المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر تعظيم الرب تبارك وتعالى، وأنه لا يدرك، ولا يوصف ولا يحاط به تعالى وتقدس - العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني - جـ ١

[أبو الشيخ الأصبهاني]

الفصل: ‌ذكر تعظيم الرب تبارك وتعالى، وأنه لا يدرك، ولا يوصف ولا يحاط به تعالى وتقدس

‌ذِكْرُ تَعْظِيمِ الرَّبِّ تبارك وتعالى، وَأَنَّهُ لَا يُدْرَكُ، وَلَا يُوصَفُ وَلَا يُحَاطُ بِهِ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ

ص: 337

71 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، يَقُولُ:«سُبْحَانَكَ مَوْجُودًا غَيْرَ مَحْدُودٍ مَعْرُوفًا غَيْرَ مَوْصُوفٍ»

ص: 337

72 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، حَدَّثَنَا مِنْجَابٌ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو رَوْقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلِهِ {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} [الأنعام: 103] ، قَالَ: «لَوْ أَنَّ الْجِنَّ

⦗ص: 339⦘

وَالْإِنْسَ، وَالشَّيَاطِينَ، وَالْمَلَائِكَةَ مُنْذُ خُلِقُوا إِلَى أَنْ فَنَوْا صُفُّوا صَفًّا وَاحِدًا مَا أَحَاطُوا بِاللَّهِ عز وجل أَبَدًا»

ص: 338

73 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْكِسَائِيُّ، حَدَّثَنَا مِنْجَابٌ، حَدَّثَنَا بِشْرٌ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فِي قَوْلِهِ عز وجل " {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} [نوح: 13] قَالَ: لَا تَعْلَمُونَ عَظَمَتَهُ "

ص: 340

74 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا رَجَاءُ بْنُ السِّنْدِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ رحمه الله قَوْلَهُ تَعَالَى {تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ} قَالَ: يَتَشَقَّقْنَ مِنْ عَظَمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ

ص: 341

75 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما {ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 27] ، قَالَ: ذُو الْعَظَمَةِ وَالْكِبْرِيَاءِ "

ص: 342

76 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الدِّمَشْقِيُّ

⦗ص: 343⦘

، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنِي خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ أَنَّهُ سَمِعَ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عز وجل {الْقُدُّوسُ} [الحشر: 23] قَالَ: الْمُبَارَكُ. {الْمُؤْمِنُ} [الحشر: 23] قَالَ: آمَنَ بِقَوْلِهِ أَنَّهُ حَقٌّ {الْمُهَيْمِنُ} [الحشر: 23] قَالَ: أَنْزَلَ كِتَابَهُ، فَشَهِدَ عَلَيْهِ، {الْعَزِيزُ} [الحشر: 23] قَالَ: الْعَزِيزُ فِي نِقْمَتِهِ إِذَا انْتَقَمَ {الْجَبَّارُ} [الحشر: 23] . قَالَ: جَبَرَ خَلْقَهُ عَلَى مَا شَاءَ مِنْ أَمْرِهِ {الْمُتَكَبِّرُ} [الحشر: 23] تَكَبَّرَ عَنْ كُلِّ سُوءٍ "

ص: 342

77 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ رضي الله عنه

⦗ص: 345⦘

: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} [لقمان: 27] . قَالَ الْمُشْرِكُونَ: إِنَّمَا هَذَا كَلَامٌ أَوْشَكَ أَنْ يَنْفَذَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل مَا تَسْمَعُونَ يَقُولُ: لَوْ كَانَ شَجَرُ الْأَرْضِ أَقْلَامًا، وَمَاءُ الْبَحْرِ سَبْعَةَ أَبْحُرٍ لَتَكَسَّرَتِ الْأَقْلَامُ، وَنَفِذَ مَاءُ الْبَحْرِ قَبْلَ أَنْ تَنْفَذَ عَجَائِبُ رَبِّي، وَحِكْمَتُهُ، وَعِلْمُهُ، وَخَلْقُهُ "

ص: 344

78 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، وَحَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، أَنَا مَرْوَانُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ قَالَا

⦗ص: 347⦘

: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي دَرْمٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: بَلَغَ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنْ مَجْلِسٍ، كَانَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ يَجْلِسُ فِيهِ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَيَخْتَصِمُونَ، فَتَرْتَفِعُ أَصْوَاتُهُمْ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: انْطَلِقْ بِنَا إِلَيْهِمْ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى وَقَفْنَا عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: " أَخْبِرْهُمْ عَنِ الْكَلَامِ الَّذِي كَلَّمَ بِهِ الْفَتَى أَيُّوبَ عليه الصلاة والسلام، وَهُوَ فِي بَلَائِهِ. قُلْتُ: قَالَ الْفَتَى: يَا أَيُّوبُ، أَمَا كَانَ فِي عَظَمَةِ اللَّهِ عز وجل، وَذِكْرِ الْمَوْتِ مَا يُكِلُّ لِسَانَكَ، وَيَقْطَعُ قَلْبَكَ، وَيَكْسَرُ حُجَّتَكَ؟ يَا أَيُّوبُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ لِلَّهِ عِبَادًا أَسْكَتَتْهُمْ خَشْيَةُ اللَّهِ عز وجل مِنْ غَيْرِ عِيٍّ وَلَا بُكْمٍ، وَإِنَّهُمْ لَهُمُ النُّبَلَاءُ الْفُصَحَاءُ الطُّلَقَاءُ الَأَلِبَّاءُ الْعَالِمُونَ

⦗ص: 348⦘

بِاللَّهِ وَآيَاتِهِ إِذَا ذَكَرُوا عَظَمَةَ اللَّهِ تَعَالَى تَقَطَّعَتْ قُلُوبُهُمْ، وَكَلَّتْ أَلْسِنَتُهُمْ، وَطَاشَتْ عُقُولُهُمْ، وَأَحْلَامُهُمْ فَرَقًا مِنَ اللَّهِ وَهَيْبَةً لَهُ، فَإِذَا اسْتَفَاقُوا مِنْ ذَلِكَ اسْتَبَقُوا إِلَى اللَّهِ تبارك وتعالى بِالْأَعْمَالِ الزَّاكِيَةِ لَا يَسْتَكْثِرُونَ لَهُ الْكَثِيرَ، وَلَا يَرْضَوْنَ لَهُ بِالْقَلِيلِ يَعُدُّونَ أَنْفُسَهُمْ مَعَ الظَّالِمِينَ، وَالْخَاطِئِينَ، وَإِنَّهُمْ لَأَنْزَاهٌ أَبْرَارٌ مَعَ الْمُضَيِّعِينَ، وَالْمُفَرِّطِينَ، وَإِنَّهُمْ لَأْكَيْاسٌ أَقْوِيَاءُ نَاحِلُونَ ذَائِبُونَ ذَابِلُونَ يَرَاهُمُ الْجَاهِلُ، فَيَقُولُ: مَرْضَى، وَلَيْسُوا بِمَرْضَى وَقَدْ خُولِطُوا، وَقَدْ خَالَطَ الْقَوْمَ أَمْرٌ عَظِيمٌ، وَكَتَبَ إِلَيَّ رَجُلٌ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: عَلَى إِثْرِ قَوْلِ وَهْبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: وَكَفَى بِكَ ظَالِمًا أَنْ لَا تَزَالَ مُخَاصِمًا، وَكَفَى بِكَ إِثْمًا أَنْ لَا تَزَالَ

⦗ص: 349⦘

مُمَارِيًا وَكَفَى بِكَ كَاذِبًا أَنْ لَا تَزَالَ مُحْدِثًا فِي غَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ عز وجل "

ص: 346

79 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ

⦗ص: 352⦘

: حَدَّثَنِي ضَمْضَمُ بْنُ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنْ رَبِّهِ عز وجل قَالَ:" ثَلَاثٌ غَيَّبْتُهُنَّ عَنْ عِبَادِي، لَوْ أَنِّي كَشَفْتُ غِطَائِي، كَيْفَ أَفْعَلُ بِخَلْقِي إِذَا أَمَتُّهُمْ، وَقَبَضْتُ السَّمَاوَاتِ بِيَمِينِي، وَقَبَضْتُ الْأَرَضِينَ، ثُمَّ قُلْتُ: أَنَا الْمَلِكُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي لَهُ مُلْكٌ دُونِي؟ "

ص: 351

80 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، رحمه الله قَالَ: قَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى لِأَرْمِيَا عليه السلام: «أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ الْقُلُوبَ تَصْدُرُ عَنْ مَشِيئَتِي، وَأَنَّ الْأَلْسُنَ كُلَّهَا بِيَدِي أُقَلِّبُهَا كَيْفَ شِئْتُ فَتُطِيعُنِي؟ فَلَا تَتِمُّ الْقُدْرَةُ إِلَّا لِي، وَلَا يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ غَيْرِي، فَإِنِّي أَنَا اللَّهُ الَّذِي قَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَمَا فِيهِنَّ بِكَلِمَتِي، وَأَنَا الَّذِي كَلَّمْتُ الْبِحَارَ، فَفَقِهَتْ قَوْلِي، فَأَمَرْتُهَا، فَامْتَثَلَتْ أَمْرِي، وَحَدَّدْتُ لَهَا حَدًّا، فَلَا تَعْدُو حَدِّي تَأْتِي بِأَمْوَاجٍ أَمْثَالِ الْجِبَالِ، فَإِذَا بَلَغَتْ حَدِّي أَلْبَسْتُهَا

⦗ص: 354⦘

مَذَلَّةَ طَاعَتِي، وَاعْتِرَافَ أَمْرِي»

ص: 353