الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
برة الأسيرة:
وكان من بين الأسرى ابنة الحارث وتدعى (برة) وهي نفسها (جويرية) رضي الله عنها.
وسنأتي إن شاء الله على سبب تغيير اسم (برة) إلى (جويرية).
كانت (برة) زوجة لأحد رجالات بني المصطلق الذين قتلوا في هذه المعركة واسمه (مسافع بن صفوان).
حديث عائشة رضي الله عنها
-:
ولنترك الحديث الآن إلى السيدة عائشة رضي الله عنها فهي أولى بإتمامه وتفصيله منا وأصدق لهجة.
قالت: أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء من بني المصطلق فأخرج الخمس منه ثم قسمه بين الناس فوقعت (جويرية) بنت الحارث بن أبي ضرار في سهم ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري، وكانت تحت ابن عم يقال له مسافع بن صفوان بن مالك بن خزيمة ذو الشعر، فقتل عنها، فكاتبها ثابت بن قيس على نفسها على تسع أوراق.
وكانت امرأة حلوة، لا يكاد يراها أحد إلا أخذت بنفسه.
فبينما النبي صلى الله عليه وسلم عندي إذ دخلت عليه جويرية تسأله في كتابتها، فوالله ما هو إلا أن رأيتها فكرهت دخولها على النبي صلى الله عليه وسلم وعرفت أنه سيرى منها الذي رأيت فقالت: يا رسول الله أنا (جويرية بنت
الحارث) سيد قومه، وقد أصابني من الأسر ما قد علمت فوقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس، فكاتبني على تسع أوراق فأعني على فكاكي
…
فقال صلى الله عليه وسلم: «أو خير من ذلك» ؛ فقالت: ما هو؟ قال: «أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك» .
قالت: نعم يا رسول الله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قد فعلت» .
وقبل أن نمضي مع السيدة عائشة في حديثها عن جويرية رضي الله عنها نود أن نشير إلى أمر ذي أهمية، لا يلتبس علينا الأمر في زواجه صلى الله عليه وسلم من جويرية فنظنه فقط إعجابًا بجمالها وحلاوتها كما تقول السيدة عائشة.
لقد دخلت (جويرية) على رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله أن يعينها في كتابتها، فماذا قالت؟ قالت يا رسول الله، هذا النداء يحمل في طياته الاعتراف بالرسالة، يعني الإيمان والاسم، لم تناده صلى الله عليه وسلم باسمه الشريف المجرد بمحمد مثلاً.
ومن كرم النبوة التجاوب ومن أولى من سيد الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم بأن يكون عند حسن ظن المؤمنين به وبرسالته.
أما أمر الإعجاب بالجمال فهو ظاهرة بشرية آدمية تخضع لمؤثرات نفسية يتلبس بها البشر.