الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
51 -
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مَسْعُودُ بْنُ أَبِي مَنْصُورِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَمَّالُ إِجَازَةً، أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْحَدَّادَ، أَخْبَرَهُمْ، أَنْبَأَ أَبُو نُعَيْمٍ، أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ الْأَنْبَارِيُّ، ثَنَا ابْنُ أَبِي الْعَوَّامِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: رَأَيْتُ يَعْقُوبَ بْنَ دَاوُدَ فِي الطَّوَافِ، فَقُلْتُ لَهُ: أُحِبُّ أَنْ تُخْبِرَنِي كَيْفَ كَانَ سَبَبُ خُرُوجِكَ مِنَ الْمُطْبِقِ، وَالْمَهْدِيُّ كَانَ مِنْ أَغْلَظِ النَّاسِ عَلَيْكَ؟ ! فَقَالَ لِي: " إِنِّي كُنْتُ
فِي الْمُطْبِقِ وَقَدْ خِفْتُ عَلَى بَصَرِي، فَأَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي، فَقَالَ لِي: يَا يَعْقُوبُ كَيْفَ تَرَى مَكَانَكَ؟ قُلْتُ: وَمَا
سُؤَالُكَ، أَمَا تَرَى مَا أَنَا فِيهِ، لَيْسَ يَكْفِيكَ هَذَا؟ قَالَ:" فَقُمْ وَأَسْبِغِ الْوُضُوءَ، وَصَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَقُلْ: يَا مُحْسِنُ، يَا مُجْمِلُ، يَا مُنْعِمُ، يَا مُفَضِّلُ، يَا ذَا النَّوَافِلِ وَالنِّعَمِ، يَا عَظِيمُ، يَا ذَا الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، اجْعَلْ لِي مِمَّا أَنَا فِيهِ مَخْرَجًا وَفَرَجًا ".
فَانْتَبَهْتُ، فَقُلْتُ: يَا نَفْسُ هَذَا فِي النَّوْمِ، فَرَجَعْتُ إِلَى نَفْسِي، وَتَحَفَّظْتُ الدُّعَاءَ، وَقُمْتُ فَتَوَضَّأْتُ، وَصَلَّيْتُ، وَدَعَوْتُهُ بِهِ، فَلَمَّا أَسْفَرَ الصُّبْحُ جَاءُوا فَأَخْرَجُونِي.
فَقُلْتُ: مَا دَعَانِي إِلَّا لِيَقْتُلَنِي، فَلَمَّا رَآنِي أَوْمَأَ بِيَدِهِ: رُدُّوهُ، وَاذْهَبُوا بِهِ
إِلَى الْحَمَّامِ، وَنَظِّفُوهُ، وَائْتُونِي بِهِ.
فَطَابَتْ نَفْسِي، فَسَجَدْتُ شُكْرًا لِلَّهِ، فَأَطَلْتُ السُّجُودَ، فَقَالُوا لِي: قُمْ.
فَقَالَ لَهُمُ الْمَهْدِيُّ،: دَعُوهُ مَا كَانَ سَاجِدًا، ثُمَّ رَفَعْتُ رَأْسِي، فَلَمَّا رَدُّونِي إِلَيْهِ، خَلَعَ عَلَيَّ، وَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى ظَهْرِي، وَقَالَ: يَا يَعْقُوبُ، لَا يَمْتَنُّ عَلَيْكَ أَحَدٌ بِمِنَّةٍ، فَمَا زِلْتُ اللَّيْلَةَ قَلِقًا بِأَمْرِكَ
52 -
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الصُّوفِيُّ بِبَغْدَادَ، أَنَّ الْحَافِظَ أَبَا الْفَضْلِ مُحَمَّدَ بْنَ نَاصِرٍ السَّلامِيَّ، حَدَّثَهُمْ مِنْ لَفْظِهِ، أَنْبَأَ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الصَّقْرِ الْأَنْبَارِيُّ بِبَغْدَادَ، أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ الْحُسَيْنِ بْنُ بُرْهَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئُ الأَنْبَارِيُّ بِالْفُسْطَاطِ، ثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِرَاكٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ حَمْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ السِّيرَوَانِيُّ، عِنْدِي جَالِسًا بَيْنَ التَّوَابِيتِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ يَبْكِي وَيَصِيحُ، فَسَأَلْنَاهُ عَنْ قِصَّتِهِ؟ فَقَالَ: اشْتَرَيْتُ رِدَاءَ شُرْبٍ بِدِينَارَيْنِ وَنِصْفٍ، وَاسْتَسْلَفْتُ ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ، أُنْفِقُهَا عَلَى صِبْيَانِي فِي الْعِيدِ، فَرَبَطْتُهَا فِي طَرْفِ الرِّدَاءِ، وَدَخَلْتُ مَيْضَاةَ بَدْرٍ، أَتَوَضَّأُ لِصَلَاةِ الظُّهْرِ، فَلَفَفْتُ رِدَائِي وَتَرَكْتُهُ عَلَى الْحَنِيَّةِ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ غَسْلِ رِجْلِي وَجَدْتُ الرِّدَاءَ قَدْ سُرِقَ، وَأَعْظَمُ مَا عَلَيَّ الدَّيْنُ، وَعِيدٌ مُقْبِلٌ عَلَيَّ، وَجَعَلَ يَبْكِي وَيَلْتَطِمُ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ الشَّيْخُ السِّيرَوَانِيُّ، وَكَانَ جَالِسًا عَلَى شِمَالِي، فَقَالَ لِي: يَا أَبَا حَفْصٍ، تَعْرِفُ هَذَا الرَّجُلَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: وَهُوَ مَسْتُورٌ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: اجْلِسْ يَا رَجُلُ، الرِّدَاءُ يَجِيئُكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَقُلْتُ أَنَا لِلرَّجُلِ: اجْلِسْ، فَجَلَسَ بِحِذَائِنَا مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، فَاجْتَمَعَ الشَّيْخُ، وَدَعَا بِدُعَاءٍ لَمْ أَسْمَعْهُ، ثُمَّ جَلَسَ قَلِيلًا، إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ طَرَفِ