المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(القسم الثالث من كتاب السيرة النبوية) - الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني - جـ ٢٢

[أحمد البنا الساعاتي]

الفصل: ‌(القسم الثالث من كتاب السيرة النبوية)

بسم الله الرحمن الرحيم

(القسم الثالث من كتاب السيرة النبوية)

في شمائله وخلقته الوسيمة، وأخلاق الطاهرة العظيمة، وخصائصه ومعجزاته، وعاداته وعباداته وأولاده وآل بيته وزوجاته وما خصه الله به من الفضل العظيم، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم (باب ما جاء في صفة خلقه وتناسب أعضائه واستواه أجزائه وما جمع الله فيه من الكمالات)(ز)(قال عبد الله بن الامام أحمد) حدثنا نصر بن على حدثنا نوح بن قيس حدثنا خالد ابن خالد عن يوسف بن مازن أن رجلا سأل عليا فقال يا أمير المؤمنين انعت لنا رسول الله

(غريبه)(1) أي صف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (فائدة) قال الحافظ الأحاديث التي فيها صفته صلى الله عليه وسلم داخلة في قسم المرفوع باتفاق مع أنها ليست قولا له ولا فعلا ولا تقريرًا أهو، لذا قال الكرماني موضوع علم الحديث ذاته صلى الله عليه وسلم من حيث أنه رسول الله، وحدّه علم يعرف به أقواله وأفعاله وأحواله، وغايته الفوز بسعادة الدارين

_________

{بيان رموز واصطلاحات تختص بالشرح}

(خ) للبخاري (م) لمسلم (حم) للإمام أحمد (لك) للإمام مالك في الموطأ (فع) للإمام الشافعي في مسنده (الأربعة) لأصحاب السنن الأربعة أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه (الثلاثة) لهم إلا ابن ماجه (د) لأبي داود (نس) للنسائي (مذ) للترمذي (جه) لابن ماجه (حب) لابن حبان في صحيحه (مى) للدرامى في سننه (خز) لابن خزيمة في صحيحه (بز) للبزار في مسنده (طب) للطبراني في الكبير (طس) له في الأوسط (طص) له في الصغير (ص) لسعيد بن منصور في سننه (ش) لابن أبي شيبه في مصنفه (عب) لعبد الرزاق في الجامع (على) لأبي يعلى في مسنده (قط) للدار قطني في سننه (حل) لأبي نعيم في الحلية (هق) للبيهقي في السنن الكبرى (هب) له في شعب الإيمان (طح) للطحاوي في سعاتي الآثاو (ك) لحاكم في المستدرك (طل) لأبي داود الطيالسي في مسنده رحمهم الله تعالى.

وأما الشراح وأصحاب كتب الرجال والغريب ونحوهم فاليك ما يختص بهم نه) للحافظ ابن الأثير في كتابه النهاية في غريب الحديث خلاصة للحافظ الخزرجي في خلاصة تذهيب الكمال قر للحافظ ابن حجر العسقلاني في تقريب التهذيب. ثم إذا قلت فإن الحافظ وأطلقت فالمراد به الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري شرح البخاري، (وإذا قلت) قال النووي فالمراد به في شرح مسلم (وإذا قلت) قال المندرى فالمراد به الحافظ زكي الدين بن عبد العظيم النذرى صاحب كتاب الترغيب والترهيب ومختصر أبي داود (إذا قلت) فإن الهيثمى فالمراد به الحافظ على بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي في كتابه مجمع الزوائد (وإذا قلت) فإن الشوكاني فالمراد به في كتابه نيل الأوطار (وإذا قلت) بدائع المنين فالمراد به كتابي بدائع المنى في جمع وترتيب مسند الشافعي والسنن (وإذا قلت انظر القول الحسن فالمراد به شرحي على بدائع المنى. والله ولي التوفيق.

ص: 2

-[حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه في صفة النبي صلى الله عليه وسلم]-

صلى الله عليه وسلم صف لنا مثال كان لبس بالذاهب طولا وفوق الربعة إذا جاء مع القوم غمرهم، أبيض شديد الوضح ضخم الهامة أغر أبلج هدب الأشفار شئن الكفين والقدمين إذا مشى يتقله كانما ينحدر في صبب كأن العرق في وجهه اللؤلؤ لم أر قبله ولا بعده مثله بأبي وأمي صلى الله عليه وسلم (عن محمد بن علي بن أبيه) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضخم الرأس عظيم العينين أهدب الأشفار مثرّب العين بحمرة كث اللحية أزهر اللون إذا مشى تكفأ كأنما يمشي في صعد، وإذا التفت التفت جميعا شئن الكفين والقدمين (ومن طريق ثان) عن نافع بن جبير بن مطعم عن علي

(غريبه)(1) هو المفرط في الطول، والربعة بفتح الراء هو ما كان بين الطويل والقصير يقال رجل ربعة ومربوع فهو صلى الله عليه وسلم فوق الربعة ودون المفرط في الطول، ومع هذا فقد كان صلى الله عليه وسلم إذا ماشي الطويل زاد عليه لأنه معجزة، (روى ابن أبي حثمة) عن عائشة لم يكن أحد يماشيه من الناس ينسب إلى الطول إلا طاله رسول الله صلى الله عليه وسلم وربما اكتفه الرجلان الطويلان فيطولهما، فإذا فارقاه نسبا إلى الطول ونسب صلى الله عليه وسلم إلى الربعة، وهذا معنى قوله في هذا الحديث إذا جاء مع القوم غمرهم (2) بفتح الواو والضاد المعجمة وهو البياض والضوء (3) أي عظيم الرأس (وقوله أغر) أي مشرق الةجه مسفره (آبلج) أي وضح ما بين حاجبيه فلم يقترنا، والاسم البلج بالتحريك (4) بفتح الهاء وكسر المهملة والأشفار جمع شفر بضم الشين وقد تفتح مع سكون الفاء، وهو حرف جفن العين الذي ينبت عليه الشعر، وهدبه طول الشعر الذي ينبت عليه وكثرته (5) بفتح المعجمة وسكون المثلثة الغليظ الأصابع من الكفين والقدمين، وفي النهاية أي انهما يميلان إلى الغلظ والقصر، وقيل هو الذي في أنامله غلظ بلا قصر ويحمد ذلك في الرجال لأنه أشد لقبضتهم ويذم في النساء أهـ (6) أراد قوة مشيه كأنه يرفع رجليه من الأرض رفعا قويًا لا كمن يمشى اختيالا ويقارب خطاه فإن ذلك من مشى النساء ويوصفن به (نه)(7) الصبب الخدور بفتح الحاء المهملة وهو المكان المنحدر لا بضمها لأنه مصدر (تخرجه) هذا الحديث من زوائد عبد الله بن الإمام أحمد على مسند أبيه ولم أقف عليه بهذا اللفظ لغيره وهو حديث ضعيف لأن في إسناده خالد بن خالد مجهول (قال في تعجيل المنفعة) لا يعرف وفي إسناده أيضا رجل لم يسم والله آعلم (8)(سنده) حدثنا يونس حدثنا حماد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن محمد بن على عن أبيه (يعني على بن أبي طالب رضي الله عنه الخ (غريبة)(9) أي شديد اتساعهما (10) بصيغة اسم المفعول مشددا وخففا (بحمرة) وهي عروق حمر رقاق من علاماته في الكتب السابقة رواه البيهقي (11) قال في النهاية الكثاثة في اللحية أن تكون غير دقيقة ولا طويلة وفيها كشافة يقال رجل كث اللحية بالفتح (أي بفتح الكاف) وقوم كث بضمها (12) أي أبيض مستنير وهو أحسن الألوان (13) أي تمايل إلى قدام (والُّصعد) بضمتين جمع صعود بفتح الصاد وهي الطريق صاعدا (14) أي بكليّه أراد أنه لا يسارق النظر، وقيل أراد لا يلوى عنقه يمنه ولا يسرة إذا نظر إلى الشيء إنما يفعل ذلك الطائش الخفيف ولكن كان يقبل جميعا أو يدبر جميعًا قاله الجزرى (15)(سنده) حدثنا وكيع

ص: 3

-[حديث أبي هريرة والبراء بن عازب في صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم]-

قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل ولا بالقصير ضخم الرأس واللحية شئن الكفين والقدمين مشرب وجهه حمرة طويل المسر به ضخم الكراديس إذا مشى تكفأ تكفأ كانما ينحط من محبب لم أر قبله مثله ولا بعده صلى الله عليه وسلم (عن أبي صالح مولى التوأمة) قال سمعت أبا هريرة رضي الله عنه ينعت النبي صلى الله عليه وسلم فقال كان شبح الذراعين أهدب أشفار العينين بعيد ما بين المنكين يقبل إذا أقبل جميعا ويدبر إذا أدبر جميعا، قال روح في حديثه بابي وأمي لم يكن فاحشا ولا متفحشًا ولا سخايا بالأسواق (راد في رواية) ضخم الكفين والقدمين لم أر بعده مثله (عن البراء بن عازب) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا مربوعا بعيد ما بين المنكبين عظيم الجمة إلى شحمة أذنه عليه حلة حمراء ما رأيت شيئا قط أحسن منه صلى الله عليه وسلم (عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن) أنه سمع أنس بن مالك

أنبأنا المسعودي عن عثمان بن عبد الله بن هرمز عن نافع بن جبير الخ (1) أي عظيم الرأس غزير شعر اللحية (2) جاء في بعض الروايات أبيض مشرب وجهه أي هو أبيض اللون (مشرب) اسم مفعول من الإشراب أي مخلوط بحمرة (قال في النهاية) الإشراب خلط لون بلون كأن أحد اللونين سقى اللون الآخر، يقال بياض مشرب حمرة بالتخفيف، وإذا شدد كان للتكثير والمبالغة أهو هذا لا ينافى ما جاء في بعض الروايات وليس بالأبيض لأن البياض المثبت ماخلطه حمرة والمنفى مالا يخالطها وهو الذي تكرهه العرب (3) بفتح الميم وسكون المهملة وضم الراء الشعر المستدق الذي يأخذ من الصدر إلى السرة (4) هي رءوس العظام وأحدها كردوس، وقيل هي ملتقى كل عظمين ضخمين كالركبتين والمرفقين والمنكبين، أراد أنه ضخم الأعضاء (5) أي قبل موته لأن عليًا لم يدرك زمانا قبل وجوده (ولا بعده) أي بعد موته (تخريجه)(مذ) وقال هذا حديث حسن صحيح (6)(سنده) حدثنا يزيد بن هارون قال أنا ابن أبي ذئب وروح قال ثنا ابن أبي ذئب عن أبي صالح مولى التوأمة الخ (غريبة)(7) أي يصف النبي صلى الله عليه وسلم (8) بفتح الشين المعجمة وسكون الموحدة بعدها حاء مهملة أي طويلهما وقيل عريضهما (9) أي طويل شعر الأجفان (10) تثنية منكب والمنكب بكسر الكاف ما بين الكتف والعنق والجمع مناكب (11) الفاحش ذو التفحش في كلامه، والمتفحش الذي يتكلف ذلك ويتعمده (ولا سخابا بالأسواق) السخب والصخب معناه الصباح (تخريجه)(عب) والبيهقي في الشمائل وسنده صحيح رجاله كلهم ثقات (12)(سنده) حدثنا (محمد بن جعفر) قال ثنا شعبة قال سمعت أبا إسحاق قال سمعت البراء يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة)(13) بكسر الجيم خبر كان واسمها محذوف والتقدير كان شعره صلى الله عليه وسلم رجلا أي لم يكن شديد الجعودة ولا شديد السبوطة بل بينهما (14) الجمة بضم الجيم وتشديد الميم مفتوحة ما سقط من شعر الرأس على المنكبين وأحيانا تكون إلى شحمة الأذن وأحيانا فوق ذلك (تخريجه)(ق. وغيرهما)(15)(سنده) حدثنا أبو سلمة الخزاعي أنبأنا سليمان بن بلال قال حدثني ربيعه بن أبي عبد الرحمن الخ (غريبه)

ص: 4

-[حديث أنس وجابر بن سمرة في صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم]-

ينعت النبي صلى الله عليه وسلم بما شاء ينعته، قال ثم سمعت أنسا يقول وكان النبي صلى الله عليه وسلم ربعة من القوم ليس بالقصير ولا بالطويل البائن أزهر ليس بالآدم ولا بالابيض ولا الأمهق رجل الشعر ليس بالسيط ولا الجعد القطط بعث على رأس أربعين، أقام بمكة عشرًا وبالمدينة عشرا، وتوفى على رأس ستين سنة ليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء (حدثنا محمد بن جعفر) ثنا شعبة عن سماك قال سمعت جابر بن سمرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضليع الفم أشكل العين منهوس العقب، قلت لسماك ما ضليع الفم؟ قال عظيم قلت ما أشكل العين؟ قال طويل شفر العين، قلت ما منهوس العقب؟ قال قليل لحم العقب (ز)(عن جابر بن سمرة) أيضًا قال كان في ساقي رسول الله صلى الله عليه وسلم حموشة وكان لا يضحك إلا تبسما وكنت إذا رأيته قلت اكحل العينين وليس بأكحل (ز)(وعنه أيضا)

(1) بفتح الراء وسكون الموحدة أي مربوعا والتأنيث باعتبار النفس يقال رجل ربعة وامرأة ربعة وقد فسره في الحديث بقوله ليس بالقصير ولا بالطويل البائن، وجاء في بعض الروايات الصحيحة وهو إلى الطول أقرب (2) بالمد وهو شديد السمرة (3) بوزن أبيض والامهق هو شديد البياض كلون الجص وإنما يخالط بياضه الحمرة كما تقدم في الأحاديث السابقة (4) بالقاف وكسر الطاء الأولى وفتحها أي ليس شديد الجعودة كشعر السودان ولاسبط بفتح السين المهلمة وكسر الموحدة من السبوطة ضد الجعودة أي ولا مسترسل فهو متوسط بين الجعودة والسبوطة (5) تقدم الكلام على شرح هذه الجملة في شرح حديث رقم 28 ص 210 في الجزء العشرين (6) أي بل دون ذلك (تخريجه)(ق. مذ. نس وغيرهم)(7)(حدثنا محمد بن جعفر الخ)(غريبة)(8) أي عظيم الفم (قال النووي) كذا قال الأكثرون، وهو الأظهر، قالوا والعرب يمدح بذلك ويذم صغر الفم وهو معنى قول ثعلب في ضليع الفم واسع الفم (وأما قوله في أشكل العين) فقال القاضي هذا وهم من سماك باتفاق العلماء أو غلط ظاهر، وصوابه ما اتفق عليه العلماء ونقله أبو عبيد وجميع أصحاب الغريب أن الشكلة حمرة في بياض العينين وهو محمود، والشهلة حمرة في سود العين (وأما المنهوس) فبالسين المهملة هكذا ضبطه الجمهور وقال صاحب التحرير وابن الأثير روى بالمهملة والمعجمة وهما متقاربان، ومعناه قليل لحم العقب كما قال (تخريجه)(م مذ)(9)(ز)(سنده)(قال عبد الله بن الإمام أحمد) حدثني شجاع بن مخلد أبو الفضل ثنا عباد بن العوام عن الحجاج عن سماك هو ابن حرب عن جابر بن سمرة الخ (غريبة)(10) بضم الحاء والميم أي دقة ولطافة متناسبة لسائر أعضائه (11) في غالب أحواله (12) هذه الأفعال الثلاثة يجوز ضم التاء فيها بصيغة المتكلم ويجوز فتحها على صيغة الخطاب (وقوله اكحل العينين أي هو مكحل العينين (وليس بأكحل) بل كانت عينه كحلاء من غير اكتحال قاله القارئ (تخريجه)(مذ. ك) وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح غريب (13)(ز)(سنده)(قال عبد الله بن الإمام أحمد) حدثني الصغاني ثنا سلمة بن حفص السعدي قال عبد الله وقد رأيت أنا سلمة بن حفص وكان يكتي أبا بكر من ولد سعد بن مالك أبيض الرأس واللحية فحدثني عنه أبو بكر الصغاني ثنا يحيى بن يمان عن (2)

ص: 5

-[حديث جابر بن سمرة في صفة وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وشعره]-

قال كانت إصبع النبي صلى الله عليه وسلم متظاهرة (عن أشعت) أنه قال لشيخ من بني مالك بن كنانه رأى النبي صلى الله عليه وسلم أنعت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بين بردين أحمرين مربوع كثير اللحم حسن الوجه شديد سواد الشعر أبيض شديد البياض سابغ الشعر (عن محرِّش الكعبي الخزاعي) أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من الجعرانة ليلا فاعتمر ثم رجع فاصبح كبائت بها فنظرت إلى ظهره كأنه سبيكة فضة (باب ما جاء في صفة وجهه وشعره صلى الله عليه وسلم (عن أبي اسحق) قال قيل للبراء بن عازب رضي الله عنه أكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حديداً هكذا مثل السيف؟ قال لا بل مثل القمر (عن سماك أنه سمع جابر بن سمرة) يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شمط مقدم لحيته ورأسه فاذا دهن ومشط لم يتبين وإذا شعث رأسه تبين وكان كثير الشعر واللحية، فقال رجل وجهه مثل السيف؟ قال لا بل مثل الشمس والقمر مستديرا

إسرائيل عن سماك عن جابر بن سمرة قال كانت الخ غريبة (1) جاء تفسير ذلك في حديث ميمونة بنت كردم قالت رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وكانت إصبعه التي تلى الإبهام لها فضل في الطول على الإبهام تعني من الرجل، أو رده الهيثمي وعزاه للطبراني في الكبير قال وفيه من لم أعرفهم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه عبد الله (يعني ابن الأمام أحمد) وفيه سلمة بن حفص وهو ضعيف أهـ (قلت) وأورده أيضا الحافظ ابن كثير في تاريخه من طريق سلمة بن حفص أيضا به، قال كانت إصبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم خنصره من رجله متظاهرة وعزاه للبيهقي وقال هذا حديث غريب (2)(عن أشعت الخ) هذا طرف عن حديث طويل تقدم بطوله وسنده وشرحه وتخريجه في باب ما جاء في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه الكريمة على أحياء العرب في مواسم الحج الخ في الجزء العشرين ص 265 رقم 131 (3)(عن محرش الكعبي الخزاعي الخ) هذا مختصر من حديث طويل تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في عمرة الجعرانة من كتاب الحج في الجزء الحادي عشر ص 68 رقم 62 وهو حديث حسن رواه دنس مذ) باب (4)(سنده) حدثنا أحمد بن عبد الملك قال ثنا زهير ثنا أبو إسحاق قال قيل للبراء الخ (5) أي في الطول واللمعان ولما لم يكن السيف شاملا للطرفين قاصرًا في تمام المرآى عن الاستدارة والإشراق الكامل والملاحة ردّه ردّا بليغا حيث (قال ر بل مثل القمر) في الحسن والملاحة والتدوير، وعدل إلى القمر لجمعه الصفتين التدور واللمعان (تخريجه)(خ) وأخرج نحوه مسلم والإمام أحمد أيضًا وسيأتي بعد هذا من حديث جابر بن سمرة (6) حدثنا عبد الرزاق أنا إسرائيل عن سماك أنه سمع جابر بن سمرة الخ (غريبة)(7) بكسر الميم قال النووي اتفق العلماء على أن المراد بالشمط هنا ابتداء الشيب يقال منه شمط وأشمط (8) أي دهن مقدم رأسه ولحيته بالطيب ونحوه (ومشط) بفتحات أي سرحهما بالمشط (9) أي لم يظهر من شعره صلى الله عليه وسلم شيء من البياض (وإذا شعت) بكسر المهملة من باب تعب أي تغير وتلبد لقلة تعهده بالدهن (10) أي ظهر الشعر الأبيض منه (11) في هذه الرواية مثل الشمس والقمر وكذلك جاء عند مسلم أي مثل الشمس في نهاية الإشراق والقمر أي في الحسن وفي قوله (مستديرا) تنبيه على

ص: 6

-[حديث أنس وعائشة رضي الله عنهما في صفة شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم]-

قال ورأيت خاتمه عند كفه مثل بيضة الحمامة يشبه جسده (عن أنس بن مالك) قال كان شعر النبي صلى الله عليه وسلم إلى أنصاف أذنيه (وعنه أيضا) قال كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم شعر يصيب (وفي رواية يضرب) منكبيه (عن قتادة) قال سألت أنسا عن شعر النبي صلى الله عليه وسلم قال كان شعره رجلا ليس بالجعد ولا بالسَّبط كان بين أذنيه وعاتقه (عن حميد) أن أنسا سئل عن شعر النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما رأيت شعراً أشبه بشعر النبي صلى الله عليه وسلم من قتادة ففرح يومئذ قتادة (عن أنس بن مالك) أن النبي صلى الله عليه ولسم كان لا يجاوز شعره أذنيه (عن البراء بن عازب) قال ما رأيت منذ ي لمَّة أحسن في حلة حمراء من رسول الله صلى الله عليه وسلم له شعر يضرب منكبيه، بعيد ما بين المنكبين، ليس بالقصير ولا بالطويل (عن عائشة رضي الله عنها قال كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم دون الجمة وفوق الوفرة (وعنها أيضا) قال كنت إذا فرقت لرسول صلى الله عليه وسلم رأسه صدعت فرقة عن يا فوخه وأرسلت ناصيته بين صدغيه (عن أبي رمثة التيمي) قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يخضب بالحناء والكتم وكان شعره يبلغ كتفيه أو منكبيه

أنه أراد التشبيه بالصفئين معا الحسن والاستدارة (1) تقدم الكلام على خاتم النبوة في باب ذكر رضاعه صلى الله عليه وسلم من حليمة في الجزء العشرين ص 191 وسيأتي لذلك مزيد بحث في شرح باب ما جاء في صفة خاتم النبوة بعد باب (تخريجه)(م نس)(2)(عن أنس بن مالك الخ) هذا الحديث والذي بعده تقدما بسندهما وشرحهما وتخريجهما في باب جواز اتخاذ الشعر وإكرامه من أبواب سنن الفطرة في الجزء السابع عشر: الأول رقم 43 والثاني يليه (3)(سنده) حدثنا بهز ثنا جرير بن حازم قال سمعت قتادة قال سألت أنسا الخ (غريبة)(4) هو بفتح الراء وكسر الجيم وهو الذي بين الجعودة والسبوطة قاله الأصمعي (تخريجه)(ق وغيرهما)(5)(سنده) حدثنا عفان ثنا حماد عن حميد أن أنسا الخ (تخريجه) لم أقف على هذا الأثر لغير الإمام أحمد وسنده صحيح ورجاله من رجال الصحيحين (6)(سنده) حدثنا أبو كامل ثنا حماد عن ثابت البناني عن أنس بن مالك الخ (تخريجه) زم بلفظ كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أنصاف أذنيه (7)(سنده) حدثنا وكيع ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب الخ (غريبة)(8) اللمة بكسر اللام وتشديد الميم مفتوحة هي التي ألمت بالمنكبين (تخريجه)(ق. وغيرهما)(9)(عن عائشة رضي الله عنها هذا الحديث والذي بعده تقدما بسندهما وشرحهما وتخريجهما في باب جواز اتخاذ الشعر وإكرامه من أبواب سنن الفطرة في الجزء السابع عشر: الأول صفحة 223 رقم 44 والثاني صفحة 333 رقم 48 (10)(عن أبي رمثة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب ما جاء في تغيير الشيب بالحنا والكتم من كتاب اللباس في الجزء السابع عشر ص 316 رقم 24 فارجع إليه، هذا وقد اختلف الرواة في شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم إلى أنصاف أذنيه، وقال بعضهم كان يصيب منكبيه، وقال بعضهم كان بين أذنيه وعاتقه، وقال بعضهم كان لا يجاوز شعره أذنيه، وقالت عائشة كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم دون الجمة وفوق الوفرة، (وفي حديث البراء عند مسلم) كان عظيم الجمة إلى شحمة أذنيه (قال النووي رحمه الله قال

ص: 7

-[حديث أنس وعبد الله بن بسر في شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم]-

(عن أم هانئ) قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة وله أربع غدائر (باب ما جاء في شيبه صلى الله عيه وسلم)(عن انس) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخضب قط إنما كان البياض في مقدم لحيته وفي العنفقة وفي الرأس وفي الصدغين شيئا لا يكاد يرى وأن أبا بكر خضب بالحناء (عن حرير بن عثمان) قال كنا غلمانا جلوسا عند عبد الله بن بسر وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم نكن نحن نسأله فقلت أشيخا كان النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال كان في عنفقته شعرات بيض

أهل اللغة الجمة أكثر من الوفرة، فالجمة الشعر الذي نزل إلى المنكبين والوفرة ما نزل إلى شحمة الأذنين واللمة التى ألمت بالمنكبين (قال القاضي) والجمع بين هذه الروايات أن ما يلي الأذن هو الذي يبلغ شحمة أذنيه وهو الذي بين أذنيه وعاتقه، وما خلفه هو الذي يضرب منكبيه، قال وقيل بل ذلك لاختلاف الآوقات، فإذا أغفل عن تقصيرها بلغت المنكب، وإذا قصرها كانت إلى أنصاف الأذنين، فكان يقصر ويطول بجسب ذلك، والعاتق ما بين المنكب والعنق، وأما شحمة الأذن فهو اللين منهما في أسفلها وهو معلق القراط منها، وتوضح هذه الروايات رواية إبراهيم الحربي كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق الوفرة ودون الجمة أهـ قلت يعني حديث عائشة المذكور في هذا الباب والله أعلم (1)(سنده) حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أم هاني (يعني بلت أبي طالب آخت على رضي الله عنهما (غريبة)(2) جمع غديرة يعني ضفيرة، وقد جاء عند الترمذي بلفظ ضفائر بدل غدائر، قال في انجاح الحاجة لعله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك خشية الغبار (تخريجه)(د مذ جه) وقال الترمذي هذا حديث حسن، وعبد الله ابن أبي نجيح مكي وأبو نجيح اسمه يسار، قال محمد (يعني البخاري) لا أعرف لمجاهد سماعا من أم هانيء أهـ قال شارحه (فإن قلت) كيف حّسن الترمذي هذا الحديث مع أنه قد نقل عن الإمام البخاري أنه قال لا أعرف لمجاهد سماعا من أم هانيء (قلت) لعله مذهب جمهور المحدثين فإنهم قالوا إن عنعة غير المدلس محموله على السماع إذا كان اللقاء ممكنا وإن لم يعرف السماع والله تعالى أعلم (باب)(3)(سنده) حدثنا أبو سعيد ثنا المثنى عن قتادة عن أنس (يعني ابن ملك) الخ (غريبة)(4) هي الشعرات تحت الشفة السفلى (وقوله وفي الرأس) جاء عند مسلم (وفي الرأس نبذ) بفتح النون وسكون الموحدة آخره ذال معجمة أي شعرات متفرقة (5) الصدغ بضم الصاد المشددة هو ما بين العين والأذن (6) زاد عند مسلم والكتم (قال النووي) أما الحناء فممدود وهو معروف وأما الكتم. فبفتح الكاف والتاء المثناه، من فوق المخففة هذا هو المشهور، وقال أبو عبيدة هو بتشديد التاء وحكاه غيره، وهو نبات يصبغ به الشعر يكثر بياضه أو حمرته إلى الدهمة (تخريجه)(ق. وغيرهما)(7)(سنده) حدثنا حجاج بن محمد عن حريز بن عثمان قال كنا غلمانا إلى آخره (وله طريق ثان) عند الإمام أحمد أيضا قال حدثنا حسن بن موسى ثنا حريز قال قلت لعبد الله بن بسر ونحن غلمان لا نعقل العلم أشيخا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره (غريبة)(8) معناه أنهم كانوا صغارا لا يعقلون العلم كما صرح بذلك في الطريق الثانية (9) أي لا تزيد على عشرة لا يراده بصيغة جمع القلة، وقيل إنهما كانت سبع عشرة شعرة وقبل عشرين كما في حديث ابن عمر الآتي والله أعلم (تخريجه)(خ) وهو من ثلاثيات الإمام أحمد

ص: 8

-[حديث سماك وابن عمر وأبي يرمثه في شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم]-

(عن سماك) قال سمعت جابر بن سمرة وسئل عن شيب النبي صلى الله عليه وسلم، قال كان في رأسه شعرات إذا دهن رأسه لم تتبين وإذا لم يدهنه تبين (عن ابن عمر) قال كان شيب رسول الله صلى الله عليه سولم نحوا من عشرين شعرة (ز)(عن أبي رمثة) التيمي أتيت النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ومعي ابن لي فقال ابنك هذا؟ قلت أشهد به، قال لا يجنى عليك ولا تجنى عليه قال ورأيت الشيب أحمر (وعنه أيضا) قال خرجت مع أبي حتى أتينا النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فرأيت برأسه ردع حناء

(1)(سنده) حدثنا سليمان بن داود أنا شعبة عن سماك (يعني ابن حرب الخ)(غريبة)(2) قال في المصباح دهنت العشر وغيره دهنا من باب قتل، والدهن بضم ما يدهن به من زيت وغيره (قلت كطب ونحوه) قال وجمعه دهان بالكسر (3) معناه إذا دهن رأسه لم يظهر الشعر الأبيض؛ وإذا لم يدهنه ظهر والله اعلم (تخريجه)(م نس)(4)(سنده) حدثنا يحيى ابن آدم حدثنا شريك عن عبيد الله عن نافع عن؛ ابن عمر الخ (غريبة)(5) تقدم في حديث عبد الله بن بسر بلفظ كان في عنفقته شعرات بيض بصيغة جمع القلة، وجمع القلة لا يزيد على عشرة، لكن خصه بعنفقته الكريمة فيحتمل أن يكون الزائد على ذلك في رأسه ولحيته والله أعلم (تخريجه)(مذ) في الشمائل وسنده صحيح (6)(ز)(سنده)(قال عبد الله بن الإمام أحمد) حدثني عمرو بن محمد بن بكير الناقد حدثنا هشيم غير مرة قال أخبرني عبد الملك بن عمير عن أياد بن لقيط عن أبي رمثة التيمي الخ (قلت) رمثة بكسر الراء وفتح المثلثة بينهما ميم ساكنة وأبو رمثة هذا صحابي اشتهر بكنيته وعرف بها، واختلف في اسمه اختلافا كثيرا والصحيح هو الذي جزم به الإمام أحمد أن اسمه رفاعة بن يثربي بفتح الياء التحتية وسكون المثلثة التيمي) بفتح التاء المثناه وسكون الياء التحتية وبعدها ميم وفي العرب قبائل عدة اسمها تيم، والمراد هنا تيم الرباب كما بينه البخاري وغيره (غريبة)(7) قال في النهاية الجناية الذنب والجرم وما يفعله الإنسان مما يوجب عليه العذاب والقصاص في الدنيا والآخرة، والمعنى أنه لا يطالب بجناية غيره من آمار به وأباعده؛ فإذا جنى أحدهما جناية لا يعاقب بها الآخر، لقوله تعالى (ولا تزر وازرة وزر أخرى)(تخريجه) هذا لحديث من زوائد عبد الله بن الإمام أحمد على مسند أبيه ورواه أيضًا (حم د مذ نس) من عدة طرق بعضهم رواه مطولا وبعضهم رواه مختصرا، والحديث صحيح سواء فيه المطول والمختصر، إلا أنه وقع خطأ في بعض رواياته من بعض رواته، والظاهر أن هذا الحديث لقصة واحدة تنوع فيها السياق من رواتها، وأكثر الروايات وأرجحها أن أبا رمثة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع أبيه. وفي بعضها أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ابنه كما في حديث الباب الذي نحن بصدد شرحه ويعارضه الحديث الآتي بعده ففيه أن أبا رمثه قال خرجت مع أبي حتى أتينا النبي صلى الله عليه وسلم الخ؛ وأن من ذكر من الرواة غير ذلك فقدوهم وسيأتي ما يؤيد ذلك والله أعلم (8)(سنده) حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أياد بن لقيط السدوسي عن أبي رمثة قال خرجت مع أبي الخ (غريبة)(9) الردع بفتح الراء وسكون الدال المهلمة هو أثر الخلوق والطيب ونحوهما في الجسد (تخريجه)(د نس مذ) وسنده صحيح، وفيه أن أبا رمثة كان مع أبيه وهو من رواية أباد بن لقيط عن أبي رمثة، وقد روى عنه خمسة من الرواة أن أبا رمثة كان مع أبيه

ص: 9

-[حديث أبي جحيفة في شيب النبي صلى الله عليه وسلم ومن رآه مخضوبا بالحنا والكتم]-

(عن عثمان بن عبد الله بن موهب) قال دخلت على أم سلمة فأخرجت الينا شعرا من شعر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم مخضوبا بالحناء والبكتم (عن أبي جحيفة وهب بن عبد الله السوائي) قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الأبطح العصر ركعتين ثم قدّم بين يديه عنزة بينه وبين مادة الطريق ورأيت الشيب بعنفقته أسفل من شفته السفلى

وروى عنه اثنان عكس ذلك، ويكفى في ترجيح رواية الخمسة عن أياد أن يكون منهم سفيان الثورى أمير المؤمنين في الحديث في عصره كما وصفه بذلك الأئمة الحفاظ شعبة وابن عيينة وأبو عاصم وابن معين وغيرهم (ومما يؤيد ذلك أيضا) ما رواه عبد الله بن الإمام أحمد في زوائده على مسند أبيه وتقدم في باب لا يؤخذ المرء بجنابة غيره في الجزء السادس عشر ص 60 رقم 160 عن أبي رمثة قال انطلقت مع أبي نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي ابنك هذا. قال إي ورب الكعبة الخ، وهو يؤيد هذا الحديث ويعارض الحديث السابق مع أنهما من زوائد عبد الله ولكنهما تعارضا والراجح كما تقدم أن أبا رمثة كان مع أبيه والله أعلم (1)(عن عثمان بن عبد الله بن موهب الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخرجه في باب ما جاء في تغيير الشيب بالحناء والكتم في الجزء السابع عشر ص 316 رقم 26 (2) سنده (حدثنا) إسماعيل بن عمر ثنا يونس عن أبي إسحاق عن أبي جحيفه وهب ابن عبد الله السوائي الخ (غريبة)(3) الأبطح هو الموضع المعروف على باب مكة ويقال البطحاء أيضا وهو المسيل الواسع الذي فيه دقاق الحصى وكان ذلك في حجة الوداع (4) بفتحات مثل نصف الرمح وأكبر شيئا وفيها سنان مثل الرمح، والعكازة قربب منها (5) معناه أنه صلى الله عليه وسلم جعلها سترة بينه وبين من يمر من الناس وغيرهم، فلا يضر المصلى من مر من ورائها، وله في رواية أخرى (وبين يديه عنزة قد أقامها بين يديه يمر من ورائها الناس والحمار والمرآة (6) هذا موضع الدلالة من حديث الباب أنه رأى الشيب بعنفقة النبي صلى الله عليه وسلم (تخريجه)(ق وغيرهما) بالفاظ مختلفة والمعنى واحد (هذا) وفي أحاديث الباب إثبات الشيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فبعضهم ذكر أنه كان في عنفقته؛ فقط وبعضهم روى أنه كان في اللحية وفي الرأس وفي الصدعين وبعضهم روى أنه كان قليلا نحو من عشرين شعرة، وروى بعضهم أنه كان أقل من ذلك (قال النووي) رحمه الله قال القاضي اختلف العلماء هل خضب النبي صلى الله عليه وسلم أم لا؟ فمنعه الأكثرون بحديث أنس، وهو مذهب مالك، وقال بعض المحدثين خضب لحديث أم سلمة هذا ولحديث ابن عمر أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصبغ بالصفرة: وجمع بعضهم بين الأحاديث بما أشار إليه في حديث أم سلمة من كلام أنس في قوله فقل ما أدرى في هذا الذي يحدثون إلا أن يكون شيء من الطيب الذي كان يطيب به شعره، لأنه صلى الله عليه وسلم كان يستعمل الطيب كثيرا وهو يزيل سواد الشعر، فأشار أنس إلى أن تغيير ذلك ليس بصبغ وإنما هو لضعف لون سواده بسبب الطيب، قال ويحتمل أن تلك الشعرات تغيرت بعده لكثرة تطيب أم سلمة لها أكراما هذا آخر كلام القاضي (قال النووي) والمختار أنه صلى الله عليه وسلم صبغ في وقت وترك في معظم الأوقات فأخبر كل بما رأى وهو صادق، وهذا التأويل كالمتعين لحديث ابن عمر في الصحيحين ولا يمكن تركه ولا تأويل له والله أعلم (وأما اختلاف الرواية) في قدر مشيبة فالجمع بينها أنه رأى شيبا بسيرا فمن أثبت شيبه أخبر عن ذلك اليسير، ومن نفاه أراد أنه لم يكثر فيه كما

ص: 10

-[حديث جابر بن سمرة وعبد الله بن سرجس في خاتم النبوة]-

(باب ما جاء في صفه خاتم النبوة الذي بين كتفيه صلى الله عليه وسلم (عن سماك بن حرب) قال سمعت جابر بن سمرة قال رأيت خاتما في ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه بيضة حمام (زاد في رواية ولونها لون جسده (عن عاصم الأحول) قال سمعت عبد الله بن سرجس قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكلت معه من طعامه (وفي رواية وشربت من شرابه) فقلت غير الله لك يا رسول الله، فقلت استغفر لك؟ قال شعبة أو قال له رجل، قال نعم ولكم، وقرأ (واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) ثم نظرت إلى نغض كتفه الأيمن أو كتفه الأيسر شعبة الذي يشك فإذا هو كهيئة الجمع عليه التآليل (وفي رواية ورأيت خاتم النبوة في نغض كتفه اليسرى كأنه جمع فيه خيلان سود كانها الثآليل (وعنه منطريق ثان) عن عبد الله بن سرجس قال ترون هذا الشيخ يعني نفسه كلمت النبي صلى الله عليه وسلم وأكلت

قال في الرواية الأخرى لم ير من الشيب ألا قليلا والله أعلم (باب)(1)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن سماك بن حرب الخ (غريبة)(2) جاء عند الشيخين من حديث السائب بن يزيد فنطرت إلى خاتمة بين كتفيه مثل زر الحجلة (قال النووي) أما بيضة الحمامة فهو بيضتها المعروفة، وأما زر الحجلة فيزاى ثم راء، والحجلة بفتح الحاء والجيم هذا هو الصحيح المشهور، والمراد بالحجلة واحدة الحجال وهي بيت كالقبة لها أزرار كبار وعرى؛ هذا هو الصواب المشهور الذي قاله الجمهور وقال بعضهم المراد بالحجلة الطائر المعروف وزرّها بيضتها، وأشار إليه الترمذي وأنكره عليه العلماء (وقال الخطابي) روى أيضا بتقديم الراء على الزاي ويكون المراد البيض يقال أرزّت الجرادة بفتح الراء وتشديد الزاى إذا كبت ذنبها في الأرض فباضت (تخريجه)(م مذ)(3)(سنده) حدثنا محمد ابن جعفر ثنا شعبة عن عاصم الأحوال الخ (غريبة)(4) هذه الجملة ليست عند مسلم وهي قوله (غفر الله لك يا رسول الله) وهي دعاء للنبي صلى الله عليه وسلم وإن كان غير محتاج إلى دعائه ولكن عملا بالسنة في الدعاء لصانع المعروف لأنه أطعمه وسقاه (5) الظاهر أن القائل (فقلت استغفر لك) هو عاصم الراوي عن عبد الله بن سرجس، أي استغفر لك النبي صلى الله عليه وسلم كما صرح بذلك في رواية مسلم (6) أو للشك من شعبة يشك هل قال عاصم فقلت استغفر لك أو قال له رجل آخر استغفر لك؟ ولفظه عند مسلم من طريق عاصم أيضا عن عبد الله بن سرجس قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأكلت معه خبزًا ولحما أو قال نريدًا قال فقلت له استغفر لك النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم ولك ثم تلا هذه الآية الخ وهذا معنى قوله ولك كما في رواية مسلم أو ولكم كما في رواية الإمام أحمد لأن الآية عامة تشمل كل مؤمن وؤمنة (7) النغض بضم وفتحها والناغض (قال النووي) قال الجمهور هو أعلى الكتف، وقيل هو العظم الرقيق الذي على طرفه، وقيل، ما يظهر منه عند التحرك (8) بضم الجيم وسكون الميم معناه أنه كجمع الكف وهو صورته بعد أن تجمع الأصابع وتضمها (عليه الثآليل) جمع ثؤلول الحبة التي تظهر في الجلد كالحمصة بكسر الحاء وتشديد الميم مفتوحة عند الكوفيين ومكسورة عند البصريين فما دونها (9) بكسر الحاء المعجمة وإسكان الباء جمع خال وهو الشامة في الجسد (10) سنده حدثنا عبد الرزاق أنا معمر عن

ص: 11

-[حديث أبي سعيد وأبي زيد الأنصاري وقرة بن أياس في صفة خاتم النبوة]-

معه ورأيت العلامة النبي بين كتفيه، وهي في طرف نغض كتفه اليسرى كأنه جمع يعني الكف المجتمع وقال بيده فقبضها عليه خيلان كهيئة الثآليل (عن غياث البكرى) قال كنا نجالس أبا سعيد الخدري رضي الله عنه بالمدينة فسألته عن خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان بين كتفيه فقال باصبعه السبابة هكذا لحم ناشز بين كتفيه صلى الله عليه وسلم (عن علباء بن أحمر) حدثنا أبو زيد قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقترب مني، فاقتربت منه، فقال ادخل يدك فامسح ظهري، قال فأدخلت يدي في قميصه فمسحت ظهره فوقع خاتم النبوى بين إصبعيّ قال فسئل عن خاتم النبوة قال شعرات بين كتفيه (عن معاوية بن قرة عن أبيه) قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط من مزينة قبايناه وإن قميصه لمطلق قال فبايعناه ثم ادخلت يدي في جيب قميصه

عاصم بن سليمان عن عبد الله بن سرجس الخ (غريبة)(1) أي أشار بيد فقبضها أي ضم أصابعها (وقوله علي) أي على الخاتم (تخريجه)(م) والترمذي في الشمائل، وأورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه للإمام أحمد ثم قال ورواه مسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم من طرق عن عاصم الأحول به (2)(سنده) حدثنا سريج ثنا أبو ليلى قال أبي سماه سريج عبد الله بن ميسرة الخراساني عن غياث البكري الخ (قلت) القائل في السند قال أبي هو عبد الله بن الإمام أحمد ومعناه أن الإمام أحمد قال إن سريجا سمى أبا ليلى عبد لله بن ميسرة الخراساني (غريبة)(3) أي أشار بأصبعه السبابة الخ وجاء في الشمائل للترمذي عن أبي سعيد أيضًا قال الخاتم الذي بين كتفى رسول الله بضعة ناشزة (بضعة) بفتح الموحدة أي قطعة لحم (ناشزة) بنون وشين مكسورة فزاى أي مرتفعة، وعند البيهقي والبخاري في التاريخ عنه لحمة ناتئة، وكلتا الروايتين تفسر رواية بضعة (تخريجه) رواه الترمذي في الشمائل والبيهقي والبخاري في التاريخ، واورده الهيثمى وقال رواه أحمد وفيه عبد الله بن ميسرة وثقة ابن حيان وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات (4) (سنده) حدثنا حرمى بن عمارة قال حدثني عزرة الأنصاري حدثنا علباء بن أحمر حدثنا أبو زيد الخ (قلت) أبو زيد هو الأنصاري اسمه عمرو بن أخطب قال الحافظ في الأصابة غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة وسمح رأسه وقال اللهم جمله ونزل البصرة وهو ممن جاوز المائة اهـ (قلت) وستأتي ترجمته في كتاب مناقب الصحابة إن شاء الله تعالى (تخريجه) أخرجه الترمذي في الشمائل وصححه ابن حيان والحاكم: وأورده الهيثمي وقال رواه (حم عل طب) وزاد الطبراني في رواية عنده رأيت الخاتم على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا بظهره كأنه يختم: واحد أسانيده رجاله رجال الصحيح (5)(سنده) حدثنا حسن يعنى الأشيب وأبو النضر قالا ثنا زهير عن عروة بن عبد الله بن قشير عن معاوية بن قرة عن أبيه قال أبو النضر في حديثه ثنا زهير ثنا عروة بن عبد الله بن قشير أبو مهل الحنفي قال حدثني معاوية بن قرة عن أبيه الخ (غريبة)(6) جاء عند أبي داود لمطلق الازرار (8) قبل هذا يدل على أن جيب قميصه كان كما هو المعتاد وكان أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم القميص فقد جاء عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت لم يكن ثوب أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من قميص؛ وتقدم هذا الحديث بسنده وشرحه وتخريجه في باب ما جاء في الإزار والقميص من كتاب اللباس في الجزء

ص: 12

-[حديث أبي رمثة التيمي في صفة خاتم النبوة]-

فمسست الخاتم ثم قال عمروة فما رأيت معاوية ولا ابنه قال حسن يعني إياساً في شتاء قط ولا حرّ إلا مطلقى ازرارهما لا يزرانه أبدا (وعنه من طريق ثان) يحدث عن أبيه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنته أن أدخل يدي في جر بَّانه وإنه ليدعو لي فما منعه أن ألمسه أن دعالي قال فوجدت على نغض كتفيه مثل السلعة (عن أبي رمثة التيمي) قال خرجت مع أبي حتى أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت برأسه ردع حناء ورأيت على كتفه مثل التفاحة قال أبي إني طيب إلا ابطُّها لك قال طيبها الذي خلقها، قال وقال لأبي هذا ابنك؟ قال نعم، أما إنه لا يجنى عليك ولا تجنى عليه (وعنه أيضا)، قال انطلقت مع أبي نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأيته قال لي أبي هل تدري من هذا؟ قلت لا، فقال لي أبي هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقشعررت حين ذاك وكنت أظن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا لا يشبه الناس فإذا بشر له وفرة قال عفان في حديثه ذو وفرة وبها ردع من حناء وعليه ثوبان اخضران، فسلم عليه أبي ثم جلسنا فتحدثنا ساعة ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي ابنك هذا؟ قال إي ورب الكعبة، قال حقاً قال

السابع عشر ص 236 رقم 9 (قال أهل اللغة) القميص ثوب مخيط بكمين غير مفرج يلبس تحت الثياب وقد أخرج الدمياطي كان قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم قطنا قصير الطول والكمين، ثم قيل وجه أحبيه القميص إليه أنه استر للأعضاء من الأزار والرداء ولأنه أقل مؤنة وأخف على البدن (1) هو الأشيب أحد الروايين اللذين روى عنهما الإمام أحمد هذا الحديث قال في روايته إن اسم ابن معاوية إياس (2) أي اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم (3) (سنده) حدثنا روح ثنا قرة بن خالد سمعت معاوية بن قرة يحدث عن أبيه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (4) قال في النهاية الجربان بالضم وتشديد الباء الموحدة جيب القميص والألف والنون زائدتان (5) معناه فما منعه لمسى إياه عن الدعاء لي: وقد جاء عند الطيالسي بلفظ فما منعه ذاك أن جعل يدعو لي وإن يدى لفي جربانه (6) بكسر السين وفتح العين المهملتين بينهما لام ساكنة هي غدة تظهر بين الجلد واللحم إذا غمزت باليد تحركت (تخريجه)(د طل نس) قال المنذرى وأخرجه الترمذي وابن ماجه، قال ووالد معاوية هو قرة بن إياس المدني له صحبة وكنيته أبو معاوية وهو جد إياس بن معاوية بن قرة قاضي البصرة، قال وذكر الدارقطني أن هذا الحديث تفرد به عروة بن قشير أبو مهل عن معاوية ولم يرو عنه غير زهير بن معاوية، وذكر أبو عمر النمرى أن قرة بن إياس لم يروعنه غير ابنه معاوية بن قرة هذا آخر كلامه، وأبو مهل بفتح الميم وبعدها هاء مفتوحة ولام مخففة هو عروة بن عبد الله بن قشير جعفىّ كوفي وثقه أبو زرعة الرازي اهـ كلام المنذرى (7)(سنده) حدثنا وكيع ثناسفيان عن أياد بن لقيط السدوسي عن أبي رمثة التيمي الخ (غريبة)(8) الردع بفتح الراء وسكون الدال المهملة هو أثر الخلوق والطيب ونحوهما في الجسد (9) يعني شيئًا مرتفعا من جسمه مثل التفاحة (10) البطشق الدمل والخراج ونحوهما (له)(11) تقدم شرح هذه الجملة في باب لا يؤخذ المرء بجناية غيره من كتاب القتل ولجنايات في الجزء السادس عشر ص 61 (تخريجه) الحديث صحيح وروى من عدة طرق وأخرجه (د نس مذ) وحسنه الترمذي وصححه ابن خزيمة وابن الجارود والحاكم (12)(سنده) حدثنا هشام بن عبد الملك وعفان قالا حدثنا عبيد الله بن أياد عن

ص: 13

-[ما جاء في ضحكه صلى الله عليه على آله وصحبه وسلم وريحه]-

أشهد به فتبسم رسول الله ضاحكا من ثبت شبهي بأبي وهن خلف أبي علىّ، ثم قال أما إنه لا يجنى عليك ولا تجنى عليه، قال وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (ولا تزر وازرة وزر أخرى) قال ثم نظر إلى مثل السلعة بين كتفيه (وفي رواية قال فنظرت فإذا في نغض كتفيه مثل بعرة البعير أو بيضة الحمامة) فقال يا رسول الله أني لأطبُّ الرجال إلا أعالجها لك؟ قال لا، طبيبها الذي خلقها (وعنه أيضا) قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي فرأي التي بظهره فقال يا رسول الله إلا أعالجها لك فأني طبيب؟ قال أنت رفيق والله الطبيب، قال من هذا معك؟ قال أني، قال أشهد به: قال أما أنه لا تجنى عليه ولا يجنى عليك: قال عبد الله قال أبي اسم أبي رمثة رفاعة بن إثربي (عن سعيد بن أبي راشد عن التنوخي) رسول هرقل أنه قال فجلت في ظهره يعني النبي صلى الله عليه وسلم فإذا أنا بخاتم في موضع عضون الكتف مثل المحجمة الضخمة (وفي لفظ) فرأيت غضروف كتفه مثل المحجم الضخم (باب ما جاء في ضحكه صلى الله عليه وسلم وريحه)(عن عائشة) زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قط مستجمعا ضاحكا، قال معاوية ضحكاً حتى رأى منه طهواته إنما كان يبتسم (عن أم الدرداء) قال كان أبو الدرداء إذا حدث حديثا تبسم فقلت لا يقول الناس أنك أي أحمق فقال ما رأيت أو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث حديثا إلا تبسم (عن عبد الله بن المغيرة) قال سمعت عبد الله بن الحارث بن جزء يقول

أبي رمثة الخ (قلت) هذا الحديث روى مثله عبد الله بن الإمام أحمد في زوائده على مسند أبيه وتقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب لا يؤخذ المرء بجناية غيره من كتاب القتل والجنايات في الجزء السادس عشر ص 61 رقم 160 فارجع إليه (1)(سنده) حدثنا سفيان بن عيينه حدثني عبد الملك بن ابحر عن إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة)(2) يعني خاتم النبوة مثل السلعة أو بعرة البعير أو بيضة الحمامة كما تقدم (3) أي أنت ترفق بالمريض وتتلطفه والله يبرئه ويعافيه (تخريجه)(د نس مذ) وغيرهم (4)(عن سعيد بن أبي راشد الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب ما جاء في كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل وجوابه عليه من أبواب غزوة تبوك في الجزء الحادي والعشرين ص 198 رقم 437 (باب)(5)(عن عائشة الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم بطولة وسنده وشرحه تخريجه في باب (فلما رأوه عارضا مستقبل أو ديتهم) الخ من تفسير سورة الاحقاف غي الجزء الثامن عشر ص 271 رقم 424 (6)(سنده) حدثنا زكريا بن عدي أنا بقية عن حبيب بن عمر الأنصاري عن شيخ يكنى أبا عبد الصمد قال سمعت أم الدرداء تقول كان أبو الدرداء الخ (غريبة)(7) معناه لا تفعل ذلك لئلا يقول الناس إنك أحمق وحقيقة الحمق وضع الشيء في غير موضعه مع العلم بقبحه (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وفي إسناده بقية بن الوليد فيه كلام -وأبو عبد الصمد قال الحافظ في تعجيل المنفعة أبو عبد الصمد عن أم الدرداء وعنه حبيب بن عمر الأنصاري قال أبو حاتم مجهول وذكره ابن حبان في الثقات (8)(سنده) حدثنا حسن ثنا ابن لهيمة عن عبد الله بن المغيرة الخ (غريبة)(9) بفتح الجيم

ص: 14

-[كثرة تبسمه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وطيب ريحه]-

ما رأيت أحد أكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن انس) قال ما شممت ريحا قط مسكا ولا عنبرا أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا مسست قط خزا ولا حريرا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم (وعنه من طريق ثان) مثله وزاد قال ثابت فقلت يا أبا حمزة الست كأنك تنظر إلى رسول الله وكأنك تسمع إلى نغمته؟ فقال بلى والله أني لأرجو أن القاه يوم القيامة فأقول يا رسول الله خويدمك قال خدمته عشر سنين بالمدينة وأنا غلام ليس كل امرئ كما يشتهي صاحبي أن يكون ما قال لي فيها اف (وفي لفظ ولا عاب علىّ شيئا قط) ولا قال لي لم فعلت هذا وألا فعلت هذا (وعنه أيضا) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمر

وسكون الزاي بعدها همزة الزبيدي بضم الزاي وفتح الموحدة صحابي كنيته أبو الحارث مكن مصر وهو آخر من مات بها من الصحابة سنة ست وثمانين على أصح الأقوال (1) أي لأن شأن الكمل إظهار الانبساط والبشر لمن يريدون تألفه واستعطافه (تخريجه)(مذ) وقال هذا حديث حسن غريب (2)(سنده) حدثنا يزيد أنا حميد عن أنس (يعني ابن مالك) الح (غريبة)(3) المعنى أنه شم روائح طيبة كثيرة وريح النبي صلى الله عليه وسلم أطيب منها (قال العلماء) كانت هذه الريح الطيبة صفته صلى الله عليه وسلم وإن لم يمس طيبا ومع هذا فكان يستعمل الطيب في كثير عن الأوقات مبالغة في طيب ريحه لملاقات الملائكة وأخذ الوحي الكريم ومجالسة المسلمين (4) الخز بالخاء والزاي نوع من الحرير قال ابن بطال كانت كفه صلى الله عليه وسلم ممتلئة لحما غير أنها مع ضخامتها كانت لينة كما في حديث أنس (قلت) يعني حديث الباب، وفي حديث معاذ عند الطبراني والبزار أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه في سفر فما مست، شيئًا قط الين من جلده صلى الله عليه وسلم (قلت.) وهذا شامل للكفين وغيرهما (5)(سنده) حدثنا هاشم ثنا سليمان قال أنا ثابت قال أنس ما شممت شيئا عنبرا قط ولا مسكاقط أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ممست شيئا قط ديباجا ولا حريرًا ألين مسا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ثابت فقلت يا أبا حمزة الخ (6) تصغير خادم ومعناه انظر لخادمك نظرة عطف واشفاق واشفع له والله أعلم (7) أي ليس كل امرئ ينال ما يشتهى أن يكون له صاحب كصاحبي مخدوم كمخدومي يعني النبي صلى الله عليه وسلم (تخريجه) أخرج الطريق الأولى منه الشيخان وغيرهما وهي من ثلاثيات الإمام أحمد ولم أقف على من أخرج الطريق الثانية بهذا السياق غير الإمام أحمد، (وقال الحافظ ابن كثير) في تاريخه قال الحارث بن أبي أسامة ثنا عبد الله بن بكر ثنا حميد عن أنس قال أخذت أم سليم بيدي مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فقالت يا رسول الله هذا أنس غلام كاتب يخدمك قال فخدمته تسع سنين فما قال لشيء صنعت أسأت ولا بئس ما صنعت، ولا لمست شيئا قط خزا ولا حريرًا الين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت رائحة قط مسكا ولا عنبرا أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال وهكذا رواه معتمر بن سليمان وعلى بن عاصم ومروان بن معاوية الغزاوي وإبراهيم بن طبمان كلهم عن حميد عن أنس في لين كفه عليه السلام وطيب رائحته صلوات الله وسلامه عليه (8)(سنده) حدثنا خلف بن الوليد ثنا خالد عن حميد عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمر الخ (غريبة)(9) هذا الحديث وإن صح إسناده فقد أعله الحافظ العراقي

ص: 15

-[ما جاء في صفة مشبه صلى الله عليه وسلم وأنه كانت تطوى له الأرض]-

ولم أشم مسكة ولا عنبرة أطيب ريحا من رسول الله صلى الله عليه وسلم (باب ما جاء في مشبه) صلى الله عليه وسلم (عن ابن عباس) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا مشى مشى مجتمعا ليس فيه كل (عن أبي هريرة) قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فكنت إذا مشيت سبقني فأهرول فإذا هروات سبقته، فالتفتٌّ إلى رجل إلى جنى فقلت تطوى له الأرض وخليل إبراهيم (وعنه أيضا) قال ما رأيت شيئاً أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم كان الشمس تجرى في جبهته وما رأيت أحداً أسرع في متينه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما الأرض تطوى له أنا لنجهد أنفسنا

بالشذوذ فقال هذه اللفظة (يعني قوله اسمر) انفرد بها حميد عن أنس، ورواه غيره من الرواة عنه بلفظ أزهر اللون، ثم نظرنا من روى صفة لونه صلى الله عليه وسلم غير أنس فكلهم وصفوه بالبياض وهم خمسة عشر صحابيا اهـ (وأخرج البيهقي) في الدلائل من وجه آخر بلفظ آخر عن أنس فذكر الصفة النبوية فقال كان النبي صلى الله عليه وسلم بياضه إلى السمرة أي يميل إليها بمعنى أن فيه سمرة قليلة، (قال البيهقي) يقال إن المشرّب سنه بحمره وإلى السمرة ما ضحى للشمس والريح أي كالوجه والمنق، وأما ما تحت الثياب فهو الأزهر الأبيض (قال الحافظ) والمراد أنه صلى الله عليه وسلم ليس بالأبيض الشديد البياض ولا بالأدم الشديد الأدمة، وإنما يخالط بياضه الحمرة؛ والعرب قد تطلق على كل من كان كذلك اسمر والله أعلم (تخريجه) أخرج الجزء الأول منه الخاص بالسمرة البزار وابن منده، وأخرج الجزء المحتص بريحه صلى الله عليه وسلم الشيخان وغيرهما والحديث سنده صحيح (باب)(1)(سنده) حدثنا عفان ثنا حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند قال حدثني فلان عن ابن عباس الخ (غريبة)(2) أي شديد الحركة قوى الأعضاء غير مسترخ في المشي (نه)(تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه أحمد والبزار وزاد لم يتلفت، يعرف في مشيه أنه غير كسل ولا وهن ورجال أحمد رجال الصحيح إلا أن التابعي غير مسمى وقد سماه البزار وهو عكرمة وهو من رجال الصحيح أيضا (3)(سنده) حدثنا يزيد أنا ابن عون حدثني أبو محمد عبد الرحمن بن عبيد عن أبي هريرة الخ (غريبة)(5) أي تجمع وتجعل مطوية تحت قدميه مع كونه على غاية من التأني وعدم العجلة (وقوله وخليل إبراهيم) جاء في الأصل (وخليلي إبراهيم) وهو تجريف من الناسخ أو الطابع لأنه يفسد المعنى، والصواب ما ذكرنا، ومعناه أن أبا هريرة أقسم بالله الذي هو خليل إبراهيم لقوله تعالى (وأتخذ الله إبراهيم خليللا) أقسم بأن الأرض تطوى له كما رآه من قطعه للمسافة مع تأنيه في المشي وجهد عيره فيه (تخريجه) رواه ابن سعد وسنده صحيح ورجاله ثقلت (6)(سنده) حدثنا حسن حدثنا عبد الله بن لهيعة حدثنا أبو يونس سليم بن جبير مولى أبي هريرة أنه سمع أبا هريرة يقول ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله الخ (7) يريد مثل الشمس في نهاية الإشراق (8) بكسر الميم وسكون المعجمة أي كيفية مشيه، وجاء عند الترمذي في الشمائل في مشيه قال الزرقاني في شرح المواهب بصيغة المصدر وهي أظهر لأنه الذي يتصف بالسرعة والبطء وفي نسخ مشيته بكسر فكون أي كيفية مشيه، قال المصنف ومعناهما متقارب والمراد مشيه المعتاد دون إسراع اهـ (9) أي نوقعها

ص: 16

-[ما جاء في خلقه العظيم عليه الصلاة وأتم التسليم]-

وإنه لغير مكترث (باب ما جاء في خلقه العظيم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم)(عن سعد بن هشام بن عامر) قال أتيت عائشة رضي الله عنها فقلت يا أم المؤمنين أخبريني بخلق رسول الله صلى اله عليه وآله وسلم، قالت كان خلقه القرآن أما تقرأ القرآن قول الله عز وجل (وإنك لعلي خلق عظيم)؟ قلت فاني أريد أن أتبتل قال لا تفعل، أما تقرأ (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) فقد تزوج رسول الله وقد ولد له (عن رجل من بن سواءة) قال سألت عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت أما تقرأ القرآن (أنك لعلى خلق عظيم) قال قلت حدثيني عن ذاك: قالت صنعت له طعاما وصنعت له حفصة طعاما، فقلت لجاريتي اذهبي فغن جاءت هي بالطعام فوضعته قبل فاطر حي الطعام قالت فجاءت بالطعام قالت فألقته الجارية فوقعت القصعة فانكسرت وكان نطعا قال فجمعه رسول الله

في المشقة والتعب أو تحملها في السير فوق طاقتها (1) أي غير مسرع بحيث للحقه مشقة فكان يمشى على هيئته ويقطع ما نقطع بالجهد من غير جهد (تخريجه)(مذ) في الشمائل وسنده صحيح ورجاله ثقات وأن كان في إسناده ابن لهيعة لكنه صرح بالتحديث فحديثه صحيح والله أعلم (باب)(2)(سنده) حدثنا هاشم بن القاسم قال ثنا مبارك عن الحسن عن سعد بن هشام بن عامر الخ (غريبة)(3) قال البيضاوي أي جميع ما حصل في القرآن فإن كل ما استحسنه وأثنى عليه ودعا إليه قد تحلى به، وكل ما استهجنه ونهى عنه تجنبه وتخلى عنه، فكان في القرآن بيان خلقه؛ وفي الديباج معناه العمل به والوقوف عند حدوده والتأدب بآدابه والاعتبار بأمثاله وقصصه وتدبره وحسن تلاوته (4) التبتل الانقطاع إلى العبادة والتفرع لها، والمراد هنا ترك الزواج لأجل ذلك، ولهذا استشهدت بالآية وقالت لا تفعل، أي لا تترك الزواج فإن الأنبياء كان لهم أزواج وذرية، وقد أمرنا الله بالاقتداء بهم بقوله (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده)(تخريجه) أخرج الجزء المختص بالخلق منه (م نس مذ) وأخرج الجزء المختص بالتبتل (نس مذ) لكن رواه الترمذي عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال إنه حسن غريب، قال وروى الاشعت بن عبد الملك هذا الحديث عن الحسن عن سعد بن هشام عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم ويقال كلا الحديثين صحيح اهـ (5)(سنده) حدثنا أسود قال ثنا شريك عن قيس بن وهب عن رجل من بنى سواءة الخ (غريبة)(6) جاء في رواية أخرى عند أبي داود والنسائي والإمام أحمد وستأتي في باب ما جاء في قصة القصعة التي كسرتها عائشة من أبواب ما جاء في معاشرته صلى الله عليه وسلم مع أزواجه الخ أن التي اهدت الطعام إلى النبي صلى الله عليه وسلم صفيه ويجمع بينهما بان القصة تعددت (7) جاء في رواية أخرى عند البخاري والترمذي والأمام أحمد من حديث أنس أن عائشة هي التي كسرت القصعة وعند أبي داود والنسائي والإمام أحمد من حديث عائشة أنها هي التي كسرتها أيضا وسيأتي ذلك في باب قصة القصعة المشار إليه، وهذا مما يؤيد أن القصة تعددت وأن حديث الباب جاء قصة أخرى لأن فيه أن الجارية هي التي كسرت القصعة (8) بالنصب خبر اسم المحذوف تقديره وكان الفراش نطعا بكسر

ص: 17

-[ما جاء في خلقه العظيم عليه الصلاة وأتم التسليم]-

صلى الله عليه وسلم وقال اقتصوا أو اقتصى شك أسود ظرفا مكان ظرفك فما قال شيئا (عن أنس) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل علينا (وفي لفظ يخالطنا) وكان لي أخ صغير (وفي رواية كان النبي صلى الله عليه وسلم يضاحكه) وكان له نغر يلعب به فمات نغره الذي كان يلعب به فدخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم فرآه حزينا فقال ما شأن أبي عمير حزينا؟ فقالوا مات نغره الذي كان يلعب به يا رسول الله، فقال أبا عمير ما فعل النغير أبا عمير ما فعل النغير (ومن طريق ثان) عن أبي التياح قال حدثنا أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحسن الناس خلفا وكان لي أخ يقال له أبو عمير قال أحسبه قال فطيما قال وكان إذا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه قال أبا عمير ما فعل النغير قال نغر كان يلعب به، قال فربما تحضره الصلاة وهو في بيتنا فيأمر بالبساط الذي تحته فيكنس ثم ينضح بالماء ثم يقوم رسول الله صلى الله عليه وسلم ونقوم

النون وسكون الطاء المهملة وهو من الأديم أي الجلد يفرش كالبساط (1) أي لم يؤنبها على ما فعلته في حضوره لمزيد حله وعلمه بما تؤدي إليه الغيرة، ولم يعاقبها إلا بحكمه عليها بالقصاص بجعل المكسورة عندها ودفع الصحيحة لضرتها، وهكذا كانت أحواله صلى الله عليه وسلم مع أزواجه لا يأخذ عليهن ويعذرهن، وأن أقام عليهن ميزان العدل إقامة من غير قلق ولا غضب بل هو رءوف رحيم حريص عليهن وعلى غيرهن عزيز عليه ما يعنتهم (تخريجه)(جه ش) وفي إسناده رجل لم يسم وبقية رجاله ثقات (2)(سنده) حدثنا عفان ثنا حماد ثنا ثابت عن أنس (يعني ابن مالك الخ)(غريبة)(3) أي بالملاطفة وطلاقة الوجه والمزاح، وفي القاموس خالطه مازحه، والمراد أنس وأهل بيته (4) أي من أمه أم سليم (5) بضم النون وفتح الغين المعجمة وهو طائر صغير كالعصفور، وقيل فراخ العصافير، قال القاضي عياض والراجح أنه طائر أحمر المنقار، وأهل المدينة يسمونه البلبل (6) فإن قيل كيف يقرّ النبي صلى الله عليه وسلم اللعب بالحيوان وقد ورد في الأحاديث الصحيحة النهي عن تعذيبه؟ وقد أجاب الإمام القرطبي عن ذلك فقال أن الذي رخص فيه للصبي امساك الطير ليلتهى به وأما تمكينه من تعذيبه ولا سيما حتى يموت فلم يبح قط (7) هذه كنيته وهو ابن أبي طلحة الأنصاري وكان اسمع عبد الله فيما حزم به أبو أحمد الحاكم أو حفص كما عند ابن الجوزي، وفيه جواز تكنية من لا ولد له وتكنية الطفل وأنه ليس كذبا (8) أي أين ذهب وإنما قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ملاطفة وتأنيسا له وتسلية؛ وفيه جواز المزاح بما ليس باثم وجواز السجع والكلام الحسن بلا كلفة، وملاطفة لاصبيان وتأنيسهم وبيان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من حسن الخلق وكرم الشمائل والتواضع (9)(سنده) حدثنا عبد الحميد حدثني أبي قال أنا أبو التياح قال حدثنا أنس الخ (10) بضم الخاء واللام (11) جاء عند البخاري فطم بالرفع صفة لقوله أخ واحسبه اعتراض بين الصفة والموصوف أي مفطوم بمعنى فصل عن الرضاع، ولأبي ذر فطما بالنصب كما في رواية الإمام أحمد مفعولا ثانيا لا حسبه أي أظنه: مات أبو عمير هذا صغيرا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولموته قصة عجيبة مع أم سليم وأبي طلحة ترجمت لها بباب قصة أم سليم مع زوجها أبي طلحة الأنصاري عندما توفى ولدهما تقدمت في الجزء التاسع عشر من كتاب الصبر صفحة 145 فأرجع إليها فإن فيها منقبة عظيمة لام سليم وعبرة وتسلية لمن مات ولدها من النساء (12) تقدم شرح هذه الجملة إلى آخر الحديث في باب الصلاة على الحصير

ص: 18

-[ما جاء في خلقه العظيم عليه الصلاة وأتم التسليم]-

خلفه فيصلي بناء، قال وكان بساطهم من جريد النخل (وعن أنس أيضا) قال كنت أمشى مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذه جبذة حتى رأيت صفح أو صفحة عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته فقال يا محمد أعطني من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء (عن جبير بن مطعم) أنه بينما هو يسير مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعه الناس مقبلا من حنين علقت برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأعراب يسألونه حتى اضطروه إلى سمرة فخطفت رداه فوقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال اعطوني ردائي فلو كان عدد هذه العضاه نعما لقسمته ثم لا تجدوني بخيلا ولا كدابا ولا جبانا (عن عبد الله بن جعفر) قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قدم من سفر تلقِّى بالصبيان من أهل بيته، قال وإنه قدم مرة من سفر قال فسبق بي إليه قال فحملني بين يديه، قال ثم جيء باحد ابني فاطمة إما حسن وإما حسين فأردفه خلفه، قال فدخلنا المدينة ثلاثة على دابة (عن عبد الله بن أبي مليكة) قال قال عبد الله بن جعفر لابن الزبير اتذكر إذ تلفيا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنا وأنت وابن عباس؟ فقال نعم قال فحملنا ونركك (وقال إسماعيل مرة أتذكر إذ

والبسط من كتاب الصلاة في الجزء الثالث ص 109 رقم 411 (تخريجه)(ق مذ جه)(1)(سنده) حدثنا إسحاق بن سليمان قال سمعت مالك بن أنس عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال كنت أمشى الخ (غريبة)(2) بضم الموحدة وسكون الراء نوع من الثياب (نجراني) بنون مفتوحه فجيم ساكنه نسبة إلى بلدة بين الحجاز واليمن وهي إليه أقرب فلذا يقال بلدة باليمن (غليظ الحاشية) أي الجانب (3) بتقديم الموحدة على الذال المعجمة (4) أو للشك من أنس، وصفحة العنق جانبه (5) زاد مسلم وانشق البرد وذهبت حاشيته في عنقه (6) في هذا بيان حله صلى الله عليه وسلم وصبره على الأذى في النفس والمال والتجاوز عن جفاة الاعراب، والظاهر أن هذا الأعرابي كان مسلمًا ولكن فيه غلظة الأعراب وجفائهم لأن طلبة العطاء من مال الله يدل على أنه مسلم والله أعلم (تخريجه)(ق. وغيرهما)(7)(سنده) حدثنا يعقوب قال ثنا أبي عن صالح قال ابن شهاب اخبرني عمرة بن محمد بن جبير بن مطعم أن محمد بن جبير بن طعم قال أخبرني جبير بن مطعم أنه بينما هو يسير الخ (غريبة)(8) بفتح السين المهملة وضم الميم هي ضرب من شجر الطلح له شوك (9) قال في النهاية العضاة شجر أم غيلان وكل شجر عظيم له شوك الواحدة عضة بالتاء (وقوله نعما) بفتح النون والعين المهملة أي (ابلا) أو بقرأ أو غنما (تخريجه)(خ)(10)(سنده) حدثنا أبو معاوية حدثنا عاصم عن مورّق العجلي عن عبد الله بن جعفر الخ (تخريجه)(م) وفيه دلالة على تواضعه صلى الله عليه وسلم وحسن خلقه (11)(سنده) حدثنا إسماعيل انبأنا حبيب بن الشهيد عن عبد الله بن أبي مليكة الخ (غريبة)(12) القائل نعم هو ابن الزبير والقائل فحملنا وتركك هو ابن جعفر ومعناه أن المتروك هو ابن الزبير (13) إسماعيل هو ابن علية شيخ الإمام أحمد ذكر في هذه الرواية أن المتروك هو ابن جعفر لأنه حذف قال بعد قوله نعم، وجاء عند البخاري بالوجه الأول أن المتروك هو ابن الزبير، وجاء عند مسلم بالوجه الثاني أن المتروك عبد الله بن جعفر، وسيأتي للإمام

ص: 19

-[ما جاء في خلقه العظيم عليه الصلاة وأتم التسليم]-

تلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأنت وابن عباس؟ فقال نعم، فحملنا وتركك (عن عبد الله بن عمرو) بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يك فاحشا ولا متفحشا وكان يقول من خياركم أحسنكم أخلاقا (عن أنس بن مالك) قال خدمت النبي صلى الله عليه وآله وسلم عشر سنين (وفي لفظ تسع سنين) فما أمرني بأمر فتوانيت عنه أو ضيعته، فما لامني أحد من أهل بيته إلا قال دعوه فلو قدر أو قال لو تضى أن يكون كان (وعنه أيضا) قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبابا ولا لعانا ولا فحاشا كان يقول لأحدنا عند المعاتبة ماله ترب جبينه (وعنه أيضا) قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ذا الأذنين

أحمد في الباب الثاني من أبواب خلافة عبد الله بن الزبير من كتاب الخلافة والإمارة في الجزء الثالث والعشرين عن عبد الله بن الزبير أن المتروك عبد الله بن جعفر ويجمع بين ذلك بأن الواقعة تعددت فمرة ترك عبد الله بن جعفر ومرى ترك عبد الله بن الزبير وهذا من عدله صلى الله عليه وسلم في كل شيء (تخريجه)(ق)(1)(سنده) حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شقيق عن مسروق عن عبد الله بن عمرو بن العاص الخ (غريبة)(2) الفاحش الناطق بالفحش وهو الزيادة على الحد في الكلام السيء (والمتفحش) المتكلف لذلك أي لم يكن له الفحش خلقا ولا مكتسبا قاله الحافظ (تخريجه)(ق مذ طل)(3)(سنده) حدثنا كثير ابن هشام ثنا جعفر عمران البصري القصير عن أنس بن مالك الخ (وله طريق ثان) قال حدثنا على بن ثابت حدّثني جعفر بن برقان عن عمران البصري عن أنس بن مالك قال صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فذكر مثله (4) جاء عند مسلم في رواية تسع سنين وله رواية أخرى عشر سنين كما هنا (قال النووي) وأما قوله تسع سنين وفي أكثر الروايات عشر سنين فمعناه أنها تسع سنين وأشهر فإن النبي صلى الله عليه وسلم قام بالمدينة عشر سنين تحديدا لا تزويد ولا تنقص وخدمه أنس في أثناء السنة الأولى، ففي رواية التسع لم يحسب الكسر بل اعتبر السنين الكوامل، وفي رواية العشر حسها سنة كاملة وكلاهما صحيح: وفي هذا الحديث بيان كمال خلقه صلى الله عليه وسلم وحسن عشرته وحلمه وصفحه (5) معناه فما لا مني احد من أهل بيته على شيء حصل مني بدون تفريط كإناء، سقط فكسر مثلا أو شيء فقد إلا قال دعوه فإنما حصل بقضاء الله وقدره (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تاريخه وعزاه للإمام أحمد وقال انفرد به أحمد اهـ (قلت) ورجال الطريقين كلهم ثقات (6)(نده) حدثنا أبو عامر ثنا فليح عن هلال بن على عن أنس قال لم يكن الخ (غريبة)(7) قال الكرماني يحتمل تعلق السبب بالنسب كالقذف، والفحش بالحسب، واللعن بالآخرة لأنها البعد عن رحمة الله، ثم أن المراد نفى الثلاثة من أصلها لأن فعّالا قد لا يراد به التكثير بل أصل الفعل، والمراد لم يكن بذي سب ولا فحش ولا لعن ويؤيده رواية فاحشا اهـ (قلت) رواية فاحشا تقدمت في حديث عبد الله بن عمرو قبل حديث (8) أي خطاب الادلال ومذاكرة الموجدة (9) هي كلمة جرت على لسان العرب لا يريدون حقيقتها، أو دعاء له بالطاعة أن يصلى فيترتب جبينه (تخريجه)(خ. وغيره)(10)(سنده) حدثنا أبو أسامة قال أخبرني شريك عن عاصم الأحول عن أنس بن مالك قال قال لي الخ (غريبة)(11) كل إنسان له أذنان ولكنه يفهم من ظاهر هذه العبارة أن لهذه الصفة خاصة غريبة اسندت إليه لا توجد في غيره لصغر أذنيه أو كبرهما أو نحو ذلك فيكون مزاحا بهذا

ص: 20

-[ما جاء في تواضعه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم]-

(عن جرير) قال ما حجبني عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منذ أسلمت، ولا رآني ألا تبسم (عن عائشة) قال مالعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مسلما من لعنة بذكر، ولا انتقم لنفسه شيئًا يؤتي إليه إلا أن تنتهك حرمات الله عز وجل ولا ضرب بيده شيئًا قط إلا أن يضرب بها في سبيل الله، ولا يسئل شيئًا قط قمنعه إلا أن يسأل مأثما فإنه كان أبعد الناس منه، ولا خيِّر بين أمرين قط إلا اختار أيسرهما، وكان إذا كان حديث عهد بجبريل يدارسه كان أجود بالخير من الريح المرسلة (باب ما جاء في تواضعه صلى الله عليه وسلم (عن أنس) أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم ياسيدنا وابن سيدنا ويا خيرنا وابن خيرنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس قولوا بوقلكم ولا يستهوينكم الشيطان أنا محمد بن عبد الله ورسول الله، والله ما أحب أن ترفعوني فوق ما رفعني الله عز وجل (عن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لا نطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم عليه السلام فإنما أنا عبد الله ورسوله (عن أبي هريرة) قال جلس جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم

الاعتبار، ويحتمل أن يكون مدحا منه صلى الله عليه وسلم لأنس ليقظته في الاستماع أو تنبيه له على أنه ينبغي أن يكون متيقظا فإن من أعطاه الله تعالى آلتين مع كفاية واحدة في أصل الغرض ينبغي أن يكون كذلك والله أعلم (تخريجه)(د) وسكت عنه أبو داود والمنذرى ورجاله كلهم ثقات (1)(سنده) حدثنا محمد بن عبيد ثنا إسماعيل عن قيس عن جرير (يعني ابن عبد الله) الخ (تخريجه)(ق. وغيرهما)(2)(سنده) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن زيد قال قال ثنا معمر ونعمان أو أحدهما عن الزهري عن عروة عن عائشة الخ (غريبة)(3) بكسر الباء والذال المعجمة وسكون الكاف أي بصريح اسمه كما جاء في المستدرك للحاكم (تخريجه)(ق. دك)(باب)(4)(نده) حدثنا مزمل ثنا حماد عن حميد عن أنس (يعني ابن مالك) أن رجلا الخ (قلت) وله طرق أخرى قال الإمام أحمد وحدثناه الأشيب عن حماد عن ثابت عن أنس، وعفان ثنا حماد ثنا ثابت ولا يستجرننكم الشيطان، هكذا بالأصل (غريبة)(5) أي بما تعرفونه كقولهم في التشهد وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وفي لفظ من حديث أنس أيضا يا أيها الناس عليكم بتقواكم أي مبا يقيكم عذاب النار (6) أي لا يفتننكم (تخريجه)(نس) وسنده صحيح ورجاله ثقات (7)(سنده) حدثنا هشيم قال زعم الزهرى عن عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة بن مسعود عن ابن عباس عن عمر الخ (غريبة)(8) الأطراء مجاوزة الحد في المدح والكذب فيه كقول النصاري المسيح ابن الله، فهذا كذب وافتراء، إنما المسيح عبد الله ورسوله كما أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبد الله ورسوله (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تاريخه وعزاه لمسلم فقط وفي إسناد حديث الباب هشيم بن بشير الواسطى ثقة حجة ألا أنهم تكلموا في سماعه من الزهرى، وقوله هنازعم الزهرى قد يؤيد أنه لم يسمعه منه، ولكن الحديث ورد بأسانيد أخرى عن الزهرى (منها) ما رواه أبو داود الطيالسي في مسنده قال حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم فإنما أنا عبد الله فقولوا عبد الله ورسوله وعلى هذا فالحديث صحيح لا ريب فيه (9)(سنده) حدثنا محمد بن فضيل عن عمارة عن أبي زرعة قال

ص: 21

-[ما جاء في تواضعه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم]-

فنظر إلى السماء فإذا ملك ينزل، فقال جبريل هذا الملك ما نزل منذ خلق قبل الساعة، فلما نزل قال يا محمد أرسلني إليك ربك قال أفملكا نبيا يجعلك أو عبدًا رسولا؟ قال جبريل تواضع لربك يا محمد، قال بل عبدا رسولا (عن أنس بن مالك) قال أن كانت الأمة من أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتنطلق به في حاجتها (وعنه أيضا) قال إن أمرأة لقيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في طريق من طرق المدينة فقالت يا رسول الله أن لي إليك حاجة، قال يا أم فلان اجلسي في أي نواحي السكك شئت اجلس إليك، قال فقعدت فقعد إليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى قضت حاجتها (عن ابن عباس) أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتي السقاية فقال أسقوني، فقالوا أن هذا يخوضه الناس ولكنا نأتيك به من البيت، فقال لا حاجة لي فيه، أسقوني مما يشرب منه الناس (عن أبي هريرة) قال قال يهودي بسوق المدينة والذي اصطفى موسى على البشر قال، فلطمه رجل من الانصار فقال تقول هذا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فينا قال فاتي اليهودي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ونفخ في

ولا أعلمه الأعن أبي هريرة قال جلس جبريل الخ (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه أحمد والبزار وأبو يعلى ورجال الأولين رجال الصحيح (1)(سنده) حدثنا هيثم انبأنا حميد عن أنس بن مالك الخ (غريبة)(2) جاء في رواية أخرى عن أنس أيضا (فما ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت (تخريجه)(خ) وقد اشتمل هذا الحديث على أنواع من المبالغة في التواضع لذكره المرأة دون الرجل والامة دون الحرة، وحيث عمم بلفظ الاماء فالمراد أي أمة كانت، وبقوله في الرواية الأخرى فما ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت أي من الأمكنة، والتعبير باليد أشارة إلى غاية التصرف حتى لو كانت حاجتها خارج المدينة والتمست مساعدتها في تلك الحالة لساعدها على ذلك، هو ذا من مزيد تواضعه وبراءته من جميع أنواع الكبر صلى الله عليه وسلم (3) (سنده) حدثنا مروان بن معاوية أنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال أن امرأة الخ (تخريجه) لم أقف عليه بهذا اللفظ لغير الإمام أحمد وسنده صحيح ورجاله ثقات (4) هذا طرف من حديث سيأتي بتمامه وسنده وشرحه وتخريجه في باب حجه صلى الله عليه وسلم وهو حديث صحيح وفيه دلالة على تواضعه صلى الله عليه وسلم وكرم أخلاقه حيث لم يقبل أن يؤتي بشراب خاص له ويأبي ألا أن يشرب مما يشرب منه الناس: عليه أفضل الصلاة وأتم السلام (5)(سنده) حدثنا يزيد قال أنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة الخ (غريبه)(6) جاء عند مسلم عن أبي هريرة أيضا قال بينما يهودي يعرض سلعة له أعطى بها شيئا كرهه أو لم يرض به شك عبد العزيز (أحد رجال السند عند مسلم) قال لا والذي اصطفى موسى عليه السلام على البشر، قال فسمعه رجل من الأنصار فلطم وجهه قال تقول والذي اصطفى موسى عليه السلام على البشر ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا؟ قال فذهب اليهودي إلى رسول صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا القاسم أن لي ذمة وعهدا وقال فلان لطم وجهي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم لطمت وجهه؟ قال قال يا رسول الله والذي اصطفى موسى عليه السلام على البشر وأنت بين أظهرنا؛ قال فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عرف الغضب في وجهه ثم قال لا تفضلوا بين أنبياء الله فإنه ينفخ في الصور فذكر نحو حديث الباب (7) جاء في رواية أخرى للإمام أحمد في باب ما جاء في فضل نبي الله

ص: 22

-[ما جاء في تواضعه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم]-

الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض ألا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون) قال فأكون أول من يرفع رأسه فإذا موسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدرى أرفع رأسه قبلى أم كان ممن استثنى الله، ومن قال إنس خير من يونس بن متى فقد كذب (عن أبي أمامة) قال مر النبي صلى الله عليه وسلم في يوم شديد الحر نحو بقيع الغرقد قال فكان الناس يمشون خلفه قال فلما سمع صوت النعال وقر ذلك في نفسه فجلس حتى قدمهم أمامه لئلا يقع في نفسه من الكبر (عن جابر) قال كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يمشون أمامه إذا خرج ويدعون ظهره للملائكة (عن عروة بن الزبير) قال قيل لعائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت كما يصنع أحدكم بخصف نعله ويرقع ثوبه (وعنه من طريق ثان) قال سأل رجل عائشة

موسى من كتاب أحاديث الأنبياء في الجزء العشرين ص 83 رقم 45 قال فأتى اليهودي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فساله فاعترف بذلك، فقال رسول صلى الله عليه وسلم لا تخيروني على موسى فإن الناس يصعقون يوم القيامة الخ (1) تقدم الكلام على الصعقة وعلى قوله فلا أدرى ارفع رأسه قبلي الخ في شرح الرواية الأخرى للإمام أحمد المشار إليها في الجزء العشرين ص 83 (2) معناه التفضيل في نفس النبوة فلا تفاضل فيها، ومن قال غير ذلك فقد كذب، وإنما التفاضل بالخصائص وفضائل أخرى ولابد من اعتقاد التفضيل، قال تعالى (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض) وأفضلهم نبينا لقوله صلى الله عليه وسلم (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة) وهو حديث صحيح رواه (حم م د مذ جه) وغيرهم ولأدلة أخرى يطول ذكرها وتقدم الكلام على ذلك في شرح حديث أبي سعيد وهو الحديث الثاني من كتاب أحاديث الأنبياء في الجزء العشرين ص 36 فارجع إليه، ويستفاد منه ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من التواضع وحسن الخلق عليه الصلاة والسلام (تخريجه)(ق. وغيرهما)(3)(عن أبي إمامة) هذا طرف من حديث طويل تقدم بطوله وسنده وشرحه في فصل في عذاب عصاة المؤمنين في القبر من كتاب الجنائز في الجزء الثامن صفحة 131 رقم 313 وقوله فيه (وقر ذلك في نفسه) بفتح الواو والقاف أي ثقل على نفسه من الوقر وهو الحمل الثقيل، والمعنى أنه صلى الله عليه وسلم لما تردد في سمعه صوت فعالهم وهم يمشون وراه مجلس حتى لحقوا به فقدمهم أمامه لئلا يقع في نفسه من الكبر، وفي ذلك من التواضع وكرم الأخلاق وقمع النفس مالا يخفي (4) كان صلى الله عليه وسلم معصوما من الكبر وكل مايشين الإنسان ولكنه فعل ذلك ليستأنس به غيره (5)(سنده) حدثنا وكيع عن سفيان عن الأسود بن قيس عن نبيح عن جابر (يعني ابن عبد الله الخ)(6) جاء في المواهب وأما مشيه عليه الصلاة والسلام مع أصحابه فكانو يمشون بين يديه وهو خلفهم ويقول خلوا ظهري للملائكة، قال الزرقانب لأنهم يحرسونه من أعدائه قاله أبو نعيم ولا ينافيه (والله يعصمك من الناس) لأنه إن كان قبل نزولها فظاهر وإلا فمن عصمة الله تعالى له أن يوكل به جنده من الملاء الأعلى إظهارًا لشرفه (تخريجه)(ك) وأبو نعيم وابن سعد وسنده صحيح ورجاله كلهم ثقات (7)(سنده) حدثنا مؤمل قال ثنا سفيان عن هشام عن أبيه (يعني عروة بن الزبير) قال قيل لعائشة الخ (غريبة)(8) أي يخرزها من الخصف الضم والجمع؛ والمعنى أنه صلى الله عليه وسلم كان يصنع في بيته كما يصنع أي إنسان منكم من الاشتغال بمهنة الأهل والنفس إرشادا للتواضع وترك التكبر ولا يترفع عن ذلك لكونه مشرّفا بالوحي والنبوة مكرَّما بالرسالة والآيات (9)(سنده) حدثنا عبد الرزاق أنا معمر عن

ص: 23

-[ما جاء في تواضعه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم]-

هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته شيئا؟ قالت نعم كان يخصف نعله ويخيط ثوبه ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته (عن القاسم عن عائشة) قال سئلت ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت كان بشر أمن البشر يفلى ثوبه وبحلب شاته ويخدم نفسه (عن أنس) أن يهوديا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خبز شعير وإهالة سنخة فأجابه وقد قال أبان أيضا إن خياطا (عن عبد الله بن أبي أوفى) قال قدم معاذ ليمن أو قال الشام فرأى النصارى تسجد لبطارقتها وأساقفتها فروّأ في نفسه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن يعظم، فلما قدم قال يا رسول الله رأيت النصارى تسجد لبطارقتها وأساقفتها فروَّأت في نفسي أنك أحق أن تعظم، فقال لو كنت آمراً أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، ولا تؤدى المرأة حق الله عز وجل عليها كله حتى تؤدى حق زوجها عليها كاء حتى لو سألها نفسها وهي على ظهر قتب لأعطته إياه (عن عبد الرحمن بن أبي ليلى) عن أبيه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال إنه أتى الشام فرأى النصارى فذكر معناه إلا أنه قال فقلت لأي شيء تصنعون هذا؟ قالوا هذا تحية الأنبياء قبلنا، فقلت نحن أحن أن نصنع هذا بنبينا، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم إنهم كذبوا على أنبيائهم كما حرفوا كتابهم، أن الله عز وجل أبدلنا خيرا من ذلك السلام تحية أهل الجنة (عن عبادة بن الصامت) قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر قوموا بنا نستغيث برسول الله

الزهري عن عروة: وعن هشام بن عروة عن أبيه قال سأل رجل عائشة الخ (تخريجه)(هق) والترمذي في الشمائل وابن سعد وهو حديث صحيح ورجاله ثقات وصححه ابن حبان (1)(سنده) حدثنا حماد ابن خالد قال ثنا ليث بن سعد عن معاوية بن صالح عن يحيى بن سعيد عن القاسم عن عائشة الخ (غريبة)(2) بفتح فسكون مضارع فلى ثلاثيا كما ضبطه غير واحد، ويجوز ضم أوله وسكون ثانيه مخففا أو فتحه مثقلا أي يزيل قمله، وظاهره أن القمل لا يؤذيه، لكن قال العلماء لم يكن فيه قمل لأن أكثره من العفونةة ولا عفونة فيه، وفي العرق وعرقه طيب، ولا يلزم من التفلية وجود القمل فقد يكون للتعليم أو لتفتيش نحو خرق فيه ليرقعه، وقيل كان في ثوبه قمل ولا يؤذيه وإنما كان يفليه استقذارًا له والله أعلم (3) هذا يتعين حمله على أنه كان يفعل ذلك في بعض الأوقات لا دائمًا فإنه ثبت أنه كان له خدم فتارة يكون بنفسه وتارة بغيره وتارة بالمشاركة (تخريجه) اخرجه البيهقي والترمذي في الشمائل من حديث عرة عن عائشة (4)(سنده) حدثنا عفان ثنا أبان ثنا قتادة عن أنس (] عني ابن مالك) الخ (غريبه)(5) قال في النهاية الإهالة كل شيء عمن الأدهان مما يؤتدم به إهالة، وقيل هو ما أذيب من الألية والشحم؛ وقيل الدسم الجامد (والسنخة بفتح السين مشددة وكسر النون، المتغيرة الريح (6) أبان أحد رجال السند ومعناه أنه قال مرة إن يهوديا وقال عرة أن خياطا والظاهر أن اليهودي كان خياطا والله أعلم (تخريجه) الحديث صحيح ورجاله كلهم ثقات ولم أقف عليه بهذا السياق لغير الإمام أحمد (7)(عن عبد الله بن أبي أوفى) الخ هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب حق الزوج على الزوجة من كتاب النكاح في الجزء السادس عشر ص 227 رقم 248 (8)(سنده) حدثنا معاذ بن أبي ليلى الخ (غريبه)(9) هكذا بالأصل فذكر معناه، يعني معنى الحديث المتقدم لأنه جاء في الأصل عقب الحديث المتقدم (تخريجه)(ك) وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه (قلت) وأقره الذهبي (10)(سنده) حدثنا

ص: 24

-[ما جاء في تواضعه وحلمه وعفوه صلى الله عليه وسلم]-

صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقام إلى إنما يقام لله تبارك وتعالى (باب ما جاء في حله وعفوه وحيائه)(عن أبي هريرة) قال جاء الطفيل بن عمرو الدّوسى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نقال أن دوسًا قد عصت وأبت فادع الله عليهم، فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلة ورفع يديه فقال الناس هلكوا فقال اللهم أهد دوسا وأنت بهم اللهم اهد دوسا وأنت بهم (عن بهز بن حكيم) بن معاوية عن أبيه عن جده (يعني معاوية بن حيدة رضي عنه) قال أخذ النبي صلى الله عليه وسلم ناسا من قومي في تهمة فحبسهم، فجاء رجل من قومى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فقال يا محمد علام تحبس جيرتي فصمت النبي صلى الله عليه وسلم عنه: فقال أن ناسا ليقولون إنك تنهي عن الشر وتستخلى به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما يقول؟ قال فجعلت أعرِّض بينهما بالكلام مخافة أن يسمعها فيدعو على قومي دعوة لا يفلحون بعدها أبدًا، فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم به حتى فهمها، فقال قد قالوها أو قائلها منهم؟ والله لو فعلت لكان علىّ وما كان عليهم، خلوا له عن جيرانه (حدثنا شعبة) قال سمعت أبا إسرائيل قال سمعت جعدة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ورأى رجلا سمينا فجعل النبي

موسى بن داود ثنا ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن علي بن رباح أن رجلا سمع عبادة بن الصامت يقول خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(1) لم أقف على اسم هذا المنافق ولعله كان يؤذيهم فقال أبو بكر قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم الخ، أي نستعين به؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقام إلىّ، أي لا أقصد: بضم الهمزة وفتح الصاد المهملة أي لا يستعان بي وإنما يستعان بالله عز وجل والله أعلم (تخريجه) لم أقف عليه بهذا اللفظ لغير الإمام أحمد وهو حديث ضعيف لأن في إسناده رجلا لم يسم وفيه أيضا ابن لهيعة عنعن وهو إذا عنهن ولم يصرح بالتحديث فحديثه ضعيف (باب)(2)(سنده) حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة الخ (غريبه)(3) بفتح الدال المهملة وسكون الواو آخره سين مهملة نسبة إلى دوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن نصر بن الأزد بطن كبير من الأزد ينسب إليهم خلق. كثير منهم الطفيل بن عمرو الدوسي اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما فأرسله إلى قومه ليحثهم على الإسلام فأبوا فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال إن دوسا قد عصت الخ وأبو هريرة رضي الله عنه ينسب إلى هذه القبيلة (4) أي هلكت دوس وإنما قال الناس ذلك لأنهم رأو النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه للدعاء فظنوا أنه سيدعو عليهم ولم يشعروا أن حله صلى الله عليه وسلم وعفوه أداه لأن يدعو لهم بدل أن يدعو عليهم، وقد هداهم الله وأتوا مسلمين ببركة دعائه صلى الله عليه وسلم (تخريجه)(ق. وغيرهما)(5)(عن بهز بن حكيم الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب ما جاء في قدر التعذير والحبس في التهم من كتاب الحدود في الجزء السادس عشر ص 124 رقم 321 (6) جاء في روانة أخرى أنه كرر هذا اللفظ ثلاث مرات والنبي صلى الله عليه وسلم لم يرد عليه (7)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة الخ (وله طريق أخرى) عند الإمام أحمد قال حدثنا عبد الرحمن ثنا شعبة ثنا أبو إسرائيل في بيت قتادة قال سمعت جعدة وهو مولى أبي إسرائيل قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل يقص عليه رؤيا وذكر سمنه وعظمه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان هذا في غير هذا لكان خيرا لك (قلت) وقوله في هذا الطريق (وهو مولى إبي إسرائيل) معناه أن جعدة مولى أعلى لأبي إسرائيل، واسم إبي إسرائيل شعيب

ص: 25

-[ما جاء في عفوه صلى الله عليه وسلم عند المقدرة]-

صلى الله عليه وسلم يومئ إلى بطنه بيده ويقول لو كان هذا في غير هذا لكان خيرًا لك قال وأتى النبي صلى الله عليه وسلم برجل فقالوا هذا أراد أن يقتلك، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لم ترع لم ترع ولو أردت ذلك لم يسلطك الله على (خط)(عن سنان بن أبي سنان) الدؤلى وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر ابن عبد الله أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة قبل نجد فلما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم قفل معهم فأدركتهم القافلة يومًا في واد كثير العضاة فنزل النبي صلى الله عليه وسلم وتفرق الناس في العضاة يستظلون بالشجر ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يستظل تحت شجرو فعلق بها سيفه، قال جابر فنمنا بها نومة ثم أن النبي صلى الله عليه وسلم يدءونا فأتيناه فإذا عنده أعرابي جالس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا اخترط سيفه وأنا نائم فاستيقظ وهو في يده صلتا فقال من يمنعك منى فقلت الله، فقال من يمنعك منى فقلت الله فشام السيف وجلس فلم يعاقبه النبي صلى الله عليه وسلم وقد فعل ذلك (عن عائشة) رضي الله عنها أنها قالت لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشًا ولا متفحشًا ولا صخابا في الأسواق ولا يجزى بالسيئة مثلها ولكني عفو ويصفح (عن أبي سعيد) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم

ونسبته الجشمى وثقة ابن حبان، وجعدة هو ابن خالد بن الصمة بكسر الصاد المهملة وتشديد الميم الجشمى بضم الجيم وفتح المعجمة صحابي قال في التقريب له حديث واحد (قلت) هو هذا الحديث وليس له في المسند غيره (غريبة)(1) يريد والله أعلم لو كان هذا السمن في شيء من جسمه غير بطنه (لكان خير أله أي لكونه يزيده قوة، أما في البطن فيثقله ويضعف قوته، ولأنه ينشأ من كثرة الأكل. وكثرة الأكل مذمومة، قال صلى الله عليه وسلم ما ملأ ابن آدم وعاءًا شرا من بطنه الحديث تقدم في باب ما جاء في ذم كثرة الأكل من كتاب الأطعمة في الجزء السابع عشر ص 88 رقم 81 (2) بضم أوله وفتح الراء أي لا تخف ولا تفزع وكرزها مرتين لزيادة اطمئنان الرجل وعفا عنه، وهذا من أعظم مكارم الاخلاق وهو الحلم والعفو عند المقدرة (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وسنده صحيح ورجاله ثقات (3)(خط)(سنده)(قال عبد الله بن الإمام أحمد) وجدت هذا الحديث في كتاب أبي بخط يده وسمعته في موضع آخر حدثنا أبو اليمان قال أخبرني شعيب عن الزهري حدثني سنان بن أبي سنان الخ (غريبه)(4) أي رجع من الغزوة (5) العضاة بكسر العين المهملة شجر أم غيلان وكل شجر عظيم له شوك الواحدة عضة بالتاء (6) أي مجردا يقال اصلت السيف إذا جرده من غمده (7) أي وضعه في غمده والشيم من الأضداد يكون سلا واغمادا (8) أي لم يعاقبه النبي صلى الله عليه وسلم وقد فعل هذا الفعل الشنيع وارادته قتل النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم ومع ذلك فقد عفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم مع قدرته على قتله جزاه الله عنا أفضل ما جازى نبيا عن أمته (تخريجه)(م هق) وابن إسحاق وتقدم نحو في باب غزوة ذات الرقاع في الجزء الحادي والعشرين ص 93 رقم 304 (9)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبد الله الجدلي عن عائشة الخ (غريبه)(10) الصخب والسخب الضجة واضطراب الاصوات للخصام (تخريجه)(مذ طل) وصححه الترمذي (11)(سنده) حدثنا بهز ثنا شعبة أنا قتادة عن عبد الله ابن أبي قال سمعت أبا سعيد الخدري يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه)(ق. وغيرهما)

ص: 26

-[ما جاء في حياته صلى الله عليه وسلم ورأفته بأمته ورحمته]-

أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئًا عرفناه في وجهه (باب ما جاء في رأفته ورحمته وتوكله صلى الله عليه وسلم وطهارة قلبه)(عن عائشة) رضي الله عنها أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يترك العمل وهو يحب أن يعمله كراهية أن يستن الناس به فيفرض عليهم، فكان يحب ما خفف عليهم من الفرائض (وعنها أيضًا) قالت ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما له قط ولا امر أذله قط، ولا ضرب بيده إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء فانتقمة من صاحبه إلا أن تنتهك محارم الله عز وجل، وما عرض عليه أمران أحدهما أيسر من الآخر ألا أخذ بأيسرهما ألا أن يكون مأثمًا، فإن كان مأثمًا كان أبعد الناس منه (عن عمرو بن سعيد) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ما رأيت أحدًا كان أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إبراهيم مسترضا في عوالى المدينة وكان ينطلق ونحن معه فيدخل البيت وإنه ليدخن وكان ظئره قينا فيأخذه فيقبله ثم يرجع، قال عمرو فلما توفى إبراهيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن إبراهيم ابني وإنه مات في الثدي فإن له ظئرين يكملان رضاعه في الجنة (عن أبي هريرة) قال دخل عيينة بن حصن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه يقبل حسنا أو حسينا فقال له لا تقبله يا رسول الله لقد ولد لي

(باب)(1)(سنده) حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة الخ (غريبه)(2) أي المستحب في بعض الأحيان (3) أي يعمل به الناس كما صرح بذلك في رواية مسلم (تخريجه)(م. وغيره) وفيه بيان كمال شفقته ورأفته بأمته وفيه أنه إذا تعارضت مصالح قدم أهمها (4)(سنده) حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي قال ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة الخ (تخريجه)(م لك) وغيرهما (5)(سنده) حدثنا سفيان ثنا إسماعيل أنا أيوب عن عمرو بن سعيد عن أنس بن مالك الخ (غريبه)(6) العوالى كما في المصباح موضع قريب من المدينة أرضعته أم سيف امرأة رجل يقال له أبو سيف (7) أي يصعد منه الدخان لأن أبا سيف كان حداد ولذلك قال وكان ظئره قينا أي حدادا والظئر بكسر الظاء المعجمة ثم همزة ساكنة المرضعة غير ولدها ويقع على الذكر والأنثى، والظئر أيضًا زوج المرضعة. ومن ذلك قيل لأبي سيف ظئر إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم (8) معناه وهو رضيع قبل أن يتم الرضاعة (9) تثنية ظثر وتقدم أنها التي ترضع ولد غيرها (تخريجه)(خ. وغيره)(10)(عن أبي هريرة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب الترغيب في الرحمة بخلق الله من كتاب الأخلاق الحسنة في الجزء التاسع عشر ص 89 رقم 64 (وللإمام أحمد) رواية أخرى قال حدثنا عبد الرزاق اخبرنا معمر عن الزهري حدثني أبو سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الحسن بن علي رضي الله عنهما والأقرع بن حابس التيمي جالس فقال الأقرع يا رسول الله أن لي عشرة من الولد ما قبلت انسانا منهم قط، قال فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أن من لا يرحم لا يرحم، وفي هذه الرواية أن الذي قال ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم هو الأقرع بن حابس وهي تخالف حديث الباب، وعينه والأقرع كلاهما من المؤلفة قلوبهم وكلاهما كان له عشرة من الولد ورجح العلماء هذه الرواية لأنها رويت من طرق متعددة عن الزهري وهي التي رواها (ق د مذ جه) أما رواية أنه عيينة بن حصن فقد انفرد بها

ص: 27

-[ما جاء في توكله صلى الله عليه وسلم وطهارة قلبه]-

عشرة ما قلت أحدا منهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لا يرحم (عن عمرو بن العاص) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم جهارًا غير سر يقول إن آل أبي فلان ليسو إلى بأولياء إنما وليئى الله وصالح المؤمنين (عن يحيى بن الجزار) قال دخل ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سلمة فقالوا يا أم المؤمنين حدثينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت كان سره وعلانيته سواء ثم ندمت فقلت أفشيت سر رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فلما دخل أخبرته، فقال أحسنت (عن بريدة الأسلمى) قال خرج إلينا البني صلى الله عليه وسلم يوما فنادى ثلاث مرات فقال أيها الناس اتدرون ما مثلى ومثلكم؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال إنما مثلى ومثلكم مثل قوم خافوا عدوا يأتيهم فبعثوا رجلا يتريالهم فبينما هو كذلك أبصر العدو فأقبل لينذرهم وخشى أن يدركه العدو قبل أن ينذر قومه فأهوى بثوبه أيها الناس أتيتم أيها الناس أتيم ثلاث مرار (باب ما جاء في في زهده صلى الله عليه وسلم في الدنيا بعد عرضها عليه وقنعه بالقليل منها)(عن أبي أمامة) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال وثنا بهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم عرض علىّ ربي عز وجل ليجعل لي بطحاء

هشام عن الزهري والحديث فيه الحث على الرحمة بالاولاد وغيرهما وأن من لا يرحم لا يرحم (1)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن إسماعيل عن قيس بن أبي حازم عن عمرو بن العاص الخ (قلت) إسماعيل هو ابن أبي خالد (غريبه)(2) جهارا يتعلق بالمفعول أي كان المسموع في حال الجهر أو بالفاعل أي أقول ذلك جهارا (3) كناية عن اسم علم وقد جاء مصر جا به في سراج المريدين لابن العربي أي (آل أبي طالب) وايده الحافظ بأنه في مستخرج أبي نهعيم من طريق الفضل بن الموفق أن لبني أبي طالب رحما الحديث، أي ليسوا لي بأولياء، الخ والمراد كما قال السفاقسي من لم يسلم منهم، فهو من اطلاق الكل وارادة البعض، وحمله الخطابي على ولاية القرب والاختصاص لا ولاية الدين (4) بتشديد الياء مضافا لياء المتكلم المفتوحة (5) قال في شرح المشكاة المعنى لا أوالى أحدًا بالقرابة، وإنما أحب الله لما له من الحق الواجب على العباد، وأحب صالح المؤمنين لوجه الله وأوالى من أوالى بالإيمان والصلاح سواء كان من ذوى رحمى أم لا، ولكن أراعي لذوى الرحم حقهم بصلة الرحم (يعني وأن كانوا كفارا) وآل أبي طالب لم يقاتلوا النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من كرم إخلاقه وعطفه ورأفتة على ذوى قرابته صلى الله عليه وسلم (تخريجه)(خ)(6)(سنده) حدثنا محمد بن عبيد قال ثنا الاعمش عن عمرة بن مرة عن يحيى بن الجزار الخ (غريبه)(7) الظاهر والله أعلم أن المراد بالسر هنا ما له علاقة بالدين وتبليغه، أما سره صلى الله عليه وسلم الخاص به وباهل بيته فلا يجوز السؤال عنه، ومعناه هل هصكم بامور من الدين دون غيركم من الناس فاجابت بانه صلى الله عليه وسلم كان صريحا في تبليغ الدين لم يخص به أحدا دون أحد بل الكل عنده سواء (8) إنما ندمت على تسرعها بالجواب فربما كان للنبي صلى الله عليه وسلم سر لا تعلمه فنفى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله احسنت والله أعلم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وسند صحيح ورجاله ثقات (9)(سنده) حدثنا أبو نعيم ثنا بشير حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه (يعني بريدة الاسلمي) قال خرج الينا الخ (غريبه)(10) أي يستكشف لهم أمر العدو (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وسنده جيد (باب)(11)(عن أبي أمامة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجخ في الباب الأول من كتاب الزهد في الجزء التاسع عشر

ص: 28

-[ما جاء في زهده صلى الله عليه وسلم في الدنيا بعد عرضها عليه]-

مكبة ذهبا فقلت لا يا رب ولكن أشبع يوما وأجوع يوما أو نحو ذلك فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك، وإذا شبعت حمدتك وشكرتك (عن علي بن رباح) قال سمعت عمرو بن العاص رضي الله عنه يقول لقد أصبحتم ترغبون في الدنيا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزهد فيها، والله ما أتت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة في دهره ألا كان الذي عليه أكثر مما له، قال فقال له بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يستسلف (وقال غير يحيى) والله ما مرّ برسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة من الدهر إلا والذي عليه أكثر من الذي له (عن ابن عباس) أن النبي صلى الله عليه وسلم التفت إلى أحد فقال والذي نفس محمد بيده ما يسرني أن أحدا يحوّل لآل محمد ذهبًا أنفقه في سبيل الله أموت يوم أموت أدع منه دينارين ألا دينارين أعدهما لدين أن كان، فمات وما ترك دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا وليدة، وترك درعه مرهونة عند يهودىّ على ثلاثين صاعا من شعير (زاد في رواية) أخذها رزقا لعياله (عن مالك بن عبد الله الزيادى) يحدث عن أبي ذر أنه جاء يستأذن على عثمان بن عفان قال فأذن له وبيده عصاه: فقال عثمان يا كعب أن عبد الرحمن توفى وترك ما لا فما ترى فيه؟ فقال أن كان يصل فيه حق الله فلا بأس عليه فرفع أبو ذر عصاه فضرب كعبا وقال، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما أحب

ص 101 رقم 1 (1)(عن علي بن رباح الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في كتاب الزهد في الجزء المشار إليه ص 102 رقم 5 ووقع فيه خطأ هناك إذ جاء فيه (فقال بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتسلف) وصوابه فقال له بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يستسلف كما هنا والله الموفق (2)(سنده) حدثنا عفان وأبو سعيد المعنى قالا حدثنا ثابت حدثنا هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال روى الترمذي وابن ماجه بعضه رواه البزار وإسناده حسن (قلت) معناه ثابت عند الشيخين والإمام أحمد وتقدم في باب ما جاء في مخلفاته صلى الله عليه وسلم في الجزء الحادي والعشرين ص 260 رقم 560 من حديث عائشة، وذكر صاحب المنتقى حديث عائشة ثم قال ولا حمدو النسائي ابن ماجه مثله من حديث ابن عباس (3)(سنده) حدثنا حسن بن موسى ثنا عبد الله بن لهيعة حدثنا أبو قبيل عن مالك بن عبد الله الزيادي يحدث عن أبي ذر الخ (قلت) قال الحافظ في تعجيل المنفعة وقع في نسبة مالك في المسند تحريف لم ينبه عليه، وقد ذكره ابن يونس فقال مالك بن عبد الله البردادي بفتح الموحدة وسكون المهملة ودالين بينهما ألف هكذا ضبط بالحروف في نسخة الحافظ الحبال المصري: وابن يونس أعلم بالمصريين من غيره فقال مالك بن عبد الله المعافرى البردادي ذكر فيمن شهد فتح مصر يروى عن أبي ذر روى عنه ابن قبيل (بوزن عظيم) اهـ ما ذكره الحافظ (غريبه)(4) هو كعب الأحبار (5) أي فلا بأس عليه فيما بقى من المال (6) إنما ضرب أبو ذر كعبا لأن أبا ذر كان زاهدا متقللا في الدنيا وكان مذهبه أنه يحرم على الإنسان ادخار ما زاد على حاجته عملا بظاهر هذا الحديث واستشهد على هذا الحديث بعثمان فأقره عليه (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وقد ضعفه غير واحد ورواه أبو يعلى في السكير وزاد قال كعب إني أجد في التوراة الذي حدثتكم قال (يمحو الله ما يشاء)

ص: 29

-[عدم ادّخاره شيئًا من المال يزيد على حاجته وخوفه من ذلك صلى الله عليه وسلم]-

لو أن هذا الجبل ذهبا أنفقه ويتقبل مني اذر منه ست أواق، انشدك الله يا عثمان اسمعته؟ ثلاث مرات، قال نعم (حدثنا موسى بن جبير) عن أيى أمامة بن سهل قال دخلت أنا وعروة بن الزبير يوما على عائشة رضي الله عنها فقالت لو رأيتما نبي الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في مرض مرضه، قالت وكان له عندي ستة دنانير، قال موسى أو سبعة، قالت فأمرني نبي الله صلى الله عليه وسلم أن أفرقها، قالت فشغلني وجع نبي الله صلى الله عليه وسلم حتى عافاه الله، قالت ثم سألني عنها فقال ما فعلت الستة قال أو السبعة، قلت لا والله لقد كان شغلني وجعك، قالت فدعا بها ثم صفها في كفه فقال ما ظن نبي الله لو لقى الله عز وجل وهذه عنده (عن أم سلمة رضي الله عنها قالت أكثر ما علمت أتى به نبي الله صلى الله عليه وسلم من المال بخريطة فيها ثمانمئة درهم (باب ما جاء في كرمه وسخائه صلى الله عليه وسلم (عن سهل بن سعد الساعدى) أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم ببردة منسوجة فيها حاشيتاها قال سهل وهل تدرون ما البردة؟ قالوا نعم هي الشملة، قال نعم، فقالت يا رسول الله نسجت هذه بيدى فجنت بها لا كسوكها، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجًا إليها

إلى آخر الآية قال فان الله عز وجل محاه وإني استغفر الله اهـ (قلت) قول الحافظ الهيثمي وفيه ابن لهيعة وقد ضعفه غير واحد، هذا إذا عنعن، ولكنه صرح بالتحديث في هذا الحديث فحديثه حسن وقد صرح بذلك الحافظ الهيثمي نفسه في غير موضع من كتابه (وقوله) رواه أبو يعلى في الكبير: الظاهر أن في هذه الجملة خطأ من الناسخ أو الطابع وصوابه رواه الطبراني في الكبير أو رواه أبو يعلي بدون لفظ الكبير لأن لفظ الكبير لا يقال إلا للطبراني والله أعلم (1)(سنده) حدثنا أبو سلمة قال أنا بكر بن مضر قال حدثنا موسى ابن جبير الخ (تخريجه) الحديث صحيح ورجاله كلهم ثقات ولم أقف عليه من حديث عائشة لغير الإمام أحمد، وله شاهد من حديث أم سلمة قالت دخل علىّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساهم الوجه قالت فحسبت أن ذلك من وجع، فقلت يا نبي الله مالك ساهم الوجه؟ قال من أجل الدنانير السبعة التى أتتنا أمس امسينا وهي في خصم الفراش، وتقدم هذا الحديث في باب ما جاء في ذم المال من كتاب المدح والذم في الجزء التاسع عشر ص 309 رقم 32 وأورده الهيثمى وقال رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح قال في رواية اتتنا ولم ننفقها اهـ (قلت) وفيه وفي حديث الباب آسف النبي صلى الله عليه وسلم لكونه نى هذه الدنانير القليلة فلم يتصدق بها قبل أن يدركها المساء عند: وفيه غاية الزهد في المال وعدم الاكتراث به (2)(سنده) حدثنا أبو سلمة قال أنا بكر بن مضر ثنا موسى بن جبير عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة عن أم سلمة الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير موسى بن جبير وهو ثقة (باب)(3)(سنده) حدثنا سريج بن النعمان ثنا ابن أبي حازم قال أخبرني أبي عن سهل بن سعد الساعدي الخ (غريبه)(4) قال الحافظ لم أقف على اسمها (5) قال الدوادي يعني أنها لم تقطع من ثوب فتكون بلا حاشية وقال غيره حاشية الثوب هدبه وكأنه اراد أنها جديدة لم يقطع هدبها ولم تلبس (6) قال الحافظ وتفسير البردة بالشملة تجوز لأن البردة كساء والشملة ما اشتمل به فهي أعم لكن لما كان أكثر اشتمالهم بها أطلقوا عليها اسمها (7) كأنهم عرفوا

ص: 30

-[ما جاء في كرمه وجوده وأنه كان لا يرد سائلا صلى الله عليه وسلم]-

فخرج علينا وإنها لا زاره فجسها فلان بن فلان رجل سماه فقال ما أحسن هذه البردة اكسنيها يا رسول الله، قال نعم، فلما دخل طواها وأرسل بها إليه، فقال له القوم والله ما أحسنت كسبها رسول الله، صلى الله عليه وسلم محتاجا إليها ثم سألته إياها وقد علمت أنه لا يرد سائلا، فقال والله إني ما سألته لألبسها ولكن سألته إياها لتكون كفى يوم أموت، قال سهل فكانت كفنه يوم مات (حدثنا عارم وعفان) قالا ثنا معتمر قال سمعت أبي يقول حدثنا أنس بن مالك عن نهى الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل كان جعل له قال عفان يجعل له من ماله النخلات أو كما شاء الله حتى فتحت قريظة والنضير قال فجعل يرد بعد ذلك وإن أهلي أمروني أن آتى النبي صلى الله عليه وسلم فاسأله الذي كان أهله أعطوه أو بعضه وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم قد أعطاه أم أيمن أو كما شاء الله فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فأعطانيهن، فجاءت أم أيمن فجعلت الثوب في عنقي وجعلت تقول كلا والله الذي لا إله إلا هو لا يعطيكهن وقد أعطانيهن أو كما قال فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم لك كذا وكذا وتقول كلا والله، قال ويقول لك كذا وكذا: قال حتى أعطاها فحسبت أنه قال عشر أمثالها أو قال قريبا من عشر أمثالها أو كما قال صلى الله عليه وسلم (عن جابر بن عبد الله) قال ما سئل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم شيئًا قط فقال لا

ذلك بقرينة حال أو تقدم قول صريح (1) جاء في رواية للبخاري فحسنها بمهملتين من التحسين، قال الحافظ فحسنها كذا في جميع الروايات هنا في الجنائز، وللبخاري في اللباس فحسها بجيم بلانون وكذا للطبراني والإسماعيلي من طريق آخر (2) افاد المحب المطبري في الأحكام أنه عبد الرحمن بن عوف وعزاه للطبراني، لكن أخرج الطبراني والإسماعيلي الحديث وقال في آخره قال قتيبة هو سعد بن أبي وقاص فالله أعلم (3) أي لامه الذين حضروا القصة بعد قيام النبي صلى الله عليه وسلم من المجلس (تخريجه)(خ جه طب) وفي هذا الحديث من الفوائد حسن خلقه صلى الله عليه وسلم وسعة جوده وكرمه وقبول الهدية وغير ذلك (4)(حدثنا عارم وعفان الخ)(غريبه)(5) يعني من الأنصار رضي الله عنهم (كان جعل) بفتح الجيم المهملة فعل ماض (له) أي للنبي صلى الله عليه وسلم (6) أحد الراويين اللذين روى عنهما الإمام أحمد هذا الحديث قال في روايته يجعل له فعل مضارع بدل الماضي، وجاء عند البخاري عن أنس أيضا قال كان الرجل يجعل للنبي صلى الله عليه وسلم النخلات، أي ثمرها هدية أو هبة ليصرفها في نوائبه (7) أي يردها عليهم بعد فتح قريظة والنضير لاستغنائه عن ذلك ولأنهم يملكون أصل الرقبة (وإن أهلى) أهل أنس بن مالك من الأنصار (8) يعني النخل (9) أي ملكا لرقبتها قالته على سبيل الظن (10) أي من عندي بدل ذلك (11) القائل فحسبت هو سليمان بن طرخان والد معتمر وهو الراوي لهذا الحديث عن أنس ظن أن أنسا قال عشر أمثالها الخ فلما أعطاها النبي صلى الله عليه وسلم ذلك رضيت وطاب قلبها، وهذا من كثرة حلمه صلى الله عليه وسلم وبره وفرط جوده وسخائه (12)(سنده) حدثنا سفيان قال ابن المنكدر سمعت جابر بن عبد الله يقول ما سئل الخ (غريبه)(13) أي ما طلب منه شيء من أمر الدنيا فمنعه (قال الحافظ) أن كان عنده أعطاه أن كان العطاء سائفا والاسكت وروى الترمذي أنه حمل إليه صلى الله عليه وسلم تسعون ألف درهم فوضعت على حصير ثم قام إليها يقسمها فما رد سائلا

ص: 31

-[ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الحلم وكرم النفس والصبر والإغضاء عن حقوقه]-

(عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن المقداد) بن الأسود رضي الله تبارك وتعالى عنه قال اقبلت أنا وصاحبان لي قد ذهب أسماعنا وأبصارنا من الجهد (وفي رواية أصابنا جوع شديد) قال فجعلنا نعرض أنفسنا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس أحد يقبلنا قال فانطلقنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق بنا إلى أهله فإذا ثلاث أعنز (وفي رواية أربع أعنز) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم احتلبوا هذا اللبن بيننا، قال فكنا نحتلب فيشرب كل إنسان نصيبه ونرفع لرسول الله صلى الله عليه وسلم نصيبه فيجئ في الليل فيسلم تسليما لا يوقظ نائما ويسمع اليقظان، ثم يأتي المسجد فيصلى ثم يأتي شرابه فيشربه، قال فأتاني الشيطان ذات ليلة فقال محمد يأتي الانصار فيتحفونه ويصيب عندهم، ما به حاجة إلى هذه الجرعة فاشربها، قال ما زال يزين لي حتى شربتا. فلما وغلت في بطني وعرفت أنه ليس إليها سبيل ندّمنى فقال ويحك ما صنعت: شربت شراب محمد فيجيئ ولا يراه فيدعو عليك فتهلك فتذهب دنياك وآخرتك، قال وعلى شملة من صوف كلما رفعتها على رأسى خرجت قدماي، وإذ ارسلتها على قدمىّ خرج رأسي، وجعل لا يجيء لي نوم، قال ولما صاحباى فناما، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم كما كان يسلم ثم أتى المسجد فصلى فأتي شرابه فكشف عنه فلم يجد فيه شيئا فرفع رأسه إلى السماء. قال قلت الآن يدعو علىّ فأهلك، فقال اللهم أطعم من أطعمني واسق من سقاني قال فعمدت إلى الشملة فشددتها علىّ فأخذت الشفرة فانطلقت إلى الأعنز اجسهن ايهن اسمن فأذبح لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هنحَّفل كلهن فعمدت إلى أناء لآل محمد ما كانوا يطمعون أن يحلبوا فيه (وفي رواية أن يحتلبوا فيه) فحلبت فيه حتى علنه الرغوى ثم جئت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أما شربتم شرابكم الليلة يا مقداد؟ قال قلت اشرب يا رسول الله، فشرب ثم ناولني فقلت يا رسول الله اشرب، فشرب ثم ناولني فأخذت ما بقى فشربت فلما عرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد روى فاصابتني دعوته ضحكت حتى القيت إلى الأرض قال

حتى فرغ منها (تخريجه)(ق. وغيرهما)(1)(سنده) حدثنا هاشم بن القاسم ثنا سليمان يعني ابن المغيرة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن المقداد (يعني ابن الأسود) الخ (غريبه)(2) بفتح الجيم وهو الجوع والمشقة (3) هذا محمول على أن الذين عرضوا أنفسهم عليهم كانوا مقلين ليس عندهم شيء يواسون به (4) جمع عنز بسكون النون قال في المصباح) العنز الأنثى من المعز إذا أتى عليها حول قال الجوهري والعنز الأنثى من الظباء والأوعال وهي الماعزة اهـ (5) قال النووي هي بضم الجيم وفتحها حكماهما ابن السكيت. وغيره وهي الحثوة من المشروب والفعل منه جرعت بفتح الجيم وكسر الراء (6) يالغين المعجمة المفتوحة أي دخلت وتمكنت منه (7) فيه الدعاء للمحسن والخادم ولمن سيفعل خيرا وفيه ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الحلم والأخلاق المرضيه والمحاسن وكرم النفس والصبر والأعضاء عن حقوقه فانه صلى الله عليه وسلم لم يسأل عن نصيبه في اللبن (8) الحفل في الأصل الاجتماع وحفل اللبن وغيره من باب ضرب حفلا وحفولا، وضرع حافل كثير لبنه جمعه حفل بضم أوله وتشديد الفاء مفتوحة

ص: 32

-[قصة المقداد بن الأسود مع النبي صلى الله عليه وسلم وشر به نصيب النبي صلى الله عليه وسلم من اللبن]-

رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدى سوآتك يا مقداد، قال قلت يا رسول الله كان من امرى كذا صنعت كذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كانت هذه إلا رحمة من الله (وفي رواية هذه بركة نزلت من السماء) ألا كنت آذنتنى نوقظ صاحبيك هذين فيضيبان منها؟ قال قلت ولذى بعثك بالحق ما أبالى إذا أصبتها وأصبتها معك من أصابها من الناس (وفي لفظ) إذا أصابتني وإياك البركة فما أبالى من أخطأت (ومن طريق ثان) عنه أيضًا عن المقداد بن الأسود قال قدمت أنا وصاحبان لي على رسولي الله صلى الله عليه وسلم فأصابنا جوع شديد فتعرضنا للناس فلم يضفنا أحد، فانطلق بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزله وعنده أربع عنز فقال لي يا مقداد جزِّء ألبانها بيننا أرباعا، فكنت أجزئه بيننا أرباعًا فاحتبس رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فحدثت نفسي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أتى بعض الأنصار فأكل حتى شبع وشرب حتى روى، فلو شربت نصيبه فذكر نحو الحديث المتقدم (ومن طريق ثالث) عن طارق بن شهاب عن المقداد بن الأسود قال لما نزلنا المدينة عشَّرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة عشرة: يعني في كل بيت، قال فكنت في العشرة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيهم ولم يكن أنا إلا شاة تتحرى لبنها، قال فكنا إذا أبطأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم شربنا وأبقنيا للنبي صلى الله عليه وسلم نصيبه، فلما كان ذات ليلة أبطأ علينا فذكر نحوه: وفيه قال (يعني المقداد) وأخذت السكين وقمت إلى الشاة قل (يعني النبي صلى الله عليه وسلم مالك؟ قلت اذبح، قال لا إئتني بالشاة فأتيته بها فمسح ضرعها فخرَّج شيئا ثم شرب ونام (عن عاصم بن لقيط بن صبرة) عن أبيه أوجده وافدبنى المتفق قال انطلقت أنا وصاحب لي حتى انتهينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نجده فأطعمتنا عائشة تمرًا وعصدت لنا عصيدة إذ جاء النبي صلى الله عليه وسلم يتقلع فقال هل أطعمتم من شيء؟ قلنا نعم يا رسول الله، فبينما

(قال النووي) رحمه الله معناه أنه كان عنده حزن شديد خوفا من أن يدعو عليه النبي صلى الله عليه وسلم لكونه اذهب نصيب النبي صلى الله عليه وسلم وتعرض لأذاه، فلما علم أن النبي صلى الله عليه وسلم تدروى وأجيبت دعوته فرح وضحك حتى سقط إلى الأرض من كثرة ضحكة لذهاب ما كان به من الحزن وانقلابه سرورا بشرب النبي صلى الله عليه وسلم وإجابة دعوته لمن أطعمه وسقاه وجريان ذلك على يد المقداد وظهور هذه المعجزة ولتعجبه من قبح فعله أوّلا وحسنه آخرا، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم إحدى سوآتك يا مقداد، أي إنك فعلت سوءة من الفعلات ما هي؟ فأخبره خبره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما هذه إلا من الله تعالى، أي إحداث هذا اللبن في غير وقته وخلاف عادته وإن كان الجميع من فضل الله تعالى اهـ (1)(سنده) حدثنا يزيد أنا حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن المقداد بن الأسود الخ (2)(سنده) حدثنا أسود بن عامر ثنا أبو بكر عن الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق بن شهاب عن المقداد بن الأسود الخ (تخريجه) أخرجه مسلم مطولا كما هنا مثل الطريق لأولى عن أبي بكر بن أبي شبة حدثنا شبابة بن سوّار حدثنا سليمان بن المغيرة به وأخرجه الترمذي مختصرًا إلى قوله ثم يأتي شرابه فيشربه (3)(سنده) حدثنا عبد الرزاق قال أنا ابن جريج قال ثنا إسماعيل بن كثير أبو هاشم المكي عن عاصم بن لقيط بن صبرة عن أبيه أوجده الخ (غريبه)(4) أراد قوة مشيه كأنه يرفع رجليه من الأرض رفعا قويًا لا كمن يمشي اختيالا ويقارب

ص: 33

-[ما جاء في كرم النبي صلى الله عليه وسلم وإفتائه لقيط بن صبرة في أمر زوجته]-

نحن كذلك ربع راعي الغنم في المراح على يده سخلة قال هل ولدت قال نعم قال فاذبح لنا شاة ثم أقبل علينا فقال لا تحسبن ولم يقل لا تحسبن أنا ذبحنا الشاة من أجلكما لنا غنم مائة لا نريد أن تزيد عليها، فإذا ولد الراعي بهمة أمرناه بذبح شاة، فقال يا رسول الله أخبرني عن الوضوء قال إذا توضأت فأسبغ وخلل الأصابع، وإذا استشرت فأبلغ إلا أن تكون صائمًا، قال يا رسول الله إن لي أمرأة فذكر من طول لسانها وإيذائها فقال طلقها، قال يا رسول الله إنها ذات صحبة وولد؛ قال فأمسكها وأمرها فإن يك فيها خير فستفعل، ولا تضرب ظعينتك ضربك أمتك (عن صفوان بن أمية) قال أعطاني رسول الله يوم حنين وإنه لأبغض الباس إلىّ فما زال يعطيني حتى صار وإنه أحب الناس إلىّ (عن جابر بن عبد الله) قال كنت في ظل داري فمربى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأيته وثبت إليه فجعلت أمشى خلفه فقال

خطاه فإن ذلك من مشى النساء ويوصفن به (1) بفتحات من ربع يريع بفتح الموحدة فيهما إذا وقف وانظر (2) قال في المصباح السخلة تطلق على الذكر والأنثى من أولاد الضأن والمعز ساعة تولد والجمع سخال (3) قال الخطابي هي مشددة اللام على معنى خطاب الشاهد، وأصحاب الحديث يروونه على معنى الخبر يقولون ما ولدت خفيفة اللام ساكنة التاء كما في رواية أبي داود، أي ما ولدت الشاة وهو غلط، يقال ولدت الشاة إذا حضرت ولادها فعالجتها حتى يبين منها الولد وأنشدني عمرو في ذكر قوم

إذا ما ولّدوا يومًا

أجّدى تحت شأنك أو غلام

(4)

قال الخطابي وقوله ولا تحسبن مكسورة السين إنما هو لغة عليا مضر وتحسبن يفتحها لغة سفلاها وهو القياس عند النحويين لأن المستقبل من فعل مكسورة العين يفعل مفتوحتها كقولهم علم يعلم وعجل يعجل إلا أن حروفا شاذة قد جاءت نحو نعم بنعم ويئس ييئس وحسب يحسب وهذا في الصحيح فاما المعتل فقد جاء فيه (ور م ير م) و (ثق يثق) و (ور ع ير ع)(5) بفتح الموحدة وسكون الهاء ولد الشاة أول ما يولد يقال للذكر والأنثى بهمة (6) ما جاء في هذا الحديث مختصًا بالوضوء تقدم شرحه في باب المضمضة والاستنشاق والاستنثار من كتاب الطهارة في الجزء الثاني ص 25 رقم 247 (7) هذه الجملة إلى آخر الحديث تقدم شرحها في باب حق الزوجة على الزوج في كتاب النكاح في الجزء السادس عشر ص 132 رقم 261 فرجع إليه (تخريجه) أخرجه أبو داود مطولا كما هنا (قال النووي) وأخرجه الترمذي في الطهارة وفي الصوم مختصرا وقال هذا حديث حسن صحيح، وأخرجه النسائي في الطهارة والوليمة مختصرا، وأخرجه ابن ماجه في الطهارة مختصرا اهـ (8)(عن صفوان بن أمية الخ) هذا الحديث تقدم بسنده شرحه وتخريجه في باب تقسيم غنائم حنين بالجعرانه في الجزء الحادي والعشرين ص 180 رقم 420 قال ابن شهاب أعطاه يوم حنين مائة من الغنم ثم مائة ثم مائة، في مغازى الواقدي أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى صفوان يومئذ واديا مملوءا ابلا ونعما فقال صفوان أشهد ما طابت بهذا ألا نفس ني، وإنما أعطاه ذلك لأنه صلى الله عليه وسلم علم أن داءه لا يزول إلا بهذا الدواء وهو الإحسان فعالجه به حتى برأ من داء الكفر وأسلم (9)(سنده) حدثنا يزيد أنا حجاج يعني ابن أبي زينب قال سمعت طلحة بن نافع أبا سفيان يقول سمعت جابر بن عبد الله قال كنت في ظل دارى الخ (غريبه)(10) عن مسلم بلفظ كنت

ص: 34

-[رضا النبي صلى الله عليه وسلم بالقليل من العيش في الدنيا وأنه كان لا يسئل شيئا إلا أعطاه]-

أدن فدنوت منه فأخذ بيدي فانطلقنا حتى أتى بعض حجر نسائه أم سلمة أو زينب بنت جحش فدخل ثم أذن لي فدخلت وعليه الحجاب فقال أعندكم غداء؟ فقالوا نعم، فأتى بثلاثة أقرصة فوضعت عل نقي فقال هل عندكم كم أدم؟ فقالوا لا إلا شيء من خل قال هاتوه فأتوه به فأخذ قرصا فوضعه بين يديه وقرصا بين يدىّ وكسر الثالثة بائنين فوضه نصفا بين يديه ونصفا بين يدىّ (عن أبي اسيد) قال أصبت يوم بدر سيف بن عابد المرزبان ولما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يردوا ما في أيديهم أقبلت به حتى ألقيته في النفل قال وكان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لا يمنع شيئًا يسئله، قال فعرفة الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي فسأله رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فأعطاه إياه

جالسًا في داري فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إلى فقمت إليه فأخذ بيدي الخ (1) جاء عند مسلم (فدخلت الحجاب عليها) قال النووي معناه دخلت الحجاب إلى الموضع الذي فيه المرأة وليس فيه أنه رأى بشرتها (2) هكذا بالأصل ولم أجد له معنى يناسب سياق الحديث وجاء عند مسلم (فوضعن على نبي) قال النووي هكذا هو في أكثر الأصول نبي بنون مفتوحة ثم باءمو حدة مكسورة ثم ياء مثناه تحت مشددة وفسروه بمائدة من خوص (3) بضم الهمزة والموحدة قال أهل اللغة الأدام بكسر الهمزة ما يؤتدم به يقال ادم الخبز يأدمه بكسر الدال المهملة وجمع الأدام أدم بضم الهمزة والدال كاهاب وأهب وكتاب وكتب؛ والأدم باسكان الدال مفرد كالإدام (4) جاء عند مسلم فقالوا ما عندنا الاخل فدعا به فجعل يأكل به ويقول نعم الادم الخل، نعم الادم الخل، قال الخطابي والقاضي عياض معناه مدخ الاقتصار في المأكل ومنع النفس عن ملاذ الأطعمة تقديره ائتدموا بالخل وما في معناه مما تخف مؤنته ولا يعز وجوده ولا تتأنفوا في الشهوات فانها مفسدة للدين مسقمة للبدن هذا كلام الخطابي ومن تابعه (قال النووي) والصواب الذي ينبغي أن يجزم به أنه مدح للخل نفسه، وأما الاقتصار في المطعم وترك الشهوات فمعلوم من قواعد أخر والله أعلم (5) قال النووي فيه استحباب مواساة الحاضرين على الطعام وأنه يستحب جعل الخبز ونحوه بين أيديهم بالسوية وأنه لا بأس بوضع الأرغفة والأقراص صحاحا غير مكسورة (تخريجه)(م) وغيره (6)(سنده) حدثنا يزيد بن هارون قال أنا محمد بن إسحاق قال حدثني عبد الله بن أبي بكر أن أبا أسيد (يعني الساعدي اسمه مالك بن ربيعة) قال أصبت يوم بدر الخ (غريبه)(7) أي من الغنيمة قبل تقسيمها (8) أي فيما غنمة المسلمون (9) الظاهر أنه صار من نصيب النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاه إياه، وقد كان جوده صلى الله عليه وسلم كله لله وفي ابتغاء مرضاة الله فإنه كان يبذل المال تارة لفقير أو محتاج، وتارة ينفقه في سبيل الله تعالى؛ وتارة يتألف به على الإسلام من يقوى الإسلام باسلامه وكان يؤثر على نفسه وأولاده فيعطى عطاءًا يعجز عنه الملوك مثل كسرى وقيصر كما في الحديث الآتي ويعيش في نفسه عيش في نفسه عيش الفقراء فيأتي عليه الشهر والشهران لا يوقد في بيته نار (تخريجه) لم أقف عليه من حديث أبي أسيد لغير الإمام أحمد، وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن عبد الله بن أبي بكر لم يسمع من أبي أسيد اهـ وعلى هذا فالحديث منقطع، لكن ذكر الهيثمي معنى هذا الحديث عن الأرقم ابن بي الأرقم وعزاه للطبراني في الأوسط والكبير وقال رجاله ثقات (قلت) وله شاهد عند الشيخين

ص: 35

-[ترغيب النبي صلى الله عليه وسلم في الإسلام بجزيل العطاء وما جاء في شجاعته ووفائه بالعهد]-

(حدثنا مؤمل) ثنا حماد عن ثابت عن أنس أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يسأله فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم غنما بين جبلين فأتى الرجل قومه فقال أي قومى اسلموا فوالله إن محمدًا ليعطى عطية رجل ما يخاف الفاقة أو قال الفقر، فإن قال أنس أن كان الرجل ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم يسلم ما يريد إلا أن يصيب عرضا من الدنيا أو قال دنيا يصيبها فما يمسى من يومه ذلك حتى يكون دنيه أحب إليه، أو قال أكبر عليه من الدنيا وما فيها (باب ما جاء في شجاعته صلى الله عليه وسلم ووفائه بالعهد)(عن ثابت عن أنس) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وكان أجود الناس وكان أشجع الناس، قال ولقد فزع أهل المدينة ليلة فانطاق قبل الصوت فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعا قد استبرأ لهم صوت وهو على فرس لابي طلحة عرى ما عليه سرج وفي عنقه السيف وهو يقول للناس لم تراعوا لم ترعوا وقال للفرس وجدناه بجرا أو إنه لبحر، قال أنس وكان الفرس قبل ذلك ببطأ قال ما سبق بعد ذلك (ومن طريق ثان) عن قتادة عن أنس بن مالك قال كان فزع فاستعار رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا لنا يقال له مندوب، قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأينا من فزع وأن وجدناه لبحرا (عن أبي اسحق) قال سمعت البراء بن عازب

والإمام أحمد من حديث جابر وتقدم في هذا الباب بلفظ ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا قط فقال لا، وله شاهد أيضًا عن كثير من الصحابة (1)(حدثنا مؤمل) الخ (غريبه)(2) معناه سدت ما بين جبلين (3) أي دين النبي صلى الله عليه وسلم وهو الإسلام وهذا لأن دين الإسلام فيه سماحة ورفق بالناس ولذا قال صلى الله عليه وسلم (بعثت بالحنيفية السمحة) وهذا العطاء ليؤلف به قلوب ضعيفي القلوب في الإسلام ويتألف آخرين ليدخلوا في الإسلام، قال ابن القيم وكان فرحه صلى الله عليه وسلم بما يعطيه أعظم من سرور الآخذ بما آخذ (تخريجه)(م. وغيره)(باب)(4)(سنده) حدثنا يونس ثنا حماد يعني ابن زيد عن ثابت عن أنس (يعني ابن مالك) الخ (غريبه)(5) بكسر الزاي أي خاف أهل المدينة من صوت سمعوه بدليل قوله (فانطلق قبل الصوت)(6) أي كشفة ووقف على حقيقته (7) اسمه زيد بن سهل زوج أم أنس استعاره منه كما في الطريق الثانية (وقوله عرى) بضم المهملة وسكون الراء ليس عليه سرج ولا أداة، ولا يقال في الآدميين إنما يقال عريان (8) أي حمائله معلقة في عنقه الشريف متقلدا به وهذا هو السنة في حمل السيف كما قاله ابن الجوزي لا شده في وسطه كما هو المعروف الآن (9) المراد بقوله لم تراعوا نفي سبب الروع أي الخوف أي ليس هناك شيء تخافونه وكررها للتأكيد (10) أي واسع الجرى ومنه سمى البحر بحرا لسعته: وتبحر فلان العلم إذا اتسع فيه؛ وقيل شبهه بالبحر لأن جريه لا ينفذ كمالا ينفد ماء البحر (11) أي كان بطيء المشي (12) أي بعد أن ركبه النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الواقعة كان لا يسابق في الجرى ولا يطيق فرس الجرى معه ببركته صلى الله عليه وسلم (13)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة وحجاج قال حدثني شعبة سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك قال كان فزع الخ (214) قيل سمى بذلك من الندب وهو الرهن عند السباق، وقيل لندب كان في جسمه وهو أثر الجرح (وقال القاضي عياض) يحتمل أنه لقب أو اسم لغير معنى كسائر الأسماء (تخريجه)(ق. وغيرهما)(15)(عن أبي إسحاق الخ) هذا الحديث تقدم بسنده

ص: 36

-[ما جاء في شجاعته صلى الله عليه وسلم ووفائه بالعهد]-

رضي الله عنه وسأله رجل من قيس فقال افررتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين؟ فقال البراء ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفر، كانت هوازن ناسا رماة وأنا لما حملنا انكشفوا فأكببنا على الغنائم فاستقبلونا بالسهام، ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على بلغته البيضاء وإن أبا سفيان بن الحرث آخذ بلجامها وهو يقول (أنا النبي لا كذب. أنا ابن عبد المطلب)(عن على رضي الله عنه قال لما حضر البأس يوم بدر اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من أشد الناس، ما كان أو لم يكن أحد أقرب إلى المشركين منه (وعنه من طريق ثان) قال لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أقربنا إلى العدو وكان من أشد الناس يومئذ بأسًا (عن عمرو بن الحرث) أن بكير بن عبد الله حدثه عن الحسن بن على بن أبي رافع عن أبيه عن جده أبي رافع قال بعثتني قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال فلما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وقع في قلبي الإسلام، فقلت يا رسول لا أرجع إليهم قال أني لا أخيس بالعهد ولا أخيس البرد إرجع إليهم فإن كان في قلبك الذي فيه الآن فارجع، قال بكير وأخبرني الحسن أن أبا رافع كان قبطيا (باب ما جاء في كلامه صلى الله عليه وسلم وصمته ومزاحه)(عن عائشة) قالت كان كلام النبي صلى الله عليه وسلم فصلا بفقهه كل أحد لم يكن يسرده سردا

وشرحه وتخريجه في باب ما جاء في مكايد الحرب من غزوة حنين في الجزء الحادي والعشرين ص 173 رقم 409 فارجع إليه (1)(عن علي رضي الله عنه الخ هذا الحديث تقدم بطريقيه وسنده وتخريجه في باب اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بوقعة بدر في لجزء الحادي والعشرين ص 39 رقم 225 (2)(نده) حدثنا عبد الجبار ابن محمد الخطابي ثنا عبد الله بن وهب عن عمر وبن الحارث الخ (غريبه)(3) جاء عند أبي داود فقلت يا رسول إني والله لا أرجع إليهم أبدا (4) بالخاء المعجمة مكسورة قال الخطابي معناه لا أنقض العهد ولا أفسدة من قولك خاس الشيء في الوفاء إذا فسد، وفيه من الفقه أن العقد يرعى مع الكافر كما يرعى مع المسلم وأن الكافر إذا عقد لك عقدا أمان فقد وجب عليك أن تؤمنه وأن لا تغنا له في دم ولا مال ولا منفعة (5) بضم الموحدة وسكون الراء جمع بريد وهو الرسول محفف من برد بضم الموحدة والراء كرسل بسكون المهملة مخفف من رسل بضمها وإنما خففه هنا ليزاوج العهد، والمعنى لا أحبس الرسل الواردين على (قال الخطابي) يشبه أن يكون المعنى في ذلك أن الرسالة تقتضي جوابا والجواب لا يصل إلى المرسل (بكسر السين) الأعلى لسان الرسول بعد انصرافه فصار كأ، هـ عقد له العهد مدة مجيئه ورجوعه والله أعلم (6) بضم الوحدة مصغرًا هو ابن الأشبح (تخريجه)(د) قال المنذري وأخرجه النسائي قال وأبو رافع اسمه إبراهيم ويقال أسلم ويقال ثابت ويقال هرمز اهـ (قلت) وسكت عن هذا الحديث أبو داود والمنذرى فهو صالح (باب)(7) حدثنا وكيع عن سفيان عن أسامة عن الزهرى عن عروة عن عائشة الخ (غريبه)(8) أي مفصل مبين بحيث يمتاز بعضه عن بعض فلا يلتبس، ولذلك قالت يفقهه أي يفهمه كل أحد (9) أي ما كاان يتابع الحديث استعجالا بعضه إثر بعض لئلا يلتبس على المستمع زاد الإسماعيلي في روايته إنما كان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهما تفهمه القلوب: كان يحدث حديثا لوعدّه العادّ لأحصاه، أي لوعد كلماته أو مفراداته أو حروفه لأطاق ذلك وبلغ آخرها، والمراد بذلك المبالغة في الترتيل والتفهم (قال الحافظ) وروى الترمذي والحاكم عن أنس كان صلى الله عليه وسلم يعيد الكلمة ثلاثا، وفي رواية

ص: 37

-[ما جاء في مزاحه صلى الله عليه وسلم وأنه لا يقول إلا حقا]-

(عن سماك) قال قلت لجابر بن سمرة اكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم؟ قال نعم، فكان طويل الصمت قليل الضحك وكان أصحابه يذكرون عنده الشعر وأشياء من أمورهم فيضحكون وربما تبسم (عن أبي هريرة) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إني لا أقول إلا حقا، قال بعض أصحابه فإنك تداعبنا يا رسول الله، فقال إني لا أقول إلا حقا (عن أنس بن مالك) أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فاستحمله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا حاملوك على ولد ناقة، قال يا رسول الله ما أصنع بولد ناقة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل تلد الإبل ألا النوق (عن عبد الحميد بن صيفي) عن أبيه عن جده قال إن صهببا قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وبين يديه تمر وخبز فقال أدن فكل، قال فاخذ يأكل من التمر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أن بعينك رمدًا، فقال يا رسول الله إنما آكل من الناحية الأخرى فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم (حدثنا الضحاك) ثنا ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة أن شاة طبخت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطنى الذراع، فناولها إياه فقال أعطني الذراع فناولها إياه ثم قال أعطني الذراع فقال يا رسول إنما للشاة ذراعان قال إما إنك لو التمستها لوجدتها (باب ما جاء في عناية الله به وحفظه من نقص الجاهلية وعبادة الأصنام)(عن عمرو بن دينار) أنه سمع جابر بن عبد الله يقول لما بنيت الكعبة ذهب النبي صلى الله عليه وسلم

للحاكم كان إذا تلكم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه وإذا أتى على قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثا (تخريجه)(ق د)(1)(سنده) حدثنا سليمان بن داود ثنا شريك عن سماك قال قلت لجابر بن سمرة الخ (غريبه)(2) جاء عند مسلم وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويتبسم صلى الله عليه وسلم (قال في المرقاة) ومن جملة ما يتحدثون به أنه قال واحد ما نفع أحدا صنمه مثل ما نفعني، قالوا كيف هذا؟ قال صنعته من الحيس فجاء القحط فكنت آكله يومًا فيومًا، وقال آخر رأيت ثعلبين جاءا وصعدا فوق رأس صنم لي وبالأعليه، فقلت (أرب يبول الثعلبان برأسه) فجئتك يا رسول وأسلمت (تخريجه)(م مذ طل) وليس في رواية مسلم تناشد الشعر (3)(عن أبي هريرة) الخ هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب ما جاء في المزاح الخ من كتاب آفات اللسان في الجزء التاسع عشر ص 269 رقم 55 (4)(عن أنس بن مالك) الخ هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في الباب المشار إليه عقب الحديث الشابق رقم 56 (5)(عن عبد الحميد بن صيفي الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في الباب المشار إليه أيضا في الجزء التاسع عشر ص 270 رقم 58 (6)(حدثنا الضحاك الخ)(غريبه)(7) أما للتنبيه وقوله (لو التمستها) أي لو طلبتها من القدر بدون أن تقول إنما للشاة ذراعان وامتثلت ما أمرتك به لوجدتها، لأنه يخلق الله معجزة لي، لكنك لم تسكت فمنعت رؤية تلك المعجزة التي فيها نوع تشريف لمشاهدها، لأنه لا يليق إلا بكامل التسليم الذي ر يستفهم ولا يتعجب ولا يستبعد والله أعلم (تخريجه) لم أقف عليه من حديث أبي هريرة لغير الإمام أحمد ورجاله ثقات، وتقدم نحوه عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم في باب ما كان يحبه النبي صلى الله عليه وسلم من الأطعمة من كتاب الأطعمة في الجزء السابع عشر ص 84 رقم 67 وأخرج الترمذي عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الذراع وقال هذا حديث حسن صحيح (باب)(8)(سنده) حدثنا عبد الرزاق أنا ابن جريج أخبرني

ص: 38

-[ما جاء في عناية الله عز وجل به وحفظه من عبادة الأصنام وشى من خصوصياته صلى الله عليه وسلم]-

وعباس ينقلون حجارة، فقال عباس اجعل إزارك على رقبتك من الحجارة ففعل فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء ثم قام فقال إزارى إزارى فشد عليه إزاره (وفي لفظ فسقط مغشيا عليه، فما رؤى بعد ذلك اليوم عريانا (عن هشام بن عروة) عن أبيه عن جار لخديجة بنت خويلد أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول لخديجة أي خديجة، والله لا أعبد اللات والعزى والله لا أعبد أبدًا قال فتقول خديجة خل العزى، قال كانت صنمهم التي كانوا يعبدونها ثم يضطجعون (باب ما جاء في خصوصياته صلى الله عليه وسلم (عن علي بن أبي طالب) رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء فقلنا يا رسول الله ما هو؟ قال نصرت بالرعب وأعطيت مفاتيح الأرض وسميت أحمد وجعل التراب لي طهورا وجعلت أمتى خير الأمم (عن أبي ذر) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوتيت خمسا لم يؤتهن نبي كان قبلي، نصرت بالرعب فيرعب منى العدو من مسرة شهر؛ وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد كان قبلي، وبعثت إلى الأحمر والأسود وقيل لي سل تعطه فاختبأتها شفاعة لا متى، وهي نائلة منكم أن شاء الله من لقى الله عز وجل لا يشرك له شيئا: قال الأعمش فكان مجاهد يرى أن الأحمر الإنس والأسود الجن (عن ابن عباس) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أعطيت خمسا لم يعطهن نبي قبلي ولا أقولهن فخرًا

عمرو بن دينار أنه مسع جابر بن عبد الله الخ (غريبه)(1) أي ليتقى به ما يحدته الحجر من الضرر إذا كان مباشرا للجسم (2) بفتح الميم الظاهر أنه لما فعل ذلك تعرى جسمه فخرّ إلى الأرض مغشيا عليه (3) جاء عند الطبراني والبزار من حديث العباس أنه قال له ما شأنك؟ فقام فأخذ ازاره وقال نهيت أن أمشى عريانا، قال فكنت أكتمها الناس مخافة أن يقولوا مجنون حتى أظهر الله نبوته، والظاهر أنه صلى الله عليه وسلم سقط مغشيا عليه حين سمع النداء بالنهي لأنه أول نداء سمعه من قبل الله عز وجل كما جاء في بعض الروايات والله أعلم (تخريجه)(ق. وغيرهما)(4)(سنده) حدثنا أبو أسامة حماد بن أسامة ثنا هشام يعني ابن عروة عن أبيه الخ (غريبه)(5) اللات والعزى صنمان كانت العرب تعبدهما في الجاهلية، وقد عصم الله عز وجا نبيه صلى الله عليه وسلم من عبادة الأصنام مطلقا. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم والله لا أعبد أي لا أعبد الأصنام (6) أي دع عبادتها ولا تحزن (7) معناه أنهم كانوا يعبدونها قبل أن يناموا والله أعلم (تخريجه) لم أقف لغير الإمام أحمد ورجاله ثقات من رجال الكتب الستة (باب)(8)(عن على بن أبي طالب الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وضرحه وتخريجه في باب اشتراط دخول الوقت للتميم من كتاب التميم في الجزء الثاني ص 188 رقم 9 (9)(سنده) حدثنا يعقوب ثنا أبي عن ابن إسحاق حّدثني سليمان الأعمش عن مجاهد بن جبر أبي الحجاج عن عبيد بن عمير الليثي عن ابي ذر الخ (غريبه)(10) فسره مجاهد أحد رجال السند كما في آخر الحديث بأن الأحمر الأنس والأسود الجن (تخريجه)(طل) وأشار إليه الشوكاني في المنتقى وقال رواه أبو داود (قلت) ورجال حديث الباب كلهم ثقات، وفي الباب أحاديث كثيرة عن كثير من الصحابة تقدم يعضها في الباب المشار إليه في الجزء الثاني من كتاب التيمم، وتقدم شرحها هناك منها حديث جابر المتفق عليه (11)(سنده) حدثنا عبد الصمد حدثنا عبد العزيز بن مسلم حدثنا يزيد (يعني

ص: 39

-[الدليل على بعثته صلى الله عليه وسلم للإنس والجن وأنه خص بالشفاعة العظمى]-

بعثت إلى الناس كافة الأحمر والأسود (وفي لفظ بعثت إلى كل أحمر وأسود فليس من أحمر ولا أسود يدخل في امتي ألا كان منهم) ونصرت بالرعب مسيرة شهر، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لاحد قبلي، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، وأعطيت الشفاعة فأخرتها لامتى فهي لمن لا يشرك بالله شيئا (وعن أبي موسى) بنحوه وفيه وأعطيت الشفاعة وليس من نبي إلا وقد سأل شفاعة وإني أخبأت شفاعتي ثم جعلتها لمن مات من أمتي لم يشرك بالله شيئا (عن عمرو بن شعيب) عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه (حدثنا محمد بن جعفر) ثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت عبد الله بن سلمة يقول سمعت عبد الله بن مسعود يقول أوتى نبيكم صلى الله عليه وسلم مفاتيح كل شيء غير الخمس (أن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدًا. وما تدرى نفس بأي أرض تموت. أن الله عليم خبير) قال قلت له أنت سمعته من عبد الله؟ قال نعم أكثر من خمسين مرة (عن ابن عمر) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمرى ومن تشبه بقوم فهو منهم

ابن أبي زياد) عن مقسم عن ابن عباس الخ (تخريجه) أورده لهيثمي وقال رواه (حم بز طب) وقال ورجال أحمد رجال الصحيح غير يزيد بن أبي زياد وهو حسن الحديث (1)(سنده) حدثنا حسين بن محمد ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى (يعني الأشعري الخ)(غريبه)(2) يعني بنحو الحديث المتقدم (تخريجه)(طب) وسنده صحيح ورجاله كلهم ثقات (3)(عن عمرو بن شعيب الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب تبشير النبي صلى الله عليه وسلم وهم بتبوك بفتح فارس والروم في الجزء الحادي والعشرين ص 200 رقم 429 فارجع إليه (4)(حدثنا محمد بن جعفر الخ)(غريبه)(5) أي غير الخمس المذكورة في كتاب الله عز وجل فإنه لا يعلمها إلا الله: أولها أن الله عنده علم الساعة وتقدم تفسير هذه الآية إلى آخر السورة في باب إن الله عنده علم الساعة من سورة لقمان في الجزء الثامن عشر ص 130 رقم 231 (تخريجه)(طل) وأورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وقال هذا إسناد حسن على شرط السنن ولم يخرجوه، وأورده أيضًا الحافظ الهيثمي وقال رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح (6)(سنده) حدثنا أبو النضر حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان حدثنا حسان بن عطية عن أبي منيب الجرشى عن ابن عمر الخ (غريبه)(7) مستعار مما بين يدية جهة الإنسان تلويحا يقربها والساعة هنا القيامة وأصلها قطعة من الزمان (وقوله بالسيف) قال العلماء خص نفسه به وإن كان غيره من الأنبياء بعث بقنال أعدائه لأنه لا يبلغ مبلغه فيه، ويحتمل أنه إنما خص نفسه به لأنه موصوف بذلك في الكتب فأراد أن يقرع أهل الكتابين ويذكرهم بما عندهم والله أعلم (8) هو كناية عن الغنائم بسبب الجهاد لأنه كان سهم منها له خاصة، يعني أن معظم رزقه كان من ذلك والا فقد كان يأكل من جهات أخرى كالهدية والهبة وغيرهما (9) الذل أي الهوان والخسران (والصغار) بفتح المهملة أي الضيم (10) أي حشر معهم فمن تشبه بالصالحين وعمل كعملهم حشر معهم، ومن تشبه بالطالحين وعمل كعملهم حشر معهم (تخريجه)(عل طب ش) وعبد بن حميد والبيهقي في الشعب، وأورده الهيثمي وقال فيه عبد الرحمن

ص: 40

-[ومن خصوصياته صلى الله عليه وسلم إخباره بما يكون في أمته إلى يوم القيامة]-

(عن أبي هريرة) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نصرت بالرعب وأعطيت جوامع الكلام وبينا أنا نائم إذ جيء بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي، فقال أبو هريرة لقد ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم تنتشلونها (عن المغيرة بن شعبة) أنه قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما وأخبرنا بما يكون في أمته إلى يوم القيامة وعاه من وعاه ونسيه من نسيه (عن ابن عباس) قال قال رسول الله إني نصرت بالصبا وأن عادا أهلكت بالدبور (وعنه أيضا) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث هن علىّ فرض ولكم تطوع، الوتر والنحر وصلاة الضحى (عن أبي هريرة) قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر وفي مؤخر الصفوف رجل فأساء الصلاة فلما سلم ناداه رسول الله صلى الله عليه وسلم يا فلان ألا تتقي الله؟

ابن ثابت عن ثوبان وثقه ابن المديني وأبو حاتم وضعفه أحمد وغيره، وبقية رجالة ثقات اهـ وذكره البخاري في صحيحه في الجهارد تعليقا (1)(سنده) حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة الخ (2) هكذا في هذه الرواية الكلام وفي معظم الروايات الكلم والمعنى واحد (3) فيه إشارة إلى اتساع الفتوحات وكثرة الغنائم والأموال (4) أي تستخر جونها يقال نشل الركية أخرج ترابها، وانتشل كنانته استخرج ما فيها من السهام، والضمير هنا يراد به الأموال وما فتح عليهم من زهرة الدنيا المشار إليها في قوله صلى الله عليه وسلم وجيء بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي يشير أبو هريرة إلى أنه صلى الله عليه وسلم ذهب إلى الرفيق الأعلى قبل الفتوح التي بشر بها أمته ولم ينل منها شيئا (تخريجه)(م نس. وغيرهما)(5)(سنده) حدثنا مكي بن إبراهيم حدثنا هاشم يعني ابن هاشم عن عمرو بن إبراهيم بن محمد عن محمد بن كعب القرظي عن المغيرة، بن شعبة الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد من حديث المغيرة وفي إسناده عمرو بن إبراهيم لم أعرفه وبقية رجاله ثقات وله شاهد من حديث حذيفة عند الشيخين وغيرهما قال (قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما ما ترك شيئًا يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة ألا حدث به حفظه من حفظه ونسيه من نسيه (6)(سنده) حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن مسعود بن مالك عن سعيد بن جبير عن ابن عباس الخ (غريبه)(7) الصبا بفتح الصاد المهملة ريح معروفة يقال لها أيضا القبول بفتح القاف لأنها تقابل باب الكعبة إذ مهبها من مشرق الشمس وضدها الدبور (تخريجه)(ق طل وغيرهما)(8)(سنده) حدثنا شجاع بن الوليد عن أبي جناب الكلبي عن عكرمة عن ابن عباس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه)(ك قط) إلا أن في الدارقطني (وركعتا الفجر) بدل (وصلاة الضحى) وهو حديث ضعيف وفي إسناده أبو جناب الكلبي اسمه يحيى ابن أبي حية قال في التقريب ضعفوه لكثرة تدليسه (قلت) وقال الذهبي في تلخيص المستدرك ضعفه النسائي والدارقطني (9)(سنده) حدثنا يزيد قال أنا محمد يعني ابن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة الخ (تخريجه) لم أقف عليه بهذا السياق لغير الإمام أحمد وله حديث آخر عن أبي هريرة أيضًا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إني انظر أو إني لأنظر ما ورائي كما أنظر إلى ما بين يدي فسووا صفوفكم وأحسنوا ركوعكم وسجودكم، وتقدم في باب الحث على تسوية الصفوف في أبواب صلاة الجماعة في الجزء الخامس ص 314 رقم 1468 ورواه أيضًا البزار قال الهيثمي ورجاله ثقات (قلت) وله شاهد

ص: 41

-[ومن خصوصياته صلى الله عليه وسلم أنه أعطى قوى ثلاثين رجلا]-

ألا ترى كيف تصلى؟ أنكم ترون أنه يخفي على شيء مما تصنعون، والله إني لأرى من خلفي كما أرى من بين يدىّ (عن واثلة بن الاسقع) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أعطيت مكان التوراة السبع وأعطيت مكان الزبور المئين وأعطيت مكان الإنجيل المثانى وفضلت بالمفصل (حدثنا سفيان) ثنا عمرو عن عطاء عن عائشة رضي الله عنها قال مامات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل له النساء (ومن طريق ثان) حدثنا عبد الرزاق قال أنا ابن جريج قال وزعم عطاء أن عائشة رضي الله عنها قالت مامات النبي صلى الله عليه وسلم حتى أحل الله عز وجل له أن ينكح ما شاء، قلت عمن تؤثر هذا؟ قال لا أدرى، حسبت أني سمعت عبيد بن عمير يقول ذلك (عن قتادة عن أنس بن مالك) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن أحدى عشرة، قال قلت لأنس وهل كان يطيق ذلك؟ قال كنا نتحدث أنه أعطى قوة ثلاثين

{أبواب ما أيده الله به من المعجزات وخوارق العادات}

(باب ما جاء في اختصاصه صلى الله عليه وسلم بنزول القرآن عليه وهو أفضل المعجزات على الإطلاق)(عن أبي هريرة) أن رسول الله قال ما من الأنبياء نبي إلا وقد أعطى من الآيات ما مثله

من حديث أنس عند مسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اتموا الصفوف فاني أراكم خلف ظهري) وفيه دلالة على أن الله عز وجل خصه بأنه يرى من خلفه كما يرى من أمامه صلى الله عليه وسلم (1)(سنده) حدثنا سليمان بن داود أبو داود الطيالسي قال أنا عمران القطان عن أبي قتادة عن أبي المليح الهذلي عن واثلة بن الاسقع الخ (غريبه)(2) أي بدل ما فيها وكذا يقال فيما بعد (وقوله السبع) يعني الطوال كما في رواية أخرى، والطوال بكسر الطاء جمع طويلة وإما بضمها فمفرد كرجل طوال، وأولها البقرة وأخرها براءة بجعل الأنفال وبراءة واحدة وقيل غير ذلك (3) بفتح الميم وكسر الهمزة فمثناة تحت ساكنة أي السور التي تلي السبع الطوال سميت بذلك لأن كل سورة منها تزيد على مائة آية أو تقاربها (4) المثاني ما ولى المئين كانت بعدها فهي لها ثوان والمئون لها أوائل، وقيل غير ذلك (5) المفصل ما ولى المثاني من قصار السور سمي بذلك لكثرة الفصول التي بين السور بالبسملة، وقيل لقلة المنسوخ منه ولهذا يسمى بالمحكم أيضًا كما روى البخاري عن سعيد بن جبير قال أن الذي تدعونه المفصل هو المحكم وآخره سورة الناس بلا نزاع، وهو على ثلاثة أقسام، طوال وأوساط وقصار، وقد اختلف العلماء في تحديد ذلك ذكرت خلافهم في شرح حديث رقم 553 ص 210 في الجزء الثالث في باب قراءة سورتين أو أكثر في ركعة من كتاب الصلاة (تخريجه)(طب طل هب) وفي إسناده عمران القطان مختلف فيه وحسنه الحافظ السيوطي والله أعلم (6)(حدثنا سفيان) الخ هذا الحديث تقدم بطريقيه وبسنده وشرحه وتخريجه في باب لا يحل لك النساء من بعد من سورة الأحزاب في الجزء الثامن عشر ص 144 رقم 391 فارجع إليه وهذا أيضًا من خصوصياته صلى الله عليه وسلم (7)(عن قتادة عن أنس الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب من أسلم وتحته اختان أو أكثر من كتاب النكاح في الجزء السادس عشر ص 100 رقم 160 فارجع إليه وهذا من خصوصياته أيضا صلى الله عليه وسلم (باب)(8)(عن أبي هريرة الخ) هذا الحديث

ص: 42

-[ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم نزول القرآن وانشقاق القمر]-

آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله عز وجل إلىّ وأرجو أن أكون أكثرهم تبعا يوم القيامة (عن على رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أتاني جبريل عليه السلام فقال يا محمد أن أمتك مختلفة بعدك، قال فقلت له فأين المخرج يا جبريل؟ قال فقال كتاب الله تعالى به يقصم الله كل جبار، من اعتصم به نجا ومن تركه هلك مرتين، قول فصل وليس بالهزل، لا تختلفه ألا لسن ولا نفنى أعاجيبه، فيه نبأ ما كان قبلكم، وفصل ما بينكم وخبر ما هو كائن بعدكم (باب ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم انشقاق القمر)(عن ابن مسعود) انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شقتين حتى نظروا إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشهدوا (عن أنس بن مالك) سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم آية فاشق القمر بمكة مرتين فقال اقتربت الساعة واشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر (قط)(عن قادة) قال سمعت أنسا يقول انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن جبير بن مطعم) قال انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نصار فرقنين فرقة على هذا الجبل وفرقة على هذا الجبل، فقالوا سحرنا محمد صلى الله عليه وسلم فقالوا أن كان سحرنا فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم

تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في الباب الأول من كتاب فضائل القرآن وتفسيره في الجزء الثامن عشر ص 4 رقم 3 وهو حديث صحيح رواه الشيخان وغيرهما (1)(عن علي رضي الله عنه الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في الباب المشار إليه في الجزء الثامن عشر ص 2 رقم 1 فارجع إليه (باب)(2)(سنده) حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن ابن مسعود انشق القمر الخ (تخريجه)(ق طل) وهذا من المعجزات الكونية التي لم تسبق لنبي غير نبينا صلى الله عليه وسلم قال الحافظ ابن كثير في تفسيره قد كان هذا في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ورد ذلك في الاحاديث المتواترة بالأسانيد الصحيحة، قال وهذا أمر متفق عليه بين العلماء أن انشقاق القمر قد وقع في زمان النبي صلى الله عليه وسلم وأنه كان إحدى المعجزات الباهرات، وقال في التاريخ وقد أجمع المسلمون على وقوع ذلك زمنه وجاءت بذلك الأحاديث المتواترة من طرق متعددة تفيد القطع عند من أحاط بها ونظر فيها، وذكر كثيرًا من الأحاديث وطرقها في التفسير والتاريخ اهـ (3)(عن أنس بن مالك الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب قوله تعالى اقتربت الساعة وانشق القمر من كتاب فضائل القرآن وتفسيره في الجزء الثامن عشر ص 289 رقم 444 وتقدم هناك كلام العلماء في ذلك بما يشرح الصدر ويزيل الشبه فارجع إليه وانظر باب ما جاء في تفنن قريش في طلب الآيات الخ في الجزء العشرين ص 222 تجد ما يسرك والله أعلم (4)(قط)(سنده) حدثنا أبو عبد الله السلمي قال حدّثني أبو داود عن شعبة عن قتادة قال سمعت أنسا الخ (تخريجه)(طل) وهذا الحديث من زوائد القطيعي على مسند الإمام أحمد ولذلك رمزت له في أوله برمز (قط) كما ذكرت في مقدمة الكتاب وهو موقوف على أنس ولكن له حكم الرفع، ويؤيده ما قبله ورجاله ثقات (5)(عن جبير بن طعم الخ) هذا لحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب ما جاء في تفنن قريش في طلب الآيات المشار إليه في

ص: 43

-[ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم شفاء المرضى ببركته وشكوى الجمل إليه]-

(باب ومن معجزاته شفاء المرضى ببركته وشكوى الجمل إليه وانتقال الشجر من مكانه للسلام عليه وانقياده لأمره) صلى الله عليه وسلم (عن يعلى بن مرة) قال لقد رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا ما رآها أحد قبلي ولا يراها أحد بعدي (لقد خرجت معه في سفر) حتى إذا كنا ببعض الطريق مررنا بامرأة جالسة معها صبي لها فقالت يا رسول أن هذا صبي أصابه بلاء وأصابنا منه بلاء، يؤخذ في اليوم ما أدرى كم مرة، قال ناولينيه، فرفعته إليه فجعلته بينه وبين واسطة الرحل ثم فغرفاه فنفث فيه ثلاثا وقال بسم الله أنا عبد الله أخسأ عدو الله ثم ناولها إياه، فقال ألقينا في الرجعة في هذا المكان فأخبرنا ما فعل: قال فذهبنا ورجعنا فوجدناها في ذلك المكان معها شياه ثلاث، فقال ما فعل صبيك؟ فقالت والذي بعثك بالحق ما حسسنا منه شيئًا حتى الساعة فاجتز هذه الغنم قال انزل فخذ منها واحدة ورد البقية (وفي رواية فأهدت إليه كبشين وشيئًا من أقط وشيئًا من سمن، قال فقال رسول صلى الله عليه وسلم خذ الاقط والسمن وأحد الكبشين ورد عليها الآخر (قال وخرجت ذات يوم) إلى الجبانة حتى إذا برزنا قال انظر ويحك هل ترى من شيء يواريني قلت ما أرى شيئا يواريك إلا شجرة ما أراها تواريك، قال فما بقربها؟ قلت شجرة مثلها أو قربت منها، قال فاذهب إليهما فقل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركما أن تجتمعا بإذن الله قال فاجتمعتا فبرز لحاجته ثم رجع، فقال اذهب إليهما فقل لهما إن رسول الله يأمركما أن ترجع كل واحدة منكما إلى مكانها فرجعت (قال وكنت عنده جالسا ذات يوم) إذ جاءه جمل يخبب حتة صوّب بحرانه بين يديه ثم ذرفت عيناه فقال ويحك انظر لمن هذا الجمل أن له لشأنا، قال فخرجت ألتمس صاحبه فوجدته لرجل من الأنصار فدعوته إليه فقال ما شأن جملك هذا؟ فقال وما شأنه؟ قال لا أدرى والله ما شأنه عملنا عليه ونضحنا عليه حتى عجز عن السقاية فائتمرنا البارحة أن ننحره ونقسم لحمه، قال فلا تفعل هبه لي أو بعنيه، فقال بل هو لك يا رسول الله

شرح حديث أنس المتقدم آنفا (باب)(1)(سنده) حدثنا عبد الله بن نمير عن عثمان بن حكيم قال أخبرني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن يعلى بن مرة الخ (غريبه)(2) جاء في الطريق الثالثة بلفظ (به جنة) أي صرع من الجن (3) أي فتحه (4) أي انتظر ينا (5) أي خذ هذه الغنم يقال أجزرت القوم إذا أعطيتم شاة يذبحونها ولا يقال إلا في الغنم خاصة (نه)(6) بفتح الهمزة وكسر القاف وقد تسكن القاف للتخفيف مع فتح الهمزة وكسرها مثل تخفيف كبد نقله، الصغاني عن الفراء وهو ما يتخذ من اللبن المخيض يطبخ ثم يترك حتى يمصل (7) قال في النهاية الجبان والجبانه الصحراء (قلت) وهي المراد هنا، قال وتسمى بهما المقابر لأنها تكون في الصحراء تسمية للشيء بموضعه (8) أي يسترني لأنه صلى الله عليه وسلم أراد قضاء حاجته (9) بضم الهمزة أي ما أظنها (10) بفتح أوله وسكون ثانيه من باب طلب أي يسرع ويعدو (11) بكسر الجيم وفتح الراء باطن العنق (12) بفتح الراء من باب ضرب دمعت (13) القائل لا أدارى والله ما شأنه هو صاحب الجمل ثم استدرك فقال عملنا عليه الخ أي استقينا عليه الزرع

ص: 44

-[ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم انتقال الشجر من مكانه للسلام عليه وانقياده لأمره]-

قال فوسمه بسمة الصدقة ثم بعث به (وعنه عن طريق ثان) بنحوه وفيه وجاء بعير فضرب بجرانه إلى الأرض ثم جرج حتىّ ابتل ما حوله فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتدرون ما يقول البعير إنه يزعم أن صاحبه يريد نحره، فبعث إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال أواهبه أنت لي؟ فقال يا رسول مالي مال أحب إلى منه، قال استوص به معروفا، فقال لا جرم لا أكرم مالا لي كرامته يا رسول الله (قال وأتى على قبر) يعذب صاحبه فقال إنه يعذب في غير كبير فأمر بجريدة فوضعت على قبره فقال عسى أن يخفف عنه ما دامت رطبة (وعنه من طريق ثالث) قال ثلاثة أشياء رأيتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم (بينما نحن نسير معه) إذ مررنا ببعير يسنى عليه فلما رآه البعير جرجر ووضع جرانه فوقف عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال اين صاحب هذا البعير فجاء فقال بعنيه، فقال لا بل أهبه لك، فقال لا بعنيه، قال لا بل نهبه لك، وإنه لأهل بيت ما لهم معيشة غيره، قال أما إذا ذكرت هذا من أمره فإنه شكا كثرة العمل وقله العلف فأحسنوا إليه (قال ثم سرنا) فنزلنا منزلا فقام النبي صلى الله عليه وسلم فجاءت شجرة تشق الأرض حتى غشيته ثم رجعت إلى مكانها فلما استيقظ ذكرت له فقال هي شجرة استأذنت ربها عز وجل أن تسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن لها (قال ثم سرنا) فمررنا بماء فأتته امرأة بابن لها به جنة فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمنخره فقال أخرج أني محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال ثم سرنا) فلما رجعنا من سفرنا مررنا بذلك الماء فأتته المرأة بجزر ولبن فأمرها أن ترد الجزر وأمر أصحابه فشرب من اللبن، فسألها عن الصبي فقالت والذي بعثك بالحق ما رأينا منه ريبا بعدك (وعنه من طريق رابع) قال ما أظن أن أحدًا

(1) أي وضع عليه علامة إبل الصدقة وهي أن يعلم عليها بالكي (2)(سنده) حدثنا أبو سلمة الخزاعي ثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن حبيب بن أبي جبيرة عن يعلى بن سيابه (بكسر المهملة هو ابن مرة) قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له فاراد أن يقضى حاجته فأمر وديتين (بفتح الواو وكسر المهملة وتشديد الياء التحتية تثنية ودية صغار النخل) فانضمت أحداهما إلى الأخرى ثم أمرها (يعني بعد قضاء حاجته) فرجعتا إلى منابتهما، وجاي بعير الخ (3) من الجرة بكسر الجيم وتشديد الراء، قال الأزهري الجرة ما تخرجه الإبل من كروشها فتجتره فالجرة في الأصل للعدة ثم توسعوا فيها حتى أطلقوها على ما في المعدة وجمع الجرة جرر كسدرة وسدر (4) ما يختص بعذاب القبر تقدم شرحه وكلام العلماء فيه وفي فصل عذاب عصاة المؤمنين في القبر وما يخففه عنهم من كتاب الجنائز في الجزء الثامن ص 127 فارجع إليه (5)(سنده) حدثنا عبد الرزاق أنا معمر عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن حفص عن يعلى بن مرة الثقفي قال ثلاثة أشياء رأيتهن الخ (6) أي جمل عليه الماء لسقي الزرع (7) أي غطته وسترته وهو نائم وكان صلى الله عليه وسلم تنام عينه ولا ينام قلبه (8) أي صرع من الشيطان (9) بالتحريك جمع جزرة بسكون الزاي وهي الشاة السمينة التي تصلح أن تجزر أي تذبح للكل (10) الريب الشك والمعنى ما وجدنا منه شيئًا يريبنا ولا شككنا في صحته بعد أن أخذت بمنخره وقلت ما قلت (11)(سنده) حدثنا أسود بن عامر ثنا أبو بكر بن عياش عن حبيب بن أبي عميرة عن المنهال بن عمرو عن يعلى (يعني ابن مرة) قال ما أظن الخ

ص: 45

-[ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم شفاء المجنون ورجوعه أحسن ما كان عاقلا]-

رأى من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا دون ما رأيت فذكر أمر الصبي والنخلتين وأمر البعير إلا أنه قال ما لبعيرك يشكوك زعم إنك سانيه حتى إذا كبر تريد أن تنحره، قال صدقت والذي بعثك بالحق نبيا قد أردت ذلك، والذي بعثك بالحق لا أفعل (عن سليمان بن عمرو بن الأحوص الأزدى) قال حدثني أمي أنها رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمى جمرة العقبة ثم أقبل فأتته امرأة بابن لها فقالت يا رسول الله إن ابني هذا ذاهب العقل فادع الله له، قال أتيني بماء فأتته بماء في تور من حجارة فتقل فيه وغسل وجهه ثم دعا فيه ثم قال اذهبي فاغسليه به واستشفى الله عز وجل فقلت لها هي لي منه قليلا لابني هذا فأخذت منه قليلا بأصابعي فمسحت به شفة إبني فكان من أبر الناس، فسألت المرأة بعد ما فعل ابنها قالت برئ أحسن برء (عن ابن عباس) أن امرأة جاءت بولدها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن به لممًا إنه يأخذه عند طعامنا قال فسمح رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره ودعا له فتعّ تعة فخرج من فيه مثل

(1) أي كنت تستخدمه في حمل الماء لسقي النخل (تخريجه) أورد الهيثمي الطريق الأولى والثالثة والرابعة منه وقال رواه أحمد باسنادين والطبراني بنحوه واحد اسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح وقال الطبراني في إحدى رواياته فمر عليه بعير ماد بحرانه يرغو فقال علىَّ بصاحب هذا فجاء فقال هذا يقول نتجت عندهم فاستعملني حتى إذا كبرت أرادوا أن ينحروني، وقال فيها ما من شيء إلا يعلم أني رسول الله إلا كفرة أو فسقه الجن والإنس، وأورد الطري الثانية منه وقال رواه أحمد والطبراني بنحوه إلا أنه قال ثم أتى على قبرين وإسناده حسن أهـ (قلت) هذه الطريق التي جاءت هنا بعضها صحيح وبعضها حسن ويؤيد بعضها بعضا والله أعلم (2)(عن سليمان بن عمرو الخ) هذا الحديث تقدم بسنده (والجزء الأول) من متنه مشروحا إلى قوله فارموا بمثل حصى الحذف في باب رمى جمرة العقبة من بطن الوادي من كتاب الحج في الجزء الثاني عشر ص 180 رقم 381 واليك شرح الباقي منه (3) بفتح المثناة وسكون الواو اناء من حجارة قد يتوضأ فيه (4) الظاهر أنه صلى الله عليه وسلم غسل وجه بماء آخر جعله يتساقط في ذلك الإناء ثم دعا فيه بالشفاه لولدها ودعاؤه صلى الله عليه وسلم مستجاب لا شك في ذلك (5) أي أطلبي من الله عز وجل الشفاء لولدك، وإنما قال لها ذلك لتعتقد أن الله هو الشافي، وهذا لا ينافى أنه معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم (6) القائل هي لي منه هي أم سليمان بن عمرو بن الأحوص (تخريجه)(دجه هق) وفي إسناده يزيد بن أبي زياد، قال ابن معين ضعيف الحديث لا يحتج بحديثه، وقال أبو داود لا أعلم احدا ترك حديثه وغيره أحب إلى منه كذا في التهذيب (7)(سنده) حدثنا يزيد أخبرنا حماد بن سلمة عن فرقد السبخي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس الخ (8) يعني جنونا كما صرح بذلك في رواية أخرى (9) جاء في رواية عند غدائنا وعشائنا فيخبث أي يفسد علينا (10) هكذا جاء في هذه الرواية فتعّ بفتح التاء المثناه فوق وتشديد العين المهملة (تعة) بالتاه المثناة أيضا وسيأتي في رواية أخرى (فثع ثعة) بالثاء المثلثة بدل التاء المثناة أي قاء ولم يذكر في النهاية سوى رواية الثاء المثلثة فقال الثع القيء والثعة المرة الواحدة وعن ابن دريد قال أبو منصور

ص: 46

-[ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم شفاء الجرح المميت واستدعاء نخلة ومعه رجل كافر فانتقلت من مكانها حتى صارت بين يديه]-

الجرو (1) الأسود دفشفى (عن يزيد بن عبيد) قال رأيت أثر ضربة في ساق سلمة (بن الأكوع) فقلت يا أبا مسلم ما هذه الضربة؟ قال هذه ضربة أصبتها يوم خبير، قال يوم أصبتها قال الناس أصيب سلمة فاتى بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنفث فيه ثلاث نفثات فما اشتكيتها حتى الساعة (عن ابن عباس) قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل من بني عامر فقال يا رسول الله أني الخاتم الذي بين كتفيك فإني من أطب الناس، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أريك آية؟ قال بلى، قال فنظر إلى نخلة فقال أدع ذلك العذق (قال فدعاه فجاء ينقز حتى قام بين يديه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ارجع فرجع إلى مكانة، فقال العامرى يا آل بنى عامر ما رأيت كاليوم رجلا أسحر (عن عبد الله أين جعفر) قال أردفنى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم خلفه فأسرّ إلىّ حديثًا لا أخبر به أحدًا أبدًا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب ما استتر به في حاجته هدف أو حائش نخل فدخل يومًا حائطًا من حيطان الأنصار فإذا جمل قد أتاه، فجرجر وذرفت عيناه قال بهز وعفان (10)

في ترجمة تعع روى الليث هذا الحرف بالتاء المثناة تع إذا قاء وهو خطأ إنما هو بالثاء المثلثة لا غير اهـ وإليك رواية الثاء المثلثة (قال الإمام أحمد رحمه الله حدثنا أبو سلمة حدثنا حماد بن سلمة عن فرقد السبخي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بابن لها فقالت أن ابني هذا به جنون يأخذه عند غدائنا وعشائنا فيخبث علينا فمسح النبي صلى الله عليه وسلم صدره ودعا فثع ثعة يعني سعل فخرج من جوفه مثل الجرو الأسود (1) الجرو بكسر الجيم قال في النهاية الجرو صغار القثاء وقيل الرهان (وفي المصباح) الجرو بالكسر ولد الكلب والسباع والفتح والضم لغة، قال ابن السكيت والكسر افصح وقال في البارع الجرو الصغير من كل شيء والذي يظهر أنه خرج من فيه دم متجمد أسود والله أعلم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وفي إسناده فرقد بن يعقوب السبخي بفتح المهملة والموحدة وكسر المعجمة قال في الخلاصة تكلم فيه القطان وغيره وقال أحمد رجل صالح وقال البخاري في حديثه مناكير اهـ وفي التهذيب قال عثمان الدارمي عن ابن معين ثقة (2) سنده حدثنا مكي قال ثنا يزيد بن أبي عبيد الخ (تخريجه)(خ د)(3)(سنده) حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس الخ (غريبه)(4) العذق بفتح العين المهملة النخلة وبكسرها العرجون بما فيه من الشماريخ ويجمع على عذاق (5) بضم القاف من باب نصر أي يقفز ويثب (6) جاء عند ابن سعد مختصرا من طريق شريك عن سماك عن أبي ظبيان وفي آخره فآمن وأسلم ورواه أبو نعيم في دلائل النبوة من طريق الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن ابن عباس مطولا وفي آخره فقال العامري والله لا أكذبك بقول أبدا؛ ثم قال يا بني صعصعة والله لا أكذبه بشيء يقوله أبدا (تخريجه)(رواه ابن سعد وأبو نعيم في دلائل النبوة وأورده الهيثمي بنحو رواية أبي نعيم وقال رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن الحجاج الشامي وهو ثقة (7)(سنده) حدثنا يزيد أنبأنا مهدي بن ميمون عن محمد بن أبي يعقوب عن الحين بن سعد مولى الحسن بن علي عن عبد الله بن جعفر الخ (غريبه)(8) الهدف كل بناه مرتفع مشرف (والحائش) النخل الملتف المجتمع كأنه للتفافه يحوش بعضه إلى بعض (9) الحائط هاهنا البستان من النخيل إذا كان عليه حائط وهو الجدار (10) روى الإمام أحمد هذا

ص: 47

-[ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم نطق الذئب بقوله محمد بيثرب بخير الناس بأنباء ما قد سبق]-

فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حنَّ وذرفت عيناه، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم سرانه وذفراه فسكن، فقال من صاحب الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال هو لي يا رسول الله، فقال أما تتقى الله في هذه البريمة التي ملككها الله، إنه شكا إلى أنك تجيعه وتدئبه (باب ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم نطق الجمادات والحيوان وحنين الجذع لفراقه)(عن جابر بن سمرة) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعرف حجرًا بمكة كان يسلم علىّ قبل أن أبعث (وفي رواية ليالي بعثت إني لا عرفة الآن)(عن أبي سعيد الخدري) قال عدا الذئب على شاة فأخذها فطلبه الراعي فانتزعها منه فأقعى الذئب على ذنبه قال ألا تتقى الله تنزع منى رزقًا ساقه الله إلى، فقال يا عجبي ذئب يكلمي كلام الإنس فقال الذئب ألا أخبرك بأعجب من ذلك؟ محمد صلى الله عليه وسلم يثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق، قال مأقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة فزواها إلى زاوية من زواياها ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فنودى الصلاة جامعة، ثم خرج فقال للراعي أخبرهم فأخبرهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الأنس ويكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله ويخبره فخذه بما أحدث أهله (وعنه من طريق ثان) قال بينما رجل من أسلم في غنيمة له يهش عليها في بيداء ذي الخليفة إذ عدا عليه الذئب فانتزع شاة من غنمه فجهجاه الرجل فرماه بالحجارة حتى استنفذ منه شاته ثم أن الذئب أقبل حتى أقعى مستذفرا بذنبه مقابل الرجل فذكر نحوه (عن مجاهد) قال حدثنا شيخ أدرك الجاهلية ونحن في غزوة دروس يقال له ابن عبس رضي الله عنه قال كنت أسوق لآل لنا بقرة قال فسمعت من جوفها، يا آل ذريح قول فصيح رجل يصيح، أن لا إله إلا الله قال فقدمنا مكة فوجدنا النبي صلى الله عليه وسلم (باب حنين الجذع لفراقه صلى الله عليه وسلم (عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرب (وفي رواية) إلى جذع إذ كان المسجد عريشًا وكان يخطب إلى ذلك الجذع فقال رجل

الحديث من طريقين الطريق الأولى عن يزيد (يعني ابن هارون) والطرق الثانية عن بهز وعفان فقوله قال بهز وعفان يعني في روايتهما (1) بفتح المهملة سرا البعير ظهره وسراة كل شيء ظهره وأعلاه (وذفرى البعير) أصل اذنه وهما ذفريان والذفري مؤنثه وألفها للتأنيث أو للإلحاق (نه)(2) أي تكده وتتعبه (تخريجه)(مذ نس جه) وقال الترمذي قال (يعني البخاري) وهذا أصح شيء روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب (باي)(3)(عن جابر بن سمرة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب العلامات الدالة على نبوته صلى الله عليه وسلم من كتاب السيرة النبوية في الجزء العشرين ص 201 رقم 37 فارجع إليه (4)(عن أبي سعيد الخدري الخ) وهذا الحديث تقدم أيضا بطريقيه وسنده وشرحه وتخريجه في الباب المشار إليه في الجزء العشرين ص 203 رقم 31 (5) أي نهره (6)(عن مجاهد الخ) وهذا الحديث تقدم أيضا بسنده وشرحه وتخريجه في الباب المشار إليه ص 203 رقم 30 (باب حنين الجذع الخ)(7)(سنده حدثنا زكريا بن عدى أنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه الخ (غريبه)(8) أي يدنو في صلاته إلى جذع والجذع بكسر الجيم ساق النخلة (9) العريش

ص: 48

-[ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم حنين الجزع لفراقه]-

من أصحابه يا رسول الله هل لك أن نجعل لك شيئا تقوم عليه يوم الجمعة حتى يراك الناس وتسمعهم خطبتك؟ قال نعم، نصنع له ثلاث درجات للاتي على المنبر، فلما صنع المنبر وضع في موضعه الذي وضعه فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أراد أن يأتي المنبر مر عليه فلما جاوزه حار الجذع حتى تصدع وانضق فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسحه بيده حتى سكن، ثم رجع إلى المنبر وكان إذا صلى صلى إليه فلما هدم المسجد وغير أخذ ذاك الجذع أبىّ بن كعب فكان عنده حتى بلى وأكلته الأرضة وعاد رفاتًا (ز)(وعنه من طريق ثان بنحوه) وفيه فصنعوا له ثلاث درجات فقام النبي صلى الله عليه وسلم كما كان يقوم فصغى الجذع إليه فقال له اسكن، ثم قال لا صحابه هذا الجذع حنّ إلىّ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اسكن إن تشأ غرستك في الجنة فياكل منك الصالحون، وإن تشأ أعيدك كما كنت رطبًا، فاختار الآخرة على الدنيا: فلما قبض النبي دفع إلى أبىّ فلم يزل عنده حتى كلته الأرضة (عن جابر بن عبد الله) قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب يستند إلى جذع نخلة من سوارى المسجد فلما صنع له منبره استوى عليه فاضطرب تلك السارية كحنين الناقة حتى سمعها أهل المسجد حتى نزل إليها فاعتنقها فسكت (وفي رواية فسكت)(وعنه من طريق ثان) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إلى جذع نخلة قال فقلت امرأة من الأنصار كان لها

كل ما يستظل به وكان سقف المسجد إذ ذاك من سعف النخل (1) أي تكئ عليه وقت الخطبة للجمعة (2) أي على الجذع) أي سمع له صوت كصوت البقرا (حتى تصدع) أي تقطع (3) جاء في بعض الروايات فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سمع صوت الجذع فمسحه الخ (4) أي إلى الجذع (5)(سنده) قال عبد الله بن الإمام أحمد حدثنا عيسى بن سالم أبو سعيد الشاشي في سنة ثلاثين ومأتين ثنا عبيد الله بن عمرو يعني الرقي أبو وهب عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبىّ بن كعب عن ابيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى إلى جذع فذكر نحو الحديث المتقدم لفظا ومعنى: وفيه فصنعوا له ثلاث درجات الخ وهذا الطريق من زوائد عبد الله بن الإمام أحمد على مسند أبيه (6) أي مال وحنّ (تخريجه)(فع جه) وفي إسناده عند الجميع عبد الله بن محمد بن عقيل، قال النسائي ضعيف. وقال أبو حاتم لين. وقال الترمذي صدوق وسمعت محمدا (يعني البخاري) يقول كان أحمد وإسحاق والحميدي يحتجون بحديث ابن عقيل (خلاصة) وفي التهذيب قال ابن عدى روى عنه جماعة من المعروفين الثقات وهو خير من ابن سمعان ويكتب حديثه اهـ وفي إسناد الطريق الثاني عيسى بن سالم الشاشي قال الحسيني فيه نظر، وقال الحافظ في تعجيل المنفعة قال ابن أبي حاتم يكني أبا سعيد هو ثقة، روى عنه أيضا أبو القاسم البغوي نسخة وأبو يعلى وغيرهما وذكره ابن حبان في الثقات وقال من أهل الشاش حدّث ببغداد اهـ (قلت) وتقدم حديث أنس في حنين الجذع في الجزء السادس ص 82 رقم 582 (7)(سنده) حدثنا عبد الرزاق أنا ابن جريج وروح ثنا ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(8) أي حال الخطبة للجمعة (9) أي قام على المنبر وترك استناده إلى الجذع (10) هي الجذع (11)(سنده) حدثنا وكيع ثنا عبد الواحد بن أيمن عن أبيه عن جابر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه)(خ بز عب جه) وأبو نعيم

ص: 49

-[ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم انقياه ما استمصى من الحيوانات]-

غلام نجار يا رسول الله إن لي غلاما نجارًا فآمره أن يتخذ لك منبرًا تخطب عليه؟ قال بلى، قال فلما كان يوم الجمعة خطب على المنبر قال فإنّ الجذع الذي كان يقوم عليه كما يئن الصبي؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن هذا بكى لما فقد من الذكر (عن ابن عباس) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع قبل إن يتخذ المنبر فلما اتخذ المنبر وتحول إليه حنَّ عليه فأتاه فاحتصنه فسكن قال ولو م احتضنه لحنّ يوم القيامة (باب ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم انقياد ما استعصى من الحيوانات والجمادات ببركته عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليمات)(عن أنس بن مالك) قال كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسنسون عليه وأن الجمل اسستصعب عليهم فمنعهم ظهره وأن الأنصار جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا إنه كان لنا جمل نسنى عليه وإنه استصعب علينا ومنعنا ظهره وقد عطش الزرع والنخل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه قوموا فقاموا، فدخل الحائط والحمل في ناحية فمشى النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، فقلت الأنصار يا نبي الله إنه قد صار مثل الكلب الكلب وإذا نخاف عليك صولته، فقال ليس علىّ منه بأس، فلما نظر الجمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل نحوه حتى حرّ ساجدا بين يديه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بناصيته أذلّ ما كانت قط حتى أدخله في العمل، فقال أصحابه يا رسول الله هذه بهيمة لا تعقل تسجد لك ونحن نعقل فنحن أحق أن نسجد لك، فقال لا يصلح لبشر، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من

في الدلائل، وأورد الطريق الأولى منه الحافظ ابن كثير في تاريخه وقال هذا إسناد على شرط مسلم ولم يخرجوه، وأورد الطريق الثانية منه ثم قال وقد ذكره البخاري في غير ما موضع من صحيحه من حديث عبد الواحد بن أيمن عن أبيه وهو أيمن الحبشي المكي مولى ابن أبي عمرة المخزومي عن جابر به (1)(سنده) حدثنا عفان أخبرنا حماد عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس الخ (تخريجه) إسناده صحيح، وأوره الحافظ ابن كثير في تاريخه وعزاه للإمام أحمد ثم قال وهذا الإسناد على شرط مسلم ولم يروه إلا ابن ماجه من حديث حماد بن سلمة (قلت) وهو في ابن ماجه في باب ما جاء في بدء شأن المنبر من كتاب الصلاة في الجزء الأول قبيل أبواب الجنازة؛ هذا وقد روى حديث حنين الجذع عن جماعة من الصحابة من طرق كثيرة تفيد القطع بوقوع ذلك، (قال العلامة التاج بن السبكي) الصحيح عندي ان حنين الجذع متواتر اهـ (وقال الحافظ) حنين الجذع وانشقاق القمر نقل كل منهما نقلا مستفيضًا يفيد القطع عند من يطلع على طرق الحديث، (وقال البيهقي) قصة حنين الجذع من الأمور الظاهرة التي حملها الخلف عن السلف، قال أبو القاسم البغوي كان الحسن إذا حدث بهذا الحديث (يعنى حنين الجذع) بكى ثم قال يا عباد الله الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقا إليه لمكانه من الله فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه (باب)(2)(سنده) حدثنا خلف بن خليفة عن حفص عن عمه أنس بن مالك الخ (غريبه)(3) أي يحملون عليه الماء من البئر لسقي الزرع (4) بسكون اللام في الأول وكسرها في الثاني يقال كليب الكلب كلبا من باب تعب، وهو داء يشبه الجنون يأخذه فيعقر الناس، ويقال لمن يعقره كليب.

ص: 50

-[ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم انقياد ما ستعصى من الحيوانات]-

عظم حقه عليها، والذي نفسي بيده لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تنبجس بالقيح والصديد ثم استقبلته فلحسته ما أدت حقه (عن جابر بن عبد الله) قال أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر حتى إذا دفعنا إلى حائط من حيطان بني النجار إذا فيه جمع لا يدخل الحائط أحد إلا شدّ عليه قال فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فجاء حتى أتى الحائط فدعا البعير فجاء واضعا مشفرة إلى الأرض حتى برك بين يديه، قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم هاتوا خطاما فخطمه وفدعه إلى صاحبه قال ثم التفت إلى الناس قال إنه ليس شيء بين السماء والأرض إلا يعلم أني رسول الله إلا عاصي الجن والأنس (عن عائشة رضي الله عنها قالت كان لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم وحش فإذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لعب واشتد وأقبل وأدبر، فإذا أحس برسول الله صلى الله عليه وسلم قد دخل ربض فلم يترمرم مادام رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت كراهية أن يؤذيه (وعنها أيضا) قالت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كنا بالحر انصرفنا وأنا على جمل وكان آخر العهد منهم وأنا أسمع صوت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو بين ظهري ذلك السمر وهو يقول واعروساه، قالت فوالله إني لعليى ذلك إذ

أيضًا (1) بكسر الراء كمسجد حيث يفرق فيه الشعر (وقوله قرحة أي جرج (تنجس) أي تنفجر بالقيح (تخريجه) أورده الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب وقال رواه أحمد بإسناد جميد ورواته ثقات مشهورون والبزار بنحوه، قال ورواه النسائي مختصرا وابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة بنحوه باختصار اهـ (2)(نده) حدثنا مصعب بن سرم سمعته من أبي مرتين ثنا الأجلح عن الذيال بن حرملة عن جابر بن عبد الله الخ (غريبه)(3) أي حمل عليه يريد الفتك به (4) المشفر للبعير كالشفة للإنسان (5) الخطام الحبل الذي يقاد به البعير، وخطم البعير وضع الخطام على رأسه (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد ورجاله ثقات وفي بعضهم ضعف اهـ (قلت) يريد والله أعلم أنه في إسناده الأجلح بن عبد الله، قال في الخلاصة وثقة ابن معين والعجلي، قال ابن عدى يعد في الشيعة مستقيم الحديث، وضعفه النسائي، وهذا معنى قوله رجاله ثقات وفي بعضهم ضعف (6)(سنده) حدثنا أبو نعيم قال ثنا يونس عن مجاهد قال قالت عائشة كان لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم وحش الخ (غريبه)(7) قال في المصباح ربضت الدابة ربضا من باب ضرب وربوضا وهو مثل بروك الإبل اهـ وقوله (فلم يترمرم) أي سكن ولم يتحرك (8) أي كراهية أن يتأذى النبي صلى الله عليه وسلم بلعبه (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم عل بز) والطبراني في الأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح (9)(سنده) حدثنا عثمان بن عمر ثنا يونس ثنا أبو شداد عن مجاهد قال قالت عائشة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (10) لم يذكر في الحديث إلى أين خرج والظاهر أنه كان لسفر بعيد (11) بضم الحاء المهملة وتشديد الراء، قال في القاموس واد بنجد وآخر بالجزيرة (12) الظاهر أن الجمل شرد بها (13) قال في القاموس السمر بضم الميم شجر معروف واحدتها سمرة (قلت) احتجب عنها النبي صلى الله عليه وسلم وسط ذلك الشجر ولكنها سمعت صوته وهو يقول واعروساه بألف الندبة والهاء للوقف ومعنى الندبة إعلان اسم

ص: 51

-[ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم انقياد ما استعصى من الجمادات]-

نادى مناد أن ألقى الخطام فألقيته فأعقله الله بيده (عن البراء بن عازب) قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق قال وعرض لنا صخرة في مكان من الخندق لا تأخذ فيها المعول، قال فشكوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضع ثوبه ثم هبط إلى الصخرة فأخذ المسول فقال بسم الله، فضرب ضربة فكسر ثلث الحجر، وقال الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحمر من مكاني، ثم قال بسم الله وضرب أخرى فكسر ثلث الحجر، فقال الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر المدائن وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا، ثم قال بسم الله وضرب ضربه أخرى فقلع بقية الحجر، فقال الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن، والله أني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا (عن عبد الواحد بن أيمن عن جابر) رضي الله عنه قال مكث النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يحفرون الخندق ثلاثا لم يذوقوا طعاما، فقالوا يا رسول الله إن هاهنا كدية من الجبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رشوها بالماء فرشوها، ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ المعول أو المسحاة ثم قال بسم الله فضرب ثلاثا فصارت كثيبا يهال، قال جابر فحانت منى التفاتة فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شد على بطنه حجرًا (باب ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم خبر بعير جابر الذي أعياه النعب فبرك به في الطريق فضربه صلى الله عليه وسلم برجله فقام كأنشط ما يكون من الإبل)(عن أبي عبد الرحمن الحبلى) قال أن جابر بن عبد الله الأنصاري برك به بعير قد

المتفجع عليه (قال في النهاية) يقال للرجل عروس كما يقال للمرأة، وهواسم لهما عند دخول أحدهما بالآخر اهـ والظاهر والله أعلم أن ذلك كان في ابتداء دخوله صلى الله عليه وسلم على عائشة رضي الله عنها، وفي القاموس العرس بالكسر امرأة الرجل ورجلها ولبؤة الأسد (1) أي تسمع صوته ولا ترى شخصه، والظاهر أنه ملك ارسله الله تعالى لانقاذها (2) معناه أنها لما ألقت الخطام وقع على يد البعير فأعقله وذلك بقدرة الله عز وجل وفيه معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وسنده حسن (3)(عن البراء بن عازب الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في الباب الأول من غزوة الخندق أو الأحزاب في الجزء الحادي والعشرين ص 78 رقم 282 (نده) ححدثنا وكيع ثنا عبد الواحد بن إيمن الخ (غريبه)(5) بكاف مضمومه فدال مهملة ساكنة تحيتة قطعة صلبة من الأرض لا يعمل فيها المعول (6) بكسر الميم وسكون العين المهملة وفتح الواو بعدها لام هي المسحاة (7) بالثاء المثلثة أي لاملا سائلا (8) أي شد على بطنه حجرا بعصابة من الجوع خشية انحناء صلبه الكريم بواسطة خلاء الجوف، إذ وضع الحجر فوق البطن مع شد العصابة عليه يقيمه، أو هو لتسكين حرارة الجوع ببرد الحجر (تخريجه) أخرجه البخاري مطولا وما زاده البخاري في هذا الحديث جاء عند الإمام أحمد حديثا مستقلا سيأتي قريبا في باب ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم زيادة الطعام ببركته (باب)(9)(سنده) حدثنا عبد الله بن يزيد ثنا حيوة أخبرني أبو هانئ أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي يقول إن جابر بن عبد الله الأنصاري الخ

ص: 52

-[ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم تفجر الماء من بين أصابعه رواية جابر وابن مسعود]-

أزحف فمر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له مالك يا جابر؟ فأخبره فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البعير ثم قال اركب يا جابر، فقال يا رسول الله لنه لا يقوم، فقال له اركب فركب جابر البعير ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم البعير برجله فوثب البعير وثبة لولا أن جابرًا تعلق بالبعير لسقط من فوقه، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجابر تقدم يا جابر الآن على أهلك إن شاء الله تجدهم قد يسروا لك كذا وكذا حتى ذكر الفرش، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فراش للرجل، وفراش لامرأته، والثالث للضيف، والرابع للشيطان (باب ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم تفجر الماء من بين أصابعه عند اشتداد الحاجة إليه)(عن سالم بن أبي الجعد) عن جابر قال عطاش الناس يوم الحديبية ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة يتوضأ منها إذ جهش الناس نحوه فقال ما شأنكم؟ قالوا يا رسول الله أنه ليس لنا ماء نشرب منه ولا ماء نتوضأ به الا ما بين يديك، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه في الركوة فجعل الماء يفور من بين أصابعه كامثال العيون، فشربنا وتوضأنا: فقلت كم كنتم؟ قال لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة (حدثنا عبد الرزاق) أنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فلم يجدوا ماء فأتى بتور من ماء فوضع النبي صلى الله عليه وسلم فيه يده وفرج بين أصابعه، قال فرأيت الماء يتفجر من أصابع النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال حي على الوضوء والبركة من الله، قال الأعمش فأخبرني سالم بن أب الجعد قال قلت لجابر بن عبد الله كم كان الناس يومئذ؟ قال كنا ألفا وخمسمائة (عن ابن عباس) قال أصبح رسول الله صلى الله عليه ولسم وليس في العسكر ماء فأتاه رجل فقال يا رسول الله

(غريبه)(1) أي أعيا ووقف؛ يقال ازحف البعير فهو مزحف إذا وقف من الإعياء وازحف الرجل إذا أعيت دابته كأن أمرها افضى إلى الزحف (وقال الخطابي) صوابه ازحفت عليه (بضم الهمزة) غير مسمى الفاعل يقال زحف البعير إذا قام من الاعياء وأزحفه السفر، وزحف الرجل إذا انسحب على استه (نه)(2) هذه الجملة المختصة بالفراش رواها مسلم والنسائي في حديث مستقل عن جابر أيضًا وتقدم الكلام على شرحها في شرح حديث أم سلمة في باب ما جاء في الجهاز من كتاب النكاح في الجزء السادس عشر ص 177 فارجع إليه تجد ما يسرك (تخريجه)(ق) وابن إسحاق وغيرهم، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى الجمل من جابر ونقده ثمنه ثم وهبه إياه، وستأتي هذه القصة مطولة في مناقب جابر بن عبد الله من كتاب مناقب الصحابة إن شاء الله تعالى والله الموفق (باب)(3)(سنده) حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا عبد العزيز بن مسلم ثنا الحصين عن سالم بن أبي الجعد الخ (غريبه)(4) الركوة إناء صغير من جلد يشرب فيه (5) الجهش أن يفزع الإنسان إلى غيره (6) القائل فقلت كم كنت هو سالم بن أبي الجعد يسأل جابرا (تخريجه)(ق. وغيرهما)(7)(حدثنا عبد الرزاق الخ)(غريبه)(8) يعني النخعي (9) يعني ابن مسعود رضي الله عنه (10) بفتح المثناة فوق وسكون الواو إناء من صفر كقفل، وكسر الصاد لغة أي التحاس ويقال أيضا لإناء من الحجارة (11) يشير إلى حديث جابر السابق (تخريجه)(خ مذ)(12)(سنده) حدثنا حسين الأشقر حدثنا أبو كدبنة عن عطاء عن

ص: 53

-[ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم تفجر الماء من بين أصابعه: رواية ابن عباس وأنس]-

ليس في العسكر ماس، قال هل عندك شيء؟ قال نعم، قال فأتني به، قال فأتاه بإناء فيه شيء ممن ماء قليل، قال فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابعه في فم الإناء وفتح أصابعه، قال فانفجرت من بين أصابعه عيون، وأمر بلالا فقال ناد في الناس الوضوء المبارك (عن حميد عن أنس بن مالك) قال نودى بالصلاة فقام كل قريب من الدار من المسجد وبقى من كان أهله نائى الدار، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمخضب من حجارة فصغر أن يبسط كفه فيه، قال فضم أصابعه قال فنوضأ بقيتهم، قال حميد وسئل أنس كم كانوا قال ثمانين أو زيادة (عن قتادة عن أنس بن مالك) أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان الزوراء فأتى باناء فيه ماء لا يغمر أصابعه فأمر أصحابه أن يتوضئوا فوضع كفه في الماء فجعل الماء ينبع من بين أصابعه وأطراف أصابعه حتى توضأ القوم، قال فقلت لأنس كم كنتم قال كنا ثلاثمائة (قر)(عن أنس بن مالك) قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحانت صلاة العصر فالتمس الناس الوضوء فلم يجدوا، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوئه فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الإناء يده وأمر الناس أن يتوضئوا منه، فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه، فتوضأ الناس حتى توضئوا من عند آخرهم (عن ثابت) قال قلت لأنس حدثنا يا أبا حمزة من هذه الأعاجيب شيئا شهدته لا تحدثه من غيرك، قال صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صرة الظهر يومًا ثم انطلق حتى قعد على المقاعد التي كان يأتيه عليها جبريل عليه السلام فجاء بلال

أبي الضحى عن ابن عباس الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه الطبراني في الكبير والأوسط بأختصار والبزار باختصار وأحمد إلا أنه قال فانفجر من بين أصابعه عيون وفيه عطاه، بن السائب وقد اختلط اهـ (قلت) عطاء بن السائب قال في التهذيب وثقه أحمد والنسائي والعجلي وقال ابن معين جميع من روى عن عطاء في الاختلاط الاشعبة وسفيان، قال ابن عدى واختلاطه في آخر عمره اهـ (قلت) وفي إسناده أيضًا الحسين بن الحسن الأشقر فيه كلام كثير، بعضهم ضعفه وبعضهم كذبه وأما ابن حبان فذكره في الثقات وقال مات سنة ثمان ومأتين اهـ ملخصا من الميزان للذهبي، وعلى هذا فالحديث ضعيف ولكن يؤيده أحاديث الباب، والأحاديث في نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم كثيرة مستفيضه من طرق متعددة صحيحة عن كثير من الصحابة (1)(سنده) حدثنا ابن أبي عدى ثنا حميد ويزيد أنا حميد المعنى عن أنس بن مالك الخ (غريبه)(2) المخضب بالكسر إناء صغير من حجارة (تخريجه)(ق. وغيرهما) بمعناه (3)(سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك الخ (غريبه)(4) الزوراء بالفتح والمد قال الحافظ هو مكان بالمدينة عند السوق، وفي القاموس موضع في المدينة قرب المسجد (5) أي لا يغطى أصابعه (تخريجه)(م وغيره)(6)(قر)(سنده)(قال الإمام أحمد) قرأت على عبد الرحمن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك الخ (تخريجه)(ق لك مذ نس)(7)(سنده) حدثنا هاشم بن القاسم ثنا سليمان عن ثابت قال قلت لاسن الخ (قلت) ثابت هو البناني (غريبه)(8) قيل دكاكين عند دار عثمان وقيل

ص: 54

-[ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم تفجر الماء من بين أصابعه: رواية أخرى لجابر]-

فناداه بالعصر، فقام كل من كان له بالمدينة أهل يقضى الحاجة ويصيب من الوضوء وبقى رجال من المهاجرين ليس لهم أهال بالمدينة، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح أروح فيه ماء فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم كفه في الإناء فما وسع الإناء كف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بهولاء الأربع في الإناء ثم قال أدنوا فتوضوئوا ويده في الإناء فتوضئوا حتى ما بقى منهم أحد ألا توضأ، قال قلت يا أبا حمزة كم تراهم؟ قال بين السبعين والثمانين (عن جابر بن عبد الله) رضي الله عنهما قال غزونا أو سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن يومئذ بضعة عشر ومائتان فحضرت العصلاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل في القوم من ماء؟ فجاء رجل يسعى بإداوة فيها شيء من ماء، فصب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قدح، قال فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسن الوضوء ثم انصرف وترك القوم فركب الناس القدح، يمسحوا ويمسحوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم على رسلكم حين سمعهم يقولون ذلك، قال فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم كفه في الماء والقدح ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله ثم قال أسبغوا الوضوء. فوا الذي ابتلاني ببصري لقد رأيت العيون عيون الماء يومئذ تخرج من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توضئوا أجمعون (باب ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم زيادة الطعام ببركته)(عن عبد الرحمن بن أبي بكر) قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثين ومائة فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل مع أحد منكم طعام؟ فإذا مع رجل صاع من طعام

موضع يقرب المسجد اتخذ للقعود فيه للحوائج، وهذا الأخير هو الظاهر (1) أي متسع مبطوح (تخريجه)(خ. وغيره)(2)(سنده) حدثنا يحيى بن حماد ثنا أبو عوانه عن الأسود ابن قيس عن بينح العنزى أن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال غزونا الخ (غريبه)(3) أي تبع الناس القدح على أثر وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأنهم قالوا لبعضهم امسحوا أي امسحوا أعضاء الوضوء مسحا لأن ما بقى في القدح لا يكفيهم للوضوء فاقتصروا على المسح (4) أي اثبتوا ولا تعجلوا (5) أي أتموا الوضوء (6) القائل ذلك هو جابر بن عبد الله فقد ابتلى بفقد بصره في آخر عمره رضي الله عنه (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تاريخه وعزاه للإمام أحمد ثم قال وهذا إسناد جيد تفرد به أحمد، وظاهره كأنه قصة أخرى يعني غير حديثه المتقدم أول الباب والله أعلم (قال الإمام القرطبي رحمه الله قصة نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم قد تكررت منه صلى الله عليه وسلم في مواطن في مشاهد عظيمة ووردت من طرق كثيرة يفيد مجموعها العلم القطعي العلم القطعي المستفاد من التواتر المعنوي ممو لم يسمع بمثل هذه المعجزة من غير نبينا صلى الله عليه وسلم حيث نبع الماء من بين عصبه ولحمه ودمه صلى الله عليه وسلم (قال المزني) نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم ابلغ في المعجزة من نبع الماء من الحجر حيث ضربه موسى عليه الصلاة والسلام بالعصا فتفجرت منه المياه لأن خروج الماء من الحجارة معهود بخلاف خروج الماء من بين اللحم والدم، ومن ذلك تفجير الماء ببركته وانبعاثه بمسه ودعوته صلى الله عليه وسلم (باب)(7)(سنده) حدثنا عارم حدثنا معتمر بن سلمان عن أبيه عن أبي عثمان عن عبد الرحمن بن أبي بكر الخ

ص: 55

-[ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم زيادة الطعام ببركته: رواية عبد الرحمن بن أبي بكر وأبي هريرة]-

أو نحوه فعجن ثم جاء رجل مشرك مشعان طويل بغم يسوقها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أبيعا أم عطية أو قال أم هدية؟ قال لا بل بيع، فاشترى منه شاة فصنعت؛ وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بسواد البطن أن يشوى، قال وايم الله ما من الثلاثين والمائة ألا قد حزّ له، رسول الله صلى الله عليه وسلم حزّة من سواد بطنها، أن كان شاهدا أعطاها إياه، وأن كان غائبا خبأ له، قال وجعل منها قصعتين قال فأكلنا أجمعون وشبعنا وفضل في القصعتين فجعلناه على البعير أو كما قال (عن أبي هريرة) قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم يوما يتمرات فقلت ادع الله لي فيهن بالبركة، قال فصفهن بين يديه قال ثم دعا فقال لي أجعلهن في مزود وأدخل يدك ولا تنثره، قال فحملت منه كذا وكذا وسقا في سبيل الله ونأكل ونطعم وكان لا يفارق حقوى فلما قتل عثمان رضي الله عنه انقطع عن حقوى فسقط (وعنه أيضا) قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها فأرمل فيها المسلمون واحتاجوا إلى الطعام فاستأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في نحر الأبل فأذن لهم، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال فجأة فقال يا رسول الله إبلهم تحملهم وتبلغهم عدوهم ينحرونها؟ بل أدع يا رسول الله بغبرات الزاد فادع الله عز وجل فيها بالبركة؛ قال أجل، قال فدعا بغبرات الزاد فجاء الناس بما بقى معهم فجمعه ثم دعا الله عز وجل فيه بالبركة ودعا بأوعيتهم فملأها وفضل فضل كثير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أني عبد الله ورسوله، ومن لقى الله عز وجل بهما غير شاك دخل الجنة (حدثنا أبو معاوية) ثنا الأعمش عن أبي أبي صالح عن أبي سعيد أو عن أبي هريرة شك الأعمش، قال لما كان غزوة تبوك

(غريبه)(1) المشعان بضم الميم وسكون الشين المعجمة وتشديد النون هو المنتفش الشعر الثائر الرأس (2) سواد البطن هو الكبد كما في النهاية (3) الحز القطع والحزة بضم الحاء المهملة القطعة من اللحم وغيره (تخريجه)(ق. وغيرهما)(4)(سنده) حدثنا يونس حدثنا حماد يعني ابن زيد عن المهاجر عن أبي العالية عن أبي هريرة الخ (غريبه)(5) المزود بكسر الميم وعاء التمر يعمل من أدم وجمعه مزاود (6) بسكون السين المهملة: الوسق حمل بعير، يقال عندي وسق من تمر والجمع وسوق مثل فلس وفلوس (7) الحقو بكسر الحاء وسكون القاف موضع شد الإزار وهو الخاصرة ثم توسعوا حتى سموا الإزار الذي يشد على العورة حقوا (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تاريخه وعزاه للإمام أحمد، ثم قال ورواه الترمذي عن عمران بن موسى القزاز البصري عن حماد بن زيد عن المهاجر عن أبي مخلد عن رفيع أبي العالية عنه، وقال الترمذي حسن غريب من هذا الوجه (8)(سنده) حدثنا فزارة بن عمرو قال أنا فليح عن سهيل بن أبي صالح عن أبي هريرة قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(9) هي غزوة تبوك كما صرح بذلك في الحديث التالي (وقوله فأرمل فيها المسلمون) أي نفد زادهم واصله من الرمل كأنهم لصقا بالرمل كما قيل للفقر الترب (تخريجه) اورده الحافظ ابن كثير في تاريخه وعزاه للإمام أحمد ثم قال رواه مسلم والنسائي جميعا عن أبي بكر بن أبي النضر عن عبيد الله الأشجعي عن مالك ابن مغول عن طلحة بن مصِّرف عن أبي صالح عن أبي هريرة به (10)(حدثنا أبو معاوية الخ) هذا الحديث

ص: 56

-[ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم زيادة الطعام ببركته]-

أصاب الناس جماعة فذكر نحوه (أي نحو الحديث المتقدم)(عن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري) حدثني أبي قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة فأصاب الناس مخمصة فاستأذن الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم في نحر بعض ظهورهم وقالوا يبلغنا الله به، فلما رأى عمر ابن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدهمّ أن يأذن لهم في نحر بعض ظهورهم قال يا رسول الله كيف بنا إذا نحن لقينا القوم غدا جياعا أو رجالا، ولكن إن رأيت يا رسول الله أن تدعو لنا ببقاء أزوادهم فنجمعها ثم تدعوا الله فيها بالبركة فإن الله تبارك وتعالى سيبلغنا بدعوتك أو قال سيبارك لنا في دعوتك، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ببقايا أزوادهم فجعل الناس يجيئون بالحثية من الطعام وفوق ذلك، وكان أعلاهم من جاء بصاع من تمر، فجمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قام فدعا ما شاء الله أن يدعو، ثم دعا الجيش بأوعيتهم فأمرهم أن يحتثوا فما بقى في الجيش وعاء إلا ملؤوه وبقى مثله، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله عبد مؤمن بهما إلا حجبت عنه النار يوم القيامة (عن أنس) قال عمدت أم سليم إلى نصف مد شعير فطحنته ثم عدمت إلى مكة كان فيها شيء من سمن فاتخذت منه خطيفة قال ثم أرسلتني إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال فأتيته وهو في أصحابه فقلت أن أم سليم أرسلتني إليك تدعوك، فقال أنا ومن معي، قال فجاء هو ومن معه، قال فدخلت فقلت لأبي طلحة قد جاء النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه، فخرج أبو طلحة فمشى إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله إنما هي خطيفة اتخذتها أم سليم من نصف مد شعير، قال فدخل فأتى به قال فوضع يده فيها ثم قال أدخل

تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في الباب الثاني من غزوة تبوك في الجزء الحادي والعشرين ص 1996 رقم 436 (1)(سنده) حدثنا على بن إسحاق أنا عبد الله يعني ابن مبارك قال أنا الأوزاعي قال حدثني المطلب بن حنطب المخزومي قال حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري الخ (غريبه)(2) المخصة الجوع والمجاعة (3) جمع ظهر، والمراد بالظهر هنا الإبل التي يحمل عليها وتركب (4) هي الغرفة باليد (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وزاد فيه ثم دعا بركوة (أي إناء صغير من جلد يشرب فيه الماء) فوضعت بين يديه ثم دعا بماء فصب فيها ثم مج فيه وتكلم بما شاء الله أن يتكلم ثم أدخل خنصره، فأقسم بالله لقد رأيت أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم تنفجر ينابيع من الماء، ثم أمر الناس فشربو وملئوا قربهم وأداويهم، وقال لا يلقى الله بهما أحد يوم القيامة إلا أدهل الجنة على ما كان فيه ورجاله ثقلت (5)(نده) حدثنا يونس بن محمد ثنا حماد ين زيد عن هشام عن محمد عن أنس قال حماد والجعد قد ذكره عن أنس قال عمدت أم سليم إلى أخره (غريبه)(6) العكة بضم العين وتشديد الكاف وهي وعاء صغير من جلد للسمن خاصة (7) الخطيفة لبن يطبخ بدقيق ويختطف بالملاعق بسرعة (نه)(8) أي بالشعير (9) أي في الخطيفة (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تاريخه وعزاه للإمام أحمد، ثم قال وقد رواه البخاري في الأطعمة عن الصلت بن محمد عن حماد ابن زيد عن الجعد أي عثمان عن أنس وعن هشام عن محمد عن أنس وعن سنان بن ربيعة عن أبي ربيعة

ص: 57

-[ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم زيادة الطعام ببركته]-

عشرة، قال فدخل عشرة فأكلوا حتى شبعوا، ثم دخل عشرة فأكلوا، ثم عشرة فأكلوا، ثم عشرة فأكلوا، حتى أكل منها أربعون كلهم أكلوا حتى شبعوا، قال وبقيت كما هي فأكلنا (عن سمرة بن جندب) قال بينما نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتى بقصعة فيها ثريد، قال فأكل وأكل القوم فلم يزل يتداولونها إلى قريب من الزهر يأكل كل قوم ثم يقومون ويجيء قوم فيتعاقبوه، قال فقال له رجل هل كانت تمد بطعام؟ قال أما من الأرض فلا، إلا أن تكون كانت تمد من السما. (حدثنا وكيع) ثنا إسماعيل عن قيس عن دكين بن سعيد الخثعمي قال أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن أربعون وأربعمائة نسأله الطعام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر قم فأعطهم، قال يا رسول الله ما عندي إلا ما يقيظني والصبية، قال وكيع القيظ في كلام العرب أربعة أشهر قال قم فأعطهم قال عمر يا رسول الله سمعا وطاعة، قال فقام عمرو قمنا معه فصعد بنا إلى غرفة له فأخرج المفتاح من حجزته ففتح الباب قال دكين فإذا في الغرفة من التمر شبيه بالفصيل الرابض، قال شأنكم قال فأخذ كل رجل منا حاجته ما شاء، قال ثم التفتّ وإني لمن آخرهم وكأنا لم ترزأ منه تمرة (عن النعمان بن مقرِّن) قال قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أربعمائة من مزينة فامرنا رسول الله بامره، فقال بعض القوم يا رسول الله ما لنا طعام نتزود، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر زودهم، فقال ما عندي إلا فاضلة من تمر وما أراها تغني عنهم شيئا، فقال انطلق فزودهم، فانطلق بنا إلى عليه فإذا فيها تمر مثل البكر الأورق فقال خذوا فأخذ القوم حاجتهم، قال وكنت

عن أنس فذكر الحديث بطوله. ثم قال ورواه أبو يعلي الموصلي ثنا عمرو عن الضحاك ثنا أبي سمعت أشعت الحراني قال قال محمد بن سيرين حدثني أنس بن مالك أن طلحة بلغه أنه ليس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم طعام فذهب فأجر نفسه بصاع من شعير فعمل يومه ذلك فجاء به وأمر سليم أن تعمله خطيفة وذكر الحديث اهـ (1)(سنده) حدثنا على بن عاصم ثنا سليمان التيمي عن أبي العلاء بن الشخير عن سمرة بن جندب الخ (تخريجه)(مذ نس) وفي إسناده على بن عاصم فيه كلام لكن يؤيده ما قبله (2)(حدثنا وكيع إلخ)(غريبه)(3) جاء في طريق أخرى عن دكين بن سعيد المزني (4) معناه ما عندي إلا ما يكفني وأولادي أربعة أشهر (5) الحجزة بوزن الغرفة جمعها حجز وأصلها موضع الأزار ثم قيل للأزار حجزة (6) الفصيل من أولاد الإبل والبقر، وهو ما فصل عن الرضاع (وقوله الرابض أي الجالس المقيم (7) معناه بقى على أصله كأنا لم ننقص منه تمرة (تخريجه)(د) قال المنذرى وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير وذكر فيه سماع إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم وسماع قيس بن أبي حازم من دكين، وقال أبو القاسم البقري ولا أعلم لدكين غير هذا الحديث، هذا آخر كلامه انتهى (قلت) وليس لدكين في مسند الإمام أحمد سوى هذا الحديث أيضا ورواه الإمام أحمد من أربعة طرق أجمعها ما ذكرته هنا وسنده جيد وسكت عنه أبو داود والمنذري (8)(سنده) حدثنا عبد الصمد ثنا حرب يعني ابن شداد ثنا حصين عن سالم بن أبي الجعد عن النعمان بن مقرن الخ (غريبه)(9) العلية بضم العين المعملة وكسرها قال الأزهري عليه أكثر، يعني بكسر العين؛ وقال الجوهري والعلية بالكسر (10) البكر بالفتح

ص: 58

-[حديث أنس بن مالك في زيادة طعامهم ببركة النبي صلى الله عليه وسلم]-

أنا في آخر القوم، قال فالتفتُّ وما أفقد موضع تمرة وقد احتمل منه أربعمائة رجل (عن أنس بن مالك) قال قالت أم سليم أذهب إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقل أن رأيت أن تغدّى عندنا فافعل قال فجئته فبلغته فقال ومن عندي؟ قلت نعم، فقال انهضوا قال فجئت فدخلت على أم سليم وأنا لدهش لمن أقبل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فقالت أم سليم ما صنعت يا أنس؟ فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على إثر ذلك قال هل عندك سمن؟ قالت نعم قد كان منه عندي عكة فيها شيء من سمن قال فأتت به، قالت فجئته بها ففتح رباطها ثم قال باسم الله اللهم أعظم فيها البركة، قال فقال اقلبيها فقلبتها فعصر هانبي الله صلى الله عليه وسلم وهو يسمى، قال فأخذت نقع قدر فأكل منها بضع وثمانون رجلا ففضل فيها فضل فدفعها إلى أم سليم، فقال كلى وأطعمى جيرانك (عن عبد الرحمن بن أبي ليلى) عن أنس بن مالك قال أتى أبو طلحة يمدين من شعير فأمر به فصنع طعامًا ثم قال لي يا أنس انطلق ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فادعه وقد تعلم ما عندنا قال فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه عنده فقلت أن أبا طلحة يدعوك إلى طعامه، فقام وقال للناس قوموا فقاموا، فجئت امشى بين يديه حتى دخلت على أبي طلحة فأخبرته قال فضحتنا قلت أني لم أستطيع أن أردّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره فلما انتهى النبي صلى الله عليه وسلم إلى الباب قال لهم اقعدوا، ودخل عاشر عشرة فلما دخل وأتى بالطعام تناول فأكل وأكل معه القوم حتى شبعوا؛ ثم قال لهم قوموا وليدخل عشرة مكانكم، حتى دخل القوم كلهم وأكلوا، قال قلت كم كانوا؟ قال كانوا نيفا وثمانين، قال وفضل لأهل البيت ما أشبعهم

الفتي من الإبل بمنزلة الغلام من الناس والأنثى بكرة (والأورق) الأسمر والورقة السمرة يقال جمل أورق وناقة ورقاء (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه (حم طب) ورجال أحمد رجال الصحيح (1)(سنده) حدثنا يونس بن محمد ثنا حرب بن ميمون عن النضر بن انس عن انس بن مالك الخ (2)(غريبه) العكه بضم العين وتشديد الكاف تقدم تفسيرها في شرح حديث انس السابق قبل ثلاثة أحاديث (3) أي أخذت ما اجتمع من ذلك في قدر، والنقع في الأصل الماء والناقع وهو المجتمع ونقع البئر فضل مائها والظاهر أنها وضعت ذلك السمن على الطعام الذي أعدته للنبي صلى الله عليه وسلم كما يستفاد من حديث أنس السابق المشار إليه والله أعلم (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تاريخه وعزاه للإمام أحمد ثم قال وقد رواه مسلم في الأطعمة عن حجاج بن الشاعر عن يونس بن محمد المؤدب به (4)(سنده) حدثنا على بن عاصم أنا حصين بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أنس بن مالك الخ (غريبه)(5) معناه ادع رسول الله وحده لأن ما عندنا من الطعام لا يكفى غيره (6) إنما قال ذلك أبو طلحة لأنه وجد مع النبي صلى الله عليه وسلم ثمانين شخصا ونيفا (7) معناه أن أنسا يقول ما دعوت إلا النبي صلى الله عليه وسلم فقلت أن أبا طلحة يدعوك إلى طعامه ولكنه صلى الله عليه وسلم قال للناس قوموا فقاموا ولم أستطع أن أرد على النبي صلى الله عليه وسلم أمره (8) أي دخل النبي صلى الله عليه وسلم مع تسعة هو عاشرهم (9) القائل قلت كم كانوا هو ابن أبي ليلى رواى الحديث عن أنس (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تاريخه وعزاه للإمام أحمد ثم قال وقد رواه مسلم في الأظعمة عن عمرو الناقد عن عبد الله بن جعفر الرقي عن عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك

ص: 59

-[حديث جابر في أنه ذبح عنزا ودعا إليها النبي صلى الله عليه وسلم فجاء ومعه أهل الخندق فكفتهم جميعا]-

(عن جابر بن عبد الله) قال عملنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخندق قال فكانت عندي شويهة عنز جذع سمينة، قال فقلت والله لو صنعناها لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأمرت امرأتي فطحنت لنا شيئا من شعير وصنعت لنا منه خبزا وذبحت تلك الشاة فشويناها لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلما أمسينا وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الانصراف عن الخندق قال وكنا نعمل فيه نهارًا فإذا أمسينا رجعنا إلى أهلنا، قال قلت يا رسول الله إني قد صنعت لك شويهة كانت عندنا وصنعنا معها شيئا من خبز هذا الشعير فأحب أن تنصرف معي إلى منزلي، وإنما أريد أن ينصرف معي رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده، قال فلما قلت له ذاك قال نعم، ثم أمر صارخا فصرخ أن انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت جابر، قال قلت أنا الله وأنا إليه راجعون فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل الناس معه قال فجلس وأخرجناها إليه، قال فبرّك وسمىّ ثم أكل وتواردها الناس كلما فرغ قوم قاموا وجاء ناس حتى صدر أهل الخندق عنها (وعنه أيضا) قال قتل أبي يوم أحد وترك حديقتين وليهودىّ عليه تمر، وتمر اليودى يستوعب ما في الحديقتين، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هل لك أن تأخذ العام بعضا وتأخر بعضا إلى قايل؟ قأبى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حضر الجداد فآذنى، قال فآذنته فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر فجعلنا نجد ويكال له من أسفل النخل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوا بالبركة حتى أوفيناه جميع حقه من أصغر الحديقتين فيما يحسب عمار ثم أتيناهم برطب وماء فأكلوا وشربوا. ثم قال هذا من النعيم الذي تسألون عنه (وعنه من طريق ثان) أن أباه توفى وعليه دين، قال فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلت إن أبي توفى وعليه دين وليس عندي إلا ما يخرج نخله فلا يبلغ ما يخرج سدس ما عليه، قال فانطلق معي لكيلا يفحش

ابن عمير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أنس قال أمر أبو طلحة أم سليم قال اصنعي للنبي صلى الله عليه وسلم لنفسه خاصة طعاما يأكل منه فذكر نحو ما تقدم (1)(سنده) حدثنا يعقوب حدّثني إبي عن ابن إسحاق حدّثني سعيد بن ميناء عن جابر بن عبد الله الخ (غريبه)(2) تصغير شاة والشاة من الغنم يقع على الذكر والأنثى (والعنز) بسكون النون الأنثى من المعز إذا أتى عليها حول وإنما أطلق اسم الشاة على المعز تغليبا (وقوله جذع) أي دخلت في السنة الثانية وجاء في بعض الروايات (بهيمة) تصغير بهمة والبهمة هي ولد الضأن ذكرا كان أو أنثى والسخال أولاد المعز فإذا اجتمعت السخال والبهام قيل لهما جميعًا بهام ربهم أيضا والله أعلم (3) أي مناديا (4) إنما استرجع جابر رضي عنه لأنه خشى أن يفتضح أمره لكونه ليس عنده ما يكفي عشرة رجال فيكف بهؤلاء (5) جاء في بعض الروايات أنهم كانوا ألفا (تخريجه)(ق. وغيرهما)(6)(سنده) حدثنا عفان ثنا حماد عن عمار بن أبي عمار بن جابر بن عبد الله قال قتل أبي يوم أحد الخ (غريبه)(7) الجداد بالفتح والكسر صرام النخل وهو قطع ثمرتها، يقال جد الثمرة يجدها جدا (8) أي فيما يظن عمار أحد رجال السند (9)(سنده) حّدثنا أبو نعيم حدثنا زكريا ثنا عامر حدّثني جابر بن عبد الله أن أباه توفى الخ (10) بضم الحاء المهملة أي لكيلا يتجاوز والحد في إيذائه بالكلام

ص: 60

-[ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم زيادة الماء وتكثيره ببركته]-

علي الغرماء فمشى حول بيدر من بيادر التمر ثم دعا وجلس عليه وقال اين غرماؤه فأوفاهم الذي لهم وبقى مثل الذي أعطاهم (وعنه أيضا) قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستطعمه فأطعمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسق شعير فما زال الرجل ياكل منه هو وامرأته ووصف لهم حتىّ كالوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو لم تكيلوه لأكلتم منه ولقام لكم (وعنه أيضا) أن أم مالك البهزية كانت تهدى في عكة لها سمنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا بنوها يسالونها الإدام وليس عندها شيء، فعمدت إلى عكتها التي كانت تهدى فيها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدت فيها سمنا فمازال يدوم لها أدم بنيها حتى عصرته وأتت رسول الله فقال أعصرتيه؟ قالت نعم قال لو تركتيه ما زال ذلك لك مقيما (باب ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم زيادة الماء وتكثيره ببركته) صلى الله عليه وسلم (عن سلمة بن الأكوع) قال قدمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديبية ونحن أربع عشرة مائة وعليها خمسون شاة لا ترويها فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على حيالها فإما دعا وإما

الفاحش ونحو ذلك وكل شيء جاوز حده فهو فاحش (1) كجعفر هو موضع تجفيف التمر، ويطلق أيضًا على الموضع الذي يداس فيه الطعام ليخرج الحب من السنبل (تخريجه)(خ) قال العلامة القطلاني وهذا الحديث سبق مطولا ومختصرا في الاستقراض والجهاد والشروط والبيع والوصايا اهـ (قلت) أورده الحافظ ابن كثير في تاريخه وعزاه للبخاري أيضًا ثم قال هكذا رواه هنا مختصرا وقد أسنده من طرق عن عامر بن شراحيل الشعبي عن جابر به، وهذا الحديث قد روى من طرق متعددة عن جابر بالفاظ كثيرة وحاصلها أنه ببركة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعائه له ومشيه في حائطه وجلوسه على تمرة وّفى الله دين ابيه وكان قد قتل باحد، وجابر كان لا يرجو وفاءه في ذلك العام ولاما بعده. ومع هذا فضل له من التمر أكثر أي فوق ما يؤمله ويرجوه ولله الحمد والمنة (2)(سنده) حدّثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا أبو الزبير عن جابر قال جاء رجل الخ (غريبه)(3) الوسق بسكون المهملة حمل بعير يقال عندي وسق من تمر والجمع وسوق مثل فلس وفلوس (4) الوصيف الغلام دون المراهق والوصيفة الجارية كذلك والجمع وصفاء ووصائف مثل كريم وكرماء وكرائم (تخريجه) رواه مسلم إلا أن عنده (فأطعمه شطر وسق شعير) وسنده عند الإمام أحمد جيد لأن ابن لهيعة صرح بالتحديث ورواه أيضًا البزار وفيه يأكلون منه حينا ثم أخذ يوما فكاله لينظركم بقى فلم يلبث أن قنى فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذك له فقال كلمتوه؟ أما أنك لو لم تكله لبقى كذا وكذا أو قال عمركم (5)(سنده) حدّثنا حسن ثنا ابن لهيعة أبو الزبير عن جابر ابن أم مالك البهزية الخ (غريبه)(6) هكذا بالأصل (فما زال يدوم لها أدم بينها) وجاء عند مسلم بلفظ فمازال يقيم لها ادم بيتها (وق له حتى حصرته) أي عصرت السمن الذي في العكه فلما عصرته ذهب بركة السمن، وكذلك لما كال الرجل الشعير كما في الحديث السابق ذهبت بركته (قال النووي) قال العلماء الحكمة في ذلك أن عصرها وكيله مضادة للتسليم والتوكل على رزق الله تعالى، ويتضمن التدبير والأخذ بالحول والقوة وتكلف الاحاطة باسر أرحكم الله تعالى وفضله فعوقب فاعله بزواله اهـ (7) أي ما زال موجودا حاضرا والله أعلم (تخريجه)(م)(باب)(8)(عن سلمة بن الأكوع الخ) هذا طرف من حديث طويل ذكر بطوله وسنده وشرحه في باب حديث سلمة بن الأكوع في الجزء

ص: 61

-[حديث البراء في زيادة ماء البئر إلى نزحت ففاطت ببركته صلى الله عليه وسلم حتى صارت نهرا]-

بسق فجاشت فسقينا واستقينا (عن البراء) قال انتهينا إلى الحديبية وهي بئر قد تزحت ونحن أربع عشرة مائة قال فنزع منها دلو فتمضمض النبي صلى الله عليه وسلم منه ثم مجه فيه ودعا قال فروينا وأروينا (وعنه أيضًا) قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير فأتينا على ركبيٍّ ذمّة يعني قليلة الماء فقال فنزل فيها ستة، أنا سادسهم ومعهم ماحة فادليت الينا دلو قال ورسول الله صلى الله عليه وسلم على شفى الرّكي فجعلنا فيها نصفها أو قراب تلثيها فرفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال البراء فكدت بإنائي هل أجد شيئًا أجعله في حلقي فما وجدت، فرفعت الدلو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فغمس يده فيها فقال ما شاء الله أن يقول فاعيدت إلينا الدلو بما فيها قال فلقد رأيت أحدنا أخرج بثوب خشية الغرق قال ثم ساحت يعني جرت نهرا (عن أبي قتاده) أنه كان في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وكان معه ميضأة فيها جرعة ماء، قال أبو قتادة فلما

الحادي والعشرين ص 109 رقم 230 فأرجع إليه (1)(سنده) حدّثنا وكيع ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء (يعني ابن عازب الخ)(2) لم يبق من مائها إلا شيء يسير (3) أي أخرج منها دلو (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تاريخه بسند حديث الباب وعزاه للبخاري ثم قال انفرد به البخاري إسنادا ومتنا اهـ (قلت) أما المتن فنعم وأما السند فلا لأن البخاري رواه من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء كما رواه الإمام أحمد ولفظ البخاري عن البراء بن عازب قال كنا بوم الحدبية أربع عشرة مائة والحديبية بئر فنرحناها حتى لم نترك فيها قطرة فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على شفير البئر فدعا بماء فمضمض ومج في البئر، فمكثنا غير بعيد ثم استقينا حتى روينا وروت أو صدرت ركابنا هكذا ذكره الحافظ ابن كثير في تاريخه (4)(سنده) حدّثنا هاشم ثنا سليمان عن حميد عن يونس عن البراء (يعني ابن عازب) قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(5) بفتح الراء وكسر الكاف بعدها ياء تحتية مشدة (قال في النهاية) الركي جنس للركية وهي البئر وجمعها ركايا والذمة (بفتح المعجمة وتشديد الميم) القليلة الماء (6) هي جمع مائح وهو الذي ينزل في الركية إذا قل ماؤها فيملأ الدلو بيده وقد ماح يميح ميحا، وكل من أولى معروفا فقد ماح والآخذ ممتاح ومستميح (نه)(7) الكيد هنا الاختيال والاجتهاد أي فاحتلت واجتهدت لعلى أجد شيئا الخ (8) والظاهر أن ما فيها اهريق في قعر البئر (9) جاء عند الطبراني قال فقد رأيت آخرنا أخرج بقوة خشية الغرق، ومعناه أن الماء انفجر من البئر صاعدًا إلى فوق فأسرعنا بالخروج من البئر وخشوا على آخرهم الغرق فربطوه بثوب وجذبوه بقوة ولولا ذلك لغرق، ثم امتلأ البئر بالماء وفاض عنه وجرى حتى صار نهرًا، وذلك ببركة النبي صلى الله عليه وسلم وغمس يده المباركة فيه: عليه الصلاة وأنم السلام وهذه من معجزاته الباهرات (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير في تاريخه (وقال) انفرد به الإمام أحمد وإسناده جيد قوي والظاهر أنها قصة أخرى غير يو الحديبية والله أعلم اهـ (قلت) وأورده أيضًا الهيثمي وقال هو في الصحيح باختصار كثير في غزوة الحديبية والله أعلم رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح (10)(عن أبي قتادة الخ) هذا جزء من حديث طويل أخرجه مسل والأربعة وغيرهم وسيأتي بطوله وسنده وشرحه في باب ترجمة أبي قتادة من كتاب مناقب الصحابة أن شاء الله تعالى وإنما ذكرته هنا لمناسبة ترجمة الباب وإليك شرح هذا الجزء (غريبه)(11)(بكسر الميم وبهمزة بعد الضاد)

ص: 62

-[قصة المرأة صاحبة المزادتين وما جرى لها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم]-

اشتدت الظهيرة رفع لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله هلكنا عطشنا تقطعت الأعناق فقا لا هلك عليكم ثم قال يا أبا قتادة أنت بالميضاء فأتيت بها فقال أحلل لى غمترى يعنى قدحه فحللته فأتيته به فجعل يصب فيه ويسقى الناس، فازدحم الناس عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس أحسنوا الملأ فكلكم سيصدر عن رىّ فشرب القوم حتى لم يبق غيرى وغير رسول الله صلى الله عليه وسلم فصب لى فقال اشرب يا أبا قتادة، قال قلت اشرب أنت يا رسول، قال ان ساقى القوم آخرهم فشربت وشرب بعدى وبقى فى الميضأة نحو مما كان فيها وهم يومئذ ثلاثمائه الحديث (عن عائذ بن عمرو) قال كان فى الماء قلة فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فى قدح أو فى جفنة فنضحنا به قال والسعيد فى أنفسنا من أصابه ولا نراه إلا قد أصاب القوم كلهم قال ثم صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الضحى (باب قصة المرأة صاحبة المزادتين)(حدثنا يحيى) عن عوف ثنا أبو رجاء حدّثنى عمران بن حصين رضى الله عنه قال كنا فى سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أسرينا حتى إذا كان فى آخر الليل وقعنا تلك الوقعة فلا وقعة أحلى عند المسافر منها قال فما أيقظنا إلا حرّ الشمس، وكان أول من استيقظ فلان ثم فلان كان يسميهم أبو رجاء ونسيهم عوف، ثم عمر بن الخطاب رضى الله عنه الرابع، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نام لم نوقظه حتى يكون هو يستيقظ، لانا لا ندرى ما يحدث أو يحدث له فى نومه، فلما استيقظ عمرو رأى ما أصاب الناسب وكان رجلا أجوف جليدا قال فكبر ورفع صوته

وهى الإناء الذى يتوضأ فيه (1) أى أخبر بخبرهم فأتام مسرعا (2) هو بضم الهاء وهو من الهلاك وهذا من المعجزات فانه لم يصبهم ضرر بضم الغين المعجمة وفتح الميم بعدها راء وهو القدح الصغير (4) الملأ بفتح الميم واللام وآخره همزة وهو منصوب مفعول أحسنوا: الملأ الخلق بضم الخاء واللام، والعشرة يقال ما أحسن ملأ فلان أى خلقه وعشرته وما أحسن ملأ بنى فلان أى عشرتهم وأخلاقهم، ذكره الجوهرى وغيره (5) فيه هذا الادب من آداب شاربى الماء واللين ونحوهما وفى معناه ما يغرف على الجماعة من المأكول كلحم وفاكهة ومشموم وغير ذلك والله أعلم (6)(سنده) حدّثنا محمد بن أبى عدى عن سليمان يعنى التيمى عن شيخ فى مجلس أبى عثمان عن عائذ بن عمرو الخ (غريبه)(7) أى توضئوا به وضوءا خفيفا (تخريجه) أورده الحافظ الهيثمى وقال رواه احمد والطبرانى فى الكبير إلا انه قال اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح او بعس وفى الماء قلة فتوضأ ثم امر فرش عليهم او نضج عليهم وفيه رجل لم يسم (8)(حدَّثنا يحيى الخ)(غريبه)(9) يقال سرى يسرى سرَّى وأسرى يسرى بضم التحتية وكسر الراء سراء لغتان ومعناه السير بالليل يريد أنهم ناموا من شدة التعب وسهر الليل فكان النوم أحلى شيء عندهم (11) قال العلماء كانوا يمتنعون من ايقاظه صلى الله عليه وسلم لما كانوا يتوقعون من الايحاء اليه فى المنام ومع هذا فكانت الصلاة قد فات وقتها فلو نام آحاد الناس اليوم وحضرت صلاة وخيف فوتها نبهه من حضره لئلا تفوته الصلاة (12) أى رفيع الصوت

ص: 63

-[كفاية المزادتين لشرب الجيش ببركته صلى الله عليه وسلم مع أنه لم ينقص من مائهما شئ]-

بالتكبير حتى استيقظ لصوته رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم شكوا الذى أصابهم فقال لا ضير أو لا ضرر ارتحلوا فارتحل فصار غير بعيد ثم نزل بدعا بالوضوء فتوضأ ونودى بالصلاة فصلى بالناس؛ فلما انفتل من صلاته إذا هو برجل معتزل لم يصل مع القوم فقال ما منعك يا فلانا أن تصلى مع القوم؟ فقال يا رسول الله أصابتنى جنابة ولا ماء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليك بالصعيد فانه يكفيك، ثم سار رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتكى إليه الناس العطش فنزل فدعا فلانا كان يسميه أبو رجاء، ونسيه عوف ودعا عليا رضى الله عنه فقال اذهبا فابغيا لنا الماء قال فانطلقنا فيلقيان امرأة بين مزادتين أو سطيحتين من ماء على بعير لها فقالا لها أين الماء فقالت عهدى بالماء أمس هذه الساعة ونفرنا خلوف قال فقالا لها انطلقى إذًا، قالت إلى أين؟ قالا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت هذا الذى يقال له الصابئى؟ قالا هو الذى تعنين، فانطلقى إذًا، فجاءا بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثاه الحديث، فاستنزلوها عن بغيرها ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم باناء فافرغ فيه من أفواه المزادتين أو السطيحتين وأوكأ أفواههما فأطلق الغزالى ونودى فى الناس أن اسقوا واستقوا، فسقى من شاء واستقى من شاء، وكان آخر ذلك أن أعطى الذى أصابته الجنابة اناء من ماء فقالت اذهب فافرغه عليك، قال وهى قائمة تنظر ما يفعل بمائها، قال وايم الله لقد أقلع عنها وإنه ليخيل الينا انها أشد ملأة منها حين ابتده فيها، فقال رسول الله اجمعوا لها، فجمع لها من بين عجوة ودقيقة وسويقة حتى جمعوا لها طعامًا كثيرًا وجعلوه فى ثوب وحملوها على بعيرها ووضعوا الثوب بين يديها، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلمين والله ما ررأناك من مائك شيئا ولكن الله عز وجل هو سقانا، قال فأتت أهلها وقد احتبست عنهم؛ فقالوا ما حبسك يا فلانة؟ فقالت العجب، لقينى رجلان فذهبا بى إلى هذا الذى يقال له الصابئى ففعل بمائى كذا وكذا للذى قد كان فوالله انه لأسحر من بين هذه هذه وقالت باصبعيها الوسطى والسبابه فرفعتهما إلى السماء يعنى السماء والأرض أو إنه لرسول الله حقا قال وكان المسلمون بعد يغيرون على ما حولها

يخرج صوته من جوفه والجليد القوى (1) أى لا ضرر عليكم فى هذا النوم وتأخير الصلاة به والضير والضرر بمعنى (2) جاء عند مسلم (سادلة رجليها بين مزادتين) قال النووى السادلة المرسلة المدنية والمزادة معروفة وهى أكبر من القربة، والمزادتان حمل البعير، سميت مزادة لأنه يزاد فيها من جلد آخر من غيرها اهـ وقوله وسطيحتين (قال فى النهاية) السطيجة من المزاد ما كان من جلدين قوبل أحدهما بالآخر فسطح عليه وتكون صغيرة وكبيرة وهى من أوانى المياه (3) جاء عند مسلم (فقلنا لها أين الماء قالت أيهاه أيهاه لا ماء لكم) قال النووى هكذا هو فى الأصول وهو بمعنى هيهات هيهات ومعناه البعد من المطلوب واليأس منه كما قالت بعده (يعنى عند مسلم) لا ماء لكم أى ليس لكم ماء حاضر ولا قريب (4) أى رجالنا غيب (5) أى الذى خرج من دينه إلى دين آخر، وكانت العرب تسمى النبى صلى الله عليه وسلم الصائبى لأنه خرج من دين قريش إلى دين الإسلام (6) بكسر اللام جمع عزلاء والعزلاء بالمدهو المشعب الأسفل للمزادة الذى يفرع منه الماء ويطلق أيضاً على فمها الاعلى كما جاء فى رواية مسلم فمج فى العزلاوين والمج زرق الماء بالفم (7) أى تركها (8) أى لم ننقص من مائك شيئا (9) أى اشارات (10) معناه إما أن يكون

ص: 64

-[ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم در لبن للضرع بعد ان لم يكن]-

من المشركين ولا يصيبون الصِّرم الذى هى فيه، فقالت يومًا لقومها ما أرى أن هؤلاء القوم يدعوكم عمدا فهل لكم فى الاسلام، فأطاعوها فدخلوا فى الاسلام (باب ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم درّ لبن الضرع بعد أن لم يكن)(عن ابن اسمعود) قال كنت أرعى غنما لعقبة بن أبى معيط، فمر بى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر فقال يا غلام هل من لبن؟ قال فقلت نعم ولكنى مؤتمن، قال فهل من شاة لم ينز عليها الفحل؟ فأتيته بشاة فمسح ضرعها فنزل لبن فحلبه فى اناء فشرب وسقا أبا بكر، ثم قال للضرع أقلص فقلص، قال ثم أتيته بعد هذا فقلت يا رسول الله علمنى من هذا القول قال فمسح رأسى وقال يرحمك الله فانك غليم معلم (وفى رواية) قال ثم أتاه أبو بكر بصخرة منقعرة فاحتلب فشرب وشرب أبو بكر ثم شربت، ثم قال للضرع أقلص فقلص، فأتيته بعد ذلك قلت علمنى من هذا القول، قال انك غلام معلم، قال فأخذت من فيه سبعين سورة لا ينازعنى فيها أحد (حدثنا عفان) ثنا حماد بن سلمة قال سمعت شيخا من قيس يحدث عن أبيه أنه قال جاءنا النبى صلى الله عليه وسلم وعندنا بكرة صعبة لا يقدر عليها قال فدنا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح ضرعها فحفل فاحتلب، قال ولما مات أبى جاء وقد شددته فى كفنه وأخذت سلاءة فشددت بها الكفن، فقال لا تعذب أباك بالسلى، قالها حماد ثلاثًا قال ثم كشف عن صدره والقى السلى ثم بزق على صدره حتى رأيت رضاض بزاقه على صدره (عن عبد الله بن زيد) ألفائشى عن ابنة خباب قالت خرج خباب فى سرية فكان النبى صلى الله عليه وسلم

هذا الرجل اسحر من بين الأرض والسماء وإما أن يكون رسول الله حقا (1) الصرم بكسر المهملة وسكون الراء معناه هنا الجماعة ينزلون بابلهم ناحية على ماء، والمعنى أن المسلمين كانوا يهجمون على الكفار ديارهم ويوقعون بهم ويتركون عشيرة هذا المرأة (2) أى يتركون الهجوم عليكم (تخريجه)(ق. نس. وغيرهم)(باب)(3)(سنده) حدّثنا أبو بكر بن عياش حدّثنى عاصم عن زرّ عن ابن مسعود الخ (غريبه)(4) زاد فى رواية (وقد فرّا من المشركين)(5) جاء فى رواية أخرى (من هذا القرآن بدل القول)(6) أى منقورة كما جاء فى رواية أى لها قعر كالاناء (7) أى لم يحفظها فى ذاك الوقت أحد غيرى (تخريجه)(هق طل) وابن سعد وأبو نعيم فى الدلائل وسنده صحيح، وأورده الحافظ ابن كثير فى تاريخه تم قال وقوله فى هذا السياق وقد فرا من المشركين ليس المراد منه وقت الهجرة، انما ذلك فى بعض الأحوال قبل الهجرة فان ابن مسعود ممن أسلم قديما وهاجر إلى الحبشة ورجع إلى مكة وقصته هذه صحيحة ثابتة فى الصحاح وغيرها والله أعلم اه (قلت) ولذلك لم أذكره فى احاديث قصة الهجرة وذكرته هنا لمناسبة ترجمة الباب وسيأتى فى ترجمة ابن مسعود فى كتاب مناقب الصحابة ان شاء تعالى (8)(حدّثنا عفان الخ)(غريبه)(9) أى امتلأ ضرعها باللبن (10) يقال سلاءة وسلا وهو الجلد الرقيق الذى يخرج فيه الولد من بطن أمه ملفوفاً فيه (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد وفى اسناده رجلان مجهولان (11)(سنده) حدّثنا وكيع ثنا الأعمش عن أبى اسحاق عن عبد الرحمن بن زيد الخ (قلت) عبد الرحمن بن زيد الفائشى بفاه ثم شين معجمة وقد قيل إن اسم أبيه يزيد بزيادة ياء فى أوله كذا فى تعجيل المنفعة (12) هو خباب بن الأرت الصحابى رضي الله عنه

ص: 65

-[ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم إخباره بالشاة المسمومة واضاءة عصاه لبعض اصحابه]-

يتعاهدنا حتى كان يحلب عنزا لنا، قالت فكان يحلبها حتى يطفح أو يفيض (وفى رواية فكان يحلبها فى جفنة لنا فكانت تمتلئ حتى تطفح) فلما رجع خبّاب حلبها فرجع حلابها إلى ما كان فقلنا له كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحلبها حتى تفيض (وقال مرة حتى تمتلئ) فلما حلبتها رجع حلابها (باب ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم إخباره بالشاة المسمومة التى صنعتها له المرأة اليهودية: وقدمتها إليه بصفة هديه) (عن أنس بن مالك) أن يهودية جعلت سما فى لحم ثم أتت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انها جعلت فيه سما قالوا يا رسول ألا نقتلها؟ قال لا، قال فجعلت أعرف ذلك فى لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم (باب ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم إضاءة عصاه لبعض أصحابه حتى دخل بيته)(عن أبى سعيد الخدرى) قال هاجت السماء من تلك الليلة فلما خرج النبى صلى الله عليه وسلم لصلاة العشاء الآخرة برقت برقة فرآى قتادة بن النعمان فقال ما السُّرى يا قتادة؟ قال علمت يا رسول الله أن شاهد الصلاة قليل فأحببت أن أشهدها، قال فاذا صليت فاثبت حتى أمرّ بك، فلما انصرف أعطاه العرجون وقال خذ هذا فسيضيء

(1) أي يمتليء ويزيد عن ملئه (2) الجفنة بفتح الجيم اناء كير كالقصعة وقيل هى القصعة، وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم وبركته (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه أحمد والطبرانى ورجالهما رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن زيد الفائشى وهو ثقة اهـ (قلت) وقع فى نسخة مجمع الزوائد المطبوعة بمصر عبد الرحمن بن زيد القايش وهو تحريف من الطابع أو الناسخ والصحيح ما ذكرته كما ضبطه العلماء (باب)(3)(سنده) حدّثنا روح ثنا شعبة قال سمعت هشام بن زيد قال سمعت أنس بن مالك يحدث أن يهودية الخ (غريبه) أى قال ذلك عن طريق الوحى بعد أن أكل منه قطعة يسيرة (5) تقدم الكلام على قتلها وعدمه فى شرح الحديث الأول من باب خبر الشاة المسمومة فى غزوة خيبر فى الجزء العشرين ص 103 فارجع إليه (6) اللهوات جمع لهاة وهى اللحماة فى سقف أقصى الفم (نه)(تخريجه)(ق. وغيرهما)(باب)(7)(سنده) حدّثنا يونس وسريج قال حدثنا فليح عن سعيد بن الحارث عن أبى سلمة قال كان أبو هريرة يحدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ان فى الجمعة ساعة لايوافقها مسلم وهو فى صلاة يسأل الله خيراً إلا آتاه اياه قال وقللها أبو هريرة بيده، قال فلما توفى أبو هريرة قلت والله لو جئت أبا سعيد فسألته عن هذه الساعة أن يكون عنده منها علم، فأتيته فأجده يقّوم عراجين، فقلت يا أبا سعيد ما هذه العراجين التى أراك تقوّم؟ قال هذه عراجين جعل الله لنا فيها بركة، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبها ويتخصر بها فكنا نقوّمها ونأتيه بها، فرأى بصاقا فى قبلة المسجد وفى يده عرجون من تلك العراجين فحكه وقال (إذا كان أحدكم فى صلاته فلا يبصق أمامه وليبصق عن يساره أو تحت قدمه) قال سريج فان لم يجد مبصقا ففى ثوبه أو نعله، ثم هاجت السماء من تلك الليلة الخ (غريبه) (8) السرى بضم المهملة وفتح الراء السير بالليل أراد ما أوجب مجيئك فى هذا الوقت؟ يقال تسرى إسرى سُرى وأسرى إسراء لغتان (9) أى الذى كان يتخصر به النبى صلى الله عليه وسلم ويقال له مخصرة بكسر الميم: والمحصرة ما يختصره الإنسان بيده فيمسكه من عصا أو عكازة أو مقرعة أو قضيب

ص: 66

-[ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم أنه مج فى بئر ففاح منها مثل رائحة المسك]-

أمامك عشرا وخلفك عشرا فاذا دخلت البيت وتراءيت سوادا فى زاوية البيت فاضربه قبل أن يتكلم فانه شيطان، قال ففعل فنحن نحب هذه العراجين لذلك (باب ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم أنه مج فى بئر ففاح منها مثل رائحة المسك)(عن وائل بن حجر) قال حدثنى أهلى عن ابى قال أتى النبى صلى الله عليه وسلم بدلو من ماء فشرب منه ثم مج فى الدلو ثم صب فى البئر أو شرب من الدلو ثم مج فى البئر ففاح منها مثل ريح المسك (وعنه عن طريق ثان) ان النبى صلى الله عليه وسلم أتى بدلو من ماء زمزم فتمضمض فمج فيه أطيب من المسك أو قال مسك، واستنثر خارجا من الدلو (باب ما جاء فى تأدب الصحابة رضى الله عنهم فى حضرته وتبركهم بآثاره صلى الله عليه وسلم (عن صفوان بن عسال المرادى) قال بينما نحن مع رسول الله فى مسيره إذ ناداه اعرابى بصوت جهوريّ

وقد يتكيء عليه. والعرجون العود الأصفر الذى فيه شماريخ عذق النخلة، والعذق بكسر العين المهملة العرجون بما فيه من الشماريخ، ويجمع على عذاق، والعذق بالفتح النخلة نفسها (1) أى عشرة أذرع أو نحوها (2) ليس هذا آخر الحديث وجاءه بعد قوله لذلك قال قلت يا أبا سعيد ان أبا هريرة حدثنا عن الساعة التى فى الجمعة فذكر حديث أبى سعيد فى ساعة الجمعة وتقدم فى باب ما ورد فى ساعة الإجابة ووقتها من يوم الجمعة فى الجزء السادس صفحة 13 رقم 1515 فارجع اليه (تخريجه)(خزك) وقال الحاكم صحيح على شرطى الشيخين ولم يخرجاه (قلت) وأقره الذهبى وقال رجاله رجال الصحيح، وأورده الحافظ فى الإصابة وقال روى هذا القصة الطبرانى من وجه آخر، وقال انه كان فى صورة قنفذ يعنى الشيطان (قلت) وأورده أيضاً الهيثمى وقال حديث أبى هريرة فى الصحيح، وحديث أبى سعيد فى حك البصاق أيضاً (يعنى صدر هذا الحديث) ثم قال رواه أحمد (يعنى الحديث بطوله) والبزار بنحوه ورجالهما رجال الصحيح اه والحديث فيه معجزة للنبى صلى الله عليه وسلم ومنقبة عظيمة لقتادة بن النعمان رضى الله عنه (باب)(3)(سنده) حدّثنا أبو نعيم ثنا مسعر عن عبد الجبار بن وائل قال حدّثنى أهلى عن أبى قال أتى النبى صلى الله عليه وسلم بدلو الخ (غريبه)(4) أى رمى بما فى فيه من الماء بعد أن شرب رمى به فى الدلو (5) هذا البئر هو بئر زمزم كما يستفاد من الطريق الثانية (6) أو للشك من الراوى يشك هل شرب من الدلو ثم مج فيه ثم صبه فى البئر أو شرب من الدلو ثم مج فى البئر، وعلى كل حال فما مجه وصل إلى البئر (7) أى من البئر مثل ريح المسك وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم (8)(سنده) حدّثنا أبو أحمد ثنا مسعر عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه أن النبى صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أخرجه ابن ماجه من طريق عبد الجبار ابن وائل عن أبيه قال البوصيرى فى زوائد ابن ماجه اسناده منقطع لأن عبد الجبار بن وائل لم يسمع من أبيه شيئاً قاله ابن معين وغيره اه (قلت) وفى الخلاصة عبد الجبار بن وائل الحضرمى أبو محمد الكوفى عن أبيه، وقال ابن معين ثقه لم يسمع من أبيه. روى عن أخيه علقمة، وعنه ابنه سعيد وأبو اسحاق اه فقوله فى سند الطريق الأولى حدّثنى أهلى عن أبي، يريد أخاه علقمة، وعلقمة سمع من أبيه، قال فى الخلاصة علقمة بن وائل بن حجر الكندى الحضرمى ثم الكوفى عن أبيه والمغيرة وعنه أخوه عبد الجبار وسماك ابن حرب وثقه ابن حبان اه (قلت) وعلى هذا فالحديث صحيح لأن عبد الجبار اخرج له مسلم والأربعة وعلقمة اخرج له مسلم والأربعة فى رفع اليدين والله أعلم (باب)(9)(عن صفوان بن عسال الخ)

ص: 67

-[ما جاء في تأدب الصحابة بحضرته صلى الله عليه وسلم وتبركهم بآثاره]-

فقال يا محمد، فقلنا ويحك اغضض من صوتك فانك قد نهيت عن ذلك، فقال والله لا أغضض من صوتي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجابه على نحوٍ من مسألته (وفى رواية وأجابه نحو مما تكلم به) فقال أرأيت رجلا أحب قومًا ولما يلحق بهم؟ قال هو مع من أحب (عن أنس) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل على بيت أم سليم فينام على فراشها وليست فيه قال فجاء ذات يوم فنام على فراشها فأتت فقيل لها هذا النبى صلى الله عليه وسلم نائم فى بيتك على فراشك، قال فجاءت وقد عرق واستنقع عرقه على قطعة أديم على الفراش قال ففتحت عتيدها قال فجعلت تنشف ذلك العرق فتعصره فى قواريرها ففزع النبى صلى الله عليه وسلم فقال ما تصنعين يا أم سليم؟ قالت يا رسول الله نرجو بركته لصبياننا، قال أصبت (وعنه من طريق ثان) قال دخل علينا النبى صلى الله عليه وسلم فقال عندنا فعرق (وفى رواية وكان من أكثر الناس عرقًا) وجاءت أمى بقارورة فجعلت

هذا طرف من حديث طويل تقدم بطوله وسنده وتخريجه فى باب توقيت مدة المسح على الخفين من كتاب الطهارة فى الجزء الثانى بعضه فى المتن وبعضه فى الشرح ص 65 رقم 336 وهو يتضمن خمس مسائل (المسألة الأولى) فى الرحلة فى طلب العلم وفضل طالبه وتقدم الكلام على ذلك فى بابه من كتاب العلم فى الجزء الاول ص 150 رقم 14 (والثانية) فى توقيت مدة المسح على الخفين وهو فى الباب المشار اليه آنفا (والثالثة) فى أن من أحب قوماً حشر معهم وتقدم الكلام على ذلك فى باب الترغيب فى محبة الصالحين من كتاب المحبة والصحبه فى الجزء التاسع عشر ص 52 (والرابعة) تتضمن عدم رفع الصوت بحضرة النبى صلى الله عليه وسلم وهو ما جاء فى هذا الباب (والخامسة) تتضمن صفة باب التوبة وغلقه حين تطلع الشمس من مغربها وسيأتى ذلك ان شاء الله تعالى فى باب طلوع الشمس من مغربها وغلق باب التوبة من كتاب الفتن وعلامات الساعة فى أبواب ظهور العلامات الكبرى لقيام الساعة وهو حديث صحيح ورجاله ثقات، وقد رواه الشيخان والأربعة وغيرهم من طرق متعددة عن كثير من الصحابة فى أبواب متفرقة والله الموفق (1)(سنده) حدّثنا حجين بن المثنى ثنا عبد العزيز يعنى ابن أبى سلمة الماجشون عن اسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة عن انس (يعنى ابن مالك الخ)(غريبه)(2) قال القاضى عياض كانت محرما له من قبل الرضاع، ففيه جواز الخلوة مع المحارم اهو وإنما كان صلى الله عليه وسلم ينام على فراشها لعلمه برضاها وفرحها به (3) أى سال وسقط (4) أى جلد كان نائما عليها على الفراش (5) بفتح المهملة بعدها فوقية فتحتية فمهملة (قال القاضى عياض) وهى حقة للمراة تعدها للطيب اه وقال النووى العتيدة كالصندوق الصغير الذى تترك فيه المرأة ما يعز عليها من متاعها ومثله فى النهاية (6) جمع قارورة والقارورة اناء من زجاج (7)(سنده) حدّثنا هاشم بن القاسم ثنا سليمان عن ثابت عن انس بن مالك قال دخل علينا النبى صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه)(م) وغيره وفيه استحباب التبرك بآثاره صلى الله عليه وسلم لانه اقرّ ام سليم على ما صنعته وقال لها كما فى الطريق الأولى (اصبت) وفى الرواية الأخرى انه دعا لها بدعاء حسن ويستفاد منه ان البركة تحصل لمن تبرك بآثاره صلى الله عليه وسلم وتقدم قول انس ما شممت ريحا قط مسكا ولا عنبراً اطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم فى باب ما جاء فى ضحكه صلى الله عليه وسلم وريحه فى هذا الجزء صفحة 15 رقم 645 وكانت الرائحة الطيبه من صفاته صلى الله عليه وسلم وان لم يمس طيبا (وعن ام عاصم) امراة عتبة بن فرقد

ص: 68

-[تهافت الصحابة رضى الله عنهم على شعره عند ما حلقه فى التحلل من الحج للتبرك به]-

تسلت العرق فيها، فاستيقظ النبى صلى الله عليه وسلم فقال يا أم سليم ما هذا الذى تصنعين؟ قالت هذا عرقك نجعله فى طيبنا وهو من أطيب الطيب: زاد فى رواية فدعا لها بدعاء حسن (وعن أنس أيضا) قال لما أراد رسول الله صلى الله عليه أن يحلق الحجام رأسه أخذ أبو طلحة شعر احد شق رأسه بيده فجاء به إلى أم سليم، قال فكانت أم سليم تدوفه فى طيبها (ومن طريق ثان) عن محمد بن سيرين عن أنس قال لما حلق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه بمنى أخذ شق رأسه الأيمن بيده، فلما فرغ ناولنى فقال يا أنس انطلق بهذا إلى أم سليم، فلما رأى الناس ما خصها به من ذلك تنافسوا فى الشق الآخر، هذا يأخذ الشيء وهذا يأخذ الشيء، قال محمد فحدثته عبيدة السلمانى فقال لأن يكون عندى منه شعرة أحب الىّ من كل صفراء وبيضاء أصبحت على وجه الأرض وفى بطنها (وعنه أيضًا) قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحلاق يحلقه وقد أطاف به أصحابه ما يريدون أن تقع شعرة إلا فى يد رجل (عن محمد بن عبد الله بن زيد) أن أباه حدثه انه شهد النبى صلى الله عليه وسلم على المنحر ورجلا من قريش وهو يقسم اضاحى فلم يصبه

السَّلمي قالت كنا عند عتبة أربع نسوة فما منا امراة الا وهى تجتهد فى الطيب لتكون اطيب من صاحبتها ولا يمس عتبة الطيب إلا ان يمس دهنا يمسح به لحيته، ولهو أطيب ريحا منا، وكان إذا خرج إلى الناس قالوا ما شممنا ريحا اطيب من ريح عتبة، فقلت له يوما انا لنجتهد فى الطيب، ولأنت اطيب ريحا منا فمم ذلك؟ فقال اخذنى الشرى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته فشكوت اليه ذلك فأمرنى ان اتجرد فتجردت وقعدت بين يديه والقيت ثوبى على فرجى فنفث فى يده ثم مسح ظهرى وبطنى بيده فعبق بى هذا الطيب من يومئذ، رواه الطبرانى (قوله أخذنى الشرى) قال فى القاموس الشرى بثور صغار حمر حكاكة مكربة تحدث دفعة غالبا وتشتد ليلا لبخارٍ حارّ يثور فى البدن دفعة (1)(سنده) حدّثنا حسن ثنا حماد بن سلمة عن ثابت الينانى عن أنس بن مالك الخ (غريبه)(2) كان ذلك فى حجة الوداع كما فى حديث أنس أيضا وتقدم فى باب ما يحل للحاج الخ من كتاب الحج فى الجزء الثانى عشر ص 186 رقم 391 قال لمارمى النبى صلى الله عليه وسلم جمرة العقبة ونحر هديه حجم وأعطى الحجام، وقال سفيان مرة وأعطى الحالق شقه الأيمن فحلقه فأعطاه أبا طلحة، ثم حلق الأيسر فأعطاه الناس (3) بفتح أوله وضم الدال المهملة أى تخلطه يقال دُفت الدواء أدوفه إذا بللته بماء وخلطه فهو مدوف (نه)(4)(سنده) حدّثنا مؤمل بن اسماعيل حدثنا حماد بن زيد عن أيوب وهشام عن محمد يعنى ابن سيرين الخ (5) محمد هو ابن سيرين الانصارى التابعى ثقة ثبت عابد كبير (وعبيدة) بفتح العين المهملة وكسر الباء الموحدة آخرهما ابن عمرو بن قيس السلمانى بفتح سكون ويقال بفتحتين من ثقات التابعين وفقهائهم (6) يعنى الذهب والفضة وفى بعض الروايات (احب الى من الدنيا وما فيها) أى من متاعها وهذه الرواية أعم (تخريجه)(ق. وغيرهما)(7)(سنده) حدّثنا سلمان بن حرب ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحلاق يحلقه الخ (غريبه)(8) أى استداروا حوله (9) أى تيمنا وتبركا بها (تخريجه)(م. وغيره)(10)(وسنده) حدّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال ثنا أبان هو العطار

ص: 69

-[تبرك الصحابة رضى الله عنهم بأثر شربه وفضل وضوئه]-

منها شيء ولا صاحبه فحلق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه فى ثوبه فأعطاه فقسم منه على رجال وقلم أظفاره فأعطاه صاحبه قال فانه لعندنا مخضوب بالحنا والكتم يعنى شعره (باب ما جاء فى تبركهم بأثر شربه وفضل وضوئه)(عن أنس بن مالك) أن النبى صلى الله عليه وسلم دخل على أم سليم وفى البيت قربة معلقة فشرب من فيها وهو قائم، قال فقطعت أم سليم فم القربة فهو عندنا (وعنه من طريق ثان) عن أمه قالت دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى البيت قربة معلقة فشرب قائما فقطعت فاها وانه لعندى (عن عون بن أبى جحيفة عن أبيه) قال رأيت قبة حمراء

قال ثنا يحيى يعنى ابن أبى كثير عن أبى سلمة عن محمد بن عدب الله بن زيد الخ (قلت) أبوه هو عبد الله ابن زيد بن عبد ربه الأنصارى صاحب الأان (وله طريق ثان عند الامام أحمد) قال حدثنا أبو داود الطيالسى قال ثنا أبان العطار به سندا ومتنا إلا أنه قال فى هذا الطريق انه شهد النبى صلى الله عليه وسلم عند المنحر هو ورجل من الأنصار فذكره (غريبه)(1) يعنى ولا الرجل الذى مع النبى صلى الله عليه وسلم (2) يعنى أعطى عبد الله بن زيد فيحتمل أنه أعطى الشعر كله لعبد الله بن زيد وأمره أن يقم منه على رجال، ويحتمل أن النبى أعطاه بعضا وقسم باقيه على رجال (3) معناه أن النبى صلى الله عليه وسلم أعطى قلامة اظفاره لصاحبه الذى معه (4) القائل فانه لعندنا الخ هو عبد الله بن زيد (5) تقدم الكلام على شيبه صلى الله عليه وسلم وهل كان يخضب أم لا فى باب ما جاء فى شيبه صلى الله عليه وسلم فى هذا الجزء ص 8 (تخريجه)(طل) وسنده صحيح ورجاله ثقات (وفى المواهب اللدنيه) قال لم يروا أنه عليه الصلاة والسلام حلق رأسه الشريف فى غير نسك حج أو عمرة فيما علمته قال شارحه الزرقانى وبه جزم ان القيم قال لم يحلق رأسه إلا اربع مرات، وقال العراقى فى سيرته

يحلق رأسه لأجل النسك

وربما قصره فى نسك

وقد روؤا لا توضع النواصى

إلا لأجل النسك المحاصى اهـ

(وجاء فى المواهب أيضا) أن ابقاء الشعر فى الرأس سنة ومنكرها مع علمه يجب تأديبه ومن لم يستطع التبقية يباح له إزالته، وقد رأيت بمكة المشرفة فى ذى القعدة سنة سبع وتسعين وثمانمائة شعرة عند الشيخ أبى حامد المرشدى شاع وذاع انها من شعره صلى الله عليه وسلم زرتها صحبة المقرى خليل العباسى والى الله احسانه عليه اه (قلت) وقد جاء فى ابقاء الشعر حديث عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا توضع النواصى الا فى حج أو عمرة، أورده الهيثمي، وقال رواه البزار والطبرانى فى الأوسط وفيه محمد بن سليمان بن مشمول وهو ضعيف بهذا الحديث وغيره (باب)(6)(سنده) حدّثنا وكيع ثناسفيان عن عبد الكريم الجزرى قال أخبرنى ابن ابنة أنس عن انس بن مالك ان النبى صلى الله عليه وسلم الخ (قلت) ابن بنت انس اسمه البراء كما صرح بذلك فى الطريق الثانية وهو ابن زيد قال فى التقريب مقبول (غريبه)(7) إنما قطعتها امُ سليم رضى الله عنها واحتفظت بها لأجل التبرك صلى الله عليه وسلم (8) حدّثنا أبو كامل ثنا زهير ثنا عبد الكريم الجزرى عن البراء بن بنت انس عن انس عن امه (يعنى ام سليم) قالت دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه)(طل طب) وفى اسناده البراء بن زيد قال الحافظ فى التقريب مقبول (قلت) وبقية رجاله رجال الصحيح (9)(سنده) حدّثنا ابو داود ثنا عمر بن ابى زائدة حدّثنى عون بن أبى جحيفة عن أبيه الخ (قلت) أبو جحيفة اسمه وهب بن عبد الله صحابي جليل

ص: 70

-[تبرك الصحابة رضى الله عنهم بأثر يده وأصابعه الشريفة]-

من آدم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورأيت بلالا خرج بوضوئه ليصبه فابتدره الناس فمن أخذ منه شيئا تمسح به، ومن لم يجد منه شيئا أخذ من بلل يد صاحبه (باب ما جاء فى تبركهم بأثر يده وأصابعه الشريفة)(عن أنس) قال كان النبى صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة جاء خدم أهل المدينة بآنيتهم فيها الماء فما يؤتى باناء الاّ غمس يده فيها، فربما جاؤوه فى الغداة الباردة فغمس يده فيها (عن ثابت) أنه قال لأنس بن مالك رضى الله تبارك وتعالى عنه يا أنس مسست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدك؟ قال نعم، قال أرنى أقبلها (حدثنا عبد الرحمن ابن رزين) انه نزل الربذة هو وأصابه يريدون الحج، قيل لهم ههنا سلمة بن الأكوع صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيناه فسلمنا عليه ثم سألناه، فقال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدى هذه: وأخرج لنا كفه كفة ضخمة، قال فقمنا اليه فقبلنا كفيه جميعا (عن أبى عبد الله الحسن بن أيوب الحضرمي) قال أرانى عبد الله بن بسر رضى الله عنه شامة فى قرنه فرضعت إصبعى عليها فقال رضع رسول الله صلى الله عليه وسلم إصبعه عليها ثم قال لتبلغن قرنا قال أبو عبد الله وكان ذا جمة (11)

(غريبه)(1) أى بفضل وضوء النبى صلى الله عليه وسلم ليريقه (تخريجه)(ق نس مذجه) وفيه تهافت الصحابة وحرصهم الشديد على التبرك بآثاره صلى الله عليه وسلم ورضى الله عنهم (باب)(2)(سنده) حدّثنا هاشم سنا سليمان عن ثابت عن أنس (يعنى ابن مالك الخ)(غريبه)(3) إنما كانوا يجيئون بأوائيهم للنبى صلى الله عليه وسلم مبكرين ليضع يده الشريفة فيها فتحصل لهم بركتها (4) معناه أنه لا يمنعه برد الماء عن وضع يده الشريفة فيه اجابة لطلبهم وإرضاءا لخاطرهم، وهذا من تواضعه صلى الله عليه وسلم وكرم أخلاقه (تخريجه)(م. وغيره)(5)(سنده) حدّثنا سفيان عن ابن جدعان قال قال ثابت لأنس (يعنى ابن مالك) يا أنس الخ (غريبه)(6) أى تبركا بأثر يد النبى صلى الله عليه وسلم (تخريجه) لم أقف على هذا الأثر لغير الامام أحمد وفى اسناده على بن زيد بن جدعان ضعيف روى له مسلم مقرونا بغيره (7)(حدثنا عبد الرحمن بن رزين) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب ما جاء فى تقبيل اليد والجبهة فى الجزء السابع عشر ص 351 رقم 63 فارجع اليه (8)(سنده) حدّثنا عصام بن خالد قال ثنا أبو عبد الله الحسن بن أيوب الحضرمى الخ (غريبه)(9) قال فى القاموس الشامة علامة تخالف البدن الذى هى فيه، وهى أثر أسود فى البدن وفى الأرض، جمعه شام وشامات اه وقوله فى قرنه بفتح القاف وسكون الراء (10) معناه أنه يعيش مائة سنة فكان كذلك (11) الجمة بضم الجيم وتشديد الميم مفتوحة ما سقط من شعر الرأس على المنكبين وأحيانا تكون إلى شحمة الأذن وأحيانا فوق ذلك (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه (حم طب) ورجال أحمد رجال الصحيح غير الحسن بن أيوب وهو ثقة ورجال الطبرانى ثقات اه (قلت) فيه معجزة للنبى صلى الله عليه وسلم حيث قد أخبر عبد الله بن بسر بأنه يعيش قرنا أى مائة سنة، وفيه التبرك بآثار النبى صلى الله عليه وسلم لأن الحسن بن أيوب وضع إصبعه على الشامة التى فى قرن عبد الله بن بسر لأن النبى صلى الله عليه وسلم وضع اصبعه عليها وما فعل ذلك الحسن إلا بقصد التبرك بأثره صلى الله عليه وسلم (وفى الباب) عن عبد الله بن بسر ايضا قال وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على راسى فقال يعيش هذا الغلام مائة سنة وكان فى وجهه ثؤلول (أى حبة كالحمصة) فقال لا يموت حتى

ص: 71

-[تبرك الصحابة رضى الله عنهم ببعض ثيابه كانت تغسل ويتشفى بغسالتها]-

(عن جابر بن سمرة) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أتى بطعام (وفى رواية اذا اهدى له طعام) فأكل منه بعث بفضله إلى أبى أيوب، فكان أبو أيوب يتبع أثر أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع أصابعه حيث يرى أثر أصابعه فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بصحفة فوجد فيها أثر ثوم فلم يذقها وبعث بها إلى أبى أيوب، فلم ير أثر أصابع النبى صلى الله عليه وسلم، فجاء فقال يا رسول الله لم أر فيها أثر أصابعك، قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنى وجدت منها ريح ثوم، قال لم تبعث الىّ ما لا تأكل؟ فقال انه يأتينى الملك (باب فى تبركهم بثيابه صلى الله عليه وسلم (عن عبد الله مولى أسماء) عن أسماء قال أخرجت الىّ جبة طيالسة عليها لبنة شبر من ديباج كسروانى وفرجاها مكفوفان به قالت هذه جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلبسها، كانت عند عائشة (رضى الله عنها) فلما قبضت عائشة قبضتها الىّ فنحن نغسلها للمريض منا يستشفى بها

(أبواب ما جاء فى عاداته صلى الله عليه وسلم

(باب ما جاء فى معيشته صلى الله عليه وسلم وأهل بيته)(فمن ذلك ما روى عن عائشة رضى الله عنهما)(عن عائشة رضى الله عنها) قالت ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام تباعا من خبز برّ حتى مضى لسبيله (وعنها أيضا) قالت كان يأتى على آل محمد صلى الله عليه وسلم الشهر ما يوفدون

يذهب الثؤلول من وجهه، فلم يمت حتى ذهب الثؤلول من وجهه، اورده الهيثمى وقال رواه الطبرانى والبزار باختصار الثؤلول، إلا انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدركن قرنا ورجال احد اسنادى البزار رجال الصحيح غير الحسن بن ايوب الحضرى وهو ثقة (1)(سنده) حدّثنا ابراهيم بن الحجلج الناجى ثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة الخ (غريبه)(2) أى للتبرك بوضع اصابعه مكان اصابع النبى صلى الله عليه وسلم (3) بتقديم الحاء على الفاء اناء كالقصعة المبسوطة ونحوها جمعه صحاف (4) يعنى الوحي؛ والملائكة تكره الريح الكريهة، وفى بعض الروايات أن ابا ايوب قال يا رسول الله احرام هو؟ قال لا ولكن أكرهه من اجل ريحه (تخريجه) (م مذ) (5) (عن عبد الله مولى اسماء الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب اباحة اليسير من الحرير كالعلم والرقعة ونحوها من كتاب اللباس فى الجزء السابع عشر ص 275 رقم 142 فارجع اليه وفى شرحه كلام نفيس للعلماء: وموضع الدلالة من الحديث قول اسماء بنت ابى بكر الصديق رضى الله عنهما فنحن نغسلها للمريض يستشفى بها أى فيشفى ببركته صلى الله عليه وسلم (باب)(6)(سنده) حدّثنا ابو معاوية ثنا الأعمش عن ابراهيم عن الأسود عن عائشة الخ (وله طريق ثان) عند الامام أحمد أيضا، قال حدّثنا هاشم ثنا محمد بن طلحة عن أبى حمزة عن ابراهيم عن الأسود عن عائشة قالت ما شبع آل محمد ثلاثا من خبز برّ حتى قبض وما رفع من مائدته كسرة قط حتى قبض (غريبه)(7) أى القمح الا وأحد هذه الأيام تمر لقلة خبز البر، وجاء عند البخارى بلفظ (ما أكل آل محمد أكلتين فى يوم إلا واحداهما تمر (تخريجه)(ق. وغيرهما)(8)(سنده) حدّثنا يحيى ثنا هشام قال حدّثنى أبى عن عائشة قالت كان يأتي الخ

ص: 72

-[ما جاء فى معيشة رسول الله صلى الله عليه وسلم وزهده فى الدنيا]-

فيه نارا ليس إلا التمر والماء إلا أن نؤتى باللحم (عن عروة بن الزبير) أنه سمع عائشة تقول كان يمر بنا هلال وهلال ما يوقد فى بيت من بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار، قال قلت يا خللة فعلى أى شيء كنتم تعيشون؟ قالت على الأسودين التمر والماء (وعنه أيضا عن عائشة) رضى الله عنها أنها قالت والذى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق ما رأى منخلا ولا اكل خبزًا منخولا منذ بعثه الله عز وجل الى أن قبض، قلت كيف تأكلون الشعير؟ قالت كنا نقول أف (حدثنا بهز) ثنا سليمان بن المغيرة عن حميد قال قالت عائشة ارسل الينا آل أبى بكر بقائمة شاة ليلا فأمسكت وقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قالت أمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقطعت، قالت تقول للذى تحدثه هذا على غير مصباح (وفى رواية لو كان عندنا مصباح لائتد منا به) قال قالت عائشة إنه لأتى على آل محمد الشهر ما يختبزون خبزًا ولا يطبخون قدرا، قال حميد فذكرت لصفوان بن محرز فقال لا بل كل شهرين (وعنها أيضًا)

(غريبه)(1) أى لا نهيئ شيئاً نطبخه بها (2) أى الذى نتناوله تلك المدة (3) أى مطبوخا من جيراننا من الأنصار على سبيل الهدية (تخريجه)(ق. وغيرهما)(4)(سنده) حدّثنا حسين ثنا محمد بن مطرّف عن أبى حازم عن عروة بن الزبير أنه سمع عائشة تقول الخ (غريبه)(5) تعنى شهرين، وفى الحديث السابق شهر ولا منافاة، فتارة كان يحصل ذلك مدة شهر وأحيانا مدة شهرين (6) هو على التغليب فالماء لا لون له، وكذا قالوا الأبيضان اللبن والماء، وانما أطلق على التمر أسود لأن غالب تمر المدينة أسود (تخريجه) (ق. وغيرهما) (7) (سنده) حدّثنا حسن ثنا ذويد عن أبى سهل عن سليمان بن رومان مولى عروة عن عروة عن عائشة أنها قالت الخ (غريبه) (8) بضم الميم والخاء ما ينخل به: وهو من النوادر الواردة بالضم، والقياس الكسر مع فتح الخاء لأنه اسم آلة أى ما استعمله وليس المراد نفى وجوده مطلقا ولا عدم علمه به (9) الظاهر أن فيه احترازا عما قبل البعثة كما قال الحافظ لكونه صلى الله عليه وسلم كان يسافر فى تلك المدة التى هى قبل البعثة إلى الشام تاجرا لخديجة وكانت الشام إذ ذاك مع الروم والخبز النقى الأبيض الخالص عندهم كثير وكذا المناخل وغيرها من آلات الترفه، ولا ريب أنه رأى ذلك عندهم، وأما بعد البعثة فلم يكن إلا بمكة والطائف والمدينة وليس بها مناخيل ولا غيرها من آلات الترف، ووصل إلى تبوك وهى من أطراف الشام لكن لم يفتحها ولا طالت اقامته بها بل أقام بها بضع عشرة ليلة أو عشرين أفاده الحافظ (10) معناه كنا نطحنه بالرحا وننفخه فيطير قشره (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير فى تاريخه وقال تفرد به أحمد من هذا الوجه (قلت) وله شاهد عند البخارى والإمام أحمد بمعناه من حديث بن سعد وسيأتى فى آخر هذا الباب (11)(حدّثنا بهز الخ)(غريبه)(12) أى رجل شاة كما صرح بذلك عند ابن جرير (13) معناه لو كان عندنا ما يستصبح به من الزيت لائتدمنا به (14) أى بل كل شهرين ربما يطبخون أو يختبزون والله أعلم (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير فى تاريخه وقال تفرد به أحمد (قلت) الحديث صحيح ورجاله من رجال الصحيحين، وروى نحوه ابن جرير (15)(سنده) حدّثنا اسحاق ثنا داود يعنى العطار عن منصور بن عبد الرحمن عن أمه

ص: 73

-[قول عائشة رضى الله عنها ان كان ليمر على آل محمد الشهر ما يوقد فى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من نار]-

قالت توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين شبع الناس من الاسودين الماء والتمر (عن هشام بن عروة) عن أبيه عن عائشة رضى الله عنها قالت يا ابن أختى كان شعر رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق الوفرة ودون الجمة وايم الله يا بن أختى ان كان ليمر على آل محمد صلى الله عليه وسلم الشهر ما يوقد فى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من نار إلا أن يكون اللحيم وما هو إلا الأسودان الماء والتمر إلا أنّ حولنا أهل دور من الانصار جزاهم الله خيرا فى الحديث والقديم فى كل يوم يبعثون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بغزيرة شاتهم يعنى فينال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك اللبن، ولقد توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وما فى رفىِّ من طعام يأكله ذو كبد الا قريب من شطر شعير فاكلت منه حتى طال علىّ لا يفنى فكلته ففنى فليتنى لم أكن كلته، وايمالله لأن كان ضجاعه من أدم حشوة ليف (عن عائشة رضى الله عنها) قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعبجه من الدنيا ثلاثة، الطعام والنساء والطيب، فأصاب ثنتين ولم يصب واحدة، أصاب النساء والطيب ولم يصب الطعام (ومن ذلك ما روى عن أنس بن مالك رضى الله عنه)(عن أنس بن ابن مالك) أن فاطمة رضى الله عنها ناولت رسول الله صلى الله عليه وسلم كسرة من خبز شعير، فقال هذا أول طعام أكله أبوك من ثلاثة أيام (وعنه أيضا) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقد أخفت في الله

عن عائشة أنها قالت توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(1) ى حين استغنى الناس عن الأسودين بما أفاضه الله عليهم من الفتوحان والغنى، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يغير حالته التى كان عليها حتى قبض (تخريجه)(م)(2)(سنده) حدّثنا سريج قال ثنا ابن أبى الزناد عن هشام بن عروة الخ (غريبه)(3) تقدم الكلام على شرح هذه الجملة فى باب جواز اتخاذ الشعر الخ فى الجزء 17 ص 322 رقم 44 (4) هكذا بالأصل (الا أن يكون اللحيم) تصغير لحم ولعلها تريد أنه لا يطبخ لهم لحم إلا أن يكون اللحم القليل المطبوخ الذى يأتيهم هدية من بعض جيرانهم والله أعلم (5) أى بشاة غزيرة اللبن (6) بفتح الراء وشد الفاء مكسورة خشب يرفع عن الأرض فى البيت يوضع فيه ما يراد حفظه، قاله القاضى عياض (7) الشطر النصف قيل نصف وسق والوسق بسكون المهملة ستون صاعاً، وقيل غير ذلك والله أعلم (8) أى مكث مدة طويلة (9) انما فنى وذهبت بركته بسبب الكيل لأنها ارادت ان تختبره (قال الامام القرطبي) سبب رفع النماء الالتفات بعين الحرص مع معاينة ادرار نعم الله ومواهب كراماته وكثرة بركاته والغفلة عن الشكر عليها والثقة بالذى وهبها والميل إلى الأسباب المعتادة عند مشاهدة خرق العادة (10) تعنى فراشه (من أدم) اى جلد (تخريجه) الحديث صحيح ورجاله كلهم ثقات ورواه الشيخان وغيرهما مقطعا فى مواضع مختلفة (11)(سنده) حدّثنا محمد بن عبد الله ثنا اسرائيل عن ابى اسحاق عن رجل حدثه عن عائشة الخ (تخريجه) ذكره الدمياطى فى السيرة واسناده صحيح إلا ان فيه رجلا لم يسم (12)(سنده) حدّثنا عبد الصمد ثنا عمار ابو هاشم صاحب الزعفرانى عن أنس بن مالك (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير فى تاريخه وعزاه للامام أحمد ثم قال تفرد به أحمد اه (قلت) فى اسناده عمار ابو هاشم صاحب الزعفرانى (قال البخاري) فيه نظر وقال ابن معين ثقة. وقال أبو حاتم ما أرى بحديثه باسا يروى عنه أبو الوليد الطيالسى وغيره كذا فى الميزان للذهبى (13)(سنده) حدّثنا عفان ثنا حماد

ص: 74

-[قوله صلى الله عليه وسلم ولقد اتت علىّ ثلاثون من بين يوم وليلة ومالى ولا لبلال طعام يأكله ذو كبد الخ]-

عز وجل وما يخاف أحد ولقد أوذيت فى الله وما يؤذى أحد، ولقد أتت علىّ ثلاثون من بين يوم وليلة ومالى ولا لبلال طعام يأكله ذو كبد الا شئ يواريه إبط بلال (وعن أنس أيضا) قال لقد دعى نبى الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم على خبز شعير وإهالة سنخة، قال ولقد سمعته ذات يومٍ المرار وهو يقول والذى نفس محمد بيده ما أصبح عند آل محمد صاع حب ولا صاع تمر، وإن له يومئذ تسع نسوة، ولقد رهن درعا له عند يهودىِّ بالمدينة أخذ منه طعاما فما وجد لها ما يفكها به (عن قتادة) قال كنا نأتى أنسا وخبازه قائم قال فقال لنا ذات يوم كلوا فما أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رغيفا مرفقا بعينه ولا أكل شاة سميطا قط (زاد فى رواية) حتى لحق بربه (وعن أنس أيضا)(11) أن

قال أنا ثابت عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقد اخفت فى الله الخ (غريبه)(1) أى أخافنى المشركون بالتهديد والإيذاء الشديد فى أمر الله أو لله (2) أى ما يخالف أحد غيرى من الناس لأنهم فى حال الأمن وكنت وحيداً فى ابتداء الدين ولم يكن أحد يوافقنى فى تحمل أذية الكفار (3) أى بقولهم ساحر شاعر مجنون وغير ذلك (وما يؤذى أحد) أى غيرى بشيء من ذلك بل كنت المخصوص بالإيذاء لنهيى إياهم عن عبادة الأوثان وأمرى لهم بعبادة الرحمن (4) هو بيان للتوالى أى ثلاثون متواليات غير متفرقات لا ينقص منها شيء (5) أى حيوان عاقل أو دابة (6) أى شيء قليل جدا، ولذا كان يستره إبط بلال الإبط بكسر الهمزة هو ما تحت الجناح يذكر ويؤنث، يعنى كان ذلك الوقت رفيقى ولم يكن لنا طعام الا بقدر ما يأخذه بلال تحت إبطه، ولم يكن لنا ظرف نضع الطعام فيه، كناية عن كمال القلة (قال الترمذي) كان ذلك لما خرج من مكة هاربا: واعترض بأن بلالا رضى الله عنه لم يكن معه حين الهجرة ورُد بأنه لم يردها بل خروجه قبلها إلى الطائف وغيره والله أعلم (تخريجه)(مذجه) وصححه الترمذى وابن حبان (7)(سنده) حدّثنا ثنا شيبان عن قتادة عن أنس بن مالك قال لقد دعى الخ (غريبه)(8) الإهالة بكسر الهمزة كل شيء من الأدهان مما يؤتدم به إهالة، وهو ما أذيب من الألية والشحم، وقيل الدسم الجامد: والسنخة بفتح المهملة وكسر النون بعدها خاء معجمة مفتوحة، المتغيرة المريح ويقال بالزاى بدل السين (9) أى مرارا جمع مرة أى سمعته غير مرة (تخريجه)(خ. وغيره)(10)(سنده) حدّثنا أبو عبيدة عن همام عن قتادة الخ (غريبه)(11) كان ذلك بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم واقبال الدنيا عليهم ولم يعرف الحافظ اسم هذا الخباز، وفى الطبرانى من طريق راشد بن أبى راشد قال كان لأنس غلام يخبز له الحوَّارى ويعجنه بالسمن (قلت) الحوارى بضم المهملة وتشديد الواو ووفتح الراء الذى نخل مرة بعد مرة (12) المرقق الملين المحسن كخبز الحوارى وشبهه والترقيق والتليين، والمعنى لم يخبز مللبنا أى متخذا من دقيق ناعم بحيث إذا عجن يلين عجينه بل كان أكله من نحو الشعير الذى يغلب على عجينه اليبس، ولم يكن عندهم مناخل وذلك سبب لعدم لين خبزهم (13) هى التى أزيل شعرها بعد الذبح بالماء المسخن، وإنما يصنع ذلك فى الصغيرة الطرية ثم تشوى بجلدها، وهو من فعل المترفين (فان قيل) هذا يعارضه ما ثبت أنه صلى الله عليه وسلم أكل السكراع وهو لا يأكل إلا مسموطا (ولا معارضة) إذ نفى رؤية الشاة بتمامها سميطالا ينفى رؤية الأكارع كما هو بيِّن (تخريجه)(خ) وغيره (14)(سنده) حدّثنا

ص: 75

-[قول عمر رضى الله عنه لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتوى ما يجد ما يملأ به بطنه من الدقل]-

رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجتمع له غداء ولا عشاء من خبز ولحم الا على ضفف (ومن ذلك ما روى عن غير أنس من الصحابة)(عن عمر رضى الله عنه) قال لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتوى ما يجد ما يملأ به بطنه من الدقل (عن ابن عباس) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبت الليالي: قال عبد الصمد المتتابعة طاويًا وأهله لا يجدون عشاءا وكان عامة خبزهم خبز الشعير (حدثنا يزيد) أخبرنى رجل والرجل كان يسمى فى كتاب أبى عبد الرحمن عمرو بن عبيد قال ثنا أبو رجاء العطاردى عن عمران بن حصين قال ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز برِّ مأدوم حتى مضى لوجهه صلى الله عليه وسلم قال أبو عبد الرحمن وكان أبى رحمه الله قد ضرب على هذا الحديث فى كتابه، فسألته عنه فحدثنى به وكتب عليه صح صح قال أبو عبد الرحمن إنما ضرب أبى على هذا الحديث لأنه لم يرض الرجل الذى حدث عنه يزيد (عن أبى أمامة) الباهلى قال ما كان يفضل عن أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم

عفان ثنا أبان بن يزيد ثنا قتادة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجتمع له الخ (غريبه)(1) قال فى النهاية الضفف الضيق والشدة أى لم يشبع منهما إلا عن ضيق وقلة، وقيل إن الضفف اجتماع الناس، يقال ضف القوم على الماء يضفُّون ضفا وضففا. أى لم يأكل خبزاً ولحما وحده ولكن يأكل مع الناس (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير فى تاريخه وعزاه للإمام أحمد، ثم قال ورواه الترمذى فى الشمائل عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمى عن عفان وهذا الاسناد على شرط الشيخين (2)(سنده) حدّثنا عمرو ابن الهيثم حدثنا شعبة عن سماك بن حرب عن النعمان بن بشير عن عمر (يعنى ابن الخطاب رضى الله عنه) الخ (غريبه)(3) الدقل بفتح الدال المهملة والقاف رديئ التمر ويابسه (تخريجه)(م طل)(4)(سنده) حدّثنا عبد الصمد انبأنا ثابت وحسين بن موسى حدثنا ثابت قال حدّثنى هلال عن عكرمة عن ابن عباس الخ (غريبه)(5) أى خالى البطن جائعا (تخريجه)(مذجه) وقال الترمذى هذا حديث حسن صحيح (6)(حدّثنا يزيد الخ)(غريبه) يزيد هو ابن هارون أحد مشايخ الامام أحمد رحمه الله (7) يعنى عبد الله بن الامام أحمد وكنيته أبو عبد الرحمن، والظاهر أن القائل (والرجل كان يسمى فى كتاب أبى عبد الرحمن عمرو بن عبيد) القائل ذلك هو أبو بكر القطيعى راوى الحديث عن عبد الله بن الامام أحمد وهو عن أبيه (8) أى حتى توفاه الله عز وجل (9) هو عبد الله بن الإمام أحمد (10) انما حدث به الامام أحمد وكتب عليه صح صح لأنه رواه من طريق آخر ليس فيه الرجل الذى لم يرضه، وتقدم الحديث فى أول الباب عن عائشة رضى الله عنها وهو حديث صحيح رواه الشيخان وغيرهما أما الرجل الذى لم يرضه الإمام أحمد رضى الله عنه فهو عمرو بن عبيد (قال فى الخلاصة) عمرو بن عبيد التميمى مولاهم أبو عثمان البصرى رأس المعتزلة على زهده كان المنصور يعتقد صلاحه، عن أبى الدالية والحسن؛ وعنه الحمادان والقطان وتركه عمرو بن على وكذبه يونس بن عبيد، مات سنة أربع وأربعين ومائة (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد ومتن الحديث صحيح ويؤيده حديث عائشة المذكور أول الباب والله أعلم بالصواب (11)(سنده) حدّثنا أبو المغيرة حدثنا جرير ثنا سليم بن عامر الخبائري

ص: 76

-[كلام العلماء فى الجمع بين معيشته صلى الله عليه وسلم هذه وبين ما كان يأتيه من الغنائم الكثيرة]-

خبز الشعير (عن أبى حازم عن سهل بن سعد) أنه قيل له هل رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النقى قبل موته بعينه يعنى الحوّاري؟ قال ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النقى بعينه حتى لقى الله عز وجل، فقيل له هل كان لكم مناخل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال ما كان لنا مناخل، قيل له فكيف كنتم تصنعون بالشعير؟ قال تنفخه فيطير منه ما طار

قال سمعت أبا أمامة الباهلى يقول ما كان يفضل الخ (غريبه)(1) معناه أنه لم يتيسر لهم من دقيق الشعير ما اذا خبزوه يفضل عنهم (تخريجه)(مذ) وقال هذا حديث صحيح غريب، وأخرجه أيضا فى الشمائل (2)(سنده) حدّثنا عبد الصمد قال ثنا عبد الرحمن يعنى بن عبد الله بن دينار ثنا أبو حازم عن سهل بن سعد الخ (غريبه)(3) لم يصرح فى هذا باسم السائل وهو أبو حازم نفسه راوى الحديث عن سهل فقد جاء فى رواية البخارى عن أبى حازم قال سألت سعد بن سهل فقلت هل أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم النقى الخ والنقى بفتح النون وكسر القاف وتشديد الياء التحتية، وفسره هنا بالحوارى بضم الحاء المهملة وبتشديد الواو وفتح الراء وهو الذى نخل مرة بعد مرة حتى يصير نظيفاً أبيض (4) أى ما رآه فضلا عن أكله ففيه مبالغة لا تخفى، وفى رواية للبخارى ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النقى من حين ابتعثه الله حتى قبضه الله، وتقدم فى حديث عائشة الرابع من أحاديث الباب قالت ما رأى منخلا ولا أكل خبزا منخولا منذ بعثه الله عز وجل إلى أن قبض، وللحافظ كلام فى ذلك تقدم فى شرح حديث عائشة المشار اليه (5) جاء فى رواية للبخارى قلت كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول؟ (قال ننفخه) بضم الفاء أى نطيره بعد الطحن الى الهواء بأيدينا وبأفواهنا (فيطير منه ما طار) أى يذهب منه ما ذهب من النخالة وما فيه خفة زاد الترمذى (ثم نثرِّيه) بثاء مثلثة وراء مشددة أى نبله بالماء من ثرى التراب يثريه أى رش عليه (فنعجنه)(تخريجه)(خ مذ نس)(فائدة) استشكل كونه صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا يطوون الأيام جوعا مع ما ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يرفع لأهله قوت سنة، وأنه قسم بين أربعة أنفس من أصحابه ألف بعير مما أفاء الله عليه، وأنه ساق فى حجته مائة بدنة فنحرها وأطعمها المساكين، وأنه أمر لعربى بقطيع من الغنم وغير ذلك مع من كان معه من أصحاب الأموال كأبى بكر وعمر وعثمان وطلحة وغيرهم على بذلهم أنفسهم وأموالهم بين يديه، وقد أمر بالصدقة فجاء أبو بكر بجميع ماله، وعمر بنصفه، وحث على تجهيز جيش العسرة فجهزهم عثمان بالف بعير الى غير ذلك (وأجاب عنه الطبري) كما حكاه الحافظ فى الفتح بان ذلك كان منهم فى حالة دون حالة لا لعوز وضيق، بل تارة للايثار وتارة لكراهية الشبع وكثرة الأكل، نعم كان صلى الله عليه وسلم يختار ذلك مع امكان حصول التوسع والتبسط فى الدنيا له كما رواه أحمد والترمذى فى حديث أبى أمامة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال عرض على ربى ليجعل لى بطحاء مكة ذهبا، قلت لا يا رب ولكن أشبع يوما وأجوع يوما، فاذا جعت تضرعت إليك وذكرتك، وإذا شبعت شكرتك وحمدتك (قلت) كل ذلك تقدم فى كتابى الفتح الربانى فى مواضع مختلفة وتقدم أيضاً عن جابر قوله صلى الله عليه وسلم أتيت بمقاليد الدنيا على فرس أبلق جاءنى به جبريل، رواه الامام أحمد ورجاله رجال الصحيح وصححه ابن حبان وفيه اشارة الى ما تملكه امته من بعده، فانظر الى همته العلية كيف عرضت عليه مفاتيح كنوز الأرض فأباها، ومعلوم أنه لو أخذها لأنفقها فى طاعة ربه، فيالها من همة شريفة رفيعة ما اسناها: ونفس زكية ما أبهاها، وقد عوّضه

ص: 77

-[قول أنس رضى الله عنه كان اعجب الطعام اليه الدبّاء (يعنى النبى صلى الله عليه وسلم]-

(باب فيما كان يعجبه صلى الله عليه وسلم من الأطعمة)

(عن أنس بن مالك) رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تعجبه الفاغية وكان أعجب الطعام اليه الدبّاء (وعنه أيضا) قال قدمت إلى النبى صلى الله عليه وسلم قصعة فيها قرع وكان يعجبه القرع قال فجعل يلتمس القرع بإصبعه أو قال بأصابعه (حدثنا هشام بن القاسم) ثنا سليمان عن ثابت عن أنس بن مالك قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فانطلق وانطلقت معه قال فجيء بمرقة فيها دبّاء فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل ذلك الدباء ويعجبه فلما رأيت ذلك جعلت القيه اليه ولا أطعم منه شيئا، فقال أنس فما زلت أحبه، قال سليمان فحدثت بهذا الحديث سليمان التيمى فقال ما أتينا أنس بن مالك قط فى زمان الدباء إلا وجدناه فى طعامه (قط)(عن قتادة) سمع أنسا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الدباء قال أنس فجعلت أضعه بين يديه صلى الله عليه وسلم (عن أنس) قال بعثت معى أم سليم بمكتل فيه رطب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجده وخرج قريبا إلى مولى له دعاه صنع له طعاما، قال فأتيته فاذا هو يأكل فدعانى لآكل معه، قال وصنع له ثريدا بلحم قرع، قال واذا ما يعجبه القرع، قال فجعلت أجمعه وأدنيه منه: قال فلما طعم رجع إلى منزله، قال ووضعت المكتل بين يديه قال فجعل يأكل ويقسم

الله بالتصرف فى خزائن السماء، ورد الشمس بعد غروبها، وشق، القمر ورجم النجوم، واختراق السماوات وحبس المطر، وارساله: وارسال الريح وامساكها، وغير ذلك صلى الله عليه وسلم وعلى من اهتدى بهديه وسار بسيرته (باب)(1)(عن أنس بن مالك الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب ما كان يحبه ويمدحه النبى صلى الله عليه وسلم من الأطعمة من كتاب الأطعمة فى الجزء السابع عشر ص 85 رقم 69 (2)(وعنه أيضا الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى الباب المشار إليه عقب الحديث لسابق رقم 70 فارجع اليهما (3)(حدثنا هاشم بن القاسم الخ)(غريبه)(4) جاء عند أبى دواود عن أنس أن خياطا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام، قال أنس فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (5) الدّباء بضم المهملة وتشديد الموحدة ممدودا وهو اليقطين والقرع وله خواص فى جودة تغديته وهو من طعام المحرورين يطفئ ويبرد ويسكن اللهيب والعطش، جيد للصفراء: ولم يتداوى المحرورين بمثله ولا اعجل نفعا منه، يلين البطن ويزيد فى الدماغ وينفع البصر كيف استعمل الى غير ذلك مما يطول استقصاؤه، ذكره القسلطانى فى شرحه على البخارى (6) جاء عند أبى داود قال أنس فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبع الدباء من حوالى القصعة (تخريجه)(ق دنس مذ) بدون قوله قال سليمان الى آخر الحديث (7)(سنده)(قط) حدثنا أبو عبد الله السلمى ثنا أبو داود (يعنى الطيالسي) ثنا شعبة عن قتادة الخ (تخريجه) هذا الحديث من زوائد الامام أبى بكر القطيعى على مسند الامام أحمد ولذا رمزت له برمز (قط) كما أشرت إلى ذلك فى مقدمة الكتاب، وأخرجه أيضا أبو داود الطيالسى وسنده جيد، وتقدم معناه ضمن حديث رقم 70 المشار ليه آنفا (8)(سنده) حدّثنا ابن أبى عدى عن حميد عن أنس (يعنى ابن مالك الخ)(غريبه)(9) المكتل بكسر الميم الزنبيل وهو ما يعمل من الخوص يحمل فيه التمر وغيره والجمع مكاتل (10) جاء عند البخارى (أتى مولى له خياطا)(يعنى عتيقا) قال القسطلانى لم أقف على اسمه (11) الظاهر أن هذه القسمة

ص: 78

-[قول أبي هريرة رضى الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الذراع]-

حتى فرغ من آخره (عن حكيم بن جابر) عن أبيه قال دخلت على النبى صلى الله عليه وسلم فى بيته فرأيت عنده قرعًا (وفى رواية وعنده الدباء) فقلت يا رسول الله ما هذا؟ فقال هذا قرع نكثر به طعامنا (حدّثنا أبو جعفر المدائني) ثنا عباد بن العوام عن حميد الطويل عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الثفل قال عباد يعنى ثفل المرق (عن أبى رافع) مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة مصلية فأتى بها فقال لى يا أبا رافع ناولى الذراع فناولته فقال يا أبا رافع ناولنى الذراع فناولته ثم قال يا أبا رافع ناولنى الذراع فقلت يا رسول الله وهل للشاة إلا ذراعان فقال لو سكت لناولتنى منها ما دعوت به قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الذراع (عن أبى هريرة) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الذراع (عن ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب) أنها ذبحت فى بيتها شاة فأرسل اليها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اطعمينا من شاتكم فقالت للرسول والله ما بقى عندنا إلا الرقبة، وانى استحى أن أرسل إلى رسول الله

كانت لنسائه وذويه والله أعلم (تخريجه)(ق د نس مذ) بدون قصة أم سليم وقسمة الرطب وسنده صحيح ورجاله من رجال الستة وهو من ثلاثيان الامام أحمد، وأخرج أبو داود الطيالسى منه قصة أم سليم، وفيه قال أنس فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبض قبضة فيبعث بها إلى أزواجه ثم أكل البقية أكل رجل يعلم أنه يشتهيه (1)(سنده) حدّثنا وكيع ثنا اسماعيل بن أبى خالد عن حكيم بن جابر (يعنى الاحمسى عن أبيه الخ)(تخريجه)(مذ نس جه) قال الحافظ فى الفتح (قلت) وسنده صحيح ورجاله ثقات (2)(حدّثنا أبو جعفر المدائنى الخ)(غريبه)(3) الثفل بثاء مثلثة مضمومه ثم فاء ساكنة بعدها لام، قال فى النهاية الدقيق والسويق ونحوهما اه ومن كلام الامام الشافعى رحمه الله قال وبيّن فى سنته صلى الله عليه وسلم أن زكاة الفطر من الثفل مما يقتات الرجل وما فيه الزكاة، وانما سمى ثفلا لانه من الأقوات التى يكون لها ثفل اه وقيل هو الثريد، فقول عباد يعنى ثفل المرق لعله يريد الثريد والله أعلم (وجاء عند الحاكم) عن أنس أيضا بلفظ أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الثفل فسمعت أبا محمد يقول سمعت أبا بكر محمد بن اسحاق يقول الثفل هو الثريد اه وهو تلخيص المستدرك للذهبى قال قال ابن خزيمة الثفل الريد اه قال العلماء وحكمة محبته له دفع ما قد يقع لمن ابتلى بالترفه من ازدراده وأنه أنضج والذ (تخريجه)(ك) والترمذى فى الشمائل ولم يتكلم عليه الحاكم ولا الذهبى بصحة أو ضعف وحسنه الحافظ السيوطى أى رمز فى كتابه الجامع الصغير برمز الحسن، وقال الصدر المناوى سنده جيد، وقال الهيثمى هذا الحديث قد خولف فى رفعه والله أعلم (4)(عن أبى رافع الخ) هذا الحديث هو الطريق الثانى من حديث رقم 67 صفحة 84 فى الجزء السابع عشر من كتاب الأطعمة وتقدم بسنده وشرحه وتخريجه هناك (5)(عن أبى هريرة الخ) هذا الحديث تقدم فى كتاب الأطعمة أيضا رقم 68 عقب الحديث السابق بسنده وشرحه وتخريجه (6)(سنده) حدّثنا ابراهيم بن اسحاق قال حدثنى ابن مبارك عن أسامة بن زيد، وعلى بن اسحاق قال ثنا عبد الله قال أنا أسامة بن زيد عن الفضل بن المفضل عن عبد الرحمن الاعرج عن ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب (هى بنت عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها ذبحت الخ (غريبه)(7) إنما قال من شانكم بميم الجمع لأنه إما أن

ص: 79

-[قصة ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب فى إهدائها الرقبة للنبى صلى الله عليه وسلم]-

صلى الله عليه وسلم بالرقبة فرجع الرسول فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ارجع اليها فقل لها ارسلى بها فانها هادية وأقرب الشاة إلى الخير وأبعدها عن الأذى (عن جابر بن عبد الله) قال صنعنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فخارة فأتيته بها فوضعتها بين يديه فاطلع فيها فقال حسبته لحما فذكرت ذلك لأهلنا فذبحوا له شاة (باب ما جاء فى أدبه صلى الله عليه وسلم فى الأكل)(عن شعيب بن عبد الله ابن عمرو عن أبيه) قال ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل متكئا قط ولا يطأ عقبه رجلان (6)

يريد يا أهل البيت أو قصد تعظيمها وإلا فالقياس من شانك (1) إنما استحت أن ترسل بالرقبة الى النبى صلى الله عليه وسلم لحقارتها عند العرب لكثرة عظمها، قال الشاعر العربى (أم الحليس عجوز شهر به * ترضى من اللحم بعظم الرقبة)(2) أى البول والرجيع، ولذا قيل إنها أفضل الشاة، والأصح أن الأفضل الذراع (قال فى المواهب) ولا ريب أن أخف لحم الشاة لحم الرقبة ولحم الذراع والعضد وهو أخف على المعدة وأسرع انهضاما، وفى هذا دليل على أنه ينبغى مراعاة الأغذية التى تجمع ثلاث خواص (أحدها) كثرة نفعها وتأثيرها فى القوى (ثانيها) خفتها على المعدة وسرعة انحدارها عنها (ثالثها) سرعة هضمها وهذا أفضل ما يكون من الغذاء (تخريجه)(ش هق) وفى إسناده أسامة بن زيد بن اسلم العدوى قال فى الخلاصة ضعفه احمد وابن معين من قبل حفظه، قال ابن سعد توفى فى خلافة المنصورة (3)(عن جابر بن عبد الله الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب ما كان يحبه النبى صلى الله عليه وسلم ويمدحه من كتاب الأطعمة فى الجزء السابع عشر ص 85 بعد رقم 68 (باب)(4)(سنده) حدّثنا يزيد أخبرنا حماد ن سلة عن ثابت البنانى عن شعيب بن عبد الله بن عمرو عن ابيه يعنى (عبد الله بن عمر بن العاص)(غريبه)(5) قال الامام الخطابى فى شرح حديث لا آكل متكئاً عند أبى داود قال يحسب أكثر العامة أن المتكئ هو المائل على أحد شقيه لا يعرفون غيره، وكان بعضهم يتأول هذا الكلام على مذهب الطب ودفع الضرر عن البدن، اذ كان معلوما ان الآكل مائلا على أحد شقيه لا يكاد يسلم من ضغط يناله فى مجارى طعامه فلا يسبغه ولا يسهل نزوله فى معدته، قال وليس معنى الحديث ما ذهبوا إليه، وإنما المتكئ ها هنا هو المعتمد على الوطاء الذى تحته، وكل من استوى قعدا على وطاء فهو متكئ، والاتكاء مأخوذ من الوكاء ووزنه الافتعال منه؛ فالمتكئ هو الذى أوكه مقعدته وشدها بالقعود عن الوطاء الذى تحته. والمعنى أنى إذا أكلت لم أقعد متكئا على الأوطية والوسائد فعل من يريد أن يستكثر من الأطعمة ويتوسع فى الألوان، ولكن آكل علقة وآخذ من الطعام بلغة فيكون قعودى مستوفزا له، وروى أنه صلى الله عليه وسلم كان يأكل مقعياً يقول أنا عبد آكل كما يأكل العبد (قال الحافظ) المستحب فى صفة الجلوس للأكل أن يكون جاثيا على ركبتيه وظهور قدميه أو ينصب الرجل اليمنى ويجلس على اليسرى (6) قال ملاّ على القارى فى المرقاة أى لا يمشى قدام القوم بل يمشى وسط الجمع أو فى آخره تواضعا كذا ذكره المظهر وغيره، وقال الطيبى التثنية فى رجلان لا تساعد هذا التأويل ولعله كناية عن تواضعه وأنه لم يكن يمشى مشى الجبابرة مع الاتباع والخدم، ويؤيده اقترانه بقوله ما روى رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل متكئا فإنه كان من دأب المترفين، ودعا عمر على رجل فقال اللهم اجعله موطأ القدم، أى كثير الأتباع، دعا عليه أن يكون سلطانا أو مقدما أو ذا مال فيتبعه الناس

ص: 80

-[ما جاء في أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عاب طعاما قط ولا خبز له مرقق]-

قال عفان عقبيه (عن أبى هريرة) ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعامًا قط كان إذا اشتهاه أكله وإذا لم يشتهه تركه (عن يونس عن قتادة) عن أنس بن مالك قال ما أكل نبى الله صلى الله عليه وسلم على خوان ولا فى سكرجة ولا خبز له مرقق فقال قلت لقتادة فعلام كانوا يأكلون؟ قال على السفر (عن عائشة رضى الله عنها) قالت كان يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعامه وصلاته، وكانت شماله لما سوى ذلك

ويمشون وراءه اه ولا يخفى أن ما ذكره لا ينافى كلام غيره، وفائدة التثنية أنه قد يكون واحد من الخدم وراءه كأنس وغيره لمكان الحاجة به وهو لا ينافى التواضع من أصله والله أعلم (1) يعنى قال فى رواية أخرى عقبيه بالتثنية بدل عقبه بالافراد والله أعلم (تخريجه)(د جه) وسنده صحيح ورجاله ثقات (2)(سنده) حدّثنا يحيى وعبد الرحمن المعنى عن سفيان قال يحيى حدّثنى سليمان عن أبى حازم عن أبى هريرة الخ (غريبه)(3) أى سواء كان من صنعة الآدمى أو لا، فلا يقول مالح غير ناضج ونحو ذلك (4) أى كالضب واعتذر بكونه لم يكن بأرض قومه، وهذا كما قال ابن بطال من أحسن الأدب لأن المرء قد لا يشتهى الشيء ويشتهيه غيره، وكل مأذون فيه من جهة الشرع لا عيب فيه (تخريجه)(خ جه. وغيرهما)(5)(سنده) حدّثنا معاذ بن هشام الدستوائى قال حدّثنى أبى عن يونس عن قتادة الخ (غريبه)(6) بكر الخاء المعجمة ويضم أى مائدة (قال التوربشتى) الخوان الذى يؤكل عليه معرب والأكل عليه لم يزل من دأب المترفين وصنيع الجبارين لئلا يفتقروا إلى التطاطئ عند الأكل، كذا فى المرقاة، وللعلماء فيه أقوال ذكرها العينى ثم قال ليس فيما ذكر كله بيان هيئة الخوان، وهو طبق كبير من نحاس تحته كرسى من نحاس ملزوق به طوله قدر ذراع يرص فيه الزباد ويوضع بين يدى كبير من المترفين ولا يحمله إلا اثنان فما فوقهم اه (7) بضم السين والكاف والراء المشددة اناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الأدم وهى فارسية وأكثر ما يوضع فيه الكوامخ ونحوها (نه) قيل والعجم كانت تستعملها فى الكوامخ وما أشبهها يعنى المخللات وما أشبهها على الموائد حول الأطعمة للتشهى والهضم، فأخبر أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يأكل على هذه الصفة قط (قال العراقي) فى شرح الترمذى تركه الأكل فى السكرجة إما لكونها لم تكن تصنع عندهم إذ ذاك أو استصغارا لها لأن عادتهم الاجتماع على الأكل أو لأنها كانت تعد لوضع الأشياء التى تعين على الهضم ولم يكونوا لهم حاجة بالهضم اه (8) بضم الخاء وكسر الموحدة مبنى للمجهول أى ولا خبز لأجله مرقق أى ملين محسن وتقدم الكلام عليه (9) القائل هو يونس الراوى عن قتادة (فعلام) بميم مفردة أى فعلى أى شيء (فائد) ة إعلم أن حرف الجر إذا دخل على ما الاستفهامية حذف الألف لكثرة الاستعمال، لكن قد ترد فى الاستعمالات القليلة على الاصل نحو قول حسان (على ما قال يشتمنى لئيم) ثم اعلم أنه إذا اتصل الجار بما الاستفهامية المحذوفة الالف نحو حتام وعلام كتب معها بالالف لشدة الاتصال بالحروف (10) بضم ففتح جمع سفرة، اشتهرت لما بوضع عليه الطعام جلدا كان أو غيره ما عدا المائدة لما مر من أنها شعار المتكبرين غالبا (تخريجه)(خ مذ نس جه)(11)(سنده) حدّثنا محمد بن فضيل قال ثنا الاعمش عن رجل عن مسروق عن عائشة الى آخره (تخريجه) الحديث فى اسناده رجل لم يسم وبقية رجاله رجال الصحيح وتقدم من وجه آخر

ص: 81

-[ما جاء في نومه صلى الله عليه وسلم وقوله تنام عينى ولا ينام قلبى وقول عائشة ما نام قبل العشاء ولا بعدها]-

(باب ما جاء فى نومه صلى الله عليه وسلم وفراشه)(عن أبى هريرة) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تنام عينى ولا ينام قلبى (عن عائشة) قالت ما نام رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل العشاء ولا سهر بعدها (وعنها أيضا) قالت ما كنت ألقى النبى صلى الله عليه وسلم من السحر (وفى رواية من آخر الليل) إلا وهو عندى نائما (عن حفصة) زوج النبى صلى الله عليه وسلم ورضى عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه وضع يده اليمنى تحت خده الأيمن، وكانت يمينه لطعامه وطهوره وصلاته وثيابه، وكانت شماله لما سوى ذلك وكان يصوم الاثنين والخميس (وعنها أيضا) قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا آوى إلى فراشه وضع يده

-----

في باب الاستنجاء بالماء الخ من كتاب الطهارة فى الجزء الأول ص 282 رقم 141 (قال الامام أحمد) حدّثنا عبد الوهاب عن سعيد عن أبى معشر عن النخعى عن الأسود عن عائشة قالت كانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليسرى لخلائه وما كان من أذى، وكانت اليمنى لوضوئه ولمطعمه، ومن هذا الوجه أخرجه الشيخان والاربعة (باب)(1)(سنده) حدّثنا يحيى عن ابن عجلان قال سمعت أبى عن أبى هريرة الخ (غريبه)(2) هكذا جاء فى هذه الرواية بالإفراد وفى رواية (تنام عيناي) بالتثنية، فرواية الإفراد على أنه مفرد مضاف يعم، وهما روايتان فى البخارى (3) أى لان النفوس الكاملة القدسية لا يضعف ادراكها بنوم العين واستراحة البدن، ومن ثم كان سائر الانبياء مثله لتعلق أرواحهم بالملأ الأعلى لقوله صلى الله عليه وسلم إنا معشر الأنبياء تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا رواه ابن سعد عن عطاء مرسلا، ومن ثم كان صلى الله عليه وسلم إذا نام لم يوقظ لانه لا يدرى ما هو فيه، ولا ينافيه نومه بالوادى عن الصبح لان رؤيتها وظيفة بصرية (تخريجه) لم أقف عليه من حديث أبى هريرة لغير الإمام أحمد وسنده جيد (وقال فى المواهب) رواه البخارى من حديث عائشة قال لها عليه الصلاة والسلام لما قالت له (أتنام قبل أن توتر؟) قال الزرقانى فى شرحه على المواهب فقال يا عائشة إن عينى تنامان ولا ينام قلبى رواه الشيخان وأبو داود والترمذى والنسائى وأخرجه الحاكم عن أنس قال كانت تنام عيناه ولا ينام قلبه اه (4)(سنده) حدّثنا أبو أحمد ثنا عبد الله يعنى ابن عبد الرحمن بن يعلى الثقفى عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة الخ (تخريجه)(جه ظل حب) وسنده جيد، ويؤيده حديث أبى برزة بمعناه رواه الشيخان والأربعة وتقدم فى باب وقت صلاة العشاء من كتاب الصلاة فى الجزء الثانى ص 272 رقم 147 (5)(سنده) حدّثنا وكيع ثنا مسعر وسفيان عن سعد بن ابراهيم عن أبى سلمة عن عائشة قالت ما كنت الخ (غريبه)(6) أى السدس الآخر من الليل يؤيد ذلك قوله صلى الله عليه وسلم (إن أحب الصيام إلى الله صيام داود وأحب الصلاة إلى الله عز وجل صلاة داود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه، وكان يصوم يوماً ويفجطر يوماً رواه الجماعة من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وكان صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك وهو يدل على أفضلية قيام ثلث الليل بعد نوم نصفه وتعقيب قيام ذلك الثلث بنوم السدس الآخر ليكون ذلك كالفاصل ما بين صلاة التطوع والفريضة ويحصل بسببه النشاط لتأدية صلاة الصبح (7) جاء فى الاصل هكذا منصوبا على الحال (تخريجه) الحديث صحيح ورواه أيضاً (طل) ورجاله من رجال الستة (8)(سنده) حدّثنا حسين بن على عن زائدة عن عاصم عن المسيب عن حفصة زوج النبى صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه أحمد ورجاله ثقات، قال وروى أبو داود طرفا من أوله (9)(وعنها أيضا)

ص: 82

-[ما جاء في أن فراشه صلى الله عليه وسلم الذى كان ينام عليه من أدم محشو ليفا]-

اليمنى تحت خده وقال رب قنى عذابك يوم تبعث عبادك ثلاثا (عن عائشة رضى الله عنها) قالت كان ضجاع النبى صلى الله عليه وسلم الذى ينام عليه بالليل من أدم محشوًّا ليفا (عن ابن عباس) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليه عمر (رضى الله عنه) وهو على حصير قد أثر فى جنبه فقال يا نبى الله لو اتخذت فراشا أوثر من هذا: فقال مالى وللدنيا، ما مثلى ومثل الدنيا الا كراكب سار فى يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها (عن أنس بن مالك) قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على سرير مرمَّل بشريط وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف، فدخل عليه نفر من أصحابه ودخل عمر فانحرف رسول الله انحرافة فلم ير عمر بين جنبه وبين الشريط ثوبا وقد أثر الشريط بجنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى عمر، فقال له النبى صلى الله عليه وسلم ما يبكيك يا عمر؟ قال والله، إلا أن أكون أعلم أنك اكرم على الله عز وجل من كسرى وقيصر وهما يعبثان فى الدنيا فيما يعبثان فيه وأنت يا رسول الله بالمكان الذى أرى، فقال النبى صلى الله عليه وسلم أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة؟ قال بلى، قال فإنه كذلك (باب ما جاء فى لباسه صلى الله عليه وسلم وزينته)(عن قتادة) قال قلت لأنس بن مالك أى اللباس كان أعجب؟ قال عفان أو أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم؟ قال الحبرة

هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب هيئة الاضطجاع للنوم من كتاب الأذكار فى الجزء الرابع عشر ص 144 رقم 177 (وعن حذيفة بن اليمان) مثله وتقدم فى الباب المشار إليه ص 116 (1)(سنده) حدّثنا أبو معاوية ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة الخ (غريبه)(2) أى فراشه (3) بفتحتين أى جلد مدبوغ (محشوا ليفا) أى من ليف النخل (تخريجه)(ق مذ)(4)(سنده) حدّثنا عبد الصمد وأبو سعيد وعفان قالوا حدّثنا هلال عن عكرمة عن ابن عباس الخ (تخريجه)(طل) وأورده الحافظ ابن كثير فى تاريخه وقال تفرد به أحمد اه وكذلك أورده الهيثمى وقال رجال أحمد رجال الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة (5)(سنده) حدّثنا أبو النضر ثنا المبارك عن الحسن عن أنس بن مالك الخ (غريبه)(6) أى نسج بحصير من سعف النخل أى ورقه (قال الفارسي) سعف النخل أوراقه العريضة تنسج منه الأوعية والظروف اه (قال فى النهاية) والمراد أنه كان السرير قد نسج وجهه بالسعف ولم يكن على السرير وطاء (أى فرش) سوى الحصير (7) أى والله ما يبكينى الا أن أكون أعلم الخ (8) العبث اللعب: والمعنى أن الدنيا أقبلت عليهما حتى صارا يلعبان بأموالها ومتاعها لعبا. وجاء فى تاريخ بن كثير نقلا عن المسند بلفظ يعيشان بكسر العين بعدها ياء تحتية بدل الموحدة ثم شين معجمة بدل المثلثة، والمراد أنهما يعيشان فى رغد من العيش ويتمتعان بمتاع الدنيا وزينتها وزخرفها وأنت لم تجد فرشا يقى جسمك من تأثير الحصير، (تخريجه) الحديث سنده صحيح: ورواه (ق حه ك)(باب)(9)(سنده) حدّثنا بهز وعفان فالا ثنا همام ثنا قتادة قال قلت لأنس الخ (غريبه)(10) الحبرة بوزن عنبة هو برد يمان موشى مخطط والجمع حبر وحبرات وهى ضرب من برود اليمن تصنع من قطن وكانت أشرف الثياب عندهم، وسميت حبرة لانها تحبر أى تحسن، والتحبير التحسين

ص: 83

-[ما جاء في لباسه وزينته، وكان أحب اللباس اليه القميص]-

(عن أم سلمة) زوج النبى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قالت لم يكن ثوب أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من قميص (عن يعلى بن أمية) قالت رأيت النبى صلى الله عليه وسلم مضطبعا برداء حضرمى (وعنه من طريق ثان) قال رأيت النبى صلى الله عليه وسلم مضطبعا بين الصفا والمروة بيرد له نجرانى (وعنه من طريق ثالث) أن النبى صلى الله عليه وسلم لما قدم طاف بالبيت وهو مضطبع بيرد له حضرمى (عن مطرِّف عن عائشة) انها جعلت للنبى صلى الله عليه وسلم بردة سوداء من صوف فذكر سوادها وبياضه فلبسها فلما عرق ووجد ريح الصوف قذفها، وكان يحب الريح الطيبة (عن أبى رمثة التميمي) قال كنت مع أبى فأتيت النبى صلى الله عليه وسلم فوجدناه جالسا فى ظل الكعبة وعليه بردان أخضران (عن أبى بردة بن عبد الله بن قيس عن أبيه (10)

والتزيين، وسيأتى فى الحديث التالى عن أم سمة قالت لم يكن ثوب أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من قميص ويجمع بينهما بأن حبه للقميص حين يكون عند نسائه، وللحبرة حين يكون عند صحبه، لأن عادة العرب الائتزار والارتداء وبأنه كان يتخذ القميص من الحبرة والله أعلم، وانما أحبها للينها وحسن انسجام نسجها وإحكام صنعها وموافقتها لجسده الشريف فانه على غايه من النعومة واللين، ونحو الخشن يؤذيه، أو لأنها أشرف الثياب عندهم فأحبها اظهارا للنعمة عليه ودفعا لوهم قلوب الوافدين عليه الذين لم يتمكّن الاسلام من قلوبهم، فيكون حبها لأمر أخروى لا دنيوى (تخريجه)(ق د مذ)(1)(عن أم سلمة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب ما جاء فى الازار والقميص من كتاب اللباس فى الجزء السابع عشر ص 236 رقم 9 (2)(سنده) حدّثنا عبد الله بن الوليد قال ثنا سفيان عن ابن جريج عن رجل عن ابن يعلى عن يعلى قال رأيت النبى صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(3) نسبة إلى حضرموت أى البرود التى تصنع بها (4)(سنده) حدّثنا عمر بن هارون البلخى أبو حفص ثنا ابن جريج عن بعض بنى يعلى بن أمية عن أبيه الحديث (5) نسبة إلى نجران وهو موضع معروف بين الحجاز والشام واليمن (نه)(6)(سنده) حدّثنا وكيع قال ثنا سفيان عن ابن جريج عن ابن يعلى عن أبيه أن النبى صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه)(د مذ نس) وفى سند الطريق الأولى عند الإمام أحمد رجل مبهم سقط الرجل المبهم عند الامام أحمد من الطريق الثانية والثالثة وكذلك سقط عند أبى داود والنسائى وقد صرح به الترمذى فقال عن ابن جريج عن عبد الحميد بن جبير عن ابن يعلى عن أبيه فذكر الحديث وعبد الحميد بن جبير هذا ثقة. وأما ابن يعلى فلم يسم عند الجميع. وقد جزم الوالى العراقى فى شرح أبى داود فقال هو صفوان بن يعلى بن أمية ثقة روى له الستة، وعلى هذا فالحديث رجاله كلهم ثقات، ولذلك قال الترمذى بعده ذكره هذا حديث حسن صحيح والله أعلم (7)(عن مطرف عن عائشة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب ما جاء فى الأخضر والأسود من كتاب اللباس فى الجزء السابع عشر ص 241 رقم 30. وجاء عند مسلم والامام أحمد والترمذى (عن عائشة) قالت خرج النبى صلى الله عليه وسلم ذات غداة وعليه مرط شعر أسود (قلت) المرط بكسر الميم وسكون الراء كساء من خزاأ وصوف يؤتزر به (8) (سنده) حدّثنا وكيع عن على ابن صالح عن أياد بن لقيط عن أبى رمثة التميمى (الخ) (غريبه) (9) ثنية برد والبرد لغة، ثوب مخطط فوصفه بالخضرة يدل على أنه مخطط بها، ولو كان أخضر خالصا لم يكن بردا (تخريجه) (مذ د نس) وسنده صحيح ورجاله ثقات (10) (سنده) حدّثنا روح قال ثنا سعيد عن قتاده قال حدث أبو بردة

ص: 84

-[ما جاء في أنواع ملابسه صلى الله عليه وسلم وانه كان يرى عضلة ساقه من تحت ازاره اذا اءتزر]-

قال قال أبي لو شهدتنا ونحن مع نبينا صلى الله عليه وسلم إذا أصابتنا السماء حسبت أن ريحنا ريح الضأن انما لباسنا الصوف (عن أبى عمر مولى أسماء) قال أخرجت الينا أسماء جبة مزرورة بالديباج فقالت فى هذه كان يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم العدو (عن أبى هريرة) أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يرى عضلة ساقه من تحت ازاره اذا اتزر (عن أبى بردة) قال أخرجت الينا عائشة رضى الله عنها كساء ملبدا وازارا غليظا (وفى رواية مما صنع اليمن) فقالت قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فى هذين (عن ابن عباس) أن النبى صلى الله عليه وسلم خطب الناس وعليه عصابة دسمة (عن جعفر بن عمرو بن حريث عن أبيه) ان النبى صلى الله عليه وسلم خطب الناس وعليه عمامة سوداء (عن جابر بن عبد الله) أن النبى صلى الله عليه وسلم دخل يوم فتح مكة وعليه عمامة

ابن عبد الله بن قيس عن أبيه الخ (قلت) عبد الله بن قيس اسم أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه (غريبه)(1) يعنى المطر (2) يعنى صوم الغنم فإذا أصابه المطر ظهرت له رائحة كريهة كرائحة الضأن وانما كانوا يلبسون الصوف مع كراهة ريحه لأنهم لم يجدوا غيره، ولانه لبس المتقشفين الذين ليس لهم حظ فى متاع الدنيا وزينتها (تخريجه)(مذ جه) وقال الترمذى حديث صحيح، ورواه الطبرانى بإسناد صحيح أيضا، وزاد فى آخره انما لباسنا الصوف وطعامنا الاسودان التمر والماء (3)(عن أبى عمر ومولى أسماء الخ) هذا الحديث تقدم فى باب اباحة اليسير من الحرير كالعلم الخ من كتاب اللباس فى الجزء السابع عشر ص 276 رقم 143 وانظر الحديث الذى قبله هناك رقم 42 واقرأ شرحه تجد ما يسرك والله الموفق (4)(سنده) حدّثنا يحيى بن أبى بكير حدثنا زهير بن محمد عن صالح مولى التوأمة عن أبى هريرة الخ (غريبه)(5) معناه أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يسبل الإزار بل كان ازاره مرفوعا فوق عضلة ساقه، وقد ورد فى إسبال الإزار وعيد شديد، انظر باب النهى عن الشهرة والاسبال ووعيد من فعل ذلك من كتاب اللباس فى الجزء السابع عشر ص 289 (تخريجه) اورده الهيثمى وقال رواه أحمد وفيه صالح بن نبهان مولى التوأمة وقد اختلط وبقية رجاله رجال الصحيح (6)(عن أبى بردة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب احتضاره صلى الله عليه وسلم ومعالجته سكرات الموت فى الجزء الحادى والعشرين ص 248 رقم 529 (7)(سنده) حدّثنا وكيع حدثنا ابن سليمان بن الغسيل عن عكرمة عن ابن عباس الخ (قلت) ابن سليمان بن الغسيل المذكور فى السند هو عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة الأنصارى نسب إلى جده الأعلى حنظلة بن أبى عامر غسيل الملائكة يوم أحد لأنه استشهد وهو جنب وعبد الرحمن هذا ثقة أخرج له الشيخان ويعد فى التابعين لأنه رأى أنس بن مالك وسهل بن سعد ومات سنة 175 وقد جاوز المائة (غريبه)(8) لعل هذه الخطبة كانت يوم فتح مكة لأنه دخلها وعليه عمامة سوداء كما يستفاد من حديث جابر الآتى بعد حديث (9) العصابة العمامة (دسمة) بفتح الدال وكسر السين المهملة أى سوداء (تخريجه) الحديث صحيح ورجاله ثقات ولم أقف عليه لغير الامام أحمد من حديث ابن عباس (10)(سنده) حدّثنا وكيع ثنا مساور الوراق عن جعفر بن عمر بن حريث عن ابيه الخ (تخريجه)(م د نس جه)(11)(عن جابر بن عبد الله الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه

ص: 85

-[قوله صلى الله عليه وسلم لا اركب الارجوان ولا البس المعصفر ولا البس القميص المكفف بالحرير]-

سوداء (عن أنس بن مالك) قال كانت نعال رسول الله صلى الله عليه وسلم لها قبالان (عن مطرِّف بن الشخير) قال أخبرنى أعرابى لنا قال رأيت نعل نبيكم مخصوفة (عن قتادة عن الحسن عن عمران بن حصين) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا أركب إلا رجوان ولا ألبس المعصفر، ولا ألبس القميص المكفف بالحرير، قال وأومأ الحسن إلى جيب قميصه وقال ألا وطيب الرجال ريح لا لون له، ألا وطيب النساء لون لا ريح له (عن عائشة رضى الله عنها) قالت كنت إذا دهنت رسول صلى الله عليه وسلم صدعت فرقه من فوق يافوخه وأرسلت له ناصية (عن أبى سعيد الخدري) قال ذكر المسك عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هو أطيب الطيب (عن عثمان بن عروة) انه سمع اباه يقول سألت عائشة رضى الله عنها بأى شئ طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت بأطيب الطيب (عن أنس بن مالك) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حبب الى من الدنيا النساء والطيب وجعل قرة عينى فى الصلاة (عن ابن عباس) كان صلى الله عليه وسلم يكتحل بالإثمد كل ليلة قبل أن ينام وكان يكتحل فى كل عين ثلاثة أميال (عن أبى رمثة) قال كان النبى يخضب بالحنا والكتم وكان شعره يبلغ كتفيه أو منكبيه

في باب صفة دخول النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه مكة فى غزوة الفتح فى الجزء الحادى والعشرين ص 151 رقم 366 (1)(سنده) حدّثنا يزيد أنا همام بن يحيى عن قتادة عن أنس بن مالك الخ (غريبه)(2) بكسر القاف تثنية قبال، وهو زمام النعل، وهو السير الذى يعقد فيه الشِّسع الذى يكون بين الإصبعين الوسطى والتى تليها (تخريجه)(خ د مذجه)(3)(سنده) حدّثنا ابو أحمد ثنا سفيان عن خالد الحذاء عن يزيد بن الشخير عن مطرف بن الشخير الخ (غريبه)(4) من الخصف الضم والجمع أى مخروزة يعنى مرقعة (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (5)(عن قتادة عن الحسن الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب طيب الرجال وطيب النساء من كتاب اللباس فى الجزء السابع عشر ص 208 رقم 250 فارجع إليه (6)(عن عائشة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب جواز اتخاذ الشعر واكرامه من كتاب اللباس والزينة فى الجزء السابع عشر ص 323 رقم 48 (7)(عن أبى سعيد الخدرى الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب استحباب الطيب الخ فى الجزء السابع عشر ص 306 رقم 242 (8) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى الباب والصفحة المشار إليهما رقم 244 عقب الحديث السابق (9)(عن أنس بن مالك الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب استحباب الطيب فى الجزء السابع عشر ص 205 رقم 241 (10)(عن ابن عباس الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب ما جاء فى الكحل من كتاب اللباس والزينة فى الجزء السابع عشر وهو الطريق الثالث من حديث رقم 251 ص 308 (11)(عن أبى رمثة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب ما جاء فى تغيير الشيب بالحنا والكتم الخ من كتاب اللباس والزينة فى الجزء السابع عشر ص 316 رقم 24

ص: 86

-[ما جاء في عبادته صلى الله عليه وسلم وقول عائشة كان عمله ديمة وايكم بطيق ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيق]-

(عن أنس بن مالك) قال سدل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناصيته ما شاء أن يسدلها ثم فرق بعد (باب ما جاء فى عباداته صلى الله عليه وسلم (عن علقمة) قال سألت عائشة رضى الله عنها اكان رسول الله يخص شيئا من الأيام (يعنى بالعبادة) قالت كان عمله ديمة وايكم يطيق ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيق (باب ما جاء فى قيامه صلى الله عليه وسلم بالليل ووتره وغير ذلك)(عن زرارة بن أوفى) عن سعد بن هشام أنه أتى ابن عباس رضى الله عنهما فسأله عن الوتر فقال ألا أنبئك بأعلم أهل الأرض بوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم، قال ائت عائشة فاسألها ثم

(1)(عن أنس بن مالك) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب جواز اتخاذ الشعر واكرامه من كتاب اللباس والزينة فى الجزء السابع عشر ص 323 رقم 47 (باب)(2)(سنده) حدّثنا يحيى عن سفيان قال حدّثنى منصور عن إبراهيم عن علقمة الخ (غريبه)(3) معناه أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا عمل عملا من الأعمال التى يتقرب بها إلى الله دوام عليه، وقد ورد فى فضل المداومة على الأعمال الصالحة أحاديث كثيرة. تقدم بعضها فى باب الاقتصاد فى الأعمال (منها) قوله صلى الله عليه وسلم اكلفوا من العمل ما تطيقون فان خير العمل أدومه وان قل (ومنها) أن الأسود قال لعائشة رضى الله عنها حدثينى بأحب العمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت كان أحب العمل اليه الذى يدوم عليه الرجل وان كان تيسيراً (4) معناه انكم لا تطيقون العمل مثله لأن الزام النفس بشيء دائما مع المحافظة عليه يشق عليها جدا فيندر من يفى بذلك غير الأنبياء (تخريجه)(ق د هق. وغيرهم) وتقدم مثله فى باب صفة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل فى الجزء الرابع ص 262 رقم 1032 (تنبيه) كل ما يتعلق بعباداته صلى الله عليه وسلم من وضوء وغسل وتيمم ومسح على الخفين ونحو ذلك من أنواع الطهارة، وكذلك من صلاة سواء كان فرضاً أو نفلا وقيام ووتر وصيام وحج: كل ذلك تقدم فى قسم العبادات هذا مستوفى وقد ذكرت هنا شيئاً يسيراً من ذلك لم يذكر هناك والله الموفق (فائده) أمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم بعبادته فى مواضع من كتابه العزيز فقال (ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) واليقين الموت وقال تعالى {فابعده واصطبر لعبادته} وقال تعالى {ولله غيب السموات والأرض وإليه يرجع الامر كله فابعده وتوكل عليه} وقد اختلف العلماء هل كان عليه الصلاة وأزكى السلام قبل بعثته متعبداً بشرع من قبله أم لا؟ فقال جماعة لم يكن متعبدا بشى وهو قول الجمهور، وأما قوله تعالى {ثم أوحينا اليك أن اتبع ملة ابراهيم حنيفا} فانما المراد إتباعه فى التوحيد، (وقال شيخ الاسلام البلقيني) فى شرح البخارى لم تجئ فى الاحاديث التى وقفنا عليها كيفية تعبده صلى الله عليه وسلم، لكن روى ابن اسحاق وغيره انه عليه الصلاة والسلام كان يخرج إلى حراء فى كل عام شهراً من السنة يتنسك فيه حتى اذا انصرف من مجاورته لم يدخل بيته حتى يطوف بالكعبة، وحمل بعضهم التعبد على التفكر والله أعلم (باب)(5)(سنده) حدّثنا يحيى ثنا سعيد بن أبى عروبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام أنه طلق امرأته ثم ارتحل إلى المدينة ليبيع عقارا له بها ويجعله فى السلاح، والكراع ثم يجاهد الروم حتى يموت، فلقى رهطا من قومه فحدثوه أن رهطا من قومه ستة أرادوا ذلك على عهد رسول اله صلى الله عليه وسلم فقال أليس لكم فىّ أسوة حسنة؟ فنهاهم عن ذلك، فأشهدهم على

ص: 87

-[حديث سعد بن هشام الجامع لعبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم]-

ارجع إلي فأخبرنى بردها عليك قال فأتيت على حكيم بن أفلح فاستلحقته اليها، فقال ما أنا بقاربها إنى نهيتها أن تقول فى هاتين الشيعتين شيئًا فأبت فيهما ألا مضيّا، فأقسمت عليه فجاء معى فدخلنا عليها، فقالت حكيم؟ وعرفته قال نعم أو بلى، قالت من هذا معك؟ قال سعد بن هشام قالت من هشام؟ قال ابن عمر، قال فترحمت عليه وقالت نعم المرء كان عامر (قلت يا أم المؤمنين) أنبئينى عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ألست تقرأ القرآن؟ قلت بلى، قالت فان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن فهممت أن أقوم فبدالى قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم (قلت يا أم المؤمنين) أنبئينى عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ألست تقرأ هذه السورة (يا أيها المزمل) قلت بلى، قالت فان الله عز وجل افترض قيام الليل فى أول هذه السورة، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولا حتى انتفخت أقدامهم، وأمسك الله عز وجل خاتمتها فى السماء اثنى عشر شهرا، ثم أنزل الله عز وجل التخفيف فى آخر هذه السورة، فصار قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم الليل تطوعًا من بعد فريضته فهممت أن أقوم ثم بدا لى وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم (قلت يا أم المؤمنين) أنبئينى عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت كنا نعد له سواكه وطهوره فيبعثه الله عز وجل لما شاء أن يبعثه من الليل فيتسوك ثم يتوضأ ثم يصلى ثمان ركعات لا يجلس فيهن إلا عند الثامنة فيجلس ويذكر ربه عز وجل ويدعو ويستغفر، ثم ينهض ولا يسلم، ثم يصلى التاسعة فيقعد فيحمد ربه ويذكره ويدعو ثم يسلم تسليما يسمعنا، ثم يصلى ركعتين وهو جالس بعدما يسلم فتلك احدى عشر ركعة يا بني، فلما أسن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ اللحم أوتر بسبع ثم صلى ركعتين وهو جالس بعدما يسلم، فتلك تسع يا بنى وكان نبى الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أحب أن يداوم عليها، وكان إذا شغل عن قيام الليل بنوم أو وجع أو مرض صلى من النهار اثنى عشرة ركعة ولا أعلم نبى الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن كله في ليلة

رجعتها ثم رجع إلينا فأخبرنا أنه أتى ابن عباس فسأله عن الوتر الخ (غريبه)(1) فيه أنه يستحب للعالم إذا سئل عن شئ ويعرف أن غيره أعلم منه به أن يرشد السائل اليه، فان الدين النصيحة ويتضمن مع ذلك الانصاف والاعتراف بالفضل لاهله والتواضع (2) الشيعتان الفرقتان، والمراد تلك الحروب التى جرت بين معاوية وعلى فى وقعة الجمل (3) معناه العمل به والوقوف عند حدوده والتأدب بآدابه والاعتبار بأمثاله وقصصه وتدبره وحسن تلاوته (4) أى قيامه فى صلاة الليل (5) هذا ظاهره أنه صار تطوعا فى حق رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمة. فأما الأمة فهو تطوع فى حقهم بالاجماع؛ وأما النبى صلى الله عليه وسلم فاختلفوا فى نسخه فى حقه (قال النووي) والأصح عندنا نسخه (6)(قال النووي) وقد أخذ بظاهر هذا الحديث الاوزاعى وأحمد فيما حكاه القاضى عنهما فأباحا ركعتين بعد الوتر جالسا، وقد أحمد لا أفعله ولا أمنع من فعله، قال وأنكره مالك (قلت) الصواب ان هاتين الركعتين فعلهما صلى الله عليه وسلم بعد الوتر جالسا لبيان جواز الصلاة بعد الوتر وبيان جواز النفل جالسا ولم يواظب على ذلك، بل فعله مرة أو مرتين أو مرات قليلة، قال وانما تأولنا حديث الركعتين جالسا لأن الروايات المشهورة فى الصحيحين وغيرهما عن عائشة مع روايات خلائق من الصحابة فى الصحيحين مصرحة بأن آخر صلاته صلى الله عليه وسلم فى الليل كان وترا اه (7) فيه دلالة على استحباب المحافظة على الأوراد

ص: 88

-[ما جاء في وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلاة الضحى]-

ولا قام ليلة حتى أصبح، ولا صام شهرا كاملا غير رمضان، فأتيت ابن عباس فحدثته بحديثها فقال صدقت، أما لو كنت أدخل عليها لأتيتها حتى تشافهنى مشافهة (عن عائشة رضى الله عنها) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى العشاء دخل المنزل ثم صلى ركعتين، ثم صلى بعدهما ركعتين أطول منهما، ثم أوتر بثلاث لا يفصل فيهن، ثم صلى ركعتين وهو جالس يركع وهو جالس ويسجد وهو قاعد جالس (عن الأسود) قال سألت عائشة رضى الله عنها عن صلاة النبى صلى الله عليه وسلم بالليل، فقالت ينام أوله ويقوم آخره (وفى رواية كان ينام أول الليل ويحيى آخره)(عن يعلى بن تملك) أنه سأل أم سلمة زوج النبى صلى الله عليه وسلم ورضى عنها عن صلاة النبى صلى الله عليه وسلم بالليل، قالت كان يصلى العشاء الآخرة ثم يسبح ثم يصلى بعدها ما شاء الله من الليل، ثم ينصرف فيرقد مثل ما صلى، ثم يستيقظ من نومته تلك فيصلى مثل ما نام، وصلاته الآخرة تكون إلى الصبح (عن عبد الله بن شقيق) قال قلت لعائشة رضى الله عنها أكان نبى الله صلى الله عليه وسلم يصلى صلاة الضحى؟ قالت لا، إلا أن يجيء من مغيبة قال قلت أكان يصلى جالسًا؟ قالت بعدما محطمه الناس، قال قلت أكان يقرأ السورة؟ فقالت المفصل، قال قلت أكان يصوم شهرا كله؟ قالت ما علمته صام شهرا كله إلا رمضان ولا أعلمه أفطر شهرا كله حتى يصيب منه حتى مضى لوجهه، قال يزيد يقرن وكذلك قال أبو عبد الرحمن

وأنها إذا فاتت تقضى (تخريجه)(م، دنس)(1)(سنده) حدّثنا أبو النضر ثنا محمد يعنى ابن راشد عن يزيد بن يعفر عن الحسن عن سعد بن هشام عن عائشة الخ (تخريجه)(مسلم وغيره) وقد تقدم الكلام على أحكام هذا الحديث والذى قبله فى آخر باب ما روى عن ابن عباس فى صفة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل فى الجزء الرابع ص 256 فارجع اليه (2)(سنده) حدّثنا وكيع قال ثنا اسرائيل وأبىّ عن اسحاق عن الأسود الخ (تخريجه)(ق. وغيرهما)(3)(سنده) حدّثنا محمد بن بكر وعبد الرزاق قالا ثنا ابن جريج قال أخبرنى عبد الله بن أبى مليكة أخبرنى يعلى بن مملك أنه سأل أم سلمة الخ (تخريجه) لم أقف عليه من حديث أم سلمة لغير الامام أحمد وسنده جيد (4)(سنده) حدّثنا محمد بن جعفر حدثنا كهمس ويزيد قال أبو عبد الرحمن المقرى عن كهمس قال سمعت عبد الله بن شقيق قال قلت لعائشة الخ (غريبه)(5) أى من سفر (6) يقال حطم فلانا أهله إذا كبر فيهم كأنهم بما حمّلوه من أثقالهم صيروه شيخا محطوما (نه)(7) جاء من طريق آخر عند الامام أحمد عن عبد الله بن شقيق أيضاً قال قلت لعائشة هل كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يجمع بين السور فى ركعة؟ قالت المفصل ومعناه يقرأ أكثر من سورة فى ركعة من سور المفصل (قال الطيبي) أوله سورة الحجرات لأن سوره قصار، كل سورة كفصل من الكلام، وقد تقدم الكلام على أول المفصل وطواله وأوساطه وقصاره فى باب قراءة سورتين أو أكثر فى ركعة من كتاب الصلاة فى الجزء السادس ص 211 فارجع اليه (8) معناه أنّ يزيد قال فى روايته (يقرن) بدل قوله (أكان يقرء السورة) يريد أنه قال أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرن السورة الخ أى يضم إليها أخرى، وكذلك قال أبو عبد الرحمن يعنى المقرى المذكور فى السند، قال كقول يزيد، وهذا هو الظاهر والله أعلم (تخريجه)

ص: 89

-[ما جاء في صيامه صلى الله عليه وسلم تطوعا وانه كان يكثر الصوم فى شعبان]-

(باب ما جاء فى صيامه صلى الله عليه وسلم تطوعا)(عن أسامة بن زيد) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم الأيام يسرد حتى يقال لا يفطر، ويفطر الأيام حتى لا يكاد أن يصوم إلا يومين من الجمعة إن كانا فى صيامه وإلا صامهما، ولم يكن يصوم من شهر من الشهور ما يصوم من شعبان فقلت يا رسول الله انك تصوم لا تكاد أن تفطر، وتفطر حتى لا تكاد أن تصوم إلا يومين ان دخلا فى صيامك وإلا صمتهما، قال أى يومين؟ قال قلت يوم الاثنين ويوم الخميس، قال ذانك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين وأحب أن يعرض عملى وأنا صائم قال قلت ولم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، قال ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر يرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فاحب أن يرفع عملى وأنا صائم (عن عبد الله بن شقيق) قالت سألت عائشة رضى الله عنها عن صوم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت ما علمته صام شهرا حتى يفطر منه، ولا أفطره حتى يصوم منه حتى مضى لسبيله (وعنها أيضا) قالت كان رسول الله يصوم حتى نقول ما يريد أن يفطر، ويفطر حتى نقول ما يريد أن يصوم، وكان يقرأ كل ليلة ببنى إسرائيل والزمر (باب بعض ما جاء فى حجه صلى الله عليه وسلم (عن سالم بن عبد الله) ان عبد الله بن عمر قال

(م. هق وغيرهما)(باب)(1)(سنده) حدّثنا عبد الرحمن بن مهدى ثنا ثابت بن قيس أبو غصن حدّثنى أبو سعيد المقبرى حدّثنى أسامة بن زيد الخ (غريبه)(2) أى يتابع صور الأيام (3) أى إن كانا فى صيامه المتتابع صامهما معه (وإلا صامهما) أى من الأيام المقبلة بعد فطره من المتتابع (4) أى مقدار ما يصوم من شعبان فانه كان يصوم فيه أكثر من غيره من الشهور الأخرى (5) أى طلبا لزيادة رفع الدرجة (قال ابن الملك) وهذا لا ينافى قوله عليه السلام يرفع عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، للفرق بين الرفع والعرض لأن الأعمال تجمع فى الأسبوع وتعرض فى هذين اليومين، وفى حديث مسلم تعرض الأعمال فى كل جمعة مرتين يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل مؤمن إلا عبداً بينه وبين أخيه شحناء: فيقال أنظروا هذين حتى يصطلحا، قال ابن حجر (يعنى العسقلاني) ولا ينافى هذا رفعها فى شعبان حيث قال إنه شهر ترفع فيه الأعمال واحب أن يرفع عملى وأنا ضائم، لجواز رفع أعمال الأسبوع مفصلة، وأعمال العام مجملة كذا فى المرقاة (6) ظاهر قوله يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان انهم كانوا يصومون فى رجب فيغفلون عن تعظيم شعبان بالصوم كما يعظمون رمضان ورجبا به (7) تقدم شرح هذه الجملة آنفا (تخريجه)(د نس. وغيرهما) باختصار عما هنا وصححه ابن خزيمة ونفى مسلم بعضه (8)(سنده) حدثنا وكيع ثنا كهمس عن عبد الله بن شقيق قال سألت عائشة الخ (غريبه)(9) هذه كناية عن الموت أى إلى أن مات (تخريجه)(م. وغيره)(10)(وعنها أيضاً الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب صيام النبى صلى الله عليه وسلم واكثاره الصوم فى شعبان فى الجزء العاشر ص 200 رقم 254 (باب)(11) تقدم صفة النبى صلى الله عليه وسلم عن كثير من الصحابة فى كتاب الحج فى الجزء الحادى عشر خصوصا حديث جابر ص 74 رقم 64 بما لا يحتاج معه إلى زيادة (12)(سنده) حدّثنا حجاج حدثنا ليث قال حدّثنى عقيل عن

ص: 90

-[صفة حج النبى صلى الله عليه وسلم وتاريخه وعدد من كان معه من الصحابة]-

تمتع النبي صلى الله عليه وسلم فى حجة الوداع بالعمرة إلى الحج وأهدى فساق معه الهدى من ذى الحليفة وبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأهل العمرة ثم أهل بالحج وتمتع الناس مع رسول الله بالعمر إلى الحج فكان من الناس من أهدى فساق الهدى، ومنهم من لم يهد، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة قال للناس من كان منكم أهدى فانه لا يحل من شيء حرم منه حتى يقضى حجه، ومن لم يكن منكم أهى فليطف بالبيت وبالصفا والمروة وليقصر وليحلل، ثم ليهل بالحج وليهد فمن لم يجد هديا فليصم ثلاثة أيام فى الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله، وطاف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مكة استلم الركن أول شئ، ثم خب ثلاثة أطواف من السبع ومشى أربعة أطواف ثم ركع حين قضى طوافه بالبيت عند المقام ركعتين ثم سلم، فانصرف فأتى الصفا فطاف بالصفا والمروة، ثم لم يحلل من شئ حرم منه، حتى قضى حجه ونحر هديه يوم النحر وأفاض فطاف بالبيت ثم حل من كل شئ حرم منه وفعل مثل ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهدى وساق الهدى من الناس (عن ابن عباس) أن النبى صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت وهو على بعيره واستلم الحجر بمحجن (13)

ابن شهاب عن سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر الخ (غريبه)(1) جاء فى حديث جابر (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لعشر بقين من ذى القعدة) أى سنة عشر من الهجرة (2) بضم الحاء المهملة وبالفاء اسم مكان على ستة أميال من المدينة وبينه وبين مكة عشر مراحل أو تسع (3) قال فى المرقاة وقد بلغ جملة من معه من أصحابه فى تلك الحجة تسعين ألفا وقيل مائة وثلاثين ألفا (4) هو الذى قرن الحج بالعمرة وساق الهدى لا يحل له أن يحل من احرامه حتى يقضى حجه بالطواف والسعى والوقوف بعرفة إلى آخر مناسك الحج؛ ويستفاد من سياق الحديث أن النبى صلى الله عليه وسلم أهل أوّلا بالعمرة وتبعه الناس فى ذلك ثم أهل بالحج وأمر من كان معه هدى أنه يهل بالحج ويبقى على احرامه حتى ينتهى حجه، ومن لم يكن معه هدى أن يبقى على عمرته ثم يطوف بالبيت ويسعى بين الصفا والمروة، ثم يحل من احرامه وياره فى نظير ذلك هدى (5) هو الذى تمتع بالعمرة إلى الحج (6) أى ابتدأ الطواف من الركن الذى فيه الحجر الأسود بعد استلامه (7) الخبب ضرب من العدو؛ أى سعى فوق مشيه المعتاد (8) أى كمشيه المعتاد (9) يعنى مقام ابراهيم عليه السلام (10) يعنى طاف بالبيت طواف الافاضة ولم يسع بين الصفا والمروة لأنه يجزى السعى الأول الذى صدر منه عقب طواف القدوم لأنه كان قارنا، اما المتمتع فلابد للعمرة من طواف وسعى وللحج كذلك (تخريجه)(ق د نس)(11)(سنده) حدّثنا هشيم حدثنا يزيد بن أبى زياد عن عكرمة عن ابن عباس الخ (غريبه)(12) جاء من طريق ثان عن ابن عباس أيضا قال جاء النبى صلى الله عليه وسلم وكان قد اشتكى فطاف بالبيت على بعير ومعه محجن كلما مر عليه استلم به الحديث، وفى هذه الرواية بيان لعلة ركوبه صلى الله عليه وسلم، وقيل انما ركب لبيان الجواز (قال النووي) وجاء فى سنن أبى داود أنه صلى الله عليه وسلم كان فى طوافه هذا مريضا، وإلى هذا المعنى اشار البخارى وترجم عليه باب المريض يطوف راكبا لهذا كله (13) المحجن بكسر الميم واسكان الحاء المهملة وفتح الجيم وهو عصا معقفة يتناول بها الراكب ما سقط له ويحرك بطرفها بعيره للمشي، وفيه دلالة على جواز الطواف راكبا واستحباب استلام الحجر وأنه إذا عجز عن استلامه بيده استلمه بعود ونحوه

ص: 91

-[ما جاء في ذكر أولاده صلى الله عليه وسلم مبتدئا بفاطمة الزهراء لانها افضلهم]-

كان معه، قال وأتى السقاية فقال اسقوني، فقالوا ان هذا يخوضه الناس ولكنا نأتيك به من البيت فقال لا حاجة لى فيه أسقونى مما يشرب منه الناس

(ابواب ما جاء فى ذكر أولاده صلى الله عليه وسلم وآل بيته الطاهرين وزوجاته امهات المؤمنين رضى الله عنهم أجمعين)

(باب ما جاء فى ذكر أولاده وشئ من مناقبهم (فمنهم فاطمة الزهراء رضى الله عنها)(عن مسروق عن عائشة) رضى الله عنها قالت أقبلت فاطمة (رضى الله عنها) تمشى كأن مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مرحبًا يا بنتي، ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم إنه أسرّ اليها حديثا فبكت، فقلت لها استخصك رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه ثم تبكين؟ ثم إنه أسرّ إليها حديثًا فضحكت، فقلت ما رأيت كاليوم فرحًا أقرب من حزن فسألتها عما قال: فقالت ما كنت لأفشى سر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا قبض النبى صلى الله عليه وسلم سألتها فقالت إنه

(1) أي المكان الذى يستقى منه وهو زمزم كما جاء فى حديث جابر الطويل فى صفة حج النبى صلى الله عليه وسلم (2) أى يخوضه الناس بأيديهم ولكثرة ازدحام الناس عليه وسقوط الماء منهم على جوانب البئر وتسربه اليها وسقوطه فيها مرة أخرى تصير غير صافية ويكون فيها تعكير (3) اختاروا أن يسقوه من الماء الذى فى البيوت حيث يكون صافيا باردا، فأبى صلى الله عليه وسلم إلا أن يشرب مما يشرب منه الناس، وهذا يدل على تواضعه وكرم أخلاقه وكراهة القذر والتكره لما يؤكل ويشرب والرضا بما تيسر وعدم الكلفة (تخريجه)(د هق) بدون قصة السقاية قال المنذرى فى امناده يزيد بن أبى زياد ولا يحتج به وقال البيقهى فى حديث يزيد بن أبى زياد لفظة لم يوافق عليها وهى قوله وهو يشتكى اه وقد أنكره الامام الشافعى وقال لا أعلمه اشتكى فى تلك الحجة والله أعلم (باب)(4)(سنده) بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيبانى قال ثنا أبو على الحسين ابن المذهب قال ثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعى قال ثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل قال حدّثنى أبى أحمد بن محمد بن حنبل قال ثنا أبو نعيم المفضل ابن دكين قال ثنا زكريا بن أبى زائدة عن الفيراس عن الشعبى عن مسروق عن عائشة الخ (قلت) جاء هذا الحديث فى المسند تحت عنوان (أحاديث فاطمة بينت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء مصدرا ببسم الله الرحمن الرحيم بهذا السند المطول بخلاف العادة لهذا أثبته كما جاء (غريبه)(5) أى تعظيما لها، وجاء فى حديث آخر من طريق عائشة بنت طلحة بن عبيد الله عن عائشة أم المؤمنين قالت ما رأيت أحدا أشبه سمتاً وهديا وكلاًّ برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة، هذه الصفات الثلاث عبارة عن الحالة التى يكون عليها الانسان من السكينة والوقار وحسن السيرة والطريقة واستقامة المنظر والهيبة كما فى النهاية: تعنى فى قيامها وقعودها. وكانت إذا دخلت على النبى صلى الله عليه وسلم قام اليها وقبلها وأجلسها فى مجلسه، وكان إذا دخل عليها تعنى فى بيتها فعلت ذلك رواه (مذ نس حب ك)(6) معناه ما رأيت فرحا كفرح رأيته اليوم أقرب من حزن

ص: 92

-[خطبة علي رضى الله عنه لبنت ابى جهل واستياء فاطمة والنبى صلى الله عليه وسلم من ذلك]-

أسرّ الى فقال إن جبريل عليه السلام كان يعارضنى بالقرآن فى كل عام مرة وإنه عارضنى به العام مرتين ولا أراه إلا قد حضر اجلى، وإنك أول أهل بيتى لحوقا بى ونعم السلف انا لك فبكيت لذلك، ثم قال ألا ترضين أن تكونى سيدة نساء هذه الامة أو نساء المؤمنين؟ قالت فضحكت لذلك (عن أنس بن مالك) قال لم يكن أحد أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم من الحسن بن على وفاطمة صلوات الله عليهم أجمعين (عن عبد الله بن الزبير) أن عليا ذكر ابنة أبى جهل فبلغ النبى صلى الله عليه وسلم فقال إنها فاطمة بضعة منى بوذينى ما آذاها وينصبنى ما أنصبها (عن على ابن حسين) أن المسور بن مخرمة اخبره أن على بن أبى طالب خطب ابنة أبى جهل وعنده فاطمة ابنة النبى صلى الله عليه وسلم، فلما سمعت بذلك فاطمة أتت النبى صلى الله عليه وسلم فقالت له أن قومك يتحدثون أنك لا تغضب لبناتك وهذا على ناكح ابنة أبى جهل قال المسور فقام النبى صلى الله عليه وسلم فسمعته حين تشهد ثم قال أما بعد فانى انحكت أبا العاص بن الربيع فحدثنى فصدقنى وإن فاطمة بنت

(1) أي يدارسني القرآن كل سنة مرة، وإنه عارضنى به العام مرتين (تخريجه)(ق. نس)(2)(سنده) حدّثنا عبد الرزاق قال أنا معمر عن الزهرى قال أخبرنى أنس بن مالك قال لم يكن أحد الخ (غريبه)(3) لم تذكر فاطمة رضى الله عنها فى هذه الرواية عند البخاري. وتقدم فى الحديث السابق عن عائشة قالت أقبلت فاطمة تمشى كأن مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه الامام أحمد والشيخان وغيرهما (تخريجه)(خ) وفى المستدرك للحاكم عن عائشة أيضا قالت ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة، وصححه الحاكم على شرط الشيخين (4)(سنده) حدّثنا اسماعيل بن ابراهيم قال أنا أيوب عن عبد الله ابن أبى مليكة عن عبد الله بن الزبير الخ (غريبه)(5) بفتح الباء الموحدة لا يجوز غيره وهى قطعة اللحم (6) أى يتعبنى ما أتعبها (تخريجه)(ك مذ) وقال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه (قلت) وصححه الترمذى أيضا، ورواه الشيخان والامام أحمد من حديث المسور بن مخرمة وسيأتى (7)(سنده) حدّثنا أبو اليمان أنا شعيب عن الزهرى أخبرنى على بن حسين (يعنى ابن على بن أبى طالب رضى الله عنهم) أن المسور بن مخرمة الخ (غريبه)(8) لعل سبب هذا التحدث مشاهدتهم حلمه وأنه لا يغضب لنفسه وانما يغضب إذا انتهكت حرمات الله عز وجل (9) أى يريد أن ينكح ابنة أبى جهل (10) اختلف فى اسمه فقيل لقيط أو مقسم أو هشيم أو غير ذلك (ابن الربيع) ابن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف ويقال باسقاط ربيعة، مشهور بكنيته وأمه هالة بنت خويلد أخت خديجة أى انكحه أكبر بناته زينب قبل النبوة (11) بخفة الدال بعد الصاد المهملتين أى فى حديثه، زاد فى رواية ووعدنى فوفى لى (قال الحافظ) ولعله كان شرط على نفسه أن لا يتزوج على زينب، وكذلك على، فان يكن كذلك فهو محمول على أن عليا نسى ذلك الشرط فلذلك أقدم على الخطبة، أو لم يقع عليه شرط إذ لم يصرح به، لكن كان ينبغى له أن يراعى هذا القدر فلذلك وقعت المعاتبة، وكان صلى الله عليه وسلم قل أن يواجه أحداً بما يعاب به. ولعله انما جهر بمعاتبة علىّ مبالغة فى رضا فاطمة، وكانت هذه الواقعة بعد فتح مكة ولم يكن حينئذ تأخر من بناته

ص: 93

-[قسم النبي صلى الله عليه وسلم ان لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله أبدًا]-

محمد بضعة منى وأنا أكره أن يفتنوها وانها والله لا تجتمع ابنة رسول الله وابنة عدو الله عند رجل واحد أبدًا قال فترك علىّ الخطبة (عن ابن شهاب) أن علىَّ بن الحسين حدثه أنهم حين قدموا المدينة من عند يزيد بن معاوية مقتل حسين بن على لقيه المسور بن مخرمة فقال هل لك إلىّ من حاجة تأمرنى بها؟ قال فقلت له لا، قال هل أنت معطىَّ سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنى أخاف أن يغلبك القوم عليه، وايم الله لئن أعطينيه لا يخلص اليه أبدا حتى تبلغ نفسى إن علىّ بن أبى طالب خطب ابنة أبى جهل على فاطمة فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب الناس فى ذلك على منبره هذا وأنا يومئذ محتلم فقال، ان فاطمة بضعة منى وأنا أتخوف أن تفتن فى دينها قال ثم كر صهرا له من بنى عبد شمس فأثنى عليه فى مصاهرته اياه فأحسن قال حدثنى فصدقنى ووعدنى فوفى لى وانى سلت أحرِّم حلالا ولا أحل حراما ولكن والله لا تجتمع ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنة عدو الله مكانا واحدا أبدا

صلى الله عليه وسلم غيرها وكانت أصيبت بعد أمها باخواتها فكان ادخال الغيرة عليها مما يزيد حزنها اه (1) جاء فى الحديث التالى وأنا أتخوف أن تفتن فى دينها (2) أى أعرض عنها وعزم على أن لا ينكح ابنة أبى جهل (تخريجه)(ق. وغيرهما) قال ابن التبن أصح ما تحمل عليه هذه القصة أنه صلى الله عليه وسلم حرَّم على علىّ أن يجمع بين ابنته وبين ابنة أبى جهل، لأنه علل بأن ذلك يؤذيه، وأذيته حرام بالاجماع (3)(سنده) حدّثنا يعقوب يعنى ابن ابراهيم ثنا أبى عن الوليد بن كثير حدّثنى محمد بن عمرو وحدّثنى ابن حلحلة الدؤلى أن ابن شهاب حدثه أن علىَّ بن الحسين حدثه الخ (غريبه)(4) أى لا أمكن أحداً من أخذه منى حتى أموت دون ذلك (5) هذا يدل على أنه ولد قبل الهجرة لكن أطبقوا على أنه ولد بعدها، وقد تأول بعضهم قوله وأنا محتلم على أنه من الحلم بالكسر لا من الحلم بالضم يريد أنه كان عاقلا ضابطا لما يتحمله (6) هو أبو العاص بن الربيع زوج زينب بنت النبى صلى الله عليه وسلم وتقدم الكلام عليه وعلى نسبه فى متن الحديث السابق وشرحه (7) انما اثنى عليه النبى صلى الله عليه وسلم لكونه كان محسنا لعشرتها ومحبا، وأرادت قريش أن يطلقها بعد بعثة النبى صلى الله عليه وسلم فأبى، فشكر له ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأسر ببدر وحمل إلى المدينة ففدته زينب بقلادتها وأطلق: انظر باب فداء أبى العاص فى الجزء الرابع عشر ص 100 والصهر يطلق على الزوج واقاربه واقارب المرأة وهو مشتق من صهرت الشيء واصهرته إذا قربته، والمصاهرة مقاربة بين الأجانب والمتباعدين (8)(قال النووي) قالوا وقد علم صلى الله عليه وسلم باباحة نكاح بنت أبى جهل لعلى بقوله صلى الله عليه وسلم لت أحرِّم حلالا ولكن نهى عن الجمع بينهما لعلتين منصوصتين (احداهما) أن ذلك يؤدى إلى أذى فاطمة فيتأذى حينئذ النبى صلى الله عليه وسلم فيهلك من أذاه، فنهى عن ذلك لكمال شفقته على علىّ وعلى فاطمة (والثانية) خوف الفتنة عليها بسبب الغيرة، وقيل ليس المراد تحريم جمعهما بل معناه اعلم من فضل الله انهما لا يجتمعان كما قال انس بن النضر والله لا تكسر ثنية الربيع، ويحتمل ان المراد تحريم جمعهما ويكون معنى لا احرّم حلالا أى لا أقول شيئاً يخالف حكم الله، فاذا احل شيئا لم احرمه وإذا حرمه لم احلله ولم اسكت عن تحريمه، لأن سكوتى تحليل له، ويكون من جملة محرمات النكاح الجمع بين بنت نبى الله صلى الله عليه وسلم

ص: 94

-[امتناع المسور بن محرمة عن زاج ابنته لزوج بنت فاطمة رضى الله عنها]-

(عن المسور بن مخرمة) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول إن بنى هشام بن المغيرة استأذنونى فى أن ينكحوا ابنتهم على بن أبى طالب فلا آذن لهم، ثم قال لا آذن فانما ابنتى بضعة منى يريبنى ما أرابها ويؤذينى ما آذاها (عن عبيد الله بن أبى رافع) عن المسور بن مخرمة أنه بعث إليه حسن بن حسن يخطب ابنته، فقال له قل له فليأتنى فى العتمة، قال فلقيه فحمد المسور الله وأثنى عليه وقال أما بعد والله ما من نسب ولا سبب ولا صهر أحب إلى من سببكم وصهركم، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فاطمة مضغة منى يقبضنى ما قبضها ويبسطنى ما بسطها وإن الانساب يوم القيامة تنقطع غير نسبى وسببى وصهري، وعندك ابنتها ولو زوجتك لقبضها ذلك، قال فانطلق عاذرا له (عن أبى سعيد الخدري) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وفاطمة سيدة نسائهم إلا ما كان لمريم بنت عمران

وبنت عدو الله (تخريجه)(ق وغيرهما)(1)(سنده) حدثنا هاشم بن القاسم ثنا الليث يعنى ابن سعد قال حدّثنى عبد الله بن عبيد الله بن ابى مليكة عن المسور بن مخرمة الخ (غريبه)(2) جاء عند الحاكم بسند صحيح الى سويد بن غفلة (بفتحات) قال خطب علىٌّ بنت ابى جهل إلى عمها الحارث فاستشار النبى صلى الله عليه وسلم قال أعن حسبها تسألني؟ فقال لا ولكن اتأمرنى قال لا، الحديث (قلت) عمها الحارث وسلمة ابنا هشام اسلما عام الفتح (3) كرر هذه الجملة للتأكيد (4) بفتح الياء التحتية، قال ابراهيم الحربى الريب ما رابك من شيء خفت عقباه، وقال الفراء راب وأراب بمعنى (تخريجه)(ق. مذك)(5)(سنده) حدثنا ابو سعيد مولى بنى هاشم ثنا عبد الله بن جعفر حدثتنا ام بكر بنت المسور بن مخرمة عن عبيد الله بن ابى رافع الخ (غريبه)(6) النسبة بالولادة والسبب بالنكاح حكاه الديلى مصدراً بأن السبب هنا الوصلة والمودة وكل ما يتوصل به الى الشيء لبعد عنه فهو سبب، وفى البيضاوى (فجعله نسبا صهرا) أى قسم البشر قسمين ذوى نسب أى ذكور ينسب اليهم، وذوات صهر أى اناثا يصاهر بهن كقوله تعالى {وجعل منه الزوجين الذكر والأنثى} (7) المضغة بضم الميم قطعة لحم وهى بمعنى البضعة بفتح الموحدة (8) يعنى ابنة فاطمة رضى الله عنها (تخريجه) اورده الهيثمى باختلاف فى بعض الألفاظ وقال رواه الطبرانى وفيه ام بكر بنت المسور ولم يجرحها احد ولم يوثقها، وبقية رجاله وثقوا (قلت) كان الأولى أن يأتى بلفظ رواية الامام احمد فقد رواه الحاكم بسند الامام احمد ولفظه وصححه واقره الذهبى (9)(عن ابى سعيد الخدرى الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب ما جاء فى فضل مريم بنت عمران من كتاب احاديث الأنبياء فى الجزء العشرين ص 133 رقم 88 فارجع اليه ففيه كلام نفيس وهو حديث صحيح صححه الحاكم واقره الذهبى وصححه الهيثمى أيضا (فائدة)(قال الحافظ ابن كثير فى تاريخه) تزوج على فاطمة رضى الله عنهما فى صفر سنة اثنتين فولدت له الحسن والحسين ويقال ومحسن، وولدت له ام كلثوم وزينب، وقد تزوج عمر بن الخطاب فى أيام ولايته بأم كلثوم بنت على بن أبى طالب من فاطمة وأكرمها اكراما زائدا أصدقها أربعين ألف درهم لأجل نسبها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فولدت له زيد بن عمر بن الخطاب، وقد كان عبد الله بن جعفر تزوج باختها زينب بنت على وماتت عنده، وتوفيت فاطمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بستة أشهر على أشهر

ص: 95

-[ذبَّ الحافظ ابن حجر عن حديث وفاة فاطمة الذى أورده ابن الجوزى فى الموضوعات]-

(باب ما جاء فى مرضها ووفاتها رضى الله عنها)(حدثنا أبو النضر) ثنا ابراهيم ابن سعد عن محمد بن اسحاق عن عبيد الله بنى على ابن أبى رافع عن أبيه عن أم سلمى قالت اشتكت (فاطمة رضى الله عنها) شكواها التى قبضت فيه فكنت أمرضها فاصبحت يوما كأمثل ما رأيتها فى شكواها تلك، قالت وخرج علىّ لبعض حاجته فقالت يا أمّه اسكبى لى غسلا، فسكبت لها غسلا فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغتسل، ثم قالت يا أمه أعطينى ثيابى الجدد فأعطيتها فلبستها، ثم قالت يا أمه قدمى لى فراشى وسط البيت، ففعلت واضطجعت فاستقبلت القبلة وجعلت يدها تحت خدها، ثم قالت يا أمه انى لمقبوضة الآن وقد تطهرت فلا يكشفنى أحد، فقبضت مكانها، قالت فجاء علىُّ فاخبرته (عن عروة بن الزبير) أنى عائشة رضى الله عنها زوج النبى صلى الله عليه وسلم أخبرته أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت أبا بكر رضى الله عنه بعد وفاة رسول الله

الأقوال، وهذا لثابت عن عائشة فى الصحيح، وقال الزهرى أيضا ابو جعفر الباقر اه (باب)(1)(حدّثنا أبو النضر الخ) وله طريق أخرى عند الامام أحمد أيضا قال حدّثنا محمد بن جعفر الوركانى ثنا ابراهيم بن سعد عن محمد بن اسحاق فذكر نحوه مثله (غريبه)(2) جاء فى الأصل عبد الله وهو خطأ وصوابه عبيد الله كما فى كتب الرجال (3) جاء فى تعجيل المنفعة (أم سلمى) قالت لما مرضت فاطمة فكنت أمرضها رؤى عنها على بن أبى رافع قال نعيم أراها امرأة أبى رافع (قال الحافظ) قلت امرأة ابى رافع اسمها سلمى فلعل بعض الرواة اخطأ فيها اه (تخريجه) هذا الحديث أورده الحافظ فى كتابه القول المسدد فى الذب عن المسند للامام أحمد بسنده ومتنه كما هنا إلا أنه زاد بعد قوله فى آخر الحديث فجاء علىّ فأخبرته (قالت فقال لا والله لا يكشفها أحد فدفنها بغسلها ذلك) وهذه الجملة ليست موجودة فى النسخة التى عندى فلعله وجدها فى نسخة أخرى (قال الحافظ) وأورده ابن الجوزى فى الموضوعات فى آخر الكتاب من طريق عاصم بن على عن ابراهيم بن سعد، وقال قد رواه نوح بن يزيد والحكم بن اسلم عن ابن ابراهيم أيضا، قال ورواه عبد الرزاق عن معمر عن عبد الله بن محمد بن عقيل مرسلا، ثم قال فى الكلام عليه هذا الحديث لا يصح، أما عاصم بن على فقال يحيى بن معين ليس بشيء وأما نوح والحكم فشيعيان ثم هو من رواية ابن اسحاق وهو مجروح (قال الحافظ)(قلت) وحمله فى هذا الحديث على الثلاثة المذكورين يدل على أنه لم يره فى المسند عن أبى النضر ومحمد بن جعفر وكلاهما من شيوخ الصحيح وأما حمله على محمد بن اسحاق فلا طائل فيه، فان الأئمة قبلوا حديثه، وأكثر ما عيب فيه التدليس والرواية عن المجهولين، وأما هو فى نفسه فصدوق وهو حجة فى المغازى عند الجمهور وشيخه عبيد الله ابن على يعرف بعبادل، قال فيه أبو حاتم شيخ لا بأس به، ومرسل عبد الله ابن محمد بن عقيل يعضد مسند محمد بن اسحاق، وقد أخرجه الطبرانى فى معجمه من طريق عبد الرزاق به فكيف يتأتى الحكم عليه بالوضع، نعم هو مخالف لما رواه غيرهما من أن عليا واسماء بنت عميس غسلا فاطمة وقد تعقب ذلك أيضا وشرح ذلك يطول إلا أن الحكم بكونه موضوعا غير مسلم والله أعلم (4)(عن عروة بن الزبير الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب ما جاء فى مخلفاته صلى الله عليه وسلم وميراثه

ص: 96

-[تاريخ وفاة فاطمة رضى الله عنها وميلادها - وما جاء فى زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم]-

صلى الله عليه وسلم أن يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه، فقال لها أبو بكر رضى الله عنه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة، فغضبت فاطمة عليها السلام فهجرت أبا بكر رضى الله عنه، فلم تزل مهاجرته حتى توفيت، قالت وعاشت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر (باب ومنهم زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضى عنها (عن عائشة) زوج النبى صلى الله عليه وسلم ورضى عنها قالت لما بعث أهل مكة فى فداء اسراهم بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فى فداء أبى العاص بن الربيع بمال وبعثت فيه بقلادة لها كانت لخديجة (رضى الله عنها) أدخلتها بها على أبى العاص حين بنى عليها، قالت فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم رق لها رقة شديدة، وقال أن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذى لها فافعلوا، فقالوا نعم يا رسول الله، فأطلقوه وردوا عليها الذي لها

في الجزء الحادى والعشرين ص 292 فى الطريق الثانية من حديث رقم 568 ويستفاد منه أن فاطمة رضى الله عنها عاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر، ثم ماتت رضى الله عنها، وهذا القول هو المعتمد (وفى الباب) عن عائشة رضى الله عنها قالت توفيت فاطمة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بستة أشهر. ودفنها على ابن أبى طالب ليلا، أورده الهيثمى وقال رواه الطبرانى بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح (وعن محمد بن اسحاق) قال توفيت فاطمة رضى الله عنها وهى بنت ثمان وعشرين وكان مولدها وقريش تبنى الكعبة قبل مبعث النبى صلى الله عليه وسلم بسبع سنين وستة أشهر؛ وأقام النبى صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين بعد مبعثه ثم هاجر فأقام عشرا، ثم عاشت فاطمة بعده ستة أشهر، وتوفيت سنة احدى عشرة، أورده الهيثمى وقال رواه الطبرانى ورجاله إلى ابن اسحاق ثقات، هذا وتقدم قصة زواج علىّ بفاطمة رضى الله عنهما فى الجزئ الحادى والعشرين ص 44 و 45 و 46 (باب)(1)(عن عائشة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب فداء أبى العاص زوج زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من كتاب الجهاد فى الجزء الرابع عشر ص 126 رقم 289 وذكرت فى شرحه قصة زواج أبى العاص بزينب رضى الله عنهما فارجع اليه، وهذا الحديث رواه ابن اسحاق مطولا فزاد بعد قوله فى آخر الحديث (ردوا عليها الذى لها) قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ عليه ووعده ذلك أن يخلى سبيل زينب اليه إذ كان فيما شرط عليه فى اطلاقه، ولم يظهر ذلك منه ولا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعلم: إلا أنه لما خرج أبو العاص إلى مكة وخلى سبيله بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة ورجلا من الأنصار فقال كونا بطن ناجح حتى تمر بكما زينب فتصحبانها فتأتيانى بها، فلما قدم أبو العاص مكة أمرها باللحوق بأبيها فخرجت جهرة (قال ابن اسحاق) قال عبد الله بن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم حدثت عن زينب أنها قالت بينما أنا أتجهز بمكة للحوق بأبى لقيتنى هند بنت عتبة فقالت يا بنت عمى ان كانت لك حاجة بمتاع مما يرفق بك فى سفرك أو ما تبليغن به إلى أبيك فلا تضطى منه، فانه لا يدخل بين النساء ما بين الرجال، قالت ووالله ما أراها قالت ذلك إلا لتفعل، ولكنى خفتها فأنكرت أن أكون أريد ذلك فتجهزت، فلما فرغت من جهازى قدَّم الىَّ حمى كنانة بن الربيع أخو زوجى بعيرا فركبته وأخذ قوسه وكنانته ثم خرج نهاراً يقود بها وهى فى هودجها، وتحدثت بذلك رجال قريش فخرجوا فى طلبها حتى أدركوها بذى طوى، وكان أول من

ص: 97

-[(تابع للشرح) قصة هجرة زينب بنت النبى صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة وما جرى لها بسبب ذلك]-

.....

سبق إليها هبار بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي، ونافع بن عبد القيس الزهرى فرّوعها هبار وهى فى هودجها وكانت حاملا فيما يزعمون، فلما وقعت القت ما فى بطنها فبرك حموها ونثر كنانته وقال والله لا يدنو منى رجل إلا وضعت فيه سهما، فتكركر الناس وجاء أبو سفيان فى جلية من قريش فقال أيها الرجل كف عنا نبلك حتى نكلمك فكف، وأقبل أبو سفيان فأقبل عليه فقال انك لم تصب، خرجت بامرأة على رءوس الناس نهاراً وقد علمت مصيبتنا ونكبتنا وما دخل علينا من محمد فيظن الناس إذا خرجت إليه ابنته علانية من بين ظهرانينا أن ذلك من ذلك اصابنا عن مصيبتنا التى كانت، وأن ذلك منا ضعف ووهن، وإنه لعمرى مالنا فى حبسها عن أبيها حاجة، ولكن أرجع المرأة حتى إذا هدأ الصوت وتحدث الناس أنا قد رددناها فسلتها سرا وألحقها بأبها، قال ففعل، وأقامت ليالى حتى إذا هدأ الناس خرج بها ليلا فأسلمها إلى زيد بن حارثة وصاحبه فقدما بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقام أبو العاص بمكة، وكانت زينب عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فرّق الاسلام بينهما حتى إذا كان قبيل الفتح خرج أبو العاص تاجرا إلى الشام، وكان رجلا مأمونا بأموال له وأموال قريش أبضعوها معه، فلما فرغ من تجارته أقبل قافلا فلحقته سرية رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصابوا ما معه وأعجزهم هاربا، فلما قدمت السرية بما أصابوا من ماله أقبل أبو العاص بن الربيع تحت الليل حتى دخل على زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم واستجارها فأجارته وجاء فى طلب ماله، فلما خرج رسول الله إلى صلاة الصبح كما حدّثنى يزيد بن رومان فكبر وكبر الناس خرجت زينب من صفة النساء وقالت ايها الناس انى قد اجرت ابا العاص بن الربيع، فلما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة اقبل على الناس فقال ايها الناس استمعتم؟ قالوا نعم، قال اما والذى نفسى بيده ما علمت بشيء كان حتى سمعته، انه ليجير على المسلمين ادناهم، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل على ابنته فقال يا بنية اكرمى مثواه ولا يخلص اليك فانك لا تحلين له (قال ابن اسحاق) وحدّثنى عبد الله بن أبى بكر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى السرية الذين أصابوا مال ابى العاص بن الربيع أن هذا الرجل منّا قد علمتم اصبتم له مالا فان تحسنوا وتردوا عليه الذى له فانا نحب ذلك وان ابيتم فهو فيء الله الذى أفاء عليكم فأنتم احق به، قالوا يا رسول الله نرده، فردوا عليه ماله حتى ان الرجل يأتى بالحبل ويأتى الرجل بالشنة والإدارة حتى ان احدهم ليأتى بالشظاظ حتى إذا ردوا عليه ماله بأسره لا يفقد منه شيئاً احتمل إلى مكة فرد إلى كل ذى مال من قريش ماله ممن كان أبضع معه، ثم قال يا معشر قريش هل بقى لأحد منكم عندى مال يأخذه؟ قالوا لا وجزاك الله خيرا فقد وجدناك عفيفا كريما، قال فانى أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، ما منعنى عن الاسلام عنده إلا تخوف أن تظنوا انى انما أردت أن آكل أموالكم فأما إذ أدّاها الله اليكم وفرغت منها أسلمت، وخرج حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم (وعن عروة بن الزبير) أن رجلا أقبل بزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلحقه رجلان من قريش فقاتلاه حتى غلباه عليها فدفعاها فوقعت على صخرة فأسقطت وهريقت دما، فذهبوا بها إلى أبى سفيان فجاءته نساء بنى هاشم فدفعها اليهن ثم جاءت بعد ذلك مهاجرة فلم تزل وجعة حتى ماتت من ذلك الوجع، فكانوا يرون أنها شهيدة، أورده الهيثمى وقال راه الطبرانى وهو مرسل ورجاله رجال الصحيح اه (وروى عبد الرزاق) عن ابن جريج قال قال غير واحد كانت زينب أكبر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت فاطمة أصغرهن وأحبهن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوج زينب أبو العاص بن الربيع فولدت منه عليا وأمامة وهى التى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحملها فى الصلاة فاذا سجد وضعها وإذا قام حملها، ولعل ذلك ان بعد موت أمها سنة ثمان من الهجرة على ما ذكره الواقدي

ص: 98

-[تاريخ وفاة زينب بنت النبى صلى الله عليه وسلم = وما جاء فى رقية وام كلثوم ابنتى الرسول صلى الله عليه وسلم]-

(باب ومنهم رقية وأم كلثوم ابنتا رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن أنس بن مالك) أن رقية لما ماتت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل القبر رجل قارف أهله، فلم يدخل عثمان بن عفان رضى الله عنه القبر (عن أبى أمامة رضى الله عنه) قال لما وضعت أم كلثوم ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى القبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى) قال ثم لا أدرى أقال بسم الله وفى سيل الله وعلى ملة رسول الله أم لا، فلما بنى عليها لحدها طفق يطرح لهم الجيوب ويقول سدوا خلال اللبن، ثم قال اما إن هذا ليس بشئ ولكن يطيب بنفس الحىّ (باب ومنهم ابراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضى عنه)(عن أنس) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد لى الليلة غلام فسميته باسم أبى ابراهيم، قال ثم دفعه إلى أم سيف امرأة قين يقال له أبو سيف بالمدينة، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيه وانطلقت معه فانتهيت إلى أبى سيف وهو ينفخ بكيره وقد امتلأ البيت دخانا، قال فأسرعت المشى بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

وقتادة وعبد الله بن أبى بكر بن حزم وغيرهم، وكأنها كانت طفلة صغيرة فالله أعلم، وقد تزوجها على بن أبى طالب رضى الله عنه بعد موت فاطمة، وكانت وفاة زينب سنة ثمان من الهجرة كما تقدم والله أعلم (باب) (1) (عن أنس بن مالك) هذا الحديث والذى بعده تقدما بسندهما وشرحهما وتخريجهما فى باب من أين يدخل الميت قبره الخ من كتاب الجنائز فى الجزء الثامن: الأول ص 60 رقم 255 والثانى ص 57 رقم 251 وتقدم كلام العلماء فى ذلك فارجع اليهما (قال الحافظ بن كثير فى تاريخه) وأما رقية فكان قد تزوجها أولا ابن عمها عتبة بن أبى لهب كما تزوج اختها أم كلثوم أخوه عتيبة بن أبى لهب ثم طلقاهما قبل الدخول بهما بغضة فى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انزل الله {تبت يدا أبى لهب وتب، ما أغنى عنه ماله وما كسب، سيصلى نارا ذات لهب، وامرأته حمالة الحطب، فى جيدها حبل من مسد} فتزوج عثمان بن عفان رضى الله عنه رقية وهاجرت معه إلى أرض الحبشة، ويقال إنه أول من هاجر اليها ثم رجعا إلى مكة وهاجرا إلى المدينة وولدت له ابنه عبد الله فبلغ ست سنين فنقره ديك فى عينيه فمات، وبه كان ينى أوّلا ثم اكتنى بابنه عمرو، وتوفيت وقد انتصر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر يوم الفرقان يوم التقى الجمعان، ولما ان جاء البشير بالنصر إلى المدينة وهو زيد بن حارثة وجدهم قد ساووا على قبرها التراب، وكان عثمان قد أقام عليها يمرضها بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وضرب له بسهمه وأجره، (ولما رجع زوجه باختها أم كلثوم) أيضا، ولهذا كان يقال له ذو النورين ثم ماتت عنده فى شعبان سنة تسع ولم تلد له شيئا، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كانت عندى ثالثة لزوجتها عثمان، (وفى رواية) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كن عشرا لزوجتهن عثمان: رضى الله عنه (باب)(2) حدّثنا بهز وعفان قالا ثنا سليمان وثنا هاشم أنا سليمان بن المغيرة قال عفان ثنا ثابت ثنا أنس (يعنى ابن مالك الخ)(غريبه)(3) أى حداد (4) أى عندما بلغهما مرضه وكان صلى الله عليه وسلم مداوما على زيارته قبل ذلك، فقد صح عن أنس وهو صدر الحديث التالى قال ما رأيت أحدا أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ كان ابراهيم مسترضعا فى عوالى المدينة وكان ينطلق ونحن معه فيدخل البيت وإنه ليدخن وكان ظئره قينا (يعنى اباه من الرضاع كان حدادا) فيأخذه فيقبله

ص: 99

-[ما جاء فى إبراهيم بن النبى صلى الله عليه وسلم ومدة عمره ووفاته وحزن النبى صلى الله عليه وسلم]-

فقلت يا أبا سيف جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأمسك قال فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بالصبى فضمه إليه، قال أنس فلقد رأيته بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يكيد بنفسه قال فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضى ربنا عز وجل، والله انا بك يا ابراهيم لمحزونون (عن أنس بن مالك) قال لما توفى ابراهيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ابراهيم ابنى وإنه مات فى الثدى قال فان له ظائرين يكملان رضاعه فى الجنة (عن البراء بن عازب) قال مات ابراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ستة عشر شهرا، فامر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدفن فى البقيع، وقال انه له مرضعا يرضعه فى الجنة (عن عائشة) رضى الله عنها قالت لقد توفى ابراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمانية عشر شهرا فلم يصل عليه (عن السدى) قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه

ثم يرجع (1) اى أطفاء النار ليذهب الدخان (2) هذه الجملة وما بعدها إلى آخر الحديث تقدم شرحها وكلام العلماء فى البكاء الجائز على الميت فى باب الرخصة فى البكاء على الميت من غير نوح من كتاب الجنائز فى الجزء السابع ص 131 رقم 95 (تخريجه) ق هق. والأربعة وغيرهم) (3)(سنده) حدّثنا سفيان ثنا اسماعيل أنا أيوب عن عمرو بن سعيد عن أنس بن مالك قال ما رأيت أحدا كان أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ابراهيم مسترضعا فى عوالى المدينة وكان ينطلق ونحن معه فيدخل البيت وإنه ليدخن وكان ظئره قينا (أى وكان زوج مرضعته حدادا) فيأخذه فيقبله ثم يرجع، قال عمرو لما توفى ابراهيم الخ (غريبه)(4) هذه الجملة انشائية أى إن ابراهيم ابنى حقا، وانما قال صلى الله عليه وسلم ذلك لأن بعض المنافقين تكلم فى مارية كما تكلموا فى عائشة، فنفى النبى صلى الله عليه وسلم ما تكلموا به بقوله إن ابراهيم ابنى، فقد روى الحافظ أبو بكر البزار بسنده عن الزهرى عن أنس قال لما ولد للنبى صلى الله عليه وسلم ابنه ابراهيم وقع فى نفسه منه شيء (أى شك بسبب قول المنافقين) فأتاه جبريل فقال السلام عليك يا أبا إبراهيم، زاد فى رواية أخرى، إن الله قد وهب لك غلاما من أم ولدك مارية وأمرك أن تسميه ابراهيم فبارك الله لك فيه وجعله قرة عين لك فى الدنيا والآخرة (5) أى فى سن رضاع الثدى وهو ابن ستة عشر شهرا (6)) بكسر الظاء مهموزا أى مرضعتين من الحور أو غيرهن (7) أى بتمام سنتين لكونه مات قبل تمام الرضاعة وجعل القائم بخدمة الرضاع متعددا ايماءً لكمال العناية بكماله، فان الولد المعتنى به له ظئر ليلا وظئر نهارا (تخريجه)(م. وغيره)(8)(سنده) حدّثنا ابن نمير انبأنا الأعمش عن مسلم بن صبيح قال الأعمش اراه عن البراء بن عازب قال مات ابراهيم الخ (تخريجه)(خ) فى جملة مواضع من صحيحه (9)(عن عائشة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب ما جاء فى الصلاة على الصغير من كتاب الجنائز فى الجزء السابع ص 209 رقم 163 وتقدم كلام العلماء فى ذلك ومذاهب الأئمة فى أحكام الباب بما يثلج الصدر فارجع اليه فانه بحث نفيس والله الموفق (10)(عن السدى) الخ هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه كسابقه فى الباب المشار إليه ص 208 رقم 162 وهو موقوف على أنس ولكن له حكم الرفع لأن مثله لا يقال بالرأي، ولا بدان يكون أنس سمعه من النبى صلى الله عليه وسلم، وقد طعن فيه بعضهم

ص: 100

-[تاريخ ميلاد إبراهيم بن النبى ص ووفاته ومكان قبره وتتمة فى جملة أولاد النبى ص]-

يقول لو عاش ابراهيم بن النبى صلى الله عليه وسلم لكان صديقا نبيا (حدثنا وكيع) ثنا ابن أبى خالد قال سمعت ابن أبى أوفى يقول لو كان بعد النبى صلى الله عليه وسلم نبى ما مات ابنه إبراهيم

وتقدم هناك ما يزيل الطعن ويؤيد صحته فارجع إليه (1)(حدثنا وكيع الخ)(غريبه)(2) ابن أبى خالد اسمه اسماعيل (3) هذا تعليق بالمحال وهو يستلزم المحال، ولا ينافى ذلك ان النبى صلى الله عليه وسلم ختم به النبوة ومثل هذا التعليق كثير فى كتاب الله عز وجل قال تعالى {لئن اشركت ليحبطنّ عملك} وقال تعالى {ولئن اتبعت اهواءهم بعد الذى جاءك من العلم مالك من الله من ولى ولا نصير} هذا قليل من كثير فى كتاب الله تعالى، والغرض أن الشرطية الحالية لا تستلزم الوقوع (تخريجه) هذا الحديث موقوف على ابن أبى أوفى، والظاهر أنه سمعه من النبى صلى الله عليه وسلم لأن مثله لا يقال بالرأى ولاسيما وقد توارد عليه جماعة من الصحابة، ورواه البخارى وابن ماجه (قال النووي) فى تهذيب الأسماء ابراهيم بن أبى القاسم محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمه مارية القبطية ولدته فى ذى الحجة سنة ثمان من الهجرة وتوفى سنة عشر، وثبت فى البخارى أيضا من حديث البراء بن عازب أنه لما توفى ابراهيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن له مرضعا فى الجنة وسرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بولادته كثيرا وكانت قابلته سلمى مولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة أبى رافع فيشر أبو رافع به النبى صلى الله عليه وسلم فوهبه عبدا وحلق شعره يوم سابعه، قال الزبير بن بكار وتصدق بزنة شعره فضة ودفنه وسماه، ثم دفعه إلى أم سيف امرأة قين بالمدينة لترضعه، قال الزبير تنافست الأنصار فيمن يرضعه، وأحبوا أن يفرغوا مارية للنبى صلى الله عليه وسلم ثم ذكر حديث موته المذكور فى هذا الباب وبكاء النبى صلى الله عليه وسلم عليه وقوله صلى الله عليه وسلم إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا وانا بفراقك يا ابراهيم لمحزونون، قال ودفن فى البقيع وقبره مشهور عليه قبة، وصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبر أربع تكبيرات، هذا قول جمهور العلماء وهو صحيح (وروى ابن اسحاق) باسناده عن عائشة رضى الله عنها أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يصل عليه، (قال ابن عبد البر) هذا غلط فقد أجمع جماهير العلماء على الصلاة على الاطفال إذا استهلوا وهو عمل مستفيض فى السلف والخلف، وقيل إن الفضل بن عباس غسل ابراهيم ونزل فى قبره هو وأسامة بن زيد رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على شفير القبر ورش على قبره ماءً، وهو أول قبر رش عليه الماء اه (تتمسة) لم يأت فى مسند الامام أحمد شيء عن القاسم وعبد الله ابنى النبى صلى الله عليه وسلم وقد جاء ذكرهما فيما رواه الطبرانى عن الزبير بن بكار قال ولد للنبى صلى الله عليه وسلم القاسم وهو أكبر ولده ثم زينب ثم عبد الله، وكان يقال له الطيب ويقال له الطاهر، ولد بعد النبوة ومات صغيراً، ثم أم كلثوم ثم فاطمة ثم رقية هكذا الأول فالأول، مات القاسم بمكة ثم عبد الله، أورده الهيثمى وقال رواه الطبرانى ورجاله ثقات اه (قلت) فهولاء ستة كلهم من خديجة رضى الله عنها، ثم ولد له صلى الله عليه وسلم ابراهيم من مارية القبطية فجملة أولاده صلى الله عليه وسلم سبعة، ثلاثة ذكور وأربع إناث، هذا هو الصحيح المشهور، وقد اختلف فى عددهم وأصغرهم وأكبرهم اختلافا كثيرا أشار إلى ذلك الحافظ بن القيم فى زاد المعاد فقال (فصل) فى أولاده صلى الله عليه وسلم أولهم القاسم وبه كان يكنى مات طفلا، وقيل عاش إلى أن ركب الدابة وسار على النجيبة، ثم زينب وقيل هى أسن من القاسم، ثم رقية وأم كلثوم وفاطمة، وقد قيل فى كل واحدة منهم انها أسن من أختيها، وقد ذكر عن ابن عباس أن رقية أسن الثلاث، وأم كلثوم أصغرهن، ثم ولد له عبد الله، وهل ولد بعد النبوة

ص: 101

-[ما جاء في مناقب آل بيت النبى صلى الله عليه وسلم وفضلهم]-

(باب ما جاء فى ذكر آل بيته المطهرين رضى الله عنهم أجمعين)(عن عطاء بن أبى رباح) قال حدّثنى من سمع أم سلمة (رضى الله عنها) تذكر أن النبى صلى الله عليه وسلم كان فى بيتها فأتته فاطمة ببرمة فيها حزيرة فدخلت بها عليه، فقال لها ادعى زوجك وابنيك، قالت فجاء على والحسين والحسن فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الحزيرة وهو على منامة له على دكان تحته كساء له خيبرى، قالت وأنا أصلى فى الحجرة، فأنزل الله عز وجل هذه الآية {انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} قالت فأخذ فضل الكساء فغشاهم به، ثم أخرج يده فألوى بها إلى السماء ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتى وخاصتى فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، اللهم هؤلاء أهل بيتى وخاصتى فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، قالت فأدخلت رأسى البيت فقلت وأنا معكم يا رسول الله، قال انك الى خير، انك الى خير، وعن أبى ليلى عن أم سلمة مثله سواء وعن حوشب عن أم سلمة بمثله سواء، (عن أبى المعدل) عطية الطفاوى عن أبيه أن أم سلمة حدثته قالت بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بيتى يوما إذ قالت الخادم إن عليا وفاطمة بالسُّدة قالت فقال لى قومى فتنحى لى عن أهل بيتي، قالت فقمت فتنحيت فى البيت قريبا فدخل على وفاطمة ومعهما الحسن والحسين وهما صبيان صغيران، فأخذ الصبيين فوضعهما فى حجرة فقبلهما، واعتنق عليا بإحدى يديه، وفاطمة باليد الأخرى فقبل فاطمة وقبل عليا فأغدف عليهم خميصة سوداء

أو قبلها؟ فيه اختلاف، وصحح بعضهم أنه ولد بعد النبوة، وهل هو الطيب والطاهر أو هما غيره على قولين والصحيح أنهما لقبان له والله أعلم (قلت قال العلماء هما لقبان له وانما لقب بذلك لكونه ولد بعد النبوة) قال وهؤلاء كلهم من خديجة ولم يولد له من زوجة غيرها، ثم ولد ابراهيم بالمدينة من سرِّيته مارية القبطية سنة ثمان من الهجرة وبشره به أبو رافع مولاه فوهب له عبدا، ومات طفلا قبل الفطام، واختلف هل صلى عليه أم لا على قولين، وكل أولاده توفى قبله إلا فاطمة فانها تأخرت بعده بستة أشهر، فرفع الله لها بصبرها واحتسابها من الدرجات ما فضلت به على نساء العالمين، وفاطمة أفضل بناته على الاطلاق، وقيل إنها أفضل نساء العالمين، وقيل بل أمها خديجة، وقيل بل عائشة، وقيل بل بالوقف فى ذلك اه (قلت) تقدم الكلام على ذلك فى باب ما جاء فى فضل مريم بنت عمران من كتاب أحاديث الأنبياء فى الجزء العشرين ص 133 فارجع إليه إن شئت (باب)(1)(عن عطاء بن أبى رباح الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجهخ فى باب انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت من سورة الأحزاب فى الجزء الثامن عشر ص 237 بعد حديث رقم 382 وفى شرحه بيان أهل البيت وكلام العلماء فى ذلك فارجع اليه (2)(سنده) حدّثنا محمد بن جعفر قال ثنا عوف عن أبى المعدل عطية الطفاوى الخ (غريبه)(3) قال فى النهاية السدة كالظلة على الباب لتقى الباب من المطر، وقيل هى الباب نفسه، وقيل هى الساحة بين يديه (4) بالغين المعجمة اخره فاء أى سترهم بخميصة أرسلها وأسبلها عليهم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد، وأورده الهيثمى وقال رواه أحمد، ولم يتكلم عليه بجرح ولا تعديل خلاف عادته، وفى إسناده عطية الطفاوى (قال فى تعجيل المنفعة) يكنى أبا المعدل، روى عن أبيه عن أم سلمة رضى الله عنها وعنه

ص: 102

-[مناقب علي وفاطمة وابنيهما وحديث الكساء وقوله تعالى انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس الاية]-

فقال اللهم اليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي، قالت فقلت وأنا يا رسول الله، فقال وأنت (عن شهر ابن حوشب عن أم سلمة) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة ائتينى بزوجك وابنيك، فجاءت بهم فألقى عليهم كساء فدكيا قال ثم وضع يده عليهم ثم قال اللهم ان هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد إنك حميد مجيد، قالت أم سلمة فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدي، وقال إنك على خير (عن شداد أبى عمار) قال دخلت على واثلة ابن الأسقع وعنده قوم فذكروا عليا فلما قاموا قال لى ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت بلى، قال أتيت فاطمة رضى الله عنها أسألها عن على قالت توجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلست أنتظره حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه حسن وحسين رضى الله تعالى عنهم آخذ كلُّ واحد منهما بيده حتى دخل، فأتى عليا وفاطمة فأجلسهما بين يديه، وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه، ثم لف عليهم ثوبه أو قال كساءً، ثم تلا هذه الآية {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} وقال اللهم هؤلاء أهل بيتى وأهل بيتى أحق (وعن أنس بن مالك) رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يمر ببيت فاطمة (رضى الله عنها) ستة أشهر إذا خرج إلى الفجر فيقول الصلاة يا أهل البيت {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} (عن زيد بن أرقم) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انى تارك فيكم ثقلين أولهما

سليمان التيمي وعوف الاعرابى ضعفه الأزدى (قال الحافظ) سبقه إلى ذلك زكريا الساجى وذكره ابن حبان فى ثقات التابعين، وقال روى عن ابن عمر رضى الله عنهما (1)(سنده) حدّثنا عفان ثنا حماد بن سلمة قال ثنا على بن زيد عن شهر بن حوشسب عن أم سلمة الخ (غريبه)(2) نسبة لفدك وهى مدينة بينها وبين مدينة النبى صلى الله عليه وسلم مرحلتان، وقيل ثلاث، وهى من أعمال خيبر، وهذا الكساء كانوا قد أصابوه من غزوة خيبر (تخريجه)(عل) ورواه الترمذى باختصار الصلاة وفى اسناده على بن زيد ابن جدعان ليس بالقوى، قرنه مسلم بآخر وله شواهد كثيرة تعضده والله أعلم (3)(سنده) حدّثنا محمد بن مصعب قال ثنا الأوزاعى عن شداد أبى عمار الخ (غريبه)(4) أى ذكروه بسوء كما يستفاد من رواية الطبرانى عن أبى عمار أيضا قال انى لجالس عند وائلة بن الأسقع إذ ذكرو عليا فشتموه، فلما قاموا قال اجلس أخبرك عن الذى شتموا، انى لجالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ جاء على وفاطمة وحسن وحسين فذكر نحوه (5) أى أحق بالاكراه والتطهير، ورواه أيضا الحاكم فى المستدرك من وجه آخر وصححه وأقره الذهبى (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه أحمد وأبو يعلى باختصار: وزاد اليك لا الى النار: والطبرانى وفيه محمد بن مصعب وهو ضعيف الحديث سيء الحفظ رجل صالح فى نفسه اه (قلت) جاء فى الخلاصة قال أحمد حديثه عن الأوزاعى مقارب (قلت) وهذا الحديث رواه عن الأوزاعى (6)(سنده) حدّثنا أسود بن عامر ثنا حماد بن سلمة عن ابن زيد عن أنس بن مالك الخ (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير فى التفسير وعزاه للامام أحمد؛ ثم قال ورواه الترمذى عن عبد بن حميد عن عفان به وقال حسن غريب (قلت) ورواه أيضا الطيالسى فى مسنده (7)(عن زيد بن ارقم الخ) هذا طرف من حديث

ص: 103

-[حث النبي صلى الله عليه وسلم على التمسك بكتاب الله وسيرة أهل بيته الطاهرين ومن هم أهل البيت]-

كتاب الله عز وجل، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله تعالى واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغّب فيه، قال وأهل بيتي، أذكِّركم الله فى أهل بيتي، أذكِّركم الله فى أهل بيتي، أذكركم الله فى أهل بيتي، فقال له حسين (يعنى ابن سبرة) ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال أن نساءه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، قال ومن هم؟ قال آل على وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس، قال أكل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال نعم (عن على رضى الله عنه) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد حسن وحسين رضى الله عنهما فقال من أحبنى وأحب هذين وأباهما كان معى فى درجتى فى الجنة (عن زيد بن ثابت) قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم انى تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض أو ما بين السماء إلى الأرض وعترتى أهل بيتى وأنهما لا يتفرقا حتى يردوا على الحوض (6)

طويل تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى الباب الأول من كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة فى الجزء الأول، وهو حديث صحيح رواه مسلم والحاكم وغيرهما؛ وهو واضح فى تعيين أهل البيت (1)(سنده) حدّثنا على بن نصر الأزدى اخبرنى على بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على حدّثنى أخى موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه عن على بن حسن عن أبيه عن جده (يعنى على بن أبى طالب رضى الله عنه) الخ (غريبه)(2) أى قريب من درجتى لأنه مهما عظم أمر الانسان فى الصلاح لا يبلغ درجة النبى صلى الله عليه وسلم والله أعلم (تخريجه)(مذ) وقال حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث جعفر بن محمد إلا من هذا الوجه، والتحسين ثابت فى بعض نسخ الترمذى دون بعض، وضعفه غيره، وهذا الحديث من زوائد عبد الله ابن الامام أحمد على مسند أبيه ولذلك رمزت له بحرف زاى (3)(سنده) حدّثنا الأسود بن عامر ثنا شريك على الركين عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت الخ (غريبه)(4) زاد فى بعض الروايات احدهما أكبر من الآخر وفى رواية ثقلين بدل خليفتين وسيأتى سمّاها به لعظم شأنهما (كتاب الله) القرآن (حبل) أى هو حبل (ما بين السماء والأرض) قيل أراد به عهده، وقيل السبب الموصل إلى رضاه (وعترتي) بمثناة فوقية (أهل بيتي) تفصيل بد اجمال بدلا أو بيانا وهم أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وقيل من حرِّمت عليهم الزكاة ورجحه القرطبى (وفى النهاية) عترة الرجل اخص أقاربه وعترة النبى صلى الله عليه وسلم بنو عبد المطلب، وقيل أهل بيته الأقربون وهم أولاده وعلى وأولاده وقيل عترته الأقربون والأبعدون منهم (يعنى من قريش)(والمعنى) إن ائتمرتم بأوامر كتابه وانتهيتم بنواهيه واهتديتم بهدى عترته واقتديتم بسيرته اهتديتم فلم تضلوا (5) أى والحال أنهما (لا يتفرقا) أى الكتاب والعترة أى يستمرا متلازمين (6) أى الكوثر قيل ويدخل فى العترة العلماء العاملون اذ هم الذين لا يفارقون القرآن سواء كانوا من أهل البيت أو من غيرهم، ويستفاد من هذا الحديث والذى بعده وجود من يكون أهلا للتمسك به من أهل البيت والعترة الطاهرة فى كل زمن إلى قيام الساعة حتى يتوجه الحث المذكور إلى التمسك به كما أن الكتاب كذلك فلذلك كانوا امانا لأهل الأرض فاذا ذهبوا اذهب أهل الأرض

ص: 104

-[ما جاء في فضل على وفاطمة والحسن والحسين رضى الله عنهم]-

(عن أبي سعيد الخدري) عن النبى صلى الله عليه وسلم قال انى أوشك أن أدعى فأجيب وانى تارك فيكم الثقلين، كتاب الله عز وجل وعترتي، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتى أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرنى أنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض فانظرونى بم تخلفونى فيهما (عن على رضى الله عنه) قال دخل علىّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا نائم على المنامة فاستبقى الحسن أو الحسين قال فقام النبى صلى الله عليه وسلم الى شاة لنا بكى. فحلبها فدّرت فجاءه الحسن فنحاه النبى صلى الله عليه وسلم فقالت فاطمة يا رسول الله كأنه أحبهما اليك قال لا ولكنه استسقى قبله، ثم قال انى وإياك وهذين وهذا الراقد فى مكان واحد يوم القيامة (عن أبى هريرة) قال نظر النبى صلى الله عليه وسلم إلى الحسن

(تخريجه)(طب عل) وأورده الهيثمى وقال رواه أحمد واسناده جيد (1)(سنده) حدّثنا أبو النضر ثنا محمد يعنى ابن طلحة عن الأعمش عن عطية العوفى عن أبى سعيد الخدرى الخ (غريبه)(2) يريد موته صلى الله عليه وسلم (3) معناه أن إخباره صلى الله عليه وسلم بعدم افتراقهما حتى يردا على الحوض بوحى من الله عز وجل، وهذه الجملة ليست فى الحديث السابق (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه الطبرانى فى الأوسط وفى اسناده رجال مختلف فيهم اه (قلت) غفل الحافظ الهيثمى رحمه الله عن عزوه للامام أحمد، وفى اسناده عند الامام أحمد عطية بن سعد بن جنادة العوفى بفتح المهملة واسكان الواو قال فى الخلاصة ضعفه الثورى وهشيم وابن عدي، وحسّن له الترمذى أحاديث اه وفى التهذيب قال أبو حاتم وابن سعد ومع ضعفه يكتب حديثه (4)(بسنده) حدّثنا عفان حدثنا معاذ بن معاذ حدثنا قيس ابن الربيع عن أبى المقدام عن عبد الرحمن الأزرق عن على الخ (غريبه)(5) جاء عند البزار فاستسقى الحسن فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (6) الشاة البكيئ والبسكيئة التى قل لبنها وقيل انقطع (7) هكذا بالاصل فجاءه الحسن النبى صلى الله عليه وسلم، ولكن جاء عند البزار (فوثب الحسين فقال بيده) أى أشار إليه النبى صلى الله عليه وسلم بيده فنحاه أى صرفه وردّه عن مكانه، وهذا هو الموافق لسياق الحديث، والظاهر أن قوله فى رواية الامام أحمد (فجاءه الحسن خطأ من الناسخ أو الطابع وصوابه (فجاءه الحسين ليوافق رواية البزار وبذلك يستقيم المعنى والله أعلم (8) أى كأن الحسن احبهما اليك (قال لا) يعنى أنهما عندى بمنزلة واحدة ولكن الحسن استسقى قبل الحسين فصار له الحق فى الأولية (9) يعنى الحسن والحسين (وهذا الراقد) يعنى عليا رضى الله عنه (10) أى فى منزلة واحدة والله أعلم (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه أحمد والبزار إلا أنه قال أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا والحسن والحسين نيام فى لحاف أو فى شعار، فاستسقى الحسن فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اناء فصب فى القدح فجاء به فوثب الحسين فقال بيده، فقالت فاطمة كأنه أحبهما اليك يا رسول الله؟ قال انه استسقى قبله وانى واياك وهذين وهذا الراقد فى مكان واحد يوم القيامة، رواه الطبرانى بنحوه إلا أنه قال فقام إلى قربة لنا فجعل يمصرها فى القدح (أى يعصرها) وأصل المصر الحلب بثلاثة أصابع) وقال وانهما عندى بمنزلة واحدة (وأبو يعلى) باختصار وفى اسناد أحمد قيس ابن ربيع وهو مختلف فيه وبقية رجال أحمد ثقات اه (قلت) قيس بن الربيع ثقة وثقه النووى وشعبه وغيرهما وضعفه وكيع، وفى الخلاصة قال أبو الوليد الطيالسى ثقة حسن الحديث، وقال يعقوب بن شيبة قيس عند جميع أصحابنا صدوق وهو رديئ الحفظ ضعيف فى روايته (11)(سنده) حدّثنا تليد

ص: 105

-[قول النبي صلى الله عليه وسلم فى أهل بيته لا يدخل قلب امرئ ايمان حتى يحبكم الله ولقرابتى]-

والحسين وفاطمة رضى الله عنهم فقال أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم (عن العباس ابن عبد المطلب) قال قلت يا رسول الله ان قريشا إذا لقى بعضهم بعضا لقوهم ببشر حسن وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها قال فغضب النبى صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا وقال والذى نفسى بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله (ومن طريق ثان) بلفظ انا لنخرج فنرى قريشا تحدَّث فاذا رأونا سكتوا، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرّ عرق بين عينيه ثم قال والله لا يدخل قلب امرئ ايمان حتى يحبكم الله ولقرابتى (حدثنا اسماعيل) ثنا موسى ابن سالم أبو جهضم ثنا عبد الله بن عباس سمع ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدا مأمورا بلغ والله ما أرسل به وما اختصنا دون الناس بشئ ليس ثلاثا، أمرنا أن نسبغ الوضوء، وأن لا نأكل الصدقة، وأن لا ننزى حمارا على فرس، قال موسى فلقيت عبد الله بن حسن فقلت ان عبد الله بن عبيد الله حدثنى كذا وكذا، فقال ان الخيل كانت فى بنى هاشم قليلة فأحب أن تكثر فيهم (عن جبير بن مطعم) قال لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سهم القربى من خيبر بن بنى هاشم وبنى المطلب جئت أنا وعثمان بن عفان فقلت يا رسول الله هؤلاء بنو هاشم لا ينكر فضلهم لمكانك الذى وصفك الله عز وجل منهم، ارأيت اخواننا من بنى المطلب أعطيتهم وتركتنا، وانما نحن وهم منك بمنزلة واحدة، قال انهم لم يفارقونى فى جاهلية ولا اسلام، وإنما هم بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد، قال ثم شبك بين أصابعه (وعنه أيضا) عن النبى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

ابن سليمان قال ثنا أبو الجحاف عن أبى حازم عن أبى هريرة الخ (غريبه)(1) معناه أنه صلى الله عليه وسلم يبغض من يبغضهم ويحب من يحبهم (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه (حم طب) وفيه تليد بن سليمان وفيه خلاف (2)(سنده) حدّثنا يزيد هو ابن هارون انبأنا اسماعيل يعنى ابن أبى خالد عن يزيد بن أبى زياد عن عبد الله بن الحارث عن العباس بن عبد المطلب الخ (غريبه)(3) يعنى بوجوه منكرة (4)(سنده) حدّثنا جرير بن عبد الحميد عن يزيد بن أبى زياد عن عبد الله بن الحارث عن عبد المطلب بن ربيعة قال دخل العباس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول انا لنخرج الخ (تخريجه)(مذ جه ك) زاد الترمذى بعد قوله (حتى يحبكم لله ولرسول) ثم قال يا أيها الناس من آذى عمى فقد آذانى فانما عم الرجل صنو أبيه، قال الترمذى وهذا حديث حسن صحيح (5)(حدّثنا اسماعيل الخ)(غريبه)(6) كلام ابن عباس هذا يشعر بأنه سئل هل اختصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء دون الناس؟ والسائل يريد آل البيت، فقال ابن عباس رضى الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عبداً مأمورا الخ (7) أى نحمله عليها للنسل، يقال نزوت على لاشيء انزوا نزوا إذا وثبت عليه، وقد يكون فى الأجسام والمعاني، وتقدم الكلام على ذلك وحكمة النهى عنه فى باب استحباب تكثير نسل الخيل فى آخر كتاب الجهاد فى الجزء الرابع عشر ص 134 فارجع اليه (تخريجه)(الأربعة)(8)(عن جبير بن مطعم الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب فرض خمس الغنيمة لله ولرسوله الخ من كتاب الجهاد فى الجزء الرابع عشر ص 75 رقم 238 (9)(سنده) حدّثنا محمد بن عمرو قال أنا ابن جريج قال أنا أبو الزبير انه سمع عبد الله بن بابيه عن

ص: 106

-[ما جاء في عدد زوجات النبى صلى الله عليه وسلم واختصامهن بامور دون النساء]-

خير عطاء هذا يا بنى عبد مناف ويا بنى عبد المطلب ان كان لكم من الأمر شيء فلأعرفن ما منعتم أحدا يطوف بهذا البيت أية ساعة من ليل أو نهار

(أبواب ذكر أزواجه الطاهرات واليك ذكرهن على الترتيب)

(فالأولى منهن ام المؤمنين خديجة بنت خويلد رضى الله عنها)

(باب الثانية من أزواج النبى صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة رضى الله عنها)(عن عائشة رضى الله عنها) قالت خرجت سودة لحاجتها ليلا بعد ما ضرب عليهن الحجاب، وكانت امرأة تفرع النساء جسيمة، فوافقها عمر فأبصرها فناداها يا سودة انك والله ما تخفين علينا إذا خرجت

جبير بن مطعم عن النبى صلى الله عليه وسلم خير عطاء هذا، يا بنى عبد مناف الخ (غريبه)(1) الظاهر والله أعلم أن النبى صلى الله عليه وسلم كان أعطاهم شيئاً وأخبرهم أن هذا الشيء خير عطاء ثم قال لهم يا بنى عبد مناف الخ (2) خصهم بالخطاب دون سائر قريش ل علمه بأن ولاية الأمر والخلافة ستئول اليهم مع انهم رؤساء مكة، وفيهم كانت السدانة والحجابة واللواء والسقاية والرفادة، قاله الطيبى (3) معنى هذا أن النبى صلى الله عليه وسلم يحذرهم من منع أى انسان يطوف بالبيت فى أية ساعة من ليل أو نهار، وقد جاء ذلك فى حديث مستقل عن جبير ابن مطعم يبلغ به النبى صلى الله عليه وسلم قال يا بنى عبد مناف لا تمنعن أحدا طاف بالبيت أو صلى أية ساعة من ليل أو نهار، وتقدم هذا الحديث فى باب جواز الطواف بالبيت فى أى وقت كان من كتاب الحج فى الجزء الثانى عشر ص 54 رقم 256 (تخريجه)(حب بز. ك. والأربعة)(4) أعلم وفقنى الله وإياك لما يرضيه أن ازواج النبى صلى الله عليه وسلم فضلن على النساء وثوباهن وعقابهن مضاعفان لقوله تعالى {ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين الآية} ولقوله تعالى {يا نساء النبى من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين} ولم يحصل من واحدة منهن شيء من ذلك، ويحرم نكاحهن على جميع الرجال لقوله تعالى {وأزواجه امهاتهم} ولا يحل سؤالهن إلا من وراء حجاب لقوله تعالى {وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب} وأفضلن خديجة وعائشة؛ وفى أفضلهما خلاف، واختلف فى عدة زوجاته صلى الله عليه وسلم والمتفق عليه انهن احدى عشرة امرأة، ستة من قريش خديجة بنت خويلد وعائشة بنت أبى بكر وحفصة بنت عمر وأم حبيبة بنت أبى سفيان وأم سلمة بنت أبى أمية وسودة بنت زمعة، وأربع عربيات زينب بنت جحش من بنى أسد بن جزيمة وميمونة بنت الحارث الهلالية وزينب بنت خزيمة الهلالية أم المساكين وجويرية بنت الحارث المصطلقية، وواحدة غير عربية من بنى اسرائيل وهى صفية بنت حيى من بنى النضير ومات عنده صلى الله عليه وسلم منهن اثنتان خديجة وزينب أم المساكين ومات صلى الله عليه وسلم عن تسع (5) تقدم سبب زواج النبى صلى الله عليه وسلم بها ونسبها ومن تزوجها قبله وقصة زواجه بها وتاريخه فى الجزء العشرين ص 197 وجاء تاريخ وفاتها فى الجزء المشار إليه ص 126 وجاء ما وردن فى فضلها ومناقبها العظيمة فى الجزء المشار إليه أيضا ص 139 فارجع إليه تجد ما يسرك (باب)(6)(سنده) حدّثنا ابن نمير ثنا هشام عن أبيه عن عائشة الخ (غريبه)(7) بفتح التاء والراء بينهما فاء ساكنة كنة أى تفرعن طولا كما

ص: 107

-[مناقب أم المؤمنين سدة بنت زمعة وهى الثانية من زوجاته صلى الله عليه وسلم]-

فانظرى كيف تخرجين أو كيف تصنعين فانكفأت فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه ليتعشى فأخبرته بما قال لها عمر وإنه فى يده لعرقا فأوحى اليه ثم رفع عنه وان العرق لفى يده فقال لقد أذن لكن ان تخرجن لحاجتكن (عن عروة عن عائشة) رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقسم لكل امرأة منهن يومها وليلتها غير أن سودة بنت زمعة (رضى الله عنها) كانت وهبت يومها وليلتها لعائشة زوج النبى صلى الله عليه وسلم تبتغى بذلك رضا النبى صلى الله عليه وسلم (عن هشام عن أبيه عن عائشة) رضى الله عنها قالت لما كبرت سودة وهبت يومها إلىّ فكان النبى صلى الله عليه وسلم يقسم لى بيومها مع نسائه، قالت وكانت أول امرأة تزوجها بعدها

جاء في بعض الروايات أى تطولهن وتعلوهن (3) لعله قصد المبالغة فى احتجاب أمهات المؤمنين بحيث لا يبدين اشخاصهن أصلا ولو كن مستترات (4) أى رجعت فقوله فرجعت تفسير لقوله فانكفأت (5) بفتح العين وسكون الراء ثم القاف: العظم الذى عليه اللحم (وقوله فأوحى إليه) بضم الهمزة مبنيا للمفعول (ثم رفع عنه) أى ما كان فيه من الشدة بسبب نزول الوحى (6) أى والحال أن العرق لفى يده ما وضعه فالجملة حالية (7) بضم الهمزة مبنياً للمفعول (8) أى دفعا للمشقة ورفعا للحرج، وفيه تنبيه على أن المراد بالحجاب الستر حتى لا يبدو من جسدهن شيء لا حجب أشخاصهن فى البيوت، والمراد بالحاجة البراز والله أعلم (تخريجه)(خ)(9)(عن عروة عن عائشة الخ) هذا الحديث والذى بعده تقدما بسندهما وشرحهما وتخريجهما فى باب من وهبت يومها لضرتها فى آخر كتاب النكاح فى الجزء السادس عشر ص 239 الأول رقم 286 والثانى 287 فارجع اليهما والله الموفق (تتمة) كانت سودة رضى الله عنها متزوجة قبل النبى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بابن عم ابيها السكران بن عمر وأسلم معها قديماً وهاجرا جميعا إلى الحبشة (قال ابن عباس) انها رأت فى المنام كأن النبى صلى الله عليه وسلم أقبل يمشى حتى وطئ عنقها فأخبرت زوجها بذلك، فقال ان صدقت رؤياك لأموتن وليتزوجك (يعنى النبى صلى الله عليه وسلم ثم رأت فى المنام ليلة أخرى أن قمرا انقض عليها وهى مضطجعة فاخبرت زوجها؛ فقال لئن صدقت رؤياك لم البت الا يسيرا حتى أموت وتتزوجين من بعدي، فاشتكى السكران من يومه ذلك فلم يلبث إلا قليلا حتى مات، ثم تزوجها النبى صلى الله عليه وسلم، وكانت رضى الله عنها شديدة الاتباع لامره صلى الله عليه وسلم فقد روى الامام أحمد من حديث أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنسائه عام حجة الوداع هذه الحجة تم ظهور الخصر أى ثم الزمن البيوت فلا تخرجن إلى الحج مرة أخرى، فكنى النبى صلى الله عليه وسلم بظهور الحصر عن ملازمتهن البيوت، وتقدم هذا الحديث بسنده وشرحه وتخريجه فى فصل وجوب الحج على النساء الخ من كتاب الحج فى الجزء الحادى عشر ص 16 رقم 18 قال فكن كلهن يحججن إلا زينب وسودة فقالتا والله لا تحركنا دابة بعد أن سمعنا ذلك منه صلى الله عليه وسلم: وصح عن عائشة (عند أبى يعلى وغيره) انها قالت ما من الناس أحد أحب إلىّ أن أكون فى مسلاخه من سودة، أن بها الأّحدّة كانت تسرع منها الفيئة، مسلاح بوزن مفتاح أى هديها وطريقتها (وفى الصحيحين) عن عائشة استأذنت سودة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المزدلفة أن تدفع قبل الناس وكانت امرأة بطيئة يعنى ثقيلة فأذن لها، ولأن أكون استأذنته أحب الى من مفروح به، ورواه أيضاً الامام أحمد وتقدم فى باب الرخصة فى تقديم وقت الدفع للضعفة الخ من كتاب الحج فى الجزء الثانى عشر ص 165 رقم 365 (وعن ابراهيم النخفي) قال قالت سودة لرسول الله صلى الله عليه وسلم صليت خلفك الليل

ص: 108

-[ما جاء في أم المؤمنين عائشة بنت ابى بكر رضى الله عنهما وهى الثالثة من أزواجه صلى الله عليه وسلم]-

(أبواب ما جاء فى أم المؤمنين عائشة بنت أبى بكر الصديق رضى الله عنهما)

" (وهى الثالثة من أزواجه صلى الله عليه وسلم "

(باب فى تاريخ العقد عليها والبناء بها وكم كان عمرها وقصة زفافها)(عن عائشة رضى الله عنها) قالت تزوجنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى شوّال وأدخلت عليه فى شوال فأى نسائه كان أحظى عنده مني، فكانت تستحب أن تدخل نساءها فى شوال (وعنها أيضا) قالت تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى بنت تسع سنين ومات عنها وهى بنت ثمان عشرة (وعنها أيضا) قالت تزوجنى رسول الله صلى الله عليه وسلم متوفى خديجة قبل مخرجه إلى المدينة بسنتين أو ثلاث وأنا بنت سبع سنين، وفى لفظ ست سنين فلما قدمنا المدينة جاءتنى نسوة وأنا ألعب فى أرجوحة وأنا مجمعة فذهبن بى فهيأننى وصنعننى ثم أتين بى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبنى بى وأنا بنت تسع سنين

فركعت بي حتى امسكت ما بقى مخافة أن يقطر الدم فضحك، وكانت تضحكه بالشئ أحيانا، رواه ابن سعد برجال الصحيح (وعنده أيضا) عن محمد بن سيرين أن عمر بعث إلى سودة بغرارة من دراهم فقالت ما هذه؟ قالوا دراهم، قالت فى غرارة مثل التمر؟ ففرقتها: وتوفيت بالمدينة فى شوال سنة أربع وخمسين رضى الله عنها (باب)(1)(عن عائشة رضى الله عنها الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب ما جاء فى ميلاد عبد الله بن الزبير وبنائه صلى الله عليه وسلم بعائشة رضى الله عنها فى حوادث السنة الأولى من الهجرة فى الجزء الحادى والعشرين ص 15 رقم 199 فارجع اليه ففى شرحه كلام نفيس (2)(سنده) حدّثنا أبو معاوية قال ثنا الأعمش عن ابراهيم عن الأسود عن عائشة قالت تزوجها الخ (غريبه)(3) أى بنى بها وأما العقد عليها فكان وهى بنت ست سنين أو سبع كما سياتي، فى الحديث التالى (تخريجه)(م وغيره)(4)(سنده) حدّثنا حسن بن موسى قال ثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت تزوجنى الخ (غريبه)(5) قال الحافظ وفى حديث عائشة ما يؤيد القول الصحيح فى أن موت خديجة قبل الهجرة بثلاث سنين، وذلك بعد المبعث على الصواب بعشر سنين، وقد روى البخارى عن عبيد بن اسماعيل عن أبى أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه قال توفيت خديجة قبل مخرج النبى صلى الله عليه وسلم بثلاث سنين فلبث سنتين أو قريبا من ذلك ونكح عائشة (أى عقد عليها) وهى بنت ست سنين ثم لبى بها وهى بنت تسع سنين (6) فى أكثر الروايات بنت ست، ويجمع بينهما بانه كان لها ست وكسر ففى رواية اقتصرت على الست وتركت سنة الكسر، وفى رواية عدت سنة الكسر والله أعلم (7) بضم الهمزة وسكون الراء حبل يشد فى كل من طرفيه خشبة ويعلق فى شيء مرتفع فيجلس واحد على طرف وآخر على آخر ويحركان فيميل أحدهما بالآخر، نوع من لعب الصغار (وقولها وأنا مجممة) جاء فى رواية أخرى (ولى جميمة) تصغير جمة بضم الجيم وهى من شعر الرأس ما سقط على المنكبين (تخريجه)(ق. وغيرهما) هذا وتقدمت قصة زفافها إلى النبى صلى الله عليه وسلم مطولة فى الجزء الحادى والعشرين المشار إليه آنفا ص 15 رقم 200 و 201

ص: 109

-[ملاطفة النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وادخاله السرور عليها وشئ من مناقبها]-

(باب في ملاطفة النبى صلى الله عليه وسلم عائشة وادخاله السرور عليها)(عن عائشة رضى الله عنها) قالت كنت ألعب بالبنات ويجئ صواحبى فيلعبن معي، فاذا رأين رسول الله صلى الله عليه وسلم انقمعن منه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلهن علىّ فيلعبن معى (حدثنا عباد بن عباد) عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لها أنى أعرف غضبك إذا غضبت ورضاك اذا رضيت، قالت وكيف تعرف ذلك يا رسول الله؟ قال اذا غضبت قلت يا محمد واذا رضيت قلت يا رسول الله (وعنها من طريق ثان) قالت قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم انى لأعلم إذا كنت عنى راضية واذا كنت على غضبى، قالت فقلت من أين تعلم ذاك؟ قال اذا كنت عنى راضية فانك تقولين لا ورب محمد، وإذا كنت عنى غاضبة تقولين لا ورب ابراهيم عليه السلام قلت أجل والله ما أهجر الا اسمك (عن عائشة رضى الله عنها) قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اريتك فى المنام مرتين ورجل يحملك فى سرقة من حرير فيقول هذه امرأتك فأقول ان يك هذا من عند الله عز وجل يمضه (وعنها أيضا) قالت لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتى والحبشة يلعبون بحرابهم يسترنى بردائه لكى أنظر الى لعبهم ثم يقوم حتى أكون أنا التى أنصرف (وعنها أيضا) قالت وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذقنى على منكبيه لأنظر إلى زفنى الحبشة حتى كنت التى مللت فانصرفت عنهم (ومن طريق ثان)

فارجع إليه والله أعلم (باب)(1)(عن عائشة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب فضل احسان العشرة وحسن الخلق مع الزوجة فى آخر كتاب النكاح فى الجزء السادس عشر ص 236 رقم 276 (2)(حدّثنا عباد بن عباد) الخ (غريبه)(3) يعنى غضبها عليه صلى الله عليه وسلم قال القاضى عياض مغاضبة عائشة للنبى هى مما سبق من الغيرة التى عفى عنها للنساء فى كثير من الأحكام لعدم انفكاكهن منها، حتى قال مالك وغيره من علماء المدينة يسقط عنها الحدّ اذا قذفت زوجها بالفاحشة على جهة الغيرة، قال واحتج بما روى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال ما تدرى الغيراء أعلى الوادى من أسفله، ولولا ذلك لكان على عائشة فى ذلك من الحرج ما فيه، لأن الغضب على النبى صلى الله عليه وسلم وهجره كبيرة عظيمة، ولهذا قالت لا أهجر إلا اسمك، فدل على أن قلبها وحبها كما كان، وانما الغيرة فى النساء لفرط المحبة (4)(سنده) حدّثنا أبو أسامة ثنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت الخ (تخريجه)(ق. نس)(5)(سنده) حدّثنا ابن ادريس قالت سمعت هشاما عن أبيه عن عائشة الخ (غريبه)(6) هى بفتح السين المهملة والراء الشقق البيض من الحرير قاله أبو عبيد وغيره (7) قال الطيبى هذا الشرط مما يقوله المتحقق لثبوت الأمر المدلى بصحته تقريرا لوقوع الجزاء وتحققه، ونحوه قول السلطان لمن يحب قهره ان كنت سلطانا انتقمت منك، أى أن السلطنة مقتضية للانتقام (تخريجه)(ق وغيرها)(8)(وعنها أيضاً) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب فضل احسان العشرة وحسن الخلق مع الزوجة فى آخر كتاب النكاح فى الجزء السادس عشر ص 236 رقم 275 (9)(سنده) حدّثنا سليمان بن داود قال ثنا عبد الرحمن يعنى ابن أبى للزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه)(10) الزفن

ص: 110

-[ما جاء حظوة عائشة عند النبى صلى الله عليه وسلم وتصريحه بانها احب نسائه اليه]-

قال (حدثنا محمد بن بشير) قال ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة (رضى الله عنها) أن الحبشة لعبوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فدعانى فنظرت من فوق منكبه حتى شبعت (عن أبى هريرة) قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد والحبشة يلعبون فزجرهم عمر فقال النبى صلى الله عليه وسلم دعهم يا عمر فانهم بنو أرفدة (حدثنا سليمان بن داود) أنا ابن أبى الزناد عن أبى الزناد قال قال لى عروة إن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ لتعلم يهود أن فى ديننا فسحة إنى أرسلت بحنيفية سمحة (باب ما جاء فى حظوتها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبه اياها واجابة طلبها فى غير محظور)(عن عبد الله بن شفيق) قال قلت لعائشة (رضى الله عنها) أى الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت عائشة، قلت فمن الرجال، قالت أبوها (عن عائشة رضى الله عنها) عن النبى صلى الله عليه وسلم قال انه ليهون علىّ أنى رأيت بياض كف عائشة في الجنة

الرقص، وحمل الرقص هنا على معنى التوثب بالسلاح موافقة لسائر الهوايات افاده النووى (تخريجه)(ق. وغيرهما) وانظر أيضا باب الضرب بالدف واللعب يوم العيد من أبواب العيدين فى الجزء السادس ص 161 تجد ما يسرك (1)(سنده) حدّثنا محمد بن مصعب ثنا الأوزاعى عن الزهرى عن سعيد عن أبى هريرة الخ (غريبه)(2) جاء من طريق الزهرى أيضا عن سعيد عن أبى هريرة عند البخارى فى الجهاد قال فأهوى (يعنى عمر) إلى الحصباء فحصبهم بها، فقال النبى صلى الله عليه وسلم دعهم يا عمر (3) بفتح الهمزة وسكون للراء وكسر الفاء وقد تفتح، قيل هو لقب للحبشة، وقيل هو اسم جنس لهم، وقيل اسم جدهم الأكبر، وكأنه يعنى بالتعليل أن هذا شأنهم وطريقهم، وهو من الأمور المباحة فلا انكار عليهم، قال المحب الطبرى فيه تنبيه على أنه يغتفر لهم مالا يغتفر لغيرهم لأن الأصل فى المساجد تزيينها عن الصعب فيقتصر على ما ورد فيه النص اه (وروى السراج) من طريق أبى الزناد عن عروة عن عائشة أنه صلى الله عليه وسلم قال يومئذ لتعلم يهود أن فى ديننا فسحة انى بعثت بحنيفية سمحة، وهذا يشعر بعدم التخصيص، وكأن عمر بنى على الأصل فى تنزيه المساجد فبين له النبى صلى الله عليه وسلم جه الجواز فيما كان هذا سبيله، أو لعله لم يكن علم أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يراهم افاده الحافظ (4)(حدثنا سليمان بن داود الخ)(غريبه)(5) أى يوم ان زجر عمر الحبشة عن اللعب كما فى رواية السراج (6) يستفاد مما ذكر فى شرح الحديث السابق أن سبب قول النبى صلى الله عليه وسلم ذلك هو زجر عمر الحبشة والحنيف عند العرب من كان على دين ابراهيم عليه السلام وأصل الحنيف الميل (والسمحة) السهلة التى لا حرج فيها (تخريجه)(طل) والحديث صحيح ورجاله كلهم ثقات (باب)(7)(سنده) حدّثنا عبد الواحد الحداد عن كهمس عن عبد الله بن شقيق الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد فى مسند عائشة وسنده جيد، وله شاهد من حديث عمرو بن العاص قال بعثن رسول الله صلى الله عليه وسلم على جيش ذات السلاسل قال فأتيته قال قلت يا رسول الله أى الناس أحب اليك؟ قال عائشة، قال قلت من الرجال، قال أبوها إذاً؛ قال قلت ثم من؟ قال عمر، قال فعد رجالا، وهذا الحديث تقدم فى باب ما جاء فى سرية ذات السلاسل فى الجزء الحادى والعشرين ص 140 رقم 358 وهو حديث صحيح رواه الشيخان وغيرهما (8)(عن عائشة رضى الله عنها) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب ما جاء فى احتضاره صلى الله عليه وسلم ومعالجته سكرات الموت الخ في الجزء الحادي والعشرين

ص: 111

-[طلب صفية من عائشة الشفاعة لها عند النبى صلى الله عليه وسلم ولها يومها وقبول النبى شفاعتها]-

(عن علي بن زيد) عن أم محمد عن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اهديت له هدية فيها قلادة من جزع فقال لأدفعنها إلى أحب أهلى الىّ، فقالت النساء ذهبت بها ابنة أبى قحافة فدعا النبى صلى الله عليه وسلم أمامة بنت زينب فعلقها فى عنقها (عن عائشة رضى الله عنها) قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم بين نسائه فيعدل، ويقول هذه قسمتي، ثم يقول اللهم هذا فعلى فيما أملك فلا تلمنى فيما تملك ولا أملك (عن سمية عن عائشة) رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد على صفية بنت حبيى فى شيء، فقالت صفية يا عائشة أرض عنى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولك يومي، فقالت نعم، فأخذت خمارا لها مصبوغا بزعفران فرشّته بالماء ليفوح ريحه فقعدت إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله اليك يا عائشة، انه ليس يومك، قالت ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وأخبرته بالأمر فرضى عنها (عن هشام عن أبيه) أن عائشة رضى الله عنها قالت للنبى صلى الله عليه وسلم يا رسول الله كل نسائك لها كنية غيرى فقال لها رسول الله اكتنى، أنت أم عيد الله (وفى رواية قال فتكنى

ص 248 رقم 530 (1)(سنده) حدّثنا حسن ثنا حماد بن سلمة عن على بن زيد عن أم محمد عن عائشة الخ (قلت) أم محمد قال فى التقريب اسمها أمية بنت عبد الله ويقال أمينة وهى أم محمد امرأة والد على ابن زيد بن جدعان وليست بأمه من الثالثة (غريبه)(2) بفتح الجيم وسكون الزاى قال فى النهاية الجزع بالفتح الخرز اليمانى لواحدة جزعة (3) يردن عائشة رض الله عنها، وكن مجتمعات جميعا فى مكان واحد، ونما قلن ذلك لاعتقادهن انها أحب نسائه اليه (4) هى بنت بنته زينب رضى الله عنهما وهى التى كان يحملها فى الصلاة (تخريجه) أورده الهيثمى بلفظ الطبرانى عن عائشة قالت اهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم قلادة من جزع ملمعة بالذهب ونساؤه مجتمعات فى بيت كلهن، وأمامة بنت أبى العاص بن الربيع جارية تلعب فى جانب البيت بالتراب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف ترين هذه؟ فنظرنا اليها فقلنا يا رسول الله ما رأينا احسن من هذه قط: قال والله لأضعنها فى رقبة أحب أهل البيت الى، قالت عائشة فأظلمت علىّ الأرض بينى وبينه خشية أن يضعها فى رقبة غيرى منهن، ولا أراهن إلا أصابهن، مثل الذى أصابنى ووجمنا جميعا سكوت، فأقبل بها حتى وضعها فى رقبة امامة بنت أبى العاص فسرّى عنها، قال الهيثمى رواه الطبرانى واللفظ له وأحمد باختصار وأبو يعلى واسناد أحمد وابى يعلى حسن (5)(عن عائشة الله عنها الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب ما يجب فيه التعديل بين الزوجات فى آخر كتاب النكاح فى الجزء السادس عشر ص 237 رقم 281 وانما ذكرته هنا لقوله صلى الله عليه وسلم فلا تملمنى فيما تملك ولا املك قال العلماء يريد حب عائشة القلبى (6)(سنده) حدّثنا عفان ثنا حماد قال انا ليث وثابت عن سمية عن عائشة الخ (قلت) سمية هى البصرية قال فى التقريب مقبولة، وفى الخلاصة سمية البصرية عن عائشة وعنها ثابت البنائى (غريبه)(7) أى غضب عليها بسبب شيء فعلته (8) أى فرضى عن صفية وقبل ما صنعته عائشة (تخريجه) لم اقف عليه لغير الامام احمد وسنده جيد (9)(عن هشام عن ابيه الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب ما جاء فى الكنية واللقب، ومن كناهم النبى صلى الله عليه سلم من كتاب العقيقة وسنة الولادة فى الجزء الثالث عشر ص 165 رقم 45 وهو حديث صحيح، وقوله صلى الله عليه وسلم (فتكنى

ص: 112

-[غيرة ضرائر عائشة من محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم اياها وانتصارها عليهن]-

يا بنت عبد الله، فكان يقال لها أم عبد الله حتى ماتت ولم تلد قط (باب ما جاء فى غيرة ضرائرها من محبة رسول الله أياها وانتصارها عليهن)(حدثنا عفان) قال حدثنى سليم بن اخضر قال ثنا ابن عون قال حدثنى على بن زيد عن أم محمد امرأة أبيه عن عائشة قالت كانت عندنا أم سلمة فجاء النبى صلى الله عليه وسلم عند جنح الليل قالت فذكرت شيئا صنعه بيده قالت وجعل لا يفطن لام سلمة، قالت وجعلت أومئ اليه حتى فطن قالت أم سلمة اهكذا الآن، أما كانت واحدة منا عندك إلا فى خلابة كما أرى وسبت عائشة وجعل النبى صلى الله عليه وسلم ينهاها فأبى، فقال النبى صلى الله عليه وسلم سبيها، فسبتها حتى غلبتها فانطلقت أم سلمة إلى على وفاطمة فقالت إن عائشة سبتها وقالت لكم وقالت لكم، فقال على لفاطمة اذهبى اليه وقولى له ان عائشة قالت لنا وقالت لنا، فأتته فذكرت ذلك له، فقال لها النبى صلى الله عليه وسلم أنها حبَّة أبيك ورب الكعبة، فرجعت إلى على فذكرت له الذى قال لها، فقال أما كفاك إلا أن قالت لنا عائشة وقالت حتى أتتك فاطمة فقلت لها إنها حبة أبيك ورب الكعبة (ومن طريق ثان حدثنا أزهر) قال أنا ابن عون قال أنبأنا على بن زيد عن أم محمد امرأة أبيه قالت وكانت تغشى عائشة قالت كانت عندنا زينب بنت جحش فذكرت نحو حديث سليم بن أخضر إلا أن سليما قال أم سلمة (عن عروة عن عائشة) قالت اجتمعن أزواج النبى صلى الله عليه وسلم فأرسلن فاطمة إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقلن لها قولى له أن نساءك ينشدنك العدل فى ابنة أبى قحامه قالت فدخلت على النبى صلى الله عليه وسلم وهو مع عائشة فى مرطها (15)

بابنك عبد الله) يريد ابن اختها اسماء عبد الله بن الزبير (باب)(1)(حدثنا عفان الخ)(غريبه)(2) الله أعلم بهذا الشئ (3) أى لم يعلم بحضورها (4) اى جعلت عائشة تشير اليه حتى علم انها حاضرة (5) أى فى خداع من عائشة (6) حملها على ذلك شدة الغيرة (7) انما اذن النبى صلى الله عليه وسلم لعائشة بسبب أم سلمة لأن ام سلمة هى البادئة ولأن النبى صلى الله عليه وسلم نهاها فلم تنته فسبتها عائشة حتى غلبتها (8) ظاهر قولها وقالت لكم وقالت لكم ان عائشة قالت كلاما لا يرضى على وفاطمة رضى الله عنهما (9) الحب بالكسر المحبوب والأنثى حبة اى محبوبته صلى الله عليه وسلم واكد حبه لها بالقسم (10) الظاهر أن القائل أما كفاك هو على رضى الله عنه يخاطب النبى صلى الله عليه وسلم من باب الاستعطاف والله اعلم (11) أى تحضر عندها للزيارة (12) فى هذا الطريق ان صاحبة القصة زينب بنت جحش وفى الطريق الأولى انها أم سلمة وساتى قصتهما فى الأحاديث الآتية، وهى اصح من هذا (تخريجه) لم أقف عليه بهذا السياق لغير الامام أحمد وفى اسناده على بن زيد بن جدعان ضعيف روى له مسلم مقرونا بغيره كذا فى التقريب (13)(سنده) حدّثنا عبد الرزاق انا معمر عن الزهرى عن عروة عن عائشة الخ (غريبه)(14) قال النووى معناه يسالنك التسوية بينهن فى محبة القلب، وكان صلى الله عليه وسلم يسوى بينهن فى الأفعال والمبيت ونحوه، واما محبة القلب فكان يحب عائشة أكثر منهن، واجمع المسلمون على أن محبتهن لا تكليف فيها ولا يلزمه التسوية فيها لأنه لا قدرة لأحد عليها إلا الله سبحانه وتعالى، وانما يؤمر بالعدل فى الأفعال، وقد كان حاصلا، ولهذا كان يطاف به صلى الله عليه وسلم فى مرضه عليهن، حتى ضعف فاستأذنهن أن يمرض فى بيت عائشة فأذنّ له (5) المرط بكسر الميم وسكون

ص: 113

-[إرسالهن فاطمة لتسأل النبى صلى الله عليه وسلم انصافهن من عائشة ثم ارسالهن زينب بنت جحش]-

فقالت له ان نسائك ارسلننى وهن ينشدك العدل (1) فى ابنة أبى قحافة، فقال لها النبى صلى الله عليه وسلم اتحبيننى؟ قالت نعم، قال فأحبيها (وفى رواية فقال النبى صلى الله عليه وسلم أى بنية الست تحبين ما أحب؟ فقالت بلى فقال فأحبى هذه لعائشة) فرجعت اليهن فأخبرتهن ما قال لها، فقلن انك لم تصنعى شيئا فارجعى إليه، فقالت والله لا أرجع إليه فيها أبدا، قال الزهرى وكانت ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا (2) فأرسلن زينب بنت جحش، قالت عائشة وهى التى كانت تسامنينى (3) من ازواج النبى صلى الله عليه وسلم قالت ان أزواجك ارسلننى وهن بنشدنك العدل فى ابنة أبى قحافة، قالت ثم أقبلت على تشتمنى فجعلت أراقب النبى وأنظر إلى طرفه (4) هل يأذن لى فى أن أنتصر منها فلم يتكلم، قالت فشتمتنى حتى ظنت أنه لا يكره أن أنتصر منها، فاستقبلها فلم ألبث أن أقحمها (5) قالت فقال لها النبى صلى الله عليه وسلم انها ابنة أبى بكر (6)(وفى رواية فتبسم النبى صلى الله عليه وسلم ثم قال انها ابنة أبى بكر) قالت عائشة ولم أر امرأة خيرا منها وأكثر صدقة وأوصل للرحم وأبذل لنفسها فى كل شئ يتقرب به إلى الله عز وجل من زينب، ما عدا سورة من غرب حد (7) كان فيها توشك منها الفيئة (وعنه من طريق ثان)(8) قال قالت عائشة ما علمت حتى دخلت علىّ زينب بغير اذن وهى غضبى، ثم قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم احسبك اقبلت لك بنية أبى بكر ذريعتيها (9) ثم اقبلت الىّ (10) فأعرضت عنها حتى قال النبى صلى الله عليه وسلم دونك نتصرى (11) فأقبلت عليها (12) حتى رأيتها قد يبس ريقها فى فمها ما ترد علي شيئًا

الراء كساء من صوف أو خز يؤنزر به تتلفع المرأة به، والجمع مروط مثل حمل وحمول (1) أى يسألنك (2) أى على أحواله وآدابه على أتم وجه وأوكده (3) أى تعادلنى وتضاهينى فى الحظوة والمنزلة الرفيعة مأخوذ من السمو وهو الارتفاع (4) أى عينه لعله يشير الى بالإنتصار منها فلم يتكلم، أى فلم يسّر اليها بشئ لأنه صلى الله عليه وسلم تحرم عليه خائنة الأعين، وانما فى الحديث انها انتصرت لنفسها فلم ينهها (5) أى غلبتها وقهرتها (6) يشير إلى كمال فهمها وحسن نظرها (7) أى جميع خصالها محمودة ما عدا سورة من غرب حد (قال فى النهاية) الغرب الحدة اهـ وجاء عند مسلم بلفظ ما عدا سورة من حدَّة كانت فيها تسرع منها الفنية (قال النووى) سورة بسين مهملة مفتوحة ثم واو ساكنة ثم راء ثم تاء والسورة الثوران وعجلة الغضب، وأما الحِدة فهى شدة الخلق وثورانه، ومعنى الكلام أنها كانت كاملة الأوصاف إلا أن فيها شدة خلق وسرعة غضب تسرع منها الفيسئة، بفتح الفاء وبالهمز وهى الرجوع، اى اذا وقع ذلك منها رجعت عنه ولا تصر عليه، وهذا معنى قوله فى رواية الامام احمد توشك منها الفيئة (8)(سنده) حدثنا عبد الله بن محمد قال عبد الله (يعنى ابن الامام أحمد) وسمعته أنا منه قال ثنا محمد بن بشر عن زكريا عن خالد بن سلمة عن البهي عن عروة بن الزبير قال قالت عائشة الخ (غريبه)(9) الذريعة تصغير الذراع ولحوق الهاء فيها لكونها مؤنثة وارادات به ساعديها، تعنى أنك تسمع قولها وتعمل باشارتها والله أعلم (10) أى تشتمها كما فى الطريق الأولى (11) انما اذن صلى الله عليه وسلم لعائشة بالانتصار من زينب لكونه رآها زادت فى الاعتداء وعائشة ساكتة لا ترد عليها (12) أى أقبلت على زينب تشتمها وتدفع عن نفسها ما قالته زينب

ص: 114

-[إرسالهن أم سلمة الى النبى صلى الله عليه وسلم ليكلم الناس ان لا يخصوا بيت عائشة بهداياهم]-

فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتهلل وجهه (1)(عن أم سلمة)(2) زوج النبى صلى الله عليه وسلم قالت كلمنى صواحبى (3) ان اكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر الناس فيهدون له حيث كان، فانهم يتحرون بهديته يوم عائشة وإنا تحب الخير كما تحبه عائشة، فقلت يا رسول الله ان صواحبى كلمننى ان أكلمك لتأمر الناس ان يهدو لك حيث كنت، فان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، وانما نحب الخير كما تحب عائشة، قالت فسكت النبى صلى الله عليه وسلم ولم يراجعنى (4) فجاءنى صواحبى فأخبرتهم انه لم يكلمنى، فقلن لا تدعيه (5) وما هذا حين تدعينه قالت ثم ذار فكلمته فقلت ان صواحبى قد أمرننى أن أكلمك تأمر الناس فليهدوا لك حيث كنت، فقالت له مثل تلك المقالة مرتين أو ثلاثا كل ذلك يسكت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال يا أم سلمة لا تؤذنبى فى عائشة (6) فانه والله ما نزل علىّ الوحى وأنا فى بيت امرأة من نسائى غير عائشة (7) فقالت أعوذ بالله أن أسواءك فى عائشة.

(يا رب ما جاء فى محبتها النبى صلى الله عليه وسلم وغيرتها عليه ومحافظتها على ما كان على عهده)(عن محمد بن قيس)(8) بن مخرمة بن المطلب أنه قال يوما ألا أحدثكم عنى وعن أمى؟ فظننا أنه يريد أمه التى ولدته، قال قالت عائشة (رضى الله عنها) ألا أحدثكم عنى وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت بلى، قالت لما كانت ليلتى التى فيها النبى صلى الله عليه وسلم عندى انقلب فوضع رداءه وخلع نعليه فوضعهما عند رجليه، وبسط طرف ازاره على فراشه فاضطجع فلم يلبث إلا ريثما ظن انى قد رقدت، فأذ رداءه رويدا وانتعل رويدا وفتح الباب فخرج ثم أجافه رويدا، فجعلت درعى فى رأسى واختمرت وتقنعت ازارى ثم انطلقت على أثره حتى جاء البقيع، فقام فأطال القيام ثم رفع يديه ثلاث مرات، ثم انحرف فانحرفت، فاسرع فأسرعت فهرول فهرولت فأحضر فأحضرت فسبقته فدخلت فليس إلا أن اضطجعت، فدخل فقال مالك يا عائش حشياء رائبة، قالت قلت لا شئ يا رسول الله، قال لتخبرينى؟ وليخبرنى اللطيف الخبير، قالت قلت يا رسول الله بابى وامى فأخبرته، قال فأنت السواد الذى رأيته أمامى؟ قلت نعم، فلهزنى فى ظهرى لهزة فأوجعتنى، وقال

حتى يبس ريقها أى ريق زينب الخ (1) أى يتهلل وجهه سروروا، وانما سر النبى صلى الله عليه وسلم بقول عائشة لما رأى فيها من الذكاء والحكمة فى القول والشجاعة التى لم توجد فى غيرها من النساء (تخرجه) اخرج الطريق الأولى منه (ق. نس) ولم أقف على من أخرج الطريق الثانية بهذا السياق غير الامام أحمد وفى اسنادها من لم أعرفه ومع هذا فمعناه فى الصحيحين (2)(سنده) حدثنا أبو أسامة قال أنا هشام يعنى ابن عروة بن عوف بن الحارث بن الطفيل عن رمثية أم عبد الله بن محمد بن أبى عتيق عن أم سلمة زوج النبى صلى الله عليه وسلم (غريبة)(3) تعنى نساء النبى صلى الله عليه وسلم أى لم يقل لها شيئًا (5) معناه لو تركتيه على هذا السكوت لم تفيدينا بشئ، كلميه حتى يكلمك (6) لفظة فى للتعليم كقوله تعالى {فذلكن الذى لمتنى فيه} (7) هذا يدل على فضل عائشة على سائر نسائه الموجودات (تخرجه)(خ نس) إلا أن البخارى رواه من مسند عائشة تحكى ما فعلته أم سلمة والله أعلم (8)(عن محمد بن قيس الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخرجه فى باب ما يقال عند زيارة القبور من كتاب الجنائز في الجزء الثامن

ص: 115

-[خروج النبي صلى الله عليه وسلم لزيارة اهل البقيع وخروج عائشة على اثره من شدة غيرتها عليه لتنظر اين ذهب]-

أظننت أن يحيف عليك الله ورسوله؟ قالت مهما يكتم الناس يعلمه الله، قال نعم، فان جبريل عليه السلام أتانى حين رأيت فنادانى فاخفاء منك (أى اخفى صوته) فأحببته خفيته منك ولم يكن ليدخل عليك وقد وضعت ثيابك، وظننت أنك قرد قدت فكرهت أو أوقظك وخشيت أن تستوحشى فقال (يعنى جبريل) ان ربك عز وجل يأمرك أن تأتى أهل البقيع فتستغفر لهم، قالت فكيف أقول يا رسول الله؟ فقال قولى السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين؛ ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا ان شاء الله للاحقون (عن عائشة رضى الله عنها)(1) قالت صليت صلاة كنت أصلها على عهد النبى صلى الله عليه وسلم لو أن ابى نشر فنهانى عنها ما تركتها (2)(باب ما جاء فى حديث الإفك ومحنة عائشة ونزول براءتها من فوق سبع سموات)(حدثنا عبد الرازق)(3) قال حدثنا معمر عن الزهرى قال أخبرنى سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله ابن عتبة بن مسعود عن حديث عائشة زوج النبى صلى الله عليه وسلم حين قال لها أهل الأفك (4) ما قالوا وبرأها الله عز وجل وكلهم حدّثنى بطائفة من حديثها (5) وبعهم كان أوعى (6) لحديثها من بعض وأثبت اقتصاصا وقد وعيت (7) عن كل واحد منهم الحديث الذى حدثنى وبعض حديثهم يصدق بعضا، ذكروا أن عائشة زوج النبى صلى الله عليه وسلم قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج سفرا (8) أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم معه (9) قالت عائشة فأقرع بيننا فى غزوة غزاها (10) فخرج فيها سهمى فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وذلك بعدما نزل الحجاب (11) فانا أحمل في

ص 173 رقم 338 فارجع اليه (1)(سنده) حدّثنا وكيع ثنا أبى عن سعيد بن مسروق عن أبان ابن صالح عن أم حكيم عن عائشة الخ (غريبه)(2) هذا مبالغة فى محافظتها وحرصها على ما كانت تفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم رضى الله عنها وأرضاها (تخرجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد ورجاله كلهم ثقات (باب)(3)(حدّثنا عبد الرازق الخ)(غريبة)(4) الإفك بكسر الهمزة أبلغ ما يكون من الافتراء والكذب (5) القائل وكلهم حدثنى بطائفه من حديثها هو الزهرى وقد انتقد على الزهرى روايته لهذا الحديث ملفقا عن هؤلاء الأربعة، وقالوا كان ينبغى أن يفرد حديث كل واحد عن الآخر: حكاه القاضى عياض فيما ذكره الحافظ (6) أى أحفظ (وأثبت اقتصاصا) أى سياقا (7) بفتح العين أى حفظت (عن كل واحد منهم الحديث) أى بعض الحديث والحاصل أن جميع الحديث عن مجموعهم لا أن مجموعة عن كل واحد منهم (8) أى إلى سفر فهو نصب بنزع الخافض أو ضمن يخرج معنى بنشئ فالنصب على المفعولية (9) الحكمة فى القرعة تطييب القلوب، وفيه مشروعية القرعة والرد على المانع، والجمهور على القول بها (10) هى غزوة بنى المصطلق من خزاعة وتقدم هذا الحديث مختصرا فى غزوة بنى المصطلق من رواية هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة (11) أى المر به: صدر هذا منها توطئة للسبب فى كونها كانت مستترة فى الهودج حتى أفضى ذلك إلى تحميله وهم يظنون أنها فيه، بخلاف ما كان قبل الحجاب فان النساء حينئذ كن يركبن متون الرواحل بغير هوادج ويركبن الهودج

ص: 116

-[حديث الإفك وامانة صفوان بن المعطل رغما عما قيل فيه]-

هودجي (1) وأنزل (2) فيه سيرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم من غزوة فقل (3) ودنونا من المدينة آذن (4) ليلة بالرحيل فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش، فلما قضيت شأنى أقبلت إلى الرجل فلمست صدرى فاذا عقد لى من جزع ظفار قد انقطع، فرجعت فالتمست عقدى فاحتبسنى ابتغاؤه، وأقبل الرهط الذى كانوا يرحلون لى (6) فحملوا هودجى فرحلوه على بعيرى الذى كنت أركب وهم يحسبون أنى فيه، قالت وكانت النساء إذ ذاك خفافا لم يهبلهن (7) ولم يغشهن، اللحم انما يأكلون العلقة (8) من الطعام فلم يستنكر القوم ثقل الهودج حين رحلوه ورفعوه، وكنت جارية حديثة السن (9) فبعثوا الجمل وساروا فوجدت عقدى بعدما استمر الجيش (10) فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب، فيممت منزلى الذى كنت فيه وظننت أن القوم سيفقدونى فيرجعوا الى، فبينا اما جالسة فى منزلى غلبتنى عينى فنمنت، وكان صفوان بن معطل السُّلمى ثم الذكوانى قد عرّس (12) وراء الجيش فأولج فأصبح عند منزلى فرآى سواد انسان نائم فاتانى فعرفنى (13) حين رآنى وقد كان يرانى قبل أن يضرب علىّ الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفنى فخمرت وجهى بجلبابى فوالله ما كلمنى كلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حتى أباخ راحلته فوطئ الظهيرة (14) فهلك من هلك فى شأنى (15) وكان الذى تولى كبره عبد الله بن أبي

غير مستترات بخمرهن، ولو كان الأمر كذلك لما وقه ما وقع (1) الهودج بها ودال مهملة مفتوحتين بينهما واو ساكنة آخره جيم، محمل له قبة تستر بالثياب ونحوها يوضع على ظهر البعير يركب فيه النساء ليكون أسترلهن (2) بضم الهمزة فى أحمل وأنزل مبيين المفعول (3) أى رجع من غزوته (4) بالمد والتخفيف ويجوز فيه القصر والتشديد أى أعلم بالرحيل (5) بفتح الجيم وسكون الزاى بعدها عين مهملة مضافا لقوله ظفار، والجزع خرز معروف فى سواده بياض كالعروق (وظفار) بفتح الظاء المعجمة مدينة باليمن ينسب اليها الجزع (6) بفتح أوله وسكون الراء مخففا أى يشدون الرحل على بعيرى (7) بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد الموحدة مكسورة بعدها لام ساكنة أى لم يكثر عليهن اللحم يقال هبَّله اللحم إذا كثر عليه وركب بعضه بعضا (8) بضم العين وسكون اللام وبالقاف أى القليل من الطعام (9) لم تكمل إذ ذاك خمس عشرة سنة (10) أى ذهب ماضيا (11) اى قصدت (12) التعريس تزول المسافر آخر الليل نزلة للنوم والاستراحة، يقال منه عرّس بتشديد الراء يُعرِّس تعريسا (فأولج) أى نام فى معطف الوادى، وجاء فى حديث أبى هريرة عن البزار (وكان صفوان يتخلف عن الناس فيصيب القدح والجراب والادارة) معناه من سقط له شئ من ذلك أتاه به، وفى مرسل مقاتل فيحمله فيقدم به فيعرّفه فى أصحابه (13) معناه أنه حين عرفها قال انا لله وانا اليه راجعون (وقولها فخمرت وجهى) أى سترته بجلبابها والجلباب ثوب أوسع من الخمار ودون الرداء، وقال ابن فارس الجلباب ما يغطى به من ثوب وغيره والجمع الجلابيب (14) أى فى وقت الهاجرة وقت توسط الشمس السماء يقال وغِرت الهاجرة وغرا وأوغر الرجل دخل فى ذلك الوقت، كما يقال أظهر إذا دخل فى وقت الظهر (15) أى بسبب خوضهم في الإفك

ص: 117

-[ذكر مسطح بن أثاثه وحسان بن ثابت وجمنة بنت جحش لأنهم كانوا ممن تكلموا بالإفك]-

ابن سلول (1) فقدمت المدينة فاشتكيت حين قدمنا شهرا والناس يفيضون فى قول أهل الأفك ولم أشعر بشئ من ذلك ويريبنى (2) فى وجعنى أنى لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذى كنت أرى منه حين اشتكى، انما يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلم ثم يقول كيف تيكم (3) فذاك يريبنى ولا أشعر بالشر حتى خرجت بعد ما نقهث (4) وخرجت معى أم مسطح قبل المناصع وهو متبرزنا ولا نخرج إلا ليلا إلى ليل، وذلك قبل (5) أن تتخذ الكنف (6) قريبا من بيوتنا وأمرنا أمر العرب الأول فى التنزه (7) وكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا، وانطلقت أنا وأم مسطح (8) وهى بنت أبى رهم بن المطلب بن عبد مناف وامها بنت صخر بن عامر خالة أبى بكر الصديق وابنها مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب وأقبلت أنا وبنت أبى رهم قبل بيتى حين فرغنا من شأننا فعثرت أم مسطح فى مرطها (9) فقالت تعس مسطح، فقلت لها بئسما قلت، تسبين رجلا قد شهد بدرا؟ قالت أى هنتاه (10) أو لم تسمعى ما قال؟ قلت وماذا قال؟ فأخبرتنى بقول أهل الأفك فازددت مرضا إلى مرض (11) فلما رجعت إلى بيتى دخل علىّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم ثمقال كيف تيكم، قلت أتأذن لى آتى أبوىّ؟ قالت وأنا حينئذ أريد أن اتيقن الخبر من قبلهما، فأذن لى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت أبوىّ فقلت يا أمّاه ما يتحدث الناس؟ فقالت أى بنية هونى عليك فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة (12) عند رجب يحبها ولها ضرائر إلا أكثرن عليها، قالت قلت

(1 ابن سلول يكتب بالألف والرفع لأن سلول بفتح السين غير منصرف، علم لام عبد الله فهو صفة لعبد الله لا لأبىّ وأتباعه مسطح بن أثاثة وحسان بن ثابت وحمتة بنت جحش، وفى حديث ابن عمر فقال عبد الله ابن أبىّ فجربها ورب الكعبة اهـ وهو الذى تولى كبره أى تصدى له وتقلده وشاع ذلك فى المعكسر (2) أى يشككنى ويوهمنى (3) بكسر التاء الفوقية وهى فى الاشارة للمؤنث مثل ذاكم فى المذكر، قال فى التنقيح وهى تدل على لطف من حيث سؤاله عنها، وعلى نوع جفاء من قوله تيكم (4) بفتح النون والقاف وقد تكسر أى أفقت من مرضى ولم تتكامل لى الصحة (5) بكسر القاف وفتح الموحدة (والمناصع) بالصد والعين المهملتين موضع خارج المدينة (متبرزنا) بفتح الراء المشددة وبالرفع أى وهو متبرزنا أى موضع قضاء حاجتنا (6) بضم الكاف والنون جمع جنيف وهو الساتر؛ والمراد به هنا المتخذ لقضاء الحاجة (7) معناه وعادتنا عادة العرب الأول (فى التنزه) أى طلب النزاهة، والمراد البعد عن البيوت (8) بوزن منبر اسمها سلمى (9) لكسر الميم كساء من صوف أو خز أو كتان قاله الخليل (فقالت تعس مسطح) أى كب لوجهه أو هلك أو لزمه الشر (10) بفتح الهاء وسكون النون وقد تفتح أى يا هذه نداء للبعيد فخاطبتها خطاب البعيد لكونها نسبتها للبله وقلة المعرفة بمكايد النساء (11) قيل أخذتها الحمى، وعند الطبرانى باسناد صحيح عن أيوب عن ابن أبى مليكة عن عائشة قالت لما بلغنى ما تكلموا به هممت أن آتى قليبا (أى بئرا) فأطرح نفسى فيه (12) بوزن عظيمة من الوضاءة وهو الحسن والجمال، وكانت عائشة رضى الله عنها كذلك وطيبت خاطرها بما يشعر بانها فائقة الجمال والحظوة

ص: 118

-[إستشارة النبى صلى الله عليه وسلم اسامة بن زيد وعلى بن ابى طالب فى امر عائشة وشهادة بريرة]-

سبحان الله (1) أوقد تحدث الناس بهذا؟ قالت فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ (2) لى دمع ولا اكتحل بنوم، ثم أصبحت أبكى ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علىّ بن أبى طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي (3) يستشيرهما فى فراق أهله، قالت؛ فاما أسامة بن زيد فأشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذى يعلم من براءة أهله (4) وبالذى يعلم فى نفسه لهم من الود، فقال يا رسول الله هم أهلك ولا نعلم إلا خيرًا، (5) وأما على بن أبى طالب فقال لم يضيق الله عز وجل عليك والنساء سواها كثير (6) وإن تسأل الجارية تصدقك، (7) قالت فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة، قال أى بريرة هل رأيت من شئ يريبك من عائشة؟ قالت له بريرة والذى بعثك بالحق ان رأيت عليها أمراً قط أعمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتى الداجن فتأكله (8) فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستعذر من عبد الله بن أبىّ ابن سلول، فقالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يا معشر المسلمين من يعذرنى من رجل قد بلغنى أذاه فى أهل بيتى (9) فوالله ما علمت على أهلى إلا خيراً ولقد ذكر وارجلا (10) ما علمت عليه إلا خيرا، وما كان يدخل على أهلى إلا معى، فقام سعد ابن معاذ الأنصارى (11) فقال لقد اعذرك منه يا رسول الله، ان كان من الأوس ضربنا عنقه (12) وان كان من اخواننا من الخررج امرتنا ففعلنا امرك، قالت فقام سعد بن عبادة وكان (13) رجلا صالحا

عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أى تعجبا من وقوع مثل ذلك فى حقها مع براءتها المحققة عندها (2) بالقاف والهمز أى لا ينقطع (3) أى طال لبث نزوله (4) أى أهل النبى صلى الله عليه وسلم يعنى عائشة (5) معناه أى امسك أهلك أى العفيفة اللائقة بجنابك الرفيع واطلاق الأهل على الزوجة شائع (6) كذا الرواية بصيغة التذكير لأن لفظ فعيل يسوى فيه المذكر والمؤنث إفرادًا وجمعا، وهذا الكلام من الامام على رضى الله عنه حمله عليه ترجيح جانب النبى صلى الله عليه وسلم لما راى عنده من القلق المحتدم والغم المتراكم بسبب ما قيل، وكان النبى صلى الله عليه وسلم شديد الغيرة، فرأى أنه إذا فارقها سكن ما عنده بسببها إلى أن يتحقق براءتها فيراجعها؛ وهذا من بذل النصيحة لإراحة فؤاده الشريف لا لعداوة عائشة كما زعم الزاعمون (7) فوض الامر آخرا إلى نظره العلى صلى الله عليه وسلم فكأنه قال ان أردت تعجيل الراحة ففارقها، وان أردت الوقوف على حقيقة الشأن فسل الجارية، يعنى بريرة تصدقك لأنه كان يتحقق أن بريرة لا تخبره إلا بما علمته، وهى لا تعلم من عائشة إلا محض البراءة (8) معنى كلام بريرة انها ما رأت من عائشة أمرًا تعيبه عليها فى كل أمورها أكثر من أنها تنام الخ ووصفتها بذلك لأن حديث السن يغالبه النوم لرطوبة جسمه، وهذا جواب نفى عنها كل ما كان من النقائص من جنس ما أراد صلى الله عليه وسلم التنقيب عنه وغيره (والداجن) الشاة التى تألف البيوت ولا تخرج إلى المرعى (9) أى طلب من يقوم له بالمعذرة ان يكافئ ابن أبىّ على سوء صنيعه، أو المراد طلب من ينصفه وينتقم له منه كما يرشد اليه سياق الكلام الآتى (10) هو صفوان بن المعطل (11) هو سيد الأوس (لقد اعذرك منه) لكسر الذال (12) انما قال ذلك لأنه كان سيدهم كما مر فجزم بان حكمه فيهم نافذ ومن آذى النبى صلى الله عليه وسلم وجب قتله (13) هو سيد الخزرج شهد العقبة وكان أحد النقباء

ص: 119

-[خصام سعد بن معاذ وسعد بن عابدة بسبب اهل الافك وحزن عائشة وبكائها]-

ولكن اجتهلته (1) الحمية فقال لسعد بن معاذ لعمر الله لا تقتله (2) ولا تقدر على قتله، فقام اسيد ابن حضير وهو ابن عم سعد بن معاذ فقال بسعد بن عبادة كذبت، لعمر الله لنقتلنه فانك منافق (3) تجادل عن المنافقين، فثار الحيان الأوس والخررج حتى هموا أن يقتتلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر فلم يزل الرسول صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا وسكت، وبكيت يومى ذاك لا يرقأ لى دمع ولا اكتحل بنوم، ثم بكيت ليلتى المقبة لا يرفأ لى دمع ولا اكتحل بنوم وأبواى يظنان أن البكاء فالق كبدى، قالت فبينما هما جالسان عندى وأنا أبكى استأذنت علىّ امراة من الانصار (4) فأذنت لها فجلست تبكى معى، فبينما نحن على ذلك دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم ثم جلس، قالت ولم يجلس عندى منذ قيل لى (5) ما قيل وقد لبث شهرا لا يوحى اليه فى شأنى شئ، قالت فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس ثم قال أما بعد يا عائشة أنه قد بلغنى عنك كذا وكذا، فان كنت بريئة فسيبرئك الله عز وجل، وان كنت الممت بذنب فاستغفرى الله ثم توبى اليه فإن العبد إذا اعترف بذن ثم تاب تاب الله عليه، قالت فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص (6) دمعى حتى ما أحس منه قطرة، فقلت لأبى أجب عنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال، فقال ما أدرى والله ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت فقلت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرا من القرآن انى والله قد عرفت انكم قد سمعتم بهذا جتى استقر فى أنفسكم وصدّقتم به، ولئن قلت إنى بريئة والله عز وجل يعلم أنى بريئة لا تصدقونى بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمر والله عز وجل يعلم أنى بريئة تصدقونى، وانى والله ما أجد لى ولكم مثلا ألا كما قال أبو يوسف (7) صبر جميل (8) والله المستعان على ما تصفون (9) قالت ثم تحولت فاضطجعت على فراشى قالت وأنا والله حينئذ

(1) أي حمله على الجهل الحمية وجاء عند البخارى (ولكن احتملته) والمعنى واحد وسيأتى عند الامام أحمد بلفظ احتملته فى الطريق الثانية (2) انما قال ذلك سعد بن عبادة لأن أم حسان كانت بنت عمه من فخذه كما سيأتى فى الطريق الثانية (3) قال ذلك أسيد بن حضير مبالغة فى زجره عن القول الذى قاله أى إنك تصنع صنيع المنافقين وفسره بقوله (تجادل عن المنافقين) قال المازوى لم يرد نفاق الكفر، وانما أراد انه يظهر الود للأوس ثم ظهر منه فى هذه القضية ضد ذلك فأشبه حال المنافقين، لأن حقيقته اظهار شئ واخفاء غيره (4) لم تسم هذه المرأة جاء فى رواية البخارى (من يوم قيل فيّ) بتشديد الياء وله فى أخرى منذ قيل لى كما هنا (6) بفتح القاف واللام آخره صاد مهملة أى انقطع لأن الحزن والغضب إذا أخذا حدّهما فقد الدمع لفرط حرارة المصيبة (7) يعقوب عليه السلام (8) أى فأمرى صبر جميل لا جزع فيه على هذا الأمر، وفى مرسل حبان بن أبى جبلة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى {فصبر جميل} قال صبر لا شكوى فيه، أى إلى الخلق، وجاء فى رواية للبخارى انها قالت (فصبر جميل) بالفاء قال صاحب المصابيح إنه رأى فى بعض النسخ صبر بغير فاء مصححا عليه كرواية ابن اسحاق فى سيرته اهـ (قلت) وكراوية الامام أحمد هنا (9) أى على ما تذكروّن عنى مما يعلم الله براءتي منه

ص: 120

-[نزول براءة عائشة فى قوله تعالى {ان الذين جاءوا بالإفك الآيات}]-

أعلم أني بريئة وأن الله عز وجل مبرئى ببراءتى ولكن الله ما كنت أن ينزل فى شأنى وحى يتلى، ولشأنى كان أحقر فى نفسى من أن يتكلم الله عز وجل فىّ بأمر يتلى، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى النوم رؤيا يبرئنى الله عز ولجل بها، قالت فوالله ما رام (1) رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم من مجلسه ولا خرج من أهل البيت أحد حتى أنزل الله عز وجل على نبيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذه ما كان يأخذه من البرجاء (2) عند الوحى حتى إنه ليتحدر (3) منه مثل الجمان من العرق فى اليوم الشاتى من ثقل القول الذى أنزل عليه، قالت فلما سُرّى (4) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك فكان أول كلمة تكلم بها أن قال ابشرى يا عائشة، أمّا الله عز وجل فقد برأك، فقالت لى أمى قومى إليه، فقلت والله لا أقوم إليه (وفى رواية ولا أحمده ولا أحمدكما، لقد سمعتموه فما انكرتموه ولا غيرتموه) ولا أحمد إلا الله عز وجل هو الذى أنزل براءتى، (5) فانزل الله عز وجل {ان الذين جاءوا بالأفك عصبة منكم) عشر آيات فأنزل الله عز وجل هذه الآيات براءتى، قالت فقال أبو بكر وكان ينفق على مسطح لقرابته منه وفقره، والله لا أنفق عليه شيئًا أيدًا بعد الذى قال لعائشة، فأنزل الله عز وجل {ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة} إلى قوله {ألا تحبون أن يغفر لكم} (6) فقال أبو بكر والله انى لأحب أن يغفر لى، فرجّع إلى مسطح النفقة التى كان ينفق عليه، وقال لا أنزعها منه أبدًا، قالت عائشة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل زينب بنت جحش زوج النبى صلى الله عليه وسلم عن أمرى وما عملتِ أو ما رأيتِ أو ما بلغك، قالت يا رسول الله أحمى سمعى وبصرى، والله ما علمت إلا خيرا، قالت عائشة وهى التى كانت تسامينى من أزواج النبى صلى الله عليه وسلم فعصمها الله عز وجل بالورع، وطفقت أختها حَمنة بنت جحش تحارب لها فهلكت فيمن هلك، قال ابن شهاب فهذا ما انتهى الينا من أمر هؤلاء الرهط (ومن طريق ثان)(7)

(1) أي ما فارق رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه (2) بضم الموحدة وفتح الراء ثم مهملة ممدودة الفرق (3) بتشديد الدال، اللام للتأكد أى بنزل ويقطر (منه مثل الجمان) بضم الجيم وتخفيف الميم أى مثل اللؤلؤ (4) بضم المهملة وتشديد الراء المكسورة أى كشف (5) أى وأنعم علىّ بما لم أكن أتوقعه من أن يتكلم الله في بقرآن يتلى وقالت ذلك ا

لالا عليهم وعتبًا لكونهم شكوا فى حالتها مع علمهم بحسن سيرتها وجميل أحوالها وارتفاعها عما نسب إليها مما لا حجة فيه لا شبهة (6) تقدم تفسير هذه الآيات وشرح بقية الحديث فى باب (ان الذى جاءوا بالإفك عصبة منكم) من سورة النور فى كتاب فضائل القرآن وتفسيره فى الجزء الثامن عشر ص 118 رقم 361 فارجع اليه وهذا الحديث أخرجه الشيخان (7)(سنده) حدّثناه بهن قال حدّثنى ابراهيم ابن سعد عن صالح قال بهز قلت له، ابن كيسان؟ قال نعم (معنى هذا أن ابراهيم بن سعد قال عن صالح ولم ينبه، فسأله بهز تريد صالح بن كيسان قال نعم) عن ابن شهاب قال حدّثنى عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عتبه عن عائشة وبعض حديثهم يصدّق بعضا وان كان بعضهم أوعى له من بعض، قالوا قالت عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا أراد سفرا أقرع بين أزواجه

ص: 121

-[طريق ثان لحديث الإفك والتنبيه على شئ منه لم يكن فى الطريق الأولى]-

عن عائشة رضى الله عنها بنحوه إلا أنه قال (يعنى ابن شهاب) آذن ليلة بالرحيل (1) فقمت حين آذنوا بالرحيل، وقال من جزع ظفار (2) وقال يهبلن وقال فيممت منزلى (4) وقال قال عروة أخبرت أنه كان يشاع ويحدث به عنده فيقره ويستمعه ويستوشيه (5) وقال عروة أيضا لم يسم من أهل الافك إلا حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة حمنة بنت جحش فى ناس آخرين لا علم لى بهم إلا أنهم عصبة كما قال الله عز وجل (6) وان كبر ذلك كان يقال عند عبد الله بن أبى ابن سلول (7) قال عروة وكانت عائشة تكره أن يسب عندها حسان وتقول أنه الذى قال (فان ابى ووالده وعرضى: لعرض محمد منكم وقاء) (8) وقالت وأمرنا أمر العرب الأول فى التنزه (9) وقال لها ضرائر (10) وقال بالذى يعلم من براءة أهله، وقال فتأتى الداجن فتأكله (11) وقال وان كان من اخواننا الخزرج (12) وقال فقام رجل من الخزرج (13) وكانت أم حسان بنت عمه من فخذه (14) وهو سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج، قالت وكان قبل ذلك رجلا صالحا (15) ولكن احتملته الحمية (16) وقال قلص دمعى (17) وقال وطفقت اختها حمنة تحارب لها (18) وقال

فآيتهن خرج سهمها بها فذكر الحديث إلا أنه قال (يعنى ابن شهاب) آذن ليلة بالرحيل الخ (!) هكذا جاء فى الطريق الأولى آذن ليلة بالرحيل (2) هكذا جاء فى الطريق الأولى وتقدم شرحه هناك (3) جاء فى الطريق الأولى لم يهبلهن (4) هكذا جاء فى الطريق الأولى أى قصدت منزلى (5) لم تأت هذه الجملة فى الطريق الأولى ومعناها أن أهل الأفك كانو يجتمعون عند رئيسهم رأس المنافين عبد الله بن أبىّ ويتحدثون به عنده فيبؤيدهم ويشيعه بين الناس (6) يعنى قوله تعالى {ان الذين جاموا بالأفك عصبة منكم) (7) معناه أن من تحمل معظمه فبدأ بالخوض فيه واشاعه هو عبد الله بن أبىّ ابن سلول (8) هذه الحملة من قوله وقال عروة أيضاً إلى أخر هذا البيت لم تأت فى الطريق الأولى وروى ابن جرير عن عائشة أنها قالت ما سمعت بشعر أحسن من شعر حسان ولا تمثلت به إلاّ رجوت له الجنة: قوله لأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب

هجوت محمدا فأجبتُ عنه

وعند الله فى ذاك الجزاء

فان أبى ووالده وعرضى

لعرض محمد منكم وقاء

اتشتمه لست له بكفئ

فشركما لخيركما الفداء

لسانى صارم لاعيب فيه

وبحرى لا تكدره الدلاء

(9)

هكذا جاء فى الطريق الأولى (10) جاء فى الطريق الأولى ولها ضرائر (11) هكذا جاء فى الطريق الأولى وتقدم شرحه (12) جاء فى الطريق الأولى وان كان من اخواننا الخزرج أيضاً (13) جاء فى الطريق الاولى فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج (14) هذه الجملة لم تات فى الطريق الاولى وقوله من فخذه أى من أهله وعشريته (15) جاء فى الطريق الاولى وكان رجلا صالحا (16) جاء فى الطريق الاولى ولكن اجهلته الحمية (17) هكذا جاء فى الطريق الاولى (18) هكذا جاء فى الطريق الاول، ومعناه ان اختها حمنة جعلت تتعصب لها أى لاختها زينب وخاضت فى حديث الافك لتخفض منزلة عائشة وترفع منزلة أختها

ص: 122

-[ومن بركة عائشة رضى الله عنها نزول آية التيمم بسببها]-

عروة قالت عائشة والله ان الرجل الذى قيل له ما قيل ليقول سبحان الله ف (1) والذى نفسى بيده ما كشفت عن كنف أنثى قط، قالت ثم قتل بعد ذلك فى سبيل الله شهيدا (2)(عن عائشة) رضى الله عنها (3) قالت لما نزل عذرى قام رسول الله على المنبر فذكر ذلك وتلا القرآن فلما نزل أمر برجلين وامرأة فضربوا أحدّهم (باب ومن بركتها نزول رخصة التيمم بسببها)(عن عائشة) رضى الله عنها (4) أنها استعارت من أسماء قلادة فهلكت فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجالا فى طلبها فوجدوها فادركتهم للصلاة وليس معهم ماء فصلوا بغير وضوء، فشكوا ذلك إلى النبى صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل التيمم، فقال اسيد بن حضير لعائشة جزاك الله خيرا، فوالله ما نزل بك أمر تكرهينه إلا جعل الله لك وللمسلمين فيه خراً (عن عائشة زوج النبى صلى الله عليه وسلم (5) ورضى عنها قالت أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بعض أسفاره حتى إذا كنا بتربان بلد بينه وبين المدينة بريد وأميال وهو بلد لا ماء به، وذلك من السحر انسلت قلادة لى من عنقى فوقعت، فحبس رسول الله لالتماسها حتى طلع الفجر وليس مع القوم ماء، قالت فلقيت من أبى ما الله به عليم من التعنيف والتأفيف، وقال فى ل سفر للمسلمين منك عناء وبلاء، قالت فأنزل الله الرخصة بالتيمم، قالت فتيمم القوم وصلوا، قالت يقول أبى حين جاء من الله ما جاء من الرخصة للمسلمين، والله ما علمت يا بنية انك لمباركة، ماذا جعل الله

زينب (1) تعنى صفوان بن المعطل يقول سبحان الله تعجبا من قول أهل الافك فيه مع أنه أقسم بالله أنه ما كشف عن كنف أنثى إلى وقت حديث الافك، فقد ذكر الحافظ فى الاصابة أن أبا داود روى من طريق أبى صالح عن أبى سعيد قال جاءت امرأة صفوان إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ان زوجى صفوان يعذبنى الحديث واسناده صحيح اهـ وهو لا ينافى ما هنا لانه يمكن أن يجاب بانه تزوج بعد ذلك والله أعلم (2) قال ابن اسحاق قتل صفوان فى خلافه عمر فى غزوة أرمينية شهيدًا سنة تسع عشرة، وقد روى ذلك البخارى فى تاريخه (تخرجه)(ق. وغيرهما)(3)(سنده) حدّثنا ابن أبى عدى عن محمد ابن اسحاق عن عبد الله بن أبى بكر عن عمرة عن عائشة قالت لما نزل عذرى الخ (تخريجه) أورده الحافظ ابن كشير فى تفسيره وعزاه للامام أحمد ثم قال ورواه أهل السنن الاربعة وقال الترمذى هذا حديث حسن، ووقع عند أبى داود تسميتهم: حسان بن ثابت، ومسطح بن أثاثة، وحمنة بنت جحش أهـ (قلت) ولعمرة عن عائشة رواية أخرى أن النبى صلى الله عليه وسلم لما نزلت آية الافك حدَّ أربعة نفر عبد الله بن أبىّ وحسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة بنت جحش والله اعلم (باب)(4)(عن عائشة رضى الله عنها) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب تفسير آية التيمم من سورة المائدة فى الجزء الثامن عشر ص 126 رقم 256 فارجع اليه تجد ألأحاديث أخرى هناك، وانظر أيضا باب سبب مشروعية التيمم وصفته من كتاب التيمم فى الجزء الثانى ص 181 رقم 1 (5)(سنده) حدّثنا يعقوب قال ثنا أبى عبد ابن اسحاق حدّثنى يحي بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة الخ (تخريجه) أخرجه الشيخان من وجه آخر بسياق آخر عن عائشة أيضا وسنده صحيح ورجاله كلهم ثقات، وفيه وفي الذي

ص: 123

-[ما جاء في شدة ذكائها وفهمها وعلمها بالشعر والتاريخ والطب والفقه]-

للمسلمين في حبسك اياهم من البركة واليسر (باب ما جاء فى شدة ذكائها وفهمها وعلمها بالشعر التاريخ والطب بله الفقه الذى عم جميع الآفاق)(حدثنا هشام بن عروة)(1) قال كان عروة يقول لعائشة يا أمّتاه لا أعجب من فهمك، أقول زوجة رسول الله وبنت أبى بكر، ولا أعجب من علمك بالشعر وأيام الناس، ولكن أعجب من علمك بالطب كيف هو ومن أين هو؟ قال فضربت على منكبه وقالت أى عريَّة، (2) إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسقم عند آخر عمره أو فى آخر عمره فكانت تقدم عليه وفود العرب من كل وجه فتنعت له (3) الانعات وكنت أعالجها له فمن ثّمّ (4)(عن يزيد بن مرة)(6) عن لميس انها قالت لعائشة رضى الله عنها يا أمّه، فقالت عائشة إنى لست بأمكن ولكن اختكن (باب ما جاء فى رؤيتها لجبريل عليه السلام وسلامه عليها وما ورد فى فضلها)(عن عائشة) رضى الله عنها (7) قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعا يديه على معرفة فرس وهو يكلم رجلا

قبله منقبة عظيمة لعائشة رضى الله عنها (باب)(1)(سنده) حدّثنا أبو معاوية عبد الله بن معاوية الزبيرى قدم علينا مكة حدثنا هشام بن عروة الخ (غريبة)(2) بضم أوله وفتح الراء وتشديد التحتية مفتوحة تصغير عروة وأى حرف نداء أى يا عروة (3) بفتح العين المهملة من باب نفع أى تصف له الصفات (4) أى فمن ثم علمت الطب (تخريجه) أو رده الهيثمى وقال رواه البزار واللفظ له وأحمد بنحوه إلا أنه قال قالت وكنت أعالجها له فمن ثم، والطبرانى فى الاوسط والكبير وفيه عبد الله بن معاوية الزبيرى قال أبو حاتم مستقيم الحديث وفيه ضعف، وبقية رجال أحمد الطبرانى فى الكبير ثقات إلا ان أحمد قال عن هشام بن عروة أن عروة مان يقول لعائشة فظاهره الانقطاع، وقال الطبرانى فى الكبير عن هشام بن عروة عن أبيه فهو متصل أهـ (قلت) جاء عند البزار فأخذت بيدى فقالت يا عرية ان سول الله صلى الله عليه وسلم كثرت اسقامه فكانت أطباء العرب والعجم يبعثون له فتعلمت ذلك، (أما علمها بالشعر) فيدل على ذلك ما روى أنها مدحت النبى صلى الله عليه وسلم بقولها

فلو سمعوا فى مصر اوصاف خده

لما بذلوا فى سوم يوسف من نقد

لواحى زليخا لو رأيت جبينه

لآثرن بالقطه القاوب على الايدى

(5)

(عن يزيد بن مرة الخ)(قلت) يزيد بن مرة قال الحافظ فى تعجيل المنفعة فيه نظر (لميس) بوزن عظيم اسم امراة جاء اسمها فى تعجيل المنفعة قال الحافظ وعنها يزيد بن مرة شيخ لجابر الجعفى ولم يشر إليها بجرح ولا تعديل (6) فيه أن أزواج النبى صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين الرجال لا النساء، ويؤيده قوله تعالى {النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم} يعنى فى تعظيم حقهن وتحريم نكاحهن على التأبيد (تخريجه) أورده البغوى فى تفسيره من طريق الشعبى قال وروى الشعبى عن مسروق ان امراة قالت لعائشة رضى الله عنها يا أمه قالت لست لك بام انما انا أم رجالكم، فبان بهذا أن معنى هذه الأمومة تحريم نكاحهن والله أعلم (باب)(7)(سنده) حدّثنا سفيان عن مجالد عن الشعبى عن أبى سلمة عن عائشة الخ

ص: 124

-[رؤيتها جبريل عليه السلام وقوله صلى الله وعليه وسلم لها هذا جبريل وهو يقرأ عليك السلام]-

قلت رأيتك واضعا يديك على معرفة فرس دحية الكلبى (1) وانت تكلمه، قال ورأيت؟ قالت نعم قال ذاك جبريل عليه السلام (2) وهو يقرئك السلام، قالت وعليه السلام ورحمة الله وبركاته جزاه الله خيرا من صاحب ودخيل، فنعم الصاحب ونعم الدخيل، قال سفيان (3) الدخيل الضيف (وعنها من طريق ثان)(4) قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة هذا جبريل عليه السلام وهو يقرأ عليك السلام (5) فقلت عليك وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا ترى يا رسول الله (عن أنس)(6) قال قال رسول الله ان فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على (7) سائر الطعام (عن أبى سلمة عن عائشة)(8) أن رسول الله قال فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام (عن أبى موسى)(9) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كمل من الرجال كثير (10) ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران (11) وإن فضل

(غريبه)(1) معرفة الفرس هو الشعر الطويل المتتابع الذى يكون على رقبة الفرس (2) كان جبريل عليه السلام يأتى النبى صلى الله عليه وسلم فى بعض الأحيان على صورة دحية الكلبى لانه كان جميلا (3) سفيان هو ابن عينية شيخ الامام احمد راوى الحديث فسر الدخيل بمعنى الضيف وكفى بتفسيره (4)(سنده) حدّثنا ابراهيم بن اسحاق قال ثنا ابن مبارك عن يونس عن الزهرى عن أبى سلمة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (5) قال النووى معنى يقرأ عليك السلام يسلم عليك (تخريجه)(ق مذ) بدون قصة دحية (قال النووى رحمه الله فيه فضيلة ظاهرة لعائشة رضى الله عنها، وفيه استحباب بعث السلام ويجب على الرسول تبليغه وقيه بعث الأجنبى السلام إلى الأجنبية الصالحة إذا لم يخف ترتب مفسدة وأن الذى يبلغه السلام يرد عليه (6)(سنده) حدّثنا معاوية بن عمر ثنا زائدة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر قال سمعت انسا (يعنى ابن مالك) يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة)(7) ضرب صلى الله عليه وسلم المثل باثريد لانه أفضل طعامهم ولانه ركب من خبز ولحمم ومرقة ولا نظير له فى الاطعمة، ثم إنه جامع بين الغذاء واللذة والقوة وسهولة المتناول وقلة المؤنة فى المضغ وسرعة المرور فى الحلقوك، فخص المثل به إيذانا بانها جمعت مع حسن الخلق وحسن الحديث وحلاوة المنطق وفصاحة اللهجة وجودة القريحة ورزانة الرأى ورصانة العقل والتحبب للبعل، ومن ثم عقلت منه ما لم يعقل غيرها من نسائه وروت عنه ما لم يرو مثلها من الرجال إلا قليلا (قال ابن القيم) الثريد وان كان مركبا فانه مركب من خبز ولحم فالخبز أفضل الاقوات، واللحم سيد الادام، فإذا اجتمعا لم يكن بعدهما غاية، وفى أفضلهما خلاف، والثواب أن الحاجة للخبز، أعم، واللحم أفضل، وهو أشبه بجوهر البدن من كل ما عداه (تخريجه)(م مذبحة)(8)(سنده) حدّثنا عثمان بعمر انا ابن أبى ذئب عن الحارث عن أبى سلمة عن عائشة الخ (تخريجه)(نس) فى عشرة النساء (9)(سنده) حدّثنا وكيع وابن جعفر قالا ثنا شعبة عن عمرو بن مرة الهمدانى عن أبى موسى (يعنى الأشعرى) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة)(10) اى كثيرون من أفراد هذا الجنس حتى صاروا رسلا وأنبياء وخلفاء وعلماء وأولياء (11) التقدير الا قليل منهن، ولما كان ذلك القليل محصورا فيهما باعتبار الأمم السابقة نص عليهما بخلاف الكمل من الرجال فإنه يبعد تعدادهم واستقصاؤهم بطريق الإنحصار سواء أريد بالكمل الأنبياء أو الأولياء وانما خصتا بالذكر لما أعطينا

ص: 125

-[ما جاء في مرض موتها وتزكية ابن عباس اياها وتاريخ وفاتها رضى الله عنها]-

عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام (باب ما جاء فى مرض موتها وتزكية ابن عباس إياها)(عن ذكوان مولى عائشة)(1) أنه استأذن لابن عباس على عائشة وهى تموت (2) وعندها ابن أخيها عبد الله بن عبد الرحمن، فقال هذا ابن عباس يستأذن عليك وهو من خير بيتك، فقالت دعنى من ابن عباس ومن تزكيته (وفى لفظ أخاف أن يزكينى)، فقال لها عبد الله ابن عبد الرحمن إنه قارئ لكتاب الله، فقيه فى دين الله، فأذنى له فليسلم عليك وليودعك، قالت فأذن له ان شئت، قال فأذن له فدخل ابن عباس ثم سلم وجلس، وقال أبشرى يا أم المؤمنين فوالله ما بينك وبين ان يذهب عنك كل آذى ونصب أو قال وصب وتلقى الأحبة محمدا وحزبه أو قال أصحابه الا أن تفارق روحك جسدك، فقالت وأيضاً، فقال ابن عباس كنت أحب أزواج النبى صلى الله عليه وسلم اليه ولم يكن يحب إلا طيبا، وأنزل الله عز وجل براءتك من فوق سبع سموات (زاد فى رواية جاء به الروح الأمين) فليس فى الأرض مسجد الا وهو يتلى فيه آناء الليل وآناء النهار: وسقطت قلادتك بالابواء فأحتبس النبى صلى الله عليه وسلم فى المنزل والناس معه فى ابتغائها، أو قال فى طلبها حتى أصبح القوم على غير ماء، فأنزل الله عز وجل {فتيمموا صعيدا طيبا} الآية فكان فى ذلك رخصة للناس عامة فى سبيلك؛ فوالله تلك لمباركة، فقالت دعنى يا ابن عباس من هذا، فوالله لوددت انى كنت نسيا منسيا (حدثنا سفيان)(3) عن ليث عن رجل عن ابن عباس أنه قال لها (4) انما سميت أم المؤمنين لتسعدى وانه لاسمك قبل أن تولدى (عن عروة بن الزبير)(5) قال ماتت عائشة رضى الله عنها فدفنها عبد الله بن الزبير ليلا

من سلوك السبيل إلى الله ثم الوصول إليه ثم الاتصال به، والمراد بالكمال هنا التناهى فى الفضائل والبر والتقوى وحسن الخصال، وتمسك به من زعم نبوة مريم وآسية لأن كمال البشر إنما هو فى مقام النبوة ورُدّ بان الكمال فى شئ مّا يكون حصوله للكامل أو فى من غيره، والنبوة ليست أولى للنساء لبنائها على الظهور للدعوة وحالهن الإستتار، والكمال فى حقهن الصديقية، ثم الظاهر انهما خير نساء عصرهما والتفضيل بينهما مسكوت عنه، وعلم من دليل منفصل أن مريم أفضل وزادت عليهما فاطمة رضى الله عنها بزيادة كمال من كمال أبويها والله أعلم (تخريجه)(ق مذ نس جه)(باب) حدثنا عبد الرازق أنا معمر عن ابن خُثّيْم عن ابن ابى مليكة ذكوان الخ (وله طريق ثان) عند الامام أحمد أيضا قال حدثنا سفيان عن معمر عن عبد الله بن عثمان ين خُثَيْم عن ابن أبى مليكة ان شاء الله يعنى استأذن ابن عباس على عائشة فلم يزل بها بنواخيها قالت أخاف أن يزكينى فلما أذنت له قال ما بينك وبين أن تلقى الأحبة إلا أن يفارق الروح الجسد، فذّكر نحو حديث الباب باختصار (غريبه)(2) أى عندما قاربت الموت (تخريجه)(خ)(3)(حدثنا سفيان الخ)(غريبه)(4) أى لعائشة رضى الله عنها (تخريجه) اورده الهيثمى وقال رواه أحمد وفيه راو لم يسم (قلت) يعنى الرجل الراوبى عن ابن عباس قهو ضعيف ولكنه تابع فى المعنى للذى قبله (5)(عن عروة بن الزبير الخ) هذا طرف من حديث طويل سيأتى بطوله وسنده وشرحه وتخريجه فى وفاة أبى بكر رضى الله عنه من كتاب الخلافة والإمارة (وتوفيت عائشة) رضى الله عنها بالمدينة قبل سنة سبع وخمسين وقال الواقدى ليلة الثلاثاء

ص: 126

-[تابع للشرح ما جاء فى تاريخ ميلادها ووفاتها ودفنها ومن صلىَّ عليها وما ورد فى فضلها]-

.....

لسبع عشرة خلت من رمضان سنة ثمان وخمسين وصدر به الحافظ فى الفتح كالإصابة وعزاه فيها للأكثرين وتبعه الشامى وزاد أنه الصحيح، وهى ابنة ست وستين سنة على القول الأول، لأنها ولدت سنة أربع من النبوة فتضم تسع لسبع وخمسين تبلغ ذلك، وعلى الثانى باسقاط عام الولادة أو الموت فعاشت بعده صلى الله عليه وسلم كما فى فتح البارى قريبا من خمسين سنة أهـ لأنه صلى الله عليه وسلم توفى ولها ثمان عشرة سنة، فنفع الله بها الامة فى نشر العلوم، وقد (روى البلاذرى) عن القاسم بن محمد قال استقلت عائشة بالفتوى زمن أبى بكر وعمر وعثمان وهلم جرا إلى أن ماتت، وأوصت ابن اختها عروة أن تدفن بالبقيع، فقالت له إذا انا مت دفننى مع صواحبى بالبقيع؛ رواه ابن أبى خثيمة فدفنث بهليلا، ونزل قبرها القاسم بن محمد وابن عمه عبد الله بن عبد الرحمن وعبد الله بن أبى عتيق وعروة وعبد الله بن الزبير كما فى العيون، وحضر جنازتها أكثر أهل المدينة، وصلى عليها أبو هريرة رضى الله عنه، وكان يومئذ خليفة مروان بن الحكم أمير المدينة حينئذ من جهة معاوية لأنه حج فاستخلف أبا هريرة، كذا فى الشاميه فى أيام معاوية بن أبى سفيان والله أعلم، هذا وقد ورد فى فضلا عائشة رضى الله عنها أحاديث كثيرة عند الامام أحمد لم تذكر هنا وتقدمت فى أبواب متفرقة للمناسبة فى كتابى هذا (وجاء فى مجمع الزوائد) للمحافظ الهيثمى أحاديث أخرى وآثار لم تذكر فى المسند أحببت ذكرها هنا اتماما للفائدة (واليك ما جاء فى ذلك)(عن عائشة رضى الله عنها) قالت دخل علىّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكى فقال ما يبكيك قلت سبتنى فاطمة، فدعا فاطمة فقال يا فاطمة سببت عائشة؟ قالت نعم يا رسول الله، قال أليس تحبين من أحب؟ قالت نعم، قال وتبغضين من أبغض؟ قالت بلى، قال فانى أحب عائشة فأحبيها؛ قالت فاطمة لا أقول لعائشة شيئا يؤذيها أبدا: رواه أبو يعلى والبزار باختصار، وفيه مجالد وهو حسن الحديث، وبقية رجاله رجال الصحيح (وعنها أيضا) قالت لما رأيت من النبى صلى الله عليه وسلم طيب نفس قلت يا رسول الله ادع الله لى، قال اللهم اغفر لعائشة ما تقدم ذنبها وما تأخر وما اسرت وما أعلنت، فضحكت عائشة حتى سقط رأسها فى حجرها من الضحك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيسرك دعائى؟ فقالت ومالى لا يسرنى دعاؤك، فقال والله انها لدعوتى لأمتى فى كل صلاة: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن منصور الرمادى وهو ثقة (وعنها أيضا) قالت لقد أعطيت تسعا ما أعطيتهن امراة الا مريم بنت عمران، لقد نزل جبريل عليه السلام بصورتى فى راحته (أى فى يده) حتى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوجنى، ولقد تزوجنى بكرا وما تزوج بكرا غير، ولقد قبض رأسه فى حجرى، ولقد قبرته فى بيتى؛ ولقد حفت الملائكة بكرا وما تزوج بكرا غيرى، ولقد قبض ورأسه فى حجرى، ولقد قبرته فى بيتى؛ ولقد حفت الملائكة ببيتى، وان الوحى لينزل وهو فى أهله فيتفرقون عنه، وان كان الوحى لينزل عليه وأنى معه فى لحافه؛ وانى لابيه خليفته وصدّيقه، ولقد تزل عذرى من السماء، ولقد خلقت طيبة وعند طيب، ولقد وعدت مغفرة ورزقاً كريماً، رواه أبو يعلى: وفى الصحيح وغيره بعضه، وفى اسناد أبى يعلى من لم أعرفهم (قلت) أورده الزرقانى فى شرح المواهب وقال رواه ابن سعد والطبرانى برجال الصحيح وابن أبى شيبه (وعنها أيضا) قالت خلال فىّ سبع لم تكن فى أحد من النساء إلا ما آتى الله مريم بنت عمران، والله ما أقول هذا فخراً على أحد من صواحني، فقال لها عبد الله بن صفوان وما هن يا أم المؤمنين؟ قالت نزل الملك بصورتى فذكرت نحو الحديث المتقدم وزادت فيه وتزوجنى رسول الله صلى الله عليه وسلم لسبع سنين وأهديت إليه لتسع سنين وفيه أيضا وكنت أحب الناس إليه، وفيه ورأيت جبريل ولم يره أحد من

ص: 127

-[(تابع للشرح) تتمة فى بعض فتاواها وخطبها وأنها كانت أعلم نساء زمانها]-

.....

نسائه غيري قال (الحافظ الهيثمى) هو فى الصحيح باختصار، رواه الطبرانى ورجال أحد أسانيد الطبرانى رجال الصحيح (وعن أم سلمة) أنها قالت يوم ماتت عائشة، اليوم مات أحب شخص كان فى الدنيا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قالت استغفر الله ما خلا اباها، قال الهيثمى رواه الطبرانى وفيه من لم أعرفهم (وعن عمرو بن الحارث بن المصطلق) قال بعث زياد إلى أزواج النبى صلى الله عليه وسلم بمال وفضّل عائشة فجعل الرسول يعتذر إلى أم سلمة، فقالت يعتذر الينا زياد فقد كان يفضّلها من كان أعظم علينا تفضيلا من زياد، رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه الطبرانى فى الأوسط واسناده حسن (وعن مسروق) أنه قيل له هل كانت عائشة تحسن الفرائض؟ قال والذى نفسى بيده لقد رأيت مشيخة أصحاب محمد يسألونها عن الفرائض رواه الطبرانى واسناده حسن (وعن عروة) قال ما رأيت امرأة أعلم بطب ولا بفقه ولا بشعر من عائشة رواه الطبرانى باسناد الذى قبله (وعن الزهرى) أن النبى صلى الله عليه وسلم قال لو جمع علم نساء هذه الأمة فيهن ازواج النبى صلى الله عليه وسلم كان علم عائشة أكثر من علمهن، رواه الطبرانى مرسلا ورجاله ثقات (وعن معاوية)(وعن معاوية) قال والله ما رأيت خطيبا قط ابلغ ولا أفصح ولا أفطن من عائشة، رواه الطبرانى ورجاله رجال الصحيح (وعن موسى بن طلحة) قال ما رأيت أحداً كان أفصح من عائشة: رواه الطبرانى ورجاله رجال الصحيح انتهى من مجمع الزوائد (وعن أبى موسى الأشعرى) قال ما اشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها من علما رواه الترمذى وصححه (تتسمة فى بعض فتاواها وخطبها رضى الله عنها) قال الامام أحمد رحمه الله حدثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن يزيد ابن خمير قال سمعت عبد الله بن ابى موسى قال أرسلنى مدرك أو ابن مدرك إلى عائشة أسألها عن أشياء فاتيتها فاذا هى تصلى الضحى، فقلت أقعد حتى تفرغ، فقالوا هيهات، فقلت لآذنها، كيف استأذن عليها؟ فقال قل السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، السلام على أمهات المؤمنين وأزواج النبى صلى الله عليه وسلم، السلام عليكم، قال فدخلت عليها فسألتها فقالت أخو عازب، نعم أهل البيت (فسألتهن عن الوصال) فقالت لما كان يوم أحد واصل النبى وأصحابه فسق عليهم، فلما رأو الهلال أخبرو النبى صلى الله عليه وسلم فقال لو زاد لزدت، فقيل له إنك تفعل ذاك أو شيئاً نحوه، قال أنى لست مثلكم، انى أبيت يطعمنى ربى ويسقينى (وسألتها عن الركعتين بعد العصر) فقالت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على الصدقة قالت فجاءته عند الظهر فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر وشغل فى قسمته حتى صلى العصر، ثم صلاها، وقالت (عليكم بقيام الليل) فان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه فان مرض قرأ وهو قاعد، وقد عرفت أن أحدكم يقول بحسبي أن أقيم ما كتب لى ما كتب لى وأنىّ له ذلك (وسألتها عن اليوم الذى يختلف فيه من رمضان) فقالت لئن أصوم يوماً من شعبان أحب إلى من أن أفطر يوما من رمضان، قال فخرجت فسألت ابن عمر وأبا هريرة فكل واحد منهما قال أزواج النبى صلى الله عليه وسلم أعلم بذلك منا (قال عبد الله) بن الامام احمد سمعت أبى يقول يزيد بن خمير صالح الحديث (يعنى المذكور فى سند هذا الحديث) ثم قال قال أبى (عبد الله بن أبى موسى)(يعنى المذكور فى السند بعد يزيد بن خمير) هو خطأ أخطأ فيه شعبة هو عبد الله بن أبى قيس أهـ (ثقلت) ولعائشة رضى الله عنها فتاوى كثيرة تقدمت فى هذا الجزء فى باب عباداته صلى الله عليه وسلم من أبواب الشمائل ولها خطب ايضا، منها خطبة ستأتى فى الجزء الثالث والعشرين ان شاء الله تعالى فى أبواب خلافة ابى بكر ومناقبه من كتاب الخلافة والإمارة، ذكرت فيها مناقب أبي بكر بأبلغ عبارة،

ص: 128

-[بقية مناقب أم المؤمنين عائشة وما جاء فى ام المؤمنين حفصة رضى الله عنهما]-

(باب الرابعة من أزواجه صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضى الله عنهما)(عن ابن عمر عن عمر رضى الله عنهما)(1) قال تأيّمت حفصة بنت عمر من خنيس أو حذيفة بن حذافة شك عبد الرازق، وكان من اصحاب النبى صلى الله عليه وسلم ممن شهد بدراً، فتوفى بالمدينة، قال فلقيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة فقلت ان شئت انكحتك حفصة، قال سأنظر فى ذلك، فلثبت ليالى فلقينى ما أريد أن أتزوج يومى هذا، قال عمر فلقيت أبا بكر فقلت ان شئت انكحتك حفصة ابنة عمر، فلم يرجع الى شيئاً، فكنث أوجد عليه منى على عثمان، فلبث ليالى فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكتها إياه، فلقينى أبو بكر رضى الله عنه فقال لعلك وجدت

وكانت رضي الله عنها عن غاية من الصلاح والتقوى والزهد فى الدنيا (قلل الحافظ فى الإصابة) أخرج ابن سعد من طريق أم درّه قالت أتيت عائشة بمائة ألف ففرقتها وهى يومئذ صائمة، فقلت لها أما استطعت فيما أنفقت أن تشترى بدرهم لحما تفطرين عليه؟ فقالت لو كنت أذكرتنى لفعلت، روت عائشة عن النبى صلى الله عليه وسلم الكثير الطيب، وروت أيضا عن أبيها وعن عمر وفاطمة وسعد بن أبى وقاص واسيد بن حضير وجذامة بنت وهب وحمزة بنت عمرو (وروى عنها من الصحابة) عمر وابنه عبد الله وأبو هريرة وأبو موسى وزيد بن خالد وابن عباس وربيعة بن عمرو الجرشى والسائب بن يزيد وصفية بنت شيبة وعبد الله ابن عامر بن ربيعة وعبد الله بن الحارث بن نوفل وغيرهم (ومن آل بيتها) أختها أم كلثوم وأخوها من الرضاعة عوف بن الحارث وابن أخيها القاسم وعبد الله بن محمد بن أبى بكر وبنت أخيها الآخر حفصة وأسماء بنت عبد الرحمن بن أبى بكر وحفيدة عبد الله بن أبى عتيق، وابنا اختها عبد الله بن أبى عتيق، وابنا اختها عبد الله وعروة ابنا الزبير بن العوام من أسماء بنت أبى بكر، وحفيدى أسماء عباد وحبيب ولدا عبد الله بن الزبير، وحفيد عبد الله عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير، وبنت أخيها عائشة بنت طلحة من أم كلثوم بنت أبى بكر وذكوان وأبو يونس وابن فروخ (ومن كبال التابعين) سعيد بن المسيب وعمرو بن ميمون وعلقمة بن قيس ومسروق وعبد الله بن حكيم والأسود بن يزيد وأبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو وائل وآخرون كثيرون أهـ (باب) (1) (عن ابن عمر عن عمر رضى الله عنهما) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب الترغيب فى التزويج من ذى الدين الخ من كتاب النكاح فى الجزء السادس عشر ص 148 رقم 28 وفيه (تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة أو حذيفة شك عبد الرازق) وقلت فى شرحه بناءاً على ما فى المتن أو للشك من الراوى يشك هل هو ابن حذافة أو ابن حذيفة) وهو خطأ جاء أولا فى المتن ثم تعدى إلى الشرح بناءا على ما فى المتن (وصوابه) كما هنا تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس أو حذيفة بن حذيفة شك عبد الرازق ومعنى قوله شك عبد الرازق أى شك فى أن اسمه خنيس او حذيفة والصحيح أنه خنيس بن حذافة قولا واحد فصحح نسختك كما هنا ولك من الله الأجر: والكمال لله وحده (قال الحافظ فى الاصابة) خنيس بالتصغير ابن حذافة بن قيس بن عدى بن سعد بن سهم القرشى السهمى أخو عبد الله كان من السابقين وهاجر إلى الحبشة ثم رجه فهاجر إلى المدينة وشهد بدار واصابته جراحة يوم أحد فمات منها (يعنى بالمدينة) وكان زوج حفصة بنت عمر فتزوجها النبى صلى الله عليه وسلم بعده ثبت ذكره فى الصحيح من طريق سالم بن عبد الله بن عمر بن أبيه عن جده (يعنى حديث الباب) قال تأيمت حفصة

ص: 129

-[غرض عمر زواج حفصة على ابى بكر وعثمان فتزوجها النبى صلى الله عليه وسلم وتاريخ زواجه بها]-

علي حين عرضت علىّ حفصة فلم ارجع اليك شيئا حين عرضتها علىّ إلا أنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر هلمو لم أكن لأفشى سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو تركها لنكحتها (عن ابن عمر)(1) قال لما تايّمت (2) حفصة كانت تحت خنيس أو حذافة لقى عمر عثمان فعرضها عليه، فقال عثمان مالى فى النساء حاجة وسأنظر: فلقى أبا بكر فعرضها عليه فسكت، فوجد عمر فى نفسه على أبى بكر (3) فاذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خطبها فلقى عمل أبا بكر فقال انى كنت عرضتها على عثمان فردنى، وانى عرضتها عليك فسكت عنى فلأنا عليك كنت أشد غضبا منى على عثمان وقد ردنى، فقال ابو بكر إنه قد كان ذكر من أمرها وكان سرا (4) فكرهت أن أفشى السر (عن عاصم بن عمر)(5) أن

من خنيس بن حذافة فذكر الحديث وفيه وكان قد شهد بدراً وتوفى بالمدينة أهـ (1)(سنده) حدّثنا يزيد بن هارون أخبرنا سفيان يعنى ابن حسين عن الزهرى عن سالم عن ابن عمر الخ (غريبه)(2) بهمزة مفتوحة وتحتانية ثقيلة أى صارت أيّما، وهى التى يموت زوجها أو تبين منه وتنقضى عدتها، وأكثر ما تطلق على من مات زوجها، وقال ابن بطال العرب تطلق على كل امرأة لا زوج لها وكل رجل لا امرأة له أسيما، زاد فى المشارق وان كانا بكرا (3) أى غضب من سكوت أبى بكر وعدم رده عليه (4) يعنى أن النبى صلى الله عليه وسلم كان عرّض بخطبتها وهذا سبب سكوت أبى بكر وعدم رده على عمر (قال فى المواهب فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحه)(يعنى عمر) إياها فى سنة ثلاث من الهجرة (قال العلامة الزرقانى) كما رواه ابن أبى خيثمة عن الزهرى عن رجل من بنى سهم، وعنده أيضا عن أبى عبيدة أنه تزوجها سنة اثنتين من الهجرة وبه جزم بن عبد البر، قال الحافظ فى الاصابة والراجح الأول: لأن زوجها قتل بأحد سنة ثلاث لكن قال فى الفتح الثانى أولى، لأنهم قالوا تزوجها صلى الله عليه وسلم بعد خمسة وعشرين شهراً من الهجرة، وفى رواية بعد ثلاثين، وفى أخرى بعد عشرين وكانت أحد بعد الهجرة بأكثر من ثلاثين شهراً، وقد جزم ابن سعد بان وجها مات بعد قدومه صلى الله عليه وسلم من بدر أهـ (وقال ابن سيد الناس) تزوجها فى شعبان على رأس ثلاثين شهراً من مهاجره، على القول الأول أى موت زوجها بعد بدر، وبعد أُحد على الثانى والله أعلم (تخريجه) الحديث صحيح وهو هنا مرسل صحابى لأن ابن عمر انما سمعه من أبيه كما صرح بذلك فى رواية للنسائى عن الزهرى عن سالم أنه سمع عبد الله بن عمر يحدث أن عمر بن الخطاب حدثنا قال فذكر الحديث، وكذلك رواه النسائى كرواية الحديث السابق عند الامام أحمد من طريق معمر عن الزهرى عن سالم عن ابن عمر عن عمر، ورواه البخارى مطولا ومختصرا كلها من طريق الزهرى وظاهرها أنه من حديث عبد الله بن عمر ولكن فى سياقها، انه انما سمعه من أبيه والله اعلم (5)(وعن عاصم بن عمر الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى أول الجزء السابع عشر ص 2 رقم 1 (وأخرجه أيضا)(د نس جه مى) من حديث عمر، ورجاله ثقات وسكت عنه أبو داود والمنذرى (وفى الباب) عن عقبة بن عامر الجهنى ان النبى صلى الله عليه وسلم طلق حفصة فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فوضع التراب على رأسه وقال ما يعبأ الله بك يا ابن الخطاب بعدها، فنزل جبريل عليه السلام على النبى صلى الله عليه وسلم فقال ان الله يامرك أن تراجع حفصة رحمة لعمر، أورده الهيثمى وقال رواه الطبرانى وفيه عمرو بن صالح الحضرمى ولم اعرفه وبقية رجاله ثقات (وعن ابن عمر) قال دخل عمر على حفصة وهى تبكى فقال ما يبكيك؟ لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم

ص: 130

-[مناقب أم المؤمنين حفصة وتاريخ وفاتها ودفنها وما جاء فى ام المؤمنين ام سلمة رضى الله عنهما]-

رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق حفصة بنت عمر بن الخطاب ثم ارتجعها.

(باب الخامسة من أزواجه صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين أم سلمة) رضي الله عنها

طلقك؟ إنّ النبى صلى الله عليه وسلم طلقك وراجعك من أجلى والله لئن كان طلقك مرة أخرى لا كلمتك كلمة أبداً قال الهيثمى رواه الطبرانى ورجاله الصحيح (وعن قيس بن يزيد) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق حفصة تطليقة فأتاها خالاها عثمان وقدامة ابنا مظعون فقالت والله ما طلقنى عن شبع فجاء النبى صلى الله عليه وسلم فدخل فتجلببت فقال النبى صلى الله عليه وسلم أتانى جبريل عليه السلام فقال راجع حفصة فانها صوامة قوامة وإنها زوجتك فى الجنة، قال الهيثمى رواه الطبرانى ورجاله رجال الصحيح (عن أنس) طلق النبى صلى الله عليه وسلم حفصة فاغتم الناس من ذلك ودخل عليها خالها عثمان بن مظعون وأخوه قدامة، فبينما هم عندها مغتمون إذ دخل النبى صلى الله عليه وسلم على حفصة فقال يا حفصة أتانى جبريل عليه السلام آنفا فقال ان الله يقرئك السلام ويقول لك راجع حفصة فانها صوامة قوامة، وهى زوجتك فى الجنة، قال الهيثمى رواه الطبرانى فى الأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم أهـ (قلت) وفى هذه الأحاديث تنبيه من الله عز وجل على فضلها والثناء عليها بكثرة الصيام والقيام والإخبار بانها زوجته صلى الله عليه وسلم فى الجنة (وقالت عائشة) فى حقها، إنها أبنة أبيها تنيها على فضلها رواه أبو داود عن الزهرى، واسترضاها لما عتبت عليه بوطئ مارية فى بيتها فحرّمها، وشهد بدرا من أهلها سبعة: أبوها وعمها زيد وزوجها وأخوالها عثمان وعبد الله وقدامة والسائب بن عثمان خالها وروى لها عند صلى الله عليه وسلم ستون حديثا، فى البخارى منها خمسة (وروى عنها جماعة من الصحابة والتابعين) كأخيها عبد الله وابنه حمزة وزوجته صفية بنت أبى عبيد وحارثة بن وهب وكثيرون، وماتت فى شعبان سنة خمس وأربعين بالمدينة فى خلافة معاوية وبه جزم الحافظ فى التقريب، وصلى عليها مروان ابن الحكم أمير المدينة وحمل سريرها بعض الطريق، ثم حمله أبو هريرة إلى قبرها، ونزل فيه أخوها عبد الله وعاصم، وسالم وعبد الله وحمزة بنو عبد الله بن عمر كما ذكره ابن سعد، وماتت وهى ابنة ثلاث وستين سنة وهذا هو الراجح عند الأكثرين قيل غير ذلك والله أعلم رضى الله عنها وأرضاها (باب)(1) تقدم قصة زواجها بالنبى صلى الله عليه وسلم ونسبها ونسب زوجها السابق أبى سلمة وسبب وفاته وتاريخ زواجها بالنبى صلى الله عليه وسلم فى حوادث السنة الرابعة من الهجرة فى باب زواجه صلى الله عليه وسلم بأم سلمة فى الجزء الحادى والعشرين ص 67 و 68 و 69 فارجع إليه (ونزيد هنا) ما رواه ابن سعد عنها قالت قلت لأبى سلمة بلغنى أنه ليس امرأة يموت زوجها وهما من أهل الجنة ثم لم تتزوج بعده غلا جمع الله بينهما فى الجنة، وكذلك إذا ماتت المرأة وبقى الرجل بعدها: فتعال أعاهدك أن لا تتزوج بعدى ولا اتزوج بعدى رجلا خيراً منى لا يحزنها ولا يؤذيها، فلما مات أبو سلمة قلت من هذا الذى هو خير لى من أبى سلمة، فلبثت ما لبثت فجاء رسول الله (يعنى فخطبها ثم تزوجها)(قال ابن اسحاق) وأصدقها فراشا حشوه ليف وقدحا وصحفة ومجشة أهـ (قال فى الرض الأنف) وهى الرحي ومنه سمى الجشيش، وذكر معها أشياء لا تعرف قيمتها منها جفنة وفراش، وفى مسند البزار قال أنس أصدقها متاعا قيمته عشرة دراهم، قال البزار ويروى أربعون درهما، وتقدم فى باب قصة زواجه صلى الله عليه وسلم بها المشار إليه آنفا أنه بنى بها فبات فلما أصبح قال ان لك على

ص: 131

-[مناقب أم المؤمنين أم سلمة وتاريخ وفاتها ومدة عمرها وما جاء فى ام المؤمنين ام حبيبة رضى الله عنهما]-

(باب السادسة من أزواجه صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين أم حبيبة رضي الله عنها

أهلك كرامة، فان شئت سبعت لك وسبعت لنسائى، وان شئت ثلثت ودرت، فقالت بل ثلث، وكانت أم سلمة من أجمل الناس، قالت عائشة لما تزوجها (أى النبى صلى الله عليه وسلم حزنت حزناً شديدا لما ذكر لنا من جمالها فذكرت ذلك لحفصة فقالت ما هى منا يقال، فتلطفت حتى رأيتها فرأيت والله أضعاف ما وُصفت فذكرت لحفصة فقالت نعم ولكنى كنت غيرى، رواه ابن سعد (وروى الامام أحمد) عن أم كلثوم بنت أبى سلمة قالت لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة قال لها انى قد أهديت إلى النجاشى حلة وأواقى من مسك ولا أرى الجاشى إلا قد مات ولا أرى إلا هديتى مردودة علىّ، فان رُدت علىّ فهى لك، قالت وكان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ورُدّت عليه هديته فأعطى كل امرأة من نسائه أوقية مسك وأعطى أم سلمة بقية المسك والحلة، هذا الحديث تقدم فى باب استحباب تقسيم الهدية فى الأهل والأصحاب ومن حضر من كتاب الهبة والهدية فى الجزء الخامس عشر ص 171 رقم 33 (وجاء فى حديث أم سلمة) ما ملخصه أن النبى صلى الله عليه وسلم كان فى بيتها فجاء على وفاطمة والحسن والحسين فسترهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بكساء ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتى وخاصتى فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، قالت فأدخلت رأسى البيت فقلت وأنا معكم يا رسول الله، قال انك إلى خير انك إلى خير، (فى رواية) أن النبى أغدق عليهم خميصة سوداء أى غطاهم وسترهم فقال اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتى قالت (يعنى أم سلمة) فقلت وأنا يا رسول الله فقال وأنت، رواه الامام أحمد وتقدم فى باب انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس الخ من سورة الأحزاب فى الجزء الثامن عشر ص 227 رقم رقم 283 وفى هذا الجزء فى باب ما جاء فى ذكر آل بيته المطهرين ص 102 رقم 900 و 910 قال ابن حبان ماتت سنة احدى وستين بعد ما جاءها خبر قتل الحسين، قال ابن عبد البر وهو الصحيح، وقيل غير ذلك، وصلى عليها أبو هريرة (قال فى المواهب) وكان عمرها أربعا وثمانين سنة وصوّبه الزرقانى، قال الحافظ فى الاصابة وهى آخر أمهات المؤمنين موتا، روت عنه صلى الله عليه وسلم وعن ابى سلمة وفاطمة الزهراء (وعنها) ابناها عمر وزينب وابن أخيها مصعب بن عبد الله ومكاتبها نبهان ومواليها عبد الله بن رافع ونافع وشعبة وابنه أبو بكير وخيرة والدة الحسن (وممن يعدّ فى الصحابة) صفية بنت شيبة وهند بنت الحارث الفراسية وقبيصة بن ذؤيب وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، (ومن كبار التابعين) أبو عثمان النهدى وأبو وائل وابن المسيب، وأبو سلمة وحميد ولدا عبد الرحمن بن عوف، وعروة وأبو بمر بن عبد الرحمن وسليمان بن يسار وآخرون كما فى الاصابة والله أعلم.

(باب)(1) قال الحافظ فى الاصابة أسمها رملة بنت أبى سفيان صخر بن أمية بن عبد شمس الأموية، زوج النبى صلى الله عليه وسلم تكنى أم حبيبة، وهى بها أشهر من أسنها، وقيل إن إسمها هند، ورملة أصح، وأمها صفية بنت أبى العاص بن أمية، ولدت قبل البعثة بسبعة عشر عاما، تزوجها حليفهم عبيد الله بالتصغير ابن جحش بن رباب بن يعمر الأسدى من بنى أسد بن خزيمة، فأسلما ثم هاجرا إلى الحبشة فولدت له حبيبة، فبها كانت تكنى، وقيل انما ولدتها بمكة وهاجرت وهى حامل بها إلى الحبشة، ولما تنصر زوجها عبد الله بن جحش وارتد عن الاسلام فارقها (وروى ابن سعد) أن ذلك كان سنة سبع، وقيل كان سنة ست والأول أشهر (ومن طريق الزهرى) أن الرسول إلى النجاشي

ص: 132

-[قصة زواج النبى صلى الله عليه وسلم بام حبيبة وان النبى صلى الله عليه وسلم تزوجها وهى بارض الحبشة وتولى عقد زواجها النجاشى]-

(عن عروة عن أم حبيبة رضى الله تبارك وتعالى عنها)(1) أنها كانت تحت عبيد الله بن جحش وكان أتى النجاشى، وقال على بن اسحاق وكان رحل إلى النجاشى فمات (2) وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج أم حبيبة وإنها بأرض الحبشة (3) زوجها اياه النجاشى (4) وأمهرها أربعة آلاف (5) ثم جهزها من عنده وبعث بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم معشرحبيل بن حسنة وجهازها كله من عند النجاشى ولم يرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء، وكان مهورا زواج النبى صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم

كان شرحبيل بن حسنة (ومن طريق أخرى) أن الرسول إلى النجاشى كان عمرو بن أمية الضَّمرى (وفى المواهب) أنّ عبيد الله بن جحش هاجر بأم حبيبة إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية ثم تنصر وارتد عن الاسلام ومات هناك، وثبتت أم حبيبة على الاسلام، قال العلامة الزرقانى فأتم لها الله الاسلام والهجرة (وروى ابن سعد) عنها رأيت فى المنام كأن زوجى عبيد الله بأسوء صورة ففزعت فأصبحت فاذا به قد تنصر فأخبرته بالمنام فلم يحفل به وأكب على الخمر حتى مات، فأتانى آت فى نومى فقال يا أم المؤمنين ففزعت، فما هو إلا أن انقضت عدتى فما شعرت إلا برسول النجاشى يستأذن فاذا هى جارية يقال لها ابرهة فقالت ان الملك يقول لك وكلى من يزوجك (1) (سنده) حدّثنا ابراهيم بن اسحاق حدثنا عبد الله بن المبارك عن معمر قال أبى: وعلى بن اسحاق أنبأنا عبد الله انا معمر عن الزهرى عن عروة عن ام حبيبة الخ (غريبة)(2) اى بعد ان تنصر وارتد عن الاسلام كما تقدم (3) روى انه صلى الله عليه وسلم بعث عمرو بن امية الضّمرى (بفتح فسكون) إلى النجاشى ليخطبها عليه فزوجه إياها بصفته وكيلا عن النبى صلى الله عليه وسلم، أما هى فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص فوكلته لأنه ابن عم أبيها واعطت ابرهة سوارين وخواتم من فضى سروراً بما بشرتها به حينما أرسلها النجاشي لتخبرها بذلك كما تقدم (4) أى تولى عقدها على ظاهر هذه الرواية (5) جاء فى المستدرك وأمهرها عنه أربعة آلاف دينار وأقره الذهبى (وفى المواهب) فلما كان العشى أمر النجاشى جعفر بن أبى طالب ومن هناك من المسلمين فحضروا فخطب النجاشى فقال الحمد لله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، اما بعد فانى اجبت إلى ما دعا اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفى رواية ابن سعد) فان رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب الىّ أن أزواجه أم حبيبة فأجبت (وقد أصدقتها اربعمائة دينار ذهبا) قال الحاكم انما اصدقها ذلك استعمالا لأخلاق الملوك فى المبالغة فى الصنائع لاستعانة النبى صلى الله عليه وسلم به فى ذلك أهـ ثم سكب الدنانير بين يدى القوم فتكلم خالد بن سعيد فقال الحمد لله احمده واستعينه واستغفره، واشهد ان لا اله إلا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله، ارسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، اما بعد فقد اجبت إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وزجته ام حبيبة بنت ابى سفيان فبارك الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ودفع الدنانير الى خالد ابن سعيد بن العاص فقبضها ثم ارادوا ان يقوموا فقال اجلسوا فان سنة الأنبياء اذا تزوجوا ان يؤكل طعام على التزويج فدعا بطعام فأكلوا ثم تفرقوا، خرجه صاحب الصفوة (يعنى ابن الجوزى) كما قاله الطبرى، وكان ذلك فى سنة سبع من الهجرة كما رواه ابن سعد، وقيل سنة ست والأول اشهر كما فى الاصابة (تخريجه)(دنس) وسنده حيد وسكت عنه ابو داود والمنذرى (ومن مناقب ام حبيبة) ما ذكره الحافظ في الإصابة قال

ص: 133

-[مناقب أم المؤمنين ام حبيبة زواجه صلى الله عليه وسلم بام المؤمنين زينب بنت جحش]-

(باب السابعة من أزواجه صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين زينب بنت جحش (1) رضى الله عنها) (عن مسروق عن عائشة)(2) قالت اجتمع أزواج النبى صلى الله عليه وسلم عنده ذات يوم فقلن يا نبى الله ايتنا أسرع بك لحوقا؟ (3) فقال أطولكن يداً (4) فأخذنا قصبا فذرعناها، وقال عفان مرة قصبة نذرعها، (5) فكانت سودة بنت زمعة لنا ذراعاً (6) فقالت توفى النبى صلى الله عليه وسلم فكانت سودة أسرعنا به لحوقا (7)

قال ابن سعد اخبرنا محمد بن عبد الله بن الزهرى قال قدم ابو سفيان المدينة (يعنى قبل ان يسلم) فأراد ان يزيد فى الهنة فدخل على ابنته ام حبيبة فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم طوته دونه، فقال يا بنية ارغبت بهذا الفراش عنى ام بى عنه؟ قالت بل فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وانت امرء نجس مشرك فقال لقد اصابك بعدى شر (أخبرنا محمد بن عمر) اخبرنا عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد بن ابى عون قال لما بلغ ابو سفيان بن حرب نكاح النبى صلى الله عليه وسلم ابنته قال ذلك الفحل لا يجدع انفه (واخرج ابن سعد) من طريق عوف بن الحارث عن عائشة قالت دعتنى ام حبيبة عند موتها فقالت قد كان يكون بيننا ما يكن بين الضرائر فحليينى من ذلك؛ فحللتها واستغفرت لى واستغفرت لها، فقالت لها سررتنى سرك الله، وارسلت الى ام سلمة بمثل ذلك، روت ام حبيبة عن النبى صلى الله عليه وسلم احاديث (وعن زينب بنت جحش) ام المؤمنين (روت عنها) بنتها واخواها معاوية وعتبة وابن اخيها عبد الله بن عتبة بن ابى سفيان وابو سفيان بن سعيد بن المغيره بن الأخنس الثقفى وهو ابن اختها ومولاها سالم بن شوّال وابن الجراح وصفية بنت شعبة وزينب بنت ام سلمة وعروة ابن الزبير وابو صالح السمان وآخرون رضى الله عنها وارضاها (باب)(1) تقدم نسبها وقصة زواجه صلى الله عليه وسلم بها وتاريخه وكلام العلماء والمفسرين فى ذلك فى ابواب حوادث السنة الخامسة من الهجرة فى الجزء الحادى والعشرين فى باب ما جاء فى زواجه صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش ونزول آية الحجاب ص 86 فارجع اليه تجد ما يسرك (2)(سنده) حدّثنا عفان قال ثنا أبو عوانة عن فراس عن عامر عن مسروق عن عائشة الخ (غريبه)(3) معناه ايتنا اسرع وفاة بعد وفاتك (4) لم يرد الطول الحسى بل المعنوى وهو كثرة الصدقة (وقولها فاخذنا قصبا الخ) القصب كل نبات يكون ساقه انابيب وكعوبا، قاله فى مختصر العين، الواحدة قصبة أهـ (قلت) والمراد القصب الفارسى الذى يتخذ منه الأقلام (فذرعناها) يقال ذرعت الثوب ذرعا من باب نفع قسته بالذراع (5) معناه ان الامام احمد رحمه الله سمع هذا الحديث من عفان مرتين فمرة قال (فاخذنا قصبا فذرعناها) ومرة قال (فاخذنا قصبة نذرعها) والمعنى واحد ولكن الامام أحمد رحمه الله ذكر محافظة على اللفظ (6) أى جارحة ففهمن أن سودة تكون أول من يموت منهن بعد النبى صلى الله عليه وسلم (7) هكذا بالأصل (فكانت سودة أسرعنا به لحوقا) وهو خطأ بيّن نشأ من الناسخ أو وهم فيه بعض الرواة، وصوابه فكانت زينب) أسرعنا به لحوقا، ولذلك قالت عائشة فعرفنا بعدُ إنما كان طول يدها من الصدقة وكانت (تعنى زينب) امرأة تحب الصدقة وليس المراد طول الجارحة طول الجارحة كيد سودة (قال النووى رحمه الله معنى الحديث انهن ظنن ان المراد بطول اليد الحقيقية وهى الجارحة، فكن يذرعن أيديهن بقصبة، فكانت سودة ـطولهن جارحة، وكانت زينب أطولهن يداً فى الصدقة والجود، قال أهل اللغة يقال فلان طويل اليد وطويل الباع إذا كان سمحا جوادا، وضده قصير اليد والباع، قال وفيه معجزة باهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومنقبة ظاهرة

ص: 134

-[مناقب أم المؤمنين زينب بنت جحش أنها أول أزواجه لحوقا به]-

فعرفنا بعد انما كان طول يدها من الصدقة، وكانت امرأة تحب الصدقة رضي الله عنها

لزينب ووقع هذا الحديث فى كتاب الزكاة من البخارى بلفظ متعقد يوهم أن أسرعهن لحاقا سودة وهذا الوهم باطل بالاجماع أهـ (قلت) ومما يؤيد ذلك ما جاء صريحا فى حديث والة بن الأسقع عند ابن عساكر مرفوعا بلفظ أول من يلحقنى من أهلى أنت يا فاطمة وأول من يلحقنى من أزواجى زينب وهى أطولكن كفا (يعنى فى الصدقة) ومما يثبت أيضاً أن صاحبة القصة هى زينب لا سودة فإن سودة توفيت بالمدينة فى شوال سنة أربع وخمسين فى خلافة معاوية كما رجحه الواقدى، (وقال الحافظ فى التقريب) سنة خمس وخمسين على الصحيح وقيل غير ذلك (تخريجه)(ف) واللفظ لمسلم (وعن عائشة أيضا) قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرعكن لحاقًا (بفتح اللام) بى أطولكن يدا، قالت عائشة فكن يتطاولن ايتهن أطول يدا قالت فكانت أطولنا يدا زينب لأنها كانت تعمل بيدها وتصدق (وأخرجه أيضا الحاكم فى المستدرك) عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأزواجه أسرعكن لحوقًا بى أطولكن يدًا، قالت عائشة فكنا إذا اجتمعنا فى بيت احدانا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم نمد أيدينا فى الجدار نتطاول فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش زوج النبى صلى الله عليه وسلم وكانت امرأة قصيرة ولم تكن أطولنا، فعرفنا حينئذ أن النبى صلى الله عليه وسلم انما اراد بطول اليد الصدقة، قال وكانت زينب امراة صناعة اليد تدبغ وتخرز وتصدق فى سبيل الله عز وجل (قال الحاكم) هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه (قلت) واقره الذهبى، قال الحاكم وحدّثنى عمر بن عثمان الجحشى عن ابيه قال ما تركت زينب بنت جحش دينارا ولا درهما كانت تتصدق بكل ما قدرت عليه، وكانت مأوى المساكين، وتركت منزلها فباعوه من الوليد بن عبد الملك حين هدم المسجد بخمسين الف درهم (وروى ابن سعج وابن الجوزى) عن برزة بنت رافع قالت لما خرج العطاء ارسل عمر إلى زينب بنت جحش بالذى لها، فلما ادخل عليها قالت غفر الله لعمر، غيرى من اخوانى كانت اقوى على قسم هذا منى، قالوا هذا كله لك، قالت سبحان الله واستترت منه بثوب وقالت صبوه واطرحوا عليه ثوبا، ثم قالت ادخلى يدك واقبضى منه قبضة فاذهبى بها إلى بنى فلان من اهل رحنها وايتامها، ففرقته حتى بقيت منه بقية تحت الثوب، فقالت لها برزة غفر الله لك يا ام المؤمنين، والله لقد كان لنا فى هذا حق قالت فلكم ما تحت الثوب، فوجدنا تحته خمسة وثمانين درهما، ثم رفعت يدها الى السماء فقالت اللهم لا يدركنى عطاء عمر بعد عامى هذا فماتت (واخرج ابن سعد) عن محمد بن كعب كان عطاء زينب اثنى عشر الفالم تأخذه الا عاما واحدًا، فجعلت تقول اللهم لا يدركنى هذا المال قابل فانه فتنة، ثم قسمته فى أهل رحمها فى أهل الحاجة، فبلغ عمر فقال هذه امرأة يراد بها خير؛ فوقف عليها وأرسل بالسلام وقال بلغنى ما فرقت، فأرسل بألف درهم تستبقيها فسلكت بها ذلك المسلك وقالت أم سلمة) كانت زينب معجبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يستكثر منها وكانت صالحة صوامة قوامة صنعاء تصدق بذلك كله على المساكين رواه ابن سعد (وقالت عائشة) وهى التى كانت تسامينى من أزواج النبى صلى الله عليه وسلم كما فى الصحيح اى تضاهينى وتفاخرنى بجمالها ومكانتها عنده صلى الله عليه وسلم (وعن راشد بن سعد) قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزله ومعه عمر فاذا هو بزينب تصلى وهى فى صلاتها، فقال صلى الله عليه وسلم انها لأواهة رواه الطبرانى (وعن ميمونة) كان صلى الله عليه وسلم يقسم ما أفاء الله على رهط من المهاجرين فتكلمت زينب بنت جحش فانتهرها

ص: 135

-[بقية مناقب أم المؤمنين زينب بنت جحش وذكر وفاتها رضى الله عنها]-

(عن عبد العزيز بن صهيب)(1) قال سمعت أنس بن مالك يقول ما أولم رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة من نسائه أكثر وأفضل مما أو لم على زينب، فقال ثابت البنانى فما أولم؟ قال اطعمهم خبزا ولحما حتى تركوه (عن انس بن مالك)(2) قال كانت زينب بنت جحش تفخر على نساء النبى صلى الله عليه وسلم تقول إن الله عز وجل أنكحنى من السماء (3) الحديث.

(باب الثامنة من أزواجه صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين زينب بنت خزيمة (1) الهلالية رضي الله عنها

عمر فقال صلى الله عليه وسلم خل عنها يا عمر فانها أواهة، فقال رجل يا رسول الله ما الأواه؟ قال الخاشع المتضرع؛ وان ابراهيم لحليم أواه منيب، رواه ابن عبد البر وغيره (وفى حديث الأفك) قالت عائشة وكان صلى الله عليه وسلم يسأل زينب عن امرى فقال ماذا علمت أو رأيت فقالت يا رسول الله احمى سمعى وبصرى والله ما علمت إلا خيرا قالت عائشة وهى التى كانت تسامينى من أزواج النبى صلى الله عليه وسلم فعصمها الله بالورع (1)(عن عبد العزيز ابن صهيب الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب ما جاء فى زواجه صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش الخ فى الجزء الحادى والعشرين ص 279 (2)(سنده) حدّثنا هاشم ثنا محمد بن عبد الله ثنا عيسى ابن طهمان قال سمعت انسا قال كانت زينب الخ (غريبة)(3) أى لقوله تعالى (فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها الآية) وليس هذا آخر الحديث وبقيته اطعم عليها يومئذ خبزا ولحما، وكان القوم جلوسا كما هم فى البيت فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج فلبث ما شاء الله أن يلبث ثم رجع والقوم جلوس كما هم، فشق ذلك عليه وعرف فى وجهه فنزل آية الحجاب (تخريجه)(مذ) وصححه وأخرجه الحاكم فى المستدرك من طريق معصب بن عبد الله الزبيرى بأطول من هذا وفيه نسبها من جهة أبيها وأمها، وروى الحاكم أيضاً من طريق عامر قال كانت زينب بنت جحش تقول للنبى صلى الله عليه وسلم أنا أعظم نسائك عليك حقًا، انا خيرهن منكحا وألزمهن سترا وأقربهن رحما، ثم تقول زوجنيك الرحمن عز وجل من فوق عرشه، وكان جبريل عليه السلام هو السفير بذلك، وأنا ابنة عمتك وليس لك من نسائك قريبة غيرى، وأقره الذهبى (ذكر وفاتها) جزم الواقدى وابن اسحاق أنها ماتت بالمدينة سنة عشرين، وقيل سنة احدى وعشرين حكاه اليعمرى وغيره، ولها ثلاث وخمسون سنة (وفى الاصابة) قال الواقدى تزوجها صلى الله عليه وسلم وهى بنت خمس وثلاثين سنة وماتت سنة عشرين وهى بنت خمسين، وروى ابن سعد عن القاسم بن محمد قالت زينب حين حضرتها الوفاة انى قد أعددت كفنى وإن عمر سيبعث إلىَّ بكفنى فتصدقوا باحداهما، وان استطعتم ان تتصدقوا بحقوى فافعلوا، وصلى عليها عمر بن الخطاب (روى البزار) برجال ثقات عن الشعبى عن عبد الرحمن بن أبزى أنه صلى مع عمر على زينب فكبر أربع تكبيرات وكانت أول نساء النبى صلى الله عليه وسلم موتا، وكان يعجب عمر أن يدخلها قبرها فأرسل إلى أزاج النبى صلى الله عليه وسلم من يدخل هذه قبرها. فقلن من كان يدخل عليها فى حياتها، وهى أول من جعل على جنازتها نعش يعنى من ازواج النبى صلى الله عليه وسلم (قال ابن عبد البر) فاطمة أول من غطى نغشها ثم زينب بعدها روت زينب عنه صلى الله عليه وسلم فى الكتب الستة أحاديث، وعنها ابن أخيها محمد بن عبد الله بن جحش وام حبيبة بنت أبى سفيان وزينب بنت أبى سلمة وهم صحابه وروى عنها غيرهم رضى الله عنها (باب)(1) لم أقف على ذكر

ص: 136

-[الثامنة من أزواجه صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين زينب بنت جحش بنت خزيمة وما جاء فى ام المؤمنين ميمونة]-

(باب التاسعة من أزواج النبى صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث خالة ابن عباس رضى الله عنهم)(عن ميمونة)(1) زوج النبى صلى الله عليه وسلم قالت تزوجنى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن حلال بعدما رجعنا من مكة (عن أبى رافع) مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة حلالا وبنى بها حلالا وكنت الرسول بينهما (وعنه أيضا) قال كنت فى بعث مرة فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهب فأتتنى بميمونة، فقلت يا نبى الله انى فى البعث، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الست تحب ما أحب؟ قلت بلى،

لها في مسند الإمام أحمد (وذكر الحافظ فى الاصابة) فقال زينب بنت خزيمة بن عبد الله بن عمر بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية أم المؤمنين زوج النبى صلى الله عليه وسلم، وكانت يقال لها أم المساكين لأنها كانت تطعمهم وتتصدق عليهم، وكانت تحت عبد الله بن جحش فاستشهد باحد، فتزوجها النبى صلى الله عليه وسلم وكانت اخت ميمونة بنت الحارث لآمها، وكان دخوله صلى الله عليه وسلم بها بعد دخوله على حفصة بنت عمر، ثم لم تلبث عنده إلا شهرين أو ثلاثة وماتت (قال ابن اسحاق) زوّجه اياها قبيصة بن عمرو الهلالى وأصدقها أربعمائة درهم، وفى العيون اثنتى عشرة اوقية ونشا أى نصف أوقية، وقال ابن الكلبى خطبها صلى الله عليه وسلم إلى نفسها فجعلت أمرها إليه فتزوجها (وفى المواهب) وتوفيت فى ربيع الآخر سنة أربع ودفنت بالبقيع على الطريق، وفى العيون وصلى عليها صلى الله عليه وسلم ودفنها (وقال الواقدى) توفيت وهى ابنة ثلاثين سنة والله أعلم (ب)(1)(عن ميمونة الخ) هذا الحديث والحديثين بعده تقدمت بأسانيدها وشرحها وتريجها فى آخر باب حوادث السنة السابعة من الهجرة فى الجزء الحادى والعشرين ص 133، وتقدم أيضاً أحاديث أخرى بمعناها فى باب ما جاء فى نكاح المحرم وانكاحه من كتاب الحج فى الجزء الحادى عشر ص 228 و 229 فارجع اليها تجد ما يسرك: واقرأ أيضاً تتمة كر الحافظ بن كثير فى تاريخه ملخص عمرة القضاء وزواجه صلى الله عليه وسلم بميمونة فى الجزء الحادى والعشرين بحث آخر والله الموفق (ونزيد هنا ما ذكره الحافظ فى الاصابة) قال قال ابن سعد حدثنا محمد بن عمرو انبأنا ابن جريج عن أبى الزبير عن عكرمة أن ميمونة بنت الحارث وهبت نفسها لرسول الله صلى الله عليه وسلم (وعن محمد بن عمر) عن موسى بن محمد بن عبد الرحمن عن ابيه عن عمرة قال قيل لها إن ميمونة وهبت نفسها؟ فقالت تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم على مهر خمسمائة درهم وولى نكاحه اياها العاس، أخرج ابن سعد بسند صحيح الى ابن عباس قال ثال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأخوات مؤمنات ميمونة وأم الفضل واسماء (وجاء عند الطبرانى) عن ميمونة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فال الأخوات يعنى ميمونة بنت الحارث وأم الفضل بنت الحارث وسلمى امرأة حمزة واسماء بنت عيس، أورده الهيثمى وقال رواه الطبرانى وفيه يعقوب بن محمد الزهرى وقد وثقة جماعة وضعفه آخرون، وبقية رجاله الصحيح أهـ (وقال ابن سعد) روينا عن كثير بن هشام حدنا جعفر بن برقان حدثنا يزيد بن الأصم قال تلقيت عائشة من مكة أنا وابن لطلحة من أختها وقد كنا وقفنا على حائط وقفنا على حائط من حيطان المدينة فأصبنا منه فبلغها ذلك، فأقبلت على ابن أختها تلومه ثم أقبلت علىّ فوعظتنى موعظة بليغة، ثم قالت اما علمت أن الله ساقك حتى جعلك فى بيت من بيوت نبيه، ذهبت والله ميمونة ورمى بحبلك على غاربك، أما انها كانت من اتقانا لله وأوصلنا للرحم (قال الحافظ) وهذا سند صحيح وتوفيت ميمونة بسرف فى الموضع الذي بنى بها فيه

ص: 137

-[تاريخ وفاة ميمونة ومكان قبرها ومن دفنها وما جاء فى أم المؤمنين جويرية]-

يا رسول الله، قال اذهب فائتنى بها، فذهبت فجئته بها (عن أبى فزارة)(1) عن يزيد بن الأصم عن ميمونة زوج النبى صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها حلالا وبنى بها حلالا وماتت بسرف فدفنها فى الظلة التى بنى بها فيها فنزلنا قبرها (2) أنا وابن عباس

(باب العاشرة من أزواج النبى صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين جويرية بنت الحارث (3) رضى الله عنها) (عن عروة بن الزبير عن عائشة)(4) أم المؤمنين رضى الله تبارك وتعالى عنها قالت لها قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا نبى المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث فى السهم لثابت بن قيس ابن الشمّاس أو لابن عم له وكاتبته على نفسها (5) وكانت امرأة حلوة ملاّحة (6) لا يراها أحد إلا أخذت نفسه، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه فى كتابتها، قالت فوالله ما هو إلا أن رأيتها على

رسول الله صلى الله عليه وسلم باتفاق ودفنت فى موضع قبتها وذلك سنة احدى وخمسين على الصحيح كما فى التقريب وتقدم فى الجزء الحادى والعشرين فى الشرح ص 133 قول الحافظ ابن كثير إنها توفيت بسرف سنة ثلاث وستين، ويقال سنة ستين، وقد وهم فيه بعض الرواة، وما هنا هو الصحيح أنها توفيت سنة احدى وخمسين، لان أثر عائشة الذى حكاه عنها يزيد بن الأصم وتقم آنفا يدل على أن عائشة عاشت بعدها وعائشة ماتت قبل الستين بلا خلاف (روى الشيخان والامام احمد) وتقدم فى باب ما جاء فى حمل الجنازة من كتاب الجنائز فى أول الجزء الثامن ص 4 رقم 199 عن عطاء قال حضرنا مع ابن عباس جنازة ميمونة بسرف قال فقال ابن عباس هذه جنازة ميمونة اذا رفعتم نعشها فلا تزعزعوها ولا تزلزلوها (وعن يزيد ابن الأصم) قال ثقلت ميمونة زوج النبى صلى الله عليه وسلم بمكة وليس عندها أحد من بنى أخيها، فقالت أخرجونى من مكة فانى لا أموت بها: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنى أنى لا أموت بمكة، قال فحملوها حتى أتوا بها سرف إلى الشجرة التى بنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم تحتها فى موضع الفيئة، قال فماتت فلما وضعناها فى لحدها أخذت ردائى فوضعته تحت خدها فى اللحد فأخذه ابن عباس فرمى به، قال الهيثمى رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح (1)(سنده) حدّثنا وهب بن جرير قال ثنا أبى قال سمعت أبا فزازة يحدث عن يزيد بن الأصم الخ (غريبه)(2) جاء فى رواية وصلى عليها ابن عباس ودخل قبرها (وقوله ونزلنا فى قبرها) يعنى يزيد بن الأصم وابن عباس لأنهما من محارمها رضى الله عنها وأرضاها (باب)(3) قال الحافظ فى الاصابة جويرية بنت الحارث بن أبى ضرار بن حبيب بن جديمة وهو المصطلق بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو الخزاعية المصطلقية، لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى المصطلق غزوة المريسيع فى سنة خس أو ست وسباهم وقعت جويرية فى سهم ثابت بن قيس وكانت تحت مسافع بن صفوان المصطلقى (قال ابن اسحاق) حدّثنى محمد بن جعفر بن الزبير عن عمه عروة بن الزبير عن خالته عائشة قالت لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا المصطلق فذكر حديث الباب (ٌلت قوله وكانت تحت مسافع بن صفوان (يعنى الذى قتل كافر) يوم المريسيع كما جزم به ابن أبى خثيمة (4)(سنده) حدّثنا يعقوب قال ثنا أبى عن ابن اسحاق قال حدّثنى محمد جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير عن عائشة الخ (غريبه)(5) قال الواقدى بتسع أواق من ذهب (6) بفتح الميم مصدر ملح وضم اللام أى ذات بهجة وحسن منظر ويجوز

ص: 138

-[قصة زواجه صلى الله عليه وسلم بجويرية وغيرة عائشة منها]-

باب حجرتي فكرهتها (1) وعرفت أنه سيرى منها ما رأيت؛ فدخلت عليه فقالت يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث بن أبى ضرار سيد قومه وقد أصابنى من البلاء ما لم يخف عليك، فوقعت فى السهم لثابت بن قيس بن الشمّاس أولا ابن عم له فكاتبته على نفسى، فجئتك أستعينك على كتابتى، قال فهل لك فى خير من ذلك؟ قالت وما هو يا رسول الله؟ قال أقضى كتابتك واتزوجك قالت نعم يا رسول الله، قال قد فعلت، (2) قالت وخرج الخبر الى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج جويرية بنت الحارث، فقال الناس اصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلوا ما بأيديهم (3) قالت فلقد أعتنق بتزويجه إياها مائة أهل بيت (4) من بنى المصطلق، فما اعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها

ضم الميم وتشديد اللام أى بارعة الجمال وهذا البناء للمبالغة فى الملاحة (1) انما كرهتها عائشة غيرة منها لأنها توقعت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رآها تزوجها وقد حصل ما توقعته (2) زاد الواقدى فأرسل إلى ثابت بن قيس فطلبها منه، فقال ثابت هى لك يا رسول الله بأبى وأمى فأدّى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان من كتابتها وأعتقها وتزوجها (3) يعنى من السبى، روى أنها طلبتهم منه ليلة دخوله بها فوهبهم لها، فان صح فطلبها وكونه وهبهم لا ينافى أن المسلمين أطلقوهم: بل ذلك زيادة اكرام من الله لرسوله حتى لا ينال أحدا منهم بشيء او مجانًا (4) بالإضافة أى مائة طائفة كل واحدة منهن اهل بيت من بنى المصطلق ولم تقل مائة هم أهل بيت لإيهام انهم مائة نفس كلهم أهل بيت وليس مرادا، وقد روى انهم كانوا أكثر من سبعمائة (تخريجه)(دك هق) وسنده جيد وأصله فى الصحيحين من حديث ابن عمر (روى البيهقى) عن جويرية قالت رأيت قيل قدوم النبى صلى الله عليه وسلم بثلاث ليال كأن القمر يسير من يثرب حتى وقع فى حجرى فكرهت أن أخبر أحدا، قلما سبينا رجوت الرؤيا فأعتقنى وتزوجنى، ويقال اشتراها صلى الله عليه وسلم من ثابت بن قيس واعتقها وأصدقها أربعمائة درهم، ويقال جاء أبوها بفدائها بابل فرغب فى بعيرين منها فغيبهما بالعقيق ثم أتاه فقال يا محمد هذا فداء ابنتى، فقال صلى الله عليه وسلم فأين البعير ان اللذان غيبتهما فى العقيق فى شعب كذا وكذا، فقال الحارس أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فوالله ما اطلع على ذلك الا الله، فأسلم الحارث وأسلم معه ابنان له وناس من قومه، وأرسل إلى البعيرين فجاء بهما ودفع الإبل الى النبى صلى الله عليه وسلم ودفع اليه ابنته جويرية وأسلمت وحسن اسلامهم وخطبها صلى الله عليه وسلم الى أبيها فزوجه اياها وأصدقها أربعمائة درهم، حكاه البن هشام، (وروى البرانى) بسند حسن عن ابن شهاب الزهرى قال سبى النبى صلى الله عليه وسلم جويرية بنت الحارث يوم المريسيع فحجبها (أى ضرب عليها الحجاب) وقسم لها، (وروى الطبرانى أيضاً) برجال الصحيح من مرسل مجاهد قال قالت جويرية يا رسول الله ان أزواجك يفخرون علىّ ويقلن لم يتزوجك رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أو لم أعظم صداقك؟ أم أعتق أربعين من قومك (وروى ابن سعد) من مرسل أبى قلابة قال سبى رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية يعنى وتزوجها فجاء أبوها فقال ان ابنتى لا يسبى مثلها فخل سبيلها، فقال أرأيت إن خيرتها اليس قد أحسنت؟ قال بلى، فأتاها أبوها فقال ان هذا الرجل قد خيرك فلا تفضحينا، قالت فانى أختار الله ورسوله، وسنده صحيح، وكانت ابنة عشرين سنة فهداها الله مع صغر السن وشرّفها بصحبة رسوله فى الدارين (وروى ابن سعد) وابن أبى خثيمة وأبو عمر ابن عباس قال كان أسمها برة فحوله النبى صلى الله عليه وسلم وسماها جويرية

ص: 139

-[ما جاء في فضل جويرية وقصة زواجه صلى الله عليه وسلم بصفية بنت حيى رضى الله عنهما]-

(باب الحادية عشرة من أزواج النبى صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين صفية بنت حيي (1) رضى الله عنها) (فدشنا عفان)(2) ثنا حماد ثنا ثابت عن أنس بن مالك رضى اله عنه قال كنت رديف أبى طلحة يوم خبير وقدمى تمس قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فاتيناهم حين بزغت الشمس (3) وقد أخرجوا مواشيهم وخرجا بفؤسهم (4) ومكاتلهم ومرورهم فقالوا محمد والخميس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أكبر خربت خيبر، انا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذّرين قال فهزمهم الله عز وجل

كره أن يقال خرج من عند برة، ولا يشكل بقولها السابق انا جويرية لاحتمال أنها لم ترد العلم بل تحقير نفسها بأنها جويرية أى امرأة حقيرة فى نفسها؛ وأرادت بذكر الحارث وقولها سيد قومه بيان نسبها وشرفها فيهم ليرق لها النبى صلى الله عليه وسلم (وعن ابن عباس) أن النبى صلى الله عليه وسلم خرج بعدما صلى فجاء جويرية فقالت مازلت بعدك يا رسول الله دائبة (من دأب فى العمل إذا جد فيه وتعب، والمعنى مازلت مستمرة على التسبيح حتى تعبت) قال فقال لها لقد قلت بعدك كلمات لو وزنَّ لرجحن بما قلت، سبحان الله عدد ما خلق الله، سبحان الله رضاء نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله عدد كلماته، رواه مسلم والترمذى والامام احمد، وتقدم فى باب ما جاء فى أنواع شتى من التسبيح من كتاب الأذكار فى الجزء الرابع عشر ص 221 رقم 59 ويستدل منه على فضلها وصلاحها (قال الحافظ فى الاصابة) وفى صحيح البخارى عن جويرية أن النبى صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم جمعة وهى صائمة، فقال أصمت أمس؟ قالت لا، قال فتصومين غدا؟ قالت لا، قال فأفطرى أهـ (قلت هذا الحديث رواه أيضاً الامام أحمد) وتقدم فى باب النهى عن إفراد يوم الجمعة والسبت بالصيام من كتاب الصيام فى الجزء العاشر ص 150 رقم 200 و 201، توفيت وعمرها خمس وستون فى ربيع الأول سنة خمسين، وقيل ماتت فى ربيع الأول أيضاً سنة ست وخمسين من الهجرة وقد بلغت سبعين سنة، والقولان حكاهما الواقدى، قال وصلى عليها مروان بن الحكم وهو أمير المدينة وتبعه الحافظ فى الاصابة بلا ترجيح، وكذا فى العيون إلا أنه قدم الثانى، ومن هذا علم أنها دفنت بالمدينة، ومعلوم أن مقبرتها البقيع، روت جويرية عن النبى صلى الله عليه وسلم أحاديث، وعنها ابن عباس وجابر وابن عمر وعبيد بن السباق والطفيل بن أخيها وغيرهم والله أعلم رضى الله عنها وأرضاها (باب)(1) قال الحافظ فى الاصابة صفية بنت حيي بن أخطب بن شعبة بن ثعلبة بن عبيد بن عبيد بن كعب بن أبى خبيب من بنى النضير، وهو من سبط لاوى بن يعقوب ثم من ذرية هارون بن عمران أخى موسى عليهما السلام، كانت تحت كنانة بن أبى الحقيق فقتل كنانة يوم خبير فصارت صفية مع السبي فأخذها دحية ثم استهادها النبى صلى الله عليه وسلم فأعتقها وتزويجها ثبت ذلك فى الصحيحين من حديث أنس مطولا ومختصرا أهـ (قال الحافظ) ولد صفية مائة نبي ومائة ملك ثم صيرها الله أمة لنبيه صلى الله عليه وسلم وكان أبوها سيد بنى النضير، قتل مع بنى قريظة، وأمها ضرة بوزن عزة بنت سمو أل، قال البرهان لا أعلم لها اسلاما، والظاهر هلاكها على كفرها، نعم أخوها رفاعة صحابى وزوجها قتل عنها وهو عرو يوم خيبر فى المحرم سنة سبع من الهجرة (2)(حدثنا عفان الخ)(غريبة)(3) اى عند ابتداء طلوعها (4) قال النووى أما الفؤوس فبهمزة ممدودة على وزن فعول جمع فأس بالهمز وهى معروفة (والمكاتل) جمع مكتل وهو الفقه والزنبيل (والمرور) جمع مر بفتح الميم وهو معروف نحو المجرفه وأكبر منها

ص: 140

-[بناء النبي صلى الله عليه وسلم بصفية وليمتها وغيرة أزواج النبى صلى الله عليه وسلم منها]-

قال ووقعت فى سهم دحية جارية جميلة فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعة أرؤس ثم دفعها إلى أم سليم تصلحها وتهيئها وهى صفية ابنة حيى، قال فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وليمتها التمر والأقط والسمن قال فحصت (1) الأرض أفاحيص، قال وجيء بالانطاع فوضعت فيها ثم جيء بالأقط والتمر والسمن فشبع الناس؛ قال وقال الناس ما ندرى أتزوجها أم اتخذها أم اتخذها أم ولد، فقالوا إن يحجبها فهى امراته، وان لم يحجبها فهى أم ولد، فلما أراد أن يركب حجبها حتى قعدت على عجز البعير فعرفوا أنه قد تزوجها، فلما دنوا من المدينة دفع ودفعنا قال فعثرت الناقة العضباء، قال فندر رسول الله (2) صلى الله عليه وسلم وندرت، قال فقام فسترها، قال وقد أشرفت النساء فقلن أبعد الله اليهودية فقلت يا أبا حمزة أوقع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إى والله لقد وقع: وشهدت وليمة زينب بنت جحش (3) فأشبع الناس خبزا ولحما، وكان يبعثنى فادعو الناس، فلما فرغ قام وتبعته وتخلف رجلان استأنس بهما الحديث لم يخرجا، فجعل يمر لنسائه ويسلم على كل واحدة سلام عليكم يا أهل البيت كيف أصبحتم؟ فيقولون بخير يا رسول الله كيف وجدت أهلك؟ فيقول بخير، فلما رجع رجعت معه فلما بلغ الباب إذا هو بالرجلين قد استأنس بهما الحديث، فلما رأياه قد رجع قاما فخرجا، قال فوالله ما أدرى أنا أخبرته أو نزل عليه الوحى بانهما قد خرجا فرجع ورجعت معه، فلما وضع رجله فى أسكفَّة الباب (أى عتبة) ارخى الحجاب بينى وبينه وأنزل الله الحجاب هذه الآيات {لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه} حتى فرغ منها (ومن طريق ثان عن أنس أيضا بنحوه)(4) وفيه فلما دنا من المدينة أوضع الناس (5) وأوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك كانوا يصنعون، فعثرت الناقة فخر رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرت معه، وأزواج النبى صلى الله عليه وسلم ينظرن فقلن أبعد الله اليهودية وفعل (6) بها وفعل فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسترها وأردفها (ومن طريق ثالث) حدثنا بهزئنا سليمان بن المغيرة عن أنس بن مالك رضى الله تبارك وتعالى عنه قال صارت صفية لدحية فى قسمه فذكر نحوه (7) إلا أنه قال حتى إذا جعلها فى ظهره (8) نزل ثم ضرب عليها القبة

يقال لها المساحى هذا هو الصحيح فى معناه (1) هو بصم الفاء وكسر الحاء المهملة المخففة أى كشف التراب عمن أعلاها وحفرت شيئاً يسيراً ليجعل الانطاع فى المحفور ويصب فيها السمن فيثبت ولا يخرج من جوانبها، واصل الفحص الكشف، وفحص عن الأمر، وفحص الطائر لبيضه، والأفاحيص جمع افحوص (2) ندر بالنون أى سقط واصل الندور الخروج والانفراد، ومنه كلمة نادرة أى فردة عن النظائر (3) هذه الجملة وما بعدها إلى آخر الحديث تقدم شرحها فى باب ما جاء فى زواجه صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش ونزول آية الحجاب فى الجزء الحادى والعشرين ص 86 فارجع اليه (4)(سنده) حدّثنا يزيد ثنا حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس بن مالك أن صفية وقعت فى سهم دية الكلبى فذكر نحو الطريق الأولى، وفيه فلما دنا من المدينة الخ (5) أى وضعوا رواحلهم يعنى حملوها على سرعة السير (6) انما قلن ذلك من شدة الغيرة، وكان النبى صلى الله عليه وسلم يعذرهن فى ذلك، ولذلك لم يعاتبهن ولم يعاقبهن (7) هذا الاختصار من الأصل وليس منى (8) أى فى رحله على البعير (تخريجه)(ق نس) مطولا ومختصرا

ص: 141

-[ما ورد في فضل صفية بنت حيى وانها من امهات المؤمنين رضى الله عنها]-

(قال عبد الله بن الإمام أحمد)(1) حدّثنى ابى عن يحيى بن ابى اسحق عن انس قال أقبلنا من خيبر انا وابو طلحة ورسول الله صلى الله عليه وسلم وصفية (2) ديفته، قال فعثرت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فصرع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصرعت صفية قال فاقتحم ابو طلحة (3) فقال يا رسول الله جعلنى الله فداك قال أشك قال ذاك أم لا (4) أضررت قال لا، عليك المرأة (5) قال فألقى أبو طلحة على وجهه الثوب (6) فانطلق اليها فمد ثوبه عليها ثم أصلح لها رحلها فركبنا، ثم اكتنفناه احدنا عن يمينه والآخر عن شماله، فلما أشرفنا على المدينة أو كنا بظهر الحرّة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيبون (7) عابدون تائبون لربنا حامدون فلم يزل بقولهن حتى دخلتا المدينة (عن أنس بن مالك)(8) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتق صفية بنت حيى وجعل عتقها صداقها (باب ما ورد من فضلها وأنها من امهات المؤمنين وهجر النبى صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش ثلاثة أشهر من اجلها)(عن انس)(9) قال بلغ صفية أن حفصة قالت انى ابنة يهودى فبكت، فدخل عليها النبى صلى الله عليه وسلم وهى تبكى فقال ما شأنك؟ فقالت قالت لى حفصة انى ابنة، فقال النبة صلى الله عليه وسلم أنت ابنة نبىّ (10) وان عمك لنبىّ (11) وانت لتحت نبي (12)

وأخرج ابن حبان فى صحيحه والطبرانى برجال الصحيح كلاهما من حديث ابن عمر قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعين صفية خضرة ما هذه الخضرة؟ فالت كان رأسى فى حجر بن أبى الحقيق وأنا نائمة فرأيت فمراً وقع فى حجرى فأخبرته بذلك فلطمنى وقال تمنين (بحذف احدى التاءين تخفيفا) ملك يثرب يعنى النبى صلى الله عليه وسلم لأنه الظاهر عندهم ظهور القمر الباهر وان جحدوه فى الظاهر ظلما وعلوا، ومعناه تتزوجين ملك يثرب (1)(قال عبد الله بن الامام أحمد الخ)(غريبه)(2) أى سقطا عن ظهرها (3) أى رمى بنفيه عن ظهر دابته ليدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم (4) الظاهر أن القائل أشك هو أنس ومعناه أنه يشك هل قال أبو طلحة جعلنى الله فداك أم لا (وقوله ضررت؟) أى حصل له ضرر يا رسول الله؟ قال لا (5) أى عليك أن تصلح رحل المرأة (6) فى وضع أبى طلحة الثوب على وجهه دلالة على أن صفية فى هذا الوقت كانت زوجة للنبى صلى الله عليه وسلم من أمهات المؤمنين، ولذلك ستر أبو طلحة وجهه لئلا ينظر اليها ثم سترها بالثوب لأجل ذلك (7) أى راجعون هذه الجملة وما بعدها تقدمت وتقدم شرحها فى باب أذكار بقولها المسافر من أبواب صلاة السفر فى الجزء الخامس ص 75 رقم 1180 (تخريجه) لم أقف عليه بهذا السياق لغير الامام أحمد وسنده منقطع لن الامام أحمد لم يدرك يحيى بن اسحاق ولذلك قال عن يحيى ولم يقل حدثنا كما اعتاد (قال فى الخلاصة يحيى بن أبى اسحاق الحضرمى مولاهم البصرى النحوى عن أنس وسليمان بن يسار وسالم وعنه شعبة والثورى ووهيب بن خالد وثقة النسائى قال الفلاس مات سنة وثلاثين ومائة أهـ (قلت) والامام أحمد ولد سنة أربع وستين ومائة ومع هذا فهو فى معنى الذى قبله (8)(عن أنس بن مالك الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب من جعل العتق صداقا من كتاب النكاح فى الجزء السادس عشر ص 170 رقم 90 (باب)(9)(سنده) حدّثنا عبد الرازق قال ثنا معمر عن ثابت عن أنس (يعنى ابن مالك) قال بلغ صفية الخ (غريبه)(10) يعنى هارون بن عمران (11) يعنى موسى بن عمران (12) اى زوجة نبى الآن (تخريجه)(مذ نس)

ص: 142

-[قصة صفية مع عائشة وانها وهبت يومها لعائشة وسبب ذلك]-

ففيم تفخر عليك، فقول اتق الله يا حفصة (عن جابر بن عبد الله)(1) قال لما دخلت صفية بنت حيى على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسطاطه (2) حضر ناس وحضرت معهم ليكون لى فيهم قسم (3) فخرج النبى صلى الله عليه وسلم فقال قوموا عن امكم (4) فلما كان من العشى حضرنا فخرج النبى صلى الله عليه وسلم الينا فى طرف ردائه نحو من مد ونصف من تمر عجوة، فقال كلوا من وليمة أمكم (عن ثابت)(5) قال حدثتنى شمسية أو سمية (6) قال عبد الرازق هو فى كتاب سمينة عن صفية بنت حيي أن النبى صلى الله عليه وسلم حج بنسائه فلما كان فى بعض الطريق نزل رجل فساق بهن فأسرع، فقال النبى كذلك سوقك بالقوارير (7) يعنى النساء، فبينما هم يسيرون برك لصفية بنت حيي جملها وكانت من أحسنهن ظهرا، فبكت وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أخبر بذلك فجعل يمسح دموعها بيده وجعلت تزداد بكاء وهو ينهاها فلما أكثرت زبرها (8) وانتهرها وأمر الناس بالنزول فنزلوا، ولم يكن يريد أن ينزل، قالت فنزلوا وكان يومى، فلما نزلوا ضرب خباء النبى صلى الله عليه وسلم ودخل فيه، قالت فلم أدر علام أهجم (9) من رسول الله صلى الله عليه وسلم وخشيت أن يكون فى نفسه شئ منى، فانطلقت إلى عائشة فقلت لها تعلمين أنى لم أكن أبيع يومى من رسول الله صلى الله عليه وسلم بشئ أبداً، وإنى قد وهبت يومى لك على أن ترضى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنى، قالت نعم، قال فأخذت عائشة خمارا لها قد ثردته (10) بزعفران فرشته بالماء ليذكى ريحه ثم لبست ثيابها ثم انطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفعت طرف الخباء: فقال لها

وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه (قلت) ورواه أيضاً الحاكم فى المستدرك عن صفية من مسندها، قالت دخل علىّ رسول الله صلى الله عليه وسلموانا أبكى فقال يا بنت حيي ما يبكيك؟ قلت بلغنى ان حفصة وعائشة ينالان منى ويقولان نحن خير منها، نحن بنات عم رسول الله وأزواجه، قال ألا قلت كيف نكونان خيرا منى وابنى هاون وعمى موسى وزوجى محمد، عليهم الصلاة والسلان وصححه إلحاكم وأقره الذهبى (1)(سنده) حدّثنا روح ثنا ابن جريح أخبرنى زياد بن اسماعيل عن سليمان بن عتيق عن جابر بن عبد الله الخ (غريبه)(2) بضم الفاء وكسرها ضرب من الأبنية فى السفر دون السرادق كالخيمة ونحوها (3) اى نصيب من الوليمة (4 الظاهر أنه صلى الله عليه وسلم راى هذا الوقت غير مناسب فأخرهم إلى العشى (تخريجه) اورده الهيثمى وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (5)(سنده) حدّثنا عبد الرازق قال ثنا جعفر بن سليمان عن ثابت (يعنى البنانى) قالى حدثتنى شميسة الخ (غريبه)(6) الظاهر والله أعلم ان الشك من جعفر بن سليمان يشك هل قال ثابت حدثتنى شميسة بالشين المعجمة او سمية بالسين المهملة، والظاهر أنها سمية بالسين المهملة، ويؤيد ذلك ما سيأتى فى الطريق الثانية سمية بدون شك، قال فى الخلاصة سمية البصرية عن عائشة وعنها ثابت البنانى روى لها (د نس جه) أما قول عبد الرازق هو فى كتابى سمينه بزيادة نون بعد التحتية فلم أجد لها ترجمة فى كتب الرجال (7) تقدم شرح هذه الحملة مبسوطاً فى باب سفر النساء والرفق بهن من أبواب صلاة السفر فى الجزء الخامس ص 88 و 89 فارجع اليه تجد ما يسرك (8) أى أغلظ لها فى القول (وانتهرها) عطف مرادف (9) تعنى الدخول عليه (10) أي صبغته

ص: 143

-[أعياء جمل صفية وطلب النبى صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش اعارتها جملا فأبت فهجرها النبى صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشهر]-

مالك يا عائشة؟ ان هذا ليس بيومك، قالت ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء فقال (1) مع أهله فلما كان عند الرواح قال لزينب بنت جحش يا زينب أفقرى (2) أختك صفية جملا وكانت من أكثرهن ظهرا، فقالت أنا أفقر يهوديتك، فغضب النبى صلى الله عليه وسلم حين سمع ذلك منها فهجرها فلم يكلمها حتى قدم مكة وأيام منى فى سفره حتى رجع إلى المدينة والمحرم وصفر فلم يأتها ولم يقسم لها ويئست منه: فلما كان شهر ربيع الأول دخل عليها فرأت ظله فقالت ان هذا لظل رجل وما يدخل علىّ النبى صلى الله عليه وسلم فمن هذا؟ فدخل النبى صلى الله عليه وسلم فلما رأته قالت يا رسول الله ما أدرى ما أصنع حين دخلت علىّ، قالت وكانت لها جارية وكانت تخبؤها من النبى صلى الله عليه وسلم فقالت فلانة لك، فمشى النبى صلى الله عليه وسلم إلى سرير زينب وكان قد رفع فوضعه بيده صلى الله عليه وسلم ثم أصاب أهله ورضى عنهم (عن شميسة عن عائشة)(3) ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فى سفر له فاعتل بعير لصفية وفى ابل زينب فضل، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بعيراً لصفية اعتل فلو أعطيتها بعيرا من ابلك، فقالت أنا أعطى تلك اليهودية: قال فتركها رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا الحجة والمحرم شهرين أو ثلاثة لا يأتيها، قالت حتى يئست منه وحولت سريرى، قالت فبينما أنا يوماً بنصف النهار اذا أنا بظل رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبل، قال عفان حدثنيه حماد عن شميسة عن النبى صلى الله عليه وسلم (4) ثم سمعته بعد يحدثه عن شميسة عن عائشة عن النبى صلى الله عليه وسلم، وقال بعد فى حج أو عمرة، قال ولا أظنه إلا قال فى حجّة الوداع (5)

(1) من القيلولة وهو وقت شدة الحر، ولابد أن يتكون عائشة أخبرته بقصتها مع صفية (2) أى أعيريها حملا يقال أفقر البعير يُقفره افقارا إذا أعاره: مأخوذ من ركوب فقار الظهر وهو خرزاته الواحدة فقارة (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد من حديث صفية وسنده جيد (وله طريق ثان عند الامام احمد) قال حدثنا عفان ثنا حماد يعنى ابن سلمة قال ثنا ثابت عن سمية عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فى سفر فاعتل بعبر لصفية فذكر نحوه هكذا بالأصل مختصرا فى التقريب سمية بصرية مقبوله من الثالثة (3)(سنده (حدّثنا عفان ثنا حماد قال ثابت عن شميسه عن عائشة صلى الله عليه وسلم الخ غريبه)(4) معناه ان عفان سمع هذا الحديث مرة من حماد يقول عن شميسة عن النبى صلى الله عليه وسلم ثم سمعه مرة أخرى بعد ذلك يقول عن شميسة عن عائشة وهذا هو المحفوظ (5) هو فى حجة الوداع كما يستفاد من قول صفية فى الحديث السابق أن النبى صلى الله عليه وسلم حج بنسائه، وما كان ذلك إلا فى حجة الوداع والله أعلم (تخريجه) رواه أيضاً ابن سعد وسنده جيد ورجاله ثقات وشميسة قال الحافظ فى التقريب بالتصغير بنت عزيز العتكية المصرية مقبولة من الثالثة؛ وأورده الهيثمى وقال رواه الطبرانى فى الأوسط وفيه سمية روى لها أبو داود وغيره ولم يجرحها أحد وبقية رجاله ثقات (وأخرج ابن سعد أيضاً) بأسانيده قال لم يخرج النبى صلى الله عليه وسلم من خيبر حتى طهرت صفية من حيضها فحملها وراءه فلما صار إلى منزل على ستة أميال من خيبر مال يريد أن يعرس بها فأبت عليه فوجد فى نفسه، فلما كان بالصهباء وهى على يزبد من خيبر نزل بها هناك فمشّطتها أم سليم وعطرتها، قالت أم سنان الأسلمية وكانت من أضواء ما يكون من النساء فدخل بأهله فلما أصبح سألتها عما قال لها؟ فقالت قال لى ما حملك على الامتناع عن النزول أوّلا

ص: 144

-[ذكرهن تزوجهن صلى الله عليه وسلم أو وهبن أنفسهن له ولم يدخل بهن أو وعد بزواجهن]-

(باب ما جاء فى ذكر من تزوجهن أو وهبن أنفسهن له صلى الله عليه وسلم ولم يدخل بهن أو وعد بزواجهن)(عن ابى حمزة بن أبى أسيد عن أبيه)(1) وعباس بن سهل عن أبيه قالا مرّ بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحاب له فخرجنا معه حتى انطلقنا إلى حائط يقال له الشوط حتى انتهينا إلى حائطين منهما فجلسنا بينهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجلسوا، ودخل هو وقد أوتى بالجونية (2) فى بيت أميمة بنت النعمان بن شراحيل ومعها داية لها، فلما دخل عليها رسول الله قال هبى لى نفسك، قالت وهى تهب الملكة نفسها لسوقة؟ (3) قالت انى أعوذ بالله منك، قال لقد عذت (4) بمعاذ، ثم خرج علينا فقال يا أسيد أكسها (5) رازقتين وألحقها باهلها، قال وقال غير أبى أحمد امرأة من بنى الجون يقال لها أمينة (6)

قالت خشيت عليك من قرب اليهود، فزادها ذلك عنده، وذكرت أنه مرّ بها ولم ينم تلك الليلة لم يزل يتحدث معها (وعن عطاء بن يسار) لما قدمت صفية من خيبر أنزلت فى بيت لحارثة بن النعمان فسمع نساء الأنصار فجئن ينظرن إلى جمالها، وجاءت عائشة متنقبة، فلما خرجت خرج النبى على اثرها فقال كيف رأيت يا عائشة؟ قالت رأيت يهودية، قال لا تقولى ذلك فانها أسلمت وحسن اسلامها (وبسند صحيح) عن ابن المسيب قدمت صفية وفى أذنها خرصة من ذهب فوهبت منه لفاطمة ولنساء معها (وعن ابن عمر) قال كان بعينى صفية خضرة فقال لها النبى صلى الله عليه وسلم ما هذه الخضرة بعينك؟ قالت قلت لزوجى إنى رأيت فيما يرى النائم كأن قمرا وقع فى حجرى فلطمنى وقال أتريدين ملك يثرب يعنى النبى صلى الله عليه وسلم، قالت وما كان ابغض إلىّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل أبى وزوجى، فمازال يعتذر الىّ وقال يا صفية ان أباك الّب علىّ العرب وفعل وفعل حتى ذهب ذلك من نفسى، اورده الهيثمى وقال رواه الطبرانى ورجاله رجال الصحيح (باب)(1)(سنده) حدّثنا محمد بن عبد الله الزبيرى قال قال حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل عن أبى حمزة بن أبى أسيد عن أبيه الخ (قلت) أسيد بالتصغير وأسم أبى أسيد مالك بن ربيعة (غريبه)(2) بفتح الجيم وسكون الواو، قيل هى بنت النعمان بن الجون بن الحارث، وقيل بنت النعمان بن الأسود بن الحارث بن شراحيل الكندية بكسر الكاف نسبة إلى كندة قبيلة من اليمن (3) بضم المهملة وسكون الواو بعدها قاف يقال ذلك للواحد والجمع من الرعية، سموا سُوقة لأن الملك يسوقهم، قال ابن المنير وهذا من بقية ما كان من عزهم فى الجاهلية يسمون من ليس يملك سوقة وقيل إنها لم تعرفه (زاد البخارى فأهوى بيده يضع يده عليها لتسكن فقالت أعوذ بالله منك)(4) أى استعذت بمعاذ بفتح الميم اسم لما يستعاذ به (وفى رواية للبخارى) لقد عذت بعظيم، الحقى بأهلك (5) بضم الهمزة والسين (رازقتين) براء فزاى فقاف، والرازقية ثياب بيض طوال من الكتاب يكون فى لونها زرقة (6) اختلف فى اسمها فقيل اسمها أسماء وقيل عميرة وقيل أميمة بنت النعمان، وقيل بنت كعب بن يزيد، وقيب بنت كعب بن الجون بن شراحيل وقيل غير ذلك كما تقدم والله أعلم (تخريجه)(خ. وغيره)(وعن ابن عباس) أنها (يعنى التى استعاذت) كانت تقول ادعونى الشقية (وعن ام مناح) بشد النون ومهملة قالت كانت التى استعاذت قد ولهت وذهب عقلها، وكانت تقول إذا استأذنت على أمهات المؤمنين أنا الشقية أنا خدعت (وعن ابى أسيد) لما طلعت بها على قزمها تصايحوا وقالوا

ص: 145

-[ذكر من تزوجها وفارقها قبل الدخول بها صلى الله عليه وسلم]-

(عن جميل بن زيد)(1) قال صحبت شيخا من الأنصار ذكر أنه كانت له صحبة يقال له كعب بن زيد أو زيد بن كعب فحدثنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم تزوج امرأة من بنى غفار (2) فلما دخل عليها وضع ثوبه وقعد علىالفراش أبصر بكشحها (3) بياضاً فانحاز عن الفراش ثم قال خذى عليك ثيابك، ولم يأخذ مما آتاها شيئا (عن عروة عن أم شريك)(4)

إنك لغير مباركة لقد جعلتينا فى العرب شهرة فما دهاك؟ قالت خدعت، قالت لأبى أسيد ما أصنع؟ قال أقيمى فى بيتك واحتجبى مع رحم محرم ولا يطمع فيك أحد، فأقامت كذلك حتى ماتت فى خلافة عثمان (وعن ابن عباس) أنه خلف عليها المهاجر بن أبى امية فأراد عمر ان يعاقبها، فقالت والله ما ضرب علىّ حجاب، ولأسميت بام المؤمنين فكف عنها: رواها كلها ابن سعد (1)(سنده) حدّثنا القاسم بن مالك المزنى أبو جعفر قال أخبرنى جميل بن زيد قال صحبت شيخا من الأنصار الخ (قلت) جاء عند الحاكم عن جميل بن زيد الطائى عن زيد بن كعب بن عجرة عن أبيه فذكر (غريبه)(2) سماها الحاكم أسماء بنت النعمان العقارية (3) الكشح بسكون المعجمة ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلف (وقوله بياضا) أى برصا (تخريجه)(ك هق) وابو نعيم فى الطب، زاد الحاكم وامر لها بالصداق، ثم قال هذه ليست بالكلابية انما هى اسماء بنت النعمان، وسكت عنه الحاكم وتعقبه الذهبى بقوله قال ابن معين زيد ليس بثقة أهـ (قلت) وفى اسناده ايضا جميل بن زيد الطائى البصرى، قال فى تعجيل المنفعة قال ابن معين ليس بثقة، وقال البخارى لم يصح حديثه، وقال بن حبان روى عن ابن عمر ولم ر ابن عمر، وقال ابو القاسم البغوى فى معجمه الاضطراب فى حديث الغفارية منه، يعنى فى قوله تارة عن ابن عمر وتارة عن كعب بن زيد أو زيد بن كعب، قال وقد روى عن ابن عمر احاديث يقول فيها سألت ابن عمر مع انه لم يسمع من ابن عمر شيئاً، وقال ابو حاتم والبغوى ضعيف الحديث؛ وقال النسائى ليس بثقة، وقال ابن حبان واهى احاديث أهـ بإختصار (4)(سنده) حدّثنا يونس ثنا حماد بن سلمة عن هشام ابن عروة عن عروة عن أم شريك الخ (تخريجه)(نس وسنده جيد ورجاله ثقات (قلت) اختلف فى ام شريك هذه من هى؟ فقيل هى ام شريك الرشية العامريه نسبة إلى عامر بن لؤى واسمها غزية بوزن سُمية وقيل اسمها غزيلة بالتصغير ولام بعد الياء بنت جابر بن عون من نبى عامر لؤى، وقيل بنت دودان بضم الدال الأولى ابن عوف، وقيل ها ام شريك غزية الأنصارية من بنى النجار، وفى الصفوة لابن الجوزى هى ام شريك غزية بنت جابر الدوسية الأزدية، قال والأكثرون على انها التى وهبت نفسها له صلى الله عليه وسلم فلم يقبلها لكبر السن فلم تتزوج حتى ماتت ورجحه الواقدى، ورواه ابن سعد عن عكرمة وعلى بن الحسين، (وأخرج ابن سعد أيضاً) عن منير بن عبد الله الدوسى أن ام شريك غزية بنت حابر بن حكيم الدوسية عرضت نفسها على النبى صلى الله عليه وسلم وكانت جميلة فقبلها، فقالت عائشة ما فى المرأة حين تهب نفسها لرجل خير: قالت أم شريك فأنا تلك فسماها الله مؤمنة فقال (وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبى) فلما نزلت هذه الآية قالت عائشة ان الله ليسرع لك فى هواك، ويمكن الجمع بين القبول ونفيه بأنه عقد عليها ولم يدخل بها (قال الحافظ) فى الاصابة والذى يظهر فى الجمع ان أم شريك واحدة اختلف فى نسبها انصارية او عامرية من قرش او أزدية من دوس واجتماع هذه النِّسب

ص: 146

-[تتمة في ذكر ما لم يذكر فى مسند الإمام احمد من نساء تزوجهن الخ]-

أنها كانت ممن وهبت نفسها للنبى صلى الله عليه وسلم (عن أم الفضل بنت الحرث)(1) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رآى أم حبيبة بنت عباس وهى فوق الفطم (2) قالت فقال لئن بلغت بنية العباس وأنا حيى لأتزوجنها (3)

(بكسر النون مشددة وفتح المهملة) الثلاثة ممكن كأن تكون قرشية تزوجت فى دوس فنسبت اليهم، ثم تزوجت فى الأنصار فنسبت اليهم، أو لم تتزوج بل نسبت انصارية بالمعنى الأعم، وقد ذكر الحافظ فى الإصابة لأم شريك أحاديث، منها حديث هذا الباب وحديث أن النبى صلى الله عليه وسلم أمرها بقتل الأوزاغ وكلها جاءت فى مسندها عند الامام احمد وتقدمت فى مواضعها والله أعلم (1)(سنده) حدّثنا يعقوب قال ثنا أبى عن ابن اسحاق قال وحدّثنى حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس بن عكرمة مولى عبد الله بن عباس وهو خطأ، وصوابه بن عبد الله بن عبيد الله (غريبه)(2) الفطم بضم الفاء والطاء جمع فطيم من اللبن أى مفطوم ومعناه انها كانت فوق الفطيم فى السن (3) وعد صلى الله عليه وسلم ان بلغت مبلغ الزواج وهو حى يتزوجها ولكنها لم تبلغ مبلغ الزواج وهو حى فلم يتزوجها (تخريجه) أخرجه ابن اسحاق وفى اسناده عبد الله بن عبيد الله بن عباس ضعيف (تتمه فى ذكر ما لم يذكر فى مسند الامام أحمد من نساء تزوجهن صلى الله عليه وسلم ومن نساء لم يدخل بهن أو يخطبهن أو تسرَّى بهن).

أعلم وفقنى الله وإياك لصالح الأعمال وختم لى ولك بكامل الإيمان انه لم يأت فى مسند الامام أحمد كل ما ذكره أصحاب السير من النساء اللائى تزوجهن صلى الله عليه وسلم ولم يدخل بهن أو خطبهن فقط ولم يتم زواجهن لموانع ستذكر أو تسرّى بهن، وإليك ذكر من تزوجهن ولم يدخل بهن أو دخل ببعضهن وطلقهن (قال فى المواهب) وقد ذكر أنه صلى الله عليه وسلم تزوج نسوة غير من ذكر (يعنى من زوجاته الاحدى عشرة) وجملتهن اثنا عشرة امرأة (الأولى) أم شريك الواهبة نفسها للنبى صلى الله عليه وسلم قلت) ذكرت فى المسند وتقدم الكلام عليها قريبا قال طلقها قبل أن يدخل بها فلم تتزوج حتى ماتت، وقال عروة بن الزبير كانت خولة بنت حكيم من اللائى وهبن أنفسهن إلى النبى صلى الله عليه وسلم (الثانية) خولة بنت الهذيل بن هبيرة تزوجها صلى الله عليه وسلم فهلكت قبل أن تصل اليه (الثالثة) عمرة بنت يزيد الكلابية طلقها وأمر أسامة بن زيد فمتعها ثلاثة أثواب (الرابعة) اسماء بنت النعمان الكندية تزوجها فلما دعاها قالت أعوذ بالله منه، فقال عذت بمعاذ، ثم سرحها إلى أهلها وكانت تسمى نفسها الشقية (قلت) تقدم ذكرها والكلام عليها فى أول الباب (الخامسة) مليكة بنت كعب ومنهم من ينكر تزويجها (السادسة) فاطمة بنت الضحاك تزوجها ثم فارقها، وقيل ان اباها قال انها لم تصدع قط، فقال عليه الصلاة والسلام لا حاجة لى بها (السابعة) عالية بنت ظبيان بن عمن تزوجها صلى الله عليه وسلم وكانت عنده ما شاء الله ثم طلقها (الثامنة) قتيلة بنت قيس اخت الاشعث بن قيس الكندى زوجة إياها أخوها فى سنة عشر ثم انصرف إلى حضر موت فحملها فقبض صلى الله عليه وسلم قبل قدومها عليه (التاسعة) منا بنت أسماء بن الصلت السَّلية تزوجها صلى الله عليه وسلم وماتت قبل ان يدخل بها، وعند ابن اسحاق طلقها قبل أن يدخل بها (العاشرة) شراف بنت خليفة اخت دحية الكبى تزوجها صلى الله عليه وسلم فماتت قبل دخوله بها (الحادية عشرة) ليلى بنت الخطيم اخت قيس تزوجها صلى الله عليه وسلم وكانت غيورا فاستقالته فاقالها فاكلها الذئب (الثانية عشرة) امرأة من غفار تزوجها صلى الله عليه وسلم فأمرها فنزعت ثيابها فرأى بكشحها

ص: 147

-[ما جاء في معاشرته أزواجه وكرم أخلاقه صلى الله عليه وسلم]-

(أبواب ما جاء فى معاشرته زوجاته وكرم اخلاقه صلى الله عليه وسلم (باب ما جاء فى عدله صلى الله عليه وسلم بينهن فى كل شئ وطوافه عليهن جميعاً ى ساعة أو ضحوة)(عن أنس)(1) ان أم سليم بعثته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقناع (2) عليه رطب فجعل يقبض فبضة فيبعث بها إلى بعض أزواجه، ويقبض القبضة بها إلى أزواجه، ثم جلس فأكل بقيته أكل رجل يعلم أنه يشتهيه (3)(عن عروة عن عائشة)(4) رضى الله عنها قالت

بياضا فقال الحقى باهلك ولم يأخذ مما آتاها شيئاً (قلت) تقدم ذكرها والكلام عليها فى هذا الباب) قال فهؤلاء لأجملة من ذكر من أزواجه صلى الله عليه وسلم وفارقهن فى حياته، بعضهن قبل الدخول وبعضهن بعده (قال وروى انه صلى الله عليه وسلم خطب عدة نسوة)(الأولى منهن) امرأة من بنى مرة بن عوف خطبها صلى الله عليه وسلم إلى أبيها فقال ان بها برصا وهو كاذب فرجع فوجد البرص بها (الثانية) امرأة قرشية يقال لها سودة خطبها صلى الله عليه وسلم وكانت مصيبة فقالت أخاف أن يضغوا أى يضجوا او يبكوا عند رأسك فدعا لها وتركها (الثالثة) صفية بنت بشامة وكان أصابها فى سبى فخيرها بين نفسه الكريمة وبين زوجها فاختارت زوجها (الرابعة) ولم ذكر اسمها خطبها صلى الله عليه وسلم فقالت أستأمر أبى فلقيت أباها فأذن لها، فعادت إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال التحفنا لحافا فاغيرك (الخامسة) أم هانئى فاختة بنت أبى طالب اخت على رضى الله عنهما خطبها صلى الله عليه وسلم فقالت انى مصيبة واعتذرت إليه فعذرها (السادسة) ضباعة بنت عامر بن قرط خطبها إلى ابنها سلمة بن هاشم فقال حتى استأمرها فقيل للنبى صلى الله عليه وسلم انها قد كبرت فلنا عاد ابنها وقد أذنت له سكت عنها صلى الله عليه وسلم فلم ينكحها (السادسة) أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب عرضت عليه صلى الله عليه وسلم فقال هى ابنة أخى من الرضاعة (قلت) تقدم حديثها فى المسند فى كتاب النكاح (الثامنة) عزة بنت أبى سفيان عرضتها أختها أم حبيبة عليه صلى الله عليه وسلم فقال انها لا تحل لى لمكانة أختها (قلت) تقدم حديثها أيضاً فى كتاب النكاح)، وقيل تزوج عليه الصلاة والسلام امراة من جندع وهى بنت جندب بن حمزة ولم يدخل بهن أو عرضن عليه (قال وأما سرايه صلى الله عليه وسلم فقيل إنهن أربعة مارية القبطية أم ابراهيم بن النبى صلى الله عليه وسلم أهداها له المقوقس صاحب الاسكندرية وماتت فى خلافة عمر رضى الله عنها فى سنة ست عشرة ودفنت بالبقيع (وريحانة) القرظية وماتت قبل وفاته صلى الله عليه وسلم سنة عشر ودفنت بالبقيع، وأخرى وهبتها له صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش (قلت) تقدم ذكرها فى حديث صفية فى باب فضل صفية وأنها من أمهات المؤمنين فى آخر حديث رقم 968 ص 143 (والرابعة) أصابها فى بعض السبى أهـ والله أعلم (باب)(1)(سنده) حدّثنا هشام تنا قتادة عن أنس الخ (غريبه)(2) القناع الطبق الذى يؤكل عليه، ويقال له القنع بكسر القاف وضمها (3) يستفاد من هذا الحديث عدله صلى الله عليه وسلم بين زوجاته حتى فى الهدية الخاصة بشخصه (وفيه) أنه صلى الله عليه وسلم كان يؤثر غيره على نفسه مع أن نفسه كانت تشتهى هذا الرطب فلو أنه أكل منه ما تشتهيه نفسه ثم قسم الباقى عليهن لما كان عليه باس، ولكنه آثرهن على نفسه ولم ياكل إلا ما فضل بعد القسمة (وفيها أيضا) دلالة على قنعه ومجاهدة نفسه صلى الله عليه وسلم (تخريجه) الحديث صحيح ورجاله من رجال الصحيحين وهو من ثلاثيات الامام احمد ولم أقف عليه لغيره (4)(عن عروة عن عائشة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه

ص: 148

-[قسمته صلى الله عليه وسلم بين نسائه بالعدل فى كل شي.]-

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فايتهن خرج سهمها خرج بها معه، وكان يقسم لكل امرأة منهن يومها وليلتها، غير أن سودة بنت زمعة كانت وهبت يومها وليلتها لعائشة زوج النبى صلى الله عليه وسلم تبتغى بذلك رضا النبى صلى الله عليه وسلم (عن قتادة حدثنا أنس بن مالك)(1) أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يدور على نسائه فى الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن احدى عشرة امرأة قال قلت لأنس وهل كان يطيق ذلك؟ قال كنا نتحدث أنه اعطى قوة ثلاثين (وعنه من طريق ثان) قال كان نبى الله صلى الله عليه وسلم يطوف على تسع نسوة فى ضحوة (عن عائشة)(2) رضى الله عنها قالت كتان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من يوم إلا وهو يطوف علينا جميعاً امرأة امرأة فيدنو ويلمس من غير مسيس حتى يفضى إلى التى هو يومها فيبيت عندها صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم (باب ظهور عجله وكرم أخلاقه فى قصة القصعة التى كسرتها عائشة رضى الله عنها)(عن حميد عن أنس)(3) أن رسول الله كان عند بعض نسائه قال أظنها عائشة (4) فأرسلت أحدى أمهات المؤمنين مع خادم (5) لها بقصعة فيها طعام فضربت الأخرى (6) بيد الخادم فكسرت القصعة بنصفين، قال فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول غارت أمكم (7) قال واخد الكسرتين فضم احداهما إلى الأخرى فجعل فيها الطعام ثم قال طلوا، فأكلوا وحبس الرسول (8) والقصعة حتى فرغوا فدفع إلى الرسول قصعة أخرى وترك المكسورة مكانها (وعنه من طريق ثان بنحوه

في باب من وهبت يومها لضرتها فى آخر كتاب النكاح فى الجزء السادس عشر ص 239 رقم 386 فارجع إليه (1)(عن قتادة حدثنا أنس بن مالك) هذا الحديث بطريقيه وسنده وشرحه وتخريجه فى باب من أسلم وتحته أختان الخ من كتاب النكاح فى الجزء السادس عشر ص 200 رقم 160 و 161 فارجع اليه (2)(عن عائشة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب ما يجب فيه التعديل بين الزوجات وما لا يجب من كتاب النكاح فى الجزء السادس عشر ص 238 رقم 283 فارجع اليه (باب)(3)(سنده) حدّثنا ابن أبى عدى عن حميد: ويزيد ين هارون انا حميد عن أنس (يعنى ابن مالك) الخ (غريبه)(4) قال الطيبى انما أبهمت عائشة تفخيما لشانها وأنه مما لا يخفى ولا يلتبس أنها هى، لأن الهدايا انما كانت تهدى إلى النبى صلى الله عليه وسلم فى بيتها (5) قال الحافظ لم أقف على اسم الخادم وأما المرسلة فهى زينب بنت جحش ذكره ابن حزم فى المحلى من طريق الليث بن سعد عن جرير بن حازم عن حميد سمعت أنس بن مالك أن زينب بنت جحش أهدت الى النبى صلى الله عليه وسلم وهو فى بيت عائشة ويومها جفنة من حيس الحديث واستفدنا منه معرفة الطعام المذكور (6) يعنى عائشة رضى الله عنها وفى رواية أم سلمة عند النسائى فجاءت عائشة ومعها فهر ففلقت به الصفحة (7) أى لحقتها الغيرة (قال الحافظ) وقوله غارت أمكم اعتذار منه صلى الله عليه وسلم لئلا يحمل صنيعها على ما يذم بل يجرى على عادة الضرائر من الغيرة، فإنها مركبة فى النفس بحيث لا يقدر على دفعها (8) هو المعبر عنه أولا بالخادم أى منعه من العود إلى سيدته التى أرسلته (والقصعة) اى المكسورة وجاء فى الطريق الثانية وحبس الرسول حتى جاءت الأخرى (يعنى عائشة بقصعتها الصحيحة) فدفع القصعة الصحيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى التى

ص: 149

-[ظهور عدله وكرم اخلاقه فى قصة القصعة التى كسرتها عائشة]-

(1)

وفيه) وحبس الرسول حتى جاءت الأخرى بقصعتها فدفع القصعة الصحيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى التى كسرت قصعتها وترك المكسورة للتى كسرت (عن عائشة رضى الله عنها)(2) أنها قالت ما رأيت صانعة طعاٍم (3) مثل صفية، أهدت إلى النبى صلى الله عليه وسلم اناءً فيه طعام (وفى لفظ وهو عندى تعنى النبى صلى الله عليه وسلم فما ملكت نفسى أن كسرته (4) فقلت يا رسول الله ما كفارته؟ فقال إناء كإناء وطعام كطعام (باب ما جاء فى رفقه بهن واهتمامه صلى الله عليه وسلم بأمرهن)(عن أنس)(5) قال كان رجل يسوق بأمهات المؤمنين يقال له أنجشه (6) فاشتد فى السياقة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أنجشه رويدك (7) سوقًا بالقوارير (ومن طريق ثان)(8)

كسرت قصعتها وترك المكسورة للتى كسرت وهى أوضح (1)(سنده) حدّثنا عبد الله بن بكر ثنا حميد عن أنس أن النبى صلى الله عليه وسلم كان عند بعض نسائه فذكر نحو الحديث المتقدم وفيه وحبس الرسول الخ (تخريجه)(خ وغيره)(2)(سنده) حدّثنا عبد الرحمن عن سفيان عن فليت حدثتنى جسرة عن عائشة الخ (غريبه)(3) أى جيد حسن (4) جاء فى طريث ثان للامام أحمد أيضاً قالت فضربت القصعة فرميت بها، قالت فنظر إلى رسول الله فعرفت الغضب فى وجهه، فقلت أعوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم ان يلعننى اليوم، قالت قلت وما كفارته؟ قال طعام كطعامها وإناء كانائها (تخريجه) (دنس) قال الحافظ وسنده حسن: وفى هذا الحديث أن مرسلة الطعام هى صفية بنت حييى زوج النبى صلى الله عليه وسلم وفى الحديث السابق أنها زينب بنت جحش، وتقدم فى باب ما جاء فى خلقه العظيم صلى الله عليه وسلم من أبواب الشمائل فى هذا الجزء ص 17 رقم 651 انها حفصة بنت عمر وأن التى كسرت القصعة هى جارية عائشة بأمرها، وروى النسائى من طريق حماد بن سلمة عن سالم عن أبى المتوكل عن أم سلمة أنها أنت بطعام فى صحفة إلى النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه فجاءت عائشة متزرة بكساء ومعها فهر ففلقت به الصحفة الحديث (وقد جمع العلماء) بين هذه الروايات بان قصة القصعة تعددت والله أعلم، وفى أحاديث الباب دلالة على حسن خلقه صلى الله عليه وسلم وانصافه وحلمه (قال ابن العربى) وكأنه انما لم يؤدب الكاسرة ولو بالكلام لما وقع منها من التعدى لما فيهم من أن التى أرادت بذلك أذى التى هو فى بيتها والمظاهرة عليها أهـ (قلت) وأيضا لعمله صلى الله عليه وسلم بما تؤدى إليه الغيرة فقد أخرج أبو يعلى بسند لا بأس به عن عائشة مرفوعا ان الغيرى لا تبصر أسفل الوادى من أعلاه، ذكره القسطلانى فى المواهب، ومعناه أنها ربما تسقط من أعلى الوادى لظنها أنه أسفله فتهلك ولا تشعر (وروى البزار والطبرانى) عن ابن مسعود مرفوعا ان الله كتب الغيرة على النساء والجهاد على الرجال فمن صبر منهن كان له أجر شهيد، ذكره الزرقانى فى شرح المواهب والله أعلم (باب)(5)(سنده) حدّثنا بن أبى حميد عن أنس (يعنى ابن مالك) الخ (غريبه)(6) بفتح الهمزة والجيم بينهما نون ساكنة وبعد الجيم شين معجمة فهاء تأنيث وكان حبشيا يكنى ابامارية وكان غلاماً للنبى صلى الله عليه وسلم (7) معناه حمل الابل على سرعة السير (8) رويد اسم فعل بمعنى امهل (والقوارير) جمع قارورة سميت بذلك لاستقرار الشراب فيها وهى من الزجاج، والمعنى لا تسرع السير بالنساء فى سفرك حال سوقك للابل لئلا يفضى ذلك إلى السقوط، وهن لضعف بنيتهن ورقتهن كالقوارير يسرع اليها الكسر ولا تقبل الجبر، وهذا من بدائع الاستعارات، فقد أفاد المجاز فى الحض على الرفق بالنساء فى السير ما لم تفده الحقيقية (تخريجه)(ق. نس)(9) هذا الطريق تقدم بسنده وشرحه

ص: 150

-[رفقه صلى الله عليه وسلم بنسائه واهتمامه بأمرهن]-

عن ثابت قال سمعت أنس بن مالك يقول بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير وحاد يحدو بنسائه فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا هو قد تنحى بهن، قال فقال يا أنجشه ويحك أرفق بالقوارير (حدثنا إسماعيل)(1) ثنا أيوب عن أبى قلابة (2) عن أنس رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم أتى على أزواجه وسوّاق يسوق بهن يقال له أنجشة، فقال ويحك يا أنجشة، رويدك سوقك بالقوارير، قال أبو قلابة تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلمة لو تكلم بها بعضكم لعبتموها عليه يعنى قوله سوقك بالقوارير (3)(عن أنس)(4) أن جارا لرسول الله فارسيا كان طيب المرق (وفى رواية كانت مرقته أطيب شئ ريحا) فصنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جاءه يدعوه فقال وهذه؟ لعائشة (5) فقال لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا: ثم عاد يدعوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه؟ قال لا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه، قال نعم فى الثالثة، فقاما يتدافعان حتى أتيا منزله (عن عائشة أم المؤمنين)(6) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لها أن أمركن لما يهمنى بعدى (7) ولن يصبر عليكن إلا الصابرون (وعنها من

وتخريجه في باب سورة النساء والرفق بهن من أبواب صلاة السفر فى الجزء الخامس ص 88 رقم 202 فارجع اليه ففيه مباحث نفيسة (1)(حدثنا اسماعيل الخ)(غريبه)(2) أبو قلابة بكسر القاف اسمه عبد الله بن زيد الجرسى (3)(قال قلت هذه استعارة لطيفة بليغة فلم تعاب؟ وأجاب بانه لعله نظر إلى أن شرط الاستعارة ان يكون وجه الشبه جليا بين الأقوام، وليس بين القارورة والمرأة وجه شبه ظاهره، والحق انه كلام فى غاية الحسن والسلامة عن العيوب، ولا يلزم فى الاستعارة أن يكون جلاء وجه الشبه من حيث ذاتهما بل يكفى الجلاء الحاصل من القرائن كما فى المبحث فالعيب فى العائب (وكم من عائب قولا صحيحا: وآفته من الفهم السقيم) قال ويحتمل أن يكون قصد أبى قلابة أن هذه الاستعاره تحسن من مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم فى البلاغة ولو صدرت ممن لا بلاغة له لعبتموها قال وهذا هو اللائق بمنصب أبى قلابة (وقال الداودى) هذا قاله أبو قلابة لأهل العراق لما كان عندهم من التكلف ومعارضة الحق بالباطل (تخريجه)(خ) هذا وفى الباب عن ام سليم انها كانت مع نساء النبى صلى الله عليه وسلم وهن بسوق بهن سواق فقال النبى أى أنجشة رويدك سوقا بالقوارير، وتقدم هذا الحديث بسنده وشرحه وتخريجه فى باب سفر النساء فى الجزء الخامس ص 89 رقم 103 أورده الهيثمى وقال رواه أحمد والطبيرانى فى الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح (4)(سنده) حدّثنا يزيد بن هارون قال أنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس (يعنى ابن مالك) الخ (غريبة)(5) الظاهر أن ذلك كان قبل نزول الحجاب وأنه كان يوم عائشة وفيه ما يدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يحب بر أزواجه، ولو كان فى غير يوم عائشة لفعل ذلم لصاحبة اليوم أيضا، لأن من البر بالزوجة أطعامها من الطعام الطيب الذى تشتهيه النفس (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد وهو حديث صحيح ورجاله من رجال الصحيح (6)(سنده) حدّثنا أبو سلمة قال ثنا بكر بن مضر قال ثنا صخر بن عبد الرحمن بن حرملة قال حدّثنى أبو سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة أم المؤمنين الخ (غريبه)(7) فيه دلالة على اهتمامه صلى الله عليه وسلم بامر أزواجه حتى بعد موته (وقوله صلى الله عليه وسلم ولن يصبر عليكن) اى على العطف عليهن ومواساتهن (إلا الصابرون) أى المؤمنون حقاً، هذا وقد جاء فى الأصل بعد قوله إلا الصابرون (وقال قتيبة صخر بن عبد الله) يعنى قوله فى السند ثنا صخر عبد الرحمن صوابه صخر بن عبد الله بن حرملة (قلت) وهو كذلك، فقد جاء فى الخلاصة صخر بن

ص: 151

-[ما جاء في كيد بعضهن له واحتماله ايذاءهن وعفوه عنهن]-

طريق ثان) (1) عن أبى سلمة قال قالت عائشة إن رسول الله احنى (2) علىّ فقال انكن لأهم ما أترك إلىّ وراء ظهرى، والله لا يعطف عليكن (3) إلا الصابرون أو الصادقون (باب ما جاء فى كيد بعضهن له واحتماله إيذاءهن وعفوه عنهن وتواضعه فى بيته صلى الله عليه وسلم (عن عائشة رضى الله عنها)(4) قالت كان رسول الله يحب الحلوى ويحب العسل وكان إذا صلى العصر دار على نسائه فيدنوا منهن، فدخل عن حفصة فاحتبس عندها أكثر مما كان يحتبس فسألت عن ذلك فقيل لى (5) اهدت لها امرأة من قومها عكة عسل فسقت رسول الله صلى الله عليه وسلم منه فقلت أما (6) والله لنحتالنّ له (7) فذكرت ذلك لسودة وقلت إذا دخل عليك فانه سيدنو منك، فقولى له يا رسول الله اكلت مغافر؟ (8) فانه سيقول لك لا، فقولى له ما هذه الريح؟ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتد عليه ان يوجد منه ريح، فانه سيقول لك سقتنى حفصة شربة عسل، فقولى جرست (9) نحله العرفط، وسأقول له ذلك فقولى له أنت يا صفية (10) فلما دخل على سودة قالت سودة والذى لا آله هو لقد كدت أن ابادله بالذى قلت لى وإنه لعلى الباب فرقا (11) منك، فلما دنا رسول الله قلت يا رسول الله اكلت مغافر؟ قال لا، قلت فما هذا الريح؟ قال سقتنى حفصة شربة عسل، قلت جرست نحله العرنط فلما دخل على قلت له مثل ذلك؛ ثم دخل على صفية قالت له مثل ذلك، فلما دخل على حفصة قالت يا رسول الله ألا أسقيك منه؟ قال لا حاجة لى به قالت (13) تقول سودة سبحان الله لقد حرمناه (14) قلت لها اسكتي (15)

عبد الله بن حرملة المدلجى الحجازى عن أبى سلمة وعمر بن عبد العزيز، وعنه بكر بن مضر قال النسائى صالح (1)(سنده) حدّثنا عفان قال ثنا أبو عوانة عن عمر بن أبى سلمة عن أبى سلمة قال قالت عائشة الخ (2) أى أكب علىّ وأشفق (3) أى لا يعطف ويشفق عليكن إلا المتصفون بالصبر أو الصادقون فى إيمانهم وأو للشك من الراوى يشك هل قال إلا الصابرون أو قال إلا الصادقون والله أعلم (تخريجه) لم أقف على من أخرجه بهذا السياق سوى الامام أحمد وسند الطريق الأولى حسن وسند الطريق الثانية صحيح ورجاله من رجال الصحيحين (باب)(4)(سنده) حدّثنا أبو أسامة قال أنا هشام عن أبيه عن عائشة الخ (غريبه)(5) فى حديث ابن عباس أن عائشة قالت لجويرية حبشية عندها يقال لها خضراء إذا دخل على حفصة فادخلى عليها فانظرى ماذا يصنع؛ فقالت اهدت لها الخ بفتح الهمزة وتخفيف الميم (7) أى لأجله (8) جاء فى رواية البخارى مغافر بياء تحتيه بعد الفاء وكلاهما جائز، قال فى القاموس والمغافر والمغائير (يعنى بالمثلثة بدل الفاء) الواحدة مغفر كمنبراه، (وقال ابن قتسية) هو صمغ حلو، له رائحة كريهة؛ (وذكر البخارى) أنه شبيه بالصمغ يكون فى الرمث بكسر الراء وسكون الميم بعدها مثلثة من الشجر التى ترعاها الابل (9) بفتحات أى رعت (نحله) أى نحل هذا العسل الذى شربته (العرفط) بضم العين المهملة والفاء بينهما راء ساكنة آخره طاء مهملة الشحر الذى صمغه المغافر (10) أى مثل ذلك (11) بفتح الفاء والراء أى خوفا منك (12) أى شجر المغافر أو المغافير (13) انما قال ذلك صلى الله عليه وسلم لما وقع من توارد النسوة الثلاث على أنه نشأت له من شربه ريح كريهة فتركه حسما للمادة (14) بتخفيف الراء أى منعناه صلى الله عليه وسلم من العسل (15) أى لئلا يفشو ذلك فيظهر ما دبرته لحفصة، هذا منها على

ص: 152

-[تتمه في ذكر أعمامه وعماته صلى الله عليه وسلم]-

(عن أنس)(1) قال أقيمت الصلاة وقد كان بين النبى صلى الله عليه وسلم وبين نسائه شئ (2) فجعل يرد بعضهن عن بعض، فجاء أبو بكر فقال احث يا رسول الله فى أفواههن التراب (3) واخرج إلى الصلاة (عن الأسود)(4) قال قلت لعائشة ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع فى أهله؟ قالت كان فى مهنة أهله (5) فاذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة

مقتضى طبيعة النساء فى الغيرة وليس بكبيرة بل صغيرة معفو عنها مكفرة والله أعلم (تخريجه)(ق. وغيرهما)(1)(سنده) حدّثنا ابن أبى عدى عن حميد عن أنس (يعنى ابن مالك)(غريبه)(2) هذا الشيء هو كونه صلى الله عليه وسلم جعل يرد بعضهن عن بعض لأنهن تشاجرن كما يحصل عادة بين الضرائر وكان صلى الله عليه وسلم يحب التوفيق بينهن وقد أقيمت وهو مشغول بذلك (3) أى أرمى التراب فى أفواههن حتى لا يتكلمن ولكنه صلى الله عليه وسلم كان حليما حسن الخلق صبورا على الملمات فلم يفعل ما ذكره أبو بكر بل وفق بينهن ثم خرج إلى الصلاة صلى الله عليه وسلم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد وسنده صحيح ورجاله من رجال الصحيحين (4)(سنده) حدّثنا يحيى عن شعبة قال حدّثنى الحكم عن ابراهيم عن الأسود الخ (غريبه)(5) اى يشاركهن فيما يجب عمله فى البيت (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد وسنده صحيح ورجاله كلهم ثقات صلى الله عليه وسلم

-------------------------------

(تتمه في ذكر أعمامه وعماته صلى الله عليه وسلم قال الامام الفقيه عماد الدين يحيى بن أبى بكر العامرى فى كتابه بهجة المحافل (فصل ذكر الأعمام والعمات) قال ولم يذكر أحد له صلى الله عليه وسلم خالة ولا خالات ولا إخوة، وكان عمومته صلى الله عليه وسلم احد عشر ذكرا وست نسوة (أولاهم بالذكر) أوّلا أسد الله وأسد رسوله وأخوه من الرضاعة أبو يعلى، ويقيل أبو عمارة حمزة بن عبد المطلب، أسلم قديما وعز الاسلام باسلامه وشهد بدرا وأبلى فيها، واستشهد باحُد، وذكر مصعب الزبيرى أنه كان له ابن يسمى يعلى الذى كنى به أعقب ابنه هذا خمسة من البنين ثم انقرضوا، وذكر غيره أن له ابنة اسمها عمارة كنيى بها أيضا وجرى ذكرها فى العتق فى سنن الدارقطنى ولها قصة، وابنته أمامة وهى التى جرى ذكرها فى عمرة القضاء وتنازع فيها على وجعفر وزيد، وقيل للنبى ص ألا تتزوج بنتا لحمزة الخ (ثانيهم) أبو الفضل العباس كان أسن من النبى صلى الله عليه وسلم بثلاث سنين، أسلم يوم بدر وقيل لم يتعين وقت إسلامه لأنه كان من أول أمره مسددا مقاربا، شهد مع النبى صلى الله عليه وسلم وهد له العقد مع الأنصار، ولما أسلم استأذن النبى صلى الله عليه وسلم فى الهجرة فقال له مقامك بمكة خير لك، فكان عونا للمستضعفين من المسلمين، وكان يكتب الى النبى صلى الله عليه وسلم بأخبار المشركين، ثم لقى النبى مهاجرا فى سفر الفتح فرجع معه فشهد معه الفتح وحمينا وأبل فيها. وكان النبى صلى الله عليه وسلم يعظمه ويبجله، وكذلك الخلفاء من بعده: مات سنة اثنتين وثلاثين فى خلافة عمر بعد أن كف بصره، وكان له من الولد عشرة بنين وثلاث بنات، وعدّ من الصحابة منهم الفضل وعبد الله بالطائف، وعبيد الله بالمدينة، وقثم بسمرقند، ومعبد بافريقية، رضى الله عنهم أجمعين (ثالثهم أبو طالب) واسمه عبد مناف وهو أخو عبد الله أبى النبى صلى الله عليه وسلم لأمه وأختهما عاتكة أمهم فاطمة بنت عمرو المخزومية، وله من الولد طالب وعقيل وجعفر وعل، كلهم صحابيون الا طالبا اختطفه الجن فذهب ولم يعلم اسلامه، وقيل ومن العجائب أن بين كل واحد منهم وبين أخيه فى السن عشر سنين، وكان له من البنات أم هانيء

ص: 153

-[(تابع للشرح) ما جاء فى أعمامه صلى الله عليه وسلم وعماته واخواله وخالاته]-

.....

واسمها فاخته وقيل هند، وذكر من بناته أيضا جمانة والله أعلم (رابعهم الحارث) وهو أكبرهم فى السن وإنما قدمت حمزة والعباس عليه لشرف الاسلام وقدمت أبا طالب لشرف كفالة النبى صلى الله عليه وسلم، ولا مزية لبقيتهم، ومن ولد الحارث أبو سفيان أسلم فى سفر الفتح وحسن إسلامه وعاد يمدح النبى صلى الله عليه وسلم بعد أن كان يهجوه ولم يكن له عقب، ونوفل بن الحارث أسلم أيام الخندق وهاجر وله عقب، وعبد شمس بن الحارث وسماه النبى صلى الله عليه وسلم عبد لله، عقبه بالشام (خامسهم قثم بن عبد المطلب) مات صغيرا وهو أخو الحارث لأمه (سادسهم الزبير) وكان من أشرف قريش وهو الذى سعى فى حلف الفضول وابنه عبد الله بن الزبير شهد حنينا وثبت يومئذ، واستشهد باجنادين، وجد إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتل، ومن ولده ضياعة بنت الزبير صحابية وأم الحكم لها صحبة ورواية (سابعهم عبد الكعبة)(ثامنهم الغيداق) سمى بذلك لسخائه وجوده (تاسعهم حجل) واسمه المغيرة (عاشرهم ضرار) أخو العباس لمه (الحادى عر أبو لهب) واسمه عبد العزى، كنى بابى لهب لحسن وجهه، وكان من أسوء أهل بيت النبى صلى الله عليه وسلم حالا فيه، وكفاه من الذم ما ورد فى حقه فى التنزيل، ومن أولاد أبى لهب عتبة ومعتب ثبتا مع النبى يوم حنين، ودرة صحابية أيضا، وأما عتبية فقتله الأسد بالزوراء من أرض الشام على كفرده بدعوة النبى صلى الله عليه وسلم (وأما العمات فست)(أولاهن صفية) أم الزبير وهى أخت حمزة رضى الله تبارك وتعالى عنهما لأمه أسلمت وهاجرت وتوفيت بالمدينة فى خلافة عمر (ثانيهن علتكة) اختلف فى اسلامها هى صاحبة الرؤيا فى يوم بدر وكانت عند أبى أمية المخزومى فولدت له أم المؤمنين أم سلمة وعبد الله، له صحبة؛ وزهيرا، وقريبة الكبرى (ثالثتهن أروى) وكانت تحت عمير بن وهب العبدرى فولدت له طليب بن عمير، وكان من المهاجرين الأولين شهد بدرا واستشهد باجنادين ولا ولد له (رابعتهن أميمة) كانت تحت جحش بن رباب فولدت له زينب أم المؤمنين وعبد الله واستشهد بأحد ودفن مع خاله حمزة: وأبا أحمد الأعمى الشاعر وأم حبيبة وحمنة كلهم لهم صحبة، وعبيد الله اسلم ثم تنصر بالحبشة ومات بها (خامستهن برة) وكانت عند عبد الأشهل بن هلال المخزومى فولدت له أبا سلمة زوج أم سلمة قبل النبى صلى الله عليه وسلم (سادستهن ام حكيم) واسمها البيضاء وهى توأمه عبد الله ابى النبى صلى الله عليه وسلم وكانت عند كريز بن ربيعة العشمى فولدت له اروى بنت كريز ام عثمان بن عفان رضى الله عنهم أجمعين أهـ (قلت) وتقدم ذكر مرضعاته واخوته من الرضاعة فى باب ما جاء فى ذكر رضاعه صلى الله عليه وسلم ومراضعه وحواضنه فى الجزء العشرين ص 190 فارجع اليه والله الموفق (استدراك) جاء فى اول هذه التتمة لصاحب بهجة المحافل انه قال ولم يذكر له صلى الله عليه وسلم خالة ولا خالات ولعل صوابه خالا ولا خالات فالله أعلم

------------------------------

(قلت قال العلامة الزرقانى فى شرح المواهب) لم يذكر المصنف اخواله صلى الله عليه وسلم، وقد روى ابن شاهين عن عائشة ان الأسود بن وهب خال النبى صلى الله عليه وسلم استأذن عليه فقال يا خال ادخل فبسط له رداءه، وروى ابن الأعرابى فى معجمه عن عبد الله بن عمرو قال صلى الله عليه وسلم لخاله الأسود بن وهب ألا أعلمك كلمات من يرد الله به خيراً يعلمهن إياه ثم لا ينسيه ابدا؟ قال بلى يا رسول الله، قال قل اللهم إنى ضعيف فقوّ فى رضاك ضعفى، وخذ لى الخير بناصيتى واجعل الاسلام منتهى راضى، وروى الخرائطى بسند ضعيف عن عمير ابن وهب خال النبى صلى الله عليه وسلم انه قدم عليه فبسط له رداءه وقال الخال والد (قال الحافظ فى الإصابة) وهذه القصة للأسود بن وهب فلعلها وقعت له ولأخيه عمير أهـ وخاله ايضا عبد يغوث بن وهب والد الأسود

ص: 154

-[ما جاء في ذكر بعض خدمه الاحرار صلى الله عليه وسلم]-

(باب ما جاء فى ذكر بعض خدمه صلى الله عليه وسلم منهم أنس بن مالك رضى الله عنه)(عن أنس بن مالك رضى الله عنه) قال خدمت النبى صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم عشر سنوات فما أمرنى بامر فتوانيت عنه الحديث (عن جبير بن نفير) عن عقبة بن عامر رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهديت اليه بغلة شهباء فركبها فاخذ عقبة يقودها له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعقبة اقرأ يا رسول الله؟ قال النبى صلى الله عليه وسلم اقرأ قل أعوذ برب الفلق الحديث (ومنهم عبد الله بن مسعود وأمه رضى الله عنهما)(عن عبد الله) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذنك علىّ أن يرفع الحجاب وأن تستمع بسوادى حتى انهاك قال أبو عبد الرحمن قال ابو عبد الرحمن قال أبى بسوادى سرى، قال اذن له أن يسمع سره

الذي كان المستهزئين، وذكر ابو موسى المدينى فى الصحابة ذريعة بنت وهب الزهرية فقال رفعها صلى الله عليه وسلم وقال من اراد ان ينظر إلى خالة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلينظر إلى هذه (وروى أبو يعلى) عن ابن عمر انه صلى الله عليه وسلم اعطى خالته غلاما فقال لا تجعليه قصابا ولا حجاما ولا صائغاً (وروى الطبرانى عن جابر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهبت خالتى فاخته بنت عمر وغلاما وامرتها ان لا تجعله جازراً ولا صائغاً ولا حجاماً والله اعلم أهـ (قلت) هذا الحديث جاء عند الامام احمد عن عمر الخطاب وتقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب ما جاء فى كسب الحجام الخ من كتاب البيوع والكسب فى الجزء الخامس عشر ص 14 رقم 42 فارجع اليه والله الموفق (باب)(1)(عن اني بن مالك الخ) هذا طرف من حديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب ما جاء فى خلقه العظيم صلى الله عليه وسلم فى هذا الجزء ص 20 بعد رقم 657 (2)(عن جبير بن نفير الخ) هذا طرف من حديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب فضل سورة الفلق وتفسيرها فى الجزء الثامن عشر ص 253 رقم 548 (3)(سنده) حدّثنا وكيع حدثنا سفيان عن الحسن بن عبيد الله عن ابراهيم بن سويد عن عبد الله (يعنى ابن مسعود الخ)(غريبه)(4) معناه إذا وجدت الحجاب مرفوعاً فادخل بغير استئذان، وان كان الحجاب مرخيا فلا تدخل إلا إذا استادنت (5) السواد بكسر السين المهملة هو السر كما فسره الامام أحمد فى آخر الحديث (قال النووى) رضى الله عنه اتفق العلماء على أن المراد به السرار بكسر السين وبالراء المكررة وهو السر والمسارر، يقال ساررت الرجل مساررة إذا ساررته، قالوا وهو مأخوذ من إدناء سوادك من سواده عند المساررة أى شخصك من شخصية والسواد اسم لكل شخص، وفيه دليل لجواز اعتماد العلامة فى الاذن فى الدخول للناس عامة، أو الطائفة خاصة، أو الشخص، أو جعل علامة غير ذلك جاز اعتمادها والدخول اذا وجدت بغير استئذان، وكذا إذا جعل الرجل ذلك علامة بينه وبين حرمه ومماليكه وكبار أولاده وأهله فمتى ارخى حجابه فلا دخول عليه إلا باستئذان، فإذا رفعه جاز بلا استئذان والله أعلم أهـ (تخريجه)(م جه) والبخارى فى تاريخه الكبير (تتمه) جاء فى بهجة المحافل ذكر خدمه صلى الله عليه وسلم من الأحرار وهم احد عشر، أولهم وأولاهم بالذكر أنس بن مالك) رضى الله عنه (وهند وأسماء) أبناء حارثة الأسلميان (وربيعة بن كعب الأسلمى) وكان من أصحاب الصفة (وعبد الله بن مسعود) وكان صاحب نعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام البسه اياهما وإذا جلس جعلهما فى ذراعيه حتى يقوم، وكذلك

ص: 155

-[ما جاء في ذكر بعض مواليه صلى الله عليه وسلم]-

(باب ما جاء فى ذكر بعض مواليه صلى الله عليه وسلم (فمنهم سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن سفينة ابى عبد الرحمان)(1) قال اعتقتنى ام سلمة (2) واشترطت على ان اخدم النبى صلى الله عليه وسلم ما عاش (ومنهم سلمان الفارسى رضى الله عنه)(عن بريدة الأسلمى)(3) من حديث طويل ان سلمان الفارسى رضى الله عنه نظر الى الخاتم الذى على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فآمن به وكان لليهود فاشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا وكذا الحديث (ومنهم ابو رافع مولى رسول الله)(عن ابن رافع عن أبيه)(4) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا من بنى مخزوم (5) على الصدقة فقال لأبى رافع تصحبنى كيما نصيب منها؟ قال لا حتى آتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فقال الصدقة لا تحل لنا وإن مولى القوم من أنفسهم (6)(ومنهم مهران أو ميمون مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم (7)(عن عطاء بن السائب) قال اتيت أم كلثوم ابنة على بشئ من الصدقة فردتها وقالت حدّثنى مولى للنبى صلى الله عليه وسلم

كان يخبأ له سواكه حتى يحتاجه (وفى الصحيحين عن أبى موسى الأشعرى) قال قدمت المدينة أنا وأخى من اليمن فمكثنا حينا ما نرى ابن مسعود وأمه الا من أهل بيت النبى صلى الله عليه وسلم من كثرة دخوله ودخول أمه على رسول الله صلى الله عليه وسلم (وعقبة بن عامر الجهنى) كان صاحب بغل النبى صلى الله عليه وسلم يراعيه ويقود به فى الأسفار (وبلال بن رباح) ويقال أيضا ابن حمامة وهى أمه اشتراه أبو بكر حين كان يعذب فى الله واعتقه فخدم النبى صلى الله عليه وسلم ولازمه حضرا وسفرا وتولى الأذان، وهو أول من أذن فى الاسلام، وكان المؤذنون سواه ابن أم مكتوم وأبا محذورة (ويعد) مولى أبى بكر ذو مخمر، ويقال ذو مخبر بن أخى النجاشى وقيل ابن أخته (وبكير بن شداخ الليثى)(وأبو ذر) الغفارى رضى الله عنهم أجمعين (باب)(1)(سنده) حدّثنا ابو كامل ثنا جماد بن سلمة ثنا سعيد بن جهمان عن سفينة ابى عبد الرحمن الخ (قلت) سبب. تسميته ما جاء فى رواية اخرى عن سعيد بن جهمان ايضا وستأتى هذه الرواية فى مناقب سفينة؟ من كتاب المناقب أنه قال لسفينة ما اسمك؟ قال ما أنا بمخبرك، سمانى رسول الله صلى الله عليه وسلم سفينة قلت ولم سماك سفينة؟ قال خرج رسول الله ومعه أصحابه فثقل عليهم متاعهم فقال لى ابسط كساءك فبسطته، فجعلوا فيه متاعهم ثم حملوا علىّ فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم أحمل فانما أنت سفينة، فلو حملت يومئذ وقر بعير أو بعيرين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو ستة أو سبعة لا يقل على إلا أن يخفقوا (2) قال العلماء هو مولى أم سلمة باعتبار أنها أعتقته، ومولى رسول الله صلى الله عليه وسلم باعتبار أنها أعتقته، ومولى رسول الله صلى الله عليه وسلم باعتبار شرطها وخدمته للنبى صلى الله عليه وسلم، وكان من أبناء فارس، وقيل من مولدى العرب (تخريجه) أخرجه ايضا ابن ابى حاتم وسنده جيد (3) (عن بريدة الأسلمى) هذا طرف من حديث طويل جدا سيأتى بطوله وينده وشرحه فى مناقب سلمان الفارسى من كتاب مناقب الصحابة ان شاء الله تعالى (4) (سنده) حدّثنا محمد بن جعفر وبهز قالا ثنا شعبة عن الحكم عن ابن ابى رافع عن ابيه الخ (غريبه) (5) قال المنذرى وهذا الرجل الذى بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأرقم بن الأرقم المخزومى بين ذلك الخطيب والنسائى وكان من المهاجرين الأولين وكنيته لأبو عبد الله: وأبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه ابراهيم وقيل أسلم وقيل ثابت وقيل هرمز أهـ وكان للعباس فوهبه للنبى صلى الله عليه وسلم تحرم عليهم الصدقة كما تحرم على أهل بيته (تخريجه)(د مذنس) وصححه الترمذى وأخرجه أيضا (خزحب) وصححاه (7)(عن عطاء بن السائب الخ) هذا الحديث

ص: 156

-[قصته صلى الله عليه وسلم مع ابى مويههة خادمه وما جمعه العلامة القسطلانى من ذكر مواليه]-

يقال له مهران (وفى رواية أخبرنى مهران أو ميمون مولى النبى صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة، ومولى القوم منهم (عن سلمة بن الأكوع)(1) قال كان للنبى صلى الله عليه وسلم غلام يسمى رباحا (2)(ومنهم أبو مويهبة المزنى مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن ابى مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم (3) قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلى على أهل البقيع فصلى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات، فلما كانت الليلة الثانية قال يا أبا مويهبة اسرج لى دابتى، قال فركب ومشيت حتى انتهى اليهم، فنزل عن دابته وأمسكت الدابة ووقف عليهم أو قال قام عليهم، فقال ليهنكم ما أنتم فيه الحديث (باب ما جاء فى كتبه وكتابه وفيه فصول)(الفصل الأول فى كتبه إلى ملوك الكفار وغيرهم)(عن جابر)(4) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول العبد مع من أحب (5) وكتب رسول الله

تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب تحريم الصدقة على بنى هاشم وأزواجهم ومواليهم من كتاب الزكاة فى الجزء التاسع ص 80 رقم 121 (1)(سنده) حدثنا وكيع قال ثنا عكرمة بن عمار عن أناس بن سلمة عن أبيه (يعنى سلمة بن الأكوع الخ)(غريبه)(2) قال الحافظ فى الإصابة رباح مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثبت ذكره فى الصحيحين من حديث عمر فى قصة اعتزال النبى صلى الله عليه وسلم نساءه (قلت) وعند الامام أحمد أيضا وتقدم فى سورة التحريم فى الجزء الثامن عشر ص 312 رقم 474 قال (يعنى عمر رضى الله عنه) فجئت إلى المشربة التى هو فيها فقلت يا رباح استأذن لى، سماه مسلم فى روايته، وفى مسلم أيضا من حديث سلمة بت أكوع الطويل قال وكان للنبى صلى الله عليه وسلم غلام اسمه رباح (قلت) قال العلماء كان رباح أسود نوبى (تخريجه)(م. وغيره)(3)(عن أبى مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ) هذا الحديث فيه التصريح بأن مويهبة كان مولى للنبى صلى الله عليه وسلم وهو طرف من حديث طويل تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب ما جاء فى ابتداء مرضه صلى الله عليه وسلم وموته فى الجزء الحادى والعشرين ص 222 رقم 474 (قال الحافظ فى الاصابة) أبو مويهبة ويقال أبو موهبة وابو موهوبة هو قول الواقدى مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال البلاذرى كان من مولدى مزينة وشهد غزوة المريسيع وكان ممن يقود لعائشة جملها، روى عنه عبد الله بن عمرو بن العاص وهو من اقرانه أهـ، بإختصار، هذا وليس ما ذكر فى هذا الباب كل مواليه صلى الله عليه وسلم فقد جاء ذكر كثير منهم عند الإمام أحمد تقدم ذكرهم فى أبواب متفرقة للمناسبة (وقد جمع العلامة القسطلانى فى المواهب كثيراً منهم) فقال رحمه الله: أما مواليه صلى الله عليه وسلم فمنهم أسامة وأبوه زيد بن حارثة حب رسول الله وثوبان وأبو كبشة أوس وشقران واسمه صالح الحبشى ورباح الأسود النوبى وكان يأذن عليه احيانا إذا انفرد ويسار الراعى وزيد أبو يسار ومدعم (بوزن منبر) عبد أسود وأبو رافع ورفاعة بن زيد الجذامى وسفينة وما بور القبطى ووواقد وأبو واقدوا نجشة الحادى وسلمان الفارسى وشمعون بن زيد وابو ريحانه وابو بكرة نفيع بن الحارث (ومن النساء) ام ايمن الحبشية وسلمى ام رافع زوج ابى رافع ومارية وريحانة وقيصر اخت مارية وغير ذلك، قال ابن الجوزى مواليه ثلاثة واربعون واماؤه احدى عشرة رضى الله عنهم أجمعين أهـ (باب)(4)(سنده) حدّثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا ابو الزبير عن جابر (يعنى ابن عبد الله الخ)(غريبه)(5) أى يحشر يوم القيامة مع من احب (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه أحمد والطبراني

ص: 157

-[ما جاء في كتبه صلى الله عليه وسلم الى الكفار وغيرهم]-

صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت إلى كسرى وقيصر وإلى كل جبار (حدثنا يونس وحسين)(1) قال ثنا شيبان عن قتادة قال وحدث كرثد بن ظبيان قال جاءنا كتاب من رسول الله صلى الله عليه وسلم فما وجدنا له كاتبا يقرؤه علينا حتى قرأه رجل من بنى ضبيعة، من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبى بكر بن وائل أسلموا تسلموا (حدثنا إسماعيل)(2) ثنا الجريرى عن أبى العلاء بن الشخير قال كنت مع مطرِّف فى سوق الابل فجاءه اعرابى معه قطعة اديم (3) أو جراب فقال من يقرأ أو فيكم من يقرأ؟ قلت نعم، فأخذته فاذا فيه (بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لبنى زهير ابن أقيش حيى من عكل انهم ان شهدوا أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله (4) وفارقوا المشركين وأقروا بالخمس فى غنائمهم وسهم النبى وصفية (5) فانهم آمنون بأمان الله ورسوله، فقال له بعض القوم هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا تحدثناه؟ قال نعم، قالوا فحدثنا رحمك الله، قال سمعته يقول من سرّه أن يذهب كثير من وحر (6) صدره فليصم شهر الصبر (7) أو ثلاثة أيام من كل شهر، فقال له القوم أو بعضهم أأنت سمعت هذا ن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال ألا أراكم تتهمونى أن أكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال اسماعيل مرة تخافون، والله لا حدثتكم حديثاً

في الأوسط اسناد أحمد حسن (1)(حدثنا يونس وحسين الخ)(تخريجه) اخرجه البغوى وابن السكن وسنده جيد (قال الحافظ) فى الإصابة مرثد بن ظبيان بن سلمة بن لوذان بن عوف بن سدوس الشيبانى ثم السدوسى ذكره ابن السكن فى الصحابة واخرج له من طريق عمر بن احيحة حدّثنى بحير بن حاجب ابن يونس بن شهاب بن زهير بن مذعور بن ظبيان حدّثنى أبى عن ابيه عن جده أن مرثد بن ظبيان هاجر إلى رسول الله وشهد معه يوم حنين وكتب معه كتاباً إلى بكر بن وائل وكساه حلتين فلم يوجد أحد يقرأ إلا رجل من ضبيعة فسموا بنى الكاتب، قال ابن السكن وهو غير معروف فى الصحابة أهـ (قال الحافظ) قلت وقد أخرج أحمد والبغوى من طريق قتادة عن مضارب بن حرب العجلى قال حدث مرثد بن ظبيان قال جاءنا كتاب النبى فما وجدنا من يقرؤه حتى قرأه رجل من بنى ضبيعة (من محمد رسول الله إلى بكر بن وائل اسلموا تسلموا) فانهم ليسمون بنى الكاتب ابن السكن معلقا وقال هو مرسل أهـ (وأخرج خليفة بن خياط) فى تاريخه وقال عن محمد بن سواء عن قرة بن خالد عن مضارب أن النبى وهب سبى بكر بن وائل لمرثد بن ظبيان وهكذا أخرجه البغوى بلاغا عن خليفة أهـ من الاصابة (2)(حدثنا اسماعيل الخ)(قلت) اسماعيل هو ابن اراهيم بن مقيم الأسدى القرشى مولاهم أبو بشر البصرى بن علية وهى أنه مولاة لبنى أسد بن خزيمة أيضا الحافظ احد الأئمة الأعلام روى عنه الامام احمد وابنراهوية وعلى بن حجر وخلق كثير، قال شعبة بن علية ريحانة الفقهاء وقال الامام أحمد اليه المنتهى فى التثت (غريبه)(3) أى جلد أو جراب بكسر الجيم (4) لم يذكر الشهادتين فى الطريق الثانية وزاد فيها إنكم أن أقمتم الصلاة وأتيتم الزكاة وفارقتم المشركين الخ (5) الصفى ما كان يأخذه رئيس الجيش ويختاره لنفسه من الغنيمة قبل القسمة ويقال الا السفينة والجمع الصفايا (نه)(6) بفتح الواو والحاء المهملة بعدها راء هو غشه وحقده ووساوسه (7) يعنى رمضان وسمى شهر الصبر لأن الصائم يحبس نفسه عن

ص: 158

-[كتابه صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وتمزيقه الكتاب ودعاء النبى صلى الله عليه وسلم عليهم بان يمزقوا كل ممزق وقد كان]-

سائر اليوم (1) ثم انطلق (ومن طريق ثان) فدشنا روح بن عبادة ثنا قرة بن خالد قال سمعت زيد بن عبد الله بن الشخير قال كنا بالمربد (2) جلوسا فأتى علينا رجل من أهل البادية فذكر نحوه (يعنى نحو حديث الجريرى المتقدم)(عن ابن عباس)(3) قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حذافة بكتابه إلى كسرى (4) قال فدفعه الى عظيم البحرين يدفعه عظيم البحرين الى كسرى، قال يعقوب فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى فلما قرأه مزقه، قال ابن شهاب (5) فحسبت ابن المسيب قال فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يمزقوا كل ممزق (6)(عن أبى هريرة)(7) أن النبى صلى الله عليه وسلم قال إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا

شهواتها وحبس النفس عما تشتهى هو معنى الصبر (1) معناه أنه غضب من اتهامهم اياه وأقسم أنه لا يحدثهم حديثا بعد ذلك بقية اليوم ثم انصرف (2) المربد بكسر الميم وفتح الموحدة الموضع الذى تحبس فيه الإبل والغنم، من ربد بالمكان إذا أقام فيه، وربده إذا حبسه، وبه سمى مربد المدينة والبصرة (تخريجه) أورده المنذرى عن ابن عباس وقال رواه البزار ورجاله رجال الصحيح، قال ورواه أحمد وابن حبان فى صحيحه والبيهقى الثلاثة من حديث الأعرابى ولم يسموه، ورواه البزار من حديث على أهـ (قلت) وسنده عند الامام أحمد صحيح (3) (سنده) حدّثنا سليمان بن داود الهاشمى حدثنا ابراهيم ابن سعد قال حدّثنى صالح بن كيسان وابن اخى ابن شهاب كلاهما عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن ابن عباس: ويعقوب قال حدّثنى أبى عن صالح قال ابن شهاب اخبرنى عبيد الله بن عبد الله أن ابن عباس أخبره قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حذافة الخ (قلت) روى الامام احمد رحمه الله هذا الحديث باسنادين، الأول قال حدثنا سليمان بن داود إلى قوله عن ابن عباس؛ والثانى من قوله ويعقوب يعنى وحدثنا يعقوب إلى قوله ان ابن عباس اخبره الى آخر الحديث (غريبه)(4) اسم كسرى ابروين بفتح الراء وكسرها بن هرمز بن أنو شروان الكبير المشهور الذى بنى الأيوان وملك ثمانيا وأربعين سنة (5) هذه الجملة من قوله قال ابن شهاب إلى آخر الحديث مرسلة كما قال الحافظ عنها، قال وقع فى الطرق مرسلا، ويحتمل أن يكون ابن المسيب سمعه من عبد الله ابن حذافة صاحب القصة، فإن ابن سعد ذكر من حديثه أنه قال فقرأ عليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذه فمزقه (6) اى يتفرقوا ويتقطعوا فاستجاب الله لرسوله فسلط الله على ابرويز ابنه شيرويه فقلته ثم قتل اخوته، وكان ابوه لما علم ان ابنه يقتله احتال على قتل ابنه بعد موته فعمل فى بعض خزانته المختصة به حقا مسموماً وكتب عليه حق الجماع، من تناول منه كذا جامع كذا، فقرأه شيرويه فتناول منه، فهلك بعد ابيه بستة أشهر ولم يخلق ذكراه، فملكوا اخته بوران بم الموحدة، ذكره ابن قييبة فى المعلوف ثم ملكوا اختها ازد ميدخت كما ذكره الطبرى فجرّ ذلك إلى ذهاب ملكهم ومزقوا كما دعا به صلى الله عليه وسلم ذكره الحافظ فى الفتح، ولذلك لما بلغ النبى صلى الله عليه وسلم انهم ملكوا عليهم امرأة قال (لنيفلح قوم وّلوَّا أمرهم امراة) وسيأتى هذا الحديث فى باب المنع من امارة المرأة والصبى من كتاب الخلافة والامارة ان شاء الله تعالى (تخريجه)(خ)(7)(سنده) حدّثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن

ص: 159

-[كتبه صلى الله عليه لبعض المسلمين بالوصية]-

قيصر بعده (1) والذى نفس محمد بيده لتنفقن كنوزهما فى سبيل الله (حدثنا حسين)(2) ثنا أبو أوس ثنا كثير ين عبد الله بن عمرو بن عوف المزنى عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقطع بلال بن الحرث المزنى من معادن القبلية جليسيَّها وغوريَّها وحيث يصلح للزرع من قدسٍ ولم يعطه حق مسلم كتب له النبى صلى الله عليه وسلم (بسم الله الرحمن الرحيم) هذا ما أعطى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بلال بن الحرث المزنى أعطاه معادن القبلية جليسيها وغوريها وحيث يصلح للزرع من قدسٍ ولم يعطه حق مسلم (عن الحرث بن مسلم بن الحرث التميمى عن أبيه)(3) أن النبى صلى الله عليه وسلم كتب له كتابا بالوصاة له إلى من بعده من ولاة الأمر وختم عليه (عن أبى ثعلبة الخشنى)(4) قال أنيت النبى صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول اكتب لى بأرض كذا وكذا بأرض الشام لم يظهر عليها النهى صلى الله عليه وسلم حينئذ (5) فقال النبى صلى الله عليه وسلم ألا تسمعون إلى ما يقول هذا (6) فقال أبو ثعلبة والذى نفسى بيده لتظهرن عليها (7) قال فكتب له بها (8)، قال قلت يا رسول الله ان ارضنا أرض صيد فارسل كلبى المكلب وكلبى الذى ليس بمكلب (9) قال ان أرسلت كلبك وسميت فكل ما أمسك عليه كلبك المكلب وان قتل، وان أرسلت كلبك الذى ليس بمكلب فأدركت ذكاته فكل، وكل ما ردّ عليك سهمك وان قتل وسم الله، قال قلت يا نبى الله أن أرضنا أرض أهل كتاب وإنهم يأكلون لحم الخنزير ويشربون الخمر فكيف أصنع بآنيتهم وقدورهم؟ قال ان لم تجدوا غيرها فار حضوها واطبخوا قيها واشربوا، قال قلت يا رسول الله ما يحل لنا مما يحرم علينا؟ قال

أبي هريرة الخ (غريبه)(1) قال النووى رحمه الله قال الشافعى وسائر العلماء معناه لا يكون كسرى بالعراق ولا قيصر بالشام كما كان فى زمنه صلى الله عليه وسلم فعلمنا صلى الله عليه وسلم بانقطاع ملكهما فى هذين الاقليمين فكان كما قال صلى الله عليه وسلم (قاما كسرى) فانقطع ملكه وزال بالكلية من جميع الأرض وتمزق ملكه كل ممزق واضمحل بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، (وأما قيصر) فانهزم من الشام ودخل أقاصى بلاده فافتتح المسلمون بلادهما واستقرت للمسلمين ولله الحمد، وأنفق المسلمون كنوزهما فى سبيل الله كما أخبر صلى الله عليه وسلم وهذه معجزات ظاهره (تخريجه) ق. مذ) (2)(حدّثنا حسين الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب اقطاع المعادن من كتاب إحياء الموات فى الجزء الخامس عشر ص 138 رقم 426 فارجع اليه (3)(سنده) حدّثنا على بن بحر قال ثنا الوليد بن مسلم ثنا عبد الرحمن بن حسان الكنانى عن الحارث ابن مسلم بن الحارث التميمى عن أبيه الخ (تخريجه) أخرجه البخارى من التاريخ وهو حديث صحيح ورجاله كلهم ثقات (4)(سنده) حدّثنا عبد الرازق ثنا معمر عن أيوب عن أبى قلابة عن ابى تعلبه الخشنى الخ (غريبه)(5) أى لم يتملكها بحرب أو صلح (6) انما قال النبى صلى الله عليه وسلم ذلك تعجبا من كون أبى ثعلبة يطلب منه شيئاً لا يملكه (7) أقسم أبو ثعلبة بالله أنه سيئول ملكها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ألهمه الله ذلك (8) يحتمل أن يكون صلى الله عليه وسلم كتب له بها فى الحال ولابد أن يكون ذلك بوحى من الله عز وجل، أو يكون كتب له بها بعد ظهوره عليها وهذا ظاهر والله أعلم (9) ما يختص بالصيد والكلب المكلب إلى آخر الحديث تقدم شرجه فى الباب الأول من كتاب الصيد والذبائح

ص: 160

-[كتابه صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار = وعزمه على كتابة للصحابة قبل موته ولم يتم ذلك]-

لا تأكلوا لحوم الحمر الإنسية ولا كل ذى ناب من السباع (عن عمرو بن شعيب)(1) عن أبيه عن جده أن النبى صلى الله عليه وسلم كتب كتابا بين المهاجرين والأنصار أن يعقلوا معاقلهم وأن يفدوا عانيهم بالمعروف والإصلاح بين المسلمين (عن ابن عباس)(2) قال لما حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم الوفاة قال هلم أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده، وفى البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) فقال عمر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله، قال فاختلف أهل البيت فاختصموا، فمنهم من يقول يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغط والاختلاف وغم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قوموا عنى، فكان ابن عباس يقول إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم (عن ابن العلاء بن الحضرمى)(3) أن أباه كتب إلى النبى فبدأ بنفسه (4)

في الجزء السابع عشر ص 143 فارجع اليه (تخريجه)(ق د نس) بدون كتابة الأرض (1)(عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب ما جاء فى المؤاخاة والمحالفة بين المهاجرين والأنصار من أبواب حوادث السنة الأولى من الهجرة فى الجزء العادى والعشرين ص 10 رقم 191 بن عبد الله بن عن ابن عباس الخ (تخريجه)(ق. وغيرهما) وتقدم نحوه من وجه آخر عن ابن عباس أيضا، وعن على وعائشة وجابر فى باب ما جاء فى استدعائه صلى الله عليه وسلم خواص أصحابه ليكتب لهم كتاباً فى الجزء الحادى والعشرين ص 234 و 235 (3)(سنده) حدّثنا هشيم ثنا منصور عن ابن سيرين عن ابن العلاء بن الحضرمى، قال أبى ثنا به هشيم مرتين مرة عن ابن العلاء ومرة لم يصل أن اباه كتب الى النبى صلى الله عليه وسلم الخ (قلت) القائل قال ابى ثنا به هشيم الخ هو عبد الله بن الامام احمد رحمهما الله يقول ان أباه الامام احمد قال حدثنا بهذا الحديث هشيم مرة عن ابن العلاء يعنى عن أبيه العلاء بن الحضرمى وهذا السند متصل، ومرة لم يصل السند، فرواه عن ابن سيرين عن العلاء فأسقط ابن العلاء بن الحضرمى وكان اسمه عبد الله (يعنى اسم الحضرمى) عبد الله بن عماد بن أكبر بن ربيعة بن عويف الحضرمى وكان عبد الله الحضرمى أبوه قد سكن مكة وحالف حرب بن أمية والد سفيان بن حرب وكان للعلاء عدة أخوة منهم عمرو بن الحضرمى وهو أول قتيل من المشركين، وماله أول مال خمِّس فى المسلمين، وبسببه كانت وقعة بدر، استعمل النبى صلى الله عليه وسلم العلاء على البحرين وأقره أبو بكر ثم عمر، مات سنة اربع عشرة وقيل سنة احدى وعشرين روى عن النبى صلى الله عليه وسلم، روى عنه من الصحابة الشائب بن يزيد وأبو هريرة، وكان يقال إنه مجاب الدعوة وخاض البحر بكلمات قالها، وذلك مشهور فى كتب الفتوح أهـ (غرببه)(4) معناه أن العلاء كتب إلى النبى صلى الله عليه وسلم فبدأ بنفسه فقال من العلاء بن الحضرمى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أو نحو ذلك، وهذه سنة النبى صلى الله عليه وسلم فى كتبه إلى الملوك وغيرهم فينبغى ان يتبع لناس هذه السنة فى خطاباتهم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد ورجاله من رجال الصحيحين، غير ابن العلاء فقد قال الحافظ فى التقريب ابن العلاء الحضرمى عن أبيه مقبول من الثالثة وأظن أن اسمه عبد الرحمن أهـ فالحديث على أقل درجاته حسن والله أعلم (تنبيه)

ص: 161

-[ما جاء فى كتابه صلى الله عليه وسلم (بضم الكاف وتشديد التاء) منهم عثمان وعلى وزيد بن ثابت]-

(باب ما جاء فى كتابه رضى الله عنهم)(منهم عثمان بن عفان رضى الله عنه)(حدثنا يونس)(1) ثنا عمر بن ابراهيم اليشكرى قال سمعت امى تحدث أن أمها انطلقت إلى البيت حاجة والبيت يومئذ له بابان، قالت فلما قضيت طوافى دخلت على عائشة قالت قلت يا أم المؤمنين إن بعض بنيك يقرئك السلام، وإن الناس قد أكثروا فى عثمان (2) فما تقولين فيه؟ قالت لعن الله من لعنه، لا أحسبها ألا قالت ثلاث مرار، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مسند فخذه إلى عثمان (3) وإنى لأمسح العرق عن جبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن الوحى ينزل عليه، ولقد زوجه ابنتيه احداهما على إثر الأخرى، وإنه ليقول اكتب عثمان، قالت ما كان الله لينزل عبدا من نييه بتلك المنزلة إلا عبدا عليه كريما

(ومنهم على بن أبى طالب رضى الله عنه)

(عن أنس بن مالك)(4) إن قريشا صالحوا النبى صلى الله عليه وسلم وفيهم سهيل بن عمرو فقال النبى صلى الله عليه وسلم لعلى أكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل أما بسم الله الرحمن الرحيم فلا ندرى ما بسم الله الرحمن الرحيم، ولكن أكتب ما نعرف باسمك اللهم الحديث (ومنهم زيد بن ثابت رضى الله عنه)(عن زيد بن ثابت)(5) رضى الله عنه فى حديث جمع القرآن أن أبا بكر رضى الله عنه وأن له انك شاب عاقل لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فاجمعه الحديث

ليس كل ما كتبه النبى صلى الله عليه وسلم لبعض الناس محصورا فى هذا الباب، بل تقدم بعض كتبه فى أبواب متفرقة للمناسبة (منها) كتابه صلى الله عليه وسلم الذى جمع فيه فرائض الصدقة وتقدم فى الجزء الثامن ص 207 رقم 23 (ومنها كتابه صلى الله عليه وسلم إلى هرقل وتقدم فى الجزء الحادى والعشرين ص 198 رقم 437 وغير ذلك (باب)(1) والله الموفق (حدّثنا يونس الخ)(غريبه)(2) جاء عند الطبرانى فان الناس قد أكثروا فيه عندنا حين قتل (3) جاء عند الطبرانى فى هذا البيت (تخريجه) اورده الهيثمى وقال رواه احمد والطبرانى فى الأوسط إلا أنه قال عن أم كلثوم بنت ثمامة الحنطى ان أخاها المخارق بن ثمامة الحنطى قال لها ادخلى على عائشة فاقرئيها منى السلام، فدخلت عليها قلت ان بعض بنيك يقرئك السلام، قالت عائشة وعليه رحمة الله، قلت ويسئلك أن تحدثيه عن عثمان بن عفان فان الناس قد أكثروا فيه عندنا حين قتل، قالت أمّا أنا فأشهد أن عثمان بن عفان فى هذا البيت ونبى الله صلى الله عليه وسلم وجبريل جاء الى النبى صلى الله عليه وسلم فى ليلة قائظة وكان اذا نزل عليه الوحى ينزل عليه ثقله، يقول الله جل ذكره {انا سنلقى عليك قولا ثقيلا} فذكر نحوه، وأم كلثوم لم أعرفها وبقية رجال الطبرانى ثقات (4)(عن أنس بن مالك) هذا طرف من حديث طويل تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب ما جاء فى نص كتاب صلح الحديبية فى الجزء الحادى والعشرين ص 105 رقم 308 (5)(عن زيد بن ثابت الخ) هذا طرف من حديث كويل تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب ما جاء فى تأليف القرآن وجمعه فى خلافة أبى بكر رضى الله عنه فى الجزء الثامن عشر ص 31 رقم 85 (تنبيه) ليس ما ذكر فى هذا الباب كل كتّابه صلى الله عليه وسلم فقد ذكرت كثيرا منهم تقدم فى أبواب متفرقة فى كتابى هذا (وقد ذكر الامام القسطلانى فى كتابه المواهب اللدنية كتابه صلى الله عليه وسلم فقال)

ص: 162

-[ما جاء في دوابِّه صلى الله عليه وسلم ولقاحه]-

(باب في ذكر داوابه وغنمه ولقاحه (1) وخيله وسلاحه وغير ذلك)

(عن عقبة بن عامر)(2) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وسلم أهديت اليه بغلة شهباء فركبها (عن على رضى الله عنه)(3) ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يركب حمارا اسمه عفير (4)

أما كتّابه صلى الله عليه وسلم فهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلى بن أبى طالب وطلحة بن عبد الله والزبير بن العوام وسعيد بن العاص وابناه أبان وخالد وسعد بن أبى وقاص وعامر بن فهيرة وعبد الله بن الأرقم وأبىّ بن كعب وثابت بن قيس وحنطلة بن الربيع وأبو سفيان صخر بن حرب وابناه معاوية ويزيد، وزيد بن ثابت وشرحبيل بن حسنة والعلاء بن الحضرمى وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وعبد الله بن رواحة ومعيقيب بن أبى طلحة الدوسى وحذيفة بن اليمان وحويطب بن عبد العزى العامرى وعبد الله بن سعد بن أبى سرح رضى الله عنهم أجمعين (باب)(1) قال فى النهاية اللقحة بالكسر والفتح الناقة القريبة العهد بالنتاج والجمع لقح، وقد لقحت لقحا ولقاحا وناقة لقوح إذا كانت غزيرة اللبن، وناقة لاقح إذا كانت حاملا ونوق لواقح، واللقاح ذوات الالبان الواحدة لقوح (2)(عن عقبة بن عامر الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب ما جاء فى فضل سورة الفلق وتفسيرها فى الجزء الثامن عشر ص 353 رقم 548 وقد ذكر العلماء أن هذا البلغة تسمى دلدل بدالين مهملتين مضمومتين ولامين اولاهما ساكنة وكانت شبهاء بياضها غالب على سوادها، ومن ثم أطلق عليها عمرو بن الحارث الصحابى أنها بيضاء كما فى الصحيح وغيره، اهداها له المقومس، ويل وهى أول بغلة رؤيت فى الاسلام وكان صلى الله عليه وسلم يركبها فى السفر وعاشت بعده حتى كبرت وسقطت أسنانها، وكان يُجش لها الشعير، وفى تاريخ ابن عساكر من طرق أنها بقيت حتى قاتل عليها علىّ الخوارج فى خلافته، وفى البخارى وغيره عن عمرو بن الحارث ما ترك صلى الله عليه وسلم الا بلغته البيضاء وسلاجه وأرضا تركها صدقة، قال شراجه هى دلدل لأن أهل السير لميذكر وابلغة بقيت بعده سواها (3)(سنده) حدّثنا اسحاق بن ابراهيم الرازى حدثنا سلمة بن الفضل حدّثنى محمد بن اسحاق عن يزيد بن أبى حبيب عن مرثد بن عبد الله التيونى عن عبد الله بن زرير الغافقى عن على بن أبى طالب الخ (غريبه)(4) قال الحافظ بالمهملة والياء مصغر، مأخوذ من العفرة وهو لون التراب كأنه سمى بذلك للونه، والعفرة حمرة يخالطها بياض، وهو تصغير أعفر، وجاء فى رواية للبخارى من حديث معاذ عفير كما هنا وعفير هذا أهداه له المقوقس فى جملة الهدايا، وكان له صلى الله عليه وسلم حمار آخر يقال له يعفور تقدم ذكره فى حديث طويل فى الجزء الأول ص 35 رقم 4 معاذ عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه ركب يوما على حمار له يقال له يعفور ورسنه من ليف ثم قال اركب يا معاذ، فقالت سر يا رسول الله، فقال اركب فردفته فصرع الحمار بنا، فقام النبى صلى الله عليه وسلم يضحك، وقمت أذكر من نفسى أسفا: الحديث تقدم شرحه هناك (ويعفور) بسكون المهملة وضم الفاء معروف (قال الحافظ وغيره) هو اسم ولد الظبى كأنه سمى بذلك اسرعته، وقيل تشبيها فى عدوه باليعفور وهو الخشف أى ولد الظبى وولد البقرة الوحشية، أهداه له فروة ابن عمر الجذامى (قال الواقدى) نفق يعفور أى مات منصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع وبه جزم النووى عن ابن الصلاح (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد من حديث على وسنده حسن وله

ص: 163

-[ما جاء في ناقته العضباء وخيله وسلاحه صلى الله عليه وسلم]-

(عن أسماء بنت يزيد)(1) قالت أنى لآخذه بزمام العضباء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أنزلت عليه المائدة كلها فكادت من ثقلها تدف بعضد الناقة (حدثنا محمد بن بكر)(2) انا عثمان بن سعد الكاتب قال قال لى ابن يرين صنعت سيفى على سيف سمرة بن جندب وقال سمرة صنعت سيفى على سيف النبى صلى الله عليه وسلم وكان حنفيا (3)(عن ابن عباس)(4) قال تنقل رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفه ذا الفقار يوم بدر

شواهد صحاح (1)(عن اسماء بنت يزيد الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب ما جاء فى فضل سورة المائدة من كتاب فضائل القرآن وتفسيره فى الجزء الثامن عشر ص 125 رقم 253 هذا والعضباء بفتح المهلمة وكسكون المعجمة ومد (قال فى النهاية) كان اسم ناقته صلى الله عليه وسلم العضباء وهو علم لها منقول من قولهم ناقة عضباء اى مشقوقة الأذن ولم تكن مشقوقة الأذن، وقال بعضهم انها كانت مشقوقة الأذن، والأول أكثر، وقال الزمخشرى هو منقول من قولهم ناقة عضباء وهى القصيرة اليد أهـ ويقال لها أيضا الجدعاء بوزن العضباء، وهى المقطوعه الأنف أو الأذن أو الشفة ولم يكن بها جدع ولا عضب، وانما سميت بذلك، قاله ابن فارس وتبعه ابن الأثير وغيره محتجين بقول أنس فى الصحيح تسمى العضباء وقوله ويقال لها العضباء، ولو كانت تلك صفتها لم يحتج لذلك، وقيل كان بأذنها عضب، وبه صدر الحافظ فى الفتح وقابله بقول ابن فارس، ويقول غيره كانت مشقوقة الأذن (قلت) ويقال لها أيضا القصوار (قال الحافظ) واختلف هل العضباء هى القصواء او غيرها؟ فجزم الحربى بالأول وقال تسمى العضباء والقصواء والجدعاء، وروى ذلك ابن سعد عن الواقدى، وقال غيره بالثانى؛ وقال الجدعاء كانت شهباء وكان لا يحمله عند نزول الوحى غيرها أهـ وعلى الأول جرى العراقى فى قوله عضباء جدعاء هما القصواء، والعضباء هى التى كانت لا تسبق، فجاء اعرابى على قعود له فسبقها فشق ذلك على المسلمين فقال صلى الله عليه وسلم ان حقا على الله أن لا يرفع شيئاً من الدنيا إلا وضعه، رواه البخارى والامام أحمد وتقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب مشروعية السبق وآدابه فى الجزء الرابع عشر ص 126 رقم 351 والله أعلم

(فصل اماخيله صلى الله عليه وسلم

فمنها المرؤتجز بضم الميم وسكون الراء وفتح المثناه فوق وكسر الجيم بعدها زاى سمى به لحسن صهيله مأخوذ من الرجز الذى هو ضرب من الشعر، وكان أبيض وهو الذى شهد له فيه خزيمة بن ثابت فجعل صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين، وسيأتى حديثه بتمامه فى مناقب خزيمة بن ثابت من كتاب مناقب الصحابة ان شاء الله تعالى (قال البيهقى) وروينا فى كتاب السنن اسماء افراسه صلى الله عليه وسلم لزاز، واللحيف وقيل اللخيف. والظرب. والذى ركبه لأبى طلحة يقال له المندوب وناقته القصواء والعضباء والجدعاء وبغلته الشهباء والبيضاء (2)(حدثنا محمد بن بكر الخ)(غريبه)(3) أى فيه ميل (تخريجه) رواه الترمذى فى الشمائل (قال الحافظ بن كثير) فى تاريخه وقد صار إلى آل على سيف من سيوف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قتل الحسين بن على رضى الله عنهما بكر بلاء عند الطف كان معه فأخذه على بن الحسين زين العابدين، فقدم معه دمشق حق جين دخل على بن معاوية ثم رجع معه إلى المدينة، فثبت فى الصحيحين (قلت وعند الامام أحمد أيضا) عن المسور بن مخرمة أنه تلقاه إلى الطريق فقال له هل لك الىّ من حاجة تأمرنى بها؟ قال فقال لا، قال هل أنت معطىّ سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فاننى أخشى ان يغلبك عليه القوم: وايم الله إن أعطيتنيه لا يخلص اليه أحد حتى يبلغ نفسى (4)(عن ابن عباس الخ)

ص: 164

-[ما جاء في ذرعه صلى الله عليه وسلم ومغفره ومكحلته وقدحه وغير ذلك]-

وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد فقال رأيت فى سيفى ذى الفقار فلا فأولته فلا يكون فيكم (أى انهزاما) الحديث (عن السائب عن يزيد)(1) ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهر بين درعين يوم أحد (عن أنس)(2) ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة عام الفتح وعلى رأسه المغفر فلما نزعه جاء رجل وقال ابن خطل متعلق باستار الكعبة، فقال اقتلوه (عن ابن عباس)(3) قال كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم مكلحة يكتحل بها عند النوم ثلاثا فى كل عين (عن عاصم)(4) قال رأيت عند انس قدح النبى صلى الله عليه وسلم فيه ضبة من فضة

هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى الباب الأول من أبواب غزوة احد فى الجزء الحادى والعشرين ص 51 رقم 249 فارجع اليه (قال الحافظ ابن كثير) فى تاريخه وقد ذكر اهل السنن انه سمه قائل يقول لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى الاعلى، وروى الترمذى من حديث هود ابن عبد الله بن سعيد عن جده مزيدة بن جابر العبدى العصرى قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وعلى سيفه ذهب وفضة الحديث، ثم قال هذا حديث غريب (وروى الترمذى) فى الشمائل بسنده عن سعيد بن ابى الحسن قال كانت قبعة سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة (1)(عن السائب بن يزيد الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى الباب الرابع من غزوة أحد فى الجزء الحادى والعشرين ص 58 رقم 259 (2)(عن انس يعنى ابن مالك الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب صفة دخول النبى صلى الله عليه وسلم مكة فى غزوة الفتح فى الجزء الحادى والعشرين ص 151 رقم 367 (3)(عن ابن عباس) الخ هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب ما جاء فى الكحل من كتاب اللباس فى الجزء السابع عشر ص 308 رقم 251 (4)(سنده) حدّثنا يحيى بن آدم ثنا شريك عن عاصم (يعنى الأحوال الخ) وفى لفظ للبخارى من حديث عاصم أيضا رأيت قدح رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أنس ابن مالك وكان انصدع فسلسله بفضه (وحكى البيهقى) عن موسى بن هارون أو غيره ان الذى جعل السَّلسلة هو أنس لأن لفظه فجعلت مكان الشعب سلسلة وجزم بذلك ابن الصلاح (قال الحافظ) وفيه نظر لن فى الخبر عند البخارى عن عامر قال وقال ابن سيرين إنه كان فيه حلقة من حديد فأراد أنس أن يجعل مكانها حلقة من ذهب او فضة، فقال له أبو طلحة لا تغير شيئا صنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا يدل على أنه لم يغير شيئاً، (والشعب) هو الصدع والشق (وقوله سلسلة) بفتح المهملتين المراد بها ايصال الشيء بالشيئ، (وجاء عند البيهقى) قال أنس لقد سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فى هذا القدح أكثر من كذا وكذا (تخريجه)(خ هق) وغيرهما، (وهذا وقد ذكر الحافظ بن كثير فى تاريخه) قال وقال أبو القاسم الطبرانى ثنا الحسن بن اسحاق التسترى ثنا أبو أمية عمرو بن هشام الحرانى ثنا عثمان بن عبد الرحمن ابن على بن عروة عن عبد الملك بن ابى سليمان عن عطاء وعمرو بن دينار عن ابن عباس قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم سيف قائمته من فضة وقبيعته، وكان يسميه ذا الفقار؛ وكان له قوس تسمى السداد، وكانت له كتانة تسمى الجمع، وكان له فرس ادهم يسمى الكب وكان له سرح يسمى الداج، وكان له بغلة شهباء يقال لها دلدل، وكانت له ناقة تسمى القصواء، وكان له حمار يقال له يعفور، وكان له بساط يسمى الكر، وكان له نمرة تسمى النمر، وكانت له ركوة تسمى الصادر، وكانت له مرآة تسمى المرآة وكان له مقراض، وكان له قضيب شوحط يسمى الممشوق اهـ

ص: 165

-[خاتمة تجمع كثيرا مما تقدم وزيادة]-

.....

(خاتمة تجمع كل ما تقدم فى هذا الباب وزيادة)

ذكر الامام القسطلانى رحمه الله فى كتابه المواهب اللدنية كل ما ذكرما فى هذا الباب وزاد عليه كثيرا فى فصلين أحببت ذكرهما فى كتابى هذا اتماما للفائدة ولختم بهما كتاب السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية قال رحمه الله تعالى (الفصل الثامن يعنى باعتبار ترتيبه فى والسلام فتسعة، مأثور، وهو أول سيف ملكه عليه الصلاة والسلام، والعضب، وذو الفقارلنه كان فى وسطه مثل فقرات الظهر، والقلعى أصابه من قلع موضع بالبادية، والبتاراى القاطع، والحتف وهو الموت، والمخذم وهو القاطع، والرسوب أى يمضى فى الضريبة، والقضيب وهو اللطيف من السيوف (وأما أدراعه) عليه الصلاة والسلام فسبعة ذات الفضول، وذات الوشاح، وذات الحواشى، والسفدية نسبة لموضع، وفضة والبتراء لقصرها والخزنق باسم ولد الأرنب (وأما أقواسه) عليه الصلاة والسلام فستة، الزوراء، والروحاء، والصفراء، وشوحط والكتوم، والسداد وكانت له صلى الله عليه وسلم جعبة تدعى الكافور، ومنطقة من أديم فيها ثلاث حلق من فضة والطرف من فضة (وأما أتراسه) صلى الله عليه وسلم فكان له ترس اسمه الزلوق يزلق عنه السلاح، وترس يقال له الفتق، وترس أهدى اليه فيه صورة تمثال عقاب أو كبش فوضع يده عليه فأذهب الله ذلك التمثال (وأما أرماحه) عليه الصلاة والسلام فالمثوى لأنه يثبت المطعون به، والمتثنى، ورمحان آخران، وكانت له صلى الله عليه وسلم حربة كبيرة اسمها البيضاء وحربة صغيرة دون الرمح يقال لها العنزة، وكان له صلى الله عليه وسلم مغفر من حديد يسمى السبوغ، وآخر يسمى الموشح، وكان له صلى الله عليه وسلم فسطاط يسمى الكن، وكان له محجن قدر ذراع يمشى ويركب به ويعلقه بين يديه على بعيره، وكان له مخصرة تسمى العرجون، وقضيب من الشوحط يسمى الممشوق، وكان له قدح يسمى الريان، وآخر يسمى مغيثا وقدح مضبب بسلسلة من فضة فى ثلاثة مواضع، وآخر من عيدان والعيدانة النخلة السحوق، وآخر من زجاج، وتور أى أناء من حجارة يسمى المخضب وركوة تسمى الصادرة، ومخضب من نحاس، ومغتسل من صفر ومدهن من عاج، وربعا اسكندرانية يجعل فيها المرآة، ومشط من عاج، والمكحلة يكتحل منها عند النوم ثلاثا، والمقراض والسواك، وكانت له قصعة تسمى الفراء بأربع حلق، وصاع ومد وقطيفة، وسرير قوائمه من ساج وفراش من لأدم حشوه ليف، وخاتم من حديد ملوى بفضة، وخاتم فضة فصه منه يجعله فى يمينه وقيل كان أولا فى يمينه ثم حوله إلى يساره منقوش عليه محمد رسول الله، وأهدى له النجاشى خفين ساذجين فلبسهما، وكان له صلى الله عليه وسلم جبة سندس أخضر، وجبة طيالسة، وجبة ثالثة يلبسهن فى الحرب، وعمامة يقال بها السحاب، وأخرى سوداء، ورداء.

ص: 166

-[فصل في ذكر خيله ولقاحه ودوابه بأكثر مما تقدم]-

.....

"الفصل التاسع فى ذكر خيله ولقاحه ودوابه صلى الله عليه وسلم"

أما خيله صلى الله عليه وسلم فالسكب أى كثير الجرى، والمرتجز سمى به لحسن صهيله، والظرب سمى بذلك لقوته وصلابة رجليه، واللحيف سمى به لمسنه وكبره، واللزاز سمى به لشدة تلززه واجتماع خلقه، والورد، وسبحة من قولهم فرس سابح إذا كان حسن مد اليدين فى الجرى، والبحر وكان كميتا، والسجل مأخوذ من قولهم سجلت الماء فانسجل أى صببته فانصب، وذو اللمة، وذو العقال والسرحان؛ والطرف، والمرتجل، والمراوح من الريح لسرعته، وملاوح، والمندوب، والنجيب واليعبوب، واليعسوب، (وكان له صلى الله عليه وسلم من البغال) لدل وكانت شهباء، وفضة، وأخرى اهدادها له صاحب أيلة، وأخرى من دومة الجندل، وأخرى من عند النجاشى (وكان له صلى الله عليه وسلم من الحمير) عفير ويعفور؛ وأعطاه سعد بن عبادة حمارا فركبه، (وكان له صلى الله عليه وسلم من اللقاح) القصواء وهى التى هاجر عليها، والعضباء والجدعاء ولم يكن بهما عضب ولا جدع وانما سميتا بذلك، وغنم صلى الله عليه وسلم يوم بدلا جملا لأبى جهل فى أنفه برة من فضة فأهداه يوم الحديبية ليغيط بذلك المشركين، وكانت له صلى الله عليه وسلم خمسة وأربعون لقحة أرسل بها اليه صلى الله عليه وسلم سعد بن عبادة، منها اطلال، وأطراف وبرودة، وبركة والبغوم، والحناء وزمزم، والرياء، والمعدية والسقيا، والسمراء، والشقراء وعجرة، والعريِّس، وغوثة وقيل غيثة، وقمر، ومروة، ومهرة، وورشة واليسحيرة، وكانت له صلى الله عليه وسلم مائة شاة، وكانت له صلى الله عليه وسلم سبعة اعنز ترعاهن أم أيمن انتهى من المواهب (قال الحافظ ابن كثير فى تاريخه) قد تقدم عن غير واحد من الصحابة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يترك دينار ولا درهما ولا عبدا ولا امة سوى بغلة وأرض جعلها صدفة (قلت) انظر باب ما جاء فى مخلفاته صلى الله عليه وسلم وميراثه فى الجزء الحادى والعشرين من كتابى (الفتح الربانى ص 26) قال وهذا يقتضى انه عليه الصلاة والسلام نجز العتق فى جميع ما ذكرناه من العبيد والإماء والصدقة فى جميع ما ذكر من السلاح والحيوانات والأثاث والمتاع مما أوردناه وما لم نورده، وأما بغلته فهى الشهباء وهى البيضاء أيضا والله أعلم انتهى

وإلى هنا قد انتهى كتاب السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية، اللم أحينا على سنته وتوفنا على ملته واحشرنا فى زمرته وتحت لوائه واجعلنا من رفقائه وأوردنا حوضه واسقنا من يده الشريفة شربة هنيئة مريئه لا نظمأ بعدها أبدا انك على كل شئ قدير وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وامام المرسلين وعلى آله وصحبه والتابعين وتابع التابعين ومن تبع هداهم باحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثير

ص: 167