَإِن أَبَت

فَكل منوع بعْدهَا وَاسع الْعذر)

مَاتَ وَقد أسن فِي سنة سِتِّينَ وَرَأَيْت من أرخه فِي أَوَائِل سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَدفن بِالبَقِيعِ رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الصحراوي الضَّرِير أَخُو عبد الْكَرِيم الْمَاضِي، مِمَّن أجَاز لَهُ الشّرف بن الكويك وَجَمَاعَة واستجازه الطّلبَة.

عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف الفاقوسي الأَصْل البلبيسي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ. إِنْسَان خير سليم الْفطْرَة جدا زَائِد الْفَاقَة قَرَأَ الْقُرْآن واشتغل يَسِيرا فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَقَرَأَ على جلّ الصَّحِيح فِي سِنِين وَكَذَا قَرَأَ على الديمي والبهاء المشهدي بل قَرَأَهُ على الْعَامَّة فِي بَلَده وَلَهُم فِيهِ اعْتِقَاد وَنعم الرجل.

عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْعَلَاء أَبُو الْحسن الْغَزِّي وَيعرف بِابْن البغيل. ولد سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَسمع الْكثير على الْجمال بن جمَاعَة وَكَانَ فِي خدمته وَكَذَا سمع على التقي القلقشندي والسراج عمر الْحِمصِي والزين عبد الرَّحْمَن بن الشَّيْخ

ص: 159

خَلِيل والزين عبد الرَّحْمَن بن دَاوُد وَغَيرهم وبالقاهرة مَعَ الْعِمَاد بن جمَاعَة وأخيه على شَيخنَا وَابْن الْفُرَات وَغَيرهمَا،)

وَأَجَازَ لَهُ الْعَيْنِيّ والْعَلَاء القلقشندي وَعمر القمني والشهاب الْحِجَازِي وَسعد الدّين بن الديري وَأَخُوهُ الشَّمْس مُحَمَّد وَالْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي والأمير الأقصرائي وَابْن الْهمام والشهاب القلقيلي الْمقري والشهاب بن زيد والبرهان إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن القَاضِي عجلون ويوسف ابْن نَاظر الصاحبة وَأحمد بن أَحْمد الْأَزْدِيّ وَأحمد بن مُحَمَّد بن حَامِد وَآخَرُونَ. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين.

عَليّ بن إِبْرَاهِيم نور الدّين الماملي الأَصْل الزَّيْلَعِيّ الزبيدِيّ الشَّافِعِي ومامل من بِلَاد الْحَبَشَة قدم أَبوهُ مِنْهَا فَتزَوج بزبيد وَولد لَهُ بهَا صَاحب التَّرْجَمَة فِي سنة بضع وَتِسْعين وَسَبْعمائة فتفقه قَلِيلا بالشهاب أَحْمد بن أبي بكر النَّاشِرِيّ ثمَّ لَازم الْجمال مُحَمَّد للطيب النَّاشِرِيّ قِرَاءَة وسماعا إِلَى أَن أذن لَهُ بالإفتاء والتدريس وَقَرَأَ الْفَرَائِض والحساب على الْفَقِيه الشهَاب الْكرْدِي وبرع فِي ذَلِك وانتفع بِهِ فِيهِ جمَاعَة وَصَارَ مدَار الْفتيا فِيهِ عَلَيْهِ مَعَ صَلَاحه وخيره مَاتَ منتصف شعْبَان سنة ثَمَانِينَ رحمه الله.

عَليّ بن إِبْرَاهِيم نور الدّين البدرشي الأَصْل القاهري البحري نِسْبَة لباب الْبَحْر وَرُبمَا يُقَال لَهُ المقسي الْمَالِكِي. حفظ الرسَالَة وَنصف الْمُخْتَصر وَغَيرهمَا من كتب الْفُنُون وَأخذ فِي الْفِقْه عَن أبي الْجُود وَأبي الْفضل المغربي ولازم العلمي والسنهوري وَأَجَازَهُ وَكَذَا لَازم الْفَخر المقسي فِي الْعَرَبيَّة وفرائض الرَّوْضَة وبرع وَفضل مَعَ ديانَة وفاقة وَعمل المواعيد وقتا وتكسب بِالشَّهَادَةِ ثمَّ نَاب فِي الْقَضَاء عَن السراج بن حريز وَولي قَضَاء بَيت الْمُقَدّس وَاتفقَ أَنه عزّر نَصْرَانِيّا متجوها فعزل بِسَبَبِهِ وَلم يلبث سوى نَحْو خَمْسَة عشر يَوْمًا وَهُوَ متمرض ثمَّ مَاتَ فِي يَوْم السبت مستهل جُمَادَى سنة ثَمَان وَسبعين وَدفن بِبَاب حطة وَقد جَازَ الْأَرْبَعين وَكَانَ قد اختلى وقتا عِنْد الشَّيْخ مُحَمَّد الفوي فَحصل لَهُ نوع اختلال وَيُقَال أَن سَببه أكله حب الْبِلَاد وَأدْخل البيمارستان لكَونه كلم العلمي البُلْقِينِيّ وَهُوَ فِي هَذِه الْحَالة بِكَلِمَات فِيهَا خشونة بِمَا خرج بعد أُسْبُوع، وَحج مَعَ الرجبية وَقَرَأَ هُنَاكَ الميعاد بل دَار على بعض الشُّيُوخ كالمحيوي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي والنجم ابْن فَهد وَغَيرهمَا وَأخذ عني هُنَاكَ أَشْيَاء بل قد سمع بِقِرَاءَتِي بِالْقَاهِرَةِ على بعض مسنديها وَنعم الرجل كَانَ رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْغَزِّي نزيل بَيت الْمُقَدّس والمتوفي بِهِ فِي.

عَليّ بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مطير الْحكمِي الْيَمَانِيّ

ص: 160

أَصْغَر من أَخِيه أبي)

الْقسم وَغَيره من إخْوَته مِمَّن لم يحكم الْفِقْه وَتُوفِّي شَابًّا. قَالَه الأهدل.

عَليّ بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم نور الدّين بن السدار أَخُو عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي وخال شمس الدّين الشهير. تدرب بِهِ ابْن أُخْته فِي فنونه وَكتب بِخَطِّهِ الْحسن الْكثير خُصُوصا حِين مجاوراته بِمَكَّة، وَكَانَ خيرا أثنى عَنهُ مظفر الأمشاطي وَحكى لنا عَنهُ القَاضِي بدر الدّين السَّعْدِيّ شَيْئا.

مَاتَ بعد الْخمسين تَقْرِيبًا.

عَليّ بن الشهَاب أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن يُوسُف ابْن سَالم بن دليم الْقرشِي الْبَصْرِيّ الْمَكِّيّ. مَاتَ بهَا فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَهُوَ ثمل عَفا الله عَنهُ. أرخه ابْن فَهد.

عَليّ بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ الْعَلَاء أَبُو الْفتُوح ابْن القطب الْقرشِي القلقشندي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي عبد الرَّحْمَن وَغَيره من إخْوَته وأبوهم وابناه إِبْرَاهِيم وَأحمد. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَأمه شريفة فِيمَا بَلغنِي. وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَأخذ الْفِقْه عَن ابْن الملقن والبلقيني ثمَّ عَن وَلَده الْجلَال والبيجوري وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ وقريبه الْمجد وَجَمَاعَة أَقْدَام من هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَة بل ودونهم كالزين القمني والتلواني والْحَدِيث عَن الزين الْعِرَاقِيّ أَخذ عَنهُ أَكثر شرح ألفيته ولازمه حَتَّى كتب عَنهُ الْكثير من أَمَالِيهِ وَقد رَأَيْت المملى أثبت اسْمه فِي عدَّة مجَالِس مِنْهَا ثمَّ عَن وَلَده الْوَلِيّ بل وَعَن شَيخنَا والقراءات عَن الْفَخر البلبييسي إِمَام الْأَزْهَر والتنوخي ثمَّ عَن الزراتيتي وَكَثِيرًا من الْفُنُون كالأصلين والمعاني وَالْبَيَان والمنطق عَن الْعِزّ بن جمَاعَة ولازمه كثيرا حَتَّى كَانَ يتَوَجَّه إِلَيْهِ إِلَى الْجَامِع الْجَدِيد بِمصْر مَاشِيا وَرُبمَا يرتفق بِجَمَال السقايين وَكَذَا لَازم فِي الْفُنُون الْبِسَاطِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْمُخْتَصر أَو جمعيه وَمن قبلهمَا حضر الدُّرُوس الشَّيْخ قنبر والعربية عَن الشَّمْس الشطنوفي وَغَيره والفرائض عَن الشَّمْس الغراقي بل أَخذ فِيهَا أَيْضا وَفِي الْحساب والجبر والمقابلة عَن الشهَاب بن الهائم وَكَذَا عَن الْجمال المارداني مَعَ الْيَسِير من الْمِيقَات بل قَرَأَ عَلَيْهِ إقليدس وَعَن ابْن المغلي الْحَنْبَلِيّ فِي الْأَصْلَيْنِ والعربية وَسمع عَلَيْهِ فِي الحَدِيث، كَذَا سمع على الهيثمي وَابْن حَاتِم والتنوخي وَابْن أبي الْمجد والحلاوي والدجوي والشرف بن الكويك وَالْجمال عبد الله الْعَسْقَلَانِي والشموس الشَّامي والحبتي وَمُحَمّد بن قَاسم السُّيُوطِيّ والنور الفوي فِي آخَرين مِنْهُم الشَّمْس المبتولي وَعَائِشَة الكنانية، وَحج فِي سنة إِحْدَى)

عشرَة وجاور بِمَكَّة وَأخذ فِيهَا الْعرُوض عَن الْمجد إِسْمَاعِيل الزمزمي

ص: 161

ولازم الْجمال بن ظهيرة حَتَّى أَخذ عَنهُ مُعْجَمه وفضائل مَكَّة للجندي وَغَيرهمَا وَسمع أَيْضا على الزينين المراغي والطبري وَابْن سَلامَة وَأبي الْحسن بن عبد الْمُعْطِي والكمال بن ظهيرة فِي طَائِفَة وبالمدينة النَّبَوِيَّة على النُّور الْمحلي سبط ازبير وَالْجمال الكازروني وَغَيرهمَا، وارتحل إِلَى الشَّام فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ فَأخذ بهَا عَن حافظها ابْن نَاصِر الدّين ولازم الْعَلَاء البُخَارِيّ حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ رسَالَته فِي الْمَوْضُوع وَكتابه نزهة النّظر فِي كشف حَقِيقَة الْإِنْشَاء وَالْخَبَر ورسالته المدعوة فاضحة الْمُلْحِدِينَ وَغير ذَلِك وَبَالغ الْعَلَاء فِي تَعْظِيم صَاحب التَّرْجَمَة وَأذن لَهُ فِي إقرائها مَعَ غَيرهَا مِمَّا سَمعه مِنْهُ وَغَيره وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَأخذ بِكُل مِنْهُمَا عَن جمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ خلق مِنْهُم الْمجد اللّغَوِيّ، وجد فِي هَذِه الْعُلُوم وَغَيرهَا حَتَّى برع وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة التَّامَّة وتنزل فِي الْجِهَات وَسكن الصيرمية بِرَأْس سوق أَمِير الجيوش مُدَّة طَوِيلَة وَكَانَ تلقاها عَن رَفِيقه النُّور القمني بِحكم وَفَاته، وَنَشَأ متقللا من الدُّنْيَا إِلَى أَن اسْتَقر بِهِ الدوادار الْكَبِير تغرى بردى الْمُؤَدِّي فِي مشيخة مدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بِخَط صليبة جَامع ابْن طولون وتدريسها وبعنايته اسْتَقر فِي تدريس الصلاحية الْمُجَاورَة للشَّافِعِيّ ونظرها بعد وَفَاة التلواني وَفِي وَظِيفَة خزانَة الْكتب بالأشرفية برسباعي عقب الشَّمْس بن الجندي وَكَانَ يَحْكِي لنا فِي شَأْنهَا أَنه حضر مَبِيع كتب مخلفة عَن بَعضهم وَمن جُمْلَتهَا لِسَان الْعَرَب فِي اللُّغَة بِخَط مُؤَلفه فَلم يتَنَبَّه لَهُ كَبِير أحد فرام أَخذه لحسن موقعه عِنْده وَزَاد فِيهِ فَانْتدبَ عِنْد ذَلِك للزِّيَادَة فِيهِ بعض الْأَعْيَان بِحَيْثُ بلغ ثمنا كثيرا لَا ينْهض الشَّيْخ بِالْوَفَاءِ بِهِ وخشي من الزِّيَادَة فِيهِ أَن يلْزم فِي الْحَال بِثمنِهِ فَلَا يقدر فَرُبمَا يكون ذَلِك سَببا لشَيْء فَأَعْرض عَنهُ مَعَ تعلق خاطره بِهِ فَلَمَّا صَارَت إِلَيْهِ هَذِه الْوَظِيفَة كَانَت النُّسْخَة بِعَينهَا أول شَيْء أخرج لَهُ حِين التَّسْلِيم وَالْعرض والأعمال بِالنِّيَّاتِ، ثمَّ اسْتَقر بعده فِي تدريس الْفِقْه بالشيخونية بعد وَفَاة القاياتي والْحَدِيث بِجَامِع طولون بعد وَفَاة شَيخنَا وَكَذَا فِي تصدير الْقرَاءَات بِالْمَدْرَسَةِ الحسنية وَعرض عَلَيْهِ قَضَاء الشَّافِعِيَّة بِدِمَشْق فَامْتنعَ وترشح لَهُ بالديار المصرية فَمَا قدر وَمَا كَانَ يكره ذَلِك وَقرر فِي الخشاية فِي حَيَاة الْعلم البُلْقِينِيّ فاستعفى مِنْهُ وتصدى للتدريس قَدِيما وسنه دون الْعشْرين فَانْتَفع بِهِ خلق من الْأَعْيَان وَأخذ النَّاس عَنهُ طبقَة بعد طبقَة فَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ النُّور البلبيسي إِمَام الْأَزْهَر والشهاب الكوراني والبدر أَبُو السعادات البُلْقِينِيّ ونعمة الله الجرهي والبرهان بن)

ظهيرة وَابْن أبي السُّعُود والجلال بن الْأَمَانَة والشرف بن الجيعان والنجم بن قَاضِي عجلون وَفِي غير الشَّافِعِيَّة السنهوري وقريبه الْعِزّ الْكِنَانِي الْحَنْبَلِيّ وَلم يزل متصديا للإقراء والإفتاء إِلَى أَن أَخذ مِنْهُ تدريس الصلاحية لشَيْخِنَا فَكثر تألمه بِسَبَبِهِ لَا سِيمَا وَقد

ص: 162

بَاشرهُ أحسن مُبَاشرَة وتحرى فِيهِ إِلَى الْغَايَة وَزَاد فِي الأحكار وَفِي معاليم كثير من الطّلبَة وَشرع فِي عمَارَة أوقافه وَالنَّظَر فِي مَصَالِحه وَكَانَ السَّبَب فِي انْفِصَاله عَنهُ أَنه التمس مِنْهُ قِطْعَة من الرحاب الْمُجَاورَة لَهُ فَامْتنعَ فَسلط عَلَيْهِ نَاظر القرافة أَبُو بكر الشاطر فأفحش فِي حَقه ثمَّ تسببوا فِي انْفِصَاله فتقلل من الإقراء من ثمَّ بل يُقَال أَنه مَا سلك القرافة بعد هَذَا وَكَذَا أوذي من قبل أَخِيه فَصَبر، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة مُتَقَدما فِي الْفِقْه وأصوله والعربية والمعاني وَالْبَيَان والقراءات مشاركا فِي غير ذَلِك ذَا أنسة بالفن سريع الْقِرَاءَة وَالْكِتَابَة حسنهما متضلعا من عُلُوم شَتَّى نظارا بحاثا بِحَيْثُ كَانَ الْعِزّ الْكِنَانِي يَقُول مَا رَأَيْت أبحث مِنْهُ وَكَانَ يرجحه على أبي الْفضل المغربي وَرُبمَا يَقُول قصارى أمره أَن يصل لمرتبته يَعْنِي فِي أَشْيَاء وَقَالَ لَهُ الْعَلَاء بن المغلي أَنْت كثير التفف صَحِيح التَّأَمُّل قوي الْفِكر مَعَ التَّوَاضُع وَحسن الْعشْرَة ولطيف المماجنة والمداومة على التَّهَجُّد وَالْقِيَام وَالِاعْتِكَاف فِي شهر رَمَضَان بِتَمَامِهِ فِي خلوته علو الْأَزْهَر وَصِحَّة العقيدة والمحاسن الجمة وَلم يكن يَأْكُل فِي رَمَضَان اللَّحْم إِنَّمَا كَانَ قوته فِيهِ الْخلّ وَالْعَسَل والبقل والجبن الأقفاصي وَنَحْو ذَلِك بل كَانَ يَقُول أَنه مكث نَحْو عشْرين سنة لَا يَأْكُل من أَطْعِمَة الثوم شَيْئا وَلم يشغل نَفسه مَعَ تقدمه بالتأليف بل كَانَ يكْتب على كثير من دروسه الْكِتَابَة المحكمة المتقنة الَّتِي يُبَالغ فِيهَا فِي اسْتِيفَاء النّظر وَالتَّحْقِيق وَعمل منسكا لطيفا متقنا، وَقد شهد لَهُ شَيخنَا فِي تَرْجَمَة وَالِده من تَارِيخه أَنه أمثل بني أَبِيه طَريقَة وَوَصفه فِي بعض مَا قَرَأَهُ عَلَيْهِ فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ بالشيخ الْفَاضِل الأوحد مُفِيد الطالبين صدر المدرسين جمال الطَّائِفَة عُمْدَة المفيدين انْتهى. وَكَانَ يَحْكِي لنا أَنه رام أَن يدربه ليَكُون مَعَه كالهيثم مَعَ الْعِرَاقِيّ فَمَا تيَسّر، وَقد لازمته مُدَّة وقرأت عَلَيْهِ جملَة بل كتب لي تقريظا على بعض تصانيفي وَكَانَ يقدمني على أَخِيه. مَاتَ بعد تعلله بالإسهال أشهرا فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ مستهل الْمحرم سنة سِتّ وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ فِي يَوْمه بالأزهر تقدم النَّاس الْمَنَاوِيّ وَدفن بتربة يُقَال لَهَا تربة الْمَوْلُود خَارج الْبَاب الْجَدِيد وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة وَحمل على أَعْنَاق الْأُمَرَاء والفضلاء فَمن دونهم وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ وَعظم الأسف لفقده رحمه الله وإيانا.)

عَليّ بن أَحْمد بن إينال نور الدّين بن الْمُؤَيد بن الْأَشْرَف. ولد فِي شَوَّال سنة سبع وَسبعين وَثَمَانمِائَة بإسكندرية كَانَ أملك على ابْنة مُحَمَّد بن بردبك ابْن عمته فَمَاتَتْ وَطعن هُوَ ثمَّ تخلص وتحرك للمجيء لِلْحَجِّ فِي موسم سنة سبع وَتِسْعين ثمَّ بَطل.

عَليّ بن أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد وَقيل عبد الله وَالْأول أصح النُّور

ص: 163

أَبُو الْحسن الْآدَمِيّ ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي. تفقه بالولي الملوي وتأدب بآدابه واشتغل كثيرا عَلَيْهِ وعَلى غَيره كالتاج السُّبْكِيّ أَخذ عَنهُ مُصَنفه جمع الْجَوَامِع تَحْقِيقا وَكَذَا الْكثير من منع الْمَوَانِع وَمن التَّنْبِيه والمنهاج والتسهيل وَأذن لَهُ فِي إقراء جمع الْجَوَامِع وَإنَّهُ لم يَأْذَن لأحد فِي ذَلِك قبله وَكَذَا أَخذ الْقرَاءَات السَّبع عَن الْمجد إِسْمَاعِيل الكفتي وَأذن لَهُ فِيهَا وَسمع على العرضي فِي جَامع التِّرْمِذِيّ وعَلى المظفر بن الْعَطَّار والقلانسي فِي آخَرين كالصلاح الزفتاوي، قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: وَأقَام مُدَّة بريف مصر يشغل النَّاس فانتفعوا بِهِ كثيرا ثمَّ قدم مصر فقطنها وَسَمعنَا مِنْهُ على الصّلاح الزفتاوي بل قَرَأت عَلَيْهِ فِي الْفِقْه والعربية، وَكَانَ عَالما بالفقه وَالتَّفْسِير وآداب الصُّوفِيَّة حسن العقيدة على طَريقَة مثلى من الدّين وَالْعِبَادَة وَالْخَيْر والانجماع والتقشف وَرُبمَا تكلم على النَّاس من شدَّة الْخَوْف والمراقبة سَمِعت عَلَيْهِ من صَحِيح البُخَارِيّ بِسَمَاعِهِ من القلانسي، وَقَالَ فِي إنبائه أَنه تنبه وشغل وَأفَاد ودرس وَأفْتى وَأعَاد وشارك فِي الْفُنُون وانتفع بِهِ أهل مصر كثيرا مَعَ الدّين المتين والسكون والتقشف والانجماع وَكَانَ يتَكَلَّم على النَّاس بِجَامِع عَمْرو ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة وَسكن جوَار الْأَزْهَر، وَمَات فِي يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع شعْبَان سنة ثَلَاث عشرَة عَن نَحْو سبعين سنة وَصلي عَلَيْهِ بالأزهر ثمَّ بمصلى المؤمني ثمَّ بالقرافة وَدفن بهَا بِالْقربِ من تربة التَّاج بن عَطاء الله وتأسف النَّاس عَلَيْهِ وَيُقَال أَن الدُّعَاء عِنْد قَبره مستجاب ويحكى أَن النَّاصِر فرج دخل يَوْمًا جَامع عَمْرو وَهُوَ فِي حلقته فجَاء إِلَيْهِ فَلم يعبأ بِهِ بِقِيَام وَلَا غَيره بل منع جماعته من الْقيام لَهُ، وَكَانَ زاهدا فِي الْوَظَائِف بِحَيْثُ لم يكن باسمه تدريس سوى تدريس شخص يُقَال لَهُ التلواني بِجَامِع الْأَزْهَر وَأقَام بِهِ وَكَذَا بِجَامِع عَمْرو نِيَابَة فِي كل مِنْهُمَا احتسابا. ذكره المقريزي فِي عقوده وكرره وَقَالَ فِي أَولهمَا أَنه لما ولي خطابة جَامع عَمْرو وَذَلِكَ فِي سنة خمس كَانَ يَقُول فِي الْخطْبَة: وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد فَقَالَ لَهُ صَاحب التَّرْجَمَة: مثلك لَا يَقُول هَكَذَا وَإِنَّمَا يَقُول:)

اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد قَالَ: فجزاه الله خيرا فَلَقَد نبهني على اتِّبَاع مَا أمرنَا بِهِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي كَيْفيَّة الصَّلَاة عَلَيْهِ، قَالَ: وَكَانَ يَنُوب عني فِي إِمَامَة الْخمس بِهِ، وَلم يخلف بعده من الْفُقَهَاء مثله فِي سمته وهديه وَحسن طَرِيقَته انْتهى. وَقد ذكرت فِي تَرْجَمته من ذيل الْقُرَّاء جملَة من ثَنَاء النَّاس عَلَيْهِ رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن أَحْمد بن أبي بكر بن حُسَيْن الْعَلَاء الْمصْرِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ

ص: 164

وَيعرف بالوشاقي. ولد فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وتفقه بالسراج قَارِئ الْهِدَايَة وتلا بالسبع أَو بَعْضهَا على الشَّمْس النشوي وَأخذ فنونا عَن الْعِزّ بن جمَاعَة، وَقدم مَكَّة فِي آخر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين فَأَقَامَ بهَا قَرِيبا من أَربع سِنِين، وجاور بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة غَالب سنة سِتّ وَعشْرين، وَكَانَ ذَا معرفَة بالقراءات والعربية وَالْفِقْه وأصوله وَغَيرهَا طارحا للتكلف متقشفا مكثرا من الْعِبَادَة مَعَ حِدة خلق. مَاتَ برباط ربيع فِي سادس عشري رَمَضَان سنة سبع وَعشْرين، وَدفن بالمعلاة رحمه الله. تَرْجمهُ الفاسي فِي مَكَّة.

عَليّ بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن خَالِد بن إِبْرَاهِيم نور الدّين بن الشهَاب القاهري المرجوشي التَّاجِر صهر الْبَدْر السَّعْدِيّ الْحَنْبَلِيّ وَابْن عَمه وَيعرف بِابْن الإِمَام. مِمَّن حفظ الْقُرْآن والمنهاج وَعرضه واشتغل يَسِيرا وَسمع على شَيخنَا وَغَيره وتكسب بِالتِّجَارَة فِي سوق أَمِير الجيوش وتأثل وَأَنْشَأَ عدَّة دور وجهز كلا من بنتيه، وَكَانَ لين الْجَانِب عديم الشَّرّ فِيهِ مَعْرُوف وَخير، حج غير مرّة وَأُصِيب فِي بعض سفراته. وَمَات غريقا فِي بعض النّيل فِي الْمحرم ظنا سنة ثَلَاث وَسبعين وَقد زاحم السّبْعين فَأكْثر رحمه الله.

عَليّ بن أَحْمد بن أبي بكر النُّور أَبُو الْحسن الْمصْرِيّ الشَّافِعِي نزيل البندقدارية ووالد مُحَمَّد الْآتِي أَخذ عَن الملوي رَفِيقًا للآدمي الْمَاضِي قَرِيبا وَكَانَ أحد الْأَعْيَان فِي الْمَذْهَب مَعَ الصّلاح وَالْخَيْر. قَالَه لي وَلَده.

عَليّ بن أَحْمد بن الْأَمِير بيبرس الْحَاجِب عَلَاء الدّين بن الْأَمِير شهَاب الدّين بن الْأَمِير ركن الدّين الْمَعْرُوف بأمير عَليّ بن الْحَاجِب الْمُقْرِئ تَلا بالسبع وَكَانَ حسن الْأَدَاء طري النغمة مَشْهُورا بالمهارة فِي العلاج يُقَال أَنه عالج بِمِائَة وَعشرَة أَرْطَال على وَالِده وَفِي كَلَام)

المقريزي فِي عقوده بمائتين وَثَمَانِية عشر رطلا وَأَنه أم هُوَ وَأَبوهُ بِسَعِيد السُّعَدَاء فِي قيام رَمَضَان زَمَانا. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَقد شاخ.

عَليّ بن أَحْمد بن ثقبة بن رميثة الحسني الْمَكِّيّ. مَاتَ بِبَعْض نَوَاحِيهَا فِي شَوَّال سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَحمل إِلَيْهَا فَدفن بهَا.

عَليّ بن أَحْمد بن حسن الخواجا نور الدّين الْبَصْرِيّ المشهدي نزيل مَكَّة وَيعرف بالمغيربي.

ترقى حَتَّى صَار يتجر وسافر للهند ثمَّ نَدبه البرهاني ين ظهيرة لقبض مَا لبنى الْحَمَوِيّ بهرمز وَهُوَ شَيْء كثير فَأحْضرهُ. وَمَات عَن نقد كثير فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَسبعين بِمَكَّة بعد أَن أسْند وَصيته للبرهاني بن ظهيرة مَعَ كَونه بالديار المصرية. أرخه ابْن فَهد وَهُوَ وَالِد يحيى الْآتِي.

ص: 165

عَليّ بن أَحْمد بن حَمْزَة بن رَاجِح. مَاتَ سنة تسع وَعشْرين.

عَليّ بن أَحْمد بن خلد النجار بِبَاب الْخرق والشهير بحب الرُّمَّان مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.

عَليّ بن أَحْمد بن خَليفَة نور الدّين الْأَزْهَرِي الْحَنَفِيّ الأسمر أحد الْعُدُول بخطته. مِمَّن أَخذ الْقرَاءَات عَن النُّور إِمَام الْأَزْهَر والشهاب السكندري وَقَرَأَ على الْبَهَاء المشهدي شرح النخبة فِي سنة ثَمَانِينَ وَأذن لَهُ فِي إفادتها وَلم يزل يتكسب بِالشَّهَادَةِ وَآخر مرّة جلس لَهَا بحانوت فِي الوراقين. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين.

عَليّ بن أَحْمد بن خَلِيل بن أَحْمد بن عَابِد النُّور المغربي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن عَابِد بِالْمُوَحَّدَةِ مِمَّن أَخذ عَن النَّجْم بن قَاضِي عجلون وتكسب بِالتِّجَارَة فِي حَانُوت.

عَليّ بن أَحْمد بن خَلِيل بن نَاصِر بن عَليّ بن طَيء نور الدّين السكندري الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَيعرف أَولا بِابْن السَّقطِي بمهملتين بَينهمَا قَاف مَفْتُوحَة ثمَّ بِابْن البصال بموحدة ومهملة ثَقيلَة. ولد فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة بحارة بهاء الدّين من الْقَاهِرَة وَحفظ الْقُرْآن والتبريزي فِي الْفِقْه والملحة وَقَالَ أَنه عرضهما على الْمجد اللّغَوِيّ وَابْن الملقن والأبناسي والبرهان بن جمَاعَة القَاضِي وَأَنه اشْتغل بالفقه على الْبَهَاء أبي الْفَتْح البُلْقِينِيّ والشهاب الْحُسَيْنِي والبيجوري وَأَنه حضر دروس البُلْقِينِيّ وَفِي النَّحْو عِنْد الشمسين الْبرمَاوِيّ وَابْن الديري وَسمع فِي رَمَضَان سنة تسع وَثَمَانِينَ على النَّجْم بن رزين صَحِيح البُخَارِيّ وَكَذَا سَمعه خلا من أَوله إِلَى الصّيام على البُلْقِينِيّ وَبَعض مُسلم على الصّلاح البلبيسي وَسمع أَيْضا على ابْن الشيخة وَابْن الملقن وَكتب كثيرا من تصانيفه وَجلسَ مَعَ الشُّهُود وتعانى التوقيع وَوَقع)

فِي الْإِنْشَاء وَفِي بيُوت الْأُمَرَاء، وَحج فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وسافر إِلَى دمشق فَمَا دونهَا وزار الْقُدس والخليل وَدخل إسكندرية ودمياط وطوف بِلَاد الصَّعِيد وَرُبمَا نظم وَفِي نظمه مَا يضْحك كَقَوْلِه فِي سُقُوط مَنَارَة المؤيدية:

(بني سلطاننا الْمُؤَيد جَامعا

حوى حسنا وبهجة رونق)

(سما بهَا على كل جَامع بِمصْر

لَهُ مَنَارَة قد بنيت على برج عَتيق)

(مَالَتْ من ثقل أَحْجَار بهَا على

سفل يَقُول بِلِسَان الْحَال ناطقة)

(تمهلوا على ضعْفي فَمَا ضرني

سوى ذَلِك البرج)

وَلذَا تلاعب بِهِ الشهَاب الْحِجَازِي حَيْثُ قرضه لَهُ بِمَا هُوَ فِي ديوانه وَجَرت لَهُ كائنة مَعَ الظَّاهِر جقمق بعد تقدم صحبته لَهُ وَحدث باليسير أجَاز لي لفظا. وَمَات فِي رَجَب سنة سبع وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ وَهُوَ مِمَّن أوردهُ شَيخنَا فِي إنبائه رحمه الله وإيانا.

ص: 166

عَليّ بن أَحْمد بن خَلِيل النُّور القاهري الْحَنَفِيّ نزيل الحسنية وفقيه الْأَيْتَام بهَا وَيعرف لذَلِك بالحسني وَكَذَا يعرف بِابْن عين الغزال مِمَّن اشْتغل عِنْد الزين قَاسم ونظام وشارك فِي الْفَضَائِل وَصَحب ابْن أُخْت مَدين وتسلك بِهِ ولازم الذّكر وانضم إِلَيْهِ جمَاعَة واختص بِعَبْد الرَّحِيم الأبناسي وَتردد إِلَيْهِ الْخَطِيب الوزيري، وَاسْتقر فِي مدرسة مشيخة الخروبية بالجيزة شَرِيكا لغيره وجاور غير مرّة وَقَررهُ السُّلْطَان فِي مشيخة رباطه بِمَكَّة فَأَقَامَ بهَا قَلِيلا وَاجْتمعَ على هُنَاكَ فِي موسم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين ثمَّ رَجَعَ فِيهِ بعد استخلافه الشهَاب أَحْمد ابْن شَيْخه وزار بَيت الْمُقَدّس و.

عَليّ بن أَحْمد بن دَاوُد أَبُو الْحسن البلوي الوادياشي الْمَالِكِي نزيل تلمسان مِمَّن أَخذ عَن إِبْرَاهِيم بن فتوح الغرناطي الْمُتَقَدّم فِي العقليات وَنَحْوهَا وَكَذَا أَخذ عَن مُحَمَّد السَّرقسْطِي فِي الْفِقْه وَغَيره وتميز فِي الْفِقْه والعربية وتصدى للإقراء وَولى الْإِمَامَة والخطابة والتدريس وَغَيرهَا بِجَامِع بَلَده وَكَذَا ولي الْإِمَامَة والخطابة والتدريس وَغَيرهَا بِجَامِع بَلَده وَكَذَا ولى الْإِمَامَة بِمَسْجِد غرناطة الْأَعْظَم مَعَ الْقَضَاء بهَا وَغير ذَلِك ثمَّ تورع عَن الْقَضَاء بعد نَحْو شهر وَهُوَ الْآن فِي سنة سِتّ وَتِسْعين لم يكمل السِّتين خير متواضع.

عَليّ بن أَحْمد بن دحْيَة ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي وَيعرف بالصبوة، وَسمع فِي مُسلم بالكاملية وتكسب بالكتب فَلم ينْتج ثمَّ صَار يُسَافر لمَكَّة بالصر، وَلَا زَالَ يسترسل حَتَّى بَقِي يكْرِي النَّاس)

مَعَه إِلَى أَن انهبط جدا وأتلف للنَّاس ولنفسه شَيْئا كثيرا وتسحب من الدُّيُون غير مرّة. وَمَات سنة ثَمَان وَتِسْعين.

عَليّ بن أَحْمد بن سَالم. يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن سَالم بن عَليّ.

عَليّ بن أَحْمد بن سعيد بن هَارُون عَلَاء الدّين المحمدي اليزدي الأَصْل ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ وَالِد الْعَلَاء عَليّ الْآتِي وَيعرف بالتزمنتي ويلقب بشيخ الْمَشَايِخ أَخذ عَن أَبِيه وَغَيره، وَمَات بالطاعون فِي الْمحرم سنة ثَلَاث عَن أَزِيد من تسعين سنة وَدفن بمنزله بِالْقربِ من جَامع آل ملك.

عَليّ بن أَحْمد بن سعيد الْمَكِّيّ الحلفاوي أحد خدام دَرَجَة الْكَعْبَة. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَمَانِينَ أرخه ابْن فَهد.

عَليّ بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن عَمْرو النُّور أَبُو الْحسن الفاسي الأَصْل الديروطي الشَّافِعِي.

عرض على أَمَاكِن من الْمِنْهَاج والرحبية وألفية النَّحْو والملحة بل قَرَأَ على بعض البُخَارِيّ وَسمع عَليّ غير ذَلِك.

عَليّ بن أَحْمد بن سُلَيْمَان السطاسي. سمع هُوَ وَولده أَحْمد العشاري على شَيخنَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين أَشْيَاء.

ص: 167

عَليّ بن أَحْمد بن سِنَان الْقَائِد الْعمريّ الْمَكِّيّ من القواد الْعمرَة. مَاتَ بهَا فِي ربيع الأول سنة تسع وَخمسين. أرخه ابْن فَهد.

عَليّ بن أَحْمد بن سويدان. فِي ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن خلف.

عَليّ بن أَحْمد بن شقير الْمصْرِيّ الأَصْل البديوي الحمصاني وَالِده وَيعرف بجده. مَاتَ بِمَكَّة فِي لَيْلَة سلخ الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ.

عَليّ بن أَحْمد بن عَامر الجدي. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَخمسين خَارج مَكَّة وَحمل فَدفن بهَا. أرخهما ابْن فَهد.

عَليّ بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف النُّور الْأنْصَارِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد وَعمر الآتيين وَيعرف كل مِنْهُم بِابْن الْجمال الْمصْرِيّ. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَحفظ الْقُرْآن وَقَامَ بِهِ على الْعَادة غير مرّة وَغَيره، وَتردد للقاهرة وَدخل الشَّام واليمن وزار الْمَدِينَة وَله همة ومروءة وَهُوَ أحد شُهُود الْقيمَة بِمَكَّة)

والمتصدين لرؤية الْهلَال بهَا.

عَليّ بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْعَلَاء بن الشهَاب الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَيعرف كسلفه بِابْن قَاضِي عجلون. نَاب فِي الْقَضَاء بِدِمَشْق عَن حسام الدّين بن بريطع فِي سنة أَربع وَخمسين ثمَّ اسْتَقل بِهِ عوضه فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وعزل مرّة بالشمس مُحَمَّد بن أَحْمد بن الحلاوي فِي أول سنة سِتّ وَسبعين بشوال نَائِب الشَّام برقوق للسَّيِّد عَليّ الْكرْدِي وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي أَوَائِل شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ، وَكَانَ عَاقِلا سَاكِنا مُحْتملا لَدَيْهِ دهاء ومكر وتدبير مَعَ سوء تصرف فِي الْأَوْقَاف وَنقص بضَاعَة فِي الْعلم عَفا الله عَنهُ.

عَليّ بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن السكندري الْحَنَفِيّ. يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن.

عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْوَاحِد بن عمر بن عياد الْأنْصَارِيّ المغربي ثمَّ الْمدنِي الْمَاضِي أَبوهُ. حضر فِي سنة عشْرين وَهُوَ فِي الثَّانِيَة مَعَ أَبِيه مَا يذكر فِي عَمه مُحَمَّد.

عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن الناصح عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَيَّاش بالتحانية والشين الْمُعْجَمَة الْعَلَاء بن الشاهب السوادي الأَصْل الصَّالِحِي الْقطَّان بهَا وَيعرف بِابْن الناصح لقب جد جده. سمع على الْعِمَاد أَحْمد بن عبد الْهَادِي الْمَقْدِسِي جُزْء الحايري بِسَمَاعِهِ لَهُ على الْفَخر وَكَذَا سمع من عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي وَمُحَمّد بن عبد الله بن الْمُحب وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ وَالِده والبياني وَابْن أميلة وَابْن القواس والسيرجي والماكسيني وَجَمَاعَة وَحدث ولقيه الْحَافِظ بن مُوسَى المراكشي فِي سنة خمس عشرَة فَأخذ عَنهُ وَمَعَهُ الْمُوفق الأبي عدَّة أَجزَاء،

ص: 168

وَقَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أجَاز لنا.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الغمري الْمَاضِي جده وَيعرف بِابْن المداح. مِمَّن قَرَأَ الْقُرْآن واشتغل يَسِيرا وَصَحب إِبْرَاهِيم العجلوني وَابْن سبع وَنَحْوهمَا وتعانى التَّسَبُّب وَقَامَ وَقعد إِلَى أَن مَاتَ فِي أثْنَاء سنة تسع وَثَمَانِينَ عَن بضع وَخمسين بمنية غمر، وَهُوَ مِمَّن حضر كثيرا من مجالسي وانتمى لجَماعَة الغمري بل كَانَ من جمَاعَة وَلَده عَفا الله عَنهُ.

عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن نصر بن فَهد الدَّيْر اسطياري سمع فِي سنة سبع وَسِتِّينَ من الصّلاح بن أبي عمر وجوزت إِدْرَاكه لهَذَا الْقرن.

عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله السكندري الحاسب. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه كَانَ يتعانى علم الْمِيقَات)

فبرع فِي معرفَة حل الزيج وَكِتَابَة التقاويم وَأَقْبل على الكيمياء فأفنى عمره فِي أَعمالهَا مَا بَين تصعيد وتقطير وَغير ذَلِك وَلم يصعد مَعَه شَيْء. وَمَات فِي آخر سنة اثْنَتَيْنِ عَن نَحْو خمسين سنة، وَذكره المقريزي فِي عقوده أطول مِمَّا هُنَا.

عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد نور الدّين العكام. ذكره المقريزي فِي عقوده وَقَالَ أَنه كَانَ يحفظ شعرًا كثيرا وسَاق عَنهُ مِنْهُ مِمَّا حَدثهُ بِهِ فِي عوده من الْحَج سنة تسع وَثَلَاثِينَ:

(رَأَيْت مَاء وَنَارًا فَوق وجنته

والنمل مزدحم مَا بَينهَا ساري)

(فَقلت سُبْحَانَ رَبِّي لَا شريك لَهُ

مسير النَّمْل بَين المَاء وَالنَّار)

عَليّ بن أَحْمد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق النُّور بن الْبَهَاء بن الْفَخر ابْن التَّاج السّلمِيّ الْمَنَاوِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ والآتي أَخُوهُ السراج عمر وَيعرف كسلفه بِابْن الْمَنَاوِيّ وَهُوَ سبط النُّور بن السراج بن الملقن أمه خَدِيجَة وجده تَاج الدّين هُوَ أَخُو الشّرف إِبْرَاهِيم وَالِد الصَّدْر مُحَمَّد الْآتِي. ولد فِي ثَالِث عشري ربيع الأول سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابْن مَالك والبردة وَبَانَتْ سعاد وَغَيرهَا وَعرض على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَجَمَاعَة وَعرف بفرط الذكاء بِحَيْثُ أَنه كَانَ يحفظ فِي كل يَوْم مائَة سطر وَأما الْبردَة وَبَانَتْ سعاد فحفظهما فِي ثَلَاثَة أَيَّام وَأَعْطَاهُ وَالِده لذَلِك بندقتين ذَهَبا وَذكر لي أَنه اسْتعْمل فِي صغره الْيَسِير من حب الْبِلَاد وَأَن بعض أقربائه رام قَتله بِالْمَاءِ الْحَد فرأت أمه النَّبِي صلى الله عليه وسلم فشكت ذَلِك إِلَيْهِ فرقاه فشفي، وَأخذ الْفِقْه عَن الْمجد وَالشَّمْس البرماويين والشرف السُّبْكِيّ وَمِمَّا أَخذه عَن الثَّانِي التَّنْبِيه والحلاوي تقسيما وَكَذَا حضر عِنْد الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي

ص: 169

تقسيمي الرَّوْضَة والتنبيه وَسمع عَلَيْهِ الحَدِيث فِي آخَرين وانتفع فِي الْأَصْلَيْنِ بِبَعْض الْمَذْكُورين وَفِي الْفَرَائِض والحساب وَغَيرهمَا بِابْن المجدي وَعَلِيهِ حضر فِي الْمِيقَات أَيْضا بل أَخذه عَن غَيره من الْأَئِمَّة فِيهِ وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ فِي الْجُمْلَة النَّجْم ابْن حجي والمقريزي والبرهان بن حجاج الأبناسي والقاياتي والونائي والمحلي ولازم الْحُضُور عِنْد السعد بن الديري فِي الميعاد وَالتَّفْسِير والْحَدِيث وَكَانَ يَقع بَينهمَا مباحثات ومضايقات وَسمع على ابْن الْجَزرِي وَابْن مغلي وَالشَّمْس بن الديري وَشَيخنَا وَأَخْبرنِي أَنه سمع على الشّرف بن الكويك وتلقن الذّكر من الْبُرْهَان الأدكاوي بل قَرَأَ عَلَيْهِ أبوابا من الْأَحْيَاء وَصَحبه مُدَّة وَأخذ فِي طَرِيق لقوم أَيْضا عَن نَاصِر الدّين الطبناوي وَفِيه وَفِي غَيره من)

العقليات عَن الْعَلَاء البُخَارِيّ وَأذن لَهُ الشَّمْس الْبرمَاوِيّ والسبكي فِي الْإِفْتَاء والتدريس وَاسْتقر هُوَ وَأَخُوهُ فِي وظائف والدهما بعد مَوته فِي سنة خمس وَعشْرين وَهِي التدريس بالجاولية والسعدية والسكرية والقطبية والعتيقة والمجدية والمشهد الْحُسَيْنِي وإفتاء دَار الْعدْل وَغَيرهَا وناب عَنْهُمَا فِيهَا خالهما الْجلَال بن الملقن إِلَى أَن اسْتَقل هُوَ بمباشرتها وَكَذَا نَاب فِي الْقَضَاء عَن الْعلم البُلْقِينِيّ قبل الثَّلَاثِينَ وَاسْتمرّ يَنُوب عَن من بعده وَمن الْأَمَاكِن الَّتِي نَاب فِي قَضَائهَا الْأَعْمَال الْخَيْرِيَّة والدجوية والدمنهورية وَكَانَ مَعَه فِيهَا تصدير والقليوبية والمنوفية بل فوض لَهُ الْمَنَاوِيّ الحكم حَيْثُ حل وَجعل لَهُ عزل من شَاءَ وَتَقْرِير من شَاءَ، وَحج سبع مرار وزار بَيت الْمُقَدّس مرَّتَيْنِ وَلَقي هُنَاكَ الشهَاب بن رسْلَان وبالمدينة النَّبَوِيَّة الْمُحب المطري وَأخذ عَنْهُمَا وَدخل إسكندرية وَغَيرهَا وَقَررهُ الزين الاستادار فِي مشيخة جَامعه ببولاق فقطنه وَكَذَا ولي التصدير بِجَامِع الْبَارِزِيّ هُنَاكَ أَيْضا وتصدى للتدريس فَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء وَرُبمَا أفتى، وَكَانَ وافر الذكاء خَفِيف الْحَرَكَة كثير التَّوَاضُع طارح التَّكَلُّف خامل الذّكر بِحَيْثُ اسْتَقر فِي وظائف خَاله من هُوَ أتم فضلا مِنْهُ غَايَة فِي الْكَرم مَعَ التقلل جدا وَكَثْرَة اشْتِغَاله بالتوعك بِأخرَة وَالرَّغْبَة فِي الانجماع والميل إِلَى المماجنة ذَا نظم ونثر وَرغب عَن جلّ وظائفه بِحَيْثُ لم يبْق مَعَه سوى الاستادارية والبارزية والتصدير بدمنهور وَله تعاليق يسيرَة لم يكمل شَيْء مِنْهَا كعكاز الْمُحْتَاج لتوضيح الْمِنْهَاج وكتعليق على الْحَاوِي وعَلى أبي شُجَاع وَقَالَ أَنه لَو كمل لَكَانَ فِي عشْرين مجلدا اجْتمعت بِهِ كثيرا وَسمعت من فَوَائده ومباحثه وكتبت عَنهُ من نظمه أَشْيَاء مِنْهَا:

(إِن الزَّمَان كميزان بِلَا ريب

يحط كل ثقيل الْعقل وَالدّين)

ص: 170

(لذاك قصرت عَن دنياي يَا أملي

لِأَن لي ثِقَة بِاللَّه تكفيني)

مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة سلخ ربيع الأول سنة سبع وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء عِنْد قبر ابْن الميلق قَرِيبا من الْكَمَال الدَّمِيرِيّ رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن أَحْمد بن علوان نور الدّين النحريري شَاهد الطواحين السُّلْطَانِيَّة. مَاتَ فِي أَوَاخِر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَكَانَ كثير التودد مِمَّن سمع من الشَّيْخ مُحَمَّد القرمي وَحدث عَنهُ.

ذكره شَيخنَا فِي أنبائه والمقريزي فِي عقوده وَأنْشد عَنهُ عَن شَيْخه القرمي أبياتا مِنْهَا:

(لَا تضيق لمضيق الصَّدْر من حرج

فللحوائج عِنْد الله أَوْقَات)

)

(واغضض بطرفك لَا تنظر إِلَى أحد

فَالله حَيّ وكل النَّاس أموات)

عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد نور الدّين السكندري القاهري بواب الخانقاه البيبرسية وَليهَا دهرا غير مقتصر على البوابة بل مَعَ الوقيد وَغَيره، وَقد سمع على شَيخنَا وَغَيره، وَأَجَازَ لَهُ فِي استدعاء ابْن فَهد المؤرخ برجب سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ خلق، وأسن وَذكره بالثروة مَعَ إِمْسَاكه وتشدده على كثير من القاطنين بالخانقاه وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَت منضبطة بِهِ، وَقد حدث باليسير سمع مِنْهُ جمَاعَة من المبتدئين وَمَات بعد تعلل طَوِيل فِي يلة الِاثْنَيْنِ سلخ جُمَادَى الأولى سنة تسعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد ثمَّ دفن بحوش البيبرسية عَن بضع وَسبعين وَيُقَال أَنه خلف تَرِكَة وَأوصى بِقرب وَغَيرهَا للخانقاه وَغَيرهَا بل عمل فِي حَيَاته بالتربة صهريجا رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن أبي بكر بن سعد بن نور الدّين الْيَمَانِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الملحاني الخراز بمعجمتين بَينهمَا رَاء مُهْملَة. ولد بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة فَمَا بعْدهَا الْحفاظ الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَابْن الشرايحي وَابْن حجي والحسباني وَكَذَا ابْن صديق والمراغي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ أجَاز ي وَكَانَ خيرا مُبَارَكًا سَاكِنا يتكسب بالخرز فِي الْمَسْعَى. مَاتَ فِي عشَاء لَيْلَة الْأَرْبَعَاء مستهل ربيع الأول سنة تسع وَخمسين بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ بعد الصُّبْح عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة.

عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن أبي بكر موفق الدّين الناشزي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي أَخُو الْجمال الطّيب.

أَخذ الْفِقْه عَن بني عَمه ولازم الْوَجِيه عبد الرَّحْمَن بن الطّيب فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْحَاوِي وَبَعض الرَّوْضَة والفرائض عَن الْبَدْر حسن بن عبد الرَّحْمَن الصباحي وَعبد الرَّحْمَن الشويهر الْحَنَفِيّ وَعَن ثَانِيهمَا أَخذ النَّحْو حَتَّى مهر فِيهِ، وَولي الْقَضَاء بعد أَخِيه فِي شعْبَان سنة أَربع وَسبعين فباشر بعفة ونزاهة وَقدمه أَخُوهُ على غَيره مِمَّن هُوَ أَحَق مِنْهُ عِنْده بعناية وَلَده صهر صَاحب التَّرْجَمَة الْعَفِيف عبد الله إِلَى أَن صرفه

ص: 171

الشَّيْخ عبد الْوَهَّاب بن ماهر وألزمه بِالسَّفرِ مَعَه وإزعاجه عَن أوطانه فَلم يجد بدا من ذَلِك واختص بولده عَامر بن عبد الْوَهَّاب واستأذنه فِي الْوُصُول إِلَى بَلَده بزبيد فَأذن لَهُ فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي ضحى يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن شعْبَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَكَانَ من أذكياء الْعَالم فَقِيها فَاضلا أديبا رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن زيد)

الشّرف أَبُو حُسَيْن بن الْفَخر أبي عَليّ بن الشّرف أبي مُحَمَّد الْحُسَيْنِي الأرموي الأَصْل نزيل الْقَاهِرَة وَيعرف بِابْن قَاضِي الْعَسْكَر وَسمي بَعضهم وَالِده مُحَمَّدًا وَأمه خَاص ابْنة الظَّاهِر أنس بن الْعَادِل كتبغا. ولي نقابة الْأَشْرَاف كآبائه وَكَانَ معدودا فِي الرؤساء لثروته وأفضاله ومكارمه وسعة عيشه وبشره وطلاقة وَجهه وَلذَا كَانَ محببا للنَّاس وَلكنه كَانَ عَارِيا من الْعلم والنسك منهمكا فِي اللَّذَّات وَلم يزل فِي النقابة حَتَّى مَاتَ فِي تَاسِع عشر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَعشْرين عَن نَحْو السِّتين عَفا الله عَنهُ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار والمقريزي فِي عقوده وَأَنه جَازَ السِّتين.

عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن حُسَيْن بن الْبَدْر مُحَمَّد سيف الدّين بن النَّجْم بن الرِّفَاعِي الصحراوي الْمَاضِي أَبوهُ. ولد فِي عَاشر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَانِينَ وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فَقَرَأَ الْقُرْآن والمنهاج وَعرضه عَليّ فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وحدثته بالمسلسل وَمَات فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين عوضه الله الْجنَّة.

عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن خَليفَة نور الدّين الدكماري المولد المنوفي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَيعرف بأخي حُذَيْفَة الْآتِي فِي المحمدين. ولد سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة بدكما من المنوفية وتحول مِنْهَا إِلَى منوف ثمَّ إِلَى الْقَاهِرَة فقطنها وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج وألفية النَّحْو وغالب تَلْخِيص الْمِفْتَاح وَبَعض ألفية الحَدِيث واشتغل فِي الْفِقْه على القاياتي ولازمه فِي العقليات وَغَيرهَا والونائي ولازمه وَابْن الْمجد وَعنهُ أَخذ فِي الْفَرَائِض والحساب وَغَيرهمَا والبدرشي وَعنهُ أَخذ فِي النَّحْو أَيْضا والشرف السُّبْكِيّ والمحلي والمناوي وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ عَنهُ أَكثر من بعض وَفِي النَّحْو أَيْضا على ابْن قديد والأمين الأقصرائي والزين طَاهِر والكرماني شيخ السعدية وسَمعه يَقُول أَنه وقف على مائَة شرح للحاجبية وَفِي الْفَرَائِض أَيْضا على البوتيجي وَفِي الْمعَانِي وَالْبَيَان والمنطق وَغَيرهَا على التقي الشمني ولازم الْعَيْنِيّ حَتَّى أَخذ عَنهُ مَا كتبه على المقامات وَحمله من شَرحه للْبُخَارِيّ وَغير ذَلِك والسعد بن الديري فِي كثير من مجالسه التفسيرية وَغَيرهَا وَسمع عَلَيْهِمَا وَكَذَا على القاياتي والأقصرائي وَشَيخنَا والرشيدي والبدر النسابة الحَدِيث بل وعَلى الزَّرْكَشِيّ مُعظم صَحِيح مُسلم وبمكة على الزين

ص: 172

الأميوطي والبرهان الزمزمي وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة من مَكَّة وهم ابْن عَيَّاش والقاضيان أَبُو الْيمن وَأَبُو الْبَقَاء بن الضياء والتقي بن فَهد وَزَوجته خَدِيجَة وَزَيْنَب ابْنة اليافعي وجود الْقُرْآن على)

الزين عبد الدَّائِم الْأَزْهَرِي بل سمع الْكثير مِنْهُ جمعا على الشهَاب السكندري وتلقن الذّكر من الْبُرْهَان الأذكاوي وعَلى الرِّفَاعِي وَصَحب الشَّيْخ مَدين وَابْن الْهمام وَغَيرهمَا من السادات وَكَذَا اخْتصَّ بِغَيْر وَاحِد من الْأُمَرَاء كالدوادار الْكَبِير يُونُس والطاهر تمر بغا وباشر عِنْدهمَا فِي عدَّة جِهَات وناب عَنْهُمَا فِي التحدث بِكَثِير من الْأَمَاكِن بل بَاشر نظر الْمقَام الْمَنْسُوب لعقبة رضي الله عنه بالقرافة وَفِي البيبرسية وجامع الْحَاكِم وَالشَّهَادَة بالبيبرسية وَحمد فِي ذَلِك كُله لمزيد عقله وسياسته وتواضعه وتودده وميله للْفُقَرَاء وإحسانه سِيمَا بِالْإِطْعَامِ وقربه من طَرِيق السّلف وَرُبمَا أَقرَأ الطّلبَة حَتَّى أَن مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ والقمني الصحراوي وَابْن الزواوي، وَقد حج وَدخل إسكندرية وَغَيرهَا وسافر إِلَى قبرص مَعَ الْغُزَاة فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سادس صفر سنة تسعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَنعم الرجل كَانَ رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن سَالم. يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن سَالم بن عَليّ.

عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن سِنَان بن رَاجِح بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود نور الدّين الْعمريّ الْقَائِد. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع وَخمسين صوب الْيمن وَدفن بِهِ. أرخه ابْن فَهد.

عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله بن سَنَد نور الدّين الطنتدائي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الفرضي أَخُو الشَّمْس مُحَمَّد التَّاجِر وَيعرف بالطنتدائي. ولد قبيل الثَّلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وَغَيره وَأخذ الْفَرَائِض عَن الزين البوتيجي وَعنهُ وَكَذَا عَن الشَّمْس الشنشي والبدر النسابة أَخذ فِي الْفِقْه وَأخذ فِي الْأُصُول عَن إِمَام الكاملية وتميز فِي الْفَرَائِض والحساب وأقرأهما الطّلبَة فأجاد مَعَ ظواهر الْفِقْه وتنزل فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء والبيبرسية وَغَيرهمَا وَحج وجاور بِمَكَّة وَاسْتقر بِهِ ابْن الزَّمن فِي مشيخة رباطه بعد ابْن عطيف وأقرأ الطّلبَة هُنَاكَ وَكَذَا جاور بِالْمَدِينَةِ أشهرا وَقد سمع على الشاوي بِقِرَاءَة المنهلي صَحِيح البُخَارِيّ وَتردد إِلَيّ بِمَكَّة وَنعم الرجل صلاحا وسلامة فطْرَة وانعزالا عَن النَّاس. مَاتَ بِمَكَّة فِي مجاورة بهَا على المشيخة مرّة أُخْرَى فِي صفر سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَدفن بالمعلاة وَيُقَال أَنه قَارب التسعين رحمه الله وإيانا وَقد رَأَيْت اسْم جده فِي مَوضِع آخر بخطى مُحَمَّدًا وَالْأول أصح.

عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله بن عَليّ بن أبي رَاجِح مُحَمَّد بن إِدْرِيس الْقرشِي

ص: 173

الْعَبدَرِي الشيبي الحَجبي. مَاتَ بهَا فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ. أرخه ابْن فَهد.)

عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد المغيث نور الدّين النشرتي القاهري الْحُسَيْنِي الشَّافِعِي وَالِد الشهَاب أَحْمد الْمَاضِي. قَرَأَ الْقُرْآن وأتقنه وأدب بِهِ الْأَبْنَاء مَعَ فضل وَصَلَاح كثير وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ وَلَده الْعَلَاء التزمنتي. مَاتَ.

عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن عمر بن أَحْمد بن أبي بكر بن سَالم نور الدّين بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس الكلَاعِي الْحِمْيَرِي الْيَمَانِيّ الْمَكِّيّ مولدا الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ والآتي أَخُوهُ مُحَمَّد وَيعرف بِابْن الشوائطي بِمُعْجَمَة وتحتانية ثمَّ مُهْملَة الْمُقْرِئ.

ولد سَابِع جُمَادَى الأولى سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين وبهجة الْحَاوِي وغالب ألفية النَّحْو وَقطعَة من ألفية ابْن معطى وَسمع عَليّ بن الْجَزرِي والتقي الفاسي وَابْن سَلامَة فِي آخَرين من أهل مَكَّة والقادمين إِلَيْهَا كالولي الْعِرَاقِيّ سمع مِنْهُ مَا أملاه بهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَأطلق كَاتب الطَّبَقَة سَمَاعه فَأَما أَن يكون سَهَا فِي كَونه حضورا أَو يكون مولده قبل وَمِمَّا سَمعه على ابْن الْجَزرِي نَحْو نصف عدَّة الْحصن الْحصين لَهُ بل حضر عَلَيْهِ فِي الرَّابِعَة أحاسن الْمنزلَة وَهُوَ مِمَّن سمع على شَيخنَا وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة واشتغل عَليّ أَبِيه فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا بل تَلا عَلَيْهِ للسمع وَأذن لَهُ وَكتب عَنهُ صاحبنا ابْن فَهد من نظمه وَكَذَا لَقيته بِمَكَّة فِي عدَّة مرار فَكتبت عَنهُ قَوْله:

(بَادر إِلَى الْخَيْر يَا ذَا اللب واللسن

واشكر لِرَبِّك مَا أولى من المنن)

(وَارْحَمْ بقلبك خلق الله كلهم

ينلك رَحمته فِي الْموقف الخشن)

وَقَوله أَيْضا:

(بَادر إِلَى الْخَيْر يَا ذَا اللب وَاسع بِهِ

لكل خل ترَاهُ ناله العدما)

(واشكر لِرَبِّك مَا أَعْطَيْت من نعم

تنَال رَحمته فِي موقف عظما)

وَكتب على بعض الاستدعاءات بل حدث فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَنسخ فِيهَا وَفِي الَّتِي تَلِيهَا أَشْيَاء من تصانيفي وَأخذ عني ومدحني بِأَبْيَات وَلَا يَخْلُو من فَضِيلَة.

عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن عِيسَى الْعَلَاء أَبُو الْحسن الحصكفي نِسْبَة لحصن كيفا على جَانب دجلة ثمَّ المارداني الْمَقْدِسِي نزيل مَكَّة. ذكر أَنه سمع بِدِمَشْق على الْعِمَاد أبي بكر بن أَحْمد بن السراج البُخَارِيّ أَنا الحجار وعَلى الْبَدْر بن قواليح صَحِيح مُسلم وَحدث بِمَكَّة بِبَعْضِه سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كالتقي بن فَهد وَقَالَ الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة أَنه كَانَ من أَعْيَان بَلَده ماردين ثمَّ)

تزهد وَقصد مَكَّة لِلْحَجِّ والمجاورة وَسكن فِيهَا الْمدرسَة البنجالية مُدَّة سِنِين ثمَّ انْتقل مِنْهَا إِلَى الرِّبَاط خوزي فَأَقَامَ بِهِ إِلَى أَن مَاتَ فِي شَوَّال سنة خمس وَعشْرين وَدفن بِالشعبِ الْأَقْصَى من المعلاة عَن سبعين سنة ظنا

ص: 174

وَكَانَ شَيخا صَالحا خَاشِعًا ناسكا عابدا زاهدا ورعا متقشفا مديما صَوْم دَاوُد مُقبلا على شَأْنه لَا يقبل من أَكثر النَّاس شَيْئا حَتَّى وَلَا الْأكل أَقَامَ بِمَكَّة نَحْو عشر سِنِين رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد نور الدّين أَبُو الْحسن الْبَيْضَاوِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ ابْن أخي الْبَدْر حُسَيْن وَيعرف بالزمزمي. ولد بِبِلَاد الْهِنْد وَحمل إِلَى مَكَّة صَغِيرا فَنَشَأَ بهَا وَحفظ الْقُرْآن وكتبا فِي الْفِقْه وَغَيره وَسمع من ابْن صديق وَأبي الطّيب السحولي وَالْمجد اللّغَوِيّ بِمَكَّة وَكَذَا قَرَأَ بهَا على شَيخنَا تَخْرِيجه للأربعين النووية وَمن الزينين المراغي والزرندي بِالْمَدِينَةِ، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فَمَا بعْدهَا النشاوري وَابْن حَاتِم والتاج الصردي والمليجي وَابْن عَرَفَة وغياث الدّين العاقولي والتنوخي والعراقي والهيثمي وَفَاطِمَة ابْنة ابْن المنجا وَعَائِشَة ابْنه عبد الْهَادِي فِي آخَرين، وتفقه وَأخذ الْفَرَائِض والحساب عَن عَمه وبرع فيهمَا وَفِي الْفِقْه مَعَ اعتنائه بِالْعبَادَة وَحسن طَرِيقَته، وَقد دخل للاسترزاق إِلَى شيراز ثمَّ إِلَى الْيمن والهند غير مرّة وتأثل دنيا إِلَى أَن أدْركهُ الْأَجَل بِالْغَرَقِ وَهُوَ مُسَافر إِلَى صوب الْهِنْد من عدن وَذَلِكَ فِي رَمَضَان سنة أَربع وَعشْرين وَهُوَ فِي آخر عشر الْأَرْبَعين ظنا رحمه الله. ذكره الفاسي فِي مَكَّة ثمَّ النَّجْم عمر بن فَهد فِي مُعْجَمه.

عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عِيسَى بن نَاصِر بن عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن نَاصِر بن يحيى بن بجير نور الدّين الْقرشِي العبدوي الحجي الشايبي الْمَكِّيّ وَيعرف بالعراقي لكَون وَالِده وجده سافرا إِلَى الْعرَاق مَعَ الشريف أَحْمد بن رميثة بن أبي نمي وَأَقَامَا مَعَه هُنَاكَ مُدَّة فعرفا ثمَّ ولدهما بذلك ومولده بِمَكَّة وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَسمع من الزينين المراغي والطبري وَنور الدّين بن سَلامَة وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ فَمَا بعْدهَا جَمِيع المجيزين للَّذي قبله، وَدخل الْقَاهِرَة للاسترزاق وَولي مشيخة الْكَعْبَة بعد موت قَرِيبه الْجمال مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ، وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشري شعْبَان سنة تسع وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة وَدفن عِنْد أسلافه بالمعلاة وَكَانَت جنَازَته حافلة وَاسْتقر بعده أَخُوهُ يحيى. ذكره بن فَهد فِي مُعْجَمه)

وَقَالَ كَانَ شهما مقداما جريئا لَهُ كرم وأفضال.

عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن مَحْمُود بن نجم بن هِلَال بن ظاعن بِالْمُعْجَمَةِ بن دغير بِمُهْملَة ثمَّ مُعْجمَة وَآخره رَاء الْعَلَاء الْهِلَالِي الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي الْمُقْرِئ أَخُو عمر وَمُحَمّد الآتيين. وَيعرف بِابْن الخدر بِمُعْجَمَة مَفْتُوحَة ثمَّ مهملتين الأولى مَكْسُورَة أَخذ الْقرَاءَات فِيمَا ذكره لي ثَانِي أخوته عَن جمَاعَة وتميز فِيهَا وَفضل. مَاتَ فِي الْمحرم

ص: 175

سنة أَربع وَأَرْبَعين وَدفن بمرج الدحداح عَن ثَمَان وَثَلَاثِينَ سنة قَالَ وَقد رَأَيْته فِي الْمَنَام فَسَأَلته مَا فعل الله بك فَقَالَ عاملني بحلمه وَكَرمه وَغفر لي بِحرف وَاحِد من الْقُرْآن من رِوَايَة ابْن عَامر انْتهى. قَالَ: وَكتبه عني التقي بن قَاضِي شُهْبَة رحمه الله.

عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن يُوسُف الخصوصي زوج ابْنة الزين جَعْفَر الْمقري مَذْكُور بالشرف وَأَبوهُ شيخ الْخُصُوص. مِمَّن حج بعد التسعين موسميا وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَيّ فِي مسيرنا ثمَّ تردد إِلَيّ بِالْقَاهِرَةِ.

عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ الْعَلَاء أَبُو الْحسن الكومي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَيعرف بالكومي. حفظ الْقُرْآن وجوده واشتغل بالفقه عِنْد الْعَبَّادِيّ وَغَيره وَسمع وَمَعَهُ ابْنه على أم هاني الهورينية وَغَيرهَا بعض الصَّحِيح وتنزل فِي الصلاحية والبيبرسية وَغَيرهمَا وَأم بِجَامِع الفكاهين دهرا وَهُوَ أحد القائمين على البقاعي حِين كَانَ ناظره وَمَسّ ابْن أَخِيه بسعايته بعض الْمَكْرُوه وَنَدم الدوادار يشبك الْفَقِيه على انجراره مَعَه فِي شَأْنه وَلم يلبث أَن انتقم من البقاعي، وَكَانَ الْعَلَاء خيرا متوددا مشاركا كتب بِخَطِّهِ الْكثير. وَمَات فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَقد جَازَ السِّتين رحمه الله.

عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ الْعَلَاء الْمَيْمُونِيّ ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ. حفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل عِنْد ابْن الديري وَابْن الْهمام والأمين الأقصرائي والزين قَاسم وَآخَرين بل سمع البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة وَقَرَأَ على الديمي شرح ألفية الْعِرَاقِيّ مِمَّا لم يحسن قِرَاءَته وَلَا شَيْخه إقراءه وناب فِي الْقَضَاء عَن أول شُيُوخه فَمن بعده وَعرف بالتساهل والخفة وَلذَا توجه إِلَى الْقُدس بِسَبَب الحكم باحترام مَا أحدثه الْيَهُود فَكَانَ ذَلِك من الموبقات وَعَاد فَلم يلبث أَن غضب السُّلْطَان عَلَيْهِ ونفاه إِلَى الميمون ثمَّ عَاد فاستمر خاملا مصروفا.

عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ النُّور السويقي قُم القاهري الْمَالِكِي. ولد فِي رَجَب سنة أَربع أَو سبع أَو)

فِي سَابِع الْمحرم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة حَسْبَمَا كتب ذَلِك بِخَطِّهِ وَحفظ الْقُرْآن واشتغل يَسِيرا وَسمع على الْعِرَاقِيّ والهيثمي والتنوخي وَابْن أبي الْمجد والحلاوي وَغَيرهم وَصَحب الْأَشْرَف برسباي فِي حُدُود الْعشْرين وَثَمَانمِائَة وَأم بِهِ وَصَارَ فِي سلطنته أحد أئمته وقارئ الحَدِيث فِي مَجْلِسه على الْعَادة ثمَّ ولاه الْعَزِيز فِي أول دولته مَعهَا الْحِسْبَة بالديار المصرية فباشرهما ثمَّ عَزله الظَّاهِر جقمق مِنْهُمَا وصادره وأبعده فَلَزِمَ دَاره إِلَى أَن اسْتَقر الْأَشْرَف إينال فَأَعَادَهُ إِلَى الْإِمَامَة وَاسْتمرّ إِلَى أَن أَعْفَاهُ الظَّاهِر خشقدم لعَجزه وشيخوخته من الْمُبَاشرَة مَعَ تنَاول

ص: 176

معلومها إِلَى أَن مَاتَ فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَسبعين، وَقد حدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أخذت عَنهُ، وَكَانَ سَاكِنا متواضعا قَلِيل البضاعة جامد الْحَرَكَة رحمه الله. وَله ذكر فِي عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ.

عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ التَّاجِر نور الدّين الشِّيرَازِيّ نزيل مَكَّة وَيعرف براحات رَأَيْت بِخَطِّهِ مجموعا فِيهِ مُخْتَصر أبي شُجَاع وتصريف الزنجاني ومقدمة ابْن الْجَزرِي فِي التجويد كتبه فِي سنة خمس وَتِسْعين وخطه مجيد وَأَخْبرنِي مؤدب وَلَده يحيى أَنه يحفظ الْقُرْآن وَقَرَأَ الشاطبية وَغَيرهَا واشتغل وَأهل مَكَّة وَغَيرهم يَقُولُونَ أَنه كَانَ فِي خدمَة بِنْتي راحات الَّتِي كَانَت زوجا لعبد الْمُعْطِي وَأَنه كَانَ روى ثمَّ ترقى فِي التِّجَارَة وسافر فِيهَا وَصَارَ ذَا وجاهة وَسُمْعَة بَين التُّجَّار وَنَحْوهم وَرُبمَا ذكر، وَدخل صُحْبَة حَافظ عبيد بهدية صَاحب دابول إِلَى ملك مصر سنة سبع وَثَمَانِينَ ونسبا لصندوق فِيهِ أَحْجَار أخْفى من المخلف عَن ملك التُّجَّار فرسم عَليّ بالطشتخاناه حَتَّى صَالح وَعَاد لمَكَّة فَأَقَامَ بهَا متخوفا ثمَّ تسحب مختفيا مَعَ الناخوذة سَعْدَان إِلَى عدن. وَحج فِي سنة سبع وَتِسْعين ثمَّ رَجَعَ وَعَاد لمَكَّة.

عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ نور الدّين الفارقي الشاذلي. سمع فِي ابْن ماجة على الأبناسي والغماري والجوهري ولقيه بعض أَصْحَابنَا.

عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ السعودي وَيعرف بالترابي. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.

عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ الْمَكِّيّ الدهان وَيعرف بالشقيري. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ. أرخه ابْن فَهد.

عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ الْمحلي نِسْبَة لمحلة عَليّ من الْمحلة الْكُبْرَى الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن القريط، رَأَيْته أجَاز خَلِيل بن إِبْرَاهِيم الدمياطي فِي سنة تسع وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَقَالَ أَنه قَرَأَ)

عَلَيْهِ عقيدة الْإِسْلَام من قَوَاعِد العقائد من الْأَحْيَاء.

عَليّ بن أَحْمد الميقاتي وَيعرف بالمقسي. مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ.

عَليّ بن أَحْمد بن عماد الدمياطي العلاف وَيعرف بِابْن الْعَطَّار. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: كَانَ يجيد نظم المواليا ويحفظ مِنْهَا شَيْئا كثيرا. كتب عَنهُ التقي المقريزي وَقَالَ: لَقيته شَيخا مسنا:

(قلبو لكل المنى عقد الجفا حلي

وسكر الْوَصْل فِي دست الوفا حلي)

(قَالَت جمالي بأنواع البها حلي

والغير قد حَاز حَشْو وَأَنت فِي حلي)

وَذكره فِي عقوده وَأَنه لقِيه فِي سنة سبع وَهُوَ عَامي مطبوع يَبِيع علف الدَّوَابّ وسَاق عَنهُ لَهُ وَلغيره أَشْيَاء. مَاتَ فِي سنة إِحْدَى عشرَة.

ص: 177

عَليّ بن أَحْمد بن عمر بن حسن المهجمي الْيَمَانِيّ بن حشيبر. كَانَ يسكن بَيت الْفَقِيه ابْن حشيبر من عمل بَيت حُسَيْن بِالْيمن وَهُوَ من بَيت الصّلاح وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير وتحكى عَنهُ مكاشفات وكرامات مَعَ وفور حَظّ من الدُّنْيَا. مَاتَ سنة إِحْدَى وَعشْرين. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه.

عَليّ بن أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد النُّور أَبُو الْحسن بن الْخَطِيب الْعِزّ أبي الْعَبَّاس البوشي نِسْبَة لقرية بوش بِالْمُوَحَّدَةِ والمعجمة من الْوَجْه القبلي من أداني الصَّعِيد الْمصْرِيّ ثمَّ الخانكي الشَّافِعِي وَيعرف قَدِيما بالخطيب وأخيرا بالبوشي. ولد تَقْرِيبًا بعيد التسعين وَسَبْعمائة بِمصْر الْقَدِيمَة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وَحفظ الْمِنْهَاج الفرعي وَجمع الْجَوَامِع وألفية ابْن مَالك وعرضها على جمَاعَة وتفقه بالزكي أبي بكر الْمَيْدُومِيُّ وَأثْنى عَلَيْهِ جدا وبالتقي بن عبد الْبَارِي والنور الْآدَمِيّ والبدر بن الْخلال ولازم بِالْقَاهِرَةِ الزين القمني وَسمع عَلَيْهِ الحَدِيث وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَحضر عِنْده فِي أَمَالِيهِ وَغَيرهَا وَكَذَا أَخذ الْفِقْه عَن البيجوري فِي آخَرين وَأخذ توضيح ابْن هِشَام تقسيما كَانَ أحد الْقُرَّاء فِيهِ عَن الشطنوفي وشذور الذَّهَب عَن الشَّمْس بن العجيمي سبط ابْن هِشَام والنحو أَيْضا عَن الشَّمْس بن عمار وَهُوَ مَعَ الْأُصُول عَن الشَّمْس بن عبد الرَّحِيم بن اللبان والبرهان بن حجاج الأبناسي بل وَعنهُ أَخذ أَيْضا الصّرْف والمنطق ولازمه فِي هَذِه الْعُلُوم وَغَيرهَا كثيرا وَكَذَا لَازم الْبِسَاطِيّ فِي الْأَصْلَيْنِ والمنطق والمعاني وَالْبَيَان والقاياتي فِي أصُول الدّين وَغَيره وَالسَّيِّد عَليّ العجمي شيخ الباسطية بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَسمع الحَدِيث على الأدمِيّ وَغَيره مِمَّن ذكر والتفهني وَآخَرين)

وَفضل وتميز وقطن بالخانقاه السرياقوسية فِي حُدُود سنة ثَلَاثِينَ مديما للإشغال والإقراء والإفتاء وانتفع بِهِ الْفُضَلَاء، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ القَاضِي شمس الدّين لونائي وَكتب على الْأَنْوَار للأردبيلي شرحا حافلا كمل مِنْهُ مَا عدا ربع الْعِبَادَات فِي أحد عشر مجلدا ضخمة وَكتب من الرّبع الأول يَسِيرا، وَحج غير مرّة وَعرض عَلَيْهِ قَضَاء مصر فَأبى، وَكَانَ فَقِيها عَالما خيرا متواضعا قانعا باليسير على طَرِيق السّلف رَضِي الْأَخْلَاق حسن الْعشْرَة لَقيته غير مرّة وَسمعت من فَوَائده وَمَات بالخانكاه فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ خَامِس ربيع الأول أَو بكرَة الثُّلَاثَاء سادسه سنة سِتّ وَخمسين، وَكَانَت جنَازَته حافلة جدا وَدفن فِي حوش بِالْقربِ من الشَّيْخ مجد الدّين من الخانقاه وَعظم الأسف عَلَيْهِ إِذْ لم يكن هُنَاكَ من قَاض أَو محتسب أَو نَحْوهمَا إِلَّا وَهُوَ كَاف عَن الْأَذَى لأَجله وَكَفاهُ فخرا كَون قاضيها الشَّمْس الونائي من حَسَنَاته رحمه الله وإيانا.

ص: 178

عَليّ بن أَحْمد بن فَرح الطَّبَرِيّ مَوْلَاهُم الكي شيخ الفراشين بهَا تلقاها عَن مُحَمَّد الْيَمَانِيّ الكتبي وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي شَوَّال سنة سِتّ وَأَرْبَعين كَمَا أرخه ابْن فَهد فتلقاها عَنهُ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الملقب بيسق. وَكَانَ سَاكِنا مُبَارَكًا نجارا يعْمل بداره الصناديق لِذَوي حسن، وَهُوَ مِمَّن سمع على التقي بن فَهد من آخر الشفا سنة تسع وَثَلَاثِينَ وجده فرج عَتيق الْخَطِيب تَقِيّ الدّين عبد الله بن الْحَافِظ محب الدّين.

عَليّ بن أَحْمد بن فضل الله بن أبي بكر بن عبد الله النمراوي ثمَّ القاهري أَخُو عبد اللطبف الْمَاضِي ووالد الْآتِي مُحَمَّد وَأحد أَصْحَاب الشَّيْخ مُحَمَّد الغمري. وَيعرف بالسعودي كَانَ خيرا مقدما مَاله صدع وطلاقة وَقد سمعته ينشد مَا أخبر أَنه من نظمه وَلَكِن مَا كتبته مَاتَ فِي أَوَاخِر ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين رحمه الله وَبَلغنِي أَنه قَالَ للمناوي وَقد جَاءَ لزيارة شَيْخه مَالك وللتعرض لأخلاء المريدين أما علمت أَنه إِن حصل لأحد مِنْهُم خلل تضمن وَأَن الْمَنَاوِيّ سَأَلَ الشَّيْخ عَن ذَلِك فوافقه.

عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْجلَال أَحْمد الخجندي الْمدنِي الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ اللآتي شقيقه أَبُو الْبَقَاء مُحَمَّد وَأَخُوهُ لِأَبِيهِ أَبُو الْوَفَاء مُحَمَّد وَعلي أَصْغَر الثَّلَاثَة.

ولد فِي سادس عشر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة واشتغل فِي حفظ الْكَنْز ويحضر دروس الْحَنَفِيّ وَقَرَأَ على أربعي النوري وَسمع على غَيرهَا فِي شَوَّال سنة سبع وَتِسْعين بِمَكَّة وأجزت لَهُ.)

عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم النُّور البكتمري القاهري الشَّافِعِي سبط الشَّمْس الغماري النَّحْوِيّ وَيعرف بالبكتمري. ولد كَمَا بِخَط جده الْمشَار إِلَيْهِ فِي ربيع الآخر سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك وعرضها على ابْن الملقن والعراقي وَغَيرهمَا وَأخذ الْفِقْه عَن الزين الشهابي بِكَسْر الْمُعْجَمَة وَآخره لَام وَعَن غَيره والنحو عَن جده وَالْجمال يُوسُف الضَّرِير وَعنهُ وَعَن الشهَاب بن المحمرة أَخذ الْأُصُول بحث عَلَيْهِمَا جمع الْجَوَامِع والبيضاوي وَسمع على جده والمطرز والجوهري والتنوخي والأبناسي وَابْن أبي الْمجد والعراقي والهيثمي وَابْن الشيخة وَابْن حَاتِم وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ والفرسيسي فِي آخَرين وتنزل فِي صوفية الشيخونية وتكسب بِالشَّهَادَتَيْنِ، وَحج مرَّتَيْنِ الأولى فِي سنة خمس عشرَة، وَدخل إسكندرية وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، قَرَأت عَلَيْهِ أَشْيَاء وَكَانَ فَاضلا خيرا صَالحا متقللا قانعا باليسير حسن السِّيرَة مرضِي الطَّرِيقَة عين الْعُدُول بسويقة الْفِيل. مَاتَ فِي الْعشْر الأول من رَمَضَان سنة تسع وَخمسين، وَكَانَ أَبوهُ بارعا فِي الْمِيقَات رحمه الله.

ص: 179

عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حيدرة بن عمر بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عبد الْجَلِيل بن تَمِيم بن مُحَمَّد النُّور بن الشهَاب الدجوي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. سمع على الحلاوي وَابْن الشيخة وَغَيرهمَا وَأكْثر من الْحُضُور فِي أمالي الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ، وَحدث سمع مِنْهُ الطّلبَة. وَمَات فِي يَوْم الْخَمِيس سادس عشري رَمَضَان سنة خمس وَأَرْبَعين. أرخه النَّجْم ابْن فَهد فِي مُعْجَمه، وَسَيَأْتِي ابْن عَمه عَليّ بن الْمُحب مُحَمَّد بن الْعِزّ أَحْمد.

عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عُثْمَان بن ظهير الدّين النُّور بن الشهَاب المنوفي ثمَّ القاهري البهائي الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد وَمُحَمّد وَيعرف بِابْن أخي المنوفي. ولد فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بمنوف وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية الحَدِيث والنحو وَعرض على شَيخنَا والمحب بن نصر الله والتفهني والسعد بن الديري والقاياتي والعيني وَالْعلم البُلْقِينِيّ، وقطن الْقَاهِرَة من أول سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين فِي كنف أَبِيه وَعَمه وَبحث الْمِنْهَاج الفرعي والأصلي بقرَاءَته على الْبُرْهَان بن خضر وَثَانِيهمَا فَقَط على الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ ومجموع الكلائي على الزين البوتيجي بل سمع عَلَيْهِ فَرَائض الرَّوْضَة بِقِرَاءَة ابْن أبي السُّعُود وَقَرَأَ ألفية النَّحْو بحثا على الحناوي وَشَرحهَا لِابْنِ)

المُصَنّف على الْجمال بن هِشَام وَشرح النخبة على شَيخنَا مُصَنفه بل سمع عَلَيْهِ شرح ألفية شَيْخه مَعَ أَصْلهَا دراية وَالْكثير رِوَايَة كقطعة من كل من البُخَارِيّ والدلائل والحلية وَالطَّبَرَانِيّ الْأَوْسَط ومسند الشَّافِعِي وَفتح الْبَارِي ومقدمته وتخريجه للأذكار ولازمه فِي كِتَابَته عَنهُ فِي الْإِمْلَاء وَسمع قِطْعَة من تَلْخِيص الْمِفْتَاح وَمن شرح الألفية لِابْنِ أم قَاسم على ابْن حسان وَقطعَة من الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ على القاياتي وَمن الرَّوْضَة على الونائي وَمن الْمِنْهَاج على الْعَلَاء القلقشندي وَالْعلم البُلْقِينِيّ وَكَذَا سمع عَلَيْهِ قِطْعَة من التدريب وتكملته وَغير ذَلِك ثمَّ أَخذ عَن طبقَة تَلِيهَا فلازم الْبَدْر أَبَا السعادات البُلْقِينِيّ فِي تَقْسِيم الْكتب الثَّلَاثَة التَّنْبِيه والمنهاج والحلاوي وَالصَّلَاح المكيني فِي تَقْسِيم التَّنْبِيه والمنهاج وَشرح الْبَهْجَة وَكَانَ أحد الْقُرَّاء فِيهَا عَلَيْهِمَا بل قَرَأَ بِأخرَة على أَولهمَا الْمِنْهَاج الأَصْل والمنهاج، وَحج قبل أَخذه عَن هذَيْن مَعَ الرجبية فِي سنة سبع وَأَرْبَعين فوصل مَكَّة فِي أول رَمَضَان فَتلا لأبي عَمْرو على الزين بن عَيَّاش ولعاصم على الشَّمْس مُحَمَّد الكيلاني وَسمع على التقي بن فَهد بِقِرَاءَة وَلَده أَشْيَاء ثمَّ رَجَعَ فوصل الْقَاهِرَة فِي أول الَّتِي تَلِيهَا وتدرب قبل ذَلِك وَبعده فِي الشُّرُوط بِعَمِّهِ التقي عبد الْغَنِيّ المنوفي وتصدى لذَلِك بِبَابِهِ بل كتبه أَحْيَانًا فِي بَاب شَيخنَا

ص: 180

رَفِيقًا لِابْنِ المهندس وَنَحْوه ثمَّ بِبَاب الْعلم البُلْقِينِيّ وَاسْتقر عِنْده فِي النقابة شَرِيكا لغيره وَلم ينْتج لَهُ فِيهَا أَمر وناب عَنهُ فِي الْقَضَاء وَكَذَا عَن الْمَنَاوِيّ والمكيني واختص بِهِ وبأبي السعادات دون من بعدهمْ، وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير جدا لنَفسِهِ وَغَيره وَمِمَّا كتبه فتح الْبَارِي غير مرّة والإصابة وَمَا يفوق الْوَصْف وَأَنْشَأَ دَارا متوسطة تلو أُخْرَى لَطِيفَة وَلم يمت الْعلم البُلْقِينِيّ حَتَّى أَخذ فِي الانخفاض ثمَّ لَا زَالَ أمره فِي انخفاض وعيشه فِي ضيق وبدنه فِي تناقص مَعَ اسْتِمْرَار تكدره من جِهَة أم أَوْلَاده وتكليفه لَهُ بل وَمن جِهَة ولديه مِنْهَا أَيْضا وَهُوَ مكابد بِحَيْثُ بَاعَ مَا كَانَ عِنْده من كتب ومعظم دَار سكنه الَّتِي أَنْشَأَهَا وَجل ثِيَاب بدنه، كل هَذَا مَعَ عدم انفكاكه عَن الِاشْتِغَال والمطالعة وَالْكِتَابَة حَتَّى أَنه لَازم الزين زَكَرِيَّا حِين كَانَ قَاضِيا فِي شَرحه على الْبَهْجَة وَكتب مِنْهُ قِطْعَة وَفِي غَيره وَقَرَأَ على الْجلَال الْبكْرِيّ النّصْف الأول من الْمِنْهَاج وأماكن مفرقة من شَرحه للدميري وَجَمِيع حَاشِيَته على الْمِنْهَاج وعَلى الرَّوْضَة وَمَا كتبه على الدَّمِيرِيّ وَالْبُخَارِيّ وكتابته لذَلِك كُله بل وَسمع قِطْعَة من الرَّوْضَة ومختصرها الرَّوْض وَجُمْلَة وَأذن لَهُ فِي التدريس والإفتاء فِي رَجَب سنة سبع وَسبعين وَكَذَا أذن لَهُ قبل ذَلِك فِي التدريس الْعلم البُلْقِينِيّ وَأخذ عني أَشْيَاء وَكتب)

جملَة من تصانيفي وَكَانَ زَائِد الِاغْتِبَاط بهَا بل يَقُول الدُّعَاء بحياتك وحياة الْبكْرِيّ من الْوَاجِبَات وَنَحْو ذَلِك وَمِمَّا كتبه الْقُرْآن وَسَائِر متونه الَّتِي حفظهَا فِي صغره وَكتب بِهَامِش جَمِيعهَا من التفاسير والشروح مَا يحسن أَن يكون شرحا مُسْتقِلّا وَرُبمَا راجعني فِي كثير من شرح الألفية الحديثية وَكَذَا لخص شرح التعرف فِي التصوف للعلاء القونوي وقرأه على الزين عبد الرَّحِيم الأبناسي ولخص أَيْضا بداية الْهِدَايَة للغزالي وَغير ذَلِك، كل ذَلِك مَعَ سَلامَة الْفطْرَة وَكَونه لونا وَاحِد وفضيلته فِي الْفِقْه والعربية وتقدمه فِي الشُّرُوط وَحسن كِتَابَته ومشاركته فِي الْفَضَائِل وَنقص حَظه عَن أقرانه بل عَن من يَلِيهِ بِكَثِير واستمراره فِيمَا بَلغنِي على الْقيام والتهجد إِلَى أَن تعلل بالإسهال وَنَحْوه حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء عَاشر شعْبَان سنة تسع وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد ثمَّ دفن بتربة كوكاي وَظَهَرت بركته فِي إسراع موت ولديه بعد وَفَاة زَوجته رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن الْبَهَاء نور الدّين بن الشهَاب الْأنْصَارِيّ الخزرجي الأخميمي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ أحد أَئِمَّة السُّلْطَان والماضي أَبوهُ والآتي أَخُوهُ قَاضِي الْحَنَفِيَّة الناصري مُحَمَّد وَذَاكَ الْأَكْبَر وَيعرف بِابْن الأخميمي. ولد واشتغل قَلِيلا عِنْد الْمُحب بن الشّحْنَة

ص: 181

والبرهان الكركي الإِمَام وَالصَّلَاح الطرابلسي وَغَيرهم كالسنهوري قَرَأَ عَلَيْهِ فِي النَّحْو ومقته فَانْقَطع وَأخذ عني دروسا فِي شرح الألفية وَكَذَا تردد للبقاعي وَنَحْوه وَأكْثر من الْجُلُوس مَعَ أَخِيه وَالِانْتِفَاع بِهِ مَعَ عدم مزِيد الْأنس بهما وجود الْقُرْآن وَفهم يَسِيرا وَصَارَ أحد أَئِمَّة السُّلْطَان وَحسن حَاله مَعَ الطّلبَة وَنَحْوهَا ورام أَخُوهُ إعطاءه مشيخة القراآت فِي البرقوقية بعد أبي الْفضل بن أَسد فعورض.

عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَيُّوب الشرملو الأَصْل العثماني جق الرُّومِي الْحَنَفِيّ القادم من ابْن عُثْمَان فِي الرسلية فِي جُمَادَى الثَّانِيَة وَاجْتمعت بِهِ فَذكر مَا يدل على أَنه ولد بعد الْأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَأَنه اشْتغل عِنْد مَوْلَانَا عَبْدَيْنِ الْمُقِيم بأماصية بهَا وخطيب زَاده الأرنيقي وَهُوَ الْآن حَيّ باستنبول وخدم سلطانهم بِالْإِمَامَةِ فِي حَيَاة أَبِيه وَبعده وَشهد مَعَه عدَّة غزوات ثمَّ بِأخرَة اسْتَقر بِهِ فِي قَضَاء برصا بعد صرف مولى كسدلو وَذَلِكَ فِي أثْنَاء سنة خمس وَتِسْعين وَلما قدم بولغ فِي إكرامه بِحَيْثُ لم نعلم فِي هَذِه المدد إكرام قَاصد كَهُوَ، وَلم أر لَهُ فَضِيلَة وَلَا فهمت عَنهُ مُشَاركَة نعم هُوَ متين الْعقل قَلِيل الْكَلَام وَمَا أَظُنهُ مر بِهِ فِي عمره مثل الْأَيَّام الَّتِي مرت)

بِهِ فِي مصر والعز الَّذِي كَانَ فِيهِ.

عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْأنْصَارِيّ الْمرْجَانِي الْمَكِّيّ. مَاتَ بهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسبعين. أرخه ابْن فَهد.

عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَالم بن عَليّ الْمُوفق الزبيدِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي ابْن أخي القَاضِي سراج الدّين عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن سَالم وَيعرف بِابْن سَالم. ولد بَين صَلَاتي الظّهْر وَالْعصر من يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بزبيد وَنَشَأ بهَا معتنيا بِالْعلمِ بِحَيْثُ أَخذ فِيهَا عَن غَيره وَاحِد ثمَّ رَحل إِلَى مَكَّة فَأَقَامَ بهَا نَحْو ثَلَاثِينَ سنة وَسمع بهَا من الْكَمَال بن حبيب والجمالين ابْن عبد الْمُعْطِي والأميوطي والعفيف النشاوري فِي آخَرين ثمَّ إِلَى دمشق بعد الثَّمَانِينَ فَسمع بهَا من الْمُحب الصَّامِت وَغَيره وَسمع بِمصْر أَيْضا من غير وَاحِد وَأخذ الْفِقْه بِمَكَّة عَن الْجمال الأميوطي وَغَيره والنحو عَن أبي الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطِي وَغَيره وَكَانَ بَصيرًا بهما وبالفرائض والحساب وَالْعرُوض وَغير ذَلِك وَولي نظر المطهرة الناصرية بِمَكَّة وناب فِي نظر الْمدَارِس الرسولية بِمَكَّة عَن عَمه فِي أَيَّام غيبته بِالْيمن وَكَذَا درس بهَا أَيْضا فِي بعض أَيَّام نظر عَمه وَكَانَ يتَوَلَّى نفرقة مَا ينقذه عَمه لأَجلهَا ولعياله وَلما بلغه مَوته رَحل إِلَى الْيمن فَلم يبلغ أمله بل لم يحصل لَهُ فِي الْيمن سوى إِعَادَة المجاهدية وَمَعَ ذَلِك فَأَقَامَ بهَا معتنيا بالزراعة مَعَ كَونه لم

ص: 182

يحصل مِنْهَا على طائل، وَقد حدث سمع مِنْهُ التقي الفاسي وَذكره فِي تَارِيخه وَكَذَا ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه. وَمَات بزبيد بعد أَن ضعف بَصَره فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان عشرَة وَوصل نعيه لمَكَّة فِي ربيع الأول من الَّتِي بعْدهَا وَكَانَ خيرا دينا ذَا مُرُوءَة وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي بِاخْتِصَار رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَلامَة بن عطوف بن يعلى النُّور أَبُو الْحسن السّلمِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن سَلامَة. ولد فِي سَابِع شَوَّال سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَسمع من خَلِيل الْمَالِكِي والعز بن جمَاعَة والعفيف اليافعي وَالْجمال بن عبد الْمُعْطِي والكمال بن حبيب وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ مُسْند الشَّافِعِي وَالطَّيَالِسِي وَسنَن ابْن مَاجَه وَأَسْبَاب النُّزُول وَغَيرهم، وارتحل إِلَى بَغْدَاد فَسمع بهَا من عبد الدَّائِم بن عبد المحسن الدواليبي والسراج عمر بن عَليّ الْقزْوِينِي وَمُحَمّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَسْكَر وَطَائِفَة ثمَّ سَافر مِنْهَا إِلَى دمشق فَسمع بهَا من الْعِمَاد بن كثير والتقي بن رَافع وَابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَالْجمال الْحَارِثِيّ)

وَابْن قَاضِي الزبداني والبدر بن قواليح وَمُحَمّد بن عبد الله الصفوي وَالشَّمْس بن قَاضِي شُهْبَة وَغَيرهم بهَا وَكَذَا بالقدس والخليل ونابلس وإسكندرية وعدة وَسمع بِالْقَاهِرَةِ من الزين بن الْقَارئ والبهاء بن خَلِيل وَأبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَالْجمال الْبَاجِيّ وَجمع وَأقَام بهَا سِنِين ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة من كثير من الْبلدَانِ الَّتِي سمع بهَا وَمن غَيرهَا يجمع شُيُوخه بِالسَّمَاعِ وَالْإِجَازَة مشيخته المتضمنة لفهرست مروياته أَيْضا تَخْرِيج التقي بن فَهد وَمِمَّا سَمعه على ابْن قواليح صَحِيح مُسلم وعَلى ابْن أميلة مشيخة الْفَخر وعَلى الصّلاح من مُسْند أَحْمد وعَلى ابْن الْقَارئ جُزْء ابْن الطلاية، وتلا بالسبع بِمَكَّة على يحيى بن صَفْوَان الأندلسي وبالقاهرة على التقي الْبَغْدَادِيّ وتوغل فِي الْقرَاءَات وَأذن لَهُ فِي الإقراء وَقَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة أَنه أَخذ عَن الْأَذْرَعِيّ وَكَذَا يفقه بِابْن الملقن والأبناسي وأذنا لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس وَفِي الشَّام كَمَا ذكر بالشمس بن قَاضِي شُهْبَة وَأَنه أذن لَهُ أَيْضا، وتصدى لإقراء الْقرَاءَات وَالْفِقْه وَغَيرهمَا بِمَكَّة زَمنا طَويلا وَكَذَا أفتى لَكِن قَلِيلا بِاللَّفْظِ غَالِبا تأدبا مَعَ قُضَاة مَكَّة وَكتب لأمراء مَكَّة كالسيد حسن بن عجلَان وباشر فِي الْمَسْجِد الْحَرَام سِنِين وَأعَاد فِي مَكَّة بالمنصورية، وَكَانَ شَيخا عَارِفًا بالقراءات السَّبع وَالْفِقْه ذَا فَوَائِد حَدِيثِيَّةٌ وأدبية يذاكر بهَا كثير التَّوَاضُع حسن الْعشْرَة ذَا حَظّ من عبَادَة ومداومة على ورد فِي اللَّيْل وَفِيه خير ومروءة وَله نظم وَحدث بالكثير من مسموعاته أَخذ عَنهُ الْأَئِمَّة كشيخنا والزين رضوَان والتقي بن فَهد وَالْجمال بن مُوسَى والأبي وَخلق فيهم من هُوَ بِقَيْد الْحَيَاة بِمَكَّة والقاهرة جمَاعَة

ص: 183

وَصَارَ بِأخرَة مُسْند الْحجاز. مَاتَ فِي رَابِع عشري شَوَّال سنة ثَمَان وَعشْرين بِمَكَّة وَصلي عَلَيْهِ ثمَّ دفن بالمعلاة وَكَانَت جنَازَته حافلة وبلغنا أَنه مازال يَقُول عِنْد احتضاره أحبه الله حَتَّى فَارق الدُّنْيَا وَمِمَّنْ تَرْجمهُ وَأثْنى عَلَيْهِ التقي الفاسي فِي مَكَّة وَشَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه كَانَ شَيخا عَارِفًا اشْتغل كثيرا وعَلى ذهنه فَوَائِد فقهية وأدبية وحديثية قَالَ وباشر الشَّهَادَة فَلم يحمد فِيهَا انْتهى. وَمِمَّا كتب بِهِ إِلَى ابْن الْجَزرِي مَعَ هَدِيَّة مَاء زَمْزَم من نظمه:

(وَلَقَد نظرت فَلم أجد يهدى لكم

غير الدُّعَاء المستجاب الصَّالح)

(أَو جرعة من مَاء زَمْزَم قد سمت

فضلا على مد الْفُرَات السائح)

(هَذَا الَّذِي وصلت لَهُ يَد قدرتي

وَالْحق قلت وَلست فِيهِ بمازح)

فَأَجَابَهُ بقوله:)

(وصل المشرف من إِمَام مرتضى

نور الشَّرِيعَة ذِي الْكَمَال الْوَاضِح)

(وَذكرت أَنَّك قد نظرت فَلم تَجِد

غير الدُّعَاء المستجاب الصَّالح)

(أَو جرعة من مَاء زَمْزَم حبذا

مَا قد وجدت وَلست فِيهِ بمازح)

(أما الدُّعَاء فلست أبغي غَيره

مَا كنت قطّ إِلَى سواهُ بطامح)

والمقريزي فِي عقوده قَالَ: وَكَانَ لَهُ حَظّ من الْعِبَادَة ونظم الشّعْر، وصحبني مُدَّة أَعْوَام بِالْقَاهِرَةِ وَمَكَّة وَكَانَ لي بِهِ أنس وفوائد، وَصَارَ مُسْند الْحجاز حَتَّى مَاتَ وَكتب إِلَيّ من مَكَّة مَعَ هَدِيَّة:

(خير الْهَدَايَا من أباطح مَكَّة

دعوات صدق من أَخ لَك قد صفا)

(وَقت الطّواف وَفِي السُّجُود وعندما

يمْضِي إِلَى المسعاة من بَاب الصَّفَا)

عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن أبي بكر القَاضِي عَلَاء الدّين ويلقب فِي بَلَده بِنور الدّين بن الخواجا شهَاب الدّين الْبكْرِيّ فِيمَا قَالَ الدِّمَشْقِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ والآتي ابْن عَمه عمر بن مُحَمَّد وَيعرف كل مِنْهُمَا بِابْن الصَّابُونِي نَشأ كأبيه تَاجِرًا فحفظ الْقُرْآن بل بَلغنِي أَنه جاور بِمَكَّة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَنه تَلا فِيهِ تجويدا على الزين بن عَيَّاش وَأَنه تولع بالنشاب حَتَّى تميز فِيهِ وَقدم الْقَاهِرَة على الظَّاهِر خشقدم لاختصاصه بِهِ وبأبيه فولاه نظر الإسطبل فِي الْمحرم سنة سِتّ وَسِتِّينَ عوضا عَن الشّرف بن البقري ثمَّ أضَاف إِلَيْهِ نظر الْأَوْقَاف وَلم يلبث أَن رَجَعَ إِلَى بِلَاده فاستقر عوضه فيهمَا سعد الدّين الْبكْرِيّ كَاتب العليق فِي شعبانها ثمَّ عَاد بعد يسير فقرره وَكيل بَيت المَال وناظر الْكسْوَة والجوالي فِي صفر الَّتِي تَلِيهَا عوض الشرفي الْأنْصَارِيّ ثمَّ نَاظر البيمارستان عوض

ص: 184

ابْن المرخم ثمَّ نَاظر الأحباس، وَلَا زَالَ يترقى ويتأدب مَعَ النَّاس وَيحسن لمنقطعي الْعلمَاء وَرُبمَا حضر إِلَيْهِ بَعضهم للْقِرَاءَة فَقَط والتحديث كالعبادي والبهاء بن الْمصْرِيّ وَأبي الْعَبَّاس الْقُدسِي وَقَرَأَ عَليّ بِحَضْرَتِهِ شَيْئا من تصانيفي وَالْتمس مني حِين نظره للجوالي جمع العهود فَعمِلت لَهُ كراسة وَوصل إِلَى من صلته شَيْء كثير سِيمَا فِي سنة سبعين وَالَّتِي بعْدهَا وَأَنا بِمَكَّة حَتَّى اسْتَقر فِي قَضَاء الشَّافِعِيَّة بِدِمَشْق عوض الْجمال الباعوني وَفِي نظر جيشها عوض البدري حسن بن المزلق وَكِلَاهُمَا فِي الْمحرم سنة سبعين وَصَارَ نظر الجوالي للكمالي بن نَاظر الْخَاص والأحباس لِابْنِ الشرفي الْأنْصَارِيّ والبيمارستان لِابْنِ البقري، وَلم يسمح بمفارقة الْقَاهِرَة بل استناب وَالِده فِي علق)

وَظِيفَة الْقَضَاء وَابْن عَمه الزين عمر بن الشَّمْس مُحَمَّد فِي نظر الْجَيْش وَلم يعلم بِإِقَامَة متوليهما بِالْقَاهِرَةِ ومباشرة نوابه لَهما لأحد قبله، وَاسْتمرّ كَذَلِك إِلَى أَن أمْسكهُ الْأَشْرَف قايتباي فِي أَوَاخِر شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين بِدُونِ سَبَب ظَاهر ورسم عَلَيْهِ بطبقة الزِّمَام وَغَيرهَا وَأعَاد ابْن المزلق لنظر الْجَيْش والخيضري للْقَضَاء بل اعتقل وَالِده هُنَاكَ ثَلَاثَة أشهر مُتَّصِلَة بِمَوْتِهِ الْكَائِن فِي محرم الَّتِي تَلِيهَا وَكَانَ ذَلِك باعثا على الْحَث فِي استخلاص المَال بِحَيْثُ ضرب صَاحب التَّرْجَمَة فِي ربيع الأول التَّالِي لَهُ بقاعة الدهيشة على رجلَيْهِ إِلَى أَن أذعن للمطلوب مِنْهُ وَهُوَ فِيمَا قيل مائَة ألف دِينَار وَأورد من ذَلِك بالجهد مَا أمكنه ثمَّ فِي منتصف الشَّهْر بعده سَافر لدمشق مَعَ السيفي جَانِبك الخاصكي للسعي فِي بَاقِيه، وَأقَام بالخليل مُدَّة وَاسْتقر فِي نظر الْخَاص عقب البدري بن مزهر وتزايد تَعبه وتحمله وَهُوَ لَا يرحم وَقَامَ بِبَابِهِ غير وَاحِد مِمَّن عَم الضَّرَر بهم كَعبد الْوَهَّاب والصفدي وزاحم الْعَصَبَات لاتفاقه مَعَ الْوزر فِي إِضَافَة الْمَوَارِيث الحشرية إِلَيْهِ على قدر معِين يحمل إِلَيْهِ وابتنى تربة بِالْقربِ من جَامع آل ملك وَلما مَاتَ الْجلَال الْبكْرِيّ دَفنه بهَا.

عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سويدان بِالتَّصْغِيرِ ابْن خلف بن ظهير بِالتَّكْبِيرِ نور الدّين المنزلي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن سويدان وَهُوَ لقب جسده مُحَمَّد وَرُبمَا يَجْعَل أَبَا لمُحَمد وَهُوَ غير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن يحيى المنزلي أَيْضا الْمَعْرُوف بِابْن سويدان. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمَنْزِلَة بني حسون جوَار منية بدران وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والملحة وَبَعض الْحَاوِي الفرعي وَحضر دروس الشَّمْس الغراقي وَابْن المجدي وَالشَّمْس الْحَنَفِيّ الصُّوفِي ومواعيد السراج البُلْقِينِيّ واشتغل بالعروض على أَحْمد البجائي، وَحج فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وزار

ص: 185

بَيت الْمُقَدّس مرَارًا وَكَذَا سَافر إِلَى دمشق للتِّجَارَة غير مرّة وَإِلَى الْقَاهِرَة وَكَانَ شَيخا وقورا مَقْبُول الشكل بهيا فكها حُلْو النادرة جميل الطَّرِيقَة مَحْمُود السِّيرَة لَهُ مُشَاركَة فِي النَّحْو وَغَيره مَعَ ذكاء وَسُرْعَة جَوَاب وغوص على النكت ونظم جيد منسجم، وَمِمَّنْ لقِيه ابْن فَهد والبقاعي فَكتب عَنهُ الْكثير وَمن ذَلِك مَا نظمه لمن ختم الْقُرْآن وأوله:

(طُوبَى لمن قَرَأَ الْقُرْآن فأحكمه

وَلمن وعاه بسمعه وتفهمه)

(وَلمن تهجد فِي مُصَلَّاهُ بِهِ

وَلمن تدبره وَحل مترجمه)

(وَلمن أحل حَلَاله وأتى على

تَحْرِيم مَا فِيهِ الْحَرَام فحرمه)

)

إِلَى آخرهَا وَمِنْه:

(لاعبتها الشطرنج ثمَّ ضربتها

بالرخ شاه سترت بالفيل)

(قَالَت فنفسك قلت قد حسنتها

لَكِن خذي فرسي فدَاك وفا لي)

وَقَوله:

(ومليح أَتَمَنَّى طول عمري مِنْهُ وصلا

قلت صلني قَالَه مَه لن قلت مهلا)

مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بالمنزلة رحمه الله.

عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن شُعَيْب الغمري ثمَّ الْمحلي الْمَاضِي أَبوهُ. قَرَأَ الْقُرْآن وَصَحب الْفُقَرَاء وَهُوَ طَوِيل اللِّحْيَة خَفِيف الرّوح من أَصْحَاب أبي الْعَبَّاس بن الغمري. ترك لَهُ أَبوهُ مَا لم يكن الظَّن أَنه يملكهُ، وَهُوَ مِمَّن سمع مني.

عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْحق الْعَلَاء بن الشهَاب الغمري الأَصْل القاهري الْمَاضِي أَبوهُ والآتي أَخُوهُ مُحَمَّد وَيعرف كأبيه بِابْن عبد الْحق. مِمَّن قَرَأَ الْقُرْآن وَسمع مني وتكسب بِالتِّجَارَة وسافر فِيهَا إِلَى الشَّام وَغَيرهَا وَلَا بَأْس بِهِ قيمًا أَرْجُو بِهِ هُوَ أصلح من أَخِيه جزما.

عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن النُّور بن الشهَاب بن نَاصِر الدّين بن الْوَجِيه السكندري الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن عبد الرَّحْمَن الغزولي. ولد سنة ثَمَان وَخمسين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بالإسكندرية وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة فَقَرَأَ عَليّ فِي الشفا وَفِي الْإِصْلَاح كشرح النخبة والتقريب وَكَذَا قَرَأَ عَليّ فِي البُخَارِيّ وَغَيرهَا وَأخذ أَيْضا عَن ابْن قَاسم والبدر بن الديري فِي آخَرين كالصلاح الطرابلسي وَمن قبل الْإسْكَنْدَريَّة عَن النوبي وَمِمَّا أَخذه عَنهُ الْقرَاءَات السَّبع إفرادا وجمعا وَكَذَا جمع الْيَسِير على الهيثمي وجعفر وَغَيرهمَا وَحفظ الشاطبية وألفية النَّحْو وغالب الْمجمع وَغير ذَلِك، وَدخل دمياط وَغَيرهَا، وَعِنْده عقل وتؤدة ولطف مَعَ فهم وتودد بل أوقفني على تَعْلِيق لَهُ على الجرمية قرضه لي النوبي وَابْن قَاسم وَابْن الديري شُيُوخه والعفيف قَاضِي بَلَده وقرضته لَهُ أَيْضا فِي جُمَادَى سنة إِحْدَى وَتِسْعين.

ص: 186

عَليّ بن أَحْمد بن حمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الْعَلَاء المرداوي ثمَّ الصَّالح الْحَنْبَلِيّ سبط أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْمُحب. ولد سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وأحضر فِي صغره على جده لأمه بل أسمع عَلَيْهِ وعَلى زَيْنَب ابْنة كَمَال وحبيبة ابْنة الزين والعماد أبي بكر بن مُحَمَّد بن الرضي وَأَبا مُحَمَّد عبد الله بن أَحْمد بن الْمُحب وأخيه مُحَمَّد والبدر أَبَا الْمَعَالِي بن)

أبي التائب وَسليمَان بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَنْصُور والشهاب أَحْمد بن عَليّ الْجَزرِي وَعَائِشَة ابْنة مُحَمَّد بن الْمُسلم الحرانية والحافظ الْمزي وَعبد الله بن عبد الرَّحْمَن ابْن الْخَطِيب مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل المرداوي وَمُحَمّد بن دَاوُد بن حمزه وَعبد الله بن عَليّ بن الْحُسَيْن التكريتي وَأحمد بن يُوسُف بن السلار وَخلق وروى عَنهُ شَيخنَا فَأكْثر وَمن مروياته الشَّمَائِل النَّبَوِيَّة لِلتِّرْمِذِي حضرها فِي الرَّابِعَة على شُيُوخ عبد الله بن خَلِيل الحرستاني الْمَاضِي، قَالَ شَيخنَا: وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث بعد الكائنة وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَفِي الْأَحْيَاء آخر سنة تسع وَثَمَانِينَ من لَهُ مِنْهُ إجَازَة رحمه الله.

عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن نَاصِر نور الدّين بن الشهَاب الدرشابي الأَصْل السكندري الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ. مِمَّن اشْتغل قَلِيلا وَقَرَأَ على مجَالِس من البُخَارِيّ.

عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْخَطِيب أَبُو الْحسن بن درباس أَخُو الْفَخر أَحْمد الْمَاضِي.

مِمَّن سمع على شَيخنَا وَغَيره.

عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن وجيه بن مخلوف بن صلح بن جِبْرِيل بن عبد الله نور الدّين بن الشهَاب بن القطب أبي البركات الششيني نِسْبَة لششين الكوم من قرى الْمحلة الْمحلي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي ثمَّ الْحَنْبَلِيّ وَالِد الشهَاب أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن قطب وبالششيني. ولد فِي مستهل رَمَضَان سنة سبع وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَشرع فِي حفظ التَّنْبِيه ليَكُون شافعيا كأسلافه فَأَشَارَ عبد الْكَرِيم الكتبي على أَبِيه أَن يحوله حنبليا فَفعل وَحفظ الْخرقِيّ ثمَّ الْمُحَرر وتفقه بالمحب بن نصر الله والنور بن الرزاز المتبولي وَبِه انْتفع والبدر الْبَغْدَادِيّ والزين الزَّرْكَشِيّ وَعَلِيهِ سمع صَحِيح مُسلم والتقي بن قندس لقِيه بِالشَّام وَغَيرهَا وَأذن لَهُ هُوَ وَغَيره بالإفتاء والتدريس وَأخذ عَن أبي الْفضل البجائي المغربي فِي أصُول الْفِقْه والعربية وَسمع على شَيخنَا أَشْيَاء بل كتب عَنهُ فِي الْإِمْلَاء وَكَذَا سمع على الشّرف أبي الْفَتْح

ص: 187

المراغي والشهاب الزفتاوي بِمَكَّة وَسمع بِالْقَاهِرَةِ على ابْن نَاظر الصاحبة والطحان وَابْن بردس فِي صفر سنة خمس وَأَرْبَعين بِحَضْرَة الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ بل كَانَ يخبر أَنه سمع فِي صغره على الْجمال الْحَنْبَلِيّ فَالله أعلم، وَحج مرَّتَيْنِ الثَّانِيَة فِي سنة خمسين وجاور الَّتِي بعْدهَا وَكَذَا دخل الشَّام وحماه وَغَيرهمَا وناب فِي الْعُقُود والفسوخ عَن الْعِزّ الْقُدسِي ثمَّ فِي الْأَحْكَام عَن الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ بل استنابه شَيخنَا فِي نَاحيَة ششين الكوم وَنَشَأ وعملهما وَجلسَ)

بِبَعْض الحوانيت منتدبا للْأَحْكَام وتنزل فِي صوفية الأشرفية برسباي أول مَا فتحت وَاسْتقر فِي تدريس الْحَنَابِلَة بالصالح بعد موت شَيْخه ابْن الرزاز ثمَّ انتزع مِنْهُ بعنف بالترسيم والإهانة بِقِيَام القَاضِي مذْهبه الْعِزّ الْكِنَانِي وَالشَّمْس الأمشاطي محتجين بِوُجُود حفيدين للمتوفي لَيست فيهمَا أَهْلِيَّة وَمَا كَانَ بأسرع من مَوْتهمَا وَاسْتقر الدَّرْس باسم الْعِزّ وَقد أدمن صَاحب التَّرْجَمَة من مطالعة الْفُرُوع لِابْنِ مُفْلِح بِحَيْثُ كَانَ يَأْتِي على أَكْثَرهَا عَن ظهر قلب وَصَارَ بِأخرَة من أجل النواب مَعَ جفَاء قاضيه لَهُ مِمَّا لم أكن أَحْمَده مِنْهُ وَاتفقَ لَهُ قَدِيما مِمَّا أرخه شَيخنَا أَنه انْفَرد بِرُؤْيَة هِلَال رَمَضَان فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ مَعَ إِجْمَاع أهل الْمِيقَات على أَنه يغيب مَعَ غيبوبة الشَّمْس فَأرْسل بِهِ شَيخنَا إِلَى السُّلْطَان ليعلمه بذلك فَسَأَلَ عَنهُ فَأَثْنوا عَلَيْهِ لكَون قريب جليسه الولوي بن قَاسم فَأمر بِعَمَل مَا يَقْتَضِيهِ الشَّرْع فَأَقَامَ الشَّهَادَة عِنْد قَاضِي الْحَنَابِلَة وَحكم بِهِ بِمُقْتَضى شَهَادَته ثمَّ أَن النَّاس مَا عدا شَيخنَا وَبَقِيَّة رفقته تراءوا هِلَال شَوَّال بعد استكمال ثَلَاثِينَ استظهارا فَلم يروه وَلَكِن اتّفق أَن غَالب الْجِهَات المتباعدة وَكَثِيرًا من المتقاربة عيدوا كَذَلِك وَكَأَنَّهُم رَأَوْهُ إِمَّا أَولا أَو آخرا، وَبِالْجُمْلَةِ فَنعم صَاحب التَّرْجَمَة كَانَ. مَاتَ فَجْأَة فِي صفر سنة سبعين وَصلى عَلَيْهِ برحبة مصلى بَاب النَّصْر تقدم النَّاس وَلَده مَعَ كَون الشَّافِعِي مِمَّن حضر وتألم لذَلِك ظنا أَن الْحَنْبَلِيّ هُوَ الْمُقدم لَهُ فخففت عَنهُ رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر أَبُو الْحسن بن أبي الْعَبَّاس الغمري الْمحلي وَهُوَ بكنيته أشهر.

يَأْتِي فِي الكنى إِن شَاءَ الله. عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الْمَقْدِسِي.

هَكَذَا قرأته بِخَط بَعضهم وَقد مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد قَرِيبا.

عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْعَلَاء الْبَغْدَادِيّ الأَصْل الْغَزِّي الْحَنَفِيّ نزيل الْقَاهِرَة وَإِمَام إينال وَيعرف بالغزي. ولد سنة عشر وَثَمَانمِائَة بغزة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والكنز والمنظومة للنسفي وَقَرَأَ فِي الْفِقْه على نَاصِر الدّين الإياسي مدرس غَزَّة ومفتيها وَصَحب فِي صغره الْبُرْهَان بن زقاعة وتدرب بِهِ وَيُقَال أَنه كَانَ يدْرِي

ص: 188

الْقرَاءَات واتصل بِخِدْمَة الْأَشْرَف إينال لما ولي نِيَابَة غَزَّة وَعلم أَوْلَاده الْقُرْآن ثمَّ ترقى حَتَّى أم بِهِ وَعظم اخْتِصَاصه بِهِ وبجماعته ووثقوا بأمانته وديانته فَلَمَّا تسلطن وَصَارَ من أئمته وولاه نظر الْأَوْقَاف وَعظم أمره وَجمع أَمْوَالًا جمة كَانَ ينفدها إِمَّا فِي عمَارَة أَو فِي هبة فَإِنَّهُ كَانَ غَايَة فِي الْكَرم بل يرتقي إِلَى التبذير مَعَ تحر فِي الطَّهَارَة ووسواس زَائِد وَتَدين وعفة وطيش وخفة وَقد سَمِعت مِنْهُ مَا نقمته جدا عَلَيْهِ)

لما شافهته بإنكاره سرا وَكَذَا حكى عَنهُ غَيْرِي شَيْئا من نمطه. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَسِتِّينَ رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْعَلَاء الشِّيرَازِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي. ولد فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِبَغْدَاد واشتغل بِالْعلمِ فِي كبره وَأخذ عَن غير وَاحِد وجال وَصَحب الرِّجَال إِلَى أَن برع فِي الْفِقْه وأصوله والنحو والمنطق والتصوف وَغَيرهَا وصنف تَفْسِيرا وشرحا على الْحَاوِي وَغير ذَلِك وَتكلم على النَّاس فِي علم التَّوْحِيد بِعِبَارَة بليغة فصيحة دَالَّة على غزارة مدده وتحققه بِكَلَام الْقَوْم وَأما فِي عُلُوم الْأَوَائِل فَكَانَ لَا يجارى فِيهَا وَكَذَا كَانَ إِلَيْهِ الْمُنْتَهى فِي علم الرمل وَقد قطن مَكَّة بعيد الثَّلَاثِينَ فسكن الزاوية الْمَعْرُوفَة بالجنيد بجبل قعيقعان وَأخذ عَنهُ غير وَاحِد وَصَارَ لَهُ صيت، لَقيته بينبع سنة سِتّ وَخمسين فَسمِعت من لَفظه خطْبَة شرحة على الْحَاوِي وشيئا من أول تَفْسِيره وَأَشْيَاء من تصانيفه، وَكَانَ نير الشيبة فصيحا مفوها حسن الْمظهر وسريرته فِي تصوفه إِلَى الله. مَاتَ فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَصلي عَلَيْهِ عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة رحمه الله.

عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد نور الدّين القاهري الْحَنَفِيّ وَالِد مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بالصوفي. ولد تَقْرِيبًا سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا يَتِيما فحفظ الْقُرْآن والعمدة والكنز والمنار وَيَقُول العَبْد وألفية ابْن مَالك وَعرض بعيد الْأَرْبَعين فَمَا بعْدهَا على شَيخنَا ومستمليه والقاياتي والزين عبَادَة والمحب بن نصر الله فِي آخَرين وَعمل العرافة فِي مكتب السَّبِيل بالأشرفية عِنْد الشَّمْس الكركي وَتخرج بِهِ قَلِيلا واشتغل فتفقه بِابْن الدويري والعضدي الصيرامي والشمني وَابْن الجندي والزين قَاسم وَالشَّمْس الكريمي والبرهان الْهِنْدِيّ فِي آخَرين وَأكْثر من مُلَازمَة ثانيهم فِي ذَلِك وَفِي الْأَصْلَيْنِ وَغَيرهَا وَكَانَ مُقيما عِنْده لتأديب بنيه ولغير ذَلِك، وَحج مَعَه فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي بل جود فِي الْقُرْآن على الزين بن عَيَّاش وَكَذَا جوده على الزين طَاهِر وَابْن كزلبغا وَعبد الرَّزَّاق الطرابلسي وَكتب عَلَيْهِ وعَلى الْبُرْهَان الفرنوي وَكَذَا

ص: 189

لَازم ابْن الديري كثيرا جدا فِي الْفِقْه وَفِي الْأُصُول وَفِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَغَيرهَا وَكتب عَنهُ قصيدة من نظمه فِيهَا بَدَائِع وَأخذ عَن الكريمي والهندي أَيْضا فِي الْأُصُول وَعَن ابْن الجندي والأبدي والخواص فِي الْعَرَبيَّة وَقَرَأَ على الْخَواص مقدمته فِي الْعرُوض والقوافي وَأخذ مُخْتَصر شرح الشواهد عَن مُؤَلفه الْعَيْنِيّ)

سَمَاعا وَكَذَا قِرَاءَة بل قَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه لخطبة هَذَا الْمُخْتَصر وَسمع عَلَيْهِ وعَلى شَيخنَا وَابْن الديري والرشيدي وَآخَرين وَأذن لَهُ غير وَاحِد بالإفتاء والتدريس كَابْن الديري وَذَلِكَ فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَجلسَ بِبَابِهِ فَكَانَ أحد أهل الْحل وَالْعقد هُنَاكَ بل نَاب عَنهُ وَعَن من بعده فِي الْقَضَاء وسافر فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ صُحْبَة برسباي البجاسي على قَضَاء الْمحمل ثمَّ جاور بعد أَيْضا سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَاسْتقر فِي تدريس الجانبكية برغبة الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَفِي الْإِعَادَة بالأبو بكرية برغبة الشَّمْس الأمشاطي لَهُ عَنهُ حِين أَخذ مشيخة البرقوقية وَفِي تدريس المهمندارية برغبة الشَّمْس الجلالي خَازِن المحمودية وَفِي تدريس الأقبغاوية بعد السَّيْف بن الحوندار وَفِي تدريس الطَّحَاوِيّ بالمؤيدية بعد الْأمين الأقصرائي وَفِي الْإِعَادَة بالمنصورية بعد أفضل الدّين القرمي وَفِي الصرغتمشية وَغَيرهَا من الْجِهَات وَصَارَ أحد أَعْيَان النواب مَعَ دربة وسياسة وعقل وتودد وخبرة بِالْأَحْكَامِ والمصطلح وَيُقَال أَنه ينتمي للشمس مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر السعودي أحد أَعْيَان الْحَنَفِيَّة الْآتِي فِي المحمدين وَهُوَ مِمَّن كثر تردده إِلَيّ وعملت لَهُ مَجْلِسا حِين أَخذ الطَّحَاوِيّ وَكَثُرت مُرَاجعَته لي فِي ذَلِك وحمدت أدبه.

عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد نور الدّين الطنتدائي الفرضي. مضى فِيمَن جده عَليّ بن عبد الله بن سَنَد.

عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْحَنْبَلِيّ الْقطَّان. رجل فَقير يتكسب ويشتغل يَسِيرا وَسمع الحَدِيث وَهُوَ مِمَّن أَخذ عني. مَاتَ فِي.

عَليّ بن أَحْمد بن مِفْتَاح بن فطيس القباني وَالِد أبي بكر وَمُحَمّد. مَاتَ فِي شعْبَان سنة أَربع وَسِتِّينَ بساحل جدة وَحمل فَدفن بالمعلاة.

عَليّ بن أَحْمد بن مِفْتَاح النُّور بن الشهَاب القفيلي نِسْبَة إِلَى القفيل من أَعمال حلى بن يَعْقُوب الْمَكِّيّ. كَانَ جده عبد أَمِير مَكَّة ثقبة بن رميثة الْحسنى واحتاط هَذَا على تَرِكَة وَالِده وَكَانَ تَاجِرًا وتسبب وَعرف عِنْد النَّاس وَصَارَ يتَرَدَّد للتِّجَارَة إِلَى الْيمن. وَمَات بِمَكَّة فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ.

عَليّ بن أَحْمد بن هِلَال بن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ الشهير بِابْن القصيف. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ. أرخهم ابْن فَهد.

ص: 190

عَليّ بن أَحْمد بن يُوسُف السَّيِّد الْعَلَاء أَبُو الْحسن بن العلامي الشهابي أبي الْعَبَّاس. الرُّومِي ثمَّ)

الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ. مِمَّن أَخذ عني أَشْيَاء وكتبت لَهُ إجَازَة.

عَليّ بن أَحْمد نور الدّين الْأَزْهَرِي الْحَنَفِيّ الأسمر. مضى فِيمَن جده خَليفَة.

عَليّ بن أَحْمد نور الدّين القجطوخي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي الْمُقْرِئ أحد الشُّهُود الجالسين تجاه حَانُوت المجهزين بِالْقربِ من الجوانية وَيعرف بَين أهل بَلَده بِابْن فليفل. ولد تَقْرِيبًا سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بقوج طوخ من الغربية غربي طنتدا وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن ثمَّ تحول إِلَى الْأَزْهَر فجاور بِهِ وَقَرَأَ الرسَالَة والشاطبيتين وَغَيرهَا واشتغل فِي الْفِقْه وَغَيره قَلِيلا وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا، واعتنى بالقراءات فَأَخذهَا عَن عبد الْغَنِيّ الهيثمي والزين جَعْفَر وناصر الدّين الأخميمي حَتَّى أتقن السَّبع بل وَأخذ عَن السنهوري وأجيز، وَحج وجاور وسافر عيداب وَغَيرهَا وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ مِمَّن يتكسب بِالشَّهَادَةِ حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ رحمه الله.

عَليّ بن أَحْمد الْمُوفق بن سَالم. فِيمَن جده مُحَمَّد بن سَالم.

عَليّ بن أَحْمد الْمصْرِيّ ثمَّ الشَّامي الشَّافِعِي الْأَشْعَرِيّ وَيعرف بِابْن صَدَقَة. ولد سنة تسعين وَسَبْعمائة وَأخذ الْفِقْه عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والتقي بن قَاضِي شُهْبَة وَحضر دروس الْعَلَاء البُخَارِيّ وبرع وصنف معالم الْأَحْكَام فِي الْفِقْه والكوكب الْوَهَّاج فِي شرح الْمِنْهَاج وأسرار الْعِبَادَات والقربة إِلَى رب البريات وَالْجمع الْمُنْتَخب فِي الْوَعْظ والخطب أثنى عَلَيْهِ الدوماطي بالتواضع والتودد وكرم النَّفس مَاتَ فِي.

عَليّ بن أَحْمد الزيَادي بِالتَّشْدِيدِ نِسْبَة لمحلة زِيَاد بالغربية، وَهُوَ وَالِد مُحَمَّد وَأحمد وعزيزة وَأحمد صوفية سعيد السُّعَدَاء. مَاتَ سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَكَانَ خيرا.

عَليّ بن أَحْمد الشيبي الْعِرَاقِيّ. فِيمَن جده عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عِيسَى.

عَليّ بن أَحْمد الصَّنْعَانِيّ الْيَمَانِيّ. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه لَقيته بالمهجم فأنشدني قصيدة رثى بهَا الْبُرْهَان الْمحلي ومدح فِي آخرهَا ابْنة الشهَاب أَولهَا:

(هِيَ المنايا فَلَا تبقي على أحد

لَا وَالِد مُشفق بر وَلَا ولد)

قَالَ: وَمن الْعَجَائِب أَن الشهَاب مَاتَ فِي تِلْكَ السّنة أَعنِي سنة سِتّ فَمَاتَ الْوَالِد وَالْولد.

عَليّ بن أَحْمد الطناني ثمَّ القاهري الغزولي. قَرَأَ الْقُرْآن وجوده على الْوَالِد وَأَقْبل على التكسب)

فِي سوق الْغَزل وَغَيره وتمول وَلَا سِيمَا بالمعاملات مَعَ التقلل من المصروف وَقد حج كثيرا.

وَمَات فِي الْعشْر الْأَخير من ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَسبعين وَهُوَ سَائِر بطرِيق الْحجاز قبل الْوُصُول إِلَى رابغ وَدفن بهَا وَتَفَرَّقَتْ أَمْوَاله حَتَّى أوقافه فَلم تصرف فِيمَا عينهَا لَهُ وَقد كَانَ جعل النّظر فِيهَا

ص: 191

إِلَيّ فَمَا الْتفت لذَلِك وَكَانَ كثير التِّلَاوَة محافظا على الْجَمَاعَة وزيارة الصَّالِحين وَحسنت حَاله كثيرا قبيل مَوته سامحه الله ورحمه وإيانا.

عَليّ بن أَحْمد الوزروالي المغربي كَانَ صَالحا. مَاتَ فِي صفر سنة ثَمَان وَسِتِّينَ. أرخه لي بعض المغاربة.

عَليّ بن أَحْمد اليمني من أهل أَبْيَات حُسَيْن ويلقب بالأزرق. كَانَ كثير الْعِنَايَة بالفقه وَجمع فِيهِ كتابا كَبِيرا. مَاتَ فِي سنة تسع. أرخه شَيخنَا فِي أنبائه وَالظَّاهِر أَنه غير الصَّنْعَانِيّ الْمَاضِي قَرِيبا.

عَليّ بن إِدْرِيس الْعَلَاء الرُّومِي العلائي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ جد الْبَدْر مُحَمَّد بن الْبَدْر أَحْمد الْآتِي. مَاتَ فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين عَن بضع وَسبعين وَكَانَ مِمَّن قدم من الرّوم شَابًّا فاشتغل عَن ابْن القباني والبدر بن الْعَيْنِيّ والطبقة فِي الْفِقْه وَأَصله والعربية وتنزل فِي المؤيدية أول مَا فتحت ثمَّ لما قدم الكافياجي لزمَه فِي ذَلِك حَتَّى مَاتَ بِحَيْثُ نزله فِي التربة الأشرفية.

وَحج غير مرّة وَكَانَ الظَّاهِر جقمق يسعفه فِي ذَلِك ودرس بِبَعْض الْأَمَاكِن من نواحي النِّيَابَة وَكَانَ طارح التَّكَلُّف خيرا فَاضلا. أفادنيه حفيده. عَليّ بن الأرزق. فِي ابْن أبي بكر بن خَليفَة.

عَليّ بن إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن حسن بن مُحَمَّد بن مصلح بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن حجي الْعَلَاء التَّمِيمِي الخليلي الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد وَعبد الرَّحْمَن. ولد سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة واشتغل وَأخذ عَن البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن وَغَيرهَا وأذنا لَهُ بالإفتاء والتدريس وَسمع على الْعِرَاقِيّ والتنوخي وَطَائِفَة، وَولي قَضَاء الْقُدس وَكَذَا الْخَلِيل وَأعَاد بالصلاحية أَيَّام قَضَائِهِ بالقدس بل نَاب فِي الْقَضَاء بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ عَالما فَاضلا جيدا حسن السِّيرَة والملتقى. مَاتَ فِي سنة ثَلَاثِينَ بالخليل رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن إسكندر وَيعرف بِابْن الفيسي بِالْفَاءِ الْمَفْتُوحَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة سَاكِنة وَبعدهَا سين مُهْملَة لكَون وَالِده كَانَ ابْن أُخْت زَوْجَة كمشبغا الفيسي. بَاشر المعلمية ثمَّ الحبسة ثمَّ الْولَايَة ونقابة الْجَيْش فِي أَوْقَات وَكَانَ ظَالِما وضيعا. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسبعين وَمن الْغَرِيب)

سكناهُ بِبَيْت سميه ابْن رَمَضَان بحارة برجوان بعد مَوته فاتفق لَهُ كَمَا اتّفق لَهُ فَإِن هَذَا خرج مَعَ السُّلْطَان إِلَى السرحة فَمَاتَ فَجْأَة وَحمل إِلَى الْقَاهِرَة وَذَلِكَ كَمَا سَيَأْتِي خرج مَعَ الشهابي بن الْعَيْنِيّ إِلَى الغريبة فَمَاتَ شَبيه الْفجأَة وَحمل إِلَى الْقَاهِرَة أَيْضا وَسَائِر أحوالهما المتقاربة.

عَليّ بن إِسْلَام بن يحيى بن مكرم العلائي الْحَنَفِيّ أحد فضلائهم وَيعرف وَالِده ببالجه. مِمَّن سمع على شَيخنَا.

ص: 192

عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن الشّحْنَة الدَّارِيّ القصراوي الخليلي. ولد كَمَا أخبر فِي سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة وأسمع على الْمَيْدُومِيُّ الْمِائَة المنتقاة من جَامع التِّرْمِذِيّ انتقاء العلائي بِسَمَاعِهِ من ابْن خطيب المزة والقسطلاني وَحدث، ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: أجَاز لِابْني من الْخَلِيل فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين.

عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن حسن بن أَحْمد بن يُوسُف بن عبد الله الْحلَبِي الشَّافِعِي الكعكي حِرْفَة نزيل مصر وَيعرف بنقيش لقب لقب بِهِ لطلوع جدري فِي وَجهه بَقِي أَثَره فِيهِ. ولد بحلب سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَقَرَأَ قَلِيلا من الْقُرْآن وسافر إِلَى الْقَاهِرَة قبل الْقرن ثمَّ قطنها عِنْد الْفِتْنَة التمرية، وَحج وجاور وزار بَيت الْمُقَدّس كثيرا والخليل، وخالط الأدباء وطارح الشُّعَرَاء فنظم فِي البحور وَمهر فِي الزجل حَتَّى فاق الأقران وَسبق فِي حلبة الْأَدَب فحول الرِّهَان، وَكَانَ شَيخا هما زري الْهَيْئَة والمنظر يحسبه من رَآهُ لَا يحسن الْكَلَام الْعرفِيّ فَإِذا انْطلق كَانَ كالبحر وأتى بالغرائب بَاعه فِي الْأَدَب طَوِيل ومادته وَاسِعَة وذوقه نِهَايَة مَعَ حسن همة وَشرف نفس، قد لقِيه البقاعي فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ فَكتب عَنهُ من نظمه كثيرا وَمن ذَلِك مضمنا:

(وَلما أَنْعَمت ليلِي بلبل

بِطيب الْوَصْل مذ شط المزار)

(حَدِيث خرافة يَا أم عَمْرو

كَلَام اللَّيْل يمحوه النَّهَار)

ومقتبسا:

(عُيُون الْحبّ مَا للكحل فِيكُم

وَمَا للسحر فِي الأجفان سَار)

(تبَارك من توفاكم بلَيْل

وَيعلم مَا جرحتم بِالنَّهَارِ)

وَمرض بعد ذَلِك مَرضا احْتَاجَ فِي علاجه إِلَى لُزُوم الْمكْث فِي الْحمام. وَأَظنهُ مَاتَ عَن قرب عَفا الله عَنهُ.)

عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن عبد الْمجِيد الأبياري. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.

عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل نور الدّين أَبُو إِسْمَاعِيل النبتيتي الشَّافِعِي أحد أَصْحَاب الغمري وَيعرف بِابْن الْجمال وَالِد إِسْمَاعِيل الْمَاضِي. أَظن مولده قَرِيبا من سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة. إِنْسَان خير مديم للتلاوة مكرم للوافدين سَائل عَن مسَائِل دينية لَهُ جلالة وَقدم فِي الْعِبَادَة والانجماع واهتمام بالزرع وحرص على إِخْرَاج حق الله مِنْهُم، وَقد حج غير مرّة برا وبحرا وجاور بِكُل من الْحَرَمَيْنِ وزار بَيت الْمُقَدّس وَحضر عِنْدِي فِي الْإِمْلَاء وَغَيره وَكَذَا سمع على جلّ السِّيرَة النَّبَوِيَّة وقصدني بِالسَّلَامِ كثيرا وَأهْدى إِلَيّ أوقاتا وَنعم الرجل نفعنا الله بِهِ.

عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن بردس بن نصر بن بردس بن رسْلَان

ص: 193

الْعَلَاء بن الْحَافِظ الْعِمَاد البعلي الْحَنْبَلِيّ أَخُو التَّاج مُحَمَّد وَيعرف كسلفه بِابْن بردس. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة ببعلبك وَنَشَأ بهَا فَسمع من جمَاعَة من أَصْحَاب الْفَخر كَابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر سمع عَلَيْهِمَا مشيخة الْفَخر مَعَ الذيل وعَلى أَولهَا فَقَط سنَن أَبى دَاوُد التِّرْمِذِيّ وعَلى ثَانِيهمَا الشَّمَائِل لِلتِّرْمِذِي ومسند ابْن عَبَّاس من مُسْند أَحْمد وكأبي عَليّ بن الهبل سمع عَلَيْهِ ثَانِي الحربيات وكأبي عبد الله مُحَمَّد بن الْمُحب عبد الله الْمَقْدِسِي سمع عَلَيْهِ جُزْء ابْن نحيت وجزء بقرة بني إِسْمَاعِيل فِي آخَرين، وَحدث بِبَلَدِهِ وبدمشق واستقدم الْقَاهِرَة فَحدث بهَا أَيْضا وَأخذ عَنهُ الْأَعْيَان وَفِي الروَاة عَنهُ كَثْرَة وسافر مِنْهَا فَمَاتَ بِدِمَشْق فِي الْعشْر الْأَخير من ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَدفن بتربة الشَّيْخ رسْلَان وَوهم من أرخه فِي سنة خمس، وَكَانَ شَيخا نحيفا دينا خيرا يتعانى الْأَذَان بِبَلَدِهِ مَعَ خفَّة روح وحلاوة لفظ، وَقد ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ: أجَاز لِابْني فِي سنة خمس وَعشْرين رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف الخواجا نور الدّين الرُّومِي الْمَكِّيّ الشهير بِابْن البهلوان. ملك دورا بِمَكَّة وعمرها. وَمَات فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَخمسين. أرخه ابْن فَهد.

عَليّ بن اقبرس. فِي ابْن مُحَمَّد بن أقبرس.

عَليّ بن أَمِين الدّين بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عَبَّاس بن فتيَان البعلي الْحَنْبَلِيّ الشهير بِابْن اللحام.

ولد فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة واشتغل بِبَلَدِهِ على الشَّمْس بن اليونانية وَسمع بهَا)

جمَاعَة وَكَذَا اشْتغل بِدِمَشْق فِي الْفِقْه وأصوله وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي يَوْم الْجُمُعَة عيد الْأَضْحَى سنة ثَلَاث.

عَليّ بن أيبك بن عبد الله عَلَاء الدّين التقصباوي الناصري الدِّمَشْقِي الأديب ولد سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة وتعانى الشّعْر ومدح الأكابر وطارح الأدباء، وَكَانَ أديبا ماهرا بارعا بليغا لَهُ النّظم الرَّائِق الْفَائِق كتب عَنهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي من نظمه موشحا أَوله:

(إِن كنت غَضْبَان يَا حَبِيبِي

ارْجع إِلَى الله من قريب)

(وَاجعَل نَصِيبي رضاك يَا من

خدوده وردهَا نَصِيبي)

(واعطف على ضعْفي

يَا مائس الْعَطف)

وَله:

(كَأَن الراح لما رَاح يسْعَى

بهَا فِي الراح مياس القوام)

(سنا المريخ فِي كف الثريا

يحيينا بِهِ بدر التَّمام)

وَقَوله:

(فِي حلب الشَّهْبَاء ظَبْي سَطَا

بحاجب أفتك من طرفه)

(لقوسه فِي جوشني أسْهم

وَالْقَصْد عين التل من ردفه)

ص: 194

وَله قصيدة لأمية فِي مدح النَّبِي صلى الله عليه وسلم على وزن بَانَتْ سعاد انتقد عَلَيْهِ فِيهَا أَشْيَاء الْعَلامَة الصَّدْر بن الْعِزّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَكَانَ ذَلِك سَببا لمحنة الصَّدْر وَظهر الْحق مَعَ صَاحب التَّرْجَمَة كَمَا بسط فِي مَحل آخر. ذكره ابْن خطيب الناصرية وأرخ مَوته فِي سنة ثَلَاث وَقيل فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه بِاخْتِصَار وَقَالَ: أجَاز لي بِخَطِّهِ وَهُوَ الْقَائِل:

(مَا أكْرم الْغُصْن فِي الخريف وَقد

أثرت الرّيح فِيهِ تَأْثِيرا)

(لما أَتَى النَّهر سَائِلًا مَلَأت

أوراقه كَفه دنانيرا)

مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَله ثَمَان وَسَبْعُونَ سنة، وَذكره فِي أنبائه فَقَالَ الشَّاعِر: اشْتهر بالنظم قَدِيما وطبقته متوسطة، وَقَالَ فِي مَوضِع آخر مِنْهُ وَقَالَ الشّعْر الْفَائِق وَلكنه بِالنِّسْبَةِ إِلَى طبقَة فَوْقه متوسطة وَله مدائح نبوية وَغَيرهَا وَقد يَقع لَهُ الْمَقْطُوع النَّادِر كَقَوْلِه مضمنا:)

(مليح قَامَ يجذب غُصْن بَان

فَمَال الْغُصْن منعطفا عَلَيْهِ)

(وَمَال الْغُصْن نَحْو أَخِيه طبع

وَشبه الشَّيْء منجذب إِلَيْهِ)

وعلق تَارِيخا لحوادث زَمَانه. مَاتَ فِي ثَانِي عشر ربيع الأول وَمِمَّنْ ذكره المقريزي فِي عقوده.

عَليّ بن إينال الْأَمِير عَلَاء الدّين أحد خَواص الظَّاهِر جقمق أرسل بِهِ لملك الرّوم مُرَاد ابْن عُثْمَان بهدية فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. قَالَه المقريزي فِي الْحَوَادِث.

عَليّ بن أَيُّوب بن إِبْرَاهِيم بن عمر نور الدّين الْبرمَاوِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الشيخة لكَون أمه وَاسْمهَا فَائِدَة كَانَت شيخة رِبَاط الظَّاهِرِيَّة بِمَكَّة. ولد رَابِع ذِي الْحجَّة سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على نَاصِر الدّين السخاوي المقريزي أخي الْغَرْس خَلِيل وجوده واشتغل يَسِيرا فِي الْفِقْه على إِبْرَاهِيم الْحلَبِي الْكرْدِي والْعَلَاء الشِّيرَازِيّ وَغَيرهمَا وَفِي الْعَرَبيَّة على السخاوي الْمَذْكُور وَابْن حَامِد الصَّفَدِي وطاهر الخجندي فِي آخَرين وَسمع الحَدِيث على ابْن الْجَزرِي وَابْن سَلامَة والشهاب المرشدي وَطَائِفَة كالتقي ابْن فَهد ولازم قِرَاءَة الحَدِيث عِنْد أبي الْفَتْح المراغي وَقَرَأَ عَلَيْهِ وعَلى الْقُضَاة أبي الْيمن والبرهان السوبيني وَأبي حَامِد بن الضيا البُخَارِيّ بل قَرَأَ على أبي الْفَتْح أَشْيَاء ثمَّ عِنْد الْبُرْهَان بن ظهيرة وَكَذَا قَرَأَ يَسِيرا على غَيرهمَا من شُيُوخ بَلَده والقادمين إِلَيْهَا وبالمدينة النَّبَوِيَّة على الْمُحب المطري وأدمن قِرَاءَة الصَّحِيحَيْنِ والشفا بِحَيْثُ

ص: 195

صَار ماهرا بِقِرَاءَتِهَا وَلكنه يتعانى فِي قِرَاءَته تتبع الغرائب ليخجل من لَعَلَّه يرد عَلَيْهِ وَهِي طَريقَة قبيحة وَقد لَا تكون الرِّوَايَة بِمَا يجوز لُغَة، وَأَجَازَ لَهُ الْجمال الكازروني وَآخَرُونَ ولقيته بِمَكَّة فِي مجاورتي الأوليتين فَكتبت عَنهُ من نظمه أبياتا أَولهَا:

(أَلا لَيْت شعري هَل أزورن رَوْضَة

بهَا خيرة الله الْمُهَيْمِن من خلقه)

(وألتمس الْإِحْسَان من بَاب فَضلهمْ

فهم أهل كل الْفضل لَا شكّ فِي صدقه)

وَسمع بِقِرَاءَتِي يَسِيرا وَكَذَا سَمِعت الْبَعْض بقرَاءَته وَتَنَاول مني القَوْل البديع وَصليت خَلفه وَهُوَ حسن الْهَيْئَة والفهم وَالْقِرَاءَة صحيحها شجي الصَّوْت نير الْهَيْئَة ثمَّ الشيبة لما شَاب كتب الْخط الْحسن وتكسب بِالشَّهَادَةِ وأثرى وَولى مشيخة التصوف بالزمامية لكنه كَمَا قَالَ بعض أَصْحَابنَا كثير المجون يغلب عَلَيْهِ الْهزْل مَعَ التشدق فِي كَلَامه وملازمة التهكم بِالنَّاسِ والوقيعة)

فيهم وَلَو كَانَ شَيْخه الَّذِي يقْرَأ عَلَيْهِ أَو مِمَّن لَهُ وجاهة فِي الْعلم أَو الدّين والزهو والإعجاب وصحبة للأحداث وَكَونه ينَام على قَفاهُ فِي الْمَسْجِد وهم يمرجونه إِلَى غير ذَلِك من طيش وخفة وَدَعوى عريضة وجرأة وإقدام سِيمَا عِنْد الأتراك وَقد كثر اخْتِصَاصه بِغَيْر وَاحِد مِنْهُم وَآخر من اخْتصَّ بِهِ مِنْهُم طوغان شيخ أَمِير الراكز بهَا ثمَّ أبعده وَأخرج عَنهُ مشيخة الزمامية وَقرر فِيهَا غَيره وَحسن حَاله فِي تلقيه لفقراء قوافل الْمَدِينَة وإكرامه لَهُم بِالْإِطْعَامِ وَغَيره ومزيد التِّلَاوَة والتلفت لمحاللة بعض من مَسّه مِنْهُ مَكْرُوه. مَاتَ فِي ظهر ثَالِث عشري رَجَب سنة ثَمَان وَسبعين بِمَكَّة وَصلي عَلَيْهِ فِي عصر يَوْمه ثمَّ دفن عِنْد أمه ومؤدبه نَاصِر الدّين السخاوي بمقبرة أهل رِبَاط ربيع الأقدمين رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن أَيُّوب الماحوزي الدِّمَشْقِي النساج الزَّاهِد وَالِد الْجمال عبد الله الْمَاضِي وَيعرف بِأَبِيهِ.

قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: كَانَ يسكن بِقرب قبر عَاتِكَة وينسج بِيَدِهِ وَيبِيع مَا ينسجه بأغلى ثمن فيتقوت مِنْهُ هُوَ وعائلته وَلَا يرزأ أحد شَيْئا مَعَ مُشَاركَة فِي الْعلم وَحسن عشرَة وطلاقة وَجه وَلذَا قَالَ ابْن حجي أَنه عِنْدِي خير من يشار إِلَيْهِ بالصلاح فِي وقتنا. مَاتَ فِي عَاشر ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد زَائِد وتذكر عَنهُ كرامات ومكاشفات رحمه الله.

عَليّ بن برد بك نور الدّين القاهري الفخري الْحَنَفِيّ كَانَ أَبوهُ من مماليك النَّاصِر فرج ابْن برقوق فولد لَهُ هَذَا فِي صفر سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَحفظ الْقُرْآن والقدوري فِي الْفِقْه والكافية فِي النَّحْو وَأخذ الْفِقْه عَن الشمني والنحو وَالصرْف عَن ابْن قديد ولازم التقي الحصني حَتَّى سمع عَلَيْهِ غَالب مَا قرئَ

ص: 196

عَلَيْهِ فِي الْأَصْلَيْنِ والمنطق وَالْحكمَة والجدل والمعاني وَالْبَيَان وَالصرْف وَأخذ حِسَاب الْغُبَار عَن الشمني والمفتوح عَنهُ وَعَن السَّيِّد عَليّ الْأَزْهَرِي تلميذ ابْن المجدي وَالْعرُوض عَن الشهَاب الأبشيطي والشمني وَحضر دروس الْأمين الأقصرائي والشرواني وَكَذَا أَخذ عَن أبي الْفضل المغربي فِي الكافية لِابْنِ ملك وَسمع الحَدِيث على جمَاعَة ولازم الْمَشَايِخ بذهنه الْفَائِق وفهمه الرَّائِق وقريحته الوقادة وفكرته المنقادة وطبعه السَّلِيم وَنَظره الْمُسْتَقيم إِلَى أَن فاق الأقران فِي زمن يسير وَرُبمَا قَرَأَ عَلَيْهِ بعض الطّلبَة مَعَ الاسترواح وَقلة الْكتب وميل إِلَى المجون لمزيد ظرف وتهتك وَعدم تصون لَا سِيمَا فِي نظمه فقداني فِيهِ بقبائح حَتَّى أَنه عمل فِي معشوق لَهُ مقامة اسْتعْمل فِيهَا كثيرا من أَلْفَاظ الْيَهُود)

وعباراتهم الَّتِي لَا يحسنها قسيسهم لظَنّه أَن أُصُوله مِنْهُم وَيُقَال أَن ابْن عُثْمَان ملك الرّوم راسل فِي إِنْكَار أُمُور تبلغه فاستعين بِهِ فِي جَوَابه فَكَانَ نِهَايَة فِي مَعْنَاهُ وَقد أهانه الشّرف الْمَنَاوِيّ مرّة وَلذَا هجاه غير مرّة بِمَا لَا تجوز حكايته فضلا عَن إنشائه إِلَّا مَقْرُونا ببيانه، وَلم يحصل من الدُّنْيَا على طائل وَلَا كَانَ فِي الشكل والهيئة بكامل نعم كَانَ كثير التفنن نادرة من نَوَادِر الدَّهْر وَقد كتبت عَنهُ من نظمه وَرَأَيْت مباحثه وَسمعت من يَحْكِي أَنه مَا مَاتَ حَتَّى حسن حَاله لَا سِيمَا وَقد تعلل مُدَّة مِمَّا أَرْجُو التفكير عَنهُ بِهِ. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد سَابِع عشر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ بِبَاب النَّصْر فِي جمع كثير سامحه الله وإيانا وَمِمَّا كتبته من نظمه فِي شَيْخه الحصني:

(أرى الْجَهْل قد عَم الْبِلَاد وَأَهْلهَا

وَلم أر فِيهَا من يُقرر فِي فن)

(فيا معشر الإخوان بِاللَّه حصنوا

نفوسكم من عَسْكَر الْجَهْل بالحصنى)

وَمن نظمه غير هَذَا.

عَليّ بن بَرَكَات بن حسن بن عجرن بن صَاحب الْحجاز وشقيق صَاحبه الْجمال مُحَمَّد، قدم الْقَاهِرَة سنة إِحْدَى وَسبعين مفارقا لِأَخِيهِ فَلم يلبث أَن أُعِيد فِي موسم الَّتِي بعْدهَا صَحبه الكمالي بن ظهيرة ثمَّ أُعِيد إِلَى المشاققة أَيْضا وَدخل الْقَاهِرَة فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ من جازان من بِلَاد الْيمن وَكَانَ أَخُوهُ سيره إِلَيْهَا محتفظا بِهِ فَأكْرمه السُّلْطَان ورتب لَهُ راتبا فِي كل يَوْم لَا نِسْبَة لَهُ مِمَّا يصل إِلَيْهِ من أَخِيه وحاول أَخُوهُ إرْسَاله فَمَا اتّفق، وَهُوَ فطن بهي كثير الْأَدَب محسن لإنشاد الشّعْر متودد للْعُلَمَاء وَالصَّالِحِينَ وَقد زارني مرّة بمنزلي وَرَأَيْت من لطافته مَا امْتَلَأت بِهِ عَيْني مِنْهُ وَمَا أحسن مَا بَلغنِي من إنشاده إِمَّا لَهُ أَو لغيره:

(لَوْلَا الضرورات لم تنقل لنا قدم

إِلَى وُجُوه لَهَا بالْكفْر إِلْمَام)

ص: 197

مَاتَ فِي منزل سكنه بِالْقربِ من جَامع البشيري بعد أَن أثكل وَلَده أَبَا الْقَاسِم من نَحْو ثَمَانِيَة أَيَّام وَبعد أَن تعلل أيامنا فِي فجر يَوْم السبت ثَالِث عشر رَجَب سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَصلي عَلَيْهِ فِي يَوْم بمصلى بَاب النَّصْر ثمَّ دفن عِنْد وَلَده بحوش الْأَشْرَف برسباي عوضهما الله الْجنَّة.

عَليّ بن بطيخ القاهري الضَّرِير أحد رُؤَسَاء قراء الجوق. مِمَّن جود على الشَّيْخ حبيب وبرع فِي الموسيقا وَلذَا كَانَ يسْلك فِي قِرَاءَته اقتفاء الْأَنْغَام وَغير ملاحظ أدب التجويد وَمَا كنت أَحْمَده فِي ذَلِك وَلكنه كَانَ أستاذا بِحَيْثُ أَنه رُبمَا يسد بآحاد المهملين. وَلَيْسَ بطيخ اسْم أَبِيه)

وَإِنَّمَا كتبته هُنَا لعدم معرفَة اسْمه فاكتفيت بشهرته. مَاتَ فِي عَاشر الْمحرم سنة سِتّ وَخمسين عَن نَحْو السّبْعين وَهُوَ عَم الشهَاب أَحْمد بن الْبَدْر مُحَمَّد بن بطيخ أحد الْأَطِبَّاء هُوَ وقراء السَّبع وَالِده.

عَليّ بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُفْلِح بن مُحَمَّد بن مفرج الْعَلَاء حفيد التقي أبي عبد الله بن الشَّمْس صَاحب الْفُرُوع الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَالِد الصَّدْر عبد الْمُنعم وَقَرِيب إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الشّرف عبد الله الماضيين وَابْن أخي النظام عمر الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن مُفْلِح. ولد سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة بصالحية دمشق وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عَن الشَّمْس بن كَاتب الْغَيْبَة وَسَالم وَغَيرهمَا وَحفظ الْمقنع والملحة وَغَيرهمَا وَعرض على عَم وَالِده الشّرف عبد الله بن مُفْلِح والعز الْبَغْدَادِيّ الْمَقْدِسِي وَعَن الشّرف الْمَذْكُور وَغَيره أَخذ الْفِقْه بل سمع عَلَيْهِ فِي الحَدِيث وَأَجَازَ لَهُ ابْن الْمُحب الْأَعْرَج والتاج بن بردس وَغَيرهمَا وناب فِي الْقَضَاء بِدِمَشْق عَن عَمه وبالقاهرة عَن الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ ثمَّ اسْتَقل بِقَضَاء حلب وتكرر لَهُ ولايتها وَكَذَا ولي كِتَابَة السِّرّ بِالشَّام فِي أول سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ عوضا عَن الخيضري ثمَّ انْفَصل عَنْهَا بعد سنتَيْن بِهِ وَولي قضاءها مرّة بعد أُخْرَى ثمَّ نظر الْجَيْش بحلب، وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس مرَارًا، لَقيته بحلب وَغَيرهَا وحمدت لقِيه واحتشامه. وَكَانَ إنْسَانا حسنا متواضعا كَرِيمًا متوددا خَبِيرا بِالْأَحْكَامِ ذَا إِلْمَام بطرِيق الْوَعْظ وَكَذَا بِالْعلمِ فِي الْجُمْلَة أَقَامَ بحلب مُنْفَصِلا عَن الْقَضَاء وَغَيره نَحْو ثَلَاث سِنِين حَتَّى مَاتَ شَهِيدا بالبطن بل وبالطاعون بعد إِقَامَته نَحْو خمسين يَوْمًا متعللا فِي عَشِيَّة لَيْلَة السبت عَاشر صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بالجامع الْكَبِير فِي محفل تقدمهم أَبُو ذَر بن الْبُرْهَان بِوَصِيَّة مِنْهُ وَدفن ظَاهر بَاب الْمقَام رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن أبي بكر بن أَحْمد بن شاور الْعَلَاء الْبُرُلُّسِيّ البلطيمي الشَّافِعِي الضَّرِير. ولد سنة سِتّ أَو سبع وَثَمَانمِائَة ببلطيم من البرلس وَقَرَأَ بهَا غَالب الْقُرْآن وَحصل

ص: 198

لَهُ جدري فِي السَّابِعَة من عمره وكف وَصَارَ يحضر مجَالِس الصَّالِحين فَعَادَت عَلَيْهِ بركتهم وَأَشَارَ عَلَيْهِ واعظ مِمَّن قدم عَلَيْهِ بالارتحال من هُنَاكَ فتحول إِلَى الْقَاهِرَة فأكمل بهَا الْقُرْآن ثمَّ انْتقل إِلَى صفد ثمَّ إِلَى دمشق ثمَّ إِلَى طرابلس فحفظ بعض الْحَاوِي وجود الْقُرْآن على الشهَاب بن الْبَدْر المعري وَبحث فِي الْفِقْه على الشَّمْس ابْن زهرَة وَفِي الْفَرَائِض على السوبيني وَفِي النَّحْو على التقي بن الجوبان)

النَّحْوِيّ ثمَّ انْتقل إِلَى حمص فأكمل بهَا حفظ الْحَاوِي وَحفظ غَالب الْإِلْمَام لِابْنِ دَقِيق الْعِيد وفرائض الخبري ولازم الْبَدْر بن العصياتي فِي الْفِقْه والفرائض والحساب والنحو وانتفع بِهِ كثيرا ثمَّ قدم عَلَيْهِ أَبوهُ فَرده إِلَى البرلس فَلم تطب لَهُ فانتقل بأبويه إِلَى الْقَاهِرَة وَحضر فِي بحث الْأُصُول وَغَيره على الْبِسَاطِيّ ثمَّ سَافر بِأُمِّهِ وَقد طَلقهَا أَبوهُ وبأخوته إِلَى دمشق ثمَّ إِلَى بعلبك فبحث فِي الْفِقْه على الْبُرْهَان بن المرحل وَفِي النَّحْو على الشهَاب بن القعوري وَالشَّمْس بن الْجوف وَفِي الْفَرَائِض على القطب بن الشَّيْخ وَحضر على ابْن البحلاق فِي التَّفْسِير وَسمع الحَدِيث على التَّاج بن بردس ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق فتولع بِجَامِع المختصرات فَكَانَ يبْحَث فِيهِ على التَّاج بن بهادر فِي حُدُود سنة تسع وَعشْرين، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي سنة سِتِّينَ بعد سَفَره إِلَى الرّوم مرَّتَيْنِ وإقامته بِهِ نَحْو عشْرين سنة بِحَيْثُ تعلم لسانهم وَحضر فتح وَرَنَّة ولوشا وقسطنطينية الْمَشْهُورَة الْآن باسطنبول، وَبحث فِي الْفُنُون على عدَّة من علمائها كالفخر الرَّازِيّ وَكَانَ أعلم من بِتِلْكَ الْبِلَاد، وَلما قدم الْقَاهِرَة امتدح ابْن مزهر حَيْثُ كَانَ نَاظر الإسطبل والجوالي بقصيدة أَولهَا:

(ثوى بَين أحشائي هوى غادة لَهَا

قوام كغصن البانة الخضل النَّضر)

كتبهَا عَنهُ البقاعي وَتوقف فِي كَونهَا لَهُ وَقَالَ أَنه رافقه فِي بعض الدُّرُوس وَأَنه كَانَ يحفظ شعرًا كثيرا وَله محاضرات حَسَنَة ورقة طبع راج بهَا حَتَّى اتَّصل بجانم أخي الْأَشْرَف حِين كَانَ نَائِب دمشق فِي حُدُود سنة أَربع وَسِتِّينَ وانتقل لأَجله لدمشق وَأقَام بهَا حَتَّى مَاتَ فِي أَوَائِل سنة أَربع وَسبعين.

عَليّ بن أبي بكر بن أَحْمد بن عَليّ نور الدّين الدنبي الشَّافِعِي تلميذ صاحبنا ابْن سَلامَة الأدكاوي. ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَسِتِّينَ بدنبي من المزاحميتين وَنَشَأ بهَا وَحفظ الْقُرْآن وَجل الْمِنْهَاج وألفية النَّحْو وَأخذ عَن ابْن سَلامَة شَرحه لأبي شُجَاع والمنهاج والجرومية وحفظها وَكَذَا قَرَأَ على الْعَلَاء بن الْخلال، وَقدم الْقَاهِرَة فَأخذ عني فِي التَّقْرِيب والشفا وَغَيرهمَا ولازم الْجلَال الْبكْرِيّ والزين

ص: 199

زَكَرِيَّا فِي الْفِقْه وَغَيره وَقَرَأَ على ابْن قَاسم فِي الْعَرَبيَّة وأصول الدّين وشارك غَيره فِي الْفِقْه وَغَيره وَحضر بعض دروس الْجَوْجَرِيّ، وتميز وَأذن لَهُ غير وَاحِد كالبكري وَالَّذين بعده فِي التدريس وَحج فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وزار بَيت الْمُقَدّس وتكرر قدومه الْقَاهِرَة وَهُوَ خير سَاكن.)

عَليّ بن أبي بكر الْأَزْرَق بن خَليفَة بن نوب موفق الدّين وَنور الدّين أَبُو الْحسن الهمذاني الأَصْل الْحُسَيْنِي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْأَزْرَق. تفقه بِبَلَدِهِ أَبْيَات حُسَيْن على الْفَقِيه يحيى العامري وَإِبْرَاهِيم بن مطير وَغَيرهمَا وَقَرَأَ فِي الْفَرَائِض على خَاله أبي بكر بن عمرَان ثمَّ ارتحل إِلَى زبيد فَسمع بهَا الْحَاوِي على الْفَقِيه أبي بكر الزبيدِيّ وَقَرَأَ الْجَبْر والمقابلة على ابْن الجلاد أَمَام أهل الْفَنّ فِي وقته، وَحج وَأخذ بِمَكَّة عَن الْعَفِيف اليافعي ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده وَمهر فِي الْفِقْه والحساب وَأكْثر من مطالعة كتب الْمَذْهَب وفرغه الله من الشواغل فَمَا كَانَ يبرح مطالعا أَو مدرسا أَو مذاكرا أَو محصلا للفائدة أَو مصنفا، ودرس وَأفْتى نَحْو خمسين سنة وَتعين فِي بَلَده نَحْو خمس عشرَة سنة وَصَارَ المرحول إِلَيْهِ والمعول فِي الْفَتْوَى عَلَيْهِ فِي تِلْكَ الْجِهَات قريبها وبعيدها من الْجبَال والتهائم كزبيد وعدن وَصَنْعَاء وَغَيرهَا وتفقه بِهِ كَثِيرُونَ من أهل بَلَده وَغَيرهَا وَألف كتبا مفيدة كنفائس الْأَحْكَام الْمُشْتَمل على خَمْسَة أَقسَام الأول فِي تَخْرِيج الْمسَائِل الفرعية على النحوية الثَّانِي فِي الفروعية على الْأُصُولِيَّة الثَّالِث فِي تنَاقض تَصْحِيح الشَّيْخَيْنِ الرَّابِع فِي الْمسَائِل اللغويات الْخَامِس فِي مسَائِل منثورة نفيسة. قلت وَالثَّلَاثَة الأول تصانيف للاسنوي وَالرَّابِع فَلَعَلَّهُ من التَّهْذِيب للنووي وَاخْتصرَ الْمُهِمَّات للاسنوي فِي نَحْو ثَلَاثَة أَرْبَاعه مَعَ مناقشات يسيرَة وَشرح التَّنْبِيه فِي مطول سَمَّاهُ التَّحْقِيق الوافي بالإيضاح الشافي فِي نَحْو أسفار ومتوسط سَمَّاهُ التَّحْقِيق فِي جزءين مُحَقّق كاسمه وَشرح الْكَافِي فِي الْفَرَائِض شرحا حسنا سَمَّاهُ بغية الخائض فِي شرح الْفَرَائِض وَكَذَا لَهُ نكت على الْكَافِي أَيْضا، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ من شُيُوخنَا الْبَدْر حُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن الأهدل وَأَبُو الْفَتْح المراغي قَرَأَ عَلَيْهِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة قِطْعَة من أول نفائس الْأَحْكَام لَهُ والتقى بن فَهد قَرَأَ عَلَيْهِ فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة من أول شَرحه الْكَبِير للتّنْبِيه وَأَجَازَ لَهُم وَمَات فِي يَوْم السبت خَامِس عشري رَمَضَان سنة تسع بِأَبْيَات حُسَيْن عَن نَحْو ثَمَانِينَ سنة رحمه الله.

عَليّ بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أبي بكر بن عمر بن صلح نور الدّين أَبُو الْحسن الهيثمي القاهري الشَّافِعِي الْحَافِظ وَيعرف بالهيثمي كَانَ أَبوهُ صَاحب حَانُوت

ص: 200

بالصحراء فولد لَهُ هَذَا فِي رَجَب سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن ثمَّ صحب الزين الْعِرَاقِيّ وَهُوَ بَالغ وَلم يُفَارِقهُ سفرا وحضرا حَتَّى مَاتَ بِحَيْثُ حج مَعَه جَمِيع حجاته ورحل مَعَه سَائِر رحلاته ورافقه فِي جَمِيع مسموعه بِمصْر والقاهرة والحرمين وَبَيت الْمُقَدّس ودمشق وبعلبك وحلب وحماه)

وحمص وطرابلس وَغَيرهَا وَرُبمَا سمع الزين بقرَاءَته وَلم ينْفَرد عَنهُ الزين بِغَيْر ابْن البابار التقي السُّبْكِيّ وَابْن شَاهد الْجَيْش كَمَا أَن صَاحب التَّرْجَمَة لم ينْفَرد عَنهُ بِغَيْر صَحِيح مُسلم على ابْن الْهَادِي وَمِمَّنْ سمع عَلَيْهِ سوى ابْن عبد الْهَادِي الْمَيْدُومِيُّ وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل بن الْمُلُوك وَمُحَمّد بن عبد الله النعماني وَأحمد بن الرصدي وَابْن القطرواني والعرضي ومظفر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى الْعَطَّار وَابْن الخباز وَابْن الْحَمَوِيّ وَابْن قيم الضيائية وَأحمد بن عبد الرَّحْمَن الْمرَادِي فمما سَمعه على المظفر صَحِيح البُخَارِيّ وعَلى ابْن الخباز صَحِيح مُسلم وَعَلِيهِ وعَلى العرضي مُسْند أَحْمد وعَلى العرضي والميدومي وَابْن الخباز وجزء ابْن عَرَفَة، وَهُوَ مكثر سَمَاعا وشيوخا وَلم يكن الزين يعْتَمد فِي شَيْء من أُمُوره إِلَّا عَلَيْهِ حَتَّى أَنه أرْسلهُ مَعَ وَلَده الْوَلِيّ لما ارتحل بِنَفسِهِ إِلَى دمشق وزوجه ابْنَته خَدِيجَة ورزق مِنْهَا عدَّة أَوْلَاد وَكتب الْكثير من تصانيف الشَّيْخ بل قَرَأَ عَلَيْهِ أَكْثَرهَا وَتخرج بِهِ فِي الحَدِيث بل دربه فِي إِفْرَاد زَوَائِد كتب كالمعاجم الثَّلَاثَة للطبراني وَالْمَسَانِيد لِأَحْمَد وَالْبَزَّار وَأبي يعلى على الْكتب السِّتَّة وابتدأ أَولا بزوائد أَحْمد فجَاء فِي مجلدين وكل وَاحِد من الْخَمْسَة الْبَاقِيَة فِي تصنيف مُسْتَقل إِلَّا الطَّبَرَانِيّ الْأَوْسَط وَالصَّغِير فهما فِي تصنيف ثمَّ جمع الْجَمِيع فِي كتاب وَاحِد مَحْذُوف الْأَسَانِيد سَمَّاهُ مجمع الزَّوَائِد وَكَذَا أفرد زَوَائِد صَحِيح ابْن حبَان على الصَّحِيحَيْنِ ورتب أَحَادِيث الْحِلْية لأبي نعيم على الْأَبْوَاب وَمَات عَنهُ مسودة فبيضه وأكمله شَيخنَا فِي مجلدين وَأَحَادِيث الغيلانيات والخلعيات وفوائد أبي تَمام والإفراد للدَّار قطني أَيْضا على الْأَبْوَاب فِي مجلدين، ورتب كلا من ثِقَات ابْن حبَان وثقات الْعجلِيّ على الْحُرُوف وأعانه بكتبه ثمَّ بالمرور عَلَيْهَا وتحريرها وَعمل خطبهَا وَنَحْو ذَلِك وعادت بركَة الزين عَلَيْهِ فِي ذَلِك وَفِي غَيره كَمَا أَن الزين استروح بعد بِمَا عمله سِيمَا الْمجمع. وَكَانَ عجبا فِي الدّين وَالتَّقوى والزهد والإقبال على الْعلم وَالْعِبَادَة والأوراد وخدمة الشَّيْخ وَعدم مُخَالطَة النَّاس فِي شَيْء من الْأُمُور والمحبة فِي الحَدِيث وَأَهله، وَحدث بالكثير رَفِيقًا للزين بل قل أَن حدث الزين بِشَيْء إِلَّا وَهُوَ مَعَه وَكَذَلِكَ قل أَن حدث هُوَ بمفرده لكِنهمْ بعد وَفَاة الشَّيْخ أَكْثرُوا عَنهُ وَمَعَ ذَلِك فَلم يُغير حَاله وَلَا تصدر وَلَا تمشيخ وَكَانَ مَعَ كَونه شَرِيكا للشَّيْخ يكْتب عَنهُ الأمالي بِحَيْثُ كتب

ص: 201

عَنهُ جَمِيعهَا وَرُبمَا استملى عَلَيْهِ وَيحدث بذلك عَن الشَّيْخ لَا عَن نَفسه إِلَّا لمن يضايقه وَلم يزل على طَرِيقَته حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء تَاسِع عشري رَمَضَان سنة سبع بِالْقَاهِرَةِ وَدفن من الْغَد خَارج بَاب البرقية مِنْهَا)

رَحمَه اله وإيانا وَقد تَرْجمهُ ابْن خطيب الناصرية فِي حلب والتقي الفاسي فِي ذيل التَّقْيِيد وَشَيخنَا فِي مُعْجَمه وأنبائه ومشيخة الْبُرْهَان الْحلَبِي وَالْغَرْس خَلِيل الأقفهسي فِي مُعْجم ابْن ظهيرة والتقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وذيل الْحفاظ وَخلق كالمقريزي فِي عقوده. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: وَكَانَ خيرا سَاكِنا لينًا سليم الْفطْرَة شَدِيد الْإِنْكَار للْمُنكر كثير الِاحْتِمَال لشَيْخِنَا ولأولاده محبا فِي الحَدِيث وَأَهله ثمَّ أَشَارَ لما سَمعه مِنْهُ وقرأه عَلَيْهِ وَأَنه قَرَأَ عَلَيْهِ إِلَى أثْنَاء الْحَج من مجمع الزَّوَائِد سوى الْمجْلس الأول مِنْهُ ومواضع يسيرَة من أنبائه وَمن أول زَوَائِد مُسْند أَحْمد إِلَى قدر الرّبع مِنْهُ قَالَ: وَكَانَ يودني كثيرا ويعينني عِنْد الشَّيْخ وبلغه أنني تتبعت أَوْهَامه فِي مجمع الزَّوَائِد فعاتبني فَتركت ذَلِك إِلَى الْآن وَاسْتمرّ على الْمحبَّة والمودة قَالَ: وَكَانَ كثير الاستحضار للمتون يسْرع الْجَواب بِحَضْرَة الشَّيْخ فيعجب الشَّيْخ ذَلِك وَقد عاشرتهما مُدَّة فَلم أرهما يتركان قيام اللَّيْل وَرَأَيْت من خدمته لشَيْخِنَا وتأدبه مَعَه من غير تكلّف لذَلِك مَا لم أره لغيره وَلَا أَظن أحدا يقوى عَلَيْهِ وَقَالَ فِي أنبائه أَنه صَار كثير الاستحضار للمتون جدا لِكَثْرَة الممارسة وَكَانَ هينا دينا خيرا محبا فِي أهل الْخَيْر لَا يسأم وَلَا يضجر من خدمَة الشَّيْخ وَكِتَابَة الحَدِيث سليم الْفطْرَة كثير الْخَيْر وَالِاحْتِمَال للأذى خُصُوصا من جمَاعَة الشَّيْخ وَقد شهد لي بالتقدم فِي الْفَنّ جزاه الله عني خيرا قَالَ: وَكنت قد تتبعت أَوْهَامه فِي كِتَابه الْمجمع فبلغني أَن ذَلِك شقّ عَلَيْهِ فتركته رِعَايَة لَهُ. قلت: وَكَأن مشقته لكَونه لم يُعلمهُ هُوَ بل أعلم غَيره وَإِلَّا فصلاحه ينبو عَن مُطلق الْمَشَقَّة أَو لكَونهَا غير ضَرُورِيَّة بِحَيْثُ سَاغَ لشَيْخِنَا الْإِعْرَاض عَنْهَا والأعمال بِالنِّيَّاتِ. وَقَالَ الْبُرْهَان الْحلَبِي أَنه كَانَ من محَاسِن الْقَاهِرَة وَمن أهل الْخَيْر غَالب نَهَاره فِي اشْتِغَال وَكِتَابَة مَعَ مُلَازمَة خدمَة الشَّيْخ فِي أَمر وضوئِهِ وثيابه وَلَا يخاطبه إِلَّا بسيدي حَتَّى كَانَ فِي أَمر خدمته كَالْعَبْدِ مَعَ محبته للطلبة والغرباء وَأهل الْخَيْر وَكَثْرَة الاستحضار جدا، وَقَالَ التقي الفاسي: كَانَ كثير الْحِفْظ للمتون والْآثَار صَالحا خيرا، وَقَالَ الأقفهسي: كَانَ إِمَامًا عَالما حَافِظًا زاهدا متواضعا متوددا إِلَى النَّاس ذَا عبارَة وتقشف وورع انْتهى.

وَالثنَاء على دينه وزهده وورعه وَنَحْو ذَلِك كثير جدا بل هُوَ فِي ذَلِك كلمة اتِّفَاق وَأما فِي)

الحَدِيث فَالْحق مَا قَالَه شَيخنَا أَنه كَانَ يدْرِي مِنْهُ فَنًّا وَاحِدًا يَعْنِي الَّذِي دربه فِيهِ شيخهما الْعِرَاقِيّ قَالَ: وَقد كَانَ من لَا يدْرِي يظنّ لسرعة جَوَابه بِحَضْرَة الشَّيْخ أَنه أحفظ وَلَيْسَ

ص: 202

كَذَلِك بل الْحِفْظ الْمعرفَة ورحمه الله وإيانا.

عَليّ بن أبي بكر بن عبد الله بن أبي البركات أَحْمد نور الدّين بن الزين بن الْجمال الأشموني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الطباخ. ولد سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة أَو قَرِيبا مِنْهُ وَحفظ الْقُرْآن والتنبيه والحلاوي كِلَاهُمَا فِي الْمَذْهَب وألفية النَّحْو وَغَيرهَا وَعرض على ابْن الملقن وَغَيره وتفقه بالأبناسي والبلقيني وَسمع عَلَيْهِ الحَدِيث وبالبدر الطنبدي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَحمل عَنهُ الْكثير وبرع فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَسمع الحَدِيث على الزين الْعِرَاقِيّ والهيثمي والبرهان العداس وَابْن الكويك والشهاب البطايحي وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ وَالشَّمْس الشَّامي وَجَمَاعَة.

وَأَجَازَ لَهُ الزين المراغي وَالْجمال بن ظهيرة وَطَائِفَة وَأذن لَهُ غير وَاحِد فِي التدريس والإفتاء فدرس وَأفَاد وانتفع بِهِ الطّلبَة وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ السوهاي والتاج بن شرف وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَولي مشيخة التصوف بمدرسة ابْن غراب وَكَانَ ابْن شرف تلقاها عَنهُ وَحدث باليسير قَرَأت عَلَيْهِ أَشْيَاء وكتبت عَنهُ من نظمه، وَكَانَ إِمَامًا عَالما خيرا دينا متواضعا طارحا للتكلف على طَريقَة السّلف مَوْصُوفا بالفضيلة بَين القدماء مستحضرا لنوادر وحكايات لَطِيفَة منجمعا عَن النَّاس.

مَاتَ فِي ربيع الأول سنة أَربع وَخمسين رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن الزكي أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن الْمصْرِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ القباني الْعَطَّار أَخُو إِبْرَاهِيم وَأحمد وَعمر. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.

عَليّ بن أبي بكر بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الْوَاحِد نور الدّين أَبُو الْحسن بن الْفَخر بن نسيم الدّين المرشدي الْمَكِّيّ شَقِيق عبد الْغَنِيّ الْمَاضِي سبطا القَاضِي نور الدّين عَليّ بن الزين الْآتِي. ولد فِي ثامن عشري شعْبَان سنة إِحْدَى وَسبعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ فِي كَفَالَة أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وَالْأَرْبَعِينَ النووية وألفية الْعِرَاقِيّ والكافية فِي النَّحْو لِابْنِ الْحَاجِب والكنز والمختصر الْأَصْلِيّ لِابْنِ الْحَاجِب والعمدة فِي أصولهم وَالتَّلْخِيص وَعرض فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ فَمَا بعْدهَا على الْبُرْهَان بن ظهيرة وَولده وأخيه وَأبي الْقسم بن الضياء وَيحيى العلمي وَعبد الْمُعْطِي فِي آخَرين واشتغل فِي الْفِقْه عِنْد إِسْمَاعِيل الأوغاني وَفِي الْعَرَبيَّة عِنْد الْبَدْر حسن الْمرْجَانِي وَأكْثر)

من مجَالِس الجمالي أبي السُّعُود بِحَيْثُ سمع عَلَيْهِ ابْن ماجة والشفا وَغَيرهمَا وَحضر عِنْدِي فِي الْمُجَاورَة الرَّابِعَة بل قَرَأَ عَليّ الْيَسِير من البُخَارِيّ ثمَّ لازمني فِي الَّتِي بعْدهَا حَتَّى أكمله وَيذكر بمعاملات مَعَ ضبط وربط وقرض ورفض وذكاء وحذق.

ص: 203

عَليّ بن أبي بكر بن عز الْعَرَب البكاري الْمُفَسّر. مَاتَ سنة أَربع وَسِتِّينَ.

عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن أبي بكر بن عبد الْملك الْمَقْدِسِي الكوري. هَكَذَا كتبه بَعضهم وَصَوَابه عَليّ بن غَازِي بن عَليّ وَسَيَأْتِي.

عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن أبي بكر مُحَمَّد بن عُثْمَان نور الدّين أَو موفق الدّين بن الزين أبي المناقب الْبكْرِيّ البلبيسي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أَخُو عبد الْقَادِر وَمُحَمّد وَفَاطِمَة وَقَرِيب السراج البُلْقِينِيّ فجدة أمه لأمها هِيَ أُخْته وَيعرف بالبلبيسي وَيُقَال إِنَّهَا لَيست الَّتِي بالشرقية وَإِنَّمَا هِيَ لبليبسة بِالتَّصْغِيرِ قَرْيَة من قرى حلب وَكَذَلِكَ رَأَيْته مجودا فِي إجَازَة وَالِده. ولد كَمَا قرأته بِخَطِّهِ فِي سَابِع شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة ومختصر الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ للدشنائي والشاطبيتين والمنهاج الفرعي وألفية النَّحْو، وَعرض فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين فَمَا بعْدهَا على البُلْقِينِيّ والأبناسي والعراقي وناصر الدّين بن الميلق وَبدر الدّين القويسنس والكمال الدَّمِيرِيّ والقراء الثَّلَاثَة الْعَسْقَلَانِي وَالْفَخْر البلبيسي الضَّرِير وَابْن القاصح والشرف عبد الْمُنعم الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ وأجازوا لَهُ فِي آخَرين مِنْهُم الزين القمني والنور التلواني وَمِمَّنْ لم يجز كالبدر بن أبي الْبَقَاء وَولده والتقي عبد الرَّحْمَن الزبيرِي وجود الْقُرْآن على أَبِيه بل أَظن أنني سَمِعت مِنْهُ أَنه قَرَأَ على الْعَسْقَلَانِي وَالْفَخْر الضَّرِير الْقرَاءَات وَحضر دروس البُلْقِينِيّ وَولده وَابْن الملقن والدميري ولازم الْعِرَاقِيّ فِي أَمَالِيهِ وَغَيرهَا نَحْو عشر سِنِين وَأثبت اسْمه بِخَطِّهِ فِي بعض مجَالِس إملاءه وَصَحب الْبُرْهَان بن زقاعة فَأخذ عَنهُ، وَسمع الحَدِيث على غير وَاحِد سوى من تقدم كَابْن أبي الْمجد والتنوخي والهيثمي والبلقيني وَالْجمال عبد الله وَعبد الرَّحْمَن ابْني الرَّشِيدِيّ والحلاوي والتاج أَحْمد بن عَليّ الظريف والنجم إِسْحَاق الدجوي وتنزل فِي الْجِهَات بل كَانَ نقيب الدُّرُوس فِي غير مَوضِع أحد الصُّوفِيَّة بِسَعِيد السُّعَدَاء وتكسب بِالشَّهَادَةِ وداوم عَلَيْهَا بِحَيْثُ برع فِيهَا وَأكْثر من النّظر فِي كتب التواريخ وَأَيَّام النَّاس والحكايات لَا سِيمَا كتاب العقد لِابْنِ عبد ربه فعلق بذهنه من ذَلِك جملَة، سَمِعت مِنْهُ أَشْيَاء وعلقت من فَوَائده وَمن ذَلِك أَنه سمع البُلْقِينِيّ يَقُول لمن)

يصفه بشيخ الظَّاهِرِيَّة قل الْمدرسَة الظَّاهِرِيَّة أَو البرقوقية، وَكَانَ ثِقَة عدلا مرضيا متحرزا فِي شهاداته وَأَلْفَاظه ضابطا متقنا فِيمَا يبديه فكه المجالسة كثير التَّوَاضُع وَلكنه كَانَ ممتهنا لنَفسِهِ لَا يتحامى الدنس من الثِّيَاب وَيذكر بِغَيْر ذَلِك. مَاتَ فِي لَيْلَة افْتِتَاح سنة تسع وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْحَاكِم وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء رحمه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا.

ص: 204

عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن يَعْقُوب بن جَابر بن سعد بن جرى بن ناشر موفق الدّين أَبُو الْحسن بن الرضي بن الْمُوفق بن الْجمال الْيَمَانِيّ الزبيدِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بالناشري وسقت فِي نسبه من التَّارِيخ الْكَبِير زِيَادَة على هَذَا. ولد قبيل فجر يَوْم السبت منتصف ربيع الأول سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة بزبيد وَنَشَأ بهَا وَحفظ الْحَاوِي وتفقه بِأَبِيهِ وَعَمه القَاضِي أَحْمد وبالفقيه أبي الْمَعَالِي بن مُحَمَّد بن أبي الْمَعَالِي وَكَذَا أَخذ عَن عَمه مُحَمَّد بن عبد الله الْمُهَذّب والمنهاج وَعَن الْجمال الريمي وَغَيره من أهل زبيد وَلَقي الْجمال الأميوطي والأبناسي والزين الْعِرَاقِيّ والمراغي ونسيم الدّين الكازروني فَسمع عَلَيْهِم وَمِمَّا سَمعه على الأميوطي مشيخته تَخْرِيج ابْن الْعِرَاقِيّ بل سمع من الْعِزّ بن جمَاعَة الْأَرْبَعين المتباينة لَهُ وَلَقي الْمجد الشِّيرَازِيّ بعد استقراره فِي الْيمن، وَأكْثر من الْحَج والزيارة فِي شبيبته ثمَّ ولي قَضَاء حيس فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة ثمَّ انْفَصل عَنْهَا وَاسْتقر فِي قَضَاء زبيد ثمَّ ولي تدريس الأشرفية بهَا، وحمدت سيرته فِي ذَلِك كُله وعظمه السُّلْطَان بِحَيْثُ ذكر لقَضَاء الْأَقْضِيَة فِي الممالك اليمنية فَقَالَ قد تصدقنا بِهِ على أهل زبيد فَلَا نغير عَلَيْهِم فِيهِ نعم أَقَامَهُ فِيهَا حِين حج الْمجد الشِّيرَازِيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة عَنهُ نِيَابَة وَكَذَا أعطَاهُ الْأَشْرَف تدريس مدرسته بتعز بل كَانَ يطلع الْجبَال بطلوعه وَينزل التهائم بنزوله، وَكَانَ حسن الْخلق شرِيف النَّفس عالي الهمة أديبا لبيبا متواضعا حسن السِّيرَة ظَاهر السريرة ماهرا فِي الْأَحْكَام محببا عِنْد الْخَاص وَالْعَام كتب بِخَطِّهِ الْكثير وبرز فِي الْفُنُون الزَّوَائِد لما أدْرك فِي الرَّوْضَة من الشَّرْح وَفِي الشَّرْح من الزَّوَائِد والجواهر المثمنات الْمُسْتَخْرج من الشَّرْح وَالرَّوْضَة والمهمات وَالثَّمَر اليانع وتحفة النافع تشْتَمل على فَوَائِد مِنْهَا ضد الْأَصَح من منهاج النَّوَوِيّ أَنه من الْوَجْهَيْنِ أَو الْأَوْجه وضد الْأَظْهر على هذَيْن الْقَوْلَيْنِ أَو الْأَقْوَال وَمِنْهَا مَا يحصل فِي الْمِنْهَاج من الْعبارَة بالأظهر وَالْخلاف أوجه وَعكس ذَلِك وَهُوَ كتاب جليل لَا يَسْتَغْنِي عَنهُ مدرس الْمِنْهَاج وطالبه وروضة النَّاظر فِي أَخْبَار دولة)

الْملك نَاصِر ومختصر فِي زِيَارَة النِّسَاء للقبور. مَاتَ فِي عصر يَوْم الِاثْنَيْنِ خَامِس عشري صفر سنة أَربع وَأَرْبَعين بتعز عَن تسعين سنة، وَهُوَ مِمَّن أجَاز لصاحبنا النَّجْم عمر بن فَهد وترجمه الخزرجي فِي تَارِيخه وَابْن أَخِيه تِلْمِيذه الْعَفِيف عُثْمَان بن عمر بن أبي بكر بل أرخ وَفَاته المقريزي.

عَليّ بن أبي بكر بن عمرَان الْمَكِّيّ الْعَطَّار. كَانَ ذَا ملاءة تسبب فِيهَا

ص: 205

واستفاد أملاكا بِمَكَّة وسير اءمن وَادي نَخْلَة وَعمل بَعْضهَا للْفُقَرَاء رِبَاطًا فسكنوها بعد ثُبُوت الوفقية وَمَات فِي سنة إِحْدَى وَالظَّن أَنه جَازَ السِّتين. ذكره الفاسي فِي مَكَّة.

عَليّ بن أبي بكر بن عِيسَى الْعَلَاء بن التقي الْأنْصَارِيّ الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن الرصاص بمهملات مَكْسُورَة ثمَّ مَفْتُوحَة. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة، وَمَات فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس عشر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بتربة ماملا بجوار عبد الله البسكري طَاهِر الْقُدس وَكَانَ فَاضلا منجمعا عَن النَّاس قَلِيل الْكَلَام جيد الْخط كتب بِخَطِّهِ كتبا فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير وَغَيرهمَا وَخلف وَالِده فِي مشيخة الْمدرسَة المحمدية وتدريس النحوية كِلَاهُمَا بِبَيْت الْمُقَدّس وَفِي التصديرية بالخليل رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم نور الدّين بن الشّرف الْمَنَاوِيّ القاهري الشَّافِعِي الْأسود أَخُو عبد الرَّحِيم الْمَاضِي. مِمَّن نَاب فِي الحكم وخطب وَكَانَ أبح عديم الْفَضِيلَة. مَاتَ وَقد استجاره سبط شَيخنَا وَمَا علمت لماذا.

عَليّ بن الرِّضَا أبي بكر بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف اليمني ثمَّ الْمَكِّيّ الشهير بِالرِّضَا أَخُو السراج عمر. كتب بجدة يَسِيرا ثمَّ ترك وَمَات فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين.

عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَليّ الأشخر وَصفه النَّاشِرِيّ بالفقيه الصَّالح وَنقل عَنهُ عَن جده الْعَلامَة الأوحد مُحَمَّد شَيْئا وَأَن صَاحب التَّرْجَمَة قدم عَلَيْهِم زبيد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ.

عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن أَحْمد نور الدّين التكروري ثمَّ القاهري الْمَالِكِي وَأَظنهُ الَّذِي كَانَ يلقب بالماعز لكَونه كَانَ أسمر. ولد سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَسمع على ابْن أبي الْمجد والتنوخي والأبناسي والتقي الدجوي والبدر النسابة والحلاوي والسويداوي وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ الشَّمَائِل النَّبَوِيَّة فِي آخَرين وتكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا وَكتب عَنهُ بعض أَصْحَابنَا. وَمَات فِي أَوَاخِر ربيع الأول أَو أَوَائِل الَّذِي يَلِيهِ سنة ثَلَاث)

وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ.

عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمَنَاوِيّ نِسْبَة لمنية بني خصيب ثمَّ الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَيعرف قَدِيما بِابْن المحوجب والآن بالأزهري مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.

عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد نور الدّين الْأنْصَارِيّ الأنبائي القاهري الشَّافِعِي نَائِب كَاتب السِّرّ وأخو الشَّمْس مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بالأنبائي. ولد فِي ثَانِي عشر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج والألفية وَعرض على جمَاعَة واشتغل قَلِيلا وخدم بالتوقيع عِنْد الْمُحب بن الْأَشْقَر وَغَيره، وَلَا زَالَ يترقى حَتَّى صَار رَأس الْجَمَاعَة بل نَائِب كَاتب

ص: 206

السِّرّ كل ذَلِك مَعَ تواضع وسياسة وبشاشة وحشمة وميل إِلَى الْمَعْرُوف ومحبة فِي الْفُضَلَاء وَرُبمَا تردد بَعضهم إِلَيْهِ لإقرائه، وَقد حج غير مرّة مِنْهَا فِي صُحْبَة الزيني عبد الباسط بل سَافر فِي سنة آمدرزار مَعَ الْأَشْرَف قايتباي بَيت الْمُقَدّس رَأَيْت السبط اسْتَكْتَبَهُ فِي بعض الاستدعاءات وَمَا علمت لماذا. مَاتَ فِي ثَانِي عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بعد أَن تعلل مُدَّة وَدفن بالقرافة الصُّغْرَى رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد الْعَلَاء أَبُو الْحسن بن زرين. كَانَ أَبوهُ سوقيا يلقب زوين فَنَشَأَ ابْنه فِي خدمَة بعض السوقة ثمَّ انْتَمَى لبَعض البريدية وتفقه فِي الْمَظَالِم حَتَّى ولي الْكَشْف بالغربية وَصَارَ إِلَى مظالم ومخازن سِيمَا فِي أَيَّام يشبك الدوادار ثمَّ بعده صرف بِخَير بك السيفي إينال الْأَشْقَر وَقد كَانَ فِي ركب الْمحمل سنة سبع وَتِسْعين وحصلت مِنْهُ بهذلة للخطيب الوزيري.

وَلم يلبث أَن مَاتَ بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة ثَمَان.

عَليّ بن أبي بكر بن يُوسُف بن أَحْمد بن الخصيب الدَّارَانِي الدِّمَشْقِي خَادِم الشَّيْخ أبي سُلَيْمَان الدَّارَانِي. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: ولد فِي سنة سبع عشرَة وَسَبْعمائة وَلم يجد من يعتني بِهِ فِي السماع نعم سمع منتقى من الْجُزْء الثَّالِث من مُعْجم أبي يعلى وَجَمِيع تَارِيخ داريا لأبي عَليّ عبد الْجَبَّار بن عبد الله الْخَولَانِيّ على دَاوُد بن مُحَمَّد بن عربشاه وَأَجَازَ لي فِي سنة سبع وَتِسْعين. وَمَات فِي حادي عشر الْمحرم سنة إِحْدَى يَعْنِي بداريا بعد أَن تغير بِأخرَة يَعْنِي قَلِيلا وَقَالَ فِي الأنباء روى عَن شَاكر بن التقي بن أبي الْيُسْر وَغَيره قَالَ وَكَانَ معمرا، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي.

عَليّ بن أبي بكر نور الدّين الْبُوَيْطِيّ ثمَّ القاهري كَاتب العليق ووالد المحمدين الشَّمْس وكريم)

الدّين وآمنة أم قَاضِي الْحَنَابِلَة الْبَدْر السَّعْدِيّ وحاج ملك أم سعد كَاتب المماليك أم ابْن العجمي.

برع فِي غنون وَكَانَ يجْتَمع مَعَ الزين عبد الرَّحْمَن بن السدار وَالشَّمْس بن عُثْمَان نَاظر جَامع المارداني وَغَيرهمَا من الأستاذين فيتذاكرون مَا يعرفونه من الْفُنُون ويستفيد كل مِنْهُم من الآخر مَا عِنْده وَكَانَ لطيفا. مَاتَ بعد الثَّلَاثِينَ وَاسْتقر بعده فِي كِتَابَة العليق أَخُو زَوجته وَزوج ابْنَته عبد الْقَادِر بن أبي بكر الْبكْرِيّ البلبيسي الْمَاضِي.

عَليّ بن أبي بكر نور الدّين الديمي ثمَّ القاهري الصحراوي. حج مَعَ الرجبية وَكَانَ إِمَامًا الْأَمِير الركب عَلان وَمَات بعد زيارته الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة ووصوله مَكَّة بهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَسبعين رحمه الله.

عَليّ بن أبي بكر نور الدّين الطوخي ثمَّ القاهري التَّاجِر جارنا قَدِيما

ص: 207

ووالد إِبْرَاهِيم المتوفي قبله مَاتَ فِي أَوَائِل ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ بعد أَن عمي وأقعد وفجع بولده الْمشَار إِلَيْهِ وَكَانَ شَدِيد الْحِرْص زَائِد الْإِمْسَاك مَعَ ذكره بمزيد المَال عَفا الله عَنهُ.

عَليّ بن أبي بكر الأبياري ثمَّ القاهري أحد شهورها المزورين. لَهُ ذكر فِي مُحَمَّد بن حسن بن إِسْمَاعِيل.

عَليّ بن بهادر بن عبد الله عَلَاء الدّين الدواداري النَّائِب بصفد. كَانَ جوادا ممدحا عَارِفًا بِالْمُبَاشرَةِ دَافع عَن صفد أَيَّام تمرلنك حَتَّى سلمت من النهب وَيُقَال أَنه أحصى مَا أنفقهُ فِي تِلْكَ الْأَيَّام فَبلغ عشرَة آلَاف دِينَار فَأكْثر بل كَانَ ينْفق على الواردين إِلَيْهَا من قبل الكائنة وعَلى الهاربين إِلَيْهِ بعْدهَا وَاسْتقر بعد ذَلِك حاجبا بصفد فَعمل عَلَيْهِ نائبها سودون الحمزاوي وضربه ضربا مبرحا واستأصل أَمْوَاله وَمَات من الْعقُوبَة فِي أَوَاخِر سنة أَربع وَقتل بِهِ سودون بعد ذَلِك قصاصا كَمَا سبق فِي تَرْجَمته.

عَليّ بن الْبَهَاء بن عبد الحميد بن الْبَهَاء بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْعَلَاء الزريراني بالنُّون الْبَغْدَادِيّ الأَصْل الْعِرَاقِيّ المولد ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِالْعَلَاءِ ابْن الْبَهَاء. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَان عشرَة وَثَمَانمِائَة وَقدم الشَّام فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ فتفقه بالتقي بن قندس وبالبرهان بن مُفْلِح وعنهما أَخذ الْأُصُول، وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس مرَارًا ولقيته بصالحية دمشق فَسمع مَعنا على كثيرين بل قَرَأَ الصَّحِيحَيْنِ على الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن معتوق والنظام بن مُفْلِح وَكَذَا سمع بعض الْمسند وَغَيره على ابْن الطَّحَّان وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس وَمن)

مسموعه على ابْن الطَّحَّان مآخذ الْعلم لِابْنِ فَارس، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة سبع وَسبعين وَتردد لمدرسي الْوَقْت لتمييز مَرَاتِبهمْ وَحضر عِنْدِي فِي مجَالِس الْإِمْلَاء وَسمع مني وعَلى الشهَاب الشاوي بعض الْمسند، وَأقَام إِلَى أثْنَاء ذِي الْقعدَة من الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ توجه بعد أَن درس جمَاعَة من الطّلبَة كالتقي البسطي وَالسَّيِّد عبد الْقَادِر القادري وَأذن لَهما ولغيرهما وَنزل فِي صوفية الخانقاه الشيخونية واستوحش من قَاضِي الْمَذْهَب الْبَدْر السَّعْدِيّ وَمن غَيره وَلما رَجَعَ نَاب فِيمَا بَلغنِي عَن النَّجْم ابْن الْبُرْهَان بن مُفْلِح فِي الْقَضَاء وَمَا أحببته لَهُ وَلَكِن الْغَالِب عَلَيْهِ الصفاء وَالْخَيْر مَعَ استحضار للفقه ومشاركة وَكَانَ مجاورا بِمَكَّة فِي سنة تسعين وأقرأ هُنَاكَ الْفِقْه.

عَليّ بن جَار الله بن زَائِد بن يحيى السنبسي الْمَكِّيّ أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن زَائِد. ولد تَقْرِيبًا سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَأَجَازَ لَهُ بعيد ذَلِك جمَاعَة مِنْهُم. مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ. أرخه ابْن فَهد.

ص: 208

عَليّ بن جَار الله بن صَالح بن أبي الْمَنْصُور أَحْمد بن عبد الْكَرِيم بن أبي الْمَعَالِي يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن شيبَة بن إياد بن عَمْرو ابْن الْعَلَاء نور الدّين بن جلال الدّين الشَّيْبَانِيّ الطَّبَرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وأبوهما. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلاه للسبع على الشَّمْس الْحلَبِي، وَكَذَا حفظ الْعُمْدَة وَالْأَرْبَعِينَ لليافعي والشاطبيتين وعقيدة النَّسَفِيّ والمنار فِي أصُول الْفِقْه وَالْمُخْتَار فِي الْفِقْه وألفية ابْن مَالك، وعرضها بِمَكَّة وبالقاهرة على جمَاعَة، وَسمع على أَبِيه وَابْن صديق الأبناسي والزين المراغي والشريف عبد الرَّحْمَن الفاسي وَالْجمال بن ظهيرة وَأبي الْيمن الطَّبَرِيّ فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمس وَتِسْعين فَمَا بعْدهَا عبد الله بن خَلِيل الحرستاني وَأَبُو بكر بن عبد الله بن عبد الْهَادِي وَأحمد ابْن أقبرص وَفَاطِمَة ابْنة المنجا وَفَاطِمَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ، وَولي قَضَاء جدة بعد موت أَخِيه مُدَّة عَن قُضَاة مَكَّة ثمَّ ترك وَلزِمَ بَيته لَا يخرج مِنْهُ إِلَّا للْجُمُعَة وَالصُّبْح وَالْعشَاء. وَكَانَ خيرا سَاكِنا. مَاتَ فِي ظهر الثُّلَاثَاء تَاسِع عشري شَوَّال سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَصلي عَلَيْهِ بعد الْعَصْر عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة رحمه الله. ذكره النَّجْم بن فَهد فِي مُعْجَمه.

عَليّ بن جسار بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود الْعمريّ الْمَكِّيّ كَانَ من أَعْيَان القواد الْعمرَة مَشْهُورا بعقل وَخير ووفاء فِي القَوْل مقدما عِنْد صَاحب مَكَّة أَحْمد بن عجلَان لكَونه أَخَاهُ لأمه)

ثمَّ لَا زَالَ مرعيا حَتَّى مَاتَ فِي شَوَّال سنة عشْرين بالعد من منَازِل بني حسن وَنقل إِلَى مَكَّة فَدفن بالمعلاة وَأَظنهُ بلغ السِّتين أَو جازها وَخلف عدَّة أَوْلَاد نجباء وَدُنْيا. قَالَه الفاسي فِي مَكَّة.

عَليّ بن جَعْفَر المشعري الْمَكِّيّ. مَاتَ بهَا فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ أرخة ابْن فَهد.

عَليّ بن أبي جَعْفَر. فِي ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن الضيا.

عَليّ بن جُمُعَة بن أبي بكر الْبَغْدَادِيّ خَادِم مقَام الإِمَام أَحْمد كآبائه والخريزاتي هُوَ. ولد سنة خمسين وَسَبْعمائة أَو بعْدهَا بِبَغْدَاد وَنَشَأ بهَا وَتعلم صنائع ثمَّ ساح فِي الْبِلَاد وطوف الْعرَاق الْبَحْرين والهند وَأَرْض الْعَجم وَمَا وَرَاء النَّهر ثمَّ حج وطوف الْبِلَاد الشامية ثمَّ قدم الْقُدس وَسكن بِهِ وبالخليل ونابلس ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وسكنها وطوف فِي ريفها وارتزق بهَا من صَنْعَة الشريط وَجلسَ لصنعه بحانوت تجاه الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة وشاع عَنهُ مِمَّا شَاهده الثِّقَات فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين أَن السبَاع إِذا مر بهَا عَلَيْهِ تَأتيه وتتلمس بِهِ هَيْئَة الْمُسلمين عَلَيْهِ بِحَيْثُ يعجز قائدوه عَن مُرُور

ص: 209

السَّبع بِدُونِ مَجِيئه إِلَيْهِ بل وَعَن أَخذه عَنهُ سَرِيعا إِلَّا إِن أذن هُوَ لَهُ وتكرر ذَلِك مُدَّة إِلَى أَن مل الشَّيْخ فَصَارَ إِذا سمع بالسبع من بعد يقوم ويفر إِلَى الْمدرسَة أَو غَيرهَا رَجَاء زَوَال اعْتِقَاد من لَعَلَّه يَعْتَقِدهُ بِسَبَب ذَلِك، كل ذَلِك مَعَ سكينته ونوره وَكَثْرَة تواضعه وهضمه لنَفسِهِ وإظهاره لمن يجْتَمع بِهِ أَنه فِي بركَة الْعلمَاء وَنَحْو هَذَا وَلَا يَخْلُو من قَلِيل بله، وَبَلغنِي عَنهُ أَنه أخبر أَن عَم وَالِده واسْمه عبد الْملك كَانَ يركب السبَاع. مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء عَاشر رَمَضَان سنة ثَمَان وَسِتِّينَ بِالْقَاهِرَةِ وَكنت مِمَّن تَكَرَّرت رؤيتي لَهُ والتمست أدعيته بل أَظن أنني شاهدت صَنِيع السَّبع مَعَه رحمه الله وإيانا. عَليّ بن حبيب البوصيري. فِي ابْن آدم بن حبيب.

عَليّ بن حجاج الحريري الدَّلال. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.

عَليّ بن حجاج الْوراق أحد فضلاء الْمَالِكِيَّة. يَأْتِي فِي أَوَاخِر العليين.

عَليّ بن حسب الله الجزار. مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ.

عَليّ بن الْبَدْر حسن بن إِبْرَاهِيم بن حُسَيْن بن عليبة الْمَاضِي أَبوهُ وجده وشقيقه إِبْرَاهِيم وَهَذَا أكثرهما. مَاتَ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين وَلم يكمل الْعشْرين.

عَليّ بن الْحسن بن أبي بكر بن الْحسن بن عَليّ بن وهاس موفق الدّين أَبُو الْحسن الخزرجي الزبيدِيّ اليمني المؤرخ. اشْتغل بالأدب ولهج بالتاريخ فمهر فِيهِ شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ:)

اعتنى بأخبار بَلَده فَجمع لَهَا تَارِيخا على السنين وَآخر على الْأَسْمَاء يَعْنِي الْمُسَمّى طراز أَعْلَام الْيمن فِي طَبَقَات أَعْيَان الْيمن وَسَماهُ أَيْضا العقد الفاخر الْحسن فِي طَبَقَات أكَابِر أهل الْيمن وَآخر على الدول. ولقيته بزبيد فطار حَتَّى برسالة أَولهَا: أمتع الله بطلعتك المضية وشمائلك المرضية وحزت خيرا ووقيت ضيرا. وَهِي طَوِيلَة من هَذَا النمط، وَقَالَ فِي أنبائه: كَانَ ناظما ناثرا مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَقد جَازَ السّبْعين وَيُقَال أَن جده هُوَ الَّذِي عناه الزَّمَخْشَرِيّ بقوله:

(وَلَوْلَا ابْن وهاس وسابق فَضله

رعيت هشيما واستقيت مصردا)

وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي.

عَليّ بن حسن بن أبي بكر نور الدّين النمراوي الْخَطِيب وَالِد الْبَدْر حسن وَيعرف بِابْن الطَّوِيل. مَاتَ فِي الْمحرم أَو صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين.

عَليّ بن حسن بن عبد الْحَاكِم بن عَليّ الأَجْهُورِيّ نِسْبَة لأجهور الْكُبْرَى بساحل الْبَحْر من عمل القليوبية، ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. ولد سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بأجهور وتحول إِلَى الْقَاهِرَة حِين ميز فحفظ الْقُرْآن وجوده على الزين طَاهِر بل تَلا عَلَيْهِ لأبي عَمْرو إِلَى آخر النَّحْل، والمنهاج وألفية النَّحْو والجرومية

ص: 210

والحاجبية وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الوروري وزَكَرِيا وَغَيرهمَا وَفِي النَّحْو والمنطق عَن الْمُحب الْحَنَفِيّ القَاضِي شيخ الجوهرية وَكَذَا قَرَأَ لأبي عَمْرو إِلَى آخر النَّحْل، والمنهاج وألفية النَّحْو والجرومية والحاجبية وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الوروري وزَكَرِيا وَغَيرهمَا وَفِي النَّحْو والمنطق عَن الْمُحب الْحَنَفِيّ القَاضِي شيخ الجوهرية وَكَذَا قَرَأَ شرح الشذور على السنهوري والمتوسط على عَليّ بن برد بك ومجموع الكلائي على النُّور الطنتدائي والكتب السِّتَّة مَعَ حل ألفية الْعِرَاقِيّ على الديمي ثمَّ لازمني فِي شرح الْعُمْدَة لِابْنِ دَقِيق الْعِيد وَغَيره وَسمع الحَدِيث على السَّيِّد النسابة والتقي الشمني والقلقشندي وَغَيرهم بالزاوية الحلاوية بِقِرَاءَة يحيى القباني وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء والبيبرسية والجوهرية وَغَيرهَا وخطب بِبَعْض الْمدَارِس وأقرأ بعض بني بعض الْأُمَرَاء، وَحج وجاور ولازم هُنَاكَ الْبُرْهَان بن ظهيرة، وَهُوَ عبد صَالح لَهُ فهم وإحساس.

عَليّ بن حسن بن عجلَان بن رميثة بن أبي نمي مُحَمَّد بن أبي سعيد الْحسن بن عَليّ ابْن قَتَادَة الحسني الْمَكِّيّ أَخُو إِبْرَاهِيم وَأحمد وبركات وَأمه حفيدة مغامس بن رميثة. ولد سنة سبع)

وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِمَكَّة وَنَشَأ متعانيا الشجَاعَة حَتَّى بلغ الْغَايَة وَقَرَأَ عِنْده البُخَارِيّ مرَارًا واشتغل بِالصرْفِ وَلم يلم بِالْعَرَبِيَّةِ، وَولى إمرة مَكَّة عَن أَخِيه بَرَكَات فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَأَرْبَعين وسافر إِلَى مَكَّة فِي رجبها وَاسْتمرّ إِلَى أَن نقل عَنهُ أعداؤه أَشْيَاء أوغروا بهَا قلب السُّلْطَان فَقبض عَلَيْهِ وعَلى أَخِيه إِبْرَاهِيم فِي آخَرين من جماعتهما فِي شَوَّال سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَقدم بهم فِي الْبَحْر إِلَى الطّور فوصلوا الْقَاهِرَة فِي ذِي الْحجَّة مِنْهَا فوضعا فِي برج القلعة، وَكتب عَنهُ بعض الْفُضَلَاء فِي ربيع الأول من الَّتِي تَلِيهَا قصيدة طَوِيلَة جدا جزلة الْأَلْفَاظ عذبتها جَيِّدَة الْمعَانِي لَيست بعيدَة عَن تمكن قوافيها وَلكنهَا فَاشِية اللّحن، مِنْهَا:

(وَإِن نَالَ الْعلَا قرم بِقوم

رقيت علوها فَردا وحيدا)

يَقُول فِيهَا:

(وَقد جافى كتاب الله صدقا

بقول عز قَائِله الحميدا)

(ترى الْحَسَنَات نجزيها بِخَير

وبالسيا سيات ستورا)

(وواعد أَن بعد الْعسر يسرا

فَلَا عز يَدُوم وَلَا سعودا)

ثمَّ أَن السُّلْطَان نَقله مَعَ أَخِيه وَجَمَاعَة إِلَى إسكندرية ثمَّ إِلَى دمياط فَمَاتَ بهَا فِي أَوَائِل صفر سنة ثَلَاث وَخمسين مسجونا مطعونا رحمه الله وَعَفا عَنهُ، وَكَانَ حسن المحاضرة ذَا ذوق وَفهم حَتَّى قيل أَنه أحذق بني حسن وأفضلهم وبلغنا أَنه تعلم بهَا طرفا صَالحا من الْعَرَبيَّة وَعمل هُنَاكَ قصيدة على وزن بَانَتْ سعاد ورويها وقافيتها أَجَاد فِيهَا.

عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن أَحْمد نور الدّين أَبُو الْحسن البشبيشي الْأَزْهَرِي وَيعرف بالميسروي لمجاورتهما لبلدة من أَعمال الدقهلية. مِمَّن اشْتغل يَسِيرا وتكسب

ص: 211

بِالشَّهَادَةِ والنساخة وَكتب مناسخات البقاعي وَغَيرهَا وَكَانَ مِمَّن يجْتَمع عَلَيْهِ لذَلِك وَرُبمَا أَخذ عني. ومولده فِي رَجَب سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن ومختصر أبي شُجَاع والرحبية والملحة عِنْد أَحْمد بن الْمُؤَذّن أحد أَصْحَاب الخافي ثمَّ قَرَأَ على الشَّمْس بن الْفَقِيه حسن بدمياط بعض الْمِنْهَاج ولبخاري وَغَيرهمَا وتحول إِلَى الْقَاهِرَة فَنزل الْأَزْهَر وَقَرَأَ على الشهَاب السكندري والزين طَاهِر وَسمع الحَدِيث وخطب وشارك قَلِيلا.

عَليّ بن حسن بن عَليّ بن بدر النُّور أَبُو الْبَقَاء وَأَبُو الْحسن الْبَارِي نِسْبَة لمحلة بار بِالْقربِ من النحرارية من الغربية كَانَ جده خَادِم الضريح بهَا الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الْمُقْرِئ الضَّرِير)

وَيعرف بِأبي عبد الْقَادِر وَهُوَ بهَا أشهر. مِمَّن أَخذ الْقرَاءَات عَن التَّاج بن تمرية وطاهر الْمَالِكِي والنور الحبيبي وَعبد الدَّائِم الْأَزْهَرِي وتصدى للإقراء فَانْتَفع بِهِ وَشهد عَلَيْهِ الأكابر بل وَأثبت شَيخنَا اسْمه فِي الْقُرَّاء بِمصْر فِي وسط هَذَا الْقرن وَكَانَ ضيق العطن خيرا. مَاتَ بعد الْخمسين أَو قريبها.

عَليّ بن حسن بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن سليم نور الدّين أَبُو الْحسن البيجوري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد مُحَمَّد وأخو مُحَمَّد الآتيين وَابْن عَم إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن الْمَاضِي. إِمَام سمع من ابْن الْقَارئ وَابْن أبي الْمجد الصَّحِيح وَمن ابْن حَاتِم الْجُمُعَة للنسائي وَمن أبي الْيمن بن الكويك مشيخة ابْن الجميزي وَغَيرهَا، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَعرض عَلَيْهِ قَرِيبه الشَّمْس مُحَمَّد بن الْبُرْهَان شيخ الشَّافِعِيَّة الْمِنْهَاج وَكَانَ رَفِيقًا لِابْنِ عَمه فِي الِاشْتِغَال. وَمَات قبل أَخِيه بِمدَّة.

عَليّ بن حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الْعَلَاء السَّلمَانِي القريري من قرى حوران. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَقدم من بَلَده فِي سنة سبع وَسبعين واشتغل بِعَمَل السكر ثمَّ قَرَأَ الْقُرْآن بِحَلقَة إِبْرَاهِيم الصُّوفِي وَسمع الحَدِيث ثمَّ اشْتغل بالبادرائية على الشّرف بن الشريشي وَالزهْرِيّ والقرشي وَأخذ عَن الشّرف الْغَزِّي والملكاوي وَأكْثر عَنهُ بِخُصُوصِهِ وَحصل لَهُ وظائف ثمَّ بعد الْفِتْنَة افْتقر وَسَاءَتْ حَالَته وَذهب إِلَى طرابلس وصفد وناب فِي الحكم بأعمالها ثمَّ عَاد إِلَى دمشق، وَحج غير مرّة وَجلسَ فِي دكان يتجر فِي الثِّيَاب ثمَّ مَعَ الشُّهُود بِبَاب الشامية إِلَى أَن مَاتَ وَكَذَا جلس مُدَّة للإقراء وَكتب على الْفَتَاوَى وَأم بالشامية البرانية وَكَانَ يقْرَأ فِي الْمِحْرَاب جيدا وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير، وَلم نجد لَهُ سَمَاعا على قدر سنه نعم سمع على الْكَمَال أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْحق بعض الِاسْتِيعَاب لِابْنِ عبد الْبر وَقَالَ ابْن اللبودي أَنه سمع من جمَاعَة وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَمَات فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بِدِمَشْق وَدفن بمقبرة بَاب

ص: 212

الفراديس. أرخه ابْن اللبودي وَغَيره.

عَليّ بن حسن بن عَليّ بن معِين الْعَلَاء السنباطي الأَصْل القاهري الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن إِمَام الْمُؤَيد. مِمَّن انْتَمَى الْعَلَاء بن الصَّابُونِي نَاظر الْخَاص وَصَارَ يتَكَلَّم لَهُ فِي أَشْيَاء كالمواريث للْحَاج وتكرر سَفَره لذَلِك وَكَذَا تكَرر دُخُوله الشَّام لَهُ مَعَ عقل وأدب وَقد خالطني فِي السّفر لمَكَّة بل رافقني من بطن مر إِلَيْهَا سنة سِتّ وَتِسْعين ثمَّ بَلغنِي أَنه اسْتَقر فِي نظر)

الطّور.

عَليّ بن الْحسن بن عَليّ نور الدّين الدهثوري مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ عَليّ بن حسن بن عَليّ الْمحلي الهيثمي ثمَّ القاهري الْقصير خَادِم الشَّيْخ مُحَمَّد بن صَالح الْآتِي بَين الْفُقَرَاء وَنَحْوهم بكاتم السِّرّ. لازمخدمة الْمشَار إِلَيْهِ وَتردد إِلَى الأكابر وتنزل فِي بعض الْجِهَات وَسمع على بعض الشُّيُوخ بِقِرَاءَتِي بل سمع مني فِي الْإِمْلَاء وَغَيره.

عَليّ بن حسن بن عَليّ الغمري المراكبي أَبوهُ وَيعرف بِابْن خروب. مِمَّن حفظ الْمِنْهَاج وَعرض عَليّ فِي جملَة من الْجَمَاعَة، وَحج واشتغل قَلِيلا عِنْد الْأمين ابْن النجار ثمَّ الحليبي وأهدي إِلَيْهِ فولاه الزيني زَكَرِيَّا قَضَاء منية غمر شركَة لفارس ثمَّ لغيره وعد من الْعَجَائِب.

عَليّ بن حسن بن عمر التلواني. هَكَذَا سَاق شَيخنَا نسبه فِي تَارِيخه وَصَوَابه عَليّ بن عمر بن حسن بن حُسَيْن وَسَيَأْتِي.

عَليّ بن حسن بن قَاسم بن عَليّ بن أَحْمد بن الخواجا نور الدّين ابْن عَم الخواجا بدر الدّين الملقب بالطاهر الْمَاضِي وَكَذَا يلقب هُوَ بهَا الصعدي الْيَمَانِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ. ولد فِي أَوَائِل الْقرن بينبع فِي قدوم أَبَوَيْهِ من الْقَاهِرَة إِلَى مَكَّة وَنَشَأ ببلاده وَولي فِي أَيَّام الظَّاهِر يحيى بعض الولايات بزبيد وَغَيرهَا وَقدم مَكَّة وَعمر بهَا دَارا. مَاتَ فِي صفر سنة سبع وَخمسين بِمَكَّة.

أرخه ابْن فَهد.

عَليّ بن حسن بن مُحَمَّد بن قَاسم بن عَليّ بن أَحْمد نور الدّين بن الخواجا بدر الدّين الطَّاهِر الْمَاضِي وأخو الْجمال مُحَمَّد الْآتِي وَهُوَ أكبر. ولد سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ أَو فِي الَّتِي قبلهَا وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشهَاب الشوايطي ثمَّ ابْن عطيف وَصلى بِهِ على الْعَادة مرّة بعد أُخْرَى وَلَا أستبعد أَن يكون هُوَ وَأَخُوهُ سمعا على التقي بن فَهد وَأبي الْفَتْح المراغي وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهما جمَاعَة باستدعاء ابْن فَهد ولكنهما لم يتوجها لشَيْء من هَذَا، وَكَانَ فِي ظلّ أَبِيه وسافر إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة خمس وَتِسْعين مَطْلُوبا فتكلف لعشرة آلَاف دِينَار اسْتَدَانَ أَكْثَرهَا فِيمَا قبل

ص: 213

وَرجع فدام منكسرا. وَمَات فِي أَوَائِل صفر سنة تسع وَتِسْعين عقب أَخِيه بِيَسِير جدا، وَكَانَ كثير التِّلَاوَة وَالطّواف وَالْجَمَاعَة حَتَّى الظّهْر الَّذِي قل اعتناء كثيرين من أهل مَكَّة لشهوده جمَاعَة فِيمَا بَلغنِي مَعَ ينتمي للشَّيْخ عبد الْمُعْطِي مَعَ تقلل كَبِير وتظلم من أَخِيه. عَليّ بن حسن الحاضري يَأْتِي فِي ابْن حُسَيْن بن عَليّ.)

عَليّ بن حُسَيْن بن إِبْرَاهِيم الدِّمَشْقِي وَيعرف بالغزاوي. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.

عَليّ بن حُسَيْن بن عُرْوَة الْعَلَاء أَبُو الْحسن المشرقي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن زكنون بِفَتْح أَوله. ولد قبل السِّتين وَسَبْعمائة وَنَشَأ فِي ابْتِدَائه حمالا ثمَّ أعرض عَن ذَلِك وَحفظ الْقُرْآن وتفقه وبرع وَسمع من الْكَمَال بن النّحاس والمحيوي يحيى بن الرَّحبِي وَعمر بن أَحْمد الجرهمي والشمسين المحمدين ابْن أَحْمد ابْن مُحَمَّد بن أبي الزهر الطرايفي وَابْن الشَّمْس بن مُحَمَّد بن السكندري وَابْن صديق وَمن مسموعه على الثَّلَاثَة مُسْند عبد أَنا الحجار فِي آخَرين مِنْهُم الشَّمْس مُحَمَّد بن خَلِيل المنصفي قَرَأَ عَلَيْهِ مُسْند إمامهما أنابه الصّلاح بن أبي عمر والتاج أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَحْبُوب سمع عَلَيْهِ الزّهْد لإمامه قَالَ أخبرتنا بِهِ سِتّ الْأَهْل ابْنة علوان وَخَدِيجَة ابْنة مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم سمع عَلَيْهَا ابْن حبَان قَالَت: أَنا ابْن الزراد حضورا فِي الرَّابِعَة وإجازة وَكَذَا سمع على أبي المحاسن يُوسُف بن الصَّيْرَفِي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة وَجَمَاعَة مِنْهُم فِيمَا أخبر ابْن الْمُحب، وَانْقطع إِلَى الله تَعَالَى فِي مَسْجِد الْقدَم بآخر أَرض القبيبات ظَاهر دمشق يُؤَدب الْأَطْفَال احتسابا مَعَ اعتنائه بتحصيل نفائس الْكتب وبالجمع حَتَّى أَنه رتب الْمسند على أَبْوَاب البُخَارِيّ وَسَماهُ الْكَوَاكِب الدراري فِي تَرْتِيب مُسْند الإِمَام أَحْمد على أَبْوَاب البُخَارِيّ وَشَرحه فِي مائَة وَعشْرين مجلدا طَرِيقَته فِيهِ انه إِذا جَاءَ لحَدِيث الْإِفْك مثلا يَأْخُذ نُسْخَة من شَرحه للْقَاضِي عِيَاض فَيَضَعهَا بِتَمَامِهَا وَإِذا مرت بِهِ مسئلة فِيهَا تصنيف مُفْرد لِابْنِ الْقيم أَو شَيْخه ابْن تَمِيمَة أَو غَيرهمَا رضعه بِتَمَامِهِ ويستوفي ذَاك الْبَاب من المغنى لِابْنِ قدامه وَنَحْوه كل ذَلِك مَعَ الزّهْد والورع الَّذِي صَار فيهمَا مُنْقَطع القرين والتبتل لِلْعِبَادَةِ ومزيد الإقبال عَلَيْهَا والتقلل من الدُّنْيَا وسد رمقه بِمَا تكسبه يَدَاهُ فِي نسج العبي والاقتصار على عباءة يلبسهَا والإقبال على مَا يعنيه حَتَّى صَار قدوة، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وقرىء عَلَيْهِ شَرحه الْمشَار إِلَيْهِ أَو أَكْثَره فِي أَيَّام الْجمع بعد الصَّلَاة بِجَامِع بني أُميَّة وَلم يسلم مَعَ هَذَا كُله من طَاعن فِي علاهُ ظاعن عَن حماه بل حصلت لَهُ شَدَائِد ومحن كَثِيرَة كلهَا فِي الله وَهُوَ صابر محتسب حَتَّى مَاتَ، وَقد ذكره فِي أنبائه فَقَالَ انه كَانَ عابدا زاهدا قَانِتًا خيرا

ص: 214

لَا يقبل لأحد شَيْئا وَلَا يَأْكُل إِلَّا من كسب يَده وثار بَينه وَبَين الشَّافِعِيَّة شَرّ كَبِير بِسَبَب الِاعْتِقَاد. مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد ثَانِي عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَثَلَاثِينَ بمنزله فِي مَسْجِد الْقدَم وَصلى عَلَيْهِ هُنَاكَ قبل الظّهْر وَدفن ثمَّ وَكَانَت جنَازَته حافلة حمل نعشه على)

الرؤوس وَكثر الأسف عَلَيْهِ ورؤيت لَهُ منامات صَالِحَة كَثِيرَة قبل مَوته وَبعده، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن حُسَيْن بن عَليّ بن حُسَيْن عَلَاء الدّين الدِّمَشْقِي الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن مكسب. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.

على بن حُسَيْن بن عَليّ بن سَلامَة الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي. تفقه بالعماد الحسباني وَغَيره ودرس بِدِمَشْق وَكَانَت لَهُ مُشَاركَة فِي الْأَدَب ونظم متوسط. مَاتَ بِدِمَشْق فِي سنة تسع عشرَة.

قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه.

عَليّ بن حُسَيْن ورأيته فِي غير مَوضِع بِالتَّكْبِيرِ ابْن عَليّ نور الدّين الحاضري الْحَنَفِيّ.

ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة واشتغل وَأَجَازَ لَهُ الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن جمَاعَة وباشر عدَّة وظائف سلطانية مِنْهَا شَهَادَة الدِّيوَان الْمُفْرد رَفِيقًا للتاج بن كَاتب المناخات وأهين فِي دولة منطاش وَنفي ثمَّ عظم لما عَاد الظَّاهِر وَتَوَلَّى ابْن أُخْته بيبرس الدوادارية، وَكَانَ كثير التودد طلق الْوَجْه حسن الْعشْرَة. مَاتَ فِي عشري شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَقد شاخ ورق حَاله، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْبَدْر الدَّمِيرِيّ وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَقَالَ أَنه أنْشدهُ قَالَ: أَنْشدني طَاهِر بن حبيب وَذكر من نظمه.

عَليّ بن حُسَيْن بن عَليّ الجراحي ثمَّ الدمياطي بواب المعينية بهَا مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.

عَليّ بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن حسن بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُسلم نور الدّين ابْن الْبَدْر بن العليف الْمَكِّيّ الشَّافِعِي سبط القطب أبي الْخَيْر بن عبد الْقوي والماضي أَبوهُ وَأَخُوهُ أَحْمد.

ولد فِي الْمحرم سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَحفظ الْأَرْبَعين والألفية وَغَيرهمَا واشتغل بالفقه والعربية وَغَيرهمَا يَسِيرا عِنْد النُّور الفاكهي وَغَيره وَرُبمَا حضر عِنْد القَاضِي عبد الْقَادِر فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا ولازم ابْن يُونُس فِي الْعَرَبيَّة رَفِيقًا لأبي اللَّيْث وَسمع على الزين الأميوطي والتقي بن فَهد وَغَيرهمَا، وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة فَأخذ عني بهَا وَكَذَا بِمَكَّة وَالْمَدينَة وقطنها مُدَّة وتولع بالنظم وسمعته ينشد مَا كتب بِهِ لصاحبنا النَّجْم بن فَهد بل امتدحني بِأَبْيَات وَأكْثر من القصائد لأعيان الْوَقْت الْبعيد بعيد التسعين حِين إِقَامَته بِالْقَاهِرَةِ سِنِين وَرُبمَا يكون فِيهَا البليغ وَأَخُوهُ أثبت مِنْهُ عقلا وفهما. مَاتَ بهَا بالطاعون فِي سنة سبع وَتِسْعين رحمه الله.)

ص: 215

عَليّ بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن نَافِع الْخُزَاعِيّ الْمَكِّيّ أَخُو مُحَمَّد الْآتِي. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.

عَليّ بن حُسَيْن بن مَحْمُود نور الدّين الْحُسَيْنِي الْبَلْخِي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف بالطيبي.

مِمَّن اشْتغل قَلِيلا وَقَرَأَ على السوهائي وَكَذَا أَخذ عني فِي مجاورتي الثَّالِثَة أَشْيَاء مِنْهَا القَوْل البديع بعد أَن كتبه لنَفسِهِ وَلغيره وَجلسَ بِبَاب السَّلَام شَاهدا وَفِي أَيَّام الثمان وَنَحْوهَا يكون بجانبه أوراق الْعُمر.

عَليّ بن حُسَيْن بن مكي بن جدي الفارسكوري الحائك بهَا. ولد فِيهَا تَقْرِيبًا سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ عاميا فولع بالمواليا ولقيته هُنَاكَ فَكتبت عَنهُ مِنْهَا قَوْله:

(قامة قوامك سما فِيهَا جَمِيع الْفلك

مركبة وَالْقَمَر وَجهك وشعرك حلك)

(وَالصُّبْح من فرقك الباهي برز فِي ملك

قَاتل جيوش الدجى يَا غُصْن صَار وَأهْلك)

إِلَى غير ذَلِك مِمَّا أثْبته فِي مَوضِع آخر.

عَليّ بن حُسَيْن نور الدّين المنهلي الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي ابْن عَم الزين بن عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي.

مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَتِسْعين.

عَليّ بن حَمْزَة فَقِيه الزيدية. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَسِتِّينَ بواسط من وَادي مر وَدفن هُنَاكَ. أرخه ابْن فَهد.

عَليّ بن حيدر شيخ تربة الأعجام بِالْقربِ من تربة تغرى برمش الزردكاش وَإِمَام برقوق نَائِب الشَّام كَانَ مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَتِسْعين.

عَليّ بن خضر بن جُمُعَة التَّمِيمِي الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ. مِمَّن أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ.

عَليّ بن خَلِيل بن رسْلَان الرملاوي ثمَّ الْمَكِّيّ الْعَطَّار فِيهَا بِبَاب السَّلَام وَشَيخ أحد الأسباع بهَا أَخذ عَن الشهَاب بن رسْلَان وَكَانَ شَيخا مقرئا صَالحا أَخذ عَنهُ أَبُو حَامِد المرشدي فِي الْقرَاءَات وَأَخذهَا هُوَ عَن وَالِده عمر المرشدي. وَمَات بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ.

عَليّ بن خَلِيل بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد نور الدّين أَبُو الْحسن القاهري الحكري الْحَنْبَلِيّ وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بالحكري. ولد سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة بالحكر خَارج الْقَاهِرَة واشتغل بالفقه وعدة فنون وَتكلم على النَّاس بالأزهر وَكَانَ لَهُ قبُول وزبون وناب فِي الحكم ثمَّ اسْتَقل بِالْقضَاءِ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة بعد صرف الْمُوفق أَحْمد بن نصر الله بسعي شَدِيد بعد سَعْيه فِيهِ أَيْضا بعد موت أَخِيه بدر الدّين بل بعد موت)

والدهما نَاصِر الدّين نصر الله وَلم يتم لَهُ أَمر إِلَيّ الْآن ثمَّ صرف بعد ذِي الْحجَّة مِنْهَا بموفق الدّين وَعَاد الحكري إِلَى حَالَته الأولى بل حصل لَهُ مزِيد إملاق وركبته دُيُون فَكَانَ أَكثر أَيَّامه إِمَّا فِي

ص: 216

الترسيم وَإِمَّا فِي الِاعْتِقَاد وقاسى نوعا من الشدَّة وأرفده من كَانَ يعرفهُ من الرؤساء فَمَا اشتدت خلته وَصَارَ يستمنح بعض النَّاس ليحصل لَهُ مَا يسد بِهِ الرمق إِلَى أَن مَاتَ وَهُوَ كَذَلِك فِي الْمحرم سنة سِتّ. قَالَه شَيخنَا فِي رفع الإصر وَقَالَ فِي الإنباء أَنه أَكثر من النواب وسافر مَعَ الْعَسْكَر فِي وقْعَة تنم يَعْنِي مَعَ النَّاصِر فَرح، زَاد غَيره وَلم يعرف قبله حنبلي زَاد على ثَلَاثَة نواب وَمَعَ هَذَا لم تشكر سيرته، وَذكره المقريزي فِي عقوده وَرَأَيْت خطه بِالشَّهَادَةِ على بعض الْقُرَّاء فِي إجَازَة الْجمال الزيتوني سنة إِحْدَى وَتِسْعين عَفا الله عَنهُ.

عَليّ بن خَلِيل بن قراجا بن دلغادر عَلَاء الدّين الأرتقي التركماني أَمِير التركمان بِبَلَد مرعش وَمَا والاها وَابْن أَمِيرهمْ وأخو الناصري مُحَمَّد بك الْآتِي وَيعرف بعلي باك. حاصر حلب مرّة وَنهب الْقرى الَّتِي حولهَا وأفسد فِي الْبر إفسادا كثيرا ثمَّ انهزم وَكَانَ تَارَة يخضع للنواب ويجتمع بهم وَتارَة يخالفهم وَولي نِيَابَة عنتاب فِي أَيَّام المظفر أَحْمد سنة أَربع وَعشْرين فَلَمَّا اسْتَقر الْأَشْرَف عَزله عَنْهَا ثمَّ استدعى بِهِ إِلَى مصر فَتوجه إِلَيْهِ. ذكره ابْن خطيب الناصرية مطولا، وَله ذكر فِي مُحَمَّد بن عَليّ بن قرمان وَمَات فِي.

عَليّ بن خَلِيل بن مُحَمَّد بن حسن الْحلَبِي الْحَنَفِيّ. لَقِيَنِي فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَتِسْعين بِمَكَّة قَرَأَ على الْبَعْض من الصَّحِيحَيْنِ وَسمع مني المسلسل وَغَيره وكتبت لَهُ وَقَالَ أَن مولده تَقْرِيبًا سنة خمس وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بحلب وَأَنه جود الْقُرْآن على أَبِيه واشتغل فِي النَّحْو على نصر الله العجمي نزيل حلب والمتوفى بهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَفِي الْفِقْه على أَبِيه المتوفي فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَتِسْعين والمنطق وَالْحكمَة وَالْكَلَام على الشَّمْس مُحَمَّد بن فَخر الدّين بن خير الدّين الْحلَبِي المتوفي سنة تسع وَثَمَانِينَ والحساب والهيئة والنجوم عَليّ يُوسُف بن قرقماس الحمزاوي الْحلَبِي أحد الأحباء كل ذَلِك بحلب وبملطية الْمعَانِي وَالْبَيَان على أحد علمائها التَّاج إِبْرَاهِيم المتوفي سنة سِتّ وَتِسْعين، وتميز وشارك فِي الْفَضَائِل وَحج قبل ذَلِك ثمَّ الْآن وَصله الله سالما.

عَليّ بن خَلِيل بن مُسلم أَبُو الْحسن المسلمي.

عَليّ بن دَاوُد بن إِبْرَاهِيم نور الدّين القاهري الْجَوْهَرِي الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن دَاوُد)

وبابن الصَّيْرَفِي. ولد فِي رَابِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه وَكَانَ صيرفيا فِي الدولة وَزعم أَنه حفظ الْقُرْآن والعمدة والقدوري وألفية النَّحْو والخزرجية وَأَنه عرض على النظام يحيى الصيرامي والمحب بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ وَنصر الله وَغَيرهم وَأَنه جود فِي الْقرَاءَات

ص: 217

على الزراتيتي وَقَرَأَ فِي الْفِقْه على ابْن الديري والزين قَاسم والشمسي وَمِمَّا قَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه للنقاية وَشَرحه لنظم وَالِده النخبة بل قَرَأَ شرحها على مؤلفها شَيخنَا مَعَ ديوَان خطبه وَغَيره ولازم مَجْلِسه فِي الْإِمْلَاء وَغَيره وَصلى شَيخنَا خَلفه بِجَامِع الظَّاهِر وَكَانَ قد اسْتَقر فِي خطابته برغبة الشَّمْس الطنتدائي نزيل البيبرسية لَهُ عَنْهَا وَعظم ذَلِك على كثيرين وَلزِمَ الرّكُوب فِي خدمَة شَيخنَا مَعَ استثقال جماعته لذَلِك سِيمَا وَلَده وَرُبمَا شافهه بِمَا يكون سَببا للانكفاف وَكَذَا قَرَأَ فِي أصُول الدّين على الْأمين الأقصرائي والشرواني وَفِي النَّحْو على الأبدي واشتدت عنايته بملازمة الكافياجي فِي آخَرين كالعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَابْن الْهمام وَابْن قرقماس وَقَرَأَ عَلَيْهِ مُصَنفه الْغَيْث المريع والنواجي وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْعرُوض وَتردد لغير هَؤُلَاءِ وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس، وَدخل دمياط وتنزل فِي صوفية البيبرسية والبرقوقية بعد أَن نَاب فِي خطابتها وَلما مَاتَ وَالِده بل وَفِي حَيَاته تكسب بسوق الجوهريين وَفِي وَظِيفَة المكس بِهِ وتعاطيه مَعَ تولعه بالدوران على الشُّيُوخ وابتنى بعض الدّور بحكر الشَّامي وَنسخ من بداية ابْن كثير وَنَحْوهَا أَشْيَاء فِي مجلدات يضْحك أَو يبكي عَلَيْهِ فِيهَا وَالْعجب أَنه قرضها لَهُ كَثِيرُونَ، ثمَّ آل أمره إِلَى أَن نفد غَالب مَا مَعَه وَاحْتَاجَ فناب فِي الْقَضَاء عَن ابْن الشّحْنَة فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَجلسَ بِبَعْض الحوانيت وَصَارَ يكْتب الدُّرَر أَو الأنباء أَو غَيرهمَا من تصانيف شَيخنَا وَغَيره ويرتفق بذلك مَعَ مُخَالطَة بعض الرؤساء خُصُوصا الزيني بن مزهر وَكتب بِخَطِّهِ مَا كتبه قاضيه فِي شرح الْهِدَايَة وعدة تواريخ ليوسف بن تغرى بردى بل والذيل الَّذِي عملته على رفع الإصر وَتردد لي فِي مجَالِس الرِّوَايَة والدراية وَكتب عَليّ أَشْيَاء وَنصب نَفسه لكتابة التَّارِيخ فَكَانَ تَارِيخا لكَونه لَا تَمْيِيز لَهُ عَن كثير من الْعَوام إِلَّا بالهيئة مَعَ سلوكه لما يستقبح بِحَيْثُ أمْسكهُ جمَاعَة الْوَالِي وَصَارَ الْفُقَهَاء والقضاة بِهِ مثله وَصرف بِأَمْر السُّلْطَان مرّة بعد أُخْرَى وَمَات الأمشاطي وَهُوَ مَصْرُوف فَلَمَّا اسْتَقر ابْن عيد لبس عَلَيْهِ حَتَّى ولاه ثمَّ لما تبين لَهُ أمره صرفه وَلم يوله الَّذِي بعده إِلَّا بعناية القطب الخيضري بل حسن لَهُ عمل سيرة الْأَشْرَف قايتباي وتوسط فِي إيصالها لَهُ فَكَانَ ذَلِك)

من المضحكات وَاسْتدلَّ من لم يعرف الْوَاسِطَة بتقديمه على تَأَخره سِيمَا وَقد أَخذ لَهُ من الْملك مبلغا لزعمه أَنه تكلّف على نساخته وتوابعه مَا اسْتَدَانَ أَكْثَره ورحم الله يشبك الدوادار وَأَنه ليقظته لما علم بِحَقِيقَة شَأْنه بَالغ فِي إبعاده ورام ضربه ومنعته رياسته من استرجاع مَا كَانَ أعطَاهُ لَهُ حَسْبَمَا بَلغنِي وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ من سيئات الزَّمَان غَنِي بشهرة سيرته عَن مزِيد الْبَيَان وجهله وَاضح

ص: 218

الظُّهُور وانطراحه لبطنه قاصم للظهور. وَكنت قَدِيما سمعته ينشد لغزا زَعمه لنَفسِهِ فِي عَليّ:

(مَا اسْم ثلاثي أرى

لَو كَانَ حظي مثله)

(ثُلُثَاهُ لي حَقًا يرى

وَثلثه عين لَهُ)

ثمَّ لما كثر تردده لي توقفت فِي كَونه يحصل شَيْئا وَقيل لي أَنه يَسْتَعِين فِيمَا يبديه من ذَلِك بالقادري والدماصي بواب المؤيدية وَغَيرهمَا مِمَّن يبْذل لَهُ ذَلِك وَأما أَنا فَعمِلت لَهُ مقامة بعد أُخْرَى للزيني بن مزهر وَمَعَ كَونه كرر قرَاءَتهَا عَليّ غير مرّة لم يحسن قرَاءَتهَا عِنْده وَمِمَّا نظمه الشهَاب الْحِجَازِي فِيهِ:

(قَالَ ابْن دَاوُد الأديب ألم أكن

فَردا أُجِيب لأَنْت تَابعهمْ)

(هلك السموءل وَابْن سهل وَابْن إس

رائيل قلت وَهُوَ رابعهم)

عَليّ بن دَاوُد بن سُلَيْمَان بن خلد بن عوض بن عبد الله بن مُحَمَّد بن نور الدّين الْجَوْجَرِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي خطيب جَامع طولون. مِمَّن حضر عِنْد الْجلَال الْمحلي وَأخذ الْفِقْه عَن الْمَنَاوِيّ وَكَانَ للشَّيْخ فِيهِ حسن الِاعْتِقَاد والفرائض عَن الشهابين الأبشيطي والشارمساحي والعقليات والتصوف عَن الشرواني وَكَانَ يصفه بالصوفي فِي آخَرين وَقَرَأَ على الديمي التِّرْمِذِيّ وتميز فِي فنون وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة سِيمَا فِي الْعَرَبيَّة والفرائض والتصوف وَأخذ عَن الْفُضَلَاء كالنور الأشموني قَاضِي دمياط وَابْن الأسيوطي ثمَّ جَحده وَكَانَ أَخذ عَنهُ عبد الْقَادِر بن مغيزل وَهُوَ الْمُفِيد لترجمته وَكتب على ألفية ابْن مَالك والمطرزية وَغَيرهمَا وَحج وجاور وأقرأ هُنَاكَ أَيْضا وخطب بالجامع الطولوني وقتا ثمَّ اسْتَقر بِهِ الْأَشْرَف قايتباي بسفارة تغرى بردى القادري فِي خطابة مدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالكبش وإمامتها وَكَانَ مَعَ فضيلته صَالحا متعبدا متقللا قانعا متوددا ساعيا مَعَ من يَقْصِدهُ ذكر بمحاسن وَالْغَالِب عَلَيْهِ التصوف. مَاتَ عَن ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة بِمُقْتَضى مَا بَلغنِي فِي لَيْلَة جُمُعَة من أَوَاخِر سنة سبع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ)

بعد الْجَامِع بالجامع الطولوني ثمَّ دفن بالقرافة عِنْد أبي الْعَبَّاس الْبَصِير رحمه الله وَاسْتقر بعده فِي الخطابة مُحَمَّد بن يحيى الطَّيِّبِيّ وَفِي الْإِمَامَة الْفِرْيَانِيُّ.

عَليّ بن دَاوُد بن عَليّ بن بهاء الدّين نور الدّين بن الشّرف الكيلاني الأَصْل الْمَكِّيّ القادري أكبر بني أَبِيه. نَشأ بِمَكَّة وَحفظ الْمِنْهَاج وَعرضه وَسمع على ابْن سَلامَة وَابْن الْجَزرِي وَغَيرهمَا، وتفقه بِابْن سَلامَة وَالشَّمْس الكفيري وأجازاه بالإفتاء والتدريس، وتلا بالعشر على ابْن الْجَزرِي وَدخل صحبته الْيمن سنة ثَمَان وَعشْرين وناب فِي قَضَاء مَكَّة واستقلالا بجدة سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَلم يحمد وَكَانَ يَقُول الشّعْر بِحَيْثُ كتب عَنهُ من نظمه النَّجْم بن فَهد ووالده وَذكره

ص: 219

فِي مُعْجَمه. مَاتَ بعد أَبِيه بأيام بإسكندرية فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَفِي الظَّن أَنه لم يكمل الثَّلَاثِينَ وَمن نظمه فِي الْجلَال أبي السعادات بن ظهيرة يهنئه بِشَهْر:

(شهر عَزِيز عزه بجلالكم

جلّ الَّذِي قد عزكم بجلالكم)

(يَا أهل مَكَّة هُنَاكُم بجلالكم

جلّ الْجلَال جلالكم فجلالكم)

(صَعب الْعُلُوم تبينت فجلالكم

جلّ الشُّرُوح جَمِيعهَا فجلالكم)

عَليّ بن دَاوُد بن مُحَمَّد الخواجا الْعَلَاء الرُّومِي ثمَّ الْمَكِّيّ. مَاتَ بهَا فِي رَجَب سنة سِتّ وَخمسين وَدفن بتربة أعدهَا لنَفسِهِ من المعلاة. ذكره ابْن فَهد.

عَليّ بن دلغادر. هُوَ ابْن خَلِيل بن قراجا. مضى.

عَليّ بن رَاشد بن عَرَفَة نور الدّين الْعجْلَاني الْقَائِد. مِمَّن عظم عِنْد صَاحِبي بِمَكَّة عَليّ وَأبي الْقسم ابْني حسن بن عجلَان. مَاتَ بِمَكَّة فِي ثَالِث الْمحرم سنة سِتّ وَسِتِّينَ أرخه ابْن فَهد.

عَليّ بن رمح بن سِنَان بن قِنَا بن ردين نور الدّين الشنباري بِضَم الْمُعْجَمَة ثمَّ نون سَاكِنة بعْدهَا مُوَحدَة القاهري الشَّافِعِي. سمع من الْعِزّ بن جمَاعَة وَابْن الْقَارِي وَكَذَا على الخلاطي سنَن الدَّارَقُطْنِيّ بفوت وصفوة التصوف لِابْنِ طَاهِر وعَلى الشّرف بن قَاضِي الْجَبَل الأول من عوالي اللَّيْث بِسَمَاعِهِ من التقي سُلَيْمَان واشتغل بالفقه لَازم ابْن الملقن دهرا وَلكنه لم ينجب وتنزل فِي صوفية البيبرسية وَصَارَ بِأخرَة يتكسب فِي حوانيت الشُّهُود فَلم يحمد فِي الشَّهَادَة وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَمِمَّنْ روى لنا عَنهُ التقي الشمني. مَاتَ فِي شهور سنة أَربع وَعشْرين كَمَا أرخه شَيخنَا بمعجمه وَلكنه أرخه فِي أبنائه بِسنة سِتّ وَعشْرين وَتَبعهُ فِيهَا المقريزي فِي عقوده وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ عَفا الله عَنهُ.)

عَليّ بن رَمَضَان بن عَليّ نور الدّين الطوخي القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَالِد عبد الْقَادِر الْمَاضِي وَيعرف بِابْن أُخْت الشَّيْخ مهنا. تكسب بِالشَّهَادَةِ بجوار الْأَزْهَر وَكتب البُخَارِيّ بِخَطِّهِ الْجيد وَغَيره مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبع وَسبعين بعقبة أَيْلَة وَهُوَ رَاجع من الْحَج وَدفن بهَا وَكَانَ توجه فِي الْبَحْر رحمه الله عَليّ بن رَمَضَان الْأَسْلَمِيّ أَبوهُ القاهري وَيعرف بِابْن رَمَضَان. كَانَ حسن الشكالة فخدم الزين الاستادار وَغَيره كالتقي بن نصر الله فَلَمَّا ولي جَانِبك الظَّاهِر بندر جدة فِي سنة تسع وَأَرْبَعين اسْتَقر بِهِ بسفارة ابْن نصر الله صيرفيا فظهرت لمخدومه كِفَايَته فحظي عِنْده وتمول جدا وظلم وعسف وَفسق فَمَا عف وَلَا كف لَا سِيمَا حِين اسْتَقر هُوَ فِي البندر بسفارة الشهابي ابْن الْعَيْنِيّ فَإِنَّهُ انْتَمَى

ص: 220

إِلَيْهِ بعد قتل مخدومه بل تزايد من كل سوء وَأَنْشَأَ فِي حارة برجوان دَارا كَانَت مجمعا للفسق وَأخذ مَسْجِدا كَانَ بجانبها فعمله مدرسة. وَمَات فِي يَوْم السبت خَامِس عشري جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَسبعين بالمحلة وَكَانَ خرج فِي خدمَة الشهابي الْمَذْكُور إِلَى السرحة فاعتراه من كَثْرَة الشّرْب وَهُوَ بطنتدا قولنج فَتوجه للمحلة ليتداوى وَكَانَت منيته فَحمل إِلَى الْقَاهِرَة فقبر بهَا.

عَليّ بن رَمَضَان بن حسن بن الْعَطَّار. مَاتَ فِي يَوْم الْأَضْحَى سنة سِتّ وَتِسْعين وَعَن نَحْو الثَّمَانِينَ وَكَانَ شيخ الْقُرَّاء المجودين مِمَّن لَهُ نوبَة بالدهيشة من القلعة، ذكر لي بِخَير وعقل وبراعة فِي فنه مَعَ كَونه كَانَ يتكسب فِي حَانُوت بالوراقين وَكَانَ أَبوهُ عطارا من أهل الْقُرْآن.

عَليّ بن ريحَان الْعَيْنِيّ الْقَائِد. مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبع وَسِتِّينَ بِمَكَّة أرخه ابْن فَهد.

عَليّ بن ريحَان التعكري خَال أبي بكر بن عبد الْغَنِيّ المرشدي. مِمَّن أَقَامَ بِالْهِنْدِ مُدَّة. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَسبعين. أرخه ابْن فَهد أَيْضا.

عَليّ بن زَكَرِيَّا بن أبي بكر بن يحيى نور الدّين أَبُو مُحَمَّد السُّهيْلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد النَّاسِخ وَيعرف بالسهيلي. ولد فِي أول سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة بمنية سُهَيْل من أَعمال مصر وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة سبع وَعشْرين فَقَرَأَ الْقُرْآن والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو وَأخذ عَن الْبِسَاطِيّ فَمن دونه كالونائي والقاياتي وَابْن حسان ولازمه كثيرا فِي فنون وَكَذَا لَازم الشمني فِي العقليات نَحْو خمس عشرَة سنة والمحيوي والكافياجي وَأخذ الْفَرَائِض عَن أبي الْجُود وَسمع الحَدِيث على الزين الزَّرْكَشِيّ وَشَيخنَا وَآخَرين وَحج وجاور)

مرَّتَيْنِ ولازم التَّحْصِيل وَحصل النفائس من الْكتب وَفضل لكنه كَانَ بطيء الْفَهم مَعَ خير وتودد وثروة وَعدم تبسط، وَقد كثر اجتماعي بِهِ فِي الخانقاه الصلاحية وَغَيرهَا وَسمعت مِنْهُ شَيْئا من نظمه وَلَيْسَ بذلك. مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء عَاشر شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين بعد أَن كف وَصلي عَلَيْهِ قبل الظّهْر من الْغَد بالأزهر رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن زكنون. فِي ابْن حُسَيْن بن عُرْوَة.

عَليّ بن زيد بن علوان بن صبرَة بن مهْدي بن حريز أَبُو الْحسن اليمني الردماوي الزبيدِيّ بِالضَّمِّ القحطاني. قَالَ فِيهِ شَيخنَا فِي أنبائه تبعا للمقريزي يكنى أَبَا زيد ويدعى عبد الرَّحْمَن أَيْضا ولد بردما وَهِي مشارف الْيمن دون الْأَحْقَاف فِي جُمَادَى سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَنَشَأ بهَا وجال فِي الْبِلَاد ثمَّ حج وجاور مُدَّة وَسكن الشَّام وَدخل الْعرَاق ومصر وَسمع من اليافعي وَالشَّيْخ خَلِيل وَابْن

ص: 221

كثير وَابْن خطيب يبروذ وبرع فِي فنون من حَدِيث وَفقه وَنَحْو وتاريخ وأدب وَكَانَ يستحضر كثيرا من الحَدِيث وَالرِّجَال ويذاكر بِكِتَاب سِيبَوَيْهٍ ويميل إِلَى مَذْهَب ابْن حزم مَعَ كَثْرَة تطوره وتزييه فِي كل قَلِيل بزِي غير الَّذِي قبله وخبرته بأحوال النَّاس ثمَّ تحول إِلَى الْبَادِيَة فَأَقَامَ بهَا يَدْعُو إِلَى الْكتاب وَالسّنة فَاسْتَجَاب لَهُ حيار بن مهنا وَالِد نعير فَلم يزل عِنْده حَتَّى مَاتَ ثمَّ عِنْد وَلَده نعير بِحَيْثُ كَانَ مَجْمُوع إِقَامَته عِنْدهمَا نَحْو عشْرين سنة فَلَمَّا كَانَت رقْعَة ابْن الْبُرْهَان وبيدمر وفرط خشِي على نَفسه فاختفى بالصعيد ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وَقد ضعف بَصَره وَمَات فِي أول ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث عشرَة بالينبوع وَهِي فِي عُقُود المقريزي بأطول وَمن نظمه:

(مَا الْعلم إِلَّا كتاب الله والأثر

وَمَا سوى ذَاك لَا عين وَلَا أثر)

(إِلَّا هوى وخصومات ملفقة

فَلَا يغرنك من أَرْبَابهَا هذر)

(فعد عَن هذيان الْقَوْم مكتفيا

بِمَا تَضَمَّنت الْأَخْبَار والسور)

وَقد ذكره ابْن خطيب الناصرية فَقَالَ قدم حلب وَأقَام بهَا مُدَّة وَسمع بهَا على الْكَمَال بن العديم وَمُحَمّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن نَبهَان قَالَ: وَكَانَ عَالما بالنحو قَرَأَهُ بحلب مُدَّة ثمَّ رَحل مِنْهَا وَنزل قوص فِيمَا قيل وَكَانَ قد اتّفق مَعَ جمَاعَة وَتَكَلَّمُوا فِي ولَايَة الظَّاهِر برقوق فطلبوا فاختفى وَاسْتمرّ مختفيا فِي الْبِلَاد مُنْكرا نَفسه حَتَّى مَاتَ بالينبوع.)

عَليّ بن زيد الصناني الْمَكِّيّ الْبناء مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَخمسين.

عَليّ بن سَالم بن ذَاكر الْمَكِّيّ الصَّائِغ قريب رَئِيس المؤذنين بِمَكَّة. مَاتَ بهَا فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَدفن بالمعلاة. أرخهما ابْن فَهد.

عَليّ بن سَالم بن معالي نور الدّين المارديني القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْمُحب مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن سَالم. ولد فِيمَا كتبه بِخَطِّهِ سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بنواحي جَامع المارداني من الْقَاهِرَة وَكَانَ أَبوهُ زياتا فَنَشَأَ طَالبا وَحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل بالفقه وأصوله والعربية والفرائض والحساب وَغَيرهَا وَمن شُيُوخه الْبُرْهَان البيجوري والشموس الْبرمَاوِيّ والشطنوفي والغراقي والبساطي ولازم الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَغَيرهمَا وَكَذَا لَازم شَيخنَا أتم مُلَازمَة وَعظم اخْتِصَاصه بِهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ صَحِيح البُخَارِيّ فِي سنة خمس عشرَة ثمَّ المسموع من صَحِيح ابْن خُزَيْمَة ثمَّ السّنَن الْكُبْرَى للنسائي مَعَ كَونه رَفِيقًا لَهُ فِي أسماعه وَسمع عَلَيْهِ شرح النخبة لَهُ وَغَيرهَا وَكَانَ مِمَّن سَافر مَعَه فِي سنة آمد وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَيْئا كثيرا وَقدمه للإستملاء عَلَيْهِ بالديار الحلبية وَأخذ عَن كثير من الشُّيُوخ فِي تِلْكَ الرحلة كالبرهان الْحلَبِي بل سمع قبل ذَلِك على الشّرف بن الكويك وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ والنور الفوي

ص: 222

والزراتيتي وَطَائِفَة وَبَعضه بِقِرَاءَة شَيخنَا وَحج وناب فِي الْقَضَاء عَنهُ وأهانه الْأَشْرَف ظلما فَإِنَّهُ اشْتَكَى لَهُ بِسَبَب حكم فَسَأَلَهُ عَن الشُّهُود لم لم تكْتب أَسْمَاءَهُم فِي الحكم فَقَالَ أَنه لَيْسَ بِشَرْط فعارضه بعض الْحَاضِرين بِحَيْثُ كَانَ ذَلِك سَببا لِلْأَمْرِ بضربه خُصُوصا وَقد كَلمه التركي بعد أَن كَلمه السُّلْطَان بالعربي بِقصد التَّقَدُّم بذلك وغفل عَن كَونه عَيْبا عِنْدهم فَضرب بِحَضْرَتِهِ وَأخذ شاشه وأهين إهانة صعبة فَخرج مكسور الخاطر لكَونه مَظْلُوما وَكثر التوجع لَهُ وَلم يكن إِلَّا الْيَسِير وابتدأ بالأشرف توعك مَوته، وَاسْتقر فِي تدريس الحَدِيث بالجمالية عوضا عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْقُدسِي وبالحسنية عوضا عَن شَيخنَا وَفِي الْفِقْه بمدرسة أم السُّلْطَان وَفِي التصدير فِي الْفَرَائِض بالسابقية وَولي قَضَاء صفد اسْتِقْلَالا فِي سنة سبع وَأَرْبَعين ثمَّ انْفَصل عَنهُ ثمَّ أُعِيد وَتوجه إِلَيْهَا بعد أَن رغب عَن تدريسي لحَدِيث للنواحي وَعَن الْفِقْه والفرائض لأبي البركات والهيثمي فَأَقَامَ بصفد على قَضَائهَا حَتَّى مَاتَ فِي الْعشْر الأول من ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وخكسين وَلم يعلم وَاحِد مِنْهُ وَشَيخنَا بِمَوْت الآخر بل كَانَ مِمَّن أوصى إِلَيْهِ شَيخنَا وَغَيره رحمهمَا الله وَكتب فِي وَصيته مَا عَلَيْهِ من منجمات أصدقاء نِسَائِهِ وَأَن يُوفي ذَلِك عَنهُ فَفعل وَلَده ذَلِك وَقد سَمِعت)

بقرَاءَته وَسمع بِقِرَاءَتِي بل سَمِعت عَلَيْهِ بمشاركة شَيخنَا وَغَيره وَكَانَ فَاضلا بارعا مشاركا فِي فنون عَارِفًا بِاللِّسَانِ التركي بِحَيْثُ عمل قَوَاعِد النَّحْو على اللُّغَة التركية حَرِيصًا على الْفَائِدَة مديما للمطالعة خَفِيف الرّوح لطيف الْعشْرَة كثير التَّحَرِّي فِي الطَّهَارَة وَالْأَحْكَام والتردد فِي عقد النِّيَّة بِحَيْثُ يكَاد يخرج من الصَّلَاة وَقد أغْلظ لَهُ شَيخنَا بِسَبَب ذَلِك فَأخْرجهُ فِي قالب مجون، وَاتفقَ لَهُ مَعَ بعض ظرفاء الْعَوام أَنه أحرم مَعَه بِصَلَاة الْمغرب فَأطَال جدا ثمَّ لما سلم قَالَ لَهُ هَل غَلطت فِي الصَّلَاة فَقَالَ لَهُ الْعَاميّ أَنا الَّذِي غَلطت بصلاتي مَعَك وَقد أوردت فِي الْجَوَاهِر وَغَيرهَا من تصانيفي من نوادره أَشْيَاء، وَجمع فِي الْحلم وَالْغَضَب وَمَكَارِم الْأَخْلَاق جُزْءا قدمه للظَّاهِر. وَبَلغنِي أَنه كَانَ عمل مقامة للبدري بن مزهر يلْتَمس فِيهَا لقراء وَلَده وَكَانَ بديع الْجمال الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا فَلم يجبهُ مَعَ وعده لَهُ بِأَنَّهُ إِذا برع فِي هَذِه الْفُنُون يرغب لَهُ عَمَّا باسمه من الْوَظَائِف لتخيل الْبَدْر مِنْهُ وَمِنْهَا:

(إِذا التَّمْر البدري من فيض فَضلكُمْ

جنيناه لَا بدعا وَمَا ذَاك مُنكر)

(لِأَنَّك فرع طَابَ أصلاوكيف لَا

ترجى ثمار الْفضل وَالْأَصْل مزهر)

نقبل الأَرْض بَين يَدي الْمقر العالي مَالك رُتْبَة الْمَعَالِي حائز جَوَاهِر الْأَلْفَاظ الثمينة والنفيس من الدّرّ الغالي مَوْلَانَا فلَان وَوَقع لَهُ من جملَة أَوْصَافه المرشد من فضل

ص: 223

تنبيهه الْحسن إِلَى منهاج الْهِدَايَة الْحَاوِي رَوْضَة الْفَضَائِل الَّتِي لَيْسَ لَهَا نِهَايَة وَهُوَ الَّذِي من حفظ منهاجه وراعاه حصل لَهُ من أَنْوَاع الْخَيْر والكفاية مَا كَفاهُ وَهُوَ الرَّاوِي لفعله حسان الْآثَار عَن سلفه الْكِرَام ذَوي الْفضل وَالْقَبُول والراوي لما اتّصف من الْخَيْر المسموع بالموصول قِيَامه مَعَ ذَوي الْحَاجَات مَشْهُور متواتر ولسان الْمُلْحِدِينَ بَين يَدَيْهِ مقكوع بِسيف نطقه الباتر تفرد عَن أقرانه بالأقوال الْمَرِيضَة وشذ عَنْهُم بالأخلاق الطّيبَة الزكية وَلَا بدع فِي ذَلِك لِأَن أُصُوله الطّيبَة كَانُوا كَذَلِك إِلَى أَن قَالَ: والبرهان عَلَيْهِ ظَاهر لأخفاء فِيهِ وَقِيَاس هَذَا الْفَرْع على تِلْكَ الْأُصُول جلي لَا فَارق فِيهِ ثمَّ هُوَ فرع أصل يُقَاس فَرعه الْكَرِيم بِهِ وَلَا يُقَاس لِأَنَّهُ جَازَ الْمعَانِي المفقودة فِي الْخَبَر وَهَذِه مُعَارضَة لذَلِك الْقيَاس وَقد نسخ الله بِهَذَا الْبَيْت السعيد آثَار من عداهُ فَالله يبقيه دَائِما سلما لمن سالمه وعاداه وَقيد مبغضه بِقَيْد الخمول وَأطلق لِسَان من آوى إِلَى هَذَا الْبَيْت السعيد ينشد وَبقول:

(أَصبَحت من بعد خمولي الَّذِي

قد كَانَ مسموعا ومرويا)

)

(أعمل فِي الْأَيَّام مَا أشتهي

لأنني أَصبَحت بَدْرِيًّا)

إِلَى أَن قَالَ: وَلما تمثل العَبْد بَين يَدي سَيِّدي فِي الزَّمَان الْمَاضِي قصد الْأَعْرَاب عَمَّا فِي ضَمِيره فَوجدَ الْوَقْت غير مضارع للْحَال الْمُنَاسب فَاخْتَارَ على السّكُون بِنَاء الْأَمر فِيهِ.

عَليّ بن سَالم الرمثاوي البهنسي. مَاتَ بِدِمَشْق فِي ذِي الْحَج سنة إِحْدَى. أرخه شَيخنَا فِي إنبائه.

عَليّ بن سَالم الزبيدِيّ. هُوَ الْمُوفق على بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَالم مضى.

عَليّ بن أبي سعد الْحجر بن عبد الْكَرِيم بن أبي سعد بن عبد الْكَرِيم بن أبي سعد ابْن عَليّ بن قَتَادَة الحسني الْمَكِّيّ. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِنَاحِيَة الْيمن. أرخه ابْن فَهد.

عَليّ بن أبي سعد بن مُحَمَّد بن أبي سعد الشريف الْحلِيّ النموي. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة حادي عشر ربيع الآخر سنة أَربع وَأَرْبَعين وَحمل لمَكَّة فَدفن بمعلاتها. أرخه ابْن فَهد أَيْضا.

عَليّ بن سعيد بن عقبَة الْمنور مَاتَ فِي مستهل ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسِتِّينَ أرخه ابْن فَهد عَليّ بن سعيد بن عمر البطيني اليافعي الخراز. جرده ابْن فَهد.

عَليّ بن سعيد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن يُوسُف نور الدّين ابْن الْجمال بن فتح الدّين أبي الْفَتْح الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي قاضيها الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَعَمه. ولد بعد الْأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِطيبَة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن

ص: 224

وأربعي النَّوَوِيّ والشاطبية وألفية الحَدِيث والكنز وأصول الشَّاشِي والمنار ومختصر التَّفْتَازَانِيّ فِي علم الْكَلَام وألفية ابْن مَالك وتوضيحها لِابْنِ هِشَام والشافية فِي الصّرْف وايساغوجي فِي الْمنطق وَعرض على جمَاعَة وَقَرَأَ على أَبِيه فِي الْفِقْه وَغَيره وعَلى حميد الدّين العجمي فِي الْفِقْه فَقَط وعَلى الشهَاب الأبشيطي فِي الْعَرَبيَّة والمنطق وَكَذَا على السَّيِّد شيخ الباسطية المدنية وَابْن يُونُس وَمُحَمّد بن مبارك فيهمَا وَفِي الصّرْف وعَلى السَّيِّد مقيل الدّين الأيجي فِي الْعَرَبيَّة وَكَذَا على ملا مُحَمَّد سُلْطَان وتلا على الشَّمْس الششتري وَعمر النجار الْقُرْآن بل تلاه لنافع وَأبي عَمْرو على السَّيِّد الطباطبي ثمَّ جمع عَلَيْهِ للسبع إِلَى بَرَاءَة وَسمع على أَبَوي الْفرج المراغي والكازروني بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره بل قَرَأَ بِالْمَدِينَةِ أَيْضا على الْأمين الأقصرائي وَكَذَا سمع عَليّ فِيهَا، وَاسْتقر فِي الْقَضَاء والحسبة بعد أَبِيه ثمَّ انْفَصل عَن الْحِسْبَة يَسِيرا بقريبهم عَليّ بن يُوسُف الْآتِي، وَحلق)

فِي الْمَسْجِد النَّبَوِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَخُوهُ البُخَارِيّ، وَهُوَ سَاكن من بَيت قَضَاء ووجاهة. وَدخل الْقَاهِرَة مَطْلُوبا فِي سنة سبع وَتِسْعين وَلم يلبث أَن عَاد فِي الْبَحْر بورك فِيهِ.

عَليّ بن سُفْيَان السَّيِّد أَبُو الْحسن الْحُسَيْنِي من ذُرِّيَّة الشَّيْخ سفين الأبيني الشهير بِالْولَايَةِ بل جَمِيع أَهله أخيار وَلَكِن لاخْتِصَاص هَذَا بعلي بن طَاهِر قبل استيلائه على الْيمن غلب عَلَيْهِ بعد تملكه بِحَيْثُ صَار هُوَ الْمشَار إِلَيْهِ، وحمدت سيرته وابتنى مدرسة عَظِيمَة ورتب فِيهَا دروسا وَغَيرهَا ووقف لَهَا وَقفا جيدا وعوجل فَقتل شَهِيدا فِي معركة بَينه وَبَين الْعَرَب سَابِع الْمحرم سنة خمس وَسبعين وَدفن بِلَا غسل وتأسف ابْن طَاهِر على فَقده وَظهر لَهُ شدَّة نصحه لَهُ وَحسن تصرفه وَكَمَال اجْتِهَاده فِي الْأُمُور فَأقر أَوْلَاد عَليّ مَا بِأَيْدِيهِم. وَكَانَ شهما عَاقِلا حازما كَامِلا من رجال الدَّهْر مَعَ تواضع وَسُكُون رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

عَليّ بن سَلام. فِي ابْن عبد الله بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن إِسْحَاق بن سَلام.

عَليّ بن سَلامَة. فِيمَن اسْم أَبِيه أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَلامَة نسب لجده.

عَليّ بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْعَلَاء المرداوي ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بالمرداوي شيخ الْمَذْهَب. ولد قَرِيبا من سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة بمردا وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَأخذ بهَا فِي الْفِقْه عَن فقيهها الشهَاب أَحْمد بن يُوسُف ثمَّ تحول مِنْهَا وَهُوَ كَبِير إِلَى دمشق فَنزل مدرسة أبي عمر وَذَلِكَ فِيمَا أَظن سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ فجود الْقُرْآن بل يُقَال أَنه قَرَأَهُ بالروايات فَالله أعلم وَقَرَأَ الْمقنع تَصْحِيحا على أبي الْفرج عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم الطرابلسي الْحَنْبَلِيّ وَحفظ غَيره كالألفية

ص: 225

وأدمن الِاشْتِغَال وتجرع فاقة وتقللا ولازم التقي بن قندس فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَكَانَ مِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ بحثا وتحقيقا الْمقنع فِي الْفِقْه ومختصر الطوفي فِي الْأُصُول وألفية ابْن مَالك وَكَذَا أَخذ الْفِقْه والنحو عَن الزين عبد الرَّحْمَن أبي شعر بل سمع مِنْهُ التَّفْسِير لِلْبَغوِيِّ مرَارًا وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ من شرح ألفية الْعِرَاقِيّ إِلَى الشاذ. وَأخذ عُلُوم الحَدِيث أَيْضا عَن ابْن نَاصِر الدّين سمع عَلَيْهِ منظومته وَشَرحهَا بِقِرَاءَة شَيْخه التقي وَالْأُصُول أَيْضا عَن أبي الْقسم النويري حِين لقِيه بِمَكَّة فِي سنة سبع وَخمسين فَقَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَة من كتاب ابْن مُفْلِح فِيهِ بل وَسمع فِي الْعَضُد عَلَيْهِ والفرائض والوصايا والحساب عَن الشَّمْس السيلي الْحَنْبَلِيّ خَازِن الضيائية وانتفع بِهِ فِي ذَلِك جدا ولازمه فِيهِ أَكثر من عشر سِنِين بل وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمقنع فِي الْفِقْه بِتَمَامِهِ بحثا والعربية)

وَالصرْف وَغَيرهمَا من أبي الرّوح عِيسَى الْبَغْدَادِيّ الفلوجي الْحَنَفِيّ نزيل دمشق وَالْحسن بن إِبْرَاهِيم الصَّفَدِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ الْخياط وَغَيرهمَا وَقَرَأَ البُخَارِيّ وَغَيره على أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد الكركي الْحَنْبَلِيّ وَسمع الزين بن الطَّحَّان والشهاب بن عبد الْهَادِي وَغَيرهمَا، وَحج مرَّتَيْنِ وجاور فيهمَا وَسمع هُنَاكَ على أبي الْفَتْح المراغي وَحضر دروس الْبُرْهَان ابْن مُفْلِح وناب عَنهُ وَكَذَا قدم بِأخرَة الْقَاهِرَة وَأذن لَهُ قاضيها الْعِزّ الْكِنَانِي فِي سَماع الدَّعْوَى وأكرمه وَأخذ عَنهُ فضلاء أَصْحَابه بإشارته بل وحضهم على تَحْصِيل الْإِنْصَاف وَغَيره من تصانيفه وَأذن لمن شَاءَ الله مِنْهُم وَقَرَأَ هُوَ حِينَئِذٍ على الشمني والحصني الْمُخْتَصر بِتَمَامِهِ وَفِي الْفَرَائِض والحساب يَسِيرا على الشهَاب السجيني وَحضر دروس القَاضِي وَنقل عَنهُ فِي بعض تصانيفه واصفا لَهُ بشيخنا وتصدى قبل ذَلِك وَبعده للإقراء والإفتاء والتأليف بِبَلَدِهِ وَغَيرهَا فَانْتَفع بِهِ الطّلبَة وَصَارَ فِي جماعته بِالشَّام فضلاء. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ فِي مجاراته الثَّانِيَة بِمَكَّة قَاضِي الْحَرَمَيْنِ المحيوي والحسني الفاسي. وَمن تصانيفه الْإِنْصَاف فِي معرفَة الرَّاجِح من الخلافعمله تَصْحِيحا للمقنع وَتوسع فِيهِ حَتَّى صَار أَربع مجلدات كبار تَعب فِيهِ وَاخْتَصَرَهُ فِي مُجَلد سَمَّاهُ التَّنْقِيح المشبع فِي تَخْرِيج أَحْكَام الْمقنع والدر الْمُنْتَقى والجوهر الْمَجْمُوع فِي معرفَة الرَّاجِح من الْخلاف الْمُطلق فِي الْفُرُوع لِابْنِ مُفْلِح فِي مُجَلد ضخم بل اختصر الْفُرُوع مَعَ زِيَادَة عَلَيْهَا فِي مُجَلد كَبِير وتحرير الْمَنْقُول فِي تَهْذِيب أَو تمهيد علم الْأُصُول أَي أصُول الْفِقْه فِي مُجَلد لطيف وَشَرحه وَسَماهُ التحبير فِي شرح التَّحْرِير فِي مجلدين وَشرح قِطْعَة من مُخْتَصر الطوفي فِيهِ وَكَذَا لَهُ فهرست الْقَوَاعِد الْأُصُولِيَّة

ص: 226

فِي كراسة والكنوز أَو الْحُصُون الْمعدة الواقية من كل شدَّة فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة قَالَ أَنه جمع فِيهِ قَرِيبا من سِتّمائَة حَدِيث مِنْهَا الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي اسْم الله الْأَعْظَم والأدعية الْمُطلقَة المأثورة قَالَ أَنه جمع مِنْهَا فَوق مائَة حَدِيث والمنهل العذب الغزير فِي مولد الْهَادِي البشير النذير وأعانه على تصانيفه فِي الْمَذْهَب مَا اجْتمع عِنْده من الْكتب مِمَّا لَعَلَّه انْفَرد بِهِ ملكا ووقفا. وَكَانَ فَقِيها حَافِظًا لفروع الْمَذْهَب مشاركا فِي الْأُصُول بارعا فِي الْكِتَابَة بِالنِّسْبَةِ لغَيْرهَا مُتَأَخِّرًا فِي المناظرة والمباحثة ووفور الذكاء والتفنن عَن رَفِيقه الجراعي مديما للاشتغال والإشغال مَذْكُورا بتعفف وورع وإيثار فِي الأحيان للطلبة متنزها عَن الدُّخُول فِي كثير من القضايا بل بِمَا يروم التّرْك أصلا فَلَا يُمكنهُ القَاضِي متواضعا مصنفا لَا يأنف مِمَّن يبين لَهُ الصَّوَاب كَمَا بسطته فِي مَحل آخر وَقد تزحزح)

عَن بَلَده قَاصِدا الديار المصرية إِجَابَة لمن حسنه لَهُ إِمَّا ليَكُون قَاضِيا أَو مناكدا للْقَاضِي فِي الْجُمْلَة أَو لنشر الْمَذْهَب وإحيائه فعاق عَنهُ الْمَقْدُور فَإِنَّهُ حصل لَهُ مرض وَهُوَ بجب يُوسُف وعرج من جله إِلَى صفد فتعلل بهَا يَسِيرا وَعَاد إِلَى بَلَده فنصل مِنْهُ وَأعْرض حِينَئِذٍ عَن النِّيَابَة بِالْكُلِّيَّةِ وَذَلِكَ قبل موت الْبُرْهَان بن مُفْلِح بِيَسِير إِمَّا لتَعلق أمله بأرفع مِنْهَا أَو لغير ذَلِك وعَلى كل حَال فقد اسْتعْمل بعد مَوته مِمَّن لَعَلَّه فهم عَنهُ رَغْبَة حَتَّى كتب بالثناء على النَّجْم ولد الْبُرْهَان بِحَيْثُ اسْتَقر بعد أَبِيه وَلَعَلَّ قَصده كَانَ صَالحا. وعَلى كل حَال فقد حَاز رياسة الْمَذْهَب وراج فِيهِ أمره مديدة وَذكر بالانفراد خُصُوصا بعد موت الجراعي ثمَّ القَاضِي وَاسْتمرّ على ذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَثَمَانِينَ بالصالحية وَدفن بالروضة رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن سُلَيْمَان بن أَحْمد نور لدين الحوشي الفوي الشَّافِعِي وَيعرف بالحوشي. ولد فِي سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بفوة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشهَاب المتيحي بل وتلاه عَلَيْهِ النافع وَابْن كثير وَأبي عمر ثمَّ بعضه لنافع على الْبُرْهَان الكركي وَحفظ بعض الْحَاوِي والرائية وَنَحْو نصف الشاطبية وَجَمِيع الرحبية وتفقه بالمتيحي الْمَذْكُور وبالبدر بن الْخلال، واشتغل بِالْعَرَبِيَّةِ وَغَيرهَا وَولى إِمَامَة جَامع ابْن نصر الله بِبَلَدِهِ مُدَّة وخطب بِبَعْض الْقرى ولقيته بِبَلَدِهِ فَسمع بِقِرَاءَتِي وَأنْشد، مُخَاطبا:

(أنعشت بِالْقربِ يَا مولَايَ أَفْئِدَة

إِذْ كَانَ مرويك العالي لَهَا سندا)

(ومذ حللت كسينا من مآثر مَا

آثَرته حللا لم تنتزع أبدا)

(وَأصْبح الْكَوْن مفترا مباسمه

بِسنة الْمُصْطَفى الْهَادِي لكل هدى)

ص: 227

(وَعَاد غيهبها نورا وعسرتنا

يسرا وفاقتنا أضحت غنى رغدا)

(أكْرم بهَا سنة صحت بِلَا سقم

عزيزة الْحسن لم تسأم فتبتعدا)

فِي أَبْيَات أوردتها مَعَ غَيرهَا مِمَّا كتبته عَنهُ فِي الرحلة وَغَيرهَا ورأيته بِالْقَاهِرَةِ بعد ذَلِك.

وَكَانَ إنْسَانا حسنا دينا متواضعا عفيفا ذَا فَضِيلَة واستحضار. مَاتَ بعد أَن كف فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ على مَا يحرر رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن سُلَيْمَان بن عُثْمَان النُّور الجبرتي الْمدنِي الشَّافِعِي مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة عَليّ بن سُلَيْمَان بن يُوسُف بن أَحْمد بن عبد الْملك وَاخْتلف قَوْله فِيمَن بعده فَمرَّة قَالَ ابْن عبد)

الْوَاحِد بن عبد الْمُنعم بن الشَّيْخ مَعَاني وَمرَّة قَالَ بن عبد الْمُؤمن بن عبد الْوَاحِد بن مَعَاني بالنُّون ابْن عبد الْوَاحِد بن مَعَاني نور الدّين الْأنْصَارِيّ الهوريني التلواني القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالتلواني. ولد فِي شَوَّال سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن والتنبيه وألفية الحَدِيث والنحو والمنهاج الْأَصْلِيّ واشتغل بِالْعلمِ والطلب يَسِيرا وَدَار على شُيُوخ قبلنَا قَرِيبا من سنة أَرْبَعِينَ ثمَّ مَعنا يَسِيرا وترافق مَعَ النفيس أبي الطَّاهِر مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعلوِي وَضبط الْأَسْمَاء عِنْد شَيخنَا مرّة وَعند غَيره وَلكنه لم يتَمَيَّز مَعَ أَنه قد قَرَأَ على شَيخنَا شرح النخبة وَغَيرهَا. وَمن شُيُوخه الزين الزَّرْكَشِيّ والفاقوسي والشرابيشي وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس وَابْن أبي التائب، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة باستدعاء ابْن فَهد فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فَمَا بعْدهَا وباستدعاء غَيره آخَرُونَ. وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس وَأخذ فِي كل من الْمَسَاجِد الثَّلَاثَة عَن بعض المسندين فَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ بِمَكَّة أَبُو الْفَتْح المراغي والتقي بن فَهد وَأم بِالْمَدْرَسَةِ المكية ودهرا وَسكن بهَا ثمَّ بنواحيها وصاهر ابْن المجدي على ابْنَته وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْفَرَائِض والحساب وَغَيرهمَا فَلَمَّا مَاتَ اسْتَقر فِي مشيخة الجانبكي ولازم الْعلم البُلْقِينِيّ وَكَانَ قَارِئ الحَدِيث عَلَيْهِ فِي رَمَضَان بعد العرياني ثمَّ صحب الدوادار بردبك الأشرفي إينال وتقرر للْقِرَاءَة عِنْده فِي الْأَشْهر الثَّلَاثَة وَلزِمَ من ذَلِك تَركه الْقِرَاءَة عِنْد البُلْقِينِيّ وَكَذَا ولي بعد ذَلِك قِرَاءَة الحَدِيث بتربة الظَّاهِر خشقدم، وراج أمره بِكُل هَذَا قَلِيلا وناب فِي الْقَضَاء عَن البُلْقِينِيّ فَمن بعده ثمَّ أضيفت إِلَيْهِ منية ابْن سلسيل وَغَيرهَا وَرُبمَا لم يحمد فِي قَضَائِهِ. مَاتَ غريقا فِي الْعشْر الثَّانِي من ربيع الأول سنة ثَلَاث وَسبعين، وَكَانَ إنْسَانا متواضعا متوددا عَاقِلا خَبِيرا بِالْعشرَةِ مداريا ذَا أنسة فِي الْجُمْلَة بالفن وَالْعلم وَرُبمَا أَقرَأ مَعَ مزِيد تبجيله لي وَقد كتبت عَنهُ مناما رَآهُ لي أثْبته فِي مَوضِع آخر رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

ص: 228

عَليّ بن سُلَيْمَان الطَّيِّبِيّ. مِمَّن أَخذ عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَكَانَ يدرس بالمهمندارية ويسكن بالبياطرة. قَرَأَ عَلَيْهِ الشَّمْس الفارسكوري الظريف فِي سنة خمس وَأَرْبَعين.

عَليّ بن سميط. فِي ابْن مُحَمَّد بن عَليّ.

عَليّ بن سِنَان بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود الْعمريّ الْمَكِّيّ. كَانَ أحد القواد الْعمرَة وزيرا لِأَحْمَد بن عجلَان. مَاتَ سنة خمس أَو قَرِيبا مِنْهَا ذكره الفاسي.

عَليّ بن سنقر العنتابي نقيب الْجَيْش. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى. أرخه شَيخنَا فِي إنبائه.)

عَليّ بن سودون الْعَلَاء الإبراهيمي القاهري الْحَنَفِيّ نزيل الشيخونية وَأحد صوفيتها وَيعرف بِأَبِيهِ. سمع على النُّور الفوي ختم السِّيرَة الهشامية فِي رَجَب سنة عشْرين وَكَذَا سمع على الزين الزَّرْكَشِيّ وَغَيره ثمَّ لَازم شَيخنَا فِي شهر رَمَضَان سِنِين وَأخذ عَن ابْن الْهمام وَغَيره وَكتب بِخَطِّهِ الْحسن أَشْيَاء وَكَانَ متوسط الْفَضِيلَة محبا فِي الْفَائِدَة مِمَّن يراجعني فِي أَشْيَاء وَلَا بَأْس بِهِ. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة عَاشر ذِي الْقعدَة سنة ثَمَانِينَ وَقد قَارب السّبْعين وبيعت كتبه فِي شهره. رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن سودون الْعَلَاء اليشبغاوي القاهري ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِأَبِيهِ. ولد فِي سنة عشر وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ، وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن بالشيخونية عِنْد الشهَاب النعماني وَحفظ الْكَنْز وَقَرَأَ فِيهِ على جمَاعَة مِنْهُم السعد بن الديري مَعَ شرح عقيدة النَّسَفِيّ وَفِي الْمِيقَات على ابْن المجدي وَغَيره وَفِي الْعرُوض على الْجلَال الحصني والشهابين الْخَواص والأبشيطي فِي آخَرين وَسمع على الوَاسِطِيّ المسلسل وَبَقِيَّة مسموعه وعَلى الزين الزَّرْكَشِيّ فِي مُسلم وَغَيره كل ذَلِك من لفظ الكلوتاتي بل سمع مِنْهُ أَشْيَاء، وَفضل وشارك مُشَاركَة جَيِّدَة فِي فنون، وَحج مرَارًا وسافر فِي بعض الْغَزَوَات وَأم بِبَعْض الْمَسَاجِد وتعانى الْأَدَب فبرع وكتبت عَنهُ من نظمه فِي سنة ثَلَاث وَخمسين مَا أثْبته فِي مَوضِع آخر وَلكنه سلك فِي أَكْثَره طَريقَة هِيَ غَايَة فِي المجون والهزل والخراع والخلاعة فراج أمره فِيهَا جدا وطار اسْمه بذلك وتنافس الظرفاء وَنَحْوهم فِي تَحْصِيل ديوانه، وَدخل الْبِلَاد الشامية فَلَزِمَ طَرِيقَته وقدرت منيته فِي دمشق يَوْم الْجُمُعَة منتصف رَجَب سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَدفن بمقبرة الفراديس عَفا الله عَنهُ ورحمه، وَمن نظمه:

(أقمار حسن من الأتراك لاذوا بِي

إِن رمت يَا نفس تخليصا فَلَا ذوبي)

(مَالَتْ قدودهم تغري لواحظهم

واستأسروا كل مطعوم ومضروب)

ص: 229

(شدوا مناطقهم أَرخُوا ذوائبهم

فَلم نزل بَين مسلوب وملسوب)

فِي أَبْيَات. عَليّ بن أبي سُوَيْد بن أبي دعيج بن أبي نمى.

عَليّ بن سيف بن عَليّ بن سُلَيْمَان النُّور أَبُو الْحسن بن الزين بن النُّور بن الْعلم اللواتي الأَصْل الأبياري القاهري ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي النَّحْوِيّ وَيعرف بالأبياري. ولد سنة بضع وَخمسين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بغزة يَتِيما فحفظ الْقُرْآن والتنبيه، ثمَّ دخل دمشق فعرضه على التَّاج)

السُّبْكِيّ فقرره فِي بعض الْمدَارِس وقطنها وَأخذ عَن أبي الْعَبَّاس العنابي وَغَيره وَمهر فِي الْعَرَبيَّة وشغل النَّاس بِدِمَشْق وأدب أَوْلَاد فتح الدّين بن الشَّهِيد وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي التَّفْسِير ودرس بالظاهرية نِيَابَة عَن أَوْلَاده، وَسمع من ابْن أميلة السّنَن لأبي دَاوُد وجامع التِّرْمِذِيّ وَمن الْكَمَال بن حبيب سنَن ابْن ماجة ومسند الطَّيَالِسِيّ وفصيح ثَعْلَب وَمن شَيْخه العنابي الصِّحَاح للجوهري وعني بالأصول فَقَرَأَ مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب دروسا على الْمَشَايِخ بعد أَن حفظه وَأكْثر من مطالعة كتب الْأَدَب فَصَارَ يستحضر من الْأَنْسَاب والأشعار والشواهد واللغة شَيْئا كثيرا بل فاق فِي حفظ اللُّغَة مَعَ مَعْرفَته بأيام النَّاس وَحسن خطه وَكَثْرَة انجماعه وَولي خزن كتب السميساطية وتصدر بالجامع الْأمَوِي وَحصل كثيرا من الْوَظَائِف والكتب وتمول بعد أَن كَانَ فِي أول أمره فَقِيرا مَعَ كَونه لم يتَزَوَّج قطّ وَلكنه نهب جَمِيع مَا حصله فِي الْفِتْنَة اللنكية وَبعدهَا، وَدخل الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا وَحصل كتبا أَيْضا ثمَّ عَاد إِلَى دمشق ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة فَعَظمهُ تمراز وَهُوَ يَوْمئِذٍ نائبها وتعصب لَهُ فِي مشيخة البيبرسية بعد موت الْبَدْر النسابة فعارضه الْجمال الاستادار وانتزعها مِنْهُ لِأَخِيهِ شمس الدّين البيري ثمَّ قَرَّرَهُ فِي مشيخة الصلاحية الْمُجَاورَة للشَّافِعِيّ بعد موت الْجلَال بن أبي الْبَقَاء فعارضه الْجمال وَأَخذهَا أَيْضا لِأَخِيهِ وَلكنه عوض تدريس الشَّافِعِيَّة بالشيخونية عوض ابْن أبي الْبَقَاء أَيْضا فدرس بِهِ يَوْمًا فدرس بِهِ يَوْمًا وَاحِدًا ثمَّ رغب عَنهُ بِمَال لشَيْخِنَا، وَاسْتمرّ على انجماعه مَعَ حِدة فِي خلقه وَحدث فِي البيبرسية بمروياته الْمَاضِي تَعْيِينهَا. وَمِمَّا حدث بِهِ فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة صَحِيح مُسلم رَوَاهُ عَن الْبَدْر أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن عِيسَى الْحَنَفِيّ سَمَاعا بِقِرَاءَة الشهَاب أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن الزين عمر بن مُسلم الْقرشِي أنابه أَبُو الْفضل أَحْمد بن هبة الله بن عَسَاكِر بِسَنَدِهِ، روى لنا عَنهُ خلق بل قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: سَمِعت مِنْهُ مَجْلِسا من أبي دَاوُد وَسمعت من فَوَائده كثيرا وعلقت عَنهُ وَفِي إنبائه سَمِعت مِنْهُ يَسِيرا، وَكَانَ فَقير النَّفس شَدِيد

ص: 230

الشكوى وَكلما حصل لَهُ شَيْء اشْترى بِهِ كتبا ثمَّ تحول بِمَا جمعه إِلَى دمشق فَلم يلبث أَن مَاتَ بهَا فِي يَوْم السبت سَابِع عشر ذِي الْقعدَة سنة أَربع عشرَة، وأرخه بَعضهم فِي رَابِع عشر شَوَّال وَدفن بسفح قاسيون بِالْقربِ من مغارة الْجُوع. قَالَ شَيخنَا: وَذكر لنا القَاضِي عَلَاء الدّين خطيب الناصرية أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ جُزْءا جمعه شَيْخه العنابي فِي)

الْفِعْل الْمُتَعَدِّي والقاصر وَأَنه لم يستوعبه كَمَا يَنْبَغِي، قَالَ: وَذكر أَن فِي الإصبع إِحْدَى عشرَة لُغَة فَأَنْشَدته الْبَيْت الْمَشْهُور وَفِيه عشرَة وطالبته بالزائدة فَلم يستحضرها مَعَ تصميمه على الْعدة، وَذكر لي أَنه جمع جُزْءا فِي الرَّد على تعقبات أبي حَيَّان لكَلَام ابْن مَالك انْتهى. وَقَالَ أَنه قدم حلب فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة مَعَ فتح الدّين بن الشَّهِيد قَالَ: وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة فِي النَّحْو واللغة لسنا يكْتب خطا حسنا ويتعصب لِابْنِ مَالك وَفِي خلقه بعض حِدة، وَذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن شاهين نور الدّين القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي. مَاتَ فِي رَجَب سنة خمس وَثَمَانِينَ، وَكَانَ خيرا كثير الْعِبَادَة والتلاوة والتهجد مُنْقَطِعًا لذَلِك مَعَ الِاسْتِعَانَة فِي معيشته بالنساخة وَكَذَا بتأديب الْأَبْنَاء وقتا والمحافظة على وَظِيفَة الصلاحية والبيبرسية، وَمِمَّنْ كَانَ يشْتَغل عِنْده فِي الْفِقْه النُّور السنهوري واللقاني بل أَظُنهُ أَخذ عَمَّن قبلهمَا وَكَانَ يكثر التَّرَدُّد لي للاستعارة من فتح الْبَارِي وَنعم الرجل كَانَ رحمه الله.

عَليّ بن شاهين نَائِب قلعة دمشق. مَاتَ بهَا فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثَانِي عشري رَمَضَان سنة إِحْدَى وَتِسْعين. أرخه ابْن اللبودي.

عَليّ بن شرعان بِالْمُعْجَمَةِ بن أَحْمد بن حسن بن عجلَان السَّيِّد الحسني الْمَكِّيّ. مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَدفن بالمعلاة.

عَليّ بن شعْبَان بن النَّاصِر حسن بن النَّاصِر مُحَمَّد بن الْمَنْصُور قلاوون وَالِد الناصري مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بأمير عَليّ وبابن الأسياد. كَانَ مِمَّن أمره الْأَشْرَف بالنزول من القلعة فسكن بولديه فِي الحسنية مدرسة جدهم وانتعش حِين صَار وَلَده من أخصاء الظَّاهِر جقمق ثمَّ إِنَّه فجع بِمَوْتِهِ وعاش إِلَى قريب الْخمسين أَو بعْدهَا عَفا الله عَنهُ.

عَليّ بن شكر الحسني حسن بن عجلَان الْمَكِّيّ أَخُو بديد الْمَاضِي وَأحد كبار القواد المتمولين.

مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين. أرخه ابْن فَهد.

عَليّ بن شهَاب بن عَليّ الشغراوي المنوفي وَيعرف بِأَبِيهِ. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.

عَليّ بن شهَاب الدّين الْكرْمَانِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل القرافة

ص: 231

وَيعرف بملا عَليّ. قدم الْقَاهِرَة وَأخذ عَن الْمَنَاوِيّ بقرَاءَته قِطْعَة جَيِّدَة من القونوي شرح الْحَاوِي بل حضر تقاسيمه.)

وزبر ابْن الأسيوطي فِي خلوته فَوْقه ثمَّ لَازم بعده فِي الْفِقْه الشَّمْس البامي وَقَرَأَ على الشرواني شرح الطوالع للأصهابي فِي أصُول الدّين ولازمه فِي غير ذَلِك وَكَذَا قَرَأَ على التقي الحصني، بل قيل أَنه أَخذ عَن الْعَلَاء الحصني والنجم بن حجي، وتميز فِي الْفَضَائِل سِيمَا العقليات وشارك فِي غَيرهَا، وَحج وتنزل فِي الْجِهَات وأقرأ الطّلبَة بزاوية نصر الله وَغَيرهَا على طَريقَة حَسَنَة فِي التَّوَاضُع والسكون والتودد وَاسْتقر بسفارة شَيْخه الْعَلَاء فِي مشيخة التصوف بالتربة الجانبكية بِبَاب القرافة وَسكن بهَا. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْخَطِيب الوزيري بل كَانَ يتَرَدَّد لبني الشرفي بن الجيعان فِي حَيَاة أَبِيهِم للإقراء. وَبَلغنِي تقدمه فِي السن مَعَ كَون لحيته سَوْدَاء وَلَا بَأْس بِهِ.

عَليّ بن الزين صَدَقَة بن يُوسُف المسيري الْمُؤَذّن بِجَامِع الغمري فِي الْمحلة وَيعرف بشبير.

مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.

عَليّ بن صَالح بن عبد الله الْمَكِّيّ الْجَوْهَرِي نِسْبَة لمولى لَهُم مِمَّن كَانَ يخْدم القَاضِي أَبَا السعادات بن ظهيرة. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد.

عَليّ بن صَدَقَة السكندري التَّاجِر. جاور بِمَكَّة سِنِين ثمَّ عَاد من الْبَحْر سنة خمس وَتِسْعين ثمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا فِي أثْنَاء سنة سبع وَتِسْعين، وزار فِي الَّتِي بعْدهَا وَكَانَ فِي قافلتنا ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة وَلم يسلم من التَّعَرُّض لَهُ مرّة بعد أُخْرَى وَلَا بَأْس بِظَاهِرِهِ. وَهُوَ ابْن إِبْرَاهِيم بن صدفة.

عَليّ بن صَلَاح بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن الْحُسَيْن الحسني إِمَام الزيدية. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: مَاتَ سنة تسع وَثَلَاثِينَ وأقيم وَلَده بعده فَمَاتَ عَن قرب بعد شهر فَقَامَ بقصر صنعاء عبد من عبيد الإِمَام يُقَال لَهُ سنقر وَأَرَادَ أَن يَجْعَلهَا مملكة بالسوكة فَأَنف الزيدية من ذَلِك وثاروا عَلَيْهِ وَأَقَامُوا مهْدي بن يحيى بن حَمْزَة قريب الإِمَام وجده حَمْزَة هُوَ أَخُو مُحَمَّد جد صَلَاح، وَيُقَال أَن أم الإِمَام راسلت صَاحب زبيد الْملك الظَّاهِر تسأله أَن يُرْسل إِلَيْهِم أَمِيرا على صنعاء وَلم نتحقق ذَلِك الْآن.

عَليّ بن صَلَاح بن مُحَمَّد نور الدّين الحانوتي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْحَنَفِيّ. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَهُوَ مِمَّن حفظ الْقَدُورِيّ واشتغل قَلِيلا وَحضر إملاء شَيخنَا وَغَيره، وتنزل)

فِي الْجِهَات وباشر بأماكن وتكسب بِالشَّهَادَةِ تجاه أم السُّلْطَان. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَتِسْعين وَكَانَ من سِنِين أحضر إِلَى

ص: 232

وَلَده حَافظ الدّين مُحَمَّد فَعرض عَليّ الْكَنْز وحدود الأبدي وَغَيرهمَا رحمه الله.

عَليّ بن صَلَاح الْغَزِّي. مِمَّن قد سمع على قريب التسعين.

عَليّ بن طَاهِر بن معوضة بن تَاج الدّين الشَّيْخ أَبُو الْحسن ملك الْيمن فِي عصرنا وَيعرف بِابْن طَاهِر. ولد فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة وَاسْتولى على مملكة الْيمن مملكة بني رَسُول بِالسَّيْفِ وَكَانَ تملكه عدن فِي سنة ثَمَان وَخمسين وزبيد فِي الَّتِي تَلِيهَا وتعز فِيمَا بَينهمَا وَملك حصن حب وَهُوَ حصن الْملك ذورعين من مُلُوك حمير المعقل الَّذِي لَيْسَ فِي الْيمن مثله حضَانَة ومنعة بعد محاصرته إِيَّاه سبع سِنِين ودوخ الْعَرَب وَضبط الْيمن وَأمنت الطرقات وَأَحْيَا الْبِلَاد بعد خرابها وأحبه الكافة، وَكَانَ ملكا عادلا شجاعا عَاقِلا وللمعروف باذلا وعَلى الْفُقَرَاء وَنَحْوهم غيثا هاملا، صدقاته ومبراته ومعروفه فَوق الْوَصْف. وَمن مآثره إحْيَاء المجرى الَّذِي بزبيد بعد خرابها وتجديد جَامع بَيت الْفَقِيه ابْن عجيل مَعَ الْوَقْف عَلَيْهِ وَمَسْجِد الدرسة بعدن بعد تزلزله بل زَاد فِيهِ وَعمل عَلَيْهَا من الْبَسَاتِين والنخيل دَاخل زبيد وخارجها مَا عَم الِانْتِفَاع بِهِ وَأَنْشَأَ مدرسة بتعز وَأُخْرَى بِبَلَدِهِ وَيُقَال أَنه وقف جَمِيع مَا فِي ملكه من عقار على الْمُسلمين وَجعل النّظر فِي ذَلِك للمتولي من أَوْلَاد أَخِيه. وَكَانَ يُرْسل بِأَلف دِينَار لفقراء مَكَّة على يَد ابْن عطيف فَلم يحمد فِي تفرقتها وَظهر أَثَرهَا عَلَيْهِ. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وترجمته عِنْدِي أبسط من هَذَا. ولقبه الْعَفِيف عُثْمَان النَّاشِرِيّ فِي تَرْجَمَة الطّيب بالشيخ شمس الدّين وَأَنه كَانَ للطيب عِنْده حُرْمَة عَظِيمَة بِحَيْثُ عَاده فِي مرض مَوته وَمَعَهُ الْفَقِيه يُوسُف الجبائي. عَليّ بن طعيمة. يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد بن طعيمة.

عَليّ بن طوعان دوادار قانصوه خَمْسمِائَة أَمِير آخور وأظن وَالِده هُوَ الْمَاضِي وَأَنه قتل فِي نِيَابَة الكرك سنة سِتّ وَخمسين. تقدم عِنْد مخدومه واستبدل الدَّار الْعَظِيمَة الَّتِي بِالْقربِ من جَامع بشتاك وسكنها.

عَليّ بن طيبغا بن حاجي بك الْعَلَاء التركماني العنتابي الْحَنَفِيّ. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: كَانَ فَاضلا وقورا مهر فِي الْفُنُون وَقَررهُ الْأَشْرَف برسباي مدرسا وخطيبا بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالصحراء. مَاتَ فِي طَرِيق الْحجاز وَدفن بِالْقربِ من الينبوع سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ.)

عَليّ بن عَامر بن عبد الله نور الدّين المسطيهي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد الْمَاضِي. كَانَ مسنا خيرا تاليا لِلْقُرْآنِ سَاكِنا مديم الْجُلُوس بحانوت التوتة بالمقسم للتكسب، وَقد سمع ختم الصَّحِيح على التنوخي والعراقي والأبناسي

ص: 233

والغماري وَابْن الشيخة وَأَجَازَ لنا. مَاتَ فِي يَوْم عيد الْأَضْحَى سنة سِتِّينَ رحمه الله.

عَليّ بن عبَادَة بن عَليّ بن صَالح بن عبد الْمُنعم بن سراج بن نجم بن فضل بن فَهد بن عَمْرو النُّور بن الزين الْأنْصَارِيّ الخزرجي الزرزائي الأَصْل القاهري الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ أَحْمد وَصَاحب التَّرْجَمَة أكبرهما وأصلحهما. أَخذ عَن أَبِيه وَغَيره وَاسْتقر مَعَ أَخِيه بعد أَبِيهِمَا فِي تدريس الْمَالِكِيَّة بالأشرفية برسباي ثمَّ اسْتَقل بِهِ بعده وَكَانَت فِيهِ فَضِيلَة فِي فروع الْفِقْه مَعَ سُكُون وانجماع وَهُوَ أحد صوفية المؤيدية. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسبعين عَن نَحْو السّبْعين رحمه الله.

عَليّ بن عَبَّاس الْحَنْبَلِيّ. رَأَيْته كتب فِي عرض سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة.

عَليّ بن عبد الْحق بن عَليّ الحسني البلقسي شيخها والمتكلم على منى جَعْفَر بلد خانقاه سرياقوس والماضي أَبوهُ. مِمَّن تعرض لَهُ بالغرامة غير مرّة وَبَلغنِي أَن من جملَة من رَافع فِيهِ أَخُوهُ بَرَكَات وَأخذ لِأَخِيهِ أبي نصر منية حلفا ورسم على صَاحب التَّرْجَمَة لعمل حِسَاب للأماكن الثَّلَاثَة.

عَليّ بن عبد الحميد بن عَليّ المغربي الأَصْل الْغَزِّي المولد والمنشأ. اشْتغل بالنظم من البحور والفنون فأجاده وَحصل لَهُ رمد قديم مَنعه الْكِتَابَة وَهُوَ الْقَائِل:

(سَار الْأَحِبَّة قلت لما ودعوا

حركت سَاكن لوعتي يَا بَيْننَا)

(قَالُوا تمنى قبل حث رِكَابنَا

فأجبتهم الله يجمع بَيْننَا)

كتب عَنهُ من نظمه فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ. وَمَات بغزة بعد سنة خمسين.

عَليّ بن عبد الْحَيّ القيوم بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ أَخُو الْمُحب أَحْمد وعطية وأمهم زبيدية. ولد سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَسمع من أبي السعادات بن ظهيرة إحْيَاء الْقلب الْمَيِّت أَظُنهُ بِقِرَاءَتِي وَجلسَ عِنْد أَخِيه بجدة شَاهدا.

عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن رَمَضَان بن مُوسَى الْبَزَّار وَيعرف بِابْن صَلَاح. مَاتَ فِي)

ربيع الثَّانِي سنة سبعين بِمَكَّة.

عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن يُوسُف الْعَلَاء الموسوي أَو الموساوي الدِّمَشْقِي أحد المنقطعين بهَا وَيعرف بِابْن عراق. ولد سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة أَو قبلهَا وَقد رَأَيْت من قَالَ أَنه حضر على عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي فِي الثَّالِثَة سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة الصَّحِيح بفوتين. وَمَات إِمَّا فِي سنة سِتّ وَتِسْعين أَو قبلهَا بعد أَن أَخذ عَنهُ بعض الطّلبَة.

عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة ابْن عَم الْمَاضِي قَرِيبا

ص: 234

وَأمه أَيْضا زبيدية مَاتَ صَغِيرا.

عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن حسن بن عَليّ بن مَنْصُور بن عَليّ الْعَلَاء أَبُو الْحسن الْبَغْدَادِيّ الأَصْل الْغَزِّي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن المشرقي نِسْبَة للمشرق ضد الْمغرب. مِمَّن أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ بل أَخذ بِبَلَدِهِ عَن الشَّمْس بن الْحِمصِي وَغَيره وبرع وناب فِي قَضَائهَا ونظم الشّعْر مَعَ عقل وَسُكُون وَكَانَ قد عرض محافيظه عَليّ فِي جملَة الْجَمَاعَة قبل السّبْعين ثمَّ لازمني هُوَ وَأَخُوهُ بعد فِي الدُّرُوس وَغَيرهَا وأنشدني من نظمه كثيرا. وَمن ذَلِك مرثية فِي الشرفي بن الجيعان وكتبها لي بِخَطِّهِ بل ومدحني بِأَبْيَات، وَهُوَ مِمَّن امتحن فِي الدولة القايتبائية. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع وَثَمَانِينَ وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل وَكثر الأسف عَلَيْهِ، ومولده كَمَا قَالَه لي وَلَده الشَّمْس مُحَمَّد فِي سنة خمسين.

عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن حسن نور الدّين الغيثاوي الصَّالِحِي الحريري وَيعرف بالصالحي.

كتب عَنهُ الْعِزّ بن فَهد قصيدة فِي الشّرف بن عبد الْحق القَاضِي أَولهَا: لَو كَانَ حبي عاذلي فِي ظلمه وقصيدة عجاجة تقْرَأ على وُجُوه شَتَّى مُذَكّر ومؤنث جمعية وفردية أَولهَا:

(لَو عَرَفْتُمْ كلامنا

مَا جهلتم مقامنا)

وَأَشْيَاء غير ذَلِك.

عَليّ بن الزين بن عبد الرَّحْمَن بن حُسَيْن بن حسن بن قَاسم الزين الْمدنِي الشَّافِعِي الْمُؤَذّن أَخُو إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وأبوهما وَيعرف كسلفه بِابْن الْقطَّان. أجَاز لَهُ فِي سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة ابْن أميلة وَابْن الهبل وَالصَّلَاح بن أبي عمر والعماد بن كثير والكمال بن حبيب وَمُحَمّد بن عَليّ بن قواليح وَمُحَمّد بن عبد الله الصفوي وَغَيرهم وَسمع صَحِيح مُسلم على الْبَدْر إِبْرَاهِيم بن الخشاب وَبَعضه على الْجمال الأميوطي والزين الْعِرَاقِيّ وَعَلِيهِ سمع صَحِيح البُخَارِيّ وَكَذَا)

عَلَيْهِ وعَلى الزين المراغي سنَن النَّسَائِيّ وَبَعضه على الْجمال يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن الْبَنَّا وَالْعلم سُلَيْمَان السقا وَأخذ الْعلم عَن الْعِزّ عبد السَّلَام بن مُحَمَّد الكازروني أخي الصفي أَحْمد وَالِد الْجمال مُحَمَّد ومجالس من شرح ألفية الْعِرَاقِيّ عَلَيْهِ فِي سنة تسعين بِالْمَدِينَةِ. ودرس وَمِمَّنْ حضر دروسه فِي الْعُمْدَة أَبُو الْفرج المراغي وَسمع عَلَيْهِ فِي مُسلم والشفا وَعرض عَلَيْهِ بعض محافيظه فِي سنة تسع عشرَة وَكَذَا عرض عَلَيْهِ حفيد شَيْخه الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الكازروني وَآخر من عَلمته عرض عَلَيْهِ النَّجْم عمر بن فَهد فِي سنة أَربع وَعشْرين ولوالده التقي مِنْهُ إجَازَة.

عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن سليم الْعَسْقَلَانِي الأَصْل الجناني الْأَزْهَرِي أَخُو الشَّيْخ سليم الْمَاضِي.

مَاتَ قبل أَخِيه بِقَلِيل وَكَانَ خيرا. قَالَه شَيخنَا فِي تَرْجَمَة أَخِيه سنة أَرْبَعِينَ من أنبائه قَالَ: وَأَظنهُ جَازَ الثَّمَانِينَ رحمه الله.

ص: 235

عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّزَّاق بن عبد الْكَرِيم بن عبد الله الْعَلَاء الْبَارِزِيّ الرُّومِي الْحَنَفِيّ نزيل مَكَّة. ولد بعد الْعشْرين وَثَمَانمِائَة بِسنتَيْنِ أَو ثَلَاث بِبِلَاد الرّوم وَنَشَأ بهَا فاشتغل على ابْن قَاضِي خصرشاه والصدر والسراج ويوسف الروميين وَغَيرهم، ثمَّ ارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فوصلها فِي أثْنَاء سنة أَربع وَأَرْبَعين فَأخذ عَن ابْن الديري والأمين الأقصرائي وَغَيرهمَا ولازم شَيخنَا، ثمَّ سَافر لمَكَّة مَعَ الرجبية فِي أثْنَاء سنة سبع وَأَرْبَعين فَأَقَامَ برباط ربيع مِنْهَا إِلَى أثْنَاء سنة سبعين فَتوجه مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة. وَمَات بهَا فِي طاعون سنة ثَلَاث وَسبعين تَقْرِيبًا وَكَانَ فَاضلا. ذكره ابْن فَهد.

عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عَليّ بن عبد المحسن بن جمال الثنا الخواجا نور الدّين الشَّيْبَانِيّ الْبَصْرِيّ أَخُو الْأمين عبد الله روى عَنهُ قَوْله:

(لما سَمِعت بمكر اللائمات وَقد

أَعدَدْت مُتكئا ناديت أعنيه)

(أيوسف اخْرُج عَلَيْهِنَّ الْغَدَاة اتل

فذالكن الَّذِي لمتنني فِيهِ)

عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن عبد الْوَهَّاب القَاضِي نور الدّين أَبُو الْحسن الْأنْصَارِيّ الدمياطي الشَّافِعِي أَخُو التقي مُحَمَّد لِأَبِيهِ وَيعرف كأبيه بِابْن وَكيل السُّلْطَان.

ولد فِي الْمحرم سنة ثَمَانمِائَة وَحفظ الْمِنْهَاج وتفقه بناصر الدّين الْبَارِزِيّ، وَحج وَولي قَضَاء دمياط بعد أَبِيه. وَمَات فِي سَابِع عشر ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين.)

عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن معالي بن إِبْرَاهِيم نور الدّين بن الزين بن الْعَلَاء المعري الأَصْل الْحلَبِي الشَّافِعِي ويلقب أَبوهُ كَمَا مضى فِيمَا بَلغنِي بِابْن الْبَارِد. كَانَ نقيب الْمُحب بن الشّحْنَة وَفِي خدمته مَعَ عقل وَفهم وحذق فِي الْمُبَاشرَة وَنَحْوهَا ثمَّ تنافرا وَولي قَضَاء الشَّافِعِيَّة بحلب وَكِتَابَة سرها وَنظر جيشها. وَمَات فِي شَوَّال سنة ثَمَانِينَ وَأَظنهُ جَازَ الْخمسين أَو قاربها رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن نور الدّين القمني القاهري الشَّافِعِي صهر الزين القمني. قَالَ شَيخنَا فِيمَا علقته عَنهُ: اشْتغل كثيرا وصاهر الزين القمني ثمَّ فَارقه وَقَرَأَ عَليّ فِي عُلُوم الحَدِيث وَفِي الْعرُوض ودرس للمحدثين بالبرقوقية وَكَذَا درس فِي غَيرهَا وَكَانَ فَاضلا مشاركا فِي عدَّة فنون. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن عشري الْمحرم سنة ثَلَاثِينَ وَاسْتقر بعده فِي تدريس الحَدِيث القاياتي رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم نور الدّين بن الْوَجِيه بن الْجمال المرشدي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ والآتي جده. مِمَّن اشْتغل فِي الْفِقْه

ص: 236

والعربية وَغَيرهمَا ولازمني بِمَكَّة فِي شرحي للألفية وَغَيره رَفِيقًا لِابْنِ الزعيفريني وَغَيره، وَدخل الْقَاهِرَة وَغَيرهَا وَلزِمَ الجمالي أَبَا السُّعُود والتفت إِلَيْهِ وَقَرَأَ على الْخَطِيب الوزيري وَغَيره وَفِيه فضل مَعَ سُكُون وعقل وَقد حصل لَهُ صدع فِي عصبه انْقَطع لَهُ مُدَّة وَصَارَ مَشْيه بتكليف كَانَ الله لَهُ.

عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد نور الدّين الربعِي الرَّشِيدِيّ القاهري الشَّافِعِي. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: إِنَّه اشْتغل ولازم البُلْقِينِيّ ثمَّ الدَّمِيرِيّ، ودرس بعده فِي الحَدِيث بقبة بيبرس، وَكَانَ يقظا نبيها كثير العصبية فاق فِي استحضار الْفِقْه مَعَ كَثْرَة النَّقْل والمماجنة. مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَلَاث عشرَة وَقد جَازَ الْخمسين ودرست بعده بالقبة رحمه الله.

عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن اسمعيل الشلقامي. يَأْتِي بِزِيَادَة مُحَمَّد بعد جده قَرِيبا.

عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد النَّاصِر بن تَاج الرياسة الْعَلَاء بن التقي الْمحلي ثمَّ الزبيرِي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ الشهَاب أَحْمد وَيعرف بِابْن الزبيرِي.

اشْتغل وَحصل وَمهر سِيمَا فِي الْفَرَائِض والحساب وناب فِي الحكم بل درس بعد أَبِيه)

بالصالحية والناصرية وَكَانَ نزها عفيفا فِي الْأَحْكَام شهما لَهُ هَنَات وأثرى بعد فاقته من مِيرَاث أَخِيه فَلم يضبطه بل أسرف فِي إِنْفَاقه كعادته. مَاتَ فِي سنة خمس وَعشْرين وأرخه بَعضهم ظنا فِي أَوَائِل الَّتِي قبلهَا وَالْأول أثبت.

عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن سُلْطَان نور الدّين أَبُو الْحسن بن الْكَمَال الشلقامي بِضَمَّتَيْنِ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. ولد سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا فَإِنَّهُ كتب بِخَطِّهِ أَنه قبل الطَّاعُون بعامين أَو ثَلَاثَة، زكان الطَّاعُون سنة تسع وَأَرْبَعين وتفقه بالبلقيني والأبناسي وبالأسنوي فِيمَا كَانَ يذكرهُ وَبِه جزم شَيخنَا فِي مُعْجَمه وبمقتضى ذَلِك يكون خَاتِمَة من تفقه عِنْده وَأخذ الْفَرَائِض عَن الكلائي والعربية وَغَيرهَا عَن جمَاعَة وَسمع فِي سنة سِتِّينَ على العرضي الْمجْلس الأول من مُسْند أَحْمد وانْتهى إِلَى حَدِيث إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة عَن عمر كَانَ صلى الله عليه وسلم يسمر عِنْد أبي بكر اللَّيْلَة الحَدِيث، وَكَانَ يذكر أَنه سمع على أبي الْحرم القلانسي والبهاء بن خَلِيل صَحِيح البُخَارِيّ، وَولي وَظِيفَة إسماع الحَدِيث فِي وقف الطنبذي بِجَامِع الْأَزْهَر، وتكسب بِالشَّهَادَةِ دهرا وَلذَا كَانَت بِيَدِهِ الشَّهَادَة بديوان الجوالي وَبَقِي من أَعْيَان الشُّهُود بل نَاب عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ سنة أَربع وَعشْرين فِي الحكم بالنحرارية وَلكنه لم يتم لَهُ فِيهَا أَمر ثمَّ اسْتَقر فِي السّنة الَّتِي تَلِيهَا فِي مشيخة الفخرية بَين الصورين بعد وَفَاة رَفِيقه فِي الشَّهَادَة كَانَ الْبُرْهَان البيجوري،

ص: 237

وَكَانَ شَيخا عَالما فَاضلا بارعا مشاركا فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا مستحضرا طرفا من اللُّغَة وَالْأَدب عَارِفًا بالوثائق بِحَيْثُ وضع فِيهَا كتابا مُفِيدا انْتفع النَّاس بِهِ فِي زَمَنه وهلم جرا كل ذَلِك مَعَ حسن الشكالة والهيئة والكياسة والمداومة لملازمة حَانُوت الشُّهُود، وَقد حج وجاور بِمَكَّة مرَارًا، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وتاريخه مَعًا وَأثْنى عَلَيْهِ وَلَيْسَ تكْرَار مُحَمَّد عِنْده فِي نسبه بل هُوَ عِنْد ابْن فَهد. وَقَالَ شَيخنَا أَنه أنْشدهُ لنَفسِهِ لغزا لكنه لم يُبينهُ وَهُوَ قَوْله:

(سَأَلت عَن أحجية

تسمو كضوء الْقَمَر)

(وَهِي كَقَوْل الْقَائِل

إطرح أصُول الْبشر)

وَتَفْسِيره القمني فَإِن أطرح مُقَابل ألق وأصول الْبشر مني. وَرغب فِي آخر عمره عَن الفخرية لِابْنِ المرخم وَتوقف الْوَاقِف فِي إمضائه فألزمه الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ بعناية القاياتي بذلك وَعمل حِينَئِذٍ فِيهَا إجلاسا وَكَذَا نزل عَن شَهَادَة الجوالي للبرهان السفطي وَعَن الإسماع للمحيوي)

الطوخي وَتوجه صُحْبَة الْحَاج فقوي عَلَيْهِ الضعْف بِحَيْثُ عجز عَن ركُوب المحارة فَركب الْبَحْر من السويس إِلَى الينبوع وَعجز عَن التَّوَجُّه صُحْبَة الْحَاج فَأَقَامَ بِهِ حَتَّى رجعُوا فَعَاد فِي الْبر مَعَهم فَمَاتَ قبل دُخُوله الْقَاهِرَة فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين، وَذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار وَقَالَ: كَانَ فَاضلا فِي فنون مِمَّن درس، وَقد أَخذ عَنهُ جمَاعَة بل قَرَأَ عَلَيْهِ الكلوتاتي البُخَارِيّ وثنا الْبَدْر الدَّمِيرِيّ بِكَثِير من أَحْوَاله وكرهت مَا بَلغنِي عَنهُ من مناكدته لرفيقه فِي الْجُلُوس الْبُرْهَان البيجوري رحمهمَا الله وإيانا.

عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد المكناسي. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.

عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الْعَلَاء الموساوي. فِيمَن جده أَحْمد بن يُوسُف.

عَليّ بن عبد الرَّحْمَن نور الدّين البدماصي القاهري الشَّاهِد الْكَاتِب المجود جاور بِمَكَّة كثيرا.

ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه كَانَ ماهرا فِي صناعَة الْخط تعلمت مِنْهُ بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وعاش بعد ذَلِك وَكَانَ يجلس للشَّهَادَة فِي بعض الحوانيت ظَاهر الْقَاهِرَة وَيعلم النَّاس الْمَنْسُوب. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَذكره فِي أنبائه بِاخْتِصَار وَكَذَا المقريزي فِي عقوده وَقَالَ: نعم الرجل كَانَ.

عَليّ بن عبد الرَّحْمَن نور الدّين الصرنجي بصاد أَو سين مُهْملَة ثمَّ رَاء سَاكِنة وَنون مَفْتُوحَة بعْدهَا جِيم. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: سمع صَحِيح مُسلم على ابْن عبد الْهَادِي وَالسّنَن لأبي دَاوُد على عبد الْعَزِيز بن عبد الْقَادِر بن أبي الدّرّ سَمِعت مِنْهُ قَدِيما وحديثا وَحدث قبل مَوته بِيَسِير مَعَ النُّور الأبياري الْمَاضِي

ص: 238

بالسنن فِي البيبرسية وَكَانَ أحد صوفييها. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث عشرَة. وَأما فِي مُعْجَمه فَإِنَّهُ قَالَ: عَليّ بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن السرنجي بِالسِّين وَأَنه سمع عَلَيْهِ الْأَرْبَعين تَخْرِيج ابْن سعد من مُسلم، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي فِي عَليّ بن عبد الله بن عبد الله السرنجي.

عَليّ بن عبد الرَّحْمَن البيروذي ثمَّ الدِّمَشْقِي ابْن أخي الْعَلامَة الشَّمْس بن خطيب يبرود. سمع من بَقِيَّة أَصْحَاب الْفَخر وَأخذ عَن ابْن رَافع كثيرا وتفقه على عَمه وعَلى ابْن قَاضِي شُهْبَة وَكَانَ يفهم جيدا لَكِن قَالَ ابْن حجي أَنه كَانَ مقترا على نَفسه جمَاعَة لِلْمَالِ وَلم يتَزَوَّج فِيمَا علمت. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع بخليص وَهُوَ محرم.)

عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الجنائي. مضى فِيمَن جده سليم.

عَليّ بن عبد الرَّحْمَن القمني. فِيمَن جده عَليّ.

عَليّ بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل الْعَلَاء وَرُبمَا قيل لَهُ التقي أَبُو الْحسن القلقشندي الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد ووالد إِبْرَاهِيم الماضيين.

ولد سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس وَقَرَأَ الْقُرْآن على الزين أبي بكر الهيثمي والتنبيه وَعرضه على إِبْرَاهِيم العرابي والحاجبية وعرضها على عمر الْبَلْخِي وَحضر فِي الْفِقْه عِنْد الزين ماهر وَغَيره وَسمع على إِبْرَاهِيم بن الشهَاب أبي مَحْمُود وَالشَّمْس مُحَمَّد بن سعيد ويوسف الغانمي وَمُحَمّد بن يُوسُف الْبَازِي فِي آخَرين، وتنزل بالصلاحية طَالبا ثمَّ معيدا وتكمل لَهُ نصف خطابة الْمَسْجِد الْأَقْصَى بعد موت أَخِيه ولقيته بِبَيْت الْمُقَدّس فَقَرَأت عَلَيْهِ أَشْيَاء وَكَانَ خيرا. مَاتَ فِي يَوْم السبت ثَانِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَسبعين رحمه الله.

عَليّ بن عبد السَّلَام بن الشَّيْخ أَحْمد بن عَليّ بن سيدهم النحريري الشَّافِعِي الرِّفَاعِي وَيعرف بِابْن حمصيص بِمُهْملَة مَفْتُوحَة وصادين مهملتين أولاهما مَكْسُورَة. ولد سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة بالنحرارية. وَمَات فِي أَوَاخِر سنة أَربع وَخمسين بهَا ظنا.

عَليّ شاه بن الخواجا عبد السَّلَام بن حسن الْجِرْجَانِيّ الأَصْل البحري الشَّافِعِي نزيل مَكَّة والآتي شقيقه مُحَمَّد. شَاب سمع على مَكَّة أربعي النَّوَوِيّ وَغَيرهَا واشتغل قَلِيلا وَهُوَ عَاقل لَا بَأْس بِهِ.

عَليّ بن عبد السَّلَام بن مُوسَى نور الدّين البهوتي الأَصْل الدمياطي الشلفعي الْوَاعِظ الْمَاضِي أَبوهُ وأخو الولوي مُحَمَّد الْآتِي. مِمَّن ولد تَقْرِيبًا فِي سنة سبع وَخمسين وَثَمَانمِائَة بدمياط وَحفظ الْقُرْآن والنحو النّصْف الأول وَجَمِيع الجرومية واشتغل بالفقه والعربية عِنْد الشهَاب البيجوري وَغَيره وتميز واعتنى بِقِرَاءَة الحَدِيث ولازمني

ص: 239

فِي أَشْيَاء من تصانيفي وَغَيرهَا ولقيني بِمَكَّة فَأخذ عني بهَا أَيْضا وَكَذَا أَخذ عَن الديمي وَتكلم عَن النَّاس بِبَلَدِهِ وَفِي مَكَّة وَغَيرهمَا وزار الْقُدس والخليل وَأخذ عَن الشهَاب العميري، وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْخَيْر وسلامة الْفطْرَة وَأَظنهُ يتولع بالنظم وَأَخُوهُ أفضل مِنْهُ.

عَليّ الْمَدْعُو كَمَال الدّين مُحَمَّد بن عبد الظَّاهِر الشريف الأخميمي القاهري نزيل البردبكية مِمَّن أَخذ عَن الْعَلَاء الحصني والزيني زَكَرِيَّا وتميز مَعَ خير وعقل وَسُكُون وَقد تردد إِلَيّ)

قَلِيلا.

عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر أَبُو الْحسن بن صَاحب الْمغرب أبي فَارس. ولاه ابْن أَخِيه الْمُنْتَصر أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي فَارس بجاية. فَلَمَّا مَاتَ وَخَلفه أَخُوهُ أَبُو عَمْرو عُثْمَان امْتنع هَذَا من مبايعته وَرَأى أحقيته بِهِ وساعده فَقِيه بجاية مَنْصُور بن عَليّ بن عُثْمَان فَكَانَت حروب وخطوب آل الْأَمر فِيهَا إِلَى. مَاتَ سنة خمس وَخمسين.

عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ التقي بن الْعِزّ بن الصّلاح الْمصْرِيّ التَّاجِر الكارمي وَيعرف بالخروبي. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ: من أَعْيَان التُّجَّار بِمصْر حج مرَارًا وَكَانَ ذَا مُرُوءَة وَخير عفيفا عَن الْفَوَاحِش دينا متصونا أوصى بِمِائَة ألف دِرْهَم فضَّة لعمارة الْحرم الشريف الْمَكِّيّ فعمر بهَا بعد الاحتراق، قَالَ: وَكَانَ وَالِدي قد تزوج أُخْته وَمَاتَتْ قبله وَكَانَ عمي زوج عمته وَعَمه زوج عَمَّتي فَكَانَت بَيْننَا مَوَدَّة أكيدة وَكَانَ بِي برا محسنا شفوفا جزاه الله عني خيرا. مَاتَ فِي رَجَب بعيد يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشرِيَّة سنة اثْنَتَيْنِ. وَقَالَ فِي تَرْجَمَة عَمه: إِن هَذَا مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وفيهَا أرخه المقريزي، وَمَا هُنَا أشبه وَقد أكمل السِّتين رحمه الله وَقَالَ غَيره: إِنَّه ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين أَنه كَانَ هُوَ وَأَبوهُ وجده من الأكابر تجار مصر قَالَ: وَهُوَ آخر تجار مصر من الخراربة وَخلف مَالا كثيرا ولقبه نور الدّين وَسمي جده مُحَمَّد بن أَحْمد وَالظَّاهِر أَن مُحَمَّدًا وَالِد صَاحب التَّرْجَمَة وَأَن صَاحب التَّرْجَمَة ابْن عَم الزكي أبي بكر بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد.

عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْكَافِي نور الدّين بن عز الدّين الدقوقي الْمَاضِي أَبوهُ وَابْن أخي الخواجا الْجمال مُحَمَّد الْآتِي. مِمَّن كَانَ يتجر فِي السّفر لسواكن بل سكنها وَولد لَهُ بهَا وَكَانَ يتَكَرَّر مِنْهَا لمَكَّة. مَاتَ فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين بِجَزِيرَة سواكن.

أرخه ابْن فَهد.

عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْكَافِي الدقدوقي جد الَّذِي قبله، كَانَ ذَا ملاءة جاور بِمَكَّة وَخلف بهَا عقارا وأولادا. وَمَات بهَا فِي يَوْم الْخَمِيس ثامن ذِي الْحجَّة

ص: 240

سنة خمس وَدفن بالمعلاة. قَالَه)

الفاسي فِي مَكَّة.

عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن يُوسُف الْعَلَاء الرُّومِي الْحلَبِي نزيل بانقوسا مِنْهَا وَلذَا يُقَال لَهُ البانقوسي الْحَنَفِيّ وَيعرف باليتيم بِالتَّصْغِيرِ والتثقيل وبابن فاقرة بفاء ثمَّ قَاف مَكْسُورَة كعامرة.

ولد فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع على ابْن صديق وَغَيره بل قَرَأَ على الشَّمْس البسقاسي نِسْبَة لمعتق أمه فِي الْفِقْه وَغَيره ولازمه وَبِه انْتفع وَكَذَا أَكثر عَن الْبُرْهَان الْحلَبِي وَكتب بِخَطِّهِ الصَّحِيحَيْنِ وَولي الْإِمَامَة والخطابة بِجَامِع الْعَلَاء الإستادار ببانقوسا ظَاهر حلب، وَكَانَ خيرا مديما للتلاوة وَالْعِبَادَة وَالْقِيَام بِربع الْقُرْآن كل لَيْلَة غَالِبا وَالصَّوْم منعزلا عَن النَّاس متعففا عَن وظائف الْفُقَهَاء سِيمَا الْخَيْر عَلَيْهِ ظَاهِرَة مَاتَ قبل سنة خمسين رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن عبد الْغَنِيّ نور الدّين القاهري المقسي الْحَنَفِيّ السعودي وَيعرف بِابْن عبيد الْوَقَّاد. نَشأ فِي خدمَة الْعَضُد الصيرامي ثمَّ الشَّمْس الأمشاطي وَقَرَأَ عَلَيْهِمَا وَكَذَا على الْبَدْر بن عبيد الله وَغَيره وَأخذ عني فِي مُخْتَصر التركماني فِي الحَدِيث يَسِيرا، وتنزل فِي الْجِهَات وتكسب بِالشَّهَادَةِ ثمَّ بِالْقضَاءِ وَلم يكن بالمتصون بل هُوَ إِلَى أجلاف الْعَوام أقرب مَعَ تقريب الأمشاطي لَهُ واعتماده إِيَّاه. مَاتَ مسموما فِيمَا قيل فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَسبعين وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء وَأَظنهُ قَارب الْخمسين عَفا الله عَنهُ فقد كَانَ كَبِير الهمة نَاصح الْخدمَة عديم الدربة، وَترك ابْنا فاق أَبَاهُ فِي أَوْصَافه وارتقى لأزيد مِنْهُ.

عَليّ بن عبد الْغَنِيّ النُّور المنوفي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ مِمَّن لَهُ انتماء للزين خَالِد الَّذِي كَانَ شيخ سعيد السُّعَدَاء اشْتغل عِنْد الصّلاح الطرابلسي وَغَيره وتميز وناب عَن القَاضِي نَاصِر الدّين الأخميمي وَأَجْلسهُ بِجَامِع الفكاهين وَله أَخ اسْمه أَحْمد يجلس عِنْده شَاهدا بل هُوَ كَاتب فِي الوراقين لوفاء بن الجغينماتي وَكَانَ مِمَّن فر لمَكَّة فِي أثْنَاء سنة سبع وَتِسْعين فحج ثمَّ رَجَعَ وَلَا تميز عِنْده.

عَليّ بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة الْقرشِي المَخْزُومِي الْمَكِّيّ.

اشْتغل وَكَانَ ذكيا. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَمَان وَسبعين بِالْقَاهِرَةِ. أرخه ابْن فَهد.

عَليّ بن عبد الْقَادِر بن أبي البركات بن عَليّ أَبُو البركات بن محيي الدّين الْعقيلِيّ النويري الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ. مِمَّن اشْتغل بالفقه وأصوله والعربية قَلِيلا وَجل ذَلِك على الغرباء وَسمع مني)

بِمَكَّة وَهُوَ دون أَبِيه فِي الْحمق.

عَليّ بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن شرف تَقِيّ الدّين أَبُو الْحسن

ص: 241

ابْن المحيوي الطوخي الأَصْل القاهري الْمَاضِي أَبوهُ والآتي أَخُوهُ الْكَمَال مُحَمَّد وَذَاكَ الْأَكْبَر. مولده فِي حادي عشر الْمحرم سنة خمس وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ والعمدة والمنهاج وألفية النَّحْو، وَعرض على جمَاعَة واشتغل يَسِيرا عِنْد أَبِيه ثمَّ بعده على الزين عبد الرَّحِيم الأبناسي ولازمه والسنتاوى وَهُوَ أحد قراء تقاسيمه وَأخذ عني قَلِيلا فِي حَيَاة أَبِيه بِالْعرضِ وَغَيره، خطب أَحْيَانًا بالأزهر بل درس بالحسنية شركَة لِأَخِيهِ بعد أَن نَاب عَنهُ فِيهَا شَيْخه الأبناسي وَهُوَ الَّذِي حسن لَهُ مباشرتها وَكَذَا اشْترك الأخوان فِي قَضَاء طوخ وَغَيرهَا وَاسْتقر فِي الْعُقُود وَجلسَ بِجَامِع الصَّالح مَعَ الْحَنَفِيَّة وَهُوَ أشبه من أَخِيه.

عَليّ بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد نور الدّين الْقَرَافِيّ القاهري النقاش الميقاتي. حضر دروس الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَأخذ الْمِيقَات والهندسة عَن ابْن المجدي والنقش عَن زوج أمه وبرع فِي كل مِنْهُمَا وتكسب بالنقش فِي حَانُوت بالصاغة وباشر الرياسة بِجَامِع المقسي وبالجمالية الصاحبية وَغَيرهمَا كالتربة الأشرفية أينال بل درس الْفَنّ بِبَعْض الْأَمَاكِن وَعمل عُمْدَة الحذاقي فِي الْعَمَل فِي سَائِر الْآفَاق اخْتَصَرَهُ من كتاب لَهُ مَبْسُوط فِي ذَلِك مَعَ غَيرهمَا من التآليف والأوضاع وانتفع بِهِ جمَاعَة وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ ابْنه وَعبد الْعَزِيز الوفائي. مَاتَ وَقد أسن فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَانِينَ وَدفن بتربة جوَار تربة سعيد السُّعَدَاء عَفا الله عَنهُ ورحمه.

عَليّ بن عبد الْقَادِر الشريف نور الدّين الحسني الشَّامي الأَصْل القاهري الْأَزْهَرِي الفرضي الشَّافِعِي وَيعرف بالسيد الفرضي. ولد فِي سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا وَجلسَ بِبَعْض حوانيت الْبَز تَاجِرًا كأخواله فنفد مَا مَعَه، وسافر إِلَى الشَّام ثمَّ عَاد فَحَضَرَ مجَالِس شَيخنَا ولازم ابْن المجدي فِي الْفَرَائِض والحساب والجبر والمقابلة وَنَحْوهَا مُلَازمَة كَثِيرَة حَتَّى أَنه كَمَا ذكر أَخذ عَنهُ قِرَاءَة أَو سَمَاعا أشكال التأسيس فِي الهندسة وَكَانَ يسْأَله عَن كل مَا يعسر عَلَيْهِ فهمه فيحققه لَهُ وَلِهَذَا برع. وَلما مَاتَ تصدى للإقراء وَتقدم فِي ذَلِك بِحَيْثُ كَاد أَن ينْفَرد بفني الْحساب المفتوح وَالْغُبَار والجبر والمقابلة والفرائض لعلمه بأصول الْفُنُون الْمَذْكُورَة وطرق أَعمالهَا واستحضاره لذَلِك بِدُونِ تكلّف حَتَّى أَنه يقْرَأ مشكلاتها بِدُونِ مطالعة وَلَا مُرَاجعَة مَعَ سرعته فِي التَّقْرِير وَعدم النهضة لمجاراته فِيهِ إِلَّا من إِفْرَاد، وصنف فِي الْفَنّ)

الأول شرحا على الْوَسِيلَة سَمَّاهُ الْفَوَائِد الجليلة فِي حل الْأَلْفَاظ الْوَسِيلَة فِي غَايَة الْحسن وَفِي الْفَنّ الثَّانِي شرحا على المبتكرات لشيخه سَمَّاهُ الْفَوَائِد الربانية فِي شرح المبتكرات الحسابية غَايَة أَيْضا بَابه وَكتب على مَجْمُوع الكلائي شرحا لم يكلمهُ سَمَّاهُ عين المسموع فِي شرح الْمَجْمُوع

ص: 242

إِلَى غير ذَلِك من بَيَان أَعمال مشكلة وتنبيه على مناقشات مَعَ أَصْحَابهَا وتقييدات وإيضاحات وَغير ذَلِك مِمَّا يُقَيِّدهُ بهوامش الْكتب لَا سِيمَا القالة الثَّانِيَة من مُخْتَصر شَيْخه فِي الْفَرَائِض والمعرفة لِابْنِ الهائم بل كَانَ عِنْده عَلَيْهَا أوراق كَثِيرَة التمس مِنْهُ جمَاعَة من الْفُضَلَاء إفرادها فِي تأليف فَمَا تيَسّر. واشتهر بِهَذَا الْفَنّ جدا وَقصد بالمناسخات وَنَحْوهَا من الْأَعْمَال المشكلة وَكَانَ يَأْخُذ الْأُجْرَة على ذَلِك وَاحْتَاجَ ابْن الْبَارِزِيّ إِلَى قسْمَة بلد فَلم يجد من يعملها غَيره فأثابه على عمله نَحْو خمسين دِينَارا وَكَانَت لَهُ مَعَ ذَلِك مُشَاركَة مَا فِي الْفِقْه حضر فِيهِ عِنْد القاياتي والونائي وَسمع على أَولهمَا من الْعُلُوم الآلية إِلَّا أَنه لم يتصد لغير مَا قَدمته بل وَلَا برع فِي غَيره وَقد أَخذ عَنهُ الْفُضَلَاء كالأبناسي وَابْن خطيب الفخرية والشرف السنباطي والمجيوي الزفتاوي والمحب بن هِشَام والقمني بل كَانَ الزين قَاسم الْحَنَفِيّ يستمد مِنْهُ ويراجعه كثيرا وَلَو ألان كَلمته وخفض جَانِبه وسمح بمعلوماته وَلم يشح بهَا لَكَانَ كلمة إِجْمَاع وَلِهَذَا كَانَ خاملا فَقِيرا أجل مَا مَعَه وَظِيفَة التصوف بالأشرفية برسباي وَلَكِن كَانَ يُبْدِي أعذارا وَالله أعلم بسريرته، وَفِي آخر أمره حصل لَهُ فهر من أمه كَانَ يتسرى بهَا. وسافر لمَكَّة لقَضَاء الْفَرْض فِي الْبَحْر فَدَخلَهَا وَهُوَ متوعك وقاسى شدَّة وَبَاعَ عَامَّة مَا كَانَ صحبته من الْكتب أَو جلها وَاسْتمرّ متضعفا حَتَّى حج وزار وَرجع إِلَى وَطنه فَسلمت عَلَيْهِ وَهُوَ مكروب وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشري ربيع الأول سنة سبعين وَصلى عَلَيْهِ فِي يَوْمه ثمَّ دفن وَلم يخلف عاصبا فبيعت تركته بعد يَوْمَيْنِ وَلم يُوجد فِيهَا شَيْء من كتب فنونه، وَقيل أَنه كَانَ يَقُول أَنه بَاعهَا بِمَكَّة وَلست أقبل مِنْهُ ذَلِك بل عِنْدِي أَنَّهَا إِن لم يكن أوصى بهَا لأحد فقد اختلست، وَاسْتقر بعده فِي الأشرفية السنباطي أحد جماعته وَرَأَيْت بِخَطِّهِ نُسْخَة بشرح ألفية الْعِرَاقِيّ انْتهى من نسخهَا فِي سنة أَربع وَخمسين رحمه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا.

عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد نور الدّين بن كريم الدّين الْمصْرِيّ الْحَنْبَلِيّ الكتبي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن عبد الْكَرِيم. سمع على التنوخي والأبناسي وَابْن حَاتِم وَابْن الخشاب وَابْن الشيخة وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ والشهاب الْجَوْهَرِي فِي أخرة، وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه)

فَقَالَ أَنه كَانَ عَارِفًا بالكتب وأثمانها وَلكنه تشاغل عَن التكسب بهَا غَالِبا بغَيْرهَا بل نَاب فِي الحكم مُدَّة ثمَّ ترك. وَمَات بعد أَن تعلل عدَّة سِنِين فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَقد قَارب السّبْعين أَو جاوزها.

عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عبد الظَّاهِر إِمَام الدّين

ص: 243

الْكِنَانِي المنزلي الشَّافِعِي قاضيها وَابْن قضاتها وَيعرف بِابْن عفيف الدّين. كَانَ وجيها فِي تِلْكَ النَّاحِيَة ذَا صيت تَامّ بِحَيْثُ لَا يقنع بِغَيْرِهِ بَعيدا عَن الرِّشْوَة مَعَ مزِيد الْكَرم وَالْعقل التَّام والمداراة ودربة فِي الْأَحْكَام وَفِي الآخر ترك الْقَضَاء لوَلَده أصيل الدّين مُحَمَّد وَلم يَنْفَكّ عَن المطالعة وَكتب الْعلم بل حفظ فِي صغره الْمِنْهَاج وَقَرَأَ على الْفِرْيَانِيُّ وَآخر من نمطه يُسمى عبد الباسط. وَمَات فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سادس صفر سنة سبع وَثَمَانِينَ وَقد قَارب الثَّمَانِينَ وَلم يخلف بعده فِي تِلْكَ النواحي مثله رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة نور الدّين أَبُو الْحسن الْقرشِي الْمَكِّيّ أَخُو أبي عبد الله مُحَمَّد وَأمه أم كَمَال ابْنة ابْن عبد الْمُعْطِي سمع من العلائي وَالشَّيْخ خَلِيل الْمَالِكِي وَالْجمال مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْمُعْطِي وَأَجَازَ لَهُ الْعِزّ بن جمَاعَة وَمَا ظَنّه حدث بل وَلَا أجَاز. مَاتَ فِي سنة سِتّ بِمَكَّة وَقد بلغ السّبْعين أَو قاربها سامحه الله وإيانا.

عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي حفيد الَّذِي قبله وَأمه زبيدية. بيض لَهُ ابْن فَهد.

عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن دليم زين العابدين بن جلال الدّين الْقرشِي الزبيدِيّ الْبَصْرِيّ نزيل مَكَّة والتاجر ابْن التَّاجِر. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَعشْرين بهرموز. وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَهُوَ ابْن إِحْدَى عشرَة ثمَّ سَافر مِنْهَا إِلَى مَكَّة فِي أحد الجمادين سنة سبع وَثَلَاثِينَ واستوطنها حَتَّى مَاتَ بهَا فِي سلخ شعْبَان سنة سبعين. أرخه ابْن فَهد. قَالَ: وَرَأَيْت لَهُ تَعْلِيقا بِخَطِّهِ فِيهِ وقائع وحوادث ومواليد ووفيات مُتَعَلقَة بِمَكَّة.

عَليّ بن عبد الْكَرِيم الكتبي. فِيمَن جده إِبْرَاهِيم بن أَحْمد.

عَليّ بن عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن نور الدّين الحسني الفاسي الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ إِمَام مقَام الْحَنَابِلَة بِمَكَّة. ولد فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة قبل)

موت أَبِيه بِيَسِير وَاسْتقر عوضه فِي الْإِمَامَة الْمشَار إِلَيْهَا وناب عَنهُ فِيهَا عَمه الشريف أَبُو الْفَتْح الفاسي سِنِين إِلَى أَن تأهل فباشر بِنَفسِهِ حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ بزبيد من بِلَاد الْيمن وَدفن بمقابرها وَكَانَ قد سمع على النشاوري وَابْن صديق وَغَيرهمَا واشتغل بِالْعلمِ مَعَ خير. ذكره الفاسي فِي مَكَّة.

عَليّ بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عَليّ بن سَالم الزبيدِيّ الأَصْل الْمَالِكِي. ولد بهَا وَنَشَأ فَسمع فِيمَا أَحسب على النشاوري وَغَيره وتعب بعد موت وَالِده لقلَّة مَا بِيَدِهِ. وَمَات بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْ عشرَة عَن نَحْو الثَّلَاثِينَ. ذكره الفاسي أَيْضا.

ص: 244

عَليّ بن عبد اللَّطِيف الْبُرُلُّسِيّ ثمَّ السكندري التَّاجِر أَخُو مُحَمَّد الْآتِي. مَاتَ بِمَكَّة فِي مستهل شَوَّال سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخلف أَوْلَادًا وشيئا كثيرا، وَكَانَ قد ابتنى برشيد بَيْتَيْنِ وصهريجا تعلوه مدرسة لَطِيفَة وبجدة دَارا هائلة لم يكملها وَيُقَال أَنه كَانَ بَعيدا عَن الْخَيْر قَائِما مَعَ نَفسه مَعَ تَقْصِيره فِي أُمُور ديانته سامحه الله.

عَليّ بن عبد الله بن أَحْمد بن أبي الْحسن عَليّ بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عِيسَى نور الدّين أَبُو الْحسن بن الْجمال الحسني السمهودي القاهري الشَّافِعِي نزيل الْحَرَمَيْنِ والماضي أَبوهُ وجده وَيعرف بالشريف السمهودي. ولد فِي صفر سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بسمهود وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج ولازم وَالِده حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ بحثا مَعَ شَرحه للمحلي وَشرح الْبَهْجَة لَكِن النّصْف الثَّانِي مِنْهُ سَمَاعا وَجمع الْجَوَامِع وغالب ألفية ابْن مَالك بل سمع عَلَيْهِ جلّ البُخَارِيّ ومختصر مُسلم لِلْمُنْذِرِيِّ وَغير ذَلِك، وَقدم الْقَاهِرَة مَعَه وبمفرده غير مرّة أَولهَا سنة ثَمَان وَخمسين ولازم أَولا الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ فِي الْفِقْه وأصوله والعربية فَكَانَ مِمَّا قَرَأَ عَلَيْهِ جَمِيع التَّوْضِيح لِابْنِ هِشَام والخزرجية مَعَ الْحَوَاشِي الأبشيطية وَشَرحه للشذور وَالرّبع الأول من شرح الْبَهْجَة للْوَلِيّ وَشرح شَيْخه الْمحلي للمنهاج قِرَاءَة لأكثره وسماعا لسائره مَعَ سَماع غَالب شرح شَيْخه أَيْضا لجمع الْجَوَامِع بل قَرَأَ بعضهما على مؤلفهما مَعَ سَماع دروس من الرَّوْضَة عَلَيْهِ بالمؤيدية وَأكْثر من مُلَازمَة الْمَنَاوِيّ وَكَانَ مِمَّا أَخذه عَنهُ تَقْسِيم الْمِنْهَاج مرَّتَيْنِ بفوت مجْلِس أَو مجلسين فِي كل مِنْهُمَا لكنه تلفق لَهُ مِنْهُمَا مَعًا والتنبيه وَالْحَاوِي والبهجة بفوت يسير فِي كل مِنْهُمَا وجانبا من شرح الْبَهْجَة وَمن شرح جمع الْجَوَامِع كِلَاهُمَا لشيخه وَقطعَة من حَاشِيَته على أَولهمَا، وَمِمَّا كتبه على مُخْتَصر الْمُزنِيّ فِي درس الشَّافِعِي وعَلى الْمِنْهَاج فِي)

درس الصالحية وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ بحثا قِطْعَة من شرح ألفية الْعِرَاقِيّ وَمن بُسْتَان العارفين للنووي وبجامع عمر وَجَمِيع الرسَالَة القشيرية وَسمع عَلَيْهِ المسلسل بِشَرْطِهِ وَالْبُخَارِيّ مرَارًا بأفوات وَقطعَة من مُسلم وَمن مُخْتَصر جَامع الْأُصُول للبارزي وَمن آخر تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وَألبسهُ خرقَة التصوف وَقَرَأَ على النَّجْم بن قَاضِي عجلون بعض تَصْحِيحه للمنهاج وعَلى الشَّمْس البامي قِطْعَة من شرح الْبَهْجَة مَعَ حُضُور تقاسيمه فِي الْمِنْهَاج وعَلى الزين زَكَرِيَّا شرح الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ للأسنائي وغالب شَرحه على منظومة ابْن الهائم فِي الْفَرَائِض وعَلى الشَّمْس الشرواني شرح عقائد النَّسَفِيّ للتفتازاني بل سَمعه عَلَيْهِ ثَانِيَة وغالب شرح الطوالع للأصفهاني وَسمع عَلَيْهِ الإلهيات بحثا بِمَكَّة وَقطعَة من الْكَشَّاف وغالب مُخْتَصر سعد الدّين على التَّلْخِيص وشيئا من المطول وَمن الْعَضُد

ص: 245

شرح ابْن الْحَاجِب وَمن شرح الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ للسَّيِّد العبري وَغير ذَلِك وَحضر عِنْد الْعلم البُلْقِينِيّ من دروسه فِي قِطْعَة الأسنائي وَعند الْكَمَال إِمَام الكاملية دروسا وَألبسهُ الْخِرْقَة ولقنه الذّكر وَقَرَأَ عُمْدَة الْأَحْكَام بحثا على السعد بن الديري وَأذن لَهُ فِي التدريس هُوَ والبامي والجوجري وَفِيه وَفِي الْإِفْتَاء الشهَاب الشارمساحي بعد امتحانه لَهُ فِي مسَائِل ومذاكرته مَعَه وَفِيهِمَا أَيْضا زَكَرِيَّا وَكَذَا الْمحلي والمناوي وعظيم اخْتِصَاصه بهما وتزايد مَعَ ثَانِيهمَا بِحَيْثُ خطبه لتزويج سبطته وَقَررهُ معيدا فِي الحَدِيث بِجَامِع الولوي وَفِي الْفِقْه بالصالحية وَأَسْكَنَهُ قاعة الْقُضَاة بهَا وَعرض عَلَيْهِ النِّيَابَة فَأبى ثمَّ فوض إِلَيْهِ حِين رُجُوعه مرّة إِلَى بَلَده مَعَ الْقَضَاء حَيْثُ حل النّظر فِي أَمر نواب الصَّعِيد وَصرف غير المتأهل مِنْهُم فَمَا عمل بِجَمِيعِهِ، ثمَّ إِنَّه استوطن الْقَاهِرَة مَعَ توجهه لزيارة أَهله أَحْيَانًا إِلَى أَن حج وَمَعَهُ والدته فِي ذِي الْقعدَة سنة سبعين فِي الْبَحْر وَكَاد أَن يدْرك الْحَج فَلم يُمكن وجاور سنة إِحْدَى بكمالها وَكنت هُنَاكَ فَكثر اجتماعنا وَكتب بِخَطِّهِ مصنفي الابتهاج وسَمعه مني وَكَذَا سمع مني غَيره من تصانيفي وَكَانَ على خير كثير وفارقته بِمَكَّة بعد أَن حجَجنَا ثمَّ توجه مِنْهَا إِلَى طيبَة فقطنها من سنة ثَلَاث وَسبعين ولازم وَهُوَ فِيهَا الشهَاب الأبشيطي وَحضر دروسه فِي الْمِنْهَاج وَغَيره، وَسمع جانبا من تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وَمن شرح الْبَهْجَة للْوَلِيّ وَبحث عَلَيْهِ توضيح ابْن هِشَام بل قَرَأَ عَلَيْهِ من تصانيفه شَرحه لخطبة الْمِنْهَاج وحاشيته على الخزرجية وَأذن لَهُ فِي التدريس وَأكْثر من السماع هُنَاكَ على أبي الْفرج المراغي بل قَرَأَ على الْعَفِيف عبد الله بن القَاضِي نَاصِر الدّين صَالح أَشْيَاء بالأجايز وَألبسهُ خرقَة التصوف بلباسه من عمر)

العرابي وَكَذَا كَانَ سمع بِمَكَّة على كمالية ابْنة مُحَمَّد بن أبي بكر الْمرْجَانِي وشقيقها الْكَمَال أبي الْفضل مُحَمَّد والنجم عمر بن فَهد فِي آخَرين وبالقاهرة على سوى من تقدم ختم البُخَارِيّ مَعَ ثلاثياته بِقِرَاءَة الديمي على من اجْتمع من الشُّيُوخ بالكاملية بل قَرَأَ على النَّجْم بن عبد الْوَارِث فِي منية ابْن خصيب شَيْئا من الْمُوَطَّأ وَمن الشفا وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَلم يكثر من ذَلِك وصاهر فِي الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة بَيت الزرندي فَتزَوج أُخْت مُحَمَّد بن عمر بن الْمُحب وَلها محرمية بِالنَّجْمِ بن يَعْقُوب ابْن أخي زَوجهَا ثمَّ فَارقهَا وَتزَوج أُخْت الشَّيْخ مُحَمَّد المراغي ابْنة الشَّيْخ أبي الْفرج وفارقها بعد موت أَخِيهَا، وانتفع بِهِ جمَاعَة من الطّلبَة فِي الْحَرَمَيْنِ وصنف فِي مسئلة فرش الْبسط المنقوشة ردا على من نازعه وقرضه لَهُ أَئِمَّة الْقَاهِرَة وَكَذَا عمل للمدينة النَّبَوِيَّة تَارِيخا تَعب فِيهِ قرضه لَهُ كَاتبه

ص: 246

والبرهان بن ظهيرة وَقُرِئَ عَلَيْهِ بعضه بِمَكَّة وَكَذَا ألف غير مَا ذكر وَمن ذَلِك الْكِتَابَة على إِيضَاح النَّوَوِيّ فِي الْمَنَاسِك، وَالْتمس من صاحبنا النَّجْم بن فَهد تَخْرِيج شَيْء مِمَّا تقدم لَهُ فَفعل وعظمه فِي الْخطْبَة وَزَاد وَمَات قبل إكماله فبيضه وَلَده متمما لما أمكنه فِيهِ وَقدم من الْمَدِينَة إِلَى مَكَّة فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ رَفِيقًا لِابْنِ الْعِمَاد قبل وُقُوع الْحَرِيق بِالْمَدِينَةِ فَسلم من هَذِه الْحَادِثَة وَلَكِن احترقت جَمِيع كتبه وَهِي شَيْء كثير، وسافر إِلَى الْقَاهِرَة فِي موسمها رَفِيقًا للمذكور أَيْضا فدخلاها وَلَقي السُّلْطَان فَأحْسن إِلَيْهِ بمرتب على الذَّخِيرَة وَغَيره بل ووقف هُوَ وَغَيره على الْمَدِينَة كتبا من أَجله ورسم بسعايته بسد السرداب المواجه للحجرة الشَّرِيفَة والمتوصل مِنْهُ لدور الْعشْرَة لما كَانَ يحصل فِيهِ من الْفساد مَعَ معاكسة ابْن الزَّمن لَهُ فِيهِ وَكَانَت الْمصلحَة فِي سَده، وَشهد موت ابْن الْعِمَاد ثمَّ سَافر لزيارة أمه فَمَا كَانَ بأسرع من مَوته بعد لِقَائِه لَهَا ثمَّ توجه فزار بَيت الْمُقَدّس وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ إِلَى الْمَدِينَة ثمَّ إِلَى مَكَّة فحج ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَة مستوطنا مُقْتَصرا على إِمَاء وابتنى لَهُ بَيْتا ولقيته فِي كلا الْحَرَمَيْنِ غير مرّة وغبطته على استيطانه الْمَدِينَة وَصَارَ شيخها قل أَن لَا يكون أحد من أَهلهَا لم يقْرَأ عَلَيْهِ وَاسْتقر بِهِ الْأَشْرَف بعناية البدري أبي الْبَقَاء فِي النّظر على الْمجمع بمدرسته وَمَا بِهِ من الْكتب الَّتِي أوقفها فِيهِ وَصَارَ الْمُتَكَلّم فِي مصارف الْمدرسَة المزهرية فِيهَا مَعَ الصّرْف لَهُ من الصَّدقَات الرومية كالقضاة وَذَلِكَ مائَة دِينَار وَرُبمَا تنقص وَمَا أضيف إِلَيْهِ من التدريس مِمَّا وَقفه ملك الرّوم وانقياد الْأَمِير دَاوُد بن عمر لَهُ فِي صدقاته لأهل الْحَرَمَيْنِ حِين حج بل وَاشْترى من أَجله كتبا وَقفهَا وَكَذَا انْقَادَ لَهُ ابْن جبر وَغَيره فِي أَشْيَاء هَذَا لما تقرر)

عِنْدهم من علمه وتدينه وَمَعَ ذَلِك فَهُوَ يتكسب بِالْبيعِ وَالشِّرَاء بِنَفسِهِ وبمندوبه وَرُبمَا عَامل الشريف أَمِير الْمَدِينَة، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ إِنْسَان فَاضل متفنن متميز فِي الْفِقْه والأصلين مديم الْعَمَل وَالْجمع والتأليف مُتَوَجّه لِلْعِبَادَةِ وللمباحثة والمناظرة قوي الجلادة على ذَلِك طلق الْعبارَة فِيهِ مغرم بِهِ مَعَ قُوَّة نفس وتكلف خُصُوصا فِي مناقشات لشَيْخِنَا فِي الحَدِيث وَنَحْوه وَرُبمَا أَدَّاهُ الْبَحْث إِلَى مخاشنة مَعَ المبحوث مَعَه وَقد يَنْتَهِي فِي ذَلِك لما لَا يُطيق بجلالته ويتجرأ عَلَيْهِ من لم يرتق لوجاهته وَلَو أعرض عَن هَذَا كُله لَكَانَ مجمعا عَلَيْهِ وعَلى كل حَال فَهُوَ فريد فِي مَجْمُوعه وَلأَهل الْمَدِينَة بِهِ جمال والكمال لله. وَلَا زَالَت كتبه ترد عَليّ بِالسَّلَامِ وَطيب الْكَلَام.

وَفِي تَرْجَمته من تَارِيخ الْمَدِينَة والتاريخ الْكَبِير والمعجم زِيَادَة على مَا هُنَا من نظم وَغَيره، وَمِمَّا كتبته عَنهُ من نظمه:

(أَلا إِن ديوَان الصبابة قد سبا

بِمَا صب من حسن الصِّنَاعَة إِن سبا)

ص: 247

(نفوسا سكارى من رحيق شرابه

وألحاظ صب من صبابته صبا)

عَليّ بن عبد الله بن إِسْمَاعِيل بن عبد الْقَادِر الديروطي. يَأْتِي قَرِيبا بِدُونِ إِسْمَاعِيل.

عَليّ بن عبد الله بن سنقر الْحَاج عَلَاء الدّين الْحلَبِي. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.

عَليّ بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن. فِي ابْن عبد الرَّحْمَن الصرنجي.

عَليّ بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز النُّور أَبُو الْحسن الدَّمِيرِيّ ثمَّ القاهري الْمَالِكِي وَيعرف بأخي بهْرَام. اشْتغل بالقراءات وَغَيرهَا. وَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ الْقرَاءَات ابْن الجندي والشرف مُوسَى الضَّرِير وَالشَّمْس الْعَسْقَلَانِي والعربية الغماري ودرس الْقرَاءَات بالشيخونية وأقرأ أَخذ عَنهُ الزين رضوَان.

عَليّ بن عبد الله بن عبد الْقَادِر نور الدّين الْبُحَيْرِي الديروطي الْمَالِكِي الْمقري نزيل مَكَّة وَيعرف بالديروطي، وَرَأَيْت ابْن فَهد سمى جده إِسْمَاعِيل بن عبد الْقَادِر بل وبخط نَفسه أَنه عَليّ بن عبد الْقَادِر بن عبد الله فالتزلزل مِنْهُ. ولد بعد الثَّمَانمِائَة بِيَسِير فِي الْبحيرَة وَنَشَأ بهَا ثمَّ انْتقل مَعَ أَبَوَيْهِ إِلَى ديروط فاستوطنها وَكَذَا استوطن فوة ونطوبس وَلكنه إِنَّمَا اشْتهر بِالْأولَى، وَحفظ الْقُرْآن والرسالة وتلا بالسبع إفرادا وجمعا على الْبُرْهَان التركي وببعضها على ابْن الزين، وَحج مرَارًا ثمَّ استوطن مَكَّة من نَحْو سنة أَرْبَعِينَ تَقْرِيبًا وتلا فِيهَا بالعشر إفرادا وجمعا على الزين بن عَيَّاش وَالشَّيْخ مُحَمَّد الكيلاني من طَرِيق الشاطبية والطيبة وَبِالثَّلَاثَةِ عشر على)

أَحْمد الْمَدْعُو حَافظ الْأَعْرَج لكنه لم يكمل عَلَيْهِ الثَّلَاثَة الزَّائِدَة على الْعشْر وَهِي الْأَعْمَش وَابْن مُحَيْصِن وقتيبة وَكَذَا قَرَأَ على نَائِب إِمَام مقَام الْحَنَفِيَّة أَحْمد الأريجي وَغَيره وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي وَغَيره بل قَرَأَ بِنَفسِهِ على المحيوي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا، وجاور بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فَقَرَأَ هُنَاكَ على الْأمين الأقصرائي صَحِيح البُخَارِيّ وعَلى الْمُحب المطري صَحِيح مُسلم وَالتَّرْغِيب لِلْمُنْذِرِيِّ وَرجع إِلَى مَكَّة وتصدر للإقراء فِي الْقرَاءَات فَانْتَفع بِهِ النَّاس خُصُوصا بعد وَفَاة الشهَاب الشوائطي وَقَرَأَ عَلَيْهِ أخي المحيوي عبد الْقَادِر فِي مجاورتنا يَسِيرا وَكَانَ إنْسَانا خيرا عفيفا منعزلا عَن النَّاس سِيمَا بعد ضعف حركته فَإِنَّهُ صَار لَا يخرج لِلْمَسْجِدِ إِلَّا للْجُمُعَة وَنَحْوهَا قانعا بِمَا يستفيده من التكسب وَله وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد وَقد زرته وَبَالغ فِي إكرامي. مَاتَ فِي عصر يَوْم الْجُمُعَة عشري الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد عِنْد بَاب الْكَعْبَة رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن عبد الله بن عَليّ بن أبي رَاجِح مُحَمَّد بن إِدْرِيس بن غَانِم بن مفرح بن مُحَمَّد ابْن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن بَرَكَات بن عبد الْقَادِر الشيبي الحَجبي الْمَكِّيّ.

ص: 248

مَاتَ فِي توجهه إِلَى الطَّائِف مقتولا فِي صَبِيحَة يَوْم السبت مستهل الْمحرم سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَحمل لمَكَّة فَدفن بهَا عَفا الله عَنهُ. أرخه ابْن فَهد.

عَليّ بن عبد الله بن عَليّ نور الدّين أَبُو حسن النطوبسي ثمَّ السنهوري ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي الضَّرِير وَيعرف بالسنهوري. ولد سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بنطوبس وانتقل مِنْهَا الى سنهور فحفظ بهَا الْقُرْآن ثمَّ تحول الى الْقَاهِرَة فقطن الْجَامِع الْأَزْهَر مِنْهَا وَحفظ الشاطبتين وألفية النَّحْو وَابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وَشَرحه للعضد والرسالة وَابْن الْحَاجِب الفرعي إِلَّا كراسين من آخِره وَعرض على جمَاعَة وَأَقْبل على الِاشْتِغَال فَتلا بالسبع على الشهَاب السكندري وَعَلِيهِ سمع التَّيْسِير والعنوان والْعَلَاء القلقشندي وَسمع عَلَيْهِ فِي البُخَارِيّ والشفا وَكَانَ الْعَلَاء يثني على جودة آدابه والنور البلبيسي الإِمَام والى أثْنَاء سُورَة هود عَليّ الشَّمْس العفصي وَكَذَا قَرَأَ فِي السَّبع عَليّ التَّاج بن تمرية والزين رضوَان العقبي وَالشَّمْس الطنتدائي نزيل البيرسية وتلا لكل من أبي عَمْرو وَابْن كثير وَالْكسَائِيّ على النُّور أبي عبد الْقَادِر وَلكُل من نَافِع وَحَمْزَة على الزين طَاهِر وَقَرَأَ عَلَيْهِ الشاطبية بحثا بل أَخذ عَنهُ الْفِقْه عَلَيْهِ الْمُخْتَصر وثلثي ابْن الْحَاجِب وَقطعَة من الْمُدَوَّنَة وَكَذَا أَخذ الْفِقْه أَيْضا عَن الزين عبَادَة سمع عَلَيْهِ ابْن)

الْجلاب والمختصر والرسالة وَالْكثير من ابْن الْحَاجِب وتفرس فِيهِ النجابة وَقَالَ مرّة للشَّيْخ مَدين خاطرك مَعَه بَقِي فِيهِ الْخَيْر وَأبي الْقسم النويري ولازمه كثيرا فِيهِ وَفِي غَيره وَأحمد اللجائي المغربي وَإِبْرَاهِيم الزواوي شَارِح الشَّامِل من كتبهمْ والبساطي وَيحيى العجيسي وَأبي عبد الله الرَّاعِي والبدر بن التنسي والولوي السنباطي والزين سَالم قَاضِي دمشق وَأبي الْفضل البجائي وَأبي الْجُود والشهابين الحناوي والأبدي وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ عَنهُ أَكثر من بعض بل كَانَ أَخذه عَن العجيسي يَوْم إجلاسه فِي الشيخونية فَقَط وَعَن الرَّاعِي مذاكرة فِي مجَالِس يسيرَة وَعَن أبي الْجُود أَخذ الْفَرَائِض وَكَذَا أَخذهَا والحساب عَن ابْن المجدى سمع عَلَيْهِ الْفُصُول والألفية كِلَاهُمَا لِابْنِ الهائم وَقطعَة من الْمَجْمُوع وَمن الجعبرية وَعَن الشهابين أَخذ الْعَرَبيَّة وَكَذَا أَخذهَا عَن ابْن الْهمام والشمني وطاهر فَعَن أَوَّلهمْ قِطْعَة من شرح التسهيل لِأَبْنِ أم قَاسم وَعَن ثالثهم الألفية بقرَاءَته وثلثي الشَّافِعِيَّة لِابْنِ الْحَاجِب وَعَن ثانيهم المغنى لِابْنِ هِشَام وَشرح الْمِصْبَاح للعبري وَثَلَاثَة أَربَاع ابْن المُصَنّف وَنصف الجاربردي وَقطعَة من ابْن عقيل وَكَذَا أَخذ قِطْعَة مِنْهُ عَن القاياتي وَعَن السراج الوروري وَالشَّمْس البدرشي قِطْعَة من توضيح ابْن هِشَام وَعَن أَولهمَا شرح الشذور وَعَن ثَانِيهمَا جَمِيع الجاربردي وَعَن الْأمين الأقصرائي

ص: 249

من شرح اللّبَاب للسَّيِّد عبد الله وَكَذَا أَخذ بعض الْعَرَبيَّة وَبَانَتْ سعاد عَن الزين مهنى وَالْأُصُول عَن القاياتي وَابْن الْهمام وَابْن الشمني والأقصرائي فَعَن الأول مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب سَمَاعا وَقِرَاءَة واليسير من شَرحه للعضد وَكَذَا عَن الْأمين مِنْهُ وَعَن الثَّانِي نصف تحريره وَعَن الثَّالِث الْعَضُد بقرَاءَته حفظا وعنهما قِطْعَة من الْكَشَّاف انْتَهَت على ثَانِيهمَا خَاصَّة إِلَى واذْكُرُوا الله وَعنهُ عَن الأقصرائي قِطْعَة من تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وَعَن الشمني وَحده جَمِيع الْمُخْتَصر شرح التَّلْخِيص وَقطعَة من المطول وَعَن الشرواني بعض الْمُخْتَصر وَغَيره وَعَن البدرشي الْمَتْن وَعَن الوروري الصّرْف والقطب فِي الْمنطق وَكَذَا أَخذ فِي الْمنطق عَن الأبدي وَعَن القاياتي جلّ شرح ألفية الْعِرَاقِيّ فِي آخَرين كالسعد بن الديري والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ بل أَخذ عَن هَؤُلَاءِ غير مَا ذكر كمجلسين فِي الحَدِيث ومجلس فِي التَّفْسِير عَن الأقصرائي وَسمع على شَيخنَا الْمُوَطَّأ لكل من يحيى بن يحيى وَأبي مُصعب وَالنَّسَائِيّ الْكَبِير بفوت مجلسين فِيهِ وَكَذَا دَلَائِل النُّبُوَّة وَقطعَة من سيرة ابْن هِشَام بل حضر عِنْده فِي الأمالي وَغَيرهَا وعَلى الْمُحب بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ الْكثير من مُسْند أَحْمد وعَلى الزين الزَّرْكَشِيّ الْخَتْم من)

مُسلم وعَلى الشُّيُوخ الَّذين قَرَأَ عَلَيْهِم الديمي فِي الكاملية البُخَارِيّ وَلَا زَالَ يدأب فِي الِاشْتِغَال حَتَّى برع وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة، وَحج وجاور وأقرأ هُنَاكَ فِي الْعَضُد وَغَيره بل درس للمالكية بالبرقوقية عقب أبي الْجُود بعد مُنَازعَة من الشّرف أبي سهل بن عمار وَكَذَا فِي الأشرفية برسباي نِيَابَة عَن حفيدي شَيْخه عبَادَة واستنابه الحسام بن حريز فِي بعض التداريس وَيخرج بِهِ جمَاعَة صَارُوا مدرسين وَصَارَ بِأخرَة شيخ الْمَالِكِيَّة بِلَا مدافع وازدحم فِي حلقته الْفُضَلَاء حَتَّى صَارَت بعيد الثَّمَانِينَ من أجل حلق دروس الْعلم واستغرق أوقاته فِي ذَلِك كل هَذَا مَعَ التَّحَرِّي فِي تَقْرِيره ومباحثه بِحَيْثُ تطمئِن النَّفس الزكية لما يبديه وحدة فِي خلقه ثمَّ زَالَت، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الشّرف يحيى بن الجيعان وَكَانَ هُوَ يتَوَجَّه لبيتهم بِالْبركَةِ وَغَيرهَا لإقرائه وَمن شَاءَ الله من بنيه مِمَّا تحمله عَلَيْهِ الْحَاجة وَرُبمَا حضر إِلَيْهِ فِي الْجَامِع والشرف عبد الْحق السنباطي وَغَيره من فضلاء الْمَذْهَب فضلا عَن مذْهبه، وَكتب على الْمُخْتَصر من كتبهمْ شرحا لم يكمل، وَكَذَا عمل شرحين للجرومية فِي الْعَرَبيَّة كتبا عَنهُ وَكَثِيرًا مَا كَانَ يراسلني فِي السُّؤَال عَن أَشْيَاء تقع لَهُ من الْمُتُون وَالرِّجَال سِيمَا حِين توجهه لتحرير ابْن عبد السَّلَام شرح ابْن الْحَاجِب وَيُصَرح بِأَنَّهُ لَا يطمئن لغير مَا أبديه وتكرر قَصده لي بِالسَّلَامِ عقب سَفَرِي وَفِي ضعْفي وَكَذَا عدته فِي مرض مَوته

ص: 250

وَأظْهر أتم بشر وَصَارَ مَعَ شدَّة مَا هُوَ فِيهِ يُبَالغ فِي الْأَدَب معي، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ خَاتِمَة الحلبة. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء تَاسِع عشر رَجَب سنة تسع وَثَمَانِينَ بعد توعكه أَيَّامًا وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد ثمَّ دفن بحوش الشَّيْخ عبد الله المنوفي وتأسف النَّاس على فَقده وَلم يُخَالف فِي الْمَالِكِيَّة مثله، وَوجد لَهُ من النَّقْد مَا ينيف على أَرْبَعمِائَة دِينَار، وَمن الْكتب مَا يوازيها سوى مَا تصدق بِهِ عِنْد مَوته وَهُوَ نَحْو عشْرين دِينَارا لجَماعَة من طلبته وَغَيرهم رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن إِسْحَاق بن سَلام بن عبد الْوَهَّاب بن الْحسن بن سَلام الْعَلَاء أَبُو الْحسن الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن سَلام بِالتَّشْدِيدِ. ولد سنة خمس أَو سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة وَحفظ التَّنْبِيه والمختصر الْأَصْلِيّ لِابْنِ الْحَاجِب وتفقه بالشمس بن قَاضِي شُهْبَة والْعَلَاء حجي وَغَيرهمَا كالشهابين الزُّهْرِيّ والحسباني، ورحل إِلَى الْقَاهِرَة فَقَرَأَ بهَا الْأُصُول على الضياء القرمي وَكَذَا قَرَأَهُ على الركراكي الْمَكِّيّ ولازم الِاشْتِغَال حَتَّى تميز وأشير إِلَيْهِ بِالْفَضْلِ وَهُوَ صَغِير وَكَانَ يبْحَث فِي الشامية البرانية أَيَّام ابْن خطيب يبرود بل لم)

يكن يتْرك شَيْئا يمر بِهِ فِي الدُّرُوس حَتَّى يَعْتَرِضهُ وينتشر الْبَحْث بَين الْفُقَهَاء بِسَبَب ذَلِك وَكَانَ إنْسَانا حسنا دينا فَاضلا عَالما فِي الْفِقْه وَغَيره حاد الْخلق يستحضر كثيرا من الرَّافِعِيّ ويحفظ عَلَيْهِ إشكالات كَثِيرَة وأسئلة حَسَنَة وَيعرف الْمُخْتَصر معرفَة جَيِّدَة وَكَذَا الألفية مَعَ حفظ الْكثير من تواريخ الْمُتَأَخِّرين وَيَد طولى فِي النّظم والنثر وتقلل من الْكِتَابَة على الْفَتْوَى وانجماع عَن النَّاس ومداومة على التِّلَاوَة وَحسن الصَّلَاة والاقتصاد فِي ملبسه وَغَيره وَشرف النَّفس وَحسن المحاضرة وَلم يكن فِيهِ مَا يعاب سوى إِطْلَاق لِسَانه فِي بعض النَّاس وَتَعْبِيره عَن ذَلِك بعبارات غَرِيبَة وبحثه أحسن من تَقْرِيره وَمن نظمه:

(لَو أَن أعضا صب خاطبت بشرا

لخاطبتك بوجدي كل أعضائي)

(فارثي لحَال فَتى لَا يَبْتَغِي شططا

إِلَّا السَّلَام على بعد بإيماء)

وَلما أَخذ التتار دمشق أسروه فَتوجه مَعَهم بعد أَن حصل لَهُ نصيب وافر من الْعَذَاب والحريق وَأخذ المَال ثمَّ هرب مِنْهُم من ماردين وَرجع إِلَى دمشق وَأقَام بهَا ودرس بالظاهرية البرانية وَقَررهُ النَّجْم بن حجي عقب موت الْبُرْهَان بن خطيب عذراء فِي نصف تدريس الركنية وَكَذَا درس بالعذراوية. مَاتَ فِي الْعشْرين من ذِي الْحجَّة سنة تسع وَعشْرين بوادي بني سَالم وَنقل إِلَى الْمَدِينَة فَدفن بِالبَقِيعِ رحمه الله. ذكره ابْن خطيب الناصرية فِي عَليّ بن سَلام بِاخْتِصَار عَن هَذَا

ص: 251

وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وسَاق عَنهُ فِيمَا وَرَاءه لَهُ حِكَايَة تدل لكَونه عَرَبيا.

عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن خَلِيل النُّور بن الْعَفِيف العثماني الْمَكِّيّ وَيعرف كسلفه بِابْن خَلِيل. ولد فِي ربيع الثَّانِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْحَاوِي الصَّغِير وألفية النَّحْو واشتغل عِنْد الْبُرْهَان. وَدخل دمشق والقاهرة وَغَيرهمَا غير مرّة، وَكَانَ من شُهُود بَاب السَّلَام. مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَثَمَانِينَ. أرخه ابْن فَهد.

عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد الْعَلَاء بن سعد الدّين الطبلاوي. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه أَصله من طبلاوة قَرْيَة بِالْوَجْهِ البحري وَكَانَ عَمه الْبَهَاء تَاجِرًا بقيثارية جركس من الْبر فَمَاتَ فورثه الْعَلَاء فِي جملَة من وَرثهُ فسعى فِي شدّ المرستان ووليه ثمَّ فِي شدّ الدَّوَاوِين وَولَايَة الْقَاهِرَة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين، وَاتفقَ أَن الظَّاهِر برقوق بعد رُجُوعه إِلَى الْملك وَالْحكم بَين النَّاس كَانَ يقف فِي خدمته ويراجعه فِي الْأُمُور فَعظم أمره واشتهر ذكره واستناب أَخَاهُ مُحَمَّدًا فِي الْولَايَة ومحمودا فِي الْحِسْبَة سنة سِتّ وَتِسْعين ثمَّ أَمر فِي الَّتِي تَلِيهَا طبلخاناه وَاسْتقر حاجبا وَفِي)

شعْبَان اسْتَقر فِي النّظر على المتجر السلطاني وَدَار الضَّرْب وَخرج على مَحْمُود ورافعه وساعده ابْن غراب حَتَّى نكب وَاسْتقر ابْن الطبلاوي استادار خَاص للسُّلْطَان والذخيرة والأملاك ثمَّ فِي نظر الْكسْوَة فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَتِسْعين ثمَّ فِي نظر المارستان فِي آخرهَا فَعظم أمره وَصَارَ رَئِيس الْبَلَد والمعول عَلَيْهِ فِي الْجَلِيل والحقير، فَلَمَّا كَانَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة اسْتَقر سعد الدّين بن غراب فِي نظر الْخَاص فَانْتزع من الطبلاوي الْكَلَام على إسكندرية ثمَّ قبض عَلَيْهِ فِي شعْبَان مِنْهَا فِي بَيت ابْن غراب وَكَانَ عمل وَلِيمَة مَوْلُود ولد لَهُ فَلَمَّا مد السماط قبض يَعْقُوب شاه الخزندار عَلَيْهِ وعَلى ابْن عَمه نَاصِر الدّين شاد الدَّوَاوِين وَأرْسل ابْن غراب إِلَى أَخِيه نَاصِر الدّين وَإِلَى الْقَاهِرَة وَإِلَى جَمِيع حواشيهما فأحيط بهم وَسلم ليلبغا الْمَجْنُون فاجتمعت الْعَامَّة بالرميلة وَرفعُوا الْمَصَاحِف والأعلام وسألوا فِي إِعَادَة ابْن الطبلاوي فقوبلوا بِالضَّرْبِ والشتم وَتَفَرَّقُوا وأرسله يلبغا رَاكِبًا على فرس وَفِي عُنُقه باشة حَدِيد وشق بِهِ الْقَاهِرَة فوصل إِلَى منزله فَأخْرج مِنْهُ اثْنَيْنِ وَعشْرين حملا من القماش وَالصُّوف وَالْحَرِير والفرش وَغَيرهَا وَمن الذَّهَب مائَة وَسِتِّينَ ألف دِينَار وَنَحْو سِتّمائَة ألف من الْفُلُوس، ثمَّ فِي سادس عشري شعْبَان طلب الْحُضُور بَين يَدي السُّلْطَان فَأذن لَهُ فَسَأَلَ أَن يسر إِلَيْهِ كلَاما فَامْتنعَ وَأخرج فَرَأى خلْوَة فَضرب نَفسه بسكين مَعَه فجرح فِي موضِعين فنزعت من يَده وَتحقّق السُّلْطَان أَنه كَانَ أَرَادَ ضربه بالسكين إِذا

ص: 252

ساره فَنزل يلبغا وعاقبه فأظهر مائَة وَأَرْبَعين ألف دِينَار وَبيع عقاره وأثاثه وَأخذ من مواشيه نَحْو خَمْسمِائَة ألف دِرْهَم وسجن بالخزانة ثمَّ أفرج عَنهُ فِي رَمَضَان وَفَرح بِهِ الْعَامَّة وزينوا لَهُ الْبَلَد وَأَكْثرُوا من الخلوق بالزعفران فَأمر السُّلْطَان بنفيه إِلَى الكرك فَأخْرج إِلَيْهَا فِي شَوَّال فَبَلغهُ موت السُّلْطَان وَهُوَ بالخليل فَأَقَامَ بالقدس وَأرْسل يسْأَل الْأَمِير ايتمش فِي الْإِقَامَة بِهِ فَأذن لَهُ ثمَّ أَمر بإحضاره إِلَى مصر فوجدوا الْأَمِير تنم طلبه إِلَى الشَّام فوافاه الْبَرِيد يَطْلُبهُ إِلَى مصر فَاسْتَجَارَ بالجامع وتزيا بزِي الْفُقَرَاء فَلَمَّا خامر تنم عمله استادار الشَّام فباشر على عَادَته فِي العسف وَالظُّلم وَحصل لتنم أَمْوَالًا من التُّجَّار وَغَيرهَا فَلَمَّا كسر تنم قبض عَلَيْهِ وَقيد وَأخذ جَمِيع مَا وجد لَهُ وأهين جدا. ثمَّ قتل فِي ثَانِي عشر رَمَضَان سنة ثَلَاث بغزة. قلت وأرخه الْعَيْنِيّ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتنظر تَرْجَمته من المقريزي فقد طولهَا فِي عقوده وفهمت مِنْهَا أَن قَتله فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَقَالَ الْعَيْنِيّ أَنه كَانَ من جملَة الْعَوام فآل بِهِ الْأَمر إِلَى أَن صَار شاد الْقصر السلطاني ثمَّ المرستاني ثمَّ عمل)

وَالِي الْقَاهِرَة ثمَّ أضيفت إِلَيْهَا الحجوية وتقرب عِنْد الظَّاهِر إِلَى أَن أدخلهُ فِي أشغاله الْمُتَعَلّقَة بالأمور السُّلْطَانِيَّة ثمَّ غضب عَلَيْهِ لأمور صدرت مِنْهُ ونفاه إِلَى الْقُدس فَلَمَّا خامر تنم نَائِب الشَّام ذهب إِلَيْهِ وَجرى عَلَيْهِ مَا جرى. فَقتل بغزة فِي الْحمام فِي الْعشْر الأول من رَمَضَان.

عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد نور الدّين الزربي بِضَم الْمُهْملَة وَسُكُون الزَّاي ثمَّ مُوَحدَة الْمَكِّيّ الْفراش بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام. أجَاز لَهُ فِي سنة خمس وَتِسْعين فَمَا بعْدهَا ابْن صديق وَابْن قوام وَابْن منيع وابنتا ابْن عبد الْهَادِي وَابْنَة ابْن المنجا وَابْن فَرِحُونَ وَآخَرُونَ أجَاز لي وناب فِي الفراشة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَدخل بِلَاد الشَّام وحلب فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ. وَذكر مَا يدل على أَنه ولد فِي سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة أَو الَّتِي تَلِيهَا. وَمَات فِي رَجَب سنة ثَمَان وَخمسين بِمَكَّة وَدفن بمعلاتها رحمه الله. أرخه ابْن فَهد.

عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد الْفَقِيه نور الدّين مؤدب الْأَطْفَال. مَاتَ فِي ثَانِي الْمحرم سنة خمس وَسِتِّينَ وَيُقَال أَنه بلغ الْقرن. أرخه الْمُنِير.

عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد الْغَزِّي الْحَنَفِيّ الْمُقْرِئ نزيل بَيت الْمُقَدّس وَيعرف بِابْن قمامو. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا فقد ذكر أَنه سنة آمد كَانَ مراهقا واعتنى بالقراءات فَتلا السَّبع على الْفَخر بن الصلف وَابْن عمرَان وَسمع عَلَيْهِ وعَلى الْجمال وبن جمَاعَة الحَدِيث وَكَذَا تَلا بعض السَّبع على الشَّمْس بن

ص: 253

القباقبي فِي آخَرين وتميز فِيهَا وَفِي استحضار مسائلها وَكتب بِخَطِّهِ مُصحفا على الرَّسْم مَعَ بَيَان الْقرَاءَات السَّبع، وَهُوَ مِمَّن أَخذ بِالْقَاهِرَةِ عَن ابْن أَسد وَشهد عَلَيْهِ فِي إجَازَة سنة سبع وَسِتِّينَ. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة تسعين وَدفن بِبَاب الرَّحْمَة.

عَليّ بن عبد الله بن يُوسُف الكمبايتي الفيلي خَادِم الشلح. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.

عَليّ بن عبد الله بن الشقيف سمع من الزين المراغي المسلسل وَختم البُخَارِيّ. وَمَات بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد.

عَليّ بن عبد الله أَمِير عَلَاء الدّين بن الخواجا الدِّمَشْقِي الأَصْل القاهري الزردكاش أحد من رقاه السُّلْطَان حَتَّى جعله خاصكيا ثمَّ من جملَة الزردكاشية حَتَّى مَاتَ بعد أَن عظم وأثرى وضخم فِي منتصف ربيع الأول سنة أَربع وَخمسين وَشهد الصَّلَاة عَلَيْهِ بِبَاب الْوَزير، وَكَانَ شَابًّا حسنا كَرِيمًا رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

عَليّ بن عبد الله نور الدّين النحريري الأديب وَيعرف بِابْن عامرية كَانَ شَاعِرًا أديبا مكثرا)

سِيمَا من المديح النَّبَوِيّ وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ بالنحرارية من الغربية رحمه الله.

عَليّ بن عبد الله نور الدّين الْمصْرِيّ الْقَرَافِيّ الْحَنَفِيّ. نَاب فِي الحكم وَمهر فِيهِ وشارك فِي مذْهبه. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ عشرَة. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه.

عَليّ بن عبد الله البهائي الدِّمَشْقِي الغزولي. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه كَانَ مَمْلُوكا تركيا اشْتَرَاهُ بهاء الدّين فَنَشَأَ ذكيا وَأحب الأدبيات فلازم الْعِزّ الْموصِلِي فَتخرج بِهِ وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا وَكَانَ جيد الذَّوْق محبا فِي أَصْحَابه أَخذ عَن ابْن خطيب داريا وَابْن مكانس والدماميني وَغَيرهم، وَجمع فِي الْأَدَب كتابا سَمَّاهُ مطالع البدور فِي منَازِل السرُور فِي ثَلَاث مجلدات وتعانى النّظم فَلم يزل يقوم وَيقْعد إِلَى أَن جاد شعره وَلَكِن لم يطلّ عمره. وَمَات بِدِمَشْق سنة خمس عشرَة سَمِعت مِنْهُ قَلِيلا من نظمه وَكتب عني الْكثير ونظمت كثيرا باقتراحه. وَفِيه يَقُول أَبُو بكر المنجم فِي زجل هجاه بِهِ:

(يسمع جيد وَيفهم

لَكِن مَا يَقُول شي)

وَهُوَ عِنْد المقريزي فِي عقوده.

عَليّ بن عبد الله نور الدّين النفيائي القاهري وَالِد أَحْمد وأخو أَحْمد وَمُحَمّد مِمَّن دخلُوا فِي الْإِسْلَام وقرءوا الْقُرْآن وحجوا، وتكسب هَذَا بالعطر وَنَحْوه وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء على خير وَستر. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة تسع وَثَمَانِينَ وَقد جَازَ الْأَرْبَعين ظنا رحمه الله.

ص: 254

عَليّ بن عبد الله التركي نزيل القرافة بِالْجَبَلِ المقطم وَلَيْسَ عبد الله باسم أَبِيه فقد بيض المقريزي فِي عقوده لَهُ ويستأنس لَهُ بِكَوْنِهِ كَانَ من مماليك السلطنة. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: كَانَ للنَّاس فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير وتحكى عَنهُ كرامات وَكَانَت شَفَاعَته لَا ترد. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة أَربع وَثَمَانِينَ، بل يُقَال إِنَّه بلغ التسعين وَذكر لي أَنه كَانَ يذكر مَا يدل على أَن عمره أَربع وَثَمَانُونَ سنة وَقد زرته وَأَنا صَغِير وَسمعت كَلَامه ودعا لي وَلَكِنِّي لَا أَتَذكر أنني زرته وَأَنا كَبِير فَالله أعلم، كَانَ أَبوهُ من المماليك السُّلْطَانِيَّة فَنَشَأَ هُوَ فِي بَيت الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون الْكَبِير فَلَمَّا كبر خرجت فِي وَجهه قوبا فتألم وعالجها فَلم ينجع فِيهَا دَوَاء فَوجدَ شَيخا يُقَال لَهُ عمر المغربي فَطلب مِنْهُ الدُّعَاء فاستدعاه ولحس القوبا بِلِسَانِهِ فشفاه الله سَرِيعا فاعتقده وَرمى الجندية وَتبع الشَّيْخ الْمشَار إِلَيْهِ وسلك على يَدَيْهِ وَانْقطع إِلَى الله مَعَ كَونه لم يتْرك زِيّ)

الْجند وَلَا أَخذ فِي يَده سبْحَة وَلَا لبس مرقعة بل كَانَ مقتصدا فِي مأكله وملبسه وَكلما يفتح بِهِ عَلَيْهِ يتَصَدَّق بِهِ ويؤثر غَيره، وَكَانَ يَقُول: مَا رَأَيْت أورع من الشَّيْخ عمر وَلَا أخيب من النَّاصِر وَأعرف النَّاس من أَيَّام النَّاصِر وَمَا رَأَيْت لَهُم عناية بِأَمْر الدّين وَلَكِن كَانَ فيهم حَيَاء وحشمة تصدهم عَن أُمُور كَثِيرَة صَارَت بيد رَئِيس الرؤساء الْآن، قَالَ شَيخنَا بعد حِكَايَة هَذَا: فَكيف لَو أدْرك زَمَاننَا هَذَا وَأَقُول فَكيف لَو أدْرك زَمَاننَا هَذَا، وَكَانَ يَقُول أَيْضا: إِنِّي أعرف من عباد الله من أذن لَهُ من أَكثر من أَرْبَعِينَ سنة أَن يَأْكُل من الْغَيْب أَو ينْفق من الْغَيْب فَلم يفعل، وَمِمَّا حَكَاهُ صَاحب التَّرْجَمَة أَنه مَشى مَعَ شَيْخه عمر لزيارة القرافة فِي وَقت القائلة فَكَانَ لَا يمشي إِلَّا فِي الشَّمْس وَلَا يستظل فَقلت لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ أَن القرافة مَقْبرَة للْمُسلمين لَا تملك وَلَا يحاز مِنْهَا مَوضِع فَهَذِهِ الترب قد وضعت بِغَيْر حق فَكيف يحل الاستظلال بهَا.

عَليّ بن عبد الله الْغَزِّي. مضى فِيمَن جده مُحَمَّد. عَليّ بن عبد الله الْقرشِي الْمَكِّيّ الشَّاهِد بِبَاب السَّلَام مِنْهَا. مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن عبد الله بن خَلِيل.

عَليّ بن عبد المحسن بن عبد الدَّائِم بن عبد المحسن بن مُحَمَّد بن أبي المحاسن عبد المحسن بن أبي الْحسن بن عبد الْغفار الْعَفِيف أَبُو الْمَعَالِي بن الْجمال أبي المحاسن ابْن النَّجْم أبي السعادات أَو أبي مُحَمَّد بن محيي الدّين أبي المحاسن بن الْعَفِيف أبي عبد الله بن أبي مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ الْقطيعِي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف كسلفه بِابْن الدواليبي وَبَعض سلفه بِابْن الْخَرَّاط وهما صَنْعَة عبد الْغفار جده الْأَعْلَى من بَيت جليل. ولد فِي الْمحرم سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة بِبَغْدَاد وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن واشتغل

ص: 255

وَكَانَ يذكر أَنه أَخذ عَن الْكرْمَانِي الشَّارِح أَشْيَاء مِنْهَا الصَّحِيح فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَنه سَمعه أَيْضا قبل ذَلِك سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ على القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد بن يُونُس العبد الي الْبَغْدَادِيّ الْمَالِكِي أحد من أَخذه عَن الْحجاز وَأَنه سمع على أَبِيه المسلسل أنابه أَبُو حَفْص عمر بن عَليّ بن الْقزْوِينِي وَلم نقف على هَذَا بل ذكر شَيخنَا عَن الْمُحب بن نصر الله الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ مَا يدل على اتهامه وَبطلَان مقاله بعد أَن سمع من لَفظه أَحَادِيث من آخر البُخَارِيّ عَن شَيْخه الثَّانِي. وَقَالَ شَيخنَا أَيْضا أَنه سمع من لَفظه قصيدة زعم أَنَّهَا لَهُ ثمَّ ظَهرت لغيره من العصريين وَأَنه سمع من لَفظه قبلهَا وَبعدهَا)

قصائد مَا يدْرِي مَا أمرهَا قَالَ: وَلكنه لَيْسَ عَاجِزا عَن النّظم خُصُوصا وَله استعداد واستحضار لكثير من التَّارِيخ والأدبيات والمجون وَقد أَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة ثمَّ سكن دمشق ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة إنتهى. وَجزم غير وَاحِد مِمَّن أَخذ عَنهُ من أَصْحَابنَا وَغَيرهم بكذبه وَأَنه مَعَ ذَلِك وَتَركه للمروءة ومداومته السخرية بِالنَّاسِ كَانَ يُفْتِي بِمَا ينْسب لِابْنِ تميمية فِي مسئلة الطَّلَاق حَتَّى أَنه امتحن بِسَبَبِهَا على يَد الْجمال الباعوني قَاضِي الشَّافِعِيَّة بِدِمَشْق وصفع وأركب على حمَار وطيف بِهِ فِي شوارع دمشق وسجن على أَنه قد ولى فِيمَا بَلغنِي مشيخة مدرس أبي عمر بصالحية دمشق ثمَّ رغب عَنْهَا لعبد الرَّحْمَن ابْن دَاوُد الْمَاضِي وَقد لَقيته بِالْقَاهِرَةِ والصالحية وكتبت عَنهُ. وَمَات بعد فِي لَيْلَة السبت سادس عشري رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بِدِمَشْق سامحه الله وإيانا.

عَليّ بن عبد المحسن بن عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد الأخطابي ثمَّ الجارحي القاهري الشَّافِعِي صهر الدماصي ونزيل جَامع الغمري وَيعرف بالجارحي ولد فِي سنة خمسين وَثَمَانمِائَة بإخطاب بِكَسْر الْهمزَة ثمَّ مُعْجمَة سَاكِنة بعْدهَا مُهْملَة ثمَّ مُوَحدَة من الشرقية، وتحول مِنْهَا قبل بُلُوغه إِلَى كوم الْجَارِح بَين مصر والقاهرة وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج والشاطبيتين والألفيتين وَجمع الْجَوَامِع وَعرض على جمَاعَة مِنْهُم ابْن الديري والبلقيني والمناوي، وَأخذ الْقرَاءَات إفرادا وجمعا عَن السراج عمر النشار إِمَام مدرسة قانم بالكبش وَكَذَا تَلا بالسبع أَيْضا على ابْن الحمصاني وَعبد الدَّائِم الْأَزْهَرِي وبالعشر إِلَى الْأَعْرَاف على ابْن أَسد ولازم الْفَخر المقسي فِي الْفِقْه ثمَّ الْكَمَال بن أبي شرِيف فِي الْأُصُول والأبناسي فِي الْفِقْه والنحو وَالصرْف والمنطق والفرائض والحساب وَغَيرهَا وَابْن قَاسم حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ ألفية ابْن مَالك وَكَذَا قَرَأَهَا عَليّ الْجَوْجَرِيّ بل قَرَأَ التَّوْضِيح وَغَيره على خَالِد الْوَقَّاد وَأكْثر مَجْمُوع الكلائي على الشهَاب

ص: 256

السجيني وَحضر التَّقْسِيم عِنْد عبد الْحق السنباطي وَكَذَا أَكثر التَّرَدُّد إِلَى حَتَّى قَرَأَ صَحِيح مُسلم وَالسّنَن لأبي دَاوُد وسيرة ابْن هِشَام بحثا ألفية الْعِرَاقِيّ وَسمع أَشْيَاء كالبخاري بل قَرَأَ على الديمي، وَحج عودا على بَدْء وَكَانَت الثَّانِيَة فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين صُحْبَة أبي الْعَبَّاس بن الغمري وخطب بالجامع الَّذِي أنشأه الشريف الصبان عِنْد معمل الصابون من مصره وَبِغَيْرِهِ وَأم فِي الثَّانِيَة بِجَامِع الغمري، وناب فِي قِرَاءَة الحَدِيث بالشيخونية وتكسب بِالْكِتَابَةِ وَتَعْلِيم بعض الْأَوْلَاد فِي بَيته ووقتا ابْن أبي شرِيف فِي بَيت أَخِيه الْكَمَال وَكتب لنَفسِهِ أَشْيَاء مَعَ تقنع)

وتعفف وديانة وجودة فهم.

عَليّ بن عبد الْملك البجائي الحسناوي. مَاتَ سنة بضع وَعشْرين.

عَليّ بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن الْحُسَيْن التقي بن إنتاج ابْن الْوَلِيّ أبي زرْعَة الْعِرَاقِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَأَبوهُ ولد بعد سنة عشر وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وكتبا عِنْد الْعِمَاد إِسْمَاعِيل بن شرف الْمَقْدِسِي وَغَيره، وَعرض فِي سنة سِتّ وَعشْرين على جمَاعَة ابتدأهم بشيخنا حسب إِشَارَة جده كَمَا أَخْبرنِي بِهِ الزين البوتيجي وَأَجَازَ لَهُ باستدعاء الكلوتاتي فِيهَا وَقبلهَا جمَاعَة كَثِيرُونَ وأسمع على جده وَغَيره وَمَات جده فأضيفت جهاته كلهَا كمشيخة الجمالية وتدريسها إِلَيْهِ بعد وَصِيَّة الْجد باستنابة شَيخنَا عَنهُ فِي دروس الحَدِيث مِنْهَا وباستنابة من عينه فِي دروس الْفِقْه وَقرر النَّاظر فِي الجمالية نَاصِر الدّين البارنباري نَائِبا عَنهُ فِي وظيفته فِيهَا وباشروا بعد ذَلِك فَوَثَبَ الشَّمْس الْبرمَاوِيّ عَلَيْهِم بعناية من راسلهم النَّجْم بن حجي فِي مساعدته للاستقرار نِيَابَة جَمِيعهَا بِثلث الْمَعْلُوم، وَلبس لذَلِك تَشْرِيفًا وباشر من أثْنَاء السّنة الَّتِي تَلِيهَا وَلم يرْعَى من سبقه لذَلِك مَعَ تأهلهم وَمَا كَانَ لأسرع من سَفَره لمَكَّة فِي أَوَاخِر سنة ثَمَان وجاور الَّتِي تَلِيهَا فباشر صَاحب التَّرْجَمَة وظائفه بعناية طلبة جده. وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ بالطاعون فِي لَيْلَة الْأَحَد سادس عشري رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَكَانَ آخر الذُّكُور من بَينهم وتفرق النَّاس الْوَظَائِف وَمِنْهَا تدريس الحَدِيث بالظاهرية الْقَدِيمَة وبالقانبيهية وَالْفِقْه بالفاضلية والحسنية، وَمَا نطول ذكره رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن عبد الْوَهَّاب بن أبي بكر بن أَحْمد نور الدّين الْعمريّ الغمري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن المصلية. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين تَقْرِيبًا بمنية غمر وَقدم والقاهرة فاشتغل فِي فنون عِنْد التقي والْعَلَاء الحصنيين والزين الأبناسي وَنَحْوهم كالبدر بن خطيب الفخرية والشرف مُوسَى البرمكيني وَالْفَخْر

ص: 257

عُثْمَان المقسي والشهاب الْعَبَّادِيّ، وَكَذَا لازمني رِوَايَة ودراية وَسمع بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا على الشناوي وَغَيره كعلي حفيد يُوسُف العجمي وَأخذ فِي أول أمره عَن أخي أبي بكر وتميز بِحسن الْفَهم والإدراك، وَحج وجاور وَكَذَا دخل دمشق وزار بَيت الْمُقَدّس وَاجْتمعَ فِيهَا بِغَيْر وَاحِد من علمائها وَأَقْبل على الْوَعْظ وَلم يرتق فِيهِ وَتزَوج ابْنة أُخْت أبي السعادات البُلْقِينِيّ مَعَ فاقته وتقلله لمزيد رغتبها.

عَليّ بن عبد الْوَهَّاب بن عبد القاهر بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْقَادِر بن عبد الْعَزِيز بن مخلوف)

النُّور بن التَّاج بن مخلص بن الْعِزّ النطوسي. ولد بعد سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بنطوبس وَنَشَأ بهَا وَولي خطابتها كأبيه وجده وجد أَبِيه وَكَانَ إنْسَانا جيدا فَاضلا حَافِظًا لجَانب من الْأَشْعَار بل لَهُ نظم وسيما الْخَيْر وَالصَّلَاح عَلَيْهِ ظَاهِرَة وَمِمَّنْ لقِيه صاحبنا ابْن فَهد والبقاعي فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وكتبا عَنهُ قَوْله:

(وَلما جلسنا فِي الْخَمِيس جمَاعَة

بجانبقبر الْغَوْث يُوسُف مرشدي)

(ففزنا بِمَا نلناه من هدى نجله

وعدنا إِلَى الأوطان بِالرشد نهتدي)

عَليّ بن عبيد الله الدروشي البستاني شيخ جَازَ الْمِائَة، استجازها ابْن مُوسَى المراكشي لِأَبْنِ شَيخنَا وَغَيره فِي سنة خمس عشرَة بل سمع عَلَيْهِ مَعَ ابْن مُوسَى شَيخنَا الأبي وَغَيره.

عَليّ بن عبيد بن دَاوُد بن أَحْمد بن يُوسُف بن مجلي المرداوي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو الْفَقِيه الشَّمْس مُحَمَّد. ولد فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة واشتغل وَسمع على أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن المرداوي وروى عَنهُ، أَخذ عَنهُ شَيخنَا وَذكره فِي مُعْجَمه وَذكره وَقَالَ إِنَّه كتب الْخط الْحسن وَكَانَ مُعْتَمدًا فِي الشَّهَادَة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي.

عَليّ بن عبيد بن عبد الرَّحْمَن الفارسكوري الحائك بهَا وَيعرف بِابْن المزين. ولد بعد الْقرن بِيَسِير وتعانى النّظم مَعَ عاميته بِحَيْثُ نظم مِمَّا كتبت عَنهُ مِنْهُ فِي فارسكور قَوْله فِي حليمة:

(أَقُول لظبية ملكت فُؤَادِي

طوال الدَّهْر وَهِي بِهِ مقيمه)

(قتلت الصب بالهجران قَالَت

أتقتل بالجفا وَأَنا حليمه)

وَأَشْيَاء كتبتها فِي مَوضِع آخر.

عَليّ بن عُثْمَان بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن عبد الْقَادِر الربعِي الْعِرَاقِيّ الشَّافِعِي. ولد فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة بالعراق وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وانتقل مِنْهَا إِلَى هراة فَأَقَامَ بهَا دون سنة وَقَرَأَ فِيهَا بعض الْحَاوِي ثمَّ إِلَى تبريز الْعَجم ثمَّ

ص: 258

إِلَى حصن كيفا وَقَرَأَ بهَا تصريف الْعزي والكافية فِي النَّحْو ثمَّ إِلَى بِلَاد الرّوم ثمَّ إِلَى دمشق وَاجْتمعَ فِيهَا بالتقي الحصني ثمَّ إِلَى مَكَّة فَأَقَامَ بهَا تسع سِنِين وأكمل بهَا حفظ الْمِنْهَاج على عَمه زعم النَّجْم مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عمر السكاكيني الْآتِي بل وَبحث عَلَيْهِ فِي الْفِقْه وَغَيره وَقَرَأَ عَلَيْهِ المقامات الحريرية قِرَاءَة تَحْرِير وإتقان ثمَّ فَارقه إِلَى بِلَاد الصَّعِيد فقطنها وَقدم الْقَاهِرَة فَلَقِيته بهَا فِي سنة خمسين بِمَجْلِس شَيخنَا وَسمعت من لَفظه قصيدة امتدحه بهَا أَولهَا:)

(أشكر رب الْعَلَاء أَحْمد

أَن خلف الشَّافِعِي أَحْمد)

(مُجْتَهد الْعَصْر فِي زمَان

لم يبْق فِي أَهله مقلد)

وَأُخْرَى نبوية فِي نَحْو سبعين بيتنا أَولهَا:

(أنافس فِي مدح الرَّسُول بأنفاسي

فَإِنِّي بِهِ أَرْجُو النجَاة من النَّاس)

عَليّ بن عُثْمَان بن عَليّ النُّور القاهري العَبْد الصَّالح وَيعرف بِابْن عكاشة وَبَلغنِي أَنَّهَا نِسْبَة للصحابي الشهير. مِمَّن تنزل فِي الْجِهَات كالبيبرسية وَسَعِيد السُّعَدَاء وَغَيرهمَا وَكَانَ يحضر مجَالِس شَيخنَا فِي الْإِمْلَاء وَغَيره ثمَّ تغير خاطره مِنْهُ وَلَكِن تلافاه وَكَذَا مِمَّن كَانَ يجله ويعتقده ابْن الْهمام والمناوي وَالظَّاهِر جقمق وَكثر توجهه إِلَى الْخَيْر بِحَيْثُ كَانَ يعْتَكف بخلوة الخطابة من جَامع عَمْرو وَيكثر التَّهَجُّد والتلاوة، وَلم يزل على حَاله حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم السبت الْعشْرين من شَوَّال سنة ثَمَان وَخمسين وَقد أسن رحمه الله.

عَليّ بن عُثْمَان بن عمر بن صَالح الْعَلَاء أَبُو الْحسن الدِّمَشْقِي وَيعرف بِابْن الصَّيْرَفِي. ولد سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة، وَقَالَ بَعضهم سنة ثَلَاث بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا زتفقه بالشهاب الملكاوي والشرف الْغَزِّي وبرع فِي الْفِقْه وأصوله والعربية والْحَدِيث، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة فلازم البُلْقِينِيّ والعراقي فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَقَرَأَ الْأُصُول على الْعِزّ بن جمَاعَة وَسمع عَلَيْهِم وَكَذَا على الْكَمَال بن النّحاس وَابْن أبي الْمجد وَابْن قوام وَابْنَة ابْن المنجا والبالسي والبدر حسن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح بن القريشة، وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ الْمَغَازِي لمُوسَى بن عقبَة فِي آخَرين بِبَلَدِهِ وَغَيرهَا، وَحدث وَوعظ وَأفَاد ودرس وتصدر بالجامع الْأمَوِي وناب فِي الحكم فِي أَوَاخِر عمره وَاسْتقر فِي تدريس دَار الحَدِيث الأشرفية بِدِمَشْق عقب موت حافظها ابْن نَاصِر الدّين فَلم تطل مدَّته وَكَذَا نَاب فِي تدريس الشامية البرانية بل درس بالغزالية وانتفع بِهِ جمَاعَة من الشاميين كالرضى الْغَزِّي والزين الشاوي وَالشَّمْس ابْني سعد ومفلح وَغَيرهم، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة مُفِيدا متواضعا متقشفا فِي ملبسه مديما للإشغال

ص: 259

والإشتغال متوددا للنَّاس سليم الخاطر واعظا، وَله تواليف مِنْهَا الْوُصُول إِلَى مَا وَقع فِي الرَّافِعِيّ من الْأُصُول فِي مُجَلد ونتائج الْفِكر فِي تَرْتِيب مسَائِل الْمِنْهَاج على الْمُخْتَصر فِي أَربع مجلدات وَزَاد السائرين فِي فقه الصَّالِحين شرح التَّنْبِيه وتهذيب ذهن الْفَقِيه الساري لما وَافق مسَائِل الْمِنْهَاج من تبويب البُخَارِيّ هُوَ كَبِير لم يكمل وَكتاب فِي الْوَعْظ مُفِيد وديوان خطب،)

وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين بِدِمَشْق وَكَانَت جنَازَته حافلة وَصلى عَلَيْهِ فِي مصلى الْعِيد لكَون سكنه كَانَ خَارج الْمَدِينَة بالتعديل وَالْعَادَة جَارِيَة بِعَدَمِ إِدْخَال من يَمُوت خَارِجهَا وَقَالَ بَعضهم بل لضيق الْجَامِع الْأمَوِي عَن الْمُصَلِّين رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن أَحْمد نور الدّين أَبُو الْبَقَاء العذري الْمُقْرِئ وَيعرف بِابْن القاصح بقاف ثمَّ مهملتين وسمى بَعضهم جد أَبِيه حسنا لَا أَحْمد. ولد فِي ثَالِث رَجَب سنة سِتّ عشرَة وَسَبْعمائة وَعرض الشاطبية على الْمجد إِسْمَاعِيل الكفتي بعرضه لَهَا على التقي ابْن الصَّائِغ وَأَجَازَ لَهُ الْمَيْدُومِيُّ وَابْن أبي الحوافر والرحبي والمقدسي وَتقدم فِي الْقرَاءَات وَكَانَ مِمَّن أَخذهَا عَنهُ الزراتيتي وَأكْثر عَنهُ من شُيُوخنَا الْبُرْهَان الصَّالِحِي فَسمع مِنْهُ من تصانيفه مصطلح الإشارات فِي الْقرَاءَات السِّت الزَّائِدَة عَن السَّبع المروية عَن النقات وَالْقَصِيدَة العلوية فِي الْقرَاءَات السَّبع المروية وَتَذْكِرَة لأَصْحَاب فِي تَقْدِير الْإِعْرَاب وَمن غَيرهَا المستنير لِأَبْنِ سوار والإرشاد للقلانسي وَالْكَافِي لِابْنِ شُرَيْح، قَالَ شَيخنَا الزين رضوَان: سَمِعت عَلَيْهِ بعض الْقُرْآن بالروايات وَلم يقدر لي الْقِرَاءَة عَلَيْهِ لَكِن قَرَأت بعض المصطلح لَهُ على ابْن الزراتيتي عَنهُ. قلت: وَمن تصانيفه أَيْضا شرح الشاطبية والرائية وَشرح قصيدته العلوية والإمالة وَغير ذَلِك. وَقد ذكره ابْن الْجَزرِي فِي طَبَقَات الْقُرَّاء لَهُ بِاخْتِصَار فَقَالَ: ناقل متصدر قَرَأَ الْعشْر وَغَيرهَا على أبي بكر بن الجندي وَإِسْمَاعِيل الكفتي وَألف وَجمع قَرَأَ عَلَيْهِ وبيض، وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ عَليّ بن مُحَمَّد بن القاصح نور الدّين الْمقري قَرَأَ على الْمجد الكفتي ونظم قصيدة فِي الْقرَاءَات وَكَانَ يقرئ بِجَامِع المارداني. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى انْتهى. وَالصَّوَاب فِي نسبه مَا قَدمته رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن الشَّمْس لولو الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي أَخُو زَيْنَب. ولد فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَسَبْعمائة وأحضر على الحجار ثلاثيات البُخَارِيّ وجزء أبي الجهم، وَحدث روى لنا عَنهُ غير وَاحِد مِنْهُم شَيخنَا وَذكر فِي مُعْجَمه فَقَالَ: أجَاز لنا وَمَات بِبَيْت لهيا فِي الْمحرم سنة إِحْدَى رحمه الله.

ص: 260

عَليّ بن عُثْمَان الْعَلَاء الْحوَاري الخليلي وَالِد عمر الْآتِي ولد بِبَلَد الْخَلِيل سنة أَربع وَخمسين)

وَسَبْعمائة وَسمع على البرهانين ابْن جمَاعَة والتنوخي والبلقيني وَابْن الملقن والبدر الزَّرْكَشِيّ والعراقي فِي آخَرين وقطن بِبَيْت الْمُقَدّس من سنة سبعين وسافر إِلَى مصر وَغَيرهَا وَعَاد فِي الصلاحية بل نَاب فِي تدريسها عَن الْهَرَوِيّ وَفِي الْقَضَاء ودرس بدار الحَدِيث الهكارية وبالبدرية واللؤلؤية وَغَيرهَا وصنف فِي الْفَرَائِض كتابا حسنا سَمَّاهُ كِفَايَة الطلاب فِي علمي الْفَرَائِض والحساب وَكَانَ فَاضلا عَالما خيرا أمة فِي الْفَرَائِض والحساب سَأَلَهُ رجل يَوْمًا كم خمس فِي خمسين فَقَالَ بديهيا بِأَلف وَخَمْسمِائة وأحفظ فِيهَا خمسين قَاعِدَة. مَاتَ فِي أحد الجمادين سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَقد بلغ الثَّمَانِينَ.

عَليّ بن عُثْمَان المنجلاتي البُخَارِيّ. مَاتَ سنة خمس عشرَة.

عَليّ بن عُثْمَان أَبُو الْحسن المطيب. قدوة الْحَنَفِيَّة بِالْيمن فِي عصره ووالد مُحَمَّد الْآتِي. وولاه الْأَشْرَف قَضَاء مذْهبه بزبيد فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة وَمَات فِي سنة اثْنَتَيْنِ. ذكره العفيفي النَّاشِرِيّ. عَليّ بن عراق. ابْن عبد الرَّحْمَن.

عَليّ بن عكاشة أحد الصلحاء. مِمَّن أَخذ عَن شَيخنَا وَهُوَ ابْن عُثْمَان بن عَليّ.

عَليّ بن عَليّ بن أَحْمد بن سعيد بن هرون الْعَلَاء بن الْعَلَاء المحمدي اليزدي الأَصْل ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بالتزمنتي. ولد فِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة بِخَط الريدانية بِالْقربِ من جَامع آل مَالك والإسماعيلية من الحسينية، وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد السراج عمر الحكري ثمَّ نور الدّين النشرتي جد صاحبنا شمس الدّين وَفِي الْقَدُورِيّ عِنْد نَاصِر الدّين بن مهنى وَتردد للتفهني ثمَّ الْعَيْنِيّ وَابْن الديري والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَسمع على شَيخنَا، وَحج مَعَ أَبِيه عِنْد بُلُوغه ثمَّ بعده فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم، وَدخل إسكندرية ودمياط وَغَيرهمَا وَقرر حاجبا فِي أَيَّام الْأَشْرَف برسباي فلامه بعض أَصْحَابه فسعى حَتَّى صرف فِي يَوْمه وداخل غير وَاحِد من الْأُمَرَاء والمباشرين بل واختص بخطيب مَكَّة أبي الْفضل وبأمير الْمُؤمنِينَ المتَوَكل على الله قبل الْخلَافَة وَبعدهَا وَرُبمَا جَاءَ إِلَى منزله مَعَ كَثْرَة مَطْلُوبه هُوَ إِلَيْهِ وَكَثْرَة تردده إِلَيّ وإقباله عَليّ وذاكر بِكَثِير من أَحْوَال الدولة مَعَ تودد وفتوة وَكَانَ يُقَال لَهُ كأبيه شيخ الْمَشَايِخ ثمَّ لَا زَالَ أمره فِي انحطاط وتجرع فاقة وَلزِمَ مَحَله.

عَليّ بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ الصُّوفِي. مِمَّن أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ.

عَليّ بن عَليّ بن حُسَيْن السَّيِّد الزين الْجِرْجَانِيّ. يَأْتِي فِي عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ.)

ص: 261

عَليّ بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن أَيُّوب النُّور بن الْعَلَاء بن الْعلم بن النَّجْم الفخري. كَانَ الْقَائِم بِأُمُور الْحِسْبَة حِين مُبَاشرَة يشبك الجمالي لَهَا مَاتَ فِي. وَله ابْن اسْمه شمس الدّين مُحَمَّد يقْرَأ على الديمي. وَقَالَ أَنه شَافِعِيّ وَقد حضر إِلَيّ وَسمع مَعَ الْجَمَاعَة قَلِيلا.

عَليّ بن عَليّ بن مباركشاه الصديقي الساوجي الشَّافِعِي وَالِد عبد الْملك الْمَاضِي. ولد فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة السّنة الَّتِي توفّي فِيهَا أَبوهُ وَلذَا سمي باسمه واشتغل وَتقدم فِي الْفُنُون، وَكَانَ جَامعا بَين الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول مدَار الْفتيا فِي تِلْكَ النواحي عَلَيْهِ مَعَ الذّكر وَالصَّلَاح والكرامات، مَاتَ فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين عَن خمس وَسبعين سنة أفادنيه وَلَده. وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ.

عَليّ بن عَليّ بن مُحَمَّد الْعَلَاء أَبُو الْحسن الْحميدِي الْحِمصِي الشَّافِعِي الْمُقْرِئ. قدم الْقَاهِرَة فَعرض عَليّ فِي جملَة الْجَمَاعَة الْبَهْجَة وَجمع الخواطر وألفية النَّحْو والشاطبية ومقدمة ابْن جزري فِي التجويد وَكتب عني بعض مجَالِس الْإِمْلَاء وَسمع مني غير ذَلِك وَجمع للسبع إِلَى الْأَعْرَاف عَليّ عبد الْغَنِيّ الْهَيْثَم وَكَانَ قد جمع بِبَلَدِهِ على أبي الْبكر بن أَحْمد بن مقبل وَأَجَازَ لَهُ.

عَليّ بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحَاج نصر الْعَلَاء أَو النُّور بن النُّور بن الْفَقِيه نَاصِر الدّين وَقد يختصر فَيُقَال نَاصِر الْجَوْجَرِيّ ثمَّ الدمياطي القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالحصري وبابن نَاصِر. ولد فِي رَجَب سنة تسع أَو عشر وَثَمَانمِائَة بجوجر وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد النُّور الشَّامي الضَّرِير وَصلى بِهِ ثمَّ تحول مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة فِي حُدُود سنة سِتّ وَعشْرين فَقَرَأَ فِي الْمِنْهَاج وَغَيره. عَليّ النُّور الْمَنَاوِيّ الْمَاضِي وَفِي الملحة عَليّ الشهَاب الأبشيطي وانتقل لدمياط فِي سنة ثَمَان وَعشْرين فحفظ بهَا شذور الذَّهَب لِابْنِ هِشَام وَربع الْعِبَادَات من الْمِنْهَاج والملحة وبحثها مَا عدا الْمِنْهَاج على نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن سويدان وَكَذَا بحث عَلَيْهِ عرُوض التبريزي وَأخذ أَيْضا فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا عَن الشَّمْس مُحَمَّد بن الْفَقِيه بن حسن البدراني وقطنها وَكَذَا بولاق من الْقَاهِرَة مرّة وتكسب فِي كل مِنْهُمَا بِالشَّهَادَةِ وَكَذَا بصنعة الْحصْر فِي دمياط واعتنى بنظم الشّعْر والفنون ففاق ونظمه فِي الْفُنُون أحسن وَكتب عَنهُ مِنْهُ ابْن الفهد والبقاعي فِي دمياط سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِمَّا كتباه قَوْله:

(بروحي أفدي من أحب وَمَالِي

فَمَا لعذول فِي الغرام وَمَالِي)

)

(أيجهل بِي صَبر وبالي لنَحْو من

بِهِ ذقت فِي أَمر الغرام وبال)

إِلَى آخرهَا وَكَذَا كتبت عَنهُ بدمياط فِي القدمة الأولى قَوْله:

(ثَلَاثِينَ يَوْمًا بت أرقب وعده

وَعشر لَيَال والفوائ كليم)

ص: 262

(فَقولُوا لرب الْحسن فِي طول وَصله

يكلمني إِنِّي لَدَيْهِ كليم)

وَغير ذَلِك مِمَّا كتبته فِي الرحلة وَغَيرهَا. مَاتَ.

عَليّ بن عَليّ بن يُوسُف البهلوان، مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَسِتِّينَ أرخه ابْن فَهد.

عَليّ بن عَليّ وَيعرف بِابْن الْقطَّان. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.

عَليّ بن عمرَان بن غَازِي بن مُحَمَّد بن غَازِي النُّور بن الزين المغربي ثمَّ الْمصْرِيّ الْمَالِكِي سبط أبي أُمَامَة مُحَمَّد بن أبي هُرَيْرَة عبد الرَّحْمَن بن النقاش أمه فَاطِمَة وَيعرف بِابْن غَازِي.

ولد سنة أَربع وَخمسين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَبَعض الْمُتُون كَابْن الْحَاجِب فِيمَا قيل واشتغل على جمَاعَة ولازم حَمْزَة المغربي نزيل الشيخونية وناب فِي الْقَضَاء عَن اللَّقَّانِيّ وَتوجه على قَضَاء الْمحمل مره وَتوسع فِي إِتْلَاف مَال كثير لِأَبِيهِ حِين كَانَ غَائِبا قيل أَنه كَانَ يزِيد على ثَلَاثِينَ ألف دِينَار عمر مِنْهُ دَارا تجاه المقياس مصروفها خَمْسَة آلَاف فَأكْثر وَالْبَاقِي فِي شهواته وبلياته وتبذيره، فَلَمَّا قدم أَبوهُ كَانَت بَينهمَا قلاقل وأهين هَذَا بِالضَّرْبِ عِنْد الدوادار بل وَالسُّلْطَان ثمَّ خلص وَتوجه إِلَى مَكَّة بعد كِتَابَة أَبِيه عَلَيْهِ وَعَاد ولازم زَكَرِيَّا.

عَليّ بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الْقرشِي نِسْبَة للقرشية بِالْقربِ من زبيد. شيخ المين مِمَّن ذكر بِالْولَايَةِ وَالْأَخْذ عَن نَاصِر الدّين بن الميلق وَلذَا نسبوه شاذليا وأنجب عبد الرؤوف وَعبد المحسن وَغَيرهمَا كَأبي الْفَتْح وَالِد عبد الْمُغنِي. مَاتَ سنة ثَمَان وَعشْرين.

عَليّ بن عمر بن أَحْمد بن فتيَان النُّور السكندري التَّاجِر. مِمَّن لازمني بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الثَّانِيَة وَكَذَا تردد إِلَيّ بعد بِالْقَاهِرَةِ وَصَارَ بعد ثروته إِلَى هَيْئَة إملاق مَعَ تصونه وتستره وَرُبمَا نقص عقله وَزَاد هذيانه.

عَليّ بن عمر بن حسن بن أَحْمد السملائي القاهري. كَانَ أَبوهُ خَادِم الشّرف بن الكويك فَأَسْمع وَلَده هَذَا عَلَيْهِ أَشْيَاء وَلكنه عرض لَهُ اختلال لغَلَبَة السَّوْدَاء عَلَيْهِ وتعاطيه مَا لَا يَلِيق بِحَيْثُ كثر هذيانه وَنقص عقله وَبَيَانه وَمَعَ ذَلِك فاستجاره بعض الطّلبَة وَكَانَ يُقيم فِي مَسْجِد شَيْخه بحارة)

برجوان. مَاتَ قريب الْخمسين عَفا الله عَنهُ.

عَليّ بن عمر بن حسن بن حُسَيْن بن حسن بن عَليّ بن صَالح النُّور أَبُو الْحسن المغربي الأَصْل الجرواني التلواني القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالتلواني ولد بعد سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بجروان لتحول أَبِيه من الْمغرب وسكناه فِيهَا أَو تلوانة وَكِلَاهُمَا من قرى المنوفية ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فَأقبل على الْعلم ولازم الأبناسي

ص: 263

وَابْن الملقن والبلقيني فِي الْفِقْه وَغَيره والغماري فِي الْعَرَبيَّة وَكَذَا الْعِزّ بن جمَاعَة مَعَ غَيرهَا من الْأَصْلَيْنِ والفنون وَكَانَ مِمَّا أَخذه عَنهُ شَرحه لجمع الْجَوَامِع الْمُسَمّى الْغرَر اللوامع بعد أَن كتبه بِخَطِّهِ والعراقي فِي الحَدِيث دراية وَرِوَايَة بل كتب عَنهُ الْكثير من أَمَالِيهِ وَسمع عَلَيْهِ وعَلى ابْن أبي الْمجد والتنوخي والحلاوي والسويداوي والفرسيسي وَابْن الفصيح والهيثمي والمنصفي والشهاب الْجَوْهَرِي وَابْن الكويك وَالْقَاضِي نَاصِر الدّين نصر الله الْحَنْبَلِيّ وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي والبدر بن قوام وَأَبُو حَفْص البلسي وَجَمَاعَة وَحج فِي سنة سِتّ وَتِسْعين هُوَ ويلبغا السالمي وسمعا بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة على الزين أَبُو بكر المراغي أطرافا من كتب وَلَا أستبعد سماعهما بِمَكَّة أَيْضا وَأذن لَهُ البُلْقِينِيّ بالتدريس والإفتاء بل أذن لَهُ الْعِزّ بن جمَاعَة فِي إقراء شَرحه السَّابِق وَغَيره من كتب الْأُصُول مطولها ومختصرها لعلمه بِأَنَّهُ فِي غَايَة الْكَمَال والاستعداد والنفع وَأَنه أَفَادَ فِي قراءاته أَكثر مِمَّا اسْتَفَادَ لمن شَاءَ فِي أَي مَكَان فِي أَي زمَان شَاءَ وَوَصفه فِيهَا بالشيخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة الْبَحْر الفهامة أَو حد الْمُحَقِّقين وكهف المدققين وعمدة الْمُتَكَلِّمين سيف المناظرين ملاذ القاصدين ورحلة الطالبين ذِي الْعُلُوم المحققة والفنون المدققه والكمالات الْعَظِيمَة والأدوات الجسيمة شيخ الْإِسْلَام ومفتي الْأَنَام قدوة السالكين وبغية الناسكين، وتصدى للتدريس والتحديث قَدِيما فِي جَامع الْأَزْهَر وَغَيره وهرع إِلَيْهِ الْأَئِمَّة والفضلاء لِكَثْرَة أفضاله عَلَيْهِم بل وعَلى بعض شُيُوخه حَتَّى كَانَ بَعضهم يُسَمِّيه وَزِير الطّلبَة وَكَانَ البُلْقِينِيّ فِيمَا بلغنَا يشكره فِي الْمَلأ عقب ذَلِك وينكره إِذا بعد عَهده بِعْ، وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الشَّمْس الحبتي وناهيك بِهِ. وَكَذَا مِمَّن حضر دروسه الْبُرْهَان بن حجاج الأبناسي والْعَلَاء القلقشندي والعبادي والأكابر وَخرج لَهُ شَيخنَا الزين رضوَان أَرْبَعِينَ حَدِيثا من طَرِيق أَرْبَعِينَ فَقِيها شافعيا حدث بهما غير مرّة، وَاسْتقر فِي مشيخة الرِّبَاط بالبيبرسية وَفِي تدريس الْفِقْه بالصلاحية الْمُجَاورَة للشَّافِعِيّ مَعَ النّظر عَلَيْهَا عوضا عَن الشَّمْس أخي الْجمال الاستادار حِين الْقَبْض على أَخِيه انتزعها بعناية)

بعض الْأُمَرَاء حَيْثُ جن الْعلمَاء إِذْ ذَاك عَن أَخذه خشيَة من عوده لمنصبه ففاز باللذة الجسور وَجَرت لَهُ كائنة بِسَبَبِهِ وَكَذَا درس بالحاجبية ظَاهر بَاب النَّصْر وبجامع المقسي بِبَاب الْبَحْر وَعمل الميعاد بِالْمَدْرَسَةِ البقرية دَاخل بَاب النَّصْر وَأَظنهُ تلقاها مَعَ جَامع المقسي عَن شَيْخه الأبناسي فَإِنَّهُمَا كَانَا مَعَه وبجامع الْأَقْمَر مَحل سكنه وأظن النّظر فِيهِ كَانَ لَهُ، إِلَى غَيرهَا، وَكَانَ إنْسَانا حسنا خيرا دينا صَحِيح البنية قَوِيا حسن السمت جيد الْخط

ص: 264

سليم الْفطْرَة وَلذَلِك تُؤثر عَنهُ ماجريات لَا أطيل بإيرادها لاختلاق الْكثير مِنْهَا حَتَّى قيل أَنَّهَا أفردت فِي مُصَنف لقب الحطام الفاني وَلما كثر تحاكي مَا ينْسب إِلَيْهِ من ذَلِك راسل بإزاحته من الميعاد الْجلَال البُلْقِينِيّ وَمن الْفتيا الشَّمْس الْبِسَاطِيّ قَالَ بَعضهم: وَكنت عِنْده حِين إرْسَال الأول فتألم وَلكنه مَا تمّ، وَادّعى بِأخرَة أَنه شرِيف بِسَبَب مَنَام رَآهُ لَا دَلِيل فِيهِ على مَا ادَّعَاهُ وَهُوَ كَأَن سَبْعَة عبيد أَرَادوا قَتله فجَاء الإِمَام عَليّ فخلصه مِنْهُم وأوقفهم فِي الشَّمْس، وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ أَنه اشْتغل قَلِيلا ومارس الْعَرَبيَّة، وَكَانَ جَهورِي الصَّوْت مَشْهُور الصيت قَلِيل التَّحْقِيق كثير الدَّعْوَى حسن الْبشر مكرما للطلبة ودرس بعدة أَمَاكِن وأسمع البُخَارِيّ مُدَّة بالجامع الْأَزْهَر وَوَصفه فِي رِسَالَة إِلَيْهِ بشيخ الْإِسْلَام وَصرح بِتَأْوِيل ذَلِك لمن أنكرهُ. وَكَذَا قَالَ المقريزي أَنه كَانَ دينا خيرا لَهُ مُرُوءَة وَقُوَّة وأفضال وكرم نفس وهمة عالية قل أَن يُوجد فِي أَبنَاء جنسه فِي نوع الْكَرم مثله. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سادس عشري ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَأَرْبَعين بمنزله من جَامع الْأَقْمَر وَدفن من الْغَد بتربة ابْن جمَاعَة بِالْقربِ من الصُّوفِيَّة وَقد ناف على الثَّمَانِينَ وحواسه سليمَة رحمه الله وإيانا. وَمِمَّا حَكَاهُ الشهَاب الريشي أَنه سَأَلَ فِي درسه سؤالا ثمَّ قَالَ على عَادَته:

(إِذا كنت لَا تَدْرِي وَلم تَكُ بِالَّذِي

يسائل من يدْرِي فَكيف إِذا تَدْرِي قَالَ الشهَاب وَكنت أنعس)

فَاسْتَيْقَظت وَقلت:

(جهلت وَلم تَدْرِي بأنك جَاهِل

فَكُن هَكَذَا أَرضًا يطأك الَّذِي يدْرِي)

(وَمن عجب الْأَشْيَاء أَنَّك لَا تَدْرِي

وَأَنَّك لَا تَدْرِي بأنك لَا تَدْرِي)

قَالَ فبهت وَلم يجب بِكَلِمَة. وَذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه صَحبه زِيَادَة على خمسين سنة فَمَا علم عَلَيْهِ إِلَّا خيرا وبلي بحساد وضعُوا عَلَيْهِ شناعات من الْجَهْل وَأرَاهُ بَعيدا عَنْهَا.

عَليّ بن عمر بن حُسَيْن بن عَليّ بن شرف الزفتاوي الأَصْل القاهري المقسي الشَّافِعِي أَخُو)

عبد الْقَادِر وَأحمد وَذَا أَصْغَر الثَّلَاثَة. اشْتغل يَسِيرا وَقَرَأَ عَليّ شَيْئا وولع بالميقات وخدم بِهِ عِنْد قجماس وسافر مَعَه إِلَى دمشق ثمَّ فَارقه وَتوجه مَعَ أبي الْبَقَاء بن الجيعان لذَلِك حِين سَافر فِي أَوَائِل شَوَّال سنة تسع وَثَمَانِينَ إِلَى طيبَة للنَّظَر فِي أمرهَا ثمَّ يحجّ وَكَذَا حج بعد مَعَ جَان بلاط فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَكَانَ لِأَبِيهِ إِلَيْهِ أتم ميل ويتألم من أَخَوَيْهِ لاختصاصهما دونه فَلم يكن بأسرع من ذهَاب مَا مَعَهُمَا وَاسْتمرّ هَذَا مَسْتُورا حَتَّى صَار أحد مؤذني السُّلْطَان لسكونه وعقله وتودده وأدبه وَهُوَ أحد الصُّوفِيَّة بالمؤيدية.

ص: 265

عَليّ بن رسْلَان بن نصير البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري. هَكَذَا رَأَيْت اسْمه بِخَطِّهِ فِي عرض مُحي الدّين الْأَزْهَرِي مؤرخا كِتَابَته بِسنة ثَمَانمِائَة وَأَنه أجَاز للعارض مَاله من تَعْلِيق وَهُوَ غَرِيب فَلَمَّا علمت فِي بني الشَّيْخ من اسْمه عَليّ فَالله أعلم.

عَليّ بن عمر بن سُلَيْمَان الْعَلَاء أَبُو الْحسن بن الرُّكْن الْخَوَارِزْمِيّ الْمصْرِيّ الطاهري. ولد سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِمصْر وَكَانَ أَبوهُ من الأجناد فَنَشَأَ وَلَده على أكمل طَريقَة وَأحسن سيرة وأكب على الِاشْتِغَال بِالْعلمِ وطالع فِي كتب ابْن حزم فهوى كَلَامه واشتهر بمحبته وَالْقَوْل بمقالته وتظاهر بِالظَّاهِرِ وَكَانَ حسن الْعِبَادَة كثير الإقبال على التضرع وَالدُّعَاء والابتهال وَنزل عَن إقطاعه فِي سنة بضع وَثَمَانِينَ وَأقَام بِالشَّام مُدَّة ثمَّ عَاد إِلَى مصر وباشر عِنْد بعض الْأُمَرَاء. وَقَالَ المقريزي أَنه بَاشر شدّ الأقصر لبَعض الْأُمَرَاء فَذكر أَن مساحتها أَرْبَعَة وَعشْرين ألف فدان وَأَنه لما بَاشَرَهَا فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين لم يكن يزرع بهَا إِلَّا نَحْو ألف فدان وباقيها بور وخرس. مَاتَ فِي تَاسِع صفر سنة سِتّ. ذكره شَيخنَا فِي الأنباء والمقريزي فِي عقوده.

عَليّ بن عمر بن عَامر نور الدّين القاهري الْحُسَيْنِي الشَّافِعِي الْمقري وَيعرف بِابْن الركاب بِالتَّشْدِيدِ. إِنْسَان فَاضل خير مِمَّن أَخذ عَن الشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والنور بن سيف الأبياري والبرهان البيجوري والطبقة وَله من الْوَلِيّ سَماع فِي أَمَالِيهِ كَمَا أثْبته بِخَطِّهِ وَغَيرهَا وَكَذَا سمع فِي سنة عشْرين على الْكَمَال بن مخلص وَأحمد بن ايدمر الْأَبَّار تصنيف شيخهما صَدَقَة العادلي الْمُسَمّى منهاج الطَّرِيق، وتعانى قِرَاءَة الجوق وَصَارَ أحد الْأَعْيَان فِيهَا بل كَانَ مِمَّن قَرَأَ الصّفة بالبيبرسية والجمالية ذَا حرص على الِاشْتِغَال ورغبة فِي اقتناء الْكتب مَعَ جمود ويبس، وَهُوَ مِمَّن سمع مَعنا الْكثير على شَيخنَا وَسمعت قِرَاءَته كثيرا وَرُبمَا قدم للْإِمَامَة)

فِي المحافل الجليلة سِيمَا فِي وَقت اجْتمع فِيهِ شَيخنَا وَالْعلم البُلْقِينِيّ وَنعم الرجل كَانَ. مَاتَ فِي سنة سِتّ وَخمسين رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن معزوز بن إِبْرَاهِيم بن عزاز بن أَحْمد النُّور الشنفاسي القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. ولد فِي سَابِع عشري رَجَب سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بشنفاس قَرْيَة من قرى مصر وانتقل مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين فَأَقَامَ بالأزهر وَحفظ الْقُرْآن وَالْحَاوِي وألفية النَّحْو والرحبية وَالْمقنع والخزرجية وَغَيرهَا وجود الْقُرْآن على أبي عبد الْقَادِر الضَّرِير وَحميد العجمي وَجَمَاعَة

ص: 266

وَقَرَأَ فِي الْفِقْه على الْبَدْر النسابة وَإِمَام الكاملية وَغَيرهمَا وَفِي النَّحْو على التقي الحصني والقرافي وَفِي الْعرُوض على أَحْمد الْخَواص وَفِي الْفَرَائِض على ابْن المجدي والبوتيجي وَأبي الْجُود والسيرجي فِي آخَرين فِي هَذِه الْعُلُوم وَغَيرهَا وَسمع على شَيخنَا والنسابة وَطَائِفَة وجد فِي الطّلب حَتَّى تميز وشارك ولازم أَبَا الْعدْل البُلْقِينِيّ فِي تقاسيمه وَكَانَ أحد من يلبس الصُّوف من جماعته وتنزل فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء والبيبرسية وَغَيرهمَا، وتعانى النّظم وامتدح غير وَاحِد من الْأَعْيَان وتكسب فِي الشَّهَادَة وقتا وَمَا ظفر فِيهَا بطائل وَآل أمره إِلَى أَن تحول إِلَى الرِّيف بنواحي المنصورة فَأَقَامَ بِبَعْض الْجَوَامِع وانتفع بِهِ فِي تِلْكَ النواحي وَلكنه غير موثوق بِكَثِير مِمَّا يبديه وديانته معلولة وشهادته غير مرضية، وَقد كف وَقدم الْقَاهِرَة ليتداوى فَلم ينجع فَرجع ثمَّ عَاد وأقرأ سبط الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ بل رُبمَا قَرَأَ عَلَيْهِ أَبوهُ وَكَذَا أَقَامَ عِنْد الشّرف بن البقري مُدَّة وَأكْثر التَّرَدُّد إِلَيّ مَعَ مزِيد الْفَاقَة.

مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة تسعين بِالْقَاهِرَةِ رحمه الله وَعَفا عَنهُ. وَمِمَّا كتبته عَنهُ قَدِيما قَوْله حِين عزل شَيخنَا عَن البيبرسية:

(عز الشهَاب فجاءتنا الشَّيَاطِين

وَغَابَتْ الْأسد فاغتر السراحين)

(وَقد تواصوا على مَا لَا بِهِ سدد

فَفِي وصيتهم ضَاعَ الْمَسَاكِين)

وَقَوله:

(حبيب بخديه من الْحسن جَوْهَر

لَهُ بَين حبات الْقُلُوب ثُبُوت)

(وَلست برؤيا الْعين وَالله قَانِع

وَمَا الْقَصْد إِلَّا قبْلَة وأموت)

عَليّ بن عمر بن عبد الله بن مُوسَى بن مَحْمُود بن حاجي العلائين الرُّكْن ابْن الْجمال التركماني المرجي الْحَنَفِيّ ابْن الصُّوفِي. ولد بعد سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة بالمرج وَنَشَأ)

بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وتلا بِهِ لأبي عَمْرو على الزراتيتي بِالْقَاهِرَةِ وَحضر مجْلِس السراج البُلْقِينِيّ وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ فِي استدعاء شَيخنَا أَبُو النَّعيم الْمُسْتَمْلِي المؤرخ سنة أَربع عشرَة. ولقيته بالمرج بَين الخانقاه والقاهرة فَأخذت عَنهُ وَكَانَ خيرا شهيرا بناحيته من مقطعي بَلَده دخل دمياط وإسكندرية والصعيد وَغَيرهَا. وَمَات بعد أَن خرف بِقَلِيل بعد سنة سِتِّينَ رحمه الله.

عَليّ بن عمر بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله نور الدّين أَبُو الْحسن بن السراج أبي حَفْص القاهري وَالِد عبد الرَّحْمَن وَأُخْته وَيعرف كأبيه بِابْن الملقن ولد فِي سَابِع شَوَّال سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَعرض على جمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة بل رَحل مَعَ أَبِيه إِلَى دمشق وحماة وأسمعه هُنَاكَ على ابْن أميلة وَغَيره من أَصْحَاب الْفَخر وَغَيره وَكَذَا سمع بِالْقَاهِرَةِ على الْعِزّ أبي الْيمن بن الكويك وتفقه قَلِيلا بِأَبِيهِ وَغَيره، ودرس فِي جِهَات أَبِيه بعد مَوته

ص: 267

وناب فِي الْقَضَاء بِالْقَاهِرَةِ والشرقية وَغَيرهَا، وتمول بِأخرَة وَكَثُرت معاملاته، وَكَانَ سَاكِنا حييا زاحم الْكِبَار فِي عرض غير وَاحِد مِمَّن لقيناه عَلَيْهِ كالجلال القمصي. وَمَات فِيمَا أرخه بِهِ الْعَيْنِيّ فِي أَوَائِل رَمَضَان سنة سبع بِمَدِينَة بلبيس وَحمل إِلَى الْقَاهِرَة فَدفن بهَا يَعْنِي فِي تربة سعيد السُّعَدَاء عِنْد أَبِيه، قَالَ: وَلم يكن مثل أَبِيه وَلَا قَرِيبا مِنْهُ، وأرخه غَيره يَوْم الِاثْنَيْنِ سلخ شعْبَان مِنْهَا وَهُوَ أشبه وَلَكِن أرخه المقريزي فِي عقوده بِأول رَمَضَان وَقَالَ أَنه أَكثر مَا لَهُ وتزايد حشمته وَكَانَت بيني وَبَينه صداقة رحمه الله وإيانا. وَقد رَأَيْته اختصر المبهمات لِابْنِ بشكوال مَعَ زيادات لَهُ فِيهَا.

عَليّ بن عمر بن عَليّ بن شعْبَان الْمُحب بن السراج القنائي الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي الْآتِي أَبوهُ فَأَقْرَأهُ الْقُرْآن وَبَعض الْكتب وَدَار بِهِ على الشُّيُوخ فأسمعه وَأخذ عني قَلِيلا وَنَشَأ فِي الصّلاح وَالْخَيْر ثمَّ حصل لَهُ خلل فِي عقله وتعب أَهله سِيمَا وَالِده إِلَى أَن خلص مِنْهُ بعد مُدَّة وتزايد خَيره ثمَّ مَاتَ فِي حَيَاة أَبِيه بعد أَن حج غريقا فِي حَاصِل جَامع الْأَزْهَر ثَالِث رَجَب سنة تسع وَثَمَانِينَ عَن إِحْدَى وَعشْرين تَقْرِيبًا وأسف كَثِيرُونَ سِيمَا وَالِده وَخلف وَلدين عوضهم الله الْجنَّة.

عَليّ بن عمر بن عَليّ بن عمر بن عَليّ بن أَحْمد أَبُو الْحسن بن السراج أبي حَفْص بن النُّور بن عرب وَهُوَ بكنيته أشهر. ولد فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وناب عَن الْعلم البُلْقِينِيّ فَمن بعده.)

عَليّ بن عمر بن عَليّ بن غنيم بن عَليّ أَبُو الْحسن بن الشَّيْخ النبتيتي الشَّافِعِي الضَّرِير الْآتِي أَبوهُ وَأَخُوهُ مُحَمَّد. ولد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَحفظ الْقُرْآن عِنْد عبد الله النشوي الضَّرِير وجوده أَو بعضه على الشهَاب بن أَسد وَسمع مِنْهُ المسلسل بِصُورَة الصَّفّ وَإِنَّا أعطيناك الْكَوْثَر وعَلى عَليّ الجبرتي والسنهوري وزَكَرِيا فِي آخَرين وبمكة حِين حج حجَّة الْإِسْلَام إِلَى أثْنَاء سُورَة هود على عَليّ الديروطي.

عَليّ بن عمر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن خَلِيل الْمصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وجده وَيعرف كَهُوَ بِابْن السيرجي. ولد فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْمِنْهَاج ومجموع الكلائي والجرومية وَقَرَأَ على الشَّمْس البلبيسي الفرضي حِين مجاورته الْمَجْمُوع الْمشَار إِلَيْهِ وعَلى السَّيِّد عبد الله الإيجي فِي الْفِقْه وَكَذَا حضر دروس السَّيِّد كَمَال الدّين بن حَمْزَة ولازم الجمالي أَبَا السُّعُود فِي دروسه وتحديثه واليسير فِي الْأُصُول عِنْد الْعَلَاء الْمحلي الْحَنَفِيّ

ص: 268

لَهُ إجَازَة وزار مَعَ أَبِيه الْمَدِينَة فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين.

عَليّ بن خواجه عمر بن عَليّ بن نَاصِر الحصني التَّاجِر وَيعرف بِابْن نَاصِر. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.

عَليّ بن عمر بن عَليّ الْعَلَاء الْحُسَيْنِي العجلوني وَيعرف بِابْن قزلمي. مِمَّن سمع مني فِي الْمحرم سنة تسعين.

عَليّ بن عمر بن أبي مُوسَى عمرَان بن مُوسَى بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن حَمْزَة بن صَالح بن عميرَة نور الدّين أَبُو الْحسن الذيبي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وَيعرف بالذيبي. ولد فِي خَامِس عشري شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بمنية الذيبة من الغربية بَين سخا وسنهور وَقدم الْقَاهِرَة فصحب الشَّيْخ مَدين وَأخذ عَن الْعَبَّادِيّ كثيرا وَأذن لَهُ فِي التدريس والإفتاء فِي سنة سِتّ وَسبعين ثمَّ فِي سنة ثَمَانِينَ وَوَصفه بالعالم الْفَاضِل وَالسَّابِق المناضل مُذَكّر الْأَوَائِل الْمُقدم على الأماثل مقرب الشواسع ومقرر النافع صَاحب الأبحاث الفائقة والعبارات الرائقة فائق الأقران نخبة الزَّمَان فاتح مقفلات المشكلات وموضح مَا أوهم من المعضلات وَذكر غير ذَلِك من الْأَوْصَاف ووالده بالشيخ الإِمَام الْقدْوَة مربي المريدين نخبة الْأَوْلِيَاء وَالصَّالِحِينَ مُحَقّق الْيَقِين أَبَا حَفْص وجده بالمرتضى الْعدْل الرضي الشّرف أَبَا عمرَان، وَكَذَا حضر كثيرا من دروس الْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي وَغَيرهمَا كالفخر المقسي والزين زَكَرِيَّا والجوجري والنجم بن)

حجي والأبناسي وَآخَرين وَحضر عِنْدِي فِي شرح الْهِدَايَة وَغَيرهَا وتولع بالنظم وَغلب عَلَيْهِ فن الْأَدَب مَعَ مُشَاركَة فِي غَيره وَأَظنهُ مِمَّن يمِيل مَعَ ابْن عَرَبِيّ ويخوض فِي التَّوْحِيد، وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء. وَحج غير مرّة وجاور مرَارًا وَجلسَ هُنَاكَ فِي بَاب السَّلَام شَاهدا مَعَ المداومة لحضور دروس البرهاني ثمَّ وَلَده وَرُبمَا حضر عِنْدِي وَلكنه كَانَ فِي غَالب مجاورتنا الرَّابِعَة ضَعِيفا بِحَيْثُ أيس مِنْهُ ثمَّ عَوْف كل ذَلِك وَهُوَ صابر قَانِع مَعَ تجرع فاقة تَامَّة وتودد تَامّ وفصاحة وَعبارَة، وَله فِي الْبُرْهَان وَولده القصائد البديعة سَمِعت كثيرا مِنْهَا بل كتب عَنهُ النَّجْم بن فَهد بَعْضهَا وَمِمَّا كتبته عَنهُ قَوْله:

(إِن الأولى أذنوا بالمصطفى ذكرُوا

سبعا فَخذ عدهَا فِي در منظوم)

(حبَان سعد بِلَال ابْن الْأَصَم أَبُو

مَحْذُورَة والصدائي ابْن أم كُلْثُوم)

وَقَوله مِمَّا جمع فِيهِ الْعشْرَة على ترتيبهم:

(عَتيق عمر عُثْمَان عَليّ طَلْحَة

زبير سعد سعيد وَابْن عَوْف وعامر)

ص: 269

وَهُوَ مِمَّن قرظ مَجْمُوع البدري فَكَانَ مِمَّا كتبه:

(هُوَ السَّيْل إِلَّا أَن ذَاك انسكابه

يحاكي لذا سكبا حلى حِين صنفا)

(هُوَ الْبَحْر إِلَّا أَنه العذب فِي اللهى

سوى أَن فِيهِ الدّرّ يُوجد أحرفا)

وَقد نقل عني بحاشية آخر مِفْتَاح الْفَلاح لِابْنِ عطا الله عِنْد مسلسل بِاللَّه الْعَظِيم من كتابي الْجَوَاهِر المكللة الحكم على هَذَا المسلسل فوصف بعلامة الْحفاظ والمحدثين محيي سنة سيد الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسلِينَ السخاوي من الْبَهْجَة فنون عُلُوم الحَدِيث أَمْسَى الْحَاوِي أيد الله تَعَالَى بِهِ السّنة الشَّرِيفَة وأفاض عَلَيْهِ وَمِنْه وَبِه المنن المنيفة ورأيته فِي مجاورتي الْخَامِسَة زَائِد التَّحَرِّي فِي تجنب الْغَيْبَة. وَحكى لي أول مَا قدم مَكَّة وجد بَين الْفَرِيقَيْنِ الظهيريين والنويريين مزِيد التشاحن والتباغض فَأحب الِانْفِرَاد عَن الْفَرِيقَيْنِ خوفًا من الْخَوْض فِيمَا يُؤَدِّي لَهَا ثمَّ بعد ثُلثي شهر خشِي من كَونه يُؤَدِّي إِلَى جفَاء فخالط وَكَانَ الْبُرْهَان يعد ذَلِك من محاسنه وَمَعَ ذَلِك فَلم يسلم مِمَّن أنكر قَوْله فِي بعض قصائده الَّتِي امتدح بهَا الجمالي فَمَا النَّوَوِيّ فَمَا ابْن الصّلاح.

عَليّ بن عمر بن قنان. هُوَ ابْن عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ يَأْتِي.

عَليّ بن عمر بن عمرَان. يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن مُوسَى.

عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد نور الدّين ابْن الْفَخر البانباري ثمَّ)

الْمصْرِيّ الشَّافِعِي. ولد فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس الطَّيِّبِيّ والأطروش والزكي بكر السوبياني وَفتح الدّين صَدَقَة وَعبد الله الْخَواص وجوده مَعَ كَون كلهم مِمَّن قَرَأَ السَّبع على الزكي أبي بكر الضَّرِير وَحفظ الْمِنْهَاج والملحة وَبَعض الْعُمْدَة وَعرض على بعض إخْوَته وَأخذ عَن الشَّمْس بن عمار طرفا من الْعَرَبيَّة بل وَمن الْفِقْه أَيْضا مَعَ كَونه مالكيا. وَكَذَا تفقه بالزكي الْمَيْدُومِيُّ وَالشَّمْس بن الْقطَّان ثمَّ بولده الْبَهَاء وَسمع الحَدِيث على الصّلاح الزفتاوي وناصر الدّين بن الْفُرَات والنجم البالسي والشهاب الْجَوْهَرِي وَالْفَخْر القاياتي فِي آخَرين، وَحج وجاور وَدخل دمياط فِي بعض ضروراته وَصَحب الْكَمَال المجذوب واختص بِهِ بِحَيْثُ كَانَ أَكثر أوقاته فِي مصر عِنْده. بل مَا مَاتَ إِلَّا فِي منزله وَحدث وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وتكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا ثمَّ أعرض عَنْهَا وَكَانَ خيرا سَاكِنا متعففا كثير التِّلَاوَة والتهجد محبا فِي الحَدِيث وَأَهله رَاغِبًا فِي الإسماع أخذت عَنهُ أَشْيَاء، فِي جسده بعض بَيَاض. مَاتَ فِي سادس رَجَب سنة سبع وَسِتِّينَ رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود النُّور بن السراج بن الْجمال

ص: 270

الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وجده. ولد قبل موت أَبِيه بِنصْف سنة بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا ولازمني فِي سَماع أَشْيَاء بِالْمَدِينَةِ.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن قنان نور الدّين الْأَسدي الْقرشِي الزبيرِي الرَّسْعَنِي نِسْبَة لرأس الْعين ثمَّ الْمدنِي الشَّافِعِي وَالِد عمر وَمُحَمّد وَيعرف بِابْن قنان بِكَسْر أَوله. ولد فِي يَوْم الْجُمُعَة منتصف ذِي الْحجَّة سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة بِرَأْس الْعين، وَقدم مَكَّة سنة سبع وَثَمَانمِائَة ثمَّ انْتقل مِنْهَا بعد مُدَّة إِلَى الْمَدِينَة وَاشْترى بهَا ملكا وَكَانَ يتَرَدَّد بَين الْحَرَمَيْنِ حَتَّى كَانَت وَفَاته بِمَكَّة، وَذكر أَنه سمع من الْبُرْهَان الْآمِدِيّ تلميذ ابْن تَيْمِية وَأَنه تَلا بالسبع على مُحَمَّد بن سالار الدِّمَشْقِي وَأبي الْمَعَالِي بن اللبان وَالشَّمْس الْعَسْقَلَانِي وَأبي سعيد مَحْمُود بن أَيُّوب التبريزي والكمال بن عمر التبريزي، وَرَأَيْت سَمَاعه على الزين المراغي فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة بِقِرَاءَة وَلَده أبي الْفَتْح وَوَصفه بالشيخ الْمُقْرِئ، وَأَشَارَ ابْن الْجَزرِي فِي تَرْجَمَة نَفسه من طَبَقَات الْقُرَّاء إِلَى أَن صَاحب التَّرْجَمَة تَلا عَلَيْهِ بالعشر لكنه لم يكتمل واستجازه صاحبنا ابْن فَهد وَغَيره. وَمَات فِي صَبِيحَة يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشر ذِي الْحجَّة سنة تسع وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة وَصلي عَلَيْهِ بعد الْجُمُعَة وَدفن بالمعلاة رحمه الله.)

عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْعَلَاء الجعبري الخليلي الشَّافِعِي أَخُو عبد الْقَادِر الْمَاضِي. ولد فِي ثامن شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِبَلَد الْخَلِيل وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج واشتغل قَلِيلا وأسمع على التدمري المسلسل ومجالس الْخلال الْعشْرَة وجزء البطاقة والمنتقى من مشيخة ابْن كُلَيْب ومنية السول، وَأَجَازَ لَهُ القباقبي وَشَيخنَا، وَحج وَدخل الْقَاهِرَة وَالشَّام وَحدث باليسير سمع مِنْهُ بعض الطّلبَة.

على بن عمر بن مُحَمَّد بن الشَّمْس لولو الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي أَخُو زَيْنَب. ولد سنة سِتّ وَعشْرين وَسَبْعمائة وأحضر على الحجار وَحدث. مَاتَ بِبَيْت لهبا فِي الْمحرم سنة إِحْدَى. ذكره المقريزي فِي عقوده، وَينظر إِن كَانَ فِي كتابي.

عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عمرَان الْمَكِّيّ أَخُو حسن الْمَاضِي. مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.

عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد الْفَقِيه الْأَجَل الصَّالح شمس الدّين الأهدل أَخُو عبد الْمجِيد كَانَا كأبيهما من الصلحاء أفضل مَوْجُود فِي المراوغة من سهم. ذكره الْعَفِيف.

عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد عَلَاء الدّين الْحلَبِي قاضيها الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن جنغل. كَانَ أَبوهُ تَاجِرًا فَنَشَأَ هَذَا شافعيا ثمَّ ساعده أَبوهُ وبذل عَنهُ حَتَّى عمل

ص: 271

قَضَاء الْمَالِكِيَّة وَصرف بِهِ الْجمال مُوسَى بن النحريري وَصَارَ الْقَضَاء بَينهمَا نوبا فَتَارَة يسْعَى هَذَا وَتارَة ذَاك إِلَى أَن حصل الِاتِّفَاق بَينهمَا على تَركه السَّعْي على صَاحب التَّرْجَمَة ويلتزم لَهُ بِخمْس محلقات أَو نَحْوهَا فِي كل يَوْم ووفى لَهُ بهَا حَتَّى مَاتَ فِي أثْنَاء سنة سِتّ وَتِسْعين وَلم يَعش هَذَا بعده سوى نَحْو أَرْبَعَة أشهر. وَمَات فِي صفر سنة سبع وَاسْتقر ابْنه الشَّمْس مُحَمَّد فِي الْقَضَاء ببذل فِيهِ وَفِي الْمُصَالحَة عَن تَركه أَبِيه.

عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد نور الدّين بن البانياسي الدِّمَشْقِي سبط الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن بن دَاوُد وَشَيخ زَاوِيَة جده، اسْتَقر فِيهَا بعد صاحبنا الشَّيْخ قَاسم الحبشي بل نازعه فِي حَيَاته وَلَو علم أَهْلِيَّته مَا توجه للمنازعة. ومولده سنة بضع وَأَرْبَعين.

عَليّ بن عمر الْعَلَاء الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الدنيف بِمُهْملَة مَضْمُومَة ثمَّ نون مَفْتُوحَة وَآخره فَاء. ولد فِي سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة فِيمَا قيل بحماة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وألفية النَّحْو والْحَدِيث وَجمع الْجَوَامِع وَالتَّلْخِيص وَعرض بَعْضهَا على الْعَلَاء بن)

خطيب الناصرية فِي اجتيازه عَلَيْهِم بحماة وعَلى غَيره، ولازم نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن وَهبة الله بن الْبَارِزِيّ فَانْتَفع بتربيته وَأخذ عَنهُ النَّحْو وَكَذَا أَخذ الْفِقْه عَن الْجمال يُوسُف بن سيف ولازمه وَالْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا عَن الزين بن الخرزي وَالْأُصُول عَن بعض الْعَجم مِمَّن قدم عَلَيْهِم، وَكتب الْخط الْحسن وباشر التوقيع عِنْد الصَّدْر بن الْبَارِزِيّ ولد نَاصِر الدّين الْمَذْكُور فِي تَرْجَمته لما لِأَبِيهِ عَلَيْهِ من حق التربية والمشيخة ثمَّ عِنْد وَلَده السراج عمر ثمَّ عِنْد غَيره مُقْتَصرا على معلومه ثمَّ أعرض عَنهُ وتصدى لإقراء الطّلبَة وَصَارَ شيخ الْبَلَد ومفتيه وخطيب الْجَامِع الْكَبِير الْأَعْلَى بِهِ نِيَابَة، وَحج مَعَ السراج عمر الْمشَار إِلَيْهِ فِي سنة كُنَّا بِمَكَّة الْمُجَاورَة الثَّالِثَة موسمها وَتزَوج ابْنه بابنة لَهُ. وَمَات بعيد التسعين عَن بضع وَسبعين وَخلف كتبا وتركة رحمه الله.

عَليّ بن عمر الْحَضْرَمِيّ مفتي عدن. مَاتَ سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة.

عَليّ بن عمر الكثيري من آل كثير. انتزع ظفار من الْعَفِيف عبد الله بن مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن نزار الظفاري. وَاسْتمرّ فِيهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه ثمَّ المقريزي فِي عقوده بأطول.

عَليّ بن عنان بن مغامس بن رميثة بن أبي نمي الْعَلَاء أَبُو الْحسن الحسني الْمَكِّيّ. ولي إمرتها مرّة للإشرف برسباي فِي الْمحرم سنة سبع وَعشْرين عوضا عَن الْبَدْر حسن بن عجلَان وَخرجت مَعَه تجريدة من الممالك السُّلْطَانِيَّة مقدمهم قرقماس الشَّعْبَانِي الناصري فَلم يلق حَربًا وَأقَام على إمرته ثمَّ انْفَصل وَدخل الغرب

ص: 272

فَأكْرمه أَبُو فَارس ملكهَا ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا، وَكَانَ حسن المحاضرة يذاكر بالشعر وَنَحْوه، وَذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه كَانَ لين الْجَانِب. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ مسجونا فِي قلعتها يَوْم الْأَحَد ثَالِث جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ مطعونا شَهِيدا غربيا وحيدا عَفا الله عَنهُ.

عَليّ بن عنبر الْعمريّ نِسْبَة لعمل الْعُمر. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد.

عَليّ بن عياد بن أبي بكر بن عَليّ نور الدّين أَبُو الْحسن الْبكْرِيّ البستريني الأَصْل الفاسي المغربي الْمَالِكِي. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بملوية من أَعمال فاس وَحفظ الرسَالَة وَغَيرهَا كالألفية وَبَعض التسهيل واللامية فِي الصّرْف وتلا لنافع على جمَاعَة مِنْهُم مُحَمَّد بن)

إِبْرَاهِيم المزاني وَعنهُ أَخذ فِي الْعَرَبيَّة واللغة وَأخذ فِي الْفِقْه عَن أبي بكر الدخيسي وأسئلة كَثِيرَة عَن مُحَمَّد القوري وَسمع الحَدِيث على عبد الرَّحْمَن الثعالبي وَمُحَمّد الواصلي فِي آخَرين وَقدم الْقَاهِرَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ ثمَّ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين. وَحج فِي كل مِنْهُمَا ولقيني بِمَكَّة فِي ثانيتهما فَسمع مني فِي موسمها بِحَضْرَة الشَّيْخ عبد الْمُعْطِي وعظمه فِي الصّلاح وكتبت لَهُ إجَازَة وأوقفني على لطائف الإشارات فِي مَرَاتِب الْأَنْبِيَاء فِي السَّمَوَات فِي الْمِعْرَاج، وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْخَيْر وسلامة الصَّدْر وَقَالَ إِنَّه لَقِي الْفَخر الديمي وَرجع.

عَليّ بن عِيسَى بن عُثْمَان بن مُحَمَّد النُّور بن الشّرف القاهري الشَّافِعِي وَالِد الشّرف مُحَمَّد وأخو الْفَخر مُحَمَّد وَأحمد وَيعرف كسلفه بِابْن جوشن. ولد سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج واشتغل وتميز وَأخذ عَن شَيخنَا وَغَيره. مَاتَ سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَدفن فِي زاويتهم الشهيرة من الصَّحرَاء رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن قَاسم الراجبي الْمَاضِي أَبوهُ. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.

عَليّ بن عِيسَى بن مُحَمَّد الْعَلَاء أَبُو الْحسن بن أبي مهْدي الفِهري البسطي. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ انه اشْتغل ببلاده ثمَّ حج وَدخل الشَّام وَنزل بحلب على قاضيها الْجمال النحريري وأقرأ التسهيل وَعمل المواعيد بالجامع، وَكَانَ فَاضلا ذكيا أديبا يذكر فِي الْمجْلس نَحْو سَبْعمِائة سطر يرتبها أَولا فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثمَّ ينظرها يَوْم الْخَمِيس ثمَّ يلقيها يَوْم الْجُمُعَة سردا يطرزها بفوائد ومناسبات. قَالَه البرهاني الْمُحدث وَذكر أَنه أنْشدهُ ابْن الْجبَاب الغرناطي اللغز الشهير فِي الْمسك:

(كتبتم رموزا وَلم تكْتبُوا

كَهَذا الَّذِي سَبيله وَاضِحَة)

ص: 273

قَالَ: وأنشدنا عَنهُ أناشيد، ثمَّ دخل الرّوم فسكنها وَعظم قدره ببرصا وحصلت لَهُ ثروة ثمَّ دخل القرم وَكثر مَاله. وَاسْتمرّ هُنَاكَ حَتَّى مَاتَ فِي سنة تسع عشرَة. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَغَيره وَهُوَ مِمَّن ذكره شَيخنَا فِي الدّرّ سَهوا فَلَيْسَ من شَرطه.

عَليّ بن عِيسَى نور الدّين بن الخواجا الشّرف الْقَارئ الدِّمَشْقِي شَقِيق مُحَمَّد وَيعرف كل مِنْهُمَا بِابْن الْقَارئ ولد سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَحفظ الْقُرْآن واشتغل قَلِيلا وَحج ولقيني بِمَكَّة بعد أَن استجازني أَخُوهُ لَهُ ولبنيه التقي أبي بكر والشرف يحيى وَسَائِر بَنَاته فِي موسم)

سنة سِتّ وَتِسْعين وَكَانَ قدم مَعَ الركب الشَّامي ليجاور فَوجدَ المرسوم سبقه بِرُجُوعِهِ لمصر ليَكُون مَعَ أَخِيه فِي المصادرة لطف الله بهما، ثمَّ لَقِيَنِي بِمَكَّة سنة تسع وَتِسْعين وَقد قدمهَا فِي موسم الَّتِي قبلهَا وَأقَام هُوَ وَابْن عَمه الشَّمْس مُحَمَّد بن يُوسُف بجدة.

عَليّ بن غَازِي بن عَليّ بن أبي بكر بن أبي بكر بن عبد الْملك الصَّالِحِي وَيعرف بالكوري بِضَم الْكَاف ثمَّ رَاء مُهْملَة. سمع زَيْنَب ابْنة الْكَمَال مُحَمَّد بن يُوسُف الْحَرَّانِي والعز مُحَمَّد بن الْعِزّ إِبْرَاهِيم بن أبي عمر، وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا وَغَيره وَقَالَ: مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع رحمه الله.

عَليّ بن غَرِيب. لَهُ ذكر فِي يُوسُف بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل.

عَليّ بن فتح بن أوحد النُّور الخانكي حفيد شيخ الخانقاه السرياقوسية كَانَ ووالد مُحَمَّد الْآتِي.

نَاب فِي الْقَضَاء بهَا عَن صهره عز الدّين المنوفي وَتَأَخر بعده حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة تسعين.

عَليّ بن فَخر الدّين وَيُقَال لَهُ فَخير بن مُحَمَّد بن مهنا إسكندري الأَصْل الْمَكِّيّ الْعَطَّار وَيعرف بِابْن فَخير، مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَهُوَ أكبر أَخَوَيْهِ ويليه أَحْمد ويليهما عبد الْكَرِيم الشَّاهِد.

عَليّ بن أبي الْفرج مُحَمَّد بن مَحْمُود بن حميدان الْمدنِي الْحَنَفِيّ وَيعرف كأبيه بِابْن حميدان.

أحد المؤذنين بِالْحرم الشريف الْمدنِي وَمِمَّنْ يحفظ الْقُرْآن. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة.

عَليّ بن الْفَقِيه الطهطاوي وَاسم أَبِيه. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.

عَليّ بن قَاسم الْعَلَاء الأردبيلي الأَصْل الخليلي الشَّافِعِي الْمُقْرِئ وَيعرف كأبيه وبالبطائحي.

اشْتغل عِنْد الْكَمَال بن أبي شرِيف وَغَيره وتميز سِيمَا فِي الْقرَاءَات بِحَيْثُ صنف فِيهَا وَأَخذهَا عَن جمَاعَة مَعَ تفنن فِي الْعَرَبيَّة وَالصرْف والفرائض

ص: 274

والحساب والقراءات وَالْفِقْه وَمن محافيظه الْمِنْهَاج والشاطبية وأقرأ الطّلبَة. مَاتَ بالخليل فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن ربيع الأول سنة سِتّ وَتِسْعين، وَوَصفه الصّلاح الجعبري بالشيخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة الْمُقْرِئ وَصدر تَرْجَمته بِأبي الْحسن البطائحي وَقد زَاد على الْخمسين.

عَليّ بن الْقسم بن مُحَمَّد بن حُسَيْن اليمني الزيدي وَيعرف بِابْن شقيف. كَانَ من أَعْيَان الزيدية بِمَكَّة مِمَّن يفتيهم ويعقد لَهُم الْأَنْكِحَة. مَاتَ بهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ عشرَة وَدفن بالمعلاة)

وَهُوَ فِي أثْنَاء عشر الثَّمَانِينَ ذكره الفاسي فِي مَكَّة.

عَليّ بن أبي الْقسم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن جوشن الْمَكِّيّ. مِمَّن تكسب بِالتِّجَارَة وسافر لأَجلهَا إِلَى الْيمن وَغَيرهَا مَعَ اشْتِغَال يسير بل تَلا للسبع على الشوايطي وَأذن لَهُ. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَسبعين. أرخه ابْن فَهد.

عَليّ بن أبي الْقسم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعَلَاء بن الْجلَال الأخميمي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي النَّقِيب وَالِده بل وَهُوَ أَيْضا ثمَّ أعرض عَنْهَا وَذَلِكَ أَنه الْتزم عدم تعَاطِي شَيْء على كِتَابَة المراسيم وَنَحْوهَا وَالْتمس من القَاضِي تَقْرِير شَيْء على ذَلِك فقرر لَهُ مَالا يَكْفِيهِ فتحول لما هُوَ مُنْفَرد بِهِ فِي رمي النشاب وَقصر نَفسه عَلَيْهِ وَأقَام عِنْد عمر بن الْملك الْمَنْصُور ليهذبه فِيهِ بل كَانَ لَهُ اخْتِصَاص بقجماس نَائِب الشَّام وخطه لَا بَأْس بِهِ، وَله نظم رثي الْعلم البُلْقِينِيّ حسب مَا سمعته يَقُوله.

عَليّ بن أبي الْقسم بن يحيى المراكشي المغربي. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.

عَليّ بن أبي الْقسم المحجوب.

عَليّ بن القاق شيخ بعض جبال عجلون. قتل فِي صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين.

عَليّ بن قَاسم الْعَلَاء أَبُو الْحسن بن شيخ الخدام بِالْحرم الْمدنِي المحمدي الْآتِي. مِمَّن اشْتغل يَسِيرا ولازمني بِالْمَدِينَةِ حَتَّى قَرَأَ عَليّ الشفا وَسمع عَليّ أَشْيَاء.

عَليّ بن قراقجة الْأَمِير عَلَاء الدّين الحسني أحد العشراوات مَاتَ هُوَ وَأَبوهُ فِي يَوْم وَاحِد يَوْم السبت ثامن عشر صفر سنة ثَلَاث وَخمسين بالطاعون وَقد قَارب هَذَا الْعشْرين.

عَليّ بن قردم العلائي الْمَذْكُور وَأَبوهُ فِي الْمِائَة قبلهَا.

عَليّ بن قرقماس بن حليمة الْمَكِّيّ واليها مَاتَ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخَلفه بعد أشهر فِي الْولَايَة على الْقطَّان وهما مهملان.

عَليّ بن قرمان، قدم على الْمُؤَيد فأمده فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين بعسكر باشه وَلَده إِبْرَاهِيم وطرد أَخَاهُ مُحَمَّدًا عَن الْبِلَاد القرمانية وَاسْتقر هَذَا هُنَاكَ وأحضر مَعَه أَخُوهُ.

عَليّ بن قنان، فِي ابْن عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن قنان.

ص: 275

عَليّ بن كَامِل بن إِسْمَاعِيل بن كَامِل بن يَعْقُوب بن نَهَار الْعَلَاء السّلمِيّ بن تحتين ثمَّ السرميني الشَّافِعِي. ولد فِي مستهل شعْبَان سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة كَمَا سمعته من لَفظه وَقيل فِي)

سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بسمية من أَعمال حماة وَنَشَأ بهَا فحفظ بعض الْقُرْآن ثمَّ انْتقل إِلَى سرمين بعد الْبلُوغ فأكمله ثمَّ الْمِنْهَاج وتفقه بالبرهان إِبْرَاهِيم بن مُسلم الحوراني السرميني وَأخذ الْعَرَبيَّة على الْعِزّ الحاضري ومحمود السرميني وانتقل فِي الْفِتْنَة يَوْم الْأَحَد حادي عشر ربيع الأول سنة ثَلَاث فَأَقَامَ بِالشَّام يَسِيرا ثمَّ زار بَيت الْمُقَدّس وَأخذ فِيهِ عَن الشهَاب بن الهائم، وَقدم الْقَاهِرَة فَاجْتمع بالسراج البُلْقِينِيّ والبيجوري وَالشَّمْس الغراقي والعز بن جمَاعَة وَحضر دروس بَعضهم وَاسْتمرّ بهَا إِلَى ثامن رمضانها ثمَّ رَجَعَ بِلَاده فَأَقَامَ بهَا متصديا للاشتغال والإفادة حَتَّى برع وانتفع بِهِ جمَاعَة وَولي قَضَائهَا مسئولا مُدَّة يسيرَة ثمَّ ترك ولقيته بهَا فَكتبت عَنهُ كثيرا من فَوَائده ونظمه، وَكَانَ عَالما فَقِيها مستحضرا للروضة ولجملة صَالِحَة من الْعَرَبيَّة واللغة وَالْأَدب والنوادر مَعَ الدّين والتواضع والتقشف وَالْإِحْسَان للغرباء والوافدين والتردد إِلَيْهِم والمحاسن الجمة، أفتى ودرس وناظر الْعَلَاء بن مغلى وَابْن خطيب الناصرية وَغَيرهمَا وَعمل منظومة سَمَّاهَا دُرَر الْأَفْرَاد فِي معرفَة الأضداد نَحْو ثَلَاثمِائَة بَيت وأولها مِمَّا كتبته عَنهُ:

(الْحَمد لله وَصلى أبدا

على النَّبِي الْعَرَبِيّ أحمدا)

(من خصّه الله بِخَير الألسن

وبالهدى إِلَى السَّبِيل الْحسن)

(وَآله وَصَحبه من بعد

لَيْسَ لَهَا حصر وَلَا تحد)

(وَبعد فالأضداد للصاغاني

مستحسن فِي الْوَضع والمعاني)

إِلَى غير ذَلِك مِمَّا كتبته عَنهُ من نظمه ونثره حسب مَا أوردته فِي الرحلة وَغَيرهَا. مَاتَ سنة سِتِّينَ رحمه الله.

عَليّ بن كبيش بن عجلَان حسني نَائِب مَكَّة وَمن لَهُ حُرْمَة وصولة فِيهَا مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ. أرخه ابْن فَهد.

عَليّ بن لولو نور الدّين القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن لولو. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ: كَانَ عَالما عَاملا متورعا مديما للإقراء بِجَامِع الْأَزْهَر وَغَيره وانتفع بِهِ النَّاس وَلم يكن يَأْكُل إِلَّا من عمل يَده لم يتقلد وَظِيفَة قطّ وَله فِي الْعَرَبيَّة مُقَدّمَة سهلة المأخذ، مَاتَ سنة سبع وَعشْرين وَهُوَ فِي عشر السِّتين انْتهى، وَمن شُيُوخه

ص: 276

عَليّ بن أبي اللَّيْث، فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد.)

عَليّ بن مَانع بن عَليّ بن عَطِيَّة بن مَنْصُور بن جماز بن شيحا الْحُسَيْنِي الْمدنِي أَخُو أميان الْمَاضِي، رام بعد أَبِيه إمرة الْمَدِينَة وتجاذب فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ هُوَ والعجل بن عجلَان الْمَاضِي فِيهَا فَمَا تيسرت لَهما.

عَليّ بن مبارك بن رميثة بن أبي نمي الحسني الْمَكِّيّ، كَانَ يأمل إمرتها وَقَوي رجاؤه لما انحرف النَّاصِر فرج على صَاحبهَا حسن بن عجلَان فَمَا كَانَ بأسرع من رِضَاهُ وَاسْتمرّ هَذَا بِالْقَاهِرَةِ حَتَّى مَاتَ فِي آخر سنة خمس عشرَة وَهُوَ معتقل بقلعة الْجَبَل، ذكره الفاسي فِي مَكَّة مطولا.

عَليّ بن مبارك بن عِيسَى الْمَكِّيّ وَيعرف بِابْن عكاشة. ورث عَن أَبِيه شَيْئا كثيرا من نقد وعقار فأتلفه وَاحْتَاجَ إِلَى أَن صَار يتقوت بِكِتَابَة الوثائق وَنَحْوهَا فدام على ذَلِك نَحْو عشر سِنِين. ثمَّ مَاتَ فِي شعْبَان سنة أَربع عشرَة بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة عَن بضع وَثَلَاثِينَ سنة وَبَلغنِي أَنه عمر مَسْجِد التنضب بوادي نَخْلَة عَفا الله عَنهُ. ذكره الفاسي فِي مَكَّة.

عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْعَلامَة الْجلَال أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد نور الدّين أَبُو الْحسن الخجندي ثمَّ الْمدنِي الْحَنَفِيّ أَخُو أَحْمد الْمَاضِي. ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة منتصف رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والكنز وألفية النَّحْو وَغَيرهَا وَعرض على الْمُحب المطري وَفتح الدّين بن صلح وَآخَرين واشتغل على السَّيِّد الْمكتب شيخ الباسطية ثمَّ الشهَاب الأبشيطي، وَقدم الْقَاهِرَة فَقَرَأَ بهَا على الشرواني فِي المطول وعَلى الكافياجي والتقي الحصني ولازم الْأمين الأقصرائي وبرع فِي الْعَرَبيَّة والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا مَعَ ذكاء مفرط ونظم جيد كثير ونثر حسن أثبت مِنْهُ فِي تَارِيخ الْمَدِينَة والوفيات أَشْيَاء. مَاتَ بِالشَّام غَرِيبا فِي صفر سنة إِحْدَى وَسبعين بعد وَالِده بِسنة وَلما بلغته وَفَاته أرسل إِلَى أَهله كتابا فِيهِ:

(إِن مَاتَ وَالِدي الشفيق فَإِن لي

دمعا يسيل عَلَيْهِ فِي الوجنات)

(ولربما كف الحزين دُمُوعه

صونا لهمته عَن الهفوات)

(خوف الوقيعة قبل فَوت وُقُوعهَا

فَإِذا اسْتَقَرَّتْ خيف مَا هُوَ آتٍ)

عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن حَامِد الْعَلَاء الصَّفَدِي الشَّافِعِي ابْن عَم الشَّمْس مُحَمَّد بن عِيسَى بن إِبْرَاهِيم الداعية الْآتِي وَيعرف بِابْن حَامِد. ولد فِي ذِي الْقعدَة أَو الْحجَّة سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بصفد وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج ومختصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك،)

وارتحل فِي الطّلب إِلَى دمشق

ص: 277

ثمَّ الْقَاهِرَة مجددا فِي الِاشْتِغَال مشمرا عَن ساعده إِلَى أَن برع وأشير إِلَيْهِ بالفنون وتنزل فِي صوفية الأشرفية برسباي من واقفها بعد امتحان شيخ الشَّافِعِيَّة بهَا القاياتي لَهُ بِمَا أحسن جَوَابه وَكَذَا ولي شَهَادَة الشونة بِسَعِيد السُّعَدَاء عَن السراج الحسباني أَو تَقِيّ الدّين بن فتح الدّين بن الشَّهِيد ثمَّ رغب عَنْهَا لِابْنِ المرخم، وناب فِي الْقَضَاء عَن شَيخنَا وَجلسَ بحانوت القزازين بل ولي قَضَاء بَلَده صفد غير مرّة أَولهَا بسفارة الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ مَعَ مَا بَينه وَبَين الظَّاهِر جقمق من الصداقة الْقَدِيمَة بِحَيْثُ كَانَ يؤمل مِنْهُ أَعلَى من ذَلِك فَشَكَرت سيرته ثمَّ عزل بالشهاب الزُّهْرِيّ ثمَّ أُعِيد ثمَّ فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين جرت بَينه وَبَين حاجبها كائنة سجن الْحَاجِب بِسَبَبِهَا فِي قلعة صفد وَأمر بِنَفْي الْعَلَاء هَذَا إِلَى دمشق فصادف قدومه الْقَاهِرَة فَسمع بذلك فرام الِاجْتِمَاع بالسلطان فَمَا تمكن بل أَمر بنفيه إِلَى قوص فتلطفوا بِهِ حَتَّى أُعِيد إِلَى الْأَمر فسافر إِلَى دمشق فِي أَوَاخِر جُمَادَى الأولى مِنْهَا وَاسْتقر ابْن سَالم فِي قَضَاء صفد عوضه ثمَّ أُعِيد إِلَيْهَا ثمَّ انْفَصل بالمذكور أَيْضا ثمَّ أُعِيد إِلَيْهَا بعد وَفَاته، وَاسْتمرّ إِلَى أَن صرف بالشهاب بن الفرعمي لكَونه بذل أَرْبَعمِائَة دِينَار مُلْتَزما بِمِثْلِهَا فِي كل سنة. ثمَّ أُعِيد الْعَلَاء فدام حَتَّى مَاتَ وَذَلِكَ فِي سنة سبعين بالإسهال رحمه الله وإيانا وَكَانَ عَالما بفنون خُصُوصا الطِّبّ وَقد شهد لَهُ الشهَاب بن المحمرة بِمَعْرِِفَة اثْنَي عشر علما وَوَصفه البقاعي فِي طبقَة سَماع الْمُوَطَّأ للقعنبي بِالْإِمَامِ الْعَلامَة الْحفظَة المفنن وَهُوَ كَذَلِك مَعَ وَصفه بِالْكَرمِ الزَّائِد والعفة والشهامة حَتَّى أَنه لما قدم البقاعي من الْقُدس آواه عِنْده ورتب لَهُ فِي كل يَوْم رغيفين بل قيل لي أَنه عرض على القاياتي أَن يرغب لوَلَده عَن تصوف كَانَ باسمه إِمَّا بالأشرفية أَو سعيد السُّعَدَاء رحمه الله.

عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله أَبُو الْحسن بن أبي عبد الله بن أبي إِسْحَاق الْحلَبِي الْعدْل بهَا. سمع مَعَ ابْن عشائر على الصّلاح عبد الله بن الشَّمْس بن المهندس شَيْئا وَحدث عَنهُ بِالْإِجَازَةِ إِن لم يكن سَمَاعا بمجلسين هما الرَّابِع وَالْخَامِس من أمالي أبي مُطِيع وبمجلس من إملاء أبي الْفرج الْقزْوِينِي قريب الثَّلَاثِينَ قَرَأَهَا عَلَيْهِ الْمُحب بن الشّحْنَة.

عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان نور الدّين أَبُو الْحسن بن الشَّمْس أبي عبد الله السفطرشيني ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الشاذلي سبط النُّور الأدمِيّ والآتي أَبوهُ. ولد فِي عَاشر ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمصْر وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن

ص: 278

وتلا بِهِ على وَالِده لأبي)

عَمْرو وَلما صاهر أَبوهُ الأدمِيّ جعله شافعيا فَنَشَأَ ابْنه على مَذْهَب أَبِيه وجده لأمه وَإِلَّا فأسلافهم كَانُوا مالكية وَحفظ التَّقْرِيب للعراقي فِي أَحَادِيث الْأَحْكَام والمنهاج الفرعي وألفية النَّحْو وَبَعض التسهيل وَغَيرهَا، وَعرض التَّقْرِيب على مُؤَلفه وَكَذَا عرض على وَالِده أبي زرْعَة وَجَمَاعَة أَجَازُوا لَهُ والكمال الدَّمِيرِيّ والشهاب بن الْعِمَاد وَآخَرين مِمَّن لم يعين الْإِجَازَة فِي خطه وجود الْقُرْآن أَيْضا على الشّرف يَعْقُوب الجوشني ومظفر وَغَيرهمَا وَبحث فِي الْمِنْهَاج على أَبِيه وجده لأمه وَابْن الْعِمَاد والشمسين الغراقي وَابْن عبد الرَّحِيم وَغَيرهم وَفِي الألفية والتسهيل على وَالِده أَيْضا وَلم يكثر من ذَلِك وتكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا ثمَّ أعرض عَنْهَا قبل مَوته بأزيد من ثَلَاثِينَ عَاما، وَحج وسافر إِلَى دمشق وَدخل إسكندرية ودمياط وَأم بِمَسْجِد صفي الدّين بِخَط الصبانين من مصر، وَكَانَ خيرا منجمعا عَن النَّاس متقنعا بوظائف تَركهَا لَهُ أَبوهُ، ولقيته بِمصْر فَأخذت عَنهُ بعض التَّقْرِيب. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْمحلي الأَصْل ثمَّ الخانكي الْمُتَصَرف عِنْد الْقُضَاة أديب.

مولده سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة ولقيته بالخانكاه فأنشدني قَوْله مواليا فِي نور الْعين:

(قصف من جماعا أَعْيَان غُصْن

بدر كَامِل كَانَ زين)

(بَكَيْت سل دَمًا من عَيْني

عميت حن فقد نور الْعين)

عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْعَلَاء أَبُو الْحسن الْجَعْفَرِي النابلسي الْحَنْبَلِيّ أَخُو إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الْعَفِيف. ولد كَمَا كتبه بِخَطِّهِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة، وَسمع على الْمَيْدُومِيُّ المسلسل وعَلى صَفِيَّة ابْنة عبد الْحَلِيم الحنبلية فِي سنة خمس وَسبعين جُزْء من ابْن الطلاية قَالَ: أنابه الأبرقوهي وعَلى أبي الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الفوي فِي سنة تسع وَسبعين جُزْءا فِيهِ منتقى أَحَادِيث مسلسلات بِحرف الْعين من مُسْند الدِّرَامِي وعَلى أبي حَفْص بن أميلة أمالي ابْن سمعون وَغَيرهَا، وَحدث لقِيه شَيخنَا فِي رحلته فَسمع عَلَيْهِ الأول من أمالي ابْن سمعون وَكَذَا سمع عَلَيْهِ من شُيُوخنَا التقي أَبُو بكر القلقشندي وَحدثنَا عَنهُ فِي بَيت الْمُقَدّس بأَشْيَاء، وَآخر مَا وقفت عَلَيْهِ مِمَّا سَمعه مِنْهُ مَا أرخ بجمادى الْآخِرَة سنة تسع وَثَمَانمِائَة ووقفت لَهُ على تصنيفين أَحدهمَا فِي وصف الْحمام سَمَّاهُ رشف المدام نقل فِيهِ عَن ابْن رَجَب وَوَصفه شَيخنَا فَكَأَنَّهُ أَخذ عَنهُ الْفِقْه وَقَالَ أَنه اجْتمع فِي سنة تسع وَتِسْعين بالقاقون بشخص هندي ذكر)

لَهُ أَن عمره نَحْو مائَة وَثَلَاثِينَ سنة وَأَنه سَأَلَهُ أببلاد الْهِنْد باقلاء فَقَالَ: لَا وَقَالَ إِن

ص: 279

سَبَب تصانيفه أَنه تَذَاكر هُوَ والغياث أَبُو الْفرج عبد الْهَادِي بن عبد الله اليسطامي مَا عِنْدهمَا من ذَلِك فَاقْتضى جمعه وَأورد فِيهِ من نظمه:

(عجبت لأصوات الحمائم إِذْ غَدَتْ

غناء لمسرور ونوحا لمحزون)

(وندبا لمفقود وشجوا لعاشق

وشوقا لمشتاق وتنهيد مفتون)

وَقَوله مواليا:

(حمامة الدوح نوحي واظهري مَا بك

وعددي واندبي من فرقة أحبابك)

(لَا تكتمي واشرحي لي بعض أوصابك

أَظن مَا نابني فِي الْحبّ قد نابك)

ثَانِيهمَا فِي الْوَدَاع سَمَّاهُ كشف القناع فِي وصف الْوَدَاع أَو توزيع المكروب فِي توديع المحبوب جمع فِيهِ مَا وقف عَلَيْهِ من الْأَشْعَار الَّتِي فِي الْوَدَاع يكون فِي نصف مُجَلد عمله عِنْد وداع البسطامي الْمَذْكُور وأخويه عبد اللَّطِيف وَعبد الحميد البسطاميين وَالشَّمْس أبي عبد الله مُحَمَّد النَّاصِر وَأورد فِيهِ من نظمه قصيدة أَولهَا:

(إِنْسَان عَيْني بالمدامع يرعف

وأظنها كَبِدِي تذوب فتنزف)

(وَالْقلب فِي جمر الغضا متقلب

إِذْ هددوه بالفراق وأرجفوا)

وَأُخْرَى أَولهَا:

(صب جرت مذ جرى التوديع أدمعه

وأحرقت بلهيب الشوق أضلعه)

(وَفَارق الصَّبْر والسلوان حِين نأى

وأوحشت عِنْده وَالله أَرْبَعه)

عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم النُّور الحريري الْوراق الْمقري وَيعرف بِابْن الْمُؤَذّن أَخذ عَنهُ الْعَسْقَلَانِي السَّبع ولقيه الزين رضوَان بل قَالَ ابْن أَسد أَنه أَخذ عَنهُ.

عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْحسن الْحلَبِي الشَّاهِد مِمَّن سمع عَلَيْهِ الْمُحب بن الشّحْنَة مضى فِيمَن جده إِبْرَاهِيم بن عبد الله.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن زيد الْعَلَاء الْموصِلِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو الْمَاضِي وَيعرف كَهُوَ بِابْن زيد. سمع ثلاثيات مُسْند على عَليّ وَحدث بهَا سَمعهَا بعض الطّلبَة عني وَقَالَ إِنَّه مَاتَ فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ قَالَ وَكَانَ صَالحا زاهدا ورعا رحمه الله.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن أبي بكر نور)

الدّين الْقرشِي الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ النجار نزيل الْقَاهِرَة وأخو عبد اللَّطِيف الْمَاضِي وَيعرف بالغنومي نِسْبَة لفخذ من قُرَيْش كَذَا قَالَ وَفِيه وَقْفَة فَلم يذكر بِمَكَّة أَنه قرشي. ولد سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ لأبي بكر بن عَيَّاش عَن عَاصِم من طَرِيق الشاطبية على الشَّمْس مُحَمَّد بن صديق الْمَكِّيّ

ص: 280

الشَّافِعِي وَأَجَازَ لَهُ وَكَانَ أَبوهُ مالكيا وجده شافعيا فَاخْتَارَ هُوَ مَذْهَب جده فحفظ التَّنْبِيه وَعرضه على الْجمال بن ظهيرة وَولده الْمُحب وَابْن سَلامَة والنور الْمرْجَانِي والعز النويري وَسمع على الأول وَالثَّالِث والزين الطَّبَرِيّ وَأبي الْفضل بن ظهيرة فِي آخَرين واشتغل فِي الْفِقْه على الأول وَالثَّالِث والعز النويري ووالده الْمجد وَغَيرهم، وَحضر عِنْد الْكَمَال الدَّمِيرِيّ وَلكنه لم يتَمَيَّز وَيحْتَاج كل هَذَا لتحرير، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ النشاوري وَابْن حَاتِم وعزيز الدّين المليجي والتاج الصردي والعراقي والهيثمي وَابْن عَرَفَة وَابْن خلدون وَأحمد بن أقبرص وَعبد الله بن خَلِيل الحرستاني وَفَاطِمَة ابْنة ابْن المنجا وَفَاطِمَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ وسافر من مَكَّة إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَتعلم صَنْعَة السُّرُوج فارتزق مِنْهَا فِي بعض الحوانيت بِالْقربِ من جَامع الْحَاكِم ولقيته فَأجَاز لي غير مرّة وَكَانَ خيرا. مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَخمسين بِالْقَاهِرَةِ رحمه الله.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن بهْرَام. فِي ابْن مُحَمَّد بن عَليّ عبد الله.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن جَار الله بن زَائِد نور الدّين السنبسي الْمَكِّيّ أحد من يتجر ويعامل وَله عقار ويشهر بدبوس. مَاتَ فِي لَيْلَة السبت منتصف صفر سنة خمس وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد.

عَليّ الْأَكْبَر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب أبي بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْقُسْطَلَانِيّ أَخُو أبي البركات مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن الزين. بيض لَهُ ابْن فَهد وَيُحَرر كَونه من هَذَا الْقرن.

عَليّ الْأَصْفَر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن النُّور أَبُو الْحسن الْحَنَفِيّ أَخُو الَّذِي قبله وَأمه خَدِيجَة ابْنة إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر المرشدي. ولد فِي أحد الجمادين سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فِي سنة إِحْدَى فَكَفَلَهُ عَمه الْعَفِيف عبد الله واعتنى بِهِ خَاله الْجمال المرشدي فَأحْضرهُ على الشَّمْس ابْن سكر وَابْن صديق بل وَسمع على ثَانِيهمَا والشهاب بن)

منبت والتقي الزبيرِي والزين المراغي وَالْمجد اللّغَوِيّ وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي والشهاب أَحْمد بن أقبرص وَأَبُو حَفْص البالسي والمحب بن منيع وَابْن قوام وَفَاطِمَة وَابْنَة ابْن المنجا وَفَاطِمَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَجَمَاعَة وَنَشَأ فَقِيرا فسافر فِي التِّجَارَة إِلَى سواكن وَغَيرهَا من بِلَاد الْيمن مرَارًا إِلَى أَن أثرى وَكثر مَاله وَاسْتقر فِي نظر رِبَاط السِّدْرَة ورباط كَلَالَة والميضأة المنسوبة لبركة فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فعمر ذَلِك عمَارَة متقنة وبذل فِيهَا جملَة من مَاله قرضا ثمَّ ولي التَّكَلُّم فِي الجشيشة الجمالية بِمَكَّة فِي أثْنَاء

ص: 281

سنة أَربع وَخمسين وَحدث وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وقرأت عَلَيْهِ بِمَكَّة أَشْيَاء وشكرت سيرته فِيمَا تكلم فِيهِ. مَاتَ فِي مغرب لَيْلَة الْأَحَد سَابِع عشري جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَسِتِّينَ رحمه الله وَهُوَ وَالِد زَيْنَب وَفَاطِمَة أم عبد الْغَنِيّ وَعلي ابْني أبي بكر المرشدي.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن شمس النُّور الْعَسْقَلَانِي الأَصْل ثمَّ الْغَزِّي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن شمس. مِمَّن قَرَأَ على الْبَدْر بن الديري وَالصَّلَاح الطرابلسي فِي الْفِقْه وعَلى الْبُرْهَان بن أبي شرِيف فِي النَّحْو وعَلى الْبَدْر بن المارداني فِي الْفَرَائِض والحساب والميقات وَنَحْوهَا وعَلى الديمي البُخَارِيّ وَسمع مني المسلسل وَغَيره وأنشدني من نظمه مُخَاطبا لي وَكتبه بِخَطِّهِ:

(مَلَأت جَمِيع الأَرْض فضلا ومنة

وفاز مُرِيد تَحت ظلك يمْكث)

(وَهَذَا حَدِيث عَنْك قد صَحَّ نَقله

وَمثلك عَن كل الورى لَا يحدث)

وَقَالَ لي إِنَّه ولد سنة سِتّ وَسِتِّينَ.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن حيدرة بن عمر بن مُحَمَّد بن مُوسَى ابْن عبد الْجَلِيل بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد نور الدّين بن الْمُحب بن الْعِزّ الدجوي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي حفيد عَم الْحَافِظ التقي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن سمع عَلَيْهِ وعَلى الصّلاح الزفتاوي والتنوخي والحلاوي والسويداوي والأبناسي والغماري والزين المراغي وَابْن الشيخة والمطرز فِي آخَرين واشتغل يَسِيرا وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أجَاز لي وَكَانَ سَاكن الْحَرَكَة مباشرا بالبيبرسية. مَاتَ فِي منتصف الْمحرم سنة إِحْدَى وَخمسين وَدفن بتربتهم وَهُوَ قريب عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حيدرة الْمَاضِي رحمهمَا الله.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن حسن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن الشَّيْخ أبي عبد الله مُحَمَّد بن جمَاعَة بن عبد الله الْهِلَالِي الناصري السقاء وجده الْأَعْلَى قيل إِنَّه كَانَ يُقَال لَهُ الْعُرْيَان مِمَّن)

أَخذ عَنهُ أَبُو الْقسم عبد الْعَزِيز المعربي الْمَالِكِي المراغي وَمَات فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسَبْعمائة. كَانَ صَاحب التَّرْجَمَة يسْقِي المَاء بالكوز كأبيه وللعامة فيهمَا اعْتِقَاد فشاع بَينهم أَنه رؤى النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُول لشخص سلم على عَليّ السقا أَو اطلب مِنْهُ الدُّعَاء أَو نَحْو هَذَا وَلم يلبث أَن وَقع فَكسرت بعض أَعْضَائِهِ فتداوى ثمَّ وَقع ثَانِيًا ثمَّ ثَالِثا إِلَى أَن امْتنع من الْحَرَكَة وَصَارَ لَا ينْهض لغير الْقعُود وَظهر على وَجهه نور فتزايد اعْتِقَاد النَّاس فِيهِ وهرعوا لزيارته وَطلب الدُّعَاء مِنْهُ واشتهر بالشيخ على السطيح وَهُوَ صابر شَاكر عَارِف بِهَذِهِ النِّعْمَة وَيُقَال أَنه كَانَ قد قَرَأَ الْقُرْآن أَو أَكْثَره وَحفظ من مجَالِس الْخَيْر بعض الْأَحَادِيث وَعرف بِالْخَيرِ. مَاتَ فِي يَوْم

ص: 282

الْأَحَد سَابِع رَمَضَان سنة سِتّ وَسبعين وَحمل نعشه من قريب سويقة عُصْفُور إِلَى أَن دخلُوا بِهِ من بَاب الْفرج من ظَاهر المؤيدية حَتَّى انْتَهوا بِهِ لجامع الْأَزْهَر فَتقدم الزين زَكَرِيَّا للصَّلَاة عَلَيْهِ ثمَّ توجهوا بِهِ حَتَّى دفن بتربة الْأَشْرَف قايتباي فَكَانَ أول من دفن بهَا مِمَّن ينْسب إِلَى الْخَيْر رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله نور الدّين الأسفاقسي الْغَزِّي الأَصْل الْمَكِّيّ الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن الصّباغ. ولد من ذ الْحجَّة سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والرسالة فِي الْفِقْه ابْن مَالك وعرضهما على الشريف الرَّحْمَن الفاسي وَعبد الْوَهَّاب بن الْعَفِيف اليافعي وَالْجمال ابْن ظهير وقربيه أبي السُّعُود النَّوَوِيّ وَعلي بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشيبي وَمُحَمّد ابْن سُلَيْمَان بن أبي بكر الْبكْرِيّ، وَأَجَازَ لَهُ وَأخذ فِي الْفِقْه عَن أَوَّلهمْ والنحو عَن الْجلَال عبد الْوَاحِد المرشدي وَسمع على الزين المراغي سداسيات الرَّازِيّ وَكتب بِخَط الْحسن وباشر الشَّهَادَة مَعَ إشراف على نَفسه لكنه كَانَ سَاكِنا مَعَ القَوْل بِأَنَّهُ تَابَ وَله مؤلفات مِنْهَا الْفُصُول المهمة لمعْرِفَة الْأَئِمَّة وهم اثْنَا عشر والعبر فِيمَن شفه النّظر، أجَاز لي. وَمَات فِي ذِي الْقعدَة وَخمسين وَدفن بالمعلاة سامحه الله وإيانا.

لعي بن مُحَمَّد بن أَحْمد ب نعْبد المحسن بن مُحَمَّد نور الدّين الْكِنَانِي الزفتاوي الْمصر الْمصْرِيّ الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي. مَاتَ قبله بِمدَّة، وَصفه الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ بِالْعلمِ والفضيلة.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن ضوء الْعَلَاء بن الْكَمَال بن الشهَاب الصَّفَدِي الأَصْل الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ الْآتِي أَبوهُ والماضي جده وَيعرف كسلفه بِابْن النَّقِيب. ولد سنة عشرَة وَثَمَانمِائَة وَولي مشيخة التنكرية وَغَيرهَا بعد أَبِيه. وَمَات فِي يَوْم السبت عشري جُمَادَى الثَّانِيَة)

سنة ثَمَانِينَ.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن حجر نور الدّين أَبُو الْحسن بن الْبَدْر أبي الْمَعَالِي ابْن شَيخنَا الْأُسْتَاذ الشهَاب أبي الْفضل بن حجر. ولد فِي لَيْلَة السبت ثَانِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة كَمَا أرخه جده فِي إنبائه ودعا لَهُ بقوله أنشأه الله صَالحا فِي دينه، وَنَشَأ فِي كشف أَبَوَيْهِ فِي غَايَة من الرَّفَاهِيَة وَأَجَازَ لَهُ غير وَاحِد باستدعاء طلبة جده بل أحضر مجلسة وَتردد لَهُ الْفَقِيه جَعْفَر الشنهوري الْمَاضِي للتعليم وَغَيره، وَحج مَعَ أَبَوَيْهِ وجاور ورزق عدَّة أَوْلَاد وَلَيْسَ لَهُ تَدْبِير وَلَا قيض لَهُ من يدبره ففسد حَاله.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْملك صير الدّين بن الْملك سعد الدّين بن أبي البركات ملك الْمُسلمين بِالْحَبَشَةِ ووالد مُحَمَّد الْآتِي. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه

ص: 283

وَقَالَ أَنه ملك بعد أَبِيه وَجَرت لَهُ مَعَ كفرة الْحَبَشَة عدَّة وقائع وَكَانَ شجاعا حَتَّى قيل أَنه زحر فرسه فِي بعض الوقائع وَقد هَزَمه الْعَدو فوصل إِلَى نهر عرضه عشرَة أَذْرع فَقطع النَّهر وَنَجَا وَكَانَ عِنْده أَمِير يُقَال لَهُ حَرْب جوس من الْأَبْطَال. مَاتَ مبطونا فِي سنة خمس وَعشْرين وَاسْتقر بعده أَخُوهُ مَنْصُور.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْعَلَاء بن الحطابي الْحَنَفِيّ. سمع على ابْن الْجَزرِي ثمَّ شَيخنَا وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ رَفِيقًا لِابْنِ حسان وَغَيره شرح النخبة وَتَخْرِيج الْهِدَايَة والمتباينات كلهَا لَهُ وعَلى الْمجد الْبرمَاوِيّ كثيرا من سيرة ابْن هِشَام وَأَجَازَ لَهُ الْمُحب بن نصر الله والمقريزي والكلوتاتي، وَكَانَ ظريفا فَاضلا قَرَأَ على القَاضِي سعد الدّين فِي الوافي والكنز وَغَيرهمَا وَحضر عِنْده فِي الْهِدَايَة ورافقه فِي بعض ذَلِك أَبُو الْخَيْر بن الْفراء بل أَظُنهُ مِمَّن انْتفع بِهِ.

مَاتَ بعد الْأَرْبَعين.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الأقواسي. يَأْتِي بِدُونِ عَليّ قَرِيبا.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْمَكِّيّ الْعَطَّار وَيعرف بالحجاري. سمع فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ مَعَ ابْن فَهد على ابْن الطَّحَّان وَغَيره وتكرر دُخُوله لمصر وَالشَّام وَغَيرهمَا.

عَليّ بن أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الْحلَبِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن أبي جَعْفَر. مِمَّن حفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل قَلِيلا وَسمع وَلم ينجب بل ضيع وجاهة بَيتهمْ وناب فِي الْقَضَاء. مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَتِسْعين بحماة وَدفن بهَا وَقد زَاد على الْخمسين.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر نور الدّين بن التَّاج بن الشهَاب بن الزَّاهِد سبط الْفَقِيه)

السعودي أمه خَدِيجَة ابْنة عَائِشَة ابْنة الْفَقِيه.

عَليّ الْأَصْغَر بن القَاضِي عز الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْهَاشِمِي النويري الْمَكِّيّ. ولد سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَمَات بهَا صَغِيرا.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن جَعْفَر بن زيد بن أبي إِبْرَاهِيم مُحَمَّد الممدوح الزين أَبُو الْحسن الحسني سبط الزين عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ من بَيت لَهُم جلالة وشهرة. كَانَ إنْسَانا حسنا لطيفا حسن الْأَخْلَاق كَرِيمًا بَاشر الْإِنْشَاء بحلب سِنِين وعد فِي الْأَعْيَان بِحَيْثُ عين لنظر الْجَيْش بهَا وَلما عاقب التتار النَّاس أمسكوه وملئوا سطل نُحَاس من المَاء وَالْملح ليسقوه إِيَّاه وشرعوا فِي ربطه فجَاء ثَوْر فشربه فِي لَحْظَة فتعجبوا وأطلقوه وَلم يعاقبوه. وَمَات بعد ذَلِك بِيَسِير بريحا فِي سنة ثَلَاث

ص: 284

وَنقل إِلَى حلب فَدفن عِنْد أجداده وأقاربه بمشهد الْحُسَيْن. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَتَبعهُ شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْكَمَال عَليّ بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن عبد الظَّاهِر بن الْكَمَال عَليّ بن عبد الله الْكَمَال الحسني الأخميمي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف هُنَاكَ بِابْن عبد الظَّاهِر. مِمَّن اشْتغل ولازم زَكَرِيَّا وَأخذ عني أَشْيَاء من جُمْلَتهَا مسلسل الْعِيد فِي يَوْم عيد الْفطر سنة خمس وَتِسْعين وتنزل فِي الْجِهَات كسعيد السُّعَدَاء والجيعانية وَهُوَ إِنْسَان سَاكن خير.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عماد نور الدّين الدمنهوري الأَصْل الْمَكِّيّ الْعَطَّار هُوَ ووالده. صاهر عبد الْعَزِيز بن عَليّ الدقدوقي على ابْنَته وأولدها مُحَمَّدًا. مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين. أرخه ابْن فَهد.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْعَلَاء بن الْبَدْر الْمصْرِيّ الأَصْل الفوي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن الْخلال بِمُعْجَمَة مَفْتُوحَة ثمَّ لَام مُشَدّدَة. ولد بفوة وَنَشَأ يَتِيما فحفظ الْقُرْآن وَغَيره وَعرض واشتغل فِي الْفِقْه وأصوله والغربية وَغَيرهَا وَمن شُيُوخه الزين زَكَرِيَّا والجوجري وَابْن قَاسم والبكري والْعَلَاء الحصني وتميز فِي الْفَضَائِل وَأخذ عني الألفية وَغَيرهَا بحثا وكتبت لَهُ إجَازَة بديعة مرّة بعد أُخْرَى وَكَذَا أذن لَهُ غير وَاحِد فِي التدريس والإفتاء، وَحج وخطب بِجَامِع ابْن نصر الله بفوة بل نَاب فِي الْقَضَاء عَن الزين)

زَكَرِيَّا فِي دمنهور وَغَيرهَا مَعَ سُكُون ولطف ذَات وَمَا كنت أحب لَهُ الْقَضَاء بل سَمِعت من يتَكَلَّم فِي جَانِبه فَإنَّا لله.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَطاء الله بن عواض النُّور أَبُو الْحسن بن الشَّمْس أبي أَحْمد بن القَاضِي نَاصِر الدّين أبي الْعَبَّاس الْقرشِي الْأَسدي الزبيرِي السكندري الأَصْل القاهري الْمَالِكِي ابْن أخي الْبَدْر مُحَمَّد بن أَحْمد وشقيق الشهَاب أَحْمد الْمَاضِي أمهما ابْنة قَاضِي الْقُضَاة الْجمال بن خير وَيعرف كسلفه بِابْن التنسي. ولد سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والرسالة وألفية ابْن مَالك والخزرجية وَالْغَالِب من كل من مختصري ابْن الْحَاجِب الفرعي والأصلي والشذور وَبَعض الشاطبية، وَعرض على الزينين عبَادَة وطاهر وَغَيرهمَا وعَلى الثَّانِي جود الثُّلُث الأول من الْقُرْآن بل أَخذ عَنهُ وَعَن أبي الْقسم النويري والأبدي وَأبي الْفضل المغربي الْفِقْه وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ أَكثر من بعض وَأخذ أُصُوله عَن الثَّانِي وَالثَّالِث فَقَرَأَ على أَولهمَا شَرحه لتنقيح الْقَرَافِيّ وعَلى ثَانِيهمَا فِي الْعَضُد

ص: 285

وَكَذَا أَخذ فِي الْعَضُد أَيْضا بِقِرَاءَة الشهَاب بن الصَّيْرَفِي عَن الشرواني وَعنهُ وَعَن الشمني أَخذ أصُول الدّين وَكَذَا عَنْهُمَا وَعَن الأبدي والخواص أَخذ الْعَرَبيَّة وَعَن الشمني فَقَط والكافياجي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَعَن الشمني وَحده عُلُوم الحَدِيث ودأب فِي التَّحْصِيل وَقَرَأَ أَيْضا فِي الْفَرَائِض وَالْعرُوض والمنطق وَغَيرهَا وَأخذ القطب عَن التقي الحصني وَسمع الحَدِيث على شَيخنَا والزين الزَّرْكَشِيّ وَفِي البُخَارِيّ بالظاهرية على الْجَمَاعَة وَكَذَا بالكاملية فِيمَا ذكر، وَحج فِي سنة خمسين وَسمع هُنَاكَ على أبي الْفَتْح المراغي فِي مُسلم وَلم يمعن من ذَلِك جَريا على عَادَة كثيرين، وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل بعد ذَلِك وَدخل الشَّام وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة والبراعة فَلَمَّا مَاتَ عَمه اسْتَقر فِي تدريس الْفِقْه بالجمالية عوضا عَنهُ بعد مُنَازعَة من الْقَرَافِيّ فِيهِ وَكَذَا اسْتَقر فِي تدريس الْفِقْه بِجَامِع ابْن طولون بعد الحسام بن حريز وناب فِي الْقَضَاء عَن الولوي السنباطي فَمن بعده لَكِن بِأخرَة ترفع عَن تعاطيه وتصدى للإقراء وقتا وَقسم بعض كتب مذْهبه كالمختصر والرسالة وَتخرج بِهِ جمَاعَة وَرُبمَا كتب على الْفَتْوَى ولمامات المحيوي بن عبد الْوَارِث نوه الزيني بن مزهر بِهِ فِي قَضَاء الشَّام عوضه وَصعد مَعَه لذَلِك مرّة بعد أُخْرَى وَهُوَ يرجع بِدُونِ غَرَض هَذَا مَعَ ركُوب الْقُضَاة وَنَحْوهم لتلقيه فتألم هُوَ وأحبابه لذَلِك وَصَارَ يجْتَهد فِي إمضائه بعد أَن كَانَ أظهر أَولا عدم الرَّغْبَة فِيهِ وَيُقَال إِن)

السُّلْطَان فهم مِنْهُ ذَلِك وعقب عَلَيْهِ فِي اعتذاره عَن عدم الْمُوَافقَة بخوف إِدْرَاك الْمنية غَرِيبا كَالَّذي قبله وَكَانَ ذَلِك سَبَب تَأْخِير الْولَايَة، كل ذَلِك والزيني لَا ينثني عَن مساعدته إِلَى أَن تمّ الْأَمر وَصعد فِي يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع شَوَّال سنة خمس وَسبعين فاستقر وَرجع وَمَعَهُ الْقُضَاة الْأَرْبَعَة والزيني وناظر الْخَاص وَجَمَاعَة وهرع النَّاس لتهنئته وَكنت مِمَّن سلم عَلَيْهِ فِي آخر ثَانِي يَوْم الْولَايَة واستخبرته عَن الْعَزْم أهوَ فوري أَو متراخ فَقَالَ: أَرْجُو التَّرَاخِي أَو كَمَا قَالَ وَمَا رَأَيْته مُسْتَبْشِرًا وَكَانَ الفأل بالْمَنْطق فَإِنَّهُ مَاتَ بعد بِيَوْم وَلَيْلَة فِي أثْنَاء لَيْلَة الْجُمُعَة سابعه فَجْأَة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بَين الْجُمُعَة وَالْعصر وَدفن بحوش الصلاحية سعيد السُّعَدَاء وأراحه الله مَعَ تألم أَكثر النَّاس لفقده لما اشْتَمَل عَلَيْهِ من الْفَضِيلَة التَّامَّة والبيتوتة وَالْعقل وَحسن الْعشْرَة وَإِن نَازع بَعضهم فِي بَعْضهَا رحمه الله وإيانا وعوضه الْجنَّة.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْعَلَاء أَبُو الْحسن بن الْعِمَاد بن الشهَاب الْهَاشِمِي الْعلوِي الْحلَبِي الْحَنَفِيّ. ولد سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْمُخْتَار فِي الْفِقْه وَسمع الصَّحِيح على ابْن صديق بحلب والتساعيات

ص: 286

الْأَرْبَعين للقطب الْحلَبِي على حفيده القطب عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بِالْقَاهِرَةِ واشتغل يَسِيرا وَولي كأبيه مشيخة الشُّيُوخ بحلب ولقيته بهَا، وَقد عرض لَهُ فالج من نَحْو ثَمَانِيَة أشهر لَكِن مَعَ صِحَة عقله وسَمعه وبصره فَقَرَأت عَلَيْهِ شَيْئا، وَكَانَ دينا خيرا عَاقِلا حسن الْعشْرَة مَعَ حِدة فِي خلقه رَئِيسا حشما من بَيت مَشْهُور بالرياسة والحشمة مِمَّن صحب الظَّاهِر ططر والأشرف برسباي لَكِن مَعَ تقلله من الِاجْتِمَاع بهما لكَونه قَلِيل التَّرَدُّد إِلَى النَّاس مَعَ كَثْرَة مواظبته لزيارة الْبُرْهَان الْحَافِظ والتردد إِلَيْهِ. مَاتَ فِي آخر لَيْلَة الْخَمِيس رَابِع عشر الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع حلب وَدفن بتربة أسلافه خَارج بَاب الْمقَام رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الخيري الأَصْل الْمَكِّيّ أَخُو مُحَمَّد الْآتِي والعطار بِمَكَّة وَجدّة. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد نور الدّين الهيثمي ثمَّ الطبناوي القاهري الْمَالِكِي الْأَشْعَرِيّ وَيعرف يالطبناوي. ولد فِي أول الْقرن بمحلة أبي الْهَيْثَم وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الْبُرْهَان السنهوري الْمَالِكِي وجوده عَلَيْهِ بل تلاه لأبي عَمْرو وَحفظ عِنْده الرسَالَة الفرعية)

واشتغل يَسِيرا وَأخذ الْمِيقَات عَن الشَّمْس مُحَمَّد بن حُسَيْن الشرنبابلي وَصَحب نَاصِر الدّين الطبناوي وَأُخْته أم زين الدّين عَائِشَة المدعوة ريحَان وبالقاهرة الشَّيْخ مُحَمَّدًا الكويس وَقَالَ إِنَّه كَانَ من الأبدال وَقَرَأَ فِيهَا الثُّلثَيْنِ من شرح الرسَالَة للفاكهاني على الْمجد الْبرمَاوِيّ الشَّافِعِي ولازمه حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ األفية ابْن مَالك وقواعد ابْن هِشَام وصحيح البُخَارِيّ بِتَمَامِهَا وَأخذ أَيْضا عَن الشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَكَذَا قَرَأَ فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا على الزين عبَادَة وَفِيهِمَا فَقَط عَن الحناوي وعَلى الشَّمْس الحجاري شرح الشواهد للعيني فِي حَيَاة مُؤَلفه وتصنيفه على الشفا وعَلى نَاصِر الدّين الفاقوسي الصَّحِيح وانْتهى فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ بل قَرَأَهُ على شَيخنَا وَتمّ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ مَعَ مُرَاعَاة النُّسْخَة اليونينية وَوَصفه بالشيخ الْفَاضِل البارع الْقدْوَة، وتنزل صوفيا بالأشرفية برسباي أول مَا فتحت بعناية جكم صهر الْوَاقِف لاختصاصه بِهِ ثمَّ تَركهَا وَأقَام عِنْد الْأَمِير جميل مُدَّة لمزيد اعْتِقَاده فِيهِ حَتَّى كَانَ لَا اخْتِيَار لَهُ مَعَه فِي مَال وَلَا غَيره وَاشْترى لَهُ بَيْتا هائلا ببركة جناق وأوصاه بتزويج زَوجته بعده وَالسُّكْنَى بهَا فِيهِ حَسْبَمَا بَلغنِي فَفعل وحصلت لَهُ محنة فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق وَأدْخلهُ فِيهَا سجن أولي الجرائم وَأقَام فِيهِ مُدَّة وَكَانَ يَقُول للساعين فِي إِطْلَاقه رويدكم وَيُشِير إِلَى أَن شَيْخه نَاصِر الدّين عين لَهُ الأمد فِي ذَلِك قبل وُقُوعه مَعَ نسبته لمعْرِفَة علم

ص: 287

الْحَرْف، وَالنَّاس فِيهِ فريقان وَمِمَّنْ كَانَ حسن الِاعْتِقَاد فِيهِ الْمَنَاوِيّ وَأَبُو السعادات البُلْقِينِيّ وَبَالغ معي فِي إطرائه بِحَيْثُ حَملَنِي ذَلِك على الِاجْتِمَاع بِهِ مرّة بعد أُخْرَى وكتبت عَنهُ قَوْله:

(طَريقَة أهل الْخَيْر كالسيف من يرم

على مَتنه مشيا يكن مَشْيه صدقا)

(وَإِن طَرِيق الصَّادِقين طَوِيلَة

وَلَكِن سر الصدْق قصرهَا حَقًا)

(فَإِن كُنْتُم من جملَة الْقَوْم فَاصْبِرُوا

وَإِلَّا فموتوا بالجهالة فِي الحمقى)

(وَمن يَدعِي الصدْق الشريف فَإِنَّهُ

سيكشفه الروياض يذهب أَو يبْقى)

وَقَالَ لي أَن لَهُ رسائل أراجيز اثْنَتَانِ فِي الجيب وثالثة فِي المقنطرات وَكَانَ مُتَقَدما فِي ذَلِك أقرأه لغير وَاحِد وَأَن لَهُ وَسِيلَة الخدم إِلَى أهل الْحل وَالْحرم فِي تَرْجَمَة سِتّ الْبَنِينَ وَغَيرهَا من الْفُقَرَاء والحمى الأحمدي والرباط الصمدي ضمنه أَشْيَاء مِنْهَا الأبيات الْمَذْكُورَة، وَرَأَيْت لَهُ أرجوزة نَحْو خمسين بَيْتا كتبهَا فِي إجَازَة لخليل بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الدمياطي إِمَام مَنْصُور. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة عَاشر ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ فِي يَوْمه)

وَدفن بتربة النَّجْم الْعَيْنِيّ من نواحي جَامع آل ملك سامحني الله وإياه.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْعَلَاء السسكندري البراح بهَا وَيعرف بأخي مَنْصُور الفخري ثمَّ بِخِدْمَة الْملك الْمَنْصُور إِنَّه كَانَ وَهُوَ ابْن نَحْو عشْرين سنة أَمينا على محبسه بإسكندرية بعد خلعه وَلزِمَ خدمته فِيهَا وَفِي دمياط حِين حول إِلَيْهَا وَحج مَعَه كشيخه الْعَلامَة التقي قَاسم الْحَنَفِيّ وَولده والبدر الْقُدسِي ثمَّ مَعَ ابْنَته السِّت خَدِيجَة حِين حجت سنة ثَمَان وَتِسْعين وجاور مَعهَا ورسم عَلَيْهِ بعض يَوْم لكذب بَرَكَات بن حُسَيْن الفتحي فِي قَوْله عَن إِبْرَاهِيم بن سَالم أَخ فَلم يلبث أَن بَان بُطْلَانه.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن نور الدّين بن شمس الدّين السكندري الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّافِعِي نزيل زَاوِيَة الشَّيْخ مَدين وَيعرف بالمصري. ولد سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بدار التفاح بِمصْر وَنَشَأ يَتِيما فحفظ الْقُرْآن وجوده على عَليّ الضَّرِير المخبزي وتلاه لأبي عَمْرو وَابْن كثير عَليّ الشَّمْس بن الحمصاني وتدرب بِهِ وبالشهاب الشَّاب التائب فِي الْكِتَابَة بعدة أَقْلَام وَحفظ التبريزي ومقدمة فِي الْعَرَبيَّة واشتغل ولازم الْجلَال الْبكْرِيّ والبهاء بن الْقطَّان وَإِبْرَاهِيم العجلوني فِي الْفِقْه وَأخذ فِي الْعَرَبيَّة عَن أَحْمد بن يُونُس المغربي وشارك فِي الْجُمْلَة وَفهم الْأَدَب وَكتب

ص: 288

من يجر لَهُ نفعا، وَقد تردد إِلَيّ وَكتب بعض التصانيف وَقرأَهَا، وقطن زَاوِيَة الشَّيْخ مَدين بعد أَن اشْتغل بالتعليم حَتَّى كَانَ مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن وكتبا الْبَدْر ابْن عبد الْوَارِث وَصَحب إِبْرَاهِيم المتبولي. عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد الدمنهوري الْمَكِّيّ. مضى فِيمَن جده أَحْمد بن مُحَمَّد بن عماد. عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد نور الدّين بن نَاصِر الدّين البلبيسي ثمَّ الْمَكِّيّ. يَأْتِي فِي عَليّ بن نَاصِر.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن نور الدّين السكندري القاهري الحريري وَيعرف بِابْن أبي أصْبع.

كَانَ يتعانى التِّجَارَة فِي الْحَرِير وَغَيره وتكرر سَفَره لمَكَّة بِسَبَبِهَا حَتَّى كَانَت منيته بهَا فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ، وَكَانَ عَاقِلا عشيرا عَفا الله عَنهُ ورحمه.

عَليّ بن شمس الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد الْبَصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ وَيعرف بِابْن الأقواسي وَاسم جده أَحْمد بن عَليّ. مِمَّن تردد للقاهرة وَغَيرهَا كثيرا واشتغل قَلِيلا وتميز فِي الْمِيقَات ولازمني بِمَكَّة وَغَيرهَا. مَاتَ.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد نور الدّين الْعَبْسِي. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ:)

كَانَ أَبوهُ فَاضلا وَنَشَأ هُوَ فِي طلب الْعلم وَحفظ المصنفات وعرضها عَليّ فِي سنة نَيف وَتِسْعين وَمهر فِي الْأَدَب ونظم الشّعْر سَمِعت مِنْهُ من نظمه. وَمَات شَابًّا، وَذكره المقريزي فِي عقوده وَقَالَ: أدبه الْمجد إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الْحَنَفِيّ القَاضِي وَحفظ المقامات الحريرية ونظم الشّعْر وَمهر فِي الْأَدَب مَاتَ فِي سنة إِحْدَى عشرَة تخمينا.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد نور الدّين أَبُو الْحسن الفيشي الأَصْل القاهري الْمَالِكِي. يَأْتِي فِيمَن جده عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد نور الدّين الكومي الجارحي ثمَّ القاهري السَّقطِي بتحريكتين نِسْبَة لبيع السقط وَيعرف فِي بَلَده بِابْن حبلص والآن بالسقطي مِمَّن حَال إخْوَته وأقاربه مَعْرُوف عِنْد النُّور الجارحي الغمري وَالصَّلَاح المتبولي أخي الشهَاب وَلكنه أَقَامَ عِنْد إِبْرَاهِيم المتبولي وَصَارَ بعده يدْخل فِي كَلِمَات فظيعة حَتَّى أَنه حسب مَا حَكَاهُ لي غير وَاحِد قَالَ أَنه رأى فِي كَلَام ابْن عَرَبِيّ تكفيره لفرعون وَذَلِكَ مُخَالف لما نَقله النقات عَن ابْن عَرَبِيّ ونوه بِهِ عبد الرَّحِيم الأبناسي وَزعم أَنه من محققي الصوفيه فاغتر بِهِ من لم يتهذب بل مِمَّن كَانَ يجله الزيني زَكَرِيَّا لموافقته لَهُ فِي اعْتِقَاد ابْن عَرَبِيّ بِحَيْثُ أَنه أعطَاهُ حِين حج فِي سنة تسعين فِي الْبَحْر ألف دِرْهَم مِمَّا قل أَن يعْهَد لَهُ مثله مَعَ الأكابر فضلا عَمَّن دونهم وَقد اجْتمع بِي بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ بِمَكَّة فِي سنة سبع وَتِسْعين وَقَالَ لي إِنَّه ولد بكوم الْجَارِح سنة سبع وَأَرْبَعين

ص: 289

وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ بهَا ثمَّ تحول قبل بُلُوغه مَعَ وَالِده إِلَى الْقَاهِرَة فَنزل زَاوِيَة المتبولي بالحسنية وَلزِمَ خدمته بهَا وببركة الْحَاج وبالحجاري وتكسب بِالسقطِ تَحت الرّبع وَأَنه مر مَعَ الأبناسي على كتابين زعم أَنه جَمعهمَا أَحدهمَا شرح فِيهِ الحكم لبابا ظَاهر الهمذاني وَأَنه هُوَ وَابْن خطيب الفخرية وزَكَرِيا قرضوه لَهُ وَأَنه حج كثيرا مَعَ أَبِيه وَغَيره وتكرر مَجِيئه على الْمُحب المجهز للحرمين كَاتبا، وَدخل الصَّعِيد ودمياط. وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ عَامي لم يُعجبنِي أمره مَعَ مبالغته فِي الانخفاض معي.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد المقسي الْقَزاز المدولب ابْن عَم الْمُوفق مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الْآتِي وَيعرف بِابْن شيخون. مِمَّن قَرَأَ فِي صغره ثمَّ تعانى التكسب وسافر بالقماش الْأَزْرَق إِلَى مَكَّة غير مرّة وجاور مرَارًا وَدخل الْيمن وَغَيرهَا. وَمَات هُنَاكَ بعد التسعين. عَليّ بن مُحَمَّد بن)

أَحْمد الطبناوي أَظُنهُ غير الْمَاضِي فِيمَن جده أَحْمد بن يُوسُف مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْقرشِي القاياتي. رَأَيْته كتب فِي عرض سنة ثَلَاث.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد شمس الدّين أَبُو الْحسن السرحي بمهملات مفتوحتين ثمَّ مَكْسُورَة نِسْبَة لقبيلة يُقَال لَهَا بَنو سرح سَاكِنة الرَّاء الْيحصبِي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي. ولد تَقْرِيبًا سنة سبع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِبِلَاد بني سرح وَحفظ بهَا الْقُرْآن وتحول مِنْهَا إِلَى جبن فحفظ بهَا الشاطبتين وتلا الْبَقَرَة وَآل عمرَان للسبع على الْمُقْرِئ الرضي أبي بكر بن إِبْرَاهِيم الْحرَازِي نزيل جبن ثمَّ انْتقل مَعَه حِين ابْتِدَاء الْفِتْنَة بعد موت عبد الْوَهَّاب بن دَاوُد بن طَاهِر وَالِد الشَّيْخ عَامر إِلَى المفرانة فأكمل الْقرَاءَات عَلَيْهِ بهَا مَعَ التفهم فِي الشاطبيتين وَحفظ فِيهَا أرجوزة ابْن الْجَزرِي فِي التجويد وَكَذَا الْبردَة وتخميسها لناصر الدّين الفيومي وَقَرَأَ ذَلِك على شَيْخه الْمَذْكُور وتحول إِلَى المخادر بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة فَقَرَأَ فِيهَا على الْفَقِيه بهَا عبد الْوَهَّاب بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعَلِيم بن سَالم وأخيه فِي التَّنْبِيه والمنهاج ثمَّ إِلَى صنعاء وَقَرَأَ بهَا فِي النَّحْو على بعض شيوخها فِي مُقَدّمَة طَاهِر بن بابشاذ ثمَّ ارتحل لِلْحَجِّ فحج فِي سنة سِتّ وَتِسْعين ودام بِمَكَّة الَّتِي تَلِيهَا ولقيني بهَا فَقَرَأَ عَليّ الشفا ومؤلفي فِي خَتمه والصحيحين ورياض الصَّالِحين وأربعي النَّوَوِيّ وَسمع على سيرة ابْن هِشَام وَجل سيرة ابْن سيد النَّاس وَغَيرهمَا واشتغل فِي أصُول الدّين عِنْد السَّيِّد عبيد الله وَفِي الْفِقْه على الشهَاب الْخَولَانِيّ وَابْن أبي السُّعُود، وَهُوَ مأنوس خير كَانَ الله لَهُ.

عَليّ بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن نور الدّين أَبُو الْحسن النَّاشِرِيّ الزبيدِيّ الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي من بَيت كَبِير. ذكره

ص: 290

الخزرجي مطولا فِي تَارِيخه وَكَذَا الْعَفِيف فِي الناشريين وَقَالَ أَولهَا: كَانَ شَاعِرًا لبيبا حسن المحاضرة كثير الْمَحْفُوظ عَارِفًا بالأخبار والتواريخ وَالسير وآداب الْمُلُوك مشاركا فِي كثير من الْعُلُوم حصل الْفِقْه والنحو وَسمع الحَدِيث ثمَّ اخْتصَّ بالأشرف سُلْطَان الْيمن وَله فِيهِ غرر المدائح ونال بِسَبَب ذَلِك ثروة وَكَذَا مدح غَيره وشعره كثير وبلاغته منتشرة مَعَ الْكَرم وعلو الهمة والتبذير بِحَيْثُ لَا يمسك شَيْئا بل قل أَن يُوجد فِي عصره مثله وَمن رسائله مِمَّا كتب بِهِ للأشرف وَهُوَ عَار من النقط وَلكنه لم يراع رسم الْكِتَابَة: أَعلَى الله سَمَاء سمو علاك ورعاك صدورا وورودا وحماك وأسما أسماك عَلَاء)

السماك وكلأك مدى الدهور وعمرك لكل معمور وأكمل لَك مدى السرُور وكمل عددك وسدد أودك وملكك هام الْمُلُوك وَسَهل لَك وعر السلوك كم عَدو سَأَلَك وَكم سؤل أملك دَامَ مدى السُّعُود لَك مَا هلل الله ملك ومحررها أحَال الدَّهْر حَاله وحرر سُؤَاله وَأعلم رحاله مؤملا أَعلَى الآمال وَلَا عمل لَهُ إِلَّا الْمَدْح وَهُوَ أَعلَى الْأَعْمَال وَمرَاده الْعود مَسْرُورا وطوالع الْأَعْدَاء حورا وعورا. وَقَالَ ثَانِيهمَا: كَانَ قد اشْتغل وَفضل فِي الْفِقْه والنحو وشارك فِي جلّ الْعُلُوم وَمن شُيُوخه القاضيان أَبَوا بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد وَابْن عمر بن عُثْمَان الناشريان وَلَكِن غلب عَلَيْهِ الشّعْر مَعَ الْفِقْه الْجيد بِحَيْثُ ولي تدريس الصلاحية بالسلامة والرشيدية فِي تعز وَنظر فِيهَا وَفِي مَسْجِد كافور بتعز وَمن تآليفه فِي الْأَدَب السلسل الْجَارِي فِي ذكر الْجَوَارِي وديوان يشْتَمل على مقاطيع جَيِّدَة وَمِمَّنْ روى لنا عَنهُ التقى ابْن فَهد والأبي بل ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: شَاعِر الْيمن فِي عصره مدح الْأَفْضَل والأشرف لَقيته بزبيد وَسمعت من نظمه، وَمَات رَاجعا من الْحَج فِي أول ربيع الأول سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَهُوَ مُخْتَصر فِي عُقُود المقريزي رحمه الله.

عَليّ بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد نور الدّين الْبَيْضَاوِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الزمزمي الشَّافِعِي بن أخي نابت وَأبي الْفَتْح ابْني إِسْمَاعِيل والمصاب بِإِحْدَى كريمتيه وَيعرف كسلفه بالزمزمي. ولد بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَقَرَأَ على عَم وَالِده شَيخنَا الْبُرْهَان الزمزمي وتدرب بِعَمِّهِ أبي الْفَتْح وبرع فِي الْمِيقَات والفرائض وَنَحْوهمَا وشارك فِي الْفِقْه وأصوله وَصَارَ الْمعول عَلَيْهِ هُنَاكَ فِي الْمِيقَات والروحاني وَنَحْوهَا بل اشْتهر بالحجب عَن من يتعبث بِهِ الجان وَقصد فِيهِ وحكيت عَنهُ فِي أَخْبَار. وَقد لَقيته غير مرّة فِي الْمُجَاورَة الثَّانِيَة وقصدني بِالسَّلَامِ حِين قدومي الْمرة الثَّالِثَة وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء سادس ذِي الْحجَّة سنة

ص: 291

خمس وَثَمَانِينَ وَدفن عِنْد سلفه بالمعلاة وَلم يخلف فِي فنونه بعده مثله، وَله فِي الْفَرَائِض والفلك مناظيم مِنْهَا المشرع الفائض فِي الْفَرَائِض يزِيد على ألف بَيت وكنز الطلاب فِي الْحساب وَكَذَا تحفة الطلاب، وأقرأ الطّلبَة وباشر الْأَذَان رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أقبرس الْعَلَاء القاهري الشَّافِعِي وَالِد يحيى وَيعرف بِابْن أقبرس. ولد فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَلم تعلم لَهُ فِيمَا بَلغنِي صبوة، وحبب إِلَيْهِ الطّلب بعد أَن أَقَامَ عنبريا مُدَّة وتنزل فِي قراء الصّفة بالجمالية لطراوة صَوته ثمَّ اقْتصر فِيهَا)

على التصوف وَصَارَ بِوَاسِطَة كَونه من صوفيتها يحضر الدُّرُوس بهَا عِنْد شيخها همام الدّين ثمَّ عِنْد كل من الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ بل قَرَأَ على إمامها أَمِير حَاج شرح الحاجبية للْمُصَنف وتلا عَلَيْهِ وعَلى الزراتيتي للسبع وَكَذَا أَخذ فِي النُّصُوص الصَّدْر العجمي وَفِي الْمنطق فِي ابْتِدَائه عَن أفضل الدّين القرمي الْحَنَفِيّ ورافق ابْن الْهمام فِي أَخذه لَهُ عَن الْجلَال الْهِنْدِيّ وَأثْنى على مَعْرفَته فِيهِ وَقَرَأَ فِي الْفِقْه وَغَيره على الشَّمْس البوصيري ولازم الْبِسَاطِيّ مُلَازمَة تَامَّة فِي فنون كالنحو وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان والمنطق والأصلين وَغَيرهَا بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَمن قبله لَكِن يَسِيرا الْعِزّ بن جمَاعَة وَحضر عِنْد الْعَلَاء البُخَارِيّ وَسمع الحَدِيث على شَيخنَا وَغَيره وتعانى الْأَدَب وناب فِي الْقَضَاء للشمس الْهَرَوِيّ فِي سنة سبع وَعشْرين فَمن بعده وأضاف إِلَيْهِ شَيخنَا بِأخرَة قَضَاء الجيزة عوضا عَن أبي الْعدْل البُلْقِينِيّ وزاده الشّرف الْمَنَاوِيّ النحرارية والفيوم والواح وَالنَّظَر على ضريح أبي النجا بفوة وعَلى جَامع منوف وعمره من مَاله وَذَلِكَ أَيَّام الظَّاهِر جقمق فَإِنَّهُ صَحبه قبل ولَايَته ولازمه حَتَّى عرف بِهِ فَلَمَّا اسْتَقر حصل لَهُ مِنْهُ حَظّ وصيره من ندمائه وولاه وظائف مِنْهَا نظر الْبيُوت والأوقاف ومشيخة خانقاه قوصون بالقرافة بل الْحِسْبَة بالديار المصرية ثمَّ نظر الأحباس وَلم يحمد فِي مُبَاشَرَته وَتوسع فِي دُنْيَاهُ جدا وحاول أَبُو الْخَيْر النّحاس إغراء السُّلْطَان بِهِ فَمَا نَهَضَ لتكرر خدمته لَهُ بِالْمَالِ وَغَيره نعم عَزله عَن الْحِسْبَة وعوضه عَنْهَا الأحباس ورام مرّة فِيمَا قيل إِخْرَاجه من الديار المصرية فَمَا تمّ فَلَمَّا مَاتَ صودر وَأخذ مِنْهُ جملَة وعزل من جَمِيع وظائفه وَاسْتمرّ ملازما لبيته حَتَّى مَاتَ، وَقد حج وجاور فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وزار فِي صغره بَيت الْمُقَدّس وسافر إِلَى دمشق وَدخل إسكندرية ودمياط وقاسى فِي وَقت فلقَة فامتدح الشَّافِعِي بقصيدة وأنشدها عِنْد ضريحه فَلم يلبث أَن اسْتَقر جقمق فانثالت عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَكَذَا امتدح الشَّافِعِي حِين اسْتِقْرَار السَّقطِي فِي الْقَضَاء،

ص: 292

وَكَانَ سليم الْبَاطِن محبا للترفع فِي الْمجَالِس متواضعا مَعَ أَصْحَابه مَعْرُوفا ببر أمه جَهورِي الصَّوْت مقداما طلق الْعبارَة مقتدرا على الدُّخُول فِي النَّاس وصحبة الأتراك عالي الهمة ذَا فَضِيلَة فِي الْجُمْلَة لَكِن الْغَالِب عَلَيْهِ الْأَدَب وَله نظم كثير ومطارحات مَعَ غير وَاحِد وَهُوَ فِي الهجو أقعد مِنْهُ فِي غَيره وَرُبمَا يَقع فِي نظمه الْجيد وَكَذَا فِي نثره وَهُوَ يغوص على الْمعَانِي الْحَسَنَة إِلَّا أَنه يرضى عَن التَّعْبِير عَنْهَا بِأَيّ عبارَة سنحت لَهُ وَقد كتب على الشفا شرحا فِي مجلدين فِيهِ فَوَائِد وَكَذَا على أربعي)

النَّوَوِيّ وعَلى قِطْعَة من منهاجه وَعمل نكتا على نزُول الْغَيْث للدماميني وعَلى التَّمْهِيد والكوكب كِلَاهُمَا للأسنوي وَلَكِن لَيست تصانيفه بِذَاكَ وَمِمَّا كتبه بآخر نكت نزُول الْغَيْث قَوْله:

(تَأمل مَا كتبت وَكن نصُوحًا

وَلَا تعجل بهجوي وامتداحي)

(فَلَا عَار موافاتي خَلِيلًا

وَلَا أَنِّي نسبت إِلَى الصّلاح)

وَكَذَا من نظمه حِين أشرك مَعَه شَيخنَا فِي مجْلِس الشَّافِعِيَّة بالكبش أثير الدّين الخصوصي:

(تركت الحكم حِين رأيتفيه

مشارمتي مَعَ السّفل اللُّصُوص)

(وَقَالُوا عَم فِيك الْعَزْل قُلْنَا

رَضِينَا بِالْعُمُومِ وَلَا الْخُصُوص)

فَأَجَابَهُ أثير الدّين بقوله:

(تنحى عَن قَضَاء الْكَبْش تَيْس

غوي ضل عَن نقل النُّصُوص)

(وَلما زَاد فِي الْبلوى عُمُوما

أَتَاهُ الْعَزْل رغما بالخصوص)

وَمِنْه:

(أجج النّحاس نَارا

فِي الورى لما تعدى)

(كلما لَاحَ شرارا

فنفاه وتعدى)

فَأَجَابَهُ النّحاس بِمَا سَيَجِيءُ فِي تَرْجَمته وَعِنْدِي من نظمه مِمَّا كتبته عَنهُ أَشْيَاء بل لي مَعَه ماجريات. مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد منتصف صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ رحمه الله وَعَفا عَنهُ، وَقد قَالَ المقريزي فِي حوادث سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين إِنَّه نَشأ بِالْقَاهِرَةِ فِي سوق العنبرانيين وَطلب الْعلم وناب فِي الحكم عَن الْحَافِظ ابْن حجر وَصَحب السُّلْطَان مُنْذُ سِنِين وَصَارَ مِمَّن يتَرَدَّد لمجلسه أَيَّام سلطنته فداخل النَّاس مِنْهُ وهم كَبِير وَلم يبد مِنْهُ إِلَّا خير انْتهى.

عَليّ بن مُحَمَّد بن بركوت الشيبكي الْمَكِّيّ الْعجْلَاني أحد القواد بهَا. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين. أرخه ابْن فَهد.

عَليّ بن مُحَمَّد بن بكتمر نور الدّين بن نَاصِر الدّين القبيباتي الْحَنَفِيّ نزيل الشيخونية. ولد فِي يَوْم الْأَحَد عشري شَوَّال سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة

ص: 293

وَحفظ الْقُرْآن وجوده وَحضر دروس جمَاعَة من مدرسي الشيخونية والصرغتمشية والقانبيهية لكَونه منزلا فِيهَا وداوم التِّلَاوَة وَهُوَ مِمَّن يحضر عِنْدِي بالصرغتمشية وَلَكِن منع من الْإِقَامَة بالشيخونية لما نسب إِلَيْهِ فَالله أعلم.

عَليّ بن مُحَمَّد بن بكر الشّعبِيّ بِالضَّمِّ الْيَمَانِيّ. كَانَ حَيا فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَثَلَاثِينَ)

وَثَمَانمِائَة، رَأَيْته صنف أَرْبَعِينَ فِي فضل الْأَئِمَّة العادلين والسلاطين المقسطين عروى فِيهَا عَن الْجمل الْأَرْبَعَة ابْن ظهيرة وَمُحَمّد بن عَليّ الْبَيْضَاوِيّ وَأبي عبد الله مُحَمَّد الطّيب بن أَحْمد بن أبي بكر النَّاشِرِيّ وَأبي حَامِد مُحَمَّد بن الرضي بن الْخياط وناصر الدّين مُحَمَّد بن عوض وَابْن الْجَزرِي وَابْن سَلامَة وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن عمر بن إِبْرَاهِيم المسبحي وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عَليّ اليمني ثمَّ الْمَكِّيّ وبالإجازة عَن الشّرف بن الكويك وَالْجمال عبد الله الْحَنْبَلِيّ والزين المراغي وَعَائِشَة ابْنة عبد الْهَادِي فِي سنة خمس عشرَة.

عَليّ بن مُحَمَّد بن بيبرس حفيد بيبرس الأتابك ابْن أُخْت الظَّاهِر برقوق ووالد الركني بيبرس الماضيين. نَشأ فِي كَفَالَة أَبِيه وَحفظ الْقُرْآن عِنْد ابْن صدر الدّين واعتنى بِهِ الظَّاهِر جقمق فَجعله خاصكيا ثمَّ كَبِير أهل الطَّبَقَة البرهانية بل أعطَاهُ إقطاع إمرة أَرْبَعِينَ وَكَانَ زَائِد التلفت لترقيه بِحَيْثُ ينعم عَلَيْهِ بِالْمَالِ وَغَيره وزوجه عدَّة من الْمُعْتَبرَات فَلَمَّا مَاتَ تغير حَاله وَلزِمَ التهنك والإسراف على نَفسه وأتلف كثيرا من رزقه بِحَيْثُ لم يتَأَخَّر سوى الْوَقْف الَّذِي من قبل جده وَتزَوج ستيتة ابْنة الكمالي بن شيرين واستولدها بيبرس الْمشَار إِلَيْهِ وَغَيره وَاسْتمرّ على إسرافه حَتَّى مَاتَ عَن بضع وَثَلَاثِينَ سنة ثَمَان وَسبعين وَكَانَ حسن الشكالة سامحه الله.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن عدنان بن جَعْفَر بن مُحَمَّد ابْن عدنان الْعَلَاء أَبُو الْحسن بن نَاصِر الدّين بن الْعِمَاد بن الْعَلَاء الْحُسَيْنِي الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ سبط الْبُرْهَان الباعوني، أمه خَدِيجَة العثمانية ونقيب الْأَشْرَاف بِالشَّام كَانَ كأبيه وجده وَيعرف بِابْن نقيب الْأَشْرَاف. ولد فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَالْمُخْتَار والألفيتين وَجمع الْجَوَامِع وَغَيرهَا وَعرض على حميد الدّين وحسام الدّين وَغَيرهمَا من الْحَنَفِيَّة وَغَيرهم وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الشّرف بن عيد وَمولى حاجي والعز بن الْحَمْرَاء وَالشَّمْس البُخَارِيّ وَعنهُ أَخذ أصُول الْفِقْه وَأذن لَهُ فِي التدريس والإفتاء وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الشهَاب الزرعي والطب عَن حَكِيم الدّين الشِّيرَازِيّ وَالْمولى قطب الدّين السَّمرقَنْدِي وَعرف بمزيد الذكاء وتميز فِي الْعَرَبيَّة وَبَعض العقليات وشارك فِي الْفِقْه بل أتقن

ص: 294

الطِّبّ مَعَ ثروة زَائِدَة فِيمَا قيل ورياسة وحشمة وَحسن شكالة ورونق كَلَام وتواضع وعقل تَامّ وأدب وملاحظة فِي تكمله للقواعد وإنصافه فِي المباحث وَقد تلقى عَن أَبِيه نقابة الْأَشْرَاف بِدِمَشْق وتدريس الريحانية ونظرها وتدريس المقدمية وَغير ذَلِك ثمَّ صرف عَن النقابة بالسيد إِبْرَاهِيم بن)

القبيباتي بل أشيع أَن الْأَشْرَف قايتباي خطبه لقَضَاء الْحَنَفِيَّة بِمصْر بعد شَيْخه ابْن عيد فَأبى وَلكنه لم يفصح لي بذلك حِين اجتماعي بِهِ عقلا خوفًا من أَن يكون ذَلِك باعثا على إِلْزَامه للطمع فِيهِ بل قَالَ لي أَنه كتب شَيْئا فِي أصُول الْفِقْه وحاشية على ألفية النَّحْو، وَبَلغنِي أَنه امتدح الْبُرْهَان بن ظهيرة بقصيدة فائقة، وَقد كثر اجتماعنا بِمَكَّة فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين سِيمَا حِين أَيَّام الختوم عندنَا وَكَانَ يُبَالغ فِي التحرك لما يسمعهُ فِي تِلْكَ الْمجَالِس تصنيفا وتقريرا يَقُول رُبمَا اسْتشْكل أَو اعْترض بِمَا يكون فِي الْكَلَام أَو التَّقْرِير مَا يَدْفَعهُ وَلَو وفقت وسلكت اللَّائِق لتأنيت أَو نَحْو هَذَا مَعَ إكثاره التأسف على عدم الْمُلَازمَة لاشتغاله بالتوعك فِي مُعظم السّنة وطالع من تصانيفي جملَة كالجواهر والدرر وَشرح الألفية وارتقاء الغرف والذيل على دوَل الْإِسْلَام ومناقب الْعَبَّاس وَمَا لَا ينْحَصر وَكتب لي بِخَطِّهِ من نظمه:

(وَقَالَ النَّاس لما قل علم

وحفاظ الحَدِيث لنا وراوي)

(أَفِي ذَا الْعَصْر ترتحل المطايا

فَقلت نعم إِلَى الحبر السخاوي)

وَهُوَ مِمَّن جاور بِمَكَّة سِنِين مُتَوَالِيَة مُتَّصِلَة بِالسنةِ الْمَذْكُورَة ثمَّ رَجَعَ فِي موسمها معرضًا عَن بَلَده لِكَثْرَة مَا يطرقها من وَارِد ويخرقها من اخْتِلَاف الْمَقَاصِد فَتوجه إِلَى الكرك ثمَّ ارتفق إِلَى بلد الْخَلِيل فَلم ير رَاحَة فيهمَا لمزيد تخيله وَقبض يَده فتحول إِلَى الْقُدس فدام بِهِ ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَده وَالثنَاء عَلَيْهِ مستفيض وَأَظنهُ يتعانى التِّجَارَة.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف نور الدّين بن الْعَلامَة النَّجْم الْأنْصَارِيّ الْمَكِّيّ الشهير بالمرجاني. سمع على ابْن صديق الصَّحِيح فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة ثمَّ على أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الخليلي فِي سنة أَربع جُزْء البطاقة وَكَذَا سمع على الشهَاب بن مُثبت جُزْء البطاقة ومجالس الْخلال الْعشْرَة وَفِي سنة ثَمَان وَعشْرين على الْجَزرِي بعض أبي دَاوُد وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَمَانمِائَة الخزرجي مؤرخ الْيمن ثمَّ بعْدهَا خلق وَتزَوج وَولد لَهُ وسافر إِلَى الْيمن وَعَاد مِنْهَا فِي الْبَحْر فَمَاتَ بِهِ غريقا فِي.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن نَاصِر نور الدّين البدري الشيبي الحَجبي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي. ولد فِي يَوْم الْخَمِيس ثَالِث عشر ربيع الأول سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع من الجمالين ابْن عبد الْمُعْطِي والأميوطي

ص: 295

والكمال بن حبيب والبدر بن الصاحب وَغَيرهم من شُيُوخ بَلَده والقادمين إِلَيْهَا، وَأَجَازَ لَهُ الأسنوي والأذرعي وَأَبُو الْفرج عبد الرَّحْمَن ابْن الْقَارئ)

وَأَبُو البقائي السُّبْكِيّ فِي آخَرين، واشتغل فِي فنون وَكتب بِخَطِّهِ الْحسن الْكثير وَكَانَ يذاكر بأَشْيَاء حَسَنَة فِي الْأَدَب وَغَيره بل لَهُ نظم مَعَ همة ومروءة وإحسان إِلَى أَقَاربه وَقد ولي مشيخة السَّدَنَة بعد عَليّ بن أبي رَاجِح بن جِهَة صَاحب مَكَّة فِي صفر سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة ثمَّ عزل عَنْهَا بأَخيه أبي بكر مرّة بعد أُخْرَى وَاسْتمرّ معزولا حَتَّى مَاتَ بعد عِلّة طَوِيلَة فِي ثَالِث ذِي الْقعدَة سنة خمس عشرَة وَدفن بالمعلاة. ذكره الفاسي فِي مَكَّة ثمَّ ابْن فَهد فِي مُعْجَمه وَاخْتَصَرَهُ شَيخنَا فِي إنبائه.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن حُسَيْن الْعَلَاء بن الشَّمْس الأهناسي ثمَّ القاهري الْآتِي أَبوهُ وَأَخُوهُ مُحَمَّد. نَشأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فتعانى الرسلية ثمَّ خدم فِي شبيبته حِين حلاوة وَجهه وظرف حركته عِنْد الزين الاستادار وحظي عِنْده حَتَّى عمله بردداره فأثرى وَعمر الْأَمْلَاك وَلَا زَالَ فِي نعمه وجاهه إِلَى أَن غضب الزين عَلَيْهِ وتحول بعد أُمُور لخدمة الشهَاب ابْن الْأَشْرَف إينال فِي أَيَّام سلطنة أَبِيه فَعمل استاداره ثمَّ رقاه للإستادارية الْكُبْرَى فِي شَوَّال سنة سبع وَخمسين إِلَى أَن صرف بعد أشهر وولاه بعد ذَلِك الْوزر أَيْضا ثمَّ صرف ثمَّ أُعِيد إِلَيْهِ أَيْضا وباشره مرّة مَعَ نظر الْخَاص بعناية جَانِبك الجداوي وتكررت مصادراته وَأخذ جمل من الْأَمْوَال الَّتِي ظلم وعسف فِي تَحْصِيلهَا وَكَذَا تكَرر تسحبه وَآل أمره إِلَى أَن رسم لتوجهه لمَكَّة فسافر إِلَيْهَا فِي الْبَحْر مكْرها وَوَصلهَا فَمَرض بهَا أشهرا وكل من أَبَوَيْهِ فِي قيد الْحَيَاة فِي ثَانِي عشري ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَهُوَ فِي أَوَائِل الكهولة وَكَانَ فِيهِ تكرم فِي الْجُمْلَة وَإِظْهَار ميل للمنسوبين للصلاح وابتنى فِي سوق التدريس مدرسة وَرُبمَا قَرَأَ الْقُرْآن فِي بَيته تجويقا مَعَ بعض من يتَرَدَّد إِلَيْهِ وَمِمَّنْ كَانَ يعاشره ويصاحبه فِي لعب الشطرنج وَنَحْوه الْبَدْر بن الْقطَّان الشَّافِعِي وَغَيره من الْحَنَفِيَّة ويفضل عَلَيْهِم كثيرا.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن بن التَّاج السمنودي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن تمرية. ولد تَقْرِيبًا من سنة خمس وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وَعرض فِي سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة فَمَا بعْدهَا على جمَاعَة كالشموس الْبرمَاوِيّ والبوصيري والحبتي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والعز بن جمَاعَة وَأبي هُرَيْرَة بن النقاش فِي آخَرين وأجازوا لَهُ بل سمع

ص: 296

على ابْن خير الْكثير من الشفا وعَلى الزين الزَّرْكَشِيّ وَغَيره وَكَانَ مَاتَ.)

عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر نور الدّين أَبُو الْحسن الخانكي الْمُقْرِئ الشَّافِعِي الضَّرِير وَيعرف بِابْن قشتاق مِمَّن أَخذ الْقرَاءَات عَن الزين جَعْفَر السنهوري وَتردد إِلَيّ فَسمع.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر أَبُو النجا الأسيوطي. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر نور الدّين الأسيوطي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد مُسلم الْآتِي وأخو الشريف صَلَاح الدّين الأسيوطي لأمه. سمع بِأخرَة على الشّرف بن الكويك والتقي الزبيرِي والنور الأبياري والزراتيتي وَآخَرين ولازم الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ واشتغل يَسِيرا وتكسب بِالشَّهَادَةِ، أجَاز لي وَمَات بعد الْخمسين وَقد أسن، وَمَا رَأَيْت لَهُ سَمَاعا على قدر سنه.

عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْحُسَيْنِي الْقُدسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي وَيعرف بِصُحْبَة الشهَاب بن الأخصاصي ومجاورته مَعَه. لَقِيَنِي بِمَكَّة فِي مجاورتي الثَّالِثَة فلازمني وَسمع مني فِي موسم سنة خمس وَثَمَانِينَ بمنى المسلسل وَحَدِيث زُهَيْر وَغير ذَلِك وسافر معي بعد إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فَأَقَامَ معي إقامتي بهَا وَأكْثر عني مَعَ الْجَمَاعَة وَكَذَا لَقِيَنِي فِي الْمُجَاورَة بعْدهَا وَكَانَ قدم من الْبَحْر وتخلف عَنَّا فِي كلا المجاورتين بِمَكَّة وَفِيه خدمَة وشفقة وَأكْثر إِقَامَته بِالطَّائِف وَنَحْوهَا.

عَليّ بن مُحَمَّد بن ثامر السفطي. يَأْتِي فِي أَوَاخِر العليين فِيمَن لم يسم أَبوهُ.

عَليّ بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عَليّ بن عبد الله. هُوَ هَاشم يَأْتِي.

عَليّ بن مُحَمَّد بن حسب الله نور الدّين الْقرشِي الْمَكِّيّ التَّاجِر وَيعرف بالزعيم. كَانَ أَكثر تجار مَكَّة مَالا ولاحتوائه على مَا خَلفه أَبوهُ فَلَا زَالَ بِهِ النَّقْص حَتَّى احْتَاجَ وَسَأَلَ وَتوجه إِلَى الْيمن فأدركه الْأَجَل بزبيد فِي ربيع الثَّانِي ظنا سنة سِتّ عشرَة وَكَانَ قد سمع على الْعِزّ بن جمَاعَة وَلم يحدث غفر الله لَهُ. ذكره الفاسي فِي مَكَّة.

عَليّ بن مُحَمَّد بن حسن بن صديق نور الدّين الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وَيعرف بالفتي وبابن أبي تينة نَشأ بِبَلَدِهِ فاشتغل فِيهَا بالفقه وَغَيره ثمَّ قدم مَكَّة ولازم يحيى العلمي الْمَالِكِي فِي الْأُصُول وَغَيره وَابْن عطيف والشرف عبد الْحق السنباطي فِي الْفِقْه وَغَيره والمحيوي عبد الْقَادِر الْحَنْبَلِيّ فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان والنجم بن يَعْقُوب الْمَالِكِي فِي الْحساب وبرع فِي الْأُصُول وشارك فِي الْفِقْه والعربية والفرائض والحساب وَقَرَأَ عَليّ شرحي للألفية والمقاصد الْحَسَنَة وَغَيرهمَا من تآليفي وبلوغ المرام وَغَيره واغتبط بملازمتي، كل ذَلِك مَعَ تَمام الْفَضِيلَة وَحسن)

الْفَهم ووفور الذكاء وَالْعقل ولطف الْعشْرَة وَالرَّغْبَة فِي الْمَزِيد من الْفَضَائِل، وتجرع الْفَاقَة إِلَى أَن مَاتَ

ص: 297

فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشري ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بِمَكَّة وَقد جَازَ الثَّلَاثِينَ وتأسفت على فَقده رحمه الله وعوضه الْجنَّة.

عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عَليّ بن معنق نور الدّين البهمي الصعدي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي نزيل مَكَّة. شَاب كثير الْمَحْفُوظ للشعر وَنَحْوه حسن الْفَهم متميز فِي النَّحْو غير متين الْعقل أَقرَأ بعض الْأَوْلَاد بِمَكَّة ولقيني بهَا فِي الْمرة الثَّانِيَة فَقَرَأَ عَليّ صَحِيح مُسلم وَكتب لي بعض الْكتب وَقَالَ لي أَن مولده سنة إِحْدَى وَخمسين وَأَن وَالِده فِي قيد الْحَيَاة يَلِي الوزارة بِصَنْعَاء، وأنشدني من نظمه ونظم غَيره مَا أودعته فِي مَحل آخر ونظمه متوسط. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَمَانِينَ بِمَكَّة رحمه الله وإيانا وَعَفا عَنهُ.

عَليّ بن مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ بن الشَّمْس بَرَكَات النطوبسي الأَصْل القاهري نزيل بولاق والمؤقت أَبوهُ بِجَامِع الزيني الاستادار، عرض على الْعُمْدَة فِي أَوَاخِر رَجَب سنة تسعين بِحَضْرَة أَبِيه.

عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عِيسَى اليمني ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّاعِر أَخُو الْبَدْر حُسَيْن الْمَاضِي وَيعرف بِابْن العليف. ولد فِي سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بحلى من الْيمن وَقدم مَعَ أَبِيه إِلَى مَكَّة فقطنها وامتدح أَهلهَا وأمرائها بِمَا دلّ على فَضله وَمن ذَلِك قصيدة أَولهَا:

(إِن نَام بعد فِرَاق الْحَيّ إنساني

فَمَا أقل مراعاتي وإنساني)

وَقَوله يمتدح مقبل بن نخبار بن مُحَمَّد صَاحب الينبع وَقد آوى إِلَيْهِ:

(حَملتنِي والمدح قَود المهارا

وامتطينا نطوي عَلَيْهَا القفارا)

إِلَى أَن قَالَ:

(يَا أَبَا ماجد عدتك اللَّيَالِي

وتسعى بك الْعَدو المرارا)

(مَا تمخضت بَين فَخذي لكاع

من نزار وَلَا رضعت الجوارا)

معرضًا بذلك لمخدومه ببركات بن حسن بن عجلَان أَمِير مَكَّة وعتب عَلَيْهِ قَوْله فَلَمَّا بلغه توعده فخاف فارتحل إِلَى فاس ثمَّ إِلَى بَغْدَاد وخراسان ثمَّ إِلَى الْهِنْد حَتَّى مَاتَ بهَا سنة سبع وَأَرْبَعين، وَمن الْعجب أَنه قَالَ حِين مُفَارقَته لمَكَّة:

(وَلما رَأَيْت الْعَرَب خانوا عَن الوفا

ومالوا عَن الْمَعْرُوف صافيت فَارِسًا)

)

فَكَانَ الفأل موكلا بنطقه لم ير مَكَّة بعْدهَا، وَحكى ذَلِك عَن أبي الْخَيْر بن عبد الْقوي رحمهمَا الله وَختم هَذِه القصيدة بقوله:

(ولي الْفضل والضيع إِذا مَا

نزلت بِي على الْمُلُوك المهارى)

وَبَلغنِي أَن لَهُ قصيدة بليغة نبوية أودعها فِي ديوَان لَهُ مُشْتَمل على قصائد غالبها صوفية أَولهَا:

ص: 298

(هَذَا النَّبِي الَّذِي فِي طيبَة وقبا

لَهُ النُّبُوَّة تَاج وَالْقُرْآن قبا)

وَقَالَ أَنه مَا قَرَأَهَا أحد فِي لَيْلَة جُمُعَة عشر مَرَّات إِلَّا رأى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي مَنَامه.

عَليّ بن مُحَمَّد بن حسن بن مُحَمَّد بن حسن نور الدّين بن نَاصِر الدّين الغمري الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَيعرف أَبوهُ بِابْن بدير تَصْغِير لقب أَبِيه. نَشأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره وَعرض عَليّ وعَلى خلق وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء واشتغل يَسِيرا عِنْد أخي وَنَحْوه وَكَذَا حضر عِنْدِي فِي عُلُوم الحَدِيث بل سمع عَليّ فِي السِّيرَة وَغَيرهَا، وأدب الْأَبْنَاء بالمنكوتمرية ثمَّ بغَيْرهَا وَكَذَا خطب وَأم بِجَامِع ابْن ميالة نِيَابَة، وَحج فِي موسم سنة تسع وَثَمَانِينَ ثمَّ بعد ذَلِك أَيْضا وَلَا بَأْس بِهِ.

عَليّ بن مُحَمَّد بن حسن الأشمومي ثمَّ الفارسكوري الخامي. ولد تَقْرِيبًا سنة سبعين وَسَبْعمائة بِمَدِينَة أشموم ثمَّ انْتقل إِلَى فارسكور وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وارتزق من الحياكة ونظم الْكثير مَعَ تقلل جدا وَتَدين وَكَثْرَة صَوْم وتلاوة وانجماع عَن النَّاس بِحَيْثُ لم يتَزَوَّج قطّ وَله تردد إِلَى الْقَاهِرَة ودمياط والمحلة، وَقد لقِيه ابْن فَهد والبقاعي فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ فكتبا عَنهُ من قَوْله:

(إِذا سمحت بوصلكم اللَّيَالِي

فَلَا خوف عَليّ وَلَا أُبَالِي)

(وَلَو أَن الحشا وَالْقلب يسلى

بِنَار الهجر لَيْسَ الْقلب سالي)

(نصيب الْقَوْم فازوا بالتملي

أَنا المأسور فِي سجن اعتقالي)

(أيا ليلى فخلي الطيف لَيْلًا

يزور الصب فِي جنح اللَّيَالِي)

مَاتَ قبل دخولي فاسكور رحمه الله.

عَليّ بن مُحَمَّد بن حسن الْمحلي وَيعرف بِابْن الْمُؤَيد كَانَ مُعْتَقدًا. مَاتَ برشيد فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ تَقْرِيبًا.

عَليّ بن مُحَمَّد بن حُسَيْن الْعَلَاء بن النَّجْم أَو الْبَدْر بن الْجمال السَّعْدِيّ الحصني ثمَّ القاهري)

الشَّافِعِي ابْن أخي عمر بن حُسَيْن ووالد يحيى الآتيين وَيعرف بِالْعَلَاءِ الحصني. ولد بعيد الثَّلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بالحصن وَنَشَأ بِهِ فِي كنف أَبِيه وَلكنه لم يشْغلهُ إِلَّا بعد مُضِيّ عشر سِنِين فَقَرَأَ الْقُرْآن وتلاه بروايات على جمَاعَة ولازم أَولا الِاشْتِغَال فِي الصّرْف ثمَّ فِي أصُول الدّين الْعَرَبيَّة والمنطق وَالْحكمَة والمعاني وَالْبَيَان وَالتَّفْسِير وأصول الْفِقْه والْحَدِيث وَغَيرهَا وانتفع فِيهَا بملا الشَّمْس الواسطاني أحد من قدم عَلَيْهِم الْحصن وَظَهَرت براعته بِحَيْثُ لم يمض عَلَيْهِ إِلَّا يسير حَتَّى صَار بعض مشايخه الحصنيين يقْرَأ عَلَيْهِ فِي شرح الشمسية، وارتحل إِلَى بِلَاد الرّوم فِي حَيَاة وَالِده وَمَا وصل الرّوم حَتَّى بلغته وَفَاته مطعونا وجد

ص: 299

هُنَاكَ فِي الِاشْتِغَال أَيْضا على مشايخها والقادمين إِلَيْهَا وَمن أمثل من أَخذ عَنهُ من أَهلهَا ملاتكان وَكَانَ غَايَة فِي العقليات مَعَ مُشَاركَة فِي غَيرهَا وَأقَام فِي الرّوم نَحْو سبع سِنِين ثمَّ ارتحل مِنْهَا إِلَى الديار المصرية فَدَخلَهَا وَقد أُشير إِلَيْهِ بالفضيلة فأقرأ الطّلبَة فِي الْفُنُون وانتفع بِهِ الجم الْغَفِير وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ ملا عَليّ شيخ الجانبكية فِي القرافة وَصَحب الدوادار الثَّانِي بردبك الأشرفي أَيْضا وَحضر فِي الْمجَالِس الَّتِي كَانَت تقْرَأ عِنْده وَظَهَرت فضائله وَمَا سلم فِي مَجْلِسه من حَاسِد وَقَررهُ فِي مشيخة جَامعه الَّذِي بناه تجاه درب التوريزي بِالْقربِ من الملكية وَكَذَا اخْتصَّ بالخطيب أبي الْفضل النويري ثمَّ صحب الدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي الطاهري وسافر مَعَه إِلَى الصَّعِيد ثمَّ إِلَى الْبِلَاد الشمالية فِي إِحْدَى كوائن سوار وأرسله سفيرا لبَعض مُلُوك الْأَطْرَاف ثمَّ سخط عَلَيْهِ وَكَاد أَن يهلكه ثمَّ رَضِي عَلَيْهِ بعد سِنِين وسافر مَعَه إِلَى الصَّعِيد أَيْضا ثمَّ لم يلبث أَن مَاتَ ابْن القاياتي فقرره عوضه فِي تدريس الْفِقْه بالأشرفية برسباي ثمَّ استرجعه ابْنا الْمَيِّت واستناباه بِنصْف الْمَعْلُوم وامتحن بعد مَوته من الأتابك، وَكَانَ عَلامَة مفتيا حسن التَّقْرِير وَالتَّعْبِير والشكالة بهي المنظر طلق اللِّسَان قوي الْجنان كَرِيمًا كثير التودد وَالْأَدب والتواضع موافيا فِي التعازي والتهاني عالي الهمة مَعَ من يَقْصِدهُ قَلِيل البضاعة من الْفِقْه، حج وزار بَيت الْمُقَدّس. وَمَات فِي آخر يَوْم الْخَمِيس تَاسِع عشر الْمحرم سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَدفن من الْغَد بالتربة الدوادرية يشبك الْمشَار إِلَيْهِ رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن مُحَمَّد بن خَالِد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد نور الدّين المَخْزُومِي البلبيسي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف فِي بَلَده بِابْن أبي لاطية لكَون أَبِيه كَانَ مَعَ كَونه قزازا فَقِيرا أحمديا يلبس على طريقتهم لاطية. ولد فِي لَيْلَة سَابِع عشري رَمَضَان سنة سبع عشري رَمَضَان سنة سبع)

عشرَة وَثَمَانمِائَة ببلبيس وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الْبُرْهَان الفاقوسي وَعمل العرافة عِنْده والتنبيه وَغَيره وَعرض على جمَاعَة واشتغل فِي بَلَده على الشَّمْس البيشي وَقدم على الْقَاهِرَة فاشتغل أَيْضا يَسِيرا وَسمع على شَيخنَا وأدب بني الْبَدْر بن الرُّومِي وجره مَعَه فِي الشَّهَادَات وَنَحْوهَا فتدرب بِهِ مَعَ كَونه كَانَ يكْتب الْخط الْجيد فَلَمَّا اسْتَقر نَقِيبًا للبدر بن التنسي أَخذه موقعا بِبَابِهِ فزادت براعته فِي الصِّنَاعَة وَقصد فِي مُهِمّ الأشغال من الْأَعْيَان كالجمالي نَاظر الْخَاص بانتمائه لنُور الدّين بن البرقي أَيْضا فترقى وناب فِي الْقَضَاء عَن العلمي البُلْقِينِيّ فَمن بعده بل ضم إِلَيْهِ قَضَاء بَلَده وعملها وقتا بعناية قانم التَّاجِر لمزيد اخْتِصَاصه بِهِ وَكَذَا ولي غَيرهَا من الْأَعْمَال، بل اسْتَقل بِقَضَاء إسكندرية يَسِيرا بعد وَفَاة الْبَدْر بن

ص: 300

المخلطة، وَحج غير مرّة مِنْهَا على قَضَاء الْمحمل وتمول بعد الْفَاقَة والعدم وَاشْترى دَارا أَنْشَأَهَا الْبَدْر الْمَذْكُور فِي بَاب سر الصالحية بعد مَوته وَصَارَ من أَعْيَان النواب مَعَ نقص بضاعته إِلَّا من صناعته وتعرضه عِنْد من يتَرَدَّد إِلَيْهِ من الْأُمَرَاء وَنَحْوهم لأبناء حرفته بالتنقيص وَرُبمَا جَرّه ذَلِك لغَيرهم بِدُونِ تكْتم هَذَا مَعَ بذله لغير وَاحِد كالمكيني فِي استمراره على الشرقية وَنَحْوهَا وتعاطيه من نوابه فِي عمليه وَاشْتِرَاط عَلَيْهِم وَلذَا تخومل قبل مَوته وتجرأ عَلَيْهِ الشَّافِعِي مَعَ كَونه مِمَّن لم يكن يُقيم لَهُ وزنا بِكَلِمَات زَائِدَة على الْوَصْف، وَاسْتمرّ إِلَى أَن تعلل طَويلا وَحبس لِسَانه عَن التَّكَلُّم بعد أَن قسم مِيرَاثه بَين بنيه الثَّلَاثَة وَمَات فِي يَوْم الْخَمِيس سَابِع رَمَضَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْأَزْهَر ثمَّ دفن فِي نواحي الْبَاب الْجَدِيد رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

عَليّ بن مُحَمَّد بن خَالِد بن عبد الله بن عَليّ بن عز الدّين نور الدّين القمني ثمَّ القاهري نزيل الصالحية والنائب فِي إِمَامَة شافعيتها وَأحد الْعُدُول تجاهها بل صَار الْآن خير جماعتها وَيعرف فِي بَلَده بِابْن خلد. رافق فِي الشَّهَادَة الأكابر ثمَّ لتقدمه فِي السن الأصاغر وَهُوَ مِمَّن سمع على شَيخنَا وَغَيره وَنسخ بِخَطِّهِ أَشْيَاء وَفِيه خير وَستر وَسُكُون مَاتَ.

عَليّ بن مُحَمَّد بن خَالِد نور الدّين البطراوي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الكتبي وَيعرف بالبطراوي. قدم الْقَاهِرَة فَقَرَأَ الْقُرْآن وَأقَام بالأزهر مُدَّة فِي خدمَة الْبَدْر الهوريني الكتبي وَكَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ فِي الْمِنْهَاج وَأَظنهُ حفظه وَفِي غَيره واشتغل أَيْضا يَسِيرا على ابْن عباد والعبادي وَسمع ختم البُخَارِيّ بالظاهرية الْقَدِيمَة وَغير ذَلِك وَلكنه لم ينجب وزوجه الْبَدْر الْمشَار إِلَيْهِ ابْنَته وَمَا حصلت مِنْهُ بعد طول الصُّحْبَة على طائل وَلَا رَاعى حق والدها وتربيته لَهُ، وتكسب)

بِالتِّجَارَة فِي سوق الْكتب وارتقى فِيهَا حَتَّى صَار بعد الْعِزّ التكروري كَبِير طائفته وَالنَّاس فِيهِ مُخْتَلفُونَ وَأكْثر الْفُقَرَاء لم يَكُونُوا يحمدونه وأكبر القائمين مَعَه صاحبنا السنباطي بِحَيْثُ أَنه لم يكن يقدم على مصْلحَته غَالِبا غَيره مَعَ لحاق اللوم الْكثير لَهُ بِسَبَبِهِ. مَاتَ فَجْأَة فِي لَيْلَة السبت ثَانِي شعْبَان سنة خمس وَثَمَانِينَ وَدفن من الْغَد وَمَا أَظُنهُ أكمل السِّتين سامحه الله تَعَالَى ورحمه.

عَليّ بن مُحَمَّد بن خضر بن أَيُّوب بن زِيَاد الْعَلَاء بن الناصري بن الزين الْمحلي الْحَنَفِيّ القاهري وَيعرف فِي بَلَده بِابْن الجندي نقيب زَكَرِيَّا. ولد فِي سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة بالمحلة وَنَشَأ بهَا مَحْمُود السِّيرَة فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ والقدوري

ص: 301

وألفية النَّحْو ولازم أوحد الدّين بن العجيمي فِيمَا كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ بل كَانَ هُوَ يقْرَأ حَتَّى صَار أحد المهرة من جماعته واستنابه فِي الْقَضَاء وبرع فِي الصِّنَاعَة وَقصد بهاسيما وَلَيْسَ بالغربية حَنَفِيّ وأضيفت إِلَيْهِ عمل الشبراوية ثمَّ عمل مسير وَكَذَا لَازم ابْن كتيلة مُدَّة فِي النَّحْو والفرائض والبديع وعادت عَلَيْهِ بركَة صحبته وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة وَأخذ فِيهَا عَن ابْن الديري والشمني والأمين الأقصرائي والكافياجي والعضد الصيرامي والزين قَاسم وَسيف الدّين ونظام وَغَيرهم من أَئِمَّة مذْهبه وَعَن الزين زَكَرِيَّا والتقي والْعَلَاء الحصنيين والبامي وَأبي السعادات البُلْقِينِيّ وَالْفَخْر المقسي والنور السنهوري فِي الْفِقْه والعربية والأصلين والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهمَا وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ عَنهُ أَكثر من بعض حَتَّى برع فِي الْعَرَبيَّة وشارك فِي غَيرهَا واشتدت عنايته بملازمة الزيني زَكَرِيَّا وقطنها بعد عزل قاضيه تَارِكًا النِّيَابَة عَن المستقر بعده وَتردد للأمشاطي فِي دروسه وَغَيرهَا واختص بِهِ كثيرا وَأثْنى على فضيلته ونوه بِهِ وَاعْتذر عَن عدم استنابته وَكَانَ يرتفق فِي إِقَامَته فِيهَا بمصاحبة الشهَاب الأبشيهي وَعمل مَا يقْصد بِهِ من الأشغال فَلَمَّا اسْتَقر شَيْخه زَكَرِيَّا فِي الْقَضَاء عمله نقيبه مَعَ كَونه كَانَ غَائِبا حِين الْولَايَة فِي مُبَاشرَة عمل يسير بل استنابه فِي الْقَضَاء بعد توقف قَاضِي مذْهبه وساس النَّاس فِي النقابة وحمدت عقله وأدبه وفضيلته وَبَلغنِي أَنه فِي أول أمره لما غير زِيّ أَبِيه شقّ عَلَيْهِ خوفًا عَلَيْهِ خوفًا على إقطاعه وَأَعْطَاهُ قاضيه تدريس الْفِقْه بِجَامِع طولون بعد شَيْخه نظام وَكَذَا اسْتَقر فِي غَيره من الْجِهَات وصاهره الشَّمْس بن الغرابيلي الْغَزِّي على ابْنَته ثمَّ كَانَ مِمَّن رسم عَلَيْهِ من جماعته وتزايد قلقه وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ أحسن حَالا من غَيره وَهُوَ مِمَّن سمع على أم هَانِئ الهورينية وَمن حضر)

مَعهَا وَكَذَا على السَّيِّد النسابة بعض النَّسَائِيّ بالكاملية وَغير ذَلِك وَحج فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ ثمَّ فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وجاور وَحضر فِي الْكَشَّاف عِنْد القَاضِي وَكَذَا حضر عِنْدِي قَلِيلا واستجازني ومدحني بِشَيْء من نظمه وَأخذ عني الابتهاج من تصانيفي وَكَانَ كتب عني بِالْقَاهِرَةِ التَّوَجُّه للرب وأقرأ الطّلبَة وَكَانَ على خير وَبَلغنِي أَنه تزوج بهَا سرا وَلم يلبث أَن تعلل بعد أشهر مديدة ثمَّ مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء حادي عشري جُمَادَى الأولى سنة سبع وَتِسْعين وَصلي عَلَيْهِ ضحى ثمَّ دفن فِي المعلاة بِالْقربِ من قبَّة الْملك المسعود الْمَعْرُوفَة بسماسرة الْخَيْر رحمه الله وإيانا وعوضه الْجنَّة.

عَليّ بن مُحَمَّد بن رشيد مكبر بن جلال بن عريب بِالْمُهْمَلَةِ مصغر السلسيلي الحصري وَيعرف بِابْن رشيد. ولد سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة بمنية بنى

ص: 302

سلسيل من أَعمال الشرقية وَحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ ثمَّ ارتزق بعد موت أَبِيه من صَنْعَة الْحصْر وتعانى النّظم فَأكْثر، وَتردد إِلَى الْقَاهِرَة ولقيه ابْن فَهد والبقاعي فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بِبَلَدِهِ فكتبا عَنهُ من نظمه قصيدة نبوية طَوِيلَة أَولهَا:

(يَا سادة ركبُوا متون رحال

أرحلتم عني وَلست بسال)

وَكَانَ ذَا فهم جيد وقريحة وقادة وبديهة سيالة مَعَ عاميته وَعدم اشْتِغَاله لكنه مطبوع جدا عَليّ بن مُحَمَّد بن سَالم الخامي الْمُؤَذّن بالغمري وَيعرف بِعَسَل نحل. مِمَّن سمع مني فِي سنة خمس وَتِسْعين وَله حرص على الْجَمَاعَة.

عَليّ بن مُحَمَّد بن سعد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عُثْمَان بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم ابْن يُوسُف بن يَعْقُوب بن عَليّ بن هبة الله بن نَاجِية الْعَلَاء أَبُو الْحسن بن خطيب الناصرية الشَّمْس الطَّائِي الجبريني نِسْبَة لبيت جبرين الفستق ظَاهر حلب من شرقيها ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي سبط الْعَالم الْمدرس الزين عَليّ بن الْعَلامَة قَاضِي قُضَاة حلب الْفَخر أَبُو عَمْرو عُثْمَان بن عَليّ بن عُثْمَان الطَّائِي بن الْخَطِيب بل والزين هَذَا ابْن عَم جده لِأَبِيهِ وَيعرف الْعَلَاء بِابْن خطيب الناصرية.

ولد فِي سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا مِنْهَا الْمِنْهَاج الفرعي وَالْأَرْبَعِينَ المخرجة من مُسْند الشَّافِعِي الملقبة بسلاسل الذَّهَب من رِوَايَة الشَّافِعِي عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عَمْرو ألفية الحَدِيث للعراقي وألفية النَّحْو لِابْنِ معطي وانتفع فِي حفظهَا بوالده الْآتِي وَفِي الْقرَاءَات بالفقيه الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن أبي البركات الْغَزِّي ثمَّ الْحلَبِي)

فَإِنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ وَهُوَ صَغِير جدا بعض الْقُرْآن ثمَّ أكمله على غَيره وَعرض الْأَوَّلين فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ على جمَاعَة مِنْهُم الْجمال عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد النحريري الْمَالِكِي والمنهاج وَحده فِيهَا أَيْضا على الشَّمْس أبي عبد الله مُحَمَّد بن نجم ابْن مُحَمَّد بن النجار الْحلَبِي الْحَنَفِيّ وَكتب لَهُ خطه بذلك وَفِي سنة سِتّ وَتِسْعين على السراج البُلْقِينِيّ بحلب والألفيتين على جمَاعَة مِنْهُم الشَّمْس مُحَمَّد بن مبارك بن عُثْمَان البسقاقي الْحلَبِي الْحَنَفِيّ وَأَجَازَ لَهُ أَبوهُ من شُيُوخ الْقَاهِرَة حِين دَخلهَا فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة الزين الْعِرَاقِيّ وَكتب خطه بذلك، واستصحب مَعَه وَلَده قبل ذَلِك سنة خمس وَثَمَانِينَ إِلَى بَيت الْمُقَدّس فزار الشَّيْخ عبد الله بن خَلِيل البسطامي وأضافهما ودعا لَهما وجود الْعَلَاء الْقُرْآن على أَحْمد الْحَمَوِيّ الْمقري وَبَعضه على مُحَمَّد اليمني الْمقري نزيل حلب وَأحمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الشويش الجبريني الْحلَبِي أحد من برع فِي الْقرَاءَات وَفِي حل الشاطبية، وَمن شُيُوخه فِي الْعلم التَّاج باح بن مَحْمُود الأصفهيدي العجمي قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْفِقْه والنحو وَكثر اجتماعه بِهِ وَقَرَأَ فيهمَا

ص: 303

أَيْضا على الشَّمْس مُحَمَّد بن سلمَان بن عبد الله الْحَمَوِيّ بن الْخَرَّاط وَكَذَا سمع دروسه فيهمَا أَيْضا وَفِي الْأُصُول ولازمه مُدَّة وَقَرَأَ فِي الْفِقْه وَغَيره كالعربية على الْجمال يُوسُف بن خطيب المنصورية بحلب وبحماة وطرابلس وَحضر دروسه فِي التَّفْسِير وَهُوَ أول من أذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء وَكتب لَهُ خطه بذلك وَهُوَ مِمَّن أَخذ الْعَرَبيَّة عَن السّري الْمَالِكِي وَحضر دروس السراج البُلْقِينِيّ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين ثمَّ فِي سنة سِتّ وَتِسْعين حِين قدم عَلَيْهِم حلب فيهمَا وَقَرَأَ غَالب الْمِنْهَاج بحثا على الزين أبي حَفْص عمر بن مَحْمُود بن مُحَمَّد الكركي وَيُقَال أَن الْبُرْهَان الْحلَبِي كَانَ يلومه فِي أَخذه عَنهُ وَيَقُول لَهُ إِنَّك أفضل مِنْهُ، وَأخذ فِي الْفِقْه أَيْضا مُدَّة عَن الشَّمْس أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن يَعْقُوب النابلسي نزيل حلب ويسيرا عَن الشّرف الداديخي وَكَانَ يحاققه فِي أَشْيَاء يكون الظفر فِيهَا بالمنقول مَعَ صَاحب التَّرْجَمَة وَقَرَأَ طرفا من النَّحْو أَيْضا على الشَّمْس أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن سُلَيْمَان المعري الْحلَبِي الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بِابْن الرُّكْن والعز أبي الْبَقَاء مُحَمَّد بن خَلِيل الحاضري الْحَنَفِيّ بل وَسمع عَلَيْهِ أَيْضا الحَدِيث وَكَانَ رَفِيقه فِي الْقَضَاء بحلب سِنِين وطرفا من الْفَرَائِض على الشَّمْس مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن الْحسن بن خَمِيس البابي والسراج عبد اللَّطِيف ابْن أَحْمد الْقوي بحلب بل قَرَأَ عَلَيْهِ تخميسة للبردة وَكتب عَنهُ من نظمه أَشْيَاء وَقطعَة من مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وجانبا)

من الْفِقْه على الْعَلَاء أبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى التَّمِيمِي الصرخدي نزيل حلب وانتفع بِهِ كثيرا وَكَذَا بالشمس البابي الْكَبِير وطرفا من الْمعَانِي وَالْبَيَان على الْمُحب أبي الْوَلِيد ابْن الشّحْنَة وَحضر عِنْده كثيرا وَكتب عَنهُ من نظمه ونثره، وَمن شُيُوخه أَيْضا القَاضِي الشّرف أَبُو البركات مُوسَى الْأنْصَارِيّ الْحلَبِي قاضيها الشَّافِعِي وأخذالحديث عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والبرهان الْحلَبِي ولازمه كثيرا وَبِه تخرج وَعَلِيهِ انْتفع وَكَذَا أَخذ قَدِيما وحديثا عَن شَيخنَا وأحضر فِي الْخَامِسَة على الْبَدْر بن حبيب وَسمع على الشهَاب بن المرحل والشرف أبي بكر الْحَرَّانِي وَابْن صديق والعز أبي جَعْفَر الْحُسَيْنِي وَأبي الْحسن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن يَعْقُوب بن صقر والشهاب أبي جَعْفَر أَحْمد وَأم الْحسن فَاطِمَة ابْنة الشهَاب الْحُسَيْنِي الإسحاقي وَجَمَاعَة من أَهلهَا والقادمين عَلَيْهَا فَكَانَ من القادمين الغياث مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله العاقولي بل سمع من لَفظه حَدِيث الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ وَالْكَلَام على فَوَائده وَأَحْكَامه وأنشده شَيْئا من شعره وَأَجَازَ لَهُ وَذَلِكَ فِي سنة سِتّ وَتِسْعين والبدر بن أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ اجْتمع بِهِ وَصَحبه وَقَرَأَ على الْجمال يُوسُف بن مُوسَى الْمَلْطِي السِّيرَة النَّبَوِيَّة

ص: 304

والدر المنظوم من كَلَام الْمُصْطَفى الْمَعْصُوم كِلَاهُمَا لمغلطاي بقرَاءَته لَهما على مؤلفهما وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فَقَرَأَ بِدِمَشْق فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة المسلسل عَليّ الْجمال بن الشرائحي وَسمع مِنْهُ وَمن عَائِشَة ابْنة عبد الْهَادِي وطيبغا الشريفي وَأحمد بن عبد الله بن الْفَخر البعلي وَحضر دروس جمَاعَة فِيهَا كالجمال الطيماني، قَالَ ابْن قَاضِي شهبا: حضر عِنْده وَأَنا أَقرَأ عَلَيْهِ فِي الْحَاوِي فَكَانَ يستحضر كثيرا، وبالقاهرة من القطب عبد الْكَرِيم حفيد الْحَافِظ القطب الْحلَبِي والتقى الدجوي والشريف النسابه الْكثير فِي آخَرين كشيخنا علق عَنهُ كثيرا من كِتَابه تَعْلِيق التَّعْلِيق ثمَّ سمع مِنْهُ بعد ذَلِك أَشْيَاء وكالشرف بن الكويك والجلال البُلْقِينِيّ سمع عَلَيْهِ الْبَعْض من سنَن النَّسَائِيّ الصُّغْرَى بل قَرَأَ عَلَيْهِ بحلب الْبَعْض من مبهماته وَأخذ بهَا على النُّور بن سيف الأبياري اللّغَوِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ جُزْءا من تصنيف شَيْخه العنابي اسْمه الوافر فِي فعل الْمُتَعَدِّي والقاصر بقرَاءَته لَهُ على مُؤَلفه وَذكر الْعَلَاء لشيخه حِين قِرَاءَته عَلَيْهِ لَهُ أَن مُؤَلفه فَاتَهُ كثير من الْأَفْعَال الَّتِي تسْتَعْمل لَازمه ومتعدية فَاسْتحْسن الشَّيْخ ذَلِك وَبَالغ فِي تَعْظِيمه وَوَصفه بِخَطِّهِ بالعلامة وَحلف أَنه لم يَكْتُبهَا لأحد قبله، وَكَذَا اجْتمع بِالْقَاهِرَةِ بالشمس بن الديري وَكتب عَنهُ فِي آخِره مِنْهُ الأديب الشَّمْس أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر)

الْمصْرِيّ كتب عَنهُ فِي ربيع الأول سنة تسع شَيْئا من نظمه وَكَذَا سمع بروس البيجوري وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وسافر من الْقَاهِرَة فِي هَذَا الشَّهْر وَكتب فِيهِ بقاقون عَن نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ القَاضِي شَيْئا من نظمه أَيْضا وببعلبك على التَّاج بن بردس وَغَيره وبطرابلس عَن الشّرف مَسْعُود بن شعْبَان الطَّائِي الْحلَبِي الشَّافِعِي كتب عَنهُ شَيْئا من شعر غَيره وَكَذَا كتب فِيهَا فِي رَجَب سنة أَربع وَثَمَانمِائَة عَن الْبَدْر مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن الشهَاب مَحْمُود شَيْئا من نظمه وَكتب لكاتب سرها الْجمال عبد الْكَافِي بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن فضل الله يستجيزه:

(أسيدنا شيخ الْعُلُوم وَمن غَدَتْ

فواضله أندى من الْغَيْث وَالْبَحْر)

(أجب وأجز عبدا ببابك لم يزل

بإمداحكم رطب اللِّسَان مدى الدَّهْر)

فَأَجَابَهُ بقوله:

(أيا سيدا مَا زَالَ فِي الْفضل وَاحِدًا

جبرت كسيرا بالسؤال بِلَا نكر)

(نعم إِذا بدأت العَبْد أَنْت مقدما

وفضلك أضحى بالتقدم ذِي جبر)

ثمَّ لقِيه بطرابلس وَسمع مِنْهُ من نظمه شفاها وتكرر قدومه بعد ذَلِك الْقَاهِرَة وَآخر قدماته فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فَإِنَّهُ كَانَ صرف فأعيد وَتوجه

ص: 305

مِنْهَا فِي حادي عشر شعْبَان مِنْهَا فَدخل بَلَده فِي أَوَائِل شَوَّال موعوكا وَلم يلبث أَن مَاتَ، وَقبل ذَلِك دَخلهَا فِي شَوَّال سنة أَربع وَعشْرين بعد أَن زار بَيت الْمُقَدّس وَحِينَئِذٍ ولي قَضَاء طرابلس كَمَا سَيَأْتِي وَقبل ذَلِك فِي سنة سِتّ عشرَة وَولي فِيهَا قَضَاء حلب كَمَا سَيَأْتِي، وَحج ثَلَاث مَرَّات أَولهَا فِي سنة سِتّ عشرَة وَاجْتمعَ بالجمال بن ظهيرة وَسمع خطبَته لكنه لم يسمع عَلَيْهِ وَلَا على غَيره هُنَاكَ شَيْئا للإشتغال بالمناسك وَثَانِيهمَا فِي سنة سِتّ وَعشْرين، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة محققا متقنا بارعا فِي الْفِقْه كثير الاستحضار لَهُ إِمَامًا فِي الحَدِيث مشاركا فِي الْأُصُول مُشَاركَة جَيِّدَة وَكَذَا فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا مستحضرا للتاريخ لَا سِيمَا السِّيرَة النَّبَوِيَّة فيكاد يحفظ مؤلف ابْن سيد النَّاس فِيهَا كل ذَلِك مَعَ الإتقان والثقة وَحسن المحاضرة وجودة المذاكرة والرياسة والحشمة والوجاهة والثروة مَعَ صميم يسير، اشْتهر ذكره وَبعد صيته وَصَارَ مرجع الشَّافِعِيَّة فِي قطره وَقد كثر اعتناؤه بأخبار بَلَده وتراجم أعيانها بِحَيْثُ جمع لَهَا تَارِيخا حافلا ذيل بِهِ على تَارِيخ الْكَمَال بن العديم وَأكْثر فِيهِ الستمداد من شَيخنَا وَقد طالعه شَيخنَا من المسودة فِي حلب ثمَّ من)

نُسْخَة كتبت للكمال بن الْبَارِزِيّ وَبَين بهوامشها عدَّة استدراكات وَكَذَا طالعته من هَذِه النُّسْخَة أَيْضا غير مرّة ونبهت على مَوَاضِع أَيْضا مهمة وَهُوَ نظيف اللِّسَان والقلم فِي التراجم لَكِن فَاتَهُ مِمَّا هُوَ على شَرطه خلق وَله غَيره من التصانيف كالطيبة الرَّائِحَة فِي تَفْسِير الْفَاتِحَة انتزعه من تَفْسِير الْبَغَوِيّ بِزِيَادَات وسيرة الْمُؤَيد وَشرح حَدِيث أم زرع وَهُوَ حافل وَكَذَا كتب على الْأَنْوَار الأردبيلي كِتَابَة متقنة جَامِعَة يحاكي فِيهَا شرح الْمُهَذّب الفوي وَأَشْيَاء غَيرهَا وَولي قَضَاء بَلَده غير مرّة أَولهَا سنة سِتّ عشرَة وَبعد ذَلِك سَأَلَهُ الظَّاهِر ططر شفاها بِحَضْرَة الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ قَاضِي الشَّافِعِيَّة إِذْ ذَاك فِي ولَايَة قَضَاء طرابلس فَامْتنعَ فألح عَلَيْهِ وكرره حَتَّى قبل، وسافر من الْقَاهِرَة إِلَى جِهَة طرابلس فوصلها فِي يَوْم عَرَفَة سنة أَربع وَعشْرين وَكَانَ فِيهَا فِي السّنة الَّتِي بعْدهَا وحمدت سيرته فِي البلدين وَولي الخطابة بالجامع الْكَبِير بِبَلَدِهِ مَعَ إِمَامَته ودرس قَدِيما وَأفْتى وَاسْتقر بِهِ يشبه المؤيدي نَائِب حلب فِي تدريس مَسْجده الَّذِي بناه بِالْقربِ من الشادبختية بحلب بعد الْعشْرين فدرس فِيهِ بِحَضْرَتِهِ وبحضرة الْفُقَهَاء وَعمل لَهُم الْوَاقِف سماطا مليحا، وَحدث بِبَلَدِهِ وبالقاهرة وَغَيرهمَا أَخذ عَنهُ الْأَئِمَّة وَكَانَت دروسه حافلة بِحَيْثُ كَانَ شَيْخه الْبُرْهَان الْحلَبِي يَقُول: هِيَ دروس اجْتِهَاد لم أسمع شبهها إِلَّا من شَيخنَا البُلْقِينِيّ وَكَانَ شَيخنَا الْعَلَاء القلقشندي يَقُول مَا قدم علينا من الغرباء مثله

ص: 306

وَلم يزل يدرس ويفتي ويصنف حَتَّى مَاتَ بِبَلَدِهِ فِي يَوْم الْخَمِيس منتصف ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بعد عوده من الْقَاهِرَة بِيَسِير، وَمن أرخه بشوال فقدسها، وَلم يخلف بعده بهَا فِي الشَّافِعِيَّة مثله وَخلف مَالا جما رحمه الله وإيانا. وَقد ذكره شَيْخي فِي مُعْجَمه وَقَالَ: سَمِعت من فَوَائده وعلق عني كثيرا من كتابي تَعْلِيق التَّعْلِيق فِي سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة وَلما دخلت حلب مَعَ الْأَشْرَف أنزلني فِي منزله وَحضر معي عدَّة مجَالِس الْإِمْلَاء وَحدثت أَنا وَهُوَ بِجُزْء حَدِيثي فِي قَرْيَة جبر بن ظَاهر حلب وَله عناية كَبِيرَة بأخبار بَلَده وتراجم علمائها كثير المذاكرة والاستحضار للسيرة النَّبَوِيَّة ولكثير من الخلافيات، انْفَرد برياسة المملكة الحلبية غير مدافع وَذكره فِي أنبائه بِاخْتِصَار جدا وَأثبت غَيره فِي شُيُوخه الَّذين تفقهوا عَلَيْهِم بِالْقَاهِرَةِ ابْن الملقن وَهُوَ غلط فَلم يدْخل الْقَاهِرَة إِلَّا بعد مَوته واجتماعه بالبلقيني إِنَّمَا كَانَ بحلب، وَقَالَ ابْن قَاضِي شهبا:)

كَانَ يحفظ مواضيع كَثِيرَة من الْعُلُوم فَإِذا جلس عِنْده أحد يذاكره بهَا فَإِن نَقله إِلَى غَيرهَا أظهر الصمم وَعدم السماع وَثقل عَلَيْهِ ذَلِك قَالَ وَقد عرض عَلَيْهِ قَضَاء الشَّام فِي الدولة الأشرفية وَالْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة فَلم يقبل إِلَّا على بَلَده وَالْإِقَامَة بهَا وَنَحْوه قَوْله فِيمَا تقدم أَنه كَانَ يستحضر كثيرا وَقَالَ المقريزي فِي عقوده أَنه صَار رَئِيس حلب على الْإِطْلَاق قدم الْقَاهِرَة غير مرّة فَظهر من فضائله وَكَثْرَة استحضاره وتفننه مَا عظم بِهِ قدره وَقَالَ وَلم يخلف بِبِلَاد الشَّام بعده مثله رحمه الله.

عَليّ بن مُحَمَّد بن سعيد جبروه الْقَائِد. مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة سِتّ وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد.

عَليّ بن مُحَمَّد بن سَنَد الْمصْرِيّ الْفراش بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام. وَليهَا قبل سنة ثَمَانمِائَة ثمَّ ولي البوابة بالمظهرة الناصرية سنة عشر ثمَّ تَركهمَا لزوجي ابْنَتَيْهِ وَكَانَ قد حضر بعض الدُّرُوس بِمصْر فعلق بذهنه شَيْء من مسَائِل الْفِقْه وتكسب بزازا فِي بعض القياسر ثمَّ عانى التِّجَارَة بِمصْر ووقف كتبا اقتناها وَجعل مقرها برباط ربيع من مَكَّة وَبهَا مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سبع وَعشْرين وَقد بلغ السّبْعين أَو قاربها. ذكره الفاسي فِي مَكَّة.

عَليّ بن مُحَمَّد بن صَدَقَة نور الدّين بن الشَّمْس الدِّمَشْقِي أحد أَعْيَان تجارها كأبيه. مَاتَ فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بعد مرض طَوِيل انحطت قوته فِيهِ إِلَى قدر عَظِيم وَدفن من يَوْمه عِنْد أَبِيه بسفح قاسيون رحم الله شبابه. ذكره ابْن اللبودي.

عَليّ بن مُحَمَّد بن طعيمة الشَّيْخ نور الدّين الجراحي القاهري وَقد

ص: 307

ينْسب لجده. مِمَّن لَازم الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي أَمَالِيهِ وَغَيرهَا وَكَذَا لَازم شَيخنَا مِمَّا سَمعه عَلَيْهِ متبايناته وَشَيْخه كل مِنْهُمَا بل كَانَ كَمَا قَالَه لي الْجلَال القمصي يحفظ الشفا لعياض.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْبر بن يحيى بن عَليّ بن تَمام بن يُوسُف بن مُوسَى الْعَلَاء بن الْبَهَاء أبي الْبَقَاء الْأنْصَارِيّ الخزرجي السُّبْكِيّ الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أَخُو الولوي عبد الله والبدر مُحَمَّد ووالد شيختنا باي خاتون الْآتِيَة فِي النِّسَاء وَيعرف كسلفه بِابْن السُّبْكِيّ. ولد سنة سبع وَخمسين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَنَشَأ بِمصْر وَقدم دمشق مَعَ وَالِده فِي سنة خمس وَسبعين ودرس بالصارمية وَولي قضاءها مرَّتَيْنِ فِي دولة الظَّاهِر ومرتين فِي دولة النَّاصِر وَأول مَا اسْتَقر كَانَ الظَّاهِر فِي دمشق سنة سِتّ وَتِسْعين فَحَضَرَ قِرَاءَة تَقْلِيده قُضَاة الشَّام وقضاة مصر، وَكَانَ يذاكر بالفقه ويشارك فِي غَيره قَالَ ابْن حجي:)

كَانَ رَئِيسا محتشما ذكيا فَاضلا خَاتِمَة الْبَيْت السُّبْكِيّ، مَاتَ مختفيا من النَّاصِر فرج. حَكَاهُ شَيخنَا فِي أنبائه، وَقَالَ هُوَ إِنَّه مَاتَ من رعب أَصَابَهُ بِسَبَب مَال طلب مِنْهُ على سَبِيل الْقَهْر فاختفى عِنْد إِبْرَاهِيم بن الشَّيْخ أبي بكر الْموصِلِي فَمَاتَ مختفيا وَذَلِكَ فِي سنة تسع، وَقَالَ فِي مُعْجَمه أَنه أجَاز لَهُ الْعِزّ بن جمَاعَة وَغَيره، وَقدم الْقَاهِرَة بعد اللنك سَمِعت من فَوَائده بِدِمَشْق فِي الرحلة، وَذكر غَيره أَنه كَانَ بِدِمَشْق فِي كنف أَخِيه عبد الله ثمَّ قدم بعد مَوته إِلَى الْقَاهِرَة فناب عَن أَخِيه الآخر الْبَدْر ثمَّ عَاد إِلَى دمشق وَكَانَت وَفَاته بهَا فِي ربيع الآخر، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْحق نور الدّين الغمري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْخَطِيب التَّاجِر أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن عبد الْحق. ولد سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة بمنية غمر وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وتعانى الْبَز كسلفه وَصَحب الشَّيْخ مُحَمَّد الغمري وتميز عِنْده بِحَيْثُ جعله أحد الأوصياء على وَلَده وخطب بجامعه بِالْقَاهِرَةِ دهرا، وَحج غير مرّة وجاور فِي بَعْضهَا واشتغل يَسِيرا وَسمع على شَيخنَا وَغَيره وَكَذَا لازمني فِي سَماع القَوْل البديع وَغَيره من تآليفي وَغَيرهَا وَحصل كتبا بِخَط ابْن الْعِمَاد كالبخاري والشفا وأتقنهما وبخط غَيره كالترغيب لِلْمُنْذِرِيِّ والدميري وَالْقَوْل البديع وَجُمْلَة، وَكَانَ فِيهِ بر وَخير ورقة ثمَّ تضعضع حَاله جدا وَبَاعَ الْكتب الْمشَار إِلَيْهَا بعد وَقفه إِيَّاهَا وَلم يسْعد بذلك بل لم يزل فِي افتقار واحتياج إِلَى التَّعَرُّض للأخذ ثمَّ فلج ودام أشهرا مُنْقَطِعًا بِبَيْت بجوار جَامع الغمري إِلَى أَن حول مِنْهُ لبيت بِالْقربِ من خوخة سوق أَمِير الجيوش فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي أَوَائِل ذِي الْقعدَة سنة تسعين وَدفن بتربة القرا سنقرية وَخلف ذكرا وَأُنْثَى عوضهم الله الْجنَّة.

ص: 308

عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق بن أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي الفوارس ابْن عَليّ بن أَحْمد بن عمر بن قطامي الْعَلَاء بن الشَّمْس بن النَّجْم الْقرشِي التَّيْمِيّ الْبكْرِيّ المعري ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي الضَّرِير وَيعرف بِابْن الوردي لكَون جده الْأَعْلَى أبي بكر أَخا لجد الشَّيْخ زين الدّين عمر بن مظفر بن عمر بن مُحَمَّد بن أبي الفوارس. ولد فِي نصف شعْبَان سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة بالمعرة وَسمع من الشهَاب بن المرحل وَكَانَ يَقُول أَنه سمع من لفظ خَال أَبِيه الشّرف أبي بكر بن عمر بن الوردي الْبَهْجَة لِأَبِيهِ بِسَمَاعِهِ من ناظمها بل ابْن الوردي عَم جد أَبِيه أَحْمد كَمَا قدمْنَاهُ أَيْضا، وتفقه بالشرف الْمَذْكُور والسراج عبد اللَّطِيف الفوي وَأذن لَهُ)

بالإفتاء والتدريس وَكَذَا أَخذ الْحَاوِي عرضا عَن ابْن الرُّكْن بل تفقهه بِهِ مُمكن أَيْضا، وَحدث وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَكَانَ إِمَامًا عَالما محققا متقنا مفننا غَايَة فِي الذكاء وَسُرْعَة الْجَواب حَافِظًا للحاوي مجيدا لاستحضاره عَارِفًا بِهِ مستحضرا لغالب الْبَهْجَة ذَا نظم حسن بِحَيْثُ أَنه لما رأى فِي شرح الْبَهْجَة للولوي اعتراضه على ناظمها فِي إِسْقَاطه من أصل الْحَاوِي مالورد الْمُقْتَرض الْقَرْض بِأَحْسَن مِنْهُ فِي غير بَلَده من غير شَرط ذهولا قَالَ:

(قرض بِلَا شَرط يجوز أَن يرد

أَجود أَو أَكثر فِي غير بلد)

ثمَّ وجد بنسخة أخيرة من الْبَهْجَة بِخَط ناظمها وفيهَا:

(وَإِن يكن من غير شَرط أقرضا

فَرد فِي قطر سواهُ أَو قضى)

(أَجود أَو أَكثر لم يحرم وَلَا

يكره بل ينْدب فِي تين كلا)

وَكَانَ الزيني زَكَرِيَّا وقف عَلَيْهِمَا لشرحه لَهما، ورغبة فِي مجَالِس الْعلم بِحَيْثُ لَازم الْبُرْهَان الْحلَبِي بعد انحرافه عَنهُ وَكَثُرت استفادته مِنْهُ وسماعه عَلَيْهِ وتأسفه على مَا فَاتَهُ مِنْهُ، وَقد تكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا فَلَمَّا تلفت عينه فِي الْفِتْنَة بِسَبَب كشفهم رَأسه حَتَّى صَار لَا يبصر بهَا إِلَّا قَلِيلا وَكَانَت الْأُخْرَى تالفة قبل ذَلِك لجدري عرض لَهُ بل بَلغنِي أَن تلفهَا من وَقت الْولادَة فَإِن أمه كَانَت تستقي المَاء على بِئْر فأدركها الْمَخَاض فَخَشِيت من سُقُوطه فِي الْبِئْر فمالت على الْحجر وضمته هُوَ والمولود فصدعت رَأسه بأماكن وَأدّى جبرها لتلف عينه عِنْد كشفه وَلزِمَ من ذَلِك أَن صَار ضريرا ترك وَالْتمس بعد من الْعَلَاء بن خطيب الناصرية أَن يُقرر لَهُ راتبا فِي وقف العميان فنازعه فِي ذَلِك فَأثْبت بذلك محضرا. وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَأَرْبَعين بحلب وَدفن بمقبرة الشُّهَدَاء الصَّالِحين قَرِيبا من قبر عَم جده الْمشَار إِلَيْهِ الَّذِي قبلي الْمقَام الخليلي وَلذَا يُقَال فِي تَعْرِيفهَا خَارج بَاب الْمقَام رحمه الله وإيانا.

ص: 309

عَليّ بن الْمُحب مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن الصفي أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن إِبْرَاهِيم النُّور أَبُو الْحسن الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ. ولد بهَا وَسمع المراغي وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ جمَاعَة وباشر الْإِمَامَة بقرية التنضب من وَادي نَخْلَة الشامية نِيَابَة، وَكَانَ منطويا على عقل وَسُكُون وخدمة لأَصْحَابه. مَاتَ فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَهُوَ فِي عشر الْأَرْبَعين ظنا. تَرْجَمَة الفاسي فِي مَكَّة ثمَّ ابْن فَهد.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن رسْلَان بن نصير الْعَلَاء أَبُو الْحسن بن التَّاج أبي)

سَلمَة بن الْجلَال أبي الْفضل بن السراج البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي. ولد فِي رَجَب سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَحضر إِلَيْهِ جد وَالِده السراج حِينَئِذٍ فَأذن فِي أُذُنه الْيُمْنَى وَأقَام فِي الْيُسْرَى وبرك عَلَيْهِ، وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو وَربع التسهيل وَبَعض الرَّوْضَة وَقطعَة صَالِحَة من البُخَارِيّ وَغَيرهَا وَعرض على جده وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَأبي هُرَيْرَة بن النقاش والزين القمني وَشَيخنَا وَخلق وَأخذ الْفِقْه عَن الْبُرْهَان البيجوري والبرماويين والشهاب الطنتدائي وَحضر دروس جده ورام أَن يَجعله قَارِئ درس الخشابية بَين يَدَيْهِ فَمَا قدر وَقَرَأَ الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ عَن القاياتي وَأخذ النَّحْو وَالصرْف عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَكَذَا عَن الْبُرْهَان بن حجاج الأبناسي وَمن قبلهمَا عَن الشطنوفي وَقَرَأَ على الشَّمْس البوصيري فِي الْجمل للزجاجي فِي فَرَائض الْمِنْهَاج وَسمع عَلَيْهِ غير ذَلِك وَأذن لَهُ الْمجد الْبرمَاوِيّ فِي الإقراء وَكَذَا القاياتي، واشتهر بِسُرْعَة الْحِفْظ بِحَيْثُ كَانَ جده يناظر بِهِ فِي ذَلِك الْهَرَوِيّ فَيَقُول يذكرُونَ عَن حفظ الْهَرَوِيّ وحفيدي هَذَا يحفظ كَيْت وَكَيْت، وَلَكِن كَانَت فاهمته قَاصِرَة، ودرس الْفِقْه بالجيهية برغبة وَالِده لَهُ عَنهُ وَكَذَا اسْتَقر فِي الميعاد بهَا برغبة غَيره وَفِي تدريس الْفِقْه بالسكرية بِمصْر والإعادة فِيهِ بالقبة المنصورية وَفِي الحَدِيث بالقبة البيبرسية ثمَّ رغب بعد عَن ذَلِك كُله وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء والتقط ضوابط التدريب وَغير ذَلِك، وَحج فِي حَيَاة جده مَعَ وَالِده فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وناب فِي الْقَضَاء عَن شَيخنَا فَمن بعده، وَكتب لَهُ شَيخنَا حِين إِذْنه لَهُ مَا نَصه: أَذِنت لَهُ فِي ذَلِك لاستئهاله بِالطَّرِيقِ الشَّرْعِيّ، وَكَانَ كثير الْميل إِلَيْهِ والمحبة وَكَذَا كَانَ الْعَلَاء زَائِد الْحبّ فِيهِ بِحَيْثُ أَنه فِي ختم ولد لَهُ لم يدع عَم وَالِده مَعَ كَونه كَانَ بمدرستهم وَاقْتصر على شَيخنَا ولازم مجالسه كثيرا فِي الدِّرَايَة وَالرِّوَايَة وَكَذَا سمع على الْعَلَاء بن بردس وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن الطَّحَّان وَغَيرهم كَالشَّمْسِ

ص: 310

الْبرمَاوِيّ والشهاب البطائحي وقارئ الْهِدَايَة وَالْجمال الكازوني بل والشرف ابْن الكويك، وشافهه بِالْإِجَازَةِ ابْن الْجَزرِي بل أجَاز لي وَسمعت دروسه وفوائده، وَكَانَ مُفِيدا متواضعا كثير التودد متكرما على نَفسه وَعِيَاله لَا يبْقى على شَيْء رَاغِبًا فِي الانعزال محبا فِي الرَّاحَة وَقد أنكل وَلَده الْجلَال عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي وَكَيف بِأخرَة وافتقر جدا وتعلل مُدَّة ثمَّ مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثامن عشري شعْبَان سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْحَاكِم وَدفن عِنْد أَخِيه الشهَاب أَحْمد بمدرستهم رحمه الله وإيانا وَعَفا عَنهُ.)

عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله الزين بن المعيد بن الصفي الحسني الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ والماضي جده. ولد بايج وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فاشتغل عَلَيْهِ وتميز فِي الْعَرَبيَّة وَالْكَلَام وَنَحْوهمَا وَتزَوج بعابدة ابْنة عمته حليمة ابْنة الصفي فاستولدها ثمَّ فَارقهَا وَقدم مَكَّة فِي سنة أَربع وَتِسْعين فحج وَعَاد وسنه الْآن نَحْو الْأَرْبَعين.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْعَلَاء بن الْبَدْر بن السمربائي الأَصْل القاهري شَقِيق سعادات زوج الصّلاح المكيني. شَاب خضر غير مُتَوَجّه لصالحه سِيمَا حِين مُخَالطَة زوج أُخْته فِي تنبوك تأنقه فَلم يلبث أَن قصف فِي نضارته سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ عَن عشْرين سنة وَاشْتَدَّ أَسف أُخْته عَلَيْهِ عَفا الله عَنهُ وَكَانَ قد سمع مَعنا على أفضل الدّين مُحَمَّد المليجي الْمِائَة الشريحية.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن نور الدّين الصهرجتي القاهري الشَّافِعِي قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: مَاتَ فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين عَن نَحْو السّبْعين وَكَانَ مَشْهُورا بِالْخَيرِ من قدماء الشَّافِعِيَّة وَمِمَّنْ تكسب بِالشَّهَادَةِ رحمه الله.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن نور الدّين الإكداوي قاضيها وَيعرف بالغويطي بِمُعْجَمَة ثمَّ وَاو وَآخره مُهْملَة مصغر. مِمَّن حفظ الْقُرْآن وتولع بِالشَّهَادَةِ ثمَّ نَاب فِي بَلَده أدكو عَن شعْبَان بن جنيبات ثمَّ عَن نور الدّين البلبيسي ثمَّ عَن الْمُحب أخي القَاضِي السُّيُوطِيّ وَلم يحمد سِيمَا وَقد ضمن بحيرتها بِمِائَتي ألف بعد أَن كَانَت مُبَاحَة لخلق الله ودام سِنِين ثمَّ راد عَلَيْهِ الشهَاب بن محليس ثمَّ أَحْمد بن عبد الله بن كنايف الْبُرُلُّسِيّ واستمرت مَعَه بِثَلَاثَة آلَاف دِينَار فَكَانَ هَذَا من سيئاته وَقد امْتنع الزين زَكَرِيَّا من استنابته إِلَى أَن عجز من دفع الرسائل مَعَ تواليها وَحِينَئِذٍ أشركه مَعَ عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد

ص: 311

وَقيد عَلَيْهِ فِي عدم انْفِرَاده وَمَعَ هَذَا فالبلاء عَلَيْهِ مُسْتَمر وتعب شَرِيكه مَعَه، ثمَّ لم يزل على طَرِيقَته حَتَّى مَاتَ فِي أَوَائِل سنة سبع وَتِسْعين بأدكو عَفا الله عَنهُ.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن المنوفي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وَشَيخ رِبَاط ربيع وَيعرف بَين أهل بَلَده بِابْن مصاص بمهملتين بعد مِيم مَضْمُومَة مخففا. ولد فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بمنوف ثمَّ تحول مِنْهَا وَهُوَ صَغِير فَنزل الْأَزْهَر وَغَيره وَحفظ الْقُرْآن والبهجة وألفية النَّحْو ثمَّ بِمَكَّة التَّلْخِيص وجود الْقُرْآن بهَا على عمر النجار وتفهم الْبَهْجَة على ابْن الفالاتي وَفِي الألفية على ابْني أبي شرِيف بل حضر دروس الْمَنَاوِيّ وَغَيره وَسمع على)

الشُّيُوخ الَّذين قَرَأَ عَلَيْهِم الديمي بالكاملية البُخَارِيّ إِلَّا الْيَسِير مِنْهُ وعَلى الزين البوتيجي وَمن كَانَ مَعَه بِقِرَاءَتِي جلّ ابْن مَاجَه وَمِمَّا سَمعه على الزين المسلسل وَلكنه لم يتسلسل لَهُ، وخطب بِبَلَدِهِ وبجامع الْأَقْمَر وعدة أَمَاكِن نِيَابَة ثمَّ هَاجر بحرا إِلَى مَكَّة لقَضَاء فَرْضه فوصلها فِي رَمَضَان سنة سبع وَسِتِّينَ وَمَعَهُ كتب بِالْوَصِيَّةِ بِهِ إِلَى القَاضِي وَغَيره فأنزله ابْن أبي الْيمن برباط السِّدْرَة ثمَّ الْخَطِيب أَبُو الْفضل ببيته وأقرأ أَصْغَر ولديه واغتبط بِهِ الْخَطِيب بِحَيْثُ أَنه لما أُعِيدَت لَهما الخطابة أرسل باستنابته فِيهَا أَن لم يكن الْمُحب ابْن أَخِيه حَاضرا ورسخت قدمه بِمَكَّة وَهُوَ يقرئ الْوَلَد الْمشَار إِلَيْهِ وَحضر بهَا دروس أَمَام الكاملية وَغَيره ثمَّ لما توجه الْوَلَد لِأَبِيهِ بِالْقَاهِرَةِ ذهب للزيارة النَّبَوِيَّة فدام بِطيبَة سنة وَحضر بهَا دروس صالحها الشهَاب الأبشيطي وَعَاد فتصدى لإقراء الْأَبْنَاء بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام بل اسْتَقر فِي مشيخة رِبَاط ربيع فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بعد موت إِبْرَاهِيم بن مُفلس الزبيدِيّ وَهُوَ فِي غُضُون ذَلِك يحضر دروس البرهاني وأخيه الْخَطِيب فِي الْفِقْه وأصوله وَغَيرهمَا وَرُبمَا يرغب إِلَيْهِ فِي غسل الْأَمْوَات مَعَ تبرمه من ذَلِك، وتكسب بِالشَّهَادَةِ ثمَّ اقْتصر عَلَيْهَا رَفِيقًا لزائد معرضًا عَن إقراء الْأَبْنَاء، وَهُوَ إِنْسَان خير لون وَاحِد وَالْغَالِب عَلَيْهِ السذاجة والغفلة وصلاحه مستفيض نفع الله بِهِ. عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن الرفا.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْعلي بن فَخر بِضَم الْقَاف وَسُكُون الْمُهْملَة بعْدهَا رَاء موفق الدّين العكي الزبيدِيّ الشَّافِعِي. ولد سنة ثَمَان وَخمسين وَسَبْعمائة وتفقه بِأَحْمَد بن أبي بكر الْحَضْرَمِيّ وَبِه انْتفع وبالشهاب أَحْمد بن أبي بكر النَّاشِرِيّ وَالْجمال الريمي وَمهر فِيهِ وَتقدم إِلَى أَن صَار مفتى زبيد وفقيهها والمرجوع إِلَيْهِ فِي ذَلِك وأكبر مفتيها سنا وَأخذ النَّاس عَنهُ وَهُوَ أول من ولي من الشَّافِعِيَّة إِمَامَة مَسْجِد الأشاغر بهَا فِي سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة. مَاتَ فِي ثَانِي أَو

ص: 312

أول شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَوَصفه بالفقيه الْعَالم الْفَاضِل وَاقْتصر بعض المؤرخين فِي إِيرَاده على اسْم أَبِيه وَقَالَ بَعضهم عَليّ بن مُحَمَّد بن فَخر الدّين، وَهُوَ تَحْرِيف وَزِيَادَة وَقَالَ المقريزي: إِلَيْهِ انْتَهَت رياسة الْعلم وَالْفَتْوَى بزبيد، وَقَالَ الْعَفِيف النَّاشِرِيّ: الْفَقِيه الْعَلامَة أحد الْمُفْتِينَ بزبيد تفقه بِجَمَاعَة كثيرين واجتهد فِي طلب الْعلم فبرع فِيهِ وطار ذكره وَعظم قدره قَرَأت عَلَيْهِ منهاج النَّوَوِيّ.)

عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الميقاتي النقاش.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عَليّ بن مُحَمَّد الأكحل بن شرشيق بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن القطب المحيوي أبي مُحَمَّد عبد الْقَادِر بن أبي صَالح عبد الله نور الدّين الحسني الكيلاني الأَصْل القاهري الْحَنْبَلِيّ وَالِد عبد الْقَادِر الْمَاضِي وَشَيخ القادرية لبس الْخِرْقَة القادرية من آبَائِهِ وألبسها جمَاعَة مِنْهُم صاحبنا أَبُو إِسْحَق إِبْرَاهِيم القادري وَقَالَ أَنه كَانَ عين القادرية بالديار المصرية حسن الْخلق ذَا هَيْبَة ووقار وسكينة وحلم. مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين وَدفن بِمحل سكنه بالتربة الْمَعْرُوفَة بعدِي بن مُسَافر من القرافة الصُّغْرَى رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْقوي بن مُحَمَّد بن عبد الْقوي النُّور بن خير الدّين أبي الْخَيْر الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ. ولد فِي صفر سنة خمس وَأَرْبَعين بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ التَّرَاوِيح للأفضلية وألفية النَّحْو والعمدة للموفق بن قدامَة ومختصر ابْن الْحَاجِب، وَعرض واشتغل بِالْقَاهِرَةِ وَقد دَخلهَا غير مرّة وَله نظم. مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ. أرخه ابْن فَهد.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن حسن الخواجا الْعَلَاء الكيلاني ثمَّ الْمَكِّيّ وَيعرف بالشيخ عَليّ.

ولد بكيلان وسافر مِنْهَا وَهُوَ ابْن أَربع عشرَة وَدخل الشَّام ثمَّ مصر ثمَّ مَكَّة ثمَّ سَافر مِنْهَا إِلَى الْيمن وَتردد كثيرا لمصر وَانْقطع بِمَكَّة إِمَّا قبيل الْقرن أَو بعده ثمَّ خرج مِنْهَا فِي أَوَاخِر سنة تسع وَعشْرين وَدخل عدن من الْيمن وَأقَام بهَا حَتَّى مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَمَان وَأَرْبَعين عَن مائَة وَثَلَاث سِنِين وَدفن بالقطيع. ذكره ابْن فَهد.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم النُّور أَبُو الْحسن الفوي القاهري الشَّافِعِي نزيل خانقاه شيخو ووالد مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بالفوي. ولد فِي حُدُود الْخمسين وَسَبْعمائة وَسمع على التقي الْبَغْدَادِيّ الصَّحِيحَيْنِ وعَلى الْبَيَانِي ثَانِيهمَا وعَلى الْجمال بن نباتة سيرة ابْن هِشَام والغيلانيات بفوت يسير فِيهَا خَاصَّة وعَلى الْمُحب الخلاطي

ص: 313

السّنَن للدارقطني وصفوة التصوف لِابْنِ طَاهِر بفوت يسير فِيهَا خَاصَّة أَنه لبس الْخِرْقَة من الشَّيْخ يُوسُف لعجمي وتلقن مِنْهُ الذّكر وَحج فَسمع بِمَكَّة فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة التَّيْسِير من أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد ابْن إِبْرَاهِيم التّونسِيّ الْمَالِكِي وَكَذَا سمع من آخَرين وَحدث وَسمع مِنْهُ الْأَئِمَّة كشيخنا والموفق الأبي والزين رضوَان وَفِي قيد الْحَيَاة الْآن من أَصْحَابه جمَاعَة وَكَانَ أحد الطّلبَة والقراء)

بالشيخونية، وَمِمَّنْ ذكره المقريزي فِي عقوده. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَعشْرين رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو الْحسن النَّاشِرِيّ أَخُو عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي. أَخذ عَن أَبِيه وَكَانَ حسن السمت كَرِيمًا سليم الصَّدْر ولي خطابة كدرا سِهَام. مَاتَ بالمهجم فِي أَوَائِل سنة أَربع وَعشْرين ومولده سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ. ذكره الْعَفِيف فِي أَخِيه.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُجَاهِد نور الدّين الدماصي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْخَطِيب أَخُو عبد الله الْمَاضِي وَيعرف بالدماصي. ولد فِي سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بدماص وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد أَخِيه وخطب بِبَلَدِهِ ثمَّ قدم الْقَاهِرَة قَرِيبا من سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَأثبت عَدَالَته عِنْد أبي البركات الغراقي وَلكنه لم يجلس لذَلِك بل تصدى لتعليم الْأَطْفَال والتأذين بِجَامِع الغمري بل وَأم بِهِ فِي بعض الْأَوْقَات وخطب بشبرا الْخَيْمَة وقتا وَكَذَا بِجَامِع الْأَزْهَر وحمدت خطابته لتحريه تصحيحها على الزين الأبناسي وكاتبه وَكَانَ يكثر مُرَاجعَته لي فِيمَا يُؤَدِّيه فِيهَا من الْأَحَادِيث إِلَى أَن اشْتهر بذلك ونزله ابْن مزهر فِي صوفيته بِهِ ثمَّ حج هُوَ وَزَوجته لقَضَاء الْفَرْض من الْمَوْسِم ورجعا إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة للزيارة فانقطعا بهَا، وتنزل هُوَ فِي سبع خير بك وَلم يلبث أَن توعك وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ فِي عشري شَوَّال سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَدفن بِالبَقِيعِ رحمه الله فقد كَانَ خيرا متوددا.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله نور الدّين أَبُو مُحَمَّد البهرمسي الْمحلي الشَّافِعِي. ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بالبهرمس من الْمحلة وَحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ وَنِهَايَة الِاخْتِصَار وَبَعض التَّنْبِيه وَبحث النّصْف من الْحَاوِي على الْوَلِيّ بن القطب وَفِي الملحة وقواعد ابْن هِشَام الصُّغْرَى على نَاصِر الدّين البارنباري وَكَذَا بحث عَلَيْهِ فِي الْعرُوض وَصَحب الشهَاب أَحْمد بن الزَّاهِد وَكَانَ مِمَّن أوصى إِلَيْهِ على جَامعه وجماعته بل واختص بالشيخ مُحَمَّد الْعمريّ بِحَيْثُ تزوج ابْنه بابنته، واعتنى بالأدب فنظم الْكثير الْحسن وَجمع من نظمه ديوانا على حُرُوف المعجم فِي مُجَلد كَبِير ونظم الْمِعْرَاج

ص: 314

النَّبَوِيّ فِي قصيدة نبوية نَحْو خَمْسمِائَة بَيت وَعمل فِي المديح النَّبَوِيّ سَبْعَة عشر بَيْتا فِي أول بَيت مِنْهَا تَسْمِيَة بحرها بل لَهُ فِي المديح النَّبَوِيّ قلائد النحور لمهور الْحور نَحْو الوتريات وَحدث بنظمه كتب عَنهُ بعض أَصْحَابنَا من)

ذَلِك قَوْله:

(جَاءَنِي من حبيب قلبِي كتاب

عجب النَّاس إِذْ رَأَوْا رساله)

(قلت لَا تعجبوا فَإِن حَبِيبِي

مالكي وَهُوَ متحفي بالرساله)

وَكَانَ إنْسَانا حسنا خيرا راسخ الْإِسْلَام مَعَ كَونه من أَوْلَاد القبط يظْهر على كَلَامه الْخَبَر. مَاتَ فِي يَوْم السبت ثَانِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بالمحلة رحمه الله.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله الْعَلَاء الْحلَبِي بن القرمي الشَّافِعِي. نَشأ بِدِمَشْق وتكسب بالنسخ وَوَقع لقضاتها بل عمل نقابة بَعضهم ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وَولي قَضَاء غَزَّة سِنِين ثمَّ دمياط ثمَّ مشيخة البيبرسية. وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع عشرَة. ذكره المقريزي فِي عقوده وَقَالَ: صحبناه دهرا وَكَانَت بَيْننَا مصاهرة وَينظر فأظنه فِي كتابي هَذَا.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله نور الدّين السعودي. مِمَّن حضر عِنْد شَيخنَا بعض الأمالي الْقَدِيمَة.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله نور الدّين الْمَنَاوِيّ ثمَّ القاهري الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بباهو. مَاتَ فِي صفر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ عَن بضع وَسِتِّينَ وَأسْندَ وَصيته لِلشِّهَابِ الششيني الْحَنْبَلِيّ وَكَانَ سَاكِنا خيرا عَاقِلا يتجر فِي السكر وَغَيره وينتمي لبني الجيعان وباسمه أطلاب ووظائف مِنْهَا التصوف بالأشرفية، حج وباشر عُقُود الْأَنْكِحَة مَعَ الْمُحَافظَة على الْجَمَاعَة وَطيب الْكَلَام رحمه الله وَله ولد ذكر تَركه صَغِيرا فحفظ وَصِيَّة الْخرقِيّ وَعرضه على بعد ثَمَان سِنِين.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله المرستاني الضَّرِير. رجل عَامي كَانَ يكثر استفتاء شَيخنَا عَن الْأَحَادِيث وَنَحْوهَا بِحَيْثُ اجْتمع عِنْده من ذَلِك الْكثير وَأكْثر من السماع عَلَيْهِ وَكَذَا سمع من غَيره قَلِيلا وَصَارَ يستحضر أَشْيَاء وَأَظنهُ عَاشَ إِلَى قريب السِّتين وَتَفَرَّقَتْ أوراقه مَعَ كَثْرَة مَا فِيهَا من الْفَوَائِد.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله الْمُؤَذّن بِجَامِع كَمَال وَيعرف بالهنيدي. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.

عَليّ بن مُحَمَّد بن الشّرف عبد الْمُؤمن نور الدّين البتنوني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بدوادار الْحَنْبَلِيّ. ولد فِي رَابِع عشر رَمَضَان سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بالبتنون من المنوفية وَنَشَأ بهَا ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ عِنْد أَعْمَامه وَتردد للجامع الْأَزْهَر فاشتغل فِيهِ يَسِيرا ولازم الْبَدْر البدرشي ثمَّ خدم الْبَدْر

ص: 315

الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ إِلَى أَن مَاتَ وَفِي أثْنَاء ذَلِك حج مَعَه غير مرّة وَسمع على الزين الزَّرْكَشِيّ والمقريزي وَابْن الطَّحَّان وَابْن بردس وَابْن نَاظر الصاحبة، وَنزل)

فِي بعض الْجِهَات وَكتب عَن شَيخنَا فِي الْإِمْلَاء، وَبعد موت الْبَدْر تردد للمحلي وَكتب شَرحه على الْمِنْهَاج وَغَيره وَصَارَ يحضر درسه بل جلس مَعَ الطّلبَة عِنْد الشرواني وَأَشَارَ عَلَيْهِ بِالْقِرَاءَةِ على الشّرف عبد الْحق السنباطي وَكَذَا حمل عني أَشْيَاء من تصانيفي وَغَيرهَا كالقول البديع بعد أَن كتبه بِخَطِّهِ وانتمى لأبي بكر بن عبد الباسط فنزله فِي مدرسة أَبِيه وَأحسن إِلَيْهِ وَدخل مَعَه الشَّام لما ولى ابْنه الجوالي صَار يتحدث عَنهُ فِيهَا وَلم يلبث أَن استبد هُوَ بالتكلم ورماه النَّاس عَن قَوس وَاحِدَة مَعَ مزِيد تودده واحتماله وتعبه بِسَبَب من رَافع فِيهِ بِحَيْثُ رسم عَلَيْهِ عدَّة أَيَّام سِيمَا وَقد نقل أمره على جانم قريب السُّلْطَان لما جعل لَهُ النّظر فِي تَدْبيره ثمَّ بعده تمكن فِي الْوَظِيفَة بِمَوْت أكَابِر ديوانها وفاز فِيمَا قيل بأسماء متوفرة بِالدُّخُولِ فِي ترك الحشريين بل والمزاحمة فِي غَيرهَا وتقوى بإشراك أبي الطّيب السُّيُوطِيّ مَعَه فِي الضَّبْط وبخدمته لرمضان المهتار مَعَ تعلله بأمراض باطنية وَقبل ذَلِك لزم التَّرَدُّد لأبي الْعَبَّاس بن الغمري والانتماء إِلَيْهِ بِحَيْثُ زوج أَصْغَر ولديه لابنته وَمَات أكبرهما فَصَبر كل ذَلِك وبدنه ضَعِيف.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد النصير الْعَلَاء السخاوي الأَصْل الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمصْرِيّ الْكَاتِب ويلقب بعصفور. هَكَذَا قَرَأت نسبه بِخَط التقي بن قَاضِي شُبْهَة. كَانَ كَاتبا مجيدا للكتابة بِسَائِر الأقلام مِمَّن كتب على الزين مُحَمَّد بن الْحَرَّانِي نَاظر الْأَوْقَاف بِدِمَشْق وَدخل حلب فَاجْتمع بِهِ ابْن خطيب الناصرية وَقَالَ إِنَّه كَانَ إنْسَانا حسنا عَاقِلا دينا سَاكِنا أَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ على توقيع الدست وَهُوَ الَّذِي كتب الْعَهْد للناصر بسلطنته الثَّانِيَة عوضا عَن أَخِيه عبد الْعَزِيز فِي سنة ثَمَانمِائَة.

وَمَات فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشر رَجَب سنة ثَمَان بِالْقَاهِرَةِ، ورثاه بعض الأدباء بقوله:

(قد نسخ الْكتاب من بعده

عُصْفُور لنا طَار للخلد)

(مذ كتب الْعَهْد قضى نحبه

وَكَانَ مِنْهُ آخر الْعَهْد)

وَقد ذكره شَيخنَا مُقْتَصرا على اسْمه وبيض لنسبه تبعا لِابْنِ خطيب الناصرية وَقَالَ: الْكَاتِب المجود كَاتب الْمَنْسُوب الملقب بعصفور موقع الدست حَتَّى كَانَ بَعضهم يَقُول ضَاعَ عُصْفُور فِي الدست، وَكَذَا وَقع عَن جمَاعَة من أكَابِر الْأُمَرَاء وَدخل صُحْبَة سودون قريب السُّلْطَان دمشق وَوصل مَعَه إِلَى حلب فنهب مَعَ من نهب بأيدي اللنكية وَلكنه نجا من الْأسر وَكتب عَلَيْهِ جمَاعَة من الْأَعْيَان وانتفعوا بِهِ، وَكَانَ

ص: 316

يكْتب على طَريقَة ياقوت بارعا فِي كِتَابَة)

الْمَنْسُوب على طرية الشاميين، وَكَانَ شَيخنَا الزفتاوي صديقه وَيكْتب طَريقَة ابْن الْعَفِيف رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْوَارِث بن مُحَمَّد بن عبد الْعَظِيم النُّور بن الْجمال بن الزين الْقرشِي التَّيْمِيّ الْبكْرِيّ الشَّافِعِي عَم النَّجْم عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَارِث. ولد سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة واشتغل بِالْعلمِ وَأخذ الْفِقْه عَن ابْن عقيل وَغَيره وَسمع من الْعِزّ بن جمَاعَة القَاضِي وَمهر فِي الْفِقْه خَاصَّة وَكَانَ كثير الاستحضار قَائِما بِالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ شَدِيدا على من يطلع مِنْهُ على أَمر مُنكر بِحَيْثُ جَرّه الْإِكْثَار مِنْهُ إِلَى أَن حسن لَهُ بعض أَصْحَابه أَن يتَوَلَّى الْحِسْبَة فولي حسبَة مصر مرَارًا وامتهن بذلك حَتَّى أضرّ ذَلِك بِهِ وَمَات مُنْفَصِلا عَنْهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ عَن ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ فِي مُعْجَمه: أخذت عَنهُ من فَوَائده، والمقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَيُّوب بن عُثْمَان نور الدّين الْعمريّ الأشليمي القاهري الشَّافِعِي أَخُو الشّرف مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بالأشليمي. ولد بأشليم وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن ثمَّ قدم الْقَاهِرَة على عَمه أصيل الدّين مُحَمَّد فَأَقَامَ تَحت نظره حَتَّى حفظ التَّنْبِيه واشتغل على طَريقَة استقامة وَخير مَعَ التكسب بِالشَّهَادَةِ فِي حَانُوت الجورة وَغَيره بل نَاب بِأخرَة فِي الْقَضَاء وَكَانَ من رفاق الجدابي الْأُم سَاكِنا خيرا رَاغِبًا فِي الانجماع مديما للتلاوة كتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء وَمَعَ شيخوخته كَانَ يقْرَأ على الْكَمَال إِمَام الكاملية. مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد ثَانِي عشر رَمَضَان سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء وَقد قَارب الثَّمَانِينَ وَلم يحجّ فحج عَنهُ رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان نور الدّين حفيد شيخ الْقُرَّاء الْفَخر المَخْزُومِي البلبيسي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الْمقري وَالِد الْمُحب مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِإِمَام الْأَزْهَر. ولد سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا مِنْهَا التَّنْبِيه وَعرض على الْجَمَاعَة، وَمَات جده وَهُوَ مُمَيّز بعد أَن سمع عَلَيْهِ بعض الْقُرْآن، وَأخذ الْقرَاءَات عَن الزراتيتي والعفصي وَكَذَا فِيمَا قيل عَن التَّاج بن تمرية يَسِيرا ولازم القاياتي قَدِيما وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي شرح التَّنْبِيه للزنكلوني وَغَيره وَعلي بن قديد شرح الألفية لِابْنِ المُصَنّف فِي آخَرين، وَاسْتقر فِي الْإِمَامَة بالأزهر عقب موت وَالِده بعد أَن كَانَ الْكَمَال الدَّمِيرِيّ رام أَخذهَا فعورض واستنيب عَن هَذَا حَتَّى ترعرع وَكَذَا ولي تدريس الْقرَاءَات بِجَامِع الْحَاكِم)

وتصدى للإقراء فَانْتَفع بِهِ فِي الْقرَاءَات خلق وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الزين زَكَرِيَّا وَكنت مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ الْيَسِير لِابْنِ كثير وَسمعت عَلَيْهِ فِي الْجمع وَغَيره، وَكَانَ خيرا مهابا

ص: 317

متواضعا قانعا متوددا مُعْتَقدًا حسن السمت سَاكِنا كثير الْبر وَالْإِحْسَان للمجاورين وَنَحْوهم مَعَ الْإِلْمَام بالتوجية ومشاركة مَا. مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد منتصف الْمحرم سنة أَربع وَسِتِّينَ رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عبد الله الجناني بِكَسْر الْجِيم ثمَّ نون خَفِيفَة وَآخره نون أَيْضا ثمَّ الصَّالِحِي الْمُؤَذّن بجامعها المظفري وَيعرف بِابْن شقير. حضر فِي الثَّالِثَة سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة على الصّلاح بن أبي عمر جُزْءا فِيهِ خَمْسَة عشر حَدِيثا مخرجة فِي مشيخة الْفَخر الْأنْصَارِيّ انتقاء البرزالي قَالَ أَنا بهَا الْفَخر وَحدث بِهِ وسَمعه مِنْهُ الْفُضَلَاء من أَصْحَابنَا وَمَات.

عَليّ بن مُحَمَّد بن ثَمَان البربهاري الْمَكِّيّ الْعمريّ نِسْبَة لعمل الْعُمر. مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة تسع وَسبعين. أرخه ابْن فَهد.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عجلَان بن رميثة بن أبي نمي الحسني الْمَكِّيّ. مَاتَ فِي أَوَائِل الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين. أرخه ابْن فَهد.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عرب الْعَلَاء القاهري سبط الْكَمَال التركماني القَاضِي. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: نَاب فِي الحكم بِبَعْض الْبِلَاد بل ولي قَضَاء الْعَسْكَر، وَمَات فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر الأدمِيّ القاهري الْمَاضِي جده وَأَخُوهُ عبد الرَّحْمَن وقريبهما عبد الباسط بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن والآتي أَبوهُ. ولد فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بالحسينية وَنَشَأ فحفظ الْعُمْدَة والمنهاج وألفية النَّحْو وَجمع الْجَوَامِع وَالْكثير من التسهيل، وَعرض على جمَاعَة ولازم أَبَا الْقسم النويري وَسمع على شَيخنَا وَغَيره وتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي حَانُوت الخضريين خَارج بَاب زويلة بل رُبمَا نَاب فِي بعض الْقرى، وسافر فِي الْبَحْر غير مرّة وَصَارَ يعتني بالمراكب وَالْحمل فِيهَا بالبحر المالح وَيَأْخُذ لأجل ذَلِك من أَمْوَال النَّاس بِالرِّبْحِ وَغَيره مَا يصرفهُ فِيهَا وَهُوَ يصاب مرّة بعد أُخْرَى إِلَى أَن كَانَ فِي سنة تسعين أَو الَّتِي بعْدهَا فغرق لَهُ مسماري ثقيل بِالْقربِ من بعض البنادر وَعجز عَن تَخْلِيص أخشابه وَأقَام لذَلِك بِالطورِ ثمَّ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة ثمَّ بِمَكَّة وتعلل فِيهَا بالإسهال وَغَيره حَتَّى مَاتَ غَرِيبا وحيدا زَائِد الْفَاقَة فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَتِسْعين. وَصلي عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْجُمُعَة ثمَّ دفن)

بالمعلاة سامحه الله وإيانا.

عَليّ بن أبي عبد الله بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري الْمَكِّيّ أجَاز لَهُ فِي سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والفوي وَالْفَخْر الدنديلي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن حسن البيجوري فِي آخَرين. مَاتَ صَغِيرا.

ص: 318

عَليّ بن التَّاج مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد القادري. قَالَ أَنه سمع على عبد الرَّحِيم بن عبد الْكَرِيم بن نصر الله الشِّيرَازِيّ الجرهي وسَاق سَنَده إِلَى الْبَغَوِيّ وَأَنه يروي ألفية ابْن مَالك قِرَاءَة وسماعا عَن النُّور أبي الْفضل عَليّ بن الصَّالح بن أَحْمد الكيلاني الشَّافِعِي القَاضِي وسَاق سَنَده لناظمها كَمَا أثبت ذَلِك فِي التَّارِيخ الْكَبِير، أجَاز لِابْنِ أبي الْيمن حِين عرض عَلَيْهِ فِي سنة ثَلَاثِينَ.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن ذِي الاسمين أَيُّوب عُثْمَان بن ذِي الاسمين عبد الْعَزِيز عبد الْمجِيد الشهير بِأبي الْمجد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن قُرَيْش نور الدّين وَرُبمَا كني بأكبر أَوْلَاده النَّجْم فَيُقَال أَبُو نجم الدّين بن نجم الدّين الْقرشِي الأبودري بِفَتْح الْهمزَة ثمَّ مُوَحدَة ودال مُهْملَة ثمَّ رَاء مُشَدّدَة نِسْبَة لأبي درة من أَعمال الْبحيرَة ثمَّ الدسوقي بِضَم الْمُهْمَلَتَيْنِ الْمَالِكِي وَيعرف بسنان لسن كَانَت لَهُ بارزة وَأَيوب فِي نسبه هُوَ أَخُو الشَّيْخ إِبْرَاهِيم الدسوقي صَاحب الْأَحْوَال.

ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة بِأبي درة وانتقل مِنْهَا وَهُوَ صَغِير بعد موت وَالِده وَحفظ الْقُرْآن عِنْد الشهَاب التروجي وتلاه لأبي عمر وَعلي بن عَامر بلقانه وَحفظ عِنْده الشاطبيتين ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فحفظ بهَا أَيْضا الْعُمْدَة والرسالة ومختصر ابْن الْحَاجِب كِلَاهُمَا فِي الْمَذْهَب والملحة وألفية ابْن مَالك، وَعرض على الزين قَاسم السمسطائي النويري ولازمه فِي بحث الرسَالَة والمختصر مَعًا بل رافقه فِي سَماع الحَدِيث وَبحث الْعُمْدَة على الزين عبيد البشكالسي وَمن شُيُوخه فِي السماع الصّلاح الزفتاوي والتنوخي وَابْن الشيخة وَابْن الفصيح والعراقي والهيثمي والأبناسي والدجوي والغماري والمراغي والنور الهوريني وَالْجمال عبد الله الرَّشِيدِيّ وناصر الدّين نصر الله الْحَنْبَلِيّ والسويداوي والحلاوي وَأكْثر من المسموع وَكَانَ يخبر أَنه أَخذ الْخِرْقَة الدسوقية عَن ابْن عَمه الْجمال عبد الله بن مُحَمَّد بن مُوسَى المنوفي بدسوق فِي سنة نَيف وَثَمَانمِائَة عَن أَبِيه عَن جده مُوسَى عَن شقيقه إِبْرَاهِيم، وقطن دسوق من سنة اثْنَتَيْ عشرَة إِلَى أَن مَاتَ شيخ الْمقَام الإبراهيمي بهَا وَهُوَ ابْن عَمه الشَّمْس مُحَمَّد بن)

نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن جُلُود فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ فاستقر عوضه فِي المشيخة فباشرها وَصرف عَنْهَا مرَارًا، وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل إسكندرية مرَارًا، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء حملت عَنهُ الْكثير بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ بدسوق وارتفق بِمَا كَانَ يصله بِهِ الطّلبَة فِي سني الغلاء لكَونه كَانَ كثير الْعِيَال جدا وَكَانَ حِينَئِذٍ مُنْفَصِلا عَن المشيخة، وَكَانَ خيرا ضابطا صَدُوقًا ثِقَة ثبتا سَاكِنا وقورا صبورا على إسماع متواضعا سليم الْفطْرَة مستحضر الْفَوَائِد. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة حادي عشر رَمَضَان سنة تسع وَخمسين

ص: 319

بدسوق على مشيختها وَدفن عِنْد الضريح البرهاني وَخلف أَوْلَادًا رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن حَمْزَة بن مُحَمَّد بن نَاصِر الدّين الْعَلَاء أَبُو الْحسن وَأَبُو هَاشم بن الْحَافِظ الشَّمْس أبي المحاسن الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد الْمَاضِي. ولد فِي ربيع الأول سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة وَأمه عَائِشَة ابْنة مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ الذَّهَبِيّ، واعتنى بِهِ أَبوهُ فَأحْضرهُ فِي الأولى على عمر بن عُثْمَان بن سَالم بن خلف جُزْء الغطريف وَغَيره وعَلى نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أزبك الخازنداري المهروانيات وَغَيرهَا وَفِي الرَّابِعَة على إِسْمَاعِيل بن السَّيْف أربعي أبي الأسعد الْقشيرِي وَفِي الْخَامِسَة على أَحْمد بن النَّجْم السمعونيات وَسمع من الْبَيَانِي جُزْء غُلَام ثَعْلَب وَمن سِتّ الْعَرَب وَغَيرهمَا، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء روى لنا عَنهُ الْمُوفق الأبي وَكَانَ رَفِيقًا لِلْحَافِظِ ابْن مُوسَى فِي الْأَخْذ عَنهُ، وَأَجَازَ لِابْنِ فَهد وَوَلَدي شَيخنَا، وَذكره فِي مُعْجَمه وَكَانَ نَاظر الأوصياء بِدِمَشْق. مَاتَ بهَا فِي شَوَّال سنة تسع عشرَة رحمه الله.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حُسَيْن بن مُحَمَّد الشّرف الأرموي. فِيمَن اسْم أَبِيه أَحْمد.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن خَلِيل نور الدّين بن الشَّمْس القاهري الأَصْل الْمَكِّيّ وَالِد عمر الْآتِي وَأَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن السيرجي. ولد فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَأمه أم الْخَيْر ابْنة الْجمال إِبْرَاهِيم الأميوطي وَنَشَأ بهَا، كَانَ بِيَدِهِ التَّكَلُّم على دَار أم الْمُؤمنِينَ خَدِيجَة الْمَعْرُوفَة بمولد السيدة فَاطِمَة تَلقاهُ عَن أَبِيه، وَمَات مقتولا بطرِيق وَادي مر فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بمعلاتها وَلم يكن مَحْمُودًا عَفا الله عَنهُ.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن درباس الْعَلَاء بن الْعَلَاء ذكره البقاعي فِي شُيُوخه مُجَردا. عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن سعدون التجِيبِي الجرائري قاضيها. مَاتَ سنة بضع وَخمسين.)

عَليّ بن الْبَهَاء مُحَمَّد بن عَليّ بن سعيد بن سَالم بن عمر بن يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن طَاهِر بن مُحَمَّد بن صبح الْبَهَاء الْأنْصَارِيّ وَيعرف بِابْن إِمَام المشهد.

ولد سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وأسمع على عبد الرَّحِيم بن إِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر وَمُحَمّد وَزَيْنَب ابْني ابْن الخباز. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أجَاز لي وَلم يؤرخ وَفَاته فَذَكرته ظنا.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عَبَّاس بن فتيَان الْعَلَاء البعلي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن اللحام وَهِي حِرْفَة أَبِيه. ولد بعد الْخمسين وَسَبْعمائة ببعلبك وَنَشَأ بهَا فِي كَفَالَة خَاله لكَون أَبِيه مَاتَ وَهُوَ رَضِيع فَعلمه صَنْعَة الْكِتَابَة ثمَّ حبب

ص: 320

إِلَيْهِ الطّلب بِنَفسِهِ وتفقه على الشَّمْس بن اليونانية ثمَّ انْتقل إِلَى دمشق وتلمذ لبن رَجَب وَغَيره وبرع فِي مذْهبه ودرس وَأفْتى وشارك فِي الْفُنُون وناب فِي الحكم وَوعظ بالجامع الْأمَوِي فِي حَلقَة ابْن رَجَب بعده وَكَانَت مواعيده حافلة ينْقل فِيهَا مَذَاهِب الْمُخَالفين محررة من كتبهمْ مَعَ حسن المجالسة وَكَثْرَة التَّوَاضُع ثمَّ ترك الحكم بِأخرَة وانجمع على الِاشْتِغَال وَيُقَال إِنَّه عرض عَلَيْهِ قَضَاء دمشق اسْتِقْلَالا فَأبى وَصَارَ شيخ الْحَنَابِلَة بِالشَّام مَعَ ابْن مُفْلِح فَانْتَفع النَّاس بِهِ، وَقد قدم الْقَاهِرَة بعد الكائنة الْعُظْمَى بِدِمَشْق فسكنها وَولي تدريس المنصورية ثمَّ نزل عَنْهَا وَعين للْقَضَاء بعد موت الْمُوفق بن نصر الله فَامْتنعَ فِيمَا قيل، وَمَات بعد ذَلِك بِيَسِير فِي يَوْم عيد الْأَضْحَى وَقَالَ المقريزي عيد الْفطر سنة ثَلَاث وَقد جَازَ الْخمسين، ذكره شَيخنَا فِي أنبائه، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعَزِيز السكندري أحد بوابيها وَيعرف بِابْن حطيبة تَصْغِير حطبة بالإهمال وَالْمُوَحَّدَة. ولد سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بثغر إسكندرية وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَصلى بِهِ فَلَمَّا توفّي أَبوهُ أَخذ عَنهُ البوابة فاشتغل بهَا وعني بالشعر فأتقن الزجل وَقدم عَلَيْهِم التقي بن حجَّة فِي دولة الْمُؤَيد فَاجْتمع بِهِ وَأخذ عَنهُ واستفاد مِنْهُ وَأثْنى عَلَيْهِ فِي الزجل، وَحج مرَّتَيْنِ الأولى قبل الْقرن وَتردد إِلَى الْقَاهِرَة وَاجْتمعَ بشيخنا ومدحه بزجل وَمن نظمه مِمَّا كتبه عَنهُ البقاعي فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ قصيدة مطْلعهَا:

(فِي مرتع الْقلب غزلان النقا رتعت

وَقطعت من حشاشات الحشا ورعت)

وَمَات بعد سنة أَرْبَعِينَ.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن صَالح بن شهَاب نور الدّين الهيثمي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو عبد الْكَرِيم الْمَاضِي. نَشأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره وَعرض وتنزل فِي)

الْجِهَات وباشر فِي جَامع الْحَاكِم وخطب بِجَامِع الخشابين وتكسب بِالشَّهَادَةِ وبكتابة الْغَيْبَة فِي سعيد السُّعَدَاء وبرع فِي معرفَة الصُّوفِيَّة بِحَيْثُ كَانَ يرفع الْغَيْبَة وَهُوَ غَائِب وَطعن فِيهِ أزبك وَكَانَ مُحْتملا حَتَّى من زَوجته وَكَانَ فِي بلَاء من قبلهَا، حج غير مرّة وجاور، وللعوام ميل لخطابته لطلاقته وجهورية صَوته لَكِن يكثر فِيهَا من إِيرَاد الْأَحَادِيث الْوَاهِيَة مَعَ اللّحن الْبَين.

مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَظنهُ قَارب السّبْعين رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان نور الدّين الْجَوْجَرِيّ الأَصْل الخانكي القاهري الشَّافِعِي سبط الْمُحب مُحَمَّد بن يارغلي الْمُحْتَسب

ص: 321

كَانَ وَيعرف بِابْن الْجَوْجَرِيّ الْآتِي أَبوهُ. ولد سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بالخانقاه وَحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ ومنهاجه وهدية الناصح وَعرض وَسمع على عبد الْغَنِيّ ابْن الْبِسَاطِيّ والتاج الأخميمي والخطيب بن أبي عمر الْحَنْبَلِيّ وَكَذَا سمع مني المسلسل وَغَيره وَعقد لَهُ أَبوهُ على ابْنة الشهَاب أَحْمد الششيني الْحَنْبَلِيّ وَلم يلبث أَن مَاتَ مطعونا فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَتِسْعين فِي حَيَاة أَبَوَيْهِ عوضه الله الْجنَّة.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن بهْرَام الْعَلَاء الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن القرمي. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه لكنه سمى جده أَحْمد بن بهْرَام وَقَالَ: نَشأ بِدِمَشْق وتكسب بالنسخ ثمَّ بالتوقيع ثمَّ ولي قَضَاء غَزَّة ثمَّ دمياط ثمَّ مشيخة البيبرسية اجْتمعت بِهِ مرَارًا وَسمع مني وَذكر لي أَنه سمع من ابْن أميلة وَغَيره من أَصْحَاب الْفَخر كالصلاح بن أبي عمر ووقفت على سَمَاعه عَلَيْهِ فِي أمالي الْجَوْهَرِي، ونسبته فِي أنبائه كَمَا هُنَا وَقَالَ أَنه احترف بالنسخ وبالشهادة ثمَّ وَقع على الْحُكَّام وناب فِي الحكم عَن الْبُرْهَان الصهناجي الْمَالِكِي وَولي قَضَاء المجدل وتوقيع الدست ثمَّ قَضَاء غَزَّة بعناية فتح الله وَكَانَ صديقه قَدِيما، ثمَّ أضيف إِلَيْهِ قَضَاء دمياط ومشيخة البيبرسية بِالْقَاهِرَةِ وخطابة الْقُدس، وَكَانَ متواضعا بشوشا كثير المداراة والخدمة للنَّاس لَا يمر بِهِ أحد بغزة إِلَّا أَضَافَهُ وخدمه بِحَيْثُ يروح شاكرا وَكَانَ بَيْننَا مَوَدَّة. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع عشرَة. قلت وَمَا أَظُنهُ حدث.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عوض بن مُحَمَّد بن أبي قصيبة.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن عبد الْغفار نور الدّين بن الشَّمْس بن النُّور النحراري قاضيها كآبائه الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن عديس تَصْغِير عدس. ولد فِي أحد الجمادين سنة تسع)

وَسبعين وَسَبْعمائة بالنحرارية وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَحفظ تَنْقِيح الْقَرَافِيّ، وَحج مرَارًا فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وجاور وَقَالَ أَنه سمع بهَا على ابْن صديق البُخَارِيّ وعَلى القَاضِي عَليّ النويري الشفا وَغَيره قَالَ: وحفظت هُنَاكَ عُمْدَة الْأَحْكَام والرسالة الفرعية وألفية ابْن مَالك فِي نَحْو عشرَة أشهر وَكنت إِذا عسر عَليّ الْحِفْظ شربت من مَاء زَمْزَم وتوضأت وَصليت فِي الْمُلْتَزم ودعوت فأحفظ قَالَ وَعرضت هَذِه الْكتب الثَّلَاثَة على الْمجد اللّغَوِيّ وَغَيره وبحثت فِي الْفِقْه وأصوله على وَالِدي والشهاب النحريري، وَولي قَضَاء بَلَده مُدَّة طَوِيلَة وحمدت سيرته وَكَانَ لينًا هينا عَلَيْهِ سكينَة وَعِنْده محاسنة ومسالمة للنَّاس. مَاتَ بِبَلَدِهِ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَانِي ذِي الْحجَّة سنة أَرْبَعِينَ وَكَانَ قد عزم على الْحَج فِيهَا فعاقه الْمَرَض المستمر بِهِ حَتَّى مَاتَ رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عُمَيْر بن عميرَة الْعَلَاء بن الشَّمْس الْمَالِكِي

ص: 322

نِسْبَة لملك بن النَّضر الرَّمْلِيّ الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ. ولد فِي شَوَّال سنة عشر وَثَمَانمِائَة بالرملة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد أَبِيه وَغَيره وَحفظ الْمِنْهَاج وغالب الْبَهْجَة وَعرض الْمِنْهَاج على شَيخنَا وَعَلِيهِ وعَلى غَيره سمع الحَدِيث وتفقه بِأَبِيهِ وبالعز الْقُدسِي وَكَذَا أَخذ عَن الشَّمْس الْبرمَاوِيّ فِي آخَرين، وبرع وَأذن لَهُ فِي التدريس والإفتاء وَاسْتقر فِي ذَلِك بِالْمَدْرَسَةِ الخاصكية العمرية بالرملة بعد موت وَالِده وخطب بِجَامِع السُّوق بهَا ولقيته هُنَاكَ فَكتبت شَيْئا من نظمه ونظم أَبِيه وَكَانَ إنْسَانا حسنا فَاضلا. مَاتَ عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم نور الدّين أَبُو الْحسن الفيشي الحناوي القاهري الْمَالِكِي نزيل مَكَّة وَعين الموثقين بهَا وَيعرف كسلفه بالحناوي وَهُوَ قريب شَيخنَا الشهَاب الشهير ووالد الرضى مُحَمَّد. نَشأ بِالْقَاهِرَةِ متكسبا بِالشَّهَادَةِ فَلم ينجح فِيهَا وسافر إِلَى مَكَّة قبيل السّبْعين فداوم التكسب بهَا وَسمع عَليّ فِي الَّتِي بعْدهَا الشفا وَغَيره وَحسنت معيشته هُنَاكَ فَقدم الْقَاهِرَة فَنزل عَمَّا كَانَ مَعَه وَضم تعلقه وَعَاد سَرِيعا فاستوطنها وتميز بِالشَّهَادَةِ وَلَا زَالَ ترق فِيهَا بِحَيْثُ انْفَرد وَخص بالوصايا وَنَحْوهَا فأثرى وَذكر بِالْمَالِ الجزيل وَعمر دَارا هائلة وَصَارَ يقْرض ويعامل كل ذَلِك لمزيد إقبال الْبُرْهَان عَلَيْهِ لعقله وسكونه ومداراته وتنبته بِالنِّسْبَةِ لمن لَعَلَّه فِي الْفضل أميز مِنْهُ، وَلما عرض وَلَده عَليّ كتبت لَهُ ألفاظا أودعت بَعْضهَا التَّارِيخ الْكَبِير لَكِن سميت جده هُنَاكَ أَحْمد وأظن الصَّوَاب مَا هُنَا وَقد قدم الْقَاهِرَة مَطْلُوبا فِي)

أثْنَاء سنة خمس وَتِسْعين لإنهاء صهر عَنهُ أَمْوَالًا جمة وأحوالا تَقْتَضِي شينه وذمه فضيق عَلَيْهِ بالترسيم وَغَيره وَوضع للضرب غير مرّة للتشديد فِي أمره وَيُقَال أَنه انْفَصل عَن عشرَة آلَاف دِينَار فَلَمَّا توجه استخلص من معاملاته الشهير أمرهَا خَمْسَة آلَاف دِينَار وتقاعد عَن الْبَاقِي فجيء بِهِ مَعَ الركب فضيق عَلَيْهِ ثمَّ أودع المقشرة بالخشب ودام إِلَى أَن أطلق وَرجع فتراجع وتدافع.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن النُّور أَبُو الْحسن بن الشَّمْس الْعَدوي نسبا القاهري الْمَالِكِي خَال الْآتِي أَبوهُ والماضي عَمه عبد الرَّحْمَن وَهُوَ بكنيته أشهر. ولد قَرِيبا من سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فَقَرَأَ الْقُرْآن وَابْن الْحَاجِب الفرعي وَغَيره وَعرض اشْتغل يَسِيرا وَجلسَ مَعَ أَبِيه متكسبا بِالشَّهَادَةِ وتميز فِيهَا وجود الْخط وَكتب بِهِ أَشْيَاء وَكَذَا جود الْقُرْآن وجوق وخطب بعدة أَمَاكِن وَحج مَعَ أَبِيه مرّة بعد أُخْرَى ثمَّ بعد مَوته لم أَطْرَافه وَتوجه تَاجِرًا لاحتواء بعض عشرائه عَلَيْهِ فِي ذَلِك فتوغل فِي بِلَاد الْهِنْد ودام فِي الغربة مُدَّة وَكَانَت كتبه ترد علينا ثمَّ انْقَطع خَبره الْمُعْتَمد قَرِيبا من سنة سِتِّينَ وَعظم

ص: 323

فَقده على أمه وابنتها وَأَظنهُ قَارب الْخمسين عوضه وإيانا الْجنَّة.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مَنْصُور بن حجاج بن يُوسُف نجاح الدّين أَبُو الْحسن بن الإِمَام صَلَاح الدّين أبي عبد الله الحسني الْعلوِي صَاحب صنعاء الْيمن وَابْن صَاحبهَا ووالد النَّاصِر مُحَمَّد الْآتِي ويلقب بالمنصور ملكهَا بعد أَبِيه فِي حُدُود سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِعَهْد مِنْهُ وطالت أَيَّامه وَعظم شَأْنه وأضاف إِلَى صنعاء صعدة بعد محاصرته لملكها وعدة حصون للإسماعيلية أَخذهَا من أَرْبَابهَا عنْوَة وصفت لَهُ تِلْكَ الممالك حَتَّى مَاتَ بِصَنْعَاء فِي سَابِع عشري صفر سنة أَرْبَعِينَ.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الفيومي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ. ولد فِي سنة خمس وَخمسين وَثَمَانمِائَة بسويقة صَفِيَّة من الْقَاهِرَة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والكنز وَقَالَ أَنه عرضه على الْأمين الأقصرائي والزين قَاسم واشتغل عِنْد أبي الْخَيْر ابْن الرُّومِي وَالصَّلَاح الطرابلسي وَنَحْوهمَا بل قَرَأَ على الشَّمْس الْغَزِّي القَاضِي واستنابه فِي آخر أَيَّامه وَلم يُبَاشر عَنهُ بل بَاشر عَن الأخميمي وخالط فَيْرُوز الجمالي لمجاورته لَهُ فَلَمَّا اسْتَقر فِي الزمامية لزمَه، وَحج غير مرّة أَولهَا سنة خمس وَسبعين وجاور مرَارًا وَسمع مني المسلسل واليسير من بعض تصانيفي.)

عَليّ بن مُحَمَّد الْأَكْبَر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله بن أبي بكر نور الدّين الْمصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْآتِي جده قَرِيبا وَأَبوهُ وأخواه المحمدان أَبُو الْخَيْر وَأَبُو البركات وأبوهم وَيعرف بِابْن الفاكهي. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو والْحَدِيث والشاطبية وَالتَّلْخِيص والعمدة للنسفي وَالشَّافِعِيَّة لِابْنِ الْحَاجِب فِي الصّرْف وَعرض على شَيخنَا فِيمَا زعم وَابْن الديري وَابْن الْهمام وَغَيرهم واشتغل فِي بَلَده والقاهرة وَالشَّام وَغَيرهَا وَمن شُيُوخه فِي الْفِقْه الْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي والمحلي والعبادي وَإِمَام الكاملية وَالْفَخْر عُثْمَان المقسي وزَكَرِيا بن قَاضِي شُهْبَة والزين خطاب وَإِبْرَاهِيم العجلوني وَفِي الْعَرَبيَّة الشهَاب ابْن الزين عبَادَة الْمَالِكِي وَابْن الزرعي وخطاب وَابْن يُونُس المغربي وَفِي الْأُصُول الشرواني والكافياجي والمقسي وَفِي أصُول الدّين الشرواني وَعنهُ وَعَن التقي والْعَلَاء الحصنيين أَخذ الْمعَانِي وَالْبَيَان وَكَذَا لَازم الْجَوْجَرِيّ وَبَعْضهمْ أَكثر عَنهُ أخذا من بعض، وَسمع الحَدِيث على الزين الأميوطي والتقي بن فَهد وَآخَرين كالولوي البُلْقِينِيّ وَأخذ عَن عبد الْمُعْطِي فِي الْبَيْضَاوِيّ وَغَيره، وَكثر اجتماعه بِي وَأَنا بِمَكَّة وَقبلهَا أَيْضا وَقَرَأَ

ص: 324

بعض تصانيفي عَن شَيْخه ابْن يُونُس وَأخذ عني أَشْيَاء بل كتبت عَنهُ من نظمه وبرع فِي الْفِقْه والأصلين والعربية والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا من الْفَضَائِل، وَأذن لَهُ غير وَأحد فِي التدريس والإفتاء وتصدى لإقراء الطّلبَة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة وَأكْثر من الْحُضُور عِنْد عَالم مَكَّة البرهاني وَالْأَخْذ عَنهُ، وَكَانَ مَعَ تقلله مفوها طلق الْعبارَة قَادِرًا على التَّعْبِير عَن مُرَاده بحاثا نظارا ذَا نظم ونثر وَلكنه أذهب محاسنه فَإِنَّهُ قدم الْقَاهِرَة مرافعا فِي عَالم مَكَّة وَمَا حمدته فِي هَذَا وَلَا فِي بعض أَفعاله وَبعد المرافعة الْمشَار إِلَيْهَا رَجَعَ إِلَى مَكَّة فَأَقَامَ بهَا وَاتفقَ وجود خبيئة فِي خربة كَانَت بِيَدِهِ فنم عَلَيْهِ بعض الْعمَّال حَتَّى أخذت أَو جلها مِنْهُ فتألم لذَلِك وَهُوَ الْجَانِي على نَفسه فَإِنَّهُ أَسَاءَ التَّدْبِير وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي مغرب لَيْلَة الْأَرْبَعَاء خَامِس رَمَضَان سنة ثَمَانِينَ وَدفن عِنْد سلفه بِالْقربِ من الفضيل بن عِيَاض رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

عَليّ بن أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد ابْن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ وَأمه أم هَانِئ ابْنة ابْن حريز الحسني الْمصْرِيّ. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَأَجَازَ لَهُ أَبُو جَعْفَر بن العجمي وَغَيره، وَدخل مَعَ أمه إِلَى)

الْقَاهِرَة وَهُوَ طِفْل فِي أَوَائِل سنة خمس وَخمسين فَمَاتَ بهَا فِي النّصْف الأول مِنْهَا.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن ملك بن أنس النُّور بن التقي السُّبْكِيّ الأَصْل القاهري الْآتِي أَبوهُ وجده وَيعرف كهما بِابْن السُّبْكِيّ. مِمَّن تكسب بِالشَّهَادَةِ سِيمَا الجرائد وَهُوَ سبط الْعِزّ بن عبد السَّلَام. ولد بِالْقَاهِرَةِ بِالْقربِ من الجعبري من سوق الدريس سنة سبع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن وَبَعض الْمِنْهَاج الفقهي واشتغل قَلِيلا، وَحج مرَّتَيْنِ وراج أمره فِيهَا وَله وظائف وجهات من قبل أَبَوَيْهِ تمول مِنْهُمَا.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مكين نور الدّين النويري القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي أَخُو الزين طَاهِر الْمَاضِي أَخذ الْفِقْه عَن الزين عبَادَة ولازم أَخَاهُ فِي الْفِقْه وَغَيره بل وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقرَاءَات وَفضل وَاسْتقر بعده فِي تدريس الْفِقْه بالحسينية وَغَيرهَا ثمَّ رغب عَن الحسنية فِي مرض مَوته للخطيب الوزيري وَلم يلبث أَن مَاتَ سنة ثَمَان وَسبعين رحمه الله وإيانا.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد نور الدّين النفيائي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. ولد سنة خمس وَخمسين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بنفيا من الغربية بِالْقربِ من طنتدا وانتقل مِنْهَا لخاله فقطن الْأَزْهَر فحفظ الْقُرْآن ومختصر أبي شُجَاع والشاطبية

ص: 325

وَجمع على عبد الْغَنِيّ الهيثمي للسبع بعد أَن أفردها عَلَيْهِ وعَلى الزين جَعْفَر، واشتغل بالفقه وأصوله والعربية وَغَيرهَا مَعَ دين وَخير وتعفف ومحبة فِي إخوانه، وَمن شُيُوخه الزين الأبناسي وخَالِد الْوَقَّاد وَعبد الْحق السنباطي ولازمني فِي الألفية وَشَرحهَا ثمَّ بِمَكَّة فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين فَأخذ عني أَشْيَاء وَهُوَ على طَرِيقَته فِي الْخَيْر.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مَنْصُور الْعَلَاء أَبُو الْفضل بن أبي اللطف الحصفكي الأَصْل الْمَقْدِسِي المولد وَالدَّار الشَّافِعِي نزيل دمشق والآتي أَبوهُ وكل مِنْهُمَا بكنيته أشهر. ولد فِي الْعشْر الأول من جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِبَيْت المشيخة الصلاحية المقدسية وَنَشَأ يَتِيما فحفظ الْقُرْآن عِنْد الْفَقِيه عمر الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ الْأَشْعَرِيّ وَصلى بِهِ فِي قبَّة السلسلة فِي رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ على الْعَادة وَكَذَا حفظ الشاطبيتين والألفيتين والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وَعرض على أبي مساعد والكمال بن أبي شرِيف وَغَيرهمَا وَقَرَأَ على عبد الْقَادِر النَّوَوِيّ فِي الْمِنْهَاج تَصْحِيحا ثمَّ حلا ولازمه مُدَّة، وَحضر فِي صغره عِنْد الزين ماهر دروسا)

مُتعَدِّدَة، وَسمع على التقي القلقشندي وَالْجمال بن جمَاعَة والزين عمر بن عبد الْمُؤمن الْحلَبِي ثمَّ الْمَقْدِسِي وَالشَّمْس بن عمرَان وتلا عَلَيْهِ إفرادا للسبعة مَا عدا نَافِع وَحَمْزَة بل قَرَأَ عَلَيْهِ مُقَدّمَة شَيْخه ابْن الْجَزرِي من نُسْخَة كتبهَا لَهُ بِخَطِّهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ جَمِيع الشاطبية حفظا فِي سَاعَة زمن من سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَكَذَا سمع على جمَاعَة مِمَّن قدم عَلَيْهِم بِبَيْت الْمُقَدّس كإمام الكاملية ولازم ابْن أبي شرِيف نَحْو عشر سِنِين حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ البُخَارِيّ غير مرّة وجزء أبي الجهم وألفية الحَدِيث بحثا وَسمع عَلَيْهِ غير ذَلِك وَأخذ عَنهُ الْفِقْه والأصلين والنحو والمعاني وَالْبَيَان وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة غير مرّة أَولهَا فِي سنة ثَلَاث وَسبعين فَسمع بهَا من الشهابين الشاوي والحجازي والناصرين الزفتاوي وَابْن قرقماس والجلال القمصي والنجم القلقشندي والزكي مُسلم والمحب بن الشّحْنَة وَالْوَلِيّ الأسيوطي وَأَبُو الْفضل النويري الْخَطِيب وَالْفَخْر الديمي وَابْنَة الْبُرْهَان الشنويهي فِي آخَرين وَأخذ فِي الْفِقْه عِنْد السراج الْعَبَّادِيّ وَالْفَخْر المقسي والزين زَكَرِيَّا والجلال الْبكْرِيّ وَفِي أُصُوله عَن المحيوي الكافياجي وَقَرَأَ عَلَيْهِ عدَّة من تصانيفه كالأنوار فِي التَّوْحِيد والتقي والْعَلَاء الحصنيين وعنهما وَعَن الزين السنتاوي أَخذ فِي النَّحْو وَعَن الكافياجي والْعَلَاء الحصني فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَعَن ثَانِيهمَا فِي الْمنطق، وَكَذَا دخل الشَّام فِي سنة أَربع وَسبعين وَأخذ فِيهَا فِي الْفِقْه عَن الزين خطاب والنجم بن قَاضِي عجلون وَقَرَأَ عَلَيْهِ عدَّة من تصانيفه كرسالته فِي السنجاب، واستوطنها من سنة ثَمَان وَسبعين ولازم التقي بن قَاضِي عجلون فِي الْفِقْه

ص: 326

وأصوله والنحو وَالتَّفْسِير واختص بِهِ ولازمه فِي السّفر والحضر وَسمع بهَا من الْبَدْر حسن بن نَبهَان والشهاب أَحْمد بن الْفَخر عُثْمَان بن الصلف والْعَلَاء الخليلي إِمَام جَامع الجوزة بالشاغور والْعَلَاء عَليّ بن عراق وَالسَّيِّد الْعَلَاء بن السَّيِّد عفيف الدّين قدمهَا عَلَيْهِ فِي سنة تسع وَسبعين فِي آخَرين، وَولي بِبَلَدِهِ معيدا فِي الصلاحية تلقاها عَن شَيْخه ابْن أبي شرِيف، وبدمشق معيدا بالبادرائية والركنية، وباشر خطابة جَامع يلبغا من رَمَضَان سنة ثَمَانِينَ وَأذن لَهُ الْعَبَّادِيّ وَابْن أبي شرِيف وزَكَرِيا وَغَيرهم بالإفتاء والتدريس وتميز فِي الْفَضِيلَة وتولع بفن الْأَدَب ونظم الشّعْر وَقيد الوفيات، ولقيني بِالْقَاهِرَةِ غير مرّة وَأَخْبرنِي بترجمته وكتبت عَنهُ قَوْله:

(قَالَ الرفاق اسْتَعدوا

من أجل أهل وَمَال)

(فَقلت من عظم مَا بِي

يَا أكْرم الْخلق مَالِي)

)

وَقَوله:

(يَا من يخَاف عداهُ

إِذا الْمذَاهب أعيت)

(بِاللَّه ثق وتحصن

وقاية الله أغنت)

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن هبيص بن غيلَان النُّور أَبُو الْحسن الغيلي الشجري الْيَمَانِيّ. سمع عَليّ بعض الْهِدَايَة الجزرية بحثا وأجزت لَهُ فِي أوراق مُطَوَّلَة.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف بن الْحسن بن مَحْمُود بن الْحسن بن مَحْمُود بن الْحسن القَاضِي نور الدّين أَبُو الْحسن بن فتح الدّين أبي الْفَتْح الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَنَشَأَ نشأة حَسَنَة فِي حجر عَمه الزين عبد الرَّحْمَن وَسمع عَلَيْهِ واشتغل بِالْعلمِ على الْجلَال الخجندي الْحَنَفِيّ ولازمه كثيرا وَسمع عَلَيْهِ جُزْءا من حَدِيث الْعَلَاء بِقِرَاءَة أبي الْفَتْح المراغي وَوَصفه بالفقيه البارع وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ البُخَارِيّ وبالنحو على الْمُحب بن هِشَام وَغَيره وَكَذَا سمع على الْعلم سُلَيْمَان السقاء والزين المراغي وَابْن الْجَزرِي فِي آخَرين. وَحدث ودرس وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ أَبُو الْفرج المراغي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الكازروني وَفتح الدّين بن صَالح، وَأَجَازَ للتقي بن فَهد وَولده، وَكَانَ إِمَامًا عَالما بارعا دينا شهما بشوشا جميل الْهَيْئَة بارعا فِي الْعَرَبيَّة وَالتَّفْسِير، ولي قَضَاء الْمَدِينَة بعد موت عَمه فِي سنة سبع عشرَة وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ بهَا فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَدفن بِالبَقِيعِ رحمه الله.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن صَلَاح النُّور بن صَلَاح الْعزي نِسْبَة لمنية الْعِزّ بِنَاحِيَة فاقوس من الشرقية الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. ولد سنة أَربع وَخمسين

ص: 327

وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بمنية الْعِزّ وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن ثمَّ تحول وَهُوَ كَبِير إِلَى الْأَزْهَر فحفظ أَبَا شُجَاع وَالْبَعْض من الشاطبية وألفية النَّحْو وَحضر فِي الدُّرُوس عِنْد الْعَبَّادِيّ ثمَّ عبد الْحق وَغَيرهمَا، وَدخل إسكندرية وَغَيرهَا ثمَّ حج فِي سنة سبع وَتِسْعين وجاور الَّتِي بعْدهَا ثمَّ الْأُخْرَى وَكَانَ ملازما لي فِي سَماع أَشْيَاء فِي الْبَحْث وَغَيره ويحضر دروس القَاضِي، وَتزَوج هُنَاكَ وَأَسْكَنَهُ ابْن أبي الْفرج برباطهم وَجعل لَهُ التَّكَلُّم فِيهِ وَهُوَ فَقير قَانِع رُبمَا تكسب بالخياطة.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الزين الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ. ولد سنة أَربع وَسبعين وَأخذ الْفُنُون عَن الْجلَال الخجندي وَسمع على الْجمال الأميوطي وَحدث ودرس. مَاتَ فِي سادس)

عشري ذِي الْحجَّة سنة تسع عشرَة. قلت وَينظر مَعَ الْمَاضِي قَرِيبا.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَلَاء الْعَلَاء الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ بن الحريري. ولد سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة واشتغل على مَذْهَب الْحَنَفِيَّة وتعانى حفظ السّير والمغازي وَكَانَ يستحضر مِنْهَا شَيْئا كثيرا، وصاهره الشهَاب الْغَزِّي على ابْنَته. مَاتَ سنة ثَلَاث عشرَة وَلم تلبث ابْنَته إِلَّا قَلِيلا وَمَاتَتْ.

ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الْعَلَاء الطرسوسي الْمزي. استجازه لي إِبْرَاهِيم العجلوني فِي سنة خمسين وَقَالَ أَنه حضر على ابْن أميلة والزين الْقرشِي وَابْن رَجَب وَأَنه سَمعه يَقُول: أرسل إِلَيّ الزين الْعِرَاقِيّ يَسْتَعِين بِي فِي شرح التِّرْمِذِيّ قَالَ وَكَانَ الْعَلَاء هَذَا نَاظر الْجَامِع الْمرْجَانِي بالمزة. قلت وَمَات بعد يسير فَالله أعلم.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الْعَلَاء النمراوي وَيعرف بِابْن النجاري مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ نور الدّين الجعبري الدِّمَشْقِي ثمَّ القادري الذَّهَبِيّ. مِمَّن سمع على شَيخنَا وعَلى ابْن الْجَزرِي وَغَيرهمَا.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ السَّيِّد الزين أَبُو الْحسن الْحُسَيْنِي الْجِرْجَانِيّ الْحَنَفِيّ عَالم الشرق وَيعرف بالسيد الشريف وَقَالَ لي ابْن سبطه حِين أَخذه عني بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ أَنه عَليّ بن عَليّ بن حُسَيْن وَالْأول أعرف. اشْتغل ببلاده وَأخذ الْمِفْتَاح عَن شَارِحه النُّور الطاووسي وَعنهُ أَخذ الشَّرْح الْمشَار إِلَيْهِ وَبَعض الزهراوين من الْكَشَّاف مَعَ الْكَشْف للسراج عمر البهيماني وَكَذَا أَخذ شرح الْمِفْتَاح للقطب عَن ولد مُؤَلفه مخلص الدّين أبي الْخَيْر عَليّ، وَقدم الْقَاهِرَة وَأخذ بهَا عَن أكمل الدّين وَغَيره وَأقَام بِسَعِيد السُّعَدَاء أَربع سِنِين ثمَّ خرج إِلَى بِلَاد الرّوم ثمَّ لحق بِبِلَاد الْعَجم وَرَأس هُنَاكَ بِحَيْثُ وَصفه

ص: 328

الْعَفِيف الجرهي فِي مشيخته بالعلامة فريد عصره ووحيد دهره سُلْطَان الْعلمَاء العاملين افتخار أعاظم الْمُفَسّرين ذِي الْخلق والخلق والتواضع مَعَ الْفُقَرَاء وَقَالَ غَيره أَن من شُيُوخه بِالْقَاهِرَةِ الْعَلامَة مباركشاه قَرَأَ عَلَيْهِ المواقف لشيخه الْعَضُد وَقَالَ أَبُو الْفتُوح الطاووسي وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ بعد أَن عظمه جدا: شهرته تغنيني عَن ذكر نسبه وصيت مهارته فِي الْعُلُوم يَكْفِينِي فِي بَيَان حَسبه سَمِعت عَلَيْهِ من شرحي التَّلْخِيص مَعَ حَاشِيَته الَّتِي كتبهَا على المطول وَكَذَا مُؤَلفه شرح الْمِفْتَاح، وَقَالَ فِيهِ الْبَدْر الْعَيْنِيّ كَانَ عَالم الشرق عَلامَة دهره وَكَانَت بَينه وَبَين التَّفْتَازَانِيّ مباحثات ومحاورات فِي)

مجْلِس تمرلنك تكَرر استظهار السَّيِّد فِيهَا عَلَيْهِ غير مرّة وَآخر من عَلمته مِمَّن حضرها وأتقنها الْعَلَاء الرُّومِي الْآتِي فِي عَليّ بن مُوسَى وَكَانَ لَهُ أَتبَاع يبالغون فِي تَعْظِيمه ويفرطون فِي إطرائه كعادة الْعَجم وَله تصانيف يُقَال إِنَّهَا تزيد على الْخمسين قلت عين لي ابْن سبطه مِنْهَا تَفْسِير الزهراويين وَمن الشُّرُوح شرح فَرَائض الْحَنَفِيَّة السِّرَاجِيَّة والوقاية والمواقف للعضد والمفتاح للسكاكي والتذكرة للنصير الطوسي والجغميني فِي علم الْهَيْئَة والكافية بالعجمية وحاشية على كل من تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ والمشكاة وَالْخُلَاصَة للطيبي والعوارف وَالْهِدَايَة للحنفية والتجريد لنصير الدّين الطوسي وَحل مشكله والمطالع وَشرح الشمسية والمطول والمختصر وَشرح طوالع الْأَصْبَهَانِيّ وَشرح هِدَايَة الْحِكْمَة وَشرح حِكْمَة الْعين وَحِكْمَة الْإِشْرَاق والتحفة والرضى فِي النَّحْو وَشرح نقركار والمتوسط والخبيصي والعوامل الجرجانية ورسالة الْوَضع وَشرح شكّ الإشارات للطوسي والتلويح أَو التَّوْضِيح والنصاب فِي لُغَة الْعَجم وَمتْن أشكال التأسيس وَشرح الْعَضُد وتحرير إقليدس للطوسي وعَلى قصيدة كَعْب بن زُهَيْر وَله مُقَدّمَة فِي الصّرْف بالعجمية وأجوبة أسئلة إسكندر سُلْطَان تبريز ورسالة للوجود وَأُخْرَى للوجود فِي الْمَوْجُود بِحَسب الْقِسْمَة الْعَقْلِيَّة وَأُخْرَى فِي الْحَرْف وَأُخْرَى فِي الصَّوْت وَأُخْرَى فِي الصُّغْرَى والكبرى فِي الْمنطق بالعجمية وعربهما ابْنه السَّيِّد الشَّمْس مُحَمَّد وَأُخْرَى فِي مَنَاقِب الخواجة بهاء الدّين الملقب بنقش بند وَأُخْرَى فِي الْوُجُود والعدم وهما بالعجمي بهست ونيست وَأُخْرَى فِي الْآفَاق والأنفس يَعْنِي سنريهم آيَاتنَا فِي الْآفَاق وَفِي أنفسهم وَأُخْرَى فِي علم الأدوار وَفِي بعض مَا تقدم مَا لم يكمل وبلغنا أَنه الَّذِي حرر الرضى شرح الحاجبية وَكَانَ فِيهِ سقم كثير وَقد تصدى للإقراء والتصنيف والفتيا وَتخرج بِهِ أَئِمَّة نحارير وَكَثُرت أَتْبَاعه وطلبته واشتهر ذكره وَبعد صيته ولقينا غير وَاحِد من أَصْحَابه. مَاتَ كَمَا قَالَ الْعَفِيف الجرهي وَأَبُو الْفتُوح الطاوسي فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سادس ربيع الآخر سنة سِتّ عشرَة بشيراز وَدفن بتربة وَقب

ص: 329

دَاخل سور شيراز بِالْقربِ من الْجَامِع الْعَتِيق الْمُسَمّى بمحلة سواحان فِي قبر بناه لنَفسِهِ، وأرخه الْعَيْنِيّ وَمن تبعه فِي سنة أَربع عشرَة وَالْأول أصح وَوصف بِأَنَّهُ كَانَ شَيخا أَبيض اللِّحْيَة نيرا وضيئا ذَا فصاحة وطلاقة وَعبارَة رشيقة وَمَعْرِفَة بطرق المناظرة والمباحثة والاحتجاج ذَا قُوَّة فِي المناظرة وَطول روح وعقل تَامّ ومداومة على الإشغال والاشتغال وَرُبمَا رجح على السعد التَّفْتَازَانِيّ رحمهمَا الله وإيانا، وَقد ذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار قَالَ وَابْنه مُحَمَّد برع)

فِي عُلُوم عديدة. وَمَات وَلم يبلغ الْأَرْبَعين فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَدفن عِنْد أَبِيه بشيراز.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الدِّمَشْقِي وَيعرف بالدقاق شيخ مُعْتَقد فِي الشاميين. ولد تَقْرِيبًا أول الْقرن وَأخذ عَن الشَّيْخ مُحَمَّد القادري تلميذ أبي بكر الْموصِلِي. جاور بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ ورأيته هُنَاكَ وَهُوَ ثقيل السّمع بل جَلَست مَعَه وَحصل مِنْهُ إكرام وَتزَوج هُنَاكَ وَضعف بِحَيْثُ أشرف على الْمَوْت فَطلق نِسَاءَهُ بل مَاتَت لَهُ زَوْجَة فَورثَهَا ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي سنة تسعين وَلم يلبث أَن رَجَعَ وَمَا ظفر بكبير أَمر وَكَذَا كتب إِلَى السُّلْطَان معاكسا للتقي بن قَاضِي عجلون وَغَيره مِمَّن قَامَ فِي هدم الْمَكَان الَّذِي بِبَاب جيرون فَقيل لَهُ إِن كِتَابَته لَا تصادم قَول الْعلمَاء.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ السيرجي ثمَّ الْمَكِّيّ. فِيمَن جده عَليّ بن خَلِيل.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الشكيوي الدرعي المغربي الْمَالِكِي مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الغزولي شَقِيق أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بالهنيدي مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَتِسْعين وَكَانَ عاميا مُسْرِفًا على نَفسه عَفا الله عَنهُ.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الطياري القاهري صهر الْمُحب بن نصر الله الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ زوج ابْنَته. رجل صَالح مُعْتَقد سَاكن مِمَّن سمع الحَدِيث على شَيخنَا وَغَيره وَمِمَّا سَمعه فِي البُخَارِيّ بالظاهرية، وتنزل فِي الْجِهَات وَكَانَ ينْسب لثروة، وَآخر عهدي بِهِ سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَفِي الظَّن أَنه قَارب السِّتين رحمه الله.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ القباني أَبوهُ وَيعرف بِابْن بهاء. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَتِسْعين بعد ضعف مُدَّة عَفا الله عَنهُ وَأعْطى السُّلْطَان جواليه لولد لَهُ من أمة وَلم يسمح الشَّافِعِي بذلك فِي جهاته الَّتِي تَحت نظره بل أَعْطَاهَا لجماعته من بنيه وَنَحْوهم حَسْبَمَا بَلغنِي.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ القلصادي الأندلسي الحيسوب، قَالَ ابْن عزم صاحبنا. مَاتَ سنة بضع وَخمسين.

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الكفرسوسي. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَقد ناهز السّبْعين. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.

ص: 330

عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الْمزي الدِّمَشْقِي وَيعرف بِابْن جديا. استجازه لي إِبْرَاهِيم العجلوني فِي سنة خمسين وترجمه بِأَنَّهُ كَانَ يواظب ابْن أميلة وَأَنه كَانَ يحْكى أَنه كَانَ إِذا أذن على المنارة)

يسمع من جولان فَلَمَّا ضعف وَصَارَ يُؤذن على الْبِئْر الَّتِي بِبَاب الْجَامِع الْمرْجَانِي كَانَ يسمع من الْمَقْصُورَة وَقَالَ أَن ابْن أميلة أجَاز لَهُ فَالله أعلم.

عَليّ بن مُحَمَّد الملقب سميط بن عَليّ الملقب سبيع القاهري وَيعرف بالحريري. ولد فِي سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَأخذ فِيهَا عَن الشهَاب بن الغباري القزازي وبرع فِيهِ وطوف وَصَارَ رَاجِح الرجاح لَقيته بِأم دِينَار فَكتبت عَنهُ قَوْله:

(يَا باعثا شعره انتظارا

لقامة مَا لَهَا نَظِير)

(الْمَوْت من ناظريك لَكِن

من شعرك الْبَعْث والنشور)

وَغير ذَلِك وَكَانَ كثير الْمَحْفُوظ سريع النّظم مَعَ ذوق وَفهم وَثقل سمع سامحه الله وإيانا.

انْتهى الْجُزْء الْخَامِس، ويتلوه الْجُزْء السَّادِس أَوله: عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر

ص: 331