الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- تدوين الحديث وأقسام الخبر.
- الكلام على "الموطأ"، و"البخاري".
- المحدثون وعنايتهم بنقد المتن.
- الصحابة وعدالتهم.
- درجات الصحابة.
- القواعد النظرية القديمة والحديثة.
- طلب الحديث بعد فقهه.
- خاتمة أبي رية وفيها قضايا حديثية عدة.
*
ترجمة محمود أبو رية
(1)
(المردود عليه)(1889 - 1970):
نستطيع القول إن أبا رية لم يترجمه أحد، فقد جهِدْتُ وجَهِد الباحثون قبلي للوقوف على ترجمة له أو تعريف به فلم نظفر بكبير شيء، عدا معلومات متناثرة هنا وهناك، فكأنما تواصى الناسُ على إخمال ذكره
(2)
! ولولا أنه يُعاد ذكرُه عند الطاعنين في السنة والحديث مستشهدين بكتابه،
(1)
تنبيه: هناك شخصية أخرى بالاسم نفسه "محمود أبو رية" وهو داعية مصريّ من الإخوان المسلمين (ت 2004)، وقد وقع خلطٌ بين الاثنين من بعض الكتّاب، وعليه جرى التنبيه.
(2)
حتى أصدقاؤه ومعارفه ممن كتب في تراجم المعاصرين! وقد كنت كتبت رسالة إلى الأستاذ وديع فلسطين، أطلب منه أن يكتب لي ما يعرفه عن أبي ريّة، فلم يصلني منه شيء حتى اللحظة، وكان قد ذَكَره في مواضع من كتابه "وديع فلسطين يتحدث عن أعلام عصره" ووصفه بالصديق.
وعند المدافعين عنها نقضًا لكلامه= لكان نَسْيًا منسيًّا! وهذا من عجيب صنع الله به!
غير أنه قد ذكره من لا يُفرَح بهم، من أعدء السنة وسُباب الصحابة، فذكروه وأشادوا به، وخلعوا عليه أفخم الألقاب، وسعوا في طباعة كتبه، وصارت بينه وبينهم صِلات حميمة ومودّة ورسائل خاصة. وأهمّ مَن ذَكَره منهم مرتضى الرضوي في كتابه "مع رجال الفكر في القاهرة":(1/ 130 - 158)
(1)
. والكتاب عبارة عن ذكريات المؤلف بمن التقى بهم في القاهرة، وما دار بينهم من أحاديث وحوارات، وليست تراجم متكاملة. وسنذكر منه ومن غيره
(2)
ما يفيد في التعريف بأبي رية.
اسمه: محمود أبو رية.
ولده في كفر المندره (مركز أجا) محافظة الدقهلية في 15 ديسمبر عام 1889 م.
وتوفي في 11 ديسمبر 1970 م بالجيزة.
عاش في بلدته عيشة جيدة الحال، إلى أن حلّت به وبأسرته سنة 1916 م نكبةٌ مالية ذهبت بكل ما يملكون وساءت حاله جدًّا
(3)
. وبقيت حاله في فاقة، وكان كثير الشكوى من حاله وتقلّب الدهر به
(4)
.
(1)
أرشد إلى هذه الترجمة أخي الشيخ عبد الرحمن قائد.
(2)
ما كان من غيره ذكرتُ مصدره.
(3)
"رسائل الرافعي"(ص 21).
(4)
المصدر نفسه (ص 23، 34 - 35).
انتسب إلى الأزهر في مقتبل عمره، لكنه لم يتجاوز المرحلة الثانوية الأزهرية مع محاولته أكثر من مرة، ثم عمل مصححًا للأخطاء المطبعية بجريدةٍ في بلده، ثم موظفًا في دائرة البلدية حتى أحيل إلى التقاعد
(1)
.
انتقل إلى المنصورة في سنة 1924 م أو قبلها، ولم يأنس بها وكان يشكو من الوحشة فيها
(2)
.
وفي المنصورة تولى تحرير جريدة التوفيق، وكان يشارك في تحرير جريدة المنصورة، ويراسل جريدتي المقطم والسياسة
(3)
. ومع أنه قد تيسّرت أموره وحصّل وظيفة جديدة
…
فلم يكن راضيًا بالحال التي هو عليها
(4)
.
قضى أكثر أيام عمره في مدينة المنصورة حتى وفد إلى الجيزة عام 1957 م، وبقي فيها إلى حين وفاته.
بدأ محمود أبو رية حياته ملتمسًا التعرّف بأشهر أُدباء عصره وكُتّابهم، حتى اتصلت أسبابه بإمام الأدب مصطفى صادق الرافعي عن طريق المراسلة، وذلك من عام 1912 م إلى عام 1934 م قبل وفاة الرافعي بثلاث سنين
(5)
.
(1)
السنة النبوية في كتابات أعداء الإسلام ص 21.
(2)
"رسائل الرافعي"(ص 94).
(3)
المصدر نفسه (ص 93).
(4)
المصدر نفسه (ص 91، 107، 110، 113).
(5)
بلغ مجموع الرسائل التي وصلته من الرافعي حوالي 350 رسالة. نشر منها أبو رية 263 رسالة، ومن خلالها استفدنا هذه المعلومات المعزوّة إليها. وللرافعي اهتمام بالغ بما يَرِدُ إليه من الرسائل وبأصحابها، وله في ذلك طرائف. انظر "حياة الرافعي"(ص 250) للعريان.
وواضح من رسائله إلى الرافعي أنه كان يسعى لأن يكون كاتبًا يملك ناصية الأدب، ففي كثير منها يسأله عن كتب الأدب وكيف قراءتها، وكتب النحو والمنطق والتصحيح اللغوي
…
(1)
.
بدأ أبو رية بالكتابة في الصحف والمجلات المعروفة في عصره، وبتلخيص بعض الكتب الأدبية، ككتاب الحيوان للجاحظ وبعض الكتب الأدبية
(2)
.
وكان في أولى مقالاته مدافعًا عن الدين وعن البلدان الإسلامية، فمرَّة تراه يستنجد للحجاز ليهب المسلمون بتقديم يد المساعدة إليه، وإلى أهل الحرمين قبيل الحرب العالمية الثانية، في مقال بعنوان: ما يجب على المسلمين للحجاز
(3)
.
ومرةً يدعو إلى تطهير التوحيد مما لصق به، وإخلاصه لله عز وجل في مقال بعنوان: تطهير العقائد أساس الإصلاح في البراء
(4)
.
بل نجده أحد الذين تصدّوا للردّ على توفيق الحكيم في دعوته إلى توحيد الأديان.
(1)
"رسائل الرافعي"(ص 13، 15، 40، 28، 122).
(2)
المصدر نفسه (ص 115). ولم يحمد الرافعي تلخيصه وقال: إنه لم يحسن الاختيار.
(3)
مجلة الفتح: العدد 524، 12 محرم 1356 هـ، جـ 11، ص 1034.
(4)
مجلة الفتح: العدد 543، 19 محرم 1356 هـ.