المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر خلق جبريل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام الروح الأمين - العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني - جـ ٣

[أبو الشيخ الأصبهاني]

الفصل: ‌ذكر خلق جبريل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام الروح الأمين

‌ذِكْرُ خَلْقِ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامُ الرُّوحِ الْأَمِينِ

ص: 972

495 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ عَبَّادٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «رَأَيْتُ جِبْرِيلَ عليه السلام مُهْبَطًا مِنَ السَّمَاءِ سَادًّا عِظَمُ خَلْقِهِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ»

ص: 972

496 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْفَارِسِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِمْرَانَ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنِ ابْنِ سَابِطٍ، فِي قَوْلِ اللَّهُ عز وجل:{وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيُّ حَكِيمٌ} [الزخرف: 4] قَالَ: «فِي أُمِّ الْكِتَابِ كُلُّ شَيْءٍ هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ

⦗ص: 974⦘

الْقِيَامَةِ، وَوُكِّلَ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ أَنْ يَحْفَظُوهُ، فَوُكِّلَ جِبْرِيلُ بِالْكِتَابِ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ إِلَى الرُّسُلِ، وَوُكِّلَ جِبْرِيلُ أَيْضًا بِالْهَلَكَاتِ، إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عز وجل أَنْ يُهْلِكَ قَوْمًا، وَوَكَّلَهُ أَيْضًا بِالنَّصْرِ عِنْدَ الْقِتَالِ، هَذَا جِبْرِيلُ عليه السلام، وَوُكِّلَ مِيكَائِيلُ بِالْحِفْظِ لِلْقَطْرِ وَنَبَاتِ الْأَرْضِ، وَوُكِّلَ مَلَكُ الْمَوْتِ عليه السلام بِقَبْضِ الْأَنْفُسِ، فَإِذَا ذَهَبَتِ الدُّنْيَا جُمِعَ بَيْنَ حِفْظِهِمْ، وَمَا فِي أُمِّ الْكِتَابِ فَيَجِدُونَهُ سَوَاءً»

ص: 973

497 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما:{وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} [هود: 17] قَالَ: «جِبْرِيلُ»

ص: 974

498 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بَنَانٍ الْأَنْمَاطِيُّ، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ الْمُسْلِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، فِي قَوْلِهِ عز وجل:{إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} [التكوير: 19] قَالَ: «جِبْرِيلُ عليه السلام» . وَفِي قَوْلِهِ عز وجل: {ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ} [التكوير: 20] قَالَ: «جِبْرِيلُ عليه السلام» . وَقَوْلُهُ: {مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} [التكوير: 21] قَالَ: «جِبْرِيلُ أَمِينٌ عَلَى سَبْعِينَ أَلْفَ حِجَابٍ» . {وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ} [التكوير: 22] قَالَ: «مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم»

ص: 975

499 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ عز وجل:{فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} [النجم: 9]، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 977⦘

رَأَى جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ»

ص: 976

500 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قَالَ:«رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جِبْرِيلَ عليه السلام فِي صُورَتِهِ لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ»

ص: 977

501 -

حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «رَأَيْتُ

⦗ص: 978⦘

جِبْرِيلَ عليه السلام عِنْدَ السِّدْرَةِ، وَعَلَيْهِ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ، يَنْتَشِرُ مِنْ رِيشِهِ تَهَاوِيلُ الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ»

ص: 977

502 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه:{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى، عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى} [النجم: 14] قَالَ: «رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ عِنْدَ السِّدْرَةِ لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ، جَنَاحٌ مِنْهَا سَدَّ الْأُفُقَ يَتَنَاثَرُ مِنْ أَجْنِحَتِهِ التَّهَاوِيلُ الدُّرُّ وَالْيَاقُوتُ مَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى»

ص: 978

503 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ هَارُونَ بْنِ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى وَكَّلَ بِعَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ مَلَكَيْنِ يَكْتُبَانِ عَمَلَهُ، فَإِذَا مَاتَ قَالَ الْمَلَكَانِ اللَّذَانِ وُكِّلَا بِهِ يَكْتُبَانِ عَمَلَهُ: قَدْ مَاتَ، فَائْذَنْ لَنَا أَنْ نَصْعَدَ إِلَى السَّمَاءِ، فَيَقُولُ اللَّهُ عز وجل: سَمَائِي مَمْلُوءَةٌ مِنْ مَلَائِكَتِي يُسَبِّحُونِي. فَيَقُولَانِ

⦗ص: 980⦘

: أَفَنُقِيمُ فِي الْأَرْضِ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ عز وجل: أَرْضِي مَمْلُوءَةٌ مِنْ خَلْقِي يُسَبِّحُونِي. فَيَقُولَانِ: فَأَيْنَ؟ فَيَقُولُ: قُومَا عَلَى قَبْرِ عَبْدِي، أَوْ عِنْدَ قَبْرِ عَبْدِي، فَسَبِّحَانِي وَاحْمَدَانِي، وَكَبِّرَانِي، وَاكْتُبَا ذَلِكَ لِعَبْدِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "

ص: 979

504 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا سَلَّامٌ الطَّوِيلُ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 981⦘

، قَالَ:" إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى مَلَائِكَةً فِي السَّمَاءِ أَبْصَرُ بِبَنِي آدَمَ وَأَعْمَالِهِمْ مِنْ بَنِي آدَمَ بِنُجُومِ السَّمَاءِ، فَإِذَا أَبْصَرُوا إِلَى عَبْدٍ يَعْمَلُ بِطَاعَةِ اللَّهِ عز وجل ذَكَرُوهُ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَسَمَّوْهُ، وَقَالُوا: أَفْلَحَ اللَّيْلَةَ فُلَانٌ نَجَا اللَّيْلَةَ فُلَانٌ، وَإِذَا أَبْصَرُوا إِلَى عَبْدٍ يَعْمَلُ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ ذَكَرُوهُ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَسَمَّوْهُ، وَقَالُوا: خَابَ اللَّيْلَةَ فُلَانٌ خَسِرَ اللَّيْلَةَ فُلَانٌ هَلَكَ اللَّيْلَةَ فُلَانٌ "

ص: 980

505 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَاشِمٍ الْبَعْلَبَكِّيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، أَخْبَرَتْنَا عَبْدَةُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِيهَا، قَالَ:" إِنَّ فِي السَّمَاءِ مَلَكًا نِصْفُهُ نُورٌ وَنِصْفُهُ ثَلْجٌ يَقُولُ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ كَمَا أَلَّفْتَ بَيْنَ هَذَا النُّورِ وَهَذَا الثَّلْجِ، فَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ، لَيْسَ لَهُ تَسْبِيحٌ غَيْرُهُ "

ص: 981

506 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ رضي الله عنه {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ} [الصافات: 164] قَالَ: «الْمَلَائِكَةُ، مَا فِي السَّمَاءِ مَوْضِعٌ إِلَّا عَلَيْهِ مَلَكٌ، إِمَّا سَاجِدٌ، وَإِمَّا قَائِمٌ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ»

ص: 981

507 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ مُوَرِّقٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي لَأَرَى مَا لَا تَرَوْنَ، وَأَسْمَعُ

⦗ص: 983⦘

مَا لَا تَسْمَعُونَ، إِنَّ السَّمَاءَ أَطَّتْ، وَحَقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا مِنْهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَعَلَيْهِ مَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ، وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، وَلَخَرَجْتُمُ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ عز وجل، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ شَجَرَةً تُعْضَدُ»

ص: 982

508 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْفَارِسِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاذٍ النَّحْوِيُّ الْفَضْلُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ رحمه الله فِي قَوْلِهِ: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ، وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ} [الصافات: 166] قَالَ: كَانَ مَسْرُوقُ بْنُ الْأَجْدَعِ يَرْوِي، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا مَوْضِعُ قَدَمٍ إِلَّا عَلَيْهِ مَلَكٌ سَاجِدٌ

⦗ص: 985⦘

أَوْ قَائِمٌ» . فَذَلِكَ قَوْلُهُ عز وجل: {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ، وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ، وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ} [الصافات: 164]

ص: 984

509 -

أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَيْمُونٍ الْعَتَكِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رضي الله عنه، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ لَهُمْ:«هَلْ تَسْمَعُونَ مَا أَسْمَعُ؟» قَالُوا: مَا نَسْمَعُ مِنْ شَيْءٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي لَأَسْمَعُ أَطِيطَ السَّمَاءِ، وَمَا تُلَامُ أَنْ تَئِطَّ، وَمَا فِيهَا مَوْضِعُ قَدَمٍ إِلَّا عَلَيْهِ مَلَكٌ سَاجِدٌ، أَوْ قَائِمٌ» .

⦗ص: 987⦘

510 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي دُلَامَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، مِثْلَهُ

ص: 986

511 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا، فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا، فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا} [الصافات: 2] قَالَ: «يَعْنِي الْمَلَائِكَةَ»

ص: 988

512 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ لِلَّهِ عز وجل مَلَائِكَةً فَضْلًا عَنْ كِتَابِ النَّاسِ، يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ يَتَتَبَّعُونَ الذِّكْرَ، فَإِذَا رَأَوْا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا هَلُمُّوا إِلَى حَاجَاتِكُمْ، قَالَ: فَتَحُفُّهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى عَنَانِ السَّمَاءِ، قَالَ: فَيَقُولُ اللَّهُ عز وجل وَهُوَ أَعْلَمُ: مَا يَقُولُ عِبَادِي؟ قَالُوا: يُحَمِّدُونَكَ، وَيُسَبِّحُونَكَ، وَيُمَجِّدُونَكَ. فَيَقُولُ: هَلْ رَأَوْنِي؟ فَيَقُولُونَ: لَا. فَيَقُولُ: كَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي؟ قَالُوا: لَوْ رَأَوْكَ كَانُوا لَكَ أَشَدَّ تَسْبِيحًا، وَتَمْجِيدًا، وَتَحْمِيدًا. فَيَقُولُ: مَا يَسْأَلُونِي؟ قَالُوا: يَسْأَلُونَكَ الْجَنَّةَ. فَيَقُولُ: هَلْ رَأَوْهَا؟ فَيَقُولُونَ: لَا. فَيَقُولُ: كَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟ قَالُوا: لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ طَلَبًا، وَعَلَيْهَا أَشَدَّ حِرْصًا. قَالُوا: وَيَتَعَوَّذُونَ مِنَ النَّارِ. فَيَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟ قَالُوا: لَا. قَالَ فَيَقُولُ: كَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟ قَالُوا: لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا مِنْهَا أَشَدَّ تَعَوُّذًا، وَأَشَدَّ فِرَارًا. فَيَقُولُ

⦗ص: 990⦘

: أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ. فَيَقُولُ الْمَلَكُ: فِيهِمْ فُلَانٌ لَيْسَ مِنْهُمْ إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ، فَيَقُولُ تبارك وتعالى: هُمُ الْجُلَسَاءُ لَا يَشْقَى جَلِيسُهُمْ "

ص: 989

513 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 991⦘

: «إِنَّ لِلَّهِ تبارك وتعالى مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْضِ يُبَلِّغُونِي عَنْ أُمَّتِي السَّلَامَ»

ص: 990

514 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رَوْحٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُبَيْقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ رحمه الله يَقُولُ: " تَجْتَمِعُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ، وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلَاةِ الظُّهْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ، فَتَرْتَفِعُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ، وَتَبْقَى مَلَائِكَةُ النَّهَارِ، فَيَقُولُ رَبُّهُمْ تبارك وتعالى: مَلَائِكَتِي مَاذَا تَرَكْتُمْ عِبَادِي يَعْمَلُونَ؟ فَيَقُولُونَ: أَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَتَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَفِيهِمْ عَبْدٌ لَكَ لَمْ تُنْعِمْ عَلَيْهِ بِنِعْمَةٍ إِلَّا عَلِمَ أَنَّهَا مِنْكَ، فَيُوحِي اللَّهُ عز وجل إِلَيْهِمْ: زِيدُوا عَبْدِي فِي النِّعَمِ. قَالَ: فَيَزِيدُونَهُ، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا قَدِ انْتَهَى الْمَزِيدُ، فَيُوحِي اللَّهُ عز وجل إِلَيْهِمْ كَيْفَ وَجَدْتُمْ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: وَجَدْنَاهُ شَاكِرًا، فَيُوحِي اللَّهُ عز وجل إِلَيْهِمْ: أَنْقِصُوا عَبْدِي وَابْتَلُوهُ فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا قَدِ انْتَهَى الْبَلَاءُ فَيَقُولُ: كَيْفَ وَجَدْتُمْ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: وَجَدْنَاهُ صَابِرًا فَيَقُولُ: اكْتُبُوهُ مِمَّنْ لَا يُبَدِّلُ وَلَا يُغَيِّرُ حَتَّى يَلْقَانِي "

ص: 992

515 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ أَسْلَمَ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ أَرْطَاةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 994⦘

، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ لِلَّهِ تبارك وتعالى مَلَائِكَةً تَرْعَدُ فَرَائِصُهُمْ مِنْ مَخَافَتِهِ، مَا مِنْهُمْ مَلَكٌ تَقْطُرُ مِنْ عَيْنَيْهِ دَمْعَةٌ إِلَّا وَقَعَتْ مَلَكًا قَائِمًا يُصَلِّي، وَإِنَّ لِلَّهِ عز وجل مَلَائِكَةً سُجُودًا لِلَّهِ مُذْ يَوْمِ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَمْ يَرْفَعُوا رُءُوسَهُمْ، وَلَا يَرْفَعُونَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَلَائِكَةً رُكُوعًا لَمْ يَرْفَعُوا رُءُوسَهُمْ، وَلَا يَرْفَعُونَهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَصُفُوفًا لَمْ يَنْصَرِفُوا عَنْ مَصَافِّهِمْ، وَلَا يَنْصَرِفُونَ عَنْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَإِذَا رَفَعُوا وَنَظَرُوا إِلَى وَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى قَالُوا: سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ "

ص: 993

516 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَانَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ آدَمَ بْنِ بِلَالٍ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي عِيسَى رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ:" لَمَّا اسْتَوَى عَلَى كُرْسِيِّهِ تَعَالَى خَرَّ مَلَكٌ سَاجِدًا، فَهُوَ سَاجِدٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْتُكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ غَيْرَ أَنِّي لَمْ أُشْرِكْ بِكَ شَيْئًا، وَلَمْ أَتَّخِذْ مِنْ دُونِكَ وَلِيًّا "

ص: 995

517 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْحَمَّالُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 996⦘

، قَالَ:" إِنَّ مَلَكًا بِبَابٍ مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ يَقُولُ: مَنْ يُقْرِضِ الْيَوْمَ يُجْزَ غَدًا، وَمَلَكٌ بِبَابٍ آخَرَ يُنَادِي: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَأَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا، وَمَلَكٌ بِبَابٍ آخَرَ يُنَادِي: يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ، مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى، وَمَلَكٌ بِبَابٍ آخَرَ يُنَادِي: يَا بَنِي آدَمَ لُدُّوا لِلْمَوْتِ، وَابْنُوا لِلْخَرَابِ "

ص: 995

518 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عَمِّهِ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 999⦘

يَقُولُ: «أُمِرْتُ أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاءِ مَا بَيْنَ عَاتِقِهِ إِلَى مُنْتَهَى رَأْسِهِ كَطَيَرَانِ مَلَكٍ سَبْعَمِائَةِ عَامٍ، وَمَا يَدْرِي أَيْنَ رَبُّهُ، فَسُبْحَانَهُ»

ص: 998

519 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رَوْحٍ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّرَسُوسِيُّ، حَدَّثَنَا

⦗ص: 1000⦘

سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ:«مَلَكَانِ أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِهِ يَكْتُبُ الْحَسَنَاتِ، وَمَلَكٌ عَنْ يَسَارِهِ يَكْتُبُ السَّيِّئَاتِ فَالَّذِي عَنْ يَمِينِهِ يَكْتُبُ بِغَيْرِ شَهَادَةٍ مِنْ صَاحِبِهِ، وَالَّذِي عَنْ يَسَارِهِ لَا يَكْتُبُ إِلَّا عَنْ شَهَادَةٍ مِنْ صَاحِبِهِ، إِنْ قَعَدَ فَأَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِهِ، وَالْآخَرُ عَنْ يَسَارِهِ، إِنْ مَشَى فَأَحَدُهُمَا أَمَامَهُ، وَالْآخَرُ خَلْفَهُ، وَإِنْ رَقَدَ فَأَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِهِ، وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ» . وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: «وُكِّلَ بِهِ خَمْسَةُ أَمْلَاكٍ مَلَكَانِ بِاللَّيْلِ، وَمَلَكَانِ بِالنَّهَارِ يَجِيئَانِ وَيَذْهَبَانِ، وَمَلَكٌ خَامِسٌ لَا يُفَارِقُهُ لَيْلًا وَلَا نَهَارًا»

ص: 999

520 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رَوْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُوَفَّقٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 1001⦘

: «إِنَّ الْمَلَائِكَةَ يَصْعَدُونَ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ يُكَثِّرُونَهُ وَيُبَرِّكُونَهُ حَتَّى يَنْتَهُوا بِهِ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ مِنْ سُلْطَانِهِ، فَيُوحِي اللَّهُ عز وجل إِلَيْهِمْ، إِنَّكُمْ حَفَظَةٌ عَلَى عَمَلِ عَبْدِي، وَأَنَا رَقِيبٌ عَلَى مَا فِي نَفْسِهِ إِنَّ عَبْدِي هَذَا لَمْ يُخْلِصْ لِي عَمَلَهُ اجْعَلُوهُ فِي سِجِّينٍ» . قَالَ: «وَيَصْعَدُونَ بِعَمَلِ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ عز وجل، فَيَسْتَقِلُّونَهُ حَتَّى يَنْتَهُوا بِهِ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ مِنْ سُلْطَانِهِ، فَيُوحِي اللَّهُ عز وجل إِلَيْهِمْ إِنَّكُمْ حَفَظَةٌ، وَأَنَا رَقِيبٌ عَلَى مَا فِي نَفْسِهِ، فَضَاعِفُوه لهُ وَاجْعَلُوهُ فِي عِلِّيِّينَ»

ص: 1000

521 -

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ النَّرْسِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى:{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ} [الأنعام: 61] يَقُولُ: حَفَظَةٌ يَا ابْنَ آدَمَ يَحْفَظُونَ عَلَيْكَ رِزْقَكَ وَعَمَلَكَ وَأَجَلَكَ، إِذَا تَوَفَّيْتَ

⦗ص: 1002⦘

ذَلِكَ قُبِضَتْ إِلَى رَبِّكَ عز وجل "

ص: 1001

522 -

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي مَعْشَرٍ: الرَّجُلُ يَذْكُرُ اللَّهَ فِي نَفْسِهِ كَيْفَ تَكْتُبُهُ الْمَلَائِكَةُ؟ قَالَ: «يَجِدُونَ الرِّيحَ»

ص: 1002

523 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ سُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنَا زَيْنَبُ

⦗ص: 1003⦘

بِنْتُ يَزِيدَ الْعَتَكِيَّةُ قَالَتْ: كُنَّا عِنْدَ عَائِشَةَ رضي الله عنها، فَجَاءَ رَهْطٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فِيهِمْ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ فَذَكَرُوا الصَّلَاةَ وَمَوَاقِيتَهَا، فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَتَّخِذَ دِيكًا، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«إِنَّ لِلَّهِ تبارك وتعالى دِيكًا رِجْلَاهُ تَحْتَ سَبْعِ أَرَضِينَ، وَرَأْسُهُ قَدْ جَاوَزَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ يَسْقَعُ فِي إِبَّانِ الصَّلَوَاتِ، فَلَا يَبْقَى دِيكٌ مِنْ دِيَكَةِ الْأَرْضِ إِلَّا أَجَابَهُ» ، فَلَا أُحِبُّ أَنْ يَعْدَمَ بَيْتِي أَنْ أَتَّخِذَ الدِّيكَ

ص: 1002

524 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا

⦗ص: 1004⦘

إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللَّهَ عز وجل أَذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ دِيكٍ قَدْ مَرَقَتْ رِجْلَاهُ الْأَرْضَ، وَرَأْسُهُ مَثْنِيَّةٌ تَحْتَ الْعَرْشِ، وَهُوَ يَقُولُ: سُبْحَانَكَ مَا أَعْظَمَكَ رَبَّنَا، فَيَرُدُّ عَلَيْهِ: مَا يَعْلَمُ ذَلِكَ مَنْ حَلَفَ بِي كَاذِبًا "

ص: 1003

525 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ إِدْرِيسَ يَعْنِي الْأَوْدِيَّ

⦗ص: 1006⦘

، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِلَّهِ تبارك وتعالى دِيكًا بَرَاثِنُهُ فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى، وَعُنُقُهُ مَثْنِيُّ تَحْتَ الْعَرْشِ، وَجَنَاحَاهُ فِي الْهَوَاءِ يَخْفُقُ بِهِمَا سَحَرَ كُلِّ لَيْلَةٍ سَبِّحُوا الْقُدُّوسَ رَبَّنَا الرَّحْمَنَ لَا إِلَهَ غَيْرُهُ»

ص: 1005

527 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رَوْحٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، وَعَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ الْقَنْطَرِيَّانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي

⦗ص: 1008⦘

رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنهم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ لِلَّهِ عز وجل دِيكًا جَنَاحَاهُ مُوَشَّيَانِ بِالزَّبَرْجَدِ وَاللُّؤْلُؤِ وَالْيَاقُوتِ، جَنَاحٌ لَهُ فِي الْمَشْرِقِ، وَجَنَاحٌ لَهُ بِالْمَغْرِبِ، وَقَوَائِمُهُ فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى، وَرَأْسُهُ مَثْنِيُّ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَإِذَا كَانَ فِي السَّحَرِ الْأَعْلَى خَفَقَ بِجَنَاحِهِ، ثُمَّ قَالَ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَضْرِبُ الدِّيَكَةُ أَجْنِحَتَهَا وَتَصِيحُ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى: ضُمَّ جَنَاحَكَ، وَغُضَّ صَوْتَكَ، فَيَعْلَمُ أَهْلُ

⦗ص: 1009⦘

السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّ السَّاعَةَ قَدِ اقْتَرَبَتْ "

ص: 1007

528 -

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:" إِنَّ مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى دِيكًا بَرَاثِنُهُ عَلَى الْأَرْضِ السَّابِعَةِ، وَعُرْفُهُ مُنْطَوٍ تَحْتَ الْعَرْشِ، قَدْ أَحَاطَ جَنَاحُهُ بِالْأُفُقَيْنِ، فَإِذَا بَقِيَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ ضَرَبَ بِجَنَاحِهِ، ثُمَّ قَالَ: سَبِّحُوا الْمَلِكَ الْقُدُّوسَ، سُبْحَانَ رَبِّنَا الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ لَا إِلَهَ لَنَا غَيْرُهُ، يَسْمَعُهَا مَنْ بَيْنَ الْخَافِقَيْنِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ، فَيَرَوْنَ أَنَّ الدِّيَكَةَ إِنَّمَا تَضْرِبُ بِأَجْنِحَتِهَا، وَتَصْرُخُ إِذَا سَمِعَتْ ذَلِكَ "

ص: 1009

529 -

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ قِرَاءَةً قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ، عَنِ ابْنِ صَادِقٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ:«الدِّيَكَةُ تُجَاوِبُ الْمَلَائِكَةَ بِالتَّسْبِيحِ هَلْ رَأَيْتُمْ طَيْرًا يَصِيحُ بِاللَّيْلِ»

ص: 1010

530 -

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا

⦗ص: 1011⦘

يُوسُفُ بْنُ مَهْرَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَالَ:" بَلَغَنِي أَنَّ تَحْتَ الْعَرْشِ مَلَكًا فِي صُورَةِ دِيكٍ بَرَاثِنُهُ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ نَاصِيَتُهُ مِنْ زَبَرْجَدٍ أَخْضَرَ، فَإِذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ ضَرَبَ بِجَنَاحِهِ وَزَقَا وَقَالَ: لِيَقُمِ الْقَائِمُونَ، فَإِذَا مَضَى نِصْفُ اللَّيْلِ ضَرَبَ بِجَنَاحِهِ وَزَقَا وَقَالَ: لِيَقُمِ الْمُجْتَهِدُونَ، فَإِذَا مَضَى ثُلُثَا اللَّيْلِ ضَرَبَ بِجَنَاحِهِ وَزَقَا وَقَالَ: لِيَقُمِ الْمُصَلُّونَ، فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ ضَرَبَ بِجَنَاحِهِ وَزَقَا وَقَالَ: لِيَقُمِ النَّائِمُونَ، وَعَلَيْهِمْ أَوْزَارُهُمْ "

ص: 1010

531 -

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَمْرَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ:" حِينَ يَقُولُ الْمَلَكُ: سَبِّحُوا الْقُدُّوسَ، فَحينَئِذٍ تُحَرِّكُ الطَّيْرُ أَجْنِحَتَهَا "

ص: 1012

532 -

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ

⦗ص: 1013⦘

، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ يُوسُفَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ:" صَاحَ دِيكٌ عِنْدَ سُلَيْمَانَ عليه السلام، فَقَالَ سُلَيْمَانُ عليه السلام: هَلْ تَدْرُونَ مَا يَقُولُ هَذَا؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: فَإِنَّهُ يَقُولُ: اذْكُرُوا اللَّهَ يَا غَافِلِينَ "

ص: 1012

533 -

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ فِيمَا أَحْسَبُ حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ: " إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى مَلَكًا فِي السَّمَاءِ يُقَالُ لَهُ

⦗ص: 1014⦘

الدِّيكُ، فَإِذَا سَبَّحَ فِي السَّمَاءِ سَبَّحَتِ الدُّيُوكُ فِي الْأَرْضِ يَقُولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ السُّبُّوحِ الْقُدُّوسِ الرَّحْمَنِ الْمَلِكِ الدَّيَّانِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، فَمَا قَالَهَا مَكْرُوبٌ، أَوْ مَرِيضٌ عِنْدَ ذَلِكَ إِلَّا كَشَفَ اللَّهُ هَمَّهُ "

ص: 1013

534 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِسِنْجَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الْفَرْوِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ الْجُمَحِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ

⦗ص: 1015⦘

عَنْهُمَا أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه وَالصَّلَاةُ قَائِمَةٌ، وَنَفَرٌ ثَلَاثَةٌ جُلُوسٌ أَحَدُهُمْ أَبُو جَحْشٍ اللَّيْثِيُّ فَقَالَ: قُومُوا، فَصَلُّوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ اثْنَانِ وَأَبَى أَبُو جَحْشٍ أَنْ يَقُومَ مَعَهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رضي الله عنه: قُمْ، فَصَلِّ يَا أَبَا جَحْشٍ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: لَا أَقُومُ حَتَّى يَأْتِيَنِي رَجُلٌ هُوَ أَقْوَى مِنِّي ذِرَاعَيْنِ، وَأَشَدُّ مِنِّي بَطْشًا فَيَصْرَعَنِي، ثُمَّ يَدُسَّ وَجْهِي فِي التُّرَابِ. قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ، وَكُنْتُ أَشَدَّ مِنْهُ ذِرَاعَيْنِ، وَأَقْوَى بَطْشًا فَصَرَعْتُهُ، ثُمَّ دَسَسْتُ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ، فَأَتَى عَلَيَّ عُثْمَانُ فَجَرَّنِي عَنْهُ، فَخَرَجَ مُغْضَبًا حَتَّى انْتَهَى إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَأَى الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ قَالَ:«مَا أَرَى بِكَ يَا أَبَا حَفْصٍ؟» فَأَخْبَرَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«لَوَدِدْتُ أَنَّكَ كُنْتَ أَتَيْتَنِي بِرَأْسِ الْخَبِيثِ» . فَقَامَ عُمَرُ رضي الله عنه تَوَجَّهَ، فَلَمَّا قَامَ نَادَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" اجْلِسْ أُخْبِرْكَ يُغْنِينَا الرَّبُّ عَنْ صَلَاةِ أَبِي جَحْشٍ إِنَّ لِلَّهِ تبارك وتعالى فِي سَمَائِهِ مَلَائِكَةً خُشُوعًا لَا يَرْفَعُونَ رُءُوسَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، فَإِذَا قَامَتِ السَّاعَةُ رَفَعُوا رُءُوسَهُمْ، ثُمَّ قَالُوا: رَبَّنَا مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ، وَإِنَّ لِلَّهِ عز وجل فِي سَمَائِهِ الثَّانِيَةِ مَلَائِكَةً سُجُودًا لَا يَرْفَعُونَ رُءُوسَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، فَإِذَا قَامَتِ السَّاعَةُ رَفَعُوا رُءُوسَهُمْ، وَقَالُوا: سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ، وَإِنَّ لِلَّهِ عز وجل فِي سَمَائِهِ الثَّالِثَةِ مَلَائِكَةً رُكُوعًا لَا يَرْفَعُونَ رُءُوسَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، فَإِذَا قَامَتِ السَّاعَةُ رَفَعُوا رُءُوسَهُمْ، وَقَالُوا: مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ ". فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: وَمَا يَقُولُونَ

⦗ص: 1016⦘

يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: " أَمَّا أَهْلُ السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُونَ: سُبْحَانَ ذِي الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوتِ، وَأَمَّا أَهْلُ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ فَيَقُولُونَ: سُبْحَانَ ذِي الْعِزَّةِ وَالْجَبَرُوتِ، وَأَمَّا أَهْلُ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ فَيَقُولُونَ: سُبْحَانَ الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ "

ص: 1014

535 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ اللَّيْثِ، حَدَّثَنَا عِصْمَةُ النَّيْسَابُورِيُّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ لُوطِ بْنِ أَبِي لُوطٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ:" بَلَغَنِي أَنَّ تَسْبِيحَ أَهْلِ سَمَاءِ الدُّنْيَا: سُبْحَانَ رَبِّنَا الْأَعْلَى، وَالثَّانِيَةِ: سبحانه وتعالى، وَالثَّالِثَةِ: سُبْحَانَهُ وَبِحَمْدِهِ، وَالرَّابِعَةِ: سُبْحَانَهُ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، وَالْخَامِسَةِ: سُبْحَانَهُ مُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَالسَّادِسَةِ: سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ، وَالسَّابِعَةِ: سُبْحَانَ الَّذِي مَلَأَ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَالْأَرَضِينَ السَّبْعَ عِزُّهُ وَوَقَارُهُ "

ص: 1017

536 -

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدَةَ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ

⦗ص: 1018⦘

أَبِيهَا، قَالَ: إِنَّ " لِلَّهِ تَعَالَى مَلَائِكَةً صُفُوفًا يَقُولُ أَوَّلُهُمْ: سُبْحَانَ الْمَلِكِ ذِي الْمُلْكِ، وَيَقُولُ الَّذِي يَلِيهِ: سُبْحَانَ ذِي الْعِزِّ وَالْجَبَرُوتِ، وَيَقُولُ الَّذِي يَلِيهِ: سُبْحَانَ الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، وَيَقُولُ الَّذِي يَلِيهِ: سُبْحَانَ الَّذِي يُمِيتُ الْخَلَائِقَ، وَلَا يَمُوتُ فَمِنْهُمْ صُفُوفُ مَلَائِكَةٍ مَصْفُوفَةٍ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ تَرْعَدُ فَرَائِصُهُمْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ عز وجل مَا نَظَرَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ إِلَى وَجْهِ صَاحِبِهِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "

ص: 1017

537 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَصَاحِفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ نُبَيْهِ بْنِ وَهْبٍ، أَنَّ كَعْبَ الْأَحْبَارِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ: «مَا مِنْ فَجْرٍ يَطْلُعُ إِلَّا نَزَلَ

⦗ص: 1019⦘

سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ حَتَّى يَحُفُّوا بِالْقَبْرِ يَضْرِبُونَ بِأَجْنِحَتِهِمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا أَمْسَوْا عَرَجُوا، وَهَبَطَ مِثْلُهُمْ فَصَنَعُوا مِثْلَ ذَلِكَ حَتَّى إِذَا انْشَقَّتِ الْأَرْضُ خَرَجَ فِي سَبْعِينَ أَلْفًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ يُوَقِّرُونَهُ صلى الله عليه وسلم تَسْلِيمًا كَثِيرًا»

ص: 1018