المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌كتاب الخلافة والإمارة - الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني - جـ ٢٣

[أحمد البنا الساعاتي]

الفصل: ‌كتاب الخلافة والإمارة

‌كتاب الخلافة والإمارة

الباب الأول: فيما جاء أن [النبي] صلى الله عليه وسلم لم [يستخلف] قبل موته أحدا

1 -

عن ابن عباس رضي الله عنهما أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه خرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي توفي فيه فقال الناس يا أبا حسن كيف أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أصبح بحمد الله بارئا قال ابن عباس فأخذ بيده عباس بن عبد المطلب فقال ألا ترى [أنت] والله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيتوفى في وجعه هذا إني أعرف وجوه بني عبد المطلب عند الموت فاذهب بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلنسأله فيمن هذا الأمر فإن كان فينا علمنا ذلك وإن كان في غيرنا كلمناه فأوصى بنا فقال علي رضي الله عنه والله لئن سألناها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعناها لا يعطيناها الناس أبدا فوالله لا أسأله أبدا.

2 -

عن علي رضي الله عنه أنه قال يوم الجمل أن رسول الله صلى الله عليه

1 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يعقوب ثنا أبي عن صالح قال قال ابن شهاب أخبرني عبد الله بن كعب بن مالك أن ابن عباس أخبره أن علي بن أبي طالب.

(تخريجه) رواه البخاري ورجاله رجال الصحيحين فيعقوب هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري ويعقوب وأبوه من رجال الصحيحين وصالح هو ابن كيسان من رجال الصحيحين، وعبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري المدني كذلك فالسند كله برجال الصحيحين

2 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنا أبي ثنا عبد الرزاق أنبأنا سفيان عن الأسود بن قيس عن رجل عن علي رضي الله عنه

ص: 4

وسلم لم يعهد إلينا عهدا نأخذ به في إمارة ولكنه شيء رأيناه من قبل أنفسنا ثم استخلف أبو بكر - رحمة الله على أبي بكر - فأقام واستقام ثم استخلف عمر رحمة الله على عمر فأقام واستقام حتى ضرب الدين بجرانه.

3 -

وعن علي رضي الله عنه قال قيل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم من يؤمر بعدك قال: إن تؤمروا أبا بكر رضي الله عنه تجدوه أمينا زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة وإن تؤمروا عمر رضي الله عنه تجدوه قويا أمينا لا يخاف في الله لومة لائم وإن تؤمروا عليا رضي الله عنه ولا أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا ياخذ بكم الطريق المستقيم.

4 -

وعن قيس الخارفي قال سمعت عليا رضي الله عنه يقول على هذا المنبر سبق

(غريبه) حتى ضرب الدين بجرانه أي قر قراره واستقام كما أن البعير إذا برك واستراح مد عنقه على الأرض

(تخريجه) قال الهيثمي فيه رجل لم يسم وباقي رجاله رجال الصحيح

3 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أسود بن عامر حدثني عبد الحميد بن أبي جعفر يعني الفراء عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن علي رضي الله عنه.

(تخريجه) أخرجه البزار والطبراني في الأوسط وقال الهيثمي رجال البزار ثقات ولعله لم يوثق رواية الإمام أحمد لخفاء حال عبد الحميد بن أبي جعفر وقد أورده الحافظ في تعجيل المنفعة وقال وثقه ابن حبان ولذا صحح بعضهم هذا الإسناد وللحديث شواهد أخرى أخرجها الحاكم من عدة طرق في المستدرك.

4 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن القاسم بن كثير أبي هاشم بياع السابري عن قيس الخارفي قال.

(تخريجه) انفرد به أحمد وإسناده صحيح وقيس الخارفي هو قيس بن سعد الخارفي

ص: 5

رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى أبو بكر رضي الله عنه وثلث عمر ثم خبطتنا فتنة أو أصابتنا فتنة فكان ما شاء الله (وفي رواية يعفو الله عمن يشاء).

وعنه من طريق آخر بمثله وفيه " ثم خبطتنا أو أصابتنا فتنة فما ما شاء الله جل جلاله " قال أبو عبد الرحمن قال أبي قوله ثم خبطتنا فتنة أراد أن يتواضع بذلك.

الباب الثاني: في قوله صلى الله عليه وآله الأئمة من قريش

5 -

عن بكير بن وهب الجزري قال قال لي أنس بن مالك أحدثك حديثا ما أحدثه أحد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على باب البيت ونحن فيه فقال الأئمة من قريش إن لهم عليكم حقا مثل ذلك ما إن استرحموا فرحموا وإن عاهدوا وفوا وإن حكموا عدلوا فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.

وعنه من طريق آخر عن أنس قال كنا في بيت رجل من الأنصار فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى وقف فأخذ بعضادة الباب فقال الأئمة من قريش الخ

(بالخاء المعجمة والفاء) نسبة إلى خارف بن عبد الله بطن من همدان (غريبه) صلى أي جاء ثانيا.

وعنه من طريق آخر (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرحمن عن سفيان عن أبي هاشم القاسم بن كثير عن قيس الخارفي.

(تخريجه) انفرد به أحمد وإسناده صحيح

5 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي [ثنا محمد] بن جعفر ثنا شعبة عن علي أبي الأسد قال حدثني بكير بن وهب الجزري.

(تخريجه) قال الهيثمي رجاله ثقات.

وعنه عن طريق آخر (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا الأعمش عن سهيل بن أبي السد عن بكير الجزري عن أنس قال

(تخريجه) أخرجه النسائي.

ص: 6

6 -

وعن سيار بن سلامة سمع أبا برزة (الأسلمي رضي الله عنه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال الأئمة في قريش إذا استرحموا رحموا وإذا عاهدوا وفوا وإذا حكموا عدلوا فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله وملائكته والناس أجمعين

7 -

وعن الزهري قال كان محمد بن جبير بن مطعم يحدث أنه بلغ معاوية (بن أبي سفيان) وهو عنده في وفد من قريش أن عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث أنه سيكون ملك من قحطان فغضب معاوية فقام فأثنى على الله عز وجل بما هو أهله ثم قال أما بعد فإنه بلغني أن رجالا منكم يحدثون أحاديث ليست في كتاب الله ولا تؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك جهالكم فإياكم والأماني التي تضل أهلها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن هذا الأمر في قريش لا ينازعهم أحد إلا أكبه الله على وجهه ما أقاموا الدين

8 -

عن عبد الله بن مسعود قال بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في قريب من ثمانين رجلا من قريش ليس فيهم إلا قرشي لا والله ما رأيت صفيحة وجوه رجال قط أحسن من وجوههم يومئذ فذكروا النساء فتحدثوا فيهن فتحدث معهم حتى أحببت أن يسكت قال ثم أتيته فتشهد ثم قال أما بعد

6 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سليمان بن داود ثنا سكين ثنا سيار بن سلامة سمع

(تخريجه) قال الهيثمي رجاله ثقات.

7 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة قال حدثني أبي عن الزهري

(تخريجه) رواه البخاري بإسناده

8 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يعقوب ثنا أبي عن صالح قال ابن شهاب حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عبد الله بن مسعود قال

ص: 7

يا معشر قريش فإنكم أهل هذا الأمر ما لم تعصوا الله فإذا عصيتموه بعث إليكم من يلحاكم (1) كما يلحى هذا القضيب لقضيب في يده ثم لحى قضيبه فإذا هو أبيض يصلد (2)

9 -

عن أبي مسعود قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن هذا الأمر فيكم وإنكم ولاته ولن يزال فيكم حتى تحدثوا أعمالا فإذا فعلتم ذلك بعث الله عز وجل عليكم شر خلقه فيلتحيكم كما يلتحي القضيب

10 -

وعن عتبة بن عبد الله السلمي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخلافة في قريش والحكم في الأنصار والدعوة في الحبشة والهجرة في المسلمين والمهاجرين بعد

غريبه (1) يقال لحوت الشجرة ولحيتها وألحيتها إذا أخذت لحائها وهو قشرها (2) يصلد أي يبرق

(تخريجه) قال الهيثمي رجاله رجال الصحيح ورواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط.

9 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن حبيب يعني ابن أبي ثابت عن عبيد الله بن القاسم أو القاسم بن عبيد الله بن عتبة عن أبي مسعود

(تخريجه) قال الهيثمي رجاله رجال الصحيح خلا القاسم بن محمد بن عبد الرحمن بن الحرث وهو ثقة وأخرجه الطبراني وقال الحافظ في تعجيل المنفعة " إن الصواب فيه القاسم عن عبيد الله. فعبيد الله شيخه لا أبوه "

10 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا الحكم بن نافع ثنا إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن كثير بن مرة عن عتبة بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال

(تخريجه) قال الهيثمي رجاله ثقات وأخرجه الطبراني

ص: 8

11 -

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان

12 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم الناس تبع لقريش في هذا الشأن مسلمهم تبع لمسلمهم وكافرهم تبع لكافرهم

13 -

وعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس تبع لقريش في هذا الأمر خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا والله لولا أن تبطر قريش لأخبرتها ما لخيارها عند الله عز وجل

14 -

عن ذي مخمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان هذا الأمر في حمير فنزعه الله عز وجل منهم فجعله في قريش وسَ يَ عُ ودُ إ لَ يْ هِ مْ (قال عبد الله بن الإمام أحمد

11 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو النضر ثنا عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن أبيه عن عبد الله بن عمر

(تخريجه) إسناده صحيح وأخرجه البخاري بنحوه

12 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة يبلغ به

(تخريجه) الحديث صحيح ورواه البخاري ومسلم

13 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي قال ثنا أبو نعيم قال ثنا عبد الله بن مبشر مولى أم حبيبة عن زيد بن أبي عتباب عن معاوية قال

(تخريجه) إسناده جيد

14 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا عبد القدوس أبو المغيرة قال حدثنا حريز يعني ابن عثمان الرحبي قال حدثنا راشد بن سعد المقرائي عن أبي حي عن ذي مخمر

(غريبه)(وس ي ع ود إ ل ي هـ م) بمعنى وسيعود إليهم

ص: 9

رحمها الله) وكذا كان في كتاب أبي مقطع وحيث حدثنا به تكلم على الاستواء

فصل في ذكر حديث حذافة الجامع لأطوار النبوة والخلافة والملك

15 -

عن النعمان بن بشير قال كنا قعودا (1) في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان بشير رجلا يكف حديثه فجاء أبو ثعلبة الخشني فقال يا بشير بن سعد: أتحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمراء فقال حذيفة أنا أحفظ خطبته فجلس أبو ثعلبة فقال حذيفة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضا (2) فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت

قال حبيب فلما قام عمر بن عبد العزيز وكان يزيد بن النعمان بن بشير في صحابته فكتبت إليه بهذا الحديث أذكره إياه فقلت له إني أرجو أن يكون أمير المؤمنين يعني عمر (بن عبد العزيز) بعد الملك العاض والجبرية فأدخل كتابي على عمر بن عبد العزيز فسر به وأعجبه

ذي مخمر رجل من الحبشة كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم

(تخريجه) قال الهيثمي رجاله ثقات وأخرجه الطبراني

15 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سليمان بن داود الطيالسي حدثني داود بن إبراهيم الواسطي حدثني حبيب بن سالم عن النعمان بن بشير

(1)

هذا يدل على أن المسجد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم

(2)

عاضا: أي يصيب الرعية فيه عسف وظلم كأنهم يعضون فيه عضا. وملوك عضوض (بضم العين) وهو جمع عض بالكسر وهو الخبيث الشرس

ص: 10

فصل آخر في عدد الخلفاء من قريش

16 -

عن الأسود بن سعيد الهمداني عن جابر بن سمرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون بعدي اثنا عشر خليفة من قريش قال ثم رجع إلى منزله فأتته قريش فقالوا ثم يكون ماذا قال يكون الهرج

17 -

وعن عامر بن سعد قال سألت جابر بن سمرة عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال الدين قائما حتى يكون اثنا عشر خليفة من قريش ثم يخرج كذابون بين يدي الساعة ثم تخرج عصابة من المسلمين فيستخرجون كنز الأبيض كسرى وآل كسرى وإذا أعطى الله تبارك وتعالى أحدكم خيرا فليبدأ بنفسه وأهله وأنا فرطكم على الحوض

18 -

وعن مسروق كنا جلوسا عند عبد الله بن مسعود وهو يقرئنا القرآن فقال له رجل يا أبا عبد الرحمن هل سألتم رسول الله صلى الله عليه وسلم كم تملك هذه

16 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هاشم ثنا زهير ثنا زياد بن خيثمة عن الأسود بن سعيد الهمداني عن جابر بن سمرة

(غريبه) الهرج القتال والاختلاط وقد هرج الناس يهرجون هرجا إذا اختلطوا

(تخريجه) الشيخان والترمذي

17 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حماد بن خالد ثنا أبي ذئب عن المهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد

(غريبه) وأنا فرطكم على الحوض أي متقدمكم إليه والفرط الذي يسبق القوم ليرتاد لهم الماء ويهيئ لهم الدلاء. واجعله لنا فرطا أي أجرا يتقدمنا

(تخريجه) أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود وابن ماجه

18 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن بن موسى ثنا حماد بن زيد عن المجالد عن الشعبي عن مسروق قال

ص: 11

الأمة من خليفة فقال عبد الله بن مسعود ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك ثم قال نعم سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل

19 -

عن سعيد بن جمهان عن سفينة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الخلافة ثلاثون عاما ثم يكون بعد ذلك الملك قال سفينة أمسك، خلافة أبي بكر رضي الله عنه سنتين وخلافة عمر رضي الله عنه عشر سنين وخلافة عثمان رضي الله عنه اثني عشر سنة وخلافة علي رضي الله عنه ست سنين رضي الله عنهم

20 -

عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال وفدنا مع زياد وفي رواية وفدت مع أبي إلى معاوية بن أبي سفيان (وفي رواية قال عبد الرحمن نعزيه) فلما قدمنا عليه لم يعجب بوفد ما أعجب بنا فقال يا أبا بكرة حدثنا بشيء سمعته من

(تخريجه) رواه أبو يعلى والبزار وفيه مجالد بن سعيد وثقه النسائي وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات. قاله الهيثمي

19 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا بهز ثنا حماد بن سلمة ثنا سعيد بن جمهان وعبد الصمد حدثني سعيد بن جمهان عن عن سفينة

(تخريجه) أخرجه الترمذي وحسنه النسائي بنحوه وفيه سعيد بن جمهان اختلفوا فيه وقال في عون المعبود " الثلاثون سنة هي مدة الخلفاء الأربعة كما حررته فمدة خلافة أبي بكر سنتان وثلاثة اشهر وعشرة أيام ومدة عمر عشر سنين وستة أشهر وثمانية أيام ومدة عثمان أحد عشر سنة وأحد عشر شهرا وتسعة أيام ومدة خلافة علي أربع سنين وتسعة أشهر وسبعة أيام هذا هو التحرير فلعل من قال إن الثلاثين بعده صلى الله عليه وسلم هي الخلفاء الأربعة والحسن أسقطوا الأيام وبعض الشهور " اهـ

20 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنا علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة

ص: 12

رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الرؤيا الحسنة ويسأل عنها فقال ذات يوم أيكم رأى رؤيا فقال رجل أنا رأيت كأن ميزانا دلي (وفي رواية أدلي) من السماء فوزنت أنت وأبو بكر فرجحت بأبي بكر ثم وزن أبو بكر وعمر فرجح أبو بكر بعمر ثم وزن عمر بعثمان ثم رفع الميزان فاستاء لها (1) وقد قال حماد أيضا فساءه ذاك ثم قال خلافة نبوة ثم يؤتي الله تبارك وتعالى الملك من يشاء قال فزخ في أقفائنا (2) فأخرجنا فقال زياد لا أبا لك أما وجدت حديثا غير ذا حدثه بغير ذا قال لا والله لا أحدثه إلا بذا حتى أفارقه فتركنا ثم دعا بنا فقال يا أبا بكرة حدثنا بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فبكعه (3) به فقال معاوية أتقول الملك (وفي رواية تقول إنا ملوك) فقد رضينا بالملك قال أبو عبد الرحمن: وجدت هذا الحديث في كتاب أبي بخط يده.

الباب الثالث: فيما يجيب على الإمام والأمير وكل من ولي شيئا من أمور الناس من العدل في رعيته وعدم الظلم والجور وأنه مسئول عن ذلك

21 -

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أحب

(1) استاء لها. وذلك لما علم صلى الله عليه وسلم من أن تأويل رفع الميزان انحطاط الأمور وظهور الفتن بعد خلافة عمر

(2)

فزخ في أقفائنا أي دفعنا وأخرجنا

(3)

بكعت الرجل بكعا إذا استقبلته بما يكره وهو نحو التقريع وقد تأتي بمعنى الضرب كما في حديث عمر فبكعه بالسيف أي ضربه ضربا متتابعا

(تخريجه) رواه أبو داود بإسناده وسكت عليه

21 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن آدم ثنا فضيل عن عطية عن أبي

ص: 13

الناس إلى الله عز وجل يوم القيامة وأقربهم منه مجلسا إمام عادل، وإن أبغض الناس إلى الله يوم القيامة وأشده عذابا إمام جائر

22 -

حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد قال سمعت إسماعيل البصري يحدث عن ابنة معقل بن يسار عن أبيها معقل رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليس من والي أمة قلت أو كثرت لا يعدل فيها إلا كبه الله على وجهه في النار

23 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم قال ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولا لا يفكه إلا العدل أو يوبقه الجور

24 -

وعن أبي [مخدم] قال وجد في زمان زياد أو ابن زياد حفرة فيها حب أمثال

سعيد قال قال

(تخريجه) فيه فضل وعطية وقد ضعفوهما وقال القطان الحديث حسن ذكره المناوي.

22 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد قال سمعت إسماعيل البصري يحدث عن ابنة معقل بن يسار عن أبيها معقل

(تخريجه) رواه البخاري بنحوه

23 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد عن ابن عجلان قال حدثني سعيد عن أبي هريرة قال وسمعت أبي يحدث عن أبي هريرة قال أبي قلت ليحيى كلاهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم قال ما من أمير

(تخريجه) قال الهيثمي إسناده جيد ورجاله رجال الصحيح وقال المنذري وأخرجه البزار بإسناد رجاله رجال الصحيح

24 -

وجدنا هذا الأثر في «أصول» المصنف رحمه الله بخط يده. ولم نعثر عليه في نسخة المسند التي بين يدينا وأبو قحذم ضعيف، وجاء في مجمع الزوائد عن أبي قحذم قال وجد في زمان زياد صرة فيها أمثال النوى عليه مكتوب هذا نبت زمان كان يؤمر فيه بالعدل

ص: 14

الثوم مكتوب هذا نبت في زمان كان يعمل فيه بالعدل

25 -

وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما من رجل يلي أمر عشرة فما فوق ذلك إلا أتى الله عز وجل مغلولة يوم القيامة يده إلى عنقه فكه بره أو أوبقه وفي رواية وثقه إثمه، أولها ملامة وأوسطها ندامة وآخرها خزي يوم القيامة

26 -

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في آخر الزمان خليفة يعطى المال ولا يعده عدا وفي رواية يقسم المال

وجاء في تعجيل المنفعة أبو قحذم بالذال المعجمة روى عنه عوف قال أبو حاتم أبو قحذم رأى أبا بكرة رضي الله عنه وروى عنه منصور بن ذاذان ووهاه ابن معين وغيره وزاد في الميزان قال الدولابي ليس بثقة وقال سعد بن فياض أبو قحذم عن أنس بن مالك.

25 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو اليمان ثنا إسماعيل بن عياش عن يزيد بن مالك عن لقمان بن عامر عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم

(تخريجه) فيه يزيد بن مالك وثقه ابن حبان وغيره وبقية رجاله ثقات قاله البيهقي ويزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك قال الحافظ في التقريب صدوق يهم والسند صحيح

26 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا ابن أبي عدي عن داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد

وفي رواية (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثني أبي ثنا داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد وجابر قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

(تخريجه) أخرج مسلم الرواية الثانية من طريقين: الأولى حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا أبي حدثنا داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد وجابر بن عبد الله قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ .. والثانية عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد

ص: 15

ولا يعده).

27 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به فإن أمر بتقوى وعدل فإن له بذلك أجرا وإن أمر بغير ذلك فإن عليه فيه وزرا.

28 -

حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا خلف بن الوليد ثنا عباد بن عباد ثنا مجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قلت والله ما يأتي علينا أمير إلا وهو شر من الماضي ولا عام إلا وهو شر من الماضي ولولا شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لقلت مثل ما يقول ولكم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن من أمرائكم أميرا يحثي المال حثيا ولا يعده عدا يأتيه الرجل فيسأله فيقول خذ فيبسط الرجل ثوبه فيحثي فيه وبسط رسول الله صلى الله عليه وسلم ملحفة غليظة كانت عليه يحكي صنيع الرجل ثم جمع إليه أكنافها قال فيأخذه ثم ينطلق

عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله

27 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الملك بن عمرو ثنا المغيرة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم

(تخريجه) رواه البخاري ومسلم بنحوه.

28 -

(تخريجه) ضعيف فيه مجالد بن سعيد وأبو الوداك مختلف فيهما وللجزء المرفوع شاهد في صحيح مسلم من رواية أبي نضرة عن أبي سعيد بلفظ «من خلفائكم خليفة يحثو المال حثيا لا يعده عدا» وفي رواية ابن حجر «يحثي المال» وكذلك عن جابر بن عبد الله بلفظ «يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيا لا يعده عددًا»

ص: 16

فصل في قوله صلى الله عليه وسلم كلكم راع ومسئول عن رعيته

29 -

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم يقول كلكم راع ومسئول عن رعيته الإمام راع وهو مسئول عن رعيته والرجل في أهله راع وهو مسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسئولة عن رعيتها والخادم في مال سيده راع وهو مسئول عن رعيته قال <1> سمعت هؤلاء من النبي صلى الله عليه وسلم وأحسب النبي صلى الله عليه وسلم قال والرجل في مال أبيه راع وهو مسئول عن رعيته فكلكم مسئول عن رعيته

30 -

وعنه أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يسترعي الله تبارك وتعالى عبدا رعية قلت أو كثرت إلا سأله الله تبارك وتعالى عنها يوم القيامة أقام فيهم أمر الله تبارك وتعالى أم أضاعه حتى يسأله عن أهل بيته خاصة.

31 -

وعنه أيضا أنه رأى راعي غنم في مكان قبيح وقد رأى ابن عمر مكانا أمثل

29 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو اليمان أنا شبيب عن الزهري أخبرني سالم بن عبد الله بن عمر الخ

<1> قال أي ابن عمر رضي الله عنه والمعنى أنه سمع بنفسه ما سبق عن النبي صلى الله عليه وسلم وأنه سمع الباقي من بعض الصحابة والله أعلم

(تخريجه) أخرجه البخاري من طرق متعددة ورواه مسلم والترمذي

30 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسماعيل عن يونس عن الحسن عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال

(تخريجه) صحيح

31 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا قتيبة بن سعد ثنا بكر بن مضر عن ابن عجلان عن وهب بن كيسان وكان وهب أدرك ابن عمر ليس في كتاب ابن مالك أن ابن عمر رأى راعي غنم

(غريبه)«وكان وهب أدرك ابن عمر ليس في كتاب ابن مالك» هذه جملة [يـ

]

ص: 17

منه فقال ابن عمر ويحك يا راعي حولها فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول كل راع مسئول عن رعيته.

32 -

وعن الحسن أن معقل بن يسار رضي الله عنه اشتكى فدخل عليه عبيد الله بن زياد يعني يعوده فقال أما إني سأحدثك حديثا لم أكن حدثتك به، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم (يقول) أو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يسترعي الله تبارك وتعالى عبدا رعية فيموت يوم يموت وهو لها غاش إلا حرم الله عليه الجنة (وفي رواية فهو في النار).

وعنه من طريق آخر قال: مرض معقل بن يسار رضي الله عنه مرضا ثقل فيه فأتاه ابن زياد فقال إني محدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من استرعي رعية فلم يحطهم بنصيحة لم يجد ريح الجنة وريحها يوجد من مسيرة مائة عام قال ابن زياد ألا كنت حدثتني بهذا قبل الآن قال والآن لولا الذي أنت عليه لم أحدثك به.

فصل في وعيد من احتجب من ولاة الأمور عن رعيته

33 -

عن أبي الشماخ الأزدي عن ابن عم له من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتى

أن تكون من كلام عبد الله بن الإمام أحمد يريد بها أن جملة «وكان وهب أدرك ابن عمر» لم ترد في كتاب ابن مالك وهو الإمام القطيعي أحد رواة المسند المشهورين. وأنها من قوله هو أي عبد الله بن الإمام أحمد

(تخريجه) صحيح

32 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسماعيل عن يونس عن الحسن الخ

وعنه عن طريق آخر (سنده) حدثني عبد الله حدثني أبي ثنا هوزة بن خليفة ثنا عوف عن الحسن قال

(تخريجه) رواه البخاري ومسلم بنحوه

33 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال ثنا زائدة قال ثنا السائب بن حبش عن أبي الشماخ الأزدي

ص: 18

معاوية فدخل عليه وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ولي من أمر الناس ثم أغلق بابه دون المسكين أو المظلوم أو ذي الحاجة أغلق الله عز وجل دونه أبواب رحمته عند حاجته وفقره أفقر ما يكون إليها.

34 -

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولي من أمر الناس شيئا فاحتجب عن أولى الضعفة والحاجة احتجب الله عنه يوم القيامة.

35 -

عن أبي حسن أن عمرو بن مرة قال لمعاوية رضي الله عنه يا معاوية إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من إمام أو وال يغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلة والمسكنة إلا أغلق الله عز وجل أبواب السماء دون حاجته وخلته ومسكنته قال فجعل معاوية رجلا على حوائج الناس.

فصل في تحذير ولاة الأمور من بطانة السوء وما يحل لهم من أموال الله

36 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من نبي ولا وال إلا وله

(تخريجه) فيه أبو الشماخ الأزدي مجهول وبقية رجاله ثقات ورواه أبو يعلى قاله الهيثمي

34 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسين بن محمد ثنا شريك عن أبي حصين عن الوالبي صديق لمعاذ بن جبل عن معاذ قال

(تخريجه) قال الهيثمي رجاله ثقات

35 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا الوليد ثنا الأوزاعي حدثني الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال

ص: 19

بطانتان بطانة تأمره بالمعروف (وفي رواية وتنهاه عن المنكر) وبطانة لا تألوه خبالا ومن وقي شرهما فقد وقي وهو مع التي تغلب عليه منهما.

37 -

وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولاه الله عز وجل من أمر المسلمين شيئا فأراد به خيرا جعل له وزير صدق فإن نسي ذكره وإن ذكر أعانه.

38 -

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان بطانة تأمره بالخير وتحضه عليه وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه والمعصوم من عصم الله.

39 -

حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن وأبو سعيد موسى (1) بن هاشم قالا ثنا ابن لهيعة ثنا عبد الله بن هبيرة عن عبد الله بن زرير أنه قال دخلت على علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال حسن يوم الأضحى فقرب إلينا خزيرة (2)

(تخريجه) رواه النسائي بنحوه ورواه البخاري أيضا بنحوه من حديث أيوب رضي الله عنه

37 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسين بن محمد قال ثنا مسلم يعني ابن خالد عن عبد الرحمن بن أبي بكر قال أخبرني القاسم بن محمد عن عائشة

(تخريجه) قال الهيثمي رواه أحمد والبزار ورجال البزار رجال الصحيح ورواه بنحوه أبو داود وابن حبان والنسائي

38 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وهب ثنا أبي قال سمعت يونس عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم

(تخريجه) أخرجه النسائي عن أبي هريرة بلفظه والبخاري بلفظ «ما بعث الله من نبي» عن أبي سعيد وعن أبي هريرة

39 -

(1) موسى بن هاشم هكذا في الأصل وصحته مولى بني هاشم

(2)

الخزيرة بفتح الخاء لحم يقطع صغارا ويصب عليه ماء كثير فإذا نضج ذر عليه الدقيق فإن لم يكن فيها لحم فهي عصيدة وقيل هي حسا من دقيق ودسم وقيل إذا كان من دقيق فهي حريرة وإذا كان من نخالة فهي خزيرة

ص: 20

فقلت أصلحك الله لو قربت إلينا من هذا البط يعني الوز (1) فإن الله عز وجل قد أكثر الخير فقال يا ابن زرير إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يحل للخليفة من مال الله إلا قصعتان قصعة يأكلها هو وأهله وقصعة يضعها بين يدي الناس

40 -

وعن علي رضي الله عنه قال مرت إبل الصدقة على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأهوى بيده إلى وبرة من جنب بعير فقال ما أنا بأحق بهذه الوبرة من رجل من المسلمين.

الباب الرابع في النهي عن طلب الإمارة والتنفير منها

41 -

عن عبد الرحمن بن سمرة قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وُكِلْتَ إليها. وأن أعطيتها من غير مسألة أعنت عليها وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فاتِ الذي هو خير وكفر عن يمينك.

(1) بفتح الواو وتشديد الزاي ويقال «إوز» بزيادة همزة مكسورة في أولها.

(تخريجه) قال الهيثمي «فيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف» وقد وثق ولذا

40 -

(سنده) حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير ثنا أبان يعني ابن عبد الله حدثني عمرو بن غزي حدثني عمي علباء عن علي.

(تخريجه) إسناده حسن وغزي بضم الغين وتشديد الزاي المكسورة وتشديد الياء الأخيرة وعلباء بكسر العين هو ابن أبي علباء قال الذهبي لا يدرى من هو وذكره ابن حبان في الثقات وقال في تقريب التهذيب مقبول

41 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هاشم بن القاسم ثنا المبارك ثنا الحسن حدثني عبد الرحمن بن سمرة القرشي قال:

(تخريجه) رواه البخاري ومسلم ورواه النسائي حتى كلمة أعنت عليها عن طريق عمرو بن علي قال ثنا يحيى قال ثنا ابن عون عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة وروى هذا الطرف أيضا أبو داود بلفظ وكلت فيها إلى نفسك.

ص: 21

42 -

وعن الحارث بن يزيد قال سمعت ابن حجيرة الشيخ يقول أخبرني من سمع أبا ذر رضي الله عنه يقول ناجيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة إلى الصبح فقلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني فقال إنها أمانة وخزي وندامة يوم القيامة إلا من أخذ بحقها وأدى الذي عليه فيها

43 -

وعن سالم بن أبي سالم الجيشاني عن أبيه عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر لا تولين مال يتيم ولا تأمرن على اثنين.

44 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم ستحرصون على الإمارة وستصير حسرة وندامة قال حجاج يوم القيامة نعمت المرضعة (1) وبئست الفاطمة

42 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثني حسن ثنا ابن لهيعة ثنا الحرث بن يزيد قال سمعت ابن حجيرة الشيخ يقول الخ .. وابن حجيرة الشيخ والد راو عرف باسم ابن حجيرة أيضا وتطلق بعض كتب الرجال على ابن حجيرة الأب حجيرة الأكبر تمييزا له عن ابنه الذي تطلق عليه ابن حجيرة الأصغر. وابن حجيرة الأكبر أو الشيخ هو عبد الرحمن بن حجيرة الخولاني المصري قاضيها تابعي ثقة.

(تخريجه) رواه مسلم وزاد في أوله إنك ضعيف وإنها أمانة

43 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع قال ثنا ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة قال

(تخريجه) رواه البخاري بلفظ وستكون ندامة يوم القيامة فنعم المرضعة وبئست الفاطمة والنسائي عن ابن المبارك عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة.

(نعمت المرضعة وبئست الفاطمة) قال ابن حجر في فتح الباري قال الداودي نعم المرضعة أي في الدنيا وبئست الفاطمة أي بعد الموت لأنه يصير إلى المحاسبة على ذلك فهو كالذي يفطم قبل أن يستغني فيكون في ذلك هلاكه وقال غيره نعم المرضعة لما فيها من حصول الجاه والمال ونفاذ الكلمة وتحصيل اللذات الحسية والوهمية حال حصولها وبئست الفاطمة عند الانفصال عنها بموت أو غيره وما يترتب عليها من التبعات في الآخرة "

ص: 22

وفي رواية له أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنكم ستحرصون على الإمارة وستصير ندامة وحسرة يوم القيامة فبئست المرضعة ونعمت الفاطمة.

45 -

وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ويل للأمراء ويل للعرفاء ويل للأمناء ليتمنين أقوام يوم القيامة أن ذوائبهم كانت معلقة بالثريا يتذبذبون بين السماء والأرض ولم يكون عملوا على شيء.

وعنه بلفظ آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ويل للوزراء ليتمنين أقوام يوم القيامة ذوائبهم كانت معلقة بالثريا يتذبذبون بين السماء والأرض وأنهم لم يلوا عملا.

46 -

وعن أبي هريرة أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجدونه من خير الناس أشدهم كراهية لهذا الشأن حتى يقع فيه.

وفي رواية (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد بن هارون قال أنا ابن أبي ذئب المقبري عن أبي هريرة

(تخريجه) الأقرب أن متن هذا الحديث مقلوب عن الحديث السابق.

45 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أزهر بن القاسم الراسبي ثنا هشام عن عباد بن أبي على عن أبي حازم عن أبي هريرة.

(غريبه) ذوائبهم أي نواصيهم والذؤابة الناصية أو منبتها من الرأس والثريا أي النجم.

(تخريجه) قال الهيثمي رجاله ثقات في طريقين من أربعة وقال الذهبي عن عباد بن أبي على قال ابن القطان لم تثبت عدالته وقال الذهبي هذا حديث منكر وعلق له البخاري ولم يورده ابن حجر فيمن طعن فيهم من رجال البخاري

وعنه بلفظ آخر (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هشام وعبد الوهاب أنا يعني هشام عن عباد بن أبي علي عن أبي حازم عن أبي هريرة رفعه قال عبد الوهاب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ويل ..

(تخريجه) انظر الحديث السابق.

46 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا قتيبة قال ثنا المغيرة بن عبد الرحمن القرشي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة.

(تخريجه) جاءت هذه الرواية كجزء من حديث رواه البخاري أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد مع ذكر الأمر بدلا من الشأن وروى البخاري أيضا عن أبي زرعة عن أبي هريرة حديثا جاء فيه وتجدون خير الناس في هذا الشأن أشدهم له

ص: 23

47 -

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قدم رجلان معي من قومي قال فأتينا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخطبا وتكلما فجعلا يعرضان بالعمل فتغير وجه النبي صلى الله عليه وسلم أو رؤي في وجهه فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن أخونكم عندي من يطلبه فعليكم بتقوى الله عز وجل قال فما استعان بها على شيء (1)

48 -

وعن ثروان بن ملحان قال كنا جلوسا في المسجد فمر علينا عمار بن ياسر رضي الله عنه فقلنا له حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الفتنة فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون بعدي قوم يأخذون الملك يقتل عليه بعضهم بعضا

كراهية وروى مسلم روايتين إحداهما عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة من حديث جاء فيه تجدون خير الناس في هذا الشأن أشدهم له كراهية حتى يقع فيه

47 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن أخيه عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري.

(تخريجه) رواه بنحوه أبو داود وقال المنذري أورده البخاري في التاريخ الكبير من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن أخيه وقد أخرج البخاري ومسلم في الصحيح من حديث أبي موسى قال أقبلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعي رجلان من الأشعريين أحدهما عن يميني والآخر عن يساري وكلاهما يسأل العمل وفيه والذي بعثك بالحق ما أطلعاني على ما في أنفسهما وفيه لن نستعمل على عملنا من أراده.

(1)

تحدث العلماء عن حكمة عدم تولية من يطلب العمل. وقال ابن حجر في فتح الباري قال المهلب لما كان طلب العمالة دليلا على الحرص ابتغى أن يحترس من الحريص. فلذلك قال صلى الله عليه وسلم لا نستعمل على عملنا من أراده. وظاهر الحديث منع تولية من يحرص على الولاية إما على سبيل التحريم أو الكراهية وإلى التحريم جنح القرطبي لكن يستثنى من ذلك من تعين عليه اهـ.

48 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن عبد الله بن الزبير ثنا إسرائيل عن سماك عن ثروان بن ملحان.

(تخريجه) قال الهيثمي رواه أحمد والطبراني وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير ثروان وهو ثقة

ص: 24

قال قلنا له لو حدثنا غيرك ما صدقناه قال فإنه سيكون.

49 -

وعن يزيد بن أبي سفيان قال قال أبو بكر رضي الله عنه حين بعثني إلى الشام يا يزيد لك في قرابة عسى أن تؤثرهم بالإمارة وذلك أكبر ما أخاف عليك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ولي من أمر المسلمين شيئا فأمر عليهم أحدا محاباة فعليه لعنة الله أو قال تبرأت منه ذمة الله عز وجل

50 -

وعن مسعود بن قبيصة أو قبيصة بن مسعود قال: صلى هذا الحي من محارب الصبح فلما صلوا قال شاب منهم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنه سيفتح لكم مشارق الأرض ومغاربها وإن عمالها في النار إلا من اتقى الله وأدى الأمانة.

الباب الخامس فيما جاء في الأئمة المضلين وإمارة السفهاء ومن ليسوا أهلا للإمارة وفيه فصول:

الفصل الأول في الأئمة المضلين كفانا الله شرهم.

51 -

عن عمر رضي الله عنه أنه قال لكعب إني سائلك عن أمر فلا تكتمني قال

49 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي قال ثنا يزيد بن عبد ربه قال ثنا بقية بن الوليد قال حدثني شيخ من قريش عن رجاء بن حيوة عن جنادة بن أبي أمية عن يزيد بن أبي سفيان قال.

(تخريجه) إسناده ضعيف لجهالة الشيخ الذي روى عنه بقية بن الوليد.

50 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن محمد بن يعقوب قال سمعت شقيق بن حيان يحدث عن مسعود بن قبيصة أو قبيصة بن مسعود قال

(تخريجه) قال الهيثمي في مجمع الزوائد رواه أحمد وفيه شقيق بن حيان قال أبو حاتم مجهول وقال ابن حجر في تعجيل المنفعة ذكره ابن حبان في الثقات فيكون الحديث حسن الإسناد إن لم يكن صحيحا

51 -

(سنده) حدثنا عبد القدوس بن الحجاج ثنا صفوان ثنا أبو المخارق زهير بن

ص: 25

والله لا أكتمك شيئا أعلمه قال ما أخوف شيء تخوفه على أمة محمد صلى الله عليه وسلم قال أئمة مضلين قال عمر صدقت قد أسر ذلك إلي وأعلمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

52 -

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال كنت مخاصر النبي صلى الله عليه وسلم يوما إلى منزله فسمعته يقول غير الدجال أخوف على أمتي من الدجال فلما خشيت أن يدخل قلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أي شيء أخوف على أمتك من الدجال قال الأئمة المضلين

53 -

وعن أبي الدرداء قال عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أخوف ما أخاف عليكم الأئمة المضلون

الفصل الثاني: في إمارة السفهاء نعوذ بالله منهم

54 -

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة رضي الله عنه أعاذك الله من إمارة السفهاء قال وما إمارة السفهاء قال أمراء يكونون بعدي لا يقتدون بهديي ولا يستنون بسنتي فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم

سالم أن عمير بن سعد الأنصاري كان ولاه عمر حمص فذكر الحديث قال عمر يعني لكعب.

(تخريجه) قال الهيثمي رجاله ثقات.

52 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا موسى بن داود أنا ابن لهيعة عن ابن جبيرة عن أبي تميم الجيشاني قال سمعت أبا ذر يقول كنت مخاصر.

(تخريجه) إسناده حسن وله شواهد.

53 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يعقوب قال حدثني أبي عن أبيه قال حدثني أخ لعدي بن أرطأة عن رجل عن أبي الدرداء.

(تخريجه) قال الهيثمي رواه أحمد والطبراني وفيه راويان لم يسميا.

54 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن ابن خثيم عن عبد الرحمن بن ثابت عن جابر بن عبد الله.

ص: 26

فأولئك ليسوا مني ولست منهم ولا يردوا علي حوضي ومن لم يعنهم علي ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم وسيردوا على حوضي

55 -

وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم أو دخل ونحن تسعة وبيننا وسادة من أدم فقال إنها ستكون بعدي أمراء يكذبون ويظلمون فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم فذكر نحوه.

56 -

وعن حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.

57 -

وعن النعمان بن بشير قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في المسجد بعد صلاة العشاء رفع بصره إلى السماء ثم خفضه حتى ظننا أنه قد حدث في السماء شيء فقال ألا إنه سيكون بعدي أمراء يكذبون ويظلمون فمن صدقهم بكذبهم ومالأهم على

وهذا جزء من حديث بقيته (يا كعب بن عجرة الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة والصلاة قربان أو قال برهان يا كعب بن عجرة إنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت النار أولى به يا كعب بن عجرة الناس غاديان فمبتاع نفسه فمعتقها وبائع نفسه فموبقها).

(تخريجه) قال الهيثمي رجاله رجال الصحيح.

55 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني أبو حصين عن الشعبي عن عاصم العدوي عن كعب بن عجرة.

(تخريجه) قال الهيثمي رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط وأحد أسانيد البزار رجاله رجال الصحيح ورجال أحمد كذلك وقال الهيثمي في مجمع الزوائد رواه الطبراني وفيه عاصم بن عبد الله ضعيف

56 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسماعيل عن يونس عن حميد بن هلال أو عن غيره عن ربعي بن حراش عن حذيفة.

(تخريجه) قال الهيثمي رجاله رجال الصحيح

57 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن يزيد عن العوام قال حدثني

ص: 27

ظلمهم فليس مني ولا أنا منه ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يمالئهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه ألا وإن دم المسلم كفارة ألا وأن سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر هن الباقيات الصالحات

58 -

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه سيكون عليكم أمراء وترون أثرة قال قالوا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فما يصنع من أدرك ذاك منا قال أدوا الحق الذي عليكم وسلوا الله الذي لكم (وفي رواية إنكم سترون بعدي أثرة وأمورا تنكرونها قال قلنا ما تأمرنا قال أدوا لهم حقهم وسلوا الله حقكم

59 -

وعنه بلفظ آخر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه سيلي أمركم من بعدي رجال يطفئون السنة ويحدثون بدعة ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها قال ابن مسعود

رجل من الأنصار من آل النعمان بن بشير عن النعمان بن بشير

(تخريجه) قال الهيثمي في مجمع الزوائد رواه أحمد وفيه راو لم يسم وبقية رجاله رجال الصحيح.

58 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الله بن مسعود.

(تخريجه) صحيح.

وفي رواية إنكم سترون بعدي (سنده) قال عبد الله سمعت أبي قال سمعت يحيى قال سمعت سليمان قال سمعت زيد بن وهب قال سمعت عبد الله بن مسعود.

(غريبه) الأثرة بفتح الهمزة والثاء الاسم من آثر يؤثر إيثارا إذا أعطى وترون أثرة معناها أنه يستأثر عليكم فيفضل غيركم في نصيبه في الفيء.

(تخريجه) صحيح

59 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن الصباح ثنا إسماعيل بن زكريا عن عبد الله

ص: 28

يا رسول الله كيف بي إذا أدركتهم قال ليس يا ابن أم عبد طاعة لمن عصى الله قالها ثلاث مرات

60 -

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سيكون عليكم أمراء يأمرونكم بما لا يفعلون فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولن يرد علي الحوض

61 -

وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تكون أمراء تغشاهم غواش أوحوش من الناس يظلمون ويكذبون فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ومن لم يدخل عليهم بكذبهم ويعينهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه

62 -

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه حدثهم عن النبي

بن عثمان بن خثيم عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله (ابن مسعود)

(تخريجه) صحيح

60 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أسود بن عامر أنا أبو بكر يعني ابن عياش عن العلاء بن المسيب عن إبراهيم عن نافع عن ابن عمر.

(تخريجه) إبراهيم هو بن قعيس ضعفه أبو حاتم ووثقه ابن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح قاله الهيثمي وبذلك يكون إسناده حسن.

61 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى عن شعبة ثنا قتادة عن سليمان بن أبي سليمان عن أبي سعيد الخدري.

(تخريجه) فيه سليمان بن أبي سليمان القرشي ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح قاله الهيثمي في مجمع الزوائد وقال ابن حجر في تعجيل المنفعة ذكره ابن حبان في الثقات وعليه فيكون الحديث صحيح الإسناد.

62 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن حماد ثنا أبو عوانة عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو.

ص: 29

صلى الله عليه وسلم قال ضاف ضيف رجلا من بني إسرائيل وفي داره كلبة مجح فقالت الكلبة والله لا أنبح ضيف أهلي قال فعوى جراؤها في بطنها قال قيل ما هذا قال فأوحى الله عز وجل إلى رجل منهم هذا مثل أمة تكون من بعدكم يقهر سفهاؤها أحلامها.

63 -

وعن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال إنا لقعود على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم ننتظر أن يخرج لصلاة الظهر إذ خرج علينا فقال اسمعوا فقلنا سمعنا ثم قال اسمعوا فقلنا سمعنا فقال إنه سيكون عليكم أمراء

(غريبه) مجح بضم الميم وكسر الجيم وتشديد الحاء المهملة قاله ابن فارس في مقاييس اللغة صفحة 405 جزء أول (الجيم والحاء يدل على عظم الشيء ومن هذا الباب أجحت الأنثى إذا حملت فقربت وذلك حين تعظيم بطنها لكبر ولدها فيه والجمع مجاح.

أحلامها من الحلم بكسر الحاء وسكون اللام ذووا الأناة والعقل وإحلام القوم حلماؤهم.

(تخريجه) فيه عطاء بن السائب وقد اختلط قاله الهيثمي في مجمع الزوائد.

63 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا روح ثنا أبو يونس القشيري عن سماك بن حرب عن عبد الله بن خباب بن الأرت حدثني أبي خباب بن الأرت قال.

(تخريجه) روح هو روح بن عبادة ثقة وأبو يونس القشيري هو حاتم بن صغيرة ثقة وسماك بن حرب تغير بآخرة فكان ربما يلقن قاله ابن حجر وعبد الله بن خباب ثقة وعليه فالحديث يحتمل التحسين والله أعلم.

64 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هاشم بن القاسم ثنا عاصم يعني ابن محمد بن زيد بن بن عمر عن عامر بن السمط عن معاوية بن إسحاق عن عطاء بن يسار عن ابن مسعود قال.

ص: 30

بعدي يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون

65 -

حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا الأسود بن عامر وأبو المنذر إسماعيل بن عمر قالا ثنا كامل قال ثنا أبو صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تذهب الدنيا حتى تصير للكع بن لكع وقال أسود يعني المتهم بن المتهم

66 -

وعن أبي بردة بن نيار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله

67 -

وعن المقداد بن الأسود وأبي أمامة رضي الله عنهما قالا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم

68 -

وعن قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري رضي الله عنهما قال إن رسول الله

(تخريجه) إسناده صحيح

65 -

(غريبه) اللكع عند العرب العبد ثم استعمل في الحمق والذم يقال رجل لكع وامرأة لكاع وقيل اللئيم وقد يطلق على الصغير.

(تخريجه) فيه كامل هو ابن العلاء (أو أبو العلاء) التميمي صدوق يخطئ وقال ابن حبان كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل من حيث لا يدري فبطل الاحتجاج بأخباره وبقية رجاله ثقات.

66 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا الوليد بن عبد الله بن جميع عن الجهم بن أبي الجهم عن ابن نيار قال.

(تخريجه) قال الهيثمي رجاله ثقات

67 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد بن عبد ربه ثنا بقية بن الوليد حدثني إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن جبير بن نفير وعمرو بن الأسود عن المقداد بن الأسود وأبي أمامة قالا

(تخريجه) قال الهيثمي رجاله ثقات.

68 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن بن موسى ثنا ابن لهيعة ثنا يزيد بن أبي حبيب أن قيس بن سعد بن عبادة قال.

ص: 31

صلى الله عليه وسلم قال من شدد سلطانه بمعصية الله أوهن الله كيده يوم القيامة

69 -

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بلغ بنو إبي فلان ثلاثين رجلا اتخذوا مال الله دولا ودين الله دخلا وعباد الله خولا.

70 -

وعن داود بن أبي صالح قال أقبل مروان يوما فوجد رجلا (1) واضعا وجهه على القبر فقال أتدري ما تصنع فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب فقال نعم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم آت الحجر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله

حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا جرير بن حازم قال

(تخريجه) قال الهيثمي فيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات.

69 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عثمان قال عبد الله وسمعته أنا من عثمان ثنا جرير عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

(غريبه) دولا جمع دولة بالضم وهو ما يتداول من المال فيكون لقوم دون قوم. الدخل بالتحريك العيب والغش والفساد واتخذوا دين الله دخلا أي أدخلوا في الدين أمورا لم ترد بها السنة. خولا أي خدما وعبيدا يعني أنهم يستخدمونهم ويستعبدونهم.

(تخريجه) رواه البزار والطبراني وأبو يعلى بلفظ إذا بلغ بنو أبي العاصي قاله الهيثمي

70 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الملك بن عمرو ثنا كثير بن زيد عن داود بن أبي صالح قال أقبل مروان.

(1)

واضعا وجهه على القبر الظاهر أنه قبر النبي صلى الله عليه وسلم.

(تخريجه) قال الهيثمي فيه كثير بن زيد وثقه أحمد وغيره وضعفه النسائي وغيره.

(غريبه) الرعاء بالكسر والمد جمع راعي. الحطمة العنيف في الرعاية ضرب مثلا

ص: 32

سمعت الحسن يقول ويزيد بن هارون أنا جرير بن حازم ثنا الحسن قال دخل عائذ بن عمرو وقال يزيد وكان من صالحي النبي صلى الله عليه وسلم على عبيد الله بن زياد فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول شر الرعاء الحطمة وقال عبد الرحمن فأظنه قال إياك أن تكون منهم ولم يشك يزيد فقال اجلس إنما أنت من نخالة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال وهل كانت لهم أو فيهم نخالة إنما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم

الفصل الثالث: في إمارة الصبيان

72 -

عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

هلاك أمتي على يد غلمة من قريش قال مروان وهو معنا في الحلقة قبل أن يلي شيئا: فلعنة الله عليهم غلمة قال وأما والله لو أشاء أقول بنو فلان وبنو فلان لفعلت قال فقمت أخرج أنا مع أبي وجدي إلى مروان بعد ما ملكوا فإذا هم يبايعون الصبيان منهم ومن يبايع له وهو في خرقة، قال لنا: بل عسى أصحابكم هؤلاء أن يكونوا الذين سمعت أبا هريرة يذكر أن هذه الملوك يشبه بعضها بعضا

[لي إلى] السوء ويقال أيضا حطم بدون هاء وسميت النار الحطمة لأنها تحطم كل شيء.

(تخريجه) أخرجه مسلم عن جرير بن حازم عن الحسن بلفظ إن شر الرعاء الحطمة الحديث ..

72 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا روح ثنا أبو أمية عمرو بن يحيى عن سعيد عن أبي هريرة.

(تخريجه) قال ابن كثير في النهاية رواه البخاري بنحوه.

ص: 33

73 -

وعن أبي هريرة أيضا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا القاسم عليه الصلاة والسلام الصادق المصدوق يقول إن هلاك أمتي أو فساد أمتي رؤوس أمراء أغيلمة سفهاء من قريش

74 -

وعن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعوذوا بالله من رأس السبعين وإمارة الصبيان.

75 -

وعن عامر بن شهر رضي الله عنه قال سمعت كلمتين من النبي صلى الله عليه وسلم كلمة ومن النجاشي أخرى، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انظروا قريشا فخذوا من قولهم وذروا فعلهم، وكنت عند النجاشي جالسا فجاء ابنه من الكتاب فقرأ آية من الإنجيل فعرفتها أو فهمتها فضحكت فقال مم تضحك أمن كتاب الله تعالى فوالله إن مما أنزل إليه على عيسى بن مريم أن اللعنة تكون في الأرض إذا كان أمراؤها الصبيان.

73 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن سماك عن مالك بن ظالم قال سمعت أبا هريرة يقول.

(غريبه) بتنوين السين في رؤوس وضم همزة أمراء

(تخريجه) إسناده صحيح.

74 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا كامل أبو العلاء قال سمعت أبا صالح عن أبي هريرة قال.

(تخريجه) فيه كامل أبو العلاء تقدمت ترجمته في ص 31.

75 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو النضر ثنا أبو سعيد يعني المؤذن محمد بن مسلم بن أبي وضاح ثنا إسماعيل بن أبي خالد والمجالد بن سعيد عن عامر الشعبي عن عامر بن شهر قال:

(تخريجه) الحديث صححه السيوطي وأخرجه ابن حبان في صحيحه.

ص: 34

الفصل الرابع في إمارة النساء

76 -

عن أبي بكرة رضي الله عنه أنه أنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم أتاه بشير يبشره بظفر جند له على عدوهم ورأسه في حجر عائشة رضي الله عنها فقام فخر ساجدا ثم أنشأ يسائل البشير فأخبره فيما أخبره أنهم ولي أمرهم امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم الآن هلكت الرجال إذا أطاعت النساء هلكت الرجال إذا أطاعت النساء ثلاثا.

77 -

وعنه أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يلي أمر فارس قالوا امرأة قال ما أفلح قوم يلي أمرهم امرأة.

وعنه من طريق آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ لن يفلح قوم تملكهم امرأة

76 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أحمد بن عبد الملك الحراني ثنا أبو بكرة بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة قال سمعت أبي يحدث عن أبي بكرة أنه.

(تخريجه) هذا الحديث تقدم في سجود الشكر صفحة 186 من الجزء الرابع من الفتح الرباني وجاء فيها أخرجه أبو داود وابن ماجة والترمذي - ولفظه عندهم عن أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه أمر يسر به أو بشر به خر ساجدا شكرا لله قال الترمذي هو حسن غريب. وفي إسناده بكار بن عبد العزيز عن أبي بكرة عن أبيه عن جده وهو ضعيف عند العقيلي وغيره وقال ابن معين إنه صالح الحديث اهـ كما جاء الحديث في باب ذم النساء في صفحة 307 من الجزء 21 من الفتح الرباني أخرجه الطبراني والحاكم وصححه الحاكم وأقره الذهبي

77 -

(سنده) وجدت في كتاب أبي بخط يده ثنا هوزة بن خليفة ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عبد الرحمن عن أبي بكرة.

وعنه من طريق آخر (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنا علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة وبه حدثنا مبارك عن الحسن عن أبي بكرة

(تخريجه) أخرجه الحاكم بلفظ لن يفلح قوم تملكهم امرأة وسكت عليه الذهبي.

ص: 35

78 -

وعن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لن يفلح قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة

79 -

وفي رواية عن أبي بكرة أن رجلا من أهل فارس أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن ربي تبارك وتعالى قد قتل ربك (يعني كسرى) قال وقيل له أنه قد استخلف ابنته قال فقال: لا يفلح قوم تملكهم امرأة

الباب السادس: في وجوب طاعة أولي الأمر إلا في معصية الله تعالى

ووجوب النصح لهم والتحذير من مخالفة الجماعة وفيه فصول

الفصل الأول: في وجوب طاعة أولي الأمر وعدم الخروج عليهم

80 -

حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد ثنا كهمس بن الحسن ثنا الحسن ثنا أبو السليل عن أبي ذر رضي الله عنه قال جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو علي هذه الآية (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) حتى فرغ من الآية ثم قال يا أبا ذر لو أن الناس كلهم أخذوا بها لكفتهم قال فجعل يتلو بها ويرددها علي حتى نعست، ثم قال يا أبا ذر كيف تصنع إن أخرجت من المدينة قال قلت إلى السعة والدعة انطلق حتى أكون حمامة من حمام مكة، قال كيف تصنع إن أخرجت من مكة قال قلت إلى السعة والدعة إلى الشام والأرض المقدسة فقال وكيف تصنع إن أخرجت من الشام

78 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى عن عيينية حدثني أبي عن أبي بكرة

(تخريجه) انظر الحديث بعده

79 -

وفي رواية (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أسود بن عامر ثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن أبي بكرة قال

(تخريجه) هذا حديث تقدم في صفحة 207 من الجزء 21 من الفتح الرباني وقال وجاء في رواية أخرى عن الإمام أحمد أيضا لن يفلح قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة وقال في تخريجه أخرجه البخاري والترمذي والنسائي

80 -

(تخريجه): يزيد هو يزيد بن عبد الله بن الشخير ثقة وكهمس بن الحسن ثقة وضعفه ابن معين والأزدي وأبو السليل هو دريد بن نفير ويقال بن نفير وقيل نفيل شمير ثقة وأرسل عن أبي ذر وعلى هذا فالحديث جيد الإسناد.

ص: 36

قال قلت إذا والذي بعثك بالحق أضع سيفي على عاتقي قال أو خير من ذلك قال قلت أو خير من ذلك قال تسمع وتطيع وإن كان عبدا حبشيا.

81 -

وعن خالد بن وهبان عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا أبا ذر كيف أنت عند ولاة (وفي رواية كيف أنت وأئمة من بعدي) يستأثرون عليك بهذا الفيء قال والذي بعثك بالحق أضع سيفي على عاتقي فأضرب به حتى ألحقك قال أفلا أدلك على خير لك من ذلك تصبر حتى تلقاني.

82 -

وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك ولا تنازع الأمر أهله وإن رأيت أن لك (زاد في رواية) ما لم يأمروك بإثم بواحا.

81 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن أيوب ثنا أبو بكر يعني ابن عياش عن مطرف عن أبي الجهم عن خالد بن وهبان عن أبي ذر

وفي رواية (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن آدم ويحيى بن أبي بكير مولى البراء وأثنى عليه خيرا قالا ثنا زهير عن مطرف قال بن أبي بكير ثنا مطرف يعني الحارثي عن أبي الجهم قال ابن أبي بكير عن خالد بن وهبان أو وهبان عن عن أبي ذر

(تخريجه) لم أقف عليه بهذا اللفظ لغير الإمام أحمد وفي الباب شواهد تؤيده.

82 -

حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا الوليد بن مسلم حدثني الأوزاعي عن عمير بن هانئ أنه حدثه عن جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت

زاد في رواية (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا الوليد قال حدثني ابن ثوبان لعله عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن عمير بن هانئ حدثه عن جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت

(غريبه) بواحا أي جهارا من باح بالشيء يبوح به إذا أعلنه

(تخريجه) رواه مسلم بدون لا تنازع الأمر أهله الخ والنسائي بلفظ بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

ص: 37

83 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك.

84 -

وعن أم الحصين الأحمسية رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب بعرفات وهو يقول ولو استعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب الله فاسمعوا له وأطيعوا قال عبد الله (يعني ابن الإمام أحمد رحمهما الله) وسمعت أبي يقول إني لأرى له السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره.

(وعنها من طريق آخر) قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يخطب على المنبر عليه برد له قد التفع به من تحت إبطه قالت فأنا أنظر إلى عضلة عضده ترتج فسمعته يقول يا أيها الناس اتقوا الله وإن أمر عليكم عبد حبشي مجدع فاسمعوا له وأطيعوا ما أقام فيكم كتاب الله عز وجل.

85 -

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون

83 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سعيد بن منصور وقتيبة قالا حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن أبي صالح عن أبي هريرة

(تخريجه) رواه مسلم في كتاب الإمارة والنسائي في البيعة بلفظ مختلف

84 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو نعيم قال ثنا يونس عن العيزار بن حريث قال سمعت أم الحصين الأحمسية قالت

(غريبه) مجدوع أي مقطوع الأنف والجدع قطع الأنف والأذن والشفة وهو بالأنف أخص فإذا أطلق غلب عليه

(تخريجه) رواه مسلم بنحوه

85 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الصمد ثنا أبي وعفان ثنا عبد الوارث

ص: 38

عليكم أمراء تطمئن إليهم القلوب وتلين لهم الجلود ثم يكون عليكم أمراء تشمئز منهم القلوب وتقشعر منهم الجلود فقال رجل أنقاتلهم يا رسول الله قال لا ما أقاموا الصلاة.

86 -

وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه ستكون أمراء تعرفون وتنكرون فمن أنكر فقد برئ ومن كره فقد سلم ولكن من رضي وتابع قالوا يا رسول الله أفلا نقاتلهم قال لا ما صلوا لكم الخمس.

87 -

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم حبشي كأن رأسه زبيبة.

88 -

حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن أبي التياح قال سمعت أبا زرعة يحدث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال يهلك أمتي هذا الحي من قريش قالوا فما تأمرنا يا رسول الله قال لو أن الناس اعتزلوهم وقال أبي في مرضه الذي مات فيه اضرب على هذا الحديث فإنه خلاف الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يعني قوله اسمعوا وأطيعوا واصبروا

قال ثنا محمد بن جحادة حدثني الوليد عن عبد الله البهي عن أبي سعيد الخدري

(تخريجه) قال الهيثمي فيه الوليد صاحب عبد الله البهي لم أعرفه وبقية رجاله ثقات

86 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد ثنا هشام بن حسان عن الحسن عن ضبة بن محصن عن أم سلمة

(تخريجه) رواه الترمذي بنحوه وقال حديث حسن صحيح

87 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد ثنا شعبة حدثنا أبو التياح عن أنس قال

(تخريجه) صحيح ورواه البخاري بلفظه ومسلم بنحوه

88 -

(تخريجه) أبو التياح هو يزيد بن حميد الضبعي. وأبو زرعة هو ابن عمر بن جرير والحديث إسناده صحيح ورواه البخاري ورواه مسلم إلى قوله (اعتزلوهم)

ص: 39

89 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصى أميري فقد عصاني

90 -

حدثنا عبد الله حدثني أبي قال قرئ على سفيان سمعت أبا الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فسمعت سفيان يقول من أطاع أميري فقد أطاعني ومن أطاعني فقد أطاع الله عز وجل قال أبي وقال سفيان في حديث أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة وابن جريج عن الحسن بن مسلم عن طاوس عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم سبقت الدرع لو أمرت بجر بنانه وتعفو أثره (1) فوسعها قال أبو الزناد يوسعها ولا تتسع قال ابن جريج عن الحسن بن مسلم ولا يتوسع

91 -

وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من عبد الله لا يشرك به شيئا فأقام الصلاة وآتى الزكاة وسمع وعصى فإن الله تعالى من أمره بالخيار إن شاء الله

89 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق ثنا معمر أخبرني الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة

(تخريجه) إسناده صحيح ورواه البخاري ومسلم بلفظه وإسناده

90 -

(تخريجه) رواه مسلم في كتاب الإمارة وأبو داود الطيالسي في مسنده

(تخريجه) رواه الطيالسي بلفظه رواه مسلم بمعناه والبخاري بنحوه من حديثه وإسناده صحيح وللحديث بقية ليس هذا موضعها.

91 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو اليمان ثنا ابن عياش عن عقيل بن مدرك السلمي عن عثمان بن عامر عن أبي راشد الحراني عن عبادة بن الصامت

_________

(1)

انظر ضبط شعيب الأرناؤوط لهذه الجملة في تحقيقه للمسند

ص: 40

وإن شاء عذبه

الفصل الثاني: في قوله صلى الله عليه وسلم لا طاعة لبشر في معصية الله تعالى

92 -

عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا طاعة لبشر في معصية الله

93 -

ز - وعنه رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية واستعمل عليهم رجلا من الأنصار قال فلما وجد عليهم في شيء قال لهم أليس قد أمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تطيعوني قالوا بلى قال فقال اجمعوا حطبا ثم دعا بنار فأضرمها فيه ثم قال عزمت عليكم لتدخلنها قال فهم القوم أن يدخلوها قال شاب فيهم إنما فررتم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النار فلا تعجلوا حتى تلقوا النبي صلى الله عليه وسلم فإن أمركم أن تدخلوها فادخلوا قال فرجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه فقال لهم

(تخريجه) قال الهيثمي رجاله ثقات

92 -

(سنده) حدثنا أبي ثنا عبد الرحمن ثنا سفيان عن زبيد عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي رضي الله عنه

(تخريجه) إسناده صحيح

93 -

وعنه من طريق آخر (سنده) حدثنا عبد الله ثنا عبيد الله بن عمر القواريري ثنا ابن مهدي عن سفيان عن زبيد عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي

(تخريجه) إسناده صحيح وهذا حديث من زيادات عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل وله شواهد في الصحيحين.

94 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي رضي الله عنه

ص: 41

لو دخلتموها ما خرجتم منها أبدا إنما الطاعة في المعروف

وعنه من طريق آخر بنحوه وفيه لو دخلتموها لم تزالوا فيها إلى يوم القيامة وقال للآخرين قولا حسنا وقال لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف.

95 -

وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال السمع والطاعة على المرء فيما أحب أو كره إلا أن يؤمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة.

96 -

وعن عمران بن حصين رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا طاعة في معصية الله تبارك وتعالى.

97 -

وعن الحسن أن زياداً استعمل الحكم الغفاري رضي الله عنه على جيش فأتاه عمران بن حصين رضي الله عنه فلقيه بين الناس فقال أتدري لم جئتك فقال له لم

(تخريجه) إسناده صحيح ورواه البخاري وغيره بنحوه

وعنه طريق آخر (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن زبيد الأيامي هو ابن الحارث بن عبد الكريم والحديث إسناده صحيح.

95 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى عن عبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر.

(تخريجه) إسناده صحيح ورواه البخاري بنحوه.

96 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرحمن أنا همام عن قتادة عن أبي مراية عن عمران بن حصين.

(تخريجه) الحديث صحيح ورواه مسلم بلفظه والبخاري بلفظه لا طاعة في المعصية

97 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الصمد ثنا حماد أنا يونس وحميد عن الحسن الخ

ص: 42

قال هل تذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل الذي قال له أميره قع في النار فادرك فاحتبس فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال لو وقع فيها لدخلا النار جميعا لا طاعة في معصية الله تبارك وتعالى قال نعم قال إنما أردت أن أذكرك هذا الحديث.

98 -

حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا بهز ثنا سليمان بن المغيرة ثنا حميد يعني بن هلال عن عبد الله بن الصامت قال أراد زياد أن يبعث عمران بن حصين رضي الله عنه على خراسان فأبى عليهم فقال له أصحابه أتركت خراسان أن تكون عليها قال فقال إني والله ما يسرني أن أصلي بحرها وتصلون ببردها إني أخاف إذا كنت في نحور العدو أن يأتيني كتاب من زياد فإن أنا مضيت هلكت، وإن رجعت ضربت عنقي قال فأراد الحكم بن عمرو الغفاري رضي الله عنه عليها قال فانقاد لأمره قال فقال عمران ألا أحد يدعو لي الحكم قال فانطلق الرسول قال فأقبل الحكم إليه قال فدخل عليه قال فقال عمران للحكم أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا طاعة لأحد في معصية الله تبارك وتعالى قال نعم فقال عمران لله الحمد أو الله أكبر.

99 -

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن معاذا قال يا رسول الله أرأيت إن كان علينا أمراء لا يستنون بسنتك ولا يأخذون بأمرك فما تأمر في أمرهم فقال رسول الله

(تخريجه) قال الهيثمي رواه أحمد بألفاظ وللطبراني باختصار وفي بعض طرقه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ورجال أحمد رجال الصحيح.

98 -

(تخريجه) قال الهيثمي رجاله رجال الصحيح ورواه البزار بنحوه ورجاله رجال الصحيح.

99 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الصمد ثنا حرب بن شداد بصري ثنا يحيى يعنى ابن أبي كثير قال عمرو بن زينب العنبري أن أنس بن مالك حدثه أن معاذا.

ص: 43

صلى الله عليه وسلم لا طاعة لمن لم يطع الله عز وجل.

100 -

حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا الحكم بن نافع أبو اليمان ثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الله بن عثمان بن خيثم حدثني إسماعيل بن عبيد الأنصاري فذكر الحديث (1) فقال عبادة (يعني ابن الصامت رضي الله عنه لأبي هريرة يا أبا هريرة إنك لم تكن معنا إذ بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا بايعناه على السمع والطاعة في النشاط والكسل وعلى النفقة في اليسر العسر وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعلى أن نقول في الله تبارك وتعالى ولا نخاف لومة لائم فيه وعلى أن ننصر النبي صلى الله عليه وسلم إذا قدم علينا يثرب فنمنعه مما نمنع منه أنفسنا وأزواجنا وأبناءنا ولنا الجنة فهذه بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي بايعنا عليها فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما بايع عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى الله تبارك وتعالى بما بايع عليه نبيه، فكتب معاوية إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه إن عبادة بن الصامت قد أفسد علي الشام وأهله فإما تكن إليك عبادة وإما أخلي بينه وبين الشام، فكتب إليه أن رحل عبادة حتى ترجعه إلى داره من المدينة فبعث بعبادة حتى قدم المدينة فدخل على عثمان في الدار وليس في الدار غير رجل من السابقين أو من التابعين قد أدرك القوم فلم يفجأ عثمان إلا وهو قاعد في جنب الدار فالتفت إليه فقال يا عبادة بن الصامت ما لنا ولك فقام عبادة بين ظهراني الناس فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا القاسم محمدا صلى الله عليه وسلم يقول إنه سيلي أموركم بعدي رجال

(تخريجه) قال الهيثمي فيه عمرو بن زينب ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح وعمرو بن زينب صحته عمرو بن زينب العنبري البصري قال ابن حجر في تعجيل المنفعة ذكره ابن حبان في الثقات وعلى هذا فالحديث جيد الإسناد.

(1)

انظر الحديث السابق

100 -

(تخريجه) قال الهيثمي رواه الطبراني ورجاله رجال أحمد إلا أن إسماعيل بن عياش رواه عن الحجازيين وروايته عنهم ضعيفة.

ص: 44

يعرفونكم ما تنكرون وينكرون عليكم ما تعرفون فلا طاعة لمن عصى الله تبارك وتعالى فلا تعتلوا بربكم

الفصل الثالث: في وجوب مناصحة أولي الأمر وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر

101 -

عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نضر الله عبدا سمع مقالتي هذه فحملها فرب حامل الفقه فيه غير فقيه، ورب حامل الفقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن صدر مسلم، إخلاص العمل لله عز وجل ومناصحة أولي الأمر ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من ورائهم.

102 -

حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد ومحمد بن يزيد قال ثنا العوام قال محمد عن القاسم وقال يزيد في حديثه حدثني القاسم بن عوف الشيباني عن رجل قال كنا قد حملنا لأبي ذر رضي الله عنه شيئا نريد أن نعطيه إياه فأتيناه الربذة فسألنا

(غريبه) تعتلوا أي تعتذروا.

101 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو المغيرة عن معان بن رفاعة قال حدثني عبد الوهاب بن بخت المكي عن أنس بن مالك.

(غريبه) لا يغل عليهن بضم الياء وكسر الغين وتشديد اللام هو من الأغلال. الخيانة في كل شيء. ويروى بفتح الياء وكسر الغين من الغل وهو الحقد والشحناء أي لا يدخله حقد يزيله عن الحق وروي يغيل بفتح الياء وكسر الغين وضم اللام المخففة من الوغول وهو الدخول في الشر. والمعنى أن هذه الخلال الثلاث تستصلح بها القلوب فمن تمسك بها طهر قلبه من الخيانة والشر. قاله في النهاية ابن الأثير.

(تخريجه) رواه الحاكم في المستدرك بنحوه وصححه وأقره الذهبي ورواه ابن ماجة في مقدمة سننه بنحوه.

102 -

(تخريجه) قال الهيثمي فيه راوي لم يسم وبقية رجاله ثقات.

ص: 45

عنه فلم نجده قيل استأذن في الحج فأذن له فأتيناه بالبلدة وهي منى فبينا نحن عنده إذ قيل له إن عثمان صلى أربعا فاشتد ذلك على أبي ذر وقال قولا شديدا وقال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى ركعتين وصليت مع أبي بكر وعمر ثم قام أبو ذر فصلى أربعا فقيل له عبت على أمير المؤمنين شيئا ثم صنعت قال الخلاف أشد إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فقال إنه كائن بعدي سلطان فلا تذلوه فمن أراد أن يذله فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه وليس بمقبول منه توبة حتى يسد ثلمته التي ثلم وليس بفاعل ثم يعود فيكون فيمن يعزه، أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يغلبونا على ثلاث أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونعلم الناس السنن.

103 -

وعن سعيد بن جمهان قال أتيت عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه وهو محجوب البصر فسلمت عليه قال لي من أنت فقلت أنا سعيد بن جمهان قال فما فعل والدك قال قلت قتلته الأزارقة قال لعن الله الأزارقة لعن الله الأزارقة حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كلاب النار قال قلت الأزارقة وحدهم أم الخوارج كلها قال بلى الخوارج كلها، قال قلت فإن السلطان يظلم الناس ويفعل بهم قال فتناول يدي فغمزها بيده غمزة شديدة ثم قال ويحك يا ابن جمهان، عليك بالسواد الأعظم، عليك بالسواد الأعظم إن كان السلطان يسمع منك فأته في بيته فأخبره بما تعلم فإن قبل منك وإلا فدعه فإنك لست بأعلم منه.

103 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو النضر ثنا الحشرج بن نباتة العبسي كوفي حدثني سعيد بن جمهان قال.

(تخريجه) قال الهيثمي روى ابن ماجه طرفا منه ورجال أحمد ثقات.

ص: 46

104 -

وعن شريح بن عبيد الحضرمي وغيره قال جلد عياض بن غنم رضي الله عنه صاحب دار حين فتحت فأغلظ له هشام بن حكيم (بن حزام) القول حتى غضب عياض ثم مكث ليالي فأتاه هشام بن حكيم فاعتذر إليه ثم قال هشام لعياض ألم تسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول من أراد أن ينصح السلطان بأمر فلا يبد له علانية ولكن ليأخذ بيده ليخلو به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه له وإنك يا هشام لأنت الجريء إذ تجترئ على سلطان الله فلا خشيت أن يقتلك السلطان فتكون قتيل سلطان الله تبارك وتعالى

الفصل الرابع في لزوم جماعة المسلمين وإكرام السلطان

105 -

ز - عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إثنان خير من واحد وثلاث خير من اثنين وأربعة خير من ثلاثة فعليكم بالجماعة فإن الله عز وجل لن يجمع أمتي إلا على هدى

104 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان حدثني شريح بن عبيد الحضرمي وغيره قال

(تخريجه) قال الهيثمي في الصحيح طرف منه من حديث هشام فقط ورجال أحمد ثقات إلا أني لم أجد لشريح من عياض وهشام سماعا وإن كان تابعيا

105 -

(سنده) حدثنا عبد الله ثنا أبو اليمان ثنا ابن عياش عن البختري بن عبيد بن سليمان عن أبيه عن أبي ذر

(غريبه) الربقة في الأصل عروة في حبل تجعل في عنق البهيمة أو يدها تمسكها فاستعارهما للإسلام يعني ما يشد به المسلم نفسه من عرى الإسلام

(تخريجه) قال المناوي رمز المصنف (السيوطي) لصحته وليس كما زعم فقد أعله الهيثمي بأن أبا البختري هذا ضعيف وأقول بن عياش أورده الذهبي في الضعفاء

ص: 47

106 -

ز - وعنه أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خالف الجماعة شبرا خلع ربقة الإسلام في عنقه

107 -

وعن ربعي بن حراش قال انطلقت إلى حذيفة (بن اليمان رضي الله عنه بالمدائن ليالي سار الناس إلى عثمان (بن عفان رضي الله عنه فقال يا ربعي ما فعل قومك قال قلت عن أي بالهم تسأل قال من خرج منهم إلى هذا الرجل (يعني عثمان) فسميت رجالا فيمن خرج إليه فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من فارق الجماعة واستذل الإمارة لقي الله عز وجل ولا وجه له عنده

108 -

وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أكرم سلطان الله تبارك وتعالى في الدنيا أكرمه الله يوم القيامة ومن أهان

وقال مختلف فيه وليس بالقوي وقال في اللسان وأبو البختري لا يكاد يعرف كذبه دحيم قال في ذيل الضعفاء والمتروكين وأبو عبيدة تابعي لا يعرف هكذا قال.

106 -

وعنه أيضا (سنده) حدثنا عبد الله ثنا أحمد بن محمد ثنا أبو بكر يعني ابن عياش عن مطرف عن أبي الجهم عن خالد بن وهبان عن أبي ذر

(تخريجه) فيه ابن عياش تكلموا فيه وأخرجه البخاري ومسلم والحاكم في المستدرك بنحوه بألفاظ متقاربة

107 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسحاق بن سليمان ثنا كثير أبو النضر عن ربعي بن حراش

(تخريجه) أخرجه الحاكم بسنده وفيه لقي الله عز وجل ولا حجة له وصححه الذهبي

108 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن بكر ثنا حميد بن مهران ثنا سعد بن أوس عن زياد بن كسيب العدوي عن أبي بكرة

ص: 48

سلطان الله تبارك وتعالى في الدنيا أهانه الله يوم القيامة.

(الباب) السابع فيما جاء في البيعة وأحكامها وفيه فصلان

الفصل الأول في كيفية بيعة النبي صلى الله عليه وسلم

109 -

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يبايع على السمع والطاعة فقال فيما استطعتم.

وعنه من طريق آخر بلفظ قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي هذه اليمنى على السمع والطاعة فيما استطعت.

111 -

وعن عبادة بن الوليد بن عبادة عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا ومنشطنا ومكرهنا والأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله ونقوم بالحق حيث كان ولا نخاف في الله لومة لائم.

(تخريجه) قال الهيثمي رجاله ثقات

109 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر

(تخريجه) أخرجه البخاري عن مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر وأخرجه مسلم عن طريق ابن جعفر عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر

110 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا شعبة عن غياث مولى ابن هرمز قال سمعت أنس بن مالك

(تخريجه)(غياث) صحته عتاب (بالتاء المثنى) بن مولى هرمز أو بن هرمز بصري صدوق قاله ابن حجر في تقريب التهذيب

وعنه من طريق آخر (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال سمعت أنس بن مالك

(تخريجه) أخرجه أبو داود الطيالسي

111 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن سيار ويحيى بن سعيد القاضي

ص: 49

112 -

حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا سفيان عن يحيى عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت سمعه من جده وقال سفيان مرة عن جده عبادة رضي الله عنه قال سفيان وعبادة نقيب وهو من السبعة بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المعسر والميسر والمنشط والمكره ولا ننازع الأمر أهله (وفي رواية وإن رأيت أن لك) نقول بالحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم ثم قال سفيان زاد بعض الناس ما لم ترو كفرا بواحا.

113 -

حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أنا خالد الحذاء عن أبي قلابة قال خالد أحسبه ذكره عن أبي أسماء قال قال عبادة بن الصامت رضي الله عنه أخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أخذ على النساء ستا أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا يعضد بعضكم بعضا ولا تعصوني في معروف فمن أصاب منكم منهن حدا فعجل له عقوبته فهو كفارته وإن أخر عنه فأمره إلى الله تعالى إن شاء عذبه وإن شاء رحمه.

114 -

وعن سلمة بن قيس الأشجعي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في

أنهما سمعا عبادة بن الوليد بن عبادة يحدث عن أبيه أما سيار فقال عن النبي صلى الله عليه وسلم وأما يحيى فقال عن أبيه عن جده قال بايعنا

(تخريجه) أخرجه البخاري بسنده من طريق مالك بلفظ بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره وأن لا ننازع الأمر أهله وأن نقوم أو نقول بالحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم ومسلم في باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية. وقد تقدم الحديث في مناقب عبادة بن الصامت ص 275 من الجزء الثاني والعشرين من الفتح الرباني.

112 -

(تخريجه) انظر الحديث السابق

113 -

(غريبه) يعضد: يقال عضدت الشجر أي قطعته وهو هنا بمعنى التقاطع

(تخريجه) أخرجه البخاري عن عبادة بن الصامت من غير هذا السند بألفاظ متقاربة أورد الهيثمي رواية مقاربة عن جرير بن عبد الله البجلي وقال رواه الطبراني وفيه سيف بن هارون وثقه أبو نعيم وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح

114 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هاشم قال ثنا أبو معاوية يعني شيبان بن منصور عن هلال بن يساف عن سلمة بن قيس

ص: 50

حجة الوداع إنما هن أربع أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا تزنوا ولا تسرقوا قال فما أنا بأشح عليهن إذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

115 -

وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا أخر إلا قائما.

116 -

ز - وعن قتادة عن رجل من بني سدوس عن قطبة بن قتادة قال بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على ابنتي الحوصلة وكان يكنى بأبي الحوصلة.

1117 -

وعن أبي الزبير قال سألت جابرا (يعني ابن عبد الله رضي الله عنهما عن شأن ثقيف إذ بايعت فقال اشترطت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا صدقة عليها ولا جهاد

(تخريجه) رواه البخاري في كتاب الإيمان بلفظ بايعوني على ألا تشركوا الخ ..

115 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي بشر عن يوسف بن ماهك يحدث عن حكيم بن حزام

(غريبه) خرَّ يخُِرُّ بالضم والكسر إذا سقط في محل ومعناه لا أموت إلا متمسكا بالإسلام وقيل لا أقع في شيء من تجارتي وأموري إلا قمت به منتصبا له وقيل لا أغبن ولا أغبن جاء ذلك في مجمع بحار الأنوار واللفظ يتسع لمعان أخرى والله أعلم

(تخريجه) أخرجه النسائي

116 -

(سنده) حدثنا عبد الله قال حدثني محمد بن ثعلبة بن سواء قال حدثني حمران بن يزيد عن قتادة عن رجل من بني سدوس

(تخريجه) رواه الدارقطني في المؤتلف والمختلف من طريق مالك بن عبد الواحد عن عون عن عمران عن مقاتل بن معدان بلفظ أتى قطبة بن جرير السدوسي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أبايعك على نفسي وعلى ابنتي الحويصلة وبها كان يكنى اهـ وضبط أباه بفتح المهملة بفتح المهملة وآخره زاي. وضبطه بعضهم بضم الجيم وفتح الزاي بعدها مثناة تحتية ثقيلة. وجاء في أسد الغابة عن عمران بن حدير أن قطبة بن قتادة هو قطبة بن حريز قاله ابن مندة وأبو نعيم

117 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا أبو الزبير قال سألت جابرا

ص: 51

قال وأخبرني جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيصدقون ويجاهدون إذا أسلموا يعني ثقيفا

118 -

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال جاء عبد فبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الهجرة ولم يشعر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه عبد فجاء سيده يريده فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعنيه فاشتراه بعبدين أسودين ثم لم يبايع أحدا بعد حتى يسأله أعبد هو.

الفصل الثاني في وجوب البيعة ولزومها وعدم التخلي عنها.

119 -

عن أبي صالح عن معاوية (بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية.

120 -

وعن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات وليست عليه طاعة مات ميتة جاهلية فإن خلعها من بعد عقدها في عنقه (وفي رواية بعد عقده إياها في عنقه) لقي الله تبارك وتعالى وليست له حجة.

(تخريجه) أخرجه أبو داود من طريق إسماعيل يعني ابن عبد الكريم حدثني إبراهيم يعني ابن عقيل بن منبه عن أبيه عن وهب بلفظه وسكت عليه فهو عنده حسن وسكت أيضا عنه المنذري

118 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حجين حدثنا ليث عن أبي الزبير وإسحاق بن عيسى حدثنا ليث حدثني أبو الزبير عن جابر

(تخريجه) أخرجه النسائي وابن ماجه كلاهما عن طريق الليث عن أبي الزبير عن جابر بلفظه

119 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أسود بن عامر أنا أبو بكر بن عن عاصم عن أبي صالح عن معاوية

(تخريجه) قال الهيثمي رواه الطبراني في الأوسط وفي رواته العباس بن الحسن القنطري ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح وبلفظ من مات وليس عليه إمام

120 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو النضر وحسن قالا ثنا شريك عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر يعني ابن ربيعة عن أبيه

(تخريجه) جاء هذا الحديث في ص 77 من الجزء 17 من الفتح الرباني وقال مصنفه رحمه الله: أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني وفيه عاصم بن عبيد وهو ضعيف

ص: 52

121 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وأنه لا نبي بعدي إنه سيكون خلفاء فتكثر قالوا فما تأمرنا قال فوا ببيعة الأول فالأول وأعطوهم حقهم الذي جعل الله لهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم.

122 -

وعنه أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات فميتته جاهلية ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبته ويقاتل لعصبته وينصر عصبته فقتل فقتلة جاهلية ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها لا يتحاشى لمؤمنها ولا يفي لذي عهدها فليس مني ولست منه.

123 -

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فإنه من خالف الجماعة شبرا فمات فميتته جاهلية (وفي رواية) فيموت إلا مات ميتة جاهلية.

121 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن فرات سمعت أبا حازم قال قاعدت أبا هريرة خمس سنين فسمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال

(تخريجه) إسناده صحيح رواه مسلم بدون الذي جعل لهم

122 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد ثنا جرير بن حازم عن غيلان بن جرير عن أبي قيس بن رباح عن أبي هريرة

(غريبه) عمية أي ضالة كالقتال في العصبة والأهواء وهي بكسر العين أو ضمها وبكسر الميم المشددة

(تخريجه) الحديث صحيح الإسناد ورواه مسلم بسنده وبألفاظ متقاربة

123 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن بن الربيع ثنا حماد بن زيد عن الجعد أبي عثمان عن أبي رجاء عن ابن عباس

(تخريجه) إسناده صحيح. حسن بن الربيع بن سليمان البجلي ثقة والجعد أبو عثمان هو الجعد بن دينار اليشكري ثقة وثقه ابن معين وأبو داود وغيرهما. وأخرجه البخاري ومسلم

وفي رواية (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا حسن ثنا حماد بن زيد عن الجعد أبي عثمان قال سمعت أبا رجاء العطاردي يحدث عن ابن عباس يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

وفي رواية (تخريجه) إسناده صحيح وهو مكرر وحسن الوارد في هذه الرواية هو ابن موسى الأشيب ثقة

ص: 53

124 -

وعن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خيار أئمتكم من تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم قلنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلا ننابذهم عند ذلك قال لا ما أقاموا لكم الصلاة، ألا ومن ولي عليه أمير وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله فلينكر ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة.

125 -

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من مات على غير طاعة الله مات ولا حجة له ومن مات وقد نزع يده من بيعة كانت ميتته ميتة ضلالة.

126 -

وعن زيد بن أسلم عن أبيه قال دخلت مع ابن عمر رضي الله عنهما على عبد الله بن مطيع فقال مرحبا بأبي عبد الرحمن ضعوا له وسادة فقال إنما جئتك لأحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من نزع يدا من طاعة الله فإنه يأتي يوم القيامة لا حجة له ومن مات وهو مفارق للجماعة فإنه يموت ميتة جاهلية.

124 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا علي بن إسحاق قال أنا عبد الله قال أخبرني عبد الرحمن بن بريد بن جابر قال حدثني زريق مولى بني فزارة عن مسلم بن قرظة وكان ابن عم عوف بن مالك قال سمعت عوف بن مالك يقول سمعت

(تخريجه) أخرجه مسلم بألفاظ متقاربة عن يزيد بن يزيد بن جابر عن رزيق بن حبان عن مسلم بن قرظة وعبد الرحمن بن بريد بن جابر صحته عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي وزريق بن حبان بتقديم الزاي يقال له أيضا رزيق بتقديم الراء قاله ابن حجر في تهذيب التهذيب

125 -

(سنده) حدثنا عبد الله ثنا أبي حدثنا إسحاق بن عيسى ثنا ابن لهيعة عن بكير عن نافع عن ابن عمر

(تخريجه) فيه ابن لهيعة وقد تكلموا فيه وبكير هو عبد الله بن الأشج المدني نزيل مصر ثقة والحديث جيد الإسناد وله شاهد عند مسلم بلفظ من خلع يده من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية من عدة طرق عن عبد الله بن عمر

126 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الملك ثنا هشام يعني ابن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال

(تخريجه) إسناده صحيح وانظر الحديث قبله

ص: 54

127 -

وعن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال انتهيت إلى عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما وهو جالس في ظل الكعبة فسمعته يقول بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر (فذكر حديثا طويلا) وفيه من بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر قال فأدخلت رأسي من بين الناس فقلت أنشدك بالله آنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأشار بيده إلى أذنيه فقال سمعته أذناي ووعاه قلبي قال فقلت هذا ابن عمك معاوية يعني يأمرنا بأكل أموالنا بيننا بالباطل وأن نقتل أنفسنا وقد قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل قال فجمع يديه فوضعهما على جبهته ثم نكس هنية ثم رفع رأسه فقال أطعه في طاعة الله واعصه في معصية الله عز وجل.

أبواب ما جاء في خلافة أول الخلفاء الراشدين

أبي بكر الصديق رضي الله عنه

الباب الأول: في ذكر الأحاديث المشيرة إلى خلافته رضي الله عنه

128 -

عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.

127 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة

(غريبه) صفقة يده هو أن يعطي الرجل الرجل عهده وميثاقه لأن المتعاهدين يضع أحدهما يده في يد الآخر كما يفعل المتبايعان وهي المرة من التصفيق باليدين

(تخريجه) هذا طرف من حديث طويل تقدم بكامله في باب خطب النبي صلى الله عليه وسلم في صفحة 270، 271 من الجزء 21 من كتاب الفتح الرباني وقال مصنفه رحمه الله رواه مسلم بطوله وكذا ابن ماجه والنسائي إلا أنهما اختصرا شيئا من آخره وروى بعضه أبو داود اهـ

128 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان بن عيينة عن زائدة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن حذيفة.

ص: 55

129 -

ز - وعن أبي جحيفة قال سمعت عليا رضي الله عنه يقول ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر رضي الله عنه ثم قال ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد أبي بكر عمر رضي الله عنه.

130 -

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه عاصبا رأسه في خرقة فقعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إنه ليس أحد أمن علي في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة ولو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن خلة الإسلام أفضل، سدوا عني كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر.

131 -

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.

(تخريجه) جاء هذا الحديث في كتاب المناقب - باب ما جاء فيما اشترك فيه أبو بكر وعمر وعلي رضي الله عنهم ص 182 من الجزء 22 من كتاب الفتح الرباني وقال مصنفه رحمه الله عن تخريجه: الترمذي وابن ماجه والحاكم وحسنه الترمذي قال وروى سفيان الثوري هذا الحديث عن عبد الملك بن عمير عن مولى لربعي عن ربعي عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم اهـ

129 -

ز - (سنده) حدثنا عبد الله ثنا صالح بن عبد الله الترمذي ثنا حماد عن عاصم وحدثنا عبيد الله القواريري ثنا حماد قال القواريري في حديثه ثنا عاصم بن أبي النجود عن زر يعني ابن حبيش عن أبي جحيفة.

(تخريجه) إسناد الروايتين صحيح ولأبي جحيفة أكثر من حديث في هذا الموضوع جاءت في كتاب المناقب باب ما اشترك فيه أبو بكر وعمر وعلي ص 180 من الجزء 22 من الفتح الرباني وأخرج أبو داود وابن ماجه نحوه عن محمد بن الحنفية.

130 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسحاق بن عيسى حدثنا جرير عن يعلى بن حكيم عن عكرمة عن ابن عباس.

(غريبه) خوخة - الخوخة باب صغير كالنافذة الكبيرة وتكون بين بيتين ينصب عليها باب.

131 -

وعن أبي سعيد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو عامر ثنا فلح عن سالم أبي النضر عن بسر بن سعيد عن أبي سعيد.

(تخريجه) إسناده صحيح ورواه البخاري بلفظه عن عبد الله بن محمد الجعفي عن وهب بن جرير عن أبيه عن يعلى بن حكيم عن عكرمة عن ابن عباس ورواه كثيرون آخرون.

ص: 56

132 -

وعن محمد بن جبير أن أباه جبير بن مطعم رضي الله عنه أخبره أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمته في شيء فأمرها بأمر فقالت أرأيت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لم أجدك قال إن لم تجديني فأتي أبا بكر.

(وعنه من طريق آخر عن أبيه أيضا) أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله شيئا فقال لها: ارجعي إليّ فقالت فإن رجعت فلم أجدك يا رسول الله تعرض بالموت فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن رجعت فلم تجديني فألقي أبا بكر رضي الله عنه.

133 -

حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال وقال ابن شهاب الزهري حدثني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام عن أبيه عن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد قال لما اسْتُعِزَّ (1) برسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عنده في نفر من المسلمين قال دعا بلال للصلاة فقال مروا من يصلي بالناس قال فخرجت فإذا عمر في الناس وكان أبو بكر غائبا فقال قم يا عمر فصل بالناس قال فقام فلما كبر عمر سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته وكان عمر رجلا مجهرا (2) قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأين أبو بكر يأبى الله ذلك والمسلمون، يأبى الله ذلك والمسلمون قال فبعث إلى أبي بكر فجاء بعد أن صلى عمر تلك الصلاة فصلى

132 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يعقوب قال ثنا أبي عن أبيه قال أخبرني محمد بن جبير أن أباه جبير بن مطعم

وعنه من طريق آخر (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد بن هارون قال أنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن ابن جبير بن مطعم عن أبيه أن

(تخريجه) أخرجه البخاري في ثلاثة مواضع ومسلم من طريقين آخرين من حديث جبير بن مطعم

133 -

(غريبه)(1) استعز أي اشتد به المرض وأشرف على الموت

(2)

مجهرا بضم الميم وكسر الراء أي صاحب جهر ورفع لصوته يقال جهر بالقول إذا رفع به صوته فهو جهير وأجهر فهو مجهر إذا عرف بشدة الصوت

(تخريجه) رواه أبو داود وسكت عليه فهو عنده حسن وقال المنذري فيه محمد بن إسحاق اختلف فيه وحديثه حسن وأورد ابن كثير في البداية الحديث وقال (هكذا رواه أبو داود من حديث ابن إسحاق

ص: 57

بالناس قال وقال عبد الله بن زمعة قال لي عمر ويحك ماذا صنعت بي يا ابن زمعة والله ما ظننت حين أمرتني إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرك بذلك ولولا ذلك ما صليت بالناس قال قلت والله ما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن حين لم أر أبا بكر رأيتك أحق من حضر بالصلاة.

134 -

وعن عائشة رضي الله عنها قالت لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن أبي بكر ائتني بكتف أو لوح حتى أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه فلما ذهب عبد الرحمن ليقوم قال أبي الله والمؤمنون أن يختلف عليك يا أبا بكر.

(وعنها من طريق آخر) قالت لما كان وجع النبي صلى الله عليه وسلم الذي قبض فيه قال ادعوا لي أبا بكر وابنه فليكتب لكيلا يطمع في أمر أبي بكر طامع ولا يتمنى متمن ثم قال يأبى الله ذلك والمسلمون مرتين قالت عائشة فأبى الله والمسلمون إلا أن يكون أبي فكان أبي.

الباب الثاني: في مبايعته رضي الله عنه وذكر حديث السقيفة

135 -

عن عمر رضي الله عنه في خطبة خطبها على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن خلافته منها قوله رضي الله عنه وقد بلغني أن قائلا منكم يقول لو قد مات عمر بايعت فلانا فلا يفترن

حدثني الزهري ورواه يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني يعقوب بن عتبة عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن عبد الله بن زمعة فذكره اهـ

134 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي عن ابن أبي مليكة عن عائشة

وعنها من طريق آخر (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا مؤمل قال ثنا نافع يعني بن عمر ثنا ابن أبي مليكة عن عائشة

(تخريجه) انفرد الإمام أحمد من هذا الوجه قاله الحافظ ابن كثير في البداية وذكر شواهده من الصحيح ثم قال وقد خطب عليه الصلاة والسلام يوم الخميس قبل أن يقبض عليه السلام بخمسة أيام خطبة عظيمة بين فيها فضل الصديق من سائر الصحابة مع ما كان قد نص عليه أن [يقوم (1)] الصحابة أجمعين مع [حضورهم (2)] كلهم ولعل خطبته هذه كانت عوضا عما أراد أن يكتبه في الكتاب

135 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسحاق بن عيسى الطباع ثنا مالك بن أنس حدثني

ص: 58

امرؤ أن يقول أن بيعة أبي بكر رضي الله عنه كانت فلتة إلا وأنها كانت كذلك ألا وأن الله عز وجل وقى شرها وليس فيكم اليوم من تقطع إليه الأعناق مثل أبي بكر إلا وأنه كان من خيرنا حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن عليا والزبير ومن كان معهما تخلفوا في بيت فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتخلفت عنا الأنصار بأجمعها في سقيفة بني ساعدة واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر رضي الله عنه فقلت له يا أبا بكر انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار فانطلقنا نؤمهم حتى لقينا رجلان صالحان فذكرا لنا الذي صنع القوم فقالا أين تريدون يا معشر المهاجرين فقلت نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار فقالا لا عليكم أن تقربوهم واقضوا أمركم يا معشر المهاجرين فقلت والله لنأتينهم فانطلقنا حتى جئناهم في سقيفة بني ساعدة فإذا هم مجتمعون وإذا بين ظهرانيهم رجل مزمل فقلت من هذا فقالوا سعد بن عبادة فقلت ماله قالوا وجع فلما جلسنا قام خطيبهم فأثنى على الله عز وجل بما هو أهله وقال أما بعد فنحن أنصار الله عز وجل وكتيبة الإسلام وأنتم يا معشر المهاجرين رهط منا وقد دفت دافة منكم يريدون أن يخزلونا من أصلنا ويحضنونا من الأمر فلما سكت أردت أن أتكلم وكنت قد زورت مقالة أعجبتني أردت أن أقولها بين يدي أبي بكر رضي الله عنه وقد كنت أداري منه بعض الحد وهو كان أحلم مني وأوقر فقال أبو بكر رضي الله عنه على رسلك فكرهت أن أغضبه وكان أعلم مني وأوقر والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قالها في بديهته وأفضل حتى، سكت فقال: أما بعد فما ذكرتم من خير فأنتم أهله ولم تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش هم أوسط العرب نسبا ودارا وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين أيهما شئتم وأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح فلم أكره مما قال غيرها وكان والله أن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني إلى ذلك إثم أحب إلي من أن أتأمر علي قوم فيهم أبو بكر رضي الله عنه إلا

ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن ابن عباس أخبره أن عبد الرحمن بن عوف رجع إلى رحله قاله ابن عباس وكنت أقرئ عبد الرحمن بن عوف فوجدني وأنا أنتظره وذلك بمنى في آخر حجة حجها عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال عبد الرحمن بن عوف أن رجلا أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال إن فلانا يقول لو قد مات عمر بايعت فلانا.

ص: 59

أن تغير نفسي عند الموت فقال قائل من الأنصار أنا جزيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش فقلت لمالك ما معنى أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب قال كأنه يقول أنا داهيتها قال وكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى خشيت الاختلاف فقلت ابسط يدك يا أبا بكر فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون ثم بايعه الأنصار ونزونا على سعد بن عبادة فقال قائل منهم قتلتم سعدا فقلت قتل الله سعدا وقال عمر رضي الله عنه أما والله ما وجدنا فيما حضرنا أمرا هو أقوى من مبايعة أبي بكر رضي الله عنه خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يحدثوا بعدنا بيعة فإما أن نبايعهم على ما لا نرضى وإما أن نخالفهم فيكون فيه فساد فمن بايع أميرا على غير مشورة المسلمين فلا بيعة له ولا بيعة للذي بايعه تغره أن يقتلا قال مالك وأخبرني ابن شهاب عن عروة بن الزبير أن الرجلين الذين لقياهما عويمر بن ساعدة ومعمر بن عدي قال ابن شهاب وأخبرني سعيد بن المسيب أن الذي قال أنا جزيلها المحكك وعذيقها المرجب الحباب بن المنذر

136 -

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطباء الأنصار فجعل منهم من يقول يا معشر المهاجرين إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استعمل رجلا منكم قرن معه رجلا منا فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان أحدهما منكم والآخر منا فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك قال فقام زيد بن ثابت رضي الله عنه فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين وإنما الإمام يكون من المهاجرين ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام أبو بكر فقال جزاكم الله خيرا من حي يا معشر الأنصار وثبت قائلكم ثم قال والله لو فعلتم غير ذلك لما صالحناكم.

(تخريجه) هذا طرف من حديث طويل سيأتي صدره في خلافة عمر وقد أورده ابن كثير في البداية والنهاية بخلاف طفيف في بعض الألفاظ وقال خرج هذا الحديث الجماعة في كتبهم من طرق عن مالك وغيره عن الزهري به.

136 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا وهيب ثنا داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد.

ص: 60

137 -

وعن رافع الطائي رفيق أبي بكر رضي الله عنه في غزوة السلاسل قال وسألته عما قيل في بيعته فقال وهو يحدث عما تكلمت به الأنصار وما كلمهم به وما كلم به عمر بن الخطاب رضي الله عنه الأنصار وما ذكرهم به من إمامتي إياهم بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه فبايعوني لذلك وقبلتها منهم وتخوفت أن تكون فتنة يكون بعدها ردة

138 -

حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة حدثنا عاصم عن زر (يعني ابن حبيش) عن عبد الله (يعني ابن مسعود رضي الله عنه قال لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم قالت الأنصار منا أمير ومنكم أمير فأتاهم عمر رضي الله عنه فقال يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر رضي الله عنه أن يؤم الناس قالوا بلى قال فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر رضي الله عنه؟ قالت الأنصار نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر.

139 -

وعن حميد بن عبد الرحمن رضي الله عنه قال توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في

(تخريجه) أورده الهيثمي باختلاف طفيف في الألفاظ وقال رواه الطبراني وأحمد ورجاله رجال الصحيح.

137 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا علي بن عباس ثنا أبو الوليد بن مسلم قال أخبرني يزيد بن سعيد بن ذي عصوان العنسي عن عبد الله بن عمير اللخمي عن رافع الطائي رفيق أبي بكر.

(تخريجه) إسناده صحيح وأورده ابن كثير في البداية عن الوليد بن مسلم وليس أبو الوليد بن مسلم وقال هذا إسناد جيد قوي ومعنى هذا أنه رضي الله عنه إنما قبل الإمامة تخوفا أن تقع فتنة أربى من تركه قبولها رضي الله عنه وأرضاه. قلت كان هذا في بقية يوم الاثنين فلما كان الغد صبيحة يوم الثلاثاء اجتمع الناس في المسجد فتمت البيعة من المهاجرين والأنصار قاطبة. وكان ذلك قبل تجهيز رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليما اهـ

138 -

(تخريجه) إسناده صحيح وقال الهيثمي رواه أحمد وأبو يعلى وفيه عاصم بن أبي النجود وهو ثقة وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح اهـ

139 -

(سنده) حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قال ثنا عفان قال ثنا أبو عوانة عن داود بن عبد الله الأودي عن حميد بن عبد الرحمن.

ص: 61

طائفة من المدينة قال فجاء فكشف عن وجهه فقبله وقال فداك أبي وأمي ما أطيبك حيا وميتا، مات محمد صلى الله عليه وسلم ورب الكعبة فذكر الحديث قال فانطلق أبو بكر وعمر رضي الله عنهما يتقاودان حتى أتوهم فتكلم أبو بكر ولم يترك شيئا أنزل في الأنصار ولا ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم من شأنهم إلا وذكره وقال ولقد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار واديا سلكت وادي الأنصار، ولقد علمت يا سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأنت قاعد قريش ولاة هذا الأمر فبر الناس تبع لبرهم وفاجرهم تبع لفاجرهم قال فقال سعد صدقت نحن الوزراء وأنتم الأمراء.

الباب الثالث: في ذكر بعض ما وقع في خلافته رضي الله عنه وفيه فصول

الفصل الأول: في إرسال فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر رضي الله عنه تسأل ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم

140 -

عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها أخبرته أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر رضي الله عنه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد في هذا المال وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر

(تخريجه) فيه حميد بن عبد الرحمن الحميدي البصري الفقيه روى عن أبي هريرة وأبي بكرة وابن عمر وابن عباس وكثيرين وثقه العجلي وابن سعد وقال ابن سيرين هو أفقه أهل البصرة وقال أحمد تابعي ثقة وذكره ابن حبان في الثقات وقال كان فقيها عالما قاله في المنهل العذب المورود.

140 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي قال ثنا حجاج بن محمد حدثنا ليث حدثني عقيل عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها.

ص: 62

في ذلك فقال أبو بكر والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال فإني لم آل فيها عن الحق ولم أترك أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيها إلا صنعته.

141 -

وعن أبي الطفيل رضي الله عنه قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت فاطمة رضي الله عنها إلى أبي بكر رضي الله عنه أنت ورثت رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أهله؟ قال فقال لا بل أهله قالت فأين سهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله عز وجل إذا أطعم نبيا طعمة ثم قبضه جعله للذي يقوم من بعده فرأيت أن أرده على المسلمين فقالت فأنت وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم.

الفصل الثاني في قتاله أهل الردة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

142 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم وحسابهم على الله قال فلما قام أبو بكر وارتد من ارتد أراد أبو بكر قتالهم قال عمر كيف تقاتل هؤلاء القوم وهم يصلون قال فقال أبو بكر والله لأقاتلن قوما ارتدوا عن الزكاة والله لو منعوني عناقا مما فرض

(تخريجه) إسناده صحيح ورواه الشيخان وغيرهما بألفاظ متقاربة.

141 -

(سنده) حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قال ثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة قال عبد الله وسمعته من عبد الله بن أبي شيبة قال ثنا محمد بن فضيل عن الوليد بن جميع عن أبي الطفيل.

(تخريجه) إسناده صحيح وقال الحافظ ابن كثير في البداية وهكذا رواه أبو داود عن عثمان بن أبي شيبة عن محمد بن فضيل به ففي لفظ هذا الحديث غرابة ونكارة ولعله روي بمعنى ما فهمه بعض الرواة وفيهم من فيه تشيع فليعلم ذلك وأحسن ما فيه قولها أنت وما سمعت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا هو الصواب والمظنون بها واللائق بأمرها وسيادتها وعلمها ودينها رضي الله عنها، اهـ

142 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا روح ثنا محمد بن أبي حفصة ثنا الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة.

ص: 63

الله ورسوله لقاتلتهم. قال عمر رضي الله عنه فلما رأيت الله شرح صدر أبي بكر لقتالهم عرفت أنه الحق.

الفصل الثالث: في جمع القرآن في عهده رضي الله عنه

143 -

عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن أبا بكر رضي الله عنه أرسل إليه مقتل أهل اليمامة فإذا عمر عنده فقال أبو بكر إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحر بأهل اليمامة من قراء القرآن من المسلمين وأنا أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب قرآن كثير لا يوعى وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن فقلت لعمر وكيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هو والله خير فلم يزل يراجعني في ذلك حتى شرح الله بذلك صدري ورأيت فيه الذي رأى عمر قال زيد وعمر عنده جالس لا يتكلم فقال أبو بكر إنك شاب عاقل لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فاجمعه، قال زيد فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان بأثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن فقلت كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الباب الرابع في مناقبه رضي الله عنه غير ما تقدم في كتاب مناقب الصحابة وفيه فصول:

الفصل الأول فيما ورد في فضله رضي الله عنه

144 -

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم إني أبرأ إلى

(تخريجه) عبيد الله هو عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب تابعي ثقة.

وللحديث شواهد متعددة في الصحاح.

143 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عثمان بن عمر قال أخبرنا يونس عن الزهري قال أخبرني ابن السباق قال أخبرني زيد بن ثابت.

(تخريجه) إسناده صحيح ورواه البخاري عن ابن شهاب عن عبيد الله بن السباق بألفاظ متقاربة

144 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن أبي الأحوص عن عبد الله (بن مسعود)

ص: 64

كل خليل من خلته ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا وإن صاحبكم (1) خليل الله عز وجل.

145 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر فبكى أبو بكر وقال هل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

146 -

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن أبا بكر حدثه قال قلت للنبي صلى الله عليه وسلم وهو في الغار وقال مرة ونحن في الغار لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه قال فقال يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما.

147 -

وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم على جيش ذات السلاسل قال فأتيته قال قلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أحب إليك؟ قال عائشة قال قلت من الرجال قال أبوها إذا قال قلت ثم من قال ثم عمر فعد رجالا.

غريبه (وإن صاحبكم) أي النبي صلى الله عليه وسلم.

(تخريجه) إسناده صحيح ورواه مسلم بلفظ قريب عن الأعمش وابن مسعود وجندب والترمذي من طريق الثوري عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص وقال هذا حديث حسن صحيح وله شواهد في الصحيحين وغيرهما

145 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو معوية ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة.

(تخريجه) رواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا حدثنا أبو معاوية وقد صرح أبو معاوية والأعمش بالتحديث فزال ما طعن به البعض عليهما بالتدليس وتعززه رواية ابن حبان عن أبي خليفة عن مسدد عن أبي معاوية.

146 -

(سنده) حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قال ثنا عفان قال ثنا همام قال أخبرنا ثابت عن أنس

(تخريجه) صحيح رواه البخاري بألفاظ قريبة في موضعين أولهما عن محمد بن سنان حدثنا همام حدثنا ثابت حدثنا أنس قال حدثني أبو بكر رضي الله عنه ورواه مسلم عن طريق حبان بن هلال حدثنا همام.

147 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن حماد قال أنا عبد العزيز بن المختار عن خالد الحذاء عن أبي عثمان قال حدثني عمرو بن العاص قال.

ص: 65

الفصل الثاني: في تواضعه رضي الله عنه

148 -

عن ابن أبي مليكة قال كان ربما سقط الخطام من يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال فيضرب بذراع ناقته فينيخها فيأخذه قال فقالوا له أفلا أمرتنا نناولكه فقال إن حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن لا أسأل الناس شيئا.

149 -

وعنه أيضا قال قيل لأبي بكر رضي الله عنه يا خليفة الله فقال أنا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا راض به وأنا راض به وأنا راض.

الفصل الثالث: في ذكائه وفطنته وعلمه وفضله رضي الله عنه

150 -

عن أبي سعيد بن المعلى عن أبيه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب يوما فقال إن رجلا خيره ربه عز وجل بين أن يعيش في الدنيا ما شاء أن يعيش فيها ويأكل في الدنيا ما شاء أن يأكل فيها وبين لقاء ربه فاختار لقاء ربه قال فبكى أبو بكر فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تعجبون من هذا الشيخ أن ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا صالحا خيره ربه عز وجل بين لقاء ربه وبين الدنيا فاختار لقاء ربه وكان أبو بكر أعلمهم بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر بل نفديك يا رسول الله بأموالنا وأبنائنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

(تخريجه) تقدم هذا الحديث في باب ما جاء في سرية ذات السلاسل ص 140 جزء 21 من الفتح الرباني وقال مصنفه رحمه الله رواه الشيخان وغيرهما.

148 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا موسى بن داود ثنا عبد الله بن المؤمل عن ابن أبي مليكة قال كان.

149 -

وعنه أيضا (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا موسى بن داود ثنا نافع يعني ابن عمر عن ابن أبي مليكة.

(تخريجه) في سند الروايتين ابن أبي مليكة تابعي ثقة ولكنه لم يدرك أبا بكر فإسنادهما ضعيف للانقطاع

150 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو الوليد قال ثنا أبو عوانة عن عبد الملك يعني بن عمير بن أبي المعلى عن أبيه.

(تخريجه) تقدم هذا الحديث في باب آخر خطبة خطبها النبي صلى الله عليه وسلم في ص 222

ص: 66

ما من الناس أحد أَمَنّ علينا في صحبته وذات يده من ابن أبي قحافة ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت ابن أبي قحافة ولكن ود وإخاء إيمان ولكن ود وإخاء إيمان مرتين وإن صاحبكم خليل الله عز وجل.

الباب الخامس: في ذكر بعض خطبه رضي الله عنه

أول خطبة خطبها في الإسلام

151 -

عن قيس بن أبي حازم قال إني لجالس عند أبي بكر الصديق رضي الله عنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بشهر فذكر قصة فنودي في الناس أن الصلاة جامعة فاجتمع الناس فصعد المنبر شيئا صنع له كان يخطب عليه وهي أول خطبة خطبها في الإسلام قال فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس ولوددت أن هذا كفانيه غيري ولئن اتخذتموني بسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم ما أطيقها إن كان لمعصوما من الشيطان إذ كان لينزل عليه الوحي من السماء.

152 -

وعنه أيضا عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه خطب فقال يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير ما وضعها الله (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الناس إذا رأوا المنكر بينهم فلم ينكروه يوشك أن يعمهم الله بعقابه.

و 223 من الجزء 21 من الفتح الرباني وقال المصنف رحمه الله في تخريجه للترمذي وأبو يعلى ورأى أنه حسن على أقل درجاته.

151 -

(سنده) حدثنا عبد الله قال حدثني أبي حدثنا هاشم بن القاسم قال ثنا عيسى يعني ابن المسيب عن قيس بن أبي حازم.

(تخريجه) فيه عيسى بن المسيب اختلفوا فيه وبقية رجاله رجال الصحيح.

152 -

وعنه أيضا (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن إسماعيل قال سمعت قيس بن أبي حازم يحدث عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال.

(تخريجه) إسناده صحيح وله شواهد.

ص: 67

153 -

وعن أوسط بن عمرو قال قدمت المدينة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنة فألفيت أبا بكر يخطب الناس فقال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الأول فخنقته العبرة ثلاث مرار ثم قال أيها الناس سلوا الله المعافاة فإنه لم يؤت أحد مثل يقين بعد معافاة ولا أشد من ريبة بعد كفر، وعليكم بالصدق فإنه يهدي إلى البر وهما في الجنة وإياكم والكذب فإنه يهدي إلى الفجور وهما في النار.

(وعنه من طريق آخر) قال خطبنا أبو بكر رضي الله عنه فقال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامي هذا عام الأول وبكى أبو بكر فقال أبو بكر سلوا الله المعافاة أو قال العافية فذكر نحو الحديث المتقدم وزاد ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تدابروا وكونوا إخوانا كما أمركم الله تعالى.

الباب السادس: في مرضه واحتضاره ووفاته رضي الله عنه

154 -

عن عائشة رضي الله عنها أنها تمثلت بهذا البيت وأبو بكر رضي الله عنه يقضي:

وابيض يستسقى الغمام بوجهه

ربيع اليتامى عصمة للأرامل.

فقال أبو بكر رضي الله عنه ذاك والله رسول الله صلى الله عليه وسلم.

155 -

حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا أبو معاوية حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت لما ثقل أبو بكر رضي الله عنه قال أي يوم هذا قلنا يوم الاثنين قال فأي يوم قبض فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قلنا قبض يوم الاثنين قال فإني أرجو ما بيني وبين الليل

153 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا معاوية يعني ابن صالح عن سليم بن عامر الكلاعي عن أوسط بن عمرو.

وعنه من طريق آخر (سنده) حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قال ثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن يزيد بن خمير عن عليم بن عامر عن أوسط.

(تخريجه) إسناده صحيح.

154 -

(سنده) حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قال ثنا حسن بن موسى وعفان قالا ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن القاسم بن محمد عن عائشة.

(تخريجه) إسناده صحيح وعلي بن زيد هو ابن جدعان وهو ثقة.

ص: 68

قالت وكان عليه ثوب فيه ردع من مشق فقال إذا أنا مت فاغسلوا ثوبي هذا وضموا إليه ثوبين جديدين فكفنوني في ثلاثة أثواب فقلنا أفلا نجعلها جددا كلها قال فقال لا إنما هو للمهلة قالت فمات ليلة الثلاثاء.

156 -

حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا هشام بن عروة عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن أبا بكر رضي الله عنه قال لها في أي يوم مات رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت في يوم الاثنين فقال ما شاء الله إني لأرجو فيما بيني وبين الليل قال ففيم كفنتموه قالت في ثلاثة أثواب بيض سحولية يمانية ليس فيها قميص ولا عمامة وقال أبو بكر انظري ثوبي هذا فيه ردع زعفران أو مشق فاغسليه واجعلي معه ثوبين آخرين فقالت عائشة يا أبت هو خلق قال إن الحي أحق بالجديد وإنما هو للمهلة وكان عبد الله بن أبي بكر أعطاهم حلة حبرة فأدرج فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استخرجوه منها فكفن في ثلاثة أثواب بيض قال فأخذ عبد الله الحلة فقال لأكفنن نفسي في شيء مس جلد النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال بعد ذلك والله لا أكفن نفسي في شيء منعه الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم أن يكفن فيه فمات ليلة الثلاثاء ودفن ليلا وماتت عائشة فدفنها عبد الله بن الزبير رضي الله عنها ليلا.

155 - (غريبه) الردع الزعفران وثوب فيه ردع أي لطخ لم يعمه كله المشق بكسر الميم المغرة صبغة تصبغ بها الثياب.

(تخريجه) إسناده صحيح وقد صرح أبو معاوية بالتحديث.

156 -

(غريبه) سحولية بفتح السين وضمها فالفتح منسوب إلى السحول وهو القصار لأنه يسحلها أي يغسلها أو إلى سحول وهي قرية باليمن وأما الضم فهو جمع سحل وهو الثوب الأبيض النقي ولا يكون إلا من قطن ردغ: جمع ردغة بسكون الدال طين ووحل كثير.

حلة حبرة أي موشية مخططة وأصل الحبرة بالفتح والحبور النعمة وسعة العيش

(تخريجه) تقدم الجزء الأول من هذا الحديث في ص 253 من الجزء 21 من كتاب الفتح الرباني باب ما جاء في كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصلاة عليه وقال مصنفه رحمه الله في تخريجه: الحديث صحيح ورجاله ثقات وأخرجه الشيخان وغيرهما اهـ

ص: 69

أبواب ما جاء في خلافة ثاني الخلفاء الراشدين أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه

الباب الأول: في خلافته رضي الله عنه بعهد من أبي بكر رضي الله عنه

157 -

حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا وكيع عن ابن أبي خالد عن قيس قال رأيت عمر رضي الله عنه وبيده عسيب نخل وهو يجلس الناس يقول اسمعوا لقول خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء مولى لأبي بكر رضي الله عنه يقال له شديد بصحيفة فقرأها على الناس فقال يقول أبو بكر رضي الله عنه اسمعوا وأطيعوا لما في هذه الصحيفة فوالله ما ألوتكم قال قيس فرأيت عمر رضي الله عنه بعد ذلك على المنبر.

الباب الثاني: في مناقبه رضي الله عنه وفيه فصول

الفصل الأول: في بعض ما ورد في فضله واقتدائه بسلفه

158 -

عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لو كان من بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب.

157 - (غريبه) عسيب نخل أي جريدة من النخل وهي السعفة مما لا ينبت عليه الخوص. فوالله ما ألوتكم أي ما قصرت في أمركم.

(تخريجه) قال الهيثمي رجاله رجال الصحيح وقد ذكر سديد بالسين المهملة وكذلك أورده الذهبي في تجريد أسماء الصحابة وقال سديد مولى أبي بكر خرج إلى الناس بعهد عمر رواه أحمد في مسنده في ترجمة عمر اهـ ولكن ابن حجر أورده في الإصابة بالشين المعجمة وروى عنه الحديث بسنده وقيس هو قيس بن أبي حازم.

158 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو عبد الرحمن ثنا حيوة ثنا بكر بن عمرو أن مشرح بن هاعان أخبره أنه سمع عقبة بن عامر يقول.

(تخريجه) أخرجه الحاكم وصححه وأقره الذهبي وأخرجه ابن حبان والطبراني في الأوسط من حديث أبي سعيد ورواه الترمذي عن سلمة بن شبيب حدثنا المقرئ عن حيوة بن شريح عن بكر بن عمرو عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر وقال هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث مشرح بن هاعان والجميع من طريق مشرح بن هاعان. ومشرح بكسر فسكون كمنبر

ص: 70

-[مناقب عمر رضي الله عنه]-

159 -

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبى جهل أو بعمر بن الخطاب فكان أحبهما إلى الله عمر بن الخطاب.

160 -

وعن أبى نوفل قال قالت عائشة رضي الله عنها إذا ذكر الصالحون فحى هلا بعمر.

161 -

حدثنا عبد الله حدثنى أبى حدثنا يونس وعفان المعنى قالا حدثنا حماد بن سلمة عن برد أبى العلاء قال أنا برد أبو العلاء عن عبادة بن نسى عن غضيف بن الحرث أنه مر بعمر بن الخطاب رضي الله عنه فاقل (يعنى عمر رضي الله عنه نعم الفتى غضيف فلقيه أبو ذر رضى الله عنه فقال أى أخى استغفر لى، قال أنت صاحب رسول الله وأنت أحق أن تستغفر لى فقال إنى سمعت عمر بن الخطاب يقول نعم الفتى غضيف وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل ضرب بالحق على لسان عمر وقلبه قال عفان على لسان عمر يقول به.

بن هاعان المعافرى المصرى وقفه ابن معين وقال ابن حبان فى الثقات يخطئ ويخالف وقال فى الضعفاء يروى عن عقبه مناكير لا يتابع عليها، والصواب ترك ما انفرد به هكذا جاء فى المنهل العذب المورود.

159 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو عامر ثنا خارجة بن عبد الله الأنصارى عن نافع عن ابن عمر.

(تخريجه) إسناده صحيح ورواه الترمذى عن طريق أبى عامر بهذا الاسناد وقال حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن عمر".

160 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرحمن بن مهدى عن الأسود بن شيبان عن أبى نوفل (تخريجه) هذا طرف من حديث تقدم صدره فى ص 268 من الجزء الرابع عشر من الفتح الربانى وقال المصنف رحمه الله "أخرجه أبو داود والحاكم وصححه الحاكم وأقره الذهبى".

161 -

(تخريجه) فيه غضيف جاء فى المنهل العذب المورود هو بالغين والضاد المعجمتين مصغراً ويقال غضيف بالطاء المهملة ابن الحارث بن زونيم أبو أسماء السكونى الحمصى. أدرك زمان النبى صلى الله عليه وسلم واختلف فى صحبته روى عن عمر بن الخطاب وبلال وأبى ذر وأبى الدرداء وعائشة وثقة العجلى وابن سعد والدارقطنى -مات فى زمن مروان بن الحكم، روى له أبو داود والنسائى وابن ماجه" أهـ باختصار وأخرجه الترمذى بنحوه من حديث بن عمر وقال وفى الباب عن الفضل بن العباس وأبى هريرة وقال هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه".

ص: 71

-[فيما رآه النبى صلى الله عليه وسلم لعمر فى الجنة وغيرته]-

162 -

وعن أبي وائل قال جلست إلى شيبة بن عثمان فى هذا المسجد فقال جلس إلىّ عمر ابن الخطاب مجلسك هذا فقال لقد هممت أن لا أدع فيها (وفى رواية فى الكعبة) صفراء ولا بيضاء إلا قسمتها بين المسلمين قال قلت ما أنت بفاعل قال لم قلت لم يفعله صاحباك قل هما المرآن يقتدى بهما.

الفصل الثانى فيما رآه النبى صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه فى الجنة وذكر غيرته

163 -

عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال دخلت الجنة فرأيت قصراً من ذهب قلت لمن هذا القصر قالوا لشاب من قريش فظننت أنى أنا هو قالوا لعمر بن الخطاب.

وعنه أيضاً أن النبى صلى الله عليه وسلم قال بينما أنا أسير فى الجنة فإذا أنا بقصر فقلت لمن هذا يا جبريل ورجوت أن يكون لى قال قال لعمل قال ثم سرت ساعة فإذا أنا بقصر خير من القصر الأول قال فقلت لمن هذا يا جبريل وروجون أن يكون لى قال قال لعمر وإن قيه لمن الحور العين يا أبا حفص، وما منعنى أن أدخله إلا غيرتك قال فأغرورقت عينا عمر ثم قال أما عليك فلم أكن أغار.

164 -

وعن أبى برزة الأسلمى رضي الله عنه قال أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بلالا فقال

162 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرحمن عن سفيان عن واصل عن أبى وائل (تخريجه) هذا أثر موقوف وله فى المرفوع شواهد تؤيده جاءت فى ص 182 من الجزء 22 من الفتح الربانى "باب قوله صلى الله عليه وسلم اقتدوا بالذين من بعدى أبلى بكر وعمر".

163 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يحيى عن حميد عن أنس عن النبى صلى الله عليه وسلم (تخريجه) أخرجه البخارى ومسلم بلفظ قريب عن جابر بم عبد الله. والترمذى عن اسماعيل بن جعفر عن حميد عن انس وقال هذا حديث حسن صحيح وفى الباب عن جابر ومعاذ وأنس وأبى هريرة.

وعنه أيضاً (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا بهز ثنا همام ثنا قتادة قال ثنا أنس (تخريجه) قال الهيثمى رجاله رجال الصحيح.

164 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا زيد بن الحباب حدثنى حسين بن واقد ـخبرنى عبد الله بن بريدة قال سمعت أبي بريدة يقول.

ص: 72

-[فيما رآه النبى صلى الله عليه وسلم لعمر فى الجنة وغيرته]-

يا بلال بم سبقتنى إلى الجنة ما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشخشتك أمامى، إنى دخلت البارحة الجنة فسمعت خشخشتك فأتيت على قصر من ذهب مرتفع مشرف فقلت لمن هذا القصر، قالوا لرجل من العرب قلت أنا عربى لمن هذا القصر قالوا لرجل من المسلمين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم قلت فأنا محمد لمن هذا القصر قالوا لعمر بن الخطاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا غيرتك يا عمر لدخلت عمر فقال يا رسول الله ما كنت لأغار قال وقال بلال بم سبقتنى إلى الجنة قال ما أحدثت إلا توضأت وصليت ركعتين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا.

165 -

وعن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أريتنى دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبى طلحة وسمعت خشفة أمامى قلت من هذا يا جبريل قال هذا بلال قال ورأيت قصراً أبيض بفنائه جارية فقلت لمن هذا القصر قالت هذا لعمر بن الخطاب فأردت أن أدخله فأنظر إليه فذكرت غيرتك فقال عمر بأبى أنت وأمى يا رسول الله أو عليك أغار.

166 -

وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما أنا نائم رأيتنى فى الجنة فإذا امرأة توضأ إلى جنب قصر فقلت لمن هذا القصر قالوا لعمر بن الخطاب فذكرت غيرتك فوليت مدبراً، وعمر رحمه الله حين يقول ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس عنده مع القوم فبكى عمر حين سمع ذلك من رسول اله صلى الله عليه وسلم، قال أعليك بأبى أنت أغار يا رسول الله.

(تخرجه) أخرجه الترمذى بسنده وقال هذا حديث صحيح غريب ومعنى هذا الحديث أنى دخلت البارحة الجنة يعنى رأيت فى المنام كأنى دخلت الجنة هكذا روى فى بعض الحديث".

165 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنا طابى ثنا سريح ثنا عبد العزيز يعنى بن أبى سلمة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله.

(تخريجه) تقدم هذا الحديث بسنده وشرح غريبه فى ص 424 من الجزء 22 من الفتح الربانى وجاء عن تخريجه "أخرجه الشيخان البخارى فى مناقب عمر بن الخطاب ومسلم فى فضائل عمر وأم سليم، أهـ رواه الطيالسى بسنده.

166 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يعقوب ثنا أبى عن صالح قال ابن شهاب حثنى ابن المسيب أن أبا هريرة قال

(تخريجه) أخرجه مسلم بهذا الإسناد، وبغيره.

ص: 73

-[غزارة علمه وقوة دينه رضي الله عنه]-

167 -

حدثنا عبد الله حدثنى أبى حدثنا محمد بن بكر حدثنا مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن مصعب بن سعد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال إن كان عمر لمن أهل الجنة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ما رأى فى يقظته أو نومه فهو حق وأنه قال بينما أنا فى الجنة إذا رأيت فبها داراً فقلت لمن هذه الدار فقيل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه.

168 -

(ومن طريق آخر) عن مصعب بن سعد أيضاً أن معاذاً (يعنى بن جبل رضي الله عنه قال والله إن عمر فى الجنة وما أحب أن لى حمر النعم وأنكم تفرقتم قبل أن أخبركم لم قلت ذلك، ثم حدثهم الرؤيا التى رأى النبى صلى الله عليه وسلم فى شأن عمر قال ورؤيا النبى صلى الله عليه وسلم حق.

الفصل الثالث: فى غزارة علمه وقوة دينه وصلاحه وزهده

169 -

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بينما أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت منه ثم أعطيت فضلى عمر بن الخطاب قالوا فما أولته يا رسول الله قال العلم.

170 -

وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما أنا نائم رأيت أنى أنزع على حوضى أسقى الناس فأتانى أبو بكر فأخذ الدلو من يدى ليرفه حتى نزع ذنوباً أو ذنوبين وفى نزعة ضعف قال فأتانى ابن الخطاب والله يغفر له فأخذها منى فلم ينزع رجل حتى تولى الناس والحوض يتفجر.

167 - (تخريجه) قال الهيثمي رجاله رجال الصحيح.

168 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا وهب بن جرير ثنا أبى قال سمعت الأعمش يحدث عن عبد الملك بن ميسرة عن مصعب بن سعد.

(تخريجه) أنظر الحديث السابق.

169 -

(سنده) حدثنا عبد الله ثنا أبى ثنا قتيبة بن سعيد ثنا ليث بن سعد عن عقيل الزهرى عن حمزة بن عبد الله عن عبد الله بن عمر.

(تخريجه) متفق عليه

170 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى حدثنا عبد الرزاق بن همام ثنا معمر عن همام عن أبى هريرة (غريبه) يرفه أى ينفس ويخفف

(تخريجه) أخرجه الشيخان من حديث أبى هريرة وبن عمر بمعناه

ص: 74

-[غزارة علمه وقوة دينه رضي الله عنه]-

171 -

وعن أبي الطفيل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت فيما يرى النائم كأنى أنزع أرضا وردت على غنم سود وغنم فجاء أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين وفيهما ضعف والله يغفر له ثم جاء عمر فنزع فاستحالت غربا فملأ الحوض وأوري الواردة فلم أر عبقريا أحسن نزعا من عمر فأولت أن السود العرب وأن العفر العجم.

172 -

وعن أبى سعيد الخدرى صلى الله عليه وسلم بينما أنا نائم رأيت الناس يعرضون وعليهم قمص منها ما يبلغ دون ذلك ومر على عمر بن الخطاب وعليه قميص بجره قالوا فما أولت يا رسول الله قال الدين.

173 -

وعن سهيل بن حنيف عن بعض أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم هن النبى صلى الله عليه وسلم مثله.

171 (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الصمد ثنا حماد بن سلمة ثنا على بن زيد عن أبى الطفيل

(غريبه) أنزع -نزعت الدلو أنزعها نزعاً بكسر الزاى، إذا أخرجتها وأصل النزع الجذب والقلع ذنوباً -الذنوب الدلو العظيمة وقيل لا تسمى ذنوباً إلا إذا كان فيها ماء فاستحالت غرباً، الغرب بسكون الراء الدلو العظيمة التى تتخذ من جلد ثور فإذا فتحت الراء فهو للماء السائل بين البئر والحوض وهذا تمثيل ومعناه أن عمر لما أخذ الدلو ليستقى عظمت فى يده لأن الفتوح كانت فى زمنه أكثر منها فى زمن أبى بكر ومعنى استحالت انقلبت عن الصغر إلى الكبر.

(تخريجه) رواه الطبرانى عن أبى الطفيل، وقال الهيثمى اسناده حسن

172 -

(سنده) حدثنا عن الله حدثنى أبى ثنا يعقوب ثنا أبى عن صالح قال ابن شهاب حدثنى أبو أمامة بن سهل أنه سمع أبا سعيد الخدرى يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(تخريجه) أخرجه الشيخان بهذا السند

173 -

وعن سهل بن حنيف (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا علد الرازق أنا معمر عن الزهرى عن أبى أمامة بن سهل بن حنيف عن بعض أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم.

(تخريجه) أخرجه الترمذى بهذا السند وأخرجه من طريق صالح بن كيسان عن الزهرى عن أبى أمامة بن سهل بن حنيف عن أبى سعيد الخدرى نحوه بمعناه وقال هذا أصلح، أهـ وبذلك يتضح أن الصحابى الذى لم تذكره الرواة هو أبو سعيد الخدرى، وتشهد له الرواية السابقة

ص: 75

-[موافقاته للحق رضي الله عنه]-

171 -

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه ذات يوم من شهد منكم اليوم جنازة قال عمر أنا، قال من عاد منكم مريضاً قال عمر أنا، قال من تصدق قال عمر أنا قال من أصبح صائماً قال عمر أنا قال وجبت وجبت.

175 -

وعن ابن سنان الدؤلى أنه دخل على عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعنده نفر من المهاجرين الأولين فأرسل عمر إلى سفط أتى به من قلعة من العراف فكان فيه خاتم فأخذه بعض نبيه فأدخله فى فيه فانتزعه عمر منه ثم بكى عمر فقال له من عنده لم تبكى وقد فتح الله لك وأظهرك على عدوك وأقر عينك فقال عمر إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تفتح الدنيا على أحد إلا ألقي الله عز وجل بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وأنا أشفق من ذلك.

الفصل الرابع: فى موافقاته للحق وكونه من المهلمين

176 -

عن عائشة رضي الله عنها عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: قد كان فى الأمم محدَّثون فإن يكن من أمتي فعمر.

174 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا وكيع حدثنى سلمة بن وردان قال سمعت أنس بن مالك (تخريجه) فيه سلمة بن وردان أخرج له البخارى فى الأدب المفرد والترمذى وبن ماجه وقال ابن حجر العسقلانى فى التقريب ضعيف.

175 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا حسن قال ثنا بن لهيعة ثنا أبو الأسود أنه سمع محمد بن عبد الرحمن بن لبيبه يحدث عن أبى سنان الدؤلى

(غريبه) السفط ما يخبأ فيه الطيب ونجوه والجمع أسفاط مثل سبب وأسباب

(تخريجه) أبو الأسود هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، ومحمد بن عبد الرحمن بن ليبيه ويقال بن أبى ليبيه بفتح اللام وثقة ابن حبان وقال الخزرجى ليس حديثه بشئ

176 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يحيى عن ابن عجلان قال أخبرنى سعد بن إبراهيم عن أبى سلمة عن عائشة

(غريبه) محدثون أى ملهمون والملهم هو الذى يلقى فى نفسه الشئ فيخبر به حدساً وفراسة وهو بنوع يختص به الله عز وجل من يشاء من عباده مثل عمر كأنهم حدثوا بشئ فقالوه

(تخريجه) أخرجه بلفظ مقارب مسلم والترمذى وصحيحه، والحاكم فى المستدرك وقال هذا حديث صحيح الاسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه وأخرجه البخارى بلفظ مقارب عن طريق أبي هريرة

ص: 76

-[موافقاته للحق رضي الله عنه]-

177 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم ناس يحدثون وأنه إن كان فى أمتى هذه منهم أحد فإنه عمر بن الخطاب.

178 -

وعن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل جعل الحق على قلب عمر ولسانه قال وقال ابن عمر ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه وقال فيه عمر ابن الخطاب أو قال عمر إلا نزل القرآن على نحو مما قال عمر.

وفى رواية قال إن الله تعالى جعل الحق على لسان عمر وقلبه.

179 -

حدثنا عبد الله حدثنى أبى حدثنا ابن أبى عدى عن حميد عن أنس (بن مالك رضي

177 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا فزارة بن عمر قال ثنا إبراهيم يعنى ابن سعد عن أبيه عن أبى سلمه بن عبد الرحمن عن أبى هريرة

(تخريجه) أخرجه البخارى عن يحيى بن قزعه حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبى سلمة عن أبى هريرة بألفاظ متقاربة وأخرجه عن طريق عائشة بنحوه مسلم والترمذى وصححه الحاكم وأقره الذهبى.

178 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى حدثنا خارجه بن عبد الله الأنصارى عن نافع عن ابن عمر.

(تخريجه) رواه الترمذى بلفظ "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه" عن محمد بن بشار حدثنا أبو عامر حدثنا خارجه وقال هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وخارجه بن عبد الله الأنصارى هو ابن سليمان بن زيد بن ثابت وهو ثقة. وفى الباب عن الفضل بن عباس وأبى ذر وأبى هريرة. وأخرج الحاكم رواية أبى ذر عن غضيف وقال حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقه" أهـ. وأورد الهيثمى رواية أبى هريرة وقال "رواه أحمد والبزار والطبرانى فى الأوسط، ورجال البزار رجال الصحيح غير الجهم بن أبى الجهم وهو ثقة".

وفى رواية (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الملك بن عمر وثنا نافع بن أبى نعيم عن نافع عن ابن عمر.

وفى رواية (تخريجه) صحيح. ونافع بن أبى نعيم هو نافع بن عبد الرحمن بن أبى نعيم قارئ أهل المدينة ترجمة البخارى فى الكبير وقال نافعاً ويزيد بن رومان ولم يذكره وهو ولا النسائى فى الضعفاء وصحح له الترمذي.

ص: 77

-[موافقاته للحق رضي الله عنه]-

الله عنه) قال قال عمر وافقت ربى عز وجل فى ثلاث أو وافقنى ربى فى ثلاث، قال قلت يا رسول الله لو اتخذت المقام مصلى قال فانزل الله عز وجل (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) وقلت لو حجبت عن أمهات المؤمنين فإنه يدخل عليكم البر والفاجر فأنزلت لآية الحجاب، قال وبلغنى عن أمهات المؤمنين شئ فاستقريتهن أقول لهن لتكفن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ليبدلنه الله بكن أزواجا خيرا منكن مسلمات حتى أتيت على إحدى أمهات المؤمنين فقالت يا عمر أما فى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعظ نساءه حتى تعظهن فكففت، فأنزل الله عز وجل (عسى ربه إن يبدله أزواجاً خيراً منكن مسلمات مؤمنات قانتات. الآية).

180 -

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال فضل الناس عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأربع بذكر الأسرى يوم بدر أمر بقتلهم فأنزل الله عز وجل (لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم) وبذكره الحجاب أمر نساء النبى صلى الله عليه وسلم أن يحتجن فقالت له زينب وأنك علينا يا ابن الخطاب والوحى بنزل فى بيوتنا فأنزل الله عز وجل (وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب) وبدعوة النبى صلى الله عليه وسلم، اللهم أيد الإسلام بعمر، وبرأيه فى أبى بكر كان أول الناس تابعه (1).

179 - (غريبه) فاستقريتهن تتبعت أحوالهن.

(تخريجه) صحيح وقال السيوطى فى الدر المنثور "وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والعدنى والدرامى والبخارى والترمذى والنسائى وابن ماجة وابن أبى داود فى المصاحف وابن المنذر وابن مردويه وأبو نعيم فى الحليه والطحاوى وابن حبان والدارقطنى فى الأفراد والبيهقى فى سننه عن أنس بن مالك قال عمر بن الخطاب وافقت ربى الحديث.

180 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا هشام بن القاسم ثنا المسعودى عن أبى نهشل عن أبى وائل قال قال عبد الله (يعنى ابن مسعود).

(تخريجه) قال الهيثمى "رواه أحمد والبزار والطبرانى وفيه أبو نهشل ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات". وقال الذهبى عن أبى نهشل "لا يعرف" وقال الحافظ فى تعجيل المنفعة فى تعجيل المنفعة "ذكره ابن حبان فى الثقات".

(1)

"اتابعه" فى بعض نسخ المسند "بايعه".

ص: 78

-[هيبته ووقاره رضي الله عنه]-

الفصل الخامس: فى هيبته ووقاره رضي الله عنه

181 -

حدثنا عبد الله حدثنى أبى حدثنا يعقوب حدثنا أبى عن صالح قال ابن شهاب أخبرنى عبد الحميد بن محمد بن زيد أن محمد بن سعد بن أبى وقاص أخبره أن أباه سعد ابن أبى وقاص رضي الله عنه قال استأذن عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نساء من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن فلما استأذن قمن يبتدرن الحجاب فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم يعنى فدخل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك فقال عمر أضحك الله منك يا رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبت من هؤلاء اللاتى كن عندي فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب قال عمر فأنت يا رسول الله كنت أحق أن يهبن ثم قال عمر أى عدوات أنفسهن أتهبننى ولا نهبن رسول الله ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك قال عبد الله قال أبى وقال يعقوب ما أحصى ما سمعته يقول حدثنا صالح عن ابن شهاب.

182 -

وعن الأسود رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنى قد حمدت ربى تبارك وتعالى بمحامد ومدح وإياك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أن ربك تبارك وتعالى يحب المدح هات ما امتدحت به ربك قال فجعلت أنشده فجاء رجل قاستأذن أدلم أصلع أعسر أيسر قال فاستنصتنى له رسول الله صلى الله عليه وسلم (وفي رواية فقال بين بين) ووصف لنا أبو سلمة

(1) في سند الصحيحين أخبرنى عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد دون ذكر محمد. الواردة فى السند.

181 -

(تخريجه) أخرجه البخارى ومسلم من هذا الطريق بلفظ قريب. وأورد مسلم رواية مقاربة عن أبى هريرة.

182 -

(سنده) أخرجه البخارى ومسلم من هذا الطريق بلفظ قريب. وأورد مسام رواية مقاربة عن أبى هريرة.

182 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا حسن بن موسى ثنا حماد بن سلمة عن على بن زيد عن عبد الرحمن بن أبى بكره أن الأسود بن سريع قال.

(غريبه) أدلم. الأدلم الأسود الطويل. أصلع. الأصلع الذى انخثر الشعر عن رأسه. أعسر. الأعسر الذى يعمل بيده اليسرى. ألأيسر. كان عمر أعسر أيسر هكذا يروى والصواب أعسر ايسر وهو الذى يعمل بيديه جميعاً.

ص: 79

-[هيبته ووقاره رضي الله عنه]-

كيف استنصته قال كما صنع بالهر فدخل الرجل فتكلم ساعة ثم خرج ثم أخذت أنشده أيضاً ثم رجع بعد فاستنصتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفه أيضاً (وفى رواية فقال النبى صلى الله عليه وسلم بين بين ففعل ذلك مرتين أو ثلاثا) فقلت يا رسول الله من ذا الذى استنصتنى له فقال هذا رجل لا يحب الباطل، هذا عمر بن الخطاب.

183 -

وعن عائشة رضي الله عنها قالت كنت أدخل بيتى الذى دفن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى فأضع ثوبى فأقول إنما هو زوجى وأبى فلما دفن عمر معهم فوالله ما دخلت إلا وأنا مشدودة على ثيابى حياء من عمر.

184 -

عن بريدة الأسلمى أن أمة سوداء أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجع من بعض مغازيه فقالت إنى كنت نذرت إن ردك الله صالحاً أن أضرب عندك بالدف قال إن كنت فعلت فالفعلى وإن كنت لم تفعلى فلا تفعلى فضربت فدخل أبو بكر وهى تضرب ودخل غيره وهى تضرب ثم دخل عمر فجعلت دفها خلفها وهى مقنعة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشيطان ليفرق منك يا عمر أنا جالس ههنا ودخل هؤلاء فلما دخلت ما فعلت.

(تخريجه) قال الهيثمي "أخرجه أحمد والطبرانى بنحوه ورجالهما ثقات وفى بعضهم خلاف.

ونقل بن الأثير فى أسد الغابة عن ابن منده أنه لا يصح سماع عبد الرحمن بن أبى بكرة عن الأسود بن سريع. ثم أورد الحديث عن عبد الله بن الإمام أحمد

الخ

وقال أخرجه ثلاثتهم يعنى بهم بن منمده وأبا نعيم وأبا عمر بن عبد البر.

183 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا حماد بن أسامة قال أنا هشام عن أبيه عن عائشة (تخريجه) قال الإمام محب الدين احمد بن عبد الله الطبرى المتوفى سنة 694 هجرية فى السمط الثمين فى مناقبل أمهات المؤمنين "خجه يحيى بن معين".

184 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا زيد بن الحباب ثنا حسين حدثنى عبد الله بن بريدة (الإسلمى) عن أبيه.

(غريبه) ليفرق: الفرق بالتحريك الخوف والفزع:

(تخريجه) أخرجه الترمذى حدثنا الحسين بن حديث حدثنا على بن الحسين بن واقد حدثنى أبى حدثنى عبد الله بن بريدة بألفاظ متقاربة وقال هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث بريدة

ص: 80

-[ذكر شئ من فتاواه وقضاياه رضي الله عنه]-

الباب الثالث: فى ذكر شئ من فتاواه وقضاياه وبعض ما حل فى

خلافته من الحوادث وفيه فصول

الفصل الأول فى ذكر شئ من فتاواه وقضاياه

185 -

عن الحرث بن معاوية الكندى أنه ركب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسأله عن ثلاث خلال قال فقدم المدينة فسأله عمر ما أقدمك قال لأسألك عن ثلاث خلال، قال وما هن، قال ربما كنت أنا والمرأة فى بناء ضيق فتحضر الصلاة فإن صليت أنا وهى كانت بحذائى وإن صلت خلفى خرجت من البناء، فقال عمر تستر بينك وبينها بثوب ثم تصلى بحذائك إن شئت، وعن الركعتين بعد العصر فقال نهانى عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال وعن القصص فإنهم أرادونى على القصص فقال ما شئت كأنه كره أن يمنعه، قال إنما أردت أن أنتهى إلى قولك قال أخشى عليك أن تقص فترتفع عليهم فى نفسك ثم تقص فترتفع حتى يخيل إليك أنك فوقهم بمنزلة الثربا فيضعك الله تحت أقدامهم يوم القيامة بقدر ذلك.

186 -

وعن أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه قال خطب عمر الناس فقال إن الله رخص لنبيه صلى الله عليه وسلم ما شاء وإن نبى الله صلى الله عليه وسلم قد مضى لسبيله فأتموا الحج والعمرة لله كما أمركم الله عز وجل حصنوا فروج هذه النساء.

وفي الباب عن عمر وسعد بن أبى وقاص وعائشة وقال فى تحفة الأحوذى، أما حديث عمر فأخرجه الشيخان وفيه والذى نفسى بيده ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً قط الاسلك فداً غير فجك".

وأخرجه الهيثمى عن سديسه مولاه حفصه عن حفصه بمعناه. ولعل سديسه هذه والله أعلم هى الأمة السوداء التى أشار إليها أبو بريدة صلى الله عليه وسلم. وقال الحافظ ضبطت عند الأكثر بفتح السين"

185 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان ثنا عبد الرحمن بن جبير ابن نفير عن الحرث بن معاوية الكندى.

186 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبيدة بن حميد عن داود بن أبى هند عن أبى نضرة عن أبي سعيد.

ص: 81

-[فتاواه وقضاياه رضي الله عنه]-

187 -

حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا سفيان عن عمرو سمع بجالة (1) يقول كنت كاتباً لجزء (2) بن معاوية عم الأحنف بن قيس فأنا كتاب عمر قبل موته بسنة أن اقتلوا كل ساحر وربما قال سفيان وساحرة وفرقوا بين كل ذى محرم من المجوس وانهوهم عن الزمزمة (3) فقتلنا ثلاثة سواحر وجعلنا نفرق بين الرجل وبين جريمته فى كتاب الله وصنع جزء طعاما كثيراً وعرض السيف على فخذه ودعا المجوس فألقوا وقر (4) بغل أو بغلين من ورق (5) وأكلوا من غير زمزمة ولم يكن عمر أخذ وربما قال سفيان قبل الجزية من المجوس حتى شهد عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها من مجوس هجر وقال أبى قال سفيان حج بجالة مع مصعب سنة سبعين.

188 -

وعن مالك بن أوس بن الحدثان قال أرسل إلىّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه فبينا أنا كذلك إذا جاءه مولاه يرفأ فقال هذا عثمان وعبد الرحمن وسعد والزبير بن العوام قال ولا أدرى أذكر طلحة أم لا يستأذنون عليك قال ائذن لهم ثم مكث ساعة ثم جاء فقال هذا العباس وعلى رضي الله عنهما يستأذن قال أئذن لهما فلما دخل العباس قال يا أمير المؤمنين اقض

(تخريجه) إسناد صحيح

(1)

بجالة بفتح الباء وتخفيف ثقة قاله الحافظ فى التقريب وأخرج له البخارى وأبو داود والترمذى والنسائي.

(2)

جزء بفتح الجيم وقد يقال له جزى أختلف فى صحبته.

(3)

الزمزمة هى كلام يقوله المجوس تعبداً عند أكلهم بصوت خفى.

(4)

وقر بكسر الواو أى حمل. (5)(الورق) بكسر الراء الفضة.

187 -

(تخريجه) هذا الحديث تقدم بشرحه وتحقيقه. فى ما جاء فى حد الساحر وأخبار عن لمجوس وعاداتهم فى ص 30 من الجزء 160 من الفتح الربانى وقال منفه رحمه الله فى تخريجه (أبو داود والبيهقى مطولا كما هنا، والبخارى والترمذى والنسائى والشافعى مختصراً، وقال البيهقى قال الشافعى حديث بحاله مفصل ثابت" أهـ

188 -

(سنده) حدثنا عن عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرازق ثنا معمر عن الزهرى عن مالك ابن أوس بن الحدثان.

ص: 82

-[فتاواه وقضاياه رضي الله عنه]-

بيني وبين هذا وهما حينئذ يختصمان فيما أفاء الله على رسوله من أموال بنى النضير فقال القون افض بينهما يا أمير المؤمنين وارج كل واحد من صاحبه فقد كالت خصومتهما فقال عمر رضي الله عنه أنشدكم الله الذى يإذنه تقوم السموات والأرض أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة قالوا قد قال ذلك وقال لهما مثل ذلك فقالا نعم، قال فانى سأخبركم عن هذا الفيئ، إن الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم منه بشئ لم يعطه غيره فقال:(وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب) وكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة والله ما احتازها دونكم ولا استأثر بها عليكم لقد قسمها بينكم وبثها فيكم حتى بقى منها هذا المال فكان ينفق على أهله منه سنة ثم يجعل ما بقى منه مجعل مال الله فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر رضي الله عنه أنا ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده أعمل فيها بما كان يعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

189 -

حدثنا عبد الله قال حدثنى أبى قال حدثنا يحيى بن حماد قال حدثنا أبو عوانة عن عاصم ابن كليب قال حدثنى شيخ من قريش من بنى تميم حدثنى فلان وفلان فعد ستة أو سبعة كلهم من قريش فيهم عبد الله بن الزبير قال بينا نحن جلوس عند عمر إذ دخل على والعباس رضي الله عنهما قد ارتفعت أصواتهما فقال عمر مه يا عباس قد علمت ما نقول، تقول ابن أخى ولى شطر المال وقد علمت ما تقول يا على تقول ابنته تحتىولها شطر المال وهذا ما كان فى يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد رأينا كيف كان يصنع فيه فوليه أبو بكر رضي الله عنه من بعده فعمل فيه بعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم وليته من بعد أبى بكر فأحلف بالله لأجدهن أن أعمل فيه بعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمل أبى بكر ثم قال حدثنى أبو بكر رضي الله عنه وحلف بأنه لصادق أنه سمع النبى صلى الله عليه وسلم يقول إن النبى لا يورث وإنما ميراثه فى فقراء المسلمين والمساكين وحدثنى أبو بكر رضي الله عنه وحلف بالله أنه صادق أن النبى صلى الله عليه وسلم قال إن النبى لا يموت حتى يؤمه بعض امنته وهذا ما كان فى يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد رأينا كيف كان يصنع فيه فإن شئتما

(تخريجه) أخرجه البخارى عن طريق مالك عن أنس عن ابن شهاب عن مالك بن أوس مطولا، كما أخرجه مختصراً بطرق أخرى ومسلم بنحوه.

189 -

(تخريجه) فيه مجاهيل -ويعزز صدره الحديث السابق.

ص: 83

-[ما حصل في خلافته رضي الله عنه]-

أعطيتكما لتعملا فيه بعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمل أبى بكر حتى أدفعه إليكما قال فخلوا صم جاءا فقال العباس ادفعه إلى علىّ فإنى قد طبت نفساً به له.

الفصل الثانى: ومما حصل فى خلافته رضي الله عنه وقعة اليرموك سنة 15

190 -

حدثنا عبد الله حدثنى أبى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سماك قال سمعت عياضا الأشعري قال شهدت اليرموك وعلينا خمسة أمراء أبو عبيدة بن الجراح ويزيد بن أبى سفيان وابن حسنة وخالد بن الوليد وعياض وليس عياض هذا بالذى حدث سماكا قال وقال عمر رضي الله عنه إذا كان قتال فعليكم أبو عبيدة قال فكتبنا إليه إنه قد جاش إلينا الموت واستمدناه فكتب إلينا إنه قد جاءنى كتابكم تستمدونى وإنى أدلكم على من هو أعز نفرا وأحضر جندا، الله عز وجل فاستنصروه فإن محمداً صلى الله عليه وسلم د نصر بر فى أقل من عدتكم فإذا أتاكم كتابى هذا فقاتلوهم ولا تراجعونى قال فقتلناهم فهزمناهم وقتلناهم أربع فراسخ قال وأصبنا أموالا فتشاور فأشار علينا عياض أن نعطى عن كل رأس عشرة وقال أبو عبيدة من يراهن فقال شاب أنا إن لم تغضب قال فسبقه فرأيت عقيصتى أبى عبيدة تتقزان وهو خلفه على فرس عربى.

فصل: ومن ذلك فتح كنوز كسري

191 -

حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا إسرائيل وأبو نعيم ثنا إسرائيل عن سماك أنه سمع جابر ابن سمرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليفتحن رهط من المسلمين كنوز كسرى التى قال أبو نعيم الذى بالأبيض قال جابر فكنت فيهم فأصابني ألف درهم.

190 - (غريبه) عقيصتي، العقيصة الشعر المعقوص وهو نحو من المضفور وأصل العقص اللى وإدخال أطراف الشعر فى أصوله (تنقزان) أى تقفزان وتثبان.

(تخريجه) إسناده صحيح. وعياض الأشعرى مختلف فى صجبته، أما عياض الذى كان أحد الأمراء الخمسة فهو عياض بن غنم الفهرى صحابى جليل.

191 -

(تخريجه) أخرجه مسلم من طريق أبى عوانه عن سماك بن حرب عن جابر بلفظ "لتفتحن عصابه من المسلمين أو من المؤمنين كنز آل كسرى الذي في الأبيض".

ص: 84

-[خطبته بالجابيه وعزله خالد بن الولد رضي الله عنه]-

الفصل الثالث: ومن ذلك فتح بيت المقدس وخطبته المشهورة بالجابية

وعزله خالد بن الوليد رضي الله عنه من الامارة سنة 16

192 -

عن ابن عباس رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب خطب بالجابية فقال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامى فيكم فقال استوصوا بأصحابى خيراً ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب حتى إن الرجل يبتدئ بالشهادة قبل أن يسلهاـ فمن أراد منكم بحبحة الجنة فيلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد ولا يخلون أحدكم بامرأة فإن الشيطان ثالثهما ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن.

192 -

وعن على بن رباح عن باشرة بن سمى اليزنى قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول فى يوم الجابية وهو يخطب الناس إن الله عز وجل جعلنى خازناً لهذا المال وقاسمه له ثم قال بل الله يقسمه وأنا باديء باصل النبى صلى الله عليه وسلم ثم أشرفهم ففرض لأزواج النبى صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف إلَاّ جويرية وصفية وميمونة فقلت عائشة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعدل بيننا فعدل بينهن عمر ثم قال إنى بادئ بأصحابى المهاجرين الأولين أنا أخرجنا فى ديارنا ظلماً وعدواناً ثم أشرفهم

192 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا على بن إسحق أنبأنا عبد الله يعنى بن المبارك أنبأنا محمد بن سوقه عن عبد الله بن دينار عن بن عمر.

(غريبه) البحبحة بموحدتثن مفتوحتين وحاءين معملتين الأولى ساكنة والثانية مفتوحة: التمكن فى المقام والحلو.

(تخريجه) أخرجه الحاكم بلفظه عن عبد الله بن دينار، كما أخرجه بطرق عديدة عن عبد الله ابن المبارك بلفظ قريب وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين فإنى لا أعلم خلافاً بين أصحاب عبد الله بن المبارك فى إقامة هذا الاسناد عنه ولم يخرجاه" وأقره الذهبى. وأخرجه الترمذى عن النضر بن اسماعيل أبو المغيرة عن محمد بن سرقه عن عبد الله بن دينار بلفظ قريب وقال هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وقد رواه ابن المبارك عن محمد بن سوقه، وقد روى هذا الحديث من غير وجه عن عمر عن النبى صلى الله عليه وسلم.

192 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا على بن إسحق ثنا عبد الله يعنى ابن المبارك قال أنا سعيد بن يزيد وهو أبو شجاع قال سمعت الحرث بن يزيد الحضرمى يحدث عن علي بن رباح

ص: 85

-[طاعون عمواس وإخراجه يهود خيبر]-

ففرض لأصحاب بدر منهم خمسة آلاف ولمن شهد بدراً من الأنصار أربعة آلاف ولمن شهد أحداً ثلاثة آلاف، قال ومن أسرع فى الهجرة أيسع به العطاء ومن أبطأ فى الهجرة أبطأ به الغطاء فلا يلومن رجل إلا مناخ راحلته، وانى أعتذر إليكم من خالد بن الوليد، إنى أمرته أن يحبس هذا المال على ضعفه المهاجرين فأعطاه ذا البأس وذا الشرف وذا اللسانة فنزعته وأمرت أبا عبيدة بن الجراح فقال أبو عمرو بن حفص بن المغيرة والله ما أعذرت يا عمر بن الخطاب، لقد نزعت عاملاً استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم وغمدت سيفاً سله رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضعت لواء نصبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد قطعت الرحم وحسدت ابن العم، فقال عمر بن الخطاب إنك قريب القرابة حديث السن معصب من ابن عمك.

الفصل الرابع ومن ذلك طاعون عمواس بالشام سنة ثمان عشرة

194 -

عن عبد الله بن عامر بن ربيعة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج إلى الشام فلما جاء سرغ بلغه أن الوباء قد وقع بالشام فأخبره عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه فرجع عمر بن الخطاب رضي الله عنه من سرغ (وفى لفظ) فحمد الله عمر ثم انصرف.

الفصل الخامس: ومن ذلك إخراجه يهود من أرض خيبر سنة 19

195 -

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال خرجت أنا والزبير والمقداد بن الأسود إلى أموالنا بخيبر نتعاهدها فلما قدمناها تفرقنا فى أموالنا قال فَعّدِىِ على تحت الليل وأنا نائم على فراشي

(تخريجه) أورد الحافظ ابن كثير الطرف الأخير منه بسنده فى البداية وقال رواه البخارى فى التاريخ وغيره.

194 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا اسحق بن عيسى أخبرنى مالك عن الزهرى عن عبد الله بن عامر بن ربيعة.

(تخريجه) الحديث صحيح وأخرجه مالك فى الموطأ عن ابن شهاب عن عبد الله بن عامر بلفظه، وأخرجه البخاري ومسلم.

ص: 86

-[ذكر بعض خطبه رضي الله عنه]-

ففدعت يداى من مرفقي فلما أصبحت استصرخ علىَّ صاحباى فأتيانى فسألانى عمن صنع هذا بك: قلت لا أدرى قال فأصلحا من يدى ثم قدموا بى على عمر فقال هذا عمل يهود، ثم قام فى الناس خطيباً فقال أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عامل خيبر على أنا نخرجهم إذا شئنا وقد عدوا على عبد الله بن عمر ففدعوا يديه كما بلغكم مع عدونهم على الأنصار قبله لا نشك أنهم أصحابهم، ليس لنا هناك عدو غيرهم فمن كان له مال بخيبر فليلحق به فأنى مخرج يهود فأخرجهم.

الباب الرابع: فى ذكر بعض خطبه رضي الله عنه

خطبته فى العدل بين الرعية

196 -

عن أبى فراس قال خطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال أيها الناس ألا إنه إنما كنا نعرفكم إذ بين ظهرينا النبى صلى الله عليه وسلم وإذا ينزل الوحى وإذا ينبئنا الله من أخباركم لا وإن النبى صلى الله عليه وسلم قد انطلق وقد انقطع الوحى وإنما نعرفكم بما نقول لكم من أزهر منكم خيراً ظننا به خيراً وأجبنناه عليه ومن أظهر منكم لنا شراً ظننا به شراً وأبغضناه عليه سرائركم بينكم وبين ربكم ألا إنه قد أتى علىَّ حين وأنا أحسب أن من قرأ القرآن يريد الله وما عنده فقد خيل إلى بآخره ألا إن رجالا قد قرأوه يريدون به ما عند الناس فأريدوا الله بقراءتكم وأريدوه بأعمالكم ألا إنى والله ما أرسل عمالى إليكم ليضربوا أبشاركم ولا ليأخذوا أموالكم ولكن أرسلهم

195 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثنا أبى عن ابن اسحاق قال: حدثنى نافع مولى عبد الله ابن عمر عن عبد الله بن عمر قال:

(تخريجه) أخرجه البخارى بمعناه عن مالك عن نافع عن ابن عمر.

196 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا إسماعيل أنبأنا الجريرى سعيد عن أبى نضرة عن أبى فراس.

(غريبه) أبشاركم جمع وهى ظاهر الجلد (وتجمروهم) تجمير الجيش جمعهم فى الثغور وحبسهم من العودة إلى أهلهم (الغياض) جمع غيضة وهى الشجر الملتف ومعنى لا تنزلوهم الغياض فتضيعوهم أنهم إذا نزلوها تفرقوا فيها فتمكن منهم العدو.

ص: 87

-[ذكر بعض خطبه رضي الله عنه]-

إليكم ليعلموكم دينكم وسنتكم فمن فعل به شئ سوى ذلك فليرفعه إلىّ فوالذى نفسى بيده إذاً لأقصنه منه فوثب عمرو بن العاص فقال يا أمير المؤمنين أو رأيت إن كان رجل من المسلمين على رعية فأدب بعض رعيته أئنك لمقتصه منه قال إى والذى نفس عمر بيده إذا لأقصنه منه وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص من نفسه ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم ولا تجمروهم فتفتنوهم ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم ولا تنزلوهم الغياض فتضيعوهم.

197 -

وعن أبى العجفاء قال سمعت عمر يقول ألا لا تُغْلوا صُدق النساء فذكر الحديث قال اسماعيل وذكر أيوب وهشام وابن عون عن محمد عن أبى الجعفاء عن عمر نحواً من حديث سلمة إلا أنهم قالوا لم يقل محمد نبئت عن أبى الجعفاء.

(خطبته رضي الله عنه فى رؤيا رآها وفسرها بقرب أجله)

198 -

عن معبد (1) بن أبى طلحة اليعمرى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قام على المنبر يوم الجمعة فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر أبا بكر رضي الله عنه ثم قال رأيت رؤيا لا أراها إلا لحضور أجلى، رأيت كان ديكاً نقرنى نفرتين قال وذكر لى أن ديك أحمر فقصصتها على أسماء بنت عميس امرأة أبى بكر رضي الله عنهما فقالت يقتلك رجل من العجم، قال وإن الناس يامروننى أن أستخلف وأن الله لم يكن ليضيع دينه وخلافته التى بعث بها نبيه

(تخريجه) إسناده حسن وأخرج البخارى الطرف الأول منه من طريق عبد الله بن عتبه عن عمر.

197 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا اسماعيل مرة أخرى أخبرنا سلمة بن علقمة عن محمد بن سيرين قال نبئت عن أبى الجعفاء.

(تخريجه) رواه الحاكم فى المستدرك من عدة طرق وقال "تواترت الأسانيد الصحيحة بصحة خطبة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهذا الباب لى مجموع فى جزء كبير ولم يخرجاه، وسكت عليه الذهبى.

198 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عفان ثنا همام بن يحيى قال ثنا قتادة عن سالم ابن أبى الجعد الغطانى عن معبد بن أبى طلحة اليعمرى.

(1)

صحته معدان بن أبى طلحة كما أورده مسلم والحاكم.

ص: 88

-[تحقق رؤياه ووصاياه رضي الله عنه]-

صلى الله عليه وسلم وأن يعجل بى أمر فإن الشورى فى هؤلاء الستة الذين مات نبى الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض فمن بايعتم منهم فاسمعوا له وأطيعوا، وانى أعلم أن أناسا سيطعنون فى هذا الأمر أنا قاتلتهم بيدى هذه على الإسلام أولئك أعداء الله الكفار الضلال وأيم الله ما أترك فيما عهد إلى ربى فاستخلفنى شيئاً اهم إلى الكلالة، وأيم الله ما أغلظ لى نبى الله فى شئ منذ صحبته أشد ما أغلظ لى فى شأن الكلالة حتى طعن باصبعه فى صدرى وقال تكفيك آية الصيف التى نزلت فى آخر سورة النساء، وانى إن أعش فسأقضى فيها بقضاء يعلمه من يقرأ ومن لا يقرأ، وانى أشهد الله على أمراء الأمصار إنى إنما بعثتهم ليعلموا للناس دينهم ويببنوا لهم سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ويرفعوا إلىّ ما عمى عليهم، ثم إنكم أيها الناس تأكلون من شجرتين لا أراهما إلا خبيئتين هذا الثوم والبصل، وأيم الله لقد كانت أرى نبى الله صلى الله عليه وسلم يجد ريحهما من الرجل فيأمر به فيؤخذ بيده فيخرج به من المسجد حتى يؤتى به البقيع فمن أكلهما لابد فليتمهما طبخا، قال فخطب الناس يوم الجمعة وأصيب يوم الأربعاء.

الباب الخامس: فى تحقق رؤياه وطعن العجمى إياه وذكر شئ من

وصاياه وثناء الناس عليه وبكائهم عنده وعدم استخلافه

199 -

عن شعبة قال سمعت أبا جمرة الضيعى يحدث عن جويرية بن قدامه قال حجبت فأتيت المدينة العام الذي أصيب فيه عمر رضي الله عنه قال فخطب فقال انى رأيت كأن ديكا أحمر نقرنى نقرة أو نقرتين شعبة الشاك فكان من أمره أنه طعن فأذن للناس عليه فكان أول من دخل عليه أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم ثم أهل الشام ثم أذن لأهل العراق فدخلت فيمن دخل قال فكان كلما دخل عليه قوم أثنوا عليه وبكوا قال فلما دخلنا عليه قال وقد عصب بطنه بعمامة سوداء والدم يسيل قال فقلنا أوصنا قال وما سأله الوصية أحد غيرنا فقال عليكم بكتاب

(تخريجه) أخرج مسلم طرفاً منه وأخرج الحاكم الطرف الأول منه وسكت عليه الذهبى.

199 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال سمعت أبا جمرة الضبعى يحدث عن جويرية بن قدامة قال.

ص: 89

-[تحقق رؤياه ووصاياه رضي الله عنه]-

الله فإنكم لن تضلوا ما اتبعتموه فقلنا أوصنا فقال أوصيكم بالمهاجرين فإن الناس سيكثرون ويقلون، وأوصيكم بالأنصار فانهم شعب الإسلام الذى لجئ إليه، وأوصيكم بالأعراب فانهم أصلكم ومادتكم، وأوصيكم بأهل ذمتكم فإنهم أصلكم ومادتكم، وأوصيكم بأهل ذمتكم فانهم عهد نبيكم ورزق عيالكم قوموا عنى، قال فما زادنا على هؤلاء الكلمات قال محمد بن جعفر قال شعبة ثم سألته بعد ذلك فقال فى الأعراب وأوصيكم بالأعراب فانهم إخوانكم وعدو عدوكم.

200 -

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال أنا أول من أتى عمر رضي الله عنه حين طعن فقال احفظ عنى ثلاثاً فأنى أخاف أن لا يدركنى الناس، أما أنا فلم أقض فى الكلالة قضاء ولم أستخلف على الناس خليفة وكل مملوك له عتيق فقال له الناس استخلف فقال أى ذلك افعل فقد فعله من هو خير منى أن أدع إلى الناس أمرهم فقد تركه نبى الله عليه الصلاة والسلام، وإن استخلف فقد استخلف من هو خير منى أبو بكر رضي الله عنه، فقلت له أبشر بالجنة صاحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطلقت صحبته ووليت أمر المؤمنين فقويت وأديت الأمانى، فقال أما تبشيرك إياى بالجنة فوالله لو أن لى (وفى رواية) فلا والله الذى لا إله إلا هو لو أن لى الدنيا بما فيها لافتديت به من هول ما أمامى قبل أن أعلم الخبر، وأما قولك فى أمر المؤمنين فوالله لوددت أن ذلك كفافا لا لى ولا علىّ، وأما ما ذكرت من صحبة نبى الله صلى الله عليه وسلم فذلك.

201 -

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال لعمر أنى سمعت الناس يقولون مقالة فآليت

(تخريجه) إسناده صحيح. أبو جمرة الضبعى هو نصر بن عمران الصبعى بضم المعجمة روى عن ابن عباس وابن عمر وطائفة وعنه أبو التياح والحمادان وخلق وثقة أحمد وابن معين وأبو زرعة، ما جاء فى خلاصة تهذيب الكمال وقال البخارى مات سنة ثمان وعشرين ومائة. وجويرية ابن قدامة تابعى ثقة. وقال الحافظ فى التهذيب "وأخرج فى الصحيح عن آدم طرفاً منه" وجاء الحديث فى الطبقات عن شعبه عن أبى جمرة.

200 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يحيى بن حماد وعفان قالا ثنا أبو عوانة عن داود ابن عبد الله الأودى عن حميد بن عبد الرحمن الحميرى ثنا ابن عباس بالبصرة قال.

(تخريجه) إسناده صحيح.

ص: 90

-[تحقق رؤياه ووصاياه رضي الله عنه]-

أن أقولها لكم، زعموا أنك غير مستخلف فوضع رأسه ساعة ثم رفعه فقال إن الله عز وجل يحفظ دينه، وإنى إن لا أستخلف فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستخلف، وإن أستخلف فإن أبا بكر قد استخلف قال فوالله ما هو إلا أن ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر فعلمت أنه لم يكن يعدل برسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً وأنه غير مستخلف.

202 -

وعن أبى رافع أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان مسنداً إلى ابن عباس وعنده ابن عمر وسعيد بن زيد رضي الله عنهما فقال اعلموا أنى لم أقل فى الكلالة شيئاً ولم أستخلف من بعدى أحداً وأنه من أدرك وفانى من سبى العرب فهو حر من مال الله عز وجل، فقال سعيد بن زيد، أما إنك او أشرت برجل من المسلمين لأتمنك الناس وقد فعل ذلك أبو بكر صلى الله عليه وسلم وأتمنه الناس فقال عمر قد رأيت من أصحابى حرصا سيئا وإنى جاعل هذا الأمر إلى هؤلاء النفر الستة الذين مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض ثم قال عمر لو أدركنى أحد رجلين ثم جعلت هذا الأمر إليه لوثقت به سالم مولى أبى حذيفة وأبو عبيدة ابن الجراح.

201 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرازق ثنا معمر عن الزهرى عن سالم عن ابن عمر.

(تخريجه) الحديث صحيح ورواه مسلم مطولا من طريق عبد الرازق عن معمر ورواه أبو داود بأختصار عن طريق عبد الرزاق.

202 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة عن على بن زيد عن أبى رافع.

(تخريجه) فيه على بن زيد وهو بن عبد الله بن زهير بن عبد الله بن جدعان (بضم الجيم) ينسب أبوه إلى جد جده ولذا عرف بإسم على بن زيد بن جدعان قال بن حجر فى تقريب التهذيب ضعيف ونقل فى المنهل العذب عن أحمد وأبى زرعة ليس بالقوى وعن ابن خزيمه سئ الحفظ وقال يعقوب ابن شيبة ثقة وقال الترمذى صدوق إلا أنه ربما رفع الشئ الذى يوقفه غيره وقال شعبة حدثنا على ابن زيد قبل أن يختلط".

ص: 91

-[وفاته والصلاة عليه رضي الله عنه]-

الباب السادس: فى وفاته والصلاة عليه وثناء على بن أبى طالب عليه

رضي الله عنهما

203 -

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال وضع عمر بن الخطاب رضي الله عنه على سريره فنكنَّفَه الناس يدعون ويصلون قبل أن يُرفع وأنا فيهم فلم يرُعْنى إِلا رجل قد أخذ بَمنكبى من ورائى فالتفت فإذا هو على بن أبى طالب رضي الله عنه فترحم على عمر رضي الله عنه فقال ما خلفت أحداً أحبَّ إلىَّ أن ألقى الله تعالى بمثل عمله منك وأيمُ الله إنْ كنت لأظُنُ ليجمعنك الله مع صاحبيك وذلك انى كنت أكثر أن أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فذهبت أنا وأبو بكر وعمر ودخلت أنا وأبو بكر وعمر وخرجت أنا وأبو بكر وعمر وإن كنت لأظن ليجعلنك الله معهما.

204 ز- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال وضع عمر بن الخطاب رضي الله عنه بين المنبر والقبر فجاء على رضي الله عنه حتى قام بين يدى الصفوف فقال هو هذا ثلاث مرات ثم قال رحمة الله عليك، ما من خلق الله تعالى أحب إِلى من أن إلقاء بصحيفته بعد صحيفة النبى صلى الله عليه وسلم من هذا المسجى عليه ثوبه.

205 ز- وعن عون بن أبى جحيفة عن أبيه رضي الله عنه قال كنت عند عمر رضي الله

203 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا على بن أسحق أخبرنا عبد الله يعنى ابن المبارك أخبرنا عمر بن سعيد بن أبى حسين عن ابن أبى مليكه أنه سمع ابن عباس.

(تخريجه) رواه البخارى ومسلم بلفظ قريب من طريق عبد الله بن المبارك، وابن أبى مليكة هو عبد الله بن عبيد الله بن أبى مليكة (بضم الميم وفتح الالم) مكى تابعى ثقة.

204 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى محمد بن جعفر الوركانى ثنا أبو معشر نجيسح المدينى مولى بن هاشم عن نافع عن ابن عمر.

(تخريجه) فيه أبو معشر نجيح المدينى ذهب الاكثرون إلى تضعيفه وخاصة فى روايته عن نافع وقال الإمام أحمد وعبد الحق وبن عدى "على ضعفه يكتب حديثه" وللحديث شاهد عن طريق جابر فى المستدرك للحاكم وليس فيه نجيح فضلا عن الحديث التالى.

205 -

(سنده) حدثنا عبد الله ثنا سريد بن سعيد الهروى ثنا يونس بن أبى يعقوب عن عون بن أبي جحيفة.

ص: 92

-[خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه]-

عنه وهو مسحى ثوبه قد قضى نحبه فجاء على رضي الله عنه فكشف الثوب عن وجهه ثم قال رحمه الله عليك أبا حفص فوالله ما بقي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد أحب إلى أن ألقى الله تعالى بصحيفته منك.

206 -

وعن معدان بن أبى طلحة اليعمري أن عمر رضي الله عنه أصيب يوم الأربعاء لأربع ليال بقين من ذى الحجة.

أبواب ما جاء فى خلافة ثالث الخلفاء الراشدين

أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه

الباب الأول: فى خلافته ومبايعته رضي الله عنه

207 ز- عن أبى وائل قال قلت لعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه كيف بايعتم عثمان وتركتم عليا قال ما ذنبى قد بدأت بعلى فقلت أبايعك على كتاب الله وسنة رسوله وسيرة أبى بكر وعمر رضي الله عنهما قال فقال فيما استطعت قال ثم عرضتها على عثمان رضي الله عنهما فقبلها.

فصل عنه في إشارة النبى صلى الله عليه وسلم إلى خلافة عثمان رضي الله عنه

208 -

وعن الأسود بن هلال عن رجل من قومه أنه كان يقول فى خلافة عمر بن الخطاب

(تخريجه) فيه يونس بن أبى يعقوب وصحته يونس بن أبى يعفور قال الذهبى فى ميزان الاعتدال ضعفه ابن معين والنسائى وأحمد وقال أبو حاتم صدوق وقال آخر صالح الحديث وقد خرج له مسلم وقال ابن حجر فى التقريب صدوق يخطئ كثيراً ووثقه البعض لتخريج مسلم له والله أعلم.

206 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا محمد بن جعفر حدثنا سعيد بن أبى عزوبة (املاه على عن قتادة عن سالم بن أبى الجعة الغطفانى عن معدان بن أبى طلحة اليعمرى.

(تخريجه) أخرجه الحاكم فى المستدرك من طريق سعيد أيضاً وقد ورد معناه فى آخر حديث خطبة عمر عن الرؤيا التى رآها ويفسرها بقرب أجله.

207 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى سفيان بن وكيع حدثنى قبيصة عن أبى بكر عن عياش عن عاصم عن أبى وائل.

(تخريجه) ضعيف لأن فيه سفيان بن وكيع قال عنه الحافظ فى التقريب "كان صدوقاً إلا أنه ابتلى لوراقه فأدخل عليه ما ليس من حديثه ففضح فلم يقبل فسقط حديثه".

ص: 93

-[خلافته ومبايعته رضي الله عنه]-

رضي الله عنه لا يموت عثمان بن عفان رضي الله عنه حتى يستخلف قلنا من أين تعلم ذلك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رأيت الليلة فى المنام كأن ثلاثة من أصحابى وزنوا فوزن أبو بكر فوزن، ثم وزن عمر فوزن، ثم وزن عثمان فنقص وهو صالح.

209 -

وعن عائشة رضي الله عنها قالت كنت عند النبى صلى الله عليه وسلم فقال يا عائشة لو كان عندنا من يحدثنا قالت قلت يا رسول الله ألا أبعث إلى أبى بكر فسكت، ثم قال لو كان عندنا من يحدثنا فقلت ألا أبعث إلى عمر فسكت، قالت ثم دعا وصيفا بين يديه فسارّه فذهب قالت فإذا عثمان يستأذن فأذن له فدخل فناجاه النبى صلى الله عليه وسلم طويلا ثم قال يا عثمان إن الله عز وجل مقمصك قميصا فإن أرادك المنافقون على أن نخلعه فلا تخلعه لهم ولا كرامة يقولها له مرتين او ثلاثا.

210 -

وعن النعمان بن يشير عن عائشة رضي الله عنها قالت أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بن عفان فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلنا رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبلت إحدانا على الأخرى فكان من آخر كلام كلمة أن ضرب منكبه وقال يا عثمان إن الله عز وجل عسى أن يلبسك قميصا فإن أرادك المنافقون على خلعه حتى تلقانى يا عثمان إن الله عسى أن

208 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو النضر ثنا شيبان عن أشعث عن الأسود ابن هلال.

(تخريجه) لم ترد الرواياتالمشهورة بزيادة فنقص وهو صالح، وق رواه دون هذه الزيادة الحاكم فى المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين وخالفه الذهبى وقال أشعث هذا ثقة ولكن ما أحتجابه "أى فى الصحيحين"، ورواه الهيثمى فى مجمع الزوائد وقال رجاله ثقات.

209 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا موسى بن داود قال ثنا فرج بن فضالة عن محمد بن الوليد الزبيدى عن الزهرى عن عروة عن عائشة.

(تخريجه) فيه برج بن فضاله (بفتح الفاء) ضعيف قال البخارى ومسلم منكر الحديث وقال الذهبى فى كتابه "المعنى فى الضعفاء" ضعفوه وقوى أحمد أمره، فى الحديث الذى سيلى بعد، وقد أورد الحافظ بن كثير فى البداية والنهاية عدة طرق بمعنى الحديث فأرجع إليه.

210 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو المغيرة قال ثنا الوليد بن سليمان قال حدثنى ربيعة بن يزيد عن عبد الله بن عامر عن النعمان بن بشير.

ص: 94

-[مناقبه رضي الله عنه]-

يلبسك قميصاً فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقانى ثلاثا فقلت لها يا أم المؤمنين فأين كان هذا عنك قالت نسيته والله فما ذكرته قال فأخبرته معاوية بن أبى سفيان فلم يرض بالذى أخبرته حتى كتب إلى أم المؤمنين أن اكتبى إلى به فكتبت إليه به كتاباً.

211 -

وعن عائشة رضي الله عنها قالت ما استمعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة فإن عثمان جاءه فى نحر الظهيرة فظننت أنه جاءه فى أمر النساء فحملتنى الغيرة على أن أصغيت إليه فسمعته يقول إن الله عز وجل ملبسك قميصا تريدك امتى على خلعه فلا يخلعه فلما رأيت عثمان يبذل لهم ما سألوه إلا خلعه علمت أنه من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى عهد إليه.

الباب الثانى: فى مناقبه رضي الله عنه وفيه فصول

الفصل الأول: فيما ورد فى فضله وإشارة النبى صلى الله عليه وسلم إلى فتنته وأنه على الحق

213 -

حدثنا عبد الله حدثنى أبى حدثنا يونس حدثنا عمر بن إبراهيم اليشكرى قال سمعت أمى تحدث أن أمها انطلقت إلى البيت حاجة والبيت يومئذ له بابان قالت فلما قضيت طوافى دخلت على عائشة رضي الله عنها قالت يا أم المؤمنين أن يعض بنيك بعث يقرئك السلام وأن الناس قد أكثروا فى عثمان فما تقولين فيه قالت لعن الله من لعنه لا أحسبها إلا قالت ثلاث مرار، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مسند فخذه إلى عثمان وإنى لأمسح العرق عن جبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن الوحى ينزل عليه ولقد زوجه ابنتيه إحداهما على إثر الأخرى وأنه ليقول اكتب

(تخريجه) أخرجه الترمذى من طريق معاوية بن أبى صالح عن ربيعة الخ .. وقال فى آخره وفى الحديث قصة طويلة، وهذا حديث حسن غريب.

211 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا محمد بن كناسة الأسدى أبو يحيى قال ثنا اسحق ابن سعيد عن أبيه قال بلغنى أن عائشة.

(تخريجه) فيه محمد بن كناسة الأسدى هو محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى الأسدى أبو يحيى بن كناسة بضم الكاف -صدوق عارف بالآداب. واسحق بن سعيد بن عمرو بن العاص الأموى ثقة. فالحديث صحيح تعززه الشواهد العديدة.

212 -

وفى لفظ (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الصمد قال حدثنى فاطمة بنت عبد الرحمن قالت حدثتنى أمى أنها قالت سألت عائشة.

ص: 95

-[مناقبه رضي الله عنه]-

عثمان (وفي لفظ اكتب ياعثم) قالت ما كان الله لينزل عبداً من نبيه بتلك المنزلة إلا عبدا عليه كريما.

213 -

وعن أبى حبيبة أنه دخل الدار وعثمان محصور فيها وأنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يستأذن عثمان فى الكلام فإذن له مقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنكم تلقون بعدى فتنة واختلافا أو قال اختلافا وفتنة فقال له قائل من الناس فمن لنا يا رسول الله قال عليكم بالأمين وأصحابه وهو يشير إلى عثمان بذلك.

214 -

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة فمر رجل فقال يقتل فيها هذا المقنع يومئذ مظلوما قال فنظرت فإذا هو عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه.

215 -

وعن عبد الله بن شقيق عن عبد الله بن حوالة رضي الله عنه قال أتيت رسول الله

(تخريجه) قال الهيثمي رواه أحمد والطبرانى عن أم كلثوم وقال أم كلثوم لم أعرفها وبقية رجال الطبرانى ثقات وأورد الحافظ بن كثير فى البداية والنهاية روايتى الإمام أحمد.

213 -

(سنده) حدثنا عبد اله حدثنى أبى عفان ثنا وهيب ثنا موسى بن عقبة قال حدثنى جدى أبو أمى أبو حبيبة.

(تخريجه) رواه الحافظ بن كثير فى البداية وقال "تفرد به أحمد واسناده جيد حسن ولم يخرجوه (أى أصحاب الكتب الستة) من هذا الوجه، ورواه الحاكم فى المستدرك وصححه وأقره الذهبى.

214 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أسود بن عامر ثنا سنان بن هرون عن كليب ابن وائل عن ابن عمر.

(تخريجه) فى إسناده سنان بن هارون البرجمى قال الذهبى فى كتابه "المغنى فى الضعفاء""قال أبو حاتم شيخ وقال ابن معين ليس حديثه بشئ" وقال بن حجر فى التقريب صدوق فيه لين. وقال ابن حبان منكر الحديث جداً يروى المناكير عن المشاهير، وارتأى البعض توثيقه. ورواه الترمذى عن إبراهيم بن سعد البجوهرى عن شاذان وقال "هذا حديث حسن غريب خمن هذا الوجه من حديث ابن عمر". وللحديث شواهد متعددة لم يرد فيها "يقتل هذا" ولكن أنه على الهدى كما سيلى.

215 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا اسماعيل بن إبراهيم قال ثنا الحريرى عن عبد الله ابن شقيق.

ص: 96

-[مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه]-

صلى الله عليه وسلم وهو جالس فى ظل دومة وعنده كاتب له يملى عليه فقال ألا أكتبك يا ابن حوالة قلت لا أدرى ما خار الله لى ورسوله فأعرض عنى (وفى رواية نكتبك يا ابن حوالة قلت لا أدري فبم يا رسول الله) فأعرض عنى فأكب على كاتبه بملى عليه قال أنكتبك يا ابن حوالة قلت لا أدرى ما خار الله لى ورسوله فأعرض عنى فأكب على كاتبه يملى عليه قال فنظرت فإذا فى الكتاب عمر فقلت إن عمر لا يُكتْبَ إلا فى خير، ثم قال أنكتبك يا ابن حوالة قلت نعم فقال يا ابن حوالة كيف تفعل فى فتنة تخرج فى أطراف الأرض كأنها صياصى (1) بقر قلت لا أدرى ما خار الله لى ورسوله، قال وكيف تفعل فى أخري تخرج بعدها كأن الأولى فيها انتفاجه (2) أرنب، قلت لا أدرى ما خار الله لى ورسوله، قال اتبعوا هذا، قال ورجل ثقفى، حينئذ قال فانطلقت فسعيت وأخذت بمنكبيه فأقبلت بوجهه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت هذا قال نعم قال وإذا هو عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه.

216 -

وعن جبير بن نفير قال كنا معسكرين مع معاوية بعد قتل عثمان رضى الله عنه فقام كعبن بن مرة (3) البعزرى رضي الله عنه فقال لولا شئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قمت هذا المقام فلما سمع (4) بذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلس الناس فقال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مر عثمان بن عفان مرجلا قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتخرجن فتنة من تحت قدمى أو من بين رجلى هذا، هذا يومئذ ومن اتبعه على الهدى قال فقام ابن حوالة الأزدى من عند المنبر فقال

(غريبه)(1) صياصى بقر جمع صيصه أى قرونها شبه الفتنة بها لشدتها الفتنه بها لشدتها وصعوبة الأمر فيها".

(2)

انتفاجه أرنب قال فى النهاية هى وثبته من مجثمه يريد تقليل مدتها.

(تخريجه) أورده الهيثمى فى مجمع الزوائد وقال رواه أحمد والطبرانى ورجالها رجال الصحيح"

216 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرحمن بن مهدى ثنا معاوية عن سليم بن عامر عن جبير بن نفير.

(3)

قال ابن كثير فى البداية "الصحيح مره بن كعب".

(4)

أى لما سمع معاوية كما ذكر فى بعض الروايات.

(تخريجه) قال الهيثمي رواه الطبراني ورجاله وثقوا.

ص: 97

-[مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه]-

إنك لصاحب هذا قال نعم قال والله انى لحاضر ذلك المجلس ولو علمت أن لى فى الجيش مصدقا كنت أول من تكلم به.

217 -

حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا إسماعيل بن ابراهيم ثنا أيوب عن أبى قلابة قال لما قتل عثمان رضي الله عنه قام خطباهء بإيلياء فقام من آخرهم رجل من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم يقال له مُرة ابن كعب فقال لولا حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قمت، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتنة واحسبه قال فمقربها شك اسماعيل فمر رجل متقنع فقال هذا واصحابه يومئذ على الحق فانطلقت فأخذت بمنكبه وأقبلت بوجهه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت هذا قال نعم فإذا هو عثمان رضي الله تعالى عنه.

218 -

حدقنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو أسامة قال أنبأنا كهمس ثنا عبد الله بن شقيق ثنا هرمى بن الحرث وأسامة بن خريم وكانا يغازيان فحدثانى حديثا ولا يشعر كل واحد منهما أن صاحبه حدثنيه عن مرة البهزى (1) رضي الله عنه قال بينما نحن مع نبى الله صلى الله عليه وسلم فى طريق من طرق المدينة فقال كيف فى فتنة تثور فى أقطار الأرض كأنها صياصى بقر قالوا نصنع ماذا يا نبى الله قال عليكم هذا وأصحابه أو اتبعوا هذا وأصحابه قال فأسرعت حتى عطفت على الرجل فقلت هذا يا نبى الله قال هذا فإذا هو عثمان بن عفان صلى الله عليه وسلم.

219 -

وعن عروة بن الزبير أن عبيد الله بن عدى بن الخيار أخبره أن عثمان بن عفان رضي

217 - (تخريجه) رواه الترمذى بمعناه من طريق عبد الوهاب الثقفى حدثنا أيوب عن أبى قلابة عن أبى الأشعث الصغانى وقال هذا حديث حسن صحيح -وفى الباب عن ابن عمر وعبد الله ابن حوالة وكعب بن عجره" ورواه الحاكم فى المستدرك ثنا وهيب ثنا أيوب عن أبى قلابة عن أبى الأشعث مختصراً وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".

(1)

هو مره بن كعب. وقد سبقت الأحاديث عنه بهذا المعنى.

218 -

(تخريجه) رواه ابن حبان فى صحيحه.

219 -

(سنده): حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا بن شعيب حدثنى أبى عن الزهرى حدثنى عروة بن الزبير.

ص: 98

-[فيما خصه النبي صلى الله عليه وسلم فى السر]-

الله عنه قال له ابن أخى أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقلت لا ولكن خلص إلى من علمه واليقينما خلص إلى العذراء فى سترها قال فتشهد ثم قال أما بعد فإن الله قد بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق فكنت ممن استجاب لله ولرسوله وآمن بما بعث به محمداُ $# ثم هاجرت الهجرتين ونلت صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالله ما عصيته ولا غششته حتى توفاه الله عز وجل.

الفصل الثانى فيما خصه به رسول الله صلى الله عليه وسلم فى السر

220 -

عن أبى عبد الله الجسري قال دخلت على عائشة وعندها حفصة بنت عمر رضي الله عنهم فقالت لى إن هذه حفصة زوج النبى صلى الله عليه وسلم ثم أقبلت عليها فقالت أنشدك الله أن تصدقينى بكذب قلته أو تكذبينى بصدق قلته تعلمى أنى كنت أنا وأنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأغمى عليه فقلت له أترينه قد قبض قلت لا أدرى فأناف فقال افتحوا له الباب ثم أغمى عليه فقلت لك أترينه قد قبض قلت لا أدري ثم أفاق فقال افتحوا له الباب فقلت لك أبى أو أبوك قلت لا أدرى ففتحنا الباب فإذا عثمان بن عفان فلما أن رآه النبى صلى الله عليه وسلم قال ادنه فأكب عليه فسارّه بشئ لا أدرى أنا وأنت ما هو ثم رفع رأسه فقال أفهمت ما قلت لك قال نعم قال ادنه فأكب عليه أخرى مثلها فساره بشئ لا ندرى ما هو ثم رفع رأسه فقال أفهمت ما قلت لك قال نعم قال ادنه فأكب عليه اكبابا شديدا فساره بشئ ثم رفع رأسه فقال أفهمت ما قلت لك قال نعم سمعته أذناى ووعاه قلبى قال اخرج قال قالت حفصة اللهم نعم أو قالت اللهم صدق.

221 -

وعن أبى سهلة عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادعوا لي بعض

(تخريجه) قال الهيثمي رجاله رجال الصحيح وأخرجه البخارى مطولا عن مطريق يونس عن ابن شهاب أخبرنى عروة.

220 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا على بن عاصم عن سعيد بن أياس الجريرى عن أبى عبد الله الجسرى،

(تخريجه) أخرجه الهيثمى فى مجمع الزوائد وقال رواه كل أحمد والطبراني في الأوسط بنحوه.

ص: 99

-[حياؤه واستحياء الملائكة منه رضي الله عنه]-

أصحابي قلت أبو بكر قال لا قلت عمر قال لا قلت ابن عمك على قال لا قالت قلت عثمان قال نعم فلما جاء قال تنحى فجعل يساره ولن عثمان يتغير فلما كان يوم الدار وحصر فيها قلنا يا أمير المؤمنين ألا تقاتل قال لا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلى عهداً وانى صابر نفسى عليه.

الفصل الثالث: فيما جاء فى حيائه واستحياء الملائكة منه رضي الله عنه

222 -

عن سالم أبى جميع ثنا الحسن وذكر عثمان رضي الله عنه وشده حيائه فقال إن كان ليكون فى البيت والباب عليه مغلق فما يضع عنه الثوب ليفيض عليه الماء ويمنعه الحياء أن يقم صلبه.

223 -

وعن عبد الله بن أبى أوفى رضي الله عنه قال استأذن أبو بكر رضي الله عنه على النبى صلى الله عليه وسلم وجارية تضرب بالدف فدخل ثم استأذن عمر رضي الله عنه فدخل ثم استأذن عثمان رضي الله عنه فأمسكت قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن عثمان رجل حيّى.

221 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يحيى عن اسماعيل قال ثنا قيس عن أبى سهلة.

(تخريجه) ذكره ابن كثير فى البداية والنهاية وقال تفرد به أحمد ثم قد رواه أحمد عن وكيع عن اسماعيل عن قيس عن عائشة فذكر مثله وأخرجه ابن ماجه من حديث وكيع" وأخرجه الحاكم فى المستدرك وقال هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبى. وأخرج التركذى من طريق وكيع الجزء الأخير "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلى الخ .. " بهذا الأسناد وقال هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إا من حديث أحمد بن أبى خالد" ورواه ابن ماجه فى المقدمة من طريق وكيع بلفظ متقارب وقال "فى الزوائد اسناده صحيح رجاله ثقات" وأبو سهلة هو مولى عثمان ابن عفان وثقة العجلى وابن حبان وقال أبو زرعة لا أعرف أسمه".

222 -

(سنده) حدثنا عد الله حدثنى أبى ثنا عبد الصمد ثنا سالم أبو جميع ثنا الحسن.

(تخريجه) قال الهيثمى فى مجمع الزوائد رجاله ثقات وعبد الصمد هو ابن عبد الوارث. وسالم أبو جميع بالتصغير هو سالم بن دينار أو ابن راشد القزاز البصرى ثقة، والحسن هو الحسن البصرى.

223 -

(سنده) جدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرحمن هو ابن مهدى ثنا شعبة عن شيخ من بجيلة قال سمعت ابن أبى أوفى .. الخ.

(تخريجه) أخرجه الهيثمى وقال "رواه أحمد عن رجل من يجيلة عن ابن أبى أوفى ولم يسم الرجل وبقية رجاله رجال الصحيح" اهـ

ص: 100

-[حياؤه واستحياء الملائكة منه رضي الله عنه]-

224 -

حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا حجاج ثنا ليث حدثنى عقيل عن ابن شهاب عن يحيى ابن سعيد بن العاص أن سعيد بن العاص أخبره أن عائشة زوج النبى صلى الله عليه وسلم وعثمان رضي الله عنهما حدثاه أن أبا بكر استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على فراشه لابس مرط (1) عائشة فأذن لأبى بكر وهو كذلك فقضى إليه حاجته ثم انصرف فاستأذن عمر فأذن له وهو على تلك الحال فقضى إليه حاجته ثم انصرف، ثم جاء عثمان ثم استأذن عليه فجلس وقال لعائشة اجمعى عليك ثيابك فقضت إليه حاجتى ثم انصرفت "وفى راية بعد قوله فاستأذن عمر فأذن له وهو على تلك الحال فقضى إليه حاجته ثم انصرف، قال عثمان ثم استأذنت عليه فجلس وقال لعائشة اجمعى عليك ثيابك فقضى إلى حاجتى ثم انصرفت فقالت عائشة يا رسول الله مالى لم أرك فزعت (2) لأبى بكر وعمر كما فزعت لعثمان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن عثمان رجل حيّى وانى خشيت إن أذنت له على تلك الحال أن لا يبلغ إلى فى حاجته قال ليث وقال جماعة الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة ألا أستحى ممن تستحى منه الملائكة.

225 -

وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالساً كاشفاً عن فخذه فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على حاله ثم استأذن عمر فأذن وهو على حاله، ثم استأذن عثمان فأرخى عليه ثيابه فلما قاموا قلت يا رسول الله استأذن عليك أبو بكر وعمر فأذنت لهما وأنت على

224 - (غريبه) 1 - المرط الكساء وجمعه مروط ويكون من صرف وربما كان من خز أو غيره.

(2)

فزعت أى اهتمت لهما واحتفلت بدخولهما.

(تخريجه) رواه مسلم عن عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد عن أبيه عن جده ولم يذكر الجملة الأخيرة "قال ليث الخ

" وقال الحافظ بن كثير فى البداية بعد أن أورد الحديث عن الإمام أحمد "ورواه مسلم من حديث محمد بن أبيه عن عائشة ورواه جبير بن نفير وعائشة بنت طلحة عنها وستأتى الإشارة إلى بعض هذه الروايات فى الأحاديث التالية.

225 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا مروان قال أنا عبيد الله بن سيان قال سمعت عائشة بنت طلحة تذكر عن عائشة الخ.

(تخريجه) قال الحافظ بن كثير فى البداية والنهاية تفرد به أحمد من هذا الوجه.

ص: 101

-[صفته وذكر بعض خطبه رضي الله عنه]-

حالك فلما استأذن عثمان أرخيت عليك ثيابك فقال يا عائشة ألا أستحى من رجل والله إن الملائكة تستحى منه.

226 -

وعن حفصة بنت عمر رضي الله عنهما قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فوضع ثوبه بين فخذيه فجاء أبو بكر يستأذن فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم على هيئته، ثم جاء عمر يستأذن فأذن له ورسول الله صلى الله عليه وسلم على هيئته وجاء ناس من أصحابه فأذن لهم وجاء على يستأذن فأذن له ورسول الله صلى الله عليه وسلم على هيئته ثم جاء عثمان بن عفان فاستأذن فتجلل ثوبه ثم أذن له فتحدثوا ساعة ثم خرجوا فقلت يا رسول الله دخل عليك أبو بكر وعمر وعلى وناس من أصحابك وأنت على هيئتك لم تتحرك فلما دخل عثمان تجللت ثوبك فقال ألا أستحى ممن تستحى منه الملائكة.

الفصل الرابع: فى صفته رضي الله عنه وذكر شئ من خطبه

227 ز- عن الحسن بن أبى الحسن قال دخلت المسجد فإذا أنا بعثمان بن عفان رضي الله عنه متكئ على ردائه فأتاه سقاعان يختصمان إليه فقضى بينهما ثم أتيته فنظرت إليه فإذا رجل جلس الوجه بوجنتيه نكتات جدرى وإذا شمره قد كسا ذراعيه.

226 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا هاشم قال ثنا أبو معاوية يعنى شيبان عن أبى اليعفور عن عبد الله بن سعيد المزنى عن حفصة بنت عمر.

(غريبه) تجلل ثوبه يعنى لبسه.

(تخريجه) قال الهيثمى رواه أحمد والطبرانى فى لكبير والأوسط وأبو يعلى باختصار كثير وإسناده حسن وأورد بن كثير فى البداية والنهاية طريقاً أخر عن حفصة وقال رواه الحسن ابن عرفه وأحمد بن حنبل عن روح بن عبادة عن ابن جريج أخبرنى أبو خالد عثمان بن خالد عن عثمان بن خالد عن عبد الله بن أبى سعيد المدنى حدثتنى حفصة فذكر مثل حديث عائشة وذكر رواية أخرى رواها البزار ثم قال البزار لا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا بهذا الأسناد قلت أى ابن كثير هو على شرط الترمذى ولم يخرجوه وذكر رواية الطبرانى.

227 -

(سنده) ز حدثنا عبد الله حدثنى زياد بن أيوب ثنا هشيم قال زعم أبو المقدام عن الحسن بن أبي الحسن.

ص: 102

-[صفته وذكر بعض خطبه رضي الله عنه]-

228 ز- وعن أم موسى قالت كان عثمان رضي الله عنه من أجمل الناس.

229 -

وعن أم غراب عن بناته قالت ما خضب عثمان قط.

230 -

وعن عباد بن زاهر أبى رواع قال سمعت رضي الله عنه يخطب فقال أنا والله قد صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى السفر والحضر وكان يعود مرضانا ويتبع جنائزنا ويغزو معنا وبواسينا بالقليل والكثير وإن ناساً يُعلمونى به عسى أن لا يكون أحدهم رآه قط.

231 ز- وعن الحسن قال شهدت عثمان يأمر فى خطبته بقتل الكلاب وذبح الحمام.

(تخريجه) فيه أبو المقدام وهو هشام بن زياد القرشى قال البخارى فى التاريخ الكبير ضعيف وقال الذهبى فى ميزان الاعتدال سعفه أحمد وقال النسائى متروك وقال ابن حبان يروى الموضوعات عن الثقات وقال ألو داود كان ثقة وبذا يكون إسناده ضعيف.

228 ز- (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى عثمان بن أبى شيبة ثنا جرير عن مغيرة عن أم موسى.

(تخريجه) قال الهيثمى فى مجمع الزوائد "رواه عبد الله ورجاله رجال الصحيح غير أم مرسى وهى ثقة" وأم موسى هى سرية على بن أبى طالب، وقد أورد الحافظ بن كثير الحديث وقال "وروى سيف بن عمر أن أهل المدينة اتخذ بعضهم الحمام ورما يعضهم بالجلاهقات فوكل عثمان رجلا من بنى ليث يتبع ذلك فيقص الجمام ويكسر الجلاهقات وهى فى البندق".

229 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا وكيع حدثتنى أم غراب.

(غريبه) نكتات جدرى أى أثر قليل كالنقطة.

(تخريجه) إسناده حسن أم غراب اسمها طلحة ذكرها ابن حبان فى الثقات وبناته هى خادم كانت لأم البنين امرأة عثمان رضي الله عنه.

230 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سماك بن رب قال سمعت عباد بن زاهر أبا رواع.

(تخريجه) فيه عباد بن زاهر قال أبو حاتم شيخ وقال الدولابى سمع عثمان بن عفان وذكره ابن حجر فى تعجيل المنفعة ولم يثبت فيه جرحا واسمه عباد بن زاهر أبو الرواع.

231 ز- (سنده) حدثنا عبد الله ثنا شيبان بن أبى شيبة ثنا مبارك بن فضالة ثنا الحسن.

(تخريجه) قال الهيثمى فى مجمع الزوائد: "رواه أحمد واسناده حسن إلا أن مبارك بن فضالة مدلس" ولكنه صرح بالتحديث فانتفى التدليس والحديث إسناده جيد.

ص: 103

-[طعن بعض الناس فيه والذب عنه رضي الله عنه]-

الباب الثالث: فى طعن بعض الناس فى عثمان والذب عنه رضي الله عنه

232 -

عن عبد الله بن موهب قال جاء رجل من مصر يحج البيت قال فرأى قوما جلوسا فقال من هؤلاء القوم فقالوا قريش قال فمن الشيخ فيهم قالوا عبد لله بن عمر قال ابن عمر أنى سائلك عن شئ أو أنشدك أو نشدتك بحرمة هذا البيت أتعلم أن عثمان فر يوم أحد قال نعم قال فتعلم أنه غاب عن بدر فلم يشهده قال نعم قال وتعلم أنه تغيب عن بيعةالرضوان قال نعم قال فكبر المصرى، فقال ابن عمر تعال أبين لك ما سالتنى عنه، أما فراره يوم أحد فأشهد أن الله قد عفا عنه وغفر له (1)، وأما تغيبه عن بدر فانه كانت تحته ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنها مرضت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لك أجر رجل شهد بدرا وسهمه، وأما تغيبه عن بيعة الرضوان فلو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان لبعثه، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان فضرب بها على يده وقال هذه لعثمان قال وقال ابن عمر أذهب بهذا الآن معك.

233 -

وعن شقيق قال لقي عبد الرحمن بن عوف الوليد بن عقبة فقال له الوليد مالى أراك قد جفوت أمير المؤمنين عثمان رضى الله عنه فقال له عبد الرحمن أَبْلِغه انى لم أفر يوم عينين قال عاصم يقول يوم أحد ولم أتخلف يوم بدر ولم أترك سنة عمر رضي الله عنه، قال فانطلق فخبر ذلك عثمان رضي الله عنه قال فقال أما قوله إنى لم أفر يوم عينين فكيف يعيرنى بذنب وقد عفا الله عنه فقال (إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استنزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا

232 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عفان أبو عوانة ثنا عثمان بن عبد الله بن موهب (موهب) بفتح الميم والهاء.

(1)

أنظر تأويل ذلك فى الحديث التالى.

(تخريجه) رواه البخارى فى صحيحه والتركذى وابن كثير فى البداية.

233 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة عن عاصم عن شقيق.

(غريبه) عينين اسم جبل بأحد ويقال ليوم أحد يوم عينين وهو الجبل الذى أقام عليه الرماة يومئذ.

ص: 104

-[براءة علي وفيما وقع فى خلافته من حوادث]-

ولقد عفا الله عنهم) وأما قوله انى تخلفت يوم بدر فانى كنت أمرض رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ماتت وق ضرب لى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمى ومن ضرب له رسول الله بسهمه فقد شهد؛ وأما قوله انى لم أترك سنة عمر فانى لا أطيقها ولا هو فأته فحدثه بذلك.

فصل فى براءة على رضي الله عنه من إرادة عثمان بسوء

234 -

عن محمد بن على رضي الله عنه قال جاء إلى على رضي الله عنه ناس من الناس فشكوا سعاة عثمان قال فقال لى أبى اذهب بهذا الكتاب إلى عثمان فقل له إن الناس قد شكوا سعاتك وهذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الصدقة فمرهم فليأخذوا به قال فأتيت عثمان فذ كرت ذلك له قال فلو كان ذاكراً بشئ لذكره يومئذ يعنى بسوء.

الباب الثالث فيما وقع من الحوادث فى أيام خلافته رضي الله عنه

فمن ذلك يوم الجَرَعَةَ

235 -

حدثنا عبد الله حدثنى أيى ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبى البحترى الطائى عن أبى ثور قال بعث عثمان بوم الجرعة بسعيد بن العاص قال فخرجوا إليه فردوه قال فكنت قاعداً مع أبى مسعود وحذيفة بن اليمان رضي الله عنهما فقال أبو مسعود ما كنت أري أن يرجع لم يهرق فيه دما قال فقال حذيفة ولكن قد علمت لترجعن على عقبيها لم يهرق

(تخريجه) قال الهيثمي في مجمع الزوائد، رواه أحمد وأبو يعلى الطبرانى باختصار والبزار بطوله بنحوه وفيه عاصم بن بهدلة وهو حسن الحديث وبقية رجاله ثقات".

234 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرزاق أنبأنا ابن عينية عن محمد بن سوقة عن منذر الثورى عن محمد بن على.

(تخريجه) رواه البخارى فى الخمس كما جاء فى ذخائر المواريث، ومحمد بن على هو المعروف بمحمد بن الحنظة قالوا عنه "لا نعلم أحداً اسند عن على عن النبى صلى الله عليه وسلم أكثر ولا لأصح مما أسند محمد بن الحنفية، والحنفية أمه هو خوله بنت جعفر كانت من سبى بنى حنيفة.

235 -

(غريبه) الجرعة بفتحات اسم موضع بالكوفة كانت به فتنة في زمن عثمان.

ص: 105

-[نفي أبا ذر رضي الله عنه إلى الربذة]-

فيها محجمة دم وما علمت من ذلك شيئاً إلا شيئاً علمته محمد صلى الله عليه وسلم حى، حتى إن الرجل ليصبح مؤمناً ثم يمسى ما معه منه شئ ويمسى مؤمناً ويصبح ما معه منه شئ يقاتل فتنة اليوم ويقتله الله غدا ينكس قلبه تعلوه استه قال فقتل أسفله قال أسنه.

236 -

حدثنا عبد الله حدثمى أيى ثنا أبى محمد بن أبى عدى عن ابن عوف عن محمد قال قال جندب لما كان يوم الجَرَعَةِ وثمَّ رجل قال فقال والله لبهواقن اليوم دماء قال قال الرجل كلا والله قال هلا قلت بلى والله قل كلا والله إله الحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنيه قال قلت والله أنك لجليس سوء منذ اليوم، تسمعنى أحلف وقد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنهانى، قال ثم قلت مالى وللغضب قال فتركت الغضب وأقبلت أسأله وإذا الرجب حذيفة بن اليمان رضي الله عنه.

ومن ذلك نفى أبى ذَرِّ رضي الله عنه إلى الرَّبذَةِ

237 ز- حدثنا عبد الله ثنا الحكم بن نافع أبو اليمان انا اسماعيل بن عياش عن عبد الله ابن أبى حسين عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن أبى ذر رضي الله عنه قال كنت أخدم النبى صلى الله عليه وسلم ثم آتى المسجد إذا أنا فرغت من عملى فأضطجع فيبه فأتانى النبى صلى الله عليه وسلم يوما وأنا مضطجع فغمزنى برجله فاستويت جالسًا فقال لى يا لأبا ذر كيف تصنع إذا أخرجت منها فقلت أرجع إلى مسجد النبى صلى الله عليه وسلم وإلى بيتى قال فكيف تصنع إذا أخرجت فقلت إذاً

(تخريجه) أورده الطبري في تاريخه والطبرانى بلفظ مقارب وقال الهيثمى "رواه الطبرانى ورجاله رجال الصحيح غير أبى ثور وهو ثقة".

وقد أشار ابن كثير فى البداية إلى هذه الواقعة وقال "والمقصود أن سعيد بن العاص كر راجعا إلى المدينة وكسر الفتنة فأعجب ذلك أهل الكوفة وكتبوا إلى عثمان أن يولى عليهم أبا موسى الأشعرى فأجابهم عثمان إلى ما سألوا إزاحة لعذرهم وإزالة لشبههم وقطعاً لعللهم".

236 -

(تخريجه) أنظر الحديث السابق.

237 -

(تخريجه) جاء هذا الحديث بمعناه فى كنز العمال عن الرازق عن طاوس. وأورده الهيثمى فى مجمع الزوائد بلفظ مختلف وقال "فى الصحيح طرف من آخره، وفى ابن ماجة طرف من أوله.

ص: 106

-[نفي أبا ذر رضي الله عنه إلى الربذه]-

آخذ بسيفي فأضرب به من يخرجنى فجعل النبى صلى الله عليه وسلم يده على منكبى فقال غفراً يا أبا ذر ثلاثا بل تنقاد معهم حيث قادوك وتنساق معهم حيث ساقوك ولو عبداً أسود قال أبو ذر فلما نفيت إلى الربذة أقيمت الصلاة فتقدم رجل أسود كان فيها على نعم الصدقة فلما رآنى أخذ ليرجع وليقدمنى فقلت كما أنت بل انقاد لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

238 -

حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا هاشم قال ثنا عبد الحميد قال ثنا شهر قال حدثتنى أسماء بنت يزيد أن أبا ذر الغفارى كان يخدم النبى صلى الله عليه وسلم فإذا فرغ من خدمته آوى إلى المسجد فكان هو بيته يضطجع فيه فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ليلة فوجد أبا ذر نائماً منجدلاً (1) فى المسجد فنكته (2) رسول الله صلى الله عليه وسلم برجله حتى استوي جالساً فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أراك نائماً قال أبو ذر يا رسول الله فأين أنام هل لى من بيت غيره، فجلس إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له كيف أنت إذا أخرجوك منه قال إذا الحق بالشام فان الشام أرض الهجرة وأرض

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن أبا سليل ضريب بن نفير لم يدرك أبا ذر" وفيه شهر بن حوشب -أنظر الحديث التالى.

238 -

(تخريجه) قال الحافظ الهيثمى فى مجمع الزوائد: رواه أحمد وفيه شهر بن حوشب وهو ضعيف وقد وثق" وقال الحافظ بن حجر فى التقريب شهر بن حوشب الأشعرى الشامى مولى أسماء بنت يزيد بن السكن صدوق كثير الإرسال والأوهام من الثالثة مات سنة اثنتى عشرة. وفى خلاصة تهذيب الكمال للخزرجى شهر بن حوشب مولى أسماء بنت يزيد بن السكن أبو سعيد الشامى أرسل عن تميم الدارى وسلمان وروى عن مولاته وابن عباس وعائشة وأم سلمة وجابر وطائفة وروى عنه قتادة وثابت والحكم وعاصم بن بهدله وثقة ابن معين وأحمد وقال يعقوب بن سفيان شهر وإن قال ابن عون تركوه فهو ثقة وقال ابن معين ثبت وقال النسائى ليس بالقوى وقال أبو زرعة لا بأس به.

- واسماء بنت يزيد صحابية.

(غريبه)(1) منجدلا أى مطروحاً على الأرض ومنه قوله أنا خاتم النبيين وإن لآدم لمنجدل فى طينة أى ملقى على الجدالة وهى الأرض.

(2)

فنكته أى ضربه ومنه فإذا الناس ينكتوه بالحصا أى يضربون به الأرض.

ص: 107

-[حصار عثمان رضي الله عنه]-

المحشر وأرض الأنبياء فأكون رجلا من أهلها قال له كيف أنت إذا أخرجوك من الشام قال إذا أرجع إليه فيكون هو بيتى ومنزلى قال له كيف أنت إذا أخرجوك منه الثانية، قال إذا آخذ بسيفى فأقاتل عنى حتى أموت قال فكشر (1) إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأثبته بيده قال ألا أدلك على خير من ذلك قال بلى بأبى أنت وأمى يا نبى الله قال ؤسول الله صلى الله عليه وسلم تنقاد لهم حيث قادوك وتنساق لهم حيث ساقوك حتى تلقانى وأنت على ذلك.

الباب الرابع فى حصار عثمان وما قاله وما قيل له وفيه فصول

الفصل الأول: فى عطف بعض الصحابة على عثمان يوم الدار

239 -

عن المغيره بن شعبة رضي الله عنه أنه دخل على عثمان رضي الله عنه وهو محصور فقال أنك إمام العامة وقد نزل بك ما ترى وانى أعرض عليك خصالا ثلاثا اختر احداهن، أما أن تخرج فتقاتلهم فان معك عددا وقوة وأنت على الحق وهم على الباطل، واما أن تخرق لك بابا سوى الباب الذى هم عليه فتقعد على رواحلك فتلحق بمكة فانهم لن يستعجلوك وأنت بها، واما أن تلحق بالشام فانهم أهل الشام وفيهم معاوية فقال عثمان رضي الله عنه أما أن أخرج فأقاتل فلن أكون أول من خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فى أمته بسفك الدماء، واما أن أخرج إلى مكة فانهم لن يستحلونى بها فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يُلحد رجل من قريش بمكة يكون عليه نصف عذاب العالم فلن أكون أنا اياه، وأما أن ألحق بالشام فانهم أهل الشام وفيهم معاوية فلن أفارق دار هجرتى ومجاورة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(1) فكشر إليه أى ضحك وكاشره إذا ضحك فى وجهه والكشر ظهور الاسنان.

239 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا على بن عياش ثنا الوليد بن مسلم قال وأخبرنى الأوزاعى عن محمد بن عبد الملك بن مروان أنه حدثه عن المغيرة بن شعبة.

(تخريجه) قال الهيثمى فى مجمع الزوائد رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن محمد بن عبد الملك بن مروان لم أجد له سماعا من المغيرة قلت ولهذا الحديث طرق فى فضل مكة فى الحج فى الجزء الثالث" وقد ترجم الحافظ فى التعجيل لمحمد بن عبد الملك بن مروان وقال "ما أظن أن روايته عن المغيرة إلا مرسلة".

ولذلك رجح البعض أن الحديث ضعيف لانقطاعه.

ص: 108

-[إنقياد عثمان رضي الله عنه للقرآن واعتذاره]-

240 -

وعن ابن أبزى عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال قال له عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما حين حصر إن عندى نجائب قد أعددتها لك فهل أبت أن تحول إلى مكة فيأتينك من أراد أن يأتينك قال لا، انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يلحد بمكة كبش من قريش اسمه عبد الله عليه مثل نصف أوزار الناس.

241 -

وعن أبى سهلة أن عثمان رضي الله عنه قال يوم الدار حين حصر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلى عهدا فأنا صابر عليه قال قيس فكانوا يرونه ذلك اليوم.

الفصل الثانى: فى انقياد عثمان رضي الله عنه لكتاب الله عز وجل واعتذاره

وبيانه للناس وتعداد مناقبه

242 ز- عن إبراهيم بن سعد قال حدثنى أبى عن أبيه أن عثمان رضي الله عنه قال إن وجدتم فى كتاب الله عز وجل أن تضعوا رجلى فى القيد فضعوها.

243 ز- وعن ثمامة بن حزن القشيرى قال شهدت الدار يوم أصيب عثمان رضي الله عنه

240 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا اسماعيل بن أبان الوراق ثنا يعقوب عن جعفر ابن أبى المغيرة عن ابن ابزى.

(تخريجه) فيه ابن أبى ابزى وهو سعيد بن أبى عبد الرحمن بن ابزى الخزاعى من صغار التابعين وإن كان ثقة وقال أبو زرعة "روايته عن عثمان مرسلة".

241 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا اسماعيل بن أبان الوراق ثنا يعقوب عن جعفر ابن أبى المغيرة عن ابن ابزى.

(تخريجه) فيه ابن أبى ابزى وهو سعيد بن أبى عبد الرحمن بن ابزى الخزاعى من صغار التابعين وإن كان ثقة وقال أبو زرعة "روايته عن عثنان مرسلة".

240 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ابزى وهو سعيد بن أبى عبد الرحمن بن ابزى الخزاعى من صغار التابعين وإن كان ثقة وقال أبو زرعة "روايته عن عثمان مرسلة".

241 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا وكيع عن اسماعيل بن أبى خالد قال قال قيس فحدثنى أبو سهلة.

(تخريجه) اسناده صحيح، وقد تقدمت رواية لهذا الحديث عن أبى سهلة عن عائشة فأرجع إليه.

242 -

(سنده) حدثنا عبد الله ثنا سويد ثنا إبراهيم بن سعد حدثنى أبى عن أبيه قال قال عثمان.

(تخريجه) قال الهيثمى فى مجمع الزوائد رواه عبد الله بن أحمد ورجاله رجال الصحيح. وإبراهيم بن سعد هو بن إبراهيم بن عن الرحمن بن عوف؟

243 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى محمد بن أبى بكر بن على المقدمى ثنا محمد بن عبد الله الانصارى ثنا هلال بن حق عن الجريرى عن ثمامة بن حزن المقشيري.

ص: 109

-[إنقياد عثمان رضي الله عنه للقرآن واعتذاره]-

فطلع عليهم اطلاعه فقال ادعوا إلى صاحبيكم اللذين الباكم علىّ فدعيا له فقال نشدتكما الله أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة ضاق المسجد بأهله فقال من يشترى هذه البقعة من خالص ماله فيكون فيها كالمسلمين وله خير منها فى الجنة فاشترينها من خالص مالى فجعلتها بين المسلمين وأنتم تمتعونى أن أصلى فيه ركعتين، ثم قال أنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة لم يكن فيها بئر يُسْتَعذَب منه إلا رُومة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يشتريها من خالص ماله فيكون دلوُه فيها كدُّلى المسلمين وله خير منها فى الجنة فاشتريتها من خالص مالى فأنتم تمنعونى أن أشرب منها، ثم قال هل تعلمون انى صاحب جيش العسره قالوا اللهم نعن.

244 -

وعن أبى سلمة بن عبد الرحمن قال أشرف عثمان رضي الله عنه من القصر وهو محصور فقال أنشد بالله من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حراء إذا اهتز الجبل فركله بقدمه ثم قال اسكن حراء ليس عليه إلا نبى أو صديق أو شهيد وأنا معه فانتشد له رجل، ثم قال أنشد بالله من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بيعة الرضوان إذ بعثنى إلى المشركين إلى أهل مكة قال هذه يدى وهذه يد عثمان فبايع لى فانتشد له رجال، قال أنشد بالله من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من يوسع لنا بهذا البيت فى المسجد بيت فى الجنة فابتعته من مالى فوسعت به المسجد فانتشد له رجال، قال وأنشد بالله من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جيش العسره قال من ينفق

(غريبه) الذين الباكم على من ألبت عليه الناس أى جمعتهم عليه وحملتهم على قصده فصاروا عليه الياً واحداً أى اجتمعوا عليه يقصدونه.

(رومة) بضم الراء بئر كانت ليهودى بالمدينة يبيع للمسلمين ماءها فاشتراها عثمان رضي الله عنه بعشرين ألف درهم.

(تخريجه) رواه الترمذى من عده طرق وبألفاظ متقاربة وقال "هذا حديث حسن وقد روى من غير وجه عن عثمان" ورواه النسائى عن طريق يحيى بن أبى الحجاج عن سعيد الجريرى، وعلق البخارى على الجزء الخاص ببئر رومه.

244 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو قطن ثنا يونس يعنى ابن أبى اسحق عن أبيه عن أبى سلمة بن عبد الرحمن.

(غريبه) فانتشد له رجال أي أجابوه.

ص: 110

-[سؤال عثمان عن طلحة رضي الله عنه ومعاتبته إياه]-

اليوم نفقة متقبلة فجهرت نصف الجيش من مالى، قال فانتشد له رجال، وأنشد الله من شهد رومة يباع ماؤها ابن السبيل فابتعتها من مالى فأبحتها لابن السبيل قال فانتشد له رجال.

245 -

وعن أبى أمامة بن سهل قال كنا مع عثمان وهو محصور فى الدار فدخل مدخلا كان إذا دخله يسمع كلامه من على البلاط قال فدخل ذلك المدخل وخرج إلينا فقال انهم يتوعدونى بالقتل آنفا، قال فلنا يكفيكهم الله يا أمير المؤمنين، قال وبم يقتلوننى، انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يحل دم امرئ مسلم إلا باحدي ثلاث، رجل كفر بعد اسلامه أو زنى بعد احصانه، أو قتل نفسا فيقتل بها، فوالله ما أحببت أن لى بدينى بدلا منذ هدانى الله، ولا زنيت فى جاهلية زلا فى إسلام قط، ولا قتلت نفساً فيم يقتلوننى.

الفصل الثالث فى سؤال عثمان رضي الله عنه عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه ومعاتبته اياه

246 -

عن محمد بن عبد الرحمن بن مجبر عن أبيه عن جده ان عثمان لأشرف على الذين حصروه فسلم عليهم فلم يردوا عليه فقال عثمان أفى القوم طلحة قال طلحة نعم قال فإنا لله وانا إليه

(تخريجه) أبو قطن بفتحتين هو عمرو بن الهيثم بن قطن ثقة، إسناد الحديث صحيح إلا أنهم تكلموا فى سماع أبو سلمة من طلحة ومن عبادة بن الصامت. ويغلب إنه سمع بدليل إخراج البخارى له فى صحيحه. والحديث رواه النسائى من طريقتين ورواه الترمذى من حديث أبى عبد الرحمن السلمى عن عثمان وقال هذا حديث حسن صحيح غريب.

245 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا سليمان بن حرب وعفان المعنى قال ثنا حماد بن زيد ثنا يحيى بن سعيد عن أبى أمامة بن سهل (هو أمامة بن سهل بن حنيف).

(تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير من البداية بسنده ومعناه وقال (وقد رواه أهل السنن الأربعة من حديث حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد حدثنى أبو أسامة. زاد النسائى وعبد الله بن عامر ابن ربيعة قال كنا مع عثمان فذكره وقال الترمذى حسن وقد رواه حماد بن سلمة عن يحيى بن سعيد فرفعه).

446 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يزيد بن عبد ربه ثبا الحرب بن عبيدة حدثنى محمد بن عبد الرحمن بن مجبر عن أبيه عن جده.

ص: 111

-[سؤال عثمان عن طلحة رضي الله عنه ومعاتبته اياه]-

راجعون، أُسَلِّمُ على قوم أنت فيهم فلا تردون قال قد رددت قال ما هكذا الرد أُسمعك ولا تُسمعنى يا طلحة أَنْشُدك الله أسمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول لا يُحل دم المسلم إلا واحدةٌ من ثلاث، أن يكفر بعد إيمانه أو يزنى بعد احصانه أو يقتل نفسا فيقل بها قال: اللهم نعم فكبر عثمان فقال والله ما أنكرت الله منذ عرفته ولا زنيت فى جاهلية ولا اسلام وقد تركته فى الجاهلية تكرها، وفى الاسلام تعففا وما قتلت نفسا يحل بها قتلى.

247 ز- وعن زيد بن اسلم عن أبيه قال شهدت عثمان يوم حوصر فى موضع الجنائز ولو ألقى حجر لم يقع إلا على رأس رجل فرأيت عثمان أشرف من الخوخة التى تلى مقام جبريل عليه السلام فقال أيها الناس إليكم طلحة فسكتوا ثم قال أيها الناس أفيكم طلحة فسكتوا ثم قال يآيها الناس أفيكم طلحة فقام طلحة بن عبيد الله فقال له عثمان ألا أراك ههنا، ما كنت أري أنك تكون فى جماعة تسمع ندائى اخر ثلاث مرات ثم لا تجيبنى أندك الله يا طلحة تذكر يوم كنت أنا وأنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى موضع كذا وكذا ليس معه أحد من أصحابه غيرى وغيرك قال نعم، فقال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم يا طلحة انه ليس من نبى إلا ومعه من أصحابه رفيق من أمته معه فى الجنة وان عثمان بن عفان هذا يعنينى رفيقى معى فى الجنة قال طلحة اللهم نعم ثم انصرف.

(تخريجه) رجاله ثقات إلا أن محمد بن عبد الرحمن ضعفوه وغلب بعضهم أن المجبر لم يدرك قصة عثمان فأعتبروه منقطعاً.

247 ز- (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى عبد الله بن عمر القواريرى حدثنى القاسم بن الحكم ابن أوس الأنصارى حدثنى أبو عبادة الزرقى الأنصارى من أهل المدينة عن زيد بن اسلم عن أبيه قال (تخريجه) قال الهيثمى روى النسائى بعضه باسناد ورواه عبد الله وأبو يعلى فى الكبير والبزار وفى اسناد عبد الله والبزار أبو عبادة الزرقى وهو متروك وأسقطه أبو يعلى من السند والله أعلم.

وأخرجه الحاكم فى المستدرك بلفظ مقارب وقال هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه وتعقبه الذهبى وقال (فيه قاسم بن الحكم قال البخارى لا يصح حديثه وقال أبو حاتم مجهول) مع أنه الذهبى) قال فى الميزان محله الصدق.

ص: 112

-[قتله والصلاة عليه ومدة خلافته رضي الله عنه]-

الفصل الرابع فى رؤيا عثمان واخباره بيوم قتله واستعداده لذلك

وصبره رضي الله عنه

248 ز- عن نائلة بنت الفرافصة امرأة عثمان بن عفان رضي الله عنه قالت نعس أمير المؤمنين عثمان فأغفى فاستيقظ فقال ليقتلنى القوم قلت كلا إن شاء الله لم يبلغ ذاك، ان رعيتك استعتبوك قال انى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فى منامى وأبا بكر وعمر رضي الله عنهما فقالوا نفطر عندنا الليلة.

249 ز- وعن مسلم أبى سعيد مولى عثمان بن عفان أن عثمان بن عفان أعتق عشرين مملوكا ودعا بسراويل فشدها عليه ولم يلبسها فى جاهلية ولا اسلام وقال انى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم البارحة فى المنام ورأيت أبا بكر وعمر رضي الله عنهما وانهم قالوا لى أصبر فانك تفطر عندنا القابلة دعا بمصحف فنشره بين يديه فقتل وهو بين يديه.

الفصل الخامس فيما جاء فى تاريخ قتله والصلاة عليه ودفنه ومدة خلافته

رضي الله عنه

250 ز- عن أبى العالية قال كنا بباب عثمان فى عشر الأضحى.

248 ز- (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى محمد بن أبى بكر ثنا زهير بن اسحق ثنا داود بن أبى هند عهن زياد بن عبد الله عن أم هلال ابنة وكيع عن نائلة بنت الفرافصة.

(تخريجه) انفرد به من هذا الطريق عبد الله بن الإمام أحمد.

وقال الهيثمى رواه عبد الله بن أحمد وفيه من لم أعرفهم ولعله يعنى زياد بن عبد الله بن حريز الأسدى قال ابن حجر فى تعجيل المنفعه "فيه نظر".

وأخرجه الحاكم بمعناه عن ابن عمر وقال هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبى.

249 ز- (سنده) حدثنا عبد الله ثنا عثمان بن أبى شيبة ثنا يونس بن أبى اليعفور العبدى عن أبيه عن مسلم أبى سعيد.

(تخريجه) قال الهيثمى "رواه عبد الله وأبو يعلى فى الكبير ورجالهما ثقات" واسناده صحيح.

250 ز- (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى جعفر بن محمد بن فضيل ثنا أبو نعيم أبو خلدة عن أبي العالية.

ص: 113

-[قتله والصلاة عليه ومدة خلافته رضي الله عنه]-

251 ز- وعن معتمر بن سليمان قال قال أبى حدثنا أبو عثمان أن عثمان قتل فى أوسط أيام التشريق.

252 -

وعن قتادة أن عثمان قتل وهو ابن تسعين أو ثمان وثمانين.

253 -

وعن قتادة قال صلى الزبير على عثمان ودفنه وكان أوصى إليه.

254 ز- وعن إبراهيم بن عبد الله فروخ عن أبيه قال شهدت عثمان بن عفان فى ثيابه بدمائه ولم يغسل

(تخريجه) قال الهيثمى "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح".

251 ز- (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى عبيد الله بن معاذ ثنا معتمر بن سليمان.

(تخريجه) قال الهيثمى "رواه عبد الله ورجاله رجال الصحيح".

وقال الطبرى فى التاريخ وذكر الخبر عن الوقت الذى قتل فيه عثمان رضي الله عنه اختلف فى ذلك بعد إجماع جميعهم على أنه قتل فى ذى الحجة فقال بعضهم قتل لثمانى عشرة ليلة خلت من ذى الحجة سنة ست وثلاثين من الهجرة فقال الجمهور منهم: قتل لثمانى عشرة ليلة مضت ذى الحجة سنة خمس وثلاثين" وذكر الروايات الواردة فى هذا الشأن.

252 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا حسن بن موسى ثنا أبو هلال ثنا قتادة.

(تخريجه) اسناده منقطع لأن قتادة لم يدرك عثمان.

وقال الهيثمى "رواه أحمد والطبرانى ورجاله إلى قتاده ثقات".

وقال الطبرى فى التاريخ إختلف السلف قبلنا فى ذلك فقال بعضهم كانت مدة ذلك اثنين وثمانين سنة وذكر الروايات ثم قال وقال آخرون قتل وهو ابن تسعين أو ثمان وثمانين وذكر الروايات ثم قال وقال آخرون قتل وهو ابن ست وثمانين وذكر رواية واحدة عن قتادة وقال الحافظ ين كثير فى البداية "فأما عمره رضي الله عنه فإنه جاوز ثنتين وثمانين سنة وقال صالح بن كيسان توفى عن اثنتين وثمانين سنة واشهر وقيل أربع وثمانون سنه وقال قتادة توفى عن ثمان وثمانين أو تسعين سنة. وفى رواية عنه توفى عن ست وثمانين سنه"

253 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرازق ثنا معمر عن قتادة.

(تخريجه) قال الهيثمى رجاله رجال الصحيح إلا أن قتادة لم يدرك القصة" ولذا فالاسناد منقطع.

254 ز- (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى سريج بن يونس ثنا محبوب بن محرز عن إبراهيم بن عبد الله بن فروخ عن أبيه.

ص: 114

-[خلافة علي رضي الله عنه وإشارة النبى صلى الله عليه وسلم بذلك]-

255 -

وعن أمية بن شبل وغيره قالوا ولى عثمان ثنتى عشرة وكانت الفتنة خمس سنين.

256 -

وعن أبى معشر قال قتل عثمان يوم الجمعة لثمان عشرة مضت من ذى الحجة سنة خمس وثلاثين وكانت خلافته ثنتى عشرة سنة إلا اثنى عشر يوماً.

أبواب ما جاؤ فى خلافة رابع الخلفاء الراشدين

أمير المؤمنين الامام على بن أبى طالب رضي الله عنه

الباب الأول: فى خلافته رضي الله عنه وإشارة النبى صلى الله عليه وسلم إلى ذلك

257 -

عن قيس بن عباد قال كنا مع علىّ فكان إِذا شهد مشهداً أو أشرف على أكمة أو هبط وادياً قال سبحان الله صدق الله ورسوله فقلت لرجل من بنى يشكر انطلق بنا إلى أمير المؤمنين حتى نسأله عن قوله صدق الله ورسوله قال فانطلقنا إليه فقلنا يا أمير المؤمنين رأيناك إذا شهدت مشهداً أو هبطت وادياً أو أشرفت على أكمة قلت صدق الله ورسوله

(تخريجه) أورده الهيثمي ولم يتكلم عليه ورجاله ثقات إلا أن إبراهيم بن عبد الله بن فروخ لم برد عنه شئ من جرح أو تعديل فيما بين أيدينا من كتب الرجال.

وأورد الحافظ بن كثير فى البداية والنهاية أن بعض خدمه جملوه على باب بعد ما غسلوه وكفنوه وقال "وزعم بعضهم أنه لم يغسل ولم يكفن والصحيح الأول".

255 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا إبراهيم بن خالد الصنعانى حدثنى أمية بن شبل وغيره قالوا. (وتخريجه) إسناده منقطع لأن أمية بن شبل لم يدرك عثمان، وقال الحافظ بن كثير فى البداية كانت خلافته (عثمان) ثنتى عشرة سنة إلا اثنى عشر يوماً.

وقال السيوطى فى تاريخ الخلفاء (ولى عثمان الخلافة اثنتى عشرة سنة يعمل ست سنين لا ينقم الناس عليه شيئاً).

256 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا اسحق بن عيسى الطباع عن أبى معشر.

(تخريجه) قال الهيثمى رواه أحمد وإسناده منقطع.

257 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن على بن زيد عن الحسن عن قيس بن عباد

ص: 115

-[خلافته رضي الله عنه وإشارة النبى صلى الله عليه وسلم بذلك]-

فهل عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إليك شيئاً فى ذلك قال فأعرض عنا وألححنا عليه فلما رأي ذلك قال والله ما عهد إلىّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عهداً إلا شيئاً عهد إلى الناس ولكن الناس وقعوا على عثمان رضي الله عنه فقتلوه فكان غيرى فيه أسوأ حالاً وفعلاً منى ثم أنى رأيت أنى أحقهم بهذا الأمر فوثبت عليه فالله أعلم أصبنا أم أخطأنا

258 -

وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلى رضي الله عنه أنت وليى فى كل مؤمن بعدى.

259 -

وحدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرزاق وعفان المعنى وهذا حديث عبد الرازق قالا ثنا جعفر بن سليمان قال حدثنى يزيد الرشك عن مطرف بن عبد الله عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فأمر عليهم على بن أبى طالب رضي الله عنه فأحدث شيئاً فى سفره فتعاهد قال عفان فتعاقد أربعة من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يذكروا أمره لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمران وكنا إذا قدمنا من سفر بدأنا برسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمنا عليه قال فدخلوا

(تخريجه) فيه على بن زيد وهو ابن جدعان وثقه البعض وضعفه آخرون وإسناده جيد.

258 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا بن حماد ثنا أبو عوانة ثنا أبو بلج ثنا عمرو ابن ميمون قال انى لجالس إلى ابن عباس إذا أتاه تسعة رهط فقالوا يا أبا عباس إما أن تقوم معنا وإما أن يخلونا هؤلاء قال فقال ابن عباس الخ.

(تخريجه) خذا جزء من حديث طويل فى مناقب الامام على بن أبى طالب أورده الهيثمى بلفظ "أنت ولى كل مؤمن بعدى" وقال "رواه أحمد والطبرانى فى الكبير والأوسط باختصار ورجال أحمد رجال الصحيح، غير أبى بلج (بفتح الباء وسكون اللام) الفزارى وهو ثقة وفيه لين. أهـ.

وقال ابن حجر فى تقريب التهذيب "أبو بلج الفزارى الكوفى ثم الواسطى الكبير اسمه يحيى ابن سليم أو ابن أبى سليم او ابن أبى الأسود صدوق ربما أخطأ" وقد وثقه ابن معين وابن سعد والنسائى والدارقطنى وغيرهم"، وسيأتى الحديث بتمامه فى الباب الثانى (فى مناقبه رضي الله عنه غير ما تقدم فى مناقب آل البيت -الفصل الأول".

259 -

(تخريجه) رواه الحاكم فى المستدرك بأطول منه وبلفظ "ما تريدون من على، إن علياً منى وأنا منه وولى كل مؤمن" وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم وبم يخرجاه وسكت عليه

ص: 116

-[خلافته رضي الله عنه وإشارة النبى صلى الله عليه وسلم إلى ذلك]-

عليه فقام رجل منهم فقال يا رسول الله إن علياً فعل كذا وكذا فأعرض عنه ثم قام الثانى فقال يا رسول الله إن علياً فعل كذا وكذا فأعرض عنه ثم قام الثالث فقال يا رسول الله إن علياً فعل كذا وكذا فأعرض عنه ثم قام الرابع فقال يا رسول الله إن علياً فعل كذا وكذا قال فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرابع وقد تغير وجهه فقال دعوا علياً دعوا علياً إن علياً منى وأنا منه وهو ولى كل مؤمن بعدى.

260 -

وعن بريدة الأسلمى رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم نحوه وفيه فانه منى وأنا منه وهو وليكم بعدي وانه منى وأنا منه وهو وليكم بعدى.

261 -

وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال كان لنفل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبواب شارعة فى المسجد قال فقال يوماً سدوا هذه الأبواب إلا باب على قال فتكلم فى ذلك الناس قال فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال أما بعد فانى أمرت بسد هذه الأبواب إلا باب على وقال فيه قائلكم وانى والله ما سددت شيئاً ولا فتحته ولكنى أمرت بشئ فاتبعته.

الذهبي وأورده الترمذى بأطول منه وبلفظ "ما تريدون من على "قالها ثلاثاً" إن علياً منى وأنا منه وهو ولى كل مؤمن بعدى" وقال هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان، وجعفر هذا هو الضبعى بضم الضاد المعجمة وفتح الموحدة، أبو سلمان البصرى صدوق زاهد لكنه كان يتشيع من الثامنة مات سنة ثمان وسبعين".

260 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا ابن نمير حدثنى أجلح الكندى عن عبد الله بن بريدة أبيه بريدة قال.

(تخريجه) هذا طرف من حديث طويل تقدم فى ما جاء فى سرية الإمام على بن أبى طالب وخالد ابن الوليد رضي الله عنهما إلى اليمن" صفحة 214 من الجزء 21 من الفتح الربانى وقال مصنفه رحمه الله فى تخريجه "أورده الهيثمى وقال رواه أحمد والطبرانى فى الكبير والأوسط باختصار عنهما وأسانيد الكبير رجاله رجال الصحيح أهـ قلت وقول الهيثمى باختصار عنهما معناه ان الطبرانى رواه فى الأوسط باختصار عن الكبير والإمام أحمد ورجال الإمام أحمد ثقات".

261 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا محمد بن جعفر ثنا عوف عن ميمون أبى عبد الله عن زبد بن أرقم.

ص: 117

-[مناقب الإمام علي بن أبى طالب رضي الله عنه]-

الباب الثاني فى مناقبه رضي الله عنه غير ما تقدم فى مناقب آل البيت وفيه فصول

الفصل الأول/ فى حديث ابن عباس رضي الله عنهما الجامع لكثير

من مناقب الامام على بن أبى طالب رضي الله عنه

262 -

عن عمرو بن ميمون قال انى لجالس إلى ابن عباس رضي الله عنهما إذا أتاه تسعة رهط فقالوا يا أبا عباس إما ان تقوم معنا وإما أن يٌخلونا (1) هؤلاء قال فقال ابن عباس بل أقوم معكم قال وهو يؤمئذ صحيح قبل أن يعمى قال فابتدأ فابتدأوا فتحدثوا فلا ندرى ما قالوا، قال فجاء ينفض ثوبه ويقول أف وتف وقعوا فى رجل له عشر، وقوعوا فى رجل قال له النبى صلى الله عليه وسلم لأبعثن رجلاً لا يخريه الله أبداً يحب الله ورسوله قال فاستشرف لها من استشرف قال أين على قال هو فى الرحل يطحن قال وما كان أحدكم ليطحن قال فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر قال فنفث فى عينيه ثم هز الراية ثلاثاً فأعطاها إياه فاء بصفته بنت حيى، قال ثم بعث فلانا بسورة التوبة فبعث علياً خلفه فأخذها منه قال لا يذهب بها إلا رجل منى وأنا منه قال وقال لبنى عمه أيكم يوالينى فى الدنيا والآخرة قال وعلى معه جالس فأبوا فقال على أنا أواليك فى الدنيا والآخرة قال أنت وليى فى الدنيا والآخرة قال فتركه ثم أقبل على رجل منهم فقال أيكم يوالينى فى الدنيا والآخرة فأبوا قال قال علىّ أنا أواليك فى الدنيا والآخرة فقال أنت وليى فى الدنيا والآخرة قال وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة قال وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه فوضعه على علىّ وفاطمة وحسن

(تخريجه) رواه الحاكم وقال هذا حديث صحيح الأسناد ولم يخرجاه وتعقبه الذهبى وقال رواه عوف عن ميمون بن عبد الله. وقال الهيثمى رواه أحمد وفيه ميمون أبو عبد الله وثقه ابن حبان وضعفه جماعه وبقية رجاله رجال الصحيح.

262 -

(سنده) حدثنا عبد اللهحدثنى أبى ثنا يحيى بن حماد ثنا أبو عوانة ثنا أبو بلج ثنا عمرو بن ميمون قال إنى لجالس.

وروى من طريق آخر حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو مالك كثير بن يحيى قال ثنا أبو عوافة عن أبى بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس نحوه.

(غريبه)(1) يخلونا أي يخلو لنا

ص: 118

-[مناقبه رضي الله عنه]-

وحسين رضي الله عنهم فقال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً، قال وشرى (1) علىّ نفسه لبس ثوب النبى صلى الله عليه وسلم ثم نام مكانه قال وكان المشركون يرمون رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء أبو بكر وعلى نائم قال وأبو بكر بحسب أنه نبى الله قال فقال يا نبى الله قال فقال له علىّ إن نبى الله صلى الله عليه وسلم قد انطلق نحو بئر ميمون (2) فأدركه قال فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار قال وجعل على يُرمَى بالحجارة كما كان يُرمى نبى الله صلى الله عليه وسلم وهو يتضور (3) فدلف رأسه فى الثوب لا يخرجه حتى أصبح ثم كشف عن رأسه فقالوا أنك للئيم كان صاحبك نرميه فلا يتضور وأنت تتضور وقد استنكرنا ذلك، قال وخرج بالناس فى غزوة تبوك قال فقال له علىّ أخرج معكم قال قال له نبى الله صلى الله عليه وسلم لا فبكى علىّ فقال له أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هرون من موسى إلا أنك لست بنبى أنه لا ينبغى أن إذهب إلا وأنت خليفتى، قال وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت وليى فى كل مؤمن بعدى وقال سدوا أبواب المسجد غير باب على فقال فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيرهـ قال وقال من كنت مولاه فإن مولاه على، قال وأخبرنا الله عز وجل فى القرآن أنه قد رضى عنهم عن أصحاب الشجرة فعلم ما فى قلوبهم هل حدثنا أنه سخط عليهم بعد، قال وقال نبى الله صلى الله عليه وسلم لعمر حين قال ائذن لى فلا ضرب عنقه (4) قال أو كنت فاعلاً وما يدريك لعل الله قد أطلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم.

(1) شرى نفسه بمعنى باعها.

(2)

بئر ميمون بئر بمكة كما صرح به صاحب القانوس.

(3)

التضور التلوى والتقلب ظهراً لبطن.

(4)

يعنى حاطب بن أبى بلتعه كما ورد فى الصحيحين.

(تخريجه) أخرجه الحاكم فى المستدرك بلفظ قريب وقال هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه بهذه السياقه وأقره الذهبى وأورده الهيثمى فى مجمع الزوائد وقال، رواه أحمد والطبرانى فى الكبير والأوسط باختصار ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبى بلج الفزارى وهو ثقة وفيه لين" وقد تقدمت الإشارة إلى أبى بلج فى الحديث رقم 258 ص 116 من هذا الجزء.

ص: 119

-[أحاديث متفرقة فى مناقبه رضي الله عنه]-

الفصل الثاني في أحاديث متفرقة فى مناقبه رضي الله عنه

263 -

عن أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه قال اشتكى عليا الناس قال فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا خطيباً فسمعته يقول أيها الناس لا تشتكوا عليا فوالله أنه لأخشن فى ذات الله أو فى سبيل الله.

264 -

وعن عبد الله بن نيار الأسلمى عن عمرو بن شاس الأسلمى رضي الله عنه قال وكان من أصحاب الحديبية قال خرجت مع علىّ إلى اليمن فجفانى فى سفرى ذلك حتى وجدت فى نفسى عليه فلما تقدمت أظهرت شكايته فى المسجد حتى بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلت المسحد ذات غدوة ورسول الله صلى الله عليه وسلم فى ناس من أصحابه فلما رىنى أبدنى عينيه يقول حدد إلى النظر حتى إذا جلست قال يا عمرو والله لقد آذيتنى قلت أعوذ بالله أن أوذيك يا رسول الله قال بلى من آذى عليًا فقد آذاني.

263 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يعقوب ثنا أبى عن ابن اسحاق قال فحدثنى عبد الله ابن عبد الرحمن بن معمر بن حزم عن سليمان بن محمد بن كعب بن عجرة عن عمته زينب بنت كعب وكانت عند أبى سعيد الخدرى عن أبى سعيد الخدرى قال

(تخريجه) رواه الحاكم فى المستدرك وقال حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه وقال الذهبى صحيح وأورده الهيثمى وسكت عنه.

264 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يعقوب بن إبراهيم قنا أبى ثنا محمد بن اسحق عن ابان بن صالح عن الفضل بن معقل بن يسار عن عبد الله بن نيار (بكسر النون بعدها تحتانية خفيفة) ،

(تخريجه) اورده الهيثمى وقال رواه أحمد والطبرانى باختصار والبزار أخصر منه ورجال أحمد ثقات ورواه ابن حبان فى صحيحه باختصار. وأورده الحافظ ابن كثير فى البداية والنهاية وقال (وكذا رواه غير واحد عن محمد بن اسحق عن أبان بن الفضل وكذلك رواه سيف بن عمر عن عبد الله بن سعيد عن أبان بن صالح به ولفظه) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من آذى مسلماً فقد آذانى ومن أذانى فقد أذى الله) وروى عباد بن يعقوق الرواحنى عن موسى بن عمير بن عقيل بن نجده بن هبيره عن عمرو بن شاس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا عمرو إن من آذى عليا فقد آذانى).

غريبه (أبدنى عيينه) أبد بصره نحو الشئ مده وأدام النظر إليه.

ص: 120

-[أحاديث متفرقة فى مناقبه رضي الله عنه]-

265 -

وعن حبشي بن جنادة قال بحبى بن آدم السلولى وكان قد شهد يوم حجة الوداع رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على منى وأنا منه ولا يؤدى عنى إلا أنا أو على وقال ابن أبى بكير لا يقضى عنى دينى إلا أنا أو على رضي الله عنه

266 -

وعن ام سلمة رضي الله عنها زوج النبى صلى الله عليه وسلم قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلى لا ببغضك مؤمن ولا يحبك منافق.

267 -

وعن عبج الله الجدلى قال دخلت على أم سلمة رضي الله عنها فقالت لى أيسب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم قلت معاذ الله أو سبحان الله أو كلمة نحوها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سب عليًا فقد سبنى.

268 -

وعن على رضي الله عنه قال والله أنه مما عهد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يبغضني إلا

265 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يحيى بن آدم وابن أبى بكير قالا ثنا اسرائيل عن أبى اسحق عن حبشى بن جنادة.

(تخريجه) أورده الترمذى من طريق اسماعيل بن موسى (حدثنا شريك عن أبى اسحق الخ) وقال هذا حديث حسن غريب.

266 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عثمان بن محمد بن أبى شيبة وسمعته أنا من عثمان بن محمد قال ثنا محمد بن فضيل عن عبد الله بن عبد الرحمن أبى نصر قال حدثنى مساور الحميرى عن أمه قالت سمعت أم سلمة تقول سمعت الخ.

(تخريجه) رواه الترمذى فى كتاب المناقب وقال (حسن غريب من هذا الوجه) ويشهد له ما رواه ابن ماجه عن زر بن حبيش عن على قال (عهد إلى النبى الأمى صلى الله عليه وسلم أنه لا يحبنى إلا مؤمن ولا يبغضنى إلا منافق).

267 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى قنا يحيى بن أبى بكير قال ثنا اسرائيل عن أبى اسحق عن عبد الله الجدلى.

(تخريجه) رواه الحاكم فى المستدرك من طريقين قال فى الأول صحيح الأسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبى وسكت عن الثانى.

268 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا ابن نمير ثنا الأعمش عن عدى بن ثابت عن زر

ص: 121

-[أحاديث متفرقة فى مناقبه رضي الله عنه]-

منافق ولا يحبني إلا مؤمن.

269 -

حدثنا عبد الله ثنا أبى ثنا أسود بن عامر ثنا شريك عن الأعمش عن المنهال عن عباد ابن عبد الله الأسدى عن على رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الآية (وأنذر عشيرتك الأقربين) قال جمع النبى صلى الله عليه وسلم من أهل بيته فاجتمع ثلاثون فأكلوا وشربوا، قال فقال لخم من يضمن عنى دينى ومواعيدي ويكون معى فى الجنة ويكون خليفتى فى أهلى فقال رجل لم يسمه شريك يا رسول الله أنت كنت بحراً من يقوم بهذا، قال ثم قال الآخر، قال فعرض ذلك على أهل بيته فقال على رضي الله عنه أنا.

270 -

وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال أول من صلى على النبى صلى الله عليه وسلم بعد خديجة على وقال مرة أسلم.

ابن حبيش قال قال على رضي الله عنه.

(تخريجه) رواه مسلم والترمذى والنسائى وابن ماجه.

269 -

(تخريجه) قال الهيثمى رواه أحمد وإسناده جيد وقد تقدمت لهذا الحديث طرق فى علامات النبوة فى آيته فى الطعام. وفيه المنهال بن عمرو وعباد بن عبد الله الأسدى، قال ابن حجر فى تقريب التهذيب المنهال بن عمرو الأسدى مولاهم الكوفى صدوق وربما وهم، قال الذهبى فى ميزان الاعتدال عن عباد فيه نظر ثم قال قال ابن المدينى عن عباد ضعيف الحديث وذكره ابن حبان فى الثقات وقال ابن حجر فى تهذيب التهذيب قال وقال ابن سعد له أحاديث وقال على بن المدينى ضعيف الحديث وقال ابن حجر فى تهذيب التهذيب قال وقال ابن سعد له أحاديث وقال على بن المدينى ضعيف الحديث وقال ابن الجوزى ضرب ابن حنبل على حديثه عن على أنا الصديق الأكبر وقال هو منكر وقال ابن حزم هو مجهول.

270 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا سليمان بن داود ثنا أبو عوانة عن أبى بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس.

(تخرجه) رواه الترمذى عن شعبة عن أبى بلج وقال هذا حديث غريب من هذا الوجه لا نعرفه من حديث شعبه عن ألأبى بلج إلا من حديث محمد بن حميد وأبو بلج اسمه يحيى بن سليم. وقد اختلف أهل العلم أول من أسلم من الرجال أبو بكر، وأسلم على وهو غلام ابن ثمان سنين. وأول من أسلم من النساء خديجة" أهـ، وأورده أبو داود الطيالسى فى مسنده وأورده الهيثمى عن على وقال "رواه أحمد

ص: 122

-[أحاديث متفرقة فى مناقبه رضي الله عنه]-

271 -

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال كنا نقول فى زمن النبى صلى الله عليه وسلم رسول الله خير الناس ثم أبو بكر ثم عمر ولقد أوتى ابن أبى طالب ثلاث خصال لأن تكون لى واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم، زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته وولدت له، وسد الأبواب إلا بابه فى المسجد وأعطاه الراية يوم خيبر.

272 -

وعن عبد الله بن الرقيم الكنانى قال خرجنا إلى المدينة زمن الجمل فلقينا سعد بن مالك بها فقال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسد الأبواب الشارعة فى المسجد وترك باب على رضي الله عنه.

ورجاله رجال الصحيح غير حبه العرنى وقد وثق ورواه الحاكم بلفظ قريب عن ابن عباس عن طريق أخرى وقال الذهبى "فيه زكريا بن يحيى الوقار وهرمتهم" وأورده ابن الجوزى فى الموضوعات ورد عليه المدارسى فى ذيل القول المسدد وقال "وعلى هذا فالحديث من قسم معلول لا الموضوع" ورأى بعضهم إن إسناده صحيح.

271 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا وكيع عن هشام بن سعد عن عمر بن أسيد عن ابن عمر.

(تخريجه) أورده الحاكم فى المستدرك عن عمر بن الخطاب بلفظ "لقد أعطى على بن أبى طالب ثلاث خصال لأن تكون لى خصلة منها أحب إلى من أن أعطى حمر النعم قيل وما هن يا أمير المؤمنين قال تزوجه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسكناه المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يحل له ما يحل له والراية يوم خيبر وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وتعقبه الذهبى وقال فيه عبد الله بن جعفر ضعيف -وقال عنه الهيثمى متروك. وأورده الهيثمى فى مجمع الزوائد وقال: رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح وأورده ابن الجوزى فى الموضوعات ورد عليه بن حجر فى القول المسدد فى الذب عن مسند أحمد.

272 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا حجاج ثنا فطر عن عبد الله بن شربك عن عبد الله بن الرقيم الكنانى.

(تخريجه) رواه الترمذى عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بسد الأبواب إلا باب على" وقال "هذا حديث غريب لا نعرفه عن شعبة بهذا الإسناد إلا من هذا الوجه" أهـ. وأورد الحاكم معناه عن طريق بن أرقم وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأفره الذهبى وقال وراه عوف عن ميمون بن عبد الله، وأورده الهيثمى فى مجمع الزوائد بسنده ولفظه وقال وقال "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبرانى فى الأوسط وزاد قالوا يا رسول الله سددت أبوابنا

ص: 123

-[أحاديث متفرقة فى مناقبه رضي الله عنه]-

273 -

عن أبي حسان أن ليًا رضي الله عنه كان يأمر بالأمر فيؤتى فيقال قد فعلنا كذا وكذا فيقول صدق الله ورسوله قال فقال له الأشتر إن هذا الذى تقول قد تفشغ (1) فى الناس أفشئ عهده إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال على رضي الله عنه ما عهد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال على رضي الله عنه ما عهد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً خاصة دون الناس إلا شئ سمعته منه فهو فى صحيفة فى قراب سيفى قال فلم يزالوا به حتى أخرج الصحيفة قال فإذا فيها من أحداث حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل قال وإذا فيها أن إبراهيم حرم مكة وانى أحرم المدينة حرام ما بين حريتها وحماها كله لا يختلى خلاها ولا ينفر صيدها (2) لا تلقتط لفظتها إلا لمن أشار بها ولا تقطع منها شجرة إلا أن يعلف رجل بعيره ولا يحمل فيها السلاح لقتال قال وإذا فيها المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم ألا لا يتقل بكافر ولا ذو عهد في عهده.

كلها إلا باب على قال ما أنا سددت أبوابكم ولكن الله سدها وإسناد أحمد حسن".

والحديث فيه عبد الله بن الرقيم (بضم الراء وفتح القاف) جاء فى تهذيب التهذيب ويقال ابن أبى الرقيم، ويقال بن الأرقم الكنانى الكوفى روى عن على وسعد وعنه عبد الله بن شريك العامرى" روى له النسائى فى الخصائص وقال "لا أعرفه" وقال البخارى فيه نظر وقال بن حجر فى تقريب التهذيب مجهول، وفيه عبد الله بن شريك العامرى الكوفى فى ثقة، وثقة أحمد وابن معين وبو زرعة وقال النسائى فى الضعفاء "ليس بالقوى -مختارى" يعنى من أصحاب المختار الكذاب "وكان ذلك فى أوائل أمره، ولكنه تاب" وقال الجوزجانى "كذاب" وذكره بن الجوزى فى الموضوعات قائلا إنه من وضع الرافضة قابلوا به الحديث المتفق على صحته فى سد الأبواب غير باب أبى بكر، وهو فى الصحيحين، ورد عليه ابن حجر فى القول المسدد فإذا كان السند ضعيفاً، فالروايات الأخرى تشهد له.

273 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا بهز ثنا همام أنبأنا قتادة عن أبى حسان.

(غريبه)(1) تقشغ أى فشا وانتشر (2) لا ينفر صيدها أى يزجر ويدفع عن الرعى، لا يختلى خلاها -الخلا مقصور: النبات الرطب الرقيق مادام رطباً وأختلاؤه قطعة.

(تخريجه) إسناده صحيح، وقد تعددت الروايات عن صدر الحديث. واختلفت فى عجزه وجاءت في مواضعها.

ص: 124

-[أحاديث متفرقة فى مناقبه رضي الله عنه]-

274 -

وعن زيد بن أرقم عن النبى صلى الله عليه وسلم مثله وفيه وظلل لرسول الله صلى الله عليه وسلم يثوب على شجرة سمرة من الشمس فقال لستم تعلمون. الخ الحديث.

وعنه من طريق آخر قال استشهد على الناس فقال أنشد الله جلا سمع النبى صلى الله عليه وسلم يقول اللهم من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم واله من والاه وعاد من عاداه، قال فقام ستة عشر رجلا فشهدوا.

275 -

وعن رياح بن الحرث قال جاء رهط إلى علىّ بالرحبة فقالوا السلام عليك يا مولانا قال كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب فقالوا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم يقول من كنت مولاه فإن هذا مولاه قال رياح فلما مضوا تبعتهم فسألت من هؤلاء قالوا نفر من الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري.

274 (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا سفيان ثنا أبو عوانة عن المغيرة عن أبى عبيد عن ميمون أبى عبد الله قال زيد بن أرقم.

(غريبه) السمر بفتح السين وضم الميم ضرب من شجر الطلح جمع سمرة.

(تخريجه) رواه الترمذى عن شعبة عن سلمة بن كهيل قال سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبى سريحة أو زيد بن أرقم شك شعبة عن النبى صلى الله عليه وسلم يقول "من كنت مولاه فعلى مولاه" قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد روى شعبة هذا الحديث عن ميمون أبى عبد الله عن زبد بن أرقم عن النبى صلى الله عليه وسلم. وأبو سريحة هو حذيفة بن حبان وضعفه جماعة وبقية رجاله ثقات" وعنه من طريق آخر (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أسود بن عامر ثنا أبو إسرائيل عن الحكم عن أبى سلمان عن زيد بن ارقم

(تخريجه) قال الهيثمى "رواه أحمد وفيه أبو سليمان ولم أعرفه إلا أن يكون بشير بن سلمان، فإن كان هو فهو ثقة، وبقية رجاله ثقات" وجاء فى تهذيب التهذيب لابن حجر (أبو سليمان المؤذن -مؤذن الحجاج اسمه يزيد بن عبد الملك روى عن زيد بن أرقم، وعند الحكم بن عليبة وعثمان بن المغيرة ومسعر بن كدام قلت قال الدارقطنى مجهول"

275 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يحيى بن آدم ثنا حنش بن الحرث بن لقيط النخعى الأشجعى عن رياح بن الحرث.

(غريبه) الرحبة أى فضاء وفسحة ورحبة المسجد ساحته

ص: 125

-[حديث غدير خم]-

وعنه من طريق آخر قال رأيت قومًا من الأنصار قدموا على علىّ فى الرحبة فقال من القوم قال مواليك يا أمير المؤمنين فذكر معناه.

276 ز- وعن عبد الرحمن بن أبى ليلى قال شهدت عليا رضي الله عنه فى الرحبة ينشد الناس أنشد الله من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم من كنت مولاه لما قام فشهد قال عبد الرحمن فقام اثنا عشر بدريًا كأنى أنظر إلى أحدهم فقالوا نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجى أمهاتهم فقلنا بلى يا رسول الله قال فمن كنت مولاه فعلى مولاه اللهم واله من والاه وعاد من عاداه.

277 ز- وعنه من طريق آخر قال شهدت عليًا رضي الله عنه فى الرحبة قال أنشد الله رجلا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهده يوم غدير خم إلا قام ولا يقوم إلا من قد رآه فقام اثنا عشر رجلا فقالوا قد رأيناه وسمعناه حيث أخذ بيده يقول اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من

وعنه من طريق آخر (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو أحمد ثنا حنش عن رياح بن الحرث (تخريجه) قال الهيثمى "رواه أحمد والطبرانى -إلا أنه قال قالوا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وهذا أبو أيوب بيننا فحسر أبو أيوب العمامة عن وجهه ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ورجال أحمد ثقات".

276 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى عبيد الله بن عمر القواريرى ثنا يونس بن أرقم ثنا يزيد بن أبى زياد عن عبد الرحمن بن أبى ليلى.

(تخريجه) إسناده صحيح -وأورده الهيثمى عن عبد الرحمن بن أبى ليلى بزيادة كلمة "عليه سراويل" بعد كلمة "أنظر إلى أحدهم" وقال (رواه أبو يعلى ورجاله وثقوا وعبد الله بن أحمد).

277 -

ز (سنده) حدثنا عبد الله ثنا أحمد بين عمر الوكيعى ثنا زيد بن الحباب ثنا الوليد بن عقبة بن نزار العنسى حدثنى سماك بن عبيد بن الوليد العبسى قال دخلت على عبد الرحمن بن أبى ليلى فحدثنى أنه شهد عليًا رضي الله عنه فى الرحبة.

(تخريجه) فيه الوليد بن عقبة جاء فى ميزان الاعتدال (شيخ عراقى عن بعض التابعين لا يعرف تفرد عنه زيد بن الحباب) وجاه فى التقريب (الوليد بن عقبة بن نزار العنسى -بالنون مجهول من السابعة أخرج له ابن ماجه)

ص: 126

-[حديث غدير خم]-

نصره واخذل من خذله فقام إلا ثلاثة لم يقوموا فدعا عليهم فأصابهم دعوته.

278 -

وعن ذا زان بن عمر قال سمعت عليًا فى الرحبة وهو ينشد الناس من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم وهو يقول ما قال فقام ثلاثة عشر رجلاً فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول من كنت مولاه فعلى مولاه.

279 ز- حدثنا عبد الله ثنا على بن حكيم الأودى أنبأنا شريك عن أبى اسحق عن سعيد ابن وهب وعن زيد بن يثيع قالا نشد على الناس فى الرحبة من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم إلا قام قال فقام من قبل سعيد ستة ومن قبل زيد ستة فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلى رضي الله عنه يوم غدير خم أليس الله أولى بالمؤمنين قالوا بلى قال اللهم من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم واله من والاه وعاد من عاداه.

ز حدثنا عبد الله ثنا على بن حكيم أنبأنا شريك عن أبى اسحق عن عمرو ذى مر بمثل حديث أبى اسحق يعنى عن سعيد وزيد وزاد فيه وانصر من نصره وأخذل من خذله.

280 -

وعن سعيد بن وهب قال نشد على الناس فقام خمسة أو ستة من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كنت مولاه فعلي مولاه.

278 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا ابن نمير عبد الملك عن أبى عبد الرحيم الكندى عن ذراوان بن عمر قال

(تخريجه) أورده الهيثمى وقال (رواه أحمد وفيه من لم أعرفهم) وإسناده ضعيف لجهالة بعض رواته.

279 -

(تخريجه) اورده الهيثمى وقال (رواه عبد الله والبزار بنحوه أتم منه وقال عن سعيد بن وهب لا عن زيد بن يثيع والظاهر أن الواو سقطت والله أعلم وإسنادهما حسن).

280 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن أبى إسحق قال سمعت سعيد بن وهب.

(تخريجه) أنظر الحديث السابق

وقال الامام السيوطى فى الأزهار المناثرة فى الأحاديث المتواترة (حديث من كنت مولاه فعلى مولاه) أخرجه الترمذى عن زيد بن أرقم وأحمد عن على وأبى أيوب الأنصارى والبزار عن عمرو ذى مر وأبى هريرة وطلحة وعمار وابن عباس وبريدة والطبرانى عن ابن عمر ومالك بن الحويرث

ص: 127

-[حديث أنت مني بمنزله هارون من موسى]-

الفصل الرابع فى قوله صلى الله عليه وسلم للامام على رضي الله عنه أنت منى بمنزلة هرون

من موسى .. الخ الحديث

281 -

وعن سعيد بن المسيب قال قلت لسعد بن مالك يعنى (سعد بن أبى وقاص) إنى أريد أن أسألك عن حديث وأنا أهابك أن أسألك عنه فقال لا تعف يا ابن أخى إذا علمت أن عندى علمًا فسلنى عنه ولا تهبنى قال فقلت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلى رضي الله عنه حين خلفه بالمدينة فى غزوة تبوك فقال سعد رضي الله عنه خلف النبى صلى الله عليه وسلم عليًا رضي الله عنه بالمدينة فى غزوة تبوك فقال يا رسول الله أتخلفنى فى الخالفة فى النساء والصبيان فقال أما ترضى أن تكون منى بمنزله هرون من موسى قال بلى يا رسول الله قال فأدبر على مسشرعًا كأنى أنظر إلى غبار قدميه يسطع وقد قال حماد فرجع على مسرعًا.

وعنه من طريق آخر أن عليًا رضي الله عنه خرج مع النبى صلى الله عليه وسلم حتى جاء ثنية الوداع وعلى رضي الله عنه يبكى يقول تخلفنى مع الخوالف فقال أو ما ترضى أن تكون منى بمنزلة هرون من موسى إلا النبوة.

وحبشي بن جنادة وجرير وسعد بن أبى وقاص وأبى سعيد الخدرى وأنس وأبو نعيم عن جندع الأنصارى وقد خصص الهيثمى له سبع صفحات من 103 - 109 من الجزء التاسع وقال المناوى فى فيض القدير (من كنت مولاه فعلى مولاه، أى وليه وناصره ولاء الإسلام) ونقل أن ابن حجر قال (حديث كثير الطرق جداً أستوعبها أبن عقدة فى كتاب مفرد، منها صحاح، ومنها حسان قال ذلك يوم غدير خم).

281 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عفان ثنا حماد يعنى ابن سلمة أنبأنا على بن زيد عن سعيد بن المسيب.

وعنه من طريق آخر (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو سعيد مولى بن هاشم ثنا سليمان بن بلال ثنا الجعيد بن عبد الرحمن عن عائشة بنت سعد عن أبيها أن عليا ألخ،

(تخريجه) تقدم هذا الحديث فيما جاء فى غزوة تبوك فى ص 402 من الجزء 21 من الفتح الربانى وقد شرحه مصنفه رحمه الله وقال أخرجه مسلم وغيره.

ص: 128

-[اختيار النبي صلى الله عليه وسلم علياً لأخذ الراية]-

283 -

وعن جابر بن عبد الله قال لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخلف عليًا رضي الله عنه قال قال له على ما يقول الناس فى إذا خلفتنى قال فقال أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هرون من موسى إلا أنه ليس بعدى نبى أو لا يكون بعدى نبى.

283 -

وعن موسى الجهنى قال دخلت على فاطمة بنت على فقال لها رفيقى أبو سهل كم لك قالت ستة وثمانون سنة قال ما سمعت من أبسك شيئاً قالت حدثتنى أسماء بنت عميس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلى أنت منى بمنزلة هرون من موسى إلا أنه ليس بعدى نبى.

الفصل الخامس فى اختيار النبى صلى الله عليه وسلم عليًا لأخذ الراية يوم خبير

وفيه منقبة لعلى رضى الله ومعجزة للنبى صلى الله عليه وسلم

284 -

عن أبى حازم أخبرنى سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر لأعطينّ هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله وبحبه الله ورسوله قال فبات الناس يدومون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن

282 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا شاذان أسود بن عامر ثنا شريك عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله.

(تخريجه) البخارى عن مصعب بن سعد عن أبيه بلفظ (إلا أنه ليس نبى بعدى وفى رواية لا نبى بعدى)، ورواه الترمذى عن سعد بن أبى وقاص بلفظ أنت منى بمنزلة هرون من موسى إلا أنه لا نبى بعدى) وقال هذا حديث حسن صحيح وقد روى من غير وجه عن سعد عن النبى صلى الله عليه وسلم ويستغرب هذا الحديث من حديث يحيى بن سعيد الأنصارى.

283 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى لأبى ثنا يحيى بن عن موسى الجهنى.

(تخريجه) اورده الهيثمى فى مجمع الزوائد عن أسماء بنت عميس وقال (رواه أحمد والطبرانى ورجال أحمد رجال الصحيح غير فاطمة بنت على وهى ثقة) وقد تعددت الروايات عن متن الحديث

284 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا قتيبة بن سعيد ثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبى حازم.

(غريبه) يدوكون أى يخوضون فيمن يدفعها إليه يقال وقعوا فى دوكة أى فى خوض واختلاط.

ص: 129

-[اختيار النبي صلى الله عليه وسلم علياً لأخذ الراية]-

يعطاها قال فقال أين على بن أبى طالب فقال هو يا رسول الله يشتكى عينيه قال فأرسلوا إليه فأنى به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم فى عينيه ودعا هل فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال على يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا فقال انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدى الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم.

285 -

وعن بريدة الأسلمى قال حاصرنا خبير فأخذ اللواء أبو بكر فانصرف ولم يفتح له ثم أخذه من الغد عمر فخرج فرجع ولم يفتح له وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنى دافع اللواء غدًا إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح له فبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غدا فلما أن أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الغداة ثم قام قائمًا فدعا باللواء والناس على مصافهم فدعا عليًا وهو أرمد فتفل فى عينيه ودفع إليه اللواء وفتح له قال بريدة وأنا فيمن تطاول لها.

286 -

وعن أبى سعيد الخدرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ الراية فهزها ثم قال من يأخذها بحقها فجاء فلان فقال أنا قال أمط ثم جاء رجل فقال أمط ثم قال النبى صلى الله عليه وسلم والذى كرم وجه

(تخريجه) البخاري ومسلم.

285 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا زيد بن الحباب حدثنى الحسين بن واقد حدثنى عبد الله بن بريدة حدثنى أبى بريدة الأسلمى قال

(تخريجه) أورده الحافظ بن كثير فى البداية عن هذا الطريق وقال "رواه النسائى من حديث الحسين بن واقد به أطول منه ثم رواه أحمد عن محمد بن جعفر وروح كلاهما عن عوف عن ميمون أبى عبد الله الكردى عن عبد الله بن بريدة عن أبيه به نحوه، وأخرجه النسائى عن بندار وغندر به وفيه الشعر" أهـ

286 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا مصعب بن المقدام وحجين بن المثنى قالا ثنا اسرائيل ثنا عبد الله بن عصمة العجلى قال سمعت أبا سعيد الخدرى يقول

(غريبه) أمط أى تنح واذهب (وقديدهما) القديد هو اللحم المملوح المجفف في الشمس.

ص: 130

-[اختيار النبي صلى الله عليه وسلم عليًا لأخذ الراية]-

محمد لأعطينها رجلا لا يفر هاك يا على فانطلق حتى فتح الله عليه خيبر وفدك وجاء بمجوتهما وقديدهما قال مصعب بعجوتها وقديدها.

287 -

وعن عبد الرحمن بن أبى ليلى قال كان أبى يسمر مع على وكان على يلبس ثياب الصيف فى الشتاء والشتاء فى الصيف فقيل له لو سألته فسأله فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى وأنا أرمد العين يوم خيبر فقلت يا رسول الله أنى أرمد العين قال فتفل فى عينى وقال اللهم أذهب عنه الحر والبرد فما وجدت حرًا ولا بردًا منذ يومئذ وقال لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار فتشرف لها أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم فأعطانيها.

288 -

وعن سعد بن أبى وقاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خبير لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فتطاولنا لها فقال ادعوا لى عليًا رضي الله عنه فأتى به أرمد فبصق فى عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه، ولما نزلت هذه الآية (ندع أبناءنا وأبناءكم) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًا وفاطمه وحسنا وحسينا رضوان الله عليهم أجمعين فقال اللهم هؤلاء أهلي.

(تخريجه) أورده الحافظ بن كثير فى البداية وقال تفرد به أحمد، وأورده الهيثمى فى مجمع الزوائد رواية عن أبى سعيد الخدرى بلفظ قريب وقال رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن عصمة وهو ثقة يخطئ".

287 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا وكيع عن ابن أبى ليلى عن المنهال عن عبد الرحمن ابن أبى ليلى.

(غريبه) فتشرف لها أى تطلعوا إليها.

(تخريجه) اسناده حسن. وابن أبى ليلى هو محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى الأنصارى الفقيه قاضى الكوفة -ثقة صدوق عدل، وكان سئ الحفظ قال شعبة "أفادنى ابن أبى ليلى أحاديث فإذا هى مقلوبة" -ولم يدرك أباه، ولذلك يروى عنه بالواسطة" وأورد الهيثمى فى مجمع الزوائد حديثاً مطولا بمعناه وقال "رواه الطبرانى فى الأوسط واسناده حسن".

288 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا قتيبة بن سعيد ثنا حاتم بن اسماعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد عن أبيه قال

ص: 131

-[اختياره رضي الله عنه قاضياً لليمن]-

289 -

وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله يفتح الله عليه قال فقال عمر فما أحببت الإمارة قبل يومئذ فتطاولت لها واستشرفت رجاء أن يدفعها إلىّ فلما كان الغد دعا عليًا عليه السلام فدفعها إليه فقال قاتل ولا تلتفت حتى يفتح عليك فسار قريباً ثم قال يا رسول الله علام أقاتل قال حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منى دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل.

الفصل السادس فى اختياره قاضيًا لليمن وأنه أكثر الأم

المحمدية علماً وأعظمهم حلمًا وأقدمهم سلمًا رضي الله عنه

290 -

عن على صلى الله عليه وسلم قال بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن وأنا حديث السن قال قلت تبعثنى إلى قوم يكون بينهم أحداث 1) ولا علم لى بالقضاء قال إن الله سيهدى لسانك ويثبت قلبك قال فما شككت فى قضاء بين اثنين بعد.

(تخريجه) رواه مسلم والترمذى عن قتيبة مطولا وقال الترمذى هذا حديث حين صحيح غريب من هذا الوجه".

289 (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى حدثنا عفان حدثنا وهيب حدثنا سهيل عن أبيه عن أبى هريرة.

(تخريجه) مسلم عن قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب (يعنى ابن عبد الرحمن القارئ) عن سهيل عن أبيه عن أبى هريرة بلفظ مقارب -وأورده الحافظ بن كبير وعزاه لمسلم والبيهقى.

290 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى حدثنى يحيى عن العمش عن عمرو بن مرة عن أبى البخترى عن على.

(غريبه)(1) أحداث: جمع حدث وهو الأمر يحدث ويقع والحدث والحدثان والحادثة بمعنى واحد.

(تخريجه) اختلف فى سماع أبى البخترى (بفتح الباء الموحدة والتاء المثناة بينهما خاء معجمة ساكنة وهو سعيد بن فيروز) فقال ابن معين لم يسمع من على شيئاً وقال ابن سعد فى الطبقات: "كان أبو البخترى كثير الحديث يرسل حديثه ويروى عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم

ص: 132

-[اختياره رضي الله عنه قاضياً لليمن]-

وعنه أيضاً قال قلت يا رسول الله إذا بعثنى أكون كالسكة (1) المحماة أم الشاهد يسري ما لا يرى الغائب قال الشاهد يرى ما لا يرى الغائب.

291 -

وعن معقل بن يسار صلى الله عليه وسلم قال وضأت النبى صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال هل لك فى فاطمة تعودها فقلت نعم فقام متوكئاً علىَّ فقال أما أنه سيحمل ثقلها غيرك ويكون أجرها لك قال فكأن لم يكن على شئ حتى دخلنا على فاطمة عليها السلام فقال لها كيف نجدينك قالت والله لقد اشتد حزنى واشتدت فاقتى وطال سقمى قال أبو عبد الرحمن وجدت فى كتاب أبى بخط يده فى خذا الحديث قال أو ما ترضين أنى زوجتك أقدم أمتى سلماً وأكثرهم علماً وأعظمهم حلماً.

الفصل السابع فى محبة الشيعة وبغض الخوارج إياه

292 ز- عن ربيعة بن ناجذ عن على بن أبى طالب رضي الله عنه قال دعانى رسول الله صلى الله عليه وسلم

يسمع من كبير أحد، فما كان من حديثه سماعاً فهو حسن وما كان (عن) فهو ضعيف" وقال ابن حزم فى المحلى عنه "صاحب ابن مسعود وعلى" وقد أورد الحاكم الحديث فى المستدرك عن أبى البخترى وصححه وأقره الذهبى ورواه ابن ماجه عن طريق الأعمش به، وتشهد له أحاديث ندها متصل.

وعنه أيضاً (سنده) حدثما عبد الله حدثنى أبى حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان حدثنا محمد بن عمر ابن عبى بن أبى طالب.

(غريبه)(1) السكه حديدة قد كتب عليها يضرب عليها الدراهم وهى منقوشة وقيل جديدة تحرث بها الأرض.

(تخريجه) قيه محمد بن عمر بن على بن أبى طالب ذكره ابن حبان فى الثقات، ولكنه لم يدرك جده وأورده صاحب كشف الخفا ومزيل الألباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس وقال "رواه الضياء فى المختارة والعسكرى فى الأمثال وأبو النعيم عن على ورواه العسكرى أيضاً عن ابن مسعود ورواه القضاعى بسند فيه ابن لهيعه عن أنس مرفوعاً".

291 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو أحمد ثنا خالد يعنى ابن طهمان عن نافع بن أبى نافع عن معقل بن يسار.

(تخريجه) قال الهيثمى فى مجمع الزوائد (رواه أحمد والطبرانى وفيه خالد بن طهمان وثقه أبو حاتم وغيره وبقية رجاله ثقات".

292 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبو محمد سفيان بن وكيع بن الجراح بن مليح ثنا خالد بن

ص: 133

-[ذكر بعض خطبه رضي الله عنه]-

فقال إن فيك من عيسى مثلاً أبغضته يهود حتى بهتوا أمه وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزل الذى ليس به، ألا وانه يهلك فىَّ اثنان محب يقرظنى بما ليس فىّ ومبغض يجمله شنآنى على أن يبهتنى ألا انى لست بنبى ألا انى لست بنبى ولا يوحى إلىّ ولكنى أعمل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ما استطعت فما أمرتكم من طاعة الله فحق عليكم طاعتى فما أحببتم وكرهتم.

293 ز- وعن عاصم بن ضمرة قال قلت للحسن بن على رضى الله عنهما إن الشيعة يزعمون أن علياً رضي الله عنه يرجع قال كذب أولئك الكذابون لو علمنا ذاك ما تزوج نساؤه ولا قسمنا ميراثه.

الباب الثالث: ذكر شئ من خطبه رضي الله عنه

294 -

عن إبراهيم التيمى عن أبيه قال خطبنا على رضي الله عنه فقال من زعم أن عندنا شيئاُ نقرؤه إلا كتاب الله وهذه الصحيفة صحيفة فيها أسنان (1) الابل وأشياء من الجراحات فقد

مخلد ثنا أبو غيلان الشيبانى عن الحكم بن عبد الملك عن الحرث بن حصيرة عن أبى صادق عن ربيعة بن ناجذ.

(تخريجه) رواه الحاكم فى المستدرك وزاد بعد وكرهتم "وما أمرتكم بمعصية أنا وغيرى فلا طاعة لأحد فى معصية الله عز وجل إنما الطاعة فى المعروف" وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وتعقبه الذهبى فقال "الحكم وهاه ابن معين" وقال الهيثمى "رواه عبد الله والبزار باختصار وأبو يعلى أتم منه وفى إسناد عبد الله وأبى يعلى الحكم بن عبد الملك وهو ضعيف وفى إسناد البزار محمد بن كثير القرشى الكرفى وهو ضعيف".

293 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى عثمان بن أبى شيبة ثنا شريك عن أبى اسحق عن عاصم بن ضمرة.

(تخريجه) هذا أثر عن الحسن بن على وإسناده صحيح.

294 -

(سنده) حدثنا عبد الله أبى ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن ابراهيم التيمى.

(غريبه)(1) اسنان الإبل، أى الزكاة تبعاً لأسنان الإبل "فما كان بنت مخاض فكذا، وما كان ابن لبون كذا وما كان جذعة فكذا، ألخ كما سيتضح من الأحاديث التالية والجراحات أي الديات.

ص: 134

-[ذكر بعض خطبه رضي الله عنه]-

كذب قال وفيها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة حرم ما بين عيّر إلى ثَور (1) فمن أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة عدلاً ولا صرفاً ومن ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيام صرفاً ولا عدلا وذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم.

295 -

وعن طارق بن شهاب قال شهدت عليًا رضي الله عنه وهو يقول على المنبر والله ما عندنا كتاب نقرؤه عليكم إلا كتاب الله تعالى وهذه الصحيفة معلقة بسبقه أخذتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فرائض الصدقة معلقة بسيف له حليته حديد أو قال بكراته جديد أى حلقه.

(وعنه من طريق آخر) قال خطبنا على رضي الله عنه فقال ما عندنا شئ من الوحى أو قال كتاب من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ما فى كتاب الله وهذه الصحيفة المقرونة بسيفى، وعليه سيف حليته حديد وفيها فرائض الصدقات.

(1) عير وثور جبلان، قال ابن الأثير تعليقاً على حديث "أنه حرم المدينة ما بين عير إلى ثور""هما جبلان، أما عير فجبل معروف بالمدينة، وأما ثور فالمعروف أنه بمكة، وفيه الغار الذى بات به النبى صلى الله عليه وسلم لما هاجر، وفى رواية قليلة "ما بين عير وأحد" وأحد بالمدينة فيكون ثور غلطاً من الراوى، وإن كان هو الأشهر فى الرواية والأكثر وقيل أن عيراً جبل بمكة ويكون المراد أنه حرم من المدينة قدر ما بين عير وثور من مكة أو حرم المدينة مثل تحريم ما بين عير وثور بمكة على حذف المضاف ووصف المصدر المحذوف، واستدرك صاحب الدر النثير "السيوطى" فقال: "قلت بل الصواب أن ثوراً جبل بالمدينة سوى الذى بمكة وهو صغير إلى الحمرة بتدوير خلف أحد من جهة الشمال نبه عليه جماعة قال فى القانوس، ما قاله أبو عبيد وغيره من أن ذكر "ثور" هنا تصحيف وان الصواب إلى "أحد" غير جيد"

(تخريجه) أخرجه البخارى عن جرير عن الأعمش بمعناه ومسلم مطولا.

695 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا بن القاسم ثنا شريك عن مخارق عن طارق بن شهاب.

(وعنه من طريق آخر)(سنده) حدثنا عبد الله ثنا محمد بن جعفر الوركانى ثنا شريك عن مخارق عن طارق

ص: 135

-[ذكر بعض خطبه رضي الله عنه]-

296 -

وعن حبة العُوني قال رأيت عليًا رضي الله عنه ضحك على المنبر لم أره ضحك ضحكا أكثر منه حتى بدت نواجذه ثم قال ذكرت قول أبى طالب ظهر علينا أبو طالب وأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نصلى ببطن نخلة فقال ماذا تصنعان يا ابن أخى فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام فقال ما بالذى تصنعان بأس أو بالذى تقولان بأس، ولكن واللله لا تعلونى استى أبداً وضحك تعجباً لقول أبيه ثم قال اللهم لا أعترف أن عبداً لك من هذه الأمة عَبَدكَ قبلى غير نبيك صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات لقد صليت قبل أن يصلى الناس سبعًا (1).

297 -

حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا هشيم أنبأنا أبو عامر المزنى ثنا شيخ من بنى تميم قال خطبنا على رضي الله عنه أو قال قال علىّ يأتى على الناس زمان عضوض بعض الموسر على ما فى يديه قال ولم يؤمر بذلك قال عز وجل {ولا تنسوا الفضل بينكم} وينهد الأشرار ويُستذل الأخيار ويبايع المضطرون قال وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عز بيع المضطرين وعن بيع الغرر (1) وعن بيع الثمرة قبل أن تدرك.

(تخريجه) إسناده صحيح.

296 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو سعيد مولى بنى هاشم ثنا يحيى بن سلمة يعنى ابن كهيل قال سمعت أبى يحدث عن حبة العرنى.

(1)

أى قالها سبعاً.

(تخريجه) أورده الهيثمى عن حبه العرنى وقال "رواه أحمد وأبو يعلى باختصار والبزار والطبرانى فى الأوسط وإسناده حسن" وفى الحديث يحيى بن سلمة بن كهيل قال البخارى فى الكبير وفى الضعفاء "فى حديثه مناكير" وقال فى الصغير "منكر الحديث" وقال النسائى متروك الحديث، وقال الذهبى فى ميزان الاعتدال "قال أبو حاتم وغيره منكر الحديث وفيه كذلك حية بن جوين تابعى ثقة وثقة أحمد والعجلى وقال عنه ال 1 هبى فى ميزان الاعتدال من "غلاة الشيعة" وقال النسائى ليس بالقوى وقال ابن معين وابن خراش ليس بشئ.

(1)

هو كان له ظاهر يغر المشترى وباطن مجهول "قاله ابن الأثير فى النهاية.

297 -

(تخريجه) فيه مجهول فإسناده ضعيف

ص: 136

-[خروج عائشة وطلحة والزبير رضي الله عنهم إلى البصرة]-

الباب الرابع فى خروج عائشة وطلحة والزبير رضي الله عنهم إلى البصرة للمطالبة

بدم عثمان بن عفان رضي الله عنه وإخبار النبى صلى الله عليه وسلم بذلك قبل حصوله واستنفار على رضي الله عنه الناس لموقعة الجمل وفيه فصور

الفصل الأول فى خروج عائشة رضي الله عنها وما أخبر به النبى صلى الله عليه وسلم فى ذلك

298 -

حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يحيى عن إسماعيل ثنا قيس قال لما أقبلت عائشة بلغت مياه بنى عامر ليلاً نبحت الكلاب قالت أى ماء هذا قالوا ماء الحوأب قالت ما أظننى إلا أنى راجعة فقال بعض من كان معها بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله عز وجل ذات بينهم قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها ذات يوم كيف باحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب.

299 -

وعن أبي رافع (1) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلى بن أبي طالب أنه سيكون بينك وبين عائشة أمر قال أنا يا رسول الله قال نعم قال فأنا أشقاهم يا رسول الله قال لا ولكن إذا كان ذلك فأرددها إلى مأمنها.

الفصل الثانى فى قدوم الامام على رضي الله عنه إلى البصرة واستنفار أهلها لموقعة الجمل

300 -

عن ابنة لاهيان بن صيفى عن أبيها وكانت له صحبة أن عليًا لما قدم البصرة بعث

298 - (تخريجه) أورده الهيثمى عن قيس بن أبى حازم بمعناه وقال رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجال أحمد الصحيح وذكره ابن كثير فى البداية والنهاية وقال رواه أبو نعيم بن حماد فى الملاحم وذكره باختصار عن غندر عن إسماعيل بن أبى خالد عن قيس بن ابى حازم وقال هذا إسناد على شرط الشيخين ولم يخرجوه.

299 -

(سنده) حدثنا عبد اله حدثنى أبى ثنا حسين بن محمد قال ثنا الفضيل يعنى ابن سليمان قال ثنا محمد بن أبى يحيى عن أبى أسماء مولى بنى جعفر عن أبى رافع.

(1)

مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(تخريجه) قال الهيثمى "رواه أحمد والبزار والطبرانى ورجاله ثقات"

300 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا مؤيد قال ثنا حماد يعنى ابن سلمة قال ثنا شيخ يقال له أبو عمرو عن ابنة لاهيان بن صيفي.

ص: 137

-[استنفار علي رضي الله عنه أهل البصرة للخروج معه]-

إليه فقال ما يمنعك أن تتبعنى فقال أوصانى خليلى وابن عمك فقال أنه سيكون فرقة واختلاف فاكسر سيفك واتخذ سيفًا من خشب واقعد فى بيتك حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قاضية ففعلت ما أمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فغن استطعت يا على ألا تكون تلك اليد الخاطئة فافعل.

(وعنها عن طريق آخر) أنها كانت مع أبيها فى منزله فمرض فأفاق من مرضه ذلك فقام على ابن أبى طالب بالبصرة فأتاه فى منزله حتى قام على باب حجرته فسلم ورد عليه الشيخ السلام فقال له كيف أنت يا أبا مسلم قال بخير فقال علىّ ألا تخرج معى إلى هؤلاء القوم فتعيننى قال بلى إن رضيت بما أعطيك قال علىّ وما هو فقال الشيخ يا جارية هات سيفى فأخرجت إليه غمداً فوضعته فى حجره فاستل منه طائفة ثم رفع رأسه إلى علىّ رضي الله عنه فقال إن خليلى عليه السلام وابن عمكم عهد إلىّ إذا كانت فتنة بين المسلمين أن أتخذ سيفاً من خشب فهذا سيفى فإن شئت خرجت به معك فقال علىّ رضي الله تعالى عنه لا حاجة لنا فيك ولا فى سيفك فرجع من باب الحجرة ولم يدخل.

وعنها من طريق آخر بنحوه وفيه أوصانى خليلى وابن عمك يعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ستكون فتن وفرقة فإذا كان ذلك فاكسر سيفك واتخذ سيفًا من خشب، فقد وقعت الفتنة والفرقة وكسرت سيفى واتخذت سيفًا من خشب. وأمر أهله حين ثقل أن يكفنوه ولا يلبسوه قميصًا قال فألبسناه قميصًا فأصبحنا والقميص على المشجب.

وعنها من طريق آخر (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا روح ثنا عبد الله بن عبيد الجيلمى عن عديسة ابنة اهبان بن صيفى.

وعنها من طريق آخر بنحوه (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة عن أبى عمرو القسملى عن ابنة اهبان.

(تخريجه) رواه الترمذى عن على بن حجر حدثنا إسماعيل ابن إبراهيم عن عبد الله بن عبيد عن عديسة بنت أهبان بلفظ قريب وقال "وفى الباب عن محمد بن مسلمة، وهذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن عبيد الله" أخرجه ابن ماجه عن محمد بن بشار ثنا صفوان بن عيسى ثنا عبد الله بن عبيد مؤذن جردان قال حدثتنى عديسة بنت أهبان بمعناه وأوردبن حجر فى الاصابة. عن المعلى بن جابر بن مسلم عن أبيه عن عديسة بنت وهبان بن صيفى أن أباها لما حضرته الوفاة أوصي أن

ص: 138

-[استنفار علي رضي الله عنه أهل البصرة للخروج معه]-

301 -

وعن سهل بن أبى الصلت قال سمعت الحسن يقول إن عليا بعث إلى محمد بن مسلمة فجئ به فقال ما خلفك عن هذا الأمر قال دفع إلى ابن عمك يعنى النبى صلى الله عليه وسلم سيفا فقال قاتل به ما قوتل العدو فإذا رأيت الناس يقتل بعضهم بعضا فاعمد به إلى صخرة فاضربه بها ثم الزم بيتك حتى تأتيك منية قاضية أو يد خاطئه قال خلوا عنه.

302 -

ز وعن قيس بن عباد قال قلت لعلى أرأيت مسيرك هذا عهد عهده إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم أم رأى رأيته قال ما تريد إلى هذا قلت ديننا ديننا قال ما عهد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه شيئاً ولكن رأي رأيته.

يكفن في ثوبين فكفنوه فى ثلاثة فأصبحوا فوجدوا الثالث على السرير وقال "وكذلك رواه الطبرانى من طريق عبد الله بن عبيد عن عديسة بنت أهبان ونقل ابن حبان أن أهبان بن أخت أبى ذر الغفارى هو أهبان بن صيفى ورد ذلك بن منده" وأورده الحافظ بن كثير فى البداية والنهاية نقلا عن نعيم بن حماد فى الفتن عن عبد الصمد بن عبد الوارث عن حماد بن سلمة ثنا أبو عمرو السلمى عن بنت أهبان بمعناه وقال "وقد رواه أحمد عن عفان وأسود بن عامر ومؤمل وثلاثتهم عن حماد بن سلمة ورواه الإمام أحمد أيضاً والترمذى وابن ماجه من حديث عبد الله بن عبيد الديلى عن عديسة بنت أهبان بن صيفى عن أبيها به قال الترمذى حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن عبيد".

وقد جاءت الرواية الأولى عن ابنة لاهيان وهو تصحيف وصحتها أهبان كما ذكرت الروايات السابقة فضلا عن أن الحديث جاء فى المسند فى مسند "أهبان بن صيفى" وترجم ابن حجر له فى الإصابة باسم "أهبان" وقال "ويقال وهبان يكنى أبا مسلم" كما جاء فى الرواية الأولى حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا مؤيد وصحته مؤمل ابن اسماعيل.

301 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا زيد بن الحباب قال أخبرنى سهل بن أبى الصلت

(تخريجه) انفرد به من هذا الطريق الإمام أحد وأورد الهيثمى فى مجمع الزوائد والحافظ فن كثير فى البداية والنهاية بروايات متعددة من غير هذا الطريق عن محمد بن مسلمة بمعناه.

302 -

ز (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى اسماعيل أبو معمر ثنا ابن علية عن يونس عن الحسن عن قيس بن عباد.

(تخريجه) إسناده صحيح.

ص: 139

-[إرساله رضي الله عنه الرسل لاستنفار أهل الكوفى]-

الفصل الثالث فى بعث على عماراً والحسن رضي الله عنهم لاستنفار أهل الكوفة

303 -

عن الحكم قال سمعت أبا وائل قال لما بعث على عماراً والحسن إلى الكوفة ليستنفراهم فحطب عمار فقال إنى لأعلم أنها زوجته (1) فى الدنيا والآخرة ولكن الله عز وجل ابتلاكم لتتبعوه أو إياها.

304 -

وعن قيس بن عباد قال قلت لعمار أرأيت قتالكم رأيًا رأيتموه فإن الرأى يخطئ ويصيب أو عهد عهده إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا لم يعهده إلى الناس كافة وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن فى أمتى اثنى عشر منافقا فقال لا يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها حتى يلج الجمل فى سم الخياط ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة (1) سراج من نار يظهر فى أكتافهم حتى ينجم فى صدورهم.

وعنه من طريق آخر قال قلت لعمار أرأيتم صنيعكم هذا الذى صنعتم فيما كان من أمر على رأيا رأيتموه أم شيئًا عهد إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لم يعهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا

303 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبه عن الحكم.

(1)

يعنى عائشة رضي الله عنها.

(تخريجه) البخارى "حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة .. الخ" بلفظه وأورده الترمذى "حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدى حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبى حصين عن عبد الله بن زياد الأسدى قال سمعت عمار بن ياسر يقول هى زوجته فى الدنيا والآخرة يعنى عائشة رضي الله عنها قال هذا حديث حسن.

304 -

(سنده) حدثنا عبد اله حدثنى أبى ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة وحجاج قال حدثنى شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن أبى نضرة قال حجاج سمعت أبا نضرة عن قيس بن عباد.

(غريبه)(1) الدبيلة مصغر دبل الداهية أطلق على قرحة ردية فى باطن الإنسان وفسر فيه بنار تنجم أى تظهر فى أكتافهم ولعله أراد ورماً حاراً مشتبهاً بالسراج قاله فى مجمع بحار الأنوار.

(تخريجه) أخرجه مسلم "حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار واللفظ لابن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبه عن قتادة عن أبى نضرة عن قيس بن عباد.

وعنه من طريق آخر (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أسود بن عامر ثنا شعبة عن قتادة عن أبى نضرة عن قيس.

ص: 140

-[شجاعة عمار رضي الله عنه وقول النبى صلى الله عليه وسلم تقتل عمار الفءة الباغية]-

لم يعهده إلى الناس كافة ولكن حذيفة (يعنى ابن اليمان رضي الله عنه أخبرنى عن النبى صلى الله عليه وسلم قال (1) فى أصحابى اثنا عشر منافقا منهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل فى سم الخياط.

305 -

وعن عقبه بن المغيرة عن جد أبيه المخارق قال لقين عمارًا رضي الله عنه يوم الجمل وهو يبول فى قرن فقلت أقاتل معك فأكون معك قال قاتل تحت راية قومك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستحب للرجل أن يقاتل تحت راية قومه.

الباب الخامس فى وقعة صفين وقتل عمار بن ياسر رضي الله عنه وفيه فصول (الفصل الأول فى شجاعة عمار رضي الله عنه وقول النبى صلى الله عليه وسلم تقتل عمارًا الفئة الباغية)

306 -

عن عمرو بن مرة قال سمعت عبد الله بن سلمة يقول رأيت عمارًا يوم صفين شيخاً كبيراً آدم طوالا آخذاً الحربة بيده ويده ترعد فقال والذي نفسى بيده لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات وهذه الرابعة، والذى نفسى بيده لو ضربونا حتى يبلغوا بنا شعفات (1) هجر لعرفت أن مصلحينا على الحق وأنهم على الضلالة.

(1) قوله في أصحابي مجازاً إذ الإيمان شرط فى الصحبة ولذا لم يقل من أصحابى قاله فى مجمع بحار الأنوار.

(تخريجه) أخرجه مسلم "حدثنا أبو بكر بن أبى شعبة حدثنا أسود الخ" وزاد بعد سم الخياط "ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة وأربعة "لم أحفظ ما قال شعبة فيهم.

305 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يحيى بن عبد الملك أبى غنية قال حدثنا عقبة بن المغيرة.

(تخريجه) انفرد به من هذا الطريق الإمام أحمد.

306 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنا أبى ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن عمرو بن مرة،

(غريبه)(1) شعفات: شعفة كل شئ أعلاه يريد به رأس جبل -وقد جاءت اللفظة سعفات (بالسين) فى روايات أخرى. والسعفة هى أغصان النخيل وخص هجر لبعد المسافة وكثرة النخيل بها.

(تخريجه) أورده الحاكم فى المستدرك عن طريق وهب بن جرير وأبى الوليد عن شعبه وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأورده. الهيثمى فى مجمع الزوائد وقال "رواه أحمد والطبرانى ورجال أحمد رجال الصحيح غير عبد الله بن سلمة وهو ثقة إلا أن الطبرانى قال لقد فاتلت صاحب هذه الراية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات وهذه الرابعة".

ص: 141

-[شجاعة عمار رضي الله عنه وقول النبى صلى الله عليه وسلم تقتل عمار الفئة الباغية]-

307 -

عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال مازال جدى (يعنى خزيمة بن ثابت رضي الله عنه كافا سلاحه يوم الجمل حتى قتل عمار بصفين فسل سيفه فقاتل حتى قتل قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تقتل عمارًا الفئة الباغية-

308 -

وعن أبى سمية الخدرى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار فجعل عمار يقول أعوذ بالرحمن من الفتن.

309 -

وعن أبى البخترى قال قال عمار يوم صفين ائتونى بشربة لين فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

307 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يونس وخلف بن الوليد قالا ثنا ابو معشر عن محمد بن عمارة.

(تخريجه) قال الهيثمى فى مجمع الزوائد "رواه أحمد والطبرانى وفيه أبو معشر وهو لين" والحديث أخرجه الحاكم فى المستدرك.

وقد أورد السيوطى حديث "تقتل عماراً الفئة الباغية" فى الاحاديث المتواترة عن قرابه ثلاثين صحابيا.

308 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا محبوب بن الحسن عن خالد عن عكرمة أن ابن عباس قال له ولابنه على انطلقا إلى أبى سعيد الخدرى فاسمعا من حديثه قال فانطلقنا فإذا هو فى حائط له فلما رآنا أخذ رداءه فجاءنا فقعد فأنشأ يحدثنا حتى أتى علىذكر بناء المسجد قال كنا نحنل لبنة لبنة وعمار بن ياسر يحمل لبنتين لبنتين قال فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل ينفض التراب عنه ويقول يا عمار ألا تحمل لبنة كما يحمل أصحابك قال انى أريد الأخر من الله قال فجعل ينفض التراب عنه ويقول ويح عمار.

(تخريجه) هذا طرف من حديث ذكر بتمامه فى مناقب عمار بن ياسر فى صفحة 231 من الجزء الثانى والعشرين من الفتح الربانى وقال مؤلفه رحمه الله "أخرجه البخارى فى باب التعاون فى بناء المسجد من كتاب الصلاة وفى باب مسح الغبار عن الرأس فى سبيل الله من كتاب الجهاد".

309 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا وكيع ثنا سفيان عن حبيب بن أبى ثابت عن أبى البخترى.

(تخريجه) قال الهيثمى فى مجمع الزوائد "رواه أحمد والطبرانى وبين أن الذى سقاه هو أبو المخارق وزاد فيه ثم نظر إلى لواء معاويه فقال قتلت صاحب هذه الراية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجاله أحمد رجال الصحيح إلا أنه منقطع".

ص: 142

-[شجاعة عمار رضي الله عنه وقول النبى صلى الله عليه وسلم تقتل عمار الفئة الباغية]-

آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن فأتي بشربة لبن فشر بها ثم تقدم فقتل رضي الله عنه.

310 -

وعن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه قال لما قتل عمار بن ياسر رضي الله عنه دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص فقال قتل عمار وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقتله الفئة الباغية، فقام عمرو بن العاص فزعا يُرجِّع حتى دخل على معاوية فقال له معاوية ما شأنك قال قتل عمار فقال معاوية قد قتل عمار فماذا قال عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تقتله الفئة الباغية، فقال له معاوية دحضت (1) فى بولك، أو نحن قتلناه إنما قتله على وأصحابه جاءوا به حتى ألقوه بين رماحنا أو قتل بين سيوفنا.

311 -

وعن أبى غادية قال قتل عمار بن ياسر رضي الله عنه فأخبروا عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن قاتله وسالبه فى النار فقيل لعمرو فإنك هو ذا تقاتله قال إنما قال قاتله وسالبه.

وأورده المستدرك عن طريق لأبى نعيم ومحمد بن كثير قال ثنا سفيان بن حبيب بن أبى ثابت عن لأبى البخترى أن عمار بن ياسر أتى بشربة من لبن فضحك فقيل له ما يضحكك فقال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال آخر شراب أشربه جين أموت هذا" وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وقد سبق الكلام على أبى البخترى فى الفصل السادس "الحديث رقم 290"

وجاءت روايات أخرى بهذا المعنى عن إبراهيم بن سعد عن ابيه عن جده وعن لؤلؤه مولاة أم الحكم ابنه عمار.

310 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرازق قال ثنا معمر عن طاوس عن أبى بكر بن محمد .. الخ.

(غريبه)(1) أى زلقت فى بولك.

(تخريجه) أورده المستدرك فى الحاكم وقال صحيح على شرطهما ولم يخرجاه بهذه السياقة وأقره الذهبى.

311 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال أنا أبو حفص وكلثوم ابن جرير عن أبى غادية.

(تخريجه) قال الهيثمى رجال أحمد ثقات.

ص: 143

-[إختصام رجلين عند معاوية فى قتل عمار رضي الله عنه]-

312 -

وعن عبد الله بن الحرث قال إنى لأسير مع معاوية فى منصرفه من صفين بينه وبين عمرو بن العاص قال فقال عبد الله بن عمرو بن العاص يا أبت ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية قال فقال عمرو لمعاوية ألا تسمع ما يقول هذا فقال معاوية لا تزال تأتينا بهنة أنحن قتلناه إنما قتله الذين جاءوا به.

الفصل الثانى فى اختصام رجلين عند معاوية فى قتل عمار يقول كل واحد

منهما أنا قتلته

313 -

عن حنظلة بن خويلد العنبرى قال بينما أنا عند معاوية إذ جاءه رجلان يختصمان فى رأس عمار يقول كل واحد منهما أنا قتلته فقال عبد الله بن عمرو بن العاص ليطب به أحدكما نفسًا لصاحبه فأنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تقتله الفئة الباغية قال معاوية فما بالك معنا، قال إن أبى شكانى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أطلع أباك مادام حيا ولا تعصه فأنا معكم ولست أقاتل.

314 ز- حدثنا عبد الله قال حدثنى أبو موسى العنزى محمد بن المثنى قال حدثنا محمد بن أبى عدى عن ابن عوف عهن كلثوم بن جبر قال كنا بواسط القصب (1) عند عبد الأعلى بن عبد الله ابن عامر قال فإذا عنده رجل يقال له أبو الفادية استسقى ماءً فأتى بأناء مفضض فأبى أن يشري وذكر النبى صلى الله عليه وسلم فذكر هذا الحديث لا ترجعوا بعدى كفاراً أو ضلالا شك ابن أبي

312 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن عبد الرحمن بن زياد عن عبد الله بن الحرث

(تخريجه) أورده الحافظ بن كثير فى البداية والنهاية ثم قال "تفرد به أحمد بهذا السياق من هذا الوجه".

313 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى بى ثنا يزيد أنا العوام حدثنى أسود بن مسعود عن حنظلة.

(تخريجه) قال الهيثمى "رواه أحمد ورجاله ثقات".

(غريبه)(1) واسط القصب مدينة تتوسط البصره والكوفى فلما عمر الحجاج مدينته سماها يا مسمه "واسط الحجاج"

ص: 144

-[سبب انحلال جيش علي رضي الله عنه فى موقعة صفين]-

عدي يضرب بعضكم رقاب بعض فإذا رجل يسب فلانا (1) فقلت والله لئن أمكننى الله منك فى كتيبة فلما كان يوم صفين وعليه درع قال ففطنت إلى الفرجة فى جربات الدرع فطعنته فقتلته فإذا هو عمار بن ياسر، قال قلت وأى يد كفتاه يكره أن يشرب فى إناء مفضض وقد قتل عمار بن ياسر.

الفصل الثالث فى سبب انحلال جيش الإمام على رضي الله عنه فى صفين

بعد انتصاره وانشقاق الخوارج عليه وقتله إياهم

315 -

عن حبيب بن أبى ثابت قال أتيت أبا وائل فى مسجد أهله أسأله عن هؤلاء القوم الذين قتلهم على بالنهر وان فيما استجابوا له وفيما فارقوه وفيما استجابوا له وفيما فارقوه وفيما استحل قتالهم، قال كنا بصفين فلما استحر القتل بأهل الشام اعتصموا بتل فقال عمرو بن العاص لمعاوية أرسل إلى علىّ بمصحف وادعه إلى كتاب الله فانه لن يأبى عليك فجاء به رجل فقال بيننا وبينكم كتاب الله {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم لينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون} فقال على نعم أنا أولى بذلك بيننا وبينكم كتاب الله قال فجاءته الخوارج ونحن ندعوهم يومئذ القراء وسيوفهم على عواتقهم فقالوا يا أمير المؤمنين ما ننتظر بهؤلاء القوم الذين على التل ألا نمشى إليهم بسيوفنا حتى يحكم الله بيننا وبينهم، فتكلم سهل بن حنيف فقال يا أيها الناس اتهموا أنفسكم فلقد رأيتنا يوم الحديبية يعنى الصلح الذى كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين ولو نرى قتالاً لقتالنا فجاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ألسنا على الحق وهم على باطل، أليس قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار قال بلى قال ففيم نعطى الدنية فى ديننا ونرجع ولما

(1) أي يقع فى عثمان كما صرحت به الروايات الأخرى.

314 -

(تخريجه) قال الهيثمى "رواه عبد الله ورجاله رجال الصحيح ورواه الطبرانى فى الأوسط بنحوه ورواه فى الكبير أيضاً أتم منه ورجال أحد أسنادى الطبرانى رجال الصحيح".

315 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى قنا يعلى بن عبيد عن عبد العزيز بن سياه عن حبيب ابن أبي ثابت.

ص: 145

-[أصل الخوارج وما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فى ذمهم وقتلهم]-

بحكم الله بيننا وبينهم، فقال يا ابن الخطاب إنى رسول الله ولن يضيعنى أبدًا، قال فرجع وهو متغيظ فلم يصبر حتى أى بكر فقال يا أبا بكر ألسنا على حق وهم على باطل، أليس قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار، قال بلى قال ففيم نعطى الدنية فى ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم فقال يا ابن الخطاب إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولن يضيعه أبدًا، قال فنزلت سورة الفتح قال فأرسلنى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمر فأقرأها إياه قال يا رسول الله وفتح هو قال نعم.

الباب السادس فى وقعة النهر وان وقتال الخوارج بها وما ورد عن النبى

صلى الله عليه وسلم فى ذمهم والأمر بقتلهم وفيه فصول

الفصل الأول فى أصل الخوارج

316 -

عن أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه قال بعث على رضي الله عنه من اليمن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذهبة فى أديم (1) مقروظ لم تحصل (2) من ترابها (وفى رواية بذهبية فى تربتها) فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أربعة بين زيد الخير والأقرع بن حابس وعيينة بن حصن وعلقمة بن علاثة أو عامر (3) بن الطفيل شك عمارة (أحد الرواة) فوجد من ذلك بعض أصحابه والأنصار وغيرهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تأنمنونى وأنا أمين من فى السماء يأتينى خير من السماء صباحاً ومساءً (وفى رواية قال فغضبت قريش والأنصار فقالوا يعطى صناديد أهل نجد ويدعنا قال إنما أتألفهم) ثم أتاه رجل غائر العينين مشرف الوجنتين (4) ناشز (5) الجبهة كث اللحية مشمر

(تخريجه) أورده مطولا وقال "فى الصحيح بعضه رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح"

316 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا محمد بن ثنا عمارة بن القعقاع عن ابن أبى نعم عن أبى سعيد الخدرى -وفى رواية (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرازق أنا سفيان عن أبيه عن ابن أبى نعم عن أبى سعيد الخدرى.

(1)

فى أديم مقروظ أى فى جليد مدبوغ بالقرظ حب معروف يخرج فى غلف كالعدس من شجر العضاه (2) لم تحصل فى ترابها أى لم تميز ولم تصف من تراب معدنها (3) قال العلماء ذكر عامر هنا خطأ لأنه توفى قبل هذا بسنين والصواب أنه علقمة بن علاثة كما قطعت بذلك روايات اخرى (4) مشرف الوجنتين أى غليظهما (5) ناشز الجبهة أي مرتفعها.

ص: 146

-[أصل الخوارج وما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فى ذمهم وقتلهم]-

الإزار محلوق الرأس فقال اتق الله يا رسول الله (وفى رواية فقال يا محمد اتق الله) قال فرفع رأسه إليه وقال ويحك ألست أحق أهل الأرض أن يتقى الله أنا ثم أدبر فقال خالد يا رسول الله ألا أضرب عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلعله يكون يصلى فقال إنه رب مصل يقول بلسانه ما ليس فى قلبه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم ثم نظر إليه النبى صلى الله عليه وسلم وهو مقف (1) فقال ها انه سيخرج من ضئضئ (2) هذا قوم يقرؤن القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية زاد فى رواية يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهلب الأوثان لئن أنا أدركتهم لأقتلهم قتل عاد.

317 -

حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا روح ثنا عثمان الشّحام ثنا مسلم بن أبى بكرة عن أبيه أن نبى الله صلى الله عليه وسلم مر برجل ساجد وهو ينطلق إلى الصلاة فقضى الصلاة ورجع عليه وهو ساجد فقام النبى صلى الله عليه وسلم فقال من يقتل هعذا فقام رجل فحسر عن يديه فاخترط (1) سيفه وهزه ثم قال يا نبى الله بأبى أنت وأمى كيف أقتل رجلاً ساجداً يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ثم قال من يقتل هذا فقام رجل فقال أنا فحسر عن ذراعيه واخترط سيفه وهزه حتى أردعت يده فقال يا نبى الله كيف أقتل رجلاً ساجداً يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله ثم قال يا نبى الله كيف أقتل رجلاً ساجدًا يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله فقال النبى صلى الله عليه وسلم فقال النبى صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده لو قتلتموه لكان أول فتنة لكان أول فتنة وآخرها.

(1) مقف أى مول -قد أعطانا قفاه. (2) ضئضنى أى أصل.

(تخريجه) أورده الحافظ بن كثير فى البداية والنهاية وقال رواه البخارى من حديث عبد الرازق به" وهو فى الصحيحين من حديث عمارة بن القعقاع من سيرته وقال فيه أنه سيخرج من صليه ونسله لأن الخوارج الذين ذكرنا لم يكونوا من سلالته هذا ربك ولا أعلم أحداً منهم من نسله -وإنما أراد من ضئضئ هذا. أى من شكله وعلى صفته فالله أعلم. وهذا الرجل هو ذو الخويصرة التميمى سماه بعضهم حرقوصاً فالله أعلم".

(غريبه) أى سل سيفه من غمده.

317 -

(تخريجه) قال الهيثمى رواه أحمد والطبرانى من غير بيان شاف ورجال أحمد رجال الصحيح.

ص: 147

-[اصل الخوارج وما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فى ذمهم وقتلهم]-

318 -

وعن أبي سعيد الخدرى رضي الله عنه أن أبا بكر جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسو الله إنى مررت بوادى كذا وكذا فإذا رجل متخشع حسن الهيئة يصلى فقال له النبى صلى الله عليه وسلم اذهب إليه فاقتله قال فذهب إليه أبو بكر رضي الله عنه فلما رآه على تلك الحال كره أن يقتله فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقال النبى صلى الله عليه وسلم لعمر اذهب فاقتله فذهب عمر فرآه على تلم الحال التى رآه أبو بكر قال فكره أن يقتله قال فرجع فقال يا رسول الله رأيته يصرى متخشعا فكرهت أن أتقله، قال يا على اذهب فاقتله قال فذهب على فلم يره فرجع على فقال يا رسول الله إنه لم يره قال فقال النبى صلى الله عليه وسلم إن هذا وأصحابه يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقبهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم فى فقوه (1) فاقتلوهم، هم شر البرية.

319 -

حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يعقوب ثنا أبى عن ابن اسحق حدثنى أبو عبيده بن محمد ابن عمار بن ياسر عن مقسم أبى القاسم مولى عبد الله بن الحرث بن نوفل قال خرجت أنا وتليد ابن كلاب الليثى حتى أتينا عبد الله بن عمرو بن العاص وهو يطوف بالبيت معلقا نعليه بيده فقلت له هل حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يكلمه التميمى يوم حنين قال نعم، أقبل رجل من بنى تميم يقال له ذو الخويصرة فوقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعطى الناس قال يا محمد قد رأيت ما ضنعت فى هذا اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل فكيف رأيت قال لم أرك عدلت قال فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال ويحك إن لم يكن العدل عندي فعند من يكون فقال عمر ابن الخطاب يا رسول الله ألا نقتله قال لا دعوه فانه سيكون له شيعة يتعمقون فى الدين حتى يخرجوا منه كما يخرج السهم من الرمية ينظر فى النصل فلا يوجد شئ ثم فى القدح فلا يوجد

318 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا بكر بن عيسى ثنا جامع بن مطر الحبطى ثنا أبو روبة شداد بن عمران القيسى عن أبى سعيد الخدرى.

(غريبه)(1) فوق السهم. موضع الوتر منه.

(تخريجه) قال الهيثمى "رواه أحمد ورجاله ثقات".

ص: 148

-[أصل الخوارج وما ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم فى ذمهم وقتلهم]-

شئ قم فى الفوق فلا يوجد شئ سبق الفرث والم قال أيو عبد الرحمن أبو عبيدة هذا، اسمه، محمد ثقة وأخوه سلمة بن محمد بن عمار لم يرو عنه إلا على بن زيد ولا نعلم خبره ومقسم ليس به بأس ولهذا الحديث طرق فى هذا المعنى وطرق أخرى فى هذا المعنى صحاح والله سبحانه وتعالى أعلم.

320 -

وعن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم نحوه وزاد بعد قوله (سبق الفرث الدم) منهم رجل أسود فى إحدى يديه أآو قال إحدى ثدييه مثل ثدى المراة أو مثل البضعة تدردر (1)، يخرجون على حين فترة من الناس فنزلت فيهم (ومنهم من يلمزك فى الصدقات) الآية، قال أبو سعيد أشهد أنى سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد أن عليًا حين قتله وأنا معه جئ بالرجل على النعت الذى نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

321 -

وعن شريك بن شهاب قال كنت أتمنى أن ألقى رجلاً من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم يحدثنى عن الخوارج فلقيت أبا برزة رضي الله عنه يوم عرفة فى نفر من أصحابه فقلت يا أبا برزة حدثنا بشئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله فى الخوارج فقال أحدثك بما سمعت أذنى ورأت عيناى، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بدنانير فكان يقسمها وعنده رجل أسود مطعون (2) الشعر عليه

(غريبه) أنظر لشرح غريب هذا الحديث ما ذكره المصنف رحمه الله فى ص 160 و 161 من الجزء 18 من هذا الكتاب.

319 -

(تخريجه) قال الهيثمى رواه أحمد والطبرانى باختصار ورجال أحمد ثقات".

320 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرواق ثنا معمر عن الزهرى عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أبى سعيد الخدرى.

(غريبه)(1) تدردر أى ترجرج تجئ وتذهب.

(تخريجه) ورد هذا الحديث بتمامه فى صفحة 160 و 161 من الجزء الثامن عشر من هذا الكتاب وقال مصنفه رحمهالله"متفق عليه وغيرها".

321 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنا الأزرق بن قيس عن شريك الخ.

(غريبه) طم شعره أى جذه واستأصله أو رده ابن الأثير في النهاية.

ص: 149

-[صفة الخوارج وعلامة قائدهم وذمهم والأمر بقتلهم]-

ثوبان أبيضان بين عينيه أثر السجود فتعرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه من قبل وجهه فلم يعطه شيئاً ثم أتاه من خلفه فلم يعطه شيئاً فقال والله يا محمد ما عدلت منذ اليوم فى القسمة فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضباً شديداً ثم قال والله لا تجدون بعدى أحداً أعدل عليكم منى قالها ثلاثاً ثم قال يخرح من قبل المشرق رجال كان هذا منهم هديهم هكذا يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية لا يرجعون إليه وقال حماد (أحد الرواة) لا يرجهون ووضع يده على صدره سيماهم التحليق لا يزالون يخرجون جتى يخرح آخرهم فإذا رأيتموهم فاقتلوهم قالها ثلاثا شر الحلق والخليقة قالها ثلاثاً.

322 -

وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال عنه قال أنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بدنانير فذكر مثل حديث أبى برزة المتقدم.

الفصل الثانى فى صفة الخوارج وعلامة قائدهم وذمهم والأمر بقتلهم

وأن طائفة على رضي الله عنه على الحق

323 ز- عن على رضي الله عنه قال إنى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس عنده أحد إلا عائشة رضي الله عنها فقال يا ابن أبى طالب كيف أنت وقوم كذا وكذا قال قلت الله

(تخريجه) أورده الهيثمي. وزاد فى آخره "وقال حماد لا يرجعون فيه. وفى رواية لا يزالون يخرجون حتى يخرج أخرهم مع الدجال" وقال "رواه أحمد والأزرق بن قيس وثقة ابن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح".

322 -

(سنده) حدثما عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الصمد وعفان قال ثنا حماد بن سلمة قال عفان أنا عطاء بن السائب عن بلال بن بقطر عنأبى بكرة الحديث.

(تخريجه) أورده الهيثمى وقال "رواه أحمد والبزار باختصار والطبرانى وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط".

323 -

ز (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبو خثيمة زهير بن حرب ثنا القاسم بن مالك المزنى عن عاصم بن كليب عن أبيه قال كنت جالساً عند على.

(تخريجه) أورده ابن كثير فى البداية عن اسماعيل أبو معمر ثنا عبد الله ابن أدريس ثنا عاصم ابنكليب عن أبيه بمعناه وقال "ثم رواه عبد الله بن أحمد عن أبى خثيمة زهير بن حرب عن القاسم

ص: 150

-[صفة الخوارج وعلامة قائدهم وذمهم والأمر بقتلهم]-

ورسوله أعلم، قال قوم يخرجون من المشرق يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقبهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية فمنهم رجل مخدع اليد كأن يديه ثدى حبيشة.

324 -

وعن عبيدة عن على رضي الله عنه ذكر الخوارج فقال فيهم مخرج اليد أو مودن اليد أو مُتَدَّن اليد لولا أن تبطروا لحدثتكم بما وعداللهالذين يتقلونهم على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، قلت أنت سمعته من محمد صلى الله عليه وسلم قال اى ورب الكعبة اى ورب الكعبة اى ورب الكعبة.

(وعنه من طريق آخر) أن علياً رضي الله عنه ذكر أهل النهروان فقال فيهم رجل مودن (2) اليد أو مثدون اليد أو مخدج اليد فذكر نحوه.

325 -

وعن عاصم بن شميخ عن أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حلف واجتهد فى اليمين قال لا والذى نفس أبى القاسم بيده ليخرجن قوم من أمتى تحقروت أعمالكم مع أعمالهم يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام كما بمرق السهم من الرمية

ابن مالك عن عاصم بن كليب عن ابيه عن على فذكر نحوه اسناده جيد ورواه الهيثمى ضمن حديث طويل عن طليب بن شهاب وقال "رواه أبو يعلى ورجاله ثقات ورواه البزار بنحوه".

324 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا اسماعيل ثنا أيوب عن محمد عن عبيدة عن على (غريبه)(1) مثدن اليد ويروى مثدون اليد أى صغير اليد مجتمعها والمثدن والمثدون الناقص الخلق.

وعنه من طريق آخر (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى محمدبن أبى بكر المقدمى ثنا حماد بن زيد عن أيوب وهشام عن محمد عن عبيدة أن عليا الخ.

(2)

مودن اليد أى صغيرها وناقصها من أودنته إذا نقفصتة.

(تخريجه) محمد هو ابن سيرين وعبيدة هوالمسلمانى والحديث رواه مسلم من حديث اسماعيل ابن علية وحماد بن زيد كلاهما عن أيوب وعن محمد بن المثنى عن ابن عدى عن ابن عون كلاهما عن محمد بن سيرين عن عبيدة عن على. وارده الحافظ بن كثير فى البداية من عدة طرق وقال "وقد ذكرناه من طرق متعددة تفيد القطع عند كثيرين عن محمد بن سيرين".

325 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى ابى ثنا وكيع ثنا عكرمة بن عمار عن عاصم بن شميخ.

ص: 151

-[صفة الخوارج وعلامة قائدهم وذمهم والأمر بقتلهم]-

قالوا قيل من علامة يعرفون بها قال فيهم رجل ذو يديه (1) او ثدية محلقى رؤسهم، قال أبو سعيد فحدثنى عشرون ألأو بضع وعشرون من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم أن عليًا رضي الله عنه ولى قتلهم قال فرأيت أبا سعيد بعد ما كبر ويداه ترتعش يقول قتلاهم أحل عندى من قتال عدتهم من الترك.

326 -

وعن يزيد الفقير قال قلت لأبى سعيد الخدرى إن منا رجالاهم أقرؤنا للقرآن وأكثرنا صلاة وأوصلنا للرحم وأكثرنا صومًا خرجوا علينا بأسيافهم فقال أبو سعيد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يخرج قوم يقرؤن القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.

327 -

وعن أبى سلمة قال جاء رجل إلى أبى سعيد فقال هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر فى الحرورية شيئًا قال سمعته يذكر قومًا يتعمقون فى الدين يحقر أحدكم صلاته عند صلاتهم وصومه عند صومهم بيمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، أخذ سهمه فنظر فى نصله فلم ير شيئاً ثم نظر فى رصافه فلم ير شيئاً ثن نظر فى رصافه فلم ير شيئاً ثم نظر فى قدحته فلم ير شيئاً ثن نظر فى القُذذ فتمارى هل يرى شيئًا أم لا.

328 -

وعن أبي سعيد الخدرى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفترق أمتى فرقتين فيتمرق بينهما مارقة يقتلها لأولى الطائفتين بالحق.

(غريبه)(1) يدية بالياء بدل الثاء تصغير اليد.

(تخريجه) أورده الحافظ بن كثير فى البدايةوقال "وقد رواه أبو داود عن أحمد بن حنبل به".

326 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا محمد بن عبيد ثنا سويد بن نجيح عن يزيد الفقير.

(تخريجه) اورده الحافظ بن كثير فى البداية وقال "تفرد به احمد ولم يخرجوه فى الكتب الستة ولا واحد منهم. واسناده لا بأس به رجاله كلهم ثقات وسويد بن نجيح هذا مستور".

327 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يزيد ثنا محمد بن عمرو عن أبى سلمة.

(غريبه) جاء شرح غريب هذا الحديث فىلصفحة 160 من الجزء الثامن عشر من هذا الكتاب

(تخريجه) أورده الحافظ بن كثير فى البداية وقال روياه ابن ماجه عنأبى بكر بن أبى شيبه عن يزيد ابن هارون به. ورواه مسلم عن محمد بن ابراهيم عن ابى سلمة وعطاء بن يسار بمعناه.

328 -

حدثنا عبج الله حدثنى أبى ثنا يحيى بن عوف ثنا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري

ص: 152

-[صفة الخوارج وعلامة قائدهم وذمهم والأمر بقتلهم]-

(وعنه من طريق آخر) أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان عيظمتان دعواهما واحدة تمرق بينهما مارقة بقتلها أولاها بالحق.

329 -

وعن أبى نضرة عن أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم ذكر قوما يكونون فى أمته يخرجون فى فرقة من الناس سيماهم التحليق هم شر الخلق أو من شر الخلق يتلقهم أدنى الطائفتين من الحق قال فضرب النبى صلى الله عليه وسلم لهم مثلا أوقال قولا الرجل يرمى الرمية أو قال الغرض فينظر فى النصل فلا يرى بصيرة وينظر فى النضى فلا يرى بصيرة وينظر فى الفوق فلا يرى بصيرة قال قال أبو سعيد وأنتم قتلتموهم يا أهل العراق.

330 -

وعن عبد الله بن أبى أوفى رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الخوارج هم كلاب النار.

331 -

حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا روح ثنا عثمان الشحام ثنا مسلم بن أبى بكرة وسأله هل سمعت فى الخوارج من شئ فقال سمعت والدى أبا بكرة يقول عن نبى الله صلى الله عليه وسلم، ألا انه سيخرج من أمتى أقوام أشداء أحداء ذليقة ألسنتهم بالقرآن لا يجاوز تراقيهم ألا فإذا رأيتمهم فأتيموهم (1) ثم إذا رأيتموهم فأتيموهم فالمأجور قاتلهم.

وعنه من طريق آخر (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرازق ثنا معمر عن على بن زيد عن أبى نضرة قال سمعت أبا سعيد الخدرى أنه سمع الخ.

(تخريجه) أورده مسلم من طرق متعدده عن أبى نضرة عن أبى سعيد الخدرى بمعناه.

329 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا ابن أبى عدى عن سليمان عن أبى نضرة.

(تخريجه) أورده الحافظ بن كثير فى البداية وقال "وقد رواه مسلم عن محمد بن المثنى عن محمد بن أبى عدى عن سليمان وهو ابن طرخان التيمى عن أبى نضرة واسمه المنذر بن مالك بن قطعة عن أبى سعيد الخدرى بنحوه".

330 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أسحق بن يوسف عن الأعمش عن ابن أبى أوفى.

(تخريجه) أخرجه ابن ماجه فى مسنده بلفظ "الخوارج كلاب النار وقال البوصيرى فى زوائد ابن ماجه إن رجال الاسناد ثقات إلا أن فيه انقطاعاً.

(غريبه)(1) فأنيموهم أى اقتلوهم من نامت الشاة ماتت ومنه سمى السيف منينا.

ص: 153

-[زحف الإمام على رضي الله عنه بجيشه لقتال الخوارج]-

332 -

وعن أبي الطفيل رضي الله عنه أن رجلاً ولد له غلام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى النبى صلى الله عليه وسلم فأخذ يبشره (1) وجهه ودعا له بالبركة قال فتبتت شعره فى جبهته كهيئة القوس وشب الغلام فلما كان زمن الخوارج أحبهم فسقطت الشعرة عن جبهته فأخذه أبوه فقيده وحبسه مخافة أن يلحق بهم قال فدخلنا عليه فوعظناه وقلنا له فيما نقول ألم تر أن بركة دعوى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وقعت عن جبهتك فما زلنا به حتى رجع عن رأيهم فرد الله عليه الشعرة بعد فى جبهته وتاب.

الفصل الثالث فى زحف الإمام على رضي الله عنه بجيشه إلى قتال

الخوارج بالنهر وان بعد أن تبين له إفسادهم

333 ز- عن زيد بن وهب قال لما خرجت الخوارج بالنهر وان قال على رضي الله عنه فى أصحابه فقال إن هؤلاء القوم سفكوا الدم الحرام وأغاروا فى سرح (1) الناس وهو أقرب العدو إليكم وإن تسيروا إلى عدوكم أنا أخاف أن يخلفكم هؤلاء فى أعقابكم إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تخرج خارجه من أمتى ليس صلاتكم إلى صلاتهم بشئ ولا صيامكم إلى صيامهم بشئ ولا قراءتكم إلى قراءتهم بشئ يقرأون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم لا يجاوز

331 (تخريجه) أورده الهيثمى عن مسلم بن أبى بكرة بلفظ "إلا فإذا رأيتموهم فأثخنوهم، إذا رأيتموهم فأثخنوهم فالمأجور قاتلهم" وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصباح والطبرانى رواه أيضاً وكذلك البزار بنحوه.

332 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يونس وعفان قالا ثنا حامد بن سلمة عن على بن زيد عن أبى الطفيل.

(غريبه)(1) البشرة ظاهر الجلد وتجمع على أبشار.

(تخريجه) أورده الهيثمى وقال "رواه أحمد وفيه على بن زيد بن جدعان وفيه على بن زيد بن جدعان وفيه ضعف وقد وثق وبقية رجاله الصحيح".

333 -

ز (سنده) حدثنا عبد الله ثنا أحمد بن جميل أبو يوسف أخبرنا يحيى بن عبد الملك بن حميد ابن غنية عن عبد الملك بن أبى سليمان عن سلمة بن كهيل عن زيد بن وهب.

(غيبه)(1) السرح والسارح والسارحة يعنى الماشية وهو اسم جمع، أو هو تسمية بالمصدر.

ص: 154

-[زحف الإمام علي رضي الله عنه بجيشه لقتال الخوارج]-

حناجرهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، وآية ذلك أن فيهم رجلاً له عضد وليس لها ذراع عليها مثل حلمه الندى عليها شعرات بيض لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما لهم على لسان نبيهم لا تكلوا على العمل فسيروا على اسم الله فذكر الحديث بطوله.

334 -

وعن طارق بن زياد قال خرجنا مع على إلى الخوارج فقتلهم ثم قال انظروا فإن نبى الله صلى الله عليه وسلم قال إنه سيخرج قوم يتكلمون بالحق لا يجوز حلقهم يخرجون من الحق كما يخرج السهم من الرمية سيماهم أن منهم رجلاً أسود مخدج اليد فى يبده شعرات سود إن كان هو فقد قتلتم شر الناس وإن لم يكن هو فقد قتلتم خير الناس فبكينا ثم قال اطلبوا فطلبنا فوجدنا المخدج فحررنا سجوداً وخرَّ على معنا ساجداً غير أنه قال يتكلمون بكلمة الحق.

335 ز- عن أبى الوطئ قال كما عامدين إلى الكوفة مع على ابن أبى طالب رضي الله عنه فلما بلغنا مسيرة ليلتين أو ثلاث من رحوراء شذ منا ناس كثير فذكرنا ذلك لعلى رضي الله عنه فقال لا يهولنكم أمرهم فانهم سيرجعون فذكر الحديث بطوله قال فحمد الله على ابن أبى طالب رضي الله عنه وقال إن خليلى أخبرنى أن قائد هؤلاء رجل مخدج اليد على حلمة ثديه شعرات كأنهن ذنب اليربوع فالتمسوه فلم يجدوه فأتيناه فقلنا إنا لم نجده فقال فالتمسوه فوالله ما كذبت ولا كذبت ثلاثاً فقلنا لم نجده فجاء على بنفسه فجعل يقول اقلبوا ذا اقلبوا ذا حتى جاء رجل من الكوفة فقال هو ذا قال على رضي الله عنه الله أكبر لا يأتيكم أحد يخبركم من أبوه فجعل الناس يقولون هذا ملك هذا ملك يقول على رضي الله عنه ابن من هو.

(تخريجه) إسناده صحيح وأورده مسلم عن همام ثنا عبد الملك بن أبى سليمان ثنا سلمة بن كهيل حدثنى زيد بن وهب الجهنى بمعناه.

334 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا الوليد بن القاسم بن الوليد الهمدانى ثنا اسرائيل ثنا ابراهيم يعنى ابن عبد الأعلى عن طارق بن زياد.

(تخريجه) أورده الحافظ بن كثير فى البداية وقال "تفرد به أحمد من هذا الوجه" والحديث اسناده صحيح.

335 -

ز (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى حجاج بن يوسف الشاعر حدثنى عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا يزيد بن أبى صالح أن أبا الوضئ عباداً حدثه أنه قال.

ص: 155

-[زحف الإمام علي رضي الله عنه بجيشه لقتال الخوارج]-

ز (وعنه من طريق آخر) انه قال كنا عامدين إلى الكوفة مع على بن أبى طالب رضي الله عنه فذكر حديث المخدج قال على فوالله ما كذبت ولا كذبت ثلاثاً فقال على اما أ، خليلى ثلاثة أخوة من الجن هذا أكبرهم، والثانى له جمع كثير والثالث فيه ضعف.

336 ز- وعن محمد بن (1) عبيدة لما قتل على أهل النهروان قال التمسوه فوجدوه فى حفرة تحت القتلى فاستخرجوه وأقبل على رضى الله عنه على أصحابه فقال لولا أن تبطروا لأخبرتكم ما وعد الله من يقتل هؤلاء على لسان محمد صلى الله عليه وسلم قلت أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أي ورب الكعبة.

(تخريجه) أورده الحافظ بن كثير فى البداية واسناده صحيح.

ز- وعنه من طريق آخر (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى حجاج بن الشاعر حدثنى عبد الصمد ابن عبد الوارث ثنا يريد بن صالح أن أبا الوضئ:

(تخريجه) أورده الهيثمى وقال "رواه عبد الله بن أحمد ورجاله ثقات" وأورده الحافظ بن كثير فى البداية وقال "وهذا السياق فيه غرابة جداً، وقد يمكن أن يكون ذو الثدية من الجن؛ بل هو من الشياطين إما من شياطين الانس أو شياطين الجن إن صح هذا السياق والله تعالى أعلم. والمقصود أن هذه طرق متواترة عن على إذ قد روى من طريق متعددة عن جماعة متباينة لا يمكن تواطؤهم على الكذب، فأصل القصة محفوظ وإن كان بعض الألفاظ وقع فيها أختلاف بين الرواة، ولكن معناها وأصلها الذى تواطأت الروايات عليه صحيح لا يشك فيه عن على أنه رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أخبر عن صفة الخوارج وذى الثدية الذى هو علامة عليه. وقد روى ذلك من طريق جماعة الصحابة غير على. منهم أنس بن مالك وجابر بن عبد الله ورافع بن عمرو الغفارى وسعد ابن أبى وقاص وأبو سعيد سعد بن مالك بن سنان الأنصارى وسهل بن حنيف وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن مسعود وعلى وأبو ذر وعائشة أم المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين" أهـ.

336 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى محمد بن أبى بكر المقدمى ثنا حماد بن يحيى الأبح ثنا ابن عون عن محمد بن عبيدة.

(1)

محمد بن عبيدة هذا تصحيف وصحته محمد عن عبيدة. ومحمد هو ابن سيرين كما جاءت بذلك الروايات السابقة.

ص: 156

-[زحف الإمام علي رضي الله عنه بجيشه لقتال الخوارج]-

337 -

وعن حماد بن أسامة حدثنى سعيد بن جمهان قال كما نقاتل الخوارج وفينا عبد الله ابن أبى اوفى وقد لحق له غلام بالخوارج وهم من لك الشط ونحن من ذا الشط فناديناه أبا فيروز أبا فيروز ويحك هذا مولاك عبد الله بن أبى أوفى قال نعم الرجل هو لو هاجر قال ما يقول عدو الله قال قلنا يقول نعم الرجل لو هاجر قال فقال أهجره بعد هجرتى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول طوبي لمن قتلهم وقتلوه.

338 -

وعن أبى كثير مولى الأنصار قال كنت مع سيدى مع على بن أبي طالب صلى الله عليه وسلم حيث قتل أهل النهروان فكأن الناس وجدوا فى أنفسهم من قتلهم فقال على رضي الله عنه، يا أيها الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حدثنا بأقوام يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يرجعون فيه أبداً حتى يرجع السهم على فوقه، وإن آية ذلك أن فيهم رجل أسود مُخدَجُ إليه أحد ثدييه (1) كثدى المرأة لها حلمة كحلمة ثدى المرأة حوله سبع هُلبات (2) فالتمسوه فانى أراه فيهم فالتمسوه فوجدوه إلى شفير النهر تحت القتلى فأخرجوه فكبر على رضي الله عنه فقال الله أكبر صدق الله ورسوله وإنه لمتقلد قوسًا له عربية فأخذها بيده فجعل يطعن بها فى مخدجيه (3) ويقول صدق الله ورسوله وكبر الناس جين رأوه واستبشروا وذهب عنهم ما كانوا يجدون.

(تخريجه) إسناده صحيح. وقد تعددت الرايات بمعناه عن محمد بن سيرين عن عبيدة وسبق ذكرها.

337 (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة حدثنى سعيد بن جمهان.

(تخريجه) رجال-هـ ثقات، وقد جاء نص "طوبى لمن قتلوهم وقتلوه" فى عدد من الأحاديث منها ما هو عن أبى سعيد الخدرى وأنس بن مالك وأخرج بعضها أبو داود وابن ماجه.

338 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو سعيد مولى بنى هاشم ثنا اسماعيل بن مسلم العبدى ثنا أبو بكر كثير مولى الأنصار.

(غريبه)(1) يبدو أن هذا تصحيف وصحته إحدى يديه. (2) هلبات أى شعرات وخصلات من الشعر جمع هلبة. (3) تصحيف أيضاً وصحته "مخدجته" كما جاء فى البداية والنهاية.

(تخريجه) أورده الحافظ بن كثير فى البداية تفرد به أحمد" وإسناده صحيح.

ص: 157

-[حديث عبد الله بن شداد وهو الحديث الجامع لقصة الخوارج]-

339 -

حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا سفيان عن العلاء يعنى ابن أبى العباس عن أبى الطفيل عن بكر بن قرواش عن سعد قيل لسفيان عن النبى صلى الله عليه وسلم قال نعم، قال شيطان الردهة يحتدره (1) يعنى رجلاً من بجيلة.

الفصل الرابع فى ذكر حديث عبد الله بن شداد الذى حدث به عائشة رضي الله عنها

وهو الحديث الجامع لقصة الخوارج مفصلة

340 -

عن عبيد الله بن عياض بن عمرو والقارى قال جاء بعد عبد الله بن شداد فدخل على عائشة رضي الله عنها ونحن عندها جلوس مرجعه من العراق ليالى قتل على رضي الله عنه فقالت له يا عبد الله بن شداد هل أنت صادق عما أسألك عنه تحدثنى عن هؤلاء القوم الذين قتلهم على

(غريبه)(1) يحتدره أى يسقطه من عل "وقد ذكرت يحتذره كما سيلى.

339 -

(تخريجه) جاء الحديث فى المسند مختصراً بهذه الصورة وقد أورده الهيثمى كاملا عن سعد ابن مالك يعنى ابن أبى وقاص انه سمع النبى صلى الله عليه وسلم وذكر يعنى ذا الثدية الذى يوجد مع أهل النهروان فقال شيطان الروهه يحتدره رجل من بجيله يقال له الاشهب أو ابن الاشهب علامة فى قوم ظلمه قال سفيان قال عمار الدهنى حين حدث جاء به رجل منا من يجيله، فقال أراه من دهن يقال له الاشهب أو ابن الاشهب. رواه أبو يعلى وأحمد باختصار والبزار ورجاله ثقات" وأورد الحافظ ابن كثير رواية الإمام احمد المختصرة وقال تفرد به أحمد وحكى البخارى عن على بن المدينى قال لم أسمع عن شعبه عن أبى سحاق عن حامد الهمدانى قال سمعت سعد بن أبى وقاص يقول "قتل على شيطان الردهة" قال الحافظ أبو بطر البيهقى يريد والله أعلم قتله أصحاب على بأمره وقال الهيثم بن عدى حدثنا اسرائيل بن يونس عن جده أبى اسحاق السبيعى عن رجل قال "بلغ سعد بن أبى وقاص أن عليا ابن أبى طالب قتل الخوارج فقال قتل على بن أبى طالب شيطان الردهة" وقال المناوى فى فتح القدير "شيطان الردهة بفتح فسكون النقرة فىلجبل يستنقع فيها الماء وقيل قله الرابية يحتذره رجل من بجيله يقال له الاشهب او ابن الاشهب راع للخيل علامة فى قوم ظلمة) قال فى مسند الفردوس يعنى ذا الثدية الذى قتله على كرم الله وجهه يوم النهروان" أهـ

340 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا اسحق بن عيسى الطباع حدثنى يحيى بن سليم عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبيد الله بن عياض بن عمرو القاري.

ص: 158

-[حديث عبد الله بن شداد وهو الحديث الجامع لقصة الخوارج]-

رضي الله عنه قال ومالى لا أصدقك قالت فحدثنى عن قصتهم، قال فان عليًا رضي الله عنه لما كاتب معاوية وحكم الحكمان خرج عليه ثمانية آلاف من قراء الناس فنزلوا بأرض يقال لها حر وراء من جانب الكوفة وأنهم عبوا عليه فقالوا انسلخت من قميص ألبسكه الله تعلى واسم سماك الله تعالى به ثم انطلقت فحكمت فى دين الله فلا حكم إلا الله تعالى فلما أن بلغ عليًا رضي الله عنه ما عتبرا عليه وفارقوه عليه فأمر مؤذنا فأذن ألا يدخل على أمير المؤمنين إلا رجل قد حمل القرآن فلما أن امتلأت الدار من قراء الناس دعا بمصحف إمام عظيم فوضعه بين يديه فجعل يصكه بيده ويقول أيها المصحف حدث الناس، فناداه الناس فقالوا يا أمير المؤمنين ما تسأل عنه إنما هو مداد فى ورق ونحن نتكلم بما روينا منه فماذا تريد، قال أصاحبكم هؤلاء الذين خرجوا، بينى وبينهم كتاب الله، يقول الله تعالى فى كتابه فى امراة ورجل (وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا اصلاحاً يوفق الله بينهما) فأمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم دما وحرمة من امرأة ورجل، ونقموا علىّ أن كاتبت معاوية، كتب على بن أبى طالب وقد جاءنا سهيل بن عمر ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية حين صالح قومه قريشًا فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل لا تكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال كيف نكتب فقال اكتب باسمك اللهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتب محمد رسول الله فقال لو أعلم أنك رسول الله لم أخالفك، فكتب هذا ما صالح محمد بن عبد الله قريشًا يقول الله تعالى فى كتابه (لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر) فبعث إليهم على عبد الله بن عباس رضي الله عنهم فخرجت معه حتى إذا توسطنا عسكرهم قام ابن الكواء يخطب الناس فقال يا حملة القرآن إن هذا عبد الله بن عباس رضي الله عنه فمن لم يكن يعرفه فأنا أعرفه من كتاب الله ما يعرفه به هذا ممن نزل فيه وفى قومه (قو خصمون) فردوه إلى

(تخريجه) أورده الحافظ بن كثير فى البداية وقال "تفرد به أحمد وإسناده صحيح وأختاره الضياء" يعنى فى المختاره وأورده الهيثمى وقال "رواه أبوة يعلى ورواته ثقات".

ص: 159

-[نصب رؤوس الخوارج عند باب مسجد دمشق]-

صاحبه ولا تواضعوه كتاب الله (1)، فقالم خطباؤهم فقالوا والله لنواضعه كتاب الله فإن جاء يحق نعرفه لنتبمه، وإن جاء بباطل لنبكتنه بباطله فواضعوا عبد الله الكتاب ثلاثة أيام فرجع منهم أربعة آلاف كلهم نائب فيهم ابن الكواء حتى أدخلهم على علىّ الكوفة فعبث علىّ رضي الله عنه إلى بقيتهم فقال قد كان من أمرنا وأمر الناس ما قد رأيتم فقفوا حيث شئتم حتى تجتمع أمة محمد صلى الله عليه وسلم بيننا وبينكم ألا تسفكوا دما حرامًا أو تقطعوا سبيلا لو تظموا ذمة، فإنكم إن فعلتم فقد نبذنا إليكم الحرب على سواء، إن الله لا يحب الخائنين، فقالت له عائشة رضي الله عنها يا ابن شداد فقد قتلهم، فقال والله ما بعث إليهم حتى قطعوا السبيل وسفكوا الدم واستحلوا أهل الذمة، فقالت آلله، قلا آلله أالله الذى لا إله إلا هو لقد كان، قالت فما شئ بلغنى عن أهل الذمة يتحدثونه يقولون ذو الثدى وذو الثدى، قال قد رأيته وقمت مع على رضي الله عنه عليه فى القتلى فدعا الناس فقال أتعرفون هذا فما أكثر من جاء يقول قد رأيته فى مسجد نبى فلان يصلى ورأيته فى مسجد نبى فلان يصلى ولم يأتوا فيه بثبت (2) يعرف إلا ذلك، قالت فما قول على رضي الله عنه حين قام عليه كما يزعم أهل العراق، قال سمعته يقول صدق الله ورسوله، قالت هل سمعت منه أنه قال غير ذلك، قال اللهم لا، قالت أجل، صدق الله ورسوله فيذهب أهل العراق يكذبون عليه ويزيدون عليه فى الحديث.

فصل فى نصب رؤوس الخوارج عند باب مسجد دمشق

341 -

عن أبى غالب قال لما أتى برؤوس الأزارقة فنصبت على درج دمشق جاء أبو أمامة (الباهلى رضي الله عنه لما رآهم دمعت عيناه فقال كلاب النار ثلاث مرات هؤلاء شر قتلى قتلوا تحت أديم السماء وخير قتلى قتلوا تحت أديم السماء الذين قتلهم هؤلاء قال فقلت ما شأنك

(غريبه)(1) تواضعوا أصل المواضعة المراهنة، والمواضعة المواقعة فى الأمر على شئ تناظر فيه ويقال هلم أواضعك الرأى أى اطلعك على رأيى وتطلعنى على رأيك (تاج العروس).

(2)

الثبت بفتح التاء والباء الحجة والبينة.

341 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرزاق أنا معمر قال سمعت أبا غالب.

ص: 160

-[نصب رؤوس الخوارج عند باب مسجد دمشق]-

دمعت عيناك قال رحمة لهم إنهم كانوا من أهل الاسلام قال قلنا أبرأيك قلت هؤلاء كلاب النار أو شئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنى لجرئ بل سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة ولا ثنتين ولا ثلاث قال فعد مراراً.

(وعنه أيضاً من طريق آخر) عن أبى امامة أنه رأى رؤسا منصوبة على درج مسجد دمشق فقال أبو أمامة كلاب النار ثلاثاً شر قتلى تحت أديم السماء، خير قتلى من قتلوه ثم قرأ {يوم تبيض وجوه وتسودّ وجوه} الآيتين قلت لأبى أمامة أسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو لم أسمعه إلا مرتين أو ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً أو ستاً أو سبعاً ما حدثتكم.

342 -

وعن صفوان بن سليم قال دخل أبو أمامة الباهلى رضي الله عنه دمشق فرأى رؤوس حروراء قد نصبت فقال كلابُ النار فذكر نحوه وفيه قال فما يبكيك قال أبكى لخروجهم من الإسلام هؤلاء الذين تفرقوا واتخذوا دينهم شيعا.

(وعن سيار) قال جئ يرؤس من قبل العراق فنصبت عند باب المسجد وجاء أبو أمامة فدخل المسجد فركع ركعتين ثم خرج إليهم فنظر إليهم فرفع رأسه فقال شر قتلى تحت ظل السماء ثلاثاً فذكر نحوه.

وعنه أيضاً (سنده) ى حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا وكيع ثنا حماد بن سلمة عن أبى غالب.

(تخريجه) أورده الهيثمى عن أبى غالب بلفظ قريب وأطول من هذا وقال "رواه ابن ماجه والترمذى كلاب النار" وقال السندى فى الزوائد أن رجال الاسناد ثقات إلا أن فيه انقطاعاً ورواه الترميذى فى تفسير آية "يوم تبيض وجوه وتسود وجوه" إلى آخر الآية عن الربيع بن صبيح وحماد بن سلمة عن أبى غالب وقال "هذا حديث حسن وأبو غالب يقال اسمه حزور وأبو أمامة الباهلى صدى بن عجلان وهو سيبد باهلة".

342 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أنس بن عياض قال سمعت صفوان بن سليم.

(تخريجه) رجاله ثقات.

وعن سيار (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو سعيد ثنا عبد الله بن يحيى ثنا سيار.

(تخريجه) رجاله ثقات.

ص: 161

-[قتل الإمام علي رضي الله عنه ومكان الإصابة منه]-

الباب السابع فى قتل الإمام على رضي الله عنه ومكان الإصابة منه وقد أخبره

النبى صلى الله عليه وسلم بذلك قبل حصوله وما فعل بقاتله

343 -

حدثنا عبد الله حدثنى أبي ثنا هاشم بن القاسم ثنا محمد يعنى ابن راشد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن فضالة بن أبى عائداً لعلى بن أبى طالب رضي الله عنه من مرض أصابه ثقل منه قال فقال له أبى ما يقيمك فى منزلك هذا؟ لو أصابك أجلك لم يلك إلا أعراب جهينه، تحمل إلى المدينة فإن أصابك أجلك وليك أصحابك وصلوا عليك فقال على رضي الله عنه، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلى أن لا أموت حتى أؤمر ثم تخضب هذه يعنى لحيته من دم هذه يعنى هامته فقتل وقلت أبو فضالة رضي الله عنه مع على رضي الله عنه يوم صفين.

344 -

وعن عمار (1) بن ياسر رضي الله عنه قال كنت أنا وعلى رفيقين فى غزوة ذات العشيرة فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيام بها رأينا ناسًا من بنى مدلج يعملون فى عين لهم فى نخل فقال لى على يا أبا اليقظان هل لك أن نأتى هؤلاء فننظر كيف يعملون فجئناهم فنظرنا إلى عملهم ساعة ثم غشينا النوم فانطلقت أنا وعلى فاضجعنا فى صور من النخل فى دقعاء من التراب فنمنا فوالله ما أهبَّنا إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركنا برجله وقد تتربنا من تلك الدقعاء فيومئذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلى يا أبا تراب لما يرى عليه من التراب، قال ألا أحدثكما بأشقي الناس رجلين قال قلنا بلى

343 - (تخريجه) أورده الهيثمى وقال "رواه البزار وأحمد بنحوه ورجاله موثوقون" وأورده الحافظ بن كثير فى البداية وقال "تفرد به أحمد أيضاً وقد رواه البيهقى فى الدلائل عن الحاكم عن الأصم عن الحسن بن مكرم عن أبى النضر هاشم بن القاسم به"

344 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا على بن بحر ثنا عيسى بن يونس ثنا محمد بن اسحق حدثنى يزيد بن محمد بن خثيم المحاربى عن محمد بن كعب القرظى عن محمد بن خثيم أبى يزيد عن عمار.

(غريبه) ورد شرح هذا الحديث عند ذكره فى غزوة العشيرة صفحة 24 من الجزء 21 من هذا الكتاب

ص: 162

-[فصل في عدم استخلافه أحداً بعده]-

يا رسول الله، قال احيمر ثمود الذى عقر الناقة، والذي يضربك يا على على هذه يعنى قرنه حتى تبل منه هذه يعنى لحيته.

345 ز- وعن زيد بن وهب قال قدم على رضي الله عنه على قوم من أهل البصرة من الخوارج فيهم رجل يقال له الجعد بن بعجة فقال له اتق الله يا على فانك ميت فقال على رضي الله عنه بل مقتول، ضربة على هذا تخضب هذه يعنى لحيته من رأسه عهد معهود وقضاء مقضى وقد خاب من افترى، وعاتبه فى لباسه فقال ما لكم وللباس؛ هو أبعد من الكبر وأجدر أن يقتدى بى المسلم.

346 -

وعن أبى تحيى قال لما ضرب ابن ملجم عليًا الضربة قال لى افعلوا به كما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفعل برجل أراد قتله فقال اقتلواه ثم حرقوه.

فصل فى عدم استخلافه أحدًا بعده

347 -

عن عبد الله بن سبع قال سمعت عليًا رضي الله عنه يقول لتخضبن هذه من هذا فما ينتظر بى الأشقى؛ قالوا يا أمير المؤمنين فأخبرنا به نبير عترته قال إذًا تالله تقتلون بى غير قاتلى؛ قالوا باستخلف علينا قال لا ولكن أترككم إلى ما ترككم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قالوا فما تقول

(تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبرانى والبزار ورجال الجميع موثوقون إلا أن التابعى لم يسمع من عمار.

345 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى على بن حكيم الأودى أنبأنا شريك عن عثمان بن أبى زرعة عن زيد بن وهب.

(تخريجه) اورده الحافظ بن كثير فى البداية عن أبى داود الطيالسى بلفظ مختصر.

346 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو أحمد ثنا شريك عن عمران بن ظبيان عن أبى تحي.

(تخريجه) أوده الهيثمى وقال "رواه أحمد وفيه عمران بن ظبيان وثقه ابن حبان وغيره وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات".

347 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا وكيع ثنا الأعمش عن سالم بن أبى الجعد عن عبد الله بن سبع.

ص: 163

-[خطبة الحسن بن علي بعد وفاة واله وخلافته رضي الله عنه]-

لربك إذا أتيته وقال وكيع مرة إذا لقيته قال أقول اللهم تركتنى فيهم ما بدالك ثم قبضتنى إليك وأنت فيهم فإن شئت أصلحتهم وإن شئت أفسدتهم.

خطبة الحسن بن على رضي الله عنهما بعد وفاه والده

348 -

عن أبى اسحق عن هبيرة خطبنا الحسن بن على رضي الله عنه فقال لقد فارفكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم ولا يدركه الآخرون؛ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثه بالراية جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله لا ينصرف حتى يفتح له.

(ومن طريق آخر بنحوه) وزاد وما ترك من صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم من عطائه كان يرصدها لخادم لأهله.

أبواب خلافة الإمام الحسن بن الإمام على وابن السيدة فاطمة الزهراء

بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضى الله عنها وأرضاها

الباب الأول فى خلافته

349 -

عن زهير بن الأقمر قال بينما الجسن بن على رضي الله عنهما يخطب بعد ما قتل على رضي الله عنه إذ قام رجل من الأزد آدم طوال فقال لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعه في حبوته (يعني

(تخريجه) أورده البيهقي وقال "رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن سبيع وهو ثقة ورواه البزار باسناد حسن" وقد يطلق على عبد الله بن سبع (بضم الباء) عبد الله بن سبيع بالتصغير

348 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا وكيع عن شريك عن أبى اسحق عن هبيرة.

(تخريجه) صحيح.

ومن طريق آخر (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا وكيع عن إسرائيل عن أبى اسحق عن عمرو ابن حبشى قال خطبنا الحسن

الخ.

(تخريجه) صحيح، وأورد الهيثمى الحديث عن أبى الطفيل باطول من هذا وعزاها للطبرانى فى الوسط والكبير باختصار وأبو يعلى باختصار والبزار بنحوه وقال:"ورواه أحمد باختصار كثير واسناد أحمد وبعض طرق البوار والطبرانى فى الكبير حسان".

349 -

سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن زهير بن الأقمر.

ص: 164

-[خلافة الإمام الحسن بن علي رضي الله عنه]-

الحسن) يقول من أحبّنى فليحبه فليبلغ الشاهد الغائب ولولا عزمه (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حدثتكم.

350 -

حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا هاشم المبارك ثنا الحسن ثنا أبو بكرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى بالناس وكان الحسن بن على رضي الله عنه يثب على ظهره إذا سجد ففعل ذلك غير مرة.

(وفى رواية فيرفع (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم رفعاً رقيقاً لئلا يصرعه) فقالوا له والله إنك لتفعل بهذا شيئاً ما رأيناك تفعله بأحد قال المبارك فذكر شيئاً (وفى رواية قال إنه ريحانتى من الدنيا) ثم قال إن ابنى هذا سيد وسيصلح الله تبارك وتعالى به بين فئتين من المسلمين فقال الحسن فوالله والله بعدان وليى لم يهرق فى خلافته ملء محجحة من دم.

351 -

حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا سفيان عن أبى موسى ويقال أبى موسى ويقال له اسرائيل قال سمعت الحسن قال سمعت أبا بكرة وقال سفيان مرة عن أبى بكرة رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم علىلمنبر وحسن عليه السلام معه وهو يقبل على الناس مرة وعليه مرة ويقول إن ابنى هذا سيد ولعل الهل تبارك وتعالى أن يصلح به بين فئتين من المسلمين.

(غريبه) عزمة رسول الله صلى الله عليه وسلم أى قوله فليبلغ الشاهد الغائب.

(تخريجه) أخرجه الحاكم وأورده الهيثمى وقال "رواه أحمد وفيه من لم أعرفه".

(غريبه)(1) رفع الشئ إذا أزيل عن موضعه.

350 -

(تخريجه) أورده الهيثمى وقال "رواه أحمد والبزار والطبرانى ورجال أحمد رجال الصحيح غير مبارك بن فضالة وقد وثق" وأورده الحافظ بن كثير فى البداية دون جملة "أنه ريحانتى من الدنيا" وأورده الترمذى عن الحسن عن أبى بكرة بلفظ أن ابنى هذا سيد يصلح الله على يديه فئتين عظيمتين "وقال هذا حديث حسن صحيح يعنى الحسن بن على".

351 -

(تخريجه) أورده الحافظ بن كثير فى البداية وقال "قال البخارى" قال لى على بن المدينى إنما ثبت عندنا سماع الحسن بن أبى بكرة بهذا الحديث قلت وقد روى هذا الحديث البخارى فى كتاب الفتن عن على بن عبد الله -وهو ابن المدينى- وفى فضائل الحسن عن صدقة بن الفضيل ثلاثتهم عن سفيان. ورواه أحمد عن سفيان -وهو ابن عينيية- عن اسرائيل بن موسى البصرى به، وأخرجه

ص: 165

-[محبة النبي صلى الله عليه وسلم إياه وحبه من أحبه]-

(ومن طريق آخر) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا مؤمل ثنا حماد بن زيد ثنا على بن زيد عن الحسن عن أبى بركة صلى الله عليه وسلم قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم يخطب إذ جاء الحسن ابن على فصعد إليه المنبر فضمه النبى صلى الله عليه وسلم إليه ومسح على رأسه وقال ابنى هذا سيد ولعل الله أن يصلح على يديه بين فئتين عظيمتين من المسلمين.

البال الثانى فى مناقبه غر ما تقدم فى مناقب آل البيت

وفيه فصول (الفصل الأول فى محبة النبى صلى الله عليه وسلم إياه وحبه من أحبه)

352 -

عن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال لحسن اللهم انى أحبه فأحبه وأحب من يحبه.

353 -

وعنه أيضاً قال كنت مع النبى صلى الله عليه وسلم فى سوق من أسواق المدينة فانصرف وانصرفت معه فجاء إلى فناء فاطمة رضي الله عنها فنادى الحسن فقال أي لكع أى لكع قاله ثلاث مرات فلم يجبه أحد قال فانصرف وانصرفت معه قال فجاء إلى فناء عائشة رضي الله عنها فقعد قال فجاء

أحمد وأبو داود والنسائى من حديث حماد بن زيد عن على بن زيد عن الحسن البصرى به. ورواه أبو داود أيضاً والترمذى من طريق اشعث هن الحسن به وقال الترمذى حسن صحيح، وقد رواه النسائى من طريق عوف الأعرابى وغيره عن الحسن البصرى مرسلا وقال الحافظ بن عساكر رواه جماعة عن الحسن منهم أبو موسى اسرائيل ويونس بن عبيد ومنصور بن زادان وعلى بن زيد وهشام ابن حسان واشعث بن سوار والمبارك بن فضالة وعمرو بن عبيد القدرى ثم شرع ابن عساكر فى تطريق هذه الروايات كلها فأفاد وأجاد".

352 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا سفيان حدثنى عبيد الله بن أبى يزيد عن نافع ابن جبير عن أبى هريرة.

(تخريجه) رواه ابن ماجه من هذا الطريق بإضافة "قال وضمه إلى صدره" وأورده الحاكم فى المستدرك عن طريق محمد بن سيرين عن أبى هريره مطولا بلفظ "اللهم إنى أحبه فأحبه" وقال هذا حديث صحيح الأسناد ولم يخرجاه واقره الذهبى.

353 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو النصر ثنا ورقاء عن عبيد الله بن أبى يزيد عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبي هريرة.

ص: 166

-[محبة النبي صلى الله عليه وسلم إياه وحبه من أحبه]-

الحسن بن علي قال أبو هريرة ظننت أن أمه حبسته لتجعل فى عنقه السِّخاب فلما جاء التزمه رسول الله صلى الله عليه وسلم والتزم هو ورسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم قال اللهم انى أحبه فأحبه وأحب من يحبه ثلاث مرات.

(وعنه من طريق آخر) قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سوق بنى قينقاع متكئاً على يدى فطاف فيها ثم رجع فاحتبى فى المسجد وقال أين لكاع ادعو لى لكاعا فجاء الجسن عليه السلام فاشتد حتى وثب فى حبوته فأدخل فمه فى فمه ثم قال اللهم إنى أحبه فأحبه وأحب من يحبه ثلاثاً قال أبو هريرة ما رأيت الحسن إلا فاضت عينى أو دمعت عينى أو بكت شك الخياط (الراوى).

354 -

وعن معاوية بن أبى سفيان قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمص لسانه أو قال شفته يعنى الحسن بن على وأنه لن يعذب لسان أو شفتان مصهما رسول الله صلى الله عليه وسلم.

355 -

وعن عمير بن اسحق قال كنت مع الحسن بن على رضي الله عنهما فلقينا أبو هريرة

(غريبه)(1) السخاب هو خيط ينظم خيط فيه خرز ويلبسه الصبيان والجوارى وقيل قلادة تتخذ من قرنفل ومحلب ومسك ونحوه.

(تخريجه) أورده مسلم بلفظ قريب وأورد البخارى متن الحديث "اللهم إنى أحبه فأحبه" عن البراء.

وعنه من طريق آخر (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا حماد الخياط ثنا هشام بن سعد عن نعيم بن عبد الله المجمر عن أبى هريرة.

(تخريجه) أورد الحاكم فى المستدرك هذه الرواية بلفظ قريب عن حسين، وليس الحسن وقال هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبى. وأورد الحافظ بن كثير الروايتين. وقال عن الثانية: وهذا على شرط مسلم ولم يخرجوه وأورد روايات أخرى عديدة عن أبى هريرة وعن عائشة.

354 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا هاشم بن القاسم ثنا جرير عن عبد الرحمن بن عوف الجرشى عن معاوية.

(تخريجه) أورده الهيثمى وقال "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن أبى عوف وهو ثقة" وأورده الحافظ بن كثير فى البداية وقال تفرد به أحمد.

355 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا محمد بن أبى عدى عن ابن عوف عن عمير ابن اسحق.

(تخريجه) أورده الهيثمى بلفظ قريب وقال "رواه أحمد والطبرانى إلا أنه قال فكشف عن بطنه ووضع يده على سرته" ثم قال "وردالهما رجال الصحيح غير عمير بن اسحق وهو ثقة" ورواه

ص: 167

-[فصل في أن الحسن بن على رضي الله عنهما كان يسبه النبى صلى الله عليه وسلم]-

رضي الله عنه فقال أرنى أقبل منك حيث رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل فقال بقميصه (1) قال فقبل سرته.

فصل فى أن الحسن بن على رضي الله عنهما كان يشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم

356 -

عن عاصم بن كليب قال حدثنى أبى أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رآنى فى المنام فقد رآنى فإن الشيطان لا يتمثل بى قال عاصم قال أبى فحدثنيه ابن عباس فأخبرته أنى قد رأيته قال رأيته قلت أى والله لقد رأيته قال فذكرت الحسن بن على قال إلى والله قد ذكرته ونعته فى مشيته قال فقال ابن عباس إنه كان يشبهه.

357 -

وعن عقبة بن الحرث قال خرجت مع أبى بكر الصديق رضي الله عنه من صلاة العصر بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم بليال وعلى عليه السلام يمشى إلى جنبه فمر بحسن بن على يلعب مع غلمان فاحتمله على رقبته وهو يقول:

بأبى شبه النبى

ليس شبيهاً بعلى

قال وعلى يضحك

358 -

وعن أبى جحيفة رضي الله عنه أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أشبه به الحسن بن علي.

في المستدرك من طريق أزهر بن سعد السمان حدثنا ابن عون عن محمد عن أبى هريرة وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأقره الذهبى.

(1)

فى إحدى النسخ بالقميصة ولعلها الأصح.

356 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عفان ثنا عبد الواحد ثنا عاصم بن كليب.

(تخريجه) أورده الهيثمى مختصراً وقال "رواه الطبرانى ورجاله ثقات إلا أن كليبا لا أعرف له سماعاً من الصحابة".

357 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا محمد بن عبد الله بن الزبير ثنا عمر بن سعيد عن ابن أبى مليكة أخبرنى عقبة بن الحرث.

(تخريجه) أورده الحاكم مختصراً وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين وأقره الذهبى".

358 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يزيد أنا اسماعيل يعنى ابن أبي خالد حدثني

ص: 168

-[إشتراك الحسن والحسين رضي الله عنهما من المناقب]-

359 -

وعن ابن أبي مليكة قال كانت فاطمة (بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضى عنها) تنقز (1) الحسن بن على وتقول:

بأبى شبه النبى

ليس شبيهاً بعلى

360 -

وعن على رضي الله عنه قال الحسن أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين الصدر إلى الرأس والحسين أشبه الناس بالنبى صلى الله عليه وسلم ما كان أسفل من ذلك.

البال الثالث فيما اشترك فيه الحسن والحسين رضي الله عنهما من المناقب

361 -

عن أبى هريرة رضي الله عنه قالخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه حسن وحسين هذا

أبو جحيفة اورده الحاكم بلفظ قريب وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأقره الذهبى. وقال الحافظ بن كثير فى البداية وروى عن سفيان الثورى وغير واحد قالوا ثنا وكيع ثنا اسماعيل بن أبى خالد سمعت أبا جحيفة يقول "رأيت النبى صلى الله عليه وسلم وكان الحسن بن على يشبهه" ورواه البخارى ومسلم من حديث اسماعيل بن أبى خالد وقال وكيع لم يسمع اسماعيل من أبى جحيفة إلا هذا الحديث".

(تخريجه) أبو جحيفة هو وهب بن عبد الله ويقال وخب بن وهب بن وخب وهو وهب الخير السوائى قال ابن الأثير فى أسد الغابة "كان من صغار الصحابة. ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفى وأبو جحيفة لم يبلغ الحلم، ولكنه سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عنه وجعله على بن أبى طالب ببيت المال بالكوفه وشهد معه مشاهده كلها وكان يحبه ويثق إليه ويسميه وهب الخير، ووهب الله أيضاً.

359 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو داود الطيالسى ثنا زمعة عن ابن أبى مليكة.

(غريبه)(1) تنقز أى تثب وقد نقز وأنقز إذا وثب كما جاء فى النهاية وهى هنا بضيغة المعدى.

(تخريجه) قال الهيثمى "رواه أحمد وهو مرسل وفيه زمعة بن صالح وهو لين"

360 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى لأبى حدثنا حجاج حدثنى اسرائيل عن أبى اسحق عن هانئ عن على.

(تخريجه) أورده الهيثمى بلفظ "اشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين رأسه إلى نحره الحسن، وقال رواه الطبرانى واسناده جيد، وقال الحافظ بن كثير "رواه الترمذى من حديث اسرائيل وقال حسن عريب

ص: 169

-[إشتراك الحسن والحسين رضي الله عنهما من المناقب]-

على عاتقه وهذا على عاتقه وهو يلثم هذا مرة ويلثم هذا مرة حتى انتهى إلينا فقال له رجل يا رسول الله إنك تحبهما فقال من أحبهما فقد أحبنى ومن أبغضهما فقد أبغضنى.

362 -

وعنه أيضاً قال كنا نصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فإذا رفع رأسه أخذهما بيده من خلفه أخذاً رفيقاً ويضعهما على الأرض فإا عاد عادا حتى قضى صلاته أقعدهما على فخذيه قال فقمت إليه فقلت يا رسول الله أردهما فبرقت برقة فقال الحقا بأمكما قال فمكث ضوؤها حتى دخلا (زاد فى رواية) حتى دخلا على أمهما.

363 -

وعن أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

364 -

وعن يعلى العامرى انه جاء حسن وحسين رضي الله عنهما يستبقيان إلى رسول الله

361 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبا ثنا بن نمير قال أنا حجاج يعنى ابن دينار عن جعفر ابن اياس عن عبد الرحمن بن مسعود عن أبى هريرة.

(تخريجه) أورده الحاكم فى المستدرك وقال هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبى وقال الحافظ بن كثير تفرد به أحمد.

362 -

وعنه أيضاً (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا اسود بن عامر ثنا كامل وأبو المنذر ثنا كامل أبو كامل قال أيود قال أنا المعنى عن أبى صالح عن أبى هريرة.

زاد فى رواية (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو أحمد باسناده عن أبى صالح ثنا أبو هريرة قال.

(تخريجه) أورده الهيثمى وقال "رواه أحمد والبزار باختصار وقال فى ليله مظلمة ورجال أحمد ثقات".

363 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا محمد بن عبد الزبيرى ثنا يزيد بن مردانية قال حدثنابن أبى نعم عن أبى سعيد الخدرى.

(تخريجه) رواه الترمذى وقال "هذا حديث حسن صحيح" ورواه ابن ماجه فى المقدمة عن ابن عمر بزيادة "وأبوهما خير منهما".

وابن أبى نعم هو عبد الرحمن بن أبى نعم البجلى الكوفى ويكنى أبا الحكم.

364 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عفان ثنا وهيب ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن أبى راشد عن يعلى العامري

ص: 170

-[وفاة الإمام الحسن بن على وخلافة معاوين بن سفيان]-

صلى الله عليه وسلم فضمهما إليه وقال إن الولد مبخلة مجبنة وإن آخر وطأة وطئها الرحمن عز ودجل بوج (1).

البال الرابع فى وفاة الإمام الحسن بن على رضي الله عنهما وبموته انتهت مدة الخلفاء الراشدين كما أخبر بذلك الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم

365 -

عن خالد بن معدان قال وفد المقدام بن معد يكرب وعمرو بن الأسود إلى معاوية فقال معاوية للمقدام أعلمت أن الحسن بن على توفى فردّع (2) المقدام، فقال له معاوية أتراها مصيبة؟ فقال ولم لا أراها مصيبة وقد وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حجره وقال هذا منى وحسين من على (رضى الله تعالى عنهما).

أبواب خلافة معاوية بن أبى سفيان

الباب الأول فى خلافته

366 -

عن أبى أمية بن يحيى بن سعيد قال سمعت جدي يحدث أن معاوية أخذ الادواة بعد أبى هريرة يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم بها واشتكى أبو هريرة فبينا هو يوضئ رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع

(غريبه)(1) وج موضع بناحية الطائف ومنه الحديث آخر وطأة الخ أى آخر أخذه ووقعة أوقعها بالكفار كانت بوج ونقل عن الحافظ عبد العظيم المنذرى فى معنى الحديث أى آخر غزوة وطأ الهل بها أهل الشرك غزوة الطائف بأثر فتح مكة" تاجالعروي ج 2 ص 110.

(تخريجه) رواه ابن ماجه فى كتاب الأدب بدون "إن آخر وطأة وطئها الرحمن عز وجل بوج" وقال فى الزوائد اسناده صحيح ورجاله ثقات.

365 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا حيوة بن شريح ثنا بقية ثنا بحير بن سعد عن خالد بن معدان.

(غريبه) فرجع أى قال انا لله وإنا إليه راجعون.

(تخريجه) أورده أبو داوود مطولا فى كتاب اللباس (باب 42) وأخرجه النسائى مختصراً وفى اسناده بقية بن الوليد وقد صرح فى رواية المسند بالتحديث وأورده الحافظ بن كثير مختصراً وقال فيه نكارة لفظاً ومعنى.

366 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى قال ثنا روح قال ثنا أبو أمية عمرو بن يحيى بن سعيد قال سمعت جدي يحدث.

ص: 171

-[مناقب معاوية بن سفيان]-

رأسه إليه مرة أو مرتين فقال يا معاوية إن وليت أمرًا فاتق الله عز وجل واعدل قال فما زلت أظن أني مبتلي بعمل لقول النبي صلى الله عليه وسلم حتى ابتليت.

الباب الثاني في مناقبة

367 -

عن العرباض بن سارية السلمي قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه سولم) وهو يدعونا إلى السحور في شهر رمضان هلموا إلى الغداء المبارك ثم سمتعته يقول اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب

368 -

وعن عبد الرحمن بن أبي عميرة الأزدى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر معاوية وقال اللهم أجعله هاديًا مهديًا واهد به.

(تخريجه) قال الهيثمي في مجمع الزوائد رواه أحمد وهو مرسل ورجاله رجال الصحيح ورواه أبو يعلي عن سعيد عن معاوية فوصله ورجاله رجال الصحيح ورواه الطبراني باختصار عبد الملك بن عمير عن معاوية وفيه إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر- وفيه ضعف عن عبدا لملك بن عمير وقال البيهقي وله شواهد من وجوه أخرى منها حديث عمرو بن يحيي بن سعيد بن العاص، أي هذا الحديث.

367 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية يعني ابن صالح عن يونس بن سيف عن لحرث بن زياد عن أبى رهم عن العرباض بن سارية.

(تخريجه) أورده الهيثمي وقال "رواه البزار وأحمد في حديث طويل، والطبراني وفيه الحرث ابن زياد ولم أجد من وثقه، ولم يرو عنه غير يونس بن سيف وبقية رجاله ثقات وفي بعضهم خلاف، وقال الحافظ بن كثير "تفرد به أحمد" وأورد روايات أخرى عديدة بهذا المعني وقال، وقد أرسله غير واحد من التابعين".

368 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا على بن بحر ثنا الوليد بن مسلم ثنا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن عبد الرحمن بن أبي عميرة.

(تخريجه) أورده الحافظ بن كثير وقال، وهكذا رواه الترمذي عن محمد بن يحيي عن أبي مسهر عن سعيد بن عبد العزيز به وقال حسن غريب، وروي شواهد أخرى له وقال، وقد اعتني ابن عساكر بهذا الحديث وأصب فيه وأطيب وأطرب وأفاد وأجاد وأحسن الانتقاد الخ

".

ص: 172

-[شيء من أخباره وخطبة وحجه]-

الباب الثالث في شيء من أخباره وخطبه وحجه

369 -

عن سعيد بن المسيب أن معاوية دخل على عائشة فقالت له أما خفت أن أقعد لك رجلاً فيقتلك فقال ما كنت لتفعليه وأنا في بيت أمان وقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الإيمان قيد الفتك، كيف أنا بالذي بيني وبينك وفي حوائجك قالت صالح، قال فدعينا وإياهم حتى نلقي ربنا عز وجل.

370 -

وعن أبى عبد ربه قال سمعت معاوية يقول على هذا المنبر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن ما بقى من الدنيا بلاء وفتنة وإنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله وإذا خبثت أعلاه خبث أسفله.

371 -

وعن أبى عامر عبد الله بن لحي قال حجبنا مع معاوية بن أبي سفيان فلما قدمنا مكة قام حين صلى صلاة الظهر فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أهل الكتاب افترقوا في دينهم

369 - (سنده) حدثنا عبد الله أبى ثنا عفان ثنا حماد بن سلمه قال أنا على بن زيد عن سعيد بن المسيب.

(تخريجه) أورد السيوطي من الحديث في الجامع الصغير عن معاوية وقال المناوي وسبب أنه دخل على عائشة فقالت أقتلت حجرًا وأصحابه يا معاوية ما أمنك أن يقعد لك رجلاً يفتك بك فقال معاوية إني في بيت أمان وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إلى آخر الحديث، وقال وسنده جيد ليس فيه إلا أسباط به الهمذاني وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي وقد خرج لهما مسلم- وأورده الحافظ بن كثير في البداية بلفظ قريب.

370 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا على أبن أسحق أن عبد الله بن المبارك قال أنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال حدثني أبو عبد ربه.

(تخريجه) رواه ابن ماجه عن غياث بن جعفر الرحبي، أنبأنا الوليد بن مسلم سمعت أبن جابر يقول قال سمعت ابا عبد ربه يقول سمعت معاوية يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول "لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة وقال في الزوائد إسناده صحيح- ورجاله ثقات، ورواء ابن ماجة أيضًا عن عثمان بن إسماعيل من عمران الدمشقي الوليد بن مسلم ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني أبو عبد رب بلفظ قريب وقال في الزوائد في إسناده عثمان بن إسماعيل، لم أر من تكلم فيه، وباقي رجال الإسناد موثقون".

371 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا أبو المغيرة قال ثنا صفوان قال حدثني أزهر ابن عبد الله الهوزني قال أبو المغيرة في موضع آخر الحرزاي عن أبي عامر.

ص: 173

-[غزوة القسطنطينية وخلافة يزيد بن معاوية وخلع بعض الناس هذه البيعة]-

على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة يعني الأهواء كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة وأنه سيخرع في أمتي أقوام تجاري (1) بهم تلك الأهواء كما يتجاري الكلب بصاحب لا يبقي منه عرق ولا مفصل إلا دخله، والله يا معشر العرب لئن لم تقوموا بما جاء به نبيكم صلى الله عليه وسلم لغيركم من الناس أحرى أن لا يقوم به.

فصل ومما حصل في خلافته غزو القسطنطينية

372 -

عن عبد الله بن بشر الخثعمي عن أبيه (بشر بن سحيم رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لتفتحن القسطنيطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش قال فدعاني مسلمة بن عبد الملك فسألني فحدثه فغزا القسطنطينية.

أبواب خلافة يزيد بن معاوية وما حدث في مدته

الباب الأول في البيعة ليزيد وخلع بعض الناس هذه البيعة

وما قاله ابن عمر رضي الله عنهما

373 -

حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا إسماعيل حدثني صخر بن جويرية عن نافع قال لما خلع الناس يزيد بن معاوية جمع ابن عمر بنيه وأهله ثم تشهد ثم قال أما بعد فأنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان وإن من أعظم الغدر أن لا يكون الإشراك بالله تعالى أنّ يبايع رجل رجلاً.

(غريبه)(1) بحذف إحدى التأمين أي تدخل وتسري.

(تخريجه) رواه أبو داود عن هذا الطريق حتى كلمة الجماعة، وقال "زاد ابن يحيي وعمرو في حديثهما "وأنه سيخرج من أمتي أقوام تجاري بهم تلك الأهواء كما يتجاري الكلب بصاحب" قال عمرو "الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله".

372 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة وسمعته أنا من عبد الله ابن محمد بن أبي شيبة قال ثنا زيد بن الحباب قال حدثني الوليد بن المغيرة المعافري قال حدثني عبد الله بن بشر.

(تخريجه) أورده الحاكم في المستدرك وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي

ص: 174

-[الأخبار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في مقتل الحسين]-

على بيع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ثم ينكث بيعته، فلا يخلعن أحد منكم يزيد ولا يشرفن (1) أحد منكم في هذا الأمر فيكون صلى الله عليه وسلم بيني وبينه.

الباب الثاني من أسوأ الحوادث في مدتها وأفظعها قتل الإمام أبى عبد الله الحسين بن الإمام على رضي الله عنهما وأين بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

فاطمة الزهراء رضي الله عنها

(الفصل الأول في الأخبار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في مقتل الحسين، ومكان قتله قبل حصوله، وحزنه صلى الله عليه وسلم

374 -

عن عبد الله بن نجي عن أبيه أنه سار مع على رضي الله عنه وكان صاحب مطهرته فلما حاذي نينوي وهو منطلق إلى صفين فنادي على رضي الله، أصبر أبا عبد الله، أصبر أبا عبد الله بشط الفرات، قلت وما ذاك، قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم وعيناه تفضيان، قلت يا نبي الله أغضبك أحد؟ وما شأن عينيك تفضيان؟ قال بل قام من عندي جبريل قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات، قال فقال هل لك إلى أن أشمك من تربته؟ قال قلت نعم فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها لم أملك عيني أنا فاضتا.

375 -

وعن ثابت عن أنس بن مالك أن ملك المطر استأذن ربه أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فأذن له

(غريبه)(1) أي لا يظهرن ولا يعلون فيه ولا يتطلعون إليه

373 -

(تخريجه) إسناده صحيح، وقد روي الترمذي المرفوع من الحديث من طريق إسماعيل بن إبراهيم عن صخر بن جويرية وقال "وفي الباب عن على وعبد الله بن مسعود وأبى سعيد الخدري وأنس، قال أبو عيسي هذا حديث حسن صحيح، ورواه مسلم والبخاري بمعناه.

374 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا محمد بن عبيد ثنا شرحبيل بن مدرك عن عبد الله أبن نجي.

(تخريجه) أورده الحافظ بن كثير في البداية وقال تفرد به أحمد وأورده الهيثمي وقال "رواه أحمد وأبو يعلي والبزار والطبراني ورجاله ثقات ولم ينفرد نجي بهذا".

وعبد الله بن نجي (بالتصغير) بن سلمة الحضرمي ثقة.

375 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا مؤمن ثنا عمارة بن زا ذان ثنا ثابت عن أنس بن مالك.

ص: 175

-[قتل الحسين رضي الله عنه وما فعله ابن زياد برأسه]-

فقال لأم سلمة أملكي علينا الباب لا يدخل علينا أحد، قال وجاء الحسين ليدخل فمنعته فوثب فدخل فجعل يقعد على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وعلى منكبه وعلى عاتقه، قال فقال الملك للنبي صلى الله عليه وسلم أتحبه؟ قال نعم قال أما إن أمتك ستقتله وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه، فضرب بيده فجاء بطينه حمراء فأخذتها أم سلمة فصرتها في خمارها قال قال ثابت بلغنا أنها كربلاء.

376 -

حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا وكيع قال حدثني عبد الله بن سعيد عن أبيه عن عائشة أو أم سلمة قال وكيع شك هو يعني عبد الله بن سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لإحداهما لقد دخل على البيت ملك لم يدخل على قبلها فقال لي إن أبنك هذا حسين مقتول وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها قال فأخرج تربة حمراء.

الفصل الثاني في قتل الحسين رضي الله عنه وما فعل ابن زياد برأسه

377 -

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال أتى عبيد الله بن زياد برأس الحسين رضي الله تعالى عنه فجعل في طست فجعل ينكت عليه وقال في حسّه شيئًا فقال أنس إنه كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مخضوبًا بالوسمة (1).

(تخريجه) أورده الهيثمي بلفظ قريب قريب وقال "رواه أحمد وأبو يعلي والبزار والطبراني بأسانيد وفيها عماره بن زاذان وثقة جماعة وفيه ضعف وبقية رجال أبى يعلي رجال الصحيح".

376 -

(تخريجه) قال الهيثمي "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح" وأورده الحافظ بن كثير في البداية وقال "وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن أم سلمة ورواه الطبراني عن أبي إمامة وفيه قصة أم سلمه، ورواه محمد بن سعد عن عائشة بنحو رواية أم سلمة فالله أعلم، وروى ذلك من حديث زينب بن جحش ولبابة أم الفضل امرأة العباس وأرسله غير واحد من التابعين.

377 -

(سنده) حدثنا عبد الله أبى ثنا حسين ثنا جرير عن محمد عن أنس.

(غريبة)(1) الوسمة بكسر السين وقد تسكن نبت وقيل شجر باليمن يخضب بورقة الشعر أسود، أورده في النهاية.

(تخريجه) وأورده الحافظ بن كثير في البداية وقال "رواه البخاري في المناقب عن محمد بن الحسن بن إبراهيم - هو ابن إشكاب- عن حسين بن محمد عن جرير بن حازم عن محمد بن سيرين عن أنس

ص: 176

-[رؤيا ابن عباس ونعي الحسين رضي الله عنه ووقع خبر نعيه على الناس]-

الفصل الثالث في رؤيا ابن عباس رضي الله عنهما يوم قتل الحسين رضي الله عنه

378 -

عن ابن عباس قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فيما يري النائم بنصف النهار وهو قائم أشعث أغبر بيده قاروروة فيها دم فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما هذا قال هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل التقطه منذ اليوم فأحصينا ذلك اليوم فوجوده قتل في ذلك اليوم.

الفصل الرابع في نعي الحسين رضي الله عنه ووقوع خبر نعيه على الناس، وكلامهم في أهل العراق، وتاريخ مقتله

379 -

عن شهر بن حوشب قل سمعت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين جاء نعى الحسين ابن علي لعنت أهل العراق فقالت قتلوه قتلهم الله غروه وذلوه لعنهم الله فأتى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءته فاطمة غدية ببرمة قد صنعت له فيها عصيدة تحمله في طبق لها حتى وضعتها بين يديه فقال لها أين ابن عمك؟ قالت هو في البيت قال فاذهبي وائتني بابنيه قالت فجاءت تقود ابنيها كل واحد منها بيد وعلىّ يمشي في أثرهما حتى دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلسهما في حجرة وجلس عليّ عن يمينه وجلست فاطمة عن يساره، قالت أم سلمة فاجتبذ من تحتي كساء خبيريًا كان بساطًا لنا على المنامة في المدينة فلفه النبي صلى الله عليه وسلم عليهم جميعًا فأخذ بشماله طرفي الكساء وألوى بيده اليمني إلى ربه عز وجل، قال اللهم أهلي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا اللهم أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهورهم تطهيرًا، اللهم أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم

فذكره وقد رواه الترمذي من حفصة بنت سيرين عن أنس وقال حسن صحيح وفيه "فجعل ينكت بقضيب في أنفه ويقول ما رأيت مثل هذا حسنًا.

378 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا عفان ثنا حماد هو ابن سلمة أنا عمار عن ابن عباس (تخريجه) قال الهيثمي "رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال، وقال ابن كثير في البداية "تفرد به وإسناده قوى".

379 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم ثنا عبد الحميد يعني ابن بهرام قال حدثني شهر بن حوشب.

(تخريجه) تقدم هذا الحديث في ص 237 من الجزء الثان عشر من هذا الكتاب في تفسير آية

ص: 177

-[رؤيا ابن عباس ونعي الحسين رضي الله عنه ووقع خبر نعيه على الناس]-

تطهيرًا، قلت يا رسول الله ألست من أهلك قال بلى فادخلي في الكساء قالت فدخلت في الكساء بعد ما قضي دعاءه لابن عمه على ابني وابنته فاطمة رضي الله عنهم.

380 -

عن عبد الله بن عمر وسأله رجل عن شيء قال شعبة (أحد الرواة) وأحسبه عن المحرم يقتل الذباب فقال عبد الله أمل العراق يسألون عن الذباب وقد قتلوا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هما ريحانتي من الدنيا.

381 -

حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا داود بن عمر ثنا نافع بن عمر بن جميل الجمحي قال رأيت عطاء بن أبي مليكه وعكرمة بن خالد يرمون الجمرة قبل الفجر يوم النحر فقال له أبى يا أبا سليمان في أي سنة سمعت من نافع بن عمر قال سنة تسع (1) وستين، سنة وقعة الحسين.

الفصل الخامس فيما جاء في مناقب الحسين رضي الله عنه غير ما تقدم

382 -

عن سعيد بن أبى راشد عن يعلي العامري أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طعام

"إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت" كما وردت روايات أخرى صفحتي 131 و 132 من الجزء الثاني والعشرين من هذا الكتاب.

380 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن محمد بن أبى يعقوب سمعت أبن أبى نعيم سمعت عبد الله بن عمر.

(تخريجه) رواه البخاري من طريق غندر عن شعبة ومن طريق مهدي بن ميمون عن أبى يعقوب ورواه الترمذي وقال حديث صحيح، وقد رواه شعبه عن محمد بن أبى يعقوب، وابن أبى نعيم صحته أبن أبى نعم كما جاء في البخاري والترمذي.

381 -

(تخريجه) ذكر الهيثمي في مجمع لزوائد أن الحسين قتل سنة إحدى وستين لعشر ليالي خلون من المحرم يوم عاشوراء وهو ابن ثمان وخمسين وقال الحافظ بن كثير في البداية "وكان مقتل الحسين رضي الله عنه يوم الجمعة يوم عاشوراء من المحرم سنة إحدى وستين وقال هشام بن الكبي سنة ثنتين وستين وبه قال على بن المديني وقال بز لهيعة سنة ثنتين أو ثلاث وستين وقال غيره سنة ستين والصحيح الأول ..

382 -

(سنده) حدثنا عبد الله أبى ثنا عفان ثنا وهيب ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن أبي راشد.

ص: 178

-[وقعة الحرة في مدة يزيد عن معاوية]-

دُعوا له قال فاستمثل (وفي رواية فاستقبل) رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام القوم وحسين مع غلمان يعلب فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأخذه قال فطفق الصبي ههنا رة وههنا مرة فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضاحكه حتى أخذه قال فوضع إحدى يديه قفاه والأخرى تحت ذقنه فوضع فاه على فيه فقبله وقال حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينًا حسين سبط من الأسباط.

الباب الثالث في وقعة الحرة وهي من أفظع الحوادث أيضًا

في مدة يزيد بن معاوية

383 -

عن أبى سعيد مولى المهري أنه جاء أبا سعيد الخدري ليالي الحرة فاستشاره في الجلاء من المدينة وشكا إلهي أسعارها وكثرة عياله وأخبره أنه لا صبر له على جهد المدينة فقل ويحك لا آمرك بذلك، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يصبر أحد على جهد المدينة ولاوأنها فيموت إلا كنت له شفيعًا أو شهيدًا يوم القيامة إذا كان مسلمًا.

384 -

وعن زيد بن أسلم عن جابر بن عبد الله أن أميرًا من أمراء الفتنة قدم المدينة وكان قد ذهب بصر جابر فقيل لجابر لو تنحيت عنه فخرج يمشي بن أبنية فنكب فقال تعس من أخاف

(تخريجه) أورد الترمذي متن الحديث وقال هذا حديث حسن وإنما نعرهف من حديث عبد الله ابن عثمان بن خيثم وقد رواه غير واحد عن عبد الله بن عثمان بن خيثم، ورواه ابن ماجه من المقدمة.

383 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا حجاج حدثنا ليث وثنا الخزاعي أنا ليث حدثني سعيد بن أبى سعيد عن أبى سعيد.

(تخريجه) أخرجه مسلم عن طريق قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن سعيد الخ .. وأورد الترمذي متن الحديث عن ابن عمر وقال "وفي الباب عن أبى سعيد وسفيان بن أبى زهير وسبيعه إلا سلمية".

384 -

(سنده) حدثنا عبد الله أبى حدثنا على بن عياش حدثنا محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم.

(تخريجه) رواه الحافظ بن كثير في البداية عن الدارقطني ثنا على بن أحمد بن القاسم ثنا أبى ثنا سعيد بن عبد الحميد بن جعفر ثنا أبو زكريا يحيي بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن أنيس الأنصاري عن محمد وعبد الرحمن ابني جابر بلفظ قريب وقال قال الدارقطني تفرد به سعد بن عبد العزيز لفظًا وإسنادًا".

ص: 179

-[بعث يزيد وعماله البعوث إلى مكة]-

رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابناه أو أحدهما يا أبت وكيف أخاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وق مات؟ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين جنبيّ.

385 -

وعن أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم أشرف على أطم من آطام المدينة فقال هل ترون ما أرى إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر.

فصل منه في تسيير جيش الحرة إلى مكة لقتال ابن الزبير وحرقهم الكعبة

386 -

عن ميمونة (زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم كيف أنتم إذا مرج الدين وظهرت الرغبة واختلف الأخوان وحرق البيت العتيق.

الباب الرابع في بعث يزيد وعماله البعوث إلى مكة لمحاربه ابن الزبير وإخضاعه

الزبير فلما قدمت المدينة دخلت على فلان سمي زياد اسمه (1) فقال إن الناس قد صنعوا ما صنعوا

385 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن أسامة بن زيد (تخريجه) رواه البخاري وقال تابعه معمر وسليمان بن كثير عن الزهري وأخرجه مسلم من طريق أبى بكر بن أبى شيبة وعمرو الناقد وإسحاق بن إبراهيم وابن أبى عمر واللفظ لابن أبى شيبة قال اسحق أخبرنا وقال الآخرون حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن أسامة وقال وحدثنا عبد حميد أخبرنا وقال الآخرون حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن أسامة وقال وحدثنا عبد حميد أخبرنا عبد الرازق أخبرنا معمر عن الزهري بهذا الإسناد نحوه.

386 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا محمد بن عبد الله بن الزبير أبو أحمد الزبيري قال ثنا سعد بن أوس عن بلال العبسي عن ميمونة.

(تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني وزاد وشرف البنيان واختلف الأخوان ورجال أحد ثقات.

387 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا عبد الصمد ثنا زياد بن مسلم.

(1)

قيل أنه محمد بن مسلمة، وقد أورد الحافظ بن كثير الحديث في البداية والنهاية (ص 210 ج 6) ثم قال "هكذا وقع إيراد هذا الحديث في مسند محمد بن مسلمة عند الإمام أحمد، ولكن وقع إيهام أسمه وليس هو محمد بن مسلمة بل صحابي آخر، فإن محمد بن مسلمة رضي الله عنه لا خلاف عند أهل التاريخ أنه توفي فيما بين الأربعين إلى الخمسين فقيل سنة ثنتين وقيل ثلاث وقيل سبع وأربعين، ولم

ص: 180

-[نصيحة أبي شريح الصحابي لعمرو بن سعيد بن العاص]-

فما ترى فقال أوصاني خليل أبو القاسم صلى الله عليه وسلم إن أدركت شيئًا من هذه الفتن فاعمد إلى أحد فاكسر به حد سيفك ثم أقعد في بيتك، قال فإن دخل عليك أحد إلى البيت فقم إلى المخدع فإن دخل عليك المخدع فاجث على ركبتيك وقل بؤبإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار، وذلك جزء الظالمين، فقد كسرت حد سيفي وقعدت في بيتي.

فصل في نصيحة أبى شريح الصحابي رضي الله عنه لعمرو بن سعيد بن العاص

الأموي الوالي على المدينة من قبل يزيد بن معاوية حينما بعث بعثا إلى

مكة لمحاربة ابن الزبير بها، وعدم قبوله النصيحة

388 -

حدثنا عبد اله حدثني أبى حدثنا يعقوب قال حدثنا أبى عن أبن إسحاق قال حدثني سعيد بن أبى سعيد المقبري عن أبى شرحي الخزاعي قال لما بعث عمرو بن سعيد إلى مكة بعثه يغزو ابن الزبير أتاه أبو شريح فكلمه وأخبره بما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج إلى نادي قومه فجلس فيه فقمت إليه فجلست معه فحدث قومه كما حدث عمرو بن سعيد ما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعما قاله عمرو بن سعيد، قال قلت هذا، إنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين افتتح مكة فلما كان الغد من يوم الفتح عدت خزاعة على رجل من هذيل فقتلوه وهو مشرك (وفي رواية وكان وتوهم في الجاهلية وكانوا يطلبونه) فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا خطيبًا فقال يا أيها الناس إن الله عز وجل حرم مكة يوم خلق السموات والأرض فهي حرام من حرام الله تعالى إلى يوم القيامة لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الأخرى أن يسفك فيها دمًا لا يعضد بها شجرًا، لم تحلل لأحد كان قبلي ولا تحل لأحد يكون بعدي ولم تحلل لي إل هذه الساعة غضبًا على أهلها، إلا ثمّ قد رجعت كحرمتها بالأمس، غلا فليبلغ الشاهد منكم الغائب فمن قال لكم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قاتل بها فقولوا إن الله عز وجل قد أحلها لرسول ولم يحللها لكم،

يدرك أيام يزيد بن معاوية وعبد الله بن الزبير بلا خلاف، فتعين أنه صحابي آخر خبره لمحمد بن مسلمة.

(تخريجه) أورد الهيثمي حديث أبى الأشعث الصنعاني عن عبد الله بن أبى أوفى بلفظ قريب،

ص: 181

-[ما ورد عن النبي في جبار بني أمية]-

يا معشر خزاعة وارفعوا أيديكم عن القتل فقد كثر أن يقع، لئن قتلتم قتيلاً لأدينه فمن قتل بعد مقامي هذا فأهله بخير النظرين، إن شاؤا فدم قاتله وإن شاؤا فعقله، ثم ودي رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل الذي قتلته خزاعة، فقال عمرو بن سعيد لأبى شريخ انصرف أيها الشيخ فنحن أعلم بحرمتها منك، أنها لا تمنع سافك دم ولا خالع طاعة ولا مانع خربة (1)، قال فقلت قد كنت شاهدًا وكنت غائبًا وقد بلّغت وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبلغ شاهدنا غائبنا وقد بلغتك فأنت وشأنك، قال عبد الله وجدت في كتاب أبى بخط يده.

(ومن طريق آخر) حدثنا عبد الله ابى ثنا حجاج قال ثنا ليث قال حدثني سعيد بعين المقبري عن أبي شريح العدوي أنه قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث إلى مكة ائذن لي أيها الامير أحدثك قولاً قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم الغد من يوم الفتح سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي حين تكلم به أن حمد الله وأثنى عليه ثم قال إن مكة حرمها الله فذكره نحوه.

فصل فيما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في جبار بني أمية

389 -

عن علي بن زيد أخبرني من سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليرعفن على منبرى جبار من جبابرة بن أمية يسيل رعافه قال فحدثني من رأي عمرو بن سعيد بن العاص رعف على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سال رعافه.

(1)(غريبه) خربة بفتح فساكن أي سرقة وبضم خاء أي فساد وبكسرها وسكون راء أصلها سرقة الإبل وتطلق على كل جناية، قاله في مجمع بحار الأنوار.

388 -

(تخريجه) رواه البخاري وروي الترمذي متن الحديث بلفظ قريب وقال (هذا حديث حسن صحيح).

389 -

(سنده) حدثنا عبد الله أبى ثنا عبد الصمد ثنا حمد حدثنا على بن زيد.

وعنه أيضًا (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبى حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن على بن زيد قال حدثني من سمع أبا هريرة يقول.

(تخريجه) أورده الحافظ بن كثي في البداية وقال طقلت على بن زيد بن جدعان في روايته غرابة ونكارة وفيه تشيع، وعمرو بن سعيد هذا يقال له الأشدق كان من سادات المسلمين وأشرافهم (في الدنيا لا في الدين).

ص: 182

-[موت يزيد بن معاوية]-

وعنه أيضًا قال حدثني من سمع أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليرتقين جبار من جبابرة بني أمية على منبري هذا.

فصل في ذكر عبيد الله بن زياد

390 -

عن أبي العالية البراء قال أخَّر ابن زياد الصلاة فأتاني عبد الله بن الصامت فألقيت له كرسيًا فجلس عليه فذكرت له صنيع ابن زياد فعض على شفته وضرب فخدي وقال إني سألت أبا ذر كما سألتني فضرب فخدي كما ضربت على فخدك وقال إني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فضرب فخدي كما ضربت فخذك فقال صل الصلاة لوقتها فغن أدركتك معهم فصل ولا تقل إني قد صليت ولا أصلى.

الباب الخامس في موت يزيد بن معاوية

391 -

عن على بن زيد عن الحسن أن الضحاك بن قيس كتب إلى قيس بن الهيثم حين مات يزيد بن معاوية، سلام عليك أما بعد فأني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسل) يقول إن بين يدي الساعة فتنًا كقطع الليل المظلم فتنًا كقطع الدخان يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنه يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا أو يمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا يبيع أقوام أخلافهم ودينهم بعرض من الدنيا وإن يزيد بن معاوية قد مات وأنتم أخواننا وأشقاؤنا فلا تسبقونا حتى نختار لأنفسنا

390 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا إسماعيل ثنا أيوب عن أبى العالية البراء.

(تخريجه) أخرجه مسلم

391 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة قال أنا على بن زيد عن الحسن.

(تخريجه) أورده الحافظ من كثير في البداية .. وأورده الحافظ الهيثمي وقال "رواه أحمد والطبراني من طرق فيها على بن زيد وهو سيء الحفظ وقد وثق وبقية رجال أحمد رجال الصحيح" ..

ص: 183

-[خلافه عبد الله ابن الزبير]-

أبواب خلافة عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما بعد موت

يزيد ما حدث فيها من الحوادث

الباب الأول في البيعة له

392 -

حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا إسحاق بن عيسي حدثني حماد بن سلمة عن بشر بن حرب أن أبن عمراني أبا سعيد الخدري فقال يا أبا سعيد ألم أخبر أنك بايعت أميرين من قبل أن يجتمع الناس على أمير واحد قال نعم بايعت ابن الزبير فجاء أهل الشام فساقوني إلى جيش ابن ذلجة فبايعته فقال ابن عمر إياها كنت أخاف، إياها كنت أخاف، ومد بها حماد صوته قال أبو سعيد يا أبا عبد الرحمن أو لم تسمع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من استطاع ألا ينام نومًا ولا يصبح صباحًا ولا يمسي مساء إلا وعليه أمير قال نعم ولكني أكره أن أبليغ أميرين من قبل أن يجتمع الناس على أمير واحد.

393 -

حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا حجاج قال ثنا شعبة عن أبى عمران قال قلت لجندب إني قد بايعت هؤلاء يعني أبن الزبير وأنهم يريدون أن أخرج معهم إلى الشام فقال أمسك فقلت أتهم يأبون فقال افتد بمالك قال قلت أنهم يأبون إلا أن أضرب معهم بالسيف قال جندب حدثني فلان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يجيء المقتول بقاتله يوم القيامة فيقول يا رب سل هذا فيم قتلني قال شعبة فأحسبه قال فيقول علام قتلته فيقول قتلته على ملك فلان قال فقال جندب فاتقها.

الباب الثاني في مناقبه رضي الله عنه وتاريخ ميلاده

394 -

عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء (بنت أبي بكر) رضي الله عنها أنها حملت لعبد الله ابن الزبير بمكة قالت فخرجت وأنا متم فأتيت المدينة فنزلت بقباء فولدته بقباء ثم أتيت

392 - (تخريجه) أورده الهيثمي وقال "رواه أحمد وبشر بن حرب ضعيف".

393 -

(تخريجه) النسائي وقال الهثمي "رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح، وللحديث روايات متعددة بهذا المعني من طرق أخرى.

394 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا أبى أسامة عن هشام عن أبيه الخ.

ص: 184

-[خلافه عبد الله بن الزبير]-

به النبي صلى الله عليه وسلم فوضعته في حجرة ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه فكان أول ما دخل في جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ثم حنكة بتمرة ثم دعا له وبرك عليه وكان أول مولود ولد في الإسلام.

395 -

عن عائشة رضي الله عنها قالت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بابن الزبير فحنكه بتمرة وقال هذا عبد الله وأنت أم عبد الله.

396 -

وعن عروة عن أبيه قال قال عبد الله بن الزبير لعبد الله بن جعفر أتذكر يوم استقبلنا النبي صلى الله عليه وسلم فحملني وتركت وكان صلى الله عليه وسلم يستقبل بالصبيان إذا جاء من سفر.

397 -

وعن عمرو بن غالب قال انتهيت إلى عائشة أنا وعمار والأشتر فقال عمار السلام عليك يا أمتاه فقالت السلام على من اتبع الهدي حتى أعادها عليها مرتين أو ثلاثًا ثم قال والله إنك

(تخريجه) تقدم هذا الحديث في ص 14 من الجزء الحادي والعشرين من هذا الكتاب وقال مصنفه رحمه الله في تخريجه (ق وغيرهما) أي البخاري ومسلم وغيرهما كما تكرر في ص 287 من الجزء الثاني والعشرين.

395 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا عبد الله بن محمد قال عبد الله وسمعته أنا من عبد الله ابن محمد قال ثنا حفص عن هشام بن عروة عن عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير عن عائشة.

(تخريجه) هذا الحديث تقدم في ص 134 من الجزء 13 من هذا الكتاب وأخرجه الشيخان والإمام أحمد مطولاً من حديث أسماء وتكرر في ص 288 من الجزء الثاني والعشرين.

396 -

(سنده) حدثنا عبد الله أبى ثنا أبو اليمان ثنا إسماعيل بن عياش عن هشام بن عروة عن أبيه.

(تخريجه) أورده الحاكم في المستدرك وقال هذا حديث لهشام بن عروة ولم يخرجاه وأقره الذهبي وقيل إسماعيل بن عباس واه في الحجازين.

397 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا ابن نمير ثنا يونس بن أبى إسحق عن أبى إسحاق عن عمرو بن غالب قال.

ص: 185

-[بناؤه للكعبة كما كان يرجو النبي صلى الله عليه وسلم]-

لأمي وإن كرهت قالت من ذا معك قال هذا الأشتر قالت أنت الذي أردت أن تقتل ابن أختي قال نعم قد أردت ذلك وأراده قالت أما لو فعلت ما أفلحت أما أنت يا عمار فقد سمعت أو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يحل دم امرئ مسلم إلا من ثلاثة إلا من زنا بعدها أحصن أو كفر بعد ما أسلم أو قتل نفسًا فقتل بها.

وفي رواية عن عمرو بن غالب أن عائشة قلت للأشتر أنت الذي أردت قتل ابن أختي قال قد حرصت على قتله وحرص على قتلي قالت أو ما علمت ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل دم رجل إلا رجل ارتد أو ترك الإسلام أو زنا بعد ما أحصن أو قتل نفسًا بغير نفس.

الباب الثالث في بنائه الكعبة كما كان يرجو النبي صلى الله عليه وسلم

398 -

عن أبي إسحاق عن الأسود قال قال لي ابن الزبير حدثني بعض ما كانت تسر إليك أم المؤمنين فرب شيء كانت تحدثك به تكتمه الناس قال قلت لقد حدثتني حديثًا حفظت أوله قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا أن قوم حديث عهدهم بجاهلية أو قال بكفر قال يقول ابن الزبير لنقضت الكعبة فجعلت لها بابين في الأرض بابا يدخل منه وبابا يخرج منه قال أبو إسحق فأنا رأيتها كذلك.

وفي رواية (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا عبد الرحمن عن سفيان عن أبي إسحق عن عمرو بن غالب.

(تخريجه) أخرجه الحاكم في المستدرك وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي.

398 -

(سنده) حدثنا عبد الله أبى ثنا أبو كامل قال ثنا زهير قال ثنا أبو أسحق عن الأسود والأسود هو الاسود بن يزيد بن قيس النخعي ثقة.

(تخريجه) أخرجه الترمذي ومتن الحديث ثابت في الصحيحين وغيرهما من السنن وقد أشار إليه مصنف هذا الكتاب في ص 51 من الجزء الثاني عشر، وص 201 من الجزء 20.

ص: 186

-[بنائه الكعبة كما كان يرجو النبي صلى الله عليه وسلم]-

399 -

وعن سعيد بن ميناء قال سمعت ابن الزبير يقول حدثتني خالتي عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها لولا أنقومك حديث عهد بشرك أو بجاهلية لهدمت الكعبة فألزقها بالأرض وجعلت لها بابين باباً شرقيًا وباباً غربيًا وزدت فيها من الحجر ستة أذرع فإن قريشًا اقتصرتها حين بنت الكعبة.

400 -

وعن ابن أبى مليكة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عندنا سعة لهدمت الكعبة ولبنيناها ولجعت لها بابين باباً يدخل الناس منه وباباً يدخل الناس منه وباباً يخرجون منه قالت فلما ولى أبن الزبير هجمها فجعل لها بابين قال فكانت كذلك فلما ظهر الحجاج عليه هدمها وأعاد بناءها الأول.

401 -

وعن أبي قزعة أن عبد الله بينما هو يطوف بالبيت إذا قال قاتل الله ابن الزبير حيث يكذب على أم المؤمنين يقول سمعتها وهي تقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا عائشة لولا حدثان قومك بالكفر لنقبت البيت قال أبى قال الأنصاري لنقضت البيت حتى أزيد فيه من الحجر فإن قومك قصروا عن البناء قال الحارث بن عبد الله بن أبى ربيعة لا تقل هذا يا أمير المؤمنين

399 - (سنده) حدثنا عبد الله أبى قال ثنا عبد الرحمن ثنا سليم بن لحيان عن سعيد ابن ميناء.

(تخريجه) تقدم هذا الحديث في ص 51 من الجزء الثاني عشر وص 201 من الجزء 20 من هذا الكتاب وقال صنفه رحمه الله في تخريجه صحيح أخرجه الشيخان وغيرهما.

400 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا وكيع ثنا إسماعيل بن عبد الملك بن أبى الصفيراء بضم الصاد المهملة وفتح الفاء والمد) عن أبن أبى مليكة.

(تخريجه) أنفردبهذه الرواية بن أبى مليكه، وفي السند إسماعيل بن عبد الملك بن أبى الصفيراء اختلف فيه.

401 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا عبد الله بن بكر السهمي ثنا حاتم بن أبى صفيرة عن أبي قذعة.

(تخريجه) أخرجه مسلم

ص: 187

-[كراهة أبي برزة الأسلمي لقنته عبد الملك]-

فأنا سمعت أم المؤمنين تحدث هذا فقال لو كنت سمعت هذا قبل أن أهدمه لتركته على بناء ابن الزبير

الباب الرابع في كراهة أبى برزة الأسلمي رضي الله عنه لفتنه

عبد الملك وعبد الله بن الزبير ولومه أياهما

402 -

حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا حسين بن موسي ثنا سكين بن عبد العزيز بن سيار بن سلامة أبى المنهال الرباحي قال دخلت مع أبى على أبى برزة الأسلمي وأنا في أذني يومئذ لقرطين قال وإني لغلام قال فقال أبو برزة إني أحمد الله إني أصبحت لائمًا لهذا الحي من قريش فلان ههنا يقاتل على الدنيا وفلان ههنا يقاتل على الدنيا يعني عبد الملك بن مروان قال حتى ذكر ابن الأزرق (1)، قال ثم قال إن أحب الناس إلى لهذه العصابة الملبدة الخميصة بطونهم من أموال المسلمين والخفيفة ظهورهم من دمائهم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمراء من قريش الأمراء من قريش الأمراء من قريش لي عليهم حق ولهم عليكم حق ما فعلوا ثلاثًا ما حكموا فعدلوا واسترحموا فرحموا وما هدوا فوفوا فمن لمن يقبل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.

خروج المختار

403 -

عن رفاعة القتباني قال دخلت على المختار فألقى لي وسادة وقال لولا أن أخي

(1) هو نافع بن الأزرق زعيم الخوارج وهو الذي تنسب إليه الأزرافة.

402 -

(تخريجه) أورده الهيثمي مختصرًا وقال "رواه أحمد وأبو يعلي أتم منه وفيه قصة والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح خلال سكين بن عبد العزيز وهو ثقة.

403 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا أبن نمير ثنا عيسي القاري أبو عمر بن عمر ثنا السدي عن رفاعة القتباني.

ص: 188

-[كراهة أبي برزة الأسلمي لفتنة عبد الملك]-

جبريل قام عن هذه لألقيتها لك قال فأردت أن أضرب عنقه فذكرت حديثًا حدثنيه أخي عمرو بن الحمق رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما مؤمن أمن مؤمنًا على دمه فقتله فأنا من القاتل بريء.

وعن من طريق آخر قال كنت أقوم على رأس المختار فلما عرفت كذبة هممت أن أسل سيفي فأضرب عنقه فذكرت حديثًا حدثناه عمرو بن الحمق قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أمن رجلاً على نفسه فقتله أعطي لواء الغدر يوم القيامة.

404 -

وعن أبى رفاعة البجلي قال دخلت على المختار بن أبى عبيدة قصره فسمعته يقول ما قام جبريل إلا من عندي قبل قال فهممت أن أضرب عنقه فذكرت حديثًا حدثناه سليمان ابن صرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم وكان يقول إذا أمنك الرجل على دمه فلا تقتله قال وكان قد أمنني على دمه فكرهت دمه.

405 -

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان عنده رجل من أهل الكوفة جعل يحدثه عن

وعنه من طريق آخر (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا يحيي بن سعيد القطان عن حماد بن سلمة حدثني عبد الملك بن عمير عن رفاعة بن شداد.

(تخريجه) أورده الحافظ بن كثير في البداية وقال "ورواه النسائي وابن ماجة من غير وجه عن عبد الملك بن عمير، وقال الهيثمي رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات.

404 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا يونس بن محمد قال ثنا عبد الله بن ميسرة أبو ليلي عن أبى عائشة السمداني قال قال أبو رفاعة البجلي.

(تخريجه) تقدم هذا الحديث في ص 234 من الجزء التاسع عشر من هذا الكتاب وقا مصنفه رحمه الله في تخريجه "لم أقف عليه من حديث سليمان بن صرد لغير الإمام أحمد وفي إسناده عبد الله ميسره ضعفه قوم ووثقه آخرون".

405 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا عبد الصمد ثنا حماد عن على بن زيد عن يوسف بن مهران عن عبد اله بن عمر.

(تخريجه) أورده الهيثمي وقال"وفي رواية عن عبد الرحمن بن أبى نعم أو نعيم الأعرجي،

ص: 189

-[بعث عبد الملك لقتال مصعب بالفراق]-

المختار فقال ابن عمر إن كان كما تقول فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن بين يدي الساعة ثلاثين دجالاً كذابًا.

الباب الخامس في بعث عبد الملك بن مروان الحجاج بن يوسف

لقتال مصعب بن الزبير بالعراق

406 -

حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنا داود بن أبى هند عن رجل من أهل الشام يقال له عمار قال (1) أدربنا علمًا ثم قفلنا فينا شيخ من خثعم فذكر الحجاج فوقع فيه وشتمه فقلت له لم تسبه وهو يقاتل أهل العراق في طاعة أمير المؤمنين فقال إنه هو الذي أكفرهم ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون في هذه الأمة خمس فتن فقد مضت أربع وبقيت واحدة وهي الصليم وهي فيكم يا أهل الشام فإن أدركتها فئن استطعت أن تكون حجرًا فكنه ولا تكن مع واحد من الفريقين ألا فاتخذ نفقًا في الأرض وقد قال حماد ولا تكن وقد حدثنا به قبل ذا قلت أأنت سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم قلت يرحمك الله أفلا كنت أعلمتني أنك رأيت النبي صلى الله عليه وسلم حتى أسألك.

شك أبو الوليد - قال سأل رجل ابن عمر وأنا عنده عن المتعة - متعة النساء- فقال والله ما كنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم زانين ولا مسافحين، ثم قال والله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليكونن قبل يوم القيامة الدجال وكذا بون ثلاثون أو أكثر رواه كله أحمد وأبو يعلي بقصة المتعة وما بعدها" وأورد الحافظ بن كثير هذه الرواية في كتاب "النهاية" وقال "ورواه الطبراني من حديث مورق العجلي عن ابن عمر بنحوه - تفرد به أحمد" وللحديث شواهد متعددة، فبعضها في الصحيحين عن أبي هريرة وعند مسلم عن جابر بن سمرة.

(غريبة)(1) أدر بنا أي دخلنا الدب وكل مدخل إلى الروم درب وقيل بفتح الراء للنافذ وبالسكون لغير النافذ.

(2)

الصليم أي القطيعة المنكرة والصليم الداهية.

406 -

(تخريجه) أورده الهيثمي وقال "رواه أحمد وعمار هذا لم أعرفه وبقيه رجاله رجال الصحيح".

ص: 190

-[بعث عبد الملك لقتال مصعب بالعراق]-

الباب السادس في بعثه أيضًا إلى مكة بعد قتل مصعب بالعراق

لقتل عبدا لله ابن الزبير بمكة فقتله بها ولم يراع حرمة البيت

407 -

عن أبي الصديق الناجي أن الحجاج بن يوسف دخل على أسماء بنت أبى بكر بعد ما قتل أبنها عبد الله بن الزبير فقال أنا أبنك ألحد في هذا البيت وأن الله عز وجل أذاقه من عذاب أليم وفعل به ما فعل فقلت كذبت كان برًا بالوالدين صوامًا قوامًا والله لقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيخرج من ثقيف كذابان الآخر منهما شر من الأول وهو مبير.

408 -

خط- وعن هرون بن عنترة عن أبيه قال لما قتل الحجاج بن الزبير وصلبه منكوسًا فبينا هو على المنبر إذا جاءت أسماء ومعها أمة تقودها وقد ذهب بصرها فقالت أين أميركم فذكر قصة فقالت كذبت ولكني أحدثك حديثًا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يخرج من ثقيف كذابان الآخر منهما أشر من الأول وهو مبير.

409 -

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن في ثقيف مبيرًا وكذاباً.

407 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا بن يوسف قال ثنا عوف عن أبى الصديق الناجي.

(غريبة) مبير أي مهلك يسرف في إهلاك الناس.

(تخريجه) أورده الحافظ بن كثير في البداية وقال "ورواه أبو يعلي عن وهب بن بقية عن خالد عن عون عن أبى الصديق قال بلغني أن الحجاج دخل على اسماء فذكر مثله".

408 -

خط - (سنده) حدثنا عبد الله قال وجدت في كتاب أبى هذا الحديث بخط يده ثنا سعيد يعني ابن سلميان سعدوية قال ثنا عباد يعني أبن العوام عن هرون بن عنترة.

(تخريجه) عباد هو عباد بن عبد الله بن الزبير بن العوام كان قاضي مكة زمن أبيه وخليفته إذا حج - ثقة وهرون بن عنترة بن عبد الرحمن الشيباني لا بأس من السادسة، وللحديث شواهد سابقة.

409 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبى حدثنا وكيع عن شركي عن عبد الله بن عصم وقال إسرائيل بن عمة قال وكيع هو ابن عصم سمعت ابن عمر يقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ص: 191

-[بعث عبد الملك لقتال مصعب بالعراق]-

410 -

وعن الزبير يعني ابن عدي قال شكونا إلى أنس بن مالك ما نلقي من الحجاج فقال أصبروا فإنه لا يأتي عليكم عام أو يوم إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم عز وجل سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم.

411 -

وعن عثمان بن سعد قال سمعت أنس بن مالك يقول ما أعرف شيئًا مما عهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم فقال أبو رافع يا أبا حمزة ولا الصلاة فقال أو ليس قد علمت ما صنع الحجاج في الصلاة.

(تخريجه) أخرجه الترمذي بلفظ "في ثقيف كذاب ومبير وقال "قال أبو عيسي يقال الكذاب المختار بن أبى عبيد والمبير الحجاج بن يوسف).

410 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن الزبير يعي ابن عدي.

(تخريجه) أورده الحافظ بن كثير في كتابه "النهاية" وقال "ورواه الترمذي من حديث الثوري وقال حسن صحيح" وأورده في كتاب البداية وقال" وهذا رواه البخاري عن محمد بن يوسف عن سفيان وهو الثوري عن الزبير بن عدي عن أنس قال "لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه".

411 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثي أبى ثنا روح ثنا عثمان بن سعد.

(تخريجه) أورد الحافظ ابن كثير في البداية رواية بهذا المعني عن طريق الزهري، وعثمان بن سعد التميمي أبو بكر البصري الكاتب المعلم اختلفوا فيه.

ص: 192

-[خلافة أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رحمه الله]-

أبواب خلافة أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رحمه الله

الباب الأول فيما جاء في مناقبه (1)

412 -

حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا قطر بن حماد ثنا أبى قال سمعت مالك بن دينار يقول يقول الناس مالك بن دينار يعني ملك بن دينار زاهد إنما الزاهد عمر بن عبد العزيز الذي أتته الدنيا فتركها.

413 -

وعن عثمان بن بو ذويه قال خرجت إلى المدينه مع عمر بن زيد وعمر بن عبد العزيز عامل عليها قبل أن يستخلف قال فسمت أنس بن مالك وكان به وضح شديد قال وكان عمر يصلي بنا فقال أنس ما رأيت أحدًا أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى كان يخفف في تمام.

(1) وجدنا في كتاب الشيخ رحمه الله بخط يده ثلاث صفحات بيضاء معنونة في رأس كل صفحة على التوالي خلافة عبد الملك بن مروان، خلافة الوليد بن عبد الملك، خلافة سليمان بن عبد الملك، ولم تستدل على أحاديثها فيما لدينا من "أصول" الشيخ فلزم التنويه "اللجنة".

412 -

(ـتخريجه) جاء هذا الأثر في البداية بلفظ "يقولون مالك زاهد أي زهد عندي؛ إنما الزاهد عمر بن عبد العزيز أتته الدنيا فأغره فاها فتركها جمله".

413 -

(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا إبراهيم بن خالد قال أخبرني أمية بن شبل عن عثمان بن بوذويه.

(غريبة) وضح أي بياض أو برص

(تخريجه) قال الحافظ بن كثير في البداية "وثبت من غير وجه عن أنس بن مالك قال ما صليت وراء إمام أشبه بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتي يعني عمر بن عبد العزيز - حين كان على المدينة وكان يتم الركوع والسجود ويخفف القيام والقعود وفي رواية صحيحة أنه كان يسبح في الركوع عشرًا عشرًا.

ص: 193

-[خلافة يزيد بن عبد الملك]-

414 -

وعن عبد الله بن الزبير عن أنس قال ما رأيت إمامًا أشبه بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من إمامكم هذا لعمر بن عبد العزيز وهو بالمدينة يومئذ وكان عمر لا يطيل القراءة.

خلافة يزيد بن عبد الملك

خروج يزيد بن المهلب عن طاعة يزيد بن عبد الملك

415 -

حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا يونس ثنا عمر بن إبراهيم اليشكري ثنا شيخ كبير من بني عقيل يقال له عبد المجيد العقيلي قال انطلقنا حجاجًا ليالي خرج يزيد بن المهلب وقد ذكر لنا أن ماءًا بالعالية يقال له الزجيج فلما قضينا مناسكنًا جئنا حتى أتينا الزجيج فأنخنا رواحلنا قال فانطلقنا حتى أتينا على بئر عليه أشياخ مخضبون يتحدثون قال قلنا أهذا الذي صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أين بيته؟ قالوا نعم صحبة وهذاك بيته فانطلقنا حتى أتينا البيت فسلمنا قل فأذن

414 - (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا يوسنف ثنا فليح عن محمد بن مساحق عن عامر ابن عبد الله يعني أبن الزبير عن أنس.

(تخريجه) تقدم في الحديث السابق.

(فائدة) قال الحافظ بن كثير في البداية "كان عمر تابعيًا جليلاً وروي عن أنس بن مالك والسائب ابن يزيد ويوسف بن عبد الله بن سلام ويوسف صحابي صغير وروي عن خلق من التابعين وعنه جماعة من التابعين وغيرهم قال الإمام أحمد بن حنبل لا أدري قول أحد من التابعين حجة إلا قول عمر بن عبد العزيز، بويع له بالخلافة بعد ابن عمه سليمان بن عبد الملك عن عهد منه له بذلك كما تقدم ويقال كان مولده سنه إحدى وستين وقال محمد بن سعد ولد سنة ثلاث وستين وقيل سنة تسع وخمسين، وبويع له بالخلافة يوم الجمعة لعشر مضين وقيل بقين من صفر من سنة تسع وتسعين وتوفي سنة إحدى وقيل ثنتين ومائة، وكان عمره يوم مات تسعًا وثلاثين سنة وأشهر أو قبل جاوز الأربعين بأشهر وغلب ابن عساكر الأول وكان خلافته سنتين وخمسة أشهر.

415 -

(تخريجه) أورد أبو داود متن الحديث مختصرًا عن هناد بن السري وعثمان بن أبى شيبه قالا ثنا وكيع عن عبد المجيدد، وعبد المجيد هذا هو عبد المجيد بن وهب العقيلي العامري أبو وهب الصري روي عن ربيعة بن زارة وخالد بن العداء أو العداء بن خالد وعنه وكيع وهارون بن موسى.

ص: 194

-[خلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك]-

لنا فإذا هو شيخ كبير مضطجع يقال له العداء بن خالد الكلابي قلت أنت الذي صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم ولولا أنه الليل لأقرأنكم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلىّ قال فمن أنتم قلنا من أهل البصرة قال مرحبًا بكم ما فعل يزيد بن المهلب قلنا هو هناك يدعو إلى كتاب الله تبارك وتعالى وإلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم قال فيم هو من ذاك قال قلت أياً نتبع هؤلاء أو هؤلاء يعني أهل الشام أو يزيد قال إن تقعدوا تفلحوا وترشدوا إن تقعدوا تفلحوا وترشدوا لا أعلمه إلا قال ثلاث مرات رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفه وهو قائم في الركابين ينادي بأعلى صوته يا أيها الناس أي يومكم هذا قالوا الله ورسوله أعلم قال فأي شهر شهركم هذا قالوا الله ورسوله أعلم قال فأي بدل بلدكم هذا قالوا الله ورسوله أعلم قال يومكم يوم حرام وشهركم شهر حرام وبلدكم بلد حرام قال فقال ألا إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم تبارك وتعالى فيسألكم عن أعمالكم قال ثم رفع يديه إلى السماء فقال اللهم أشهد عليكم الله أشهد عليهم ذكر موارًا فلا أدري كم ذكره.

خلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك

416 -

حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا أبو المغيرة ثنا ابن عياش قال حدثني الاوزاعي وغيره عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال ولد لأخي أم سلمة

وحماد بن زيد وعباد بن الليث وجماعة، وثقة ابن معين وذكره ابن حبان في الثقات روى له أبو داوود هذا الحديث قط ولمتن الحديث شواهد معروفة.

416 -

(تخريجه) أورد الحافظ بن كثير هذا الحديث في البداية في موضعين: الموضع الأول خلافته وقال "قال الحافظ ابن عساكر وقد رواه وليد بن مسلم ومعقل بن زياد ومحمد بن كثير وبشر أبن بكر عن الأوزاعي فلم يذكروا عمرو في إسناده وأرسلوه ولم يذكر ابن كثير سعيد بن المسيب ثم ساق طرقه هذه كلها بأسانيدها وألفاظها، وحكي عن البيهقي أنه قال هو مرسل حسن ثم ساق من طرق محمد عن محمد بن عمر بن عطاء عن زينب بنت أم سلمة عن أمها قالت "دخل النبي صلى الله عليه وسلم وعندي غلام من آل المغيرة أسمه الوليد فقيل من هذا يا أم سلمة قالت هذا الوليد فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد اتخذتم الوليد خنانًا (حسانًا) غيروا اسمه فإنه سيكون في هذه الأمة فرعون يقال له الوليد".

ص: 195

-[ابتداء الدولة العباسية وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم بذلك]-

زوج النبي صلى الله عليه وسلم غلام فسمه الوليد فقال النبي صلى الله عليه وسلم سميتموه بأسماء فراعنتكم ليكونن في هذه الأمة رجل يقال له الوليد لهو شر على هذه الأمة من فرعون لقومه.

ابتداء الدولة العباسية وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم العباس رضي الله عنه بذلك.

417 -

عن العباس قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال أنظر هل ترى في السماء من نجم قال قلت نعم قال ما ترى قل قلت أرى الثريا قال أما إنه يلي هذه الأمة بعددها من صلبك اثنين في فتنة.

والموضع الثاني: دلالات النبوة وقد أورده من طريق يعقوب بن سليمان حدثني محمد بن خالد بن العباس السكسكي حدثني الوليد بن مسلم حدثني أبو عمر الأوزاعي عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وقال قال أبو عمر الأوزاعي فكان الناس يرون أنه الوليد بن عبد الملك ثم رأينا أنه الوليد بن يزيد لفتنة الناس به حتى خرجوا عليه فقتلوا وانفتحت على الأمة الفتنة والهرج، وقد رواه البيهقي عن الحاكم وغيره عن الأصم عن سعيد بن عثمان التنوخي عن بشر بن بكر عن الأوزاعي عن الزهري عن سعيد فذكره ولم يذكر قول الأوزاعي وقال وهذا مرسل حسن، وقد رواه نعيم بن حماد عن الوليد ابن مسلم".

وأورده الحافظ الهيثمي وقال "رواه أحمد ورجاله ثقات" وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات" وقال "قال أبو حاتم بن حبان هذا خبر باطل ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا ولا رواه عمر ولا حدث به سعيد ولا الزهري ولا هو من حديث الأوزاعي بهذا وإسماعيل بن عياش لما كبر تغير حفظه وكثر الخطأ في حديثه وهو لا يعلم، قال المصنف فلعل هذا قد أدخل عليه في كبره، وقد رواه وهو مختلط قال أحمد بن حنبل كان إسماعيل بن عياش يروي عن كل ضرب" وهذا الحديث مما طعن فيه العراقي وذب عنه الحافظ في القول المسدد وهو الحديث الأول.

417 -

(سنده) حدثنا عبد الله أبى ثنا عبيد بن أبى قرة ثنا ليث بن سعد عن أبى قبيل عن أبى ميسرة عن العباس.

(تخريجه) أورده الحاكم في المستدرك بهذا السند ولفظ"أما إنه يملك هذه الأمة بعددها من صلبك" وقال هذا حديث تفرد به عبيد الله بن أبى قرة عن الليث وإمامنا أبو زكريا رحمه الله لو لم يرضه لما حدث عنه بمثل هذا الحديث" وقال الذهبي" لم يصح هذا "وأورده الحافظ بن كثير فيا لبداية بلفظ الحاكم وقال "قال البخاري عبيد بن أبى قرة لا يتابع على حديثه".

ص: 196