المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الجزء السابع عشر - الطيوريات - جـ ٤

[أبو طاهر السلفي]

الفصل: ‌الجزء السابع عشر

‌الجزء السابع عشر

من انتخاب الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ شيخ الإسلام

أوحد الأنام فخر الأئمة سيف السنة مقتدى الفرق ناصر الحديث

أبي طَاهرِأحمدَ بنِ محمدِ ابنِ أحمدَ السِّلَفِيِّ الأصبهانِيِّ ت

من أصول كتب الشيخ

أبي الحسين المبُاَرَكِ بنِ عبدِ الجَبَّارِ الطُّيُورِيِّ

[ل 274/ب]

ص: 1332

رب سهل برحمتك

1293-

أخبرنا القاضي الفقيه المكين الأشرف الأمين جمال الدين أبو طالب أحمد ابن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد قراءة عليه وأنا أَسْمَعُ بِظَاهِرِ ثَغْرِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ حَمَاهُ الله تعالى بالعين من جزيرة الرمل في الرابع من ربيع الأول سنة عشر وستمائة، قال: أخبرنا الشيخ الفقيه الإمام الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة مقتدى الفرق بقية السلف ناصر الحديث أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني رضي الله عنه بقراءتي عليه في يوم الثلاثاء الخامس من صفر سنة ثمان وستين وخمسمائة، أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك

ابن عبد الجبار بانتخابي عليه من أصول كتبه، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ علي بن عبد الله الصوري الحافظ، أخبرنا أبو محمد الحسن بن حامد بن الحسن بن حَامِدٍ الْبَغْدَادِيُّ الأَدِيبُ بِمِصْرَ، أَخْبَرَنَا

أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بن سعيد الموصلي، حدثنا الحسن بن عليل قال: سمعت علي بن المديني يقول: دَارَ عِلْمُ الثِّقَاتِ عَلَى سِتَّةٍ: اثْنَانِ بِالْحِجَازِ، وَاثْنَانِ بِالْكُوفَةِ، وَاثْنَانِ بِالْبَصْرَةِ:

ص: 1333

فأمَّا اللَّذان بالحجاز: فالزهري، وعمرو بن دينار.

وأمَّا اللَّذانِ بِالْكُوفَةِ: فأبو إسحاق والأعمش.

وأَمَّا اللَّذان بالبصْرَةِ: [ل275/أ](1) فقتادة، ويحيى بن أبي كثير.

ثُمَّ دَارَ عِلْمُ هَؤُلاءِ عَلى ثَلاثَةَ عَشَرَ، ثلاثةٍ بالحجاز، وثلاثةٍ بالكوفة، وخمسةٍ بالبصرة، وواحدٍ بواسط، وواحدٍ بالشام.

فأَمَّا الَّذِينَ بِالْحِجَازِ: فمالك بن أنس، وابن جريج، ومحمد بن إسحاق.

وأمَّا الَّذين بِالْكُوفَةِ فسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وإسرائيل بن يونس.

وأَمَّا الَّذين بِالْبَصْرَةِ: فسعيد بن أبي عروبة، وهشام بن أبي عبد الله، وشعبة، ومعمر، وحماد ابن سلمة.

وأمَّا الَّذي بوَاسط: فهُشَيمٌ بن بَشِير.

وأمَّا الَّذي بالشَّام فالأوْزاعي.

قال علي ابن المديني: ثُمَّ دَارَ عِلْمُ هَؤُلاءِ عَلى يحيى بن معين (2) .

(1) في الخطية ما نصّه: «الزهري وعمرو بن دينار، وأما اللذان بالكوفة» وعليه علامة الضرب.

(2)

في إسناده أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ الموصلي كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم، ولكن النص صحيح عن ابن المديني كما تقدم في الرواية رقم «1223» من طرق عديدة عن ابن المديني، ولم أجده من طريق الحسن بن عليل، عن ابن المديني إلا عند المؤلف هنا.

ص: 1334

1294-

قال (1) : أنشدنا الحسن بن عليل:

لِسَانُ الْفَتَى نِصْفٌ وَنِِصْفٌ فُؤَادُهُ

فَلَمْ يَبْقَ إِلَاّ صُورَةُ اللَّحْمِ وَالدَّمِ

وَكَائِنٍ تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَكَ مُعْجِبٍ

زِيَادَتُهُ أَوْ نَقْصُهُ فِي تَكَلُّمِ (2)

1295-

باب إبانة الرجل عن علمه وفضله إذا هو لم يعرف له حق مثله.

حدثنا أبو عبد الله الصوري إملاء، أخبرنا القاضي أبو الحسن عبد الله بن القاسم بن علي ابن الْقَاسِمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الهمداني، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد الحراني الأزدي إملاء من حفظه، حدثنا أبو بكر محمد بن [ل275/ب] يحيى بن سليمان المروزي (3) قال: سأَلْتُ خَلَفَ بنَِ هِشَام البَزَّار لِمَ سُمِّيَ الْكِسَائِيَّ كِسَائِيًّا؟ قال دَخلَ الكِسائِيُّ الْكُوفَةَ فجاءَ إلَى مَجْلِسِ السَّبِيع (4) ، وَكَانَ حَمْزَةُ بنُ حَبِيب

(1) القائل هو أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ الموصلي.

(2)

في إسناده أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ الموصلي، كذّبه ابن المظفر وأبو نعيم.

أخرجهما البيهقي في شعب الإيمان: 4/273، عن شاب مجهول. وأبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ في البيان والتبيين: 1/102، عن الأعور الشّنِّيّ، وهما في ديوان زهير بن أبي سلمى:. /74 أيضاً.

وذكر المناوي البيت الأول فقط في فيض القدير 1/287، ولم ينسبه إلى أحد.

(3)

أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بن سليمان المروزي: قال الدارقطني: صدوق. وقال مسلمة: كان كثير الحديث. ووثقه الخطيب. وقال ابن حجر: صدوق صاحب أبي عبيد، مات سنة ثمان وتسعين ومائتين. تهذيب الكمال: 26/612، تاريخ بغداد: 3/422، التقريب: 1/512.

(4)

السبيع: بفتح السين وكسر الباء محلّة من محال الكوفة منسوبة إلى القبيلة، وهم بنو سبيع من همدان. لسان العرب: 8/150.

ص: 1335

الزَّيَّات يُقْرِئُ فِيهِ، فَتَقَدَّمَ الْكِسَائِيُّ معَ أذانِ الْفَجْرِ فَجَلَسَ وهُوَ مُلْتَفٌّ بِكِسَاءٍ مِنَ الْبُرْكان الأَسْوَد، فلمَّا صلَّى حمزةُ قال: منْ يَقْدُمُ في الوقتِ يَقْرَأُ؟ قيل لهُ: هذَا الْكِسَائِيُّ أوَّلُ مَنْ يَقْدُمُ، يعْنونَ لصَاحِبِ الْكِسَاءِ، فَرَمَتْهُ الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ فقالوا: إِنْ كانَ حائِكًا فَسَيَقْرَأُ سورَةَ يُوسف، وَإِنْ كانَ مَلَاّحًا فَسَيَقْرَأُ سورةَ طه، فَسَمِعَهُمْ، فَابْتَدَأَ بسورةِ يوسف، فلمَّا بَلَغَ إلى قِصَّةِ الذِّئْبِ قرَأَ {فَأَكَلَهُ الذِّيبُ} (1) بغَيْرِ هَمْزٍ، فقال لَهُ حمزةُ:{الذِّئْبُ} بالهمز، فقال لَهُ الْكِسَائِيُّ: وكذلك أَهْمِزُ {الحُوتُ} (2)

قال: لا، قال: فَلِمَ هَمَزْتَ {الذِّئْبُ} ولم تَهْمِزُ {الحُوتُ} ؟ وهذا {فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ} ، وهذا {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ} ؟ فرَفَعَ حَمْزَةُ بصرَه إلى خلاّدٍ الأَحْول ـ وكان أجملَ غِلْمَانِهِ ـ، فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ فِي جَمَاعَةِ أَهْلِ الْمَجْلِسِ فَنَاظَرُوا فَلَمْ يَصْنَعُوا شَيْئًا، فقالوا: أَفِدْنَا يَرْحَمُكَ اللهُ، فقال لَهُمُ الْكِسَائِيُّ: تَفهمُوا عَنِ الْحَائِكِ، تقول إذا نَسَبْتَ الرَّجُلَ إلى الذِّيبِ قَدْ اسْتَذَأَبَ الرَّجُلُ، ولو قلت: اسْتَذَابَ بِغَيْرِ هَمْزٍ لَكُنْتَ إِنَّمَا نَسَبْتَهُ إِلَى الْهُزَالِ تقول: [ل276/أ] قَدْ اسْتَذَابَ (3) إِذَا اسْتَذَابَ شَحْمُهُ بِغَيْرِ هَمْزٍ، وَإِذَا نَسَبْتَهُ إِلَى الْحُوتِ

(1) سورة يوسف الآية رقم «17» .

(2)

سورة الصافات الآية رقم «142» ..

(3)

وفي تاريخ بغداد زيادة «الرجل» بعد كلمة «استذاب» .

ص: 1336

تقُولُ: قَدْ اسْتَحَاتَ الرُّجْل ُ، أَيْ كثُرَ أَكْلُهُ، لأنَّ الْحُوتَ يَأْكُلُ كَثِيرًا، لا يَجُوزُ فيه ِالْهَمْزُ، فَلِتِلْكَ الْعِلَّةِ هُمِزَ الذِّئْبَ، وَلَمْ يُهْمَزِ الْحُوت، وفِيهِ مَعْنى آخر لَا يَسْقُطُ الْهَمْزُ مِنْ مُفْرَدِهِ وَلَا مِنْ جَمِيعِهِِ، وأنشدهم:

أيُّهَا الذِّئْبُ وَابْنُهُ وَأَبُوهُ أنْتَ عِنْدِي مِنْ أَذْؤُبِ ضَارِيَاتِ

قال: فَسُمِيَّ الْكِسَائِيَّ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْم (1) .

1296 -

قال خَلَفُ (2) : وأنشدنِي الكِسَائِيُّ بَيْتًا مِنَ الشِّعْرِ لَا أَعْرِفُ بَيْتًا غَيْرَهُ فيهِ شَاهدان منَ الْقُرْآنِ إلَاّ هَذَا الْبَيْت:

كَنُودٌ لِنَعْمَاءِ الرِّجَالِ وَمَنْ

يَكُنْ كَنُودًا لِنَعْمَاءِ الرِّجَالِ يُفَنَّدُ

والكَنُودُ: الكَفُور قال الله تعالى: {إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودُ} (3)، يعني: لَكَفُور، والتَّفْنِيدُ هو التَّكْذِيبُ، قال الله تعالى:{إِنِّي َلأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَْنْ تُفَنِّدُونَ} (4) .

(1) في إسناده أبو الحسن عبد الله الهمداني وأبو الحسن علي بن محمد الأزدي لم أقف على ترجمتهما.

أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه: 11/404 عن الصوري به.

وقد قيل في سبب تسمية الكسائي كسائيّا قولا آخر حيث أخرج الخطيب في تاريخه 11/404، من طريق محمد بن سليمان بن محبوب، عن أبي عبد الرحمن البصري مردوية، عن علي بن الخياط المدني، عن عبد الرحيم بن موسى قال: قلت للكسائي: لم سميت الكسائي؟ ، قال: لأني أحرمت في كساء.

(2)

خلف: بن هشام.

(3)

سورة العاديات آية رقم: «6» .

(4)

سورة يوسف آية قم «94» .

علة إسناده كعلة الإسناد السابق. ذكر القرطبي هذا البيت دون الآيتين في تفسيره: 20/160، ولكن جاء فيه:«يبعّد» بدلا من كلمة: «يفنّد» .

ص: 1337

1297-

حَدَّثَنَا الصُّورِيُّ قَالَ: نَقَلْتُ مِنْ كِتَابِ «تَفْضِيلُ الشُّبَّانِ» تَأْلِيفَ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الصُّولِيِّ يَقُولُ فِيهِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يونس الكديمي، حدثني علي بن الْمَدِينِيِّ قَالَ: أَرَدْتُ الخُرُوجَ مِنَ الْبَصْرَةِ إِلَى سُفْيانَ بْنِ عُيَيْنَة فقلتُ لِيحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي: اكتبالي [ل276/ب] إِلَى سُفْيَانَ، فَقَالا: مَا نَكَاتِبُهُ وَلَكِنْ بِمَكَّةَ بِشْر بن السَّرِيِّ، ومُؤَمَّل ابنَ إسماعيل قَدْ جَاوَرَا، فَنَحْنُ نَكْتُبُ لَكَ إليهمَا حَتَّى يَصِيرَا مَعَكَ إليهِ، فَكتبَا لِي إِليْهِمَا، فَقَدِمْتُ مَكَّةَ، فَأَوْصَلْتُ الكِتَابَ إِلَيْهما، فَمَشَيَا مَعِي إليه، وعَرَّفَاهُ مَكَانِي، فَوعدَهُمَا اخْتِصَاصِي والْعِنَايَةَ بِي، فَحَضَرْتُ مَجَالِسَ وَأَذْكَرْتُهُ أَمْرِي، وَكُنْتُ كَسَائِرِ النَّاسِ، فقلتُ: مَا يَرْفَعُنِي إِلَاّ نفْسِي، فَجَلَسْتُ نَاحِيَةً أَنْتَظِرُ أَنْ يَمُرَّ شَيْءٌ فَأَتَكَلَّمُ فِيهِ، فقال يوْمًا: حدثنا هشام ين عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: أَكَلْتُ مَعَ رَسُوِل الله ? فقالَ لِي: يَا بُنَيَّ، سَمِّ اللهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ (1)

، فَقُمْتُ، فقلتُ:

(1) حديث صحيح، ولكن قد اختلف في إسناده على هشام بن عروة.

فقد أخرجه ابن ماجة في الأطعمة، باب التسمية عند الطعام 2/1087 رقم «3265» وأحمد في المسند: 4/26-27، والترمذي في العلل الكبير: 1/307 رقم: 572، من طريق سفيان بن عيينة، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سلمة به.

وأخرجه الترمذي في الأطعمة: باب ما جاء في التسمية على الطعام 5/590 رقم «1918» وفي العلل الكبير: 1/307 رقم: 572،، والنسائي في السنن الكبرى: 6/76- 77 رقم «10104» و «10105» و «10106» وفي اليوم والليلة: رقم «274» و «275» وابن قانع في المعجم الصحابة: 2/225، والطبراني في المعجم الكبير: 9/12 رقم «8299» ، والبيهقي في شعب الإيمان: 5/75 رقم «5834» من طريق سفيان الثوري عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه به.

وقال الإمام أحمد: كذا وجدته في جمع سليمان لحديث سفيان الثوري، وهكذا رواه سفيان بن عيينة، عن هشام، وقال علي بن المديني: إنما رواه أصحاب هشام بن عروة، عن هشام، عن أبي وجزة، عن رجل من مزنية، عن عمر ابن أبي سلمة. شعب الإيمان: 5/75.

وأخرجه الطيالسي في المسند: 0/193 رقم «1358» من طريق عبد الله بن المبارك، وابن حبان في الصحيح: 12/9-10 رقم «5211» ، من طريق محمد بن سواء، كلاهما عن هشام، عن أبي وَجْزة عن أبي سلمة

وأخرجه وأبو داود في الأطعمة باب الأكل باليمين 4/144 رقم «3777» وأحمد في المسند أيضا: 4/27 وابن حبان في صحيحه: 12/15 رقم «5215» ، والطبراني في المعجم الكبير: 9/13 رقم «8300» ، من طرق عن سليمان بن بلال، عن أبي وجزة به.

وأخرجه أحمد في المسند: 4/26، والنسائي في السنن الكبرى: 6/77 رقم «10107» و «10108» وفي اليوم والليلة: رقم «276» و «277» ، والطبراني في العجم الكبير: 9/13 رقم «8301» من طرق عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبي وجزة، عن رجل من مزينة، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ به.

ورجح هذا الطريق كل من ابن المديني والبخاري، والنسائي، والبيهقي.

صرّح بذلك البخاري بقوله: كأن حديث أبي وجزة أصح. والنسائي بقوله: هذا الصواب عندنا. انظر العلل الكبير للترمذي: 1/307، وفي فتح الباري: 9/524، وأخرجه البخاري في الأطعمة: باب التسمية على الطعام والأكل باليمين 10/653 رقم «5376» ، و10/657 رقم «5377» ، ومسلم في الأشربة: باب آداب الطعام والشراب وأحكامها 3/1599 رقم «2022» من طرق عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عمر بن أبي سلمة.

ص: 1338

يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، خَالفَكَ النَّاسُ بِالْعِرَاقِ، قَالَ: مَنْ؟ قلتُ: حَمَّادٌ، وحمّاد،

وأبو عوانة، وغيرهم، كل قَالَ: عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِي وَجْزَةَ السَّعْدِيّ، عَنْ عمر

ابن أبي سلمة، قال: ومن أَبُو وَجْزَة؟ أَهُوَ شَاعِرُ آلِ الزُّبَيْرِ؟ قَدْ كنتُ أدركتُهُ ورأيتُهُ، قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ، فتَوَقَّفَ عَنِ الْحَدِيثِ، وقال فِي يَوْمٍ آخَرَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ

ص: 1339

عائشة، أنَّ النَّبيَّ ?، «صَلَّى فِي ثَوْبٍ قَدْ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ» (1) . فَقُمْتُ إِلَيْهِ فقلتُ: خَالَفَكَ النَّاسُ بِالْعِرَاقِ، قَالَ: مَنْ؟ قلتُ: هُشَيْمٌ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وغَيْرُهُمْ [ل277/أ] قالوا فيه: عن هشام

ابن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: مَنْ أجْل أنِيسَيْن كَتَبَ إِلَيْهِمَا تُرِيدُ أَنْ تُؤَدِّبَنِي، قَالَ: ثُمَّ أَدْنَانِي وعليت عَلَيْهِ، فكَانَ يُمِرُّ اْلأَحَادِيثَ عَليّ قَبْلَ أَنْ يُحَدِّثَ بِهَا، وَنِلْتُ مِنْهُ مَا أَرَدْتُ (2) .

1298-

سمعت الصوري يقول: حدثني من أثق به، عن أبي سعيد الحسن بن عبد الله السِّيرافي أنه قال: حضَرْتُ مَجْلِسَ أبي بكر بن م

(1) حديث صحيح، أخرجه البخاري في الصلاة: باب الصلاة في الثوب الواحد ملتحفا به 2/17، ومسلم في الصلاة باب 1/368 رقم «517» من طريق أبي أسامة. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 9/7 رقم «8277» من طريق أبي عوانة كلاهما عن هشام بن عروة به. ولم أقف على طريق هشيم،

وأخرجه البخاري في الصلاة: باب الصلاة في الثوب الواحد ملتحفا به 2/17 رقم «355» من طريق يحيى القطان، ورقم «354» من طريق عبيد الله بن موسى، ومسلم في الصلاة: باب 1/368 رقم «517» من طريق وكيع، وحماد ابن زيد كلهم عن هشام بن عروة به.

وأخرجه وأبو داود في الصلاة: باب الرجل يصلي في ثوب واحد بعضه على غيره 1/416 رقم «631» من طريق أبي الوليد الطيالسي وإسحاق بن راهوية في المسند: 2/541 رقم «580» من طريق موسى القاري، كلاهما عن زائدة، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، ولفظه:«أنّ النبي ? صلّى في ثوب واحد بعضه عليّ» . وهذا حديث صحيح رجاله ثقات.

(2)

في إسناد المؤلف محمد بن يونس الكديمي كذّبه أبو داود، ورماه بالوضع ابن حبان وابن عدي والدارقطني، وقال ابن حجر ضعيف.

ص: 1340

جاهد (1) أَوَّل مَا حَضَرْتُهُ وهُوَ يُمْلِي، فَجَلَسْتُ فِي أُخْرَيَاِت النَّاسِ، فقال الْمُسْتَمْلِي: وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنيِّ يُوسُف، (2) فَتَطَاوَلْتُ،

ـ وكان أبو سَعِيد ذَمِيمًا حَقِيرَ الْمَنْظَرِـ، فَقُلْتُ: كَسِنِيْ يُوسُف؟ فَلَمْ يَفْهَمْ عَنِّي فَقُمْتُ قَاِئمًا فَأَعَدْتُ الْقَوْلَ، فقال ابنُ مُجاهد: مَنْ هَذَا؟ فَأَشَارُوا إليَّ، فَاسْتَدْعَانِي وَقَرَّبَنِي إِلَيهِ فَتَحَصَّلْتُ فِي أَعْلَى الْمَجْلِسِ بَعْدَ أَنْ كُنْتُ فِي أَدْنَاهُ (3) .

وقال الصُّوري في هذا المعنى:

إذَا الْمَرْءُ لَمْ يُعْرَفْ لَهُ قَدْرُ مِثْلِهِ

وَأَصْبَحَ مَغْمُوصًا (4) لَهُ حَقُّ فَضْلِهِ

فَلا بَأْسَ أَنْ يُنْبِئُ بِصَالِحِ فِعْلِهِ

وَمَا خَصَّهُ ذُو الْفَضْلِ مِنْهُ بِفَضْلِهِ

1299-

أنشدنا أبو عبد الله الصوري، أنشدنا أبو محمَّد عبد الرحمن بن عمر بن محمَّد ابن سعيد التُّجيِبي، وأَبُو العبَّاس مُنِير بْنُ أَحْمَدَ بن

(1) أبو بكر بن مجاهد: أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْعَبَّاسِ بن مجاهد أبو بكر البغدادي المقرئ، قال الخطيب البغدادي كان ثقة مأمونا، قال أبو عمرو الداني: أفاق ابن مجاهد سائر نظائره مع اتساع علمه وبراعة فهمه، وصدق لهجته، وظهور نسكه، مات سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 5/144، طبقات الشافعية: 3/57، البداية والنهاية:

11/185، النجوم الزاهرة: 3/258.

(2)

في الخطية ما نصّه: «فلم يفهم عني، فقمت قائما، فأعدت القول، فقال: ابن مجاهد: من هذا؟ ، فأشاروا إليّ» وعلى هذا النص علامة الضرب.

(3)

في إسناده شيخ الصوري، لم أعرف من هو، وقد وصفه بالثقة.

(4)

في الخطية كأنها (مغموما) وفي الهامش (مغموصا) وفوقها (بيان) .

ص: 1341

الحسن الخَلَاّل قالا: أنشدنا أبو الطَّيْب محمد ابن جعفر غُنْدَر (1)، [ل277/ب] أنشدنا نَهْشَلُ بنُ دَارِم لنفسه:

يُهُودُ الْمُسْلِمِينَ رَوَافِضوهُمْ

إِلهَي لا تدَعْ مِنهُمْ بَقِيَّه

فَقَدْ كَرِهُوا الْكِتَابَ وحَرَّفوهُ

لِكَيْ تَخْفَى أُمُورُهُمُ الشّنِيَّه

لَهُم جَفْرٌ تَعالَى الله عمَّا

حَوَاهً من أقاويل رَدِيَّه

فَحَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ

وَلَا يَرْدَعْكُمْ عَنْهُمْ تَقِِيَّه

فَقَدْ أَمَرَ النَّبِيُّ بِقَتْلِ قَوْمٍ

لَهُمْ نَبْزٌ وَأَسْمَاءُ الرَّافِضِيَّه

هُمْ جَحَدُوا النَّبِيَّ وَعَانَدُوهُ

تَبَرَّأُوا مِنْ صَحَابَتِهِ الزَّكِيَّه

كَمَا بَرِئَ النَّوَاصِبُ مِنْ عَلِيٍّ

فَلا حَيَّا الإِلَهُ النّاصبِيَّه

وَلا حَيَّا كِلَابَ النَّارِ أَيْضًا

فَقَدْ مَرقوا فسموا المَارِقِيَّه

خَلِيلْي عُدْ عَنْ أَهْوَاءِ جَهْمٍ

وَلا تَزْعُمْ بِأَنَّ لَكَّ الْمَشِيَّه

فَمَحْضُ الدِّينِ إِنْ فَتَّشْتَ عَنْهُ

فَعِنْدَ ذَوِي الْحَديثِ الْحَنبَلِيَّه

رَضُوا بِاللهِ رَبًا ثُمَّ قَالُوا

مُحمَّد عِنْدَنَا خَيْرُ الْبَرِيَّه

وَصَدِّيقٌ خَلِيفَتُهُ عَلَيْنَا

وفَارُوقٌ حَكَاهُ عَلَى السَّوِيَّه

وعُثْمَانٌ وَخَامِسُهُمْ عَلَيٌّ

أبو السَّبْطَيْنِ بَعْلُ الهاشميَّه

وَطَلْحَةُ والزبيرُ مَعَ ابنِ عوْفٍ

وسعدٌ والسَّعيدُ على البقيَّه

(1) أبو الطيب محمد بن جعفر غندر: بن درّان البغدادي الصوفي الجوّال، ذكره الخطيب والذهبي دون جرح ولا تعديل، روى عنه الدارقطني وغيره. تاريخ بغداد: 2/150، سير أعلام النبلاء: 16/215.

ص: 1342

وَأصحابُ النَّبيِّ فخيرُ قرْنٍ

مَضىَ ويكونُ حَتَّى السَّاهِرِيَّه (1)

وَلا تنْسَى مُعَاويةَ بنَ صَخْرٍ

رَدِيفاً لِلنِبيِّ عَلَى المَطِيَّه [ل278/أ]

وَكَاتِبَ وَحَيِ خَالِقِنَا بِفَهْمٍ

وخَالَ الْمُؤْمِنِينِ ذَوِي الرَّضِيَّه (2)

1300-

أنشدنا محمد، أنشدنا أبو محمد عبد المحسن بن غلبون الصوري:

وَتُرِيْكَ نَفْسُكَ فِي مُعَانَدَةِ الْوَرَى

رَشَداً ولسْتَ إِذَا فَعَلْتَ بِرَاشِدِ

شَغَلَتْكَ عَنْ أَفْعَالِها أَفْعَالُهُم

هَلَاّ اقْتَصَرْتَ عَلَى صَدِيقٍ واحدِ (3)

1301-

أنشدنا محمد، أنشدني عبد المحسن لنفسه:

وقَالُوا تَوَلَّى حِينَ قَابَلَهُ الْغِنىَ

وَأَصْبَحَ تُبْدِيهِ اللَّيَالِي فَتَخْتَفِي

فَقُلْتُ حَمَانِي الْمَالُ عِلْمِي بأنَّني

أُخَلِّفُ مَالي أَوْ فَمَالي لِمُخْلَفِ

1302-

أنشدنا محمد، أنشدني عبد المحسن لنفسه:

لَمَّا تَبَيَّنْتُ أنَّ حُبَّكم

يَحْسُنُ عِنْدِي وَلَيْسَ يَحسُنُ بِي

بَشَّرْتُ طَرْفِي بِحُسْنِ عَاقِبَةٍٍ

فِيكُمْ وَقَلْبِي بِسُوءِ مُنْقَلَبي

1303-

سمعت أبا عبد الله إملاء مِنْ حِفْظِهِ يقول: سمعت أبا القاسم

(1) من الساهرة، أي: الأرض، وقيل وجهها، وفي التنزيل:{فإذا هم بالساهرة} ، وقيل: هي الأرض التي لم توطأ، وقيل هي أرض يجددها الله يوم القيامة، لسان العرب 4/383.

(2)

في إسناده أبو الطيب محمد بن جعفر لم يُذكر بجرح ولا تعديل، وبقية رجاله ثقات.

(3)

ذكرهما ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة: 4/269، وفيه «على عدُوٍّ واحدِ» . بدلا من «صديق واحد» .

ص: 1343

الحسن بن أحمد

ابن عبد الله بن هاشم المقرئ، ـ وكان شيخا صالحا ـ يقول: سمعت أبا بكر البغدادي (1) يقول: سَأَلْتُ أسْتَاذِي أبا طالب المكي (2) عن مسْألَةٍ، فقال لي: أَلا أُعَلِّمُكَ دُعَاءً هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ جوابِ مَسْأَلَتِكَ؟ قلت: بَلَى، قال: قل: «اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي لَكَ خَالِصًا وَاجْعَلْ لِي مِنْكَ نَصِيبًا» (3) .

1304-

سمعت أبا عبد الله يقول: سمعت أبا عمرو عثمان بن سعيد الأسَدِي [ل278/ب] يقول: قَصَدْتُ زِيَارَةَ أَبِي الخير التِّيناتِي، فَلَمَّا حَصَلْتُ عِنْدَهُ، رَمَى إِلَيَّ حَبْلاً، وقال: خُذْ هَذَا، فاَصْعَدِ الْجَبَلَ، فَاقْطَعْ حُزْمةَ حَطَبٍ فبِعْها بِدَانِقَيْن، فتَقَوَّتْ بِدَانِقٍ، وَتَصَدَّقْ بِدَانِقٍ، فقلتُ: قد ضاقَتْ خِزَانَةُ مَوْلايَّ حَتَّى أَحْمِلَ الْحَطَبِ، وَأُطْعِمَ عِبَادَهُ؟ فَصَاحَ، وقال: الْحَلَالُ ثُمَّ الْقُرْآنُ ثُمَّ اللهُ عز وجل، فَبِالْحَلَالِ يُسْتَعَانُ

(1) أبو بكر البغدادي: لعله محمد بن خميس بن جميل.

(2)

أَبُو طَالِبٍ الْمَكِّيُّ: مُحَمَّدُ بْنُ علي بن عطية أبو طالب المكي الزاهد الواعظ صاحب قوت القلوب، قال الخطيب: ذكر في القوت أشياء منكرة والصفات، وقال أبو طاهر العلاف: وعظ ببغداد وخلط في كلامه، وحُفِظ عنه أنه قال: ليس على المخلوقين أضر من الخالق، فبدّعوه وهجروه، فبطل الوعظ، وقال العتيقي: كان رجلا صالحا مجتهدا في العبادة.، مات سنة ست وثمانين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 3/89، ميزان الاعتدال: 3/655، الوافي بالوفيات: 4/116، وفيات الأعيان: 4/303.

(3)

في إسناده أبو القاسم الحسن المقرئ لم أجد له ترجمة، وأبو بكر البغدادي لم يُذكر فيه جرح ولا تعديل.

ص: 1344

عَلَى الْقُرْآنِ، وَبِالْقُرْآنِ يُعْرَفُ الله عز وجل (1) .

1305-

حدثنا محمد، أخبرنا الحسن بن علي بن عبد الله بن الحسن بإسناد لا أحفظه، عن أبي سعيد الخزاز قال: كنت أنا وأبو بكر الزّقاّق (2) ، وعياش بن المهتدي (3) ، وجماعةٌ من أَصْحابِنَا فِي سَفَرٍ، فَصَحِِبَنَا فَتىً بِيَدِهِ مِحْبَرَةٍ، فَظَنَنَّا أَنَّهُ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، فَتَثَاقَلْنَا بِهِ فَسَارَ مَعَنَا إِلَى أَنِ انْتَهَيْنَا شَطِّ الْبَحْرِ، فقال له بَعْضُنَا، يا فَتى، كيفَ الطَّرِيق؟ فقال: الطَّريقُ طَريقَانِ، طريقُ العَامَّةِ، وطَرِيقُ الْخَاصَّةِ، فَأَمَّا طُرِيقُ الْعَامَّةِ فَهَذَا الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ، وَأَمَّا طَريقُ الخاصَّةِ فبسمِ الله، ووضعَ رِجْلُهُ على الماءِ فلَمْ يَزَلْ يَمْشِي عليه حَتَّى غَابَ عَنْ أَبْصَارِنا (4) .

1306-

سمعت أبا عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم الحسن بن أحمد يقول: سمعت

أبا الحسن البَغْرَاشي يقول: قال لي أبو الخير التِّيناتي يا

(1) تقدم هذا النص في رواية رقم «1066» ولم أجد من رواه غير المؤلف.

(2)

أبو بكر الزقاق: ورد عند الخطيب «أبو بكر الكتّاني» وهو محمد بن علي بن جعفر أحد مشايخ الصوفية، قال الخطيب: كان فاضلا نبيلا حسن الشارة، مات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 3/74.

(3)

عياش بن المهدي: وعند الخطيب في تاريخه «عباس بن المهدي» ولم أجد لهما ترجمة.

(4)

في إسناه الحسن بن علي، وأبو سعيد الخزاز، وأبو بكر الزقاق، وعياش بن المهتدي، لم أقف على تراجمهم.

أخرجه الخطيب 3/74، من عبد العزيز، عن علي بن عبد الله، عن أحمد بن فارس، عن أبي بكر الكتاني قال: كنت أنا وأبو سعيد الخزاز، عباس بن المهتدي وآخر فذكره.

ص: 1345

أبا الحسن: «إِيَّاكَ وَكَثْرَةَ [ل279/أ] السَّفَرِ، فَإِنَّهُ يُقْسِي الْقَلْبَ، وَيَذْهِبُ بِالدِّينِ» (1) .

1307-

سمعت أبا عبد الله يقول، سمعت أبا عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان الأسدي يقول: سمعت أبا العباس بدوي (2) ببعلبك، وقد سأَلَهُ أبو بكر بن وصيف (3)، فقال له: يا أستاذ، حدثنا بأَحْسَنِ شَيْءٍ رَأَيْتَ، فقال له: احْذَرْ شَطْحَ النُّفُوسِ وَدَعَاوِيهَا، فَإِنِّي خَرَجْتُ مِنْ صَيْدَا أُرِيدُ بَيْرُوتَ، فَلَمَّا حَصَلْتُ قِنْطَارَ بَيْرُوت، قالتْ لِي نَفْسِي: السَّاعَةَ يَخْرُجُ الْعَدُوُّ يَأْخُذُكَ، فقلتُ: غلام الملك يأخُذُهُ العَدُوُّ، فَجَعَلْتُ أَخْطُر، وأقول: غلام الملك يأْخُذُهُ الْعَدُوُّ، وَإذا قدْ أحاطَ بي الأَعْلَاجُ (4) ، فأخَذُونِي وطَرَحُونِي فِي شَيْنِي (5) ومَضَوْا إِلى قُبْرُس (6)

(1) في إسناده أبو القاسم الحسن بن أحمد وأبو الحسن البغراسي لم أجد لهما ترجمة.

تقدم تخريجه في رواية رقم «942» .

(2)

كذا في الخطية، ولم يتضح لي صورة هذه الكلمة.

(3)

أبو بكر بن وصيف: لعله محمد بن العباس بن وصيف الغزي، قال الذهبي: ما علمت به بأسا. مات سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء: 16/341، العبر: 2/362، شذرات الذهب: 3/79.

(4)

الأعلاج: جمع علج، وهو الرجل الضخم القوي من كفّار العجم، وبعضهم يطلقه على الكافر عموماً، لسان العرب 2/326، ومنجد في اللغة والأعلام (ص525) .

(5)

كذا في الخطية ولم أقف على معنى هذه الكلمة.

(6)

قبرس: بضم أوله وسكون ثانيه ثم ضم الراء وسين مهملة جزيرة في بحر الروم ـ بحر الأبيض المتوسط ـ معجم البلدان: 4/305..

ص: 1346

، فَلَمَّا نَزَلْنَا إِلَى الْبَرَِّ اسْتَأْذَنْتُهُمْ فِي الصَّلاةِ، فَأَذِنُوا لِي، فَأَدَّيْتُ مَا فَاتَنِي مِنَ الْفَرَاِئِض ثُمَّ تَنَفَّلْتُ مَا فَتَحَ الله تعالَى لِي، ثُمَّ سَأَلْتُ الله تبارك وتعالى أَنَّ لا يُؤَاخِذَنِي بِشَطْحِ نَفْسِي فِي دَعَاوِيهَا، وأَنْ يُسَامِحَنِي ثُمَّ غَلَبَنِي النَّومُ فَنِمْتُ ثُمَّ انْتَبَهْتُ فِي اْلمكانِ الَّذي أخذتُ منهُ، فقال لهُ أبو بكر بن وصيف: حدثنا بشيء آخر مما رأيت، فقال له: عليكَ بالسُّكونِ إِلَى الله تعالَى وَالتَّوَكُّلِ عَلَيْه، فَإِنِّي خَرَجْتُ مِنَ الرَّقَّةِ أَرِيدُ الشَّرْق، فَحَصلْتُ فِي مَكَانٍ مَعْرُوفٍ بكثْرَةِ السِّبَاعِ، فقالتْ لِي نَفْسِي: السَّاعَةَ [ل 279/ب] يَخْرُجُ السَّبْعُ يَأْكُلُكَ، فقلتُ: وَيْلَكَ ثِقِي بالله، وَاسْكُنِي إليه، فبينا أنا أراجِعُها إذ أنا بشَيْءٍ قَدْ وقع بيديه على كَتِفِي، فَالْتَفَتُّ لأنْظُرَ مَا هُوَ، فمَعَ لَفْتَتِي، قَيّلَ خَدِّي اليَمِين وذهب هارِبًا في الغَابةِ فنَظَرْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ السَّبْعُ (1) .

1308-

حدثنا أبو عبد الله، حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن علي بن المبارك قال: سمعت أبا عبد الله الروذباري يقول: ركِبَتْ رُفْقَةٌ جَملاً فَأَنَا رَاكِبُهُ حَتى وقعَتْ رِجْلُهُ في وَهْدَةٍ (2)، فقلت: جَلّ الله، فَلَوَّى عُنُقَهُ إليَّ، وقال: نَعم جل الله، ثَّم قال الشيخُ لأَصْحَابِهِ، عَاهَدْتُكُمُ الله إِنْ حَكَيْتُمْ عَنيِّ هَذِهِ الْحِكَايَةَ إِلَاّ بَعْدَ مَوْتِي.

(1) في إسناده أبو عمرو عثمان الأسدي وأبو العباس بدوي لم أجد لهما ترجمة.

(2)

وهدة: المطمئنّ من الأرض والمكان المُنْخَفِض كأنه حُفْرة. لسان العرب: مادة: «وهد» 3/470.

ص: 1347

قال الصوري: وقدْ حَكَى لي غيُر واحدُ منْ أصحابِ أبي عبد الله الروذباري أَنَّهُمْ سَمِعُوهُ يقول وذكرَ الْحِكَايَةَ (1) .

1309-

سمعت أبا عبد الله يقول: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ خميس بن جميل البغدادي،

وأبو طالب محمد بن أحمد الحسني، عن أبي بكر الهلالي أَنَّهُمَا سَمِعَاه يقول: يَذْكرُ عنْ أَهْلِهِ، أَنَّهَا قالتْ له:«قَدِ اشْتَهَى عَلَيّ الصِّبْيَانُِ عَصَافيرَ، وقدْ بِعْتُ غَزْلاً لِي فَخُذْ ثَمَنَهُ وَاشْتَرِ لَهُمْ ذَلِك، فخرجتُ بالفضَّةِ، فَاشْتَرَيْتُ الْعَصَافِيرَ، فَلَمَّا حَمَلْتُهَا بِيَدِي، وَقَعَتْ عَلَيَّ حِدْأَةٌ، فَخَطَفَتْهَا مِنْ يَدَي، وَلَمْ يَكُنْ مَعِي شَيْءٌ اشْتَرِي عِوَضَها، [ل280/أ] فجئتُ إِلَى الْمَنْزِل، فَوَجَدْتُ العَصَافِيَر عِنْدَهُم، فسَأَلْتُهُمْ عن ذلك، فقالوا: كُنّا قُعُودًا فجَاءَتْنَا حِدْأَةٌ فَرَمَتْ إِلَيْنَا هَذِهِ الْعَصَافِيرِ وَذَهَبَتْ (2) » .

1310-

سمعت أبا عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم الحسن بن أحمد بن عبد الله يقول: سمعت أبا بكر البغدادي يقول: «مَرَرْتُ فِي السُّوقِ فَرَأَيْتُ أَبا طالب المَكِّي قَاِعدًا بَيْنَ يَدَيَّ دكّانِ خبّازٍٍ وهو يَبْكِي،

(1) في إسناده أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد لم أجد له ترجمة، وأبو عبد الله الروذباري صوفي ضعيف له أغلاط،

(2)

في إسناده أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ خُمَيْسِ لم يُذكر فيه جرح ولا تعديل، وأبو طالب محمد بن أحمد لم أجد له ترجمة.

ص: 1348

فَسَأَلْتُهُ عَنْ قُعُودِهِ هُنَاكَ، فقَال لِي: مَرَرْتُ بِهَذَا الٍخَبَّازِ وَهُوَ يُخْرِجُ الْخُبْزَ مِنَ التَّنُّورِ، فَاشْتَهَتْ نَفْسِي رَغِيفًا سَخِنًا، فَمَنَعْتُهَا مِنْ ذَلكَ، وَكَانَ قَدْ أَقَامَ مُدَّةَ سَنِينَ لَا يَأْكُلُ الْخُبزَ، فلمَّا مَنَعْتُهَا مِنَ ذَلكَ قالَتْ لِي: اقْعُدْ بِنَا نَبْكِي، فقلتُ لهُ: يا أستاذُ، ما عَلَيْكَ لو أَطْعَمْتَهَا هَذَا الرَّغِيفَ، فقال لي: اسْكُتْ، لَوْ عَلِمَتْ أنَّا نُتَابِعُهَا عَلَى مَا تُرِيدُ بَعْدَ هذه الْمُدَّةِ كلِّها ما أطقْنَاها (1) » .

1311-

حدثنا محمد، أخبرنا أبو بكر محمد بن خميس الصوفي، حدثنا أبو عبد الله أحمد

ابن عطاء الروذباري، أخبرني محمد بن الحسن صاحب سهل بن عبد الله قال: قال سهل بن عبد الله: لَا يُفْلِحُ قَلْبُ عَبْدٍ يُحِِبُّ ثلاثة: الْغِِنَى، وَالْبَقَاء، والإِهِْتِمَام بِغَدَا (2) .

1312-

وبهذا الإسناد قال (3) : قال سهل (4) : مَنْ كَانَ مُقِيمًا فِي أَدْنَى وَقْتٍ عَلَى أَدْنَى

[ل280/ب] شُبْهَةٍ، فَقُلْبُهُ مَحْجُوبٌُ عَنِ الله عز وجل (5) .

(1) في إسناده أبو القاسم الحسن بن أحمد لم أجد له ترجمة، وأبو بكر البغدادي لم يذكر بجرح ولا تعديل.

(2)

في إسناده أبو بكر البغدادي، وأبو عبد الله الروذباري صوفي له أغلاط ولم يتعمد الكذب، ومحمد بن الحسن وسهل ابن عبد الله لم أميّزهما.

(3)

القائل هو: محمد بن الحسن صاحب سهل.

(4)

سهل: هو بن عبد الله.

(5)

وعلة هذا الإسناد كعلة الإسناد السابق.

أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 5/252 في ترجمة محمد بن خميس

ص: 1349

1313 -

حدثنا محمد، أخبرني أبو بكر محمد بن خميس الصوفي، عن أبي الخير التيناتي «أَنَّهُ قَصَدَهُ رَجُلٌ مِنْ مكانٍ بعيدٍ، فلمَّا وصَلَ إليه وَحضَرَتْ صلاةُ الظُّهرِ والعَصْرِ، فلمَّا كانَ صلاةُ المغربِ صلَّى وَجَهَرَ بِالْقِرَاءَةِ لَمْ يُحَقِّقْ التِّلاوَةَ، فوجدَ ذلك الرَّجُلُ في نفسِهِ، وقال: كَابَدْتُ مَشَقَّةَ السَّفَرِ إلى رَجُلٍ لا يُقيمُ فاتحةَ الْكتابِ؟ وباتَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فلمَّا أَصْبَحَ خَرَجَ إلَى عَيْنٍ بِالْقُرْبِ لِيَتَوَضَّأَ، وَجدَ السَّبْعَ رَابِضًا عِنْدَهَا فَرَجَعَ هَارِباً، وَالْتَقَى بِهِ أبو الخَيْرِ فَتَبَيَّنَ الْخَوْفُ فِي وَجْهِهِ فَتَوَجَّهَ إلى العَيْنِ، وتّوجهَ الرَّجُلَ يَمْشِي خَلْفَهُ لِيَرَى مَا يَصْنَعُ، فَجَاءَ أبو الخير إلى السَّبْعِ فأخَذَ بِأُذُنَيْهِ، وَجَعَلَ يُعَرِّكُهُمَا (1) ويقول له: كمْ أَقُوُل لَكَ: إِذَا كانَ عِنْدَنَا ضَيْفٌ لَا تُؤْذِنَا، قُمْ فَانْصَرِفَ، فَوَلَّى السَّبْعُ ذَاهِبَا، وَرَجَعَ أبو الخير يُرِيدُ الْمَسْجِدَ، فَلَحِقَهُ الرَّجُلُ فِي الطَّرِيقِ فقال له: كُنْ كَذَا والْحَنْ في {الحمد} (2) » .

1314 -

حدثنا أبو عبد الله، حدثني أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن جميع الغساني لفظا، أخبرنا محمد بن حمدان بن مالك القاضي أبو

(1) يعرّكها: من تعرّك الشيء، إذا تدلّك.

(2)

يعني سورة الفاتحة، وفي إسناد المؤلف أبو بكر البغدادي لم يُذْكر فيه جرح ولا تعديل،

لم أجد هذا النص عن أبي الخير التيناتي، ولكن ذكر الذهبي أنّ له آياتٍ وكراماتٍ وتأوي السباعُ إليه وتأنسُ به. انظر سير أعلام النبلاء: 16/23.

ص: 1350

(1) محمد بن حمدان بن مالك القاضي أبو الحسين. ذكره ابن جميع والخطيب دون جرح ولا تعديل، مات سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. معجم الشيوخ لابن جميع: 0/101، تاريخ بغداد: 2/288.

(2)

هو المسيّب بن حزن بفتح المهملة وسكون الزاي، ابن أبي وهب المخزومي، أبو سعيد، له ولأبيه صحبة، عاش إلى خلافة عثمان رضي الله عنه.

(3)

في إسناده محمد بن حمدان: لم يُذْكر فيه جرح ولا تعديل، وبقية رجاله ثقات. وعنعنة قتادة لا أثر لها، لأن الراوي عنه شعبة، وأصل الحديث في الصحيح من حديث جابر وغيره.

أخرجه ابن جميع في معجم الشيوخ: 1/101-102، ومن طريقه الخطيب في تاريخ بغداد: 9/296.

وأخرجه يحيى بن معين في تاريخه برواية الدوري: 1/321، ومن طريقه البيهقي في دلائل النبوّة: 2/214.

وأخرجه ابن قانع في معجم الصحابة: 3/127 عن أسلم بن سهل الواسطي، عن أحمد بن سهل بن علي، عن شبابة به.

وقد وردت روايات مختلفة في تحديد عدد جيش المسلمين في يوم الحديبية منها، ما ورد بتحديد بألف وأربعمائة،

أخرجه البخاري في المغازي: باب غزوة الحديبية 8/211 رقم «4154» . مطولاً، وفي التفسير: باب قوله:

{إذ يبايعونك تحت الشجرة} 9/561 رقم «4840» مختصرا، وفي الأشربة: باب شرب البركة والماء المبارك

11/237 رقم «5639» مطولا، ومسلم في الإمارة: باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال

3/1483-1484، رقم «1856» من طرق عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ? يوم الحديبية: «أنتم خير أهل الأرض وكنّا ألف وأربعمائة، لو كنت أبصر لأريتكم مكان الشجرة» .

وقد صحّ ذلك أيضا من حديث البراء، ومعقل بن يسار، وسلمة بن الأكوع.

وما ورد بتحديده بألف وخمسمائة: أخرجه البخاري في المناقب: باب علامات النبوّة في الإسلام 7/279 رقم «3576» وفي باب المغازي: باب غزوة الحديبية 8/209 رقم «4152» . ورقم «4153» ، مسلم في الإمارة: باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند القتال 3/1484 رقم «1856» ، من طرق عن جابر بن عبد الله قال:

وفيه: «لو كنّا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة» .

وورد بأنهم كانوا ألفا وثلاثمائة: أخرجه مسلم في الإمارة: باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال

3/1483 رقم «1857» من قول عبد الله بن أبي أوفى الصحابي الجليل رضي الله عنه.

هذا وقد ورد بتحديدهم بأنهم كانوا بضع عشرة مائة. وورد أيضا بأنهم كانوا ألفا وخمسمائة وخمسة وعشرين. وكل هذه الروايات وردت بأسانيد صحيحة. علما بأنه قد ورد في تحديد عددهم بأنهم كانوا سبعمائة. والتحديد بأنهم كانوا ألفا وخمسمائة وأربعين، والتحديد بأنهم كانوا ألفا وسبعمائة. والتحديد بأنهم كانوا ألفا وثمانمائة. ولكنها كلها غير ثابتة لضعف رجال أسانيد تلك الروايات، وأما رواية سبعمائة فلوقوع الوهم فيها، وأن الصحيح أنها من كلام

ابن إسحاق، فلا يصار إليها إذاً لمخالفتها النصوص الصحيحة الثابتة. انظر مرويات غزوة الحديبية: 0/39-53.

وأما الروايات الصحيحة فإنك ترى في ظاهرها إختلافًا، لذلك إختلفت فيها وجهات نظر العلماء إلى قولين:

أ: من قال بالترجيج وهم: الإمام البيهقي والإمام ابن القيم وغيرهما رحمهم الله، حيث رجّحوا رواية ألف وأربعمائة. وأما الإمام ابن حبان فقد رجح رواية ألف وخمسمائة. حيث قال: الصحيح ألف وخمسمائة على ما قاله سعيد

ابن المسيّب. انظر صحيح ابن حبان: 11/232، دلائل النبوّة: 2/214، زاد المعاد: 3/288، فتح الباري: 7/440.

ب: وقال الآخرون بالجمع بين الروايات إعمالا بجميع النصوص الصحيحة. حيث قال الإمام النووي بعدما ذكر الروايات الثلاث الأول قال: ويمكن أن يجمع بينهما بأنهم كانوا أربعمائة وكسر، فمن قال: أربعمائة، لم يعتبر الكسر، ومن قال: خمسمائة اعتبره، ومن قال: ألف وثلاثمائة ترك بعضهم لكونه لم يُتْقِن العدّ أو لغير ذلك أهـ شرح النووي علي صحيح مسلم: 13/2.

وقال ابن حجر: والجمع بين هذا الاختلاف أنهم كانوا من ألف وأربعمائة، فمن قال: ألفا وخمسمائة جبر الكسر، ومن قال: ألفا وأربعمائة ألغاه، ويؤيّده قوله في الرواية الثالثة من حديث براء «ألفا وأربعمائة أو أكثر» ، أما قول عبد الله بن أبي أوفى: ألفا وثلاثمائة، فيمكن حمله على ما اطلع عليه هو، واطلع غيره على زيادة ناس لم يطلع هو عليهم، والزيادة من الثقة مقبولة، أو العدد الذي ذكره جملة من ابتدأ الخروج من المدينة والزائد تلاحقوا بهم بعد ذلك، أو العدد الذي ذكره عدد المقاتل والزيادة عليه من الأتباع، من الخدم والنساء والصبيان الذين لم يبلغوا الحلم. اهـ فتح الباري: 7/440.

وكلام الصوري صحيح، لم أجد من وافق شبابة في هذا السياق.

ص: 1351

قال الصوري هذا حديث غريب، من حديث شعبة بن الحجاج، عن

ص: 1352

قتادة بن دعامة

أبي الخطاب السدوسي، ما رأيناه إلا من هذا الوجه.

1315 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنِي أبو الحسين بن جميع، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ (1)

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْخَيَّاطُ بِالْبَصْرَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ الْقَزَّازُ، - قَالَ الصُّورِيُّ: وَاسْمُهُ: مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ابن مُنْذِرٍ بَصْرِيٌّ (2) -، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ بَيَانٍ الْعُقَيْلِيُّ (3) ، عن أبي الرَّحَّال (4)

(1) في الخطية ما نصّه: «ما رأيناه إلا من هذا الوجه، حدثنا محمد دثني» وعلى هذا النص علامة الضرب.

(2)

أبو سليمان القزاز: مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مُنْذِرٍ البصري، ذكره ابن حبان في الثقات وقال: كتب عنه العراقيّون والغرباء. الثقات: 9/153.

(3)

يزيد بن بيان العقيلي: أبو خالد المعلم، قال العقيلي: لا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلا به، وقال ابن حبان: كان ممن ينفرد بالمناكير التي إذا سمعها مَنْ الحديث صناعته لا يشكّ أنها معلولة أو مقلوبة، لا يجوز الاحتجاج به بحال، وقال الدارقطني وابن حجر: ضعيف. الضعفاء الكبير: 4/375، المجروحين: 3/109، الضعفاء والمتروكون: رقم الترجمة: 594، تهذيب التهيب: 11/277، التقريب: 1/600.

(4)

أبو الرَّحَّال: محمد بن خالد، ويقال: خالد بن محمد الأنصاري البصري، قال البخاري: عنده عجائب، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، منكر الحديث، وقال ابن حبان: عنده مناكير يرويها عن أنس على قلة، وقال الذهبي وابن حجر: ضعيف. التاريخ الصغير: 0/124، التاريخ الكبير:

3/172، الجرح والتعديل: 7/242، المجروحين: 1/284، تهذيب الكمال: 33/310، الكاشف: 2/426، التقريب: 1/ 640.

ص: 1353

، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الرَّحِمَ اشْتُقَّتْ مِنَ الرَّحْمَنِ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ بِسِلْسِلَةٍ، تُنَادِى كلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، صِلْ مَنْ وَصَلَنِي وَاقْطَعْ مَنْ قَطَعَنِي» (1) .

هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حديث أبي الرَّحَّال خَالِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أبي حمزة أنس ابن مَالِكٍ الأَنْصَارِيِّ النَّجَّارِيِّ، لا أَعْلَمُ حدَّث بِهِ عَنْهُ غَيْرَ يَزِيدَ بْنِ بَيَانٍ الْعُقَيْلِيِّ، وَمَا كَتَبْنَاهُ إِلا عَنْ شَيْخِنَا، وَالْمَحْفُوظُ الْمَشْهُورُ بِهَذَا الإِسْنَادِ: «مَا أَكْرَمَ شَابٌ شَيْخًا لِسِنِّهِ

.» الحديث (2)

(1) إسناده منكر، فيه محمد بن سلمة لم أجد له ترجمة، ويزيد بن بيان العقيلي وأبو الرَّحَّال كلاهما ضعيفان، انفرد به أبو الرحال عن أنس، وفي متنه نكارة أيضا. أخرجه ابن جميع في معجم الشيوخ: 1/109.

وقد روي نحوه عن عدد من الصحابة منهم أبو هريرة عند البخاري في الأدب: باب من وصل وصله الله، 10/417 رقم «5988» من طريق أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعا:«الرحم شحنة من الرحمن، فقال الله: من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته» .

ومن حديث عائشة أيضا عند مسلم في البرّ والصّلة والآداب: باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها 4/1981رقم «2555» .

(2)

حديث حسن بمجموع طرقه.

وأما هذا الطريق: فأخرجه الترمذي في في الصلة: باب ما جاء في إجلال الكبير، رقم (2022) والعقيلي في الضعفاء: 4/375، وابن عدي في الكامل: 7/2733، والطبراني في المعجم الأوسط 6/94 رقم (5903) ، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان 2/185، والقضاعي في مسند الشهاب 2/20 رقم (802) والسمعاني في أدب الإملاء والاستملاء (ص135)، والمزي في تهذيب الكمال: 32/96، والذهبي في سير أعلام النبلاء 15/31 كلهم من طريق يزيد بن بيان به بلفظ:«مَا أَكْرَمَ شَابٌّ شَيْخًا لسنِّه إلا قيّض الله له من يكرمه عند سنِّه» .

قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث هذا الشيخ يزيد بن بيان. وقال العقيلي: عن يزيد بن بيان لا يتابع عليه، ولا يعرف إلا به. وقال ابن عدي: لا يعرف لأبي الرحال عن أنس غير هذا، ولا أعلم يرويه عنه غير يزيد ابن بيان. قلت وكلاهما ضعيفان كما تقدّم. وقال الذهبي عقبه: إسناده واهٍ.

وله شواهد كثيرة يرتقي بها إلى الحسن، وقد تقدم تخريجه مفصلاً في رواية رقم (104)

ص: 1354

1316 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بن جميع، أخبرنا محمد بن [ل281/ب]

شهمردَ الْفَارِسِيُّ (1) بِحَلَبَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانٍ الأزْرَق، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ (2) ،

حَدَّثَنَا جَرير بْنُ أَيُّوبَ البجَلي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ

أَبِي إسحاق (3) ، عَنْ مَسْروق الأَجْدَع، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَا مِنْ عَبْدٍ أَصْبَحَ صَائِمًا إِلَاّ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاِء، وَسَبَّحَتْ أَعْضَاؤُهُ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُ أَهْلُ سَمَاِء الدُّنْيَا إِلَى أَنْ تَوَارَى بِالْحِجَابِ، وَإِنْ صَلَّى رَكْعَةً أَوْ رَكْعَتَيْنِ تَطَوُّعًا، أَضَاءَتْ لَهُ السّمَوَاتُ

(1) محمد بن شهمرد الفارسي: لم أجد له ترجمة، لكن المزي وغيره قد ذكره ضمن تلامذة محمد بن حسان الأرزق، تهذيب الكمال: 23/342.

(2)

القاسم بن الحكم: بن كثير العُرَني، بضم المهملة وفتح الراء بعدها نون، أبو أحمد الكوفي، وثقه ابن معين وأحمد بن حنبل

وأبو خيثمة وخلف بن سالم وابن نمير والنسائي، قال أبو حاتم: محله الصدق، يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال أبو زرعة: صدوق. وقال العقيلي: في حديثه مناكير، يتابع على كثير من حديثه،، وقال ابن حبان: مستقيم الحديث. وقال ابن حجر: صدوق فيه لين، مات سنة ثمان ومائتين. الجرح والتعديل: 7/109، الثقات: 9/16، تهذيب الكمال: 23/342، تهذيب التهذيب: 8/279.

(3)

أبو إسحاق: هو السبيعي.

ص: 1355

نُورًا، وَقُلْنَ أَزْوَاجُهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ: اللَّهُمَّ اقْبِضْهُ إِلَيْنَا فَقَدِ اشْتَقْنَا إِلَى رُؤْيَتِهِ، وَإِنْ هَلَّلَ أَوْ سَبَّحَ تَلَقَّاهَا سَبْعُونَ أَلْف مَلَكٍ يَكْتُبُونَهَا إِلَى أَنْ تَوَارَى بِالْحِجَابِ (1) .

هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ مَسْرُوقِ بْنِ الأَجْدَعِ، مَا كَتَبْنَاهُ عَنْهُ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ، قَالَهُ الصُّورِيُّ.

1317 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ جُمَيْعٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ حَمْزَةَ

أَبُو بَكْرٍ الْمُقْرِئُ الصَّيْرَفي بالرَّافِقَة، وَتُوُفِّيَ لاثْنَتَيْ عَشْرَةَ مِنَ الْمُحَرَّمِ سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن العلاء، حدثنا العبَّاس

ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «كَانَ يَلْبَسُ خَاتَمَهُ [ل282/أ] فِي يَمِينِهِ» (2)

(1) حديث موضوع، في إسناده محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو صدوق سيء الحفظ جداًّ، وجرير بن أيوب متهم.

أخرجه ابن جميع في معجم الشيوخ: 1/115، ومن طريقه الذهبي في ميزان الاعتدال: 2/117، وانظر لسان الميزان: 2/101.

وأخرجه الطبراني في المعجم الصغير: 2/92 وفي المعجم الأوسط: 7/368 رقم «7749» من طريق سهل بن حماد، عن جرير به.

وأخرجه ابن عدي في الكامل: 2/547-548، من طريق سهل بن حماد، عن جرير بن أيوب، عن محمد بن عبد الرحمن، عن الشعبي، عن مسروق به.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 3/180: رواه الطبراني في الصغير، وفيه أيوب وهو ضعيف جدّاً. وقال الذهبي: هذا موضوع على ابن أبي ليلى.

(2)

حديث صحيح، وفي إسناد المؤلف محمد بن المطلب الصيرفي لم أجد له ترجمة، ويحيى بن العلاء وهو كذّاب.

أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 11/233 رقم «1158» من طريق محمد بن موسى الحرشي، وابن الجوزي في العلل المتناهية: 2/692 رقم «1154» من طريق أبي بدر كلاهما عن معاذ بن هانئ به.

وقال ابن الجوزي: تفرد به يحيى، عن العباس، قال أحمد: يحيى بن العلاء كذاّب يضع الحديث، وقال الفلاس: متروك الحديث.

أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 11/305 رقم «11815» من طريق محمد بن بكار، عن عدي بن الفضل، عَنْ

أَبِي إِسْحَاقَ، عَن عِكْرِمَةَ به.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 5/153، رواه الطبراني من طريقين ضعيفين.

قلت: وعدي بن الفضل متروك الحديث كما في التقريب: 1/388، وأبي إسحاق هو: الشيباني سليمان بن أبي سليمان الكوفي ثقة، التقريب: 1/252. ويلاحظ أن الهيثمي قد تساهل في حكمه على هذين الطريقين.

ولكن وردت أحادث صحيحة في تختّم النبي ? في يمينه، منها على سبيل المثال:

ما أخرجه مسلم في اللباس والزينة: باب 3/1658 رقم «2094» وغيره من طريق ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك قال:«أن رسول الله ? لبس خاتم فضّة في يمينه، فيه فصٌّ حبَشِيٌّ، كان يجعل فصُّه مما يلي كفُّه» .

وما أخرجه أبو داود في الخاتم: باب ما جاء في التختّم في اليمين أو اليسار 4/432 رقم «4229» والترمذي في أبواب اللباس: باب ما جاء في لبس الخاتم في اليمين 5/422 رقم «1796» وأبو الشيخ في العظمة: رقم «131» والمزِّي في تهذيب الكمال: 13/227، من طريق محمد بن إسحاق، عن الصلت بن عبد الله بن نوفل بن عبد المطلب قال:«رأيت ابن عباس يتختّم في يمينه ولا إخاله إلا قال: رأيت رسول الله ? يتختم في يمينه»

وقال الترمذي: قال محمد بن إسماعيل: حديث حسن صحيح.

قلت: في إسناد أبي داود يونس بن بكير وهو صدوق يخطئ كما في التقريب: 1/613، وفي إسناد الترمذي: محمد

ابن حميد الرازي وهو ضعيف، لكن كان ابن معين حسن الرأي فيه انظر التقريب: 1/475، وقال ابن حجر في الفتح: 10/326 في سنده لين. اهـ

قلت: ولكن متابعة يونس بن بكير لمحمد بن حميد الرازي نافعة لهذا قال محمد ناصر الدين الألباني: حسن. انظر مختصر الشمائل المحمديّة: 0/61 رقم «80» . وقال في إرواء الغليل: إسناده جيد.

هذا وقد وردت نصوص أخرى صحيحة في التّختّم في اليسار ما جعل العلماء يختلفون في التوفيق بين هذه الأحاديث على أقوال ذكرها الحافظ ابن حجر في الفتح: 10/326-327.

وأما ما نُقِل عن الإمام أحمد في رواية الأثرم عنه في تضعيفه حديث التختمّ باليمين، وما نُقل عن الدارقطني وغيره أنه قال:«المحفوظ أن النبي ? كان يختتم في يساره» . فقد قال الألباني: وأنا أظن أن هذا قاله في خصوص حديث معيّن، وإلا فأحاديث تختّمه ? في يمينه أصح وأكثر، وبعضها في الصحيحين.

وقال أيضا: فما نقله المؤلف عن الإمام أحمد من التضعيف محمول على أنه أراد حديثا معيَّناً لخصوص علّة فيه، وإلا فإن تضعيف ذلك مع وروده في خمسة أحاديث صحيحة من طرق مختلفة مما يستبعد صدوره عن الإمام أحمد رضي الله عنه.

وأضاف قائلا: وجملة القول أنه قد صح عنه ? التختم في اليمين، وفي اليسار، فيحمل اختلاف الأحاديث في ذلك على أنه ? كان يفعل هذا تارة وهذا تارة، فهو من الاختلاف المباح الذي يخيّر فيه الإنسان. انظر إرواء الغليل:

3/299، و304.

ص: 1356

1318 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ بن جميع، أخبرنا محمد بن

ص: 1357

يُوسُفَ بِسِيرَافَ (1) ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا الكرماني بن عمرو، حدثنا مُبارك

ابن فضالة، عَنِ الْحَسَنِ (2) ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«كَمَا تَكُونُوا يُوَلَّى عَلَيْكُمْ» (3)

(1) سيراف: بكسر أوله وآخره فاء هي مدينة جليلة على ساحل بحر فارس. معجم البلدان: 3/294.

(2)

الحسن: هو البصري.

(3)

حديث منكر وإسناد المؤلف فيه محمد بن يوسف وأبو المثنى ومحمد بن يحيى والكرماني بن عمرو لم أجد لهم ترجمة، إضافة إلى عنعنة مبارك بن فضالة.

أخرجه ابن جميع في معجم الشيوخ: 1/149.

وأخرجه القضاعي في مسند الشهاب: 1/336-337 رقم «577» من طريق أحمد بن إبراهيم بن عثمان بن المثنى

أبو المثنى الباهلي، أن أباه، وعمّه محمد بن يحيى حدثاه قالا: حدثنا الكرماني بن عمرو به.

وقال ابن حجر: في تخريخ أحاديث الكشاف: 4/25 وفي إسناده إلى مبارك مجاهيل.

وقال ابن طاهر: والمبارك وإن ذكر بشيء من الضعف فالتهمة على من رواه عنه فإنّ فيهم جهالة.

ورواه الديلمي في مسند الفردوس: 3/305 رقم «4918» من طريق يحيى بن هاشم، عن يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ أبيه، عن جدّه، عن أبي بكرة مرفوعا.

والبيهقي في شعب الإيمان: 6/22-23 رقم «7391» من طريق يحيى بن هاشم، عن يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ

أبي إسحاق مرسلا. وقال: هذا منقطع وراويه يحيى بن هاشم وهو ضعيف.

وقال الشوكاني في الفوائد المجموعة: 1/194 رقم «624» في إسناده وضاّع، وفيه انقطاع.

وقال الألباني: ويحيى في عداد من يضع، وأضاف قائلاً: ثمّ إنّ الحديث معناه غير صحيح على اطلاقه عندي، فقد حدثنا التاريخ تولّي رجل صالح عقب أمير غير صالح، والشعب هو هو. انظر الضعيفة: 1/490-491 رقم «320» .

وذكره العجلوني في كشف الخفاء: 2/184 رقم «1978» والفتني في تذكرة الموضوعات: رقم «182» والملا علي القاري في الأسرار المرفوعة: 0/155 رقم «594» كلهم بدون إسناد.

ص: 1358

1319 -

سمعت أبا عبد الله يقول: سمعت أبا الحسين (1) بن أبي صادق النيسابوري يقول: سمعت محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشَّافِعِيَّ يقول: «الفُولُ يَزِيدُ فِي الدَِّمَاغِ، وَالدِّمَاغُ يَزِيدُ فِي الْعَقْلِ» (2) .

1320 -

قال (3) : سمعت الأصم يقول: سمعت العباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: وسُئِلَ (4) عَنِ الرُّوسِِ

(1) هنا في الخطية بياض وكتب الناسخ: (صح) .

(2)

رجال إسناده ثقات سوى أبا الحسين بن أبي صادق النيسابوري لم أقف له على ترجمة.

أخرجه أبو نعيم في الحلية: 9/141 من طريق محمد بن ريّان، ومحمد بن يحيى بن آدم، و9/137 من طريق نوح بن منصور، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 10/56، من طريق محمد بن عصمة الجوزجاني، أربعتهم عن الربيع بن سليمان به. ولفظه في الحلية:«القول يزيد في الدماغ، والدماغ من العقل» . وأمّا لفظه عند الذهبي في السِّيَر فهو كما عند المؤلف هنا.

(3)

القائل هو: أبو الحسين بن أبي صادق النيسابوري.

(4)

في الخطية: «فسأل» والتصحيح من تاريخ بغداد.

ص: 1359

فقال: «ثَلاثَةٌ بَيْنَ اثْنَيْنِ صَالِِح» (1) .

1321-

قال (2) : وسمعت الأصم يقول: سمعت العباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: وَسُئِلَ عَنْ رَجُلٍ فقالَ: «هُوَ ضَعِيفٌ فِي الْحَدِيثِ، قيلَ: وَمِنْ أَيْنَ جَاءَ ضَعْفُهُ؟ قال: رَأَيْتُهُ يَبُولُ فِي الطَّرِيقِ» (3) .

1322 -

أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، أنشدنا أبو عمر بن حيويه، أنشدنا الصولي (4) قال: أنشدت لأبي الشَّمَقْمَق:

لِحْيَةُ الْمُنْذِرِيِّ لَوْ حَلَقُوهَا

ثُمَّ رَاحُوا بِهَا إِلَى النُّسَّاج

جَاءَ مِنْهَا قَطِيفَةٌ وَكِسَاءٌ

مِنْ مُشَاقٍ وَلَيْسَ مِنْ دِيباجِ [ل282/ب]

لِحْيَةُ الْمُنْذِرِيِّ قَدْ غَلّفُوهَا

بِسِلَاحِ الْكُرْكِيِّ وَالدُّرَّاج (5)

(1) في إسناده أبو الحسين بن أبي صادق لم أجد له ترجمة.

أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه: 14/185، عن أبي الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحسين بن سليمان السليطي -بنيسابور- عن أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم به. لم يتبيّن لي معنى هذا النص.

والسليطي هذا وثّقه عبد الغفار الفارسي، انظر سير أعلام النبلاء: 17/389.

(2)

القائل هو: أبو الحسين بن أبي صادق النيسابوري.

(3)

في إسناده أبو الحسين هذا لم أجد له ترجمة.

(4)

الصولي: أبو بكر الصولي.

(5)

الكركي: طائر كبير من فصيلة الكُركيات ورتبة طوال الساق أغبر اللون، طويل العنق والرجلأ أبتر الذنب، قليل اللحم، لسان العرب 10/481، والمنجد في اللغة والأعلام (ص681) . والدرّاج: القنفذ لأنه يدرج في الليل، المنجد في اللغة والأعلام (ص210) .

ص: 1360

لِحْيَة المنذري رَفَّ دَجَاجٍ

سَلَحُ الدِّيكِ فَوْقَ رَفِّ الدَّجَاجِ

1323 -

قال (1) : وأنشدنا الصولي، أنشدني أبي (2) :

إِذَا مَا تلَاحَظْنَا عَرَفْت ضَمِيرَهَا (3)

وَأفْصَحَ لَحْظِي عَنْ ضَمِيِري الْمُكَتَّمِ

فَرُحْتُ وَرَاحَتْ عَالِمَيْن بِمَا وَعَى

مِن الشوق قَلْبَانَا ولم نتكلَّم (4)

1324 -

قال (5) : وأنشدنا الصولي، أنشدنا أبي (6) :

قَلْبِي إِلَى قَلْبِهِ تَغْشَى سَرِيْرَتهِ وَالطَّرْفُ عَنْهُ حِذارَ النَّاسِ يَنْصَرِفُ (7)

1325 -

أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ الخيَّاط الأزَجي،

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْمُفِيدُ بِجَرْجَرَايا (8) ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ ابن عبد الرحمن

(1) القائل هو: أبو عمرو بن حيوية.

(2)

أبوه: يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ العباس:.

(3)

في الخطية (سطورها) وعليها علامة الضرب، وفي الهامش (ضميرها) وفوقها (صح) .

(4)

في إسناده يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ العباس لم أقف على ترجمته.

(5)

القائل: أبو عمر بن حيوية) .

(6)

أبوه: يحيى بن عبد لله.

(7)

في إسناده يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ العباس لم أقف على ترجمته.

(8)

أبو بكر محمد بن أحمد بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْمُفِيدُ: قال أبو الوليد الباجي: أنكرت عليه أسانيد ادّعاها، وقال الماليني: كان المفيد رجلا صالحا، وقال الخطيب: كان سافر كثيرا، وكتب عن الغرباء، وروى مناكير، وعن مشايخ مجهولين، واتهمه الذهبي. تاريخ بغداد: 4/244، 1/346، ميزان الاعتدال: 3/460، سير أعلام النبلاء: 16/269، شذرات الذهب: 3/92.

ص: 1361

السَّقْطي (1) ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارون، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأنْصَاريُّ، عَنِ محمد ابن إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِي، عَنْ عَلْقَمَةَ بنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بن الخطَّاب رضي الله عنه عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّمَا اْلأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لاِمْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى (2) رَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيا يُصِيبُهَا، أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيهِ (3)

» .

1326 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمُفِيدُ، حَدَّثَنَا أحمد (4) ،

(1) أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّقَطِيُّ: أبو العباس، قال الخطيب: ليس بمعروف عند أهل النقل، وذكره ضمن المجاهيل الذين روى عنهم أبو بكر المفيد، وقال: أكثر أحاديث السقطي عن يزيد بن هارون صحاح ومشاهير، وقال الذهبي: شيخ لا يعرف إلا من جهة المفيد، ووهّاه الأزدي. تاريخ بغداد: 1/346، و4/244، ميزان الاعتدال: 1/116،

(2)

في الخطية: «وَإِلَى» .

(3)

حديث صحيح مخرج في الصحيح، وإسناد المؤلف فيه أبو بكر المفيد، يروي مناكير عن مشايخ مجاهيل واتهمه الذهبي، تفرد بهذه الرواية عن أحمد بن عبد الرحمن، الذي ليس بمعروف عند أهل النقل، ولكن الخطيب ذكر أن أكثر أحاديثه عن يزيد بن هارون صحاح ومشاهير.

أخرجه الخطيب البغدادي: 4/244، عن القاضي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ علي الصيمري، عن أبي بكر المفيد به.

وقال الخطيب: وقد ذكرنا فيما تقدّم من أخبار المفيد أنّ أحمد بن عبد الرحمن ممن تفرد هو بالرواية عنه، وليس بمعروف عند أهل النقل والله أعلم.

وقد تخريج هذا الحديث في الرواية رقم (871) .

(4)

أحمد: هو ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّقَطِيُّ.

ص: 1362

حدثنا يزيد بن هارون، [ل283/أ] أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعُدُهُ مِنَ النَّارِ، قَالَ: وَرُبَّمَا قَالَ: فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعُدَهُ مِنَ النَّارِ مُتَعَمِّداً» (1) .

1327 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيَّاتُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ ابن مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عاصم

(1) حديث صحيح متواتر، وعلة إسناد المؤلّف كعلة إسناد السابق.

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: 6/204 من طريق يزيد بن هارون، والدارمي في السنن: 1/67 رقم «242» وأحمد في المسند: 3/287، والطبراني في جزء من كذب عليّ متعمّدا: 0/255 رقم «107» من طريق شعبة، والنسائي في السنن الكبرى 3/485 رقم «5914» وأبو يعلى في المسند: 7/115 رقم «4061» ورقم «4062» من طريق جرير وهشيم، و7/118 رقم «4070» و7/121 رقم «4076» من طريق إسماعيل بن إبراهيم، والطبراني في جزء فيه حديث من كذب عليّ متعمّدا: 0/250 رقم «104» والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: 10/300، من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، و0/253 رقم «106» من طريق زهير، و0/259 رقم «109» من طريق القاسم ابن معن، وأبو نعيم في الحلية الأولياء: 3/33، من طريق أبي مسلم الكشي، وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 9/149، من طريق قريش بن أنس، كلهم عن سليمان التيمي به.

وهو حديث صحيح ثابت عن أنس رجال أسانيد بعضهم ثقات، ولكن التي في رجالها ضَعْف تتقوّى بأسانيد الثقات. وقد أخرجه البخاري في العلم: باب إثم من كذب على النبي ? 1/201 رقم «108» ومسلم في المقدمة: باب تغليظ الكذب على رسول الله ? 1/10 رقم «2» من طريق عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أنس بن مالك مرفوعا نحوه بلفظ:«إنه ليمنعني أن أحدّثكم حديثا كثيرا أن النبي قال: «من تعمّد عليّ كذباً فليتبوّأ مقعده من النار» .

وقد سبق من حديث علي بن أبي طالب برقم (305) ، و (308) .

ص: 1363

الأَنْطَاكِيُّ (1) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمة (2) ، عن محمد

ابن إِسْحَاقَ (3) ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمة، عَنْ أُمِّ سَلَمة قَالَتْ: سمعتُ رسولَ اللَّهِ ? يَقُولُ: «إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةِ وَالْعِشَاءِ فَابْدَأُوا بِالْعَشَاءِ» (4) .

1328 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ

(1) نصر بن عاصم الأنطاكي: ذكره العقيلي في الضعفاء، وقال بعدما ذكر له حديثا: لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي: له رحلة ومعرفة، وقال ابن حجر: لين الحديث من صغار العاشرة، الضعفاء الكبير: 4/298، الثقات: 9/217، الكاشف: 3/200، التقريب: 1/560.

(2)

محمد بن سلمة: هو الباهلي.

(3)

محمد بن إسحاق: هو صاحب المغازي.

(4)

حديث صحيح، وإسناد المؤلف فيه نصر بن عاصم تفرد به عن محمد بن سلمة وهو لين الحديث، ومحمد بن إسحاق قد صرّح بالتحديث عند أحمد والطبراني.

أخرجه أحمد في المسند: 6/291، و303، و314، وأبو يعلى في المسند: 12/427، رقم «6993» والطحاوي في شرح مشكل الآثار: 5/236 رقم «1985» ، والطبراني في المعجم الكبير: 23/297 رقم «660» من طرق عن محمد بن إسحاق بهذا الاسناد.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 2/46، رواه أحمد وأبو يعلى والطبرانى، ورجاله ثقات سمع بعضهم من بعض. وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة منهم أنس رضي الله عنه:

أخرجه البخاري في الأذان: باب إذا حضر الطعام وأقيمت الصلاة 1/159 رقم «672» ومسلم في المساجد: باب كراهة الصلاة بحضرة الطعام الذي يريد أكله في الحال 1/3920 رقم «557» من طريق الزهري، والبخاري في الأطعمة: باب إذا حضر العشاء فلا يعجل عن عشائه 9/584 رقم «5463» من طريق أبي قلابة، كلاهما عن أنس مرفوعا بلفظ:«إذا قُدِّم العشاء فابدأوا به قبل أن تصلّوا صلاة المغرب، ولا تعجلوا عن عشائكم» . وهذا لفظ الزهري عند البخاري. وأما لفظ أبي قلابة فهو: «إذا وضع العشاء وأقيمت الصلاة فابدأوا بِالْعَشَاءِ» .

ص: 1364

بْنِ كَيْسَانَ، حَدَّثَنَا الْقَاضِي يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الأَزْدِيُّ (1) ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حماد

ابن سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، (2) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:«أَنَّ النَّبِيَّ ? كَانَ يَمُرُّ بِالتَّمْرِةِ فَمَا يَمْنَعُهُ أَنْ يَأْخَذَهَا إِلَاّ مَخَافَةَ أَنْ تَكُونَ صَدَقَةً» (3)

(1) الْقَاضِي يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إسماعيل الأزدي، أبو محمد، وثّقه طَلْحَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، والخطيب البغدادي. تاريخ بغداد: 14/310، البداية والنهاية: 11/112، سير أعلام النبلاء: 14/85، النجوم الزاهرة: 3/171.

(2)

قتادة: بن دعامة.

(3)

حديث صحيح، ورجال إسناد المؤلف كلهم ثقات وأبو الحسن علي بن محمد وإن كان فيه ضعف، لكنّ سماعه من يوسف القاضي صحيح، روى عنه جزء الزكاة.

أخرجه الطيالسي في المسند: 0/267 رقم «1999» ومن طريقه أبو نعيم في حلية الألياء: 6/252، وأحمد في المسند: 3/184، من طريق عبد الرحمن، و3/193، من طريق بهز، و3/258، وأبو يعلى في المسند: رقم «3094» من طريق عفان بن مسلم، وأبو داود في الزكاة: باب الصدقة على بني هاشم 2/299 رقم «1651» من طريق موسى بن إسماعيل، ومسلم بن إبراهيم المعنى، وأبو يعلى في المسند: 5/245-246 رقم «2862» من طريق عبد الواحد، والطحاوي في شرح معاني الآثار: 2/9، من طريق أبي الوليد، وابن حبان في الصحيح: 8/90 رقم «3296» من طريق عبد الله بن معاوية كلهم عن حماد بن سلمة به.

وأخرجه مسلم في الزكاة: باب تحريم الزكاة على رسول الله ? 2/752 رقم «1071» من طريق معاذ بن هشام الدستوائي، عن أبيه، عن قتادة به بلفظ:«أنّ رسول الله ? مر بتمرة بالطريق فقال: «لولا أن تكون من الصدقة لأكلتها» .

وأخرجه البخاري في البيوع: باب ما يتنزه من الشبهات 4/293 رقم «2055» وفي اللقطة: باب إذا وجد تمرة في الطريق 5/86 رقم «2431» ومسلم في الزكاة: باب تحريم الزكاة على رسول الله ? 2/752 رقم «1071 وغيرهما من طريق منصور بن المعتمر عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أنس مرفوعا مثله

ص: 1365

1329 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ (1) بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ (2)، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ قَالَ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَاب (3)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رسول الله ?: يُبْعَثُ أَهْلُ الْجَنَّةِ عَلَى صُورَةٍٍِ آدَم فِي مِيلَادِ ثَلَاثِ وَثَلَاثِينَ، جُرْداً [ل283/ب] مُكَحَّلِيَن، ثُمَّ يُذْهَبُ بِهِمْ إِلَِى شَجَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ، فَيُكْسَوْنَ مِنْهَا ثِيَاباً لَا تُبْلَى ثِيَابُهُمْ وَلَا يَفْنَي شَبَابُهُمْ» (4)

(1) في الخطية (عبد الله) ، والصحيح ما أثبتنا، وهو صاحب جزء معروف.

(2)

صفوان بن صالح: بن صفوان الثقفي مولاهم أبو عبد الملك الدمشقي ثقة كان يدلّس تدليس التسوية قاله أبو زرعة الدمشقي، التقريب: 1/276.

(3)

هارون بن رئاب: بكسر الراء الأسدي البصري أبو بكر أو أبو الحسن، وثقه ابن سعد وابن معين وأحمد بن حنبل والنسائي وابن حبان والذهي، وقال ابن أبي حاتم: روى عن أنس رؤية، وروى عن رجل عن أنس، وقال ابن حبان: لم يسمع من أنس شيئاً، وقال ابن حجر: ثقة عابد اختلف في سماعه من أنس. الطبقات الكبرى: 7/244، الثقات: 5/508، و7/578، الجرح والتعديل: 9/89، جامع التحصيل: 0/292، الكاشف: 2/329، التقريب: 1/568.

(4)

حديث حسن بمجموع طرقه، ورجال إسناد المؤلف كلهم ثقات إلا أبو الفضل عبد الله بن عبد الرحمن الزهري، ولم أجد له ترجمة، وقد تفرد به هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ عَنْ أَنَسِ.

والحديث في حديث الزهري، 1/113 رقم (46)، وقال فيه:(نا جعفر من لفظه) . وفيه فائدة للطيوريات حيث قيد فيه جعفر بأنه هو الفريابي.

أخرجه الطبراني في المعجم الصغير: 2/140، وأبي الشيخ في العظمة: 3/1079 رقم «582» والمقدسي في الأحاديث المختارة: 7/265-266 رقم «2716» و «2717» من طريق محمود بن خالد، وعباس بن الوليد الخلال، قالا: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ به. وفيه: «أبناء ثلاثين» .

وأورده ابن القيم في حادي الأرواح: 0/103، من رواية ابن أبي داود عن الأوزاعي به. نحوه، وفيه:«ثلاث وثلانين سنة في ميلاد» .

ورواه ابن أبي الدنيا كما عزاه ابن القيم في حادي الأرواح: 0/104، من طريق آخر عن الأوزاعي، عن هارون بن رياب، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ?: «يدخل أهل الجنة الجنة على طول آدم ستين ذراعاً بذراع الملك على حسن يوسف، وعلى ميلاد عيسى ثلاث وثلاثين سنة، وعلى لسان محمد جرد مرد مكحلين» . وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد: 10/398-399، مختصرا وعزاه إلى الطبراني في الأوسط، وقال: اسناده جيد.

وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير: 8/219، من طريق الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ به.

قلت: والخلاف في سماع هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ، عَنْ أَنَسِ، يقتضي أن تكون الإسناد منقطع، ولكن رؤيته لأنس تحمل على أنه سمع منه أحياناً، فيحمل ما رواه من غير أن يصرح في روايته عن رجل عن أنس على الاتصال، والله أعلم.

ويشهد له حديث معاذ بن جبل الذي أخرجه والترمذي في صفة الجنة: باب ما جاء في سني أهل الجنة 4/682 رقم «2545» ، وأحمد في المسند: 5/232، و240، و243، ولفظه عند الترمذي: يدخل أهل الجنة الجنة جردا مرداً مكحَّلين أبنا ثلاثين أو ثلاث وثلاثين سنة» . وقال: هذا حديث حسن غريب.

وقال الهيثمي: رواه أحمد، وإسناده حسن إلا أن شهراً لم يدرك معاذ بن جبل مجمع الزوائد: 10/336،

وحديث أبي هريرة: أخرجه الترمذي في صفة الجنة: باب ما جاء في صفة ثياب أهل الجنة 4/279 رقم 2539» وأحمد في المسند: 2/295، والدارمي في سننه 2/335، ولفظه عند الترمذي:«أهل الجنة جرد مرد كحل لا يفنى شبابهم ولا يتلى ثيابهم» . وقال هذا حديث حسن غريب.

وأخرج مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها: باب دوام نعيم أهل الجنة 4/2181 رقم «2836» من حديث أبي هريرة مرفوعاً، بلفظ:«من يدخل الجنة ينعم لا يبأس لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه» .

ص: 1366

1330 -

سمعت عبد العزيز يقول: سمعت أبا بكر المفيد يقول: سمعت أبا عبد الله محمد

ابن عبد الله صاحب بشر بن الحارث يقول: قال لي الفَتْحُ بن شَخْرَف: «رَأَيْتُ أَمِيَر الْمُؤْمِنِين عَلِيَّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام فِي النَّوْمِ، فقُلْتُ: يَا أَميَر المُؤْمِنِين، علِّمْنِي شَيْئاً حَسَناً، قال:

ص: 1367

فَبَسَطَ كفَّهُ إِلَيَّ فإذَا فِيها مَكْتُوبٌ سَطْرَانِ، فَقَرَأْتُهُمَا فَإذَا هما: مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ مِنْ تَوَاضُعِ الْغَنِيِّ لِلْفَقِيرِ، طَلب ثوابِ اللهِ، وَأَحْسَنُ مِنْ ذَلِكَ تِيهُ (1) الْفَقِيرِ عَلَى الْغَنِيِّ ثِقَةً بِالله» (2) .

1331 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ الْمَكِّيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَطِيَّةَ الْحَارِثِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلاءِ الزُّبَيْدِيُّ (3) ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبَانٍ (4)، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله ?

(1) تيه: من تاه يتيه تَيْهاً: إذا تكبّر، والتِّيْهُ: الكبر. لسان العرب مادة تيه: 13/482،

(2)

في إسناده أبو بكر المفيد يروي مناكير عن مجاهيل، واتهمه الذهبي وأبو عبد الله محمد بن عبد الله، لم أجد له ترجمة. أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 12/386، عن عبد العزيز الأزجي به.

وقد سبق الأثر برواية رقم (597) من طريق آخر وتخريجه هناك.

(3)

إبراهيم بن العلاء الزبَيْري: الحمصي المعروف بابن زبريق بكسر الزاء وسكون الياء، وقال ابن عون: شيخ غير متّهم، قال الذهبي: صدوق، وقال ابن حجر: مستقيم الحديث إلا في حديث واحد، يقال أن ابنه محمد أدخله عليه، مات سنة خمس وثلاثين ومائتين. الثقات: 8/71، تهذيب الكمال: 2/161، الكاشف: 1/220، تهذيب التهذيب: 1/129، التقريب: 1/92.

(4)

أبان: بن أبي عياش فروز أبو إسماعيل البصري، كذّبه شعبة. وتركه يحيى بن معين وأحمد بن حنبل والنسائي، وقال الجرجاني: ساقط. وقال الذهبي: واه، وقال ابن حجر: متروك. تاريخ ابن معين برواية الدوري: 2/5-6، التاريخ الكير: 1/454، الضعفاء والمتروكون: 0/14، الضعفاء الكبير: 1/38، الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي: 1/19، أحوال الرجال: 1/103، المقتني في سرد الكنى: 1/77، التقريب: 1/87،

ص: 1368

يَقُولُ: «مَا أَحْدَثَ الْمُسْلِمُ أَخاً فِي اللَّهِ تَعَالىَ إِلَاّ أَحْدَثَ اللهُ عز وجل لَهُ دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ» (1) .

1332 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْمُقْرِئُ -صَاحِبُ ابْنِ مُجَاهِدٍ- (2) ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ،

(1) حديث ضعيف جداً، وإسناد المؤلف ضعيف جداًّ، فيه محمد بن القاسم لم أجد له ترجمة، وأبان بن أبي عياش متروك الحديث.

أخرجه الطبراني في مسند الشاميين: 1/105 رقم «157» من طريق أبي خُلَيْد عتبة بن حماد، عن ابن ثوبان، عن أبان ابن أبي عياش، به بلفظ:«من أحدث الله له أخاً في الله رفع الله له به درجة في الجنة» .

وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان: 0/110 رقم «26» عن سويد بن سعيد حدثنا بقية، عن الأحوص بن حكيم، عن أبي إسماعيل العبدي، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قال رسول الله ?: «ما أحدث رجل أخا في الله عز وجل إلا بنى الله له بيتاً في الجنة» .

وإسناده ضعيف جداًّ، فيه سويد بن سعيد، صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه وأفحش فيه ابن معين القول. التقريب: 1/340، وبقية بن الوليد: صدوق كثير التدليس عن الضعفاء التقريب: 1/105، وقد عنعن هنا، والأحوص بن حكيم ضعيف كما في التقريب: 1/49، وأبو إسماعيل العبدي: قال الدارقطني: متروك، انظر ميزان الاعتدال: 4/491. ورمز له السيوطي بالضعف انظر فيض القدير: 5/412 رقم «7789» ، ونقل المناوي عن العراقي قوله: اسناده ضعيف. وقال الألباني: ضعيف جداًّ، الضعيف الجامع الصغير: 0/720 رقم «4982» . وذكره الديلمي في مسند الفردوس بمأثور الخطاب: 4/60 رقم «619» .

وأخرجه ابن أبي الدنيا في الإخوان: 0/111 رقم «27» عن عبد الله بن الهيثم، حدثنا أبو معاوية محمد بن خازم، عن ليث، عن عبد الملك، عن أنس قال:«من اتخذ أخاً في الله بني له برج في الجنة» . وإسناده ضعيف أيضا، فيه ليث بن أبي سليم: صدوق اختلط جدّاً ولم يتميّز حديثه فترك، التقريب: 1/464.

(2)

ابن مجاهد: أبو بكر بن مُجَاهِدٍ.

ص: 1369

حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَرَفٍ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ

ابن صَالِحٍ، عَنِ ابنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ أبي الخَيْر (1)، عن عقبة ابن عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ?: «عَلَيْكُمْ بِزَيْتِ الزَّيْتُون كُلُوهُ [ل284/أ] وَادَّهِنُوا بِهِ، فَإِنَّهُ يَنْفَعُ مِنَ الْبَاسُور (2) » (3)

(1) أبو الْخَيْرِ: مَرْثَدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ.

(2)

الباسور: هو ورم تدفعه الطبيعة إلى كل موضع في البدن يقبل الرطوبة من معقدة وأنثيين وأشفار وغير ذلك، فإن كان في المقعدة لم يكن حدوثه دون انفتاح أفواه العروق، وقد تبدل السين صاداً، وقيل إنه معرّب لا عربي. فيض القدير: 4/349، التعاريف: 1/129.

(3)

حديث موضوع، آفته خالد بن نجيح وهو كذاب وكان يكتب مع عثمان بن صالح وغيره فبلوا به، وفي إسناد المؤلف أيضاً أحمد بن عبد الله، وعبد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَرَفٍ لم أقف لهما على ترجمة.

أخرجه ابن أبي حاتم في العلل: 2/279 رقم «2338» ، والطبراني في المعجم الكبير: 17/281 رقم «774» ، وعنه أبو نعيم في الطب: 2/80، والذهبي في ميزان الاعتدال: 5/52، من طريق يحيى بن عثمان بن صالح، حدثني أبي، حدثنا ابن لهيعة به. بلفظ: عليكم بهذه الشجرة المباركة زيت الزيتون، فتداووا به فإنه مصحّة من الباسور» . وهذا لفظ ابن أبي حاتم.

وذكره الديلمي في الفردوس: 3/27 رقم «4054» ، والسيوطي في الجامع الصغير كما قال المناوي في فيض القدير: 4/349-350، و353، بدون إسناد. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 5/100:«رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح» .

وذكر الذهبي هذا الحديث في ترجمة عثمان بن صالح، ونقل قول أبي حاتم فيه أنه كذب، علل الحديث: 2/279، انظر ميزان الاعتدال: 5/52، وأقره الذهبي، ونفى أبو زرعة من أن يكون عثمان بن صالح يضع الحديث حيث قال: لم يكن عثمان عندي ممن يكذب، ولكن كان يكتب مع خالد بن نجيح فبُلُوا به، كان يُمْلي عليهم ما لم يسمعوا من الشيخ. ميزان الاعتدال: 5/52.

هذا وقد وافق الألباني أبا حاتم والذهبي فقال في الضعيفة: 1/349 ـ 350 رقم «194» ، كذب، وقال: فالظاهر أن خالداً هذا هو الذي أفتعل هذا الحديث، واستطاع أن يوهم عثمان بن صالح أنه كتبه عن الشيخ ـ وهو ابن لهيعة ـ، وأما كيف تمكّن من ذلك، فالله أعلم به.

وأما خالد بن نجيح هذا فقد قال فيه أبو حاتم: كان يصحب عثمان بن صالح المصري، وأبا صالح كاتب الليث، وابن أبي مريم، وهو كذّاب، يفتعل الأحاديث ويضعها في كتب ابن أبي مريم وأبي صالح، وهذه الأحاديث التي أنكرت على أبي صالح يتوهم أنها من فعله» . الجرح والتعديل: 3/355.

ص: 1370

1333 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ المُفِيد، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ المُعَمَّرِي، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَص (1) ، عَنْ سِماك بْنِ حَرْب، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَة قَالَ:«كَانَ النَّبِيُّ ? إِذَا صَلَّى الْفَجْرَ قَعَدَ فِي مَجْلِسِهِ حَتِّى تَطْلَعَ الشَّمْسُ» (2) .

1334 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمُفِيدُ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا أَيْضًا، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الرَّبِيع بْنِ سُلَيْمَانَ الجِيزِيُّ المصريُّ حَدَّثَنِي أَبِي الرَّبيع بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا طَلْق بنُ السَّمْح (3) ، حدثنا يحيى بن

(1) أَبُو الأَحْوَصِ: سَلامُ بْنُ سُلَيْمٍ، مولاهم أبو الأحوص الكوفي، ثقة متقن، التقريب: 1/261.

(2)

حديث صحيح، وإسناد المؤلف منكر أبو بكر المفيد روى مناكير عن مشايخ مجاهيل واتهمه الذهبي والحسن بن علي المعمري ضعيف، انفرد المعمري بهذا عن عثمان بن أبي شيبة، وقد قال فيه: الخطيب أن في حديثه غرائب وأشياء ينفرد بها ولم أجده من حديث عثمان بن أبي شيبة.

أخرجه مسلم في المساجد: باب فضل الجلوس في مصلاه بعد الصبح 1/464 رقم «670» من طريق أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عن أبي الأحوص به.

(3)

طلق بن سمح: بفتح المهملة وسكون الميم بعدها مهملة ابن شرحبيل بن طلق اللخمي أبو السمح المصري، قال أبو حاتم: ليس بمعروف، وأورد له هذا الخبر وقال: باطل، وقال ابن حجر: مقبول مات سنة إحدى عشرة ومائتين. الجرح والتعديل: 4/491، تهذيب الكمال: 13/454، لسان الميزان: 7/ 252، التقريب: 1/283.

ص: 1371

أَيُّوبَ (1) ، عَنْ حُمَيْد، عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُ مَرِضَ فعادَهُ بَعْضُ إِخْوَانِهِ فَقَالَ لِجَارِيَتِه: يَا جَارِيَةُ، هَلُمِّي لإِخْوَانِنَا شَيْئاً وَلَوْ كِسْرًا، فَإِنِّي سمعتُ رسولَ الله ? يَقُولُ:«إِنَّ مَكَارِمَ الأَخْلَاقِ مِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» (2) .

1335 -

أخبرنا عبد العزيز، حدثنا يوسف بن عمر القَوَّاس، حدثتا محمد بن مَخْلَد، حدثنا أبو عيسى الطُّوسي موسى بن هارون (3) ، حدثنا محمد بن نُعَيْم بن هَيْصَم (4)، قال: سمعت بشرَ ابنَ الحارث

(1) يحيى بن أيوب: الغافقي.

(2)

حديث باطل. في إسناده طلق بن السمح وهو مجهول، وأبو بكر المفيد فيه روى مناكير عن مجاهيل واتهمه الذهبي.

أخرجه الطبراني في الأوسط كما عزاه إليه الهيثمي في مجمع الزوائد: 8/177، والقضاعي في مسند الشهاب: 2/108 رقم «985» ، من طريق أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ، عن محمد بن الربيع الجيزي، عن أبيه الربيع بن سليمان، وابن أبي حاتم في علل الحديث: 2/112 رقم «1831» ، من طريق عبد الله بن الحكم، كلاهما عن طلق به.

وقال أبو حاتم عقبه: هذا حديث باطل باطل، وطلق مجهول. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 8/177 وإسناده جيد.

قلت: فيه طلق وهو مجهول الحال، لذلك قال فيه ابن حجر مقبول، أي عند المتابعة، ولا متابع هنا، فالحديث ضعيف منكر.

وأخرج ابن حبان في المجروحين: 1/335، عن سليمان بن بشار الخراساني، عن ابن عيينة، عن حميد به

وقال في سليمان بن بشّار: يروي عن الثقات ما لم يحدثوا به، ويضع على الأثبات ما لا يحصى كثرة ليس يعرفه كل إنسان من أصحاب الحديث، لا يحل الاحتجاج به بحال.

(3)

أبو عيسى الطوسي موسى بن هارون: بن عمرو، وثّقه الخطيب البغدادي، مات سنة إحدى وثمانين ومائتين، الجرح والتعديل: 8/167، تاريخ بغداد: 13/ 48 رقم: 7015،

(4)

محمد بن نعيم بن الصيهم: أبو بكر روى عن بشر بن الحارث حكايات حدث بها عنه، ذكره الخطيب دون جرح ولا تعديل، تاريخ بغداد: 3/321 رقم «1422» .

ص: 1372

يقول: «لَا تَقْدِرُ عَلَى أَنْ تَحْفَظَ اللِّسَانَ إِلَاّ بِالْوحَدَةِ، فَإِنَّ الْمَجَالِسَ لَا تَقْدِرُ أَنْ تَحْفَظَ فِيهَا لِسَانَكَ وَإِنَّمَا هُوَ سَبْعُ» (1) .

1336 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو طالب محمد بن علي بن عَطِيَّة المكي، حدثني (2)

أبو بكر الطُّوسي بمكة قال: سمعت [ل284/ب] إسحاق بن إبراهيم الدَّبَرِيُّ يقول: سمعت عبد الرزاق بن همَّام يقول: سمعت مَعْمَرًا يقول: سمعت الزُّهْرِيَّ يقولُ: «مَنْ طَلَبَ العِلْمَ جُمْلَةً فَاتَهُ جُمْلَةً، وَإِنَّمَا يُدْرُكُ الْعِلْمُ حَدِيثٌ وَحَدِيثَانِ» (3) .

1337 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ المكي الزاهد، حدثني علي بن أحمد

ابن شعيب المقرئ بمكة، حدثنا ابن أبي حاتم عبد الرحمن

(1) رجال إسناده ثقات، إلا محمد بن نعيم لم يذكره الخطيب بجرح ولا تعديل.

(2)

في الخطية (وحدثني) بزيادة واو، وهو وهم من الناسخ لأنها ليست موجودة في إسناد الخطيب في الجامع، والله أعلم.

(3)

في إسناده أبو بكر الطوسي، لم أجد له ترجمة.

أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي: 1/232، عن عبد العزيز به. وذكره القرطبي في التفسير: 1/40، والسيوطي في تدريب الراوي: 2/152 عن معمر به. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف: 2/325 عن معمر من قوله.

هذا وقد رُوي مثله عن قتادة عند أبي بكر محمد بن عبد الغني البغدادي في التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد:

1/461، والمزي في تهديب الكمال: 23/512، من طريق عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قتادة قال: من طلب العلم جملة ذهب منه جملة، إنما كنّا نطلب العلم حديثا وحديثين. ورجال إسناد محمد بن عبد الغني في التقييد كلهم مقبولون إلاّ سعيد بن أبي رجاء فلم أجد له ترجمة. وأما المزي فلم يذكر الإسناد إلى عبد الرزاق بن همّام.

ص: 1373

بن محمد بن إدريس، حدثني أبي، حدثنا أبو صالح (1) ، حدثني مُعاوية بن صالح، عن ابن أبي طلحة (2)، عن ابنُ عبَّاس في قولِ الله عز وجل:«لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ (3) » قال: «لَا تَقُولُوا خِلَافَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ» (4) .

1338 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو طالب المكي، حدثني محمد بن يعقوب الصَنَادِيقِيُّ بمكة، حدثنا أحمد بن السِّنْدِيّ (5) بمصر قال:

(1) أبو صالح: كاتب الليث.

(2)

ابن أبي طلحة: علي بن أبي طلحة سالم مولى بني العباس، قال أحمد: له أشياء منكرات، وقال دحيم: لم يسمع من ابن عباس التفسير، وقد حدثنا عبد الله بن يوسف، عن علي بن أبي طلحة، عن مجاهد، وقال أبو داود: هو إن شاء الله في الحديث مستقيم، وقال أبو حاتم: علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس مرسل، إنما يروي عن مجاهد والقاسم بن محمد، وقال يعقوب الفسوي: ليس هو بمتروك ولا حجة، وقال النسائي: ليس به بأس، ووثقه العجلي وابن حبان، وقال ابن حجر: صدوق قد يخطئ، أرسل عن ابن عباس ولم يره. معرفة الثقات: 2/156، الضعفاء الكبير: 3/234، الجرح والتعديل: 6/188، الثقات: 7/211، جامع التحصيل: 0/240، والتقريب: 1/402.

(3)

سورة الحجرت الآية رقم «1» .

(4)

إسناده ضعيف فيه علي بن أحمد بن شعيب المقرئ، لم أقف على ترجمته، وابن أبي طلحة صدوق يخطئ لم أجد له متابعا، وفيه إرسال أيضا، لأنّ ابن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس، ولكن إرساله هذا لا يضرّ لكون المسقط معروفا وهو مجاهد، كما تقدّم في رواية رقم:«703» .

أخرجه أبو نعيم في الحلية 10/398 من طريق عبد العزيز بن عمران، والطبري في تفسيره: 26/116، وابن كثير في التفسير العظيم: 7/364، وابن الجوزي في الضوء المنير على التفسير: 5/407، من طريق علي، كلاهما عن أبي صالح به.

(5)

أحمد بن السندي: لعله أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السِّنْدِيِّ أبو الفوارس الصابوني المصري، قال الذهبي: صدوق إن شاء الله إلا أني رأيته قد تفرد بحديث باطل عن محمد بن حمادة الطهراني، كأنه أدخل عليه. ميزان الاعتدال: 1/297، لسان الاعتدال: 7/94.

ص: 1374

سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم يقول: سمعت الشَّافعيَّ يقول: «المِرَاءُ فِي الْعِلْمِ يُقْسِي الْقَلْبَ وَيُورِثُ الضَّغَائِنُ» (1) .

1339 -

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو طالب المكي، حدثني محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد ابن السِّنْدِِيّ، حدثنا أبو يعقوب البُوَيْطِيُّ قال: سمعت الشَّافعيَّ يقول: «مَنْ أَطْرَاكَ فِي وَجْهِكَ بِمَا لَيْسَ فِيكَ فَقَدْ شَتَمَكَ، وَمَنْ نَقَلَ إليكَ نقَلَ عَنْكَ، وَمَنْ نَمَّ عندَك نَمَّ بِكَ، ومَنْ إذَا أَرْضَيْتَهُ قال فِيكَ مَا لَيْسَ فِيكَ، فكذلِكَ [ل285/أ] إِذَا أَسْخَطْتَهُ قال فِيكَ مَا لَيْسَ فِيكَ» (2) .

1340 -

ل ب/269 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو طالب المكي، حدثنا عبد الله بن يحيى القرشي، حدثنا محمد بن الحسين اللَّخْمِي (3) ،

(1) في إسناده محمد بن يعقوب الصناديقي لم أقف على ترجمته.

أخرجه البيهقي في شعب الإيمان: 6/354 رقم «8488» وفي الاعتقاد: 0/239، وفي المدخل إلى السنن الكبرى:. /201، رقم «239» وفي مناقب البيهقي: 2/151، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 10/28، من طريق الربيع ابن سليمان عن الشافعي.

وذكره أبو زكرياء النووي في تهذيب الأسماء: 0/75 عن الشافعي بدون إسناد.

(2)

في إسناده محمد بن يعقوب الصناديقي، لم أقف على ترجمته.

وأما الأثر فقد ذَكر النووي الشطر الثاني في تهذيب الأسماء: 0/76.

(3)

محمد بن الحسين اللخمي: لعله ابن حميد بن الربيع أبو الطيب اللخمي الكوفي، كذّبه أحمد بن محمد بن سعيد، وقال أبو بكر -ابن شاذان- أن في قول بن سعيد نظراً، وقال ابن عدي كان شيخا ورّاقا، ووثّقه أبو يعلى الطوسي، مات سنة ثمان عشرة وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 2/236.

ص: 1375

حدثنا أبو العَيْنَاء السُّلَمِي، حدثني الوليد ابن هشام القَحْذَمُِّي قال: قال خالد بن صَفْوان (1) : «لَا تَسْأَلِ الْحَوَائِجَ ثَلَاثَةَ رِجَالٍ: لَا تَسْأَلْهَا (2) كذُوباً، فَإِنَّهُ يقرِّبُ بعيدَها ويباعدُ قريبَها، ولا تَسْأَلْهَا أحْمَقَ، فإنَّهُ يريدُ أنْ يَنْفَعَك فَيَضُرَّك، وَلا تَسْأَلْهَا رَجُلاُ لهُ إلى صَاحِبِكَ حَاجَة، فَإِنَّهُ تَصِيرُ حَاجَتُكَ بِطَانةً لِحَاجَتِهِ» (3) .

1341 -

حدثنا عبد العزيز، (4) حدثنا عمر بن أحمد بن شاهين، حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، حدثنا المسيّب ابنُ وَاضِح، حدثنا يوسف بن أَسْبَاط، عن سفيان الثَّوريِّ قال: أَحَادِيثُ الرُّخَصِِ كُلُّها منْسوخةٌ، نَسَخَتْها الحدُودُ والفَرَائضُ (5) .

(1) خالد بن صفوان: بن الأهتم أبو صفوان المنقري الأهتمي البصري البليغ، قال الذهبي: كان في أيام التابعين، وكان مشهورا بالبخل، البليغ فصيح زمانه. سير أعلام النبلاء: 6/226.

(2)

في الخطية (لا تسلها) وفوقها (صح) .

(3)

في إسناده عبد الله بن يحيى القرشي، لم أقف على ترجمته، وأبو العيناء السلمي وهو وإن عُرِف بوضع الحديث إلا أنه اعترف بذلك وتاب وكان لا يسند من الحديث إلا القليل، والغالب على رواياته الحكايات

ذكره ابن أبي جرادة في بغية الطلب: 7/3054.

(4)

في الخطية لا يوجد (حدثنا عبد العزيز) والتصحيح من الأسانيد الماضية والتالية، والطيوري لم يسمع من ابن شاهين.

(5)

في إسناده المسيب بن واضح، وهو ضعيف لكثرة أخطائه، وقد رماه أبو داود بالوضع، وتركه العقيلي والنّباتي والدّارقطني. ويوسف بن أسباط، لا يحتج به.

ص: 1376

1342 -

أخبرنا عبد العزيز، حدثنا عمر بن شاهين، حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل (1)، حدثنا الفَضْل بن زِياد قال: سمعتُ أحمدَ بنَ حنبل وسُئِلَ عَنِ الْحَدِيثِ الَّذِي رُوِيَ أَنَّ السُّنَّةَ قَاضِيَةٌ علَى الْكِتَابِِ، فقال: مَا أجْسُرُ عَلَى هَذَا أَنْ أَقُولَهُ، وَلَكِنَّ السُّنةَ تُفَسِّرُ الْكِتَابَ، تُعَرِّفُ الْكِتابَ وَتُبيِّنُهُ» (2) .

1343 -

أخبرنا عبد العزيز، حدثنا عُمَرُ بْنُ شَاهِينَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن محمد بن إسماعيل، حدثنا الفضل بن زِياد قال: سمعت أحمدَ بنَ حنبل رحمه الله يقولُ: «نَظَرْتُ في الْمُصْحَفِ [ل285/ب] فَوَجَدْتُ فيهِ طاعَةَ الرَّسُولِ ? في ثلاثَةٍ وثلاثين مَوْضِعاً، ثُمَّ جَعَلَ يَْتلُوا هَذِهِ اْلآيَةَ: {فَلْيَحْذَرِ اللَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} (3) . وجَعَلَ يَتْلُوا هَذِهِ الآيةَ: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} (4) » الآية (5) .

(1) أحمد بن محمد بن إسماعيل: أبو الدحداح التميمي.

(2)

رجاله ثقات.

أخرجه الخطيب في الكفاية في علم الرواية: 0/14-15، عن عبد العزيز به. وذكره القرطبي في تفسيره: 1/39. وأخرجه الدارمي في السنن في المقدمة: باب السنة قاضية على كتاب الله رقم (587) ، عن مُحَمَّدُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي إسحاق الفزاري، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي كثير من قوله بلفظ: «السنة قاضية على القرآن وليس القرآن بقاض على السنة»

(3)

سورة النور، الآية رقم «63» .

(4)

سورة النساء الآية رقم «65» .

(5)

رجاله ثقات.

ص: 1377

1344 -

أخبرنا عبد العزيز، حدثنا عمر بن شاهين، حدثنا محمد بن هارون بن حميد

ابن المجدر، حدثنا أبو همام (1)، حدثني بقية بن الوليد قال: قالَ لِي اْلأَوْزَاعِيُّ: «يا أبا محمد، ما تقولُ فِي قَوْمٍ يُبْغِْضُونَ حَدِيثَ نَبِيِّهِمْ ?؟ قال: قلتُ: قَوْمُ سوء، قال: لَيْسَ مِنْ صَاحبِ بِدْعَةٍ تُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُوِل الله ? بِخِلَافِ بِدْعَتِهِ إِلَاّ أَبْغَضَ الْحَدِيثَ» (2) .

آخره والحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد نبيه وآلهِ وصحبِه

وسلامُه بلغت عرضا بأصل معارض بأصل سماعنا، ولله الحمد والمنة. [ل286/أ]

في الأصل ما مثاله: -

بلغ السماع لجميعه على القاضي الجليل الصدر الأمين جمال الدِّين أبو طالب أحمد

ابن القاضي المكين، أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد أبقاه

الله، بقراءة القاضي الأجل الفاضل الأسعد جمال الدِّين أبي القاسم عبد الرحمن بن مقرّب

ابن عبد الكريم التُّجيبي، القاضي علم الدين أبو محمد عبد الحق بن

(1) أَبُو هَمَّامٍ: الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ.

(2)

رجاله ثقات. أخرجه الالكائي في اعتقاد أهل السنة: 3/430 عن أحمد بن محمد بن أحمد الفقيه، عن عمر بن أحمد بن شاهين به.

ص: 1378

القاضي الرشيد أبي الحرم مكي بن صالح القرشي، والفقيه الإمام زكي الدِّين أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذر، وعزّ الدِّين أبو البركات عبد الحميد بن الشيخ الإمام العالم جمال الدِّين أبي علي الحسين

ابن عتيق الرَّبَعي، ويحيى بن علي بن عبد الله القرشي المالكي، - والسماع بخطه- وصحَّ في يوم الأربعاء الرابع من شهر ربيع الأول من سنة عشر وستمائة، بظاهر ثغر الإسكندرية بالعين.

[ل286/ب]

بلغ السماع لجميعه على الشيخ الأجل الإمام العالم الحافظ، شيخ الإسلام، أوحد الأنام، فخر الأئمة، مفتي الأمة، سيف السنة، أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السِّلفي الأصبهاني رضي الله عنه، بقراءة صاحبه القاضي المَكين الأشرف الأمين، خاصة أمير المؤمنين أبي طالب أحمد بن القاضي المكين الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد، صفي الدولة جوهر الأستاذ مولاه، والخطيب أبو القاسم أحمد بن جعفر بن علي الغافقي، وأبو محمد عبد الباقي بن عبد الوهاب بن من الله النَّحوي، وأبو الحسن مفضل بن علي بن طسيبويه (1) ، والخطيب أبو الفضل أحمد بن عبد الحق بن القاسم التميمي، وأبو الحسين الكوفي، وأبو العباس أحمد بن عبادة الأندلسي، وزكريا بن صالح بن محمد الموقاني، ويحيى بن أحمد

(1) كلمة (طستيويه) في الخطية ليست واضحة.

ص: 1379

بن سليم (1) الحضرمي، وعبد العظيم بن حسين بن جميل، وأبو طالب أحمد بن عبد الله الإسكندري، وأحمد ابن محمد بن مهدي بن تميم، وأبو الحسن علي بن حيوس الأنصاري، وعبد المجيد بن عبد العالي الهمَذَاني، وأحمد بن منصور بن عَتِيق، وأحمد بن علي بن جعفر بن سعيا، وصدقة بن خلف القارئ، وأبو الفضل جعفر بن علي الديباجي، وأبو عبد الله محمد بن المارستاني، ومجاهد بن عبد الله التُّجيبي، وأبو طالب أحمد بن محمد بن المحمدي، ويحيى بن عقيل السعدي، وكتب إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري، وذلك في يوم الثلاثاء الخامس من صفر سنة ثمان وستين وخمسمائة بالإسكندرية.

هذا تسميع صحيح كما قد كُتِب، وكتب أحمد بن محمد الأصبهاني.

[ل287/أ]

(1) ويمكن أن يقرأ (حكيم) .

ص: 1380

نصوص كتاب الطيوريات التي وقفنا عليها في الكتب المطبوعة وليست موجودة في النسخة الخطية التي اعتمدناها:

ص: 1381

1م- قال الزرقاني (ت622) : لطيفة، روى السلفي في «الطيوريات» بسنده أن أبا طلحة زوج أم أنس، قام إليها مرة يضربها، فقام أنسٌ ليخلصها، وقال له: خلِّ عن العجوز، فقالت له: أتقول العجوز؟ عجز الله ركبك، فصلى لنا ركعتين ثم انصرف» (1) .

2م- قال محمد بن عبد الغني البغدادي المعروف بابن النقطة الحنبلي قال: أخبرنا عبد القادر بن عبد الله الرهاوي في كتابه، قال: أنبأ أحمد بن محمد السِّلفي بالإسكندرية، قال: أنبأ أبو الحسين بن الطيوري، وأبو علي أحمد بن محمد البَرْداني ببغداد، قالا: أنبأ هناد بن إبراهيم النسفي، قال: أنبأ أبو عبد الله محمد بن أحمد الغُنجار في "تاريخ بخارى" قال: سمعت أبا علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب - يعني الكشاني- يقول: سمعت محمد بن يوسف بن مطر يقول: سمع "الجامع الصحيح" من أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بِفِرَبْر، في ثلاث سنين، في سنة ثلاث وخمسين، وأربع وخمسين، وخمس وخمسين ومائتين، وسمعت من علي بن خَشْرَم سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين، وأنا بفربر مرابطاً» (2) .

3م- قال ابن حجر في ترجمة سعيويه القاص المشهور بالتفضيل،

(1) انظر شرح موطأ مالك 1/439-440.

(2)

انظر التقييد لمعرفة رواة الأسانيد 1/126.

ص: 1383

راجعت ترجمته في الحمقى والمغفلين لابن الجوزي، وجدت له حكاية تدل على أنه كان لا يبالي بوضع الأسانيد والحديث، ففي "الطيوريات" من طريق إسحاق بن إبراهيم، عن عثمان الخراساني، قال: قال سعيويه القاص: حدثنا شبابة، عن ورقاء، عن قتادة، يرفع الحديث إلى عليِّ بن الجعد، فذكر شيئا، فقيل له: هذا عليُّ بن الجعد حي، يعني ولم يلق قتادة، فقال: ما كُنتُ أظنُّه إلا في بني إسرائيل» (1) .

4م- قَالَ ابْنُ حَجَرٍ أَيْضًا: وَرَوَى ابْنُ شَاهِينَ فِي "الأَفْرَادِ" لَهُ، وَمِنْ طَرِيقِهِ السِّلفي فِي "الطُّيُورِيَّاتِ" قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقُطَعِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ أوّلَ رأسٍ عُلِّق فِي الإِسْلامِ رأسُ أَبِي عَزَّةَ الْجُمَحِيِّ، ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عُنُقه ثُمَّ حُمل رأسُه على رمحٍ، ثم اُسل به إلى المدينة» (2) .

5م- وقال السيوطي أيضا: وسئل ابن عباس عن أبي بكر فقال: كان كالخير كلِّه، وسئل عن عمر فقال: كالطير الحذر الذي يرى أن له بكلِّ طريق شَرَكاً، وسئل عن علي فقال: مُلِئَ عزْماً وحزما وعلما

(1) انظر لسان الميزان 3/132.

(2)

انظر تلخيص الحبير 4/106-108 برقم (1875) .

ص: 1384

ونجدةً، أخرجه في "الطيوريات"» (1) .

6م- وقال السيوطي أيضا: وأخرج السِّلفي في "الطيوريات" بسند صحيح عن ابن عمر، عن عمر، أنه أراد أن يكتب السنن، فاستخار الله شهرا، فأصبح وقد عزم له، ثم قال: إني ذكرتُ قوماً كانوا قبلكم كتبوا كتابا، فأقبلوا عليه وتركوا كتاب الله (2) .

7م- وقال أيضا: وفي "الطيوريات" بسند إلى جعفر بن محمد، عن أبيه قال: قال رجل لعليِّ بن أبي طالب [رضي الله عنه] : «نسمعك تقول في الخطبة: اللهم أصلحنا بما أصلحت به الخلفاء الراشدين المهديين، فمن هم؟ فاغرورقتْ عيناه، فقال: هم حبيباي أبو بكر وعمر إماما الهدى، وشيخا الإسلام، ورجُلا قريش، والمقتدى بهما بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، من اقتدى بهما عُصم، ومن اتبع آثارهما هُدي الصراط المستقيم، ومن تمسك بهما فهو من حزب الله» (3) .

8م- وقال أيضا: وفي "الطيوريات" عن سليم بن عيسى قارئ أهل الكوفة، قال: «لما حضرتِ الحسنَ الوفاةُ جَزِعَ، فقال له الحسين: يا أخي: ما هذا الجزَع؟! إنك ترد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى علي -

(1) تاريخ الخلفاء (ص121) .

(2)

انظر تاريخ الخلفاء (ص138) .

(3)

تاريخ الخلفاء (ص178-179) .

ص: 1385

رضي الله عنه -، وهما أبواك، وعلى خديجة، وفاطمة، وهما أمَّاك، وعلى القاسم والطاهر، وهما خالاك، وعلى حمزة وجعفر، وهما عماك، فقال له الحسن: أي أخي، إني داخل في أمر من أمر الله تعالى، لم أدخل في مثله، وأرى خلقا من خلق الله لم أر مثله قطّ» (1) .

9م- وقال السيوطي أيضا: وأخرج السلفي في "الطيوريات" عبد الله بن أحمد ابن حنبل، قال:«سألت أبي عن عليٍّ ومعاوية، فقال: اعلم أن عليا كان كثير الأعداء، ففتش له أعداؤه عيباً فلم يجدول، فجاؤوا إلى رجل قد حاربه وقاتلهن فأطروه كيادا منهم له» (2) .

10-

وقال السيوطي أيضا: وفي "الطيوريات" عن سليمان المخزومي قال: «أذن معاويةُ للناس إذْناً عاما، فلما احتفل المجلس قال: أنشدوني ثلاثة أبياتٍ لرجلٍ من العرب، كلُّ بيتٍ قائمٌ بمعناه، فسكتوا، ثم طلع عبد الله بن الزبير فقال: هذا مِقْوالُ العرب وعلامتها أبو خُبيب، قال: مَهْيَم؟ قال: أنشدني ثلاثة أبيات لرجلٍ من العرب، كلُّ بيتٍ قائم بمعناه، قال: بثلاثمائة ألف، قال: وتساوي؟ قال: أنت بالخيار وأنت وافٍ كافٍ، قال: هاتِ، فأنشده للأفوَه الأودي، قال:

(1) تاريخ الخلفاء (ص193-194.

(2)

تاريخ الخلفاء (ص 199) .

ص: 1386

بلوتُ الناس قرنا بعد قرنٍ فلم أر غيرَ ختّالٍ وقال

وقال: صدق، هيه، قال:

ولم أر في الخطوب أشد وقْعاً وأصعب من معاداة الرِّجال

قال: صدق، هيه، قال:

وذُقْتُ مرارةَ الأشياء طُرًّا فما طَعْمٌ أمر من السؤال

قال: صدق، ثم أر له بثلاثمائة ألف (1) .

11م- وقال السيوطي أيضا: وأسند السِّلفي في "الطيوريات"«أن عبد الملك بن مروان خرج يوما، فلقيته امرأة فقال: يا أمير المؤمنين: قال: ما شأنكِ؟ قالت: توفي أخي وترك ستّمائة دينار، فدفع إلي من ميراثه دينارا واحدا، فقيل: هذا حقُّك، فعمي الأمر فيها على عبد الملك، فأرسل إلى الشعبي فسأله، فقال: نعم، هذا توفي فترك ابنتين فلهما الثلثان أربعمائة، وأُمًّا فلها السدس مائة، وزوجة فلها الثُّمن خمس وسبعون، واثنى عشر أخا فلهم أربعة وعشرون، وبقي لهذه دينار» (2) .

12م- قال السيوطي أيضا: أخرج السِّلفي في "الطيوريات" بسنده عن ابن المبارك، قال: «لما أفضت الخلافة إلى الرشيد وقعت في نفسه جاريةٌ من جواري المهدي، فراوَدَها عن نفسها، فقال: لا

(1) تاريخ الخلفاء (ص202-203.

(2)

تاريخ الخلفاء (ص221) .

ص: 1387

أصلُحُ لك، إن أباك قد طاف بي، فشُغِف بها، فأرسل إلى أبي يوسف فسأله، أعندك في هذا شيء؟ فقال: يا أمير المؤمنين، أوكلّما ادعت أمةٌ شيئا ينبغي أن تصدق؟ لا تصدِّقها، فإنها ليست بمأمونة، قال ابن المبارك: لم أدر ممن أعجب! من هذا الذي قد وضع يده في دماء المسلمين وأموالهم يتحرج عن حُرمة أبيه، أو من هذه الأمة التي رغبت بنفسها عن أمير المؤمنين، أو من هذا فقيه الأرض وقاضيها، قال: اهتِك حُرْمةَ أبيك، واقض شهوتك، وصيِّرْه في رقبتي» (1) .

13م- وقال السيوطي أيضاً: وأخرج أيضاً عن عبد الله بن يوسف قال: قال الرشيد لأبي يوسف: «إني اشتريت جارية وأريد أن أطأها الآن قبل الاستبراء، فهل عندك حيلة؟ قال: نعم، تَهَبُها لبعض ولدك، ثم تتزوّجها» (2) .

14م- قال السيوطي أيضا: وأخرج عن إسحاق بن راهويه قال: «دعا الرشيد أبا يوسف ليلا، فأفتاه بأمرٍ له بمائة ألف درهم، فقال أبو يوسف: إن رأى أمير المؤمنين أمَرَ بتعجيلها قبل الصُّبح، فقال: عجِّلوا، فقال بعض من عنده: إن الخازن في بيته والأبواب مغْلقَة،

(1) تاريخ الخلفاء (ص291) .

(2)

تاريخ الخلفاء (ص291) .

ص: 1388

فقال أبو يوسف: فقد كانت الأبواب مغلقة حين دعاني ففُتحتْ» (1) .

15م- وقال السيوطي أيضا: وفي "الطيوريات" بسنده إلى إسحاق الموصلي، قال: قال أبو العتاهية لأبي نواس: البيت الذي مدحتَ به الرشيد، لودِدْتُ أني كنت سبقتك به إليه:

قد كنتُ خِفتُك ثم أمّنَنِي مِنْ أن أخافَك خوفُك الله (2)

16م- وقال السيوطي أيضا: وأخرج السٍّلفي في " الطيوريات" عن حفص المدائني قال: «أُتِيَ المأمون بأسود قد ادعى النبوة، وقال: أنا موسى بن عمران، فقال له المأمون: إن موسى بن عمران أخرج يدَه من جيبه بيضاء، فأخرجْ يدَكَ بيضاء، حتى أُومِنَ بك، فقال الأسود: إنما جُعِل ذلك لموسى لما قال له فرعون: {أنا ربكم الأعلى} (3) ، فقل أنت كما قال فرعونُ حتى اُخرج يدي بيضاء، وإلا لم تَبْيَضْ» (4) .

17م- وقال السيوطي أيضا: وأخرج أيضا أن المأمون قال: «ماانفتق علي فَتْقٌ إلا وجدْتُ سببَه جوْرُ العُمَّال» (5) .

(1) تاريخ الخلفاء (ص291-292.

(2)

تاريخ الخلفاء (ص 295) .

(3)

سورة النازعات، آية رقم (24) .

(4)

تاريخ الخلفاء (ص326-327) .

(5)

تاريخ الخلفاء (ص327) .

ص: 1389

18م- وقال السيوطي أيضا: وقد يُستدلّ بما أخرجه السِّلفي في "الطيوريات" من حديث ابن عمر مرفوعا: «أعربوا القرآن يدلُّكم على تأويله» (1) .

19م- وقال السيوطي أيضاً: وأخرج الطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان والسِّلفي في "الطيوريات" عن أنس قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «نزلت عليَّ سورة الأنعام ومعها مَوْكِبٌ من الملائكةِ يسدُّ ما بين الخافقَيْن، لهم زجَلٌ بالتسبيح والتقديس، والأرض تَرْتَجُّ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سبحان الله العظيم، سبحان الله العظيم» (2) .

20م- وقال السيوطي أيضا: وأخرج السِّلفي في "الطيوريات" عن نافع: «أن ابن عمر كان إذا سافر أَخْرَج معه سفيها يردُّ عنه سفاهةَ السُّفهاء» (3) .

21م- وقال السيوطي أيضا: وأخرج السلفي في " الطيوريات" عن ابن حبيب رضي الله عنه قال: «زمزم شراب الأبرار، والحِجْر مصلىَّ الأخيار (4) .

(1) تاريخ الخلفاء (ص465) .

(2)

الدر المنثور (3/243-244) .

(3)

الدر المنثور (3/630) .

(4)

الدر المنثور 4/156.

ص: 1390

22-

وقال السيوطي أيضاً والشوكاني: أخرج أبو الشيخ وابن مردويه والسِّلفي في "الطيوريات" عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تلقِّنوا الناس فيكذبوا، فإن بني يعقوب لم يعلموا أن الذئب يأكل الناس، فلما لقنهم أبوهم كذبوا فقال: أكله الذئب» (1) .

23-

وقال السيوطي أيضا: وأخرج السِّلفي في "الطيوريات" بسندٍ واهٍ، عن أبي جعفر محمد بن علي قال:«لما نزلتْ {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي. هَارُونَ أَخِي. اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} (2) ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على جبل، ثم دعا ربه وقال: اللهم اشددْ أزري بأخي علي، فأجابه إلى ذلك» (3) .

م- قال السيوطي أيضا: وأخرج السِّلفي في " الطيوريات" من طريق يزيد بن هارون رضي الله عنه قال: سمعت المسعودي يقول: «أن من قرأ أوّلَ ليلة من رمضان {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مبيناً} (4) ، في التطوُّع، حُفِظ ذلك العام» (5) .

(1) الدر المنثور 4/510، وفتح القدير 3/14.

(2)

سورة طه، آية رقم (29-31) .

(3)

الدر المنثور 5/566.

(4)

سورة الفتح، آية رقم (1) .

(5)

الدر المنثور 7/512.

ص: 1391

(1) فيض القدير 4/529.

ص: 1392