المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المخططات الرئيسية لقيام المجتمع الشيوعي - أضواء على المذاهب الهدامة - جـ ٧

[عبد القادر شيبة الحمد]

الفصل: ‌المخططات الرئيسية لقيام المجتمع الشيوعي

كما ينكرون أشد الإنكار أن تأتي من طريق السماء، وإنما تكون فقط وليد حاجته المادية ومطالبه الحيوانية.

أما العلوم والمعارف والنظريات التي لا تخضع لهذا التفسير الشيوعي فهي في نظرهم:

تضليلا

وتخيلات

وأوهام

ص: 126

‌المخططات الرئيسية لقيام المجتمع الشيوعي

‌مدخل

(المخططات الرئيسية لقيام المجتمع الشيوعي) :

يرى ماركس أنه لا بد لقيام المجتمع الشيوعي_ من خمسة أركان يبنى عليها وهي:

1-

استيلاء الطبقة الكادحة من العمال والفلاحين على مقاليد الحكم في أول الأمر.

2-

تأميم وسائل الإنتاج ومصادر الثورة.

3-

القضاء على رأس المال.

4-

القضاء على الطبقات.

5-

ثم القضاء على الحكومة.

ص: 126

1_

(استيلاء الطبقة الكادحة على مقاليد الحكم)

يرى ماركس أن (الأجراء) ولا سيما الأجراء في الصناعة قابلون (للثورة الاجتماعية) لأنهم لا يملكون شيئاً في المصانع، ولعلهم كذلك يحملون في الغالب قلوباً مملؤة بالحقد والضغينة على أصحاب الأموال، وهم الأداة السهلة اللينة التي تؤثر فيها مختلف الدعايات لذلك اعتبر ماركس أن أول المخططات الضرورية لقيام المجتمع الشيوعي هو قيام الطبقة الكادحة_ البروليتاريا_ من العمال الصناعيين والأجراء الزراعيين بالاستيلاء على مقاليد (الحكم) ومناصب الدولة حتى يهدم بهم الحكومات القائمة.

ونحن لا نرى عيباً في هذه القاعدة من حيث أن تكون الحكومة من طبقة الفقراء فإن الفقر والغنى في نظرنا أعراض غير ذاتية بل تتغير وتتبدل، إذ المال ظل زائل وعارية مستردة، والمرء عندنا بأخلاقه وآدابه لا بأمواله وكثرة متاعه.

وما المال والأهلون إلا ودائع -ولابد يوماً أن ترد الودائع

غير أننا لا نرى أن يكون المسيطرون على مقاليد (الحكم) ولابد من طبقة الفقراء، إذ الغالب عليهم الفوضى والجهل ولله در الشاعر إذ يقول:

لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم

ولا سراة إذا جهالهم سادوا

غير أن نظام الماركسيين ينص على:

(أن قيام حكومة العمال والفلاحين هو شيء (مؤقت) وأنه حركة انتقالية إلى مرحلة الشيوعية الحقيقية التي لا تبقى فيها حكومة وإنما ينطلق الشعب حراً بلا حكومة ولا سلطان) .

بيد أن واقع الحياة الشيوعية لم ير هذه النظرية مطبقة في أي قطر

ص: 126