المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الفصل: ‌أولا: التربية الإيمانية:

‌أصول التربية:

لابد للمربين من معرفة أصول التربية الإسلامية والإلمام بجميع جوانبها حتى يقوموا بها خير قيام ويعدوا لنا الجيل الذي يعود بالأمة المسلمة إلى سيرة الأسلاف الكرام الذين سادوا الأرض بعزة الإيمان. وهاكم أصولها:

‌أولاً: التربية الإيمانية:

المقصود بالتربية الإيمانية ربط الولد منذ تعلقه بأصول الإيمان، وتعويده منذ تفهمه أركان الإسلام وتعليمه من حين تمييزه مبادئ الشريعة الغراء.

ص: 37

1 -

تعليمه أصول الإيمان مثل:

الإيمان بالله سبحانه، والإيمان بالملائكة، والإيمان بالكتب، والإيمان بالرسل.

الإيمان بسؤال الملكين، وعذاب القبر، والبعث، والحساب، والجنة والنار، وسائر المغيبات وتعليمه أركان الإسلام مثل: الصلاة، والصوم، والزكاة، والحج.

وتعليمه مبادئ الشريعة مثل: أقضية الإسلام، وأحكامه، وقوانينه، ونظمه وينتج عن ذلك عدة أمور:

أ- حب الله تعالى: وذلك بلفت نظر الطفل إلى نعم الله التي لا تعد ولا تحصى. فمثلاً: لو جلس الوالد مع ولده على الطعام فقال له: هل تعلم يا بني من أعطانا هذا الطعام؟

ص: 38

فيقول الولد: من يا أبتي؟ فيقول الأب: الله فيقول الولد: كيف؟ فيقول الأب: لأن الله هو الذي رزقنا ورزق الناس جميعاً أو ليس هذا الإله بأحق أن تحبه يا ولدي، سيجيب الولد: نعم.

ولو مرض الولد مثلاً فيعوده الوالد على الدعاء

يقول له: أدعو الله أن يشفيك لأنه هو الذي يملك الشفاء ثم يحضر له الطبيب ويقول له: هذا الطبيب سبب فقط ولكن الشفاء من عند الله، فإذا قدر الله له الشفاء يقول: اشكر الله يا ولدي، ثم يبين له فضل الله فيحبه لأنه هو الذي أكرمه بالشفاء. وهكذا في كل مناسبة وعند كل نعمة تربطها

بالمنعم حتى يغرس حب الله وقلب الولد الصغير.

ص: 39

2 -

حب الرسول صلى الله عليه وسلم: وذلك بتعليمه مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم وشجاعته، ووفاءه، وحلمه، وكرمه، وصبره، وإخلاصه، وبهذا يحب الولد نبيه صلى الله عليه وسلم.

3 -

مراقبة الله تبارك وتعالى: وذلك لأنه يعلم أن الله مطلع عليه في كل حركة وسكنه فسيراقبه، ويخشاه، ويخلص في عمله ابتغاء مرضاة الله.

4 -

أحكام الحلال والحرام: وذلك لأن المربي سيبين له الحرام حتى يجتنبه، والحلال المباح كي يفعله، والآداب الإسلامية كي يمثلها.

ص: 40

وخلاصة القول أن مسئولية التربية الإيمانية لدى المربين والآباء، والأمهات لهي مسئولية هامة، وخطيرة لكونها منبع الفضائل ومبعث الكمالات، بل هي الركيزة الأساسية لدخول الولد في حظيرة الإيمان. وبدون هذه التربية لا ينهض الولد بمسؤولية، ولا يتصف بأمانة، ولا يعرف غاية، ولا يتحقق بمعنى الإنسانية الفاضلة، ولا يعمل لمثل أعلى ولا هدف نبيل، بل يعيش عيشة البهائم ليس له هم سوى أن يسد جوعته، ويشبع غريزته، وينطلق وراء الشهوات والملذات، ويصاحب الأشقياء والمجرمين.

فعلى الأب أو المربي أن لا يترك فرصة سانحة تمر إلا وقد زود الولد بالبراهين التي تدل على الله، وبالإرشادات التي تثبت الإيمان وبالصفات التي تقوي جانب العقيدة.

ص: 41

وهذا أسلوب فعال في ترسيخ العقيدة في نفوس الصغار، ولقد استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم فها هو ينتهز فرصة ركوب عبد الله بن عباس خلفه على حمار فيقول له:(يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام، وجفت الصحف).

ص: 42