الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رجع الرؤيا:
فكرت في ذلك مليًا، ثم استقرت على قرار، مضت إلى دار ابن عمها ورقة وحدثته من جديد بحديث ميسرة عن (محمد) والغمام الذي كان يظله في تنقلاته يحميه من وهج الشمس ولفحها وآذاها .. فهتف ورقة قدوس .. قدوس .. لقد قرب الأوان، واستدار الزمان، وآن له أن يشهد الآية الكربى وأبدت (خديجة) رغبتها لابن عمها بالاقتران من (محمد بن عبد الله) فوافقها.
وغادرت إلى دار هاشم ثم أرسلت نفيسة إلى محمد صلى الله عليه وسلم تذكرها عنده وتعرض عليه نفسها، فقال صلى الله عليه وسلم لنفيسة:
- ما بيدي ما أتزوج به ..
- قالت: فإن كفيت ذلك .. ودعيت إلى الجمال والشرف .. ألا تجيب؟
- قال: فمن هي؟
- قالت: خديجة.
- قال: خديجة بنت خويلد.
- قالت: نعم.
- قال في ابتهاج: وكيف لي بذلك؟
- قالت: أنا أفعل.
- فقال صلى الله عليه وسلم: وأنا رضيت.
الزواج الميمون:
عمت الفرحة بيوت الهاشميين، وتناقل الناس النبأ العظيم
وتقدم: (أبو طالب) يفتتح الحفل بالخطبة. فقال: الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل وجعل لنا بيتًا محجوبًا وحرمًا آمنًا، وجعلنا حكامًا على الناس.
أما بعد .. فإن ابن أخي هذا (محمد بن عبد الله) لا يوزن برجل إلا رجح به شرفًا ونبلاً وفضلاً وعقلا، وإذا كان في المال كل فإن المال ظل زائل وأمر حائل.
و(محمد) من قد عرفتم قرابته وقد خطب (خديجة بنت خويلد) وبذل ما عاجله خمسمائة درهم وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم وخطر جليل جسيم.
ثم تكلم ورقة بن نوفل ابن عم خديجة فقال:
الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت وفضلنا على ما عددت، فنحن سادة العرب وقادتها وأنتم أهل ذلك كله، لا تنكر العشيرة فضلكم، ولا يرد أحد عن الناس فخركم وشرفكم وقد غبنا في الاتصال بحيلكم وشرفكم فاشهدوا علي يا معشر قريش بأني قد زوجت (خديجة بنت خويلد) من (محمد بن عبد الله) على الصداق المسمى. ثم سكت .. فقال له أبو طالب قد أحببت أن يشركك عمها، فقام عمرو بن أسد فقال: اشهدوا علي يا معشر قريش أني قد أنكحت (محمد بن عبد الله)(خديجة بنت خويلد) فهو والله الفحل الذي لا يقرع أنفه .. ثم احتفل بالزفاف وأمرت خديجة مواليها أن يضربن بالدفوف ويغنين، وقال أبو طالب: الحمد لله الذي أذهب عنا الكرب ودفع عنا الغموم .. وتأسس البيت النبوي الكريم.