المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر حملة العرش وعظم خلقهم - العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني - جـ ٣

[أبو الشيخ الأصبهاني]

الفصل: ‌ذكر حملة العرش وعظم خلقهم

‌ذِكْرُ حَمَلَةِ الْعَرْشِ وَعِظَمِ خَلْقِهِمْ

ص: 948

476 -

حَدَّثَنَا ابْنُ زُهَيْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ عز وجل مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ» . أَوْ قَالَ

⦗ص: 949⦘

: «خَمْسِينَ عَامًا»

ص: 948

477 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ أَحْمَدَ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُصَفَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 950⦘

خَرَجَ عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ:«مَا جَمَعَكُمْ؟» قَالُوا: اجْتَمَعْنَا نَذْكُرُ رَبَّنَا، وَنَتَفَكَّرُ فِي عَظَمَتِهِ. فَقَالَ:«أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِبَعْضِ عَظَمَتِهِ» ؟ قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «إِنَّ مَلَكًا مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ يُقَالُ لَهُ إِسْرَافِيلُ، زَاوِيَةٌ مِنْ زَوَايَا الْعَرْشِ عَلَى كَاهِلِهِ قَدْ مَرَقَتَا قَدَمَاهُ فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى، وَمَرَقَ رَأْسُهُ مِنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ الْعُلْيَا فِي مِثْلِهِ مِنْ خَلِيقَةِ رَبِّكُمْ تبارك وتعالى»

ص: 949

478 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو السَّمْحِ، قَالَ

⦗ص: 951⦘

: حَدَّثَنِي أَبُو قَبِيلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ رضي الله عنه يَقُولُ:«حَمَلَةُ الْعَرْشِ مَا بَيْنَ مُوقِ أَحَدِهِمْ إِلَى مُؤَخَّرِ عَيْنَيْهِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ»

ص: 950

479 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ:«إِنَّ حَمَلَةَ الْعَرْشِ ثَمَانِيَةٌ، أَقْدَامُهُمْ مُثَبَّتَةٌ فِي الْأَرْضِ السَّابِعَةِ، رُءُوسُهُمْ قَدْ جَاوَزَتِ السَّمَاءَ السَّابِعَةَ، وَقُرُونُهُمْ مِثَالُ طُولِهِمْ عَلَيْهَا الْعَرْشُ»

ص: 952

480 -

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِمْرَانَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مَيْسَرَةَ، عَنْ زَاذَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي قَوْلِهِ عز وجل:{وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة: 17] قَالَ: «أَرْجُلُهُمْ فِي التُّخُومِ لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَرْفَعُوا أَبْصَارَهُمْ مِنْ شُعَاعِ النُّورِ»

ص: 953

481 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا رَوَّادٌ يَعْنِي ابْنَ الْجَرَّاحِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِيَابٍ، قَالَ:" حَمَلَةُ الْعَرْشِ ثَمَانِيَةٌ يَتَجَاوَبُونَ بِصَوْتٍ حَزِينٍ رَخِيمٍ، يَقُولُ أَرْبَعَةٌ مِنْهُمْ: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ عَلَى حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ، وَأَرْبَعَةٌ مِنْهُمْ يَقُولُونَ: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ عَلَى عَفْوِكَ بَعْدَ قُدْرَتِكَ "

ص: 954

482 -

قَالَ جَدِّي رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: خُبِّرْتُ عَنْ إِدْرِيسَ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، «أَنَّ مَنَاكِبَ

⦗ص: 956⦘

الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ نَاشِبَةٌ فِي الْعَرْشِ، وَمَا بَيْنَ الْمَنَاكِبِ إِلَى أَطْرَافِ الرُّؤُوسِ لَا يُوصَفُ عِظَمًا، وَالْأَقْدَامُ رَاسِيَةٌ فِي أَسْفَلِ السَّافِلِينَ، وَحَوْلَ الْعَرْشِ سَبْعُونَ أَلْفَ صَفٍّ مِنَ الْمَلَائِكَةِ صَفٌّ خَلْفَ صَفٍّ قِيَامٌ، وَمِنْ وَرَاءِ هَؤُلَاءِ مِائَةُ أَلْفِ صَفٍّ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مَا بَيْنَ جَنَاحَيِ الْمَلَكِ مَسِيرَةُ ثَلَاثِمِائَةِ عَامٍ، وَمَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ أَرْبَعْمَائَةِ عَامٍ، وَمَا بَيْنَ كَتِفَيْ أَحَدِهِمْ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَمَا بَيْنَ ثَدْيَيْ أَحَدِهِمْ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَمِنْ قَدَمِهِ إِلَى كَعْبِهِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَمَا بَيْنَ كَعْبِهِ إِلَى رُكْبَتِهِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَمَا بَيْنَ رُكْبَتِهِ إِلَى أَصْلِ فَخِذَيْهِ مَسِيرَةُ خَمْسِينَ وَمِائَتَيْ عَامٍ، وَمَا بَيْنَ فَخِذَيْهِ إِلَى أَضْلَاعِ جَنْبَيْهِ مَسِيرَةُ ثَلَاثِمِائَةِ عَامٍ، وَمَا بَيْنَ ضِلْعَيْنِ مِنْ أَضْلَاعِهِ مَسِيرَةُ مِائَتَيْ عَامٍ، وَمَا بَيْنَ كَفِّهِ إِلَى مِرْفَقِهِ مَسِيرَةُ مِائَتَيْ عَامٍ، وَمَا بَيْنَ مِرْفَقِهِ إِلَى أَصْلِ مَنْكِبَيْهِ مَسِيرَةُ ثَلَاثِمِائَةِ عَامٍ، وَكَفَّاهُ لَوْ أُذِنَ لَهُ أَنْ يَقْبِضَ بِإِحْدَاهُمَا عَلَى جِبَالِ الْأَرْضِ كُلِّهَا لَفَعَلَ، وَبِالْأُخْرَى عَلَى أَرْضِ الدُّنْيَا كُلِّهَا فَعَلَ، وَإِنَّ حَمَلَةَ الْعَرْشِ طُولُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَسِيرَةُ مِائَتَيْ أَلْفِ سَنَةٍ وَسَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ سَنَةٍ، وَإِنَّ قَدْرَ مَوْضِعِ قَدَمِ أَحَدِهِمْ مَسِيرَةُ سَبْعَةِ آلَافِ سَنَةٍ، وَلَهُمْ وُجُوهٌ وَعُيُونٌ لَا يَعْلَمُ عِدَّتَهَا إِلَّا اللَّهُ تبارك وتعالى، فَلَمَّا حَمَلُوا الْعَرْشَ وَقَعُوا عَلَى رُكَبِهِمْ مِنْ عَظَمَةِ اللَّهِ تبارك وتعالى، فَلُقِّنُوا لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَاسْتَوَوْا قِيَامًا عَلَى أَرْجُلِهِمْ، وَإِنَّ قَدَمَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ نَافِذَةٌ تَحْتَ الْأَرْضِ السُّفْلَى مِقْدَارَ

⦗ص: 957⦘

مَسِيرَةِ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ عَلَى الرِّيحِ»

ص: 955

483 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَصَاحِفِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْبَرَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ: " مَنَاكِبُ الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ نَاشِبَةٌ فِي الْعَرْشِ، وَمَا بَيْنَ الْمَنَاكِبِ إِلَى أَطْرَافِ الرُّؤُوسِ قَدْرُ غِلَظِ الْعَرْشِ، وَهُوَ لَا يُوصَفُ غِلَظًا، وَلِكُلِّ مَلَكٍ مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ وُجُوهٍ عَلَى أَرْبَعِ صُوَرٍ وَجْهٌ أَمَامَهُ، وَوَجْهٌ خَلْفَهُ، وَوَجْهٌ عَنْ يَمِينِهِ، وَوَجْهٌ عَنْ شِمَالِهِ، وَمَا بَيْنَ الْوُجُوهِ إِلَى الْأَقْدَامِ عُيُونٌ بِطَرَفِ الْجَسَدِ كُلِّهِ، وَالْأَقْدَامُ رَاسِيَةٌ فِي أَسْفَلِ السَّافِلِينَ، وَمَا خَلَقَ اللَّهُ عز وجل مِنْ شَيْءٍ دُونَ الْحَمَلَةِ فِي جَوْفِ الْكُرْسِيِّ، وَالْحَمَلَةُ وَرَاءَ كُلِّ شَيْءٍ، وَأَرْبَعَةٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَدُورُونَ حَوْلَ الْعَرْشِ مُذْ يَوْمِ خَلَقَ اللَّهُ عز وجل الْعَرْشَ إِلَى يَوْمِ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ لِكُلِّ مَلَكٍ مِنْهُمْ سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ يَرِفُّ بِاثْنَيْنِ، وَيُسَبِّحُ بِاثْنَيْنِ، وَيُخَمِّرُ وَجْهَهُ بِاثْنَيْنِ مِنْ لَهَبِ النُّورِ، وَهُمْ يَقُولُونَ: سُبْحَانَكَ قُدُّوسٌ، اللَّهُ الَّذِي مَلَأَتْ عَظَمَتُهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، وَلَا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا، وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ لَا يَسْأَمُونَ، وَلَا يَفْتُرُونَ، وَيَذْكُرُونَهُ، وَيُعَظِّمُونَهُ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ لَا يَدْرُونَ مَا قُرْبُهُمْ مِنَ اللَّهِ، وَلَا بُعْدُهُمْ مِنْهُ يَقُولُونَ: سُبْحَانَكَ قُدُّوسٌ أَنْتَ بِكُلِّ مَكَانٍ أَيْنَمَا كُنْتَ، وَحَيْثُمَا كُنْتَ وَبَيْنَ مَلَائِكَةِ حَمَلَةِ الْكُرْسِيِّ، وَبَيْنَ حَمَلَةِ الْعَرْشِ سَبْعُونَ حِجَابًا مِنْ ظُلْمَةٍ، وَسَبْعُونَ حِجَابًا مِنَ النُّورِ غِلَظُ كُلِّ حِجَابٍ مِنْهَا مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَبَيْنَ الْحِجَابِ إِلَى الْحِجَابِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَلَوْلَا تِلْكَ الْحُجُبُ لَاحْتَرَقَتْ مَلَائِكَةُ الْكُرْسِيِّ مِنْ نُورِ مَلَائِكَةِ حَمَلَةِ الْعَرْشِ، فَكَيْفَ بِنُورِ الرَّبِّ الَّذِي لَا يُوصَفُ، وَلَا يُدْرَى مَا كُنْهُهُ، وَحَمَلَةُ الْعَرْشِ الْيَوْمَ أَرْبَعَةُ

⦗ص: 958⦘

أَمْلَاكٍ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أُيِّدُوا بِأَرْبَعَةٍ آخَرِينَ، فَكَانُوا ثَمَانِيَةً، مَلَكٌ مِنْهُمْ فِي صُورَةِ إِنْسَانٍ يَشْفَعُ لِبَنِي آدَمَ فِي أَرْزَاقِهِمْ، وَمَلَكٌ فِي صُورَةِ النَّسْرِ يَشْفَعُ لِلطَّيْرِ فِي أَرْزَاقِهَا وَمَلَكٌ فِي صُورَةِ أَسَدٍ يَشْفَعُ للِسِّبَاعِ فِي أَرْزَاقِهَا، وَمَلَكٌ فِي صُورَةِ ثَوْرٍ يَشْفَعُ لِلْبَهَائِمِ فِي أَرْزَاقِهَا، وَلِكُلِّ مَلَكٍ مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ وُجُوهٍ وَجْهُ إِنْسَانٍ وَوَجْهُ نَسْرٍ وَوَجْهُ ثَوْرٍ، وَوَجْهُ أَسَدٍ ". وَذَكَرَ وَهْبٌ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ حَمَلَةَ الْعَرْشِ طُولُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَسِيرَةُ مِائَتَيْ أَلْفِ سَنَةٍ وَسَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ سَنَةٍ، وَإِنَّ قَدْرَ مَوْضِعِ قَدَمِ أَحَدِهِمْ مَسِيرَةُ سَبْعَةِ آلَافِ سَنَةٍ، وَلَهُمْ وُجُوهٌ، وَعُيُونٌ مَا لَا يَعْلَمُ عِدَّتَهَا إِلَّا اللَّهُ تبارك وتعالى، فَلَمَّا حَمَلُوا الْعَرْشَ وَقَعُوا عَلَى رُكَبِهِمْ مِنْ عَظَمَةِ اللَّهِ عز وجل فَلُقِّنُوا: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَاسْتَوَوْا قِيَامًا عَلَى أَرْجُلِهِمْ، وَإِنَّ قَدَمَيْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ نَافِذَةٌ تَحْتَ الْأَرَضِينَ السُّفْلَى مِقْدَارَ مَسِيرَةِ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ عَلَى الرِّيحِ، يَحْمَدُونَ اللَّهَ عز وجل، وَيُعَظِّمُونَهُ، وَيُسَبِّحُونَهُ، وَيُمَجِّدُونَهُ لَا يَفْتُرُونَ، يَقُولُونَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدِ الرَّفِيعِ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُونَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ "

ص: 957

484 -

حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مَهْرَانَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ، قَالَ:" كَانَ يُقَالُ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، فَمُدَّتِ الْأَرْضُ مَدَّ الْأَدِيمِ، ثُمَّ حَشَرَ اللَّهُ عز وجل مَنْ فِيهَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، ثُمَّ أَخَذُوا مَصَافَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ، ثُمَّ نَزَلَ أَهْلُ السَّمَاءِ الدُّنْيَا بِمِثْلِ مَنْ فِي الْأَرْضِ وَمِثْلِهِمْ مَعَهُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، حَتَّى إِذَا كَانُوا مِثْلَ رُءُوسِ الْخَلَائِقِ أَضَاءَتِ الْأَرْضُ لِوُجُوهِهِمْ، فَخَرَّ أَهْلُ الْأَرْضِ سَاجِدِينَ، قَالُوا: أَفِيكُمْ رَبُّنَا؟ قَالُوا: لَيْسَ فِينَا وَهُوَ آتٍ، ثُمَّ أَخَذُوا مَصَافَّهُمْ، ثُمَّ نَزَلَ أَهْلُ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ كَمْثِلَيْ مَنْ فِي الْأَرْضِ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالْمَلَائِكَةِ، ثُمَّ نَزَلَ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ مِنَ التَّضْعِيفِ أَضْعَافًا فِي الشِّدَّةِ وَالْقُوَّةِ، وَالنَّجْدَةِ وَالشَّجَاعَةِ وَالْغِلْظَةِ، وَالْعَظَمَةِ مَلَائِكَةٌ مُتْرَاصَّةٌ أَقْدَامُهُمْ مُصْطَكَّةٌ مَنَاكِبُهُمْ متُلَازِقَةٌ

⦗ص: 960⦘

أَكْتَافُهُمْ أَنْصَافُهُمْ ". وَقَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ خَلَقَ اللَّهُ مِنْ كَلِمَتِهِ تِلْكَ مَلَكًا، فَيَذْهَبُ إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ فَيَغْتَسِلُ فِي نَهْرٍ يُقَالُ لَهُ الْحَيَاةُ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْهَا، فَيَنْفُضُ جَنَاحَهُ، فَيَقْطُرُ مِنْهُ مِثْلُ قَطْرِ السَّمَاءِ، فَيَخْلُقُ اللَّهُ عز وجل مِنْ كُلِّ قَطْرَةٍ مَلَكًا يُسَبِّحُهُ، وَيُقَدِّسُهُ، وَيَثْبُتُ ذَلِكَ لِلْعَبْدِ إِلَى النَّفْخَةِ الْأُولَى»

ص: 959

485 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَنْبَأَتْنَا عَبْدَةُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، أَنَّ أَبَاهَا، قَالَ:" إِنَّ مَلَكًا نِصْفُهُ نُورٌ، وَنِصْفُهُ ثَلْجٌ يَقُولُ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ كَمَا أَلَّفْتَ بَيْنَ هَذَا النُّورِ وَهَذَا الثَّلْجِ، فَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ، لَيْسَ لَهُ تَسْبِيحٌ غَيْرُهُ "

ص: 961

486 -

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ صَخْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " إِنَّ فِي السَّمَاءِ مَلَكًا خُلِقَ مِنْ ثَلْجٍ وَنَارٍ فَمِنْ دُعَاءِ ذَلِكَ الْمَلَكِ أَنْ يَقُولَ: اللَّهُمَّ كَمَا أَلَّفْتَ هَذَا بَيْنَ الثَّلْجِ وَالنَّارِ، فَأَلِّفْ بَيْنَ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ "

ص: 962

487 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو شَيْبَةَ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عِيسَى بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ مُجَاهِدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ لِلَّهِ عز وجل ثَمَانِيَةَ أَمْلَاكٍ، أَرْبَعَةً بِالْمَشْرِقِ، وَأَرْبَعَةً بِالْمَغْرِبِ، فَإِذَا أَمْسَى قَالَ الَّذِي بِالْمَشْرِقِ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، فَيَقُولُ الَّذِي بِالْمَغْرِبِ: يَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، فَإِذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ قَالَ الَّذِي بِالْمَشْرِقِ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقَ مَالِهِ خَلَفًا، وَيَقُولُ الَّذِي بِالْمَغْرِبِ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا، فَإِذَا مَضَى ثُلُثَا اللَّيْلِ قَالَ الثَّالِثُ الَّذِي بِالْمَشْرِقِ: سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ، وَيَقُولُ الَّذِي بِالْمَغْرِبِ: سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ، وَالرَّابِعُ وَاضِعٌ الصُّورَ عَلَى فِيهِ يَنْتَظِرُ مَتَى يُؤْمَرُ

⦗ص: 964⦘

بِالنَّفْخَةِ، وَالْآخَرُ مُقَابِلَهُ "

ص: 963

489 -

حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ، عَنْ جَعْفَرٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " قَالَ جِبْرِيلُ: يَا مُحَمَّدُ، يَا نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا سُجُودٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ يَقُولُونَ: سُبْحَانَ ذِي الْعِزَّةِ وَالْجَبَرُوتِ، وَأَهْلَ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ قِيَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ يَقُولُونَ: سُبْحَانَ الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ "

ص: 965

490 -

حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ حَمْدَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى:{فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا} [الذاريات: 4] قَالَ: «الْمَلَائِكَةُ يُنْزِلُهَا اللَّهُ عز وجل بِأَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ»

ص: 965

491 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِمْرَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ رضي الله عنه:{وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا} [النازعات: 1] قَالَ: «الْمَلَائِكَةُ»

ص: 966

492 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى:{فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا} [النازعات: 5] قَالَ: «الْمَلَائِكَةُ» . وَفِي قَوْلِهِ: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} [المرسلات: 1] قَالَ: «الْمَلَائِكَةُ»

ص: 967

493 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبَانَ الضَّرِيرُ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ الْحَكَمِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى:{وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ} [الحجر: 21] قَالَ: «بَلَغَنِي أَنَّهُ يَنْزِلُ مَعَ الْمَطَرِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ أَكْثَرُ مِنْ وَلَدِ آدَمَ، وَوَلَدِ إِبْلِيسَ يُحْصُونَ كُلَّ قَطْرَةٍ وَأَيْنَ تَقَعُ، وَمَنْ يُرْزَقُ ذَلِكَ النَّبَاتَ»

ص: 968

494 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ شُرَيْحٍ التَّيْمِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبًا رحمه الله يَقُولُ: «لَوْ تُجُلِّيَ لِابْنِ آدَمَ عَنْ بَصَرِهِ لَرَأَى عَلَى كُلِّ جَبَلٍ وَسَهْلٍ شَيْطَانًا كُلُّهُمْ بَاسِطٌ إِلَيْهِ يَدَهُ، فَاغِرٌ إِلَيْهِ فَاهُ يُرِيدُونَ هَلَكَتَهُ، فَلَوْلَا أَنَّ اللَّهَ عز وجل وَكَّلَ بِكُمْ مَلَائِكَةً يَذُبُّونَ عَنْكُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيكُمْ وَمِنْ خَلْفِكُمْ، وَعَنْ أَيْمَانِكُمْ وَعَنْ شَمَائِلِكُمْ بِمِثْلِ الشُّهُبِ لَتَخَطَّفُوكُمْ»

ص: 969