المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الجزء السادس عشر - الطيوريات - جـ ٤

[أبو طاهر السلفي]

الفصل: ‌الجزء السادس عشر

‌الجزء السادس عشر

من انتخاب الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ شيخ الإسلام

أوحد الأنام فخر الأئمة سيف السنة مقتدى الفرق بقية السلف ناصر الحديث

أبي طاهرِ أحمدَ بنِ محمدِ بن أحمدَ السِّلفِيِّ الأَصْبهانِيِّ

من أصول كتب الشيخ

أبي الحسين المبُاَرَكِ بنِ عبدِ الجَبَّارِ الطُّيُورِيِّ.

[ل259/بِ]

ص: 1274

بسم الله الرحمن الرحيم

رب سهل برحمتك

1222-

أخبرنا القاضي الفقيه المكين الأشرف الأمين جمال الدين أبو طالب أحمد ابن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد بثغر الإسكندرية حماه الله تعالى قراءة عليه وأنا أسمع في الثالث من ربيع الأول سنة عشر ستمائة، قال: أخبرنا الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة سيف السنة مقتدى الفرق ناصر الحديث بقية السلف

أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني رضي الله عنه قراءة عليه وأنا أسمع في يوم السبت السادس عشر من شوال من سنة سبع وستين وخمسمائة، أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك

ابن عبد الجبار بانتخبي عليه من أصول كتبه، حدثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ علي بن عبد الله الصوري الحافظ، أخبرنا أبو الحسين الغساني، حدثنا أبو رَوْقُ الهِزَّانِي أَحمد بن محمد بن بكر، حدثنا العباس

ابن الفرج الرياشي، وأبو حاتم (1) قالا: قال الأصمعي: قال أبو عمرو بن العلاء: ((كَانَ النبي صلى الله عليه وسلم أَفْرَعًا، وَكَانَ أَبُو بَكر أَفْرَعاً، وكانَ عُمر أَصْلَعًا، لَمْ يَبْقِ مِنْ

(1) أبو حاتم: السجستاني.

ص: 1275

شَعْرِهِ إِلَاّ حِفَافٌ، وَهُوَ أَنْ يَبْقَى مِنْهِ كَالطُّرَّةِ حَوْلَ رَأْسَهِ، يَقُولُ: رَجُلٌ أَفْرَعٌ، وامْرَأَة ٌفَرْعَىَ، وَذَلِكَ إِذَا كانَ الشَّعْرُ [ل260/أ] تَامًا لَمْ يَذْهَبْ مِنْهُ شَيْءٌ)) (1) .

1223-

سمعت أبا عبد الله يقول: سمعت أبا الحسين يقول: سمعت أحمد بن محمد بن بكر يقول: سمعت أحمد بن روح (2) يقول: سمعت علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح المديني وهو مولى بني كنانة بن خزيمة يقول: وَجَدْتُ الإِسْنَادَ وجيد الحديث والأصول يدور على ستة:

من أهل المدينة: محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزُّهْري يكنى أبا بكر، مات سنة أربع وعشرين ومائة.

(1) رجال إسناده ثقات.

أخرجه أحمد أبو جعفر الطبري في الرياض النضرة: 1/411-412 رقم ((24)) . عن الأصمعي به.

وفي غريب الحديث لابن الجوزي 2/188 قال الأصمعي: كان أبو بكر أفرعاً، وكان عمر أصلعاً.

هذا وقد روى البخاري في المناقب: باب صفة النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم 3/1824 رقم ((3349)) ، وفي اللباس: بابالجعد 5/2210 رقم ((5560)) ، ومسلم في الفضائل: باب صفة شعر النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم 4/1824 رقم ((2347)) ، عن أنس بن مالك يصف النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((كان ربعة من القوم ليس بالطويل ولا بالقصير أزهر اللون ليس بأبيض أمهق ولا آدم ليس بجعد قطط ولا سبط

)) .

وليس بجعد قطط ولا سبط: أي شعره ليس بشعر فيه التواء وانقباض ولا بمسترسل.

وأما في حق أبي بكر فلم أجد في كتب التاريخ التصريح بأنه كان أفرعاً، وأما عمر بن الخطاب فقد ذكرت كتب التاريخ التي ذكرت صفته الخَلْقية أنه كان أصلعاً.

(2)

أحمد بن روح: بن زياد بن أيوب أبو الطيب الشعراني، ذكره الخطيب دون جرح ولا تعديل، وذكر أن أبا القاسم الطبراني روى عنه، مات سنة تسعين ومائتين. تاريخ بغداد: 4/159، طبقات المحدثين بأصبهان: 4/86.

ص: 1276

ومن أهل مكة: عمرو بن دينار مولى بَاذان مولى بني جُمَح يكنى أبامحمد، مات سنة سبع وعشرين ومائة.

ومن أهل البصرة: قتادة بن دعامة يكنى أبا الخطاب، مات سنة ثمان عشرة ومائة (1) . ويحيى ابن أبي كثير يماني بصري [يكنى أبا نصر، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة باليمامة](2)

ولأهل الكوفة: أبو إسحاق السَّبِيعي، [واسمه عمرو بن عبد الله بن عبيد، ومات سنة تسع وعشرين ومائة] .

وسليمان بن مهران الأعمش مولى بني أسد، وكَانَ مِهْرَان رَجُلاً جَمِيلاً [ويكنى أبا محمد، مات سنة ثمان وأربعين ومائة]

ثُمَّ صَارَ علم هؤلاء الستة إلى [أصناف الأصناف ممن صنف، فلأهل المدينة] :

مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأَصْبُحِي مولى بني تيم بن مرة يكنى أبا عبد الله، مات سنة تسع وسبعين ومائة، سمع من الزهري وحده من هؤلاء الستة.

ومحمد بن إسحاق بن يسار مولى مخرمة الزهري يكنى أبا بكر، مات سنة أربع وأربعين ومائة (3) ، سمع من ابن شهاب ومن

(1) وفي علل ابن المدينة ((سنة سبع عشرة ومائة)) .

(2)

ما بين المعقوفين في هذه الروية هو من علل لابن المديني، وتذكر الحفاظ.

(3)

في العلل لابن المديني ص 37، ((سنة اثنتين وخمسين ومائة)) .

ص: 1277

الأعمش. [ل260/ب]

[و] مِنْ (1) أَهْلِ مَكَّة عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج يكنى أبا الوليد، لقي الزهري وعمرو بن دينار، ورأى الأعمش ولم يكتب عنه شيئا، وهو مولى لآل خالد بن أسيد، [مات سنة إحدى وخمسين ومائة] .

وسفيان بن عيينة بن ميمون مولى محمد بن مزاحم الهلالي يكنى أبا محمد، مات سنة ثمان وتسعين ومائة، لقي الزهري، وعمرو بن دينار، وأبا إسحاق، والأعمش، وابن جريج.

ومِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ سعيد بن أبي عروبة، واسمه: مهران يكنى أبا النضر مولى بني عدي من بني يشكر، مات سنة ثمان أو تسع وخمسين ومائة.

وحماد بن سلمة بن دينار مولى بني تميم، يكنى أبا سلمة، مات سنة ثمان وسبعين ومائة (2) . وأبو عَوَانة الوَضَّاح مولى بني يزيد بن عطاء واسطي، مات سنة خمس وسبعين ومائة.

وشعبة بن الحجاج بن الورد أبو بِسْطَام مَوْلى الأَشَاقِر من الأزد (3)

، مات سنة ستين ومائة.

(1) في الخطية هناك ضبة على (من) .

(2)

وفي العلل لابن المديني ص 38، ((سنة ثمان وستين ومائة)) .

(3)

تنتسب قبائل الأزد جميعاً إلى الأزْد بن الغوث بن نَبْتٍ بن مالك بن زيد بن كَهْلان بن سبأ بن يَشْجُب بن َعْرُب

ابن قحطان، والأزد لقبه، واسمه دراء بوزن (فِعَال) ، والأزْد والأسْد لغتان، والأخيرة أفصح، إلا أن الأولى أكثر، انظر: الإيناس: ص57. والصحاح: (أزد) 2/440.

وفي التصريح: ((واختلف في تسمية أزداً، وأسداً، فقيل: لأنه كان كثير العطاء، فقيل له ذلك، لكثرة من يقول أسدى إليّ كذا، أو أزدى، وقيل: لأنه كان كثير النكاح، والأزْد والأسد النّكاح)) . انظر: االتصريح بمضمون التوضيح:

2/263، ويذكر النسابون أن القبائل التي تنتسب إلى الأزْد افترقت على نحو ست وعشرين قبيلة، وهي: جَفْنة، وغسّان، والأوس، والخزرج، وخزاعة، ومازن، وبارق، وألمع، والحَجْر، والعَتيك، وراسب، وغامد، ووالِبَة، وثُمالة، ولِهْب، وزهران، ودُهمان، والحدّان، وشَكْر، وعكّ، ودوس، وفَهْم، والجَهاضم، والأشاقر، والقَسامل، والفَراهيد، انظرنسب عدنان وقحطان ص 44-46، والفصوص: 3/281-285، والأنباه على قبائل الرواة: ص108، وطرفة الأصحاب في معرفة الأنساب: ص46.

ص: 1278

ومعمر بن راشد بصري يكنى أبا عُروة مولى الحُدَّان (1) مات بِالْيَمَن سنة أربع وخمسين [ومائة] ، سمع من الزهري وعمرو بن دينار، وقَتَادَة ويحيى بن أبي إسحاق والأَعْمَش.

ومِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ: سفيان بن سعيد بن مَسْرُوق الثَّوْري، ويكنى أبا عبد الله، مات بالبصرة سنة إحدى وستين ومائة.

ومِنْ أَهْلِ الشَّامِ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو الأَوْزاعِي مِنْ سَبَأ سنة إِحْدَى وَخَمسين ومائة (2) . وهُشَيْم بن بَشِير،

(1) قال ابن دريد: الحدّان حيٌّ من الأزد فأخل عليه اللام الأزهري، حُدّان قبيلة في اليمن وبنو حُدّان، - بضم – من بني سعد. لسان العرب: 3/144، مادة ((حدد)) ، وانظر الأزد ومكانتهم في العربية، ص: 348-349، من مجلة الجامعة الإسلامية، العدد: 116، السنة: 34-1422هـ.

(2)

كتب الناسخ في هامش الخطية كلمة ((كذا)) ، كأنه يشير إلى أن ذكر ((سبأ)) بدل حمير التي ينتسب إليها الأوزاعي، أو إشارة منه إلى أنه لم يذكر كلمة ((مات)) ، أو أنه لم يكن يرى صحة تحديد سنة وفاته بهذه السنة.

ص: 1279

[ل261/أ] مِنْ سُكاَّنِ وَاسِط مولى بني سُلَيْم، يكنى: أبا معاوية، مات سنة ثلاث وثمانين ومائة.

وانتهى علم هؤلاء [الستة وعلم الاثني عشر إلى ستة نفر:] إلى يحيى بن سعيد القطان يكنى أبا سعيد موى بني تميم، مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.

وإلى يحيى ين زكرياء بن أبي زائدة، ويكن أبا سعيد مولى هَمْدان، مات سنة اثنتين وثمانين ومائة.

وإلى وَكِيعِ بن الجَرَّاح بن مَلِيح بن عَدِي بن فَرَسٍ الرُّؤَاسِي، يكنى أبا سفيان، مات سنة تسع وتسعين ومائة.

وصَارَ عِلْمُ هَؤلَاءِ إلَي ثَلَاثَة: عبد الله بن المبارك مولى بني حَنْظَلَة خُرَاسَاني، ومات بِهِيْت (1) سنة إحدى وثمانين ومائة،

وعَبد الرحمن بن مهدي مولى الأزْد يكنى أبا سعيد، مات ثمان وتسعين ومائة.

[ويحيى بن آدم ويكنى أبا زكريا وهو مولى خالد بن عبد الله بن أسد (2) مات سنة ثلاث ومائتين](3) .

(1) هيت: تقدمت تعريفها في رواية رقم: 515.

(2)

في الخطية كلمة ((أسد)) غير واضح، كأنها ((أسيد)) والتصحيح من ترجمة خالد بن عبد الله، انظر التقريب:

1/189.

(3)

أخرجه ابن المديني في العلل: 1/37 –40، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: 1/59، و128، و186، و220، و234، و252، وابن مندة في شروط الأئمة: 1/33-40، والخطيب في تاريخه: 9/9، و10/400، و14/115، و178، و179، وفي الجامع لأخلاق الراوي: 2/294، والرامهرمزي في المحدث الفاصل: 1/616-620، والمزي في تهذيب الكمال: 18/347، و31/550-551، والذهبي في تذكرة الحفاظ: 1/111، و360، وسير أعلام النبلاء:

5/345، و9/526، و11/78-89، من طريق أحمد بن يحيى بن الجارود وعلي بن أحمد بن النضر ومحمد بن أحمد البراء وأبو علي صالح بن محمد وحنبل بن إسحاق كلهم عن علي بن المديني به. عند بعضهم مطولا وعند بعضهم مختصرا.

ص: 1280

1224-

قال (1) : حدثنا الرياشي، حدثنا الأصمعي، عن أبي الأَشْهَب جعفر بن حيان قال: سمعت الأحنف يقول: الأَفْعَى تُحَكِّكُ فِي بَيْتِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَيِّمٍ رَدَدْتُ عَنْهَا كُفُؤاً (2) .

1225-

قال (3) : أنشدنا خلف لابن شُبْرُمَة (4) :

لَقَدْ كَانَ فِيهَا لِلأَمَانَةِ مَوْضِعٌ

وَلِلْكَفِّ مُرْتَادٌ وَلِلْعَيْنِ مَنْظَرُ

ولِلْحَائِم (ِ (5) الصَّادي (6) رِيٌّ بِرِيقِهَا

وَلِلطَّرْبِ الْمُشْتَاقِ خَمْرٌ وَمُسْكِرُ (7)

(1) القائل هو: أبو روق الهزاني.

(2)

رجاله إسناده ثقات، إلا الأحنف لم أميّزه.

ذكره الجاحظ في البيان والتبيين: 1/314 ولفظه: ((ثلاث لا أناة فيهنَّ عندي، قيل: وما هنَّ يا أبا بحر؟، قال:

المبادرة بالعمل الصالح، وإخراج ميتك، وأن تُنكح الكفء أيمك، وكان يقول: لأفعى تحكك في ناحية بيتي أحب

إلي من أيِّم رددت عنها كفؤاً، وكان يقال: ما بعد الصواب إلا الخطأ، وما بعد منعهنّ من الأكفاء إلا بذلهنّ

للسفلة والغوغاء.

(3)

القائل هو: أبو روق الهزاني.

(4)

ابن شبرمة: عبد الله بن شبرة بضم المعجمة وسكون الموحدة وضم الراء بن الطفيل الضبي أبو شبرمة ثقة فقيه. التقريب: 1/307.

(5)

الحائم: من حام، يقال: حام الرَّجل، إذا عطش، فهو حائم. انظر المنجد في اللغة والأعلام: 0/164.

(6)

الصادي: من صَدِيَ، يَصْدَى، صَدًى، أي عطش شديداً، فهو صدٍ، وصادٍ، وصَدْيان، والصَّدَى: العطش الشديد. انظر المنجد في اللغة والأعلام: 0/420.

(7)

البيتان لقيس بن ذريح في لُبْنى ضمن أبيات كما ذكرها أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني: 9/238-239.

ص: 1281

فقِيلَ: مَا بَقِيَ شيْءٌ؟ قال: بَلَى المُوَافَقَة (1) .

1226-

قال (2) : وأَنْشَدَنِي لِإِبْنِ شُبْرُمَة. [ل261/ب](3)

تَرَى طَالِبِ النِّسْوَانِ يَحْسَبُ

أَنَّهَا سَوَاءٌ وَبَوْنٌ بَيْنَهُنَّ بَعِيدُ

فَمِنْهُنَّ جنَّاتٌ تَفِيءُ ظِلَالُهَا

وَمِنْهُنَّ نِيرَانٌ بِهِنَّ وَقُودُ (4)

1227-

قال (5) أنْشَدَنا عبدُ الله بن شَبِيْب:

لَئِنْ كَانَتْ الدُّنْيَا بِلُبنى (6) تَقَلَّبَتْ

فَلِلدَّهْرِ وَالدُّنْيَا بُطُونٌ وَأَظْهُرُ

وَلِلْكَفِّ مُرْتَادٌ وَلِلْعَيْنِ مَنْظَرُ

لَقَدْ كَانَ فِيهَا لِلأَمَانَةِ مَوْضِعٌ

وَلِلْحَائِمُ الْعَطْشَان ريٌّ برِيقِهَا

وَلِلْمَرِحِ الذَّيَّالِ خَمْرٌ وَمُسْكِرُ (7)

1228-

قال (8) : أنشدنا محمد بن خَلَف قال: سمع رَجُلٌ إسماعيلَ بنَ

(1) في الخطية ((الرافعة)) وكتب الناسخ في جانب السطر ((الموافقة)) وفوفها ((صح)) .

(2)

القائل هو: أبو روق الهزاني) .

(3)

في الخطية ما نصّه: ((لقد كان فيها للأمانة موضع وللكف مرتاد وللعين منظر)) وعليه علامة الضرب.

(4)

ذكر الماوردي البيتين في أدب الدنيا والدين: 0/133.

(5)

القائل هو: أبو روق الهزاني.

(6)

في الخطية ((بليلى)) والتصحيح من الأغاني.

(7)

انظر تخريجها في الرواية رقم: 539.

(8)

القائل هو: أبو روق الهزاني) .

ص: 1282

حَمَّاد بن أبي حنيفة (1) ينْشُدُ:

وَمَا نِلْتُ مِنْهاَ لَذَّةً غَيْرَ أَنَّنِي

إِذَا هِيَ بَاَلتْ بُلْتُ حَيْثُ تَبُولُ

وَإنْ ذُكِرَتْ حَنَّ الْفُؤَادُ لِذِكْرِهَا

وظَلَّ عَمُودُ الْخُصْيَتَيْنِ يَجُولُ

قال: وَلَمَّا عُزِلَ عَنْ قَضَاءِ الْبَصْرَةِ شَيَّعَهُ أَهْلُ الْبَصْرَةِ، وَقَالُوا: عَفَفْتَ عَنْ أَمْوَاِلنَا وأَعْرَاضِنَا، قال: نَعم، وَعَنْ أَوْلَادِكُمْ يُعَرِّضُ بيحيى بن أَكْثم (2) .

1229-

قال (3) : وأَنْشَدَ أَبُو صَخْرَةَ الرِّيَاشِي (4) فِي يحيى بن أَكْثم:

أَنْطَقَنِي الدَّهْرُ بَعْدَ إِخْرَاسِ

لِنَائِبَاتٍ أَطَلْنَ (5) وَسْوَاسِي

(1) إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة: الكوفي، قال صالح بن محمد: كان جهميا ليس بثقة. وقال ابن عدي: ضعيف. وقال يوسف: كان ثقة صدوقا لم يغمزه سوى الخطيب، وتعقبه ابن حجر بقوله: قد غمزه من هو أعلم به من الخطيب، فبطل الحصر الذي ادعاه. تاريخ بغداد: 6/243، ميزان الاعتدال: 1/26، لسان الميزان: 1/398.

(2)

وقوله: (حنّ) في الخطية يمكن قراءة هذه الكلمة ب (خرّ) أيضاً، ولكن المثبت أليق، والله أعلم.

أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 6/244، عن أبي الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، عن المعافى بن زكرياء، عن محمد ابن أحمد بن إبراهيم الحكمي قال: قال أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ القاسم فذكره مختصرا. وهو مذكور في تهذيب الكمال للمزي: 31/212، وفي لسان الميزان لابن حجر: 1/399، بدون إسناد.

(3)

القائل هو: أبو روق الهزاني.

(4)

أبو صخرة الرياشي: هو العباس بن فرج، وكنيته أبو الفضل، ولم أجد من كنّاه بهذه الكنية ممن ترجم له.

(5)

في الخطية (أطن) وفي الهامش (أطلن) وفوقها (صح) .

ص: 1283

يَرْفَعُ نَاسًا يَحُطُّ مِنْ نَاسِ

ياَ بُؤْسَ لِلدَّهْرِ لَا يَزَالُ كَمَا

بِطُولِ نَكْسٍ وَطُولِ أَنْفَاسِ [ل262/أ]

لَا أَفْلَحَتْ أُمَّةٌ وَحُقَّ لَهَا

وَلَيْسَ يَحْيَى لَهَا بِسَّوَاسِ

تَرْضَى بِيَحْيَى يَكُونُ سَائِسَهَا

وَلَا يَرَى عَلَى مَنْ يَلُوطُ مِنْ بَأْسِ

قَاضٍ يَرَى الْحَدَّ فِي الزِّنَا

مِثْلِ جَرِيرٍ ومِثْلِ عبَّاسِ

يَحْكُمُ لِلْأَمْرَدِ الْغَرِيرِ عَلَى

الْعَدْلُ وَقَلَّ الْوَفَاءُ فِي النَّاسِ

فَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَيْفَ قَدْ ذَهَبَ

يَلُوطُ وَالرَّاشِ شرَّ مَا رَاشِ

أَمِينُهَا يَرْتَشِي وَحَاكِمُنَا

قَامَ عَلَى النَّاسِ كُلُّ مِقْيَاسِ

لَوْ صَلَحَ الدِّينُ وَاسْتَقَامَ لَقَدْ

لَاأَحْسَبُ الْجَوْرَ يَنْتَفِي وَعَلَى الْ

أُمَّةِ قَاضٍٍٍ مِنْ آلِ عَبَّاسِ (1)

1230-

قال (2) : حدثنا الرِّيَاشِي، حدثنا الحُسَيْن بن محمد الذَّرَّاع (3) ، حدثنا عمر

ابن هارون البلخي (4)، عن قرة بن خالد قال: سأَلَ رَجُلٌ م

(1) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 14/195-196، عن أبي روق الهزاني به. وورد في البيت الثالث عند الخطيب ((اتّعاس)) بدل ((أنفاس)) . وفي البيت الثامن ((أميرنا)) بدل ((أمينها)) ، وهو أشبه بالصواب، وفي البيت الأخير ((ينقضي)) بدل ((ينتفي)) . وقال الخطيب: ليست هذه الأبيات للرياشي إنما هي لأحمد بن أبي نعيم.

(2)

القائل: أبو روق الهزاني.

(3)

الحسين بن محمد الزراع: بن أيوب وقيل الذارع، السعدي أبو علي البصري، وثقه أبو حاتم والنسائي. وقال ابن حجر: صدوق. مات سنة سبع وأربعين ومائتين. الجرح والتعديل: 3/64، الثقات: 8/190، تهذيب الكمال:

6/469، التقريب: 1/168.

(4)

عمر بن هارون البلخي: بن يزيد الثقفي، قال ابن سعد، تركوا حديثه. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال أحمد: لا أروي عنه شيئا. وتركه النسائي وصالح بنمحمد الحافظ وأبو علي الحافظ وابن حجر. وقال الساجي والدارقطني: ضعيف. وقال أبو نعيم: حدث عن ابن جريج والأوزاعي وشعبة بالمناكير لا شيء. الضعفاء والمتروكون: 0/85، الجرح والتعديل: 6/140، المجروحين: 2/90، الضعفاء لأبي نعيم: 0/113، تهذيب الكمال: 21/520، التقريب: 1/41.

ص: 1284

حمدَ بْنَ سِيرينَ عن حديثٍ وقَدْ أَرَادَ أَنْ يَقُومَ فَقَالَ:

إِنَّكَ إِنْ كَلَّفْتَنِي مَالَمْ أُطِقْ سَاءَكَ مَاسَرَّكَ مِنِّي مِنْ خُلُقْ (1)

1231-

قال (2) : حدثنا الرِّيَاشِي، عَنْ الأَصْمَعِي، عن نَافِع بن أبي نعيم (3) قال:((مات عكرمةُ وكثيِّرُ (4) في يومٍ واحدٍ)) (5) .

(1) إسناده ضعيف جداًّ فيه عمر بن هارون البلخي وهو متروك.

أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي: 1/215، من طريق أبو روق الهزاني به.

وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 2/265، من طريق محمد بن جشم، عن أبي سعيد الأشج، عن عمر بن هارون به. وذكره السيوطي عن ابن سيرين في تدريب الراوي: 2/146.

(2)

القائل هو: أبو روق الهزاني.

(3)

نافع بن أبي نعيم: نافع بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نعيم أبو رويم المقرئ، وثقه ابن سعد وابن معين، وقال أحمد: كان يؤخذ عنه القرآن وليس في الحديث بشيء. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال النسائي: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الساجي وابن حجر صدوق. وقال ابن حجر: ثبت في القراءة. مات سنة تسع وستين ومائة. الجرح والتعديل: 8/456، الثقات: 7/532، طبقات المحدثين بأصبهان: 1/381، تهذيب الكمال: 29/281، التقريب: 1/558.

(4)

كثيّر: بضم الكاف وفتح الثاء وكسر الياء المشددة بعدها راء، وهو أبو صخر كثيّر بن عبد الرحمن بن الأسود الخزاعي المدني، قال الذهبي من فحول الشعراء، كان شيعيّا، يقول بتناسح الأرواح، وكان خبيثا، يؤمن بالرجعة، مات هو وعكرمة في يوم سنة سبع ومائة. انظر سير أعلام النبلاء: 5/152.

(5)

رجال إسناده كلهم ثقات.

أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى: 5/292، وابن عبد البر في التمهيد: 2/35، والمزي في تهذيب الكمال:

20/291، من طريق محمد بن عمر الواقدي قال: حدثني خالد بن القاسم البياض قال: ((مات عكرمة وكثيّر عزة الشاعر في يوم واحد سنة خمس ومائة

)) .

وأخرجه المزي في تهذيب الكمال: 20/290، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 5/34، ميزان الاعتدال: 5/119، عن الدراوردي من قوله، ولم يذكر سنة الوفاة.

وأخرجه ابن عدي في الكامل: 5/1906 من طريق أبي معشر، وابن عبد البر في التمهيد: 2/35، من طريق المفضل

ابن فضالة، والذهبي في ميزان الاعتدال: 5/119، من طريق سليمان بن معبد السبخي، قالوا:((مات عكرمة وكثيّر عزة في يوم واحد في المحرم سنة تسع ومائة)) . ولم يذكر سليمان السبخي سنة الوفاة.

ص: 1285

1232-

قال (1) : حدثنا الرِّياشِي (2) ، حدثنا أَبُو عاصم (3) ، عن عبد الله بن الوليد، عن محمد ابن عبد الرحمن قال: سمعت ابْنَ الزُّبَيْر يقول: ((ما أَصَابَنِي فِي عَمَلِي هَذَا شَيْءٌ إِلَاّ وَقَدْ أَخْبَرَنِي بِهِ كَعْبٌ، وقال: الطَّيْرُ لَا يَرْفَعُ فِي السَّمَاءِ أَكْثَرَ مِنْ اثْنَي عَشَرَ مِيلاً، وَِإنَّ الذِّئْبَ يُكَنَّى أَبَاجَعْدَة، وَإنَّ الطِّلَاءَ خَمْرٌ)) (4) . [ل262/ب]

(1) القائل: أبو روق الهزاني) .

(2)

هنا في الخطية ((عن الأصمعي)) : وعليه علامة الضرب.

(3)

أبو عاصم: الضحاك بن مخلد النبيل.

(4)

رجاله إسناده ثقات.

ذكر ابن حجر شطره الأول في الإصابة 5/650، في ترجمة كعب بن ماتع.

وأما شطره الأخير فقد روى ابن أبي شيبة في المصنف: في نكاح المتعة وحرمتها 3/552 رقم ((17075)) من طريق محمد بن بشر، والفاكهي في أخبار مكة: 3/13-14، من طريق حماد بن أسامة، كلاهما عن عبد الله بن الوليد

ابن عبد الله، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب القرشي، عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال:((ألا إن الذئب يكنى أبا جعدة، ألا وإن المتعة هي الزنا)) . ورجال إسناده ثقات.

ويروى عن عبيد بن الأبرص قوله: هي الخمر تكنى الطلاء كما الذئب يكنى أبا جعدة.

وذكره البيهقي عنه في السنن الكبرى: 8/295، والصنعاني في سبل السلام: 4/35.

ص: 1286

1233-

قال (1) : حدثنا أَبُو حَاتِم (2) قال: ((كَتَبْتُ كِتَابًا إلى (3) اْلأَصْمَعِي فَقُلْتُ فِيهِ كَافأك اللهُ بِخَيْرٍ، فَخَرَّقَهُ، وَقَالَ: لَا تَعُدْ لِمِثْلِ هَذَا، إِنَّمَا تَكُونُ الْمُكَافَأَةُ بَيْنَ النُّظَرَاءِ وَاللهُ قَدْ تعَالَى (4) عَنْ ذَلِكَ)) (5) .

1234-

قال (6) : أنشدنا الرِّيَاشِي:

ولَقَدْ عَلِِمْتُ وَأْنْتَ تَعْلَمُهُ أَنَّ الْعَطَاءَ يُشِينُهُ الْمَطْلُ

1235-

قال (7) : حدثنا الرِّيَاشِي، حدثنا الأَصْمَعِي، حدثنا العَلَاءُ بنُ أَسْلَم، عن هِشَامِ ابن عقبة أَخِي ذِي الرُّمَّة، وَكَانَ ذُو الرُّمَّةِ يَتِيمًا فِي حِجْرِ هِشَام قال:((أَتَانِي هِشَامٌ وَأَنَا أُرِيدُ الْحَجَّ، فقال: إِنَّكَ تُرِيدُ سجرا لحضره (8) الشَّيطَان حُضُوراً لا يَحْضُرُهُ فِي غَيْرِهِ، فَاتَّقِ اللهَ وَصَلِّ الصَّلَاةَ ِلوَقْتِهَا فَإِنَّكَ لَا مَحَالَةَ تُصَلِّ (9) فَصَلِّهَا صَلَاةً تَنْفَعُكَ.

(1) القائل هو: أبو روق الهزاني.

(2)

أبو حاتم: السجستاني.

(3)

في الخطية ((عن)) .

(4)

في الخطية يمكن أن يقرأ (يتعالى) وما أثبتناه أشبه.

(5)

رجال إسناده ثقات.

(6)

القائل هو: أبو روق الهزاني) .

(7)

القائل هو: أبو روق الهزاني.

(8)

في الخطية كذ: ((سجرا لحضره)) أو (شجراً لحضرة) ، ولم يتبيّن لي المراد.

(9)

كذا في الخطية: ((تصل)) والصواب: تُصَلِّي، أو مصلٍّ.

ص: 1287

وَاعْلَمْ أَنَّ لِكُلِّ رُفْقَةٍ كَلْبًا يَنْبَحُ عَنْهُمْ، فَإِنْ يَكُنْ خَيْرًا شرَكُوهُ (1) ، وَإِنْ كَاَن شَراًّ تَقَلَّدَهُ دُونَهُمْ فَلَا تَكُنْ كَلْبَ الرُّفْقَةِ)) (2) .

1236 -

قال (3) : حدثنا الرِّيَاشِي، عن الأَصْمَعِي، عن مُعْتَمر بن سليمان، عن أبيه (4) قال: قلت لهلال بن أسد المازني (5) : ((مَا أَكْلَةٌ تَبْلُغُنِي عَنْكَ؟ قَال: أَقْبَلْتُ مِنَ الْبَحْرَيْنِ عَلَي بَعِيٍر لِي فَلَمَّا كُنْتُ بَطْنَ الصُّلَيْبِ (6) انْدَقَّ فَأَكَلْتُهُ، وَجَمَعْتُ جِلْدَهُ وَقَوَائِمَهُ وَلَفَفْتُهَا وَحَمَلْتُهَا عَلَى ظَهْرٍ لِي (7)) ) .

1237-

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّورِي، أَخْبَرَنَا أَبُو محمد الحسن بن

(1) كذا في الخطية، شرِكَ شَرْكاً وشَرِكاً، وشِِرْكةً وشَرِكَةً: صار شريكه، المنجد في اللغة والأعلام (ص384) .

(2)

في إسناده العلاء بن أسلم، وهشام بن عقبة لم أقف على ترجمتهما.

(3)

القائل هو: أبو روق الهزاني.

(4)

أبوه: سليمان بن طَرخان التيمي.

(5)

هلال بن أسد المازني: ذكره البخاري وابن أبي حاتم دون جرح ولا تعديل، وذكره ابن حبان في الثقات. التاريخ الكبير: 8/203، الجرح والتعديل: 9/73، الثقات: 5/504.

(6)

في الخطية: ((بطن الصُّلَيب)) : والصواب: ببطن)) والصُّليب: بضم أوله على لفظ التصغير، كأنه تصغير صُلب موضع عند بطن فلج. وفُلْج: قال أبو منصور: هو اسم بلد، ومنه قيل لطريق تأخذ من طريق البصرة إلى اليمامة طريق بطن فلج. وقال غيره: فلج واد بين البصرة وحمى ضرية من منازل عدي بن جندب بن العنبر. انظر معجم ما استعجم: 3/841، معجم البلدان: 3/472.

(7)

كذا في الخطية وفي الهامش ((ظهري)) وكتب فوقها ((صحَّ)) . ورجال إسناده ثقات.

ص: 1288

حَامِد بن [ل263/أ] الْحَسَنِ بْنِ حَامِد البَغْدَادِيُّ الأَدِيبُ (1) بِمِصْرَ، أَخْبَرَنَا أبُو الحَسَن عَلِيُّ ابن محمد بن سعيد الموصِلي (2) ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُلَيْل العَنَزِي مِنْ كِتَابِه بِسُرَّ مَنْ رَأَى، حَدَّثَنَا عمرو

ابن الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ زَوْجُ خَيْرَةَ الخُزَاعِيَّة، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قالتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ حُرِمَ حَظُّهُ مِنَ الرِّفْقِ حُرِمَ حَظُّهُ مِنَ الرِّزْقِ، وَمَنْ أُعْطِيَ حظَّه مِنَ الرَّفقِ أعْطِي حَظُّهُ مِنَ الرِّزْقِ)) (3)

(1) أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ حَامِدِ بن الحسن بن حامد البغدادي الأديب: قال الخطيب: صدوق، وكان تاجرا مموِّلا، مات سنة سبع أربعمائة. تاريخ بغداد: 7/303.

(2)

أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بن سعيد الموصلي: كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم. وقال ابن فرات: مخلط غير محمود. مات سنة تسع وخمسين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 12/82، لسان الميزان: 4/255.

(3)

حديث حسن، وإسناد المؤلف ضعيف، فيه أبو الحسن علي الموصلي مخلط غير محمود، وكذّبه ابن المظفر أبو نعيم.

أخرجه أحمد في المسند: 6/159، وأبو يعلى في المسند: 8/24، وابن الجعد في المسند: 2/6186، رقم (3579)، والعقيلي في الضعفاء الكبير: 2/324، وابن عدي في الكامل: 4/295، وأبو نعيم في حلية الأولياء: 9/159، وأبو محمد عبد الله الأنصاري في طبقات المحدثين بأصبهان: 2/326، والقضاعي في مسند الشهاب:

1/274-275، والبغوي في شرح السنة: 13/74 رقم (()) ، من طريق عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ بن أبي مليكة عن القسم بن محمد به.

وأخرج ابن أبي حاتم في العلل: 2/298، رقم (2406) قال سألت أبي عن حديث رواه يحيى بن حمزة، عن حيوة

ابن شريح، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عائشة مرفوعا، بلفظ ((من رزق حظه من الرفق فقد رزف الخير كله، ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم الخير كله)) . قال أبي: روى هذا الحديث ابن وهب عن حيوة، عن ابن الهاد، عن

ابن أبي ربيعة، عن ابن أبي ملكية.

وأخرجه أحمد في المسند 6/71، وابن عدي في الكامل: 4/1605 من طريق عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ القرشي، عن عمه بن أبي مليكة، عن عائشة مرفوعا. ولفظه:((إذا أراد الله بأهل بيت خير أدخل عليهم الرفق)) .

وأخرجه أحمد في المسند 6/71 من طريق عروة بن الزبير، و6/104-105 من طريق عطاء بن يسار كلاهما عن عائشة مرفوعاً.

وأخرجه ابن عدي في الكامل: 4/296 من طريق عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ الزهري، عن عروة، عن أبي هريرة مرفوعا. ولفظه ((إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف)) .

وسئل الدارقطني عن هذه الرواية فقال: يرويه الزهري، عن عروة، واختلف عنه، فرواه عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ

ابن أبي مليكة، عن الزهري، فرواه عنه ابن أبي فديك وأبو أحمد الزبيري والقعنبي، وقالوا عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ الزهري، عن عروة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ورواه عبد الوهاب بن عطاء، عن الخفاف، عن شيخ من أهل مكة وهو المليكي قال: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائشة وهو ضعيف. علل الدارقطني: 8/292.

قال أحمد بن حميد سألت أحمد بن حنبل، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ التيمي، يروي عن القاسم، عن عائشة قال: منكر الحديث، الكامل 4/1606، وقال ابن معين: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ بن أبي مليكة ضعيف. وقال البخاري: عبد الرحمن ابن أبي مليكة القرشي منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث. وقال العقيلي بعدما ذكر له ثلاثة أحاديث وهذا آخرها، قال: فلا يتابعه عليها إلا من هو دونه أو مثله، وأما الرفق فقد روي فيه أحاديث من غير هذا الوجه بأسانيد جياد بألفاظ مختلفة. وقال

ابن عدي: وهذه الأحاديث عن القاسم وعن ابن أبي مليكة وعن الزهري في الرفق يرويها عنهم عبد الرحمن بن أبي مليكة هذا.

وأخرجه ابن راهوية في مسنده: 1/263، والحميدي في المسند: 1/193، وأحمد في السند: 6/451، والبخاري في الأدب المفرد: 1/164 رقم ((270)) ، والترمذي في البر والصلة: باب ما جاء في حسن الخلق رقم ((2002)) والبغوي في شرح السنة: رقم ((3496)) ، والبزار في المسند: رقم ((1975)) ، والقضاعي في مسند الشهاب: 1/274، والبيهقي في السنن الكبرى: 10/193، وفي شعب الإيمان: 1/238 رقم ((8002)) ، والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي:

1/407، والمنذري في الترغيب والترهيب: 2/279، من طريق عمرو بن دينار، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ يعلى

ابن مملك، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء مرفوعا، وفيه ((من الخير)) بدل ((من الرزق)) وقال الترمذي: حسن صحيح.

وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: 8/516، وأحمد في المسند: 6/446، و448، و442، والبخاري في الأدب المفرد: رقم ((270)) ، وأبو داود ف الأدب: باب حسن الخلق: رقم ((4799)) والترمذي في الأدب والصلة: باب ما جاء في حسن الخلق رقم ((2003)) ، وابن حبان في صحيحه: 2/230 رقم ((481)) والبيهقي في شعب الإيمان: 6/238، رقم (()) ، من طرق عن عطاء الكَيْخَاراني، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء مرفوعا مختصرا.

والحديث في هذا المعنى صحيح ثابت في الصحيحين، أخرجه البخاري في الإستتابة، باب إذا عرض الذمي وغيره بسب النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم 14/283 رقم (2927) وفي الأدب، باب الرفق في الأمر كله 12/64 رقم (6024) ، وفي الإستئذان، باب كيف الرد على أهل الذمة الشلام 12/308 رقم (256) ، ومسلم في السلام، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف يرد عليهم، رقم (2165) من حديث عائشة، ها قالت: استأذن رهط من اليهود عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليك، فقلت: بل عليكم السام واللعنة، فقال: يا عائشة: إن الله الرفيق، يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ

)) .

وأخرجه مسلم من حديث عائشة أيضاً، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: يا عائشة، إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه)) .

وأخرجه أيضاً من طريق شريح بن هانئ عن عائشة مرفوعاً ((إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع في شيء إلا شانه)) 4/ 2003 رقم (2593) .

وأخرجه أيضاً من حديث جرير بن عبد الله مرفوعاً بلفظ: ((من حرم الرفق حرم الخير أو من يحرم الرفق يحرم الخير)) . 4/2003 رقم (2592) .

ص: 1289

1238-

قال (1) : حدثنا الحسن (2)، أنشدنا بعضُ الشُّعَرَاء:

الرِّفْقُ يُمْنٌ وَاْلأَنَاةُ سَعَادَةٌ فَاسْتَأْنِ فِي رِفْقٍ تُلَاقِ نَجَاحًا (3)

(1) القائل هو: أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ الموصلي، وسيرد في الروايات التالية إلى نهاية الجزء ما عد رقم:(1255) .

(2)

الحسن: هو ابن عليل وسيرد في الروايات التالية أيضاً إلى نهاية الجزء ما عدا رقم (1289) .

(3)

علة إسناده كعلة الإسناد السابق.

ذكره الخطيب في تاريخ بغداد: 7/166، عن أمير المؤمنين المتوكل.

الرفق يمن والأناة سعادة

فاستأن في رفق تلاق نجاحا

لا خير في حزم بغير رويّة

والشك وَهْنٌ إن أردت سراحا

والبيت من أبيات النابغة الذبياني، انظر ديوانه (ص28)، وجاء فيه:((فتأن في رفق تنال نجاحا)) .

وعزاه إلى النابغة أبو عبيد البكري في فصل المقال في شرح كتاب الأمثال (ص328) ، وورد هذا البيت فيه كما عند المؤلف هنا.

ص: 1291

1239-

قال أنشدنا الحسن لنفسه:

لَا تَنْظُرَنَّ إِلي الثِّيَابِ فَإِنَّنِي خَلَقُ الثِّيَابِ مِنَ الْمُرُوءَةِِ كَاسِي (1) .

1240-

قَالَ (2) : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُبيد (3) ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَب أَخُو

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ، وَمَا رَأَيْنَا عِنْدَهُ إِلَاّ شَيْئًا يَسِيرًا، وَكَانَ يُحَدِّثُ وَيَبْكِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أبي حَازِمٍ (4) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

وسلم: ((مَنْ أَعْمَرَهُ اللهُ سِتِّينَ سَنَةً فَقَدْ أَعْذَرَهُ اللهُ إِلَيْهِ فِي الْعُمُرُ)) (5) .

(1) علة إسناده كعلة الإسناد السابق.

(2)

القائل هو: أبو الحسن الموصلي.

(3)

كذا في الخطية، والصواب الحسن بن عليل كما عند الخطيب في تاريخ بغداد.

(4)

عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ: وفي المخطوط عبد الله بن أبي حازم، والتصحيح من الخطيب في تاريخه، لأنيِّ لم أجد ضمن أولاد أبي حازم سوى عبد الجبار وعبد العزيز، وهو عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ سلمة بن دينار المخزومي مولاهم أبو تمام كما في تاريخ بغداد، صدوق، التقريب: 1/356.

(5)

حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه علي بن محمد الموصلي، مخلط غير محمود، وكذّبه ابن المظفر وأبو نعيم،

وعبد العزيز بن مسلمة لم أجد له ترجمة.

أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 7/303، عن الصوري، عن الحسن بن حامد بن الحسن، عن علي بن محمد الموصلي به.

وأخرجه القضاعي في مسند الشهاب: 1/262 رقم ((424)) ، والبيهقي في السنن الكبرى: 3/370، والرامهرمزي في الأمثال: 0/98، من طريق عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عن أبيه به.

وأخرجه البخاري في الرقاق: باب من بلغ ستين سنة فقد أعذر إلى الله في العمر 11/238 رقم ((6419)) من طريق معن بن محمد الغفاري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ المقبري به. وقال تابعه أبو حازم وابن عجلان عن المقبري.

ص: 1292

1241-

قال: أنشدنا الحَسَنُ لنفسه:

يُعَزِّي الْمُعَزِّي ثُمَّ يَمْضِي لِشَأْنِهِ

وَيَتْرُكُ فِي الصَّدْرِ الدَّخِيلَ المُجَمْجَمَا [ل263/ب]

حَرِيقًا ثَوَى فِي الصَّدْرِ لَوْ أَنَّ بَعْضَهُ

أَنَاخَ عَلَى سَلْمَى إذا لَتضرَّما (1) .

1242-

قال: أنشدنا الحسن:

يَا عَمْرُو عَنِّي جَزَاكَ اللهُ صَالِحَةً

هَذَا وَدَاعٌ لَكُمْ مِنِّي وَتَسْلِيمُ

لَا تَزْهَدَنْ فِي اصْطِنَاعِ الْعُرْفِ تَفْعَلُهُ

إِنَّ الَّذِيْ يَحْرِمُ الْمَعْرُوفَ مَحْرُومُ (2)

1243-

قال أنشدنا الحسن:

العُرْفُ نُزْهَةُ ذِي النُّهَى وَذَخِيرَةٌ

تُلْقِي جَوَادِيهَا بِكُلِّ مَكَانِ

(1) في إسناده أبو الحسن الموصلي وهو مخلط، وقدكذّبه ابن المفظر وأبو نعيم.

(2)

علة إسناده كعلة الإسناد السابق.

ذكرهما عبد الكريم القزويني في تدوين أخبار القزويني: 2/345، وياقوت الحموي في معجم البلدان: 1/106، ولم يذكرا القائل لهما: وورد عند القزويني:

يَا مَالَ نَحْن جَزَاكَ اللهُ صَالِحَةً

هَذاَ وَدَاعٌ لَكُمْ مِنِّي وَتَسْلِيمُ

وتَزْهَدُوا فِي اصْطِنَاعِ الْعُرْفِ مِنْ أَحَدٍ

إِنَّ الَّذِي يَحْرِمُ المحرِمَ مَحْرُومُ

وعند ياقوت الحموي:

يا مالُ عَنِّي جَزَاكَ اللهُ صَالِحَةً

هَذَا وَدَاعٌ لَكُمْ مِنِّي وَتَسْلِيمُ

لَا تَزْهَدَنْ فِي اصْطِنَاعِ الْعُرْفُ عَنْ أَحَدٍ

إِنَّ الَّذِي يَحْرِمُ الْمَعْرُوفَ مَحْرُومُ

ص: 1293

مَا ضَاعَ مَعْرُوفٌ أَتَيْتَ إِلَى امْرِئٍ

فَغَدَا وَرَاحَ يُذِيعُهُ بِلِسَانِ (1)

1244-

قال: أنشدنا الحسن لنفسه:

أَوْلَى الْبَرِيَّةِ حَقًّا أَنْ تُوَاسِيَهُ

عِنْدَ السُّرُورِ الَّذِي وَاسَاكَ فِي الْحَزَنِ

إِنَّ الْكِرَامَ إِذَا مَا أَسْهَلُوا ذَكَرُوا

مَنْ كَانَ يَعْتَادُهُمْ فِي الْمَنْزِلِ الْخَشِنِ (2)

1245-

قال: حدثنا الحسن، حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب مِنْ كِتَابِهِ، سَمِعْتُهُ

يُمْلِيهِ عَلَى ابْنِهِ أبي بكر (3) فَتَقَدَّمَتُ، فَلَمَّا رَآنِي قال: يا عَسْكَرِيُّ، طَفَّلْتَ (4) عَلَى ابْنِي،

اقْعد، اكْتُبْ، حدَّثَنَا عبد الله بن بكر السهمي، حدثنا أَبِي (5)، حدثنا سلم بن قُتَيْبة قال:

كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ هُبَيْرَةِ الأَكْبَرِ (6) قال: فجَرَى الْحَدِيثُ حَتَّى جَرَى ذِكْرُ الْعَرَبِيَّةِ، فَقَالَ: وَاللهِ

مَا اسْتَوَى رُجْلَانِ دِينُهُمَا وَاحِدٌ، وَحَسَبُهُمَا وَاحِدٌ،

(1) في إسناده ابو الحسن الموصلي مخلط غيرمحمود، وكذّبه ابن المظفر وأبو نعيم.

(2)

علة إسناده كعلة الإسناد السابق.

ذكر الخطيب البيت الثاني دون الأول ولم ينسبه إلى قائله، حيث جاء فيه:

إن الكرام إذا ما أسهلوا ذكروا من كان يؤنسهم في المنزل الخشن.

(3)

أبو بكر: هو أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي البغدادي.

(4)

طفّلت: أي دخلت من دون إذن ولا دعوة، ومنه الطفيلي: الذي يدخل الوليمة والمآدب ولم يدع إليها. لسان العرب 11/404، مادة (طفل) .

(5)

أبوه: بكر بن حبيب السهمي الباهلي، وثقه ابن وابن حبان. الجرح والتعديل: 2/383، الثقات: 6/104.

(6)

ابن هبيرة: هو عمر بن هبيرة بن معاوية بن سُكَيْن الأمير أبو المثنى الفزاري، أمير العراقيين، مات سنة سبع ومائة تقريبا. االكامل في التاريخ: 5/97، سير أعلام النبلاء: 4/562.

ص: 1294

وَمُرُوءَتُهُمَا وَاحِدَةٌ، أَحَدُهُمَا يَلْحَنُ

وَالآخَرُ لَا يَلْحَنُ، إِنَّ أَفْضَلَهُمَا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ [ل264/أ] الّذِي لَا يَلْحَنُ، قال: قلنا:

أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيرَ، هذَا أَفْضَلُ فِي الدُّنْيَا لِفَضْلِ فَصَاحَتِهِ وَعَرَبِيَّتِهِ، أَرَأَيْتَ اْلآخِرَة، مَا بَالُهُ

فَضُل فِيهَا؟ قال: إِنَّهُ يَقْرَأُ كِتَابَ اللهِ عَلَى مَا أَنْزَلَهُ اللهُ، وَإِنَّ الَّذِي يَلْحَنُ يَحْمِلُهُ لَحْنُهُ عَلَى

أَنْ يُدْخِلَ فِي كِتَابِ اللهِ مَا لَيْسَ فِيهِ، وَيُخْرِجَ مِنْهُ مَا هُوَ فيِهِ، قال: قُلْت: صَدَقَ الأَمِيرُ

وَبَرَّ (1) .

1246-

قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، وَأَيُّوبُ بْنُ صَالِحٍ الْمُؤَدِّبُ (2) بِالْبَصْرَةِ، قَالا: حَدَّثَنَا

أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الشَّاذَكُوني (3) إِمْلاءً مِنْ حِفْظِهِ بِحَضَرَةِ أَبِي حَاتِم، وَأَبِي زُرْعَةَ، وصَالِح جَزَرَة، وَالْمُسْتَمْلِي أَبو (4) قِلَابة الضَّرِير، وَلَمْ يَذْكُرْ أَيُّوبُ بْنُ صَالِحٍ هَذِه الْقِصَّةَ حَدَّثَنَا الحكم

ابن

(1) في إسناده أبو الحسن الموصلي وهو مخلط، وكذّبه أبو نعيم وابن المظفر.

أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي: 2/25-26، من طريق أبي عبد الله الصوري، عن الحسن بن حامد الأديب، عن علي بن محمد بن سعيد الموصلي، عن الحسن بن عليل، عن أبي خيثمة به.

(2)

أيوب بن صالح المؤدب: لعله أيوب بن صالح بن سليمان بن هاشم أبو صالح المعافري القرطبي المالكي، كان إماما في المذهب، وكان متصرّفاً في علم النحو والبلاغة والشعر. الوافي بالوفيات: 10/52، سير أعلام النبلاء: 15/330-331، تاريخ علماء الأندلس: 1/86.

(3)

أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الشاذكوني: المنقري، قال البخاري: هو أضعف من كل ضعيف. كتب عنه أبو زرعة ثم ترك الرواية عنه. وقال النسائي: ليس بثقة. ورماه صالح الجزرة بالوضع. وقال أبو جعفر: مثل هذا لا يحدث عنه. وقال الخطيب: كان حافظا مكثرا. مات سنة ست وثلاثين ومائتين. الثقات: 1/279، طبقات المحدثين بأصبهان: 2/123، تاريخ بغداد: 9/40.

(4)

كذا في الخطية، وفوقها (صح) .

ص: 1295

ظَهِيرٍ (1)

، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:((قَدِمَ مُلُوكُ حَضْرَمَوْت عَلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَنُو وَلِيْعة، ومِخْوَس (2) ، وَمِشْرَح، وأبْضَّعَة (3) وَأُخْتُهُم الْعَمَرَّدَةِ، وَفِيهِمْ الأَشْعَثُ ابْنُ قَيْس، وَهُوَ مِنْ أَصْغَرِهِمْ فَقَالُوا: أَبَيْتَ اللَّعنَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لستُ مَلِكًا، أنَا محمدُ

ابنُ عبدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِب، قَالُوا: لَا نُسَمِّيكَ بِاسْمِك، قَالَ: لَكِنَّ اللهَ سَمَّانِي، وَأَنَّا أَبُو الْقَاسِم، فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقاَسِم، إِنَّا قَدْ خَبَّأْنَا لَك خَبِيئًا فَمَا هُوَ؟ وَكَانُوا خَبَؤُوا لِرَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رِجْلَ جَرَادَ ةٍ، وحَمِيْتَ َسْمنٍ، قال: وَالْحَمِيْتُ: الزِّقُّ [ل264/ب] الَّذِي قَدْ قُيِّرَ دَاخِلُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّمَا يُفْعَلُ ذَلِك بِالْكَاهِنِ، وَإِنَّ الْكَاهِنَ وَالْكَهَانَةَ وَالْمُتَكَهِّنَ فِي النَّارِ، فَقَالُوا كَيْفَ

(1) الحكم بن ظُهَيْر: بالمعجمة الفزاري أبو محمد، قال ابن معين: ليس بثقة، وقال البخاري: تركوه منكر الحديث. وقال أبو زرعة وأبو حاتم: متروك الحديث، وقال الجوزجانيك ساقط، وقال ابن حبان: يروي عن الثقات الأشياء الموضوعات. وقال ابن حجر: متروك رمي بالرفض واتهمه ابن معين. التاريخ الكبير: 2/345، الضعفاء الصغير:

0/31، الضعفاء والمتروكون: 0/31، الجرح والتعديل: 3/118، المجروحين: 1/250، تهذيب الكمال: 7/99، التقريب: 1/175.

(2)

في الخطية (يحرس) والتصحيح من معجم البلدان 2/271، (حضرموت) وجاء في القاموس المحيط: 2/220 مادة (خوس) : ومخوس كمنبر ومشرح وجمد وأبضعة بنو معد يكرب الملوك الأربعة الذين لعنهم رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ولعن أختهم العمردة، وفدوا مع الأشعث، فأسلموا ثم ارتدوا، فقتلوا يوم النجير، فقالت نائحتهم: يا عينُ بكّي لي الملوك الأربعة.

(3)

في الخطية (الضعة) وهو تصحيف،

ص: 1296

نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ؟ قَالَ: فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَفًّا مِنْ حَصَى فَقَالَ: هَذَا يَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ، [فَسَبَّحَ الْحَصَى فِي يَدِهِ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم] (1) : إِنَّ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ أَنْزَلَ عَلَيَّ كِتَابًا لَايَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفهِ، أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنَ الْجَبَلِ الْعَظِيمِ فِي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ فيِ مِثْلِ نُورِ الشِّهَاب، قَالَ: فأَسْمِعْنَا مِنْهُ، فتَلَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم {وَالصَّافاَتِ صَفًّا، فاَلزَّاجِرَاتِ زَجْرًا} (2) ، حَتَّى بَلَغَ {رّبُّ الْمَشَارِقِ} (3)

ثُمَّ سَكَنَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ يَتَحَرَّكْ مِنْهُ شَيْءٌ ودُمُوعُه تَجْري عَلَى لِحْيَتِه، فَقَالُوا: إِنَّا نَرَاك تَبْكِي فمِنْ مَخَافةِ مَنْ أرسلَكَ تَبْكي؟ قَالَ: خَشْيَتِي مِنْهُ أبْكَتنْيِ، بَعَثَنِي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ فِي مثْلِ حَدِّ السَّيْفِ إِن زِغْتُ عنْهُ هَلَكْتُ، ثُمَّ تلَا:{وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} الآية (ْ (4)(5) .

(1) ما بين المعقوفين مثبت من هامش الخطية وكتب عليها الناسخ ((صح)) .

(2)

سورة الصافات آية رقم ((1 و2))

(3)

سورة الصافات آية رقم ((5)) ..

(4)

سورة الإسراء: آية رقم ((86)) .

(5)

في إسناده أبو الحسن الموصلي وهو مخلط، كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، وأبو داود الشاذكوني ضعيف ورماه صالح الجزرة بالوضع والحكم بن ظهير متروك الحديث، وأبو موسى لم أميّزه.

أخرجه محمد بن علي الترمذي في نوادر الأصول في أحاديث الرسول: 2/216-217، عن ابن عباس بدون إسناد، بأطول مما عند المؤلف.

ص: 1297

1247-

قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَرْعَرَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْسُ بْنُ مَرْحُومٍ (1) ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ (2) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلان، عَنْ سُمَيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ

أَبِي هُرَيْرَةَ: ((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا عَطَسَ غَضَّ بِهَا صَوْتَهُ، وَأَمْسَكَ عَلَى وَجْهِهِ)) (3) . [ل265/أ]

(1) عبيس بن مرحوم: بن عبد العزيز العطار، وثقه ابن معين والعجلي وأبو حاتم وابن حبان، وزاد أبو حاتم أن في حديثه شيء. مات سنة تسع عشرة ومائتين. معرفة الثقات: 2/125، الجرح والتعديل: 7/34، الثقات: 8/52.

(2)

حاتم بن إسماعيل: أبو إسماعيل المثني الحارثي مولاهم، وثقه ابن سعد والعجلي وابن حبان. قال أحمد زعموا أن حاتما فيه غفلة إلا أن كتابه صحيح. وقال النسائي: ليس به بأس، وقال مرة: ليس بالقوي. قال ابن حجر: صحيح الكتاب، صدوق يهم. مات سنة ست وثمانين ومائة. الطبقات الكبرى: 5/425، معرفة الثقات: 1/275، الثقات: 8/210، تهذيب الكمال: 5/187، التقريب: 1/144.

(3)

حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه أبو الحسن الموصلي وهو مخلط، وقد كذّبه أبو نعيم وابن المظفر.

أخرجه أبو داود في الأدب: باب العطاس 5/287-288 رقم ((5029)) والترمذي في الإستئذان والآداب: باب ما جاء في حفض الصوت وتخمير الوجه عند العطاس 8/19 رقم ((2893)) وأحمد في المسند: 2/439، والحاكم في المستدرك: 4/325، والبيهقي في السنن الكبرى: 2/90، وابن عبد البر في التمهيد: 17/335، والبغوي في شرح السنة: 12/314 رقم ((3346)) ، من طريق يحيى بن سعيد، وأبو يعلى في المسند: 12/17 رقم ((6663)) من طريق خالد بن الحارث، والحميدي في المسند: 2/489 رقم ((1157)) والطبراني في معجم الصغير: 1/83، وفي معجم الأوسط: 2/505 رقم ((187)) ، من طريق سفيان الثوري، والبيهقي في السنن الكبرى: 2/90، من طريق إسرائيل، أربعتهم عن محمد بن عجلان به.

وقال الترمذي: حسن صحيح، وقال الحاكم: حديث صحيح الإسناد، وعند بعضهم زيادة ((غطّى وجهه بثوبه أو بيده)) .

وأخرجه الحاكم في المستدرك: 4/264، من طريق ابن وهب، عن عبد الله بن عياش، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ صلى الله عليه وسلم إِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:((إذا عطس أحدكم فليضع كفيه على وجهه وليخفض صوته)) . وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

قلت: فيه عبد الله بن عياش وهو صدوق يغلط أخرج له مسلم في الشواهد، التقريب: 1/317.

ص: 1298

1248-

قال: حدثنا الحسن، حدثنا علي بن المديني، حدثنا عبد الله بن هارون الشامي، حدثني أبي (1)

، حدثنا أبو يونس القشيري (2)، حدثنا عمرو بن دينار: ((أَنَّ زَيْدَ

ابنَ أُسَامَة لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ جَعَلَ يَبْكِي، فقال لَهُ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْن صلى الله عليه وسلم مَا يُبْكِيك؟ قال: أَبْكِي عَلَى أَنَّ عَليَّ خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفَ دِينَاٍر، فقال لَهُ عَلِيُّ، لَا تَبْكِ، فَهُنَّ عَلَيَّ، وَأَنْتَ مِنْهَا بَرِيءٌ (3) .

1249-

قال: أخبرنا الحسن (4) قِرَاءَةً عَلَيْهِ، حدَّثَكُمْ عليُّ بْنُ المَدِينِي،

(1) هارون بن أبي عيسى الشامي: قال البخاري: يخطئ في غير حديث محمد بن إسحاق. وذكره العقيلي في الضعفاء. ووثقه ابن حبان والذهبي. وقال ابن حجر: مقبول. الضعفاء الكبير: 4/358، الثقات: 9/238، تهذيب الكمال:

30/102، الكاشف: 2/331، التقريب: 1/569.

(2)

أبو يونس القشيري: حاتم بن أبي صغير القشيري البصري، وابو مغيرة اسمه مسلم وهو جده لأمه وقيل زوج أمه ثقة من السادسة. التقريب: 1/144.

(3)

في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، وهو مروي من غير هذا الطريق.

أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 3/141، وابن عساكر في تاريخ دمشق: 41/385، من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي، عن علي بن المديني به.

وأخرجه المزي في تهذيب الكمال: 20/393، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 4/394، معلقا على حاتم القشيري به. وابن الجوزي في صفة الصفوة: 2/101 معلقا على عمرو بن دينار به.

وورد عندهم ((محمد بن أسامة بن زيد)) بدل ((زيد بن أسامة)) ، وورد في السير: بضعة عشر ألف)) .

(4)

في الخطية (الحسين) والتصحيح من روايات السابقة واللاحقة.

ص: 1299

حدثنا سُفْيان (1) قال: ((كَانَ عَلِيُّ بنُ حَسَيْن رضي الله عنه يَحْمِلُ مَعَهُ جِرَاباً مِنْ خُبْزٍ بَتَصَدَّقُ بِهِ، ويقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ الصَّدَقَةَ تُطْفِئُ غَضَب

(1) سفيان: هو ابن عيينة.

ص: 1300

َ الرَّبِّ)) (1) .

1250 -

قال: حدثنا الحسن، حدثنا علي (2)، حدثنا سفيان (3) قال: قال عليُّ

ابن حسين: ((مَا يَسُرُّنِي بِنَصِيبِي مِنَ الذُّلِّ حُمْرُ النَّعَمِ)) (4) .

1251-

قال (5) : حدثنا الحسن (6) ، حدثنا علي (7)، حدثنا سفيان (8) قال: حدثونا عن الزهري قال: ((مَا رَأَيْتُ قُرَشِياًّ أَفْضَلَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْن)) (9) .

(1) في إسناده أبو الحسن الموصلي وهو مخلط، كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم ن وهو مروي من غير هذا الطريق.

أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 3/135-136، وابن عساكر في تاريخ دمشق: 12/21، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 4/393، من طريق سفيان، عن أبي حمزة الثُّمالي أن علي بن حسن كان يحمل.. فذكره.

وأخرجه ابن الجوزي في صفة الصفوة: 2/96 عن أبي حمزة من قوله. وأبو حمزة الثمالي هذا هو ثابت بن أبي صفية الثمالي واسم أبيه دينار كوفي ضعيف رافضي، التقريب: 1/132.

وأخرج الترمذي في الزكاة: باب ما جاء في فضل الصدقة رقم ((664)) وابن حبان في صحيحه: 8/103-104 رقم ((3309)) والبغوي في شرح السنة: رقم ((1634)) من طريق عقبة بن مكرم، عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى، عَنْ يونس

ابن عبيد، عن الحسن، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:((الصدقة تطفئ غضب الرب، وتدفع ميتة السُّوء)) . وقال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه.

قلت فيه عبد الله بن عيسى الخزاز وهو ضعيف كما في التقريب: 1/ 317، وفيه عنعنة الحسن أيضا.

وأخرج الطبراني في معجم الصغير: رقم ((128419)) ، ومن طريقه القضاعي في مسند الشهاب: 1/92 رقم ((99)) ، عن محمد ابن عون السيرافي، عن أصرم بن حوشب، عن قرة بن خالد، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قال: قلت لعبد الله بن جعفر ابن أبي طالب حدّثنا شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

وسمعت رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: صدقة السر تطفئ غضب الرب. وفي إسناده أصرم بن حوشب وهو متروك الحديث واتهمه غير واحد بالوضع. انظر الجرح والتعديل: 2/336. والمجروحين: 1/181.

وأخرجه الطبراني في معجم الأوسط: 1/513، رقم ((947)) ، وفي معجم الكبير: 19/421 رقم ((1018)) والقضاعي في مسند الشهاب: 1/94 رقم ((102)) ، من طريق صدقة بن عبد الله، وعن أصبغ، عن بهز بن حكيم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَنِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: ((صانع المعروف تقي مصارع السوء، وإن صدقة السر تطفئ غضب الرب

)) وفي إسناده صدقة بن عبد الله وهو ضعيف، التقريب: 1/275.

(2)

علي: بن المديني.

(3)

سفيان: بن عيينة.

(4)

في إسناده أبو الحسن الموصلي مخلط كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم. لكنه روي من غير هذا الوجه.

أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 3/137، عن أبي بكر بن مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أحمد بن حنبل، عن أبيه عن سفيان به. وأبو بكر بن مالك هو القطيعي.

وأخرجه المزي في تهذيب الكمال: 20/398، والذهبي في سير أعلام البنلاء: 4/395، عن سفيان بن عيينة بدون إسناد. وعزاه ابن عبد البر إلى علي بن الحسين في التمهيد: 9/158.

(5)

القائل هو: أبو الحسن الموصلي.

(6)

الحسن: بن عليل.

(7)

علي: بن المديني،

(8)

سفيان: بن عيينة.

(9)

صحيح، وإسناد المؤلف فيه أبو الحسن الموصلي، وهو مروي من غير هذا الطريق.

أخرجه عمر بن أحمد أبو حفص الواعظ في تاريخ أسماء الثقات: 1/140، ويعقوب الفسوي: 1/544، وأبو نعيم في حلية الأولياء: 3/141، وأبو الوليد الباجي في التعديل والتجريح: 3/956، وابن الجوزي في صفة الصفوة: 2/99، والمزي في تهذيب الكمال: 20/384، والذهبي في سير أعلام البنلاء: 4/387، وابن حجر في تهذيب التهذيب:

7/269، عن سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ به.

وذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق: 41/375، عن الزهري بدون إسناد.

ص: 1301

قال (1) : وسمعته يقول (2) : ((كُنْتُ كَثِيرَ الْمُجَالَسَةِ لِعَلِيِّ بْنِ حُسين، وَلَكِنَّهُ كَانَ قَلِيلَ الرِّوَايَةِ)) (3) .

1252-

قال حدثنا الحسن، حدثنا ابن سلام (4) قال: قال عمرو بن العاص: ((يَثَّغِر الغُلَامُ وهوَ ابنُ سبْعِ سِنِينَ، وَيَحْتَلِمُ لاِبْنِ أَرْبَعَ عشرةَ، ويَكْمُلُ خَلْقُةُ لإِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَيَكْمُلُ عَقْلُةُ لِثَمَانٍ وَعِشْرِينَ)) (5) .

(1) القائل هو سفيان بن عيينة.

(2)

أي الزهري.

(3)

في إسناده أبو الحسن الموصلي أيضاً، وهو مروي من غير هذا الطريق.

أخرجه المزي في تهذيب الكمال: 20/386، والذهبي في سير أعلام البنلاء: 4/389، وابن حجر في تهذيب التهذيب: 7/269، عن سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ به.

وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 41/376، من طريق عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ الزهري به.

(4)

ابن سلام: لعله محمد بن سلام البيكندي بكسر الموحدة وسكون التحتانية وفتح الكاف وسكون النون أبو جعفر ثقة ثبت من العاشرة مات سنة سبع وعشرين، التقريب: 1/482.

(5)

في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم.

لم أجده عن عمرو العاص، ولكنّ الرامهرمزي روى في المحدث الفاصل: 1/188، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الغراء، عن محمد بن يحيى الأزدي، عن قبيصة، عن الثوري قوله:((يثغر الغلام لسبع، ويحتلم لأربع عشر، ويكمل عقله لعشرين، ثم هو التجارب)) وقال: وقد روي نحو من هذا عن علي،.

قلت: وفي إسناده عبد الله بن أحمد الغراء، لم أقف له على ترجمة، ومحمد بن يحيى الأزدي ثقة كما في التقريب: 1/513، وقبيصة هو ابن عقبة السُّوائي، صدوق ربما خالف، كما في التقريب: 1/453.

وروى الذهبي في سير أعلام النبلاء: 7/270، من طريق ضمرة، عن سفيان قال: يثغر الغلام لسبع ويحتلم بعد سبع ثم ينتهي طوله بعد سبع ثم يتكامل عقله بعد سبع ثم هي التجارب. وضمرة هو ابن ربيعة الفساطيطي صدوق يهم قليلا كما في التقريب: 1/280.

ويثّغر: أي تسقط أسنانه الرواضع، ثم ينبت مكانها الأسنان الدائمة، يقال: أثغر سنه: إذا سقط ونبت جميعا.

ص: 1302

1253-

قال: أنشدنا الحسن، أنشدنا أبو عبد الله القاسمي:[ل265/ب]

سَائِلْ قُرَيْشًا إِذَا مَا كُنْتَ ذَا عَمَهٍٍ (1)

مَنْ كَان أَثْبَتَهَا في الدِّينِ أَوْتَادا

عِلْمًا وَأطْيَبَها أَهْلاً وَأَوْلَادا

مَنْ كَانَ أَوَّلَها سِلْمًا وَأَكْثرَها

تدْعُوا مَعَ اللهِ أَوْلَادًا وَأَنْدَادا

مَنْ كَانَ وَحَّدَ إِذْ كانتْ مَكذِّبَةً

عنْهَا وَإِنْ بَخِلُوا فِي كُرْبَةٍ جَادا

مَنْ كَانَ يَقْدُمُ في الهَيْجَاِ إذَا نَكَلُوا

جَدَّ الطِّعَانُ بِصَدْرِ الرُّمْحِ ذَوَّادا

مَنْ كَانَ بِالسَّيْفِ ذَبَّابًا وكَانَ إِذَا

إِنْ يَصْدُقُوكَ فَلَنْ يَعْدُوا أَبَا حَسَنٍ

إِنْ أَنْتَ لَنْ تَلْقَ للأَبْرَارِ حُسَّادا (2)

(1) عمهٍ: من عَمَهَ، تعامه: إذا تحيَّر في طريقه. المنجد في اللغة والأعلام: 0/531.

(2)

في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم.

ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب: 3/1133، عن إسماعيل بن محمد الحميري من شعره، وورد عنده في البيت الثاني ((أقدم إسلاما)) بدل ((أولها سلما)) ، و ((أطهرها)) بدل ((أطيبها)) وفي البيت الثالث ((من وحّد)) بدل ((من كان وحّد)) ، و ((أوثانا)) بدل ((أولادا)) ، وفي البيت الرابع ورد عنده ((إن نكلوا)) بدل ((إذا نكلوا)) ، و ((وإن بخلوا في أزمة)) بدل ((وإن بخلوا في كربة)) ، وورد في البيت الخامس: من كان أعدلها حكما وأبسطها علما وأصدقها وعدا وإيعادا. بدل البيت الخامس الذي عند المؤلف. وورد البيت السادس عنده كما عند المؤلف وزيادة البيت السابع وهو: إن أنت لم تلق أقواما ذوي صلف، وذا عناد لحقٍّ الله حجَّادا، ووذكر أبو الفرج مطلعها في ترجمته في الأغاني: 7/286، وإسماعيل بن محمد ابن يزيد بن ربيعة المعروف بالسيد الحميري، كان شاعرا محسنا كثير القول، كان راضيا، وكان يرى رجعة بن الحنفية إلى الدنيا، قال الذهبي: له مدائح بديعة في أهل البيت، ونظمه في الذروة، ولذلك حفظ ديوانه أبو الحسن الدارقطني، وقيل إنه اجتمع بجعفر الصادق، فبين له ضلالته فتاب. توفي سنة ثلاث وسبعين ومائة، وقيل سنة ثمان وسعين ومائة. البداية والنهاية: 1/173، فوات الوفيات: 1/188، سير أعلام النبلاء: 8/44-46، لسان الميزان: 1/436.

ص: 1303

1254-

قال: حدثنا الحسن، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا أبو عاصم (1) ، عن عيسى (2) ، عن ابنِ أبي نجيح، عن مُجاهد، {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} (3)، قال: القرآن (4) .

وعن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال:{المُتَوَسِّمِينَ} (5) المُتَفَرِّسِينَ (6)

(1) أبو عاصم: الضحاك بن مخلد النبيل.

(2)

عيسى: بن ميمون الجُرَشي بضم الجيم وفتح الراء والمعجمة ثم المكي أبو موسى، ثقة من السابعة. التقريب: 1/441.

(3)

سورة الحجر آية رقم: (94) .

(4)

في أبو الحسن الموصلي، ولكنه مروي من غير هذا الطريق.

أخرجه الطبري في التفسير 14/68، من طريق عيسى وورقاء وشبل جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} . قال: اجهر بالقرآن في الصلاة.

وأخرجه أيضا 14/68، من طريق ابن إدريس، وسفيان الثوري، وابن فضيل، وشريك جميعا عن ليث بن سعد، عن مجاهد به. وورد عن بعضهم بألفاظ متقاربة:((هو القرآن)) و ((بالقرآن)) و ((بالقرآن في الصلاة)) .

وأخرج القرطبي في الجامع لأحكام القرآن 10/62، وابن كثير في تفسير القرآن العظيم 4/551، والسيوطي في الدر المنثور 4/199، وعزاه إلى ابن أبي حاتم، وابن المنذر، كلهم عن مجاهد قوله: اجهر بالقرآن في الصلاة.

(5)

انظر سورة الحجر آية رقم: (75) .

(6)

في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وابو نعيم، وهو مروي من غير هذا الطريق.

أخرجه الطبري في التفسير 14/45، من طريق عيسى، وورقاء، وشبل جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، {إن في ذلك لآيات للمتوسمين} . قال: للمتفرسين.

وأخرجه أيضا 14/45، و46، من طريق عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عن قيس، عن مجاهد به مثله.

وفي إسناده عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ وهو صدوق له أوهام، التقريب 1/363.

وذكره البغوي في معالم التنزيل: 4/488، والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن: 10/47، وابن كثير في تفسير القرآن العظيم 4/543، والسيوطي في الدر المنثور 4/192، والشوكاني في فتح القدير 3/199، كلهم عن مجاهد بدون إسناد.

ص: 1304

1255-

حدثنا الحسن، حدثنا يحيى (1) قال: قال سفيان (2) : قال ابْنُ شُبْرُمَة (3) :

لَو شِئْتَ كُنْتَ كَكُرْزٍ (4) فِي تَعَبُّدِهِ

أَوْكَابْنِ طَارِقٍ (5) حَوْلَ البَيْتِ فِي الْحَرَمِ

قَدْ حالَ دُونِ لَذِيذِ الْعَيْشِ خَوْفُهُمَا

وَشَمّرَا فِي طِلَابِ الْعَيْشِ وَالْكَرَم

قال ابْنُ شُبْرُمًة: فذَكَرْتُهُ لابْنِ هُبَيْرَة (6) فَقَالَ: صِفْهُمَا لِي، فقُلْتُ: أَمَّا كُرْزٍ فَكَانَ إِذَا

قَدِمَ مَكَّةَ طَافَ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ، وَأَمَّا ابْنُ طَارِقٍ (7) فَلَوْ أَنَّ أَحَدًا اكْتَفَى بِالتُّرَابِ لَاكْتَفَى بِهِ (8) .

[ل266/أ]

(1) يحيى: بن معين.

(2)

سفيان: بن عيينة.

(3)

ابن شبرمة: عبد الله بن شبرمة.

(4)

كرز: هو ابن وبرة الحارثي العابد من اتباع التابعين الكوفي، قال أبو نعيم: كان يسكن جرجان، له الصيت البليغ في النُّسك والتعبّد، حلية الأولياء: 5/79-83، سير أعلام النبلاء: 6/54.

(5)

ابن طارق: محمد بن طارق المكي، ثقة عابد. التقريب: 1/ 485.

(6)

في الخطية ((ابن عبده)) ولم أجده، والتصحيح من الجرجاني وأبي نعيم، وابن هبيرة هو: يزيد بن عمر بن هبيرة أبو خالد الفزاري، كان بطلا شجاعا، سائسا جوادا، فصيحا خطيبا، وكان من الأكلة، وله في كثرة الأكل أخبار، قتل في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين ومائة. تاريخ خليفة: 0/636، المجروحين: 2/123، سير أعلام النبلاء: 6/207-208.

(7)

في الخطية (وأما ابن) مكرر، وعليه علامة الضرب.

(8)

صحيح، في إسناد المؤلف أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفّر وأبو نعيم، وبقية رجاله ثقات، وقد روي من غير طريقه..

أخرجه الفاكهي في أخبار مكة: 2/324، وحمزة الجرجاني في تاريخ جرجان: 1/338، وأبو نعيم في حلية الأولياء:

5/81-82، والمزي في تهذيب الكمال: 25/404، من طرق عن سفيان بن عيينة به. وأسانيدهم حسنة.

وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 5/81، وابن الجوزي في صفة الصفوة: 2/217، من طريق محمد بن فضيل، عن شبرمة به. ومحمد بن فضيل صدوق عارف رمي التشيع كما في التقريب: 1/502، وكذلك علي بن المنذر، التقريب: 1/405.

وذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء: 6/85، وابن حجر في الإصابة: 5/661، البيتين عن ابن شبرمة دون القصة، وورد عند جرجان في تاريخ جرجان، وعند أبي نعيم في حلية الأولياء ((ابن هبيرة)) بدل ((ابن عبدة))

ص: 1305

1256-

قال: أنشدنا الحسن، أنشدني رجَلٌ:

إِذَا تَضَايَقَ أَمْرٌ فَانْتَظِرْ فَرَجًا فَأَصْعَبُ اْلأَمْرِ أَدْنَاهُ مِنَ الْفَرَجِ (1)

1257-

قال: أنشدنا الحسن، أنشدنا أحمد بن يحيى قال: قال جَرِير (2) :

أحبُّ لِحُبِّ الْعَاصِمِيَّةِ مَعْشَرًا

مِنَ النَّاسِ مَا كَانُوا صَدِيقًا وَلَا أَهْلا

وَأَرْعَاهُمُ بِالْغَيْبِ مِنْ أَجْل حبّهاِ حُبِّهَا

وَأُوْليهِمْ مِنِّي النّصَاحَةَ وَالْبَذْلا (3)

1258-

قال: حدثنا الحسن، حدثنا أحمد بن إبراهيم الموصل، حدثنا يحيى بن أكثم القاضي، قال ابْنُ عُلَيْل: وقَدْ رَأَيْتُ يَحْيَى بْنَ أَكْثم

(1) في إسناده ابو الحسن الموصلي.

أخرجه البيهي في شعب الإيمان: 7/208 رقم ((10019)) ، عن محمد بن الحسين قال: رأيت مجنونا قد ألجأه الصبيان إلى المسجد فجاء فقعد في زاوية، فتفرقوا عنه، فقام وهو يقول: فذكره.

(2)

جرير: بن عطيّة بن الخطفي التميمي البصري، شاعر زمانه، وقيل كان عفيفاً منيباً، وفضّله جماعة على فرزدق، وقال امرأة فرزدق: غلبك – جرير – على حلوه، - تعني حلو شعره - وشركك في مرِّه. سير أعلام النبلاء: 4/590، البداية والنهاية: 9/260ن شذرات الذهب: 1/140.

(3)

في إسناده أبو الحسن الموصلي، كذّبه ابن المظفر وابو نعيم، وأحمد بن يحيى لم أميّزه. والبيتان موجودان في ديوان جرير: ص336.

ص: 1306

وسمعتُ مِنهُ قالَ: وَقَفَ الْمَأْمُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى عَقَبَةِ حُلْوَان فأنشأ يقول:

حَتىَّ مَتَى أنا فِي حَطٍّ وَترْحَالِ

وَطُولِ سُقْمٍ وَإِدْبَارٍ وَإِقْبَالِ

عَن اْلأَحِبَّةِ لَا يَدْرُونَ مَا حَالِي

ونَازِحِ الدَّارِ لَا أَنْفَكُّ مُغْتَرِبًا

لَا يَخْطُرُ الْمَوْتُ مِنْ حِرْصِي عَلَىبَالِي

بِمَشْرِقِ اْلأَرْضِ طَوْرًا ثُمَّ مَغْرِبِهَا

وَلَوْ قَعَدْتُ أَتَانِي الرِّزْقُ فِي دَعَةٍ

إِنَّ الْقنُوعَ الغِنَى لَا كَثْرَةُ الْمَالِ (1)

1259-

قال: أخبرنا الحسن بن عُلَيْل قِرَاءَةً، حدَّثَنِي أحمد بن موسى بن محمد

ابن سليمان بن حمكان، عن الهَيْثَم بن عدي قال:((لَمَّا خَرَجَ هارونُ الرَّشِيدُ في طَلَبِ سَيَّارٍ ابنِ رِافِع أَبَثَّ عَسَاكِرَهُ فِي طَلَبِهِ حَتَّى ظَفِرَ بِهِ، فَلَمَّا أُدْخِلَ عَلَيْهِ دَعَا بِنِطْعِ، وَأَمَرَ بِجَزَّارٍ فَأَحْضَرَهُ، وقال: اقْطَعْهُ عُضْوًا عُضْوًا، وَبَضِّعْهُ بَضْعَةً بَضْعَةً (2) ، فَما زَالَ الْجَزَّارُ يُبَضِّعُهُ، وَكاَنَ هَارُونُ عَلِيلاً فَيُغْشَى عَلَيْهِ، [ل266/ب] فَإِذَا فَتَحَ عَيْنَيهِ نَظَرَ إِلَى الْفَضْلِ بنِ الرَّبِيع (3) وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى رَأْسِهِ فَقَالَ: يَا فَضْل:

(1) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، ويحيى بن أكثم صدوق رمي بسرقة الحديث.

ذكر كمال الدين عمر بن أبي جرادة هذه الأبيات في بغية الطلب في تاريخ حلب 4/1799، عن أبي العتاهية.

(2)

في هامش الخطية كلمة (بضعة) الثالثة، وفوقها (صح) .

(3)

الفضل بن الربيع: بن يونس بن محمد بن أبي فرة أبو العباس، كان حاجب هارون الرشيد، ومحمد الأمين، وكان في صحبة الرشيد إلى أن مات بطوسي، وقد أسند الحديث عن المنصور والمهدي أمير المؤمنين. تاريخ بغداد: 12/343.

ص: 1307

أَحِيْنَ دَنَا مَنْ كُنْتُ أَرْجُوا دُنُوَّهُ

رَمَتْنِي عُيُونُ الدَّهْرِ مِنْ كُلِّ جَانِبِ

فَصَبْرًا عَلَى مَكْرُوهِ مُرِّ الْعَوَاقِبِ

فَأَصْبَحْتُ مَرْحُومًا وَكُنْتُ مُحَسَّدًا

وَأَنْدُبُ أَوْقَاتِ السُّرُورِ الذَّوَاهِبِ

سَأَبْكِي عَلَى الْوَصْلِ الَّذِي كَانَ بَيْنَنَا

وَأَعْتَقِدُ اْلأَيَّامَ بِالصَّبْرِ وَالْعَزَا

عَلَيْكَ وَإِنْ جَانَبْتُ غَيْر مُجَانِبِ

قال: ثُمَّ يَلْتَفِتُ إِلَى الْجَزَّارِ فَيَقُولُ: اقْطَعْ عُضْوًا عُضْوًا حَتَّى سَقَطَ سَيَّارٌ مَيِّتًا (1) .

1260-

قال: حدثنا الحسن، حدثنا عبد الله بن مروان بن معاوية، حدثنا الواقدي، حدثني عبد الرحمن بن أبي الزِّناد، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ لِي الشَّعْبي: ((أَلَا أُخْبِرُكَ بِطَرِيفَةٍ؟ جَلَسْتُ الْيَوْمَ فِي مَجْلِسِ الْقَضَاءِ وَكَانَتْ عِنْدَي امْرَأَةٌ لَمْ يَكُنْ غَيْرِي وَغَيْرُهَا، فَجَاءَ رَجُلٌ فَوَقَفَ عَلَيْنَا، فَقَالَ أَيُّكُمْ الشَّعْبِي؟ فَقُلْتُ: هَذِهِ)) (2) .

1261-

قال: حدثنا الحسن، حدثنا مسعود بن بشر المازني، حدثني

(1) في إسناده ابو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، وأحمد بن موسى بن حمكان لم أقف على ترجمته، والهيثم

ابن عدي قال فيه البخاري سكتوا عنه، وهذه العبارة عادة ما يستعملها فيمن تركوا حديثه، انظر الشرح والتعديل لألفاظ الجرح والتعديل (ص63) .

ذكره ابن الأثير في الكامل في التاريخ 5/354، مختصراً.

(2)

في إسناده أبو الحسن الموصلي، كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، والواقدي متروك.

أخرجه المزي في تهذيب الكمال: 14/37، من طريق بد الرحمن بن أبي الزناد به.

وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء: عن مجالد وغيره أن رجلا مغفلا لقي الشعبي ومعه امرأة تمشي، فقال: أيُّكما الشعبي، قال: هذه.

ص: 1308

الواقدي قال: ((كُنْتُ مَعَ أَشْعَب فِي يَوْمِ عِيد نُرِيدُ الْمُصَلَّى، فَوَجَدَ دِينَارًا، فَقَالَ: يَا ابْنَ وَاقِد، قُلْتُ: مَا تَشَاءُ يَا أبَا العَلَاء، قال: وَجَدْتُ دِينَارًا فَمَا تَرَى أَصْنَعُ بِهِ؟ قلتُ: عَرِّفْهُ، قال: أُمُّ الْعَلَاءِ إِذًا طَالِقٌ، قُلْتُ فَمَا تَصْنَعُ بِهِ، قال: أَشْتَرِي [ل267/أ] بِهِ قَطِيفَةً ثُمَّ أُعَرِّفُهَا، قال: وَكَانَ أَشْعَبُ جَارًا لِلوَاقِدِي)) (1) .

1262-

قال: حدثنا الحسن إملاء، حدثنا محمد بن محمد بن مرزوق (2) ،

(1) في إسناده أبو الحسن الموصلي وهو مخلط، وكذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، والواقدي متروك.

أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 7/40، عن الصوري، عن الحسن بن حامد الأديب، عن علي بن محمد بن سعيد

أبو الحسن الموصلي، عن الحسن بن عليل به. وفيه ((وكان أشعب خال الواقدي.

وأخرجه الذهبي في ميزان الاعتدال: 1/ 423، وابن حجر في لسان الميزان: 1/451، من طريق بن بشر. والخطيب في تاريخ بغداد: 7/40-41، وابن خلِّكان في وفيات الأعيان: 2/472، والذهبي في ميزان الاعتدال: 1/423،

وابن حجر في لسان الميزان: 1/451، من طريق الزبير بن بكار، والخطيب في تاريخ بغداد: 7/40، والذهبي في ميزان الاعتدال: 1/423، وابن حجر في لسان الميزان: 1/451، من طريق أحمد بن إبراهيم، ثلاثتهم عن الواقدي به.

وقال القاضي عياض في ترتيب المدارك: 3/215، بعدما ذكر هذه القصة عن الواقدي قال: كذا وجدت هذا الخبر عنه، ولا أدري من هذا الأشعب، فإن أشعب الطماع متقدم عن زمن الواقدي، سمع من سالم بن عمر، وقد قال أهل هذا الباب، لا يعرف بهذا الاسم غيره.

وتعقّبه ابن حجر بقوله: فأما شكّه فيه فلا أثر له فإن الطامع لا شك فيه، وقد أدرك الواقدي من حياته خمسا وعشرين سنة، ثم قال: وقد تأخر وفاته عن الواقدي مدة، وأما دعواه أن اسمه فرد فهو كذلك فما ذكروا غيره، والله أعلم. انظر لسان الميزان: 1/452.

(2)

محمد بن محمد بن مرزوق: الباهلي ابن بنت مهدي البصري، قال أبو حاتم: صدوق، ذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما أخطأ. ووثقه الخطيب. وقال ابن حجر: صدوق له أوهام. مات سنة ثمان وأربعين ومائتين. الثقات: 9/125، تاريخ بغداد: 3/199، تهذيب الكمال: 26/377، التقريب: 1/505.

ص: 1309

حدثتني

أم علي بنت سليمان بن علي قالت (1) : سمعت عمِّي إسماعيل بن علي قال: قال عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله: ((نِعْمَ الأُخْتَانُ الْقُبُورُ)) (2) .

1263-

قال: حدثنا الحسن، حدثنا مسعود بن بشر المازني، حدثني سعيد بن محمد الوّرَّاق، عن مَطَر (3)، عن الشَّعْبِي قال:((الْبَسْ مِنَ الثِّيَابِ مَا لَا يَزْدَرِيكَ فِيهَا السُّفَهَاءُ، وَلَا يَعِيبُكَ بِهَا الْفُقَهَاءُ (4)

(1) في الخطية ((قال)) ، والتصحيح منَّا لمقام المعنى.

(2)

في إسناده أبو الحسن الموصلي علي بن محمد كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، وأم علي وعمّها لم اقف على ترجمتهما.

ذكره العجلوني في كشف الخفاء: 1/490، و2/427، والمناوي في فيض القدير: 5/291، عن علي بن عبد الله بدون إسناد. وعزى كل منهما إلى الطيوريات.

(3)

مطر: الوراق.

(4)

في إسناده أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ الموصلي وهو مخلط، وقد كذّبه ابن المفظر وأبو نعيم، وسعيد بن الوراق ضعيف ومطر صدوق كثير الخطأ.

أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 4/318، من طريق شريح بن يونس، عن سعيد بن محمد الوراق به.

وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 1/302، والمنذري في الترغيب والترهيب: في اللباس: باب الترغيب في ترك الترفع في اللباس 3/83، والهيثمي في مجمع الزوائد: 5/135، عن أبي يعفور وقدان قال: سمعت ابن عمر وسأله رجل ما ألبس من الثياب قال: ما لا يزدريك فيه السفهاء ولا يعتبك به الحلماء، قال: ما هو؟، قال: ما بين الخمسة إلى العشرين درهما. وقال المنذري والهيثمي رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. قلت بل في إسناده عثمان بن أبي شيبة وهو ثقة له أوهام، التقريب: 1/386، ويونس بن أبي يعفور وقدان صدوق يخطئ كثيرا كما في التقريب: 1/614، وهو إسناد حسن إن شاء الله.

وأخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي: 1/382، من طريق الحسن بن سلام، عن أبي غسان، عن جعفر بن زياد الأحمر، عن العلاء بن المسيب قال: قال إبراهيم- النخعي-: ((البس من الثياب ما لا يشتهرك الفقهاء ولا يزدريك السفهاء)) . وإسناده حسن فيه جعفر بن زياد الأحمر وهو صدوق يتشيع كما قال ابن حجر في التقريب: 1/140، والعلاء بن المسيب ثقة ربما وهم. كما في التقريب أيضا: 1/436. وبقية رجاله ثقات.

ص: 1310

1264-

قال: حدثنا الحسن، حدثنا الزُّبير بن بَكَّار، حدثنا حَمَّاد بن إسحاق الموصلي، حدَّثني أبي، عن ابْنِ كُنَاسَةَ (1) قال: قال نُصَيْبٌ (2) : ((مَا عَلِمْتُ أَنِّي مِنَ الشُّعَرَاءِ حَتَّى قُلْتُ:

بِزَيْنَبَ أَلْمِمْ قَبْلَ أَنْ يَرْحَلَ الرَّكْبُ وَقُلْ إِنْ تَمَلِِّينَا فَمَا مَلَّكَ الْقَلْبُ

قال ابْنُ كُنَاسَة: وَلَقِيَ الْكُمَيْتُ (3) النُّصَيْبَ فِي حَمَّامٍٍ بِالْكُوفَةِ فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ النُّصَيْبُ؟ فَقَالَ: نَعم، قال: أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ:

بِزَيْنَبَ أَلْمِمْ قَبْلَ أَنْ يَرْحَلَ الرَّكْبُ وَقُلْ إِنْ تَمَلِّينَا فَمَا مَلَّكَ الْقَلْبُ

قال: نَعم، قال: فأنْشِدْنِيهَا، قال: مَا أُرْوِِيْتُهَا فَتَرْوِيهَا أَنْتَ؟ قال:

(1) ابن كناسة: بضم الكاف وتخفيف النون، هو محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى الكوفي الأسدي، وكناسة لقب لجدّه أو لأبيه. وثقه ابن معين وعلي بن المديني وأحمد بن حنبل والعجلي وأبو داود والذهبي. وقال أبو داود: كان صاحب أخبار، يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال ابن حجر: صدوق عارف بالآداب. مات سنة سبع ومائتين. التاريخ لابن معين: 2/523 الجرح والتعديل: 7/300، تاريخ بغداد: 5/404، تهذيب الكمال: 25/492، الأغاني: 13/337، التقريب: 1/488.

(2)

نصيب: لعله نصيب بن رباح أبو محجن الأسود مولى عمر بن عبد العزيز. انظر طبقات حول الشعراء: 0/141، الشعر والشعراء: 0/410، الأغاني: 1/125، معجم الأدباء: 19/228.

(3)

الكميت: بن يزيد الأسدي الكوفي، قال الذهبي: كان مقدم شعراء وقته. مات سنة ست وعشرين ومائة. الأعاني: 17/1، سير أعلام النبلاء: 5/388.

ص: 1311

نَعم، فَانْدَفَعَ الْكُمَيْتُ يُنْشِدُ وَالنُّصَيْبُ يَبْكِي (1) .

1265-

قال: أنشدنا الحسن، أنشدنا مسعود بن بشر المازني لجميل بن معمر (2) :

إِنِّي َلأَحْفَظُ غَيْبَكُمْ وَيَسُرُّنِي

لَوْ تَعْلَمِينَ بِصَالِحٍ أَنْ تُذْكَرِي [ل267/ب]

أَوْ نَلْتَقِي فِيهِ عَليَّ كَأَشْهُرِ

وَيَكُونُ يَوْمٌ لَا أَرَى لَكِ مُرْسِِِلاً

إِنْ كَانَ يَوْمُ لِقَاكُمُ لَمْ يُقْدَر

يَا لَيْتَنِي أَلْقَى الْمَنِيَّةَ بَغْتَةً

إِلَاّ كَبَرْقِ سَحَابَةٍ لَمْ تُمْطِر

مَا أَنْتِ وَالْوَعْدَ الَّذِي تَعِدِينَنِي

تُقْضَي الدُّيُونُ وَلَيْسَ يُنْجَِزُ عَاجِلاً

هَذَا الْغَرِيمُ أَنَا وَلَيْسَ بِمُعْسِرِ (3)

1266-

قال: أنشدنا الحسن، أنشدني مصعب بن عبد الله الزبيري:

لَعُمْرُكَ مَا يَدْرِي الْفَتَى كَيْفَ يَتَّقِي

نَوَائِبَ هَذَا الدَّهْرِ أَمْ كَيْفَ يَحْذَرُ

(1) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، وحماد بن إسحاق لم يذكر فيه الخطيب جرحاً ولا تعديلاً، وأبوه كتب الناس عنه بانتخاب الدارقطني ثم بان كذبه فمزقوا حديثه.

(2)

جميل بن معمر: هو جميل بن عبد الله بن معمر العذري الشاعر المشهور صاحب بثينة، قال الذهبي نظمه في الذروة، يُذْكر مع كُثَيِّر عزّة والفرزدق. يقال مات سنة اثنتين وثمانين، وقيل بل عاش حتى وفد عمر بن عبد العزيز. طبقات فحول الشعراء: 0/543، الشعر والشعراء: 0/346، الأغاني: 7/77، سير أعلام النبلاء: 4/181، شذرات الذهب: 1/91.

(3)

في إسناده أبو الحسن الموصلي أيضاً.

ورد هذه الأبيات في ديوان جميل بثينة (ص25)، وعند أبي الفرج الأصبهاني في الأغاني: 2/388، و8/108، وفيهما:((هذا الغريم لنا)) ، بدل من ((هذا الغريم أنا)) .

ص: 1312

يَرَى الشَّيْءَ مِمَّا يُتَّقَي فَيَخَافُهُ

وَمَا لَا يَرَى مِمَّا يَقِي اللهُ أَكْثَرُ (1) .

1267-

قال: أنشدنا الحسن قال: أنْشَدُونَا للْمُقَنَّع (2) :

يُعَاتِبُنِي فِي الدَّيْنِ قَوْمِي وَإِنَّمَا

تَدَايَنْتُ فِي أَشْيَاءَ تُكْسِبُهُمْ حَمْدا

مُكَلَّلَةٍ شَحْمًا مُدَفَّقَةً ثَرْدا

وَفِي جَفْنَةٍ لَا يُحْجَبُ الضَّيْفُ دُوْنَهَا

فَإِنَّ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي أَبِي

وَبَيْنَ بَنِي عَمِّي لَمُخْتَلِفٌ جِدّا (3)

1268-

قال: حدثننا الحسن، حدثنا عَمَّارُ بنْ زَرْبِيّ، حدثنا بِشْرُ بن مَنْصُورقال: سمعتُ أَيُّوبَ (4) يقولُ: ((مَا طَالَ مَجْلِسٌ قَطّ إِلَاّ كَانَ لِلشَّيْطَانِ فِيهِ نَصِيبٌ)) (5) .

(1) في إسناده أبو الحسن الموصلي أيضاً، كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم.

(2)

في الخطية: ((لابن المقفّع)) والتصحيح من الأغاني، وهو محمد بن ظفر بن عمير، والمقنع لقب له، وهو شاعر مقلٌّ من شعراء بني أمية. انظر ترجمته والأبيات في الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني: 17/111-113.

(3)

في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم.

(4)

أيوب: هو السختياني.

(5)

في إسناده أبو الحسن الموصلي أيضاً، وقد كذّبه ابن المظفر أبو نعيم، تقدم تخريج هذا الأثر في رواية رقم (113) ، وورد أيضاً في رقم (707) ، و (936) .

وما طريق المؤلف فأخرجه الخطيب أيضا في الجامع لأخلاق الراوي: 2/129، من طريق أبي القاسم عبد الله بن محمد وابن منيع كلاهما عن سليمان بن أيوب قال أتينا بشر بن منصور، فسألناه عن أحاديث، فقال لنا، حسبكم، فما طال مجلس إلا كان للشيطان فيه نصيب.

وقال السمعاني: هذا من كلام محمد بن مسلم بن شهاب الزهري.

وقال محقق الجامع لأخلاق الراوي الدكتور محمود الطحّان في تفسير هذا الأثر: لأنه إذا ملّ الناس من طول المجلس تثاءبوا وتململوا، وذلك من الشيطان.

ص: 1313

1269-

قال: قُرِئَ عَلَى الحسن وأَنَا أَسْمَعُ حَدَّثَكُمْ مَسْعُودُ بنُ بِشْر المَازني، حدثنا ياسِرٌ بن عبد الله الخَادِمُ (1) قال: ((سَأَلَ مُحَمَّدُ بْنُ عبد المُلْك الزَّيَّاتُ أَبَا دُلَف القاسم بن عيسى العِجلِي عَرْضَ رُقْعَةٍ عَلَى الْحَسَنِ بن سهل ذِي الرِّئَاسَتَيْن، فَعَرَضَهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ [ل 268/أ] لَهُ الْحَسَن: نَحْنُ فِي شُغْلٍ عَنْ هَذاَ، فقال لَهُ أَبُو دُلَف: مِثْلُكَ أَطَالَ اللهُ بَقَاءَكَ لَا يَنْشَغِلُ عَنْ مُحَمَّدِ ابن عبد الملك، فقال لِخَازِنِه: احْمِلْ مَعَ أَبِي دُلَفٍ إِلَيْهِ عِشْرِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، قال: فَلَّمَا وَصَلْتُ إِلَى مُحَمَّدٍ كَتَبَ إِلَيْهِ بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ:

أَعْطَيْتَنِي يَا وَلِيَّ الْحَقِّ مُبْتَدِئًا

عَطِيَّةً كَافَأْتَ مَدْحِي وَلَمْ تَرَنِي

مَا شِمْتُ بَرْقَكَ حَتَّى نِلْتُ رَيِّقَهُ

كَأَنَّمَا كُنْتَ بِالْجَدْوَى تُبَادِرُنِي

فَعَرَضَهَا أَبِو دُلَف عَلَى الْحَسَنِ بنِ سَهْلِ فقال: يَا محمد (2) ، احْمِلْ إِلَى مُحَمَّد خَمْسِةَ آلاف دِينَارٍ)) (3) .

1270-

قال: حدثني الحسن، حدَّثَنِي عبْدُ الرحمن بن عبد الله

(1) ياسر بن عبد الله الخادم: وعند الخطيب: يانس بن عبد الله الخادم، ذكره الطبري في تاريخه 5/639، و680، وقال إنه خادم الموفق، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

(2)

ورد عند الخطيب ((يا غلام)) بدل ((يا محمد)) ، ولعل ما ورد عند الخطيب هو الأنسب إلا أن يكون الخازن اسمه محمد. وهو احتمال وارد أيضا.

(3)

في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم.

أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 7/322، عن الصوري عن الحسن بن حامد الأديب، عن الحسن به.

ص: 1314

الأَصْمَعِي (1)، عن عمه عبد الملك بن قريب قال:((وَقَفَتْ أَعْرَابِيَّةٌ عَلَيْنَا بِمَكَّةَ فَقالتْ (2) : سَنَةٌ جَرَّدَتْ، وَأَيْدٍ جَمَدَتْ، وَحالٌ جُهِدَتْ، فَهَلْ فَاعِلٌ لِخَيْرٍ، أَوْ دَالٌ عَلَى خَيْرٍ، أَوْ مُجِيبٌ بِخَيْرٍ، رَحِمَ اللهُ مَنْ رَحِمَ، وَأَقْرَضَ مَنْ لَا يَظْلِمُ)) (3) .

1271-

قال: حدثني الحسن، حدثنا أبو عثمان المَازِني (4) ، حدثنا الأصمعي، عن العَلَاءِ ابنِ حَرِيز (5) قال: قال بَعْضُ الْحُكَمَاءِ لِوَلَدِهِ: ((ياَ بَنِيَّ افْعَلُوا الْمَعْرُوفَ الْمُتَمِّمَ لِلشُّكْرِ، فَإِنَّ شَكْرَ النَّاسِ جَمَالٌ فِي الْحَيَاةِ، وَشَرَفٌ فِي الْمَمَاتِ، وَمَا سَلَفَتْ نِعْمَةٌ إِلَاّ بِكُفْرِهَا، وَلَا دَامَتْ إِلَاّ بِشُكْرِهَا)) (6) .

1272-

قال (7) : حدثنا الحسن، حدثنا سعيد بن داود الزنبري، حدثنا سفيان بن [ل268/ب] عُيَيْنَة قال: ((رَأَى سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرِ ابْنَهُ يَطُوفُ

(1) عبد الرحمن بن عبد الله الأصمعي: بن قريب، ذكره ابن حبان في الثقات. الثقات: 8/381.

(2)

في الخطية: ((فقال)) . والصواب ما أثبتنا، لمقام المعنى، والله أعلم.

(3)

في إسناده أبو الحسن الموصلي.

ذكره الخطّابي في غريب الحديث: 1/722.

(4)

أبو عثمان المازني: مسعود بن بشر.

(5)

العلاء بن حريز: ذكره ابن ماكولا ممن سمع من أبيه حريز. انظر الاكمال: 2/86.

(6)

في إسناده أبو الحسن الموصلي. ومن ذلك قول الله تعالى: {وإذ تأذّن ربكم لئن شكرتم لأزيدنّكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد} . سورة إبراهيم آية رقم: (7) .

(7)

القائل هو: أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ الموصلي.

ص: 1315

بِالْبَيْتِ فَقَالَ: هَذَا أَعَزُّ الْخَلْقِ، وَمَا شَيْءٌ أًسَرُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ فِي مِيزَانِي (1) .

1273-

قال: أنشدنا الحسن، أنشدني أبو نضرة التمار:

إِذَا كَلَّمَتْنِي بِالْجُفُونِ الْفَوَاتِرِ

رَدَدْتُ عَلَيْهَا بِالدُّمُوعِ (2) البوَادِرِ

وَقَدْ قُضِيَتْ حَاجَاتُنَا بِالضَّمَائِرِ

فَلَمْ يَعْلَمِ الْوَاشُونَ مَا دَارَ بَيْنَنَا

أَماحُكْمُ بَعْدِي عَلَى طَرْفِ جَائِرِ

أَقَاتِلَتِي ظُلْمًا بِأَسْهُمِ لَحْظِهَا

فَلَوْ كَانَ لِلْعُشَّاقِ قَاضٍ مِنَ الْهَوَى

إِذًا كَانَ يقْضِي بَيْنَ قَلْبِي وَنَاظِرِي (3)

1274-

قال: حدثنا الحسن، حدثنا أبو حَاتِم، عن الثَّوْرِي، عن أبي عُبَيْدَةَ قال: قال الأَحْنَفُ: الشَّمَاتَةُ تَعْقُبُ النَّدَامَةَ (4) .

1275-

قال: أنشدنا الحسن:

إِنْ يَحْسُدُونِي فَإِنِّي غَيْرُ لَائِمِهِم

قَبْلِي مِنَ النَّاسِ أَهْلُ الفَضْلِ قَدْ حُسِدُوا

وَمَاتَ أَكْثَرُنَا غَيْظًا بِمَا يَجِدُوا

فَدَامَ لِي وَلَهُمْ مَابِي وَمَا بِهِمُ

أَنَا الَّذِي يَجِدُونِي فِي صُدُورِهِمُ

لَا أَرْتَقِي صَعَداً مِنْهَا وَلَا أَرِدُ (5)

(1) في إسناده أبو الحسن الموصلي هذا، وقد كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، وسعيد الزنبري صدوق له مناكير عن مالك، وهذه ليست عن مالك.

(2)

في الخطية (بالعيون) وعليها علامة الضرب، وفوقها كلمة (بالدموع) وفوقها (صح) .

(3)

في إسناده أبو الحسن الموصلي وأبو ضمرة لم أقف على ترجمته، واسمه غير واضح في المخطوط.

(4)

في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم.

(5)

في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم.

أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 13/367، من طريق سفيان بن وكيع عن أبيه، عن أبي حنيفة من قوله. بدون البيت الثالث، وفي إسناده محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي قال فيه الخطيب في تاريخ بغداد: يركب ويضع على الشيوخ، وقال أبو نصر الجصاص كان جراب الكذب.

وذكرهما البيهقي في شعب الإيمان: 5/276 رقم ((6649)) ، عن منصور الفقيه.

ونسبها ابن عبد البر في بهجة المجالس وأنس المجالس: 1/413، إلى لبيد بن عطار بن حاجب التميمي.

وورد عند ابن عبد البر ((حقولهم)) بدل ((صدورهم)) .

ص: 1316

1276-

قال: حدثنا الحسن، حدثنا أحمد بن إبراهيم (1) ، حدثنا أبو السَّري سَهْل

بن محمُود (2) قال: قال ابن عيينة: يَنْبَغِي لِلْخَلْقِ أَنْ يَكُونُوا وَجِلِينَ مِنْ هِذِهِ الآيَةِ: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (3) .

1277 -

قال: حدثنا الحسن قال: كَتَتَ إِلَيَّ [ل269/أ] يُونسَ بن

(1) أحمد بن إبراهيم: الموصلي.

(2)

أبو السري سهل بن محمود: سهل بن محمود بن حليمة أبو السري مولى العباس بن عبد الله، قال يعقوب بن شيبة كان أحد أصحاب الحديث. وذكره الدارقطني وقال: بغدادي فاضل، ووثقه الخطيب، مات سنة خمس عشرة ومائتين. الجرح والتعديل: 4/204، تاريخ بغداد: 9/115.

(3)

سورة النور آية رقم: (63) . وفي إسناد المؤلف أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، وإبراهيم هو الموصلي أيضاً لم يذكر الخطيب في ترجمته جرحاً ولا تعديلاً.

لم أقف على هذا الأثر ولكنّ ابن أبي حاتم أخرج في تفسير القرآن العظيم: 8/2657، والسيوطي في الدر المنثور:

5/111، عن أبي علي عبد الصمد بن صبيح، عن الحسن بن صالح قال: إني لخائف على من ترك المسح على الخفين أن يكون داخلا في هذه الآية {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ} .

وروى عبد بن حميد عن سفيان بن عيينة في تفسير هذه الآية قال: أن يطبع على قلوبهم، ذكره السيوطي في الدر المنثور: 5/111.

ص: 1317

عبد الأَعْلَى فِي كِتَابِهِ إِلَيَّ، وحدثنا موسى بن أبي موسى، حدثنا يونس (1)، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمِّدَ بنَ إدريس الشَّافِعِي قال: قِيلَ لِعُمَرَ بنِ عبدِ العزيزِ مَا تَقُولُ فيِ أَهْلِ صِفِّينَ؟ قَال: ((َ تِلْكَ دِمَاءٌ طَهَّرَ اللهُ يَدِي مِنْهَا فَلَا أُحِبُّ أَنْ أُخَضِّبَ لِسَانِي فِي

(1) يونس: هو ابن عبد الأعلى.

ص: 1318

هَا)) (1) .

1278-

قال: حدثنا الحسن، حدثنا الوَلِيدُ بْنُ أَبِي بَدْر (2) ، حدثنا ابْنُ وَهْب، حدثني عبدُ الله بن عيَّاش قال: كَانَ عُمَرُ بن عبد العزيز يَتَمَثَّلُ بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ:

نَهَارُكَ يَا مَغْرُورُ سَهْوٌ وَغَفْلَةٌ

وَلَيْلُكَ نَوْمٌ وَالرَّدَى لَكَ لَازِمُ

وُتَشْغَلُ (3) فِيمَا سَوْفَ تَكْرَهُ غِبَّهُ

كَذَلِكَ فِي الدُّنْيَا تَعِيشُ الْبَهَائِمُ (4)

(1) في إسناد أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم.

أخرجه عبد الكريم القزويني ي أخبار القزوين: 1/192، و3/335، من طريق أبي حاتم، وأبو نعيم في حلية الأولياء: 9/114، من طريق أحمد بن إبراهيم بن مكويه، كلاهما عن يونس به.

وأخرج ابن سعد نحوه في الطبقات الكبرى: 5/394، من طريق خالد بن يزيد بن بشر، عن أبيه قال سئل عمر

ابن عبد العزيز عن علي وعثمان والجمل وصفين وما كان بينهم، فقال:((تلك دماء كف الله يدي عنها وأنا أكره أن أغمس لساني فيها)) .

لقد صار عمر بن عبد العزيز قدوة أهل السنة والجماعة في هذا الباب من أجل هذه المقولة التي قالها رحمه الله تعالى، وصارت كلمته هذه قاعدة ثابتة عند أهل السنة والجماعة فيما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم، وسار على منواله أئمة الدين الذين جاءوا بعده في الامساك عما جرى بينهم، ومن ذلك ليس على سبيل الحصر:

ما قاله ابن أبي زيد القيرواني في بيانه لعقيدة أهل السنة والجماعة حيث قال: السكوت عما شجر بين أصحاب

رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة وعدم الخوض فيها، انظر شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة: 0/435.

وقال النووي: وأما الحروب التي جرت فكانت لكل طائفة شبهة اعتقدت تصويب أنفسها بسببها

- ثم قال- واعلم أن سبب تلك الحروب أن القضايا كانت مشتبهة فلشدة اشتباهها اختلف اجتهادهم وصاروا ثلاثة أقسام، قسم ظهر لهم بالاجتهاد أن الحق في هذا الطرف وأن مخالفه باغ فوجب عليهم نصرته، وقتال الباغي عليه فيما اعتقدوه، ففعلوا ذلك ولم يكن يحل لمن هذه صفته التأخر عن مساعدة إمام العدل وقتال البغاة في اعتقاده، وقسم عكس هؤلاء ظهر لهم أن الحق في الطرف الآخر فوجب عليهم مساعدته وقتال الباغي عليه،

وقسم ثالث اشتبهت عليهم القضية وتحيروا فيها ولم يظهر لهم ترجيح أحد الطرفين فاعتزلوا الفريقين، وكان هذا الاعتزال هو الواجب في حقهم لأنه لا يحل الإقدام على قتال مسلم حتى يظهر أنه مستحق لذلك، ولو ظهر لهؤلاء رجحان أحد الطرفين وأن الحق معه لما جاز لهم التأخر عن نصرته في قتال البغاة عليه، فكلهم معذورون رضي الله عنهم، ولهذا اتفق أهل الحق ومن يعتد به في الاجماع على قبول شهادتهم ورواياتهم وكمال عدالتهم رضي الله عنهم، صحيح مسلم بشرح النووي: 15/149.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: وكذلك نؤمن بالامساك عما شجر بينهم، ونعلم أن بعض المنقول في ذلك كذب، وهم كانوا مجتهدين إما مصيبين لهم أجران، وإما مثابين على عملهم الصالح مغفور لهم خطأهم ما كان لهم من السيئات، وقد سبق لهم من الله الحسنى، فإن الله يغفرها لهم)) مجموع فتاوى: 3/406-407.

(2)

الوليد بن أبي بدر: هو الوليد بن شجاع بن الوليد السكوني الكندي أبو همام الكوفي، ثقة. التقريب: 1/582.

(3)

في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، وعبد الله بن عياش صدوق يغلط.

أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 5/26، و263، من طريق مهدي بن سابق النهدي البهدراني، عن عبد الله

ابن عياش، عن أبيه قال: كان عمر بن عبد العزيز

وذكر في آخر القصة ثلاثة أبيات منها هذين البيتين، ورجال إسناده ثقات.

وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء أيضا: 5/319، والبيهقي في الزهد الكبير: 2/230، من طريق جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ،

عَنْ حمزة الزيات قال كان عمر بن عبد العزيز

فذكرهما. لكنه ورد في الحلية: ((وتنصب)) وفي الزهد الكبير: ((وتتعب)) بدل ((وتشغل)) .

وأخرجه أبو نعيم أيضا في حلية الأولياء أيضا: 5/319، من طريق أبي معشر، عن محمد بن قيس قال: كان عمر

ابن عبد العزيز فذكرهما.

وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 5/319-320، والبيهقي في شعب الإيمان: 7/409، وابن الجوزي في صفة الصفوة: 2/124، من طريق سعيد بن محمد الثقفي الوراق، عن القاسم بن غزوان قال: كان عمر بن عبد العزيز يتمثل هذه الأبيات، فذكر هذين البيتين ضمن تلك الأبيات.

وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 7/220، والبيهقي في الزهد الكبير: 2/229، والذهبي في سير أعلام النبلاء:

7/166، من طرق عن جعفر بن عون، عن مسعر بن كدام من شعره.

ولم يذكر الذهبي إسناده إليه، وورد عند أبي نعيم والذهبي ((وتتعب)) بدل ((وتشغل)) .

(4)

في الخطية (تجهل) وعليها علامة الضرب، وفي الهامش (تشغل) وفوقها (صح) .

ص: 1319

1279-

قال: حدثنا الحسن، حدثنا أبو بِشْر (1) ، حدثنا سَعيد بن عامر (2) ، عن

أبي جعفر، عن خالد الرَّبَعي (3) قال: قلت: ((احْفَظُوهُنَّ عَنِّي، وَتَعَلَّمُوهُنَّ وَاحِدَةً وَاحِدَةً، فَإِنَّكُمْ لَا تُطِيقُونَ جَمِيعًا تَرْكَ الْكَذِبِ، وتَرْكَ الْغِيبَةِ، وَتَرْكَ الْحَلِفِ)) (4) .

1280-

قال: أخبرنا الحسن (5) قِرَاءَةً، حدثنا مسعود بن بِشْر قال: قال

(1) أبو بشر: كذا ورد في الخطية، ولم أجد له ترجمة، ولعل الصواب ((ابن بشر)) كما في الرواية التالية، وما تقدم في رقم (1261) و (1263) و (1265) و (1269) .

(2)

سعيد بن عامر: لعله الضبعي بضم المعجمة وفتح الموحدة أبو محمد البصري، وثقه ابن سعد وابن معين والعجلي

وابن قانع. وقال أبو حاتم: في حديثه بعض الغلط، وه صدوق. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: ثقة صالح، وقال أبو حاتم: ربما وهم. الطبقات الكبرى: 7/296، الجرح والتعديل: 4/48، الثقات: 8/264، تهذيب الكمال: 10/510، تهذيب التهذيب: 4/44، التقريب: 1/237.

(3)

خالد الربعي: خالد بن أيوب الربعي، قال ابن معين: ضعيف. وقال أبو زرعة: متروك الحديث، لسان الميزان: 2/374.

(4)

في إسناده أبو الحسن الموصلي، كذّبه ابن المظفر وبو نعيم، وأبو جعفر لم أميّزه، وخالد الربعي ضعيف.

(5)

الحسن: بن عليل.

ص: 1320

لي العَيْشِي (1) : ((كُنْتُ فِي مَجْلِسِ حَدِيثٍ فِيهِ أَبُو نُوَاسٍ (2) فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَقَدْ تَخَطَّى إِلَى مَحْظُورِ)) (3) .

1281-

قال أبو الحسن (4) : رأَيْتُ فِي كِتَابِ ابْنِ عُلَيْل قَرصَ حَدِّ الْغُلَامِ ولَمْ يَقْرَأْهُ ابْنُ عُلَيْل، فَنَظَرَ إِليّ فَانْصَرَفْتُ إِلَى الْبَيْتِ، فَإِذَا فِي كُتُبِي رُقْعَةٌ قَدْ طُرِحَتْ، وَإِذَا فِيهَا مَكْتُوبٌ:[ل/269/ب]

لَوْلَا غَزَالٌ كَغُصْنِ بَانِ

يَجْرِي مَعَ الشَّمْسِ فِي عِنَانِ

مُبَاعِدِ الدَّارِ غَيْرِ دَانِ

مَا كُنْتُ أَسْعَى إِلَى فَقِيهِ

عَنْهَا قَدْ اغْنِيْتُ بِالْقُرْآن

أكْتُبُ مِنْ لَفْظِهِ (5) فُصُولاً

مِنَ الأَبَارِيقِ وَالْقَنَانِ

أنَا بِوَصْفِي مُقَدِّمَاتٍ

أَحْذَقُ مِنِّي بِأَنْ أُنَادِي

حَدَّثَنَا ثَابِتُ الْبُنَانِي (6)

(1) العيشي: المعروف ابن عائشة، وهوعبيد الله بن محمد بن حفص.

(2)

أَبُو نُوَاسٍ: الْحَسَنُ بْنُ هَانِئٍ.

(3)

في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم.

(4)

أَبُو الْحَسَنِ: عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ الموصلي.

(5)

في هامش الخطية: (لفطفه)، وفوقها:(أصل) .

(6)

في إسناده أبو الحسن الموصلي أيضاً، كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم.

أخرج الخطيب نحوه في تاريخ بغداد: 7/440، من طريق عبيد الله بن محمد بن عائشة أبي عبد الرحمن قال: جنى

أبو نواس بالبصرة جناية فخرج منها ثم رأيته بعد ذلك في مجلس عبد الواحد بن زياد فقال: أرجو أن يكون صلح ثم نظرت، فإذا إلى جنبه غلام وهو يقرص خدّه، قال: فنظر إليّ وقد نظرت إليه، فانصرفت إلى منزلي، وإذا قد سبقت ببطاقة، وإذا فيها مكتوب

فذكر هذه الأبيات.

ص: 1321

1282-

قال: حدثنا الحسن، حدثنا ابن عائشة، وحدثنا الحسن بن سعيد، حدثنا أبي (1)

، حدثنا ابنُ عائشة قال:((أَرَدْتُ الرِّحْلةَ إِلى ابْنِ الْمُبارك، فَجِئْتُ إِلَى وَاسِطٍ، فَقُلْتُ حَتَّى أَدْخُلَ إِلى إِسْحَاقَ الأَزْرَقِ لَعَلِّي أَسْمَعُ مِنْهُ شَيْئًا، فَجِئْتُ إِلَيه فلمَّا رَآني جَهَشَ نَفْسَهُ بَاكِيًا، قال: أَمَا تَرى إِلى هَذَا عَدُوِّ الله (2) ، كَذَبَ عَلَيَّ وَعَلَى أَصْحَابِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاللهِ مَا حَدَّثْتُهُ يَا جَارِيَة، هَاتِ القِرْطَاسِ، قَالَ فَجَاءَتْ بِقِرْطَاسٍ، فَإِذَا فِيهِ مَكْتُوبٌ:

يَا حَسَنَ الْمُقْلَتَيْنِ وَالْجِيدِ

وَقَاتِلِي مِنْهُ بِالْمَوَاعِيدِ

فَيَا بَلَائيَ مِنْ خُلْفِ مَوْعُودِي

تُوعِدُنِي الْوَعْدَ ثُمَّ تُخْلِفُنِي

شَمْرَةَ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودِ:

حَدَّثَنِي الْأَزْرَقُ الْمُحَدِّثُ عَنْ

لَا يُخْلِفُ الْوَعْدَ غَيْرُ كَافِرَةٍ

وَكَافِرٌ فِي الْجَحِيمِ مَصْفُودِ (3)

(1) أبوه: سعيد بن نُصَير البغدادي أبو عثمان ويقال أبو منصور الدورقي الورّاق، يروي عن ابن عائشة، وقال

ابن حجر: صدوق أخرج له أبو داود. تاريخ بغداد: 9/92، تذكرة الحفاظ: 2/479، التقريب: 1/241.

(2)

في الخطية: ((العدو الله)) . ولعل الصواب ما أثبتنا.

(3)

في إسناده أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ الموصلي، كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، والحسن بن سعيد لم أقف على ترجمته.

أخرجه السهمي في تاريخ جرجان: 1/511، من طريق يوسف بن داية، عن أبيه قال: ((رأيت إسحاق الأزرق وهو يبكي

)) . وورد عنده ((فلا تفي منه لي بموعود)) بدل ((فيا بلاي من خلف موعود)) ، وورد فيه ((عمرو بن شمر)) بدل ((شمرة)) و ((حدثنا)) بدل ((حدثني)) ، وزيادة: ((ثم قال: والله ما حدثنا عمرو بن شمر بشيء من هذا، قال: قلت

لأبي نصر محمد بن طاهر الأديب من عنى به؟، قال: عنى به الحسن بن هانئ أبا نواس.

قلت: وزن الشطر الثاني من البيت الثاني والثالث غير مستقيم، والصحيح ما عند السهمي في تاريخ جرجان.

وعمرو بن شمر لم يسمع من ابن مسعود، وقال البخاري وأبو حاتم فيه: منكر الحديث. وتركه النسائي. وكذّبه الجوزجاني. التاريخ الكبير:

6/344، الضعفاء المتروكون للنسائي: 0/80، الجرح والتعديل: 6/239، أحوال الرجال: 1/56.

وأن الراوي عن ابن مسعود هو (سمرة بن سهم الأسدي، وهو مجهول كما في التقريب 1/256.

ص: 1322

1283-

قال: حدثنا الحسن، حدثنا مسعود بن بشر، حدثني عبيد الله بن محمد بن

[ل270/أ] عائشة قال: ((كُنَّا بِبَابِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بنِ زِيَاد وَمَعَنَا أَبُو نُوَاس نَنْتَظِرُ عَبْدَ الْوَاحِدِ أَنْ يَخْرُجَ فَيَقْرَأَ عَلَيْنَا مَا مَعَنَا، فَخَرَجَ، فَجَعَلَ يَقْرَأُ عَلَى وَاحِدٍ وَاحِدٍ مَا مَعَهُ حَتَّى بَقِيَ أَبُو نُوَاسٍ آخرَ النَّاسِ فَقالَ لَهُ: مَعَكَ شَيْءٌ يَا فَتىً نَقْرَؤُهُ علَيْكَ؟ قال: نَعم، فَدَفَعَ إِلَيْهِ رُقْعَةً، فَإِذَا فِيهِ مَكْتُوبٌ:

ولَقَدْ كُنَّا رَوَيْنَا

عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَهْ

أَنَّ سَعْدَ ابْنَ عُبَادَه

عنْ سَعِيدِ بنِ المُسَيِّب

قاَلَ مَنْ مَاتَ مُحِبًّا

فَلَهُ أَجْرُ الشَّهَادَه

فَرَمَى عَبْدُ الْوَاحِدِ بِالرُّقْعَةِ مِنْ يَدِهِ وَقَالَ: يَا خَبِيث، واللهِ لَا حَدَّثْتُ قَوْماً أَنْتَ فِيهِمْ أَبَدًا (1) .

(1) في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم.

أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 7/438-439، عن الحسن بن أبي بكر أخبرنا أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهاني، حدثنا مسبح بن حاتم، عن ابن عائشة به.

وفي إسناده الحسن بن أبي بكر، ومسبح بن حاتم لم أقف لهما على ترجمة. وأحمد بن يعقوب الأصبهاني ذكره الخطيب في تاريخه: 5/226، دون جرح ولا تعديل.

وأما قوله ((من مات محبا فله أجر الشهادة)) : فقد تقدم تخريجه مفصلاً في رواية رقم (112) .

ص: 1323

1284-

قال: حدثنا الحسن، حدثنا الرِّيَاشي، قال: قال العُتْبِي (1) : أَحْسَنُ مَا قِيْل فِي اْلإِيَابِ قَوْلُ نُصَيْبِ (2) :

أَقَمْنَا عِنْدَهُ فِي خَيْرِ مَثْوَى

فَلَمْ أَمْلِكْ وَلَمْ يَمْلِكْ ركَابِي

لَكِنَّ الْمُصَمِّمَ حِينَ يَقْضِي

لُبَانَتَهُ يُوَكَّلُ بِالإِيَابِ (3)

1285-

قال: حدثنا الحسن، ومحمد بن الحسن قالا: أنشدنا عبد الرحمن بن أخي الأصمعي، عن عمِّه:

إذاَ كُنْتَ عَمَّا يَكْرَهُ النَّاسُ صَابِرًا

فَأَنْتَ عَلَى مَكْرُوهِ نَفْسِكَ أَصْبَرُ

وَلَسْتَ عَلَى اسْتِصْلَاحِ مَنْ شِئْتَ قَادِرًا

وَأَنْتَ عَلَى اسْتِفْسَادِ مَنْ شِئْتَ تَقْدِرُ (4)

1286-

قال: حدثنا الحسن، ومحمد بن الحس قالا: أخبرنا أبو حاتم (5) ، عن العُتْبِي (6)

[ل270/ب] قال: قال لُقْمَانُ لاِبْنِهِ: ((ارْحَمْ الْفُقَرَاءَ لِقِلَّةِ صَبْرِهِمْ، وَاْرَحْم اْلأَغْنِيَاءَ لِقِلَّةِ شُكْرِهِمْ)) (7) .

(1) العتبي: محمد بن عبيد الله بن عمرو أبو عبد الرحمن الأموي العتبي الأخباري الشاعر، قال الذهبي: كان يشرب وله تصانيف أدبيات، مات سنة ثمان وعشرين ومائتين. تاريخ بغداد: 2/324، الأنساب/380، سير أعلام النبلاء:

11/96، شذرات الذهب: 2/65.

(2)

نصيب: بن رباح.

(3)

في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم.

(4)

في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم. ومحمد بن الحسن لم أميّزه.

(5)

أبو حاتم: السجستاني.

(6)

العتبي: محمد بن عبيد الله.

(7)

في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، ومحمد بن الحسن لم أميّزه.

ص: 1324

1287-

قال: حدثنا الحسن، ومحمد قالا: حدثنا عبد الرحمن (1) ، عن عمه (2)، عن الأصمعي قال:((قيل لِلشَّعْبِي: أَيُّ الطَّعَامِ أَطْيَبُ؟ قال: الْجُوُع أَبْصَرُ)) (3) .

1288-

قال: حدثنا الحسن بن زكرياء، حدثنا رجل، عن عَمْرُو بن فَائِد (4) عن الكَلْبِي، عن أَبِي صالح (5)، عن ابنِ عباس قال:((اطْلُبْ اْلأَدَبَ فَإِنَّهُ زِيَادَةٌ فِي الْعَقْلِ، دَلِيلٌ عَلَى الْمُرُوءَةِ، مُؤْنِسٌ فِي الْوَحْدَةِ، وَصَاحِبٌ فِي الْغُرْبَةِ، وَمَالٌ عِنْدَ الْقِلَّةِ)) (6) .

(1) عبد الرحمن: ابن أخي الأصمعي.

(2)

عمه: هو الأصمعي عبد الملك بن قُريب، لذا فإن زيادة (عن) بين (عمه) و (الأصمعي) وهم من الناسخ.

(3)

في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، ومحمد بن الحسن لم أميّزه.

(4)

عمرو بن فائد: بالفاء الأسواري أبو علي، وقال يحي بن سعيد: ليس بشيء. وقال ابن المديني: كان يضع الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة، لا يكتب حديثه..قال العقيلي: كان يذهب إلى القدر والاعتزال ولا يقيم الحديث. وقال الدارقطني: متروك. الضعفاء الكبير: 3/290، الجرح والتعديل: 6/253، الكشف الحثيث: 0/203.

(5)

أبو صالح: هو ذكوان السمان الزيات.

(6)

في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، والحسن بن زكريا لم أميّزه، وعمرو بن فائد متروك.

أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 9/276، عن محمد بنأحمد بن رزق، عن أبي الحسن علي بن محمد بن أحمد المصري، عن عبد الرحمن بن حاتم المرادي، عن سعيد بن عفير قال: كان شبيب بن شيبة يقول: ((اطلبوا العلم بالأدب فإنه فذكره

)) دون قوله ((ومال عند القلة)) .

وفي إسناده شيخ الخطيب ذكره في تاريخه: 1/302، دون جرح ولا تعديل. وعبد الرحمن بن حاتم المرادي، لم أقف له على ترجمة. وسعيد بن كثير بن عفير صدوق كما في التقريب: 1/240، وشبيب بن شيبة صدوق يهم كما في التقريب أيضا: 1/263، وأبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المصري وثقه الخطيب في تاريخ بغداد: 12/75.

ص: 1325

1289-

قال: حدثنا الحسن بن زكرياء قال: سمعت الجاحظ يقول: ((قِيلَ لِبِلَالِ

ابْنِ أبي بُرْدَة (1) : لِمَ جَفَوْتَ فُلانًا؟ قال: رَأَيْتُهُ قَاعِدًا فِي الظِّلِّ وَعَلَيْهِ مِظَلَّةٌ، وَرَأَيْتُهُ يَغْتَنِمُ الْحِِِجَامَةَ فِي بُيُوتِ إِخْوَانِهِ)) (2) .

1290-

قال: حدثنا الحسن، حدثنا عثمان بن طالوت، عن الأصمعي قال:((كَانَ مَعَنَا أَعْرَاِبيٌّ وَنَحْنُ نَأْكُلُ حَلَاوَةً، فَقِيلَ لَهُ: لَلَّهِ مَا شَبِعَ مِنْ هَذَا أَحَدٌ إِلَاّ مَاتَ، فَسَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: اسْتَوصُوا بِالْعِيَالِ خَيْرًا، فَوَ اللهِ مَا بُدَّ مِنْهُ)) (3) .

1291-

قال: أخبرنا الحسن بن عُلَيْل، حدثني أبو حفص بن إدريس قال: سمعت بشرَ ابْنَ الحارث يقول: ((قِيلَ لِمُحَمَّدِ بنِ وَاسِع: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: سَيِّئٌ عَمَلِي، قرِيبٌ أَجَلِي، بَعِيدٌ أَمَلِي)) (4)

(1) بلال بن أبي بردة: بن أبي موسى الأشعري أبو عمرو قاضي البصرة، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر: مُقِلّ مات سنة نيف وعشرين ومائة. الثقات: 6/91، تهذيب الكمال: 4/266، التقريب: 1/129.

(2)

في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّهبه ابن المظفر وأبو نعيم، والحسن بن زكريا لم أميّزه، والجاحظ ليس بثقة ولا مأمون.

(3)

في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، والحسن هو ابن زكريا لم أميّزه، وبقية رجاله ثقات.

(4)

في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، وأبو حفص بن إدريس لم أقف على ترجمته. وبقية رجاله ثقات.

أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 2/346، من طريق حماد بن زيد، والبيهقي في الزهد الكبير: 2/223، من طريق محمد بن مروان، كلاهما عن هشام بن حسان قال: لقيت محمد بن واسع فقلت له: كيف أصبحت؟ أو كيف أمسيت؟ فقال: فذكره.

وفي إسناد أبي نعيم شيخه محمد بن عبد الرحمن بن الفضل لم أقف له على ترجمة، وبقية رجاله ثقات.

وفي إسناد البيهقي أبو بكر بن رجاء، لم أقف له على ترجمة، ومحمد بن مروان صدوق له أوهام كما في التقريب:

1/506، وهو هنا متابع، وبقية رجاله ثقات.

ص: 1326

1292-

قال: (1) حدثنا الحسن بن عُلَيْل [ل271/أ] إملاء، حدثنا يحيى بن مَعِين قال:((أَخْطَأَ عَفَّانُ فِي نَيِّفٍ وَعِشْرِينَ حَدِيثًا، فَمَا أَعْلَمْتُ بِهَا أَحَدًا وَأَعْلَمْتُهُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَلَقَدْ طَلَبَ إِلَيَّ خَلَفُ بْنُ سَالِم فَقَال لِي: قُلْ أَيُّ شَيْءٍ هِيَ، فَمَا قُلْتُ لَهُ، وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يَجِدَ عَلَيْه)) ِ.

قال يحيى: ((مَا رَأَيْتُ عَلَى رَجُلٍ قَطُّ خَطَأً إِلَاّ سَتَرْتُهُ وَأَحْبَبْتُ أَنْ أُزَيِّنَ أَمْرَهُ، وَمَا اسْتَقْبَلْتُ رَجُلاً فِي وَجْهِهِ بِأَمْرٍ يَكْرَهُهُ، وَلَكِنْ أُبَيِّنُ لَهُ خَطَأَهُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَإِنْ قَبِلَ ذَاكَ وَإِلَاّ تَرَكْتُهُ)) (2) .

آخر الجزء والحمد لله رب العالمين، وصلواته على سيدنا محمد نبيه وآله وسلامه.

(1) القائل هو: أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ الموصلي.

(2)

في إسناده أبو الحسن الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم وبقية رجاله ثقات.

أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 14/183-184، عن الصوري، عن الحسن بن حامد الأديب، عن علي بن محمد بن سعيد الموصلي، عن الحسن بن عليل به.

وأخرجه الذهبي في سير أعلام النبلاء: 11/83، و93، عن الحسن بن عليل به. بدون إسناد.

ص: 1327

بلغتُ عرضا بأصل معارض بأصل سماعنا من ابن حديد، ولله الحمد والمنة.

في الأصل ما مثاله: -

سمع جميع هذا الجزء على الشيخ الإمام العالم الفقيه الحافظ، شيخ الإسلام، أبي طاهر

أحمد بن محمد بن أحمد السِّلفي الأصبهاني، بقراءة الشيخ العالم تاج الدِّين أبي عبد الله محمد

ابن عبد الرحمن بن محمد المسعودي صاحبُه القاضي المكين، أبو طالب أحمد بن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن الحسين بن حديد، والشيوخ العلماء: أبو الرِّضا أحمد بن طارق بن سنان البغدادي، وأبو عبد الله محمد بن الحسن الواعظ، وولده أبو المعالي، والخطيب أبو القاسم أحمد ابن جعفر بن إدريس الغافقي [ل271/ب] وأبو الحسن علي ابن المفضل بن علي المقدسي، وأبو الطاهر إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد

ابن تركي، وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن أحمد الفيروزآبادي، ومحمد بن محمد بن محمد البلخي، وأبو بكر محمد بن الحسن بن نصر الخِلاطي، وأبو عمرو عثمان بن محمد بن أبي بكر الإسفرايني، وحسن بن عبد الغني بن يوسف بن محمد المنادي – مثبت هذه الأسماء - وبقية من سمعه تلوه، وأبو علي حسن بن يوسف بن أبي الرِّضا الدمشقي، وأبو الحسن علي بن إسماعيل ابن علي الأوسي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن بليمة، وإبراهيم بن تمام الزُّهْري، وصدقة

ابن خلف المقرئ، وأبو المكارم أحمد بن علي بن سعية، وأبو الفضل جعفر بن عبد المجيد بن علي الدِّيباجي، والفقيه أبو محمد عبد العزيز بن

ص: 1328

عيسى بن عبد الواحد بن سليمان الأندلسي الشافعي، وولده أبو القاسم عيسى، وذلك في يوم السبت السادس عشر من شوال، سنة سبع وستين وخمسمائة بالإسكندرية، والحمد لله وحدَه.

هذا تسميع صحيح كما قد كتبه كاتنبه، وكتب أحمد بن محمد الأصبهاني يخطّه.

وفي الأصل ما مثاله: -

بلغ السماع لجميعه على القاضي الفقيه الإمام الصدر العامل المكين [ل272/أ] أبي طالب أحمد بن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد أدام الله حراسته، بقراءة المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد أدام الله حراسته بقراءة الفقيه الإمام زكي الدِّين أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري، من أوله إلى البلاغ، ومن البلاغ إلى آخره بقراءة القاضي الجليل الفاضل الأسعد أبي القاسم

عبد الرحمن بن مقرب بن عبد الكريم التُّجيبي، فسمع كلُّ واحد منهما ما قرأه الآخر، القاضي الفقيه الإمام العالم الصدر الكامل، عماد الدِّين، مفتي المسلمين، أبو البركات عبد الله

ابن القاضي الفقيه الإمام نبيه الدِّين أبي محمد عبد الوهاب بن الإمام الزاهد الورع أبي الطاهر إسماعيل بن عوف الزُّهري، وعلم الدِّين أبو محمد عبد الحق بن القاضي الرشيد أبي الحرم مكِّي ابن صالح القرشي، والفقيه الإمام عز الدين أبو البركات (1) عبد الحميد بن الشيخ الإمام العالم جمال الدين أبي علي الحسين بن عتيق الرَّبعي، والنفيس أبو الطاهر

(1) في الخطية ((عرار بن أبي البركات)) والتصحيح من بقية السماعات.

ص: 1329

إسماعيل بن القاضي العدل أبي طالب أحمد بن عبد المولى الأنصاري، ويحيى بن علي بن عبد الله بن علي القرشي المالكي، - والسماع بخطه - وصح وثبت فِي الثَّالِثِ مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ من سنة عشر وستّمائة بظاهر الإسكندرية بالعين، والحمد لله وحدَه، وصلواتُه على محمد وآله وسلامُه. [ل272/ب]

ص: 1330