المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الثانية- نسخة دار الكتب المصرية المرقمة 222 (تفسير). وقد رمزنا إليها بالرمز (د) - المجيد في إعراب القرآن المجيد

[السفاقسي]

الفصل: ‌الثانية- نسخة دار الكتب المصرية المرقمة 222 (تفسير). وقد رمزنا إليها بالرمز (د)

وامتاز الكتاب بكثرة شواهده التي أربت على الألف، وتتضح قيمة هذه الثروة الشعرية إذا ما قوبل بغيره من كتب إعراب القرآن، فقد بلغت شواهد مكي بن أبي طالب في كتابه (مشكل إعراب القرآن) اثنين وثلاثين شاهدا وبلغت عند أبي البقاء العكبري في كتابه (التبيان في إعراب القرآن) واحدا وستين شاهدا.

والكتاب غنيّ ببحوث النحو والصرف ومعاني مفردات اللغة.

لكل هذا فقد اهتم به العلماء فصنّف شمس الدين محمد بن سليمان الصّرخديّ النحويّ المتوفّى سنة 792 هـ: (مختصر إعراب السّفاقسيّ).

‌مخطوطات الكتاب:

اعتمدت في تحقيق البسملة والفاتحة على نسختين:

‌الأولى- نسخة دار الكتب الظاهرية المرقمة 530 (تفسير) وهي الأصل

.

والجزء الأول منها يبدأ من أول الكتاب إلى آخر سورة آل عمران.

وهي نسخة جيدة كتبت بخط جيد، وتاريخ نسخها سنة 986 هـ.

عدد أوراقها 423 ورقة، وعدد أسطر كل صفحة 17 سطرا.

‌الثانية- نسخة دار الكتب المصرية المرقمة 222 (تفسير). وقد رمزنا إليها بالرمز (د)

.

وهي نسخة تامّة عدد أوراقها 607 ورقة، وعدد أسطر كل صفحة 33 سطرا. وليس فيها تاريخ للنسخ.

ص: 14

وقد أرفقت صورا لصفحة العنوان والورقة الأولى من كل نسخة.

ولا بد من الإشارة إلى أنّ زيادات النسخة (د) قد وضعت بين قوسين مربعين من غير إشارة إلى ذلك.

وقد اتبعت في التحقيق المنهج العلمي الذي اتسمت به المدرسة العراقية، والحمد لله أولا وآخرا.

ص: 15

صفحة العنوان من نسخة دار الكتب الظاهرية.

الورقة الأولى من نسخة دار الكتب الظاهرية.

ص: 16

صفحة العنوان من نسخة دار الكتب المصرية.

الورقة الأولى من نسخة دار الكتب المصرية.

ص: 17

(1 ب) بسم الله الرّحمن الرّحيم وصلّى الله على سيدنا محمد وسلّم.

الحمد لله الذي شرّفنا بحفظ كتابه، ووفّقنا لفهم منطوقه ومفهوم خطابه، ووعدنا على تبيين معانيه وإعرابه، بجزيل مواهبه وعظيم ثوابه، وهدانا بنبيّه المصطفى ورسوله المجتبى خير مبعوث بآياته، وبالقرآن وهو أعظم معجزاته، كتاب مجيد لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)(1)، أذلّت بلاغته أعناق أرباب الكلام، وأعجزت فصاحته ألسنة فصحاء الأنام، فبسط المؤمنون يد الإذعان والتسليم، وأطلقوا ألسنتهم بالقول الصحيح السليم إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40)(2)، وقبض الكافرون يد الإنصاف وقيّدوا ألسنتهم بالخلاف، فخرجوا عن طرق الهدايات وحصلوا في شرك الضلالات، وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ (3)، فلما وقعوا على داهية دهياء أجابوا عن فطنة عمياء، فقالوا بلسان الكلال والحصر: إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ* إِنْ هذا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25)(4)، أقعدتهم براعته ودهمتهم فصاحته، فأجابوا بلسان الباطل والمجنون (5)، وقالوا: أَإِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ (6)، أفحمتهم جزالة آياته ورمتهم سهام مغيّباته، (2 أ)

(1) فصلت 42.

(2)

الحاقة 40، التكوير 19. وفي د: إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ وهي الآية 77 من الواقعة.

(3)

البقرة 257.

(4)

المدثر 24، 25.

(5)

من د. وفي الأصل: المجون.

(6)

الصافات 36.

ص: 19

فتاهوا (1) في ظلمة معاند أو راعن وقالوا: هو كاهن. فيا عجبا كيف كلّت سيوف فصاحتها وعثرت فرسان بلاغتها، حتى نطقوا بكلام غير معقول، لا يرشدها

ولا يهديها عقول وأيّ عقول، ولكن كادها باريها، فالحمد لله على نعمة الهداية وله الشكر على السلامة من الضلالة والغواية.

وبعد فلمّا كان اللسان العربي هو الطريق السنيّ إلى فهم مفردات القرآن العزيز وتركيباته، وعليه المعوّل في معرفة معانيه وتدبّر آياته (2)، وبحسب قوّة الناظر فيه تلتقط (3) درر المعاني من فيه، يعرف ذلك من راض أبيّه وخاض أتيّة، وجب صرف العناية إلى ما يتعلّق به من علم اللسان من جهة مفرداته وتركيباته تصريفا وإعرابا، لكثرتهما تشعّبا واضطرابا جارين على قواعدهما مرتّبين على أصولهما، ليعرف الخطأ من الصواب، وينكشف القشر عن اللباب فيصير كالفقه إذا استخرج من قواعده واستنبط من أصوله وموارده، وقلّ من سلك هذه الطريقة من (4) المعربين واقتعد (5) غاربها من المحقّقين، إلّا الشيخ الفاضل [المحقّق] أثير الدين (6) فإنّه ضمّن كتابه المسمّى ب (البحر المحيط)(7) هذا (8) الطريق وسلك فيه (2 ب) سبيل التحقيق، وزيّف أقوال كثير من المعربين، وبيّن جيدها عن أصول المحققين. هذا مع ما له في علم

اللسان من الكتب العظيمة الشأن [جمع فيها

(1) د: فتهاهوا. وهو تحريف.

(2)

د: وتدبيراته. وهو خطأ.

(3)

د. يلتقط.

(4)

د: إلى.

(5)

د: اعتقد.

(6)

أبو حيان النحوي محمد بن يوسف، ت 745 هـ. (الدرر الكامنة 5/ 70، البدر الطالع 2/ 288).

(7)

طبع في ثمانية أجزاء.

(8)

د: هذه. والطريق: يذكر ويؤنث. (المذكر والمؤنث للفراء 87).

ص: 20

ما لم يسبق إليه، ولا احتوى أحد قبله ولا يحتوي بعده عليه، فلقد أتقن ما جمع نهاية الإتقان، وأحسن إلى طلبة هذا العلم غاية الإحسان]، فجزاه الله عن (1) العلم والعلماء خيرا، وزاده شرفا كثيرا (2) لكنّه، أبقاه الله، سلك في ذلك سبيل المفسّرين في الجمع بين التفسير والإعراب فتفرق (3) فيه هذا المقصود، وصعب جمعه إلّا بعد بذل المجهود، فاستخرت الله تعالى (4) في جمعه وتقريبه وتلخيصه وتهذيبه، فوجدت لسبيل التأميل (5) مدرجا وجعل الله لي من ربقة العجز مخرجا، فشرعت فيما عزمت عليه، وامتطيت جواد الجدّ إليه، فجاء والحمد لله في أقرب زمان، على نحو ما أمّلت وتيسّر

عليّ سبيل ما رمت وقصدت، ولا أقول: إنّي اخترعت بل جمعت ولخّصت، ولا إنّي أغربت بل بيّنت وأعربت.

ولمّا كان كتاب أبي البقاء (6) المسمّى ب (البيان في إعراب القرآن)(7) كتابا قد عكف الناس عليه، ومالت نفوسهم إليه، جمعت ما بقي فيه من إعرابه مما لم يضمّنه الشيخ في كتابه وضممت إليه من غيره ما ستقف عليه إن شاء الله [تعالى] عند ذكره ليكتفي الطالب لهذا الفنّ بضيائه ولا يسير إلّا تحت لوائه.

كالشمس يستمدّ من أنوارها

والشمس لا تحتاج لاستمداد (8).

على أنّه لو لم يشتمل على هذه الزيادة لكان فيه أعظم كفاية ومزادة، (3 أ) وبالنظر فيه ترى الفرق وتعرف الحقّ.

(1) د: من.

(2)

د: كبيرا.

(3)

د: فيعرف.

(4)

ساقطة من د.

(5)

د: التكسل.

(6)

عبد الله بن الحسين العكبري، ت 616 هـ. (وفيات الأعيان 3/ 100، بغية الوعاة 2/ 38).

(7)

كذا جاء اسمه في النسختين وطبقات المفسرين للداودي 1/ 225. وطبع باسم (التبيان في إعراب القرآن).

(8)

د: إلى استمداد.

ص: 21

وجعلت علامة ما زدت على كتاب الشيخ (م)، وما يتّفق لي إن أمكن فعلامته (1):

(قلت). وما فيه من: اعترض (2) وأجيب وأورد ونحو ذلك مما لم أسمّ قائله فهو للشيخ.

وقد تكون (3) القراءة الشاذّة عن (4) أشخاص متعددين فأكتفي بذكر واحد منهم قصدا للاختصار. وما كان عن بعض القرّاء مشهورا أو شاذّا عزيته إليه ثمّ أقول: والباقون، وأريد به (5): من السبعة.

وسمّيته ب (المجيد في إعراب القرآن المجيد).

والله أسأل أن ينفع به وأن يجعله خالصا لوجهه بمنّه وفضله.

(1) من د: وهي محرفة في الأصل.

(2)

د: اعتراض.

(3)

د: يكون.

(4)

د: من.

(5)

ساقطة من د.

ص: 22