المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌441 - عمر بن الخطاب القرشي - المسند المصنف المعلل - جـ ٢٢

[مجموعة من المؤلفين]

الفصل: ‌441 - عمر بن الخطاب القرشي

‌441 - عمر بن الخطاب القرشي

(1)

أَبو حفص العدوي

كتاب الإيمان

9967 -

عن علقمة بن وقاص الليثي، قال: سمعت عمر بن الخطاب على المنبر يخبر بذلك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو إلى امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه»

(2)

.

- وفي رواية: «يا أيها الناس، إنما الأعمال بالنية، وإنما لامرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن هاجر إلى دنيا يصيبها، أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه»

(3)

.

أخرجه الحُميدي (28) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» (168) قال: حدثنا سفيان. وفي 1/ 43 (300) قال: حدثنا يزيد. و «البخاري» 1/ 2 (1) قال: حدثنا الحميدي عبد الله بن الزبير، قال: حدثنا سفيان. وفي 1/ 21 (54) قال: حدثنا عبد الله بن مَسلَمة، قال: أخبرنا مالك. وفي 3/ 190 (2529) قال: حدثنا محمد بن كثير، عن سفيان. وفي 5/ 72 (3898) قال: حدثنا مُسدد، قال: حدثنا حماد، هو ابن زيد.

(1)

قال البخاري: عمر بن الخطاب بن نفيل أَبو حفص، العدوي، القرشي، رضي الله عنه، توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنه راض، وشهد له بالجنة. «التاريخ الكبير» 6/ 138.

(2)

اللفظ للحميدي.

(3)

اللفظ للبخاري (6953).

ص: 83

وفي 7/ 4 (5070) قال: حدثنا يحيى بن قَزَعة، قال: حدثنا مالك. وفي 8/ 175 (6689) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد الوَهَّاب. وفي 9/ 29 (6953) قال: حدثنا أَبو النعمان، قال: حدثنا

⦗ص: 84⦘

حماد بن زيد. و «مسلم» 6/ 48 (4962) قال: حدثنا عبد الله بن مَسلَمة بن قعنب، قال: حدثنا مالك. وفي (4963) قال: حدثنا محمد بن رُمح بن المهاجر، قال: أخبرنا الليث (ح) وحدثنا أَبو الربيع العتكي، قال: حدثنا حماد بن زيد (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الوَهَّاب، يعني الثقفي (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا أَبو خالد الأحمر، سليمان بن حَيَّان (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نُمير، قال: حدثنا حفص، يعني ابن غياث، ويزيد بن هارون (ح) وحدثنا محمد بن العلاء الهمداني، قال: حدثنا ابن المبارك (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. و «ابن ماجة» (4227) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون (ح) وحدثنا محمد بن رُمح، قال: أخبرنا الليث بن سعد. و «أَبو داود» (2201) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. و «التِّرمِذي» (1647) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الوَهَّاب الثقفي. و «النَّسَائي» 1/ 58 قال: أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي، عن حماد (ح) والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم، قال: حدثني مالك (ح) وأخبرنا سليمان بن منصور، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك. وفي 6/ 158، وفي «الكبرى» (5601) قال: أخبرنا عَمرو بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن مَسلَمة، قال: حدثنا مالك (ح) والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم، قال: أخبرني مالك. وفي 7/ 13، وفي «الكبرى» (4717) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا سليمان

(1)

بن حيان.

(1)

تحرف في المطبوع إلى: «سليم» ، وجاء على الصواب في «السنن الكبرى» (4717).

ص: 83

وفي «الكبرى» (78) قال: أخبرنا سليمان بن منصور البلخي، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك (ح) وأخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي «الكبرى» (11804) عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك. و «ابن خزيمة» (142 و 455) قال: حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي الحارثي، وأحمد بن عَبدة الضبي، قالا: حدثنا حماد بن زيد. وفي (143) قال: حدثنا محمد بن الوليد، قال: حدثنا عبد الوَهَّاب، يعني ابن عبد المجيد الثقفي. و «ابن حِبَّان» (388) قال: أخبرنا علي بن محمد القباني، قال: حدثنا عبد الله بن هاشم الطوسي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان. وفي (389) قال: أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان، قال: حدثنا

⦗ص: 85⦘

أبي، قال: حدثنا عيسى بن يونس. وفي (4868) قال: أخبرنا العباس بن أحمد بن حسان السامي، بالبصرة، قال: حدثنا الصلت بن مسعود الجَحدري، قال: حدثنا عمر بن علي.

جميعهم (سفيان بن عُيينة، ويزيد بن هارون، ومالك بن أنس، وسفيان الثوري، وحماد بن زيد، وعبد الوَهَّاب الثقفي، والليث بن سعد، وأَبو خالد الأحمر، سليمان بن حَيَّان، وحفص بن غياث، وعبد الله بن المبارك، ويحيى بن سعيد القطان، وعيسى بن يونس، وعمر بن علي) عن يحيى بن سعيد الأَنصاري، قال: أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي، أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول، فذكره

(1)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وقد روى مالك بن أنس، وسفيان الثوري، وغير واحد من الأئمة هذا عن يحيى بن سعيد، ولا نعرفه إلا من حديث يحيى بن سعيد الأَنصاري.

قال: عبد الرَّحمَن بن مهدي: ينبغي أن نضع هذا الحديث في كل باب.

(1)

المسند الجامع (10626)، وتحفة الأشراف (10612)، وأطراف المسند (6640).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (37)، والبزار (257)، وابن الجارود (64)، وأَبو عَوانة (7438: 7440)، والطبراني في «الأوسط» (40 و 7050)، والدارقُطني (131)، والبيهقي 1/ 41 و 215 و 298 و 2/ 14 و 4/ 235 و 5/ 39 و 6/ 331 و 7/ 341، والبغوي (1 و 206).

ص: 84

- فوائد:

- قال الدارقُطني: هو حديثٌ يرويه يحيى بن سعيد الأَنصاري، عن محمد بن إبراهيم، عن علقمة بن وقاص، عن عمر.

وهو حديث صحيح عنه.

وحدث بهذا الحديث شيخ من أهل الجزيرة يقال له: سهل بن صقير، عن الدراوَرْدي، وابن عُيينة، وأنس بن عياض، عن محمد بن عَمرو بن علقمة، عن محمد بن إبراهيم، عن علقمة بن وقاص، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ووهم على هؤلاء الثلاثة فيه.

وإنما رواه هؤلاء الثلاثة، وغيرهم عن يحيى بن سعيد الأَنصاري، لا عن محمد بن عَمرو.

⦗ص: 86⦘

وإنما رواه عن محمد بن عَمرو بن علقمة الربيع بن زياد الهمداني وحده، ولم يُتَابَع عليه إلا من رواية سهل بن صقير عن هؤلاء الثلاثة، وقد وهم عليه فيه.

والصحيح حديث يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم.

وروي عن حجاج بن أَرطَاة، عن محمد بن إبراهيم، عن علقمة بن وقاص، عن عمر.

قال ذلك زيد بن بكر بن خنيس، عن حجاج.

وروى هذا الحديث مالك بن أنس، واختُلِف عنه؛

فرواه عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخُدْري، ولم يُتَابَع عليه.

وأما أصحاب مالك الحفاظ عنه، فرووه عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عن علقمة بن وقاص، عن عمر، وهو الصواب. «العلل» (213).

ص: 85

9968 -

عن يحيى بن يَعمَر، قال: كان أول من قال في القدر بالبصرة معبد الجهني، فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرَّحمَن الحميري حاجين، أو معتمرين، فقلنا: لو لقينا أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر، فوفق لنا عبد الله بن عمر بن الخطاب داخلا المسجد، فاكتنفته أنا وصاحبي، أحدنا عن يمينه، والآخر عن شماله، فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي، فقلت: أبا عبد الرَّحمَن، إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرؤون القرآن، ويتقفرون العلم، وذكر من شأنهم، وأنهم يزعمون أن لا قدر، وأن الأمر أنف، قال: فإذا لقيت أولئك، فأخبرهم أني بريء منهم، وأنهم برآء مني، والذي يحلف به عبد الله بن عمر، لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه، ما قبل الله منه، حتى يؤمن بالقدر، ثم قال: حدثني أبي عمر بن الخطاب، قال:

«بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال:

⦗ص: 87⦘

يا محمد، أخبرني عن الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا، قال: صدقت، قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال: فأخبرني عن الإيمان، قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره، قال: صدقت، قال: فأخبرني عن الإحسان، قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، قال: فأخبرني عن الساعة، قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، قال: فأخبرني عن أمارتها، قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة، العالة، رعاء الشاء، يتطاولون في البنيان، قال: ثم انطلق، فلبثت مليا، ثم قال لي: يا عمر، أتدري من السائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنه جبريل، أتاكم يعلمكم دينكم»

(1)

.

(1)

اللفظ لمسلم (1).

ص: 86

ـ في رواية علي بن محمد، عن وكيع:«أن تلد الأمة ربتها» قال وكيع، يعني تلد العجم العرب.

- وفي رواية: «عن يحيى بن يَعمَر، قال: أول من تكلم في القدر معبد الجهني، قال: فخرجت أنا وحميد بن عبد الرَّحمَن الحميري، حتى أتينا المدينة، فقلنا: لو لقينا رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألناه عما أحدث هؤلاء القوم، قال: فلقيناه، يعني عبد الله بن عمر، وهو خارج من المسجد، قال: فاكتنفته أنا وصاحبي، قال: فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي، فقلت: يا أبا عبد الرَّحمَن، إن قوما يقرؤون القرآن، ويتقفرون العلم، ويزعمون أن لا قدر، وأن الأمر أنف، قال: فإذا لقيت أولئك، فأخبرهم أني منهم بريء، وأنهم مني برآء، والذي يحلف به عبد الله، لو أن أحدهم أنفق مثل أحد ذهبا ما قبل ذلك منه، حتى يؤمن بالقدر خيره وشره، قال: ثم أنشأ يحدث، فقال: قال عمر بن الخطاب: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فألزق ركبته بركبته، ثم قال: يا

⦗ص: 88⦘

محمد، ما الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، قال: فما الإسلام؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان، قال: فما الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإنك إن لم تكن تراه فإنه يراك، قال: في كل ذلك يقول له: صدقت، قال: فتعجبنا منه يسأله ويصدقه، قال: فمتى الساعة؟ قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، قال: فما أمارتها؟ قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة، العالة، رعاء الشاء، يتطاولون في البنيان، قال عمر: فلقيني النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بثلاث، فقال: يا عمر، هل تدري من السائل؟ ذاك جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم

(1)

»

(2)

.

(1)

في طبعة الرسالة: «معالم دينكم» .

(2)

اللفظ للترمذي (2610).

ص: 87

- وفي رواية: «عن يحيى بن يَعمَر، قال: خرجت أنا وحميد بن عبد الرَّحمَن الحميري حاجين، أو معتمرين، وقلنا: لعلنا لقينا رجلا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فنسأله عن القدر، فلقينا ابن عمر، فظننت أنه يكل الكلام إلي، فقلنا: يا أبا عبد الرَّحمَن، قد ظهر عندنا أناس يقرؤون القرآن، يتقفرون العلم تقفرا، يزعمون أن لا قدر، وأن الأمر أنف، قال: فإن لقيتهم، فأعلمهم أني منهم بريء، وهم مني برآء، والذي يحلف به ابن عمر، لو أن أحدهم أنفق مثل أحد ذهبا، ثم لم يؤمن بالقدر، لم يقبل منه، ثم قال: حدثني عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم جالسا، إذ جاء رجل شديد سواد اللحية، شديد بياض الثياب، فوضع ركبته على ركبة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، ما الإسلام؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، قال: صدقت، قال: فعجبنا من سؤاله إياه، وتصديقه إياه، قال: فأخبرني ما الإيمان، قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث بعد الموت، والقدر خيره وشره، حلوه ومره، قال: صدقت، قال: فعجبنا من سؤاله إياه، وتصديقه

⦗ص: 89⦘

إياه، قال: فأخبرني ما الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، قال: فأخبرني متى الساعة، قال: ما المسؤول بأعلم من السائل، قال: فما أمارتها؟ قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة، رعاء الشاء، يتطاولون في البنيان، قال: فتولى وذهب، فقال عمر: فلقيني النبي صلى الله عليه وسلم بعد ثالثة، فقال: يا عمر، أتدري من الرجل؟ قلت: لا، قال: ذاك جبريل، أتاكم يعلمكم دينكم»

(1)

.

(1)

اللفظ لابن حبان (168).

ص: 88

- وفي رواية: «بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل، فقال: يا رسول الله، ما الإسلام؟ قال: أن تسلم وجهك لله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، قال: فأخبره

(1)

بعرى الإسلام، قال: فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم؟ قال: نعم، قال: صدقت» وساق الحديث

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (38713) قال: حدثنا وكيع، عن كهمس بن الحسن. و «أحمد» (191) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا كهمس. وفي 1/ 51 (367) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا كهمس (ح) ويزيد بن هارون، قال: حدثنا كهمس. وفي 1/ 52 (368) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا كهمس. و «البخاري» في «خلق أفعال العباد» (199) قال: حدثنا أَبو النعمان، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا مطر الوراق. و «مسلم» 1/ 28 (1) قال: حدثني أَبو خيثمة زهير بن حرب، قال: حدثنا وكيع، عن كهمس (ح) وحدثنا عُبيد الله بن معاذ العنبري، وهذا حديثه، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا كهمس. وفي 1/ 29 (2) قال: حدثني محمد بن عُبيد الغبري، وأَبو كامل الجَحدري، وأحمد بن عَبدة، قالوا: حدثنا حماد بن زيد، عن مطر الوراق. و «ابن ماجة» (63) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن كهمس بن الحسن. و «أَبو داود» (4695) قال: حدثنا عُبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا كهمس. و «التِّرمِذي» (2610) قال: حدثنا أَبو عمار، الحسين بن

⦗ص: 90⦘

حريث الخُزاعي، قال: أخبرنا وكيع، عن كهمس بن الحسن.

(1)

وقع في طبعتي دار أطلس وعكاظ: «فأخبرني» ، والمُثبت عن «الإيمان والقدر» لابن بطة (828)، إذ أخرجه من طريق حماد بن زيد.

(2)

اللفظ للبخاري في «خلق أفعال العباد» .

ص: 89

وفي (2610 م 1) قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: أخبرنا ابن المبارك، قال: أخبرنا كهمس بن الحسن. وفي (2610 م 2) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا معاذ بن معاذ، عن كهمس. و «النَّسَائي» 8/ 97 قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا النضر بن شميل، قال: أنبأنا كهمس بن الحسن. و «أَبو يَعلى» (242) قال: حدثنا أَبو خيثمة، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا كهمس. و «ابن خزيمة» (2504) قال: حدثنا أَبو موسى، محمد بن المثنى، قال: حدثنا حسين بن الحسن، قال: حدثنا كهمس بن الحسن (ح) وحدثنا أَبو موسى، قال: حدثنا معاذ بن معاذ، قال: حدثنا كهمس. و «ابن حِبَّان» (168) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا محمد بن المنهال الضرير، قال: حدثنا يزيد بن زُريع، قال: حدثنا كهمس بن الحسن.

كلاهما (كهمس بن الحسن، ومطر الوراق) عن عبد الله بن بُريدة، عن يحيى بن يَعمَر، فذكره.

- قال أَبو الحسن القطان، راوي «السنن» عن ابن ماجة: حدثنا يحيى بن عبد الله، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المُقرِئ، قال: حدثنا كهمس، مثله.

- في رواية ابن أبي شيبة، وأحمد (191 و 367)، ومسلم (1) رواية معاذ العنبري، وأبي داود، وابن خزيمة:«ابن بُريدة» غير مُسَمى.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ صحيحٌ حسنٌ، قد رُوي من غير وجه نحوُ هذا.

وقد رُوي هذا الحديث عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

والصحيح هو: ابن عمر، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

• أَخرجه مسلم 1/ 30 (4) قال: حدثني حجاج بن الشاعر، قال: حدثنا يونس بن محمد. و «ابن خزيمة» (1 و 3065) قال: حدثنا أَبو يعقوب، يوسف بن واضح الهاشمي. و «ابن حِبَّان» (173) قال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، قال: حدثنا يوسف بن واضح الهاشمي.

ص: 90

كلاهما (يونس، ويوسف) عن مُعتَمِر بن سليمان، عن أبيه، عن يحيى بن يَعمَر، قال: قلت: يا أبا عبد الرَّحمَن، يعني لابن عمر، إن أقواما يزعمون أن ليس قدر، قال:

⦗ص: 91⦘

هل عندنا منهم أحد؟ قلت: لا، قال: فأبلغهم عني إذا لقيتهم؛ إن ابن عمر يبرأ إلى الله منكم، وأنتم برآء منه؛ حدثنا عمر بن الخطاب، قال:

«بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس، إذ جاء رجل ليس عليه سحناء سفر، وليس من أهل البلد، يتخطى حتى ورك، فجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، ما الإسلام؟ قال: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأن تقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتحج، وتعتمر، وتغتسل من الجنابة، وأن تتم الوضوء، وتصوم رمضان، قال: فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم؟ قال: نعم، قال: صدقت، قال: يا محمد، ما الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، وتؤمن بالجنة والنار، والميزان، وتؤمن بالبعث بعد الموت، وتؤمن بالقدر خيره وشره، قال: فإذا فعلت ذلك فأنا مؤمن؟ قال: نعم، قال: صدقت، قال: يا محمد، ما الإحسان؟ قال: الإحسان أن تعمل لله كأنك تراه، فإنك إن لا تراه فإنه يراك، قال: فإذا فعلت هذا فأنا محسن؟ قال: نعم، قال: صدقت، قال: فمتى الساعة؟ قال: سبحان الله، ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، ولكن إن شئت نبأتك عن أشراطها، قال: أجل، قال: إذا رأيت العالة، الحفاة، العراة، يتطاولون في البناء، وكانوا ملوكا، قال: ما العالة الحفاة العراة؟ قال: العريب، قال: وإذا رأيت الأمة تلد ربتها، فذلك من أشراط الساعة، قال: صدقت، ثم نهض فولى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي بالرجل، فطلبناه كل مطلب، فلم نقدر عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تدرون من هذا؟ هذا جبريل، أتاكم ليعلمكم دينكم، خذوا عنه، والذي نفسي بيده، ما شبه علي منذ أتاني قبل مرتي هذه، وما عرفته حتى ولى» .

ص: 90

ـ قال أَبو حاتم بن حبان: تفرد سليمان التيمي بقوله: «خذوا عنه» ، وبقوله:«تعتمر، وتغتسل، وتتم الوضوء»

(1)

.

⦗ص: 92⦘

• وأخرجه أحمد (184). ومسلم 1/ 29 (3) قال: حدثني محمد بن حاتم. و «أَبو داود» (4696) قال: حدثنا مُسَدَّد.

ثلاثتهم (أحمد بن محمد بن حنبل، ومحمد بن حاتم بن ميمون المعروف بالسمين، ومُسَدَّد بن مسرهد) عن يَحيى بن سعيد القطان، عن عثمان بن غياث، قال: حدثني عبد الله بن بُريدة، عن يَحيى بن يَعمَر، وحُميد بن عبد الرَّحمَن، قالا: لقينا عبد الله بن عمر، فذَكَرْنا القَدَر، وما يقولون فيه، فقال: إِذا رَجعتُم إِليهم فقولوا: إِن ابن عمر منكم بريءٌ، وأَنتم منه بُرآءُ، ثلاث مِرار، ثم قال: أَخبرني عمر ابن الخطاب؛

«أنهم بينا هم جلوس، أو قعود، عند النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجل يمشي، حسن الوجه، حسن الشعر، عليه ثياب بياض، فنظر القوم بعضهم إلى بعض: ما نعرف هذا، وما هذا بصاحب سفر، ثم قال: يا رسول الله، آتيك؟ قال: نعم، فجاء فوضع ركبتيه عند ركبتيه، ويديه على فخذيه، فقال: ما الإسلام؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، قال: فما الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، والجنة، والنار، والبعث بعد الموت، والقدر كله، قال: فما الإحسان؟ قال: أن تعمل لله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، قال: فمتى الساعة؟ قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، قال: فما أشراطها؟ قال: إذا العراة، الحفاة، العالة، رعاء الشاء، تطاولوا في البنيان، وولدت الإماء أربابهن، قال: ثم قال: علي الرجل، فطلبوه فلم يروا شيئا، فمكث يومين، أو ثلاثة، ثم قال: يا ابن الخطاب، أتدري من السائل عن كذا وكذا؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: ذاك جبريل، جاءكم يعلمكم دينكم، قال: وسأله رجل من جهينة، أو مزينة، فقال: يا رسول الله، فيما نعمل، أفي شيء قد خلا، أو مضى، أو في شيء يستأنف الآن؟ قال: في شيء قد خلا، أو مضى، فقال رجل، أو بعض القوم: يا رسول الله، ففيما نعمل؟ قال: أهل الجنة ييسرون لعمل أهل الجنة، وأهل النار ييسرون لعمل أهل النار» .

(1)

اللفظ لابن حبان (173).

ص: 91

قال يحيى: قال: هو كذا، يعني كما قرأت علي

(1)

.

- جعله من حديث يحيى بن يَعمَر، وحميد بن عبد الرَّحمَن، كلاهما عن ابن عمر، عن عمر

(2)

.

• وأخرجه أحمد (374) قال: حدثنا أَبو نُعيم، قال: حدثنا سفيان، عن علقمة بن مَرثد، عن سليمان بن بُريدة. وفي 1/ 53 (375) قال: حدثنا أَبو أحمد، قال: حدثنا سفيان، عن علقمة بن مَرثد، عن سليمان بن بُريدة. وفي 2/ 107 (5856) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا علي بن زيد. وفي (5857) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن إسحاق بن سويد. و «أَبو داود» (4697) قال: حدثنا محمود بن خالد، قال: حدثنا الفريابي، عن سفيان، قال: حدثنا علقمة بن مَرثد، عن سليمان بن بُريدة، بهذا الحديث يزيد وينقص.

ثلاثتهم (سليمان بن بُريدة، وعلي بن زيد، وإسحاق بن سويد) عن ابن يعمر، قال: قلت لابن عمر: إنا نسافر في الآفاق، فنلقى قوما يقولون لا قدر، فقال ابن عمر: إذا لقيتموهم، فأخبروهم أن عبد الله بن عمر منهم بريء، وأنهم منه برآء، ثلاثا، ثم أنشأ يحدث؛

«بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل فذكر من هيئته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادنه، فدنا، فقال: ادنه، فدنا، فقال: ادنه، فدنا، حتى كاد ركبتاه تمسان ركبتيه، فقال: يا رسول الله، أخبرني ما الإيمان، أو عن الإيمان؟ قال: تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر ـ قال سفيان: أراه قال: خيره وشره ـ قال: فما الإسلام؟ قال: إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصيام شهر رمضان، وغسل من الجنابة، كل ذلك، قال: صدقت، صدقت، قال القوم: ما رأينا رجلا أشد توقيرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا، كأنه يعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال:

⦗ص: 94⦘

يا رسول الله، أخبرني عن الإحسان؟ قال: أن تعبد الله، أو تعبده، كأنك تراه، فإن لا تراه فإنه يراك، كل ذلك نقول: ما رأينا رجلا أشد توقيرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا، فيقول: صدقت، صدقت، قال: أخبرني عن الساعة، قال: ما المسؤول عنها بأعلم بها من السائل، قال: فقال: صدقت، قال ذاك مرارا، ما رأينا رجلا أشد توقيرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا، ثم ولى».

(1)

اللفظ لأحمد (184).

(2)

المسند الجامع (10441)، وتحفة الأشراف (10572)، وأطراف المسند (6610).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (21)، وابن أبي عاصم (120 و 126)، والبزار (169 و 170)، والدارقُطني (2708)، والبيهقي 4/ 324، 349، و 10/ 203.

ص: 93

قال سفيان: فبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: التمسوه، فلم يجدوه، قال: هذا جبريل، جاءكم يعلمكم دينكم، ما أتاني في صورة إلا عرفته، غير هذه الصورة

(1)

.

- وفي رواية: «عن ابن يعمر، قال: سألت ابن عمر، أو سأله رجل: إنا نسير في هذه الأرض، فنلقى قوما يقولون: لا قدر، فقال ابن عمر: إذا لقيت أولئك، فأخبرهم أن عبد الله بن عمر منهم بريء، وهم منه برآء، قالها ثلاث مرات، ثم أنشأ يحدثنا، قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل، فقال يا رسول الله، أدنو؟ فقال: ادنه، فدنا رتوة، ثم قال: يا رسول الله، أدنو؟ فقال: ادنه، فدنا رتوة، ثم قال: يا رسول الله، أدنو؟ فقال: ادنه، فدنا رتوة، حتى كادت أن تمس ركبتاه ركبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ما الإيمان؟، فذكر معناه»

(2)

.

- وفي رواية: «عن يحيى بن يَعمَر، قلت لابن عمر: إن عندنا رجالا يزعمون أن الأمر بأيديهم، فإن شاؤوا عملوا، وإن شاؤوا لم يعملوا، فقال: أخبرهم أني منهم بريء، وأنهم مني برآء، ثم قال: جاء جبريل صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، ما الإسلام، فقال: تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، قال: فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم؟ قال: نعم، قال: صدقت، قال: فما الإحسان؟ قال: تخشى الله تعالى، كأنك تراه، فإن لا تك تراه فإنه يراك، قال: فإذا فعلت ذلك فأنا محسن؟ قال: نعم، قال: صدقت، قال: فما الإيمان؟ قال: تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث

⦗ص: 95⦘

من بعد الموت، والجنة والنار، والقدر كله، قال: فإذا فعلت ذلك فأنا مؤمن؟ قال: نعم، قال: صدقت»

(3)

.

- ورواية إسحاق بن سويد: «عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمثله، قال: وكان جبريل، عليه السلام، يأتي النبي صلى الله عليه وسلم في صورة دحية» .

- ليس فيه: «عن عمر» ، فصار من مسند عبد الله بن عمر

(4)

.

(1)

اللفظ لأحمد (374).

(2)

اللفظ لأحمد (375).

(3)

اللفظ لأحمد (5856).

(4)

المسند الجامع (7168)، وتحفة الأشراف (10572)، وأطراف المسند (5050).

ص: 94

ـ في رواية أحمد (374 و 375): «ابن يعمر» غير مُسَمى.

- قال التِّرمِذي (2610): والصحيح هو ابن عمر، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

- وقال أَبو داود: علقمة مرجئ.

• وأخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (5852) قال: أخبرنا أَبو داود، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أنبأنا شريك، عن الرُّكَين بن الربيع، عن يحيى بن يَعمَر (ح) وعن عطاء بن السائب، عن ابن بُريدة، قال: حججنا واعتمرنا، ثم قدمنا المدينة، فأتينا ابن عمر، فسألناه، فقلنا: يا أبا عبد الرَّحمَن، إنا نغزو في هذه الأرض، فنلقى قوما يقولون: لا قدر، فأعرض بوجهه عنا، ثم قال: إذا لقيت أولئك، فاعلم أن عبد الله بن عمر منهم بريء، وأنهم منه بُراءُ، ثم قال:

«بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل قد أقبل، حسن الوجه، حسن الشارة، طيب الريح، قال: فعجبنا لحسن وجهه وشارته، وطيب ريحه، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام، فقال: أأدنو يا رسول الله؟ قال: نعم، قال: فدنا ثم قام، قال: فعجبنا لتوقيره النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: أأدنو يا رسول الله؟ قال: نعم، فدنا حتى وضع فخذه على فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجله على رجله، ثم قال: يا رسول الله، ما الإيمان، قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والبعث من بعد الموت، والحساب، والقدر خيره وشره، وحلوه ومره، قال: صدقت، قال:

⦗ص: 96⦘

فتعجبنا لقوله لرسول الله صلى الله عليه وسلم: صدقت، ثم قال: يا رسول الله، ما الإسلام؟ قال: تشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، وتغتسل من الجنابة، قال: صدقت، قال: فتعجبنا لتصديقه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: يا رسول الله، ما الإحسان؟ قال: تخشى الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، قال: صدقت، قال: فتعجبنا لتصديقه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انكفأ راجعا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي بالرجل، فطلبناه فلم نجده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا جبريل جاء ليعلمكم أمر دينكم، وما أتاني قط إلا عرفته، إلا في صورته هذه»

(1)

.

(1)

المسند الجامع (7168 و 7169)، وتحفة الأشراف (7120).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «السُّنَّة» (172).

ص: 95

- وأخرجه ابن أبي شيبة (14915 و 31068) قال: حدثنا ابن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن محارب بن دثار، عن ابن بُريدة، قال: وردنا بالمدينة، فأتينا عبد الله بن عمر، فقلنا: يا أبا عبد الرَّحمَن، إنا نمعن في الأرض، فنلقى قوما يزعمون أن لا قدر، فقال: من المسلمين ممن يصلي للقبلة؟ قلنا: نعم، قال: فغضب، حتى وددت أني لم أكن سألته، ثم قال: إذا لقيت أولئك، فأخبرهم أن عبد الله بن عمر منهم بريء، وأنهم منه برآء، ثم قال: إن شئت حدثتك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: أجل، فقال:

«كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل جيد الثياب، طيب الريح، حسن الوجه، فقال: يا رسول الله، ما الإسلام؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، وتغتسل من الجنابة، قال: صدقت، فما الإيمان؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تؤمن بالله، واليوم الآخر، والملائكة، والكتاب، والنبيين، وبالقدر كله، خيره وشره، وحلوه ومره، قال: صدقت، ثم انصرف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي بالرجل، قال: فقمنا بأجمعنا، فلم نقدر عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا جبريل، أتاكم يعلمكم أمر دينكم» .

⦗ص: 97⦘

- لفظ (14915): «عن ابن بُريدة، قال: وردنا المدينة، فأتينا عبد الله بن عمر، فقال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل جيد الثياب، طيب الريح، حسن الوجه، فقال: السلام عليك يا رسول الله، فقال: وعليك، فقال: يا رسول الله، أدنو منك؟ فقال: ادنه، فدنا دنوة، فقلنا: ما رأينا كاليوم قط رجلا أحسن ثوبا، ولا أطيب ريحا، ولا أحسن وجها، ولا أشد توقيرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: يا رسول الله، أدنو منك؟ قال: نعم، فدنا دنوة، فقلنا مثل مقالتنا، ثم قال له الثالثة: أدنو منك، يا رسول الله؟ قال: نعم، حتى ألزق ركبتيه بركبة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله، ما الإسلام؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، وتغتسل من الجنابة، قال: صدقت، فقلنا: ما رأينا كاليوم قط رجلا، والله لكأنه يعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم» .

ص: 96

9969 -

عن أبي هريرة، قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أَبو بكر بعده، وكفر من كفر من العرب، قال عمر: يا أبا بكر، كيف تقاتل الناس، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أمرت أن أقاتل الناس، حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فمن قال: لا إله إلا الله، فقد عصم مني ماله ونفسه، إلا بحقه وحسابه على الله، قال أَبو بكر: والله، لأقاتلن ـ قال أَبو اليمان: لأقتلن ـ من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله، لو منعوني عَناقًا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها، قال عمر: فوالله، ما هو إلا أن رأيت أن الله، عز وجل، قد شرح صدر أَبي بكر للقتال، فعرفت أنه الحق»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي هريرة، قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف أَبو بكر بعده، وكفر من كفر من العرب، قال عمر لأَبي بكر: كيف تقاتل الناس، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس، حتى يقولوا: لا إله إلا الله،

⦗ص: 98⦘

فمن قال: لا إله إلا الله، عصم مني ماله ونفسه، إلا بحقه وحسابه على الله، فقال: والله، لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله، لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه، فقال عمر: فوالله، ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أَبي بكر للقتال، فعرفت أنه الحق»

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (117).

(2)

اللفظ للبخاري (7284 و 7285).

ص: 97

- وفي رواية: «عن أبي هريرة، قال: لما جمع أَبو بكر لقتالهم، فقال عمر: يا أبا بكر، كيف تقاتل الناس، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس، حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها، عصموا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحقها، قال أَبو بكر، رضي الله عنه: لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، والله، لو منعوني عَناقًا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها، قال عمر، رضي الله عنه: فوالله، ما هو إلا أن رأيت أن الله تعالى، قد شرح صدر أَبي بكر لقتالهم، فعرفت أنه الحق»

(1)

.

1 -

أخرجه أحمد (117) قال: حدثنا عصام بن خالد، وأَبو اليمان، قالا: أخبرنا شعيب بن أبي حمزة. وفي 1/ 47 (335) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد، قال: حدثنا رباح، عن معمر. و «البخاري» 2/ 131 (1399 و 1400) قال: حدثنا أَبو اليمان الحكم بن نافع، قال: أخبرنا شعيب بن أبي حمزة. وفي 2/ 147 (1456 و 1457) قال: حدثنا أَبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب (ح) وقال الليث: حدثني عبد الرَّحمَن بن خالد. وفي 9/ 19 (6924 و 6925) قال: حدثنا يحيى بن بُكير، قال: حدثنا الليث، عن عُقيل. وفي 9/ 115 (7284 و 7285) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث، عن عُقَيل. و «مسلم» 1/ 38 (32) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث بن سعد، عن عقيل. و «أَبو داود» (1556) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد الثقفي، قال: حدثنا الليث، عن عُقيل.

(1)

اللفظ للنسائي 6/ 6.

ص: 98

وفي (1557) قال: حدثنا ابن السَّرح، وسليمان بن داود، قالا:

⦗ص: 99⦘

أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس

(1)

. و «التِّرمِذي» (2607) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، عن عُقيل. و «النَّسَائي» 5/ 14 و 7/ 77، وفي «الكبرى» (2235 و 3418) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، عن عُقيل. وفي 6/ 5، وفي «الكبرى» (4284) قال: أخبرنا كثير بن عبيد، عن محمد بن حرب، عن الزبيدي. وفي 6/ 5 و 7/ 78، وفي «الكبرى» (3421 و 4285) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن مغيرة، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، عن شعيب. وفي 6/ 5، وفي «الكبرى» (4285) قال: أنبأنا كثير بن عبيد، قال: حدثنا بقية، عن شعيب. و «ابن حِبَّان» (216) قال: أخبرنا محمد بن عُبيد الله بن الفضل الكَلاعي، بحمص، قال: حدثنا عَمرو بن عثمان بن سعيد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة. وفي (217) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث، عن عُقيل. ستتهم (شعيب، ومعمر، وعبد الرَّحمَن بن خالد، وعقيل، ويونس، والزبيدي) عن ابن شهاب الزُّهْري، قال: أخبرني عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة بن مسعود.

2 -

وأخرجه النَّسَائي 6/ 6 و 7/ 78، وفي «الكبرى» (3423 و 4286) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا مُؤَمَّل بن الفضل، قال: حدثنا الوليد، قال: حدثني شعيب بن أبي حمزة، وسفيان بن عُيينة، وذكر آخر، عن الزُّهْري، عن سعيد بن المُسَيب.

⦗ص: 100⦘

كلاهما (عُبيد الله، وسعيد) عن أبي هريرة، فذكره

(2)

.

(1)

وردت هذه الرواية عند أبي داود، هكذا: حدثنا ابن السَّرْح، وسليمان بن داود، قالا: أَخبرنا ابن وهب، قال: أَخبرني يونس، عن الزُّهْري، قال: قال أَبو بكر: إِن حَقَّه أداءُ الزكاة. وقال: عِقالًا.

ورأى المِزِّي أن هذا الإسناد مُتصلٌ إلى أبي هريرة مثل إسناد قتيبة الذي سبقه عند أبي داود، ولذلك قرن الروايتين، في سياق: الزُّهْري، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة، عن أَبي هُريرة، به. «تُحفة الأشراف» .

لكن ابن حَجَر، في «النكت الظراف» على التحفة، استدرك ذلك على المِزِّي، فقال: قلتُ: رواية أبي داوُد، عن ابن السَّرْح، وسليمان، مُرسلٌ، عن الزُّهْري، عن أَبي بكرٍ، حسب.

ويؤيد المِزِّي؛ أَن الدَّارَقُطني ذكر يونس في مجموع الرواة الذين رَوَوْا هذا الحديث عن الزُّهْري، عن عُبيد الله بن عبد الله، عن أَبي هُريرة. انظر قول الدَّارَقُطني في الفوائد.

(2)

المسند الجامع (10442)، وتحفة الأشراف (10666)، وأطراف المسند (6680).

والحديث؛ أخرجه البزار (217)، والطبراني في «الأوسط» (941)، والبيهقي 4/ 104 و 7/ 4 و 8/ 176 و 9/ 182.

ص: 98

ـ قال البخاري عقب (7284 و 7285): قال ابن بكير، وعبد الله، عن الليث:«عَناقًا» وهو أصح.

- وقال أَبو داود: ورواه رباح بن زيد، وعبد الرزاق، عن مَعمَر، عن الزُّهْري، بإسناده، وقال بعضهم:«عقالا» ، ورواه ابن وهب، عن يونس، قال:«عَناقًا» .

- قال أَبو داود: قال شعيب بن أبي حمزة، ومعمر، والزبيدي، عن الزُّهْري، في هذا الحديث:«لو منعوني عَناقًا» ، وروى عنبسة، عن يونس، عن الزُّهْري، في هذا الحديث، قال:«عَناقًا» .

- وقال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وهكذا روى شعيب بن أبي حمزة، عن الزُّهْري، عن عُبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة.

وروى عمران القطان، هذا الحديث عن مَعمَر، عن الزُّهْري، عن أَنس بن مالك، عن أَبي بكر، وهو حديث خطأ وقد خولف عمران في روايته عن معمر.

م- عبد الرزاق (6916 و 10022 و 18718) قال: أخبرنا مَعمَر. و «ابن أبي شيبة» (29548 و 33782 و 38209) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سفيان بن حسين. و «أحمد» (239) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا مَعمَر.

ص: 100

كلاهما (مَعمَر بن راشد، وسفيان بن حسين) عن الزُّهْري، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة، قال: لما ارتد أهل الردة في زمان أَبي بكر، قال عمر: كيف تقاتل الناس يا أبا بكر، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوا: لا إله إلا الله، فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحقها وحسابهم على الله» .

⦗ص: 101⦘

فقال أَبو بكر: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله، لو منعوني عَناقًا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليها، قال عمر: فوالله، ما هو إلا أن رأيت أن الله قد شرح صدر أَبي بكر للقتال، فعرفت أنه الحق

(1)

.

- وفي رواية: «عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة، قال: لما ارتد من ارتد على عهد أَبي بكر، أَراد أَبو بكر أَن يجاهدهم، فقال عمر: أَتقاتلهم، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من شهد أَن لا إِله إِلا الله، وأَن محمدا رسول الله، حرم ماله، إِلا بحق وحسابهم على الله تعالى؟!، فقال أَبو بكر: أَنى لا أُقاتل من فرق بين الصلاة والزكاة؟! والله لأُقاتلن من فرق بينهما حتى أَجمعهما، قال عمر: فقاتلنا معه فكان رشدا، فلما ظفر بمن ظفر به منهم، قال: اختاروا مني خصلتين: إِما حرب مجلية، وإِما الخطة المخزية، قالوا: هذه الحرب المجلية قد عرفناها، فما الخطة المخزية؟ قال: تشهدون على قتلانا أَنهم في الجنة، وعلى قتلاكم أَنهم في النار، ففعلوا»

(2)

.

- ليس فيه: «أَبو هريرة» .

• وأخرجه البخاري 4/ 58 (2946) قال: حدثنا أَبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. و «مسلم» 1/ 38 (33) قال: حدثنا أَبو الطاهر، وحَرملة بن يحيى، وأحمد بن عيسى، قال أحمد: حدثنا، وقال الآخران: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ لابن أبي شيبة (33782).

ص: 100

و «النَّسَائي» 6/ 4، وفي «الكبرى» (4283) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن وهب، قال: أخبرني يونس. وفي 6/ 7، وفي «الكبرى» (4288) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن المغيرة، قال: حدثنا عثمان، عن شعيب (ح) وأخبرني عَمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شعيب. وفي

⦗ص: 102⦘

7/ 77، وفي «الكبرى» (3420) قال: الحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن وهب، قال: أخبرني يونس. وفي 7/ 78، وفي «الكبرى» (3422) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن المغيرة، قال: حدثنا عثمان، عن شعيب. و «ابن حِبَّان» (218) قال: أخبرنا محمد بن عُبيد الله بن الفضل الكَلاعي، بحمص، قال: حدثنا عَمرو بن عثمان، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة.

كلاهما (شعيب بن أبي حمزة، ويونس بن يزيد) عن ابن شهاب الزُّهْري، قال: حدثنا سعيد بن المُسَيب، أن أبا هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فمن قال: لا إله إلا الله، فقد عصم مني نفسه وماله، إلا بحقه، وحسابه على الله»

(1)

.

- قال البخاري: رواه عمر، وابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ليس فيه حديث عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنه

(2)

.

(1)

اللفظ للبخاري (2946).

(2)

المسند الجامع (12634)، وتحفة الأشراف (13152 و 13344).

والحديث؛ أخرجه البزار (7713)، وابن الجارود (1032)، والطبراني في «الأوسط» (1272)، والبيهقي 8/ 136 و 9/ 49 و 182.

ص: 101

ـ زاد في رواية ابن حِبان: «وأَنزل الله في كتابه، فذكر قوما استكبروا، فقال: {إِنَّهُم كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ يَسْتَكْبِرُونَ} وقال: {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى المُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى}، وهي: لا إِله إِلا الله، ومحمد رسول الله، استكبر عنها المشركون يوم الحُدَيبيَة»

(1)

.

• أَخرجه أحمد (67) و 2/ 423 (9469) قال: حدثنا محمد بن يزيد، قال: حدثنا سفيان بن حسين. وفي 2/ 528 (10852) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا

⦗ص: 103⦘

محمد بن أبي حفصة. و «النَّسَائي» 7/ 77، وفي «الكبرى» (3419) قال: أخبرنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا محمد بن يزيد، قال: حدثنا سفيان.

كلاهما (سفيان بن حسين، ومحمد بن أبي حفصة) عن ابن شهاب الزُّهْري، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة بن مسعود، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحقها، وحسابهم على الله، عز وجل.

قال: فلما كانت الردة، قال عمر لأَبي بكر: تقاتلهم، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كذا وكذا؟! قال: فقال أَبو بكر: والله لا أفرق بين الصلاة والزكاة، ولأقاتلن من فرق بينهما، قال: فقاتلنا معه، فرأينا ذلك رشدا»

(2)

.

- وفي رواية: «عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم، وحسابهم على الله. قال: فلما قام أَبو بكر، وارتد من ارتد، أراد أَبو بكر قتالهم، قال عمر: كيف تقاتل هؤلاء القوم وهم يصلون، قال: فقال أَبو بكر: والله لأقاتلن قوما ارتدوا عن الزكاة، والله لو منعوني عَناقًا مما فرض الله ورسوله لقاتلتهم، قال عمر: فلما رأيت الله شرح صدر أَبي بكر لقتالهم، عرفت أنه الحق»

(3)

.

- جعل المرفوع منه، من رواية أبي هريرة أيضا

(4)

.

- قال أَبو عبد الرَّحمَن النَّسَائي: سفيان في الزُّهْري ليس بالقوي، وهو سفيان بن حسين.

(1)

قال ابن مَنده: أرى هذه الزيادة من قول الزهري. «الإيمان» 1/ 360.

وقال ابن كثير: الظاهر أنها مدرجة من كلام الزهري، والله أعلم. «تفسيره» 7/ 345.

(2)

اللفظ لأحمد (9469).

(3)

اللفظ لأحمد (10852).

(4)

المسند الجامع (12635)، وتحفة الأشراف (10666)، وأطراف المسند (7828 و 9980).

ص: 102

- فوائد:

- قال علي بن المديني: رواه صالح، عن ابن شهاب، عن ابن المُسَيب، عن أبي هريرة.

⦗ص: 104⦘

ورواه عقيل، فخالفه صالح في إسناده.

فرواه عن عُبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة عن عمر بن الخطاب.

ورواه ابن عُيينة، عن أبي هريرة مُرسلًا.

ورواه مَعمَر، عن الزُّهْري، عن عُبيد الله، مُرسلًا.

ورواه سفيان بن حسين، عن الزُّهْري، عن عُبيد الله، عن أبي هريرة.

ورواه عمران القطان، فخالفهم جميعا، فرواه عن مَعمَر، عن الزُّهْري، عن أَنس، عن أَبي بكر.

والحديث حديث عُبيد الله. «العلل» (158).

- وقال الدارقُطني: هو حديثٌ يرويه الزُّهْري، واختُلِف عنه؛

فممن رواه عنه على الصواب: شعيب بن أبي حمزة، ويحيى بن سعيد الأَنصاري، ومحمد بن الوليد الزبيدي، ويونس، وعُقيل، وعبد الرَّحمَن بن خالد بن مسافر، والنعمان بن راشد، وسفيان بن حسين، وسليمان بن كثير، ومحمد بن إسحاق، وجعفر بن برقان، وعبد الرَّحمَن بن يزيد بن تميم، فرووه، عن الزُّهْري، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة، عن أبي هريرة، قال: قال عمر لأَبي بكر.

واختلف عن سفيان بن حسين؛

فأسنده عنه محمد بن يزيد الواسطي، عن الزُّهْري، عن عُبيد الله، عن أبي هريرة.

وأرسله يزيد بن هارون، فأسقط منه أبا هريرة.

ورواه مَعمَر بن راشد، واختُلِف عنه؛

فأسنده رباح بن زيد، عن مَعمَر، عن الزُّهْري، عن عُبيد الله، عن أبي هريرة بمتابعة من تقدم حديثه.

وأرسله عبد الرزاق عن مَعمَر، عن الزُّهْري، عن عُبيد الله، لم يذكر أبا هريرة.

ص: 103

ورواه عمران القطان، عن معمر، وقال: عن الزُّهْري، عن أَنس بن مالك، عن أَبي بكر، ووهم فيه على معمر.

ورواه يحيى بن أَبي أُنيسة، عن الزُّهْري، عن سعيد بن المُسَيب، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم ووهم أيضا في ذكر سعيد.

⦗ص: 105⦘

ورواه صالح بن أبي الأخضر، فقال: عن الزُّهْري، عن سعيد، وأبي سلمة، عن أبي هريرة.

ورواه الوليد بن مسلم، عن شعيب، ومرزوق بن أبي الهذيل، وسفيان بن عُيينة، عن الزُّهْري، عن سعيد، عن أبي هريرة.

ووهم فيه على شعيب، وعلى ابن عُيينة، لأن شعيبا يرويه عن الزُّهْري، عن عُبيد الله، عن أبي هريرة.

وابن عُيينة يرويه عن الزُّهْري مرسلا، لا يذكر فوقه أحدا.

والقول الأول هو الصواب. «العلل» (3).

- وقال الدارقُطني: يرويه الزُّهْري واختُلِف عنه؛

فرواه يحيى بن سعيد الأَنصاري، وابن أبي عتيق، ويونس بن يزيد، وشعيب بن أبي حمزة، وعبد الرَّحمَن بن خالد بن مسافر، والوليد بن محمد الموقري، وأَبو بكر الهذلي، عن الزُّهْري، عن سعيد بن المُسَيب، عن أبي هريرة.

ورواه محمد بن أبي حفصة، وسفيان بن حسين، عن الزُّهْري، عن عُبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة.

ورواه سليمان بن أبي داود الحراني، عن الزُّهْري، عن عُبيد بن عُمير الليثي، عن أبي هريرة.

وحديث سعيد بن المُسَيب هو الصحيح، وحديث عُبيد الله بن عبد الله أيضا.

وحدث به النضر بن شميل، عن صالح بن أبي الأخضر، عن الزُّهْري، عن سعيد بن المُسَيب، وأبي سلمة، عن أبي هريرة.

ولا يثبت فيه ذكر أبي سلمة. «العلل» (1687).

ص: 104

• حديث طلحة بن عُبيد الله، أن عمر رآه كئيبا، فقال: ما لك يا أبا محمد كئيبا، لعله ساءتك إمرة ابن عمك، يعني أبا بكر؟ قال: لا، وأثنى على أَبي بكر، ولكني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: كلمة لا يقولها عبد عند موته، إلا فرج الله عنه كربته، وأشرق لونه، فما منعني أن أسأله عنها إلا القدرة عليها، حتى مات، فقال له عمر: إني لأعلمها، فقال له طلحة: وما هي؟ فقال له عمر: هل تعلم كلمة هي أعظم من كلمة أمر بها عمه: لا إله إلا الله؟ فقال طلحة: هي والله هي.

سلف في مسند طلحة بن عُبيد الله، رضي الله تعالى عنه، برقم (4922).

• وحديث عثمان بن عفان، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد حقا، من قلبه، إلا حرم على النار، فقال له عمر بن الخطاب: أنا أحدثك ما هي، هي كلمة الإخلاص التي ألزمها الله، تبارك وتعالى، محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهي كلمة التقوى، التي ألاص عليها نبي الله صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب عند الموت: شهادة أن لا إله إلا الله» .

سلف في مسند عثمان بن عفان، رضي الله تعالى عنه، برقم (9140).

ص: 106

9970 -

عن عقبة بن عامر، قال: حدثني عمر، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«من مات يؤمن بالله واليوم الآخر، قيل له: ادخل من أي أَبواب الجنة الثمانية شئت» .

أخرجه أحمد (97) قال: حدثنا مُؤَمَّل، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا زياد بن مخراق، عن شهر، عن عقبة بن عامر، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10443)، وأطراف المسند (6637)، ومَجمَع الزوائد 1/ 32 و 49، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (87)، والمطالب العالية (2861).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (30).

ص: 106

- فوائد:

- قال الدارقُطني: رواه شعبة، ففحص عن إسناده، وبين علته وذكر أنه سمعه من أبي إسحاق، عن عبد الله بن عطاء، عن عقبة بن عامر، وأنه لقي عبد الله بن عطاء فسأله عنه، فأخبره أنه سمعه من سعد بن إبراهيم، وأنه لقي سعد بن إبراهيم، فسأله فأخبره أنه

⦗ص: 107⦘

سمعه من زياد بن مخراق، وأنه لقي زياد بن مخراق، فأخبره أنه سمعه من شهر بن حوشب، وأن الحديث فسد عند شعبة بذكر شهر بن حوشب فيه. «العلل» (149).

ص: 106

9971 -

عن أسلم العدوي، عن عمر بن الخطاب، قال:

«كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا، فقال: أَنبئوني بأَفضل أَهل الإِيمان إِيمانا؟ قالوا: يا رسول الله، الملائكة، قال: هم كذلك، ويحق لهم ذلك، وما يمنعهم وقد أَنزلهم الله المنزلة التي أَنزلهم بها؟ بل غيرهم، قالوا: يا رسول الله، الأَنبياء الذين أَكرمهم الله برسالته والنبوة، قال: هم كذلك، ويحق لهم ذلك، وما يمنعهم وقد أَنزلهم الله المنزلة التي أَنزلهم بها؟ بل غيرهم، قالوا: يا رسول الله، الشهداء الذين استشهدوا مع الأَنبياء، قال: هم كذلك، ويحق لهم، وما يمنعهم وقد أَكرمهم الله بالشهادة مع الأَنبياء؟ بل غيرهم، قالوا: فمن يا رسول الله؟ قال: أَقوام في أَصلاب الرجال، يأتون من بعدي، يؤمنون بي، ولم يروني، ويصدقون بي، ولم يروني، يجدون الورق المعلق فيعملون بما فيه، فهؤلاء أَفضل أَهل الإِيمان إِيمانا» .

أخرجه أَبو يَعلى (160) قال: حدثنا مصعب بن عبد الله، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن أبي حميد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره

(1)

.

(1)

المقصد العَلي (1499)، ومَجمَع الزوائد 10/ 65، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (73)، والمطالب العالية (2922).

والحديث؛ أخرجه؛ البزار (288).

ص: 107

- فوائد:

- قلنا: إسناده ضعيفٌ؛ قال عباس بن محمد الدُّوري: سمعتُ يحيى، يعني ابن مَعين، يقول: محمد بن أَبي حُميد، هو حماد بن أَبي حُميد، هو مَدَني، وليس حديثُه بشيءٍ. «تاريخه» (800).

- وقال عبد الله بن أَحمد بن حنبل: سمعتُ أَبي يقول: محمد بن أَبي حُميد، أَحاديثه أَحاديث مناكير. «العلل ومعرفة الرجال» (2811).

- وقال عبد الله بن أَحمد: قال أَبي: محمد بن أبي حميد، ليس هو بقوي في الحديث. «العلل ومعرفة الرجال» (3159).

- وقال البخاري: محمد بن أَبي حُميد، ويقال: حماد بن أَبي حُميد، المَدَني، مُنكر الحديث. «التاريخ الكبير» 1/ 70.

- وقال الترمذي: سأَلت محمدًا، يعني ابن إسماعيل البخاري، عن أَبي إِبراهيم، فقال: هو محمد بن أَبي حُميد، وهو حماد بن أَبي حُميد أَبو إِبراهيم الأَنصاري، وهو ضعيفٌ، ذاهبُ الحديث، لا أَروي عنه شيئًا. «ترتيب علل الترمذي الكبير» (461).

- وقال إِبراهيم بن يعقوب الجُوزْجَاني: واهي الحديث، ضعيف. «أحوال الرجال» (216).

- وقال عبد الرَّحمَن بن أَبي حاتم الرازي: سألتُ أبي عن محمد بن أبي حميد، فقال: كان رجلًا ضريرَ البصر، وهو منكر الحديث، ضعيف الحديث، مثل ابن أبي سَبرة، ويزيد بن عياض، يروي عن الثقات بالمناكير.

وقال عبد الرَّحمَن: سُئل أَبو زُرعة عن محمد بن أبي حميد، فقال: ضعيف الحديث. «الجرح والتعديل» 7/ 234.

- وذكره يعقوب بن سفيان في باب: مَن يُرغَب عن الرواية عنهم. «المعرفة والتاريخ» 3/ 40.

- وقال التِّرمِذي: ليس بالقوي عند أهل الحديث. «السنن» (2151 و 3585).

- وقال النَّسائي: حماد بن أَبي حُميد، ويُقال: محمد، مَدَني، ليس بثقة. «الضعفاء والمتروكين» (137).

- وقال ابن حِبان: كان كثيرَ الخطأ، فاحشَ الوهم، يروي المناكير عن المشاهير، حتى يسبق إلى القلب أَنه المُتَعمِّد لها، لا يجوز الاحتجاج بخبره. «المجروحين» 1/ 309.

- وقال ابن حِبَّان أيضًا: كان شيخا مُغفلا، يقلب الإِسناد ولا يفهم، ويلزق به المتن ولا يعلم، فلما كثر ذلك في أخباره بطل الاحتجاج بروايته. «المجروحين» 2/ 282.

- وذكره الدارقُطني في «الضعفاء والمتروكين» (481)، وقال مدني، عن ابن المُنكدِر، ونافع، وزيد بن أسلم.

- وقال ابن حَجر: ضعيفٌ. «تقريب التهذيب» (5836).

- وقال البزار: إِنما يعرف هذا الحديث، من حديث محمد بن أَبي حُميد، ومحمد رجل من أَهل المدينة، ليس بقوي، قد حدث عنه جماعة ثقات، واحتملوا حديثه، حدث بهذا الحديث، عن زيد بن أَسلم، عن أَبيه، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم وحدث أَيضًا بآخر، لم يُتابَع عليه. «مُسنده» (288).

ص: 107

- كتاب القدر

9972 -

عن أبي هريرة، عن عمر بن الخطاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«لا تجالسوا أهل القدر، ولا تفاتحوهم»

(1)

.

- وفي رواية: «لا تجالسوا أهل القدر، ولا تفاتحوهم الحديث»

(2)

.

أخرجه أحمد (206) قال: حدثنا أَبو عبد الرَّحمَن، قال: حدثني سعيد بن أَبي أَيوب. و «أَبو داود» (4710) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المُقرِئ أَبو عبد الرَّحمَن، قال: حدثني سعيد بن أَبي أَيوب. وفي (4720) قال: حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني ابن لَهِيعة، وعَمرو بن الحارث، وسعيد بن أَبي أَيوب. و «أَبو يَعلى» (245) قال: حدثنا أَبو خيثمة، وهارون بن معروف، وغيرهما، قالوا: حدثنا عبد الله بن يزيد المُقرِئ، قال: حدثنا سعيد بن أَبي أَيوب. وفي (246) قال: حدثنا القواريري، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، بإسناده نحوه. و «ابن حِبَّان» (79) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا أَبو خيثمة، وهارون بن معروف، قالا: حدثنا المُقرِئ، قال: حدثنا سعيد بن أَبي أَيوب.

ثلاثتهم (سعيد بن أَبي أَيوب، وعبد الله بن لَهِيعة، وعَمرو بن الحارث) عن عطاء بن دينار، عن حكيم بن شريك الهذلي، عن يحيى بن ميمون الحضرمي، عن ربيعة الجرشي، عن أبي هريرة، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ لأبي داود (4720).

(3)

المسند الجامع (10444)، وتحفة الأشراف (10669)، وأطراف المسند (6681).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم (330)، والبيهقي 10/ 204.

ص: 108

9973 -

عن عبد الله بن عمر، عن عمر؛

«أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أرأيت ما نعمل فيه، أقد فرغ منه، أو في شيء مبتدإ، أو أمر مبتدع؟ قال: فيما قد فرغ منه، فقال عمر: ألا نتكل؟ فقال: اعمل يا ابن الخطاب،

⦗ص: 109⦘

فكل ميسر، أما من كان من أهل السعادة فيعمل للسعادة، وأما أهل الشقاء فيعمل للشقاء»

(1)

.

- وفي رواية: «كل ميسر لما خلق له»

(2)

.

أخرجه أحمد (196) قال: حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحجاج. و «البخاري» في «خلق أفعال العباد» (293) قال: حدثنا علي بن حفص، قال: أنبأنا عبد الله.

ثلاثتهم (محمد بن جعفر، وحجاج بن محمد، وعبد الله بن المبارك) عن شعبة بن الحجاج، عن عاصم بن عُبيد الله، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن ابن عمر، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (196).

(2)

اللفظ للبخاري (293).

(3)

اللفظ للبخاري (293).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم (163)، والبزار (121).

ص: 108

ـ قال أَبو عبد الله البخاري (294): وتابعه غُندَر، والجدي، عن شعبة.

• أَخرجه أحمد (5140) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن. وفي 2/ 77 (5481) قال: حدثنا عفان. و «البخاري» في «خلق أفعال العباد» (291) قال: حدثنا آدم. وفي (292) قال: حدثنا حجاج. و «التِّرمِذي» (2135) قال: حدثنا بُندَار، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن مهدي. و «أَبو يَعلى» (5463) قال: حدثنا أَبو خيثمة، قال: حدثنا حَبَّان بن هلال. وفي (5571) قال: حدثنا محمد بن يحيى الزِّمَّاني، قال: حدثنا أَبو داود.

ستتهم (عبد الرَّحمَن بن مهدي، وعفان، وآدم، وحجاج، وحبان، وأَبو داود) عن شعبة، عن عاصم بن عُبيد الله، قال: سمعت سالم بن عبد الله يحدث، عن ابن عمر، قال:

«قال عمر: يا رسول الله، أرأيت ما نعمل فيه، أفي أمر قد فرغ منه، أو مبتدإ، أو مبتدع؟ قال: فيما قد فرغ منه، فاعمل يا ابن الخطاب، فإن كلا ميسر، أما من كان من أهل السعادة فإنه يعمل للسعادة، وأما من كان من أهل الشقاء فإنه يعمل للشقاء»

(1)

.

(1)

اللفظ لأحمد (5140).

ص: 109

- وفي رواية: «عن ابن عمر؛ أن عمر بن الخطاب قال: يا رسول الله، أرأيت ما نعمل فيه، أمر قد فرغ منه، أم أمر مبتدع، أو مبتدأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل ما فرغ منه، قال: يا رسول الله، أفلا نتكل؟ قال: اعملوا فكل ميسر، إنه من كان من أهل السعادة عمل للسعادة، ومن كان من أهل الشقاء عمل للشقاء»

(1)

.

- ليس فيه: «عن عمر»

(2)

.

- في رواية أبي داود: قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرني عاصم بن عُبيد الله، قال: سمعت ابن عبد الله بن عمر يحدث، عن أبيه.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

(1)

اللفظ لأبي يَعلى (5571).

(2)

المسند الجامع (8243)، وتحفة الأشراف (6764)، وأطراف المسند (4142)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (189).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (11)، وابن أبي عاصم (164).

ص: 110

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ عاصم بن عُبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخَطَّاب، العدوي المدني، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (2460).

- وقال الدارقُطني: يرويه عاصم بن عُبيد الله، واختُلِف عنه؛

فرواه شعبة، عن عاصم بن عُبيد الله، عن سالم، عن أبيه، عن عمر.

قال ذلك: غُندَر، والنضر بن شميل، ويعقوب الحضرمي.

وقال قيس بن الربيع، وشَبَابة، وعَمرو بن مرزوق: عن شعبة، أن عمر قال.

ورواه عبد الله العمري، عن عاصم بن عُبيد الله، وسالم أبي النضر، أن عمر قال: يا رسول الله، مُرسلًا.

والصحيح حديث شعبة الأول. «العلل» (107).

ص: 110

9974 -

عن عبد الله بن عمر، عن عمر، قال:

«لما نزلت: {فمنهم شقي وسعيد} ، سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، علام نعمل، على شيء قد فرغ منه، أو على شيء لم يفرغ منه؟ قال:

⦗ص: 111⦘

بل على شيء قد فرغ منه ياعمر، وجرت به المقادير، ولكن كل يعمل لما خلق له»

(1)

.

- وفي رواية: «لما نزلت هذه الآية: {فمنهم شقي وسعيد}، سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا نبي الله، فعلام نعمل؟ على شيء قد فرغ منه، أو على شيء لم يفرغ منه؟ قال: بل على شيء قد فرغ منه، وجرت به الأقلام، يا عمر، ولكن كل ميسر لما خلق له» .

أخرجه عَبد بن حُميد (20). والتِّرمِذي (3111) قال: حدثنا بندار.

كلاهما (عَبد بن حُميد، وبُنْدار محمد بن بشار) عن عبد الملك بن عَمرو أبي عامر العَقَدي، قال: حدثنا سليمان بن سفيان، قال: حدثنا عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، فذكره

(2)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوجه، لا نعرفه إلا من حديث عبد الملك بن عَمرو.

(1)

اللفظ لعَبد بن حُميد.

(2)

المسند الجامع (10677)، وتحفة الأشراف (10540).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم (170 و 181)، والبزار (168)، والطبري 12/ 577.

ص: 110

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه أَبو سفيان سليمان بن سفيان، واختُلِف عنه؛

فرواه معتمر، وأَبو عامر العَقَدي، عن سليمان بن سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن عمر.

وقيل: عن معتمر، عن سليمان بن سفيان، عن عَمرو بن دينار.

والصحيح: عبد الله بن دينار. «العلل» (112).

ص: 111

9975 -

عن أسلم العدوي، أن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن موسى قال: يا رب، أرنا آدم الذي أخرجنا ونفسه من الجنة، فأراه الله، عز وجل آدم، فقال: أنت أَبونا آدم؟ فقال له آدم: نعم، قال: أنت الذي نفخ الله

⦗ص: 112⦘

فيك من روحه، وعلمك الأسماء كلها، وأمر الملائكة فسجدوا لك؟ قال: نعم، قال: فما حملك على أن أخرجتنا ونفسك من الجنة؟ فقال له آدم: ومن أنت؟ قال: أنا موسى، قال: أنت نبي بني إسرائيل، الذي كلمك الله من وراء الحجاب، لم يجعل بينك وبينه رسولا من خلقه؟ قال: نعم، قال: أفما وجدت أن ذلك كان في كتاب الله قبل أن أخلق؟ قال: نعم، قال: فيم تلومني في شيء سبق من الله، عز وجل، فيه القضاء قبلي؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: فحج آدم موسى، فحج آدم موسى»

(1)

.

أخرجه أَبو داود (4702) قال: حدثنا أحمد بن صالح. و «أَبو يَعلى» (243) قال: حدثنا الحارث بن مسكين المصري.

كلاهما (أحمد بن صالح، والحارث) عن عبد الله بن وهب، قال: أخبرني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأبي داود.

(2)

المسند الجامع (10445)، وتحفة الأشراف (10397).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «السُّنَّة» (137)، وابن خزيمة في «التوحيد» (205).

ص: 111

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ هِشام بن سَعد، المَدَني، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (2183).

ص: 112

9976 -

عن عبد الله بن عمر، عن عمر، (قال أَبو محمد

(1)

: أكثر ظني أنه رفعه)، قال:

«التقى آدم وموسى، قال موسى لآدم: أنت أَبو الناس، أسكنك الله جنته، وأسجد لك ملائكته، قال آدم لموسى: أما تجده مكتوبا؟ قال: فحج آدم موسى، فحج آدم موسى» .

أخرجه أَبو يَعلى (244) قال: حدثنا محمد بن المثنى الزمن، قال: حدثنا عبد الملك بن الصباح المسمعي، قال: أخبرنا عمران، عن الرديني بن أبي مجلز، عن يحيى بن يَعمَر، عن ابن عمر، فذكره

(2)

.

(1)

أَبو محمد، هو عبد الملك بن الصباح.

(2)

أخرجه البزار (171: 173)، وابن خزيمة في «التوحيد» (58).

ص: 112

- فوائد:

- عمران، هو ابن حدير، البصري.

ص: 113

9977 -

عن مسلم بن يسار الجهني؛ أن عمر بن الخطاب سُئِل عن هذه الآية: {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين} ؟ فقال عمر بن الخطاب: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن الله، تبارك وتعالى، خلق آدم، ثم مسح ظهره بيمينه، فاستخرج منه ذرية، فقال: خلقت هؤلاء للجنة، وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره، فاستخرج منه ذرية، فقال: خلقت هؤلاء للنار، وبعمل أهل النار يعملون، فقال رجل: يا رسول الله، ففيم العمل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله إذا خلق العبد للجنة، استعمله بعمل أهل الجنة، حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة، فيدخله به الجنة، وإذا خلق العبد للنار، استعمله بعمل أهل النار، حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار، فيدخله به النار»

(1)

.

أخرجه مالك (2617)

(2)

. وأحمد (311) قال: حدثنا روح (ح) وحدثنا إسحاق. (قال أَبو عبد الرَّحمَن عبد الله بن أحمد بن حنبل: وحدثنا مصعب الزُّبَيري). و «أَبو داود» (4703) قال: حدثنا عبد الله بن مَسلَمة القَعنَبي.

(1)

اللفظ لمالك في «الموطأ» .

(2)

وهو في رواية أبي مصعب الزُّهْري، للموطأ (1873)، وسويد بن سعيد (644)، وورد في «مسند الموطأ» (367).

ص: 113

و «التِّرمِذي» (3075) قال: حدثنا الأَنصاري، قال: حدثنا معن. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (11126) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. و «ابن حِبَّان» (6166) قال: أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان، والحسين بن إدريس الأَنصاري، قالا: أخبرنا أحمد بن أَبي بكر.

سبعتهم (روح بن عبادة، وإسحاق بن عيسى، ومصعب الزُّبَيري، وعبد الله بن

⦗ص: 114⦘

مَسلَمة القَعنَبي، ومَعن بن عيسى، وقتيبة بن سعيد، وأحمد بن أَبي بكر أَبو مصعب الزُّهْري) عن مالك بن أنس، عن زيد بن أَبي أُنيسة، أن عبد الحميد بن عبد الرَّحمَن بن زيد بن الخطاب أخبره، عن مسلم بن يسار الجهني، فذكره.

- في رواية التِّرمِذي: «ابن أَبي أُنيسة» غير مُسَمى.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ، ومسلم بن يسار لم يسمع من عمر، وقد ذكر بعضهم في هذا الإسناد بين مسلم بن يسار وبين عمر رجلا.

• أَخرجه أَبو داود (4704) قال: حدثنا محمد بن المُصَفَّى، قال: حدثنا بقية، قال: حدثني عمر بن جعثم القرشي، قال: حدثني زيد بن أَبي أُنيسة، عن عبد الحميد بن عبد الرَّحمَن، عن مسلم بن يسار، عن نعيم بن ربيعة، قال: كنت عند عمر بن الخطاب

بهذا الحديث، وحديث مالك أتم

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10601)، وتحفة الأشراف (10654)، وأطراف المسند (6655).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم (196)، والبغوي (76).

ص: 113

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال ابن أبي حاتم: قال أَبو زُرعَة: مسلم بن يسار، عن عمر، مرسل.

سمعت أبي يقول: مسلم بن يسار لم يسمع من عمر، بينهما نعيم بن ربيعة. «المراسيل» (786 و 787).

- وقال الدارقُطني: يرويه زيد بن أَبي أُنيسة، عن عبد الحميد بن عبد الرَّحمَن بن زيد بن الخطاب، عن مسلم بن يسار، عن نعيم بن ربيعة، عن عمر.

حدث به عنه كذلك يزيد بن سنان أَبو فروة الرُّهاوي، وجود إسناده ووصله.

وخالفه مالك بن أنس، فرواه عن زيد بن أَبي أُنيسة، ولم يذكر في الإسناد نعيم بن ربيعة، وأرسله عن مسلم بن يسار، عن عمر.

وحديث يزيد بن سنان متصل، وهو أولى بالصواب، والله أعلم.

وقد تابعه عمر بن جعثم، فرواه عن زيد بن أَبي أُنيسة، كذلك قاله بَقيَّة بن الوليد عنه. «العلل» (235).

⦗ص: 115⦘

- قلنا: ولم يصب الدارقُطني في ترجيحه لرواية يزيد بن سنان الرُّهاوي، فهو متروك، ليس بشيء، وبَقيَّة بن الوليد ليس بثقة؛

قال ابن عبد البَر: هذا الحديث منقطع، بهذا الإسناد، لأن مسلم بن يسار هذا لم يلق عمر بن الخطاب، وبينهما في هذا الحديث نعيم بن ربيعة، وهو أيضا، مع هذا الإسناد، لا تقوم به حجة، ومسلم بن يسار هذا مجهول، وقيل: إنه مدني، وليس بمسلم بن يسار البصري.

حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: قرأت على يحيى بن مَعين، حديث مالك هذا، عن زيد بن أَبي أُنيسة، فكتب بيده على مسلم بن يسار: لا يعرف.

قال ابن عبد البَر: زيادة من زاد في هذا الحديث: نعيم بن ربيعة، ليست حجة، لأن الذي لم يذكره أحفظ، وإنما تقبل الزيادة من الحافظ المتقن، وجملة القول في هذا الحديث أنه حديث ليس إسناده بالقائم، لأن مسلم بن يسار، ونعيم بن ربيعة غير معروفين بحمل العلم. «التمهيد» 6/ 3.

ص: 114

- كتاب الطهارة

9978 -

عن عبد الله بن عمر، عن عمر، قال:

«رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أَبول قائما، فقال: يا عمر، لا تبل قائما» .

فما بلت قائمًا بعد

(1)

.

أخرجه عبد الرزاق (15924). وابن ماجة (308) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جُريج، عن عبد الكريم بن أبي المخارق أبي أُمية، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لابن ماجة.

(2)

المسند الجامع (10446)، وتحفة الأشراف (10569).

والحديث؛ أخرجه البزار (165)، وأَبو عَوانة (5898 و 5899)، والبيهقي 1/ 102.

ص: 115

• أخرجه ابن حبان (1423) قال: أخبرنا أَبو جابر، زيد بن عبد العزيز، بالموصل، قال: حدثنا إبراهيم بن إسماعيل الجوهري، قال: حدثنا إبراهيم بن موسى

⦗ص: 116⦘

الفراء، قال: حدثنا هشام بن يوسف، عن ابن جُريج، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لا تبل قائما» .

ليس فيه: «عن عمر» .

- قال أَبو حاتم بن حبان: أخاف أن ابن جُريج لم يسمع من نافع هذا الخبر.

• وأخرجه ابن أبي شيبة (1333) قال: حدثنا ابن إدريس، وابن نُمير، عن عُبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر، قال: ما بلت قائمًا منذ أسلمت. «موقوف»

(1)

.

(1)

مَجمَع الزوائد 1/ 206.

والحديث؛ أخرجه موقوفًا، البزار (149).

ص: 115

- فوائد:

- قال التِّرمِذي: حديث عمر، إنما روي من حديث عبد الكريم بن أبي المخارق، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر، قال: رآني النبي صلى الله عليه وسلم أَبول قائما، فقال: يا عمر، لا تبل قائما، فما بلت قائمًا بعد.

وإنما رفع هذا الحديث عبد الكريم بن أبي المخارق، وهو ضعيف عند أهل الحديث، ضعفه أيوب السَّخْتِياني، وتكلم فيه.

وروى عُبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال عمر: ما بلت قائمًا منذ أسلمت، وهذا أصحُّ من حديث عبد الكريم. «السنن» (12).

- وأخرجه ابن عَدي في «الكامل» 7/ 40، في مناكير عبد الكريم بن أبي المخارق، وقال: ولعبد الكريم بن أُمية من الحديث غير ما ذكرت، والضعف بين على كل ما يرويه.

ص: 116

9979 -

عن أبي الجنوب، قال: رأيت عليا يستقي ماء لوضوئه، فبادرته أستقي له، فقال: مه يا أبا الجنوب، فإني رأيت عمر يستقي ماء لوضوئه، فبادرته أستقي له، فقال: مه يا أبا الحسن؛

⦗ص: 117⦘

«فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستقي ماء لوضوئه، فبادرته أستقي له، فقال: مه يا عمر، فإني أكره أن يشركني في طهوري أحد» .

أخرجه أَبو يَعلى (231) قال: حدثنا أَبو هشام، قال: حدثنا النضر، يعني ابن منصور، قال: حدثنا أَبو الجنوب، فذكره

(1)

.

(1)

المقصد العَلي (134)، ومَجمَع الزوائد 1/ 227، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (543)، والمطالب العالية (96).

والحديث؛ أخرجه البزار «كشف الأستار» (260).

ص: 116

9980 -

عن أسلم العدوي، عن عمر بن الخطاب، أنه قال:

«رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة»

(1)

.

- وفي رواية: «عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أنه توضأ عام تبوك، واحدة واحدة»

(2)

.

- وفي رواية: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة، توضأ واحدة واحدة»

(3)

.

أخرجه أحمد (149) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لَهِيعة. وفي (151) قال: حدثنا يحيى بن غَيلان، قال: حدثنا رِشْدِين بن سعد. و «عَبد بن حُميد» (12) قال: أخبرنا الحسن بن موسى، قال: حدثنا عبد الله بن لَهِيعة. و «ابن ماجة» (412) قال: حدثنا أَبو كُريب، قال: حدثنا رِشْدِين بن سعد.

كلاهما (عبد الله بن لَهِيعة، ورِشْدِين) عن الضحاك بن شرحبيل أبي عبد الله الغافقي، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره

(4)

.

(1)

اللفظ لأحمد (149).

(2)

اللفظ لأحمد (151).

(3)

اللفظ لابن ماجة.

(4)

المسند الجامع (10447)، وتحفة الأشراف (10403)، وأطراف المسند (6526).

والحديث؛ أخرجه البزار (292).

ص: 117

- فوائد:

- قلنا إِسناده ضعيفٌ؛ عبد الله بن لَهيعَة ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (5997).

- ورِشدين بن سعد المِصري، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (1322).

- وقال التِّرمِذي: روى رِشْدِين بن سعد، وغيره، هذا الحديث، عن الضحاك بن شرحبيل، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب؛ «أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة» .

وليس هذا بشيء، والصحيح ما روى ابن عَجلان، وهشام بن سعد، وسفيان الثوري، وعبد العزيز بن محمد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم. «السنن» (42).

- وقال أَبو حاتم الرازي: هذا خطأ إنما هو زيد، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم. «علل الحديث» (72).

- وقال البزار: وهذا الحديث خطأ وأحسب أن خطأه أتى من قبل الضحاك بن شرحبيل، فرواه عنه رِشْدِين بن سعد، وعبد الله بن لَهِيعة، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر.

والصواب ما رواه الثقات عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس. «مسنده» (292).

- وأخرجه ابن عَدي في «الكامل» 4/ 82، في مناكير رِشْدِين، وقال: هكذا قال رِشْدِين في هذا الإسناد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر.

وقال عبد الله بن سنان الزُّهْري: عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر.

وجميعا خطأ والصواب: عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس.

- وقال الدارقُطني: هو حديثٌ يرويه ابن لَهِيعة، ورِشْدِين بن سعد، عن الضحاك بن شرحبيل، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر.

وخالفه عبد الله بن سنان، فرواه عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وكلاهما وهم.

والصواب: عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس.

كذا رواه الحفاظ عن زيد بن أسلم. «العلل» (170).

ص: 118

9981 -

عن جابر بن عبد الله، أَن عمر بن الخطاب أَخبره؛

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا توضأ لصلاة الظهر، فترك موضع ظفر على ظهر قدمه، فأبصره رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ارجع فأحسن وضوءك، فرجع فتوضأ، ثم صلى»

(1)

.

- وفي رواية: «رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا توضأ، فترك موضع الظفر على قدمه، فأمره أن يعيد الوضوء والصلاة، قال: فرجع»

(2)

.

أخرجه أحمد (134) قال: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا ابن لَهِيعة. وفي 1/ 23 (153) قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا ابن لَهِيعة. و «مسلم» 1/ 148 (497) قال: حدثني سلمة بن شبيب، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن أَعْيَن، قال: حدثنا معقل.

(1)

اللفظ لأحمد (153).

(2)

اللفظ لابن ماجة.

ص: 119

و «ابن ماجة» (666) قال: حدثنا حَرملة بن يحيى، قال: حدثنا ابن وهب (ح) وحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا زيد بن الحُبَاب، قالا: حدثنا ابن لَهِيعة.

⦗ص: 120⦘

كلاهما (عبد الله بن لَهِيعة، ومعقل بن عُبيد الله) عن أبي الزبير المكي، عن جابر، فذكره

(1)

.

• أَخرجه أَبو داود عقب (173) تعليقا، قال: وقد روي عن معقل بن عُبيد الله الجزري، عن أبي الزبير، عن جابر، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نَحوَه، قال: ارجع فأحسن وضوءك.

• وأخرجه ابن أبي شيبة (457) قال: حدثنا أَبو معاوية. و «أَبو يَعلى» (2312) قال: حدثنا ابن نُمير، قال: حدثنا محمد بن عبيد.

كلاهما (أَبو معاوية الضرير، ومحمد بن عبيد) عن سليمان الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر؛ أن عمر رأى في قدم رجل مثل موضع الفلس، لم يصبه الماء، فأمره أن يعيد الوضوء، ويعيد الصلاة.

- وفي رواية: «عن جابر؛ أن عمر رأى رجلا توضأ، فترك موضع الظفر على قدمه، فأمره بالإعادة» ، «موقوف» .

(1)

المسند الجامع (10448)، وتحفة الأشراف (10421)، وأطراف المسند (6539).

والحديث؛ أخرجه البزار (231 و 232)، وأَبو عَوانة (691 و 693)، والبيهقي 1/ 70.

ص: 119

ـ فوائد:

- قال أَبو الفضل بن عمار الشهيد: وجدت فيه، يعني في «صحيح مسلم» ، من حديث ابن أعين، عن معقل، عن أبي الزبير، عن جابر، عن عمر بن الخطاب أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا توضأ فترك موضع ظفر على قدمه.

وهذا الحديث إنما يعرف من حديث ابن لَهِيعة، عن أبي الزبير بهذا اللفظ، وابن لَهِيعة لا يحتج به.

وهو خطأ عندي، لأن الأعمش رواه، عن أبي سفيان، عن جابر، فجعله من قول عمر. «علل الأحاديث في كتاب الصحيح لمسلم» .

ص: 120

9982 -

عن عبد الله بن عمر، عن عمر، أنه قال:

«يا رسول الله، أينام أحدنا وهو جنب؟ قال: نعم، ويتوضأ» .

أخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (9020) قال: أخبرنا إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثني محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن الزُّهْري، عن سالم، عن ابن عمر، فذكره

(1)

.

- قال أبو عبد الرَّحمَن النَّسَائي: محمد بن كثيرٍ كثيرُ الغَلَط، إلا أنه رجلٌ صالحٌ

(2)

.

• أَخرجه عبد الرزاق (1088) عن مَعمَر، عن الزُّهْري، عن سالم، عن ابن عمر

(3)

؛

«سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أنام وأنا جنب؟ فقال: توضأ وضوءك للصلاة» .

قال سالمٌ: فكان ابن عمر إِذا أَراد أَن ينام، أَو يَطْعمَ، وهو جُنُبٌ، غسل فَرجَه، ووَجهَه، وَيدَيه، لا يزيدُ على ذلك.

(1)

المسند الجامع (10449)، وتحفة الأشراف (10533).

(2)

هذا القول مُثبت عن طبعة التأصيل للسنن الكبرى (9217).

(3)

كذا ورد في المطبوع، وقد أخرجه البزار (107) من طريق عبد الرزاق، عن مَعمر، عن الزُّهْري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب، أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أينام أحدنا وهو جنب؟ فقال: نعم، إذا توضأ وضوءَه للصلاة. زاد فيه:«عن عمر» .

ص: 121

- فوائد:

- قلنا: إسناده ضعيفٌ؛ محمد بن كثير هو ابن أبي عطاء الصَّنْعاني المِصِّيصي.

- قال صالح بن أَحمد بن حنبل: قال أَبي: محمد بن كثير لم يكن عندي ثقة، بلغني أَنه قيل له كيف سمعتَ من مَعمَر؟ قال: سمعتُ منه باليمن، بعث بها إليَّ إنسانٌ من اليمن. «الجرح والتعديل» 8/ 69.

⦗ص: 122⦘

- وقال حاتم بن الليث الجوهري: حدثنا أَحمد بن حنبل، وذَكَر محمد بن كثير، قال: ليس بشيء، يُحدث بأحاديث مناكير ليس لها أصل. «تاريخ دمشق» 55/ 123.

- وقال البخاري: كان أَحمد بن حنبل يحمل على محمد بن كثير، ويقول: كَتَب إِلى اليمن حتى حُمل إليه كتاب مَعمَر فرواه.

قال البخاري: وهو قريبٌ مما قال، يَروي مناكير. «ترتيب علل الترمذي الكبير» (599).

- وقال الآجُرِّي: سمعتُ أَبا داود ذكر محمد بن كثير المِصيصي، فقال: لم يكن يفهم الحديث. «سؤالاته» (1774).

- وقال أبو حاتم الرازي: كان رجلًا صالحًا، يسكن المِصيصة وأصله من صنعاء اليمن، وفي حديثه بعضُ الإنكار. «سؤلات الكتاني» (27).

- وقال العُقيلي: حَدَّث عن مَعمَر بمناكير، لا يتابع منها على شيء. «الضعفاء للعقيلي» 5/ 480.

- وقال أبو عبد الرَّحمَن النَّسَائي: محمد بن كثيرٍ كثيرُ الغَلَط، إلا أنه رجلٌ صالحٌ. «السنن الكبرى» (9217).

- وقال النَّسَائي أيضا: أَبو يوسف محمد بن كثير ليس بالقوي كثير الخطأ. «تاريخ دمشق» 55/ 121.

- وقال ابن عَدي: محمد بن كثير له روايات عن مَعمَر والأوزاعي خاصةً، أحاديث عداد مما لا يُتابِعه أَحدٌ عليه. «الكامل» 9/ 351.

- وقال ابن حَجر: صدوقٌ كثيرُ الغلط. «تقريب التهذيب» (6251).

- وقال الدارَقُطني: رواه الزُّهْري، عن سالم، عن ابن عمر، أَن عمر.

وكذلك قال يَحيى بن أَبي كثير، عن أَبي سلمة، عن ابن عمر، أَن عمر سأَل النبي صلى الله عليه وسلم، وهو المحفوظ المضبوط. «العلل» (110).

⦗ص: 123⦘

- رَوى نحوَ الحديث السابق:

- نافع، عن ابن عمر، عن عمر، وسلف برقم (6749).

- وأَبو قِلابة الجَرْمي، عن عمر، وسلف برقم (6749).

- وعبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن عمر، وسلف برقم (6750).

- وأَبو سلمة بن عبد الرَّحمَن، عن ابن عمر، عن عمر، وسلف برقم (6751).

ص: 121

9983 -

عن القوم الذين سألوا عمر بن الخطاب، قالوا له: إنما أتيناك نسألك عن ثلاث: عن صلاة الرجل في بيته تطوعا، وعن الغسل من الجنابة، وعن الرجل ما يصلح له من امرأته، إذا كانت حائضا؟ فقال: أسحار أنتم؛

«لقد سألتموني عن شيء ما سألني عنه أحد، منذ سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: صلاة الرجل في بيته تطوعا نور، فمن شاء نور بيته، وقال في الغسل من الجنابة: يغسل فرجه، ثم يتوضأ، ثم يفيض على رأسه ثلاثا، وقال في الحائض: له ما فوق الإزار» .

أخرجه أحمد (86) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، قال: سمعت عاصم بن عَمرو البَجَلي يحدث، عن رجل، عن القوم

(1)

الذين سألوا عمر بن الخطاب، فذكروه.

• أَخرجه ابن ماجة (1375 م) قال: حدثنا محمد بن أبي الحسين، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، قال: حدثنا عُبيد الله بن عَمرو، عن زيد بن أَبي أُنيسة، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن عَمرو، عن عمير مولى عمر بن الخطاب، عن عمر بن الخطاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، نحوه.

- سمى الرجل عُميرًا.

(1)

اختلفت النسخ الخطية فاختلفت طبعات «مسند أحمد» ، ففي النسخ الخطية: القادرية، والكتب المصرية (449 و 847)، وطبعتَيْ عالم الكتب والرسالة:«عن رجل من القوم» .

• والمُثبت عن النسخ الخطية: الظاهرية (11)، وعبد الله بن سالم البصري، والكتب المصرية (847)، والكتانية، والمحمودية، ومكتبة الحرم المَكِّي، ومكتبة الموصل، وطبعة المكنز، و «غاية المقصد في زوائد المسند» الورقة (36)، و «أطراف المسند» (6687)، و «إتحاف المَهَرة» وكلاهما لابن حَجر (15878) وفيه حَسَم ابن حَجَر الأمر، فترجم للحديث بقوله:«قومٌ لم يُسمَّوْا، عن عمر» ، ثم ساق إسناده، وفيهما:«عن رجل، عن القوم، به» .

- وقال ابن حزم: رويناه من طريق شعبة عن عاصم المذكور عن رجل، عن القوم الذين سألوا عمر. «المحلى» 10/ 77.

- وقال ابن كثير: رواه شعبة بن الحجاج، عن عاصم، عن رجل، عن القوم الذين سألوا عمر. «تاريخ دمشق» 25/ 287.

ص: 123

• وأخرجه عبد الرزاق (988) عن إسرائيل، عن أبي إسحاق. و «ابن أبي شيبة» (699) و 2/ 256 (6521) و 4/ 256:2 (17103) قال: حدثنا أَبو الأحوص، عن طارق. و «ابن ماجة» (1375) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أَبو الأحوص، عن طارق.

⦗ص: 124⦘

كلاهما (أَبو إسحاق السبيعي، وطارق بن عبد الرَّحمَن البَجَلي) عن عاصم بن عَمرو البَجَلي؛ أن نفرا من أهل الكوفة أتوا عمر بن الخطاب، فقالوا: جئناك نسألك عن ثلاث خصال: عن صلاة الرجل في بيته تطوعا، وعما يحل للرجل من امرأته حائضا، وعن الغسل من الجنابة؟ قال: أفسحرة أنتم؟ قالوا: لا، قال: أفكهنة أنتم؟ قالوا: لا، قال: من أين أنتم؟ قالوا: من العراق، قال: من أي العراق؟ قالوا: من أهل الكوفة، قال: لقد سألتموني عن خصال، ما سألني عنهن أحد، منذ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهن

، ثم ذكر مثل حديث معمر

(1)

.

- وفي رواية: «عن عاصم بن عَمرو، قال: خرج نفر من أهل العراق إلى عمر، فسألوه عن غسل الجنابة؟ فقال: سألتموني عن خصال، ما سألني عنها أحد، منذ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم غيركم! أما غسل الجنابة، فتوضأ وضوءك للصلاة»

(2)

.

- وفي رواية: «عن عاصم بن عَمرو؛ أن نفرا من أهل العراق قدموا على عمر، فسألوه عن صلاة الرجل في بيته؟ فقال عمر: ما سألني عنها أحد، مذ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها، فقال: صلاة الرجل في بيته نور، فنوروا بيوتكم»

(3)

.

(1)

اللفظ لعبد الرزاق (988).

(2)

اللفظ لابن أبي شيبة (699).

(3)

اللفظ لابن أبي شيبة (6521).

ص: 123

- وفي رواية: «عن عاصم بن عَمرو البَجَلي، قال: خرج ناس من أهل العراق، فلما قدموا على عمر، قال لهم: ممن أنتم؟ قالوا: من أهل العراق، قال: فبإذن جئتم؟ قالوا: نعم، فسألوه عما يحل للرجل من امرأته وهي حائض، فقال: سألتموني عن خصال، ما سألني عنهن أحد بعد أن سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: أما ما للرجل من امرأته، وهي حائض، فله ما فوق الإزار»

(1)

.

- وفي رواية: «عن عاصم بن عَمرو، قال: خرج نفر من أهل العراق إلى عمر، فلما قدموا عليه، قال لهم: ممن أنتم؟ قالوا: من أهل العراق، قال: فبإذن

⦗ص: 125⦘

جئتم؟ قالوا: نعم، قال: فسألوه عن صلاة الرجل في بيته، فقال عمر: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: أما صلاة الرجل في بيته فنور، فنوروا بيوتكم»

(2)

.

- ليس فيه بين عاصم بن عَمرو، وعمر بن الخطاب أحد

(3)

.

• وأخرجه عبد الرزاق (987 و 1238) عن مَعمَر، عن أبي إسحاق، عن رجل، يقال له: عاصم؛ أن رهطا، أتوا عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فسألوه عن صلاة الرجل في بيته تطوعا، وعما يحل للرجل من امرأته حائضا، وعن الغسل من الجنابة؟ فقال: أما صلاة الرجل في بيته تطوعا: فهو نور، فنوروا بيوتكم، وما خير بيت ليس فيه نور، وأما ما يحل للرجل من امرأته حائضا، فلك ما فوق الإزار ولا تطلعون على ما تحته حتى تطهر، وأما الغسل من الجنابة، فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اغسل رأسك ثلاث مرات، ثم أفض الماء على جلدك،

(4)

«موقوف» .

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة (17103).

(2)

اللفظ لابن ماجة (1375).

(3)

المسند الجامع (10451)، وتحفة الأشراف (10476 و 10621)، وأطراف المسند (6687)، ومَجمَع الزوائد 1/ 270 و 281، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (730).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (49 و 137)، والبيهقي 1/ 312.

(4)

لفظ (987).

ص: 124

- فوائد:

- قال الدارقُطني: هو حديثٌ رواه أَبو إسحاق السبيعي، وطارق بن عبد الرَّحمَن البَجَلي، والحجاج بن أَرطَاة، وعبد الرَّحمَن المَسعودي، ومالك بن مِغْوَل، وشعبة، والعلاء بن المُسَيب، وغيرهم، عن عاصم بن عَمرو البَجَلي، فاختلفوا عليه؛

فأما أَبو إسحاق، فرواه عنه زيد بن أَبي أُنيسة، ورقبة بن مصقلة، وأَبو حمزة السكري، فقالوا: عن عاصم بن عَمرو، عن عمير، أو ابن عمير.

ورواه زهير، ويونس بن أبي إسحاق، ويوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق، وإسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، وأَبو بكر بن عياش، وعبد الكبير بن دينار، وغيرهم، فرووه عن أبي إسحاق، عن عاصم بن عَمرو، عن نفر لم يُسَمِّهم، عن عمر، إلا أن يوسف بن أبي إسحاق، وأبا بكر بن عياش لم يذكرا بين عاصم وعمر أحدا.

⦗ص: 126⦘

ورواه ابن عَجلان، عن أبي إسحاق، فأرسله عن عمر.

ورواه طارق بن عبد الرَّحمَن، وحجاج بن أَرطَاة، ومالك بن مِغْوَل، عن عاصم مرسلا، عن عمر.

وقال المَسعودي، وشعبة: عن عاصم بن عَمرو، عَمَّن لم يُسَمِّه، عن عمر.

وقد أدرك عبد الله بن نُمير عاصم بن عَمرو هذا.

والحديث حديث زيد بن أَبي أُنيسة ومن تابعه، عن أبي إسحاق.

وروى هذا الحديث معاوية بن قرة، قال: حدثني أحد الرهط الثلاثة الذين سألوا عمر. «العلل» (216).

ص: 125

• حديث عبد الله بن عمر، أنه قال: رأيت سعد بن أبي وقاص يمسح على خفيه بالعراق، حين يتوضأ، فأنكرت ذلك عليه، قال: فلما اجتمعنا عند عمر بن الخطاب، قال لي: سل أباك عما أنكرت علي من مسح الخفين، قال: فذكرت ذلك له، فقال: إذا حدثك سعد بشيء، فلا ترد عليه؛

«فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمسح على الخفين» .

سلف في مسند سعد بن أبي وقاص برقم (4259).

ص: 126

9984 -

عن عبد الله بن عمر، عن عمر، قال:

«سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالمسح على الخفين: للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن، وللمقيم يوم وليلة» .

أخرجه أَبو يَعلى (171) قال: حدثنا أَبو كُريب، قال: حدثنا زيد، عن خالد بن أَبي بكر، قال: حدثنا سالم، عن ابن عمر، فذكره

(1)

.

(1)

المقصد العَلي (163)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (713).

والحديث؛ أخرجه البزار (128)، والدارقُطني (755).

ص: 126

- فوائد:

• قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال محمد بن إِسماعيل البُخاري: خالد بن أَبي بكر، منكر الحديث، وروى عنه زيد بن حباب مناكير. «ترتيب علل التِّرمِذي» (527).

- وقال البزار: هذا الحديث لم يرو عن عمر في التوقيت، إِلا من هذا الوجه.

وقد رواه عن عمر جماعة: عبد الله بن عمر، وعُبيد الله بن عمر، وغيرهما، فلم يذكروا فيه توقيتا.

وخالد بن أَبي بكر لَيِّنُ الحديث، وقد روى عنه غير واحد من أَهل العلم. «مُسنده» (128).

- وقال الدارَقُطني: رواه خالد بن أَبي بكر بن عُبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن سالم، عن أَبيه، عن عمر.

وأَغرب فيه بألفاظ لم يأت بها غيره، ذكر فيه المسح، وقال فيه: على ظهر الخُف، وذكر فيه التوقيت ثلاثًا للمسافر، ويومًا وليلة للمُقيم.

وخالد بن أَبي بكر العُمَري هذا ليس بقوي، قاله زيد بن الحُبَاب عنه. «العلل» (92).

ص: 127

9985 -

عن عبد الله بن عمر؛ أن عمر بن الخطاب سأله سعد بن أبي وقاص عن المسح على الخفين؟ فقال عمر:

«سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بالمسح على الخفين، إذا لبسهما وهما طاهرتان»

(1)

.

- وفي رواية: «عن ابن عمر؛ أن سعد بن أبي وقاص سأل عمر عن المسح، فقال عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالمسح على ظهر الخفين، إذا لبسهما وهما طاهرتان» .

أخرجه ابن أبي شيبة (1884). وأَبو يَعلى (170) قال: حدثنا أَبو كُريب محمد بن العلاء.

كلاهما (أَبو بكر بن أبي شيبة، وأَبو كُريب) عن زيد بن الحُبَاب، قال: حدثنا خالد بن أَبي بكر بن عُبيد الله العمري، قال: حدثني سالم، عن أبيه، فذكره

(2)

.

⦗ص: 128⦘

• أخرجه عبد الرزاق (766) عن ابن جُريج، قال: حدثني ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن ابن عمر، قال: إذا أدخل الرجل رجليه في الخفين، وهما طاهرتان، ثم ذهب للحاجة، ثم توضأ للصلاة، مسح على خفيه، وإن كان يقول: أمر بذلك عمر، «موقوف» .

• وأخرجه عبد الرزاق (767) عن مَعمَر، عن الزُّهْري، عن سالم بن عبد الله، عن ابن عمر، مثله.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(2)

المقصد العَلي (159)، ومَجمَع الزوائد 1/ 178، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (714).

والحديث؛ أخرجه الشاشي (57)، والطبراني في «الأوسط» (6862)، والدارقُطني (755)، والبيهقي 1/ 292.

ص: 127

- فوائد:

- انظر قول الدارقُطني في فوائد الحديث السابق.

ص: 128

9986 -

عن عبد الله بن عمر؛ أنه رأى سعد بن مالك وهو يمسح على الخفين، فقال: إنكم لتفعلون ذلك؟! فاجتمعا عند عمر، فقال سعد لعمر: أفت ابن أخي في المسح على الخفين، فقال عمر:

«كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نمسح على خفافنا، لا نرى بذلك بأسا» .

فقال ابن عمر: وإن جاء من الغائط؟ قال: نعم

(1)

.

أخرجه ابن ماجة (546). وابن خزيمة (184) كلاهما عن أبي عَمرو، عمران بن موسى الليثي القزاز، قال: حدثنا محمد بن سواء بن عنبر السدوسي، قال: حدثنا سعيد بن أبي عَروبَة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.

• أَخرجه عبد الرزاق (763). وأحمد (237) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا عُبيد الله

(2)

بن عمر، عن نافع، قال: رأى ابن عمر سعد بن مالك يمسح على خفيه، فقال ابن عمر: وإنكم لتفعلون هذا؟! فقال سعد: نعم، فاجتمعا عند عمر، فقال سعد: يا أمير المؤمنين، أفت ابن أخي في المسح على الخفين، فقال عمر:

«كنا ونحن مع نبينا صلى الله عليه وسلم نمسح على خفافنا» .

⦗ص: 129⦘

فقال ابن عمر: وإن جاء من الغائط والبول؟ فقال عمر: نعم، وإن جاء من الغائط والبول.

قال نافع: فكان ابن عمر، بعد ذلك، يمسح عليهما ما لم يخلعهما، وما يوقت لذلك وقتا.

(1)

اللفظ لابن ماجة.

(2)

في الطبعات الثلاث لـ «مصنف عبد الرزاق» ؛ التأصيل والمجلس العلمي والكتب العلمية: «عبد الله» ، وكما في تخريج الحديث عند أحمد، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أَخبرنا عُبيد الله بن عُمر، عن نافع، به، وعبد الرزاق يروي عن عُبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العُمَري، وعن أخيه عبد الله.

ص: 128

فحدثت به معمرا، فقال: حدثنيه أيوب، عن نافع، مثله

(1)

.

- لم يقل نافع: «عن ابن عمر» .

• وأخرجه عبد الرزاق (765) عن مَعمَر، عن أيوب، عن نافع

مثل حديث عبد الله بن عمر، حتى بلغ: وإن جاء من الغائط والبول.

• وأخرجه عبد الرزاق (762) عن ابن جُريج، قال: أخبرني نافع، عن ابن عمر، قال: أنكرت على سعد بن أبي وقاص، وهو أمير بالكوفة، المسح على الخفين، فقال: وعلي في ذلك بأس؟ وهو مقيم بالكوفة، فقال عبد الله: لما قال ذلك، عرفت أنه يعلم من ذلك ما لا أعلم، فلم أرجع إليه شيئا، ثم التقينا عند عمر، فقال سعد: استفت أباك فيما أنكرت علي في شأن الخفين، فقلت: أرأيت أحدنا إذا توضأ، وفي رجليه الخفان، عليه في ذلك بأس أن يمسح عليهما؟.

قال ابن جُريج: وزادني أَبو الزبير، قال: سمعت ابن عمر يحدث مثل حديث نافع إياي وزاد، عن عمر: إذا أدخلت رجليك فيهما وأنت طاهر. «موقوف»

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (10453)، وتحفة الأشراف (10570)، واستدركه محقق أطراف المسند 5/ 49.

والحديث، أخرجه البزار (138).

ص: 129

- فوائد:

- قال أَبو داود: قلت لأحمد: سعيد بن أبي عَروبَة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: كنا نمسح ونحن مع نبينا؟ قال: أسأل الله عافية. «سؤالاته» (2).

- وقال الدارقُطني: رواه عن ابن عمر جماعة، فرفعه بعضهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ووقفه بعضهم.

⦗ص: 130⦘

فرواه نافع، عن ابن عمر، عن عمر، فرفعه عنه قوم، ووقفه آخرون.

فممن رفعه عن نافع: أيوب السَّخْتِياني من رواية سعيد بن أبي عَروبَة، ومعمر، وعبد الله بن الزبير الباهلي.

ووقفه غيرهم عن أيوب.

ورواه شريك، عن عُبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

حدث عبد العزيز بن أبان، عن شريك، ولم يأت به غيره.

وأسنده أيضا عكرمة بن عمار، عن نافع، من رواية عنبسة بن عبد الواحد، عنه.

وخالفه النضر بن محمد، فرواه عن عكرمة بن عمار، ولم يصرح برفعه، وقال فيه: فإنه من السنة.

ورواه عبد الله بن عمر العُمَري، وأيوب السَّخْتِياني، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر مرفوعا.

وتابعهم محمد بن أبي حميد المدني، عن نافع، فرفعه أيضا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. «العلل» (92).

ص: 129

9987 -

عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، قال: كنت مع عمر، فأتاه رجل، فقال: إني رأيت الهلال، هلال شوال، فقال عمر: يا أيها الناس، أفطروا، ثم قام إلى عس فيه ماء، فتوضأ ومسح على خفيه، فقال له الرجل: والله، يا أمير المؤمنين، ما أتيتك إلا لأسألك عن هذا، أفرأيت غيرك فعله؟ فقال: نعم، خيرًا مني، وخير الأمة، رأيت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم فعل مثل الذي فعلت، وعليه جبة شامية، ضيقة الكمين، فأدخل يده من تحت الجبة، ثم صلى عمر المغرب

(1)

.

- وفي رواية: «عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، قال: كنت مع البراء بن عازب، وعمر بن الخطاب في البقيع، ينظر إلى الهلال، فأقبل راكب، فتلقاه عمر،

⦗ص: 131⦘

فقال: من أين جئت؟ فقال: من المغرب، قال: أهللت؟ قال: نعم، قال عمر: الله أكبر، إنما يكفي المسلمين الرجل، ثم قام عمر فتوضأ، فمسح على خفيه، ثم صلى المغرب، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع.

قال أَبو النضر: وعليه جبة ضيقة الكمين، فأخرج يده من تحتها ومسح.

(1)

اللفظ لأحمد (193).

ص: 130

أخرجه أحمد (193) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا إسرائيل بن يونس. وفي 1/ 44 (307) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا ورقاء (ح) وأَبو النضر، قال: حدثنا ورقاء.

كلاهما (إسرائيل بن يونس، وورقاء بن عمر) عن عبد الأعلى بن عامر الثعلبي، عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، فذكره

(1)

.

• أَخرجه عبد الرزاق (7343). وابن أبي شَيبة (9558) قال: حدثنا وكيع.

كلاهما (عبد الرزاق، ووكيع) عن سفيان، عن عبد الأعلى، عن ابن أبي ليلى؛ أن عمر بن الخطاب أجاز شهادة رجل في الهلال.

- لفظ عبد الرزاق: عن الثوري قال: سمعته، أو أخبرني من سمعه، يحدث، عن عبد الأعلى، عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، أن عمر بن الخطاب أجاز شهادة رجل واحد، في رؤية الهلال، في فطر، أو أضحى. «موقوف» .

(1)

المسند الجامع (10456)، وأطراف المسند (6630)، والمقصد العَلي (162 و 502)، ومَجمَع الزوائد 3/ 146، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (695 و 2169).

والحديث؛ أخرجه البيهقي 4/ 248 و 249.

ص: 131

- فوائد:

- قال عباس الدُّوري: سئل يحيى بن مَعين، عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، عن عمر؟ فقال: لم يره، فقلت له: الحديث الذي يروى: كنا مع عمر نتراءى الهلال؟ فقال: ليس بشيء. «تاريخه» (393).

- وقال ابن محرز: سمعت يحيى بن مَعين يقول: قال وكيع: لم يسمع عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى من عمر بن الخطاب شيئًا قط، ولا رآه. «سؤالاته» 2/ (801).

- وقال ابن أبي حاتم: قلت لأبي: يصح لعبد الرَّحمَن بن أبي ليلى سماع من عمر؟ قال: لا. «المراسيل» (450).

⦗ص: 132⦘

- وقال الدارقُطني: حدثنا أَبو بكر النيسابوري، قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرَّحمَن بن مهدي، عن سفيان، عن عبد الأعلى، عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، أن عمر أجاز شهادة رجل واحد في رؤية الهلال، في فطر، أو أضحى.

كذا رواه عبد الأعلى، عن ابن أبي ليلى، وعبد الأعلى ضعيف، وابن أبي ليلى لم يدرك عمر. «السنن» (2195).

- وقال الدارقُطني: يرويه عبد الأعلى بن عامر الثعلبي، عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، واختُلِف عنه؛

فرواه علي بن عبد الأعلى، عن أبيه، عن ابن أبي ليلى، عن البراء، عن عمر.

حدث به عنه: عَمرو بن أبي قيس، وشعبة بن الحجاج.

فأما عَمرو بن أبي قيس فأسنده.

ووقفه شعبة، ولم يذكر قصة المسح على الخفين.

ورواه إسرائيل بن يونس، وورقاء بن عمر، وأَبو عَوانة، وشريك، وإبراهيم بن طهمان، عن عبد الأعلى، عن ابن أبي ليلى، عن عمر، لم يذكروا فيه البراء بن عازب ورفعوه.

ورواه عيسى بن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن عمر، لم يذكر فيه البراء، ولم يرفعه.

والقول فيه عندي قول من قال: عن ابن أبي ليلى، عن عمر، لأن إبراهيم بن طهمان، وورقاء، قالا في روايتهما عن عبد الأعلى؛ أن ابن أبي ليلى كان جالسا مع البراء، وعمر بن الخطاب ينظر إلى الهلال.

وعبد الأعلى بن عامر ليس بالقوي عندهم، والله أعلم. «العلل» (143).

ص: 131

9988 -

عن عبد الله بن عمر، عن عمر، قال:

«رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على الخفين بالماء في السفر»

(1)

.

⦗ص: 133⦘

- وفي رواية: «أنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على خفيه في السفر» .

أخرجه ابن أبي شيبة (1885) قال: حدثنا الفضل بن دُكَين، ويحيى بن آدم. و «أحمد» (387) قال: حدثنا وكيع.

ثلاثتهم (الفضل، ويحيى، ووكيع بن الجراح) عن حسن بن صالح، عن عاصم بن عُبيد الله، عن سالم، عن ابن عمر، فذكره

(2)

.

• أَخرجه أحمد (128) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا خالد. وفي 1/ 49 (343) قال: حدثنا علي بن عاصم.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(2)

المسند الجامع (10454)، وأطراف المسند (6598).

والحديث، أخرجه البزار (122).

ص: 132

كلاهما (خالد بن عبد الله الواسطي، وعلي بن عاصم) عن يزيد بن أبي زياد الكوفي، عن عاصم بن عُبيد الله، عن أبيه، أو عن جَدِّه، الشك من يزيد، عن عمر بن الخطاب، قال:

«رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الحدث توضأ، ومسح على الخفين»

(1)

.

- وفي رواية: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ بعد الحدث، ومسح على خفيه، وصلى» .

• وأخرجه أحمد (216) قال: حدثنا سليمان بن داود أَبو داود، قال: حدثنا شَريك، عن عاصم بن عُبيد الله، عن أبيه، عن عمر، قال:

«رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على الخفين»

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (128).

(2)

المسند الجامع (10455)، وأطراف المسند (6572)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (695).

والحديث، أخرجه الطيالسي (14)، والبزار (263).

ص: 133

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ عاصم بن عُبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخَطَّاب، العدوي المدني، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (2460).

- وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي، وأَبا زُرعَة، عن حديث؛ رواه حسن بن صالح، عن عاصم بن عُبيد الله، عن سالم، عن أبيه، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم في المسح على الخفين.

ورواه ابن فضيل، وجرير، وعبد الرحيم بن سليمان، فقالوا: عن يزيد بن أبي زياد، عن عاصم، عن أبيه، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

⦗ص: 134⦘

ورواه خالد الواسطي، عن يزيد، عن عاصم، عن أبيه، أو عن عمه، عن عمر.

فأيهما الصحيح؟ قالا: عاصم مضطرب الحديث، والحسن بن صالح أحفظ من يزيد بن أبي زياد ومن شريك، وهو أشبه.

وقال أَبو زُرعَة: وحديث حسن بن صالح أصح، ولا يبعد أن يكون الاضطراب من عاصم.

قال أَبو زُرعَة: ورواه شريك فقال: عن عاصم، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن عمر. «علل الحديث» (11).

- وقال الدارقُطني: رواه سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن عمر، مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

حدث به عنه كذلك عاصم بن عُبيد الله بن عاصم بن عمر.

قال ذلك الحسن بن صالح، عن عاصم، وخالفه يزيد بن أبي زياد، واختلف عن يزيد؛

فقال خالد بن عبد الله الواسطي: عنه، عن عاصم بن عُبيد الله، عن أبيه، أو عن جَدِّه، عن عمر.

وقال ابن فضيل: عن يزيد بن أبي زياد، عن عاصم بن عُبيد الله، عن جَدِّه عمر.

وقال شريك: عن عاصم بن عُبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، أو عن عمر.

واختلف عن شريك، فقال عنه أَبو داود الطيالسي قولا آخر، عن عاصم بن عُبيد الله، عن أبيه، عن عمر.

والاضطراب في هذا من عاصم بن عُبيد الله، لأنه كان سيئ الحفظ.

ورواه أشرس بن عبيد، عن سالم، عن أبيه، عن عمر موقوفا عليه، غير مرفوع. «العلل» (92).

ص: 133

9989 -

عن عقبة بن عامر الجهني؛ أنه قدم على عمر بن الخطاب من مصر، فقال: منذ كم لم تنزع خفيك؟ قال: من الجمعة إلى الجمعة، قال: أصبت السنة.

⦗ص: 135⦘

أخرجه ابن ماجة (558) قال: حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، قال: حدثنا أَبو عاصم، قال: حدثنا حَيْوَة بن شريح، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الحكم بن عبد الله البلوي، عن عُلَي بن رباح اللخمي، عن عقبة بن عامر الجهني، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10457)، وتحفة الأشراف (10610).

والحديث؛ أخرجه الدارقُطني (756 و 757 و 766 و 767)، والبيهقي 1/ 280.

ص: 134

- فوائد:

- قال الدارقُطني: رواه موسى بن عُلَي بن رباح، عن أبيه، عن عقبة بن عامر؛ أنه مسح من الجمعة إلى الجمعة على خفيه.

وتابعه مُفَضَّل بن فَضالة، وابن لَهِيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الله بن الحكم البلوي، عن عُلَي بن رباح، فقالا: فيه أصبت السنة.

وخالفهم عَمرو بن الحارث، ويحيى بن أيوب، والليث بن سعد، فقالوا فيه: فقال عمر: أصبت، ولم يقولوا: السنة، كما قال من تقدمهم، وهو المحفوظ، والله أعلم.

ورواه جَرير بن حازم، عن يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عُلَي بن رباح، عن عقبة، وأسقط من الإسناد عبد الله بن الحكم البلوي، وقال فيه: أصبت السنة، كما قال ابن لَهِيعة والمفضل. «العلل» (148).

ص: 135

- كتاب الصلاة

9990 -

عن ابن جُريج، قال: مر عمر بن الخطاب بفتى وهو يصلي، فقال عمر: يا فتى، يا فتى، ثلاثا، حتى رأى عمر أنه قد عرف صوته، تقدم إلى السارية، لا يتلعب الشيطان بصلاتك، فلست برأي أقوله، ولكن سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه عبد الرزاق (2309) عن ابن جُريج، فذكره.

ص: 135

- فوائد:

- ـ قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ ابن جُريج لم يذكر الرجال الذين نقل عنهم عن أمير المؤمنين عُمر، ولذا قال أَبو الحسن بن القطان الفاسي: ذكره عبد الرزاق، عن ابن جُريج، وهذا فاحشُ الانقطاع. «بيان الوهم والإيهام» 2/ 244.

ص: 135

9991 -

عن سيار بن المعرور، قال: سمعت عمر يخطب، وهو يقول:

«إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى هذا المسجد، ونحن معه: المهاجرون والأنصار» .

فإذا اشتد الزحام، فليسجد الرجل منكم على ظهر أخيه، ورأى قوما يصلون في الطريق، فقال: صلوا في المسجد.

أخرجه أحمد (217) قال: حدثنا سليمان بن داود أَبو داود، قال: حدثنا سلام، يعني أبا الأحوص، عن سماك بن حرب، عن سيار بن المعرور، فذكره

(1)

.

• أخرجه ابن أبي شيبة (7828) قال: حدثنا أبو الأحوص، عن سِماك، عن سَيَّار بن مَعرور قال: رأى عمرُ قومًا يُصَلون على الطريق فقال: صَلُّوا في المسجد. «مختصرٌ على الموقوف» .

(1)

المسند الجامع (10458)، وأطراف المسند (6565)، ومَجمَع الزوائد 2/ 9، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (1550)، والمطالب العالية (505).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (70)، والبيهقي 3/ 182.

ص: 136

- فوائد:

- قال الدارَقُطني: هو حديثٌ يرويه سِماك بن حرب عنه، حَدث به عن سِماك: أَبو الأَحوص، وأَسباط بن نصر، واتفقا على أَنه سَيَّار ابن مَعرور.

وقال يَحيى بن مَعين: إِنما هو سَيَّار بن مَغرور، بالغَين.

ولستُ أَعلم من أَين أَخذ هذا، وسَيَّارٌ هذا مجهولٌ، ولا نعلمُ حَدَّث به عنه غير سِماك بن حرب، ولا نَعلمُه أَسند حديثًا غير هذا، والله أَعلم. «العلل» (179).

- وقال الدارقُطني: أما مَغرور، بالغين المعجمة، فهو مُختَلَفٌ فيه، هو سَيَّار بن المغرور، روى عنه سِمَاك بن حرب.

حدثنا أَبو بكر الشافعي، حدثنا جعفر بن الأَزهر، حدثنا المُفَضَّل الغَلَابي، قال: قال يحيى بن مَعين: سِمَاك بن حرب، عن سَيَّار بن المغرور.

وأخطأ أَبو الأَحوص فقال: سَيَّار بن المعرور.

وقال حسين بن حبان: قال أَبو زكريا يحيى بن مَعين: سَيَّار بن مَغرور، زعموا هو الصَّواب، معروف بالكوفة، قالها بالغين المعجمة. «المُؤتَلِف والمُختَلِف» 4/ 2039.

- وقال ابن ماكولا: قال البخاري: وقال أبو نُعيم: هو ابن مغرور، بالغين. «الإكمال» لابن ماكولا 4/ 424.

ص: 136

9992 -

عن نافع؛ أن عمر زاد في المسجد من الأسطوانة إلى المقصورة، وزاد عثمان، وقال عمر: لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«نبغي نزيد في مسجدنا، ما زدت فيه» .

⦗ص: 137⦘

أخرجه أحمد (330) قال: حدثنا حماد الخياط، قال: حدثنا عبد الله، عن نافع، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10459)، وأطراف المسند (6658)، ومَجمَع الزوائد 2/ 11، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (948)، والمطالب العالية (348).

والحديث؛ أخرجه البزار (157)، وفيه: عن نافع عن ابن عمر، عن عمر، وقال: هذا الحديث لا نعلمه يروى عن عمر إلا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه إلا العمري عن نافع.

ص: 136

- فوائد:

- عبد الله؛ هو ابن عمر، العمري.

ص: 137

9993 -

عن عَمرو بن ميمون، عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ما ساء عمل قوم قط، إلا زخرفوا مساجدهم» .

أخرجه ابن ماجة (741) قال: حدثنا جُبَارة بن المُغَلس، قال: حدثنا عبد الكريم بن عبد الرَّحمَن، عن أبي إسحاق، عن عَمرو بن ميمون، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10460)، وتحفة الأشراف (10620).

والحديث؛ أخرجه أَبو نُعيم 4/ 152.

ص: 137

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ جُبَارة بن المُغَلِّس الحِمَّاني الكوفي، متروك، متهمٌ بالكذب. انظر فوائد الحديث رقم (997).

ص: 137

• حديث ابن عمر، عن عمر بن الخطاب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«سبع مواطن لا تجوز فيها الصلاة: ظاهر بيت الله، والمقبرة، والمزبلة، والمجزرة، والحمام، وعطن الإبل، ومحجة الطريق» .

سلف في مسند عبد الله بن عمر، رضي الله تعالى عنهما، برقم (6789).

• وحديث سالم بن عبد الله، قال: كان عمر رجلا غيورا، فكان إذا خرج إلى الصلاة، اتبعته عاتكة ابنة زيد، فكان يكره خروجها، ويكره منعها، وكان يحدث، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

⦗ص: 138⦘

«إذا استأذنكم نساؤكم إلى الصلاة، فلا تمنعوهن» .

سلف في مسند عبد الله بن عمر، رضي الله تعالى عنهما، برقم (6791).

• وحديث ابن عمر، قال: قال عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لا تمنعوا إماء الله مساجد الله» .

سلف في مسند عبد الله بن عمر، رضي الله تعالى عنهما، برقم (6792).

ص: 137

أخرجه ابن أبي شيبة (7407) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. و «أحمد» (110) قال: حدثنا بَهز، قال: حدثنا أبان. وفي 1/ 20 (130) و 1/ 39 (270) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. وفي 1/ 39 (271) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبان. وفي 1/ 50 (355) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي 1/ 51 (364) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد (ح) وعبد الوَهَّاب، عن سعيد. و «الدَّارِمي» (1552) قال: أخبرنا عفان، قال: حدثنا همام. و «البخاري» 1/ 152 (581) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا هشام. وفي (581 م) قال: حدثنا مُسدد، قال: حدثني يحيى، عن شعبة. و «مسلم» 2/ 207 (1873) قال: حدثنا داود بن رشيد، وإسماعيل بن سالم، جميعا عن هُشيم، قال داود: حدثنا هُشيم، قال: أخبرنا منصور. وفي (1874) قال: وحدثنيه زهير بن حرب، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة (ح) وحدثني أَبو غسان المسمعي، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا سعيد (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي. و «ابن ماجة» (1250) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام. و «أَبو داود» (1276) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا أبان. و «التِّرمِذي» (183) قال: حدثنا أحمد بن مَنيع، قال: حدثنا هُشيم، قال: أخبرنا منصور، وهو ابن زاذان. و «النَّسَائي» 1/ 276، وفي «الكبرى» (367) قال: أخبرنا أحمد بن مَنيع، قال: حدثنا هُشيم، قال: أخبرنا منصور. و «أَبو يَعلى» (147) قال: حدثنا محمد بن الصباح، وزحَمُّويَهْ، قالا: حدثنا هُشيم، قال: حدثنا منصور. وفي (159) قال: حدثنا أَبو خيثمة، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، عن شعبة.

ص: 139

و «ابن خزيمة» (1271) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، يعني ابن جعفر (ح) وحدثنا الصَّنْعاني، قال: حدثنا خالد، يعني ابن الحارث، قالا: حدثنا شعبة. وفي (1272) قال: حدثنا أحمد بن مَنيع، قال: حدثنا هُشيم، قال: أخبرنا منصور، وهو ابن زاذان. وفي (2146) قال: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا هشام (ح) وحدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا همام.

⦗ص: 140⦘

ستتهم (همام بن يحيى، وأبان بن يزيد، وشعبة بن الحجاج، وسعيد بن أبي عَروبَة، وهشام الدَّستوائي، ومنصور بن زاذان) عن قتادة بن دعامة، قال: حدثني أَبو العالية، عن ابن عباس، فذكره

(1)

.

- صرح قتادة بالسماع، في رواية همام، عند أحمد (130 و 270)، ورواية شعبة، ومنصور، عنه.

- قال أَبو داود عقب (202): وقال شعبة: إنما سمع قتادة من أبي العالية أربعة أحاديث: حديث يونس بن متى، وحديث ابن عمر في الصلاة، وحديث القضاة ثلاثة، وحديث ابن عباس، قال: حدثني رجال مرضيون.

- وقال التِّرمِذي: حديث ابن عباس، عن عمر حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

قال علي بن المديني: قال يحيى بن سعيد: قال شعبة: لم يسمع قتادة من أبي العالية إلا ثلاثة أشياء: حديث عمر؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة بعد العصر، حتى تغرب الشمس، وبعد الصبح حتى تطلع الشمس، وحديث ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى»، وحديث علي:«القضاة ثلاثة» .

(1)

المسند الجامع (10464)، وتحفة الأشراف (10492)، وأطراف المسند (6585).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (29)، والبزار (184: 186)، وأَبو عَوانة (1123: 1127)، والطبراني في «الأوسط» (2548)، والبيهقي 2/ 451 و 452.

ص: 139

- فوائد:

- أَبو العالية؛ هو رفيع بن مِهران الرياحي.

ص: 140

9995 -

عن عبد الله بن عَمرو بن العاص، عن عمر بن الخطاب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«لا صلاة بعد صلاة الصبح إلى طلوع الشمس، ولا بعد العصر حتى تغيب الشمس» .

⦗ص: 141⦘

أخرجه أحمد (118) قال: حدثنا أَبو المغيرة، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثنا عَمرو بن شعيب، عن عبد الله بن عَمرو بن العاص، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10465)، وأطراف المسند (6620).

ص: 140

9996 -

عن ربيعة بن دراج، أن عليا، رضي الله عنه، صلى بعد العصر ركعتين، فتغيظ عليه عمر، وقال:

«أما علمت، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى عنها»

(1)

.

- وفي رواية: «أن علي بن أبي طالب سبح بعد العصر ركعتين، في طريق مكة، فرآه عمر، فتغيظ عليه، ثم قال: أما والله، لقد علمت، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنها» .

أخرجه أحمد (101) قال: حدثنا سكن بن نافع الباهلي، قال: حدثنا صالح. وفي (106) قال: حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا ابن المبارك، قال: حدثنا معمر.

كلاهما (صالح بن أبي الأخضر، ومَعمَر بن راشد) عن ابن شهاب الزُّهْري، قال: حدثني ربيعة بن دراج، فذكره

(2)

.

• أَخرجه عبد الرزاق (3967) عن مَعمَر، عن الزُّهْري

(3)

؛ أن عليا سبح في سفر بعد العصر ركعتين، فتغيظ عليه عمر، وقال:

«أما والله لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن هذا» .

(1)

لفظ (106).

(2)

المسند الجامع (10466)، وأطراف المسند (6553).

(3)

كذا في المطبوعتين، والحديث؛ أخرجه أحمد (106) من طريق عبد الله بن المبارك، عن مَعمَر، عن الزُّهْري، عن ربيعة بن دراج.

فلعله سقط هنا قوله: «عن ربيعة بن دراج» ، وانظر قول الدارقُطني في الفوائد.

ص: 141

- فوائد:

- قال البخاري: حزام بن دراج، أن عليا، قاله سلامة، عن عقيل، عن الزُّهْري.

⦗ص: 142⦘

وقال أحمد بن صالح، عن ابن وهب، وعنبسة، عن يونس، عن الزُّهْري: أخبرني دراج، أن عليا سبح بعد العصر ركعتين، في طريق مكة، فتغيظ عليه عمر، وقال: لقد علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينهانا عنها.

وقال عبد الله بن صالح: عن الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، قال: حدثني ابن دراج، نحوه.

وقال الليث: حدثني يزيد بن أبي حبيب، أن ابن شهاب كتب، يذكر أن ابن محيريز أخبره، أن ربيعة بن دَرَّاج أخبره، عن عمر، نحوه.

وقال أحمد بن صالح: أخبرني ابن أخي عقيل، عن عُقيل، عن ابن شهاب، عن حزام بن دراج، أن عليا، نحوه.

وقال الزبيدي: عن الزُّهْري، سمع ابن محيريز، صلى بنا عمر، نحوه. «التاريخ الكبير» 3/ 115 (389).

- وقال الدارقُطني: رواه الزُّهْري، واختُلِف عنه؛

فرواه معمر، وصالح بن أبي الأخضر، عن الزُّهْري، عن ربيعة بن دراج

وقال يزيد بن أبي حبيب: عن الزُّهْري، عن ابن محيريز، عن ربيعة بن دراج.

قاله الليث، عن يزيد.

وقيل: عن ليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الزُّهْري، عن مخبر أخبره، عن ربيعة بن دراج، عن عمر.

وقال عقيل: عن الزُّهْري، قال: حدثني حزام بن دراج.

وقال يونس: عن الزُّهْري، قال: حدثني دراج.

والله أعلم بالصواب، ويشبه أن يكون القول من قال: ربيعة بن دراج. «العلل» (173).

ص: 141

9997 -

عن الحارث بن معاوية الكندي؛ أنه ركب إلى عمر بن الخطاب يسأله عن ثلاث خلال، قال: فقدم المدينة، فسأله عمر: ما أقدمك؟ قال: لأسألك عن ثلاث خلال، قال: وما هن؟ قال: ربما كنت أنا والمرأة في بناء

⦗ص: 143⦘

ضيق، فتحضر الصلاة، فإن صليت أنا وهي كانت بحذائي، وإن صلت خلفي خرجت من البناء، فقال عمر: تستر بينك وبينها بثوب، ثم تصلي بحذائك إن شئت، وعن الركعتين بعد العصر، فقال:

«نهاني عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم» .

قال: وعن القصص، فإنهم أرادوني على القصص، فقال: ما شئت، كأنه كره أن يمنعه، قال: إنما أردت أن أنتهي إلى قولك، قال: أخشى عليك أن تقص، فترتفع عليهم في نفسك، ثم تقص فترتفع، حتى يخيل إليك أنك فوقهم بمنزلة الثريا، فيضعك الله تحت أقدامهم يوم القيامة بقدر ذلك.

أخرجه أحمد (111) قال: حدثنا أَبو المغيرة، قال: حدثنا صفوان، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن جُبير بن نُفير، عن الحارث بن معاوية الكندي، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10467)، وأطراف المسند (6546)، ومَجمَع الزوائد 1/ 189.

ص: 142

- فوائد:

- صفوان؛ هو ابن عَمرو بن هرم، السكسكي، وأَبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخَولاني.

ص: 143

• حديث عقبة بن عامر، عن عمر، قال:

«رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في فروج من حرير، ثم لم يلبث أن نزعه» .

سلف في مسند عقبة بن عامر، رضي الله تعالى عنه.

• وحديث نافع، قال: كان عبد الله بن عمر يقول: إذا لم يكن للرجل إلا ثوب واحد، فليأتزر به، ثم ليصل، فإني سمعت عمر بن الخطاب يقول ذلك، ويقول: لا تلتحفوا بالثوب إذا كان وحده، كما تفعل اليهود.

قال نافع: ولو قلت لك: إنه أسند ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجوت أن لا أكون كذبت.

⦗ص: 144⦘

سلف في مسند عبد الله بن عمر، رضي الله تعالى عنهما.

ص: 143

9998 -

عن عاصم بن عمر بن الخطاب، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إذا قال المؤذن: الله أكبر، الله أكبر، فقال أحدكم: الله أكبر، الله أكبر، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، ثم قال: أشهد أن محمدا رسول الله، قال: أشهد أن محمدا رسول الله، ثم قال: حي على الصلاة، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: حي على الفلاح، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: الله أكبر، الله أكبر، قال: الله أكبر، الله أكبر، ثم قال: لا إله إلا الله، قال: لا إله إلا الله، من قلبه، دخل الجنة»

(1)

.

- في رواية النَّسَائي: «ثم قال: لا إله إلا الله، قال: لا إله إلا الله، وجبت له الجنة» .

أخرجه مسلم 2/ 4 (779) قال: حدثني إسحاق بن منصور. و «أَبو داود» (527) قال: حدثنا محمد بن المثنى. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (9785) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. و «ابن خزيمة» (417) قال: حدثنا يحيى بن محمد بن السكن. و «ابن حِبَّان» (1685) قال: أخبرنا محمد بن يزيد الدَّرَقي

(2)

، بطرسوس، وابن بجير، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، قالوا: حدثنا العباس بن عبد العظيم.

أربعتهم (إسحاق، وابن المثنى، ويحيى، والعباس) عن أبي جعفر محمد بن جهضم الثقفي، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن عمارة بن غَزِيَّة، عن خبيب بن عبد الرَّحمَن بن إساف، عن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، عن أبيه، عن جَدِّه عمر بن الخطاب، فذكره

(3)

.

- في رواية النَّسَائي: «خبيب بن عبد الرَّحمَن بن يَسَاف» .

(1)

اللفظ لمسلم.

(2)

قال ابن ماكولا: أَما الدَّرَقي، بفتح الدال المهملة، فهو: محمد بن يزيد الدَّرَقى أبو عبد الله، من ساكني طرسوس. «الإكمال» 3/ 362، وكذلك ضُبط بالحروف في «توضيح المُشتَبِه» لابن ناصر الدين 4/ 293.

(3)

المسند الجامع (10468)، وتحفة الأشراف (10475).

والحديث؛ أخرجه البزار (258)، وأَبو عَوانة (993)، والبيهقي 1/ 408، والبغوي (424).

ص: 144

- فوائد:

- قال الدارقُطني: هو حديثٌ يرويه عمارة بن غَزِيَّة، عن خبيب بن عبد الرَّحمَن، واختلف عن عمارة؛

فرواه إسماعيل بن جعفر، عن عمارة، عن خبيب، عن حفص بن عاصم، عن أبيه، عن عمر، فوصل إسناده ورفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

حدث به عنه كذلك إسحاق بن محمد الفروي، ومحمد بن جهضم.

ورواه إسماعيل بن عياش، عن عمارة بن غَزِيَّة، عن خبيب بن عبد الرَّحمَن، مرسلا، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ووقفه يحيى بن أيوب، عن عمارة بن غَزِيَّة، عن خبيب.

وحديث إسماعيل بن جعفر المتصل، قد أخرجه البخاري، ومسلم في «الصحيح» .

وإسماعيل بن جعفر أحفظ من يحيى بن أيوب، وإسماعيل بن عياش، وقد زاد عليهما، وزيادة الثقة مقبولة، والله أعلم. «العلل» (205).

- قلنا: كذا قال الدارقُطني: أخرجه البخاري، والحديث لم يخرجه البخاري في «الصحيح» ، وقد نص الدارقُطني على ذلك، فقال:

وأخرج مسلم حديث إسماعيل بن جعفر، عن عمارة بن غَزِيَّة، عن خبيب، عن حفص بن عاصم، عن أبيه، عن جَدِّه، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ في فضل من قال مثل المؤذن، من حديث ابن جهضم.

وتابعه إسحاق الفروي، عنه.

وروى غير إسماعيل، عن عمارة، عن خبيب، عن حفص بن عاصم، مرسلا: الدراوَرْدي، وغيره. «التتبع» (122).

ص: 145

9999 -

عن عبيد بن آدم، وأَبي مريم، وأَبي شعيب؛ أَن عمر بن الخطاب كان بالجابية، فذكر فتح بيت المقدس.

قال

(1)

: قال أَبو سلمة

(2)

: فحدثني أَبو سنان، عن عبيد بن آدم، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول لكعب: أَين ترى أَن أُصلي؟ فقال: إِن أَخذت عني صليت خلف الصخرة، فكانت القدس كلها بين يديك، فقال عمر: ضاهيت

⦗ص: 146⦘

اليهودية، لا، ولكن أُصلي حيث صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقدم إِلى القبلة فصلى، ثم جاءَ فبسط رداءَه، فكنس الكناسة في ردائِه، وكنس الناس.

أخرجه أحمد (261) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي سنان، عن عبيد بن آدم، وأبي مريم، وأبي شعيب، فذكروه

(3)

.

(1)

القائل؛ هو أسود بن عامر.

(2)

هو حماد بن سلمة.

(3)

المسند الجامع (10639)، وأطراف المسند (6632)، ومجمع الزوائد 4/ 6، و «غاية المقصد» (1744).

ص: 145

10000 -

عن أبي عبد الرَّحمَن السُّلَمي، قال: قال عمر:

«إنما السنة الأخذ بالركب»

(1)

.

- وفي رواية: «قال عمر: سنت لكم الركب، فأمسكوا بالركب»

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (2552) قال: حدثنا ابن عُيينة، عن أبي حصين. و «التِّرمِذي» (258) قال: حدثنا أحمد بن مَنيع، قال: حدثنا أَبو بكر بن عياش، قال: حدثنا أَبو حصين. و «النَّسَائي» 2/ 185، وفي «الكبرى» (626) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثني أَبو داود، قال: حدثنا شعبة، عن الأعمش، عن إبراهيم. وفي 2/ 185، وفي «الكبرى» (627) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله، عن سفيان، عن أبي حصين.

كلاهما (أَبو حَصِين عثمان بن عاصم، وإبراهيم النَّخَعي) عن أبي عبد الرَّحمَن السُّلَمي، فذكره

(3)

.

⦗ص: 147⦘

- قال التِّرمِذي: حديث عمر حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

• أَخرجه عبد الرزاق (2863) عن ابن عُيينة، عن أبي حصين، قال: رأيت شيخا كبيرا، عليه برنس، قال ابن عُيينة: يعني الأسود بن يزيد، إذا ركع ضم يديه بين ركبتيه، قال: فأتينا أبا عبد الرَّحمَن السلمي فأخبرناه، فقال: نعم، أولئك أصحاب عبد الله بن مسعود، ولكن عمر قد سن لكم الركب، فخذوا بالركب، «موقوف» .

(1)

اللفظ للنسائي 2/ 185 (627).

(2)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(3)

المسند الجامع (10469)، وتحفة الأشراف (10482).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (62)، والبيهقي 2/ 84.

ص: 146

- فوائد:

- قال إسحاق بن منصور، عن يحيى بن مَعين، قيل له: سمع أَبو عبد الرَّحمَن السلمي عن عمر؟ قال: لا. «المراسيل» لابن أبي حاتم (385).

- وقال الدارقُطني: يرويه أَبو حصين، عن أبي عبد الرَّحمَن، عن عمر، حدث به عنه جماعة، منهم شعبة واختُلِف عنه؛

فرواه أَبو قتيبة عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الرَّحمَن، عن عمر، ووهم فيه.

ورواه أَبو داود، عن شعبة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي عبد الرَّحمَن، عن عمر، ولم يُتَابَع عليه.

والمحفوظ حديث أبي حصين. «العلل» (244).

ص: 147

10001 -

عن أَنس بن مالك، عن عمر بن الخطاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول:

«من صلى في مسجد جماعة، أربعين ليلة، لا تفوته الركعة الأولى من صلاة العشاء، كتب الله له بها عتقا من النار» .

أخرجه ابن ماجة (798) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عمارة بن غَزِيَّة، عن أَنس بن مالك، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10470)، وتحفة الأشراف (10415).

والحديث؛ أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (2876).

ص: 147

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ إِسماعيل بن عياش أَبو عُتبة الحِمصي، ليس بحجة. انظر فوائد الحديث رقم (1886).

- وقال التِّرمِذي: وروى إِسماعيل بن عَياش هذا الحديث، عن عُمارة بن غَزيَّة، عن أَنس بن مالك، عن عُمر بن الخطاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا.

وهذا حديث غير محفوظٍ، وهو حديثٌ مُرسَلٌ، عُمارة بن غَزيَّة لم يُدرك أَنس بن مالك. «السُّنَن» (241).

- وقال الدَّارَقُطني: هو حديث يُروى عن عُمارة بن غَزيَّة، عن أَنس بن مالك، عن عُمر.

وعُمارة، لا نعلم له سماعًا من أَنس.

رواه عنه هكذا إِسماعيل بن عَياش، ومحمد بن إِسحاق.

ورواه يحيى بن أَيوب، عن عُمارة بن غَزيَّة، عن رجل، عن أَنس بن مالك، عن عُمر.

وروى هذا الحديث أَبو العلاء الخَفاف خالد بن طهمان الكوفي، عن حَبيب أَبي عُميرة الإِسكاف، عن أَنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر فيه عُمر.

وقيل: عن أَبي العلاء، عن حَبيب بن أَبي ثابت، عن أَنس بن مالك.

قاله قيس بن الربيع، وعطاء بن مُسلم، عنه، وذلك وَهمٌ من قائلِه، والله أَعلم.

وإِنما رواه أَبو العلاء الخَفاف، عن حَبيب أَبي عُميرة الإِسكاف الكوفي، عن أَنس

(1)

. «العلل» (151).

- وقال البَرقاني: سأَلتُ الدارقُطني عن حديث عُمارة بن غَزيَّة، عن أَنس، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل من صلى في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم جماعة، أَربعين يومًا، فقال: مُرسَل، لم يلحق عُمارة أَنسًا، وهو ثقة. «سؤالاته» (374).

- رواه طُعمَة بن عَمرو، عن حبيب، عن أَنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم وسلف في مسند أَنس، رضي الله عنه، برقم (457).

(1)

اضطرب سياق هذا النص في النسخ الخطية لعلل الدَّارَقطني، ووقع تقديم وتأخير، وتكرار واضح، وأشار إلى ذلك أَيضًا محقق الكتاب، فأثبتناه دون هذا التكرار.

ص: 148

10002 -

عن عبد الله بن عمر، قال: دخل رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد يوم الجمعة، وعمر بن الخطاب يخطب الناس، فقال عمر: أية ساعة هذه؟ فقال: يا أمير المؤمنين، انقلبت من السوق، فسمعت النداء، فما زدت على أن توضأت، فقال عمر: والوضوء أيضا؟ وقد علمت؛

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بالغسل»

(1)

.

- وفي رواية: «أن عمر بن الخطاب بينما هو قائم في الخطبة، يوم الجمعة، إذ دخل رجل من المهاجرين الأولين، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فناداه عمر: أية ساعة هذه؟ قال: إني شغلت، فلم أنقلب إلى أهلي حتى سمعت التأذين، فلم أزد أن توضأت، فقال: والوضوء أيضا، وقد علمت؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بالغسل»

(2)

.

أخرجه عبد الرزاق (5292) قال: أخبرنا معمر. و «أحمد» (199) قال: قرأت على عبد الرَّحمَن بن مهدي: مالك. وفي (202) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا مَعمَر. وفي 1/ 45 (312) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا مالك بن أنس. و «عَبد بن حُميد» (8) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعمَر. و «البخاري» 2/ 2 (878) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء، قال: أخبرنا جويرية، عن مالك. و «مسلم» 3/ 2 (1907) قال: حدثني حَرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. و «التِّرمِذي» (494) قال: حدثنا بذلك محمد بن أبان، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن مَعمَر. وفي (495) قال: وحدثنا عبد الله بن عبد الرَّحمَن، قال: أخبرنا عبد الله بن صالح، قال: حدثنا الليث، عن يونس. و «ابن حِبَّان» (1230) قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، قال: حدثنا حَرملة بن يحيى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرنا يونس.

(1)

اللفظ لأحمد (199).

(2)

اللفظ للبخاري.

ص: 149

ثلاثتهم (مَعمَر بن راشد، ومالك بن أنس، ويونس بن يزيد) عن ابن شهاب الزُّهْري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن ابن عمر، فذكره

(1)

.

⦗ص: 150⦘

- قال التِّرمِذي: وقد روي عن ابن عمر، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الغسل يوم الجمعة أيضا، وهو حديث صحيح.

وقال أيضا (495 م) وروى مالك هذا الحديث، عن الزُّهْري، عن سالم، قال: بينما عمر يخطب يوم الجمعة، فذكر الحديث.

سألتُ محمدًا، يعني ابن إسماعيل البخاري، عن هذا، فقال: الصحيح حديث الزُّهْري، عن سالم، عن أبيه.

قال محمد: وقد روي عن مالك أيضا، عن الزُّهْري، عن سالم، عن أبيه، نحو هذا الحديث.

• أَخرجه مالك (268)

(2)

عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، أنه قال: دخل رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد يوم الجمعة، وعمر بن الخطاب يخطب، فقال عمر: أية ساعة هذه؟ فقال: يا أمير المؤمنين، انقلبت من السوق، فسمعت النداء، فما زدت على أن توضأت، فقال عمر: والوضوء أيضا، وقد علمت؛

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بالغسل» .

ليس فيه: «عن عبد الله بن عمر»

(3)

.

(1)

المسند الجامع (10471)، وتحفة الأشراف (10519 و 10580)، وأطراف المسند (6614).

والحديث؛ أخرجه البزار (108)، والبيهقي 1/ 294 و 3/ 189.

(2)

وهو في رواية أبي مصعب الزُّهْري، للموطأ (431)، وسويد بن سعيد (135).

(3)

قال ابن عبد البَر: هكذا رواه أكثر رواة «الموطأ» عن مالك، مُرسَلًا، عن ابن شهاب، عن سالم، لم يقولوا:«عن أبيه» .

ووصله عن مالك: رَوح بن عُبادة، وجُويرية بن أسماء، وإبراهيم بن طهمان، وعثمان بن الحكم الجذامي، وأبو عاصم النبيل الضحاك بن مَخلَد، وعبد الوهاب بن عطاء، ويحيى ابن مالك بن أنس، وعبد الرَّحمَن بن مهدي، والوليد بن مسلم، وعبد العزيز بن عمران، ومحمد بن عمر الواقدي، وإِسحاق بن إبراهيم الحُنيني، والقَعنبي في رواية إسماعيل بن إِسحاق، عنه، فرَوَوهُ عن مالك، عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه. «التمهيد» 10/ 68.

ص: 149

- فوائد:

- قال الدارقُطني: هو حديثٌ يرويه مالك عن الزُّهْري في «الموطأ» ، عن سالم، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر فيه ابن عمر.

⦗ص: 151⦘

كذلك رواه مَعْن، والقَعنَبي، ويحيى بن يحيى، والشافعي، ويحيى بن بُكير، وعبد الله بن يوسف، وغيرهم.

ورواه جماعة من الثقات في غير «الموطأ» ، عن مالك، عن الزُّهْري، عن سالم، عن ابن عمر، عن عمر، متصلا، منهم: جويرية بن أسماء، وإبراهيم بن طهمان، وعبد الرَّحمَن بن مهدي، وأَبو عاصم، والوليد بن مسلم، وروح بن عبادة، وإسحاق بن إبراهيم الحنيني، وأَبو قرة، ويحيى بن مالك بن أنس، وغيرهم.

وكذلك رواه أصحاب الزُّهْري، عن الزُّهْري، عن سالم عن أبيه، عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصواب.

وعند الزُّهْري فيه أسانيد أخر صحاح؛

منها: عن سالم، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ومنها: عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ومنها: عن طاووس، عن ابن عباس.

ومنها: عن نافع، عن ابن عمر.

وقيل: عن الزُّهْري، عن سعيد بن المُسَيب، عن أبي هريرة، قاله عبد الرَّحمَن بن يحيى العذري، عن يونس الأيلي عنه.

وقيل: عن الزُّهْري، عن عُبيد الله بن السباق، عن ابن عباس.

قاله عمار بن خالد، عن علي بن غُراب، عن صالح بن أبي الأخضر، عن الزُّهْري.

حدثناه أَبو عُبيد الله المعدل، قال: حدثنا عمار بن خالد.

وقيل: عن الزُّهْري، عن أَنس.

والصحيح من ذلك حديث عمر، وحديث ابن عمر الذي رواه الزُّهْري، عن سالم، وعبد الله، ابنيه، عنه. «العلل» (99).

ص: 150

10003 -

عن أبي هريرة؛ أن عمر بن الخطاب بينا هو يخطب يوم الجمعة، إذ جاء رجل، فقال عمر: لم تحتبسون عن الصلاة؟ فقال الرجل:

⦗ص: 152⦘

ما هو إلا أن سمعت النداء فتوضأت، فقال: أيضا؟! أولم تسمعوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إذا راح أحدكم إلى الجمعة فليغتسل»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي هريرة، قال: بينما عمر بن الخطاب يخطب الناس يوم الجمعة، إذ دخل عثمان بن عفان، فعرض به عمر، فقال: ما بال رجال يتأخرون بعد النداء، فقال عثمان: يا أمير المؤمنين، ما زدت حين سمعت النداء، أن توضأت ثم أقبلت، فقال عمر: والوضوء أيضا، ألم تسمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا جاء أحدكم إلى الجمعة فليغتسل»

(2)

.

- وفي رواية: «عن أبي هريرة؛ أن عمر بن الخطاب بينا هو يخطب يوم الجمعة، إذ دخل رجل، فقال عمر: أتحتبسون عن الصلاة؟ فقال الرجل: ما هو إلا أن سمعت النداء فتوضأت، قال عمر: الوضوء أيضا، أولم تسمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا أتى أحدكم الجمعة فليغتسل»

(3)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (5034) قال: حدثنا عُبيد الله، عن شَيبان. و «أحمد» (91) قال: حدثنا حسن بن موسى، وحسين بن محمد، قالا: حدثنا شَيبان.

(1)

اللفظ لأحمد (91).

(2)

اللفظ لمسلم.

(3)

اللفظ لأبي داود.

ص: 151

وفي 1/ 46 (319) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حرب، يعني ابن شداد. وفي (320) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا الحسين المُعَلِّم. و «الدَّارِمي» (1660) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا الأوزاعي. و «البخاري» 2/ 4 (882) قال: حدثنا أَبو نُعيم، قال: حدثنا شَيبان. و «مسلم» 3/ 3 (1908) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي. و «أَبو داود» (340) قال: حدثنا أَبو توبة، الربيع بن نافع، قال: أخبرنا معاوية. و «أَبو يَعلى» (258) قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم، قال: حدثنا بشر، عن الأوزاعي. و «ابن خزيمة» (1748) قال:

⦗ص: 153⦘

حدثنا محمد بن عبد الله بن ميمون، قال: حدثنا الوليد، عن الأوزاعي (ح) وحدثنا محمد بن مسكين اليمامي، قال: حدثنا بشر، يعني ابن بكر، قال: حدثنا الأوزاعي.

خمستهم (شيبان بن عبد الرَّحمَن، وحرب، وحسين بن ذَكوان المُعَلِّم، والأَوزاعي عبد الرحمن بن عَمرو، ومعاوية بن سَلَّام) عن يَحيى بن أَبي كثير، حدثني أَبو سلمة بن عبد الرَّحمَن، حدثني أَبو هريرة، فذكره

(1)

.

- صرح يحيى بن أبي كثير بالسماع في رواية حرب بن شداد، وحسين المُعَلِّم، والأوزاعي، عند مسلم، وابن خزيمة، ومعاوية بن سلَّام، عنه.

(1)

المسند الجامع (10472)، وتحفة الأشراف (10667)، وأطراف المسند (6679).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (52)، والبزار (218)، والطبراني في «مسند الشاميين» (2824)، والبيهقي 1/ 294 و 296.

ص: 152

10004 -

عن ابن سِيرين، قال: بينا عمر يخطب، إذ دخل رجل، فقال عمر: ما حبسك؟ قال: يا أمير المؤمنين، ما زدت حين سمعت النداء أن توضأت ثم أقبلت، فلما قضيت الصلاة، قال له ابن عباس: ألم تسمع ما قال يا أمير المؤمنين؟ قال: أما إنه قد علم، أنا قد أمرنا بالغسل، قال: قلت: المهاجرون خاصة، أم الناس عامة؟ قال: لا أدري.

أخرجه عبد الرزاق (5293) قال: أخبرنا مَعمَر، عن أيوب، عن ابن سِيرين، فذكره.

ص: 153

- فوائد:

- قلنا: إسناده ضعيفٌ؛ محمد بن سِيرين لم يسمع من ابن عباس شيئًا. انظر فوائد الحديث رقم (5428).

ص: 153

• حديث ابن عمر، عن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«من جاء منكم الجمعة فليغتسل» .

سلف في مسند عبد الله بن عمر، رضي الله تعالى عنه.

ص: 153

• وحديث أم عطية؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة، جمع نساء الأنصار في بيت، فأرسل إلينا عمر بن الخطاب، فقام على الباب، فسلم علينا، فرددنا عليه السلام، ثم قال: أنا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكن، وأمرنا بالعيدين أن نخرج فيهما الحيض، والعتق، ولا جمعة علينا، ونهانا عن اتباع الجنائز.

يأتي في مسند أُم عطية الأَنصارية، نسيبة، رضي الله تعالى عنها.

ص: 154

10005 -

عن كعب بن عجرة، عن عمر، قال:

«صلاة السفر ركعتان، وصلاة الجمعة ركعتان، والفطر والأضحى ركعتان، تمام غير قصر، على لسان محمد صلى الله عليه وسلم»

(1)

.

- وفي رواية: «صلاة الأضحى ركعتان، وصلاة الفطر ركعتان، وصلاة الجمعة ركعتان، وصلاة المسافر ركعتان، تمام غير قصر، على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم وقد خاب من افترى»

(2)

.

أخرجه ابن ماجة (1064) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نُمير. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (495) قال: أخبرنا محمد بن رافع. و «ابن خزيمة» (1425) قال: حدثنا محمد بن رافع (ح) وحدثناه عبدة بن عبد الله الخُزاعي.

ثلاثتهم (ابن نُمير، وابن رافع، وعبدة) عن محمد بن بشر، قال: حدثنا يزيد بن زياد بن أبي الجعد، عن زبيد الإيامي، عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، فذكره.

• أَخرجه عبد الرزاق (4278) عن الثوري. و «ابن أبي شيبة» (5901) و 2/ 447 (8240) قال: حدثنا شَريك. و «أحمد» (257) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان (ح) وعبد الرَّحمَن، عن سفيان. و «عَبد بن حُميد» (29) قال: حدثنا أَبو نُعيم، قال: حدثنا شَريك. و «ابن ماجة» (1063) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة،

⦗ص: 155⦘

قال: حدثنا شَريك. و «النَّسَائي» 3/ 111، وفي «الكبرى» (1745) قال: أخبرنا علي بن حُجْر، قال: حدثنا شَريك. وفي 3/ 118، وفي «الكبرى» (494 و 1911) قال: أخبرنا حميد بن مَسعَدة، عن سفيان، وهو ابن حبيب، عن شعبة. وفي 3/ 183، وفي «الكبرى» (500 و 1784) قال: أخبرنا عمران بن موسى، قال: حدثنا يزيد بن زُريع، قال: حدثنا سفيان بن سعيد.

(1)

اللفظ لابن ماجة (1064).

(2)

اللفظ للنسائي (495).

ص: 154

وفي «الكبرى» (496 و 1746) قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد، قال: حدثنا يحيى، عن سفيان. و «أَبو يَعلى» (241) قال: حدثنا أَبو خيثمة، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. و «ابن حِبَّان» (2783) قال: أخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا أَبو خيثمة، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان.

ثلاثتهم (سفيان بن سعيد الثوري، وشريك، وشعبة) عن زبيد الإيامي، عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، عن عمر، قال:

«صلاة الجمعة ركعتان، والفطر ركعتان، والنحر ركعتان، والسفر ركعتان، تمام غير قصر، على لسان النبي صلى الله عليه وسلم»

(1)

.

- وفي رواية: «صلاة السفر ركعتان، والجمعة ركعتان، والعيدان ركعتان، تمام غير قصر، على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم»

(2)

.

- وفي رواية: «صلاة السفر ركعتان، وصلاة الأضحى ركعتان، وصلاة الفطر ركعتان، وصلاة الجمعة ركعتان، تمام غير قصر، على لسان محمد صلى الله عليه وسلم»

(3)

.

ليس فيه: «كعب بن عجرة»

(4)

.

- في رواية أحمد (257): قال سفيان: وقال زبيد مرة: أراه عن عمر، قال عبد الرَّحمَن على غير وجه الشك، وقال يزيد، يعني ابن هارون: ابن أبي ليلى، قال: سمعت عمر.

- قال أَبو عبد الرَّحمَن النَّسَائي 3/ 111: عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى لم يسمع من عمر.

(1)

اللفظ للنسائي (494).

(2)

اللفظ لابن أبي شيبة (5901).

(3)

اللفظ لأحمد.

(4)

المسند الجامع (10473)، وتحفة الأشراف (10596 و 10629)، وأطراف المسند (6631).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (48 و 136)، والبزار (331)، والبيهقي 3/ 199 و 304.

ص: 155

- فوائد:

- قال عبد الرَّحمَن بن أبي حاتم الرازي: سألتُ أبي عن حديثٍ؛ رواه محمد بن بشر، عن يزيد بن زياد بن أبي الجعد، عن زبيد، عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، عن عمر، قال: صلاة السفر ركعتان على لسان النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه الثوري، عن زبيد، عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، عن عمر ليس فيه عن كعب، قال: صلاة السفر ركعتان.

قال أبي: الثوري أحفظ. «العلل» (381 و 585).

- وقال البزار: هذا الحديث رواه يزيد بن زياد بن أبي الجعد، عن زبيد، عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، عن عمر.

وشعبة، والثوري فلم يذكرا «كعب بن عجرة» ، وهما حافظان، ويزيد بن زياد فغير حافظ.

وقد رواه شعبة والثوري، يريد حديث الحسن بن قَزَعة. «مسنده» (331).

- وقال الدارقُطني: يرويه زبيد بن الحارث الأيامي، عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، واختُلِف عنه؛

فرواه يزيد بن زياد بن أبي الجعد، عن زبيد، عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، عن عمر.

وخالفه سفيان الثوري، وقد اختلف عنه، فقال معاذ بن معاذ: عن الثوري، عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، عن أبيه، عن عمر.

وقال يحيى القطان: عن الثوري، عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، عن الثقة، عن عمر.

ص: 156

وخالفهما أصحاب الثوري، فرواه زائدة، وأَبو نُعيم، ووكيع، وعبد الرَّحمَن بن مهدي، وعبد الله بن الوليد العدني، ومِهران بن أبي عمر، وأَبو حمزة السكري، وغيرهم، عن الثوري، عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، عن عمر، لم يذكروا بينهما أحدا.

وقال يزيد بن هارون: عن الثوري، عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، قال: سمعت عمر، ولم يتابع يزيد بن هارون على قوله هذا.

⦗ص: 157⦘

ورواه شعبة، وعَمرو بن قيس المُلَائي، وشريك بن عبد الله، ومحمد بن طلحة، وقيس بن الربيع، وأَبو وكيع الجراح بن مليح، وعلي بن صالح بن حي، وسعيد بن سماك بن حرب، وعبد الله بن ميمون الطهوي، وياسين الزيات، عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، عن عمر.

وقال يزيد بن أبي حكيم: عن ياسين الزيات، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عمر.

والمحفوظ عن ياسين، عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، عن عمر، وهو الصواب إن شاء الله تعالى. «العلل» (150).

- وقال الدارقُطني: تفرد به يزيد بن زياد عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، عنه، يعني كعب بن عجرة عن عمر.

وقال يحيى القطان: عن الثوري، عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، عن الثقة، عن عمر.

وقال معاذ بن معاذ: عن الثوري عن زبيد، عن ابن أبي ليلى عن زبيد، عن عمر.

وقال يزيد بن هارون: عن الثوري، عن زبيد، عن ابن أبي ليلى، قال: سمعت عمر.

وغيرهم يقول: عن ابن أبي ليلى عن عمر. «أطراف الغرائب والأفراد» (176).

ص: 156

10006 -

عن يَعلى بن أُمية، قال: قلت لعمر بن الخطاب: إقصار الناس الصلاة اليوم، وإنما قال الله، عز وجل:{إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا} ، فقد ذهب ذاك اليوم؟ فقال: عجبت مما عجبت منه، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

«صدقة تصدق الله بها عليكم، فاقبلوا صدقته»

(1)

.

- وفي رواية: «عن يَعلى بن أُمية، قال: قلت لعمر بن الخطاب: {ليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا} ، فقد أمن

⦗ص: 158⦘

الناس، فقال: عجبت مما عجبت منه، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك؟ فقال: صدقة تصدق الله بها عليكم، فاقبلوا صدقته»

(2)

.

- وفي رواية: «عن يَعلى بن أُمية، قال: قلت لعمر بن الخطاب: عجبت للناس وقصرهم الصلاة، وقد قال الله: {فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا}، وقد ذهب هذا؟ فقال عمر: عجبت مما عجبت منه، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هو صدقة تصدق الله بها عليكم، فاقبلوا رخصته»

(3)

.

أخرجه عبد الرزاق (4275). وابن أبي شَيبة (8243) قال: حدثنا ابن إدريس. و «أحمد» (174) قال: حدثنا ابن إدريس. وفي 1/ 36 (244) قال: حدثنا يحيى. وفي (245) قال: حدثنا عبد الرزاق.

(1)

اللفظ لأحمد (244).

(2)

اللفظ لمسلم (1519).

(3)

اللفظ لابن حبان (2740).

ص: 157

و «الدَّارِمي» (1626) قال: أخبرنا أَبو عاصم. و «مسلم» 2/ 143 (1519) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، وأَبو كُريب، وزهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم، قال إسحاق: أخبرنا، وقال الآخرون: حدثنا عبد الله بن إدريس. وفي (1520) قال: وحدثنا محمد بن أَبي بكر المُقَدَّمي، قال: حدثنا يحيى. و «ابن ماجة» (1065) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. و «أَبو داود» (1199) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، ومُسَدَّد، قالا: حدثنا يحيى (ح) وحدثنا خشيش، يعني ابن أصرم، قال: حدثنا عبد الرزاق. وفي (1200) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا عبد الرزاق، ومحمد بن بكر. قال أَبو داود: رواه أَبو عاصم، وحماد بن مَسعَدة، كما رواه ابن بكر. و «التِّرمِذي» (3034) قال: حدثنا عَبد بن حُميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق. و «النَّسَائي» 3/ 116، وفي «الكبرى» (1904) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد الله بن إدريس. وفي «الكبرى» (11055) قال: أخبرني شعيب بن يوسف، عن يحيى، وهو ابن سعيد القطان. و «أَبو يَعلى» (181) قال: حدثنا عُبيد الله بن عمر، قال: حدثني يحيى بن سعيد. و «ابن خزيمة» (945) قال:

⦗ص: 159⦘

حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج، ومحمد بن هشام، قالا: حدثنا ابن إدريس (ح) وحدثنا علي بن خَشرَم، قال: أخبرنا عبد الله، يعني ابن إدريس (ح) وحدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي (ح) وقرأته على بُندَار، أن يحيى حدثهم. و «ابن حِبَّان» (2739) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا ابن إدريس. وفي (2740) قال: أخبرنا ابن خزيمة، قال: حدثنا بُندَار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (2741) قال: أخبرنا الفضل بن الحُبَاب الجُمحي، قال: حدثنا مُسدد، عن يحيى.

ص: 158

خمستهم (عبد الرزاق، وعبد الله بن إدريس، ويحيى القطان، وأَبو عاصم، ومحمد بن بكر) عن ابن جُريج، قال: حدثني عبد الرَّحمَن بن عبد الله بن أبي عمار، عن عبد الله بن بابيه، عن يَعلى بن أُمية، فذكره

(1)

.

- وفي رواية عبد الرزاق، وابن أبي شيبة «المُصَنَّف» ، والتِّرمِذي، والنَّسَائي (11055):«عبد الله بن باباه» .

- غير أنه في رواية شعيب بن يوسف، عند النَّسَائي في «تحفة الأشراف»:«عبد الله بن بابي» .

- وفي رواية ابن أبي شيبة، وأحمد (174)، والدَّارِمي، ومسلم (1519)، وابن ماجة، والنَّسَائي 3/ 116 (1904)، وابن خزيمة، رواية ابن إدريس، وابن حبان (2739 و 2740):«ابن أبي عمار» لم يسم.

- وفي رواية أبي داود (1200): «عبد الله بن أبي عمار» .

- صرح ابن جُريج بالسماع، عند عبد الرزاق، وأحمد (244 و 245)، ومسلم (1520)، وأبي داود، والتِّرمِذي، وأبي يَعلى، وابن خزيمة رواية يحيى، وابن حبان (2740 و 2741).

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

⦗ص: 160⦘

- وقال أَبو حاتم بن حبان: ابن أبي عمار هذا هو: عبد الرَّحمَن بن عبد الله بن أبي عمار، من ثقات أهل مكة.

(1)

المسند الجامع (10474)، وتحفة الأشراف (10659)، وأطراف المسند (6661).

والحديث؛ أخرجه ابن الجارود (146)، وأَبو عَوانة (1332)، والبيهقي 3/ 134 و 140، والبغوي (1024).

ص: 159

10007 -

عن ابن السمط، قال: شهدت عمر بذي الحليفة، كأنه يريد مكة، صلى ركعتين، فقلت له: لم تفعل هذا؟ قال: إنما أصنع كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع

(1)

.

- وفي رواية: «عن ابن السمط؛ أنه أتى أرضا يقال لها: دومين، من حمص، على رأس ثمانية عشر ميلا، فصلى ركعتين، فقلت له: أتصلي ركعتين؟ فقال: رأيت عمر بن الخطاب بذي الحليفة يصلي ركعتين، فسألته؟ فقال: إنما أفعل كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال: فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم»

(2)

.

- وفي رواية: «عن جُبير بن نُفير، قال: خرجت مع شُرحبيل بن السِّمْط إلى قرية على رأس سبعة عشر، أو ثمانية عشر ميلا، فصلى ركعتين، فقلت له؟ فقال: رأيت عمر صلى بذي الحليفة ركعتين، فقلت له؟ فقال: إنما أفعل كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل»

(3)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (8227) قال: حدثنا عبيد بن سعيد. و «أحمد» (198) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي 1/ 30 (207) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. و «مسلم» 2/ 145 (1530) قال: حدثنا زهير بن حرب، ومحمد بن بشار، جميعا عن ابن مهدي، قال زهير: حدثنا عبد الرَّحمَن بن مهدي. وفي (1531) قال: وحدثنيه محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر. و «النَّسَائي» 3/ 118، وفي «الكبرى» (1908) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا النضر بن شميل.

خمستهم (عبيد بن سعيد، ومحمد بن جعفر، وهاشم، وعبد الرَّحمَن بن مهدي،

⦗ص: 161⦘

والنضر) عن شعبة، عن يزيد بن خمير الهمداني أبي عمر، قال: سمعت حبيب بن عبيد يحدث، عن جُبير بن نُفير، عن شُرحبيل بن السِّمْط، فذكره

(4)

.

- في رواياته جميعًا: «ابن السِّمْط» غير مُسَمًّى، عدا رواية مسلم (1530)، ففيها:«شُرحبيل بن السِّمْط» .

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(2)

اللفظ لأحمد (198).

(3)

اللفظ لمسلم (1530).

(4)

المسند الجامع (10475)، وتحفة الأشراف (10462)، وأطراف المسند (6566).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (35)، والبزار (316)، وأَبو عَوانة (2369)، والبيهقي 3/ 146.

ص: 160

10008 -

عن أَنس بن مالك؛ أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب، فقال:

«اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا» .

وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، قال: فيسقون

(1)

.

- وفي رواية: «عن أَنس، قال: كانوا إذا قحطوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم استسقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم فيستسقي لهم فيسقون، فلما كان بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في إمارة عمر قحطوا، فخرج عمر بالعباس يستسقي به، فقال: اللهم إنا كنا إذا قحطنا على عهد نبيك صلى الله عليه وسلم واستسقينا به فسقيتنا، وإنا نتوسل إليك اليوم بعم نبيك صلى الله عليه وسلم فاسقنا، قال: فسقوا»

(2)

.

أخرجه البخاري 2/ 34 (1010) و 5/ 25 (3710) قال: حدثنا الحسن بن محمد. و «ابن خزيمة» (1421) قال: حدثنا محمد بن يحيى. و «ابن حِبَّان» (2861) قال: أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، قال: حدثنا محمد بن المثنى.

ثلاثتهم (الحسن، ومحمد بن يحيى، ومحمد بن المثنى) عن محمد بن عبد الله الأَنصاري، قال: حدثني أبي عبد الله بن المثنى، عن ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن أَنس بن مالك، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ للبخاري (1010).

(2)

اللفظ لابن حبان.

(3)

المسند الجامع (10476)، وتحفة الأشراف (10411).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (351)، وأَبو عَوانة (2520)، والبيهقي 3/ 352، والبغوي (1165).

ص: 161

10009 -

عن عبد الله بن عمر، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أربع قبل الظهر، بعد الزوال، تحسب بمثلهن من صلاة السحر.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وليس من شيء إلا وهو يسبح الله تلك الساعة، ثم قرأ:{يتفيؤا ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله} الآية كلها»

(1)

.

أخرجه عَبد بن حُميد (24). والتِّرمِذي (3128) قال: حدثنا عَبد بن حُميد، قال: حدثنا علي بن عاصم، عن يحيى البكاء، قال: حدثني عبد الله بن عمر، فذكره

(2)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفه إلا من حديث علي بن عاصم.

(1)

اللفظ للترمذي.

(2)

المسند الجامع (10479)، وتحفة الأشراف (10573).

والحديث؛ أخرجه البزار (179).

ص: 162

- فوائد:

- قال البزار: هذا الحديث لا نعلمه يروى عن عمر إلا من هذا الوجه، بهذا الإسناد، ويحيى البكاء حدث عنه غير واحد، وليس بالحافظ. «مسنده» (179).

ص: 162

10010 -

عن الأشعث بن قيس، قال: ضفت بعمر بن الخطاب ذات ليلة، فسمعته يضرب امرأته، فلما أصبح قلت: يا أمير المؤمنين، فيم سمعتك البارحة تضرب امرأتك؟ فقال: يا أشعث، احفظ علي ثلاث خصال، حفظتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لا تسأل رجلا فيم يضرب أهله، ولا تنم إلا على وتر» .

قال: ونسيت الثالثة

(1)

.

- وفي رواية: «عن الأشعث بن قيس، قال: ضفت عمر ليلة، فلما كان في جوف الليل، قام إلى امرأته يضربها، فحجزت بينهما، فلما أوى إلى فراشه، قال

⦗ص: 163⦘

لي: يا أشعث، احفظ عني شيئا، سمعته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسأل الرجل فيم يضرب امرأته، ولا تنم إلا على وتر»

(2)

.

ونسيت الثالثة.

(1)

اللفظ لعَبد بن حُميد.

(2)

اللفظ لابن ماجة.

ص: 162

- وفي رواية: «لا يسأل الرجل فيم ضرب امرأته»

(1)

.

أخرجه أحمد (122) قال: حدثنا سليمان بن داود، يعني أبا داود الطيالسي. و «عَبد بن حُميد» (37) قال: حدثني يحيى بن عبد الحميد. و «ابن ماجة» (1986) قال: حدثنا محمد بن يحيى، والحسن بن مدرك الطحان، قالا: حدثنا يحيى بن حماد. وفي (1986 م) قال: حدثنا محمد بن خالد بن خِداش، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن مهدي. و «أَبو داود» (2147) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن مهدي. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (9123) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، وعَمرو بن علي، عن عبد الرَّحمَن.

أَربعتهم (أَبو داود الطيالسي سليمان بن داود، ويحيى بن عبد الحميد، ويحيى بن حماد، وعبد الرَّحمَن بن مهدي) عن أَبي عَوانة الوضَّاح، عن داود بن عبد الله الأَودي، عن عبد الرَّحمَن المُسْلي، عن الأَشعث بن قيس، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأبي داود.

(2)

المسند الجامع (10477)، وتحفة الأشراف (10407)، وأطراف المسند (6533).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (47)، والبزار (239)، والبيهقي 7/ 305.

ص: 163

- فوائد:

- قلنا: إسناده ضعيفٌ؛ قال ابن كثير: رواه الإمام علي بن المديني، عن ابن مهدي، عن أبي عوانة، عن داود الأَوْدي، به، ثم قال: وهذا إسنادٌ مجهولٌ، وداود بن عبد الله الأَوْدي لا أعلم أَحدًا روى (لعلها: رواه) عنه إلا زهير وأبو عَوانة.

قال: وعبد الرَّحمَن المُسْلي، ويُكنى بأبي وَبَرة، لا أعلم رُوي عنه غير هذا

(1)

. «مسند الفاروق» (114).

- وقال البزار: هذا الحديث لا نعلمه يُروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إِلا من هذا الوجه،

⦗ص: 164⦘

وعبد الرَّحمَن المُسْلي هو عندي أَبو وبَرة، وعبد الرَّحمَن وابنه قد حَدَّثا بأَحاديث، وعبد الرَّحمَن لا نعلم حَدث بغير هذا الحديث. «مُسنده» (239).

(1)

ورد قول علي بن المديني في «العلل» له (212)، وفيه سقطٌ وتقديم وتأخير لسوء النسخة الخطية.

ص: 163

10011 -

عن عبد الرَّحمَن بن عبدٍ القَارِي، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من نام عن حزبه، أو عن شيء منه، فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر، كتب له كأنما قرأه من الليل»

(1)

.

- وفي رواية: «من فاته شيء من ورده، أو قال: من جزئه، من الليل، فقرأه ما بين صلاة الفجر إلى الظهر، فكأنما قرأه من ليلته»

(2)

.

أخرجه أحمد (220) و 1/ 53 (377) قال: حدثنا عتاب بن زياد، قال: حدثنا عبد الله، يعني ابن المبارك، قال: أخبرنا يونس. و «الدَّارِمي» (1598) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث، قال: حدثني يونس. و «مسلم» 2/ 171 (1692) قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا عبد الله بن وهب (ح) وحدثني أَبو الطاهر، وحَرملة، قالا: أخبرنا ابن وهب، عن يونس بن يزيد. و «ابن ماجة» (1343) قال: حدثنا أحمد بن عَمرو بن السَّرح المصري، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرنا يونس بن يزيد. و «أَبو داود» (1313) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أَبو صفوان عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان (ح) وحدثنا سليمان بن داود، ومحمد بن سلمة المرادي، قالا: حدثنا ابن وهب، المَعنَى، عن يونس. و «التِّرمِذي» (581) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا أَبو صفوان، عن يونس. و «النَّسَائي» 3/ 259، وفي «الكبرى» (1466) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أَبو صفوان عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان، عن يونس.

(1)

اللفظ لمسلم.

(2)

اللفظ لأحمد (377).

ص: 164

و «أَبو يَعلى» (235) قال: حدثنا أحمد بن عيسى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، عن يونس. و «ابن خزيمة» (1171) قال: حدثنا

⦗ص: 165⦘

يونس بن عبد الأعلى الصدفي، قال: حدثنا ابن وهب (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس بن يزيد (ح) وحدثنا محمد بن عزيز الأيلي، قال: حدثني سلامة، عن عقيل. و «ابن حِبَّان» (2643) قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، بعسقلان، قال: حدثنا حَرملة بن يحيى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس.

كلاهما (يونس بن يزيد، وعُقيل بن خالد) عن ابن شهاب الزُّهْري، أن السائب بن يزيد، وعُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة بن مسعود أخبراه، عن عبد الرَّحمَن بن عبدٍ القَارِي، فذكره.

- في رواية يونس، عند أحمد: «عن الزُّهْري، عن السائب بن يزيد، وعُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة، عن عبد الرَّحمَن بن عبد، عن عمر بن الخطاب.

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: وقد بلغ به أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم».

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وأَبو صفوان اسمه عبد الله بن سعيد المكي، وروى عنه الحميدي، وكبار الناس.

• وأخرجه مالك (538)

(1)

عن داود بن الحُصين، عن الأعرج. و «عبد الرزاق» (4748) عن مَعمَر، عن الزُّهْري، عن عروة. و «النَّسَائي» 3/ 259، وفي «الكبرى» (1468) قال: أخبرنا محمد بن رافع النيسابوري، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعمَر، عن الزُّهْري، عن عروة.

(1)

وهو في رواية أبي مصعب الزُّهْري، للموطأ (240)، وسويد بن سعيد (91).

ص: 164

وفي 3/ 260، وفي «الكبرى» (1469) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك، عن داود بن الحُصين، عن الأعرج. وفي (1467) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله، عن يونس، عن ابن شهاب، أن السائب بن يزيد، وعُبيد الله أخبراه.

أربعتهم (عبد الرَّحمَن بن هُرمُز الأعرج، وعروة، والسائب، وعُبيد الله) عن عبد الرَّحمَن بن عبدٍ القَارِي، أن عمر بن الخطاب، قال: من فاته حزبه من الليل، فقرأه حين تزول الشمس، إلى صلاة الظهر، فإنه لم يفته، أو كأنه أدركه

(1)

.

⦗ص: 166⦘

- وفي رواية: «من نام عن جزئه، أو قال: حزبه، من الليل، فقرأه فيما بين صلاة الصبح إلى صلاة الظهر، فكأنما قرأه من الليل»

(2)

، «موقوف» .

• وأخرجه النَّسَائي 3/ 260، وفي «الكبرى» (1470) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن حميد بن عبد الرَّحمَن، أن عمر

(3)

، قال: من فاته ورده من الليل، فليقرأ به في صلاة قبل الظهر، فإنها تعدل صلاة الليل

(4)

. «موقوف»

(5)

.

(1)

اللفظ لمالك.

(2)

اللفظ للنسائي (1468).

(3)

قوله: «أن عمر» لم يرد في طبعتي التجارية والتأصيل «للمُجتبى» ، وهو ثابتٌ في طبعتي الرسالة والتأصيل «للسنن الكبرى» ، و «تحفة الأشراف» (10592).

(4)

اللفظ للنسائي (1470).

(5)

المسند الجامع (10478)، وتحفة الأشراف (10592)، وأطراف المسند (6626).

والحديث؛ أخرجه البزار (302)، وأَبو عَوانة (2135)، والبيهقي 2/ 484 و 485، والبغوي (985).

ص: 165

- فوائد:

- قال الدارقُطني: رواه الزُّهْري، عن السائب بن يزيد، وعُبيد الله بن عبد الله، عن عبد الرَّحمَن بن عبد، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

حدث به يونس بن يزيد، وعُقيل بن خالد، عن الزُّهْري كذلك.

ورواه عبد الرَّحمَن الأعرج، وأَبو سلمة بن عبد الرَّحمَن، عن عبد الرَّحمَن بن عبد، عن عمر، من قوله، غير مرفوع.

كذلك قال داود بن الحُصين، عن الأعرج، ويحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة.

وكذلك رواه حميد بن عبد الرَّحمَن بن عوف، عن عمر، قوله.

وقيل: عن يونس غير مرفوع، قاله أحمد بن شبيب، عن أبيه، عن يونس.

وقيل: عن يونس، عن الزُّهْري، قوله، قاله محمد بن مصعب عن الأوزاعي، عن يونس.

والأشبه بالصواب الموقوف، والله أعلم. «العلل» (202).

- وقال الدارقُطني: أخرج مسلم حديث ابن وهب، عن يونس، عن الزُّهْري، عن السائب وعُبيد الله، عن ابن عبد، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ من نام عن حزبه.

قال: تابعه الليث، وأَبو صفوان، عن يونس.

ووقفه ابن المبارك، عن يونس.

وقال معمر: عن الزُّهْري، عن عروة، عن ابن عبد، عن عمر، موقوفا.

وقال مالك: عن داود بن الحُصين، عن الأعرج، عن ابن عبد، عن عمر، موقوفا. «التتبع» (125).

- وقال أَبو الحسن الدارقُطني أيضا: أخرج مسلم حديث الزُّهْري، عن السائب بن يزيد، وعُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة، عن عبد الرَّحمَن بن عبد، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ من نام عن حزبه، أو عن شيء منه، فقرأه فيما بين صلاتي الفجر والظهر، فكأنما قرأه من الليل.

من حديث ابن وهب، عن يونس.

قال أَبو الحسن: وقد تابعه أَبو صفوان عبد الله بن سعيد، والليث بن سعد، وابن عزيز، عن سلامة، عن عقيل.

ورواه ابن المبارك، عن يونس، عن الزُّهْري موقوفا.

ورواه مَعمَر، عن الزُّهْري، عن عروة، عن عبد الرَّحمَن بن عبد، عن عمر موقوفا.

وجعل موضع السائب، وعُبيد الله: عروة بن الزبير.

ورواه مالك، عن داود بن الحُصين، عن عبد الرَّحمَن الأعرج، عن عبد الرَّحمَن بن عبد، عن عمر، موقوفا. «التتبع» (173).

ص: 166

- كتاب الجنائز

10012 -

عن عبد الله بن عمر، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«الميت يعذب في قبره بالنياحة عليه»

(1)

.

- وفي رواية: «الميت يعذب في قبره، بما نيح عليه» .

وقال حجاج: «بالنياحة عليه»

(2)

.

- وفي رواية: «إن الميت يعذب في قبره، ما نيح عليه، أو ما بكي عليه»

(3)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (12223) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا شعبة. و «أحمد» (180) و 1/ 36 (247) قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا شعبة. وفي 1/ 50 (354) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة (ح) وحجاج، قال: حدثني شعبة. وفي 1/ 51 (366) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد. و «البخاري» 2/ 102 (1292) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرني أبي، عن شعبة. قال البخاري: تابعه عبد الأعلى، قال: حدثنا يزيد بن زُريع، قال: حدثنا سعيد. وقال آدم: عن شعبة: «الميت يعذب ببكاء الحي عليه» . و «مسلم» 3/ 41 (2098) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (2099) قال: وحدثناه محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أَبي عَدي، عن سعيد. و «ابن ماجة» (1593) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا شاذان (ح) وحدثنا محمد بن بشار، ومحمد بن الوليد، قالا: حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا عبد الصمد، ووهب بن جرير، قالوا: حدثنا شعبة. و «النَّسَائي» 4/ 16، وفي «الكبرى» (1992) قال: أخبرنا عَمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا شعبة. و «أَبو يَعلى» (156) قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا يزيد بن زُريع، قال: حدثنا سعيد. وفي (157 و 179) قال: حدثنا عُبيد الله بن عمر (القواريري)، قال: حدثنا يزيد بن زُريع، قال: حدثنا سعيد بن أبي عَروبَة.

(1)

اللفظ لأحمد (180).

(2)

اللفظ لأحمد (354).

(3)

اللفظ لأبي يَعلى (157).

ص: 167

كلاهما (شعبة بن الحجاج، وسعيد بن أبي عَروبَة) عن قتادة بن دعامة، عن سعيد بن المُسَيب، عن ابن عمر، فذكره

(1)

.

• أَخرجه عبد الرزاق (6680) عن مَعمَر. و «أحمد» (315) قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا يونس. وفي (334) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا مَعمَر.

كلاهما (مَعمَر بن راشد، ويونس بن يزيد) عن الزُّهْري، عن سعيد بن المُسَيب، أن عمر قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه»

(2)

.

- وفي رواية: «عن ابن المُسَيب، قال: لما مات أَبو بكر، بكي عليه، فقال عمر: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الميت يعذب ببكاء الحي» .

وأَبوا إلا أن يبكوا، فقال عمر لهشام بن الوليد: قم فأخرج النساء، فقالت عائشة: إني أحرجك

(3)

، قال عمر: ادخل فقد أذنت لك، فقال: فدخل، فقالت عائشة: أمخرجي أنت، أي بني؟! فقال: أما لك فقد أذنت، قال: فجعل يخرجهن عليه امرأة امرأة، وهو يضربهن بالدرة، حتى أخرج أم فروة، فرق بينهن، أو قال: فرق بين النوحى

(4)

(5)

.

- ليس فيه: «عن ابن عمر»

(6)

.

(1)

المسند الجامع (10482)، وتحفة الأشراف (10536)، وأطراف المسند (6607).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (15)، والبزار (104)، والبيهقي 4/ 71.

(2)

اللفظ لأحمد (315).

(3)

تحرف في طبعتي المجلس العلمي، والكتب العلمية، إلى:«أُخرجك» ، وجاء على الصواب في طبعة التأصيل، و «إتحاف الخِيرَة المَهَرة» (1987)، و «المطالب العالية» (850)، وفي «الإصابة» (8994)، و «تغليق التعليق» 3/ 325:«أُحَرِّج عليك» ، وفي جميعها ورد الحديث من طريق عبد الرزاق.

(4)

تحرف في طبعة المجلس العلمي إلى: «النحوي» ، وفي طبعة الكتب العلمية، إلى:«النجوى» ، وجاء على الصواب في طبعة التأصيل، و «إتحاف الخِيرَة المَهَرة» ، وفي «المطالب العالية»:«النوائح» .

(5)

اللفظ لعبد الرزاق.

(6)

المسند الجامع (10484)، وأطراف المسند (6560)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (1987)، والمطالب العالية (850).

ص: 168

- فوائد:

- قال إسحاق بن منصور: قلت ليحيى بن مَعين: يصح لسعيد بن المُسَيب سماع من عمر؟ قال: لا. «المراسيل» لابن أبي حاتم (247).

- وقال أَبو حاتم الرازي: سعيد بن المُسَيب، عن عمر، مرسل، يدخل في المسند على المجاز. «المراسيل» لابن أبي حاتم (248).

- وقال ابن أبي حاتم: وسألت أبي، وأَبا زُرعَة، عن حديث؛ رواه همام، عن قتادة، عن قَزَعَة، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه.

قال أبي: ورواه شعبة، وابن أبي عَروبَة، وعمر بن إبراهيم، عن قتادة، عن سعيد بن المُسَيب، عن ابن عمر، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال أَبو زُرعَة: رواه بعضهم عن همام، عن قتادة، عن يحيى بن رؤبة، عن ابن عمر، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قلت لأَبي زُرعَة: أيهما الصحيح؟ قال: من حديث همام يعني قتادة، عن قَزَعَة أشبه.

قلت: فحديث سعيد بن المُسَيب؟ فقال: هما حديثان قد رواهما جميعا. «علل الحديث» (1027).

- وقال الدارقُطني: رواه قتادة، عن ابن المُسَيب، عن ابن عمر، عن عمر.

وخالفه الزُّهْري، فرواه عن سعيد بن المُسَيب، عن عمر، ولم يذكر فيه ابن عمر. «العلل» (109).

ص: 169

10013 -

عن عبد الله بن عمر؛ أن حفصة بكت على عمر، فقال: مهلا يا بنية، ألم تعلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه»

(1)

.

- وفي رواية: «يعذب الميت ببكاء أهله عليه»

(2)

.

⦗ص: 170⦘

- وفي رواية: «عن ابن عمر؛ أن حفصة استأذنت على أبيها، فقال لمن عنده: قوموا، فدخلت، فبينما هي عنده أغمي عليه، فبكت، فقال: أعلمت، أو لم تسمعي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الميت ليعذب ببكاء الحي»

(3)

.

أخرجه عبد الرزاق (6692) عن عبد الله بن عمر. و «ابن أبي شيبة» (12242) قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا عُبيد الله بن عمر. و «أحمد» (248) قال: حدثنا يحيى، عن عُبيد الله.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(2)

اللفظ لأحمد (248).

(3)

اللفظ لعبد الرزاق.

ص: 169

و «مسلم» 3/ 41 (2097) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نُمير، جميعا عن ابن بشر، قال أَبو بكر: حدثنا محمد بن بشر العبدي، عن عُبيد الله بن عمر. و «النَّسَائي» 4/ 15، وفي «الكبرى» (1988) قال: أخبرنا عُبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى، عن عُبيد الله. و «أَبو يَعلى» (155) قال: حدثنا القواريري، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، عن عُبيد الله. وفي (158) قال: حدثنا أَبو خيثمة، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، قال: حدثنا عُبيد الله.

كلاهما (عبد الله بن عمر العُمَري، وأخوه عُبيد الله بن عمر) عن نافع، عن عبد الله بن عمر، فذكره.

• أَخرجه ابن حبان (3135) قال: أخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا العباس بن الوليد النَّرْسي، قال: حدثنا يحيى القطان، قال: حدثنا عُبيد الله بن عمر، قال: أخبرني نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«الميت يعذب ببكاء أهله عليه» .

- ليس فيه: «عن عمر»

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10482)، وتحفة الأشراف (10556)، وأطراف المسند (6607).

والحديث؛ أخرجه البزار (146)، والبيهقي 4/ 71.

ص: 170

- فوائد:

- قال الدارقُطني: وأما حديث نافع، فرواه عنه عُبيد الله بن عمر، من رواية يحيى القطان، ومحمد بن بشر عنه، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر.

⦗ص: 171⦘

وتابعه مالك بن أنس، من رواية الوليد بن مسلم، عنه، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر.

ورواه الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر، بمتابعة عُبيد الله، ومالك، من رواية الوليد بن مسلم عنه.

وخالفه الوليد بن مزيد، وبشر بن بكر، فروياه عن الأوزاعي، عن يحيى، قال: حدثني مَولًى لآل الزبير، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر.

وكذلك رواه عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر.

ورواه ابن إسحاق، عن نافع، فأسنده عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر فيه عمر.

وكذلك روي عن أيوب، عن نافع.

ورواه الليث بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر قوله، ولم يرفعه. «العلل» (109).

ص: 170

10014 -

عن عبد الله بن عمر، قال: قال عمر: أرسلوا إلي طبيبا ينظر إلى جرحي هذا، قال: فأرسلوا إلى طبيب من العرب، فسقى عمر نبيذا، فشبه النبيذ بالدم، حين خرج من الطعنة التي تحت السرة، قال: فدعوت طبيبا آخر من الأنصار، من بني معاوية، فسقاه لبنا، فخرج اللبن من الطعنة صلدا أبيض، فقال له الطبيب: يا أمير المؤمنين، اعهد، فقال عمر: صدقني أخو بني معاوية، ولو قلت غير ذلك كذبتك، قال: فبكى عليه القوم، حين سمعوا ذلك، فقال: لا تبكوا علينا، من كان باكيا فليخرج، ألم تسمعوا ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:

«يعذب الميت ببكاء أهله عليه» .

فمن أجل ذلك كان عبد الله لا يقر أن يبكى عنده على هالك، من ولده، ولا غيرهم

(1)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

ص: 171

- وفي رواية: «عن عبد الله بن عمر، قال: قال عمر بن الخطاب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الميت يعذب ببكاء أهله عليه»

(1)

.

أخرجه أحمد (294). والتِّرمِذي (1002) قال: حدثنا عبد الله بن أبي زياد. و «النَّسَائي» 4/ 15، وفي «الكبرى» (1989) قال: أخبرنا سليمان بن سيف.

ثلاثتهم (أحمد بن حنبل، وعبد الله، وسليمان) عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح بن كَيْسان، عن ابن شهاب الزُّهْري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، فذكره

(2)

.

- قال التِّرمِذي: حديث عمر حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

(1)

اللفظ للترمذي.

(2)

المسند الجامع (10482)، وتحفة الأشراف (10527)، وأطراف المسند (6616).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (3163).

ص: 172

- فوائد:

- قال الدارقُطني: رواه الزُّهْري، عن سالم، عن ابن عمر، عن عمر، حدث به صالح بن كَيْسان، وصالح بن أبي الأخضر، ويونس، وابن أبي ذِئب.

واختلف عن شعيب بن أبي حمزة، فرواه بشر بن شعيب، عن أبيه، عن الزُّهْري، عن سالم، بمتابعة صالح بن كَيْسان، ومن تابعه من رواية محمد بن يحيى، عنه.

وخالفه عمران بن بكار، من رواية عبد الله بن أحمد بن حنبل، وغيره عنه.

وكذلك حدثنا به أَبو محمد بن صاعد، قال: حدثنا عمران بن بكار، فرواه عن بشر بن شعيب، عن أبيه، عن الزُّهْري، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر.

ووهم في قوله: نافع، والذي قبله أصح.

ورواه عمر بن محمد بن زيد، عن سالم، فخالف الزُّهْري، فأسنده عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يذكر فيه عمر. «العلل» (109).

ص: 172

10015 -

عن عبد الله بن عمر، قال: لما طعن عمر أغمي عليه، فصيح عليه، فلما أفاق قال: أما علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

⦗ص: 173⦘

«إن الميت ليعذب ببكاء الحي» .

أخرجه مسلم 3/ 41 (2100) قال: حدثني علي بن حُجْر السعدي، قال: حدثنا علي بن مُسهِر، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن ابن عمر، فذكره.

• أَخرجه ابن أبي شيبة (12244) قال: حدثنا أَبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن الميت ليعذب ببكاء الحي» .

- ليس فيه: «عن عمر»

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10482)، وتحفة الأشراف (10517).

والحديث؛ أخرجه الطبراني (13299).

ص: 172

- فوائد:

- قال الدارقُطني: رواه الأعمش، عنه، يعني عن أبي صالح السَّمَّان؛ واختُلِف عنه؛

فقال علي بن مُسهِر: عن الأعمش، عن أبي صالح، عن ابن عمر، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وخالفه أَبو معاوية، فلم يذكر فيه عمر.

ورواه محمد بن عبيد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن ابن عمر، عن عمر، قوله. «العلل» (109).

ص: 173

10016 -

عن قَزَعَة بن يحيى، قال: قلت لابن عمر: يعذب الله هذا الميت ببكاء هذا الحي؟ فقال: حدثني عمر، رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كذبت على عمر، ولا كذب عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه أحمد (264) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام، عن قتادة، عن قَزَعَة، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10482)، وأطراف المسند (6607).

ص: 173

- فوائد:

- قال الدارقُطني: أما حديث قزعة فأسنده عن ابن عمر، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

⦗ص: 174⦘

ووقفه الباقون، وهم: عبد الله بن دينار، ويوسف بن مَاهَك، وأَبو بكر بن حفص، فلم يرفعوه. «العلل» (109).

ص: 173

10017 -

عن أبي موسى الأشعري، قال: لما أصيب عمر، رضي الله عنه، جعل صهيب يقول: واأخاه، فقال عمر: أما علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«إن الميت ليعذب ببكاء الحي»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي موسى، قال: لما أصيب عمر أقبل صهيب من منزله، حتى دخل على عمر، فقام بحياله يبكي، فقال عمر: علام تبكي؟ أعلي تبكي؟ قال: إي والله، لعليك أبكي يا أمير المؤمنين، قال: والله، لقد علمت؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من يبكى عليه يعذب» .

قال: فذكرت ذلك لموسى بن طلحة، فقال: كانت عائشة تقول: إنما كان أولئك اليهود

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (12241) قال: حدثنا علي بن مُسهِر، عن الشيباني. و «البخاري» 2/ 102 (1290) قال: حدثنا إسماعيل بن خليل، قال: حدثنا علي بن مُسهِر، قال: حدثنا أَبو إسحاق، وهو الشيباني. و «مسلم» 3/ 41 (2101) قال: حدثني علي بن حُجْر، قال: حدثنا علي بن مُسهِر، عن الشيباني. وفي (2102) قال: وحدثني علي بن حُجْر، قال: أخبرنا شعيب بن صفوان أَبو يحيى، عن عبد الملك بن عمير.

كلاهما (أَبو إسحاق، سليمان بن أبي سليمان الشيباني، وعبد الملك) عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبي موسى، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ للبخاري.

(2)

اللفظ لمسلم (2102).

(3)

المسند الجامع (10481)، وتحفة الأشراف (10585).

والحديث؛ أخرجه البزار (225)، والبيهقي 4/ 71.

ص: 174

10018 -

عن أَنس بن مالك؛ أن عمر بن الخطاب لما طعن، عولت عليه حفصة، فقال: يا حفصة، أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«المعول عليه يعذب» .

وعول عليه صهيب، فقال عمر: يا صهيب، أما علمت أن المعول عليه يعذب

(1)

.

- وفي رواية: «عن أَنس بن مالك؛ أن عمر لما طعن، عولت عليه حفصة، فقال لها عمر: يا حفصة، أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن المعول عليه يعذب؟ فقالت: بلى»

(2)

.

أخرجه أحمد (268) قال: حدثنا عفان. و «مسلم» 3/ 42 (2103) قال: حدثني عَمرو الناقد، قال: حدثنا عفان بن مسلم. و «أَبو يَعلى» (233) قال: حدثنا هُدبة. و «ابن حِبَّان» (3132) قال: أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع، قال: حدثنا هُدبة بن خالد.

كلاهما (عفان، وهُدبة) عن حماد بن سلمة، قال: حدثنا ثابت، عن أَنس، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لمسلم.

(2)

اللفظ لابن حبان.

(3)

المسند الجامع (10483)، وتحفة الأشراف (10414)، واستدركه محقق «أطراف المسند» 5/ 20.

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (42)، والبزار (219)، والبيهقي 4/ 72.

ص: 175

• حديث ابن عباس، قال: قال لي عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه» .

يأتي في مسند عائشة، رضي الله تعالى عنها.

• وحديث القاسم بن محمد بن أَبي بكر، عن عائشة، أنه بلغها أن ابن عمر يحدث، عن أبيه عمر بن الخطاب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

⦗ص: 176⦘

«الميت يعذب ببكاء أهله عليه» .

فقالت: يرحم الله عمر، وابن عمر، فوالله ما هما بكاذبين ولا مكذبين، ولا متزايدين، إنما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجل من اليهود، الحديث.

يأتي في مسند أُم المؤمنين، عائشة بنت الصديق، رضي الله تعالى عنهما.

ص: 175

10019 -

عن أبي الأسود الديلي، قال: أتيت المدينة، وقد وقع بها مرض، وهم يموتون موتا ذريعا، فجلست إلى عمر، رضي الله عنه، فمرت جِنازة، فأثني خيرا، فقال عمر: وجبت، ثم مر بأخرى، فأثني خيرًا، فقال: وجبت، ثم مر بالثالثة، فأثني شرا، فقال: وجبت، فقلت: ما وجبت، يا أمير المؤمنين، قال: قلت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:

«أيما مسلم شهد له أربعة بخير، أدخله الله الجنة، قلنا: وثلاثة؟ قال: وثلاثة، قلت: واثنان؟ قال: واثنان، ثم لم نسأله عن الواحد»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي الأسود الديلي، قال: قدمت المدينة، فجلست إلى عمر بن الخطاب، فمروا بجِنازة، فأثنوا عليها خيرا، فقال عمر: وجبت، فقلت لعمر: وما وجبت؟ قال: أقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يشهد له ثلاثة، إلا وجبت له الجنة، قال: قلنا: واثنان؟ قال: واثنان، قال: ولم نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الواحد»

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (12121) قال: حدثنا عفان. و «أحمد» (139) قال: حدثنا يونس بن محمد. وفي 1/ 30 (204) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. وفي 1/ 45 (318) قال: حدثنا عبد الصمد، وعفان، المعنى. و «البخاري» (1368) قال:

⦗ص: 177⦘

حدثنا عفان

(3)

بن مسلم، هو الصفار.

(1)

اللفظ للبخاري (2643).

(2)

اللفظ للترمذي.

(3)

ذكر المِزِّي أن البخاري قال في هذا الموضع: «قال عفان» . «تحفة الأشراف» (10472).

قال ابن حجر: وقع في رواية أبي ذر، عن شيوخه الثلاثة:«حدثنا عفان» ، وكذا في سماعنا من طريق أبي الوقت. «النكت الظراف» (10472).

وقال ابن حجر: قوله، يعني البخاري:«حدثنا عفان» كذا للأكثر، وذكر أصحاب الأطراف أنه أخرجه قائلا فيه:«قال عفان» ، وبذلك جزم البيهقي، وقد وصله أَبو بكر بن أبي شيبة في «مسنده» ، عن عفان، به، ومن طريقه أخرجه الإسماعيلي، وأَبو نُعيم. «فتح الباري» 3/ 229.

ص: 176

وفي 3/ 221 (2643) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. و «التِّرمِذي» (1059) قال: حدثنا يحيى بن موسى، وهارون بن عبد الله البزاز، قالا: حدثنا أَبو داود الطيالسي. و «النَّسَائي» 4/ 50، وفي «الكبرى» (2072) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا هشام بن عبد الملك، وعبد الله بن يزيد. و «أَبو يَعلى» (145) قال: حدثنا شَيبان. و «ابن حِبَّان» (3028) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطَّالْقَاني، قال: حدثنا المُقرِئ.

ثمانيتهم (عفان، ويونس، وعبد الله بن يزيد المُقرِئ، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وموسى، وأَبو داود الطيالسي سليمان بن داود، وهشام بن عبد الملك أَبو الوليد، وشيبان بن فَرُّوخ) عن داود بن أبي الفرات، قال: حدثنا عبد الله بن بُريدة، عن أبي الأسود الديلي، فذكره

(1)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وأَبو الأسود الديلي اسمه ظالم بن عَمرو بن سفيان.

(1)

المسند الجامع (10487)، وتحفة الأشراف (10472)، وأطراف المسند (6576 و 6663).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (22)، والبزار (312)، والبيهقي 4/ 75 و 10/ 123، والبغوي (1506).

ص: 177

- فوائد:

- قال الدارقُطني: هو حديثٌ رواه عبد الله بن بُريدة، واختُلِف عنه؛

فرواه داود بن أبي الفرات وهو ثقة، عن ابن بُريدة، واختلف عن داود؛

فقال يعقوب الحضرمي: عنه، عن ابن بُريدة، عن يحيى بن يَعمَر، عن أبي الأسود.

ووهم في ذكر يحيى بن يَعمَر في إسناده، لكثرة من خالفه من الثقات الحفاظ عن داود، منهم: عفان بن مسلم، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وزيد بن الحُبَاب، ويونس بن محمد المُؤَدِّب، وأَبو عبد الرَّحمَن المُقرِئ، وأَبو الوليد الطيالسي، وشيبان بن فَرُّوخ، وغيرهم فإنهم رووه عن داود، عن ابن بُريدة، عن أبي الأسود، لم يذكروا بينهما أحدا.

وكذلك رواه سعيد بن زربي، عن عبد الله بن بُريدة، عن أبي الأسود، كرواية الجماعة عن داود.

ورواه عمر بن الوليد الشني، عن عبد الله بن بُريدة، مرسلا، عن عمر، لم يذكر بينهما أحدا.

والمحفوظ من ذلك ما رواه عفان، ومن تابعه عن داود بن أبي الفرات.

وقد أخرجه البخاري، ومسلم في «الصحيح» مثل ما رواه عفان، عن داود، عن ابن بُريدة، عن أبي الأسود، والله أعلم. «العلل» (247).

- وقال الدارقُطني أيضا: أخرج البخاري من حديث داود بن أبي الفرات، عن ابن بُريدة، عن أبي الأسود، عن عمر؛ مر بجِنازة، فقال: وجبت.

وقال علي بن المديني في «المسند» : ابن بُريدة، إنما يروي عن

(1)

يحيى بن يَعمَر، عن أبي الأسود، ولم يقل في هذا الحديث: سمعت أبا الأسود، فيكون متصلا.

قال أَبو الحسن: وقد روى هذا الحديث وكيع، عن عمر بن الوليد الشني، عن عبد الله بن بُريدة، قال: جلس عمر، مرسلا، ورفعه، ولم يذكر بين ابن بُريدة، وبين عمر أحدا. «التتبع» (179).

(1)

قوله: «عن» سقط من المطبوع، وهو ثابتٌ في «هَدي الساري» لابن حَجَر 1/ 356 إذ نقله عن هذا الموضع.

ص: 177

10019 م- عن عبد الله بن بُريدة، قال: جلس عمر مجلسا، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلسه، تمر عليه الجنائز، قال: فمروا بجِنازة، فأثنوا خيرا، فقال: وجبت، ثم مروا بجِنازة، فأثنوا خيرا، فقال: وجبت، ثم مروا بجِنازة، فقالوا خيرا، فقال: وجبت، ثم مروا بجِنازة، فقالوا: هذا كان أكذب الناس، فقال: إن أكذب الناس أكذبهم على الله، ثم الذين يلونهم، من

⦗ص: 178⦘

كذب على روحه في جسده، قال: قالوا: أرأيت إذا شهد أربعة؟ قال: وجبت، قالوا: وثلاثة؟ قال: وثلاثة، قال: وجبت، قالوا: واثنين؟ قال: وجبت، ولأن أكون قلت واحدا أحب إلي من حمر النعم، قال: فقيل لعمر: هذا شيء تقوله برأيك، أم شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا، بل سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أَخرجه أحمد (389) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثني عمر بن الوليد الشني، عن عبد الله بن بُريدة، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10487)، وأطراف المسند (6576)، ومَجمَع الزوائد 1/ 149.

ص: 177

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أَبو زُرعَة الرازي: عبد الله بن بُريدة، عن عمر، مرسل. «المراسيل» لابن أبي حاتم (400).

ص: 178

10020 -

عن عبد الله بن عباس، عن عمر بن الخطاب، قال:

«لما مات عبد الله بن أبي ابن سلول، دعي له رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت إليه، فقلت: يا رسول الله، تصلي على ابن أبي، وقد قال يوم كذا وكذا، كذا وكذا، أعدد عليه، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: أخر عني يا عمر، فلما أكثرت عليه، قال: إني قد خيرت فاخترت، فلو علمت أني لو زدت على السبعين غفر له، لزدت عليها، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انصرف، فلم يمكث إلا يسيرا، حتى نزلت الآيتان من براءة: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون}، فعجبت بعد من جرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ، والله ورسوله أعلم»

(1)

.

- وفي رواية: «لما توفي عبد الله بن أبي، أتى ابنه عبد الله بن عبد الله بن أبي ابن سلول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هذا عبد الله بن أبي، قد وضعناه، فصل عليه، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قام يصلي عليه، قمت في صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا نبي الله، أتصلي على عدو الله، القائل يوم كذا، كذا وكذا، والقائل يوم كذا، كذا وكذا، أعدد أيامه الخبيثة؟ فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: عني يا عمر، حتى إذا أكثرت، قال: عني ياعمر، فإني قد خيرت فاخترت، إن الله يقول: {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم}، ولو أعلم أني إِن زِدتُ على السبعين غفر له، لزدت، قال عمر: فعجبا لجرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ورسوله أعلم، فلما قال لي ذلك، انصرفت عنه، فصلى عليه، ثم مشى معه، فقام على حفرته حتى دفن ثم انصرف، فوالله، ما لبث إلا يسيرا، حتى أنزل الله، جل وعلا: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره}، فما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على منافق بعد ذلك، ولا قام على قبره»

(2)

.

(1)

اللفظ للنسائي 4/ 67.

(2)

اللفظ لابن حبان.

ص: 179

أخرجه أحمد (95) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. و «عَبد بن حُميد» (19) قال: حدثني يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق. و «البخاري» (1366 و 4671) قال: حدثنا يَحيى بن بُكير، حدثنا الليث، عن عُقيل. وفي (4671) زاد البخاري: وقال غيره

(1)

: حدثني الليث، قال: حدثني عُقيل. و «التِّرمِذي» (3097) قال: حدثنا عَبد بن حُميد، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق. و «النَّسَائي» 4/ 67، وفي «الكبرى» (2104) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا حُجَين بن المثنى، قال: حدثنا الليث، عن عُقيل. وفي «الكبرى» (11161) قال: أخبرنا محمد بن رافع، ومحمد بن عبد الله بن المبارك، قالا: حدثنا حُجَين بن المثنى، قال: حدثنا ليث، عن عُقَيل. و «ابن حِبَّان» (3176) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت محمد بن إسحاق يقول.

كلاهما (محمد بن إسحاق، وعُقيل بن خالد) عن ابن شهاب الزُّهْري، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة بن مسعود، عن عبد الله بن عباس، فذكره

(2)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ.

(1)

أي غير يحيى بن بُكير، قال المِزِّي: قيل: إن قول البخاري: «وقال غيره» كناية عن عبد الله ابن صالح كاتب الليث. «تحفة الأشراف» (10509)، وقال ابن حَجَر: الغير المذكور هو أبو صالح كاتب الليث، واسمُه عبد الله بن صالح، أخرجه الطبري، عن المثنى بن معاذ، عنه، عن الليث، قال: حدثني عُقيل. «فتح الباري» 8/ 337.

(2)

المسند الجامع (10486)، وتحفة الأشراف (10509)، وأطراف المسند (6583).

والحديث؛ أخرجه البزار (193)، والطبري 11/ 612، والبيهقي 8/ 199.

ص: 180

- كتاب الزكاة

10021 -

عن أسلم العدوي، عن عمر بن الخطاب؛

«أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله أن يعطيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما عندي شيء، ولكن ابتع علي، فإذا جاءني شيء قضيته، فقال عمر: يا رسول الله، قد أعطيته، فما كلفك الله ما لا تقدر عليه، فكره النبي صلى الله عليه وسلم قول عمر، فقال رجل من

⦗ص: 181⦘

الأنصار: يا رسول الله، أنفق ولا تخف من ذي العرش إقلالا، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرف في وجهه البشر، لقول الأَنصاري، ثم قال: بهذا أمرت».

أخرجه التِّرمِذي في «الشمائل» (355) قال: حدثنا هارون بن موسى بن أبي علقمة المديني، قال: حدثني أبي، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره

(1)

.

• أَخرجه عبد الرزاق (20057) عن مَعمَر، عن زيد بن أسلم، قال:

«جاء رجل، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما عندنا شيء، ولكن ابتع علينا، فقال عمر: هذا تعطي ما عندك، ولا تتكلف ما ليس عندك، فقال رجل من الأنصار: أنفق يا رسول الله، ولا تخف من ذي العرش إقلالا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بهذا أمرني ربي. «مُرسَل» .

(1)

المسند الجامع (10499)، وتحفة الأشراف (10402).

والحديث؛ أخرجه البزار (273).

ص: 180

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ هِشام بن سَعد، المَدَني، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (2183).

ص: 181

10022 -

عن سلمان بن ربيعة، قال: سمعت عمر يقول:

«قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسمة، فقلت: يا رسول الله، لغير هؤلاء أحق منهم، أهل الصفة، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكم تخيروني بين أن تسألوني بالفحش، وبين أن تبخلوني، ولست بباخل»

(1)

.

- وفي رواية: «قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسما، فقلت: والله، يا رسول الله، لغير هؤلاء كان أحق به منهم، قال: إنهم خيروني أن يسألوني بالفحش، أو يبخلوني، فلست بباخل»

(2)

.

أخرجه أحمد (127) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أَبو عَوانة. وفي 1/ 35 (234) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. و «مسلم» 3/ 103 (2392) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال إسحاق: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا جَرير.

⦗ص: 182⦘

ثلاثتهم (أَبو عَوانة، وسفيان الثوري، وجرير بن عبد الحميد) عن سليمان الأعمش، عن شقيق بن سلمة أبي وائل، عن سلمان بن ربيعة، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (127).

(2)

اللفظ لمسلم.

(3)

المسند الجامع (10491)، وتحفة الأشراف (10457)، وأطراف المسند (6563).

ص: 181

10023 -

عن أبي سعيد الخُدْري، عن عمر بن الخطاب؛

«أنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، رأيت فلانا يشكر، ذكر أنك أعطيته دينارين، فقال صلى الله عليه وسلم: لكن فلانا قد أعطيته ما بين العشرة إلى المئة، فما يشكره ولا يقوله، إن أحدكم ليخرج من عندي، بحاجته متأبطها، وما هي إلا النار، قال: قلت: يا رسول الله، لم تعطهم؟ قال: يأَبون إلا أن يسألوني، ويأبى الله لي البخل»

(1)

.

- وفي رواية: «عن عمر بن الخطاب، قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: إني رأيت فلانا يدعو، ويذكر خيرا، ويذكر أنك أعطيته دينارين؟ قال: لكن فلان أعطيته ما بين كذا إلى كذا، فما أثنى، ولا قال خيرا» .

أخرجه ابن حبان (3412) قال: أخبرنا محمد بن زهير أَبو يَعلى، بالأبلة، قال: حدثنا سَلْم بن جُنادة. وفي (3414) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا محمد بن طريف البَجَلي.

كلاهما (سلم، وابن طريف) عن أَبي بكر بن عياش، عن سليمان الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخُدْري، فذكره.

• أَخرجه أحمد (11017) قال: حدثنا أسود بن عامر. وفي 3/ 16 (11140) قال: حدثنا يحيى بن آدم.

(1)

لفظ (3414).

ص: 182

كلاهما (أسود، ويحيى) عن أَبي بكر بن عياش، عن سليمان الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخُدْري، قال:

«قال عمر: يا رسول الله، لقد سمعت فلانا وفلانا يحسنان الثناء، يذكران أنك أعطيتهما دينارين، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لكن والله فلانا ما هو كذلك، لقد

⦗ص: 183⦘

أعطيته من عشرة إلى مئة، فما يقول ذاك، أما والله، إن أحدكم ليخرج مسألته من عندي يتأبطها، يعني تكون تحت إبطه، يعني نارا، قال: قال عمر: يا رسول الله، لم تعطيها إياهم؟ قال: فما أصنع، يأَبون إلا ذاك، ويأبى الله لي البخل»

(1)

.

- وفي رواية: «قال عمر: يا رسول الله، سمعت فلانا يقول خيرا، ذكر أنك أعطيته دينارين، قال: لكن فلان لا يقول ذلك، ولا يثني به، لقد أعطيته ما بين العشرة إلى المئة، أو قال: إلى المئتين، وإن أحدهم ليسألني المسألة، فأعطيها إياه، فيخرج بها متأبطها، وما هي لهم إلا نار، قال عمر: يا رسول الله، فلم تعطيهم؟ قال: إنهم يأَبون إلا أن يسألوني، ويأبى الله لي البخل» .

- لم يقل أَبو سعيد: «عن عمر» ، فصار من مسند أبي سعيد

(2)

.

(1)

لفظ (11017).

(2)

المسند الجامع (4336)، وأطراف المسند (8493)، والمقصد العَلي (495)، ومَجمَع الزوائد 3/ 94.

والحديث؛ أخرجه البزار (224)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (8708).

ص: 182

- فوائد:

- قال البزار: وهذا الحديث قد روي عن عمر من وجوه؛

فرواه أَبو بكر هكذا، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، عن عمر.

ورواه جرير، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد.

وقد روي عن جابر، عن عمر.

وعن سلمان بن ربيعة، عن عمر. «مسنده» (225).

- وقال الدارقُطني: قال ابن صاعد في حديثه: عن علقمة بن عَمرو بن الحصين، عن أَبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن الخُدْري، عن عمر.

تفرد به أَبو بكر، عن الأعمش.

وخالفه جرير، فرواه عن الأعمش، عن عطية، عن الخُدْري.

وقال حِبَّان بن علي: عن الأعمش، عن أبي صالح، عن جابر.

⦗ص: 184⦘

وقال عبد الله بن بشر: عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر.

وقيل: عن أبي كُريب، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.

أما حديث جرير، عن الأعمش؛ تفرد به جرير.

وحديث الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر؛ تفرد به حبان، عن الأعمش. «أطراف الغرائب والأفراد» (190).

ص: 183

10024 -

عن مسروق، قال: قال عمر بن الخطاب، قال النبي صلى الله عليه وسلم:

«من سأل الناس ليثري ماله، فإنما هو رضف من النار يتلهبه، من شاء فليقل، ومن شاء فليكثر» .

أخرجه ابن حبان (3391) قال: أخبرنا أَبو عَروبَة، قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرَّحمَن الحراني، قال: حدثنا يحيى بن السكن، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن مسروق، فذكره

(1)

.

• أَخرجه ابن أبي شيبة (10778) قال: حدثنا أَبو معاوية، عن داود، عن الشعبي، قال: قال عمر: من سأل الناس ليثري به ماله، فإنما هو رضف من جهنم، فمن شاء فليقل، ومن شاء فليكثر. «موقوف، وليس فيه: مسروق»

(2)

.

(1)

أخرجه تمام في «فوائده» (1771).

(2)

أخرجه موقوفا؛ أَبو عُبيد القاسم بن سلام في «الأموال» (1742)، وابن حبان في «روضة العقلاء» 1/ 145.

ص: 184

10025 -

عن عبد الله بن عمر، قال: سمعت عمر يقول:

«كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء، فأقول: أعطه أفقر إليه مني، حتى أعطاني مرة مالا، فقلت: أعطه أفقر إليه مني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: خذه فتموله، وتصدق به، فما جاءك من هذا المال، وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه، وما لا فلا تتبعه نفسك»

(1)

.

⦗ص: 185⦘

- وفي رواية: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء، فأقول: أعطه من هو أفقر إليه مني، فقال: خذه، إذا جاءك من هذا المال شيء، وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه، وما لا فلا تتبعه نفسك»

(2)

.

أخرجه أحمد (136) قال: حدثنا أَبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (137) قال: حدثنا هارون، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. و «الدَّارِمي» (1770) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث، قال: حدثني يونس. و «البخاري» 2/ 152 (1473) قال: حدثنا يحيى بن بُكير، قال: حدثنا الليث، عن يونس. وفي 9/ 85 (7164) قال: حدثنا أَبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. و «مسلم» 3/ 98 (2369) قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا عبد الله بن وهب (ح) وحدثني حَرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. و «النَّسَائي» 5/ 105، وفي «الكبرى» (2400) قال: أخبرنا عَمرو بن منصور، قال: حدثنا الحكم بن نافع، قال: أخبرنا شعيب.

(1)

اللفظ لأحمد (136).

(2)

اللفظ للبخاري (1473).

ص: 184

كلاهما (شعيب بن أبي حمزة، ويونس بن يزيد) عن ابن شهاب الزُّهْري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، فذكره

(1)

.

• أَخرجه أحمد (5748) قال: حدثنا يحيى بن غَيلان، قال: حدثنا رِشْدِين. و «مسلم» 3/ 98 (2370) قال: حدثني أَبو الطاهر، قال: أخبرنا ابن وهب. و «ابن خزيمة» (2366) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب.

كلاهما (رِشْدِين بن سعد، وعبد الله بن وهب) عن عَمرو بن الحارث، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه؛

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعطي عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، العطاء، فيقول له عمر: أعطه، يا رسول الله، أفقر إليه مني، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذه

⦗ص: 186⦘

فتموله، أو تصدق به، وما جاءك من هذا المال، وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه، وما لا فلا تتبعه نفسك».

قال سالم: فمن أجل ذلك كان ابن عمر لا يسأل أحدا شيئا، ولا يرد شيئًا أعطيه

(2)

.

ليس فيه: «عن عمر»

(3)

.

(1)

المسند الجامع (10489)، وتحفة الأشراف (10520)، وأطراف المسند (6605).

والحديث؛ أخرجه البزار (110)، والطبراني في «مسند الشاميين» (3167)، والبيهقي 6/ 183، والبغوي (1629).

(2)

اللفظ لمسلم.

(3)

المسند الجامع (7475)، وتحفة الأشراف (6900)، وأطراف المسند (4234).

والحديث؛ أخرجه البيهقي 6/ 184.

ص: 185

10026 -

عن عبد الله بن السعدي؛ أنه قدم على عمر بن الخطاب في خلافته، فقال له عمر: ألم أحدث أنك تلي من أعمال الناس أعمالا، فإذا أعطيت العمالة كرهتها، قال: فقلت: بلى، فقال عمر: فما تريد إلى ذلك؟ قال: قلت: إن لي أفراسا وأعبدا، وأنا بخير، وأريد أن تكون عمالتي صدقة على المسلمين، فقال عمر: فلا تفعل، فإني قد كنت أردت الذي أردت؛

«فكان النبي صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء، فأقول: أعطه أفقر إليه مني، حتى أعطاني مرة مالا، فقلت: أعطه أفقر إليه مني، قال: فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: خذه فتموله، وتصدق به، فما جاءك من هذا المال، وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه، وما لا فلا تتبعه نفسك»

(1)

.

- وفي رواية: «عن ابن السعدي؛ أنه قدم على عمر بن الخطاب من الشام، فقال له عمر: ألم أخبر أنك تلي أعمالا من أعمال المسلمين، فتعطى عمالتك فلا تقبل؟ فقلت: أجل، إن لي أفراسا، أو لي أعبد، وأنا بخير، وأريد أن يكون عملي صدقة على المسلمين، فقال عمر: فلا تفعل، فإني قد أردت مثل الذي أردت؛ وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعطيني العطاء فأقول: أعطه من هو أحوج إليه مني،

⦗ص: 187⦘

وإنه أعطاني مرة مالا، فقلت: أعطه من هو أحوج إليه مني، فقال: يا عمر، ما أتاك الله به من هذا المال عن غير مسألة، ولا إشراف نفس، فخذه فتموله وتصدق به، وما لا فلا تتبعه نفسك»

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (100).

(2)

اللفظ للحميدي.

ص: 186

- وفي رواية: «عن ابن الساعدي المالكي، أنه قال: استعملني عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، على الصدقة، فلما فرغت منها وأديتها إليه، أمر لي بعمالة، فقلت: إنما عملت لله، وأجري على الله، فقال: خذ ما أعطيت، فإني عملت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فعملني، فقلت مثل قولك، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أعطيت شيئًا من غير أن تسأل، فكل وتصدق»

(1)

.

أخرجه الحُميدي (21) قال: حدثنا سفيان، عن معمر، وغيره، عن الزُّهْري، عن السائب بن يزيد، عن حويطب بن عبد العزى. و «أحمد» (100) قال: حدثنا أَبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزُّهْري، قال: أخبرني السائب بن يزيد، ابن أخت نمر، أن حويطب بن عبد العزى أخبره. وفي 1/ 52 (371) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ليث، قال: حدثني بكير بن عبد الله، عن بُسر بن سعيد. وفي 2/ 99 (5749) قال: حدثنا يحيى بن غَيلان، قال: حدثنا رِشْدِين، قال: حدثنا عَمرو بن الحارث، عن ابن شهاب، عن السائب بن يزيد، عن حويطب بن عبد العزى. و «الدَّارِمي» (1771) قال: أخبرنا الحكم بن نافع، عن شعيب بن أبي حمزة، عن الزُّهْري، قال: حدثني السائب بن يزيد، أن حويطب بن عبد العزى أخبره. وفي (1772) قال: أخبرنا أَبو الوليد، قال: حدثنا الليث، عن بكير، عن بُسر بن سعيد. و «البخاري» 9/ 84 (7163) قال: حدثنا أَبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزُّهْري، قال: أخبرني السائب بن يزيد، ابن أخت نمر، أن حويطب بن عبد العزى أخبره. و «مسلم» 3/ 98 (2372) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث، عن بكير، عن بُسر بن سعيد. وفي 3/ 99 (2373) قال: وحدثني هارون بن سعيد الأيلي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عَمرو بن

⦗ص: 188⦘

الحارث، عن بكير بن الأشج، عن بُسر بن سعيد.

(1)

اللفظ لمسلم (2372).

ص: 187

و «أَبو داود» (1647 و 2944) قال: حدثنا أَبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا ليث، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن بُسر بن سعيد. و «النَّسَائي» 5/ 102، وفي «الكبرى» (2396) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، عن بكير، عن بُسر بن سعيد. وفي 5/ 103، وفي «الكبرى» (2397) قال: أخبرنا سعيد بن عبد الرَّحمَن أَبو عُبيد الله المخزومي، قال: حدثنا سفيان، عن الزُّهْري، عن السائب بن يزيد، عن حويطب بن عبد العزى. وفي 5/ 104، وفي «الكبرى» (2398) قال: أخبرنا كثير بن عبيد، قال: حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي، عن الزُّهْري، عن السائب بن يزيد، أن حويطب بن عبد العزى أخبره. 5/ 104، وفي «الكبرى» (2399) قال: أخبرنا عَمرو بن منصور، وإسحاق بن منصور، عن الحكم بن نافع، قال: أخبرنا شعيب، عن الزُّهْري، قال: أخبرني السائب بن يزيد، أن حويطب بن عبد العزى أخبره. و «ابن خزيمة» (2364) قال: حدثنا الربيع بن سليمان المرادي، قال: حدثنا شعيب بن الليث، قال: حدثنا الليث، عن بكير، عن بُسر بن سعيد. وفي (2365) قال: محمد بن عزيز الأيلي أخبرنا، أن سلامة بن روح حدثهم، عن عُقيل، عن ابن شهاب، قال: حدثني السائب بن يزيد، أن حويطب بن عبد العزى أخبره. وفي (2366) قال: وحدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال عَمرو: وحدثني ابن شهاب، عن السائب بن يزيد، عن حويطب بن عبد العزى. و «ابن حِبَّان» (3405) قال: أخبرنا ابن قتيبة، قال: حدثنا يزيد بن مَوهَب، قال: حدثني الليث بن سعد، عن بكير بن الأشج، عن بُسر بن سعيد.

كلاهما (حويطب بن عبد العزى، وبُسر بن سعيد) عن عبد الله بن السعدي، فذكره.

- في رواية الحميدي، والدَّارِمي (1772)، ومسلم (2373):«ابن السعدي» .

ص: 188

ـ وفي رواية أحمد (371)، ومسلم (2372)، وأبي داود (1647 و 2944)، والنَّسَائي 5/ 102، وفي «الكبرى» (2396)، وابن خزيمة (2364)، وابن حبان:«ابن الساعدي المالكي» .

- وفي رواية ابن خزيمة (2365): «عبد الله بن سعد بن أبي سَرح» .

- قال ابن خزيمة: ابن الساعدي المالكي، أحسبه عبد الله بن سعد بن أبي سَرح.

⦗ص: 189⦘

• أخرجه أحمد (279) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، عن معمر. و «مسلم» 3/ 98 (2371) قال: حدثني أَبو الطاهر، قال: أخبرنا ابن وهب، قال عَمرو.

كلاهما (مَعمَر بن راشد، وعَمرو بن الحارث) عن ابن شهاب الزُّهْري، عن السائب بن يزيد، عن عبد الله بن السعدي، قال: قال لي عمر: ألم أحدث أنك تلي من أعمال الناس أعمالا، فإذا أعطيت العمالة لم تقبلها؟ قال: نعم، قال: فما تريد إلى ذاك؟ قال: أنا غني، لي أعبد ولي أفراس، أريد أن يكون عملي صدقة على المسلمين، قال: لا تفعل، فإني كنت أفعل مثل الذي تفعل؛

«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء، فأقول: أعطه من هو أفقر إليه مني، فقال: خذه، فإما أن تموله، وإما أن تصدق به، وما آتاك الله من هذا المال، وأنت غير مشرف له ولا سائله فخذه، وما لا فلا تتبعه نفسك»

(1)

.

(1)

اللفظ لأحمد (279).

ص: 188

ـ ليس فيه: «حويطب بن عبد العزى» .

• وأخرجه عبد الرزاق (20045). وابن أبي شَيبة (22406) قال: حدثنا مروان. و «أحمد» (280) قال: حدثنا عبد الرزاق.

كلاهما (عبد الرزاق، ومروان بن معاوية الفزاري) عن مَعمَر، عن الزُّهْري، عن السائب بن يزيد، قال: لقي عمر بن الخطاب عبد الله بن السعدي، فقال: ألم أحدث أنك تلي العمل من أعمال المسلمين، ثم تعطى عمالتك فلا تقبلها؟ قال: إني بخير، ولي رقيق وأفراس، وأنا غني عنها، وأحب أن يكون عملي صدقة على المسلمين، فقال عمر: لا تفعل؛

«فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعطيني العطايا، فأقول: يا نبي الله، أعطه غيري، حتى أعطاني مرة، فقلت: يا نبي الله، أعطه غيري، فقال: خذه يا عمر، فإما أن تتموله، وإما أن تصدق به، وما آتاك الله من هذا المال، وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه، وما لا فلا تتبعه نفسك»

(1)

.

⦗ص: 190⦘

- وفي رواية: «عن السائب بن يزيد، قال: قال عمر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء، فأقول: يا رسول الله، أعطه من هو أحوج إليه مني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذه، فإما أن تموله، وإما أن تصدق به، وما جاءك من هذا المال، وأنت غير سائل ولا مشرف فخذه، وما لا فلا تتبعه نفسك»

(2)

.

- ليس فيه: «حويطب» ، ولم يقل السائب:«عن ابن السعدي»

(3)

.

(1)

اللفظ لعبد الرزاق.

(2)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(3)

المسند الجامع (10490)، وتحفة الأشراف (6900 و 10487)، وأطراف المسند (6579).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (832)، والبزار (244 و 245)، والطبراني في «مسند الشاميين» (115 و 1701 و 2996)، والبيهقي 6/ 354 و 7/ 15.

ص: 189

- فوائد:

- قال الدارقُطني: هو حديثٌ رواه الزُّهْري، ويزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد.

فأما الزُّهْري فجود إسناده، رواه عن السائب بن يزيد، عن حويطب بن عبد العزى، عن عبد الله بن السعدي، عن عمر.

رواه عن الزُّهْري كذلك: شعيب بن أبي حمزة، وعَمرو بن الحارث، ويونس بن يزيد، وعقيل، وسفيان بن عُيينة.

وبينه مَعمَر بن راشد، واختلف عن معمر؛ فرواه عنه مروان الفزاري، ولم يقم إسناده، وتابعه عبد الرزاق، عن مَعمَر فقالا: عن الزُّهْري، عن السائب بن يزيد، أن عمر قال لابن السعدي، ولم يذكرا فيه حويطبا.

وكذلك قال ابن المبارك عن معمر، إلا أنه قال: عن السائب، عن عبد الله بن السعدي، عن عمر، ولم يذكر حويطبا أيضا.

ورواه الواقدي، عن معمر، عن الزُّهْري، عن السائب، عن حويطب، عن عمر، ولم يذكر ابن السعدي.

ورواه معاوية بن يحيى الصدفي، عن الزُّهْري، عن سعيد بن المُسَيب، عن عمر، ووهم فيه وهما قبيحا.

⦗ص: 191⦘

وأما يزيد بن خصيفة، فرواه عن السائب بن يزيد، أن عمر قال لابن السعدي: ولم يذكر حويطبا أيضا.

ورواه بكير بن الأشج، عن بُسر بن سعيد، فقال: عن ابن السعدي، عن عمر.

قال: ذلك الليث بن سعد، عن بكير.

وخالفه ابن عَجلان، واختُلِف عنه؛

فقال الثوري: عن ابن عَجلان، عن بكير، عن ابن السعدي، عن عمر، ولم يذكر بُسر بن سعيد.

وخالفه يحيى القطان، فرواه عن ابن عَجلان، عن يعقوب بن الأشج أخي بكير، عن بُسر بن سعيد، عن عمر، ولم يذكر ابن السعدي.

وروي عن قَبيصَة بن ذؤيب، وعن أبي الزبير المكي، عن ابن السعدي، عن عمر.

وأحسنها إسنادا حديث شعيب بن أبي حمزة، ومن تابعه عن الزُّهْري، عن السائب، عن حويطب بن عبد العزى، عن ابن السعدي، عن عمر. «العلل» (197).

ص: 190

10027 -

عن قَبيصَة بن ذؤيب؛ أن عمر بن الخطاب أعطى ابن السعدي ألف دينار، فأبى أن يقبلها، وقال: أنا عنها غني، فقال له عمر: إني قائل لك ما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إذا ساق الله إليك رزقا، من غير مسألة ولا إشراف نفس فخذه، فإن الله أعطاكه» .

أخرجه ابن حبان (3403) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن سَلم، قال: حدثنا حَرملة بن يحيى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرنا عَمرو بن الحارث، أن بكر بن سوادة حدثه، أن عبد الله بن يزيد المَعَافِري حدثه، عن قَبيصَة بن ذؤيب، فذكره

(1)

.

(1)

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (832)، والبزار (244 و 245)، والطبراني في «مسند الشاميين» (115 و 1701 و 2996)، والبيهقي 6/ 354 و 7/ 15.

ص: 191

10028 -

عن أسلم؛ أنه لما كان عام الرمادات، وأجدبت ببلاد الأرض، كتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص: من عبد الله عمر أمير المؤمنين، إلى العاص بن العاص، لعمري، ما تبالي إذا سمنت ومن قبلك، أن أعجف أنا ومن قبلي، ويا غوثاه، فكتب عمرو: سلام، أما بعد، لبيك لبيك، أتتك عير أولها عندك وآخرها عندي، مع أني أرجو أن أجد سبيلا أن أحمل في البحر، فلما قدمت أول عير دعا الزبير، فقال: اخرج في أول هذه العير، فاستقبل بها نجدا، فاحمل إلي كل أهل بيت قدرت على أن تحملهم إلي، ومن لم تستطع حمله، فمر لكل أهل بيت ببعير بما عليه، ومرهم فليلبسوا كساءين (اللذين فيهم الحنطة)

(1)

، ولينحروا البعير، فليجملوا شحمه، وليقددوا لحمه، وليحتذوا جلده، ثم ليأخذوا كبة من قديد، وكبة من شحم، وحفنة من دقيق، فيطبخوا، فيأكلوا حتى يأتيهم الله برزق، فأبى الزبير أن يخرج، فقال: أما والله، لا تجد مثلها حتى تخرج من الدنيا، ثم دعا آخر، أظنه طلحة، فأبى، ثم دعا أبا عُبَيدة بن الجَراح فخرج في ذلك فلما رجع بعث إليه بألف دينار، فقال أبو عبيدة: إني لم أعمل لك يا ابن الخطاب إنما عملت لله ولست آخذ في ذلك شيئا، فقال عمر:

«قد أعطانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أشياء بعثنا لها، فكرهنا، فأبى ذلك علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاقبلها أيها الرجل، فاستعن بها على دنياك ودينك، فقبلها أبو عُبَيدة بن الجَراح، ثم ذكر الحديث» .

أخرجه ابن خزيمة (2367) قال: حدثنا أَبو زهير عبد المجيد بن إبراهيم المصري، قال: حدثنا شعيب، يعني ابن يحيى التجيبي، قال: حدثنا الليث، عن هشام، وهو ابن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه أسلم، فذكره

(2)

.

(1)

كذا وقع في النسخة الخطية لصحيح ابن خزيمة، وهي نسخة غير متقنة، وطبعتي دار الميمان والتأصيل، والحديث؛ أَخرجه الحاكم في «المستدرك» (1490)، ومن طريقه البيهقي 6/ 355، من طريق شعيب بن يَحيى، وليس فيه هذه الزيادة.

(2)

المسند الجامع (10492).

والحديث؛ أخرجه البيهقي 6/ 354.

ص: 192

10029 -

عن أسلم العدوي، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول:

«أرسل إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم بمال، فرددته، قال: فلما جئته قال: ما حملك على أن ترد ما أرسلت به إليك؟ قال: قلت: يا رسول الله، قلت لي: إن خيرًا لك أن لا تأخذ من الناس، قال: إنما ذاك أن تسأل الناس، وما جاءك عن غير مسألة، فإنما هو رزق رزقكه الله، عز وجل»

(1)

.

- وفي رواية: «عن عمر بن الخطاب، قال: قلت: يا رسول الله، أليس قد قلت لي: إن خيرًا لك أن لا تسأل أحدا من الناس شيئا؟ قال: إنما ذاك أن تسأل، وما آتاك الله من غير مسألة، فإنما هو رزق رزقكه الله»

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (22407). و «عَبد بن حُميد» (42) قال: حدثني ابن أبي شيبة. و «أَبو يَعلى» (167) قال: حدثنا ابن نُمير.

كلاهما (ابن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نُمير) عن عبد الله بن نُمير، قال: حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لعَبد بن حُميد.

(2)

اللفظ لأبي يَعلى.

(3)

المسند الجامع (10488)، والمقصد العَلي (497 و 498)، ومَجمَع الزوائد 3/ 100، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (2147).

ص: 193

• أخرجه مالك (2852)

(1)

. وعبد الرزاق (20044) عن مَعمَر.

كلاهما (مالك بن أنس، ومَعمَر بن راشد) عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار؛

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل إلى عمر بن الخطاب بعطاء، فرده عمر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم رددته؟ فقال: يا رسول الله، أليس أخبرتنا أن خيرًا لأحدنا أن لا يأخذ من أحد شيئا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما ذلك عن المسألة، فأما ما كان من غير مسألة، فإنما هو رزق يرزقكه الله» .

⦗ص: 194⦘

فقال عمر بن الخطاب: أما والذي نفسي بيده، لا أسأل أحدا شيئا، ولا يأتيني شيء من غير مسألة إلا أخذته

(2)

.

«مُرسَل» .

(1)

وهو في رواية أبي مصعب الزُّهْري، للموطأ (2109)، وسويد بن سعيد (808).

(2)

اللفظ لمالك.

ص: 193

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ هِشام بن سَعد، المَدَني، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (2183).

ص: 194

10030 -

عن أسلم العدوي، قال: سمعت عمر بن الخطاب، وهو يقول:

«حملت على فرس عتيق في سبيل الله، وكان الرجل الذي هو عنده قد أضاعه، فأردت أن أشتريه منه، وظننت أنه بائعه برخص، فسألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: لا تشتره، وإن أعطاكه بدرهم واحد، فإن العائد في صدقته، كالكلب يعود في قيئه»

(1)

.

- وفي رواية: «حملت على فرس في سبيل الله، فرأيته يباع، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم: آشتريه؟ فقال: لا تشتره، ولا تعد في صدقتك»

(2)

.

- وفي رواية: «عن عمر؛ أنه حمل على فرس في سبيل الله، فوجده عند صاحبه وقد أضاعه، وكان قليل المال، فأراد أن يشتريه، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال: لا تشتره، وإن أعطيته بدرهم، فإن مثل العائد في صدقته، كمثل الكلب يعود في قيئه»

(3)

.

- وفي رواية: «عن عمر؛ أنه وجد فرسا، كان حمل عليها في سبيل الله، تباع في السوق، فأراد أن يشتريها، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فنهاه، وقال: لا تعودن في صدقتك»

(4)

.

- وفي رواية: «لا تعد في صدقتك»

(5)

.

⦗ص: 195⦘

أخرجه مالك (766)

(6)

. والحُميدي (15) قال: حدثنا سفيان، قال: سمعت مالك بن أَنس يسأل زيد بن أسلم. و «أحمد» (258) و 1/ 54 (384) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا هشام بن سعد.

(1)

اللفظ لمالك في «الموطأ» .

(2)

اللفظ للبخاري (2970).

(3)

اللفظ لمسلم (4172).

(4)

اللفظ لأحمد (258).

(5)

اللفظ لابن ماجة.

(6)

وهو في رواية أبي مصعب الزُّهْري، للموطأ (967)، وابن القاسم (168)، وورد في «مسند الموطأ» (354).

ص: 194

وفي 1/ 40 (281) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، عن مالك. و «البخاري» 2/ 157 (1490) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك بن أنس. وفي 3/ 215 (2623) قال: حدثنا يحيى بن قَزَعة، قال: حدثنا مالك. وفي 3/ 218 (2636) و 4/ 64 (2970) قال: حدثنا الحميدي، قال: أخبرنا سفيان، قال: سمعت مالكا يسأل زيد بن أسلم. وفي 4/ 71 (3003) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك. و «مسلم» 5/ 63 (4170) قال: حدثنا عبد الله بن مَسلَمة بن قعنب، قال: حدثنا مالك بن أنس. وفي (4171) قال: وحدثنيه زهير بن حرب، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، يعني ابن مهدي، عن مالك بن أنس، بهذا الإسناد. وفي (4172) قال: حدثني أُمَية بن بِسطام، قال: حدثنا يزيد، يعني ابن زُريع، قال: حدثنا روح، وهو ابن القاسم. وفي (4173) قال: وحدثناه ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان. و «ابن ماجة» (2390) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا هشام بن سعد. و «النَّسَائي» 5/ 108، وفي «الكبرى» (2408) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم، قال: حدثنا مالك. و «أَبو يَعلى» (166) قال: حدثنا ابن نُمير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا هشام بن سعد. وفي (225) قال: حدثنا أَبو كُريب محمد بن العلاء، قال: حدثنا وكيع، عن هشام بن سعد. و «ابن حِبَّان» (5125) قال: أخبرنا الحسين بن إدريس الأَنصاري، قال: حدثنا أحمد بن أَبي بكر، عن مالك.

أربعتهم (مالك بن أنس، وهشام بن سعد، وروح بن القاسم، وسفيان بن عُيينة) عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره.

• أَخرجه ابن أبي شيبة (10604). وأحمد (166) كلاهما عن سفيان بن عُيينة، عن زيد بن أسلم، عن أبيه؛

⦗ص: 196⦘

«أن عمر حمل على فرس في سبيل الله، عز وجل، فرآها، أو بعض نتاجها، يباع، فأراد شراءه، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عنه؟ فقال: اتركها توافك، أو تلقها جميعا» .

ص: 195

وقال مرة: «فنهاه، وقال: لا تشتره، ولا تعد في صدقتك»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أسلم، قال: حمل عمر على فرس في سبيل الله، فرأه، أو شيئًا من ثيابه، تباع في السوق، فأراد أن يشتريه، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: اتركه حتى توافيك يوم القيامة» .

«مُرسَل» ، لم يقل أسلم:«عن عمر»

(2)

.

• وأخرجه ابن أبي شيبة (22135) قال: حدثنا وكيع، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه

(3)

، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«مثل الذي يعود في صدقته كمثل الكلب يعود في قيئه» ، «مُرسَل» .

(1)

اللفظ لأحمد (166).

(2)

المسند الجامع (10493)، وتحفة الأشراف (10385)، وأطراف المسند (6528).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (46)، والبزار (266)، وأَبو عَوانة (5660: 5663)، والبيهقي 4/ 151، والبغوي (1700).

(3)

هكذا جاء هذا الإسناد في طبعات دار القبلة والرشد والفاروق وإشبيليا.

والحديث؛ أخرجه أعلاه أحمد وأبو يَعلى، من طريق وكيع، عن هشام بن سعد، عن زيد ابن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم، متصلًا، أما ابن كثير فقال: رواه أحمد، عن وكيع، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الذي يعود في صدقته كمثل الذي يعود في قَيئه، فذكره مرسلًا. «مسند الفاروق» 2/ 63.

ص: 196

10030 م- عن ابن سيرين، عن عمر بن الخطاب، مثله، إلا أنه قال:

«رآها تباع، أو بعض نِتاجها»

(1)

.

أخرجه الحُميدي (16) قال: حدثنا سفيان، عن أيوب السَّخْتِياني، عن ابن سيرين، عن عمر بن الخطاب، مثله، إلا أنه قال:

«رآها تباع، أو بعض نِتاجها»

(2)

.

• أخرجه عبد الرزاق (16573) عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين؛

«أن عمر بن الخطاب كان تصدق بفرس، أو حمل عليها، فوجد بعض نتاجها يباع، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم: أأشتريه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعها تلقاها وولدها» .

⦗ص: 197⦘

«مُرسَل» ، لم يقل: عن عمر.

(1)

هكذا أورده الحُميدي عقب الحديث السابق ولم يذكر متنه كاملًا.

(2)

المسند الجامع (10494).

ص: 196

10031 -

عن عبد الله بن عمر، عن عمر؛

«أنه تصدق بفرس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبصر صاحبها يبيعها بكسر، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن ذلك؟ فقال: لا تبتع صدقتك» .

أخرجه ابن ماجة (2392) قال: حدثنا تميم بن المنتصر الواسطي، قال: حدثنا إسحاق بن يوسف، عن شريك، عن هشام بن عروة، عن عمر بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10495)، وتحفة الأشراف (10546).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الأوسط» (7863).

ص: 197

- فوائد:

- قلنا إسناده ضعيفٌ: شَريك؛ هو ابن عبد الله بن أَبي شَريك النَّخَعي أَبو عبد الله، الكوفي القاضي، ليس بحجة. انظر فوائد الحديث رقم (9077).

ص: 197

10032 -

عن راشد بن سعد، عن عمر بن الخطاب، وحذيفة بن اليمان؛

«أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأخذ من الخيل والرقيق صدقة» .

⦗ص: 198⦘

أخرجه أحمد (113) قال: حدثنا أَبو اليمان، قال: حدثنا أَبو بكر بن عبد الله، عن راشد بن سعد، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (3307)، وأطراف المسند (6552) ولم يذكر فيه:«وحذيفة بن اليمان» ، ومَجمَع الزوائد 3/ 69.

ص: 197

- فوائد:

- أَبو بكر بن عبد الله؛ هو ابن أبي مريم، وأَبو اليمان؛ هو الحكم بن نافع.

ص: 198

10033 -

عن حارثة، قال: جاء ناس من أهل الشام إلى عمر، فقالوا: إنا قد أصبنا أموالا وخيلا ورقيقا، نحب أن يكون لنا فيها زكاة وطهور، قال: ما فعله صاحباي قبلي فأفعله، واستشار أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وفيهم علي، رضي الله عنه، فقال علي: هو حسن، إن لم يكن جزية راتبة، يؤخذون بها من بعدك

(1)

.

- في رواية ابن خزيمة: «إنا قد أصبنا أموالا: خيلا، ورقيقا» الحديثَ.

- وفي رواية: «عن حارثة بن مضرب؛ أنه حج مع عمر بن الخطاب، فأتاه أشراف أهل الشام، فقالوا: يا أمير المؤمنين، إنا أصبنا رقيقا ودواب، فخذ من أموالنا صدقة تطهرنا بها، وتكون لنا زكاة، فقال: هذا شيء لم يفعله اللذان كانا من قبلي، ولكن انتظروا حتى أسأل المسلمين»

(2)

.

أخرجه أحمد (82) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن مهدي، عن سفيان. وفي 1/ 32 (218) قال: قرأت على يحيى بن سعيد: زهير. و «ابن خزيمة» (2290) قال: حدثنا أَبو موسى، محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، قال: حدثنا سفيان.

(1)

اللفظ لأحمد (82).

(2)

اللفظ لأحمد (218).

ص: 198

كلاهما (سفيان الثوري، وزهير بن معاوية) عن أبي إسحاق السبيعي، عن حارثة بن مضرب، فذكره

(1)

.

⦗ص: 199⦘

• أخرجه عبد الرزاق (6887) عن مَعمَر، عن أَبي إِسحاق، قال: أَتَى أَهل الشَّامِ عُمَرَ، فقالوا: إِنما أَموالنا الخيلُ والرَّقيقُ، فَخُذ منا صدقةً، فقال: ما أُريدُ أَن آخُذَ شيئًا لم يكُن قَبلي، ثم استَشارَ الناس، فقال عليٌّ: أَما إِذَا طابَت أَنفُسُهم فَحَسَنٌ، إِن لم يكُن جِزيةً تُؤخَذُ بها بعدكَ، فَأَخَذَ عُمَرُ من الخيل عَشَرةَ دراهم عَشَرةَ دراهم، ومن الرَّقيقِ عَشَرةَ دراهم، عَشَرةَ دراهم في كل سَنة، ورزق الخيل كُل فَرَسٍ عَشَرَة أَجرِبَة في كل شَهرٍ، ورزق الرَّقيق جَريبين جَريبين في كُل شَهرٍ.

قال مَعمَرٌ: وسمعتُ غيرَ

(2)

أَبي إِسحاق يقول: فلما كان مُعاوية حَسَبَ ذلك فإِذا الذي يُعطيهم أَكثرُ من الذي يأخذُ منهم، فَتركَهم ولم يأخُذ منهم، ولم يُعطِهم.

قال: ما الجَريبُ؟ قال: ذهب طعام.

- ليس فيه: «حارثة» .

(1)

المسند الجامع (10496)، وأطراف المسند (6547 و 7815)، والمقصد العَلي (481)، ومَجمَع الزوائد 3/ 69، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (2067).

والحديث؛ أخرجه الدارقُطني (2021 و 2064)، والبيهقي 4/ 118.

(2)

في طبعتي المجلس العلمي والتأصيل: «عن» ، والمُثبت عن طبعة الكتب العلمية، و «تهذيب الآثار» للطبري «مسند عمر» (1368)، إذ أخرجه من طريق عبد الرزاق.

ص: 198

• حديث عبد الله بن عَمرو بن العاص، قال:

«جاء هلال، أحد بني متعان، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشور نحل له، وكان سأله أن يحمي له واديا، يقال له: سلبة، فحمى له رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الوادي» .

فلما ولي عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، كتب سفيان بن وهب إلى عمر بن الخطاب، يسأله عن ذلك، فكتب عمر، رضي الله عنه: إن أدى إليك ما كان يؤدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من عشور نحله، فاحم له سلبة، وإلا فإنما هو ذباب غيث، يأكله من يشاء.

سلف في مسند عبد الله بن عَمرو بن العاص، برقم (7995).

ص: 199

10034 -

عن عبد الله بن أنيس؛ أنهم تذاكروا، هو وعمر بن الخطاب يوما الصدقة، فقال عمر:

«ألم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ذكر غلول الصدقة، أنه من غل منها بعيرا، أو شاة، أتى به يحمله يوم القيامة» .

⦗ص: 200⦘

قال عبد الله بن أنيس: بلى

(1)

.

أخرجه أحمد (16160) قال: حدثنا هارون بن معروف، (قال عبد الله بن أحمد: وسمعتُه أنا من هارون). و «ابن ماجة» (1810) قال: حدثنا عَمرو بن سواد المصري.

كلاهما (هارون، وعَمرو) عن عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عَمرو بن الحارث، أن موسى بن جبير حدثه، أن عبد الله بن عبد الرَّحمَن بن الحُبَاب الأَنصاري حدثه، أن عبد الله بن أنيس حدثه، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (10498)، وتحفة الأشراف (10481)، وأطراف المسند (3058).

والحديث؛ أخرجه الطبراني (14935).

ص: 199

- كتاب الحج

10035 -

عن جابر، عن عمر بن الخطاب، قال: ولا أراه إلا أنه قد رفعه؛

«إنه حكم في الضبع، يصيبه المحرم، بشاة، وفي الأرنب عناق، وفي اليربوع جفرة، وفي الظبي كبش» .

أخرجه أَبو يَعلى (203) قال: حدثنا أَبو عبيدة بن الفُضيل بن عِياض، قال: حدثنا مالك بن سعير، عن الأجلح، عن أبي الزبير، عن جابر، فذكره

(1)

.

• أَخرجه عبد الرزاق (8214 و 8216 و 8224 و 8232) مقطعا، عن معمر، ومالك. و «ابن أبي شيبة» (14154) قال: حدثنا ابن نُمير، عن حجاج. وفي 4/ 76:2 (15861) قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن ابن عَون.

أربعتهم (معمر، ومالك، وحجاج، وابن عون) عن أبي الزبير، عن جابر؛ أن عمر حكم في الضبع كبشا، وفي الغزال شاة، وفي الأرنب عَناقًا، وفي اليربوع جفرة

(2)

.

(1)

المقصد العَلي (561)، ومَجمَع الزوائد 3/ 231، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (2643)، والمطالب العالية (1282).

والحديث؛ أخرجه البيهقي 5/ 183.

(2)

اللفظ لعبد الرزاق (8224).

ص: 200

- وفي رواية: «عن جابر؛ أن عمر بن الخطاب حكم في اليربوع جفرة» .

قال معمر: قال الزُّهْري: حكومة

(1)

.

- وفي رواية: «عن جابر؛ أن عمر قضى في الضبع كبشا»

(2)

.

موقوف

(3)

.

• وأخرجه مالك (1239)

(4)

عن أبي الزبير؛ أن عمر بن الخطاب قضى في الضبع بكبش، وفي الغزال بعنز، وفي الأرنب بعناق، وفي اليربوع بجفرة.

(1)

اللفظ لعبد الرزاق (8216).

(2)

اللفظ لابن أبي شيبة (15861).

(3)

إتحاف الخِيرَة المَهَرة (2643)، والمطالب العالية (1281).

والحديث؛ أخرجه البيهقي 5/ 183 و 184، والبغوي (1993).

(4)

وهو في رواية أبي مصعب الزُّهْري، للموطأ (1244)، وسويد بن سعيد (588).

ص: 201

- فوائد:

- قلنا إِسناده ضعيفٌ؛ أخرجه ابن عَدي في «الكامل» 2/ 372، في مناكير الأجلح بن عبد الله الكندي، من طريق أَبي يَعلى، وقال: وهذا الحديث ما أقلَّ مَن يرويه عن أبي الزبير مرفوعًا، وإنما الصحيح منه مِن قول عُمر.

- وقال الدارقُطني: هو حديثٌ يرويه مالك بن سعير، عن الأجلح، عن أبي الزبير، عن جابر، عن عمر، مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

وتابعه ابن فضيل، عن أجلح، قاله موسى بن إسحاق القواس، عنه.

ورواه أصحاب أبي الزبير، عن أبي الزبير، عن جابر، عن عمر، قوله، غير مرفوع.

منهم أيوب، وابن عون، وهشام بن حسان، والأوزاعي، وصخر بن جويرية، وسفيان بن عُيينة، والليث بن سعد.

والموقوف أصح من المسند. «العلل» (138).

ص: 201

10036 -

عن أبي سعيد، قال: خطب عمر الناس، فقال: إن الله، عز وجل،

⦗ص: 202⦘

رخص لنبيه صلى الله عليه وسلم ما شاء، وإن نبي الله صلى الله عليه وسلم قد مضى لسبيله، فأتموا الحج والعمرة كما أمركم الله، عز وجل، وحصنوا فروج هذه النساء.

أخرجه أحمد (104) قال: حدثنا عَبيدة بن حُميد، عن داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10516)، وأطراف المسند (6668)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (3242).

ص: 201

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه الهياج بن بِسطام، عن داود بن أبي هند، عن سعيد بن المُسَيب، عن عمر، ووهم فيه.

والصحيح: عن داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، عن عمر.

كذلك رواه يزيد بن زُريع، وبشر بن المُفَضَّل، وغيرهما.

وروى علي بن عاصم عن داود بن أبي هند، عن سعيد بن المُسَيب، عن عمر؛ متعتان كانتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أنهي عنهما، متعة النساء، ومتعة الحج. «العلل» (182).

ص: 202

• حديث أبي نضرة، قال: قلت لجابر بن عبد الله: إن ابن الزبير ينهى عن المتعة، وإن ابن عباس يأمر بها، قال: فقال لي: على يدي جرى الحديث، تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال عفان: ومع أَبي بكر) فلما ولي عمر خطب الناس، فقال: إن القرآن هو القرآن، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الرسول، وإنهما كانتا متعتان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إحداهما متعة الحج، والأخرى متعة النساء.

سلف في مسند جابر بن عبد الله، رضي الله تعالى عنهما.

ص: 202

10037 -

عن عامر بن ربيعة، عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 203⦘

«تابعوا ما بين الحج والعمرة، فإن متابعة بينهما يزيدان في الأجل، وينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير الخبث»

(1)

.

أخرجه الحُميدي (17) قال: حدثنا سفيان. و «ابن ماجة» (2887 م) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا عُبيد الله بن عمر. و «أَبو يَعلى» (198) قال: حدثنا أَبو خيثمة، والقواريري، قالا: حدثنا سفيان بن عُيينة.

كلاهما (سفيان بن عُيينة، وعُبيد الله بن عمر) عن عاصم بن عُبيد الله بن عاصم العمري، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، فذكره.

- قال الحميدي: قال سفيان: هذا الحديث حدثناه عبد الكريم الجزري، عن عبدة، عن عاصم، فلما قدم عبدة أتيناه لنسأله عنه، فقال: إنما حدثنيه عاصم، وهذا عاصم حاضر، فذهبنا إلى عاصم فسألناه عنه، فحدثنا به هكذا، ثم سمعته منه بعد ذلك، فمرة يقفه على عمر، ولا يذكر فيه:«عن أبيه» ، وأكثر ذلك كان يحدثه: عن عبد الله بن عامر، عن أبيه، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال سفيان: وربما سكتنا عن هذه الكلمة: «يزيدان في الأجل» فلا نحدث بها مخافة أن يحتج بها هؤلاء، يعني القدرية، وليس لهم فيها حجة.

(1)

اللفظ للحميدي.

ص: 202

• أخرجه ابن أبي شيبة (12781). وأحمد (167) و 3/ 447 (15788). وابن ماجة (2887) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة.

كلاهما (أَبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل) عن سفيان بن عُيينة، عن عاصم بن عُبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«تابعوا بين الحج والعمرة، فإن المتابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد»

(1)

.

- ليس فيه «عامر بن ربيعة»

(2)

.

⦗ص: 204⦘

- قال أحمد بن حنبل (15788): قال سفيان: ليس فيه أَبوه، و «يزيد في العمر مئة مرة» .

• وأخرجه عبد الرزاق (8796) قال: أخبرنا ابن جُريج. و «ابن أبي شيبة» (12804) قال: حدثنا شَريك. و «أحمد» 3/ 446 (15782) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جُريج.

(1)

اللفظ لابن ماجة.

(2)

المسند الجامع (10515)، وتحفة الأشراف (10477)، وأطراف المسند (6580).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (116: 118)، والطبري 3/ 566، والطبراني في «الأوسط» (5529)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (3801).

ص: 203

كلاهما (عبد الملك بن جُريج، وشريك بن عبد الله) عن عاصم بن عُبيد الله بن عاصم، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«تابعوا بين الحج والعمرة، فإن متابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد»

(1)

.

- ليس فيه: «عن عمر» .

• وأخرجه أحمد (15787) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا شَريك، عن عاصم، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال أسود: وربما ذكر شريك، عن عاصم، عن عبد الله بن عامر، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«تابعوا بين الحج والعمرة، فإن متابعة بينهما تزيد في العمر والرزق، وتنفيان الذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد» .

- ليس فيه: «عن عمر»

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (15782).

(2)

المسند الجامع (5485)، وأطراف المسند (2962)، ومَجمَع الزوائد 3/ 277، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (2482).

والحديث؛ أخرجه الحارث بن أبي أُسامة، «بغية الباحث» (367).

ص: 204

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ عاصم بن عُبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخَطَّاب، العدوي المدني، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (2460).

- وأخرجه ابن عَدي في «الكامل» 6/ 390، في مناكير عاصم بن عُبيد الله بن عاصم، وقال: عاصم، مع ضعفه يكتب حديثه.

⦗ص: 205⦘

- وقال الدارقُطني: يرويه عاصم بن عُبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب، ولم يكن بالحافظ رواه عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، عن عمر.

وكان يضطرب فيه، فتارة لا يذكر فيه عامر بن ربيعة، فيجعله عن عبد الله بن عامر، عن عمر، وتارة يذكره فيه.

حدث به عنه عُبيد الله بن عمر، ومحمد بن عَجلان، وسفيان الثوري، وشريك بن عبد الله واختلف عنهم فيه.

ورواه ابن عُيينة عنه، فبين أن الاضطراب في الإسناد من قبل عاصم بن عُبيد الله، لا من قبل من رواه عنه فيه.

فأما رواية عُبيد الله بن عمر، عن عاصم، فرواه زهير، وابن نُمير، وعبدة بن سلمان، وأَبو حفص الأبار، وأَبو بدر، ومحمد بن بشر عن عُبيد الله، فاتفقوا على قول واحد، وأسندوه عن عبد الله بن عامر، عن أبيه، عن عمر.

وخالفهم علي بن مُسهِر، وأَبو أُسامة، ويحيى بن سعيد الأُمَوي، فرووه عن عُبيد الله، ولم يذكروا في الإسناد عامر بن ربيعة.

ورواه ابن عَجلان، عن عاصم، فجود إسناده خالد بن الحارث، عنه.

وخالفه بكر بن صدقة، عن ابن عَجلان، فلم يذكر في الإسناد عامر بن ربيعة.

وتابعه الليث بن سعد على إسناده، إلا أنه وقفه.

ورواه الثوري، عن عاصم، واختُلِف عنه؛

فقال حسين بن حفص: عن سفيان، عن عاصم، عن عبد الله بن عامر، عن أبيه، عن عمر.

ص: 204

وخالفه أَبو أحمد الزُّبَيري، فرواه عن الثوري، فنقص من إسناده عامر بن ربيعة.

ورواه محمد بن كثير، عن الثوري، عن عاصم، عن عبد الله بن عامر، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر فيه عمر.

ورواه شريك بن عبد الله، عن عاصم، واختُلِف عنه؛

⦗ص: 206⦘

فأسنده يحيى بن طلحة، عن شريك، وجود إسناده.

وخالفه أسباط بن محمد، عن شريك، فلم يذكر في الإسناد عامرا.

وقال عثمان بن أبي شيبة: عن شريك، عن عاصم، عن عبد الله بن عامر، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر عمر.

ورواه سفيان بن عُيينة، عن عاصم، فجود إسناده، وبين أن عاصما كان يضطرب فيه، فمرة ينقص من إسناده رجلا ومرة يزيد فيه، ومرة يقفه على عمر.

وقال ابن عُيينة: وأكثر ذلك كان يقوله عن عبد الله بن عامر، عن أبيه، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وعاصم بن عُبيد الله ليس بالحافظ.

أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، وحمزة بن محمد، قالا: حدثنا إسماعيل بن إسحاق، قال: حدثنا علي بن المديني، قال: حدثنا سفيان، قال: رأيت عبد الكريم الجزري، سنة ثلاث وعشرين، جاء إلى عبدة بن أبي لبابة، وأنا جالس عنده، وذلك أول ما رأيت عبد الكريم، فقال له: ممن سمعت هذا الحديث، يعني تابعوا بين الحج والعمرة؟ فقال عبدة: حدثنيه عاصم بن عُبيد الله، فحج عاصم، فأتيناه فسألناه، فحدثنا به، وزاد فيه: ويزيدان في العمر.

قال سفيان: وكان ربما قال هذه الكلمة، وربما سكت عنها، يعني ويزيدان في العمر.

قال سفيان: ثم سألوه عنه مرة أخرى فكأنه اختلط في إسناده، قال مرة: عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال مرة: عن عمر رضي الله عنه. «العلل» (159).

ص: 205

10038 -

عن عبد الله بن عباس، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول:

«سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو بوادي العقيق: أتاني الليلة آت من ربي، فقال: صل في هذا الوادي المبارك، وقل: عمرة في حجة»

(1)

.

⦗ص: 207⦘

- وفي رواية: «حدثني النبي صلى الله عليه وسلم قال: أتاني الليلة آت من ربي، وهو بالعقيق: أن صل في هذا الوادي المبارك، وقل: عمرة وحجة»

(2)

.

- في رواية أبي داود، وابن حبان:«وقال: عمرة في حجة» .

أخرجه الحُميدي (19) قال: حدثنا الوليد بن مسلم، وبشر بن بكر، قالا: حدثنا الأوزاعي. و «أحمد» (161) قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي. و «عَبد بن حُميد» (16) قال: حدثنا هارون بن إسماعيل الخزاز، قال: حدثنا علي بن المبارك. و «البخاري» 2/ 167 (1534) قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا الوليد، وبشر بن بكر التنيسي، قالا: حدثنا الأوزاعي. وفي 3/ 140 (2337) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا شعيب بن إسحاق، عن الأوزاعي. وفي 9/ 130 (7343) قال: حدثنا سعيد بن الربيع، قال: حدثنا علي بن المبارك. قال البخاري: وقال هارون بن إسماعيل: حدثنا علي: «عمرة في حجة» . و «ابن ماجة» (2976) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن مصعب (ح) وحدثنا عبد الرَّحمَن بن إبراهيم الدمشقي، يعني دُحَيما، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قالا: حدثنا الأوزاعي.

(1)

اللفظ للحميدي.

(2)

اللفظ للبخاري (7343).

ص: 206

و «أَبو داود» (1800) قال: حدثنا النفيلي، قال: حدثنا مسكين، عن الأوزاعي. و «ابن خزيمة» (2617) قال: حدثنا الربيع بن سليمان، ومحمد بن مسكين اليمامي، قالا: حدثنا بشر بن بكر، قال: أخبرنا الأوزاعي. و «ابن حِبَّان» (3790) قال: أخبرنا ابن سلم، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن إبراهيم، قال: حدثنا الوليد، قال: حدثنا الأوزاعي.

كلاهما (عبد الرَّحمَن بن عَمرو الأوزاعي، وعلي بن المبارك) عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني عكرمة مولى ابن عباس، أنه سمع ابن عباس، فذكره

(1)

.

- في رواية أحمد بن حنبل؛ قال الوليد بن مسلم: يعني

(2)

: ذا الحليفة.

⦗ص: 208⦘

- قال أَبو داود: رواه الوليد بن مسلم، وعمر بن عبد الواحد، في هذا الحديث، عن الأوزاعي:«وقل عمرة في حجة» .

قال أَبو داود: وكذا رواه علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير في هذا الحديث، قال:«وقل عمرة في حجة» .

- صرح يحيى بن أبي كثير بالسماع، عند الحميدي، وعَبد بن حُميد، والبخاري (1534 و 7343)، وابن ماجة، وابن خزيمة، وابن حبان.

(1)

المسند الجامع (10513)، وتحفة الأشراف (10513)، وأطراف المسند (6593).

والحديث؛ أخرجه البزار (201 و 202)، والبيهقي 5/ 13 و 14، والبغوي (1883).

(2)

يعني؛ أن الوادي المبارك، هو ذو الحليفة.

ص: 207

- فوائد:

- قال عبد الرَّحمَن بن أبي حاتم الرازي: سألتُ أبي عن حديثٍ؛ رواه الهقل بن زياد، عن الأوزاعي، عن يحيى، قال: حدثني أَبو سلمة، قال: نزل النبي صلى الله عليه وسلم بالعقيق، وقال: أتاني آت من ربي، عز وجل، فقال: صل في هذا الوادي المبارك، وقل: عمرة في حجة.

قال أبي: ورواه الناس عن الأوزاعي، عن يحيى، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. «علل الحديث» (825).

- وقال الدارقُطني: يرويه يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن عمر.

حدث به عنه: علي بن المبارك، والأوزاعي، واختُلِف عنه؛

فقال شعيب بن إسحاق، والوليد بن مسلم، وبشر بن بكر، ومحمد بن مصعب، عن الأوزاعي، مثل قول علي بن المبارك، عن يحيى.

وروي عن محمد بن حرب الخَولاني، عن الأوزاعي، عن يحيى، فقال: عن أبي سلمة، عن ابن عباس، مكان عكرمة.

والمحفوظ حديث عكرمة. «العلل» (131).

ص: 208

10039 -

عن أبي وائل؛ أن الصبي بن مَعبد كان نصرانيا تغلبيا أعرابيا، فأسلم، فسأل: أي العمل أفضل؟ فقيل له: الجهاد في سبيل الله، عز وجل، فأراد أن يجاهد، فقيل له: حججت؟ فقال: لا، فقيل: حج واعتمر، ثم جاهد، فانطلق

⦗ص: 209⦘

حتى إذا كان بالحوائط، أهل بهما جميعا

(1)

، فرآه زيد بن صوحان، وسلمان بن ربيعة، فقالا: لهو أضل من جمله، أو ما هو بأهدى من ناقته، فانطلق إلى عمر، رضي الله عنه، فأخبره بقولهما، فقال: هديت لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم.

قال الحكم: فقلت لأبي وائل: حدثك الصبي؟ فقال: نعم

(2)

.

- وفي رواية: «عن أبي وائل، قال: قال الصبي بن مَعبد: كنت رجلا نصرانيا، فأسلمت، فأهللت بالحج والعمرة، فسمعني زيد بن صوحان، وسلمان بن ربيعة، وأنا أهل بهما، فقالا: لهذا أضل من بعير أهله، فكأنما حمل علي بكلمتهما جبل، فقدمت على عمر فأخبرته، فأقبل عليهما فلامهما، وأقبل علي فقال: هديت لسنة النبي صلى الله عليه وسلم هديت لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم» .

قال عبدة: قال أَبو وائل: كثيرا ما ذهبت، أنا ومسروق، إلى الصبي نسأله عنه

(3)

.

- وفي رواية: «عن أبي وائل؛ أن رجلا كان نصرانيا، يقال له: الصبي بن مَعبد أسلم، فأراد الجهاد، فقيل له: ابدأ بالحج، فأتى الأشعري، فأمره أن يهل بالحج والعمرة جميعا، ففعل، فبينا هو يلبي، إذ مر بزيد بن صوحان، وسلمان بن ربيعة، فقال أحدهما لصاحبه: لهذا أضل من بعير أهله، فسمعها الصبي، فكبر ذلك عليه، فلما قدم أتى عمر، فذكر ذلك له، فقال له عمر: هديت لسنة نبيك، قال: وسمعته مرة أخرى يقول: وفقت لسنة نبيك»

(4)

.

(1)

أي جمع بين الحج والعمرة.

(2)

اللفظ لأحمد (83).

(3)

اللفظ لأحمد (169).

(4)

اللفظ لأحمد (227).

ص: 208

- وفي رواية: «عن شقيق، قال: حدثني الصبي بن مَعبد، وكان رجلا من بني تغلب، قال: كنت نصرانيا فأسلمت، فاجتهدت فلم آل، فأهللت بحجة وعمرة، فمررت بالعذيب على سلمان بن ربيعة وزيد بن صوحان، فقال أحدهما: أبهما جميعا؟! فقال له صاحبه: دعه، فلهو أضل من بعيره، قال: فكأنما بعيري على

⦗ص: 210⦘

عنقي، فأتيت عمر، فذكرت ذلك له، فقال لي عمر: إنهما لم يقولا شيئا، هديت لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي وائل، قال: قال الصبي بن مَعبد: كنت رجلا أعرابيا نصرانيا، فأسلمت، فأتيت رجلا من عشيرتي، يقال له: هذيم بن ثرملة، فقلت: يا هناه، إني حريص على الجهاد، وإني وجدت الحج والعمرة مكتوبين علي، فكيف لي بأن أجمعهما؟ قال: اجمعهما، واذبح ما استيسر من الهدي، فأهللت بهما معا، فلما أتيت العذيب، لقيني سلمان بن ربيعة وزيد بن صوحان، وأنا أهل بهما جميعا، فقال أحدهما للآخر: ما هذا بأفقه من بعيره، قال: فكأنما ألقي علي جبل، حتى أتيت عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فقلت له: يا أمير المؤمنين، إني كنت رجلا أعرابيا نصرانيا، وإني أسلمت، وأنا حريص على الجهاد، وإني وجدت الحج والعمرة مكتوبين علي، فأتيت رجلا من قومي، فقال لي: اجمعهما، واذبح ما استيسر من الهدي، وإني أهللت بهما معا، فقال عمر، رضي الله عنه: هديت لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم»

(2)

.

- في رواية أحمد (256): «عن أبي وائل، عن صبي بن مَعبد التغلبي، قال: كنت حديث عهد بنصرانية، فأردت الجهاد، أو الحج، فأتيت رجلا من قومي، يقال له: هديم، فسألته، فأمرني بالحج، فقرنت بين الحج والعمرة، فذكره» .

(1)

اللفظ لأحمد (254).

(2)

اللفظ لأبي داود (1799).

ص: 209

ـ وفي رواية النَّسَائي 5/ 146 (3685)، وابن خزيمة:«فأتيت رجلا من عشيرتي، يقال له: هديم بن عبد الله» الحديثَ.

- وفي رواية: «عن رجل من أهل العراق، يقال له: شقيق بن سلمة أَبو وائل؛ أن رجلا من بني تغلب، يقال له: الصبي بن مَعبد، وكان نصرانيا فأسلم، فأقبل في أول ما حج، فلبى بحج وعمرة جميعا، فهو كذلك يلبي بهما جميعا، فمر

⦗ص: 211⦘

على سلمان بن ربيعة وزيد بن صوحان، فقال أحدهما: لأنت أضل من جملك هذا، فقال الصبي: فلم يزل في نفسي، حتى لقيت عمر بن الخطاب، فذكرت ذلك له، فقال: هديت لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم».

قال شقيق: وكنت أختلف أنا، ومسروق بن الأجدع، إلى الصبي بن مَعبد نستذكره، فلقد اختلفنا إليه مرارا، أنا ومسروق بن الأجدع

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي وائل، قال: قال الصبي بن مَعبد: أهللت بهما معا، فقال عمر: هديت لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم»

(2)

.

- وفي رواية: «عن أبي وائل، قال: خرجنا حجاجا، ومعنا الصبي بن مَعبد، قال: فأحرم بالحج والعمرة، قال: فقدمنا على عمر، فذكر ذلك له، فقال: هديت لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم»

(3)

.

(1)

اللفظ للنسائي 5/ 147، رواية عمران بن يزيد.

(2)

اللفظ لأبي داود (1798).

(3)

اللفظ لابن أبي شيبة (14497).

ص: 210

أخرجه الحُميدي (18) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عبدة بن أبي لبابة، حفظناه منه غير مرة. و «ابن أبي شيبة» (14497) قال: حدثنا أَبو بكر بن عياش، عن عاصم. وفي (14498) قال: حدثنا ابن عُيينة، عن عبدة بن أبي لبابة. وفي (14499) قال: حدثنا أَبو معاوية، عن الأعمش

(1)

. و «أحمد» (83) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم. وفي 1/ 25 (169) قال: حدثنا سفيان، عن عبدة بن أبي لبابة. وفي 1/ 34 (227) قال: حدثنا هُشيم، قال: أخبرني سيار. وفي 1/ 37 (254) قال: حدثنا يحيى، عن الأعمش. وفي (256) قال: حدثنا عبد الرزاق،

⦗ص: 212⦘

قال: أخبرنا سفيان، عن منصور. وفي 1/ 53 (379) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم. و «ابن ماجة» (2970) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، وهشام بن عمار، قالا: حدثنا سفيان بن عُيينة، عن عبدة بن أبي لبابة. وفي (2970 م) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، وأَبو معاوية، وخالي يَعلى، قالوا: حدثنا الأعمش. و «أَبو داود» (1798) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جَرير بن عبد الحميد، عن منصور. وفي (1799) قال: حدثنا محمد بن قُدَامة بن أَعْيَن، وعثمان بن أبي شيبة، المعنى، قالا: حدثنا جَرير بن عبد الحميد، عن منصور. و «النَّسَائي» 5/ 146، وفي «الكبرى» (3685) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا جرير، عن منصور.

(1)

قوله: «عن الأعمش» لم يرد في الطبعات الثلاث: دار القبلة، والرشد (14482)، والفاروق (14488)، وأشار إلى ذلك محقق طبعة دار القبلة، في تعليقه على هذا الحديث، فقال:«كذا في النسخ، وسقط بينهما راو، وهو الأعمش» .

قلنا: والحديث؛ أخرجه ابن ماجة (2970 م)، والبيهقي 4/ 352، من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به.

ص: 211

وفي 5/ 147، وفي «الكبرى» (3686) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا مصعب بن المقدام، عن زائدة، عن منصور. وفي 5/ 147، وفي «الكبرى» (3687) قال: أخبرنا عمران بن يزيد، قال: أنبأنا شعيب، يعني ابن إسحاق، قال: أنبأنا ابن جُريج (ح) وأخبرني إبراهيم بن الحسن، قال: حدثنا حجاج، قال: قال ابن جُريج: أخبرني حسن بن مسلم، عن مجاهد، وغيره. و «ابن خزيمة» (3069) قال: حدثناه يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير، عن منصور. و «ابن حِبَّان» (3910) قال: أخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا عُبيد الله بن عمر القواريري، قال: حدثنا سفيان، عن عبدة بن أبي لبابة. وفي (3911) قال: أخبرنا أَبو خليفة، قال: حدثنا مُسدد، عن ابن عُيينة، عن عبدة بن أبي لبابة.

سبعتهم (عبدة بن أبي لبابة، وعاصم بن بهدلة، وسليمان الأعمش، والحكم بن عتيبة، وسيار أَبو الحكم، ومنصور بن المُعتَمِر، ومجاهد بن جبر) عن أبي وائل شقيق بن سلمة، فذكره

(1)

.

- في رواية الحميدي زاد: «فقال سفيان: يعني أنه قد جمع بين الحج والعمرة مع النبي صلى الله عليه وسلم وأجازه، وليس أنه فعله هو.

- صرح الأعمش بالسماع في رواية يحيى، عنه، عند أحمد (254).

(1)

المسند الجامع (10512)، وتحفة الأشراف (10466)، وأطراف المسند (6569).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (58 و 59)، والطبراني في الأوسط (1725 و 8260 و 8301 و 9413)، والبيهقي 4/ 352 و 354 و 5/ 16.

ص: 212

- فوائد:

- قال الدارقُطني: حدث به عن الصبي بن مَعبد أَبو وائل شقيق بن سلمة.

ورواه عن أبي وائل: منصور بن المُعتَمِر، وسليمان الأعمش، والحكم بن عتيبة، وحماد بن أبي سليمان، وحبيب بن أبي ثابت، وعَمرو بن مُرَّة، ومغيرة، وسلمة بن كهيل، وحبيب بن حسان، وسيار، وثُوَير بن أبي فاخِتة، ويزيد بن أبي زياد، وعاصم بن أبي النجود، ومجاهد بن جبر أَبو الحجاج، واختُلِف عنه؛

فرواه ابن جُريج، عن الحسن بن مسلم، عن مجاهد، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، وقال في آخره شيئًا حسنا، لم يذكره غيره، قال أَبو وائل: كنت أختلف أنا ومسروق بن الأجدع إلى الصبي بن مَعبد نستذكره هذا الحديث.

ورواه عمر بن ذَر، وأبان بن صالح، عن مجاهد، عن الصبي بن مَعبد، لم يذكرا بينهما أبا وائل.

ورواه عبدة بن أبي لبابة، عن أبي وائل، واختُلِف عنه؛

فقال ابن عُيينة: عن عبدة، عن أبي وائل.

وكذلك قال أَبو المغيرة، ومحمد بن مصعب، وبشر بن بكر: عن الأوزاعي، عن عبدة، عن أبي وائل.

وقال الوليد بن مزيد: عن الأوزاعي، عن عبدة، عن مسروق، عن الصبي.

وقال برد بن سنان: عن عبدة، عن زِرّ بن حُبَيش، عن الصبي.

ورواه حبيب بن حسان، عن أبي وائل.

ورواه عامر الشعبي، وأَبو إسحاق السبيعي، والحسن العرني، وأَبو قلابة، عن الصبي بن مَعبد، عن عمر

وهو حديث صحيح، وأحسنها إسنادا حديث منصور، والأعمش، عن أبي وائل، عن الصبي، عن عمر. «العلل» (192).

ص: 213

10040 -

عن عبد الله بن عباس، قال: سمعت عمر يقول: والله إني لأنهاكم عن المتعة، وإنها لفي كتاب الله؛

«ولقد فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم» .

يعني العمرة في الحج.

أخرجه النَّسَائي 5/ 153، وفي «الكبرى» (3702) قال: أخبرنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، قال: أنبأنا أبي، قال: أنبأنا أَبو حمزة، عن مطرف، عن سلمة بن كهيل، عن طاووس، عن ابن عباس، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10514)، وتحفة الأشراف (10502).

ص: 214

10041 -

عن أبي موسى الأشعري؛ أنه كان يفتي بالمتعة، فقال له رجل: رويدك ببعض فتياك، فإنك لا تدري ما أحدث أمير المؤمنين في النسك بعدك، حتى لقيه بعد، فسأله، فقال عمر:

«قد علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد فعله وأصحابه» .

ولكني كرهت أن يظلوا بهن معرسين في الأراك، ثم يروحون بالحج تقطر رؤوسهم

(1)

.

أخرجه أحمد (351) قال: حدثنا أَبو عبد الله، محمد بن جعفر. و «مسلم» 4/ 45 (2933) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قال ابن المثنى: حدثنا محمد بن جعفر. و «ابن ماجة» (2979) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثني أبي. و «النَّسَائي» 5/ 153، وفي «الكبرى» (3701) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، واللفظ له، قالا: حدثنا محمد.

كلاهما (محمد بن جعفر، وعلي الجهضمي) عن شعبة، عن الحكم بن عُتيبة، عن عمارة بن عمير، عن إبراهيم بن أبي موسى، عن أبي موسى، فذكره

(2)

.

⦗ص: 215⦘

• أخرجه أحمد (342) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال

(3)

: وأخبرني هُشيم، عن الحجاج بن أَرطَاة، عن الحكم بن عتيبة، عن عمارة، عن أبي بردة، عن أبي موسى، أن عمر قال:

«هي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم» .

يعني المتعة، ولكني أخشى أن يعرسوا بهن تحت الأراك، ثم يروحوا بهن حجاجا.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (10518)، وتحفة الأشراف (10584)، وأطراف المسند (6677).

والحديث؛ أخرجه البزار (226)، وأَبو عَوانة (3367)، والبيهقي 5/ 20.

(3)

القائل هو أحمد بن حنبل، فقد رواه عن عبد الرزاق، وهُشيم.

ص: 214

- فوائد:

- قال الدارقُطني: هو حديثٌ رواه الحكم بن عتيبة، واختُلِف عنه؛

فرواه شعبة، عن الحكم، عن عمارة بن عمير، عن إبراهيم بن أبي موسى، عن أبيه، عن عمر.

وخالفه الحجاج بن أَرطَاة، من رواية هُشيم، عنه، فرواه عن الحكم، عن عمارة، عن أبي بردة، عن أبي موسى.

وقول شعبة هو الصواب، والله أعلم. «العلل» (157).

ص: 215

• حديث طارق بن شهاب، عن أبي موسى، قال: قال عمر:

«إن نأخذ بكتاب الله، فإن الله قال: {وأتموا الحج والعمرة لله}، وإن نأخذ بسنة نبينا صلى الله عليه وسلم فإنه لم يحل حتى نحر الهدي» .

يأتي في مسند أبي موسى الأشعري، رضي الله تعالى عنه.

• وحديث عبد الرَّحمَن بن صفوان، قال: قلت لعمر بن الخطاب: كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل الكعبة؟ قال: صلى ركعتين.

سلف في مسند عبد الرَّحمَن بن صفوان، رضي الله تعالى عنه.

ص: 215

10042 -

عن شيخ بمكة، عن عمر بن الخطاب، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:

«يا عمر، إنك رجل قوي، لا تزاحم على الحجر، فتؤذي الضعيف، إن وجدت خلوة فاستلمه، وإلا فاستقبله فهلل وكبر» .

أخرجه أحمد (190) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن أبي يعفور العبدي، قال: سمعت شيخا بمكة، في إمارة الحجاج يحدث، فذكره

(1)

.

• أَخرجه عبد الرزاق (8910) عن الثوري، وابن عُيينة. و «ابن أبي شيبة» (13316) قال: حدثنا أَبو الأحوص.

ثلاثتهم (سفيان الثوري، وسفيان بن عُيينة، وأَبو الأحوص سَلَّام بن سليم) عن أبي يعفور، عن رجل؛

«أن عمر كان يزاحم على الركن، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا حفص، إنك رجل قوي، وإنك تؤذي الضعيف، فإذا وجدت خلوة فاستلم الركن، وإلا فهلل وكبر وامض»

(2)

.

- وفي رواية: «عن أبي يعفور، قال: خطبنا رجل من خزاعة، كان أميرا على الحاج بمكة، فقال: أيها الناس، إن عمر كان رجلا شديدا، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: يا عمر، إنك رجل شديد تؤذي الضعيف، فإذا طفت بالبيت، فرأيت من الحجر خلوة، فادن منه، وإلا فكبر وهلل وامض» .

«مُرسَل» لم يقل: عن «عمر»

(3)

.

(1)

المسند الجامع (10510)، وأطراف المسند (6688)، ومَجمَع الزوائد 3/ 241.

والحديث؛ أخرجه البيهقي 5/ 80.

(2)

اللفظ لعبد الرزاق.

(3)

المقصد العَلي (580)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (2521).

ص: 216

- فوائد:

- قال الدارقُطني: ذكره ابن عُيينة، وغيره عن أبي يعفور.

فقال ابن عُيينة: ذكروا أنه عبد الرَّحمَن بن نافع بن عبد الحارث.

⦗ص: 217⦘

ورواه أيضا عيسى بن طلحة بن عُبيد الله، عن رجل لم يُسَمِّه، عن عمر.

وقيل: عن عيسى بن طلحة، عن عمر، مُرسلًا. «العلل» (251).

ص: 216

10043 -

عن عابس بن ربيعة، قال: رأيت عمر نظر إلى الحجر، فقال:

«أما والله، لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك، ثم قبله»

(1)

.

- وفي رواية: «عن عابس بن ربيعة، قال: رأيت عمر أتى الحجر، فقال: أما والله، إني لأعلم أنك حجر، لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك، ثم دنا فقبله»

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (14975) قال: حدثنا أَبو معاوية. و «أحمد» (99) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا زهير. وفي 1/ 26 (176) قال: حدثنا أَبو معاوية. وفي 1/ 46 (325) قال: حدثنا محمد بن عبيد. و «البخاري» 2/ 183 (1597) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. و «مسلم» 4/ 67 (3046) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأَبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، وابن نُمير، جميعا عن أبي معاوية، قال يحيى: أخبرنا أَبو معاوية. و «أَبو داود» (1873) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. و «التِّرمِذي» (860) قال: حدثنا هَنَّاد، قال: حدثنا أَبو معاوية. و «النَّسَائي» 5/ 227، وفي «الكبرى» (3906) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس، وجرير. و «ابن حِبَّان» (3822) قال: أخبرنا أَبو خليفة، قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان.

ستتهم (أَبو معاوية محمد بن خازم، وزهير بن معاوية، ومحمد بن عبيد، وسفيان الثوري، وعيسى بن يونس، وجرير بن عبد الحميد) عن سليمان الأعمش، عن إبراهيم بن يزيد النَّخَعي، عن عابس بن ربيعة، فذكره

(3)

.

⦗ص: 218⦘

- صرح الأعمش بالسماع، في رواية زهير، عنه.

- قال التِّرمِذي: حديث عمر حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

(1)

اللفظ لأحمد (99).

(2)

اللفظ لأحمد (325).

(3)

المسند الجامع (10500)، وتحفة الأشراف (10473)، وأطراف المسند (6571).

والحديث؛ أخرجه أَبو عَوانة (3440)، والطبراني في «الأوسط» (2019 و 5046)، والبيهقي 5/ 74، والبغوي (1905).

ص: 217

10044 -

عن عبد الله بن عمر؛ أن عمر قال:

«إني لأقبلك، وإني لأعلم أنك حجر، ولكني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك»

(1)

.

- وفي رواية: «قبل عمر الحجر، ثم قال: أما والله، لقد علمت أنك حجر، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك»

(2)

.

أخرجه أحمد (226) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا عبد الله بن عمر، عن نافع. و «عَبد بن حُميد» (26) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا عبد الله بن عمر، عن نافع. و «الدَّارِمي» (1995) قال: أخبرنا مُسدد، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع. و «مسلم» 4/ 66 (3042 و 3043) قال: حدثني حَرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، وعَمرو (ح) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي، قال: حدثني ابن وهب، قال: أخبرني عَمرو، عن ابن شهاب، عن سالم. وفي (3044) قال: وحدثنا محمد بن أَبي بكر المُقَدَّمي، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (3905) قال: أخبرنا عيسى بن إبراهيم بن مثرود المصري، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، وعَمرو بن الحارث، عن ابن شهاب، عن سالم. و «ابن خزيمة» (2711) قال: حدثنا عيسى بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس بن يزيد، وعَمرو بن الحارث، عن ابن شهاب، عن سالم. و «ابن حِبَّان» (3821) قال: أخبرنا ابن قتيبة، قال: حدثنا حَرملة، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرنا يونس، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله.

كلاهما (نافع، وسالم) عن ابن عمر، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ للدارمي.

(2)

اللفظ للنسائي.

(3)

المسند الجامع (10504)، وتحفة الأشراف (10524 و 10566)، وأطراف المسند (6609).

والحديث؛ أخرجه البزار (139)، وابن الجارود (452)، وأَبو عَوانة (3442 و 3447: 3449)، والبيهقي في «الصغرى» 2/ 68 (1559).

ص: 218

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه أيوب السَّخْتِياني، واختُلِف عنه؛

فرواه حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر.

قال ذلك الحوضي، ومُسَدَّد، والمقدمي.

وقيل: عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع مرسلا، عن عمر.

ورواه إسماعيل ابن عُلَية، عن أيوب، قال: نبئت أن عمر، قال.

وقول حماد بن زيد أحب إلي. «العلل» (86).

- قال الدارقُطني أيضا: أخرج مسلم، عن المقدمي، عن حماد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر؛ أن عمر قبل الحجر.

قال: وقد اختُلِف فيه على أيوب، وعلى حماد بن زيد.

وقد وصله مُسدد، والحوضي، عن حماد.

وخالفهم سليمان، وأَبو الربيع، وعارم، فأرسلوه عن حماد.

وقال ابن عُلَية، عن أيوب: نبئت أن عمر، ليس فيه نافع، ولكن عمر.

وهو صحيح من حديث سويد بن غفلة، وعابس بن ربيعة، وابن سرجس، عن عمر. «التتبع» (115).

ص: 219

10045 -

عن عبد الله بن سرجس، قال: رأيت الأصيلع عمر بن الخطاب، أتى الحجر الأسود فقبله، ثم قال: والله، إني لأعلم أنك حجر، لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك

(1)

.

- وفي رواية: «عن عبد الله بن سرجس، قال: رأيت الأصيلع، يعني عمر بن الخطاب، يقبل الحجر، ويقول: أما إني أعلم أنك حجر، ولكن رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك»

(2)

.

- وفي رواية: «عن عبد الله بن سرجس، قال: دنا عمر من الحجر فقبله، فقال: أعلم أنك حجر، لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك»

(3)

.

- وفي رواية: «عن عبد الله بن سرجس، قال: رأيت عمر بن الخطاب يقبل الركن، وكان يقول: والله، إني لأقبلك وأعلم أنك حجر، وأعلم أن الله ربي، ولكن رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك فقبلتك»

(4)

.

(1)

اللفظ للحميدي.

(2)

اللفظ لأحمد (361).

(3)

اللفظ للنسائي.

(4)

اللفظ لعبد الرزاق.

ص: 219

أخرجه عبد الرزاق (9033) عن مَعمَر. و «الحميدي» (9) قال: حدثنا سفيان. و «ابن أبي شيبة» (14977) قال: حدثنا أَبو معاوية. و «أحمد» (229) قال: حدثنا أَبو معاوية. وفي 1/ 50 (361) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. و «مسلم» 4/ 66 (3045) قال: حدثنا خلف بن هشام، والمقدمي، وأَبو كامل، وقتيبة بن سعيد، كلهم عن حماد، قال خلف: حدثنا حماد بن زيد. و «ابن ماجة» (2943) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا أَبو معاوية. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (3904) قال: أخبرنا سعيد بن يعقوب الطَّالْقَاني، قال: حدثنا حماد بن زيد.

خمستهم (معمر، وسفيان بن عُيينة، وأَبو معاوية، وشعبة، وحماد بن زيد) عن عاصم بن سليمان الأحول، عن عبد الله بن سرجس، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10506)، وتحفة الأشراف (10486)، وأطراف المسند (6578).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (50 و 138)، والبزار (250)، وأَبو عَوانة (3438)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (3748).

ص: 220

10046 -

عن عروة بن الزبير؛ أن عمر بن الخطاب قال، وهو يطوف بالبيت، للركن الأسود: إنما أنت حجر، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك، ثم قبله

(1)

.

- وفي رواية: «أن عمر أتى الحجر، فقال: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك، قال: ثم قبله»

(2)

.

أخرجه مالك (1066)

(3)

. وأحمد (380) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي 1/ 54 (381) قال: حدثنا وكيع.

⦗ص: 221⦘

ثلاثتهم (مالك بن أنس، ويحيى بن سعيد، ووكيع) عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره

(4)

.

(1)

اللفظ لمالك.

(2)

اللفظ لأحمد (381).

(3)

وهو في رواية أبي مصعب الزُّهْري، للموطأ (1289)، وسويد بن سعيد (551)، وورد في «مسند الموطأ» (770).

(4)

المسند الجامع (10505)، وأطراف المسند (6635).

ص: 220

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أَبو زُرعَة الرازي: عروة بن الزبير، عن عمر، مرسل. «المراسيل» لابن أبي حاتم (542).

ص: 221

10047 -

عن مكحول، أن عمر بن الخطاب استقبل الركن، فقال:

«قد علمت أنك حجر، وأنك لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك، قال: ثم قبله» .

أخرجه عبد الرزاق (9035) عن محمد بن راشد، قال: سمعت مكحولا يحدث، فذكره.

ص: 221

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أَبو زُرعَة الرازي: مكحول، عن عمر، مرسل. «المراسيل» لابن أبي حاتم (799).

ص: 221

10048 -

عن ابن عباس؛ أن عمر بن الخطاب أكب على الركن، فقال: إني لأعلم أنك حجر، ولو لم أر حبي صلى الله عليه وسلم قبلك، أو استلمك، ما استلمتك ولا قبلتك:{لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} .

أخرجه أحمد (131) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10503)، وأطراف المسند (6588).

والحديث؛ أخرجه البزار (191).

ص: 221

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ عبد الله بن عثمان بن خثيم مُنكر الحديث. انظر فوائد الحديث رقم (6590).

ص: 221

10049 -

عن حنظلة، قال: رأيت طاووسا يمر بالركن، فإن وجد عليه زحاما، مر ولم يزاحم، وإن رآه خاليا، قبله ثلاثا، ثم قال: رأيت ابن عباس فعل مثل ذلك، وقال ابن عباس: رأيت عمر بن الخطاب فعل مثل ذلك، ثم قال:

⦗ص: 222⦘

«إنك حجر لا تنفع ولا تضر، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك، ثم قال عمر: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل مثل ذلك»

(1)

.

أخرجه النَّسَائي 5/ 227، وفي «الكبرى» (3908) قال: أخبرنا عَمرو بن عثمان، قال: حدثنا الوليد، عن حنظلة، فذكره

(2)

.

• أَخرجه ابن أبي شيبة (14976) قال: حدثنا حميد بن عبد الرَّحمَن، عن حنظلة، عن طاووس؛ أن عمر قبل الحجر ثلاثا، وسجد عليه لكل قبلة، وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم فعله.

- ليس فيه: «ابن عباس» .

• وأخرجه ابن أبي شيبة (14974) قال: حدثنا وكيع، عن حنظلة، عن طاووس؛ أن عمر سجد عليه.

• وأخرجه ابن أبي شيبة (14979) قال: حدثنا وكيع، عن حنظلة، قال: رأيت طاووسا فعله، يعني سجد عليه.

(1)

اللفظ للنسائي 5/ 227.

(2)

المسند الجامع (10501)، وتحفة الأشراف (10503)، والمطالب العالية (1228).

والحديث؛ أخرجه البزار (208).

ص: 221

- فوائد:

- قال أَبو زُرعَة الرازي: طاووس عن عمر، مرسل. «المراسيل» لابن أبي حاتم (357).

- وقال البزار: رواه غير واحد عن حنظلة، عن طاووس، عن عمر، إلا الوليد، فإنه وصله عن حنظلة، عن طاووس، عن ابن عباس، عن عمر. «مسنده» (208).

ص: 222

10050 -

عن عبد الله بن عمر، قال: رأيت عمر بن الخطاب قبل الحجر، وسجد عليه، ثم عاد فقبله، وسجد عليه، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع.

أخرجه أَبو يَعلى (220) قال: حدثنا زكريا بن يحيى، زحَمُّويَهْ الواسطي، قال: حدثنا عمر بن هارون، عن حنظلة بن أبي سفيان، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، فذكره

(1)

.

(1)

المقصد العَلي (577)، ومَجمَع الزوائد 3/ 241، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (2516).

ص: 222

10051 -

عن جعفر بن عبد الله بن عثمان، قال: رأيت محمد بن عباد بن جعفر يستلم الحجر، ثم يقبله ويسجد عليه، فقلت له: ما هذا؟ فقال: رأيت خالك عبد الله بن عباس يفعله، ثم قال: رأيت عمر فعله، ثم قال: إني لأعلم أنك حجر، ولكني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل هذا

(1)

.

- وفي رواية: «عن جعفر بن عبد الله، قال: رأيت محمد بن عباد بن جعفر قبل الحجر، وسجد عليه، ثم قال: رأيت خالك ابن عباس يقبله، ويسجد عليه، وقال ابن عباس: رأيت عمر بن الخطاب قبله، وسجد عليه، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل هكذا، ففعلت»

(2)

.

أخرجه الدَّارِمي (1996) قال: أخبرنا أَبو عاصم. و «أَبو يَعلى» (219) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أَبو داود، صاحب الطيالسة. و «ابن خزيمة» (2714) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أَبو عاصم.

كلاهما (أَبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد، وسليمان بن داود أَبو داود الطيالسي) عن جعفر بن عبد الله بن عثمان، القرشي، المخزومي

(3)

، فذكره

(4)

.

• أَخرجه ابن أبي شيبة (14972) قال: حدثنا وكيع، عن ابن جُريج، عن محمد بن

⦗ص: 224⦘

عباد بن جعفر، قال: رأيت ابن عباس جاء يوم التروية، فقبل الحجر، ثم سجد عليه، فعل ذلك ثلاثا.

(1)

اللفظ للدارمي.

(2)

اللفظ لابن خزيمة.

(3)

في طبعتي دار المأمون، ودار القبلة (214)، من «مسند أبي يَعلى»:«جعفر بن محمد المخزومي» ، والحديث؛ أخرجه الطيالسي (28)، ومن طريقه البيهقي 5/ 74، قال أَبو داود الطيالسي: حدثنا جعفر بن عثمان القرشي، من أهل مكة، قال: رأيت محمد بن عباد بن جعفر قبل الحجر، الحديث، وقال البيهقي: جعفر هذا، هو ابن عبد الله بن عثمان، نسبه الطيالسي إلى جده، وقال البوصيري: عن جعفر بن عبد الله بن عثمان القرشي، من أهل مكة، قال: رأيت محمد بن عباد بن جعفر قبل الحجر، الحديث، قال البوصيري: رواه الطيالسي، ومن طريقه رواه أَبو يَعلى، والحاكم، والبيهقي. «إتحاف الخِيرَة المَهَرة» (2514).

(4)

المسند الجامع (10502)، والمقصد العَلي (578)، ومَجمَع الزوائد 3/ 241، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (2914)، والمطالب العالية (1229)

والحديث، أخرجه الطيالسي (28)، والبزار (215)، والبيهقي 5/ 74

ص: 223

- فوائد:

- قال العُقيلي: جعفر بن عبد الله بن عثمان بن حميد القرشي الحميدي، مكي، في حديثه وهم واضطراب.

حدثنا بشر بن موسى، قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا بشر بن السَّري، قال: حدثنا جعفر بن عبد الله بن عثمان الحميدي، عن محمد بن عباد بن جعفر، عن ابن عباس، أن النبي عليه السلام قبل الحجر، ثم سجد عليه.

ورواه أَبو عاصم، وأَبو داود الطيالسي، عن جعفر هذا، فقالا: عن ابن عباس، عن عمر، مرفوعًا.

وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن ابن جُريج، قال: أخبرني محمد بن عباد بن جعفر، أنه رأى ابن عباس قبل الحجر، وسجد عليه.

قال العُقيلي: حديث ابن جُريج أولى. «الضعفاء» 1/ 498.

ص: 224

10052 -

عن أسلم؛ أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قال للركن: أما والله، إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم استلمك ما استلمتك، فاستلمه، ثم قال: فما لنا وللرمل، إنما كنا راءينا به المشركين، وقد أهلكهم الله، ثم قال: شيء صنعه النبي صلى الله عليه وسلم فلا نحب أن نتركه.

أخرجه البخاري 2/ 185 (1605) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: أخبرنا محمد بن جعفر، قال: أخبرني زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10507)، وتحفة الأشراف (10386).

والحديث؛ أخرجه البزار (277)، وأَبو عَوانة (3445)، والبيهقي 5/ 82.

ص: 224

10053 -

عن أسلم العدوي، قال: رأيت عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قبل الحجر، وقال: لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك

(1)

.

⦗ص: 225⦘

أخرجه البخاري 2/ 186 (1610) قال: حدثنا أحمد بن سنان، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا ورقاء. و «مسلم» 4/ 66 (3043) قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي، قال: حدثني ابن وهب، قال عَمرو. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (3905) قال: أخبرنا عيسى بن إبراهيم بن مثرود المصري، قال: حدثنا ابن وهب، قال عَمرو. و «ابن خزيمة» (2711) قال: حدثنا عيسى بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن وهب، قال عَمرو.

كلاهما (ورقاء بن عمر، وعَمرو بن الحارث) عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره

(2)

.

- لم يذكر عَمرو بن الحارث متن الحديث، ولكن قال عقب حديث ابن عمر، عن عمر السابق رقم (8127): وحدثني بمثلها زيد بن أسلم، عن أبيه.

(1)

اللفظ للبخاري.

(2)

المسند الجامع (10507)، وتحفة الأشراف (10386).

والحديث؛ أخرجه البزار (278)، وابن الجارود (452)، وأَبو عَوانة (3443 و 3444 و 3446).

ص: 224

10054 -

عن أسلم العدوي، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: فيما الرملان الآن، والكشف عن المناكب، وقد أطأ الله الإسلام، ونفى الكفر وأهله، ومع ذلك لا ندع شيئًا كنا نفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1)

.

- وفي رواية: «عن أسلم، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: فيم الرملان، والكشف عن المناكب، وقد أطأ الله الإسلام، ونفى الشرك، قال: ثم قال: ومع ذلك لا ندع شيئًا

(2)

كنا نفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم»

(3)

.

أخرجه أحمد (317) قال: حدثنا عبد الملك بن عَمرو. و «ابن ماجة» (2952) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا جعفر بن عَون. و «أَبو داود» (1887) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا عبد الملك بن عَمرو. و «أَبو يَعلى»

⦗ص: 226⦘

(188)

قال: حدثنا عُبيد الله بن عمر، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن مهدي. و «ابن خزيمة» (2708) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا ابن أبي فُديك.

أربعتهم (عبد الملك، وجعفر، وابن مهدي، ومحمد بن إسماعيل، ابن أبي فُديك) عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره

(4)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

تصحف في طبعتي دار المأمون والقبلة لـ «مسند أبي يَعلى» ، إلى:«وما ذلك ندع شيئا» ، وهو على الصواب في طبعة التأصيل، و «المختارة» للضياء (78)، إذ أخرجه من طريق أبي يَعلى، أحمد بن علي بن المثنى.

- وعند أحمد: «ومع ذلك لا ندع شيئا» ، وعند ابن ماجة:«وايم الله، ما ندع شيئا» ، وعند أبي داود:«مع ذلك لا ندع شيئا» ، وعند ابن خزيمة:«ومع ذلك لا نترك شيئا» .

(3)

اللفظ لأبي يَعلى.

(4)

المسند الجامع (10507)، وتحفة الأشراف (10391)، وأطراف المسند (6530).

والحديث؛ أخرجه البزار (268)، والبيهقي 5/ 79.

ص: 225

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ هِشام بن سَعد، المَدَني، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (2183).

ص: 226

10055 -

عن سويد بن غفلة، قال: رأيت عمر يقبل الحجر، ويقول: إني لأعلم أنك حجر، لا تضر ولا تنفع، ولكني رأيت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم بك حفيا

(1)

.

- وفي رواية: «عن سويد بن غفلة، قال: رأيت عمر قبل الحجر والتزمه، وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بك حفيا»

(2)

.

أخرجه عبد الرزاق (9034) عن إسرائيل. و «ابن أبي شيبة» (14978) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. و «أحمد» (274) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، عن سفيان. وفي 1/ 54 (382) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. و «مسلم» 4/ 67 (3047) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، جميعا عن وكيع، قال أَبو بكر: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (3048) قال: وحدثنيه محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، عن سفيان، بهذا الإسناد. و «النَّسَائي» 5/ 226، وفي «الكبرى» (3907) قال: أخبرنا محمود بن غَيلان، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. و «أَبو يَعلى» (189) قال: حدثنا عُبيد الله بن عمر، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، عن سفيان. وفي (218) قال: حدثنا أَبو خيثمة، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان.

كلاهما (إسرائيل بن يونس، وسفيان الثوري) عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن سويد بن غفلة، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (274).

(2)

اللفظ لمسلم (3047).

(3)

المسند الجامع (10508)، وتحفة الأشراف (10460)، وأطراف المسند (6564).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (34)، والبزار (341)، وأَبو عَوانة (3441)، والبيهقي 5/ 74.

ص: 226

10056 -

عن هشام بن حبيش بن الأشعر الخُزاعي، قال: أنه رأى عمر بن الخطاب يقبل الحجر، ويقول: أشهد أنك حجر، ولكني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك.

أخرجه أَبو يَعلى (221) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن إدريس، عن حزام بن هشام بن حبيش بن الأشعر

(1)

الخُزاعي، قال: سمعت أبي يذكر، فذكره.

(1)

تصحف في طبعتي دار المأمون، ودار القبلة (216)، إلى:«الأشقر» .

- وهو على الصواب في: «التاريخ الكبير» 8/ 192، و «الجرح والتعديل» 9/ 53، و «ثقات ابن حبان» 5/ 501، و «معرفة الصحابة» لأبي نُعيم (737)، و «أسد الغابة» (1075)، و «تهذيب الكمال» 8/ 427.

- و «المُؤْتَلِف والمُختَلِف» للدارقطني 2/ 685، و «الإكمال» لابن ماكولا 1/ 88، و «توضيح المُشْتَبِه» 3/ 457.

ص: 227

10057 -

عن يَعلى بن أُمية، عن عمر، أنه قال:

«إني لأعلم أنك حجر، لا تضر، ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك»

(1)

.

- وفي رواية: «عن يَعلى بن أُمية، قال: رأيت عمر بن الخطاب استلم الحجر الأسود وقبله، وقال: إني لأقبلك، وإني لأعلم أنك حجر، لا تضر ولا تنفع، ولكن رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك»

(2)

.

أخرجه أحمد (398 م) قال: حدثنا وكيع

(3)

. و «أَبو يَعلى» (217) قال: حدثنا أَبو خيثمة، قال: حدثنا هُشيم.

كلاهما (وكيع، وهُشيم) عن محمد بن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، عن عطاء بن أبي رباح، عن يَعلى بن أُمية، فذكره

(4)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ لأبي يَعلى (217).

(3)

هذا الإسناد سقط من طبعة الرسالة، وهو ثابت في طبعتي عالم الكتب، والمكنز (388)، ونقله بإسناده ومتنه، عن هذا الموضع: ابن كثير في «مسند الفاروق» (333)، وابن حجر في «أطراف المسند» (6662)، و «إتحاف المهرة» (15843).

(4)

المسند الجامع (10509)، وأطراف المسند (6662).

ص: 227

10058 -

عن يَعلى بن أُمية، قال: لما أن حج عمر استلم الركن، وكان يَعلى بن أُمية يستلم الأركان كلها، فقال له عمر: يا يَعلى، ما تفعل؟ قال: أستلمها كلها، لأنه ليس شيء من البيت يهجر، قال: فقال عمر: أما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستلم منها إلا الحجر؟ قال: بلى، قال: فما لك به أسوة؟ قال: بلى

(1)

.

- وفي رواية: «عن يَعلى بن أُمية، قال: طفت مع عمر بن الخطاب، فلما كنت عند الركن الذي يلي الباب مما يلي الحجر، أخذت بيده ليستلم، فقال: أما طفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: بلى، قال: فهل رأيته يستلمه؟ قلت: لا، قال: فانفذ عنك، فإن لك في رسول الله أسوة حسنة

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (15221) قال: حدثنا علي بن هاشم، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء. و «أحمد» (253) قال: حدثنا يحيى، عن ابن جُريج، قال: حدثني سليمان بن عتيق، عن عبد الله بن بابيه. و «أَبو يَعلى» (182) قال: حدثنا عُبيد الله بن عمر، قال: حدثنا يحيى، عن ابن جُريج، قال: حدثني سليمان بن عتيق، عن عبد الله بن بابيه.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(2)

اللفظ لأحمد (253).

ص: 228

كلاهما (عطاء بن أبي رباح، وعبد الله بن بابيه) عن يَعلى بن أُمية، فذكره.

• أَخرجه عبد الرزاق (8945). وأحمد (313) قال: حدثنا روح. وفي 4/ 222 (18115) قال: حدثنا عبد الرزاق.

كلاهما (عبد الرزاق بن همام، وروح بن عبادة) عن ابن جُريج، قال: أخبرني سليمان بن عتيق، عن عبد الله بن بابيه، عن بعض بني يَعلى بن أُمية، عن يَعلى بن أُمية، قال: طفت مع عمر بن الخطاب، فاستلم الركن، قال يَعلى: فكنت مما يلي البيت، فلما بلغنا الركن الغربي الذي يلي الأسود، جررت بيده ليستلم، فقال: ما شأنك؟ فقلت: ألا تستلم؟ قال: ألم تطف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقلت: بلى، فقال: أفرأيته يستلم هذين الركنين الغربيين؟ قال: فقلت: لا، قال: أفليس لك فيه أسوة حسنة؟ قال: قلت: بلى، قال: فانفذ عنك

(1)

.

⦗ص: 229⦘

- زاد فيه: «عن بعض بني يَعلى» بين عبد الله بن بابيه، ويَعلى بن أُمية

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (313).

(2)

المسند الجامع (10509)، وأطراف المسند (6660 و 7562)، والمقصد العَلي (575 و 576)، ومَجمَع الزوائد 3/ 240، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (2527).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الأوسط» (5053).

ص: 228

- فوائد:

- رواه محمد بن بكر، عن ابن جُريج، به، وفيه قال يَعلى: طفت مع عثمان، وسلف في مسند عثمان بن عفان، رضي الله تعالى عنه، برقم (9183).

ص: 229

10059 -

عن عَمرو بن ميمون، عن عمر بن الخطاب، قال:

«كان المشركون لا يفيضون من جمع، حتى تشرق الشمس على ثبير، فخالفهم النبي صلى الله عليه وسلم فأفاض قبل أن تطلع الشمس»

(1)

.

- وفي رواية: «عن عمر بن الخطاب، قال: كان أهل الجاهلية يفيضون من جمع بعد طلوع الشمس، وكانوا يقولون: أشرق ثبير، لعلنا نغير، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خالفهم، فدفع قبل طلوع الشمس، بقدر صلاة المسفرين، أو قال: المشرقين، بصلاة الغداة»

(2)

.

- وفي رواية: «عن عَمرو بن ميمون، قال: شهدت عمر، رضي الله عنه، صلى بجمع الصبح، ثم وقف فقال: إن المشركين كانوا لا يفيضون حتى تطلع الشمس، ويقولون: أشرق ثبير، وأن النبي صلى الله عليه وسلم خالفهم، ثم أفاض قبل أن تطلع الشمس»

(3)

.

- وفي رواية: «عن عَمرو بن ميمون، قال: حججنا مع عمر بن الخطاب، فلما أردنا أن نفيض من المزدلفة قال: إن المشركين كانوا يقولون: أشرق ثبير،

⦗ص: 230⦘

كيما نغير، وكانوا لا يفيضون حتى تطلع الشمس، فخالفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفاض قبل طلوع الشمس»

(4)

.

(1)

اللفظ لأحمد (200).

(2)

اللفظ للدارمي.

(3)

اللفظ للبخاري (1684).

(4)

اللفظ لابن ماجة.

ص: 229

- وفي رواية: «عن عَمرو بن ميمون، قال: قال عمر بن الخطاب: كان أهل الجاهلية لا يفيضون، حتى يروا الشمس على ثبير، فخالفهم النبي صلى الله عليه وسلم فدفع قبل طلوع الشمس»

(1)

.

- وفي رواية: «عن عَمرو بن ميمون، قال: كنا وقوفا بجمع، فقال عمر بن الخطاب: إن المشركين كانوا لا يفيضون حتى تطلع الشمس، وكانوا يقولون: أشرق ثبير، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خالفهم، فأفاض عمر قبل طلوع الشمس»

(2)

.

أخرجه أحمد (84) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة. وفي 1/ 29 (200) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، عن سفيان. وفي 1/ 39 (275) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، عن سفيان (ح) وعبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. وفي 1/ 42 (295) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوري. وفي 1/ 50 (358) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة (ح) وأَبو داود، عن شعبة. وفي 1/ 54 (385) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. و «الدَّارِمي» (2021) قال: أخبرنا أَبو غسان، مالك بن إسماعيل، قال: حدثنا إسرائيل. و «البخاري» 2/ 204 (1684) قال: حدثنا حجاج بن مِنهال، قال: حدثنا شعبة.

(1)

اللفظ لأبي داود.

(2)

اللفظ للترمذي.

ص: 230

وفي 5/ 53 (3838) قال: حدثني عَمرو بن عباس، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، قال: حدثنا سفيان. و «ابن ماجة» (3022) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أَبو خالد الأحمر، عن حجاج. و «أَبو داود» (1938) قال: حدثنا ابن كثير، قال: أخبرنا سفيان. و «التِّرمِذي» (896) قال: حدثنا محمود بن غَيلان، قال: حدثنا أَبو داود، قال: أنبأنا شعبة. و «النَّسَائي» 5/ 265، وفي «الكبرى» (4040) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا شعبة. و «ابن خزيمة» (2859) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا

⦗ص: 231⦘

عبد الرَّحمَن، قال: حدثنا سفيان. و «ابن حِبَّان» (3860) قال: أخبرنا الفضل بن الحُبَاب، قال: حدثنا محمد بن كثير العبدي، قال: أخبرنا سفيان.

أربعتهم (شعبة بن الحجاج، وسفيان الثوري، وإسرائيل بن يونس، وحجاج بن أَرطَاة) عن أبي إسحاق السبيعي، قال: سمعت عَمرو بن ميمون، فذكره

(1)

.

- صرح أَبو إسحاق بالسماع، عند أحمد (84)، والبخاري (1684)، والتِّرمِذي، والنَّسَائي.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

(1)

المسند الجامع (10511)، وتحفة الأشراف (10616)، وأطراف المسند (6642).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (63)، والبزار (323)، والبيهقي 5/ 124، والبغوي (1940).

ص: 230

• حديث أبي موسى الأشعري، عن عمر بن الخطاب، قال:

«إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحل حتى بلغ الهدي محله» .

يأتي في مسند أبي موسى الأشعري عبد الله بن قيس، رضي الله تعالى عنه، برقم (13466).

ص: 231

- كتاب الصيام

10060 -

عن عاصم بن عمر بن الخطاب، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إذا أقبل الليل من هاهنا، وأدبر النهار من هاهنا، وغربت الشمس، فقد أفطر الصائم»

(1)

.

- وفي رواية: «إذا جاء الليل من هاهنا، وذهب النهار من هاهنا، فقد أفطر الصائم»

(2)

.

⦗ص: 232⦘

- وفي رواية: «إذا أقبل الليل، وقال مرة: جاء الليل، من هاهنا، وذهب النهار من هاهنا، فقد أفطر الصائم» .

يعني المشرق والمغرب

(3)

.

أخرجه عبد الرزاق (7595) عن ابن عُيينة. و «الحميدي» (20) قال: حدثنا سفيان. و «ابن أبي شيبة» (9034) قال: حدثنا عَبدة بن سليمان، ووكيع. و «أحمد» (192) و 1/ 54 (383) قال: حدثنا وكيع. وفي 1/ 35 (231) قال: حدثنا ابن نُمير. وفي 1/ 48 (338) قال: حدثنا سفيان. و «الدَّارِمي» (1824) قال: حدثنا عثمان بن محمد، قال: حدثنا عبدة. و «البخاري» 3/ 46 (1954) قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان. و «مسلم» 3/ 132 (2526) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأَبو كُريب، وابن نُمير، واتفقوا في اللفظ، قال يحيى: أخبرنا أَبو معاوية، وقال ابن نُمير: حدثنا أبي، وقال أَبو كُريب: حدثنا أَبو أُسامة. و «أَبو داود» (2351) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا مُسدد، قال: حدثنا عبد الله بن داود.

(1)

اللفظ للحميدي.

(2)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(3)

اللفظ لأحمد (192).

ص: 231

و «التِّرمِذي» (698) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، قال: حدثنا عَبدة بن سليمان

(1)

. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (3296) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا وكيع. و «أَبو يَعلى» (240) قال: حدثنا أَبو خيثمة، قال: حدثنا وكيع. وفي (257) قال: حدثنا سريج بن يونس، قال: حدثنا أَبو معاوية. و «ابن خزيمة» (2058) قال: حدثنا أحمد بن عَبدة، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، قال: حدثنا أَبو معاوية (ح) وحدثنا هارون بن إسحاق، قال: حدثنا عبدة. و «ابن حِبَّان» (3513) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا سريج بن يونس، قال: حدثنا أَبو معاوية.

⦗ص: 233⦘

سبعتهم (سفيان بن عُيينة، وعَبدة بن سليمان، ووكيع، وعبد الله بن نُمير، وأَبو معاوية، وأَبو أُسامة، وعبد الله بن داود) عن هشام بن عُروة بن الزبير، قال: أَخبرني أَبي، قال: سمعتُ عاصم بن عمر بن الخطاب يحدث، فذكره

(2)

.

- قال التِّرمِذي: حديث عمر حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

- وقال أَبو عبد الرَّحمَن النَّسَائي (3297): حديث عاصم بن عمر، وحديث ابن أَبي أَوفَى صحيحان.

(1)

ذكر المِزِّي أن الترمذي رواه أيضًا عن أبي كُريب، عن أبي معاوية، وعن محمد بن مثنى، عن عبد الله بن داود. «تحفة الأشراف» (10474)، ولم ترد هذه الزيادة في النسخ الخطية، وطبعات الرسالة والصِّدِّيق والتأصيل.

(2)

المسند الجامع (10519)، وتحفة الأشراف (10474)، وأطراف المسند (6573).

ص: 232

10061 -

عن جابر بن عبد الله، عن عمر بن الخطاب، قال:

«هششت يوما، فقبلت وأنا صائم، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: صنعت اليوم أمرا عظيما، قبلت وأنا صائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت لو تمضمضت بماء وأنت صائم؟ قلت: لا بأس بذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ففيم»

(1)

.

- وفي رواية: «هششت، فقبلت وأنا صائم، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني صنعت اليوم أمرا عظيما، قبلت وأنا صائم؟ قال: أرأيت لو مضمضت من الماء؟ قلت: إذا لا يضير، قال: ففيم»

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (9498) قال: حدثنا شَبَابة. و «أحمد» (138 و 372) قال: حدثنا حجاج. و «عَبد بن حُميد» (21) قال: حدثني أَبو الوليد. و «الدَّارِمي» (1850) قال: حدثنا أَبو الوليد الطيالسي. و «أَبو داود» (2385) قال: حدثنا أحمد بن يونس (ح) وحدثنا عيسى بن حماد.

(1)

اللفظ لأحمد (138).

(2)

اللفظ للدارمي.

ص: 233

و «النَّسَائي» في «الكبرى» (3036) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. و «ابن خزيمة» (1999) قال: حدثنا الربيع بن سليمان،

⦗ص: 234⦘

قال: حدثنا شعيب بن الليث. و «ابن حِبَّان» (3544) قال: أخبرنا الفضل بن الحُبَاب الجُمحي، قال: حدثنا أَبو الوليد الطيالسي.

سبعتهم (شَبَابة بن سَوَّار، وحجاج بن محمد، وأَبو الوليد الطيالسي، وأحمد بن يونس، وعيسى بن حماد، وقتيبة بن سعيد، وشعيب بن الليث) عن الليث بن سعد، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن عبد الملك بن سعيد الأَنصاري، عن جابر بن عبد الله، فذكره

(1)

.

- قال أَبو عبد الرَّحمَن النَّسَائي: هذا حديثٌ منكرٌ، وبكير مأمون، وعبد الملك بن سعيد رواه عنه غير واحد، ولا ندري ممن هذا.

- وقال ابن خزيمة: حدثناه محمد بن يحيى، قال: سمعت أبا الوليد يقول: جاءني هلال الرأي، فسألني عن هذا الحديث.

قال أَبو بكر: عبد الملك بن سعيد، هو ابن سويد.

(1)

المسند الجامع (10520)، وتحفة الأشراف (10422)، وأطراف المسند (6540).

والحديث؛ أخرجه البزار (236)، والبيهقي 4/ 218 و 261.

ص: 233

10061 م- عن عبد الله بن عباس، قال: شهد عندي رجال مرضيون فيهم عمر، وأَرضاهم عندي عمر؛

«أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم يومين: يوم الفطر، ويوم النحر» .

أخرجه ابن خزيمة (2221) قال: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثني أَبي، حدثنا هشام، حدثنا قتادة، عن أَبي العالية، عن ابن عباس، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10464).

والحديث؛ أخرجه البزار (186)، والطبراني في «الأوسط» (2577).

ص: 234

- فوائد:

- أَبوالعالية؛ هو رُفيع بن مهران الرِّياحي.

ص: 234

10062 -

عن أبي عبيد مولى ابن أزهر، أنه قال: شهدت العيد مع عمر بن الخطاب فصلى، ثم انصرف فخطب الناس، فقال:

«إن هذين يومان نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامهما: يوم فطركم من صيامكم، والآخر يوم تأكلون فيه من نسككم» .

قال أَبو عبيد: ثم شهدت العيد مع عثمان بن عفان، فجاء فصلى، ثم انصرف فخطب وقال: إنه قد اجتمع لكم في يومكم هذا عيدان، فمن أحب من أهل العالية أن ينتظر الجمعة فلينتظرها، ومن أحب أن يرجع فقد أذنت له.

قال أَبو عبيد: ثم شهدت العيد مع علي بن أبي طالب، وعثمان محصور، فجاء فصلى، ثم انصرف فخطب

(1)

.

⦗ص: 235⦘

- وفي رواية: «عن أبي عبيد مولى عبد الرَّحمَن بن عوف، أنه شهد العيد مع عمر بن الخطاب، فصلى قبل أن يخطب، بلا أذان ولا إقامة، ثم خطب فقال: يا أيها الناس، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام هذين اليومين: أما أحدهما فيوم فطركم من صيامكم وعيدكم، وأما الآخر فيوم تأكلون فيه نسككم» .

قال: ثم شهدته مع عثمان، وكان ذلك يوم الجمعة، فصلى قبل أَن يخطب بلا أَذان ولا إِقامة، ثم خطب الناس، فقال: يا أيها الناس، إِن هذا يوم اجتمع لكم عيدان، فمن كان منكم من أَهل العوالي فقد أَذنا له فليرجع، ومن شاء فليشهد الصلاة.

(1)

اللفظ لمالك في «الموطأ» .

ص: 234

قال: ثم شهدته مع علي، فصلى قبل أن يخطب، بلا أذان ولا إقامة، ثم خطب فقال:

«يا أيها الناس، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى أن تأكلوا نسككم بعد ثلاث ليال، فلا تأكلوها بعده»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي عبيد، قال: شهدت العيد مع عمر بن الخطاب، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة، وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام هذين اليومين: يوم الفطر، ويوم الأضحى، فأما يوم الفطر، فيوم فطركم من صيامكم، وأما يوم الأضحى فكلوا فيه من لحم نسككم» .

ثم شهدت العيد مع عثمان بن عفان، فوافق ذلك يوم جمعة، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة، ثم قال: إن هذا يوم اجتمع فيه عيدان للمسلمين، فمن كان هاهنا من أهل العوالي، فأحب أن يذهب، فقد أذنا له، ومن أحب أن يمكث فليمكث.

⦗ص: 236⦘

ثم شهدت العيد مع علي بن أبي طالب، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة، وقال: لا يأكلن أحد من لحم نسكه فوق ثلاث.

قال أَبو بكر الحميدي: قلت لسفيان: إنهم يرفعون هذه الكلمة عن علي بن أبي طالب؟ قال سفيان: لا أحفظها مرفوعة، وهي منسوخة

(2)

.

(1)

اللفظ لعبد الرزاق (5636).

(2)

اللفظ للحميدي (8).

ص: 235

- وفي رواية: «عن أبي عبيد مولى ابن أزهر، أنه شهد العيد يوم الأضحى مع عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فصلى قبل الخطبة، ثم خطب الناس، فقال: يا أيها الناس، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهاكم عن صيام هذين العيدين، أما أحدهما فيوم فطركم من صيامكم، وأما الآخر فيوم تأكلون من نسككم» .

قال أَبو عبيد: ثم شهدت مع عثمان بن عفان، وكان ذلك يوم الجمعة، فصلى قبل الخطبة، ثم خطب فقال: يا أيها الناس، إن هذا يوم قد اجتمع لكم فيه عيدان، فمن أحب أن ينتظر الجمعة من أهل العوالي فلينتظر، ومن أحب أن يرجع فقد أذنت له.

قال أَبو عبيد: ثم شهدته مع علي بن أبي طالب، فصلى قبل الخطبة، ثم خطب الناس فقال:

«إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهاكم أن تأكلوا لحوم نسككم فوق ثلاث»

(1)

.

أخرجه مالك (491)

(2)

. وعبد الرزاق (5636) عن مَعمَر. و «الحميدي» (8) قال: حدثنا سفيان بن عُيينة. و «البخاري» 7/ 134 (5571 و 5572 و 5573) قال: حدثنا حِبَّان بن موسى، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا يونس.

⦗ص: 237⦘

و «أَبو يَعلى» (152) قال: حدثنا أَبو خيثمة، قال: حدثنا سفيان. و «ابن حِبَّان» (3600) قال: أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان، قال: حدثنا أحمد بن أَبي بكر، عن مالك.

(1)

اللفظ للبخاري.

(2)

وهو في رواية أبي مصعب الزُّهْري للموطأ (588)، وسويد بن سعيد (189)، وورد في «مسند الموطأ» (204).

ص: 236

أربعتهم (مالك بن أنس، ومَعمَر بن راشد، وسفيان بن عُيينة، ويونس بن يزيد) عن ابن شهاب الزُّهْري، عن أبي عبيد مولى ابن أزهر، فذكره.

- قال البُخاري، عقب روايته: وعن مَعمر

(1)

، عن الزُّهْري، عن أَبي عُبيد، نحوه.

• أَخرجه ابن أبي شيبة (5726) قال: حدثنا ابن عُيينة، عن الزُّهْري، عن أبي عبيد مولى ابن أزهر، قال: شهدت العيد مع عمر بن الخطاب، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة، قال: ثم شهدت العيد مع عثمان، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة، قال: وشهدته مع علي، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة، «مُختصرٌ» .

• وأَخرجه ابن أَبي شيبة (5887) قال: حدثنا سفيان بن عُيينة، عن الزُّهْري، عن أَبي عُبيد مولى ابن أَزهر، قال: شهدتُ العيد مع عثمان، ووافق يوم جُمعة، فقال: إِن هذا يوم اجتمع فيه عيدان للمسلمين، فمن كان هاهنا من أَهل العوالي فقد أَذِنا له أَن ينصرف، ومن أَحب أَن يمكث فليمكث. «مُختَصر» .

• وأخرجه عبد الرزاق (7879) عن مَعمَر. و «ابن أبي شيبة» (9860) قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» (163) قال: حدثنا سفيان. وفي (224) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعمَر. وفي (225) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق. وفي (282) قال: قرأت على عبد الرَّحمَن، يعني ابن مهدي: عن مالك. و «البخاري» (1990) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. و «مسلم» 3/ 152 (2641) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. و «ابن ماجة» (1722) قال: حدثنا سهل بن أبي سهل، قال: حدثنا سفيان. و «أَبو داود» (2416) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وزهير بن حرب -وهذا حديثه- قالا: حدثنا سفيان. و «التِّرمِذي» (771) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، قال: حدثنا يزيد بن زُريع، قال: حدثنا معمر. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (2802) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا سفيان. و «أَبو يَعلى» (150) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال: حدثنا سفيان. وفي (232) قال: حدثنا عقبة بن مُكرَم، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق. وفي (238) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال: حدثنا سفيان. و «ابن خزيمة» (2959) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، وسعيد بن عبد الرَّحمَن، قالا: حدثنا سفيان.

(1)

قال ابن حجر: ادعى بعض الشراح أن قوله: «وعن معمر» معلق، وليس كذلك، بل هو معطوف على قوله:«أخبرنا يونس» ، والقائل ذلك: هو عبد الله، وهو ابن المبارك. «تغليق التعليق» 5/ 12.

ص: 237

أربعتهم (مَعمَر بن راشد، وسفيان بن عُيينة، ومحمد بن إسحاق، ومالك بن أنس) عن ابن شهاب الزُّهْري، عن أبي عبيد مولى ابن أزهر، أنه قال: شهدت العيد مع عمر بن الخطاب، فجاء فصلى، ثم انصرف، فخطب الناس، فقال:

⦗ص: 238⦘

«إن هذين يومان، نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامهما: يوم فطركم من صيامكم، والآخر يوم تأكلون فيه من نسككم»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي عبيد، قال: شهدت العيد مع عمر، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة، وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام هذين اليومين، أما يوم الفطر: ففطركم من صومكم، وأما يوم الأضحى: فكلوا من لحم نسككم»

(2)

.

- وفي رواية: «عن أبي عبيد مولى عبد الرَّحمَن بن عوف، قال: شهدت عمر بن الخطاب في يوم النحر، بدأ بالصلاة قبل الخطبة، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن صوم هذين اليومين: أما يوم الفطر، ففطركم من صومكم، وعيد للمسلمين، وأما يوم الأضحى، فكلوا من لحوم نسككم»

(3)

.

- ليس فيه: «عثمان، ولا علي، رضي الله تعالى عنهما» .

- قال أَبو عبد الله البخاري: قال ابن عُيينة: من قال: مولى ابن أزهر، فقد أصاب، ومن قال: مولى عبد الرَّحمَن بن عوف، فقد أصاب.

- وقال التِّرمِذي: هذا حديثٌ صحيحٌ، وأَبو عُبيد مولى عبد الرَّحمَن بن عوف اسمُه سعد، ويقال له: مولى عبد الرَّحمَن بن أَزهر أَيضًا، وعبد الرَّحمَن بن أَزهر، هو ابن عَم عبد الرَّحمَن بن عوف.

- وقال ابن خزيمة: أَبو عُبيد هذا اختَلَف الرواةُ في ذِكر وَلائه، فقال بعض الرواة: مولى عبد الرَّحمَن بن عوف، ومثل هذا لا يكون عندي مُتضادًا، قد يجوزُ أن يكون ابن أَزهر وعبد الرَّحمَن بن عوف اشتركا في عِتقه، فقال بعضُهم: مولى عبد الرَّحمَن بن عوف، وقال بعضُهم: مولى ابن أَزهر، لأن وَلاءه لمُعتِقيه جميعًا.

- وفي «مسند أبي يعلى» (232): «عن سعيد بن عبيد مولى ابن أزهر» .

(1)

اللفظ لأحمد (282).

(2)

اللفظ لأحمد (163).

(3)

اللفظ للترمذي (771).

ص: 237

• وأخرجه أحمد (587 و 1186) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا معمر. وفي (806) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا

⦗ص: 239⦘

ابن أخي ابن شهاب. وفي (1193) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعمَر. وفي (1276) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سفيان بن حسين. و «مسلم» 6/ 79 (5139) قال: حدثني حرملة بن يَحيى، قال: أَخبرنا ابن وهب، قال: حدثني يونس. وفي (5140) قال: حدثني زُهير بن حرب، قال: حدثنا يعقوب بن إِبراهيم، قال: حدثنا ابن أَخي ابن شهاب (ح) وحدثنا حسن الحُلواني، قال: حدثنا يعقوب ابن إِبراهيم، قال: حدثنا أَبي، عن صالح (ح) وحدثنا عَبد بن حُميد، قال: أَخبرنا عبد الرزاق، قال: أَخبرنا مَعمَر. و «النَّسَائي» 7/ 232، وفي «الكبرى» (4498) قال: أَخبرنا يعقوب بن إِبراهيم، عن غُندَر، قال: حدثنا مَعمَر

(1)

. وفي 7/ 233، وفي «الكبرى» (4499) قال: أَخبرنا أَبو داود، قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أَبي، عن صالح. و «أَبو يَعلى» (277) قال: حدثنا أَبو خيثمة، حدثنا يزيد، أَخبرنا سفيان بن حسين.

خمستهم (مَعمَر بن راشد، وابن أَخي ابن شهاب الزُّهْري محمد بن عبد الله ابن مسلم، وسفيان بن حسين، ويونس بن يزيد، وصالح بن كَيسان) عن ابن

⦗ص: 240⦘

شهاب الزُّهْري، عن أَبي عُبيد مولى عبد الرَّحمَن بن عوف، قال: ثم شَهدتُ علي ابن أَبي طالب بعد ذلك، يوم عيد، بدأَ بالصلاة قبل الخطبة، وصلى بلا أَذان ولا إِقامة، ثم قال:

«سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى أن يمسك أحد من نسكه شيئًا فوق ثلاثة أيام»

(2)

.

- وفي رواية: «عن أبي عبيد مولى عبد الرَّحمَن بن عوف، قال: ثم شهدته مع علي، فصلى قبل أن يخطب، بلا أذان ولا إقامة، ثم خطب، فقال: يا أيها الناس؛ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى أن تأكلوا نسككم بعد ثلاث ليال، فلا تأكلوها بعد»

(3)

.

(1)

في «الكبرى» (4498) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن غُندَر، قال: حدثنا سعيد، قال: أخبرنا مَعمر، زاد فيه:«سعيد بن أبي عَروبة» ، وهذه الزيادة لم ترد في رواية النَّسَائي في «المجتبى» من هذا الطريق، ولا في «تحفة الأشراف» (10332)، وقال ابن حَجر: رأيتُ في النَّسَائي في «الكبرى» بين غُندَر ومعمر: «سعيدًا» وهو ابن أبي عَروبة، وهذه الزيادة من رواية ابن الأحمر دون رواية ابن السُّني. «النكت الظراف» (10332).

(2)

اللفظ لأحمد (587).

(3)

اللفظ لأحمد (1193).

ص: 238

- وفي رواية: «عن أبي عبيد مولى عبد الرحمن بن أزهر، أنه سمع علي بن أبي طالب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لامرئ مسلم أن يصبح في بيته، بعد ثلاث، من لحم نسكه شيء»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف، قال: سمعت عليا رضي الله عنه يقول: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحبس لحوم الأضاحي فوق ثلاث»

(2)

.

⦗ص: 241⦘

- ليس فيه: «عمر ولا عثمان، رضي الله تعالى عنهما»

(3)

.

• وأخرجه مسلم 6/ 79 (5138) قال: حدثني عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا الزهري، عن أبي عبيد، قال:

«شهدت العيد مع علي بن أبي طالب، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة، وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، نهانا أن نأكل من لحوم نسكنا بعد ثلاث» .

فجعل كلام علي رضي الله عنه مرفوعا، من طريق سفيان بن عيينة، وهو الذي أنكر أن يكون مرفوعا، وقد أعل الدارقطني هذا الطريق فانظره في الفوائد.

• وأخرجه مالك

(4)

(489) عن ابن شهاب؛

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي يوم الفطر ويوم الأضحى قبل الخطبة» .

- وله طرق سلفت في مسند عثمان بن عفان برقم (9184).

(1)

اللفظ لأحمد (806).

(2)

اللفظ لأبي يعلى (277).

(3)

المسند الجامع (10212 و 10521)، وتحفة الأشراف (10332 و 10663)، وأطراف المسند (6247 و 6557)، وإتحاف الخيرة المهرة (4770).

(4)

وهو في رواية سويد بن سعيد للموطأ (189)، وأبي مصعب الزهري (586).

ص: 240

ـ فوائد:

- قال ابن عمار الشهيد: ورَفْع هذا الحديث عندي غير محفوظ في حديث ابن عُيينة، أَخبرنا بشر بن موسى، عن الحُميدي قال: قلتُ لسفيان: أَنتم ترفعون هذه الكلمة عن علي؟ فقال سفيان: لا أَحفظُها مرفوعة، وهي منسوخة. «علل أَحاديث في صحيح مسلم» (18).

- وقال الدارَقُطني: أَخرج مسلم، عن عبد الجبار، عن ابن عُيينة، عن الزُّهْري، عن أَبي عُبيد، شهدتُ العيد مع علي، فبدأَ بالصلاة قبل الخطبة وقال: إِن رسول الله صلى الله عليه وسلم، نهانا أَن نأكل من لحوم نُسكنا بعد ثلاث.

قلت: وهذا مما وهم فيه عبد الجبار، لأَن الحُميدي، وعلي بن المديني، والقَعنبي، وأَحمد بن حَنبل، وإِسحاق بن رَاهَويْه، وأَبا بكر بن أَبي شيبة، وأَبا خيثمة، وابن أَبي عمر، وقتيبة، وأَبا عبد الله

(1)

، وغيرهم، وقفوه عن ابن عُيينة.

واحتَمَل أَن يكون خفي على مسلم أَن ابن عُيينة يرويه موقوفًا، لأَنه لعله لم يقع عنده إِلا من رواية عبد الجبار، ولأَن الحديث رَفْعُه صحيحٌ عن الزُّهْري، رَفَعَهُ صالح، ومَعمر، ويونس، وابن أَخي الزُّهْري، ومالك، من رواية جويرية، والزُّبيدي، عن الزُّهْري، وأَما البُخاري فأَخرجه من حديث يونس وحده، ولم يعرض لحديث ابن عُيينة. «التَّتبُّع» (138).

(1)

هو محمد بن إدريس الشافعي.

ص: 241

10063 -

عن سعيد بن المُسَيب، عن عمر، قال:

«غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان، والفتح في رمضان، فأفطرنا فيهما»

(1)

.

- وفي رواية: «عن معمر؛ أنه سأل سعيد بن المُسَيب، عن الصيام في السفر، فحدثه عن عمر بن الخطاب، أنه قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوتين في شهر رمضان: يوم بدر، ويوم الفتح، فأفطرنا فيهما»

(2)

.

أخرجه أحمد (140) قال: حدثنا أَبو سعيد، قال: حدثنا ابن لَهِيعة، قال: حدثنا بكير. وفي (142) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا ابن لَهِيعة، قال: حدثنا يزيد بن أبي حبيب، عن معمر. و «التِّرمِذي» (714) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا ابن لَهِيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن معمر بن أبي حُيَيَّة.

كلاهما (بكير، ومعمر بن أبي حُيَيَّة) عن سعيد بن المُسَيب، فذكره

(3)

.

⦗ص: 242⦘

- قال التِّرمِذي: حديث عمر لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

(1)

اللفظ لأحمد (140).

(2)

اللفظ لأحمد (140).

(3)

المسند الجامع (10522)، وتحفة الأشراف (10450)، وأطراف المسند (6561).

المسند الجامع (10522)، وتحفة الأشراف (10450)، وأطراف المسند (6561).

ص: 241

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال إسحاق بن منصور: قلتُ ليحيى بن مَعين: يصح لسعيد بن المُسَيب سماعٌ من عمر؟ قال: لا. «المراسيل» لابن أبي حاتم (247).

ص: 242

• حديث عمر بن الخطاب، قال:

«كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أتى على رجل، فقيل: ما أفطر مذ كذا وكذا، قال: لا صام ولا أفطر» الحديثَ.

يأتي في مسند أبي قتادة، رضي الله عنه.

ص: 242

10064 -

عن ابن الحوتكية، قال: أتي عمر بن الخطاب بطعام، فدعا إليه رجلا، فقال: إني صائم، ثم قال: وأي الصيام تصوم؟ لولا كراهية أن أزيد، أو أنقص، لحدثتكم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم حين جاءه الأعرابي بالأرنب، ولكن أرسلوا إلى عمار، فلما جاء عمار، قال: أشاهد أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جاءه الأعرابي بالأرنب؟ قال: نعم، فقال: إني رأيت بها دما، فقال: كلوها، قال: إني صائم، قال: وأي الصيام تصوم؟ قال: أول الشهر وآخره، قال: إن كنت صائما، فصم الثلاث عشرة، والأربع عشرة، والخمس عشرة

(1)

.

- وفي رواية: «عن ابن الحوتكية، عن عمر؛ أن رجلا سأله عن أكل الأرنب، فقال: ادع لي عمارا، فجاء عمار، فقال: حدثنا حديث الأرنب، يوم كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في موضع كذا وكذا، فقال عمار: أهدى أعرابي لرسول الله صلى الله عليه وسلم أرنبا، فأمر القوم أن يأكلوا، فقال أعرابي: إني رأيت دما، فقال: ليس بشيء، ثم

⦗ص: 243⦘

قال: ادن فكل، فقال: إني صائم، فقال: صوم ماذا؟ قال: أصوم من كل شهر ثلاثة أيام، قال: فهلا جعلتها البيض».

أخرجه أحمد (210) قال: حدثنا أَبو النضر، قال: حدثنا المَسعودي، عن حكيم بن جبير. و «أَبو يَعلى» (1612) قال: قرئ على بشر بن الوليد، وأنا حاضر: حدثنا أَبو يوسف، عن أبي حنيفة.

كلاهما (حكيم بن جبير، وأَبو حنيفة) عن موسى بن طلحة، عن ابن الحوتكية، فذكره.

• أَخرجه أَبو يَعلى (185) قال: حدثنا عُبيد الله بن عمر، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن الحجاج بن أَرطَاة، عن موسى بن طلحة، عن يزيد بن الحوتكية، أن عمر بن الخطاب قال:

«من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أتاه الأعرابي بأرنب؟ فقال رجل من القوم: أنا، جاء بها الأعرابي، قد نظفها وصنعها، يهديها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلوا، فقال رجل من القوم: يا رسول الله، إني رأيتها تدمى، فأكل القوم، ولم يأكل الأعرابي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ألا تأكل؟ قال: إني صائم، قال: فهلا البيض» .

(1)

اللفظ لأحمد.

ص: 242

ـ لم يُسَمِّ الرجل الذي شهد ذلك.

• وأخرجه ابن أبي شيبة (24760) قال: حدثنا وكيع، عن طلحة بن يحيى، عن موسى بن طلحة؛ أن رجلا سأل عمر عن الأرنب؟ فقال عمر: لولا أني أكره أن أزيد في الحديث، أو أنقص منه، وسأرسل لك إلى رجل، فأرسل إلى عمار، فجاء، فقال:

«كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فنزلنا في موضع كذا وكذا، قال: فأهدى إليه رجل من الأعراب أرنبا، فأكلناها، فقال الأعرابي: إني رأيت دما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا بأس» .

- ليس فيه: «ابن الحوتكية» .

• وأخرجه عبد الرزاق (7874 و 8693) عن ابن عُيينة، عن محمد بن عبد الرَّحمَن مولى آل طلحة. و «الحميدي» (136) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا محمد بن عبد الرَّحمَن مولى آل طلحة، وحكيم بن جبير. و «أحمد» (21660) قال: حدثنا سفيان،

⦗ص: 244⦘

قال: سمعناه من اثنين وثلاثة، قال: حدثنا حكيم بن جبير. وفي (21661) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا اثنان عن موسى بن طلحة: محمد بن عبد الرَّحمَن، وحكيم بن جبير. و «النَّسَائي» 4/ 223، وفي «الكبرى» (2745) قال: أخبرنا محمد بن منصور، عن سفيان، عن بيان بن بشر. وفي 4/ 223، وفي «الكبرى» (2746) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا رجلان: محمد، وحكيم. وفي 7/ 196، وفي «الكبرى» (4804) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان، عن حكيم بن جبير، وعَمرو بن عثمان، ومحمد بن عبد الرَّحمَن. و «ابن خزيمة» (2127) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان، عن محمد بن عبد الرَّحمَن مولى آل طلحة (ح) وحدثنا عبد الجبار، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثني عَمرو بن عثمان بن مَوهَب.

ص: 243

أربعتهم (محمد بن عبد الرَّحمَن، وحكيم بن جبير، وبيان بن بشر، وعَمرو بن عثمان) عن موسى بن طلحة، أنه سمع رجلا من أخواله، من بني تميم، يقال له: ابن الحوتكية

(1)

، قال: قال عمر بن الخطاب:

«من حاضرنا يوم القاحة، إذ أتي النبي صلى الله عليه وسلم بأرنب؟ فقال أَبو ذر: أنا؛ أتى أعرابي النبي صلى الله عليه وسلم بأرنب، فقال: يا رسول الله، إني رأيتها تدمى، قال: فكف عنه النبي صلى الله عليه وسلم فلم يأكل، وأمر أصحابه أن يأكلوا، واعتزل الأعرابي فلم يطعم، فقال: إني صائم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وما صومك؟ قال: ثلاث من كل شهر، فقال: أين أنت عن البيض الغر: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة»

(2)

.

- في رواية ابن خزيمة: «فقال رجل: إني صائم، قال: وما صومك؟ فأخبره، قال: فأين أنت عن البيض الغر؟ قال: وما هن؟ قال: صيام ثلاثة أيام من كل شهر؛ ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة» .

- وفي رواية: «عن ابن الحوتكية، قال عمر: من حاضرنا يوم القاحة؟

⦗ص: 245⦘

فقال أَبو ذر: أنا، أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيام البيض الغر: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة»

(3)

.

- وفي رواية: «عن ابن الحوتكية، عن أبي ذر، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر رجلا بصيام ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة»

(4)

.

(1)

تصحف في المطبوع من المجتبى (7/ 196) إلى: «أبي الحوتكية» ، وجاء على الصواب في «السنن الكبرى» 4/ 476 (4804)، و «تحفة الأشراف» 9/ 196 (12006)

(2)

اللفظ للحميدي (136).

(3)

اللفظ لأحمد (21660).

(4)

اللفظ للنسائي 4/ 223 (2746).

ص: 244

ـ في رواية عبد الرزاق: «موسى بن طلحة، عن رجل من بني تميم، يقال له: ابن الحوتكية» .

- وفي رواية الحميدي: «موسى بن طلحة، أنه سمع رجلا من أخواله، من بني تميم، يقال له: ابن الحوتكية» .

- قال أَبو عبد الرَّحمَن النَّسَائي: هذا خطأ ليس هذا من حديث بيان، ولعل سفيان قال: حدثنا اثنان، فسقطت الألف فصار بيان.

- وقال أيضا (2746): حكيم بن جبير ليس بالقوي.

- وقال ابن خزيمة: قد خرجت هذا الباب بتمامه في كتاب «الكبير» وبينت أن موسى بن طلحة قد سمع من أبي ذر قصة الصوم دون قصة الأرنب، وروى عن ابن الحوتكية القصتين جميعا.

• وأخرجه الحُميدي (137) قال: حدثنا سفيان، عن عَمرو بن عثمان، عن موسى بن طلحة، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمثله، ولم يذكر فيه ابن الحوتكية.

• وأخرجه أحمد (21677) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا الأعمش. وفي 5/ 162 (21767) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان. وفي 5/ 177 (21870) قال: حدثنا يحيى، عن فطر. و «التِّرمِذي» (761) قال: حدثنا محمود بن غَيلان، قال: حدثنا أَبو داود، قال: أنبأنا شعبة، عن الأعمش. و «النَّسَائي» 4/ 222، وفي «الكبرى» (2743) قال: أخبرنا محمد بن عبد العزيز، قال: أنبأنا الفضل بن موسى، عن فطر. وفي 4/ 222، وفي «الكبرى» (2744) قال: أخبرنا

⦗ص: 246⦘

عَمرو بن يزيد، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، قال: حدثنا شعبة، عن الأعمش. و «ابن خزيمة» (2128) قال: حدثنا بُندَار، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان الأعمش. و «ابن حِبَّان» (3655) قال: أخبرنا الفضل بن الحُبَاب، قال: حدثنا مُسدد، عن يحيى القطان، عن فطر.

ص: 245

وفي (3656) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد، قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، قال: حدثنا الفضل بن موسى، عن فطر.

كلاهما (سليمان الأعمش، وفطر بن خليفة) عن يحيى بن سام، عن موسى بن طلحة، عن أبي ذر، أنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إذا صمت من شهر ثلاثا، فصم ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة»

(1)

.

- وفي رواية: «من كان منكم صائما من الشهر ثلاثة أيام، فليصم الثلاث البيض»

(2)

.

- وفي رواية: «أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصوم من الشهر ثلاثة أيام البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة»

(3)

.

- صرح الأعمش بالسماع في رواية شعبة، عنه، عند التِّرمِذي، والنَّسَائي.

- قال التِّرمِذي: حديث أبي ذر حديثٌ حسنٌ، وقد روي في بعض الحديث: أن من صام ثلاثة أيام من كل شهر، كان كمن صام الدهر.

- وقال أَبو حاتم بن حبان: يحيى هذا يقال له: يحيى بن سام، ويقال: يحيى بن سالم، والصواب سام.

- وقال أيضا (3650): سمع هذا الخبر موسى بن طلحة، عن أبي هريرة، وسمعه من ابن الحوتكية، عن أبي ذر، والطريقان جميعان محفوظان.

م- عبد الرزاق (7873) قال: أخبرنا معمر، عن يزيد بن أبي زياد، عن موسى بن طلحة، عن أبي ذر، قال: أراه رفعه؛

⦗ص: 247⦘

«إنه أمر بصوم البيض: ثلاثة عشر، وأربعة عشر، وخمسة عشر» .

(1)

اللفظ لأحمد (21767).

(2)

اللفظ لأحمد (21677).

(3)

اللفظ لابن حبان (3656).

ص: 246

• وأخرجه النَّسَائي 4/ 223، وفي «الكبرى» (2747) قال: أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم، عن بكر، عن عيسى، عن محمد، عن الحكم، عن موسى بن طلحة، عن ابن الحوتكية، قال: قال أبي

(1)

:

«جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أرنب قد شواها وخبز، فوضعها بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: إني وجدتها تدمى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: لا يضر كلوا، وقال للأعرابي: كل، قال: إني صائم، قال: صوم ماذا؟ قال: صوم ثلاثة أيام من الشهر، قال: إن كنت صائما فعليك بالغر البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة»

(2)

.

- في «الكبرى» : «إني وجدت بها دما» .

- قال أَبو عبد الرَّحمَن النَّسَائي: الصواب «عن أبي ذر» ، ويشبه أن يكون وقع من الكتاب «ذر» فقيل «أبي

(3)

»

(4)

.

- وقال أيضا: ابن أبي ليلى سيئ الحفظ، والصواب: عن أبي ذر، ويشبه أن يكون وقع من الكتاب ذر، فقيل: أبي، والله أعلم

(5)

.

(1)

تحرف في المطبوع إلى: «أبي» ، وجاء على الصواب في «السنن الكبرى» (2747).

(2)

اللفظ للنسائي 4/ 223.

(3)

تحرف في المطبوع إلى: «أبي» ، وجاء على الصواب في «السنن الكبرى» (2747).

(4)

قال المِزِّي: ابن الحوتكية، ويقال: اسمه يزيد، عن أبي، وهو وهم، والصواب:«عن أبي ذر» .

- وقال أيضا: ابن أبي ليلى «محمد بن عبد الرَّحمَن» سيئ الحفظ، وهذا لعله وقع «ذر» من الكتاب، فصار:«أبي» . «تحفة الأشراف» (78).

(5)

المسند الجامع (10421 و 12294)، وتحفة الأشراف (11988 و 12006)، وأطراف المسند (6684 و 8090)، والمقصد العَلي (632)، ومَجمَع الزوائد 3/ 195 و 4/ 36، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (2211 و 4715)، والمطالب العالية (1105).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (44)، والحارث بن أبي أُسامة، «بغية الباحث» (339)، والبيهقي 4/ 294 و 9/ 321.

ص: 247

- فوائد:

- أخرجه البزار في «مسنده» (9701)، من طريق عبد الملك بن عمير، عن موسى بن طلحة، عن أبي هريرة، وقال: هذا الحديث قد رواه غير عبد الملك بن عمير، فاختلفوا على موسى بن طلحة؛

فرواه بعضهم عن موسى بن طلحة، عن ابن الحوتكية، عن أبي ذر، رضي الله عنه.

ورواه بعضهم عن موسى بن طلحة، عن ابن الحوتكية، عن عمر رضي الله عنه.

- وقال الدارقُطني: هو حديثٌ يرويه موسى بن طلحة بن عُبيد الله، عن ابن الحوتكية، عن عمر.

واختلف عن موسى بن طلحة؛ فرواه محمد بن عبد الرَّحمَن مولى آل طلحة، عن موسى بن طلحة، عن ابن الحوتكية، عن عمر.

وتابعه حكيم بن جبير، واختُلِف عنه؛

فقال الثوري، وابن عُيينة، والمَسعودي: عن حكيم بن جبير، عن موسى بن طلحة، عن ابن الحوتكية.

وقال زائدة: عن حكيم بن جبير، عن موسى بن طلحة، عن عمر، لم يذكر ابن الحوتكية.

ورواه الحجاج بن أَرطَاة، عن عثمان بن عبد الله بن مَوهَب، عن موسى بن طلحة، عن يزيد بن الحوتكية.

قال ذلك حماد بن سلمة، عن حجاج.

وخالفه هشام الدَّستوائي؛ فرواه عن حجاج، عن موسى، لم يذكر بينهما أحدا.

ورواه ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن موسى بن طلحة، عن ابن الحوتكية.

وخالفه سفيان بن حسين، وسعيد بن محمد، شيخ لابن جُريج، فروياه عن الحكم، عن موسى عن عمر، لم يذكرا فيه ابن الحوتكية.

ورواه إبراهيم بن طهمان، عن أبي حنيفة، عن الهيثم، عن موسى، عن ابن الحوتكية، عن عمر.

ص: 248

وخالفه وكيع، وأَبو يحيى الحماني، وعُبيد الله بن موسى، فرووه، عن أبي حنيفة، عن موسى، عن ابن الحوتكية.

ورواه طلحة بن يحيى بن طلحة بن عُبيد الله، وعَمرو بن عثمان بن عبد الله بن مَوهَب، عن موسى بن طلحة، عن عمر، لم يذكرا فيه «ابن الحوتكية» .

ورواه محمد بن منصور الجواز، عن ابن عُيينة فقال: عن بيان، عن موسى بن طلحة، عن ابن الحوتكية.

وصحف الجواز في قوله «بيان» وإنما كان ابن عُيينة يقول: حدثني اثنان عن موسى بن طلحة، يعني محمد بن عبد الرَّحمَن مولى آل طلحة، وحكيم بن جبير، فجعله الجواز «عن بيان» .

ورواه يحيى بن سام، عن موسى بن طلحة، عن أبي ذر؛ قصة الأيام البيض، دون غيره.

حدث به عن يحيى: الأعمش، ومنصور، وفطر، وبسام الصيرفي، ويزيد بن أبي زياد كذلك.

ورواه عبد الملك بن عمير، عن موسى بن طلحة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه سليمان بن أبي داود، عن الحكم، عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، عن أُبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصنع شيئا.

والصواب: عن الحكم، عن موسى بن طلحة، عن ابن الحوتكية، عن عمر، وقد تقدم.

وروى هذا الحديث طلحة بن يحيى، عن موسى بن طلحة، مرسلا، قال ذلك يحيى القطان، عنه.

ورواه يحيى بن أبي بكير فقال: عن أبي الأحوص، عن طلحة بن يحيى، عن موسى بن طلحة، عن أبيه، ووهم فيه.

وقول يحيى القطان أصح. «العلل» (239).

⦗ص: 250⦘

- قلنا: ورواه عبد الملك بن عمير، عن موسى بن طلحة، عن أبي هريرة، ويأتي في مسند أبي هريرة، رضي الله تعالى عنه.

ص: 249

10065 -

عن عبد الله بن عباس، قال: قال عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من كان منكم ملتمسا ليلة القدر، فليلتمسها في العشر الأواخر وترا»

(1)

.

- وفي رواية: «عن عاصم بن كليب، قال: قال أبي: فحدثت به ابن عباس، قال: وما أعجبك من ذلك؟ كان عمر، رضي الله عنه، إذا دعا الأشياخ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم دعاني معهم، فقال: لا تتكلم حتى يتكلموا، قال: فدعانا ذات يوم، أو ذات ليلة، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر ما قد علمتم، فالتمسوها في العشر الأواخر وترا، ففي أي الوتر ترونها؟»

(2)

.

- وفي رواية: «عن عمر، قال: لقد علمتم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر: اطلبوها في العشر الأواخر وترا»

(3)

.

- وفي رواية: «التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان»

(4)

.

- وفي رواية: «عن ابن عباس، قال: كان عمر يدعوني مع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فيقول لي: لا تكلم حتى يتكلموا، قال: فدعاهم فسألهم عن ليلة القدر، فقال: أرأيتم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: التمسوها في العشر الأواخر، أي ليلة ترونها؟ قال: فقال بعضهم: ليلة إحدى،

(1)

اللفظ لأحمد (298).

(2)

اللفظ لأحمد (85).

(3)

اللفظ لابن أبي شيبة (8761).

(4)

اللفظ لأبي يَعلى (165).

ص: 250

وقال بعضهم: ليلة ثلاث، وقال آخر: خمس، وأنا ساكت، قال: فقال: ما لك لا تتكلم؟ قال: قلت: إن أذنت لي يا أمير المؤمنين تكلمت، قال: فقال: ما أرسلت إليك إلا لتكلم، قال: فقلت: أحدثكم برأيي؟ قال: فقال: عن ذلك نسألك، قال: فقلت: السبع، رأيت الله، عز وجل، ذكر سبع سماوات، ومن الأرض سبعا، وخلق

⦗ص: 251⦘

الإنسان من سبع، ونبت الأرض سبع، قال: فقال: هذا أخبرتني بما أعلم، أرأيت ما لا أعلم، ما هو قولك: نبت الأرض سبع؟ قال: فقلت: إن الله يقول: {ثم شققنا الأرض شقا. فأنبتنا} إلى قوله: {وفاكهة وأبا} ، والأب نبت الأرض مما يأكله الدواب، ولا يأكله الناس، قال: فقال عمر: أعجزتم أن تقولوا كما قال هذا الغلام الذي لم تجتمع شئون رأسه بعد، إني والله، ما أرى القول إلا كما قلت، وقال: قد كنت أمرتك أن لا تكلم حتى يتكلموا، وإني آمرك أن تتكلم معهم»

(1)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (8761) و 3/ 73 (9603) قال: حدثنا ابن إدريس، عن عاصم بن كليب، عن أبيه. و «أحمد» (85) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا عاصم بن كليب، قال: قال أبي. وفي 1/ 43 (298) قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن عاصم، عن أبيه. و «أَبو يَعلى» (165) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نُمير، قال: حدثنا ابن فضيل، عن عاصم، عن أبيه. وفي (168) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن إدريس، عن عاصم بن كليب، عن أبيه.

(1)

اللفظ لابن خزيمة (2172).

ص: 250

و «ابن خزيمة» (2172) قال: حدثنا علي بن المنذر، قال: حدثنا ابن فضيل، قال: حدثنا عاصم بن كليب الجَرْمي، عن أبيه. وفي (2173) قال: حدثنا سَلْم بن جُنادة، قال: حدثنا ابن إدريس، عن عاصم بن كليب، عن أبيه. وفي (2174) قال: حدثنا سَلْم بن جُنادة، قال: حدثنا ابن إدريس، قال: حدثنا عبد الملك، عن سعيد بن جبير.

كلاهما (كليب بن شهاب، وسعيد بن جبير) عن ابن عباس، فذكره

(1)

.

• أَخرجه عبد الرزاق (7679) قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، وعاصم، أنهما سمعا عكرمة يقول: قال ابن عباس: دعا عمر بن الخطاب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فسألهم عن ليلة القدر، فأجمعوا أنها في العشر الأواخر، قال ابن عباس: فقلت لعمر: إني لأعلم، أو إني لأظن، أي ليلة هي، قال عمر: وأي ليلة هي؟ فقلت: سابعة تمضي، أو سابعة

⦗ص: 252⦘

تبقى، من العشر الأواخر، فقال عمر: ومن أين علمت ذلك؟ فقال: خلق الله سبع سماوات، وسبع أرضين، وسبعة أيام، وإن الدهر يدور في سبع، وخلق الله الإنسان من سبع، ويأكل من سبع، ويسجد على سبع، والطواف بالبيت سبع، ورمي الجمار سبع، لأشياء ذكرها، فقال عمر: لقد فطنت لأمر ما فطنا له.

وكان قتادة يزيد على ابن عباس في قوله: يأكل من سبع، قال: هو قول الله: {أنبتنا فيها حبا. وعنبا} الآية، «موقوف»

(2)

.

(1)

المسند الجامع (10524)، وأطراف المسند (6581)، والمقصد العَلي (522)، ومَجمَع الزوائد 3/ 174، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (2372)، والمطالب العالية (1116).

والحديث؛ أخرجه البزار (210)، والبيهقي 4/ 313.

(2)

أخرجه الطبراني (10618)، والبيهقي 4/ 313.

ص: 251

- كتاب النكاح

10066 -

عن أبي العجفاء السلمي، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول:

«ألا لا تغلوا صدق النساء، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا، أو تقوى عند الله، كان أولاكم، أو أحقكم بها، النبي صلى الله عليه وسلم ما علمت رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج امرأة من نسائه، ولا أنكح ابنة من بناته، على أكثر من ثنتي عشرة أوقية» .

وإن أحدكم اليوم ليغلي بصدقة المرأة، حتى تكون لها عداوة في نفسه، ويقول: كلفت إليك علق القربة.

قال: وكنت غلاما شابا، فلم أدر ما علق القربة.

قال: وأخرى تقولونها لبعض من يقتل في مغازيكم هذه: قتل فلان شهيدا، أو مات فلان شهيدا، ولعله أن يكون قد أوقر دف راحلته، أو عجزها ذهبا، أو ورقا، يلتمس التجارة، فلا تقولوا ذاكم، ولكن قولوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو كما قال محمد صلى الله عليه وسلم:

«من قتل في سبيل الله، فهو في الجنة»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي العجفاء، قال: قال عمر بن الخطاب: ألا لا تغلوا

⦗ص: 253⦘

صدق النساء، فإنه لو كان مكرمة في الدنيا

(2)

، أو تقوى عند الله، عز وجل، كان أولاكم به النبي صلى الله عليه وسلم ما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه، ولا أصدقت امرأة من بناته، أكثر من ثنتي عشرة أوقية، وإن الرجل ليغلي بصدقة امرأته، حتى يكون لها عداوة في نفسه، وحتى يقول: كلفت لكم علق القربة».

وكنت غلاما عربيا مولدا، فلم أدر ما علق القربة.

قال: وأخرى يقولونها لمن قتل في مغازيكم، أو مات: قتل فلان شهيدا، أو مات فلان شهيدا، ولعله أن يكون قد أوقر عجز دابته، أو دف راحلته ذهبا، أو ورقا، يطلب التجارة، فلا تقولوا ذاكم، ولكن قولوا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:

«من قتل في سبيل الله، أو مات، فهو في الجنة»

(3)

.

(1)

اللفظ للحميدي.

(2)

تحرف في المطبوع إلى: «مكرمة وفي الدنيا» ، وجاء على الصواب في «السنن الكبرى» (5485).

(3)

اللفظ للنسائي 6/ 117.

ص: 252

- وفي رواية: «عن أبي العجفاء السلمي، قال: قال عمر بن الخطاب: لا تغالوا صداق النساء، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا، أو تقوى عند الله، كان أولاكم وأحقكم بها محمد صلى الله عليه وسلم ما أصدق امرأة من نسائه، ولا أصدقت امرأة من بناته، أكثر من اثنتي عشرة أوقية، وإن الرجل ليثقل صدقة امرأته، حتى يكون لها عداوة في نفسه، ويقول: قد كلفت إليك علق القربة، أو عرق القربة» .

وكنت رجلا عربيا مولدا، ما أدري ما علق القربة، أو عرق القربة

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي العجفاء السلمي، قال: خطبنا عمر، فقال: ألا لا تغالوا بصدق النساء، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا، أو تقوى عند الله، لكان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم ما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه، ولا أصدقت امرأة من بناته، أكثر من ثنتي عشرة أوقية»

(2)

.

⦗ص: 254⦘

- وفي رواية: «عن أبي العجفاء السلمي، عن عمر، قال: لا تغالوا في مهور النساء، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا، أو تقوى عند الله، لكان أحقكم بها محمد وأولاكم، ما زوج بنتا من بناته، ولا تزوج شيئًا من نسائه، إلا على اثنتي عشرة أوقية»

(3)

.

- وفي رواية: «عن أبي العجفاء السلمي، قال: قال عمر بن الخطاب: قال محمد صلى الله عليه وسلم: من قتل في سبيل الله، أو مات، فهو في الجنة»

(4)

.

أخرجه عبد الرزاق (10399) عن مَعمَر، عن أيوب. وفي (10400) عن الثوري، عن عاصم. و «الحميدي» (23) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا أيوب السَّخْتِياني. و «ابن أبي شيبة» (16628) قال: حدثنا حفص، عن أشعث، وهشام. وفي 4/ 188:2 (16629) و 5/ 341 (19860) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا ابن عَون. و «أحمد» (340) قال: حدثنا سفيان، عن أيوب.

(1)

اللفظ لابن ماجة.

(2)

اللفظ لأبي داود.

(3)

اللفظ لابن أبي شيبة (16628).

(4)

اللفظ لابن أبي شيبة (19860).

ص: 253

و «الدَّارِمي» (2341) قال: أخبرنا عَمرو بن عون، قال: حدثنا هُشيم، عن منصور بن زاذان. و «أَبو داود» (2106) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. و «ابن ماجة» (1887) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن ابن عَون (ح) وحدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا يزيد بن زُريع، قال: حدثنا ابن عَون. و «التِّرمِذي» (1114 م) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عُيينة، عن أيوب. و «النَّسَائي» 6/ 117، وفي «الكبرى» (5485) قال: أخبرنا علي بن حُجْر بن إياس بن مقاتل بن مشمرج

(1)

بن خالد، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، وابن عون، وهشام بن حسان، دخل حديث بعضهم في بعض. و «ابن حِبَّان» (4620) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا أَبو خيثمة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا ابن عَون، وهشام بن حسان.

⦗ص: 255⦘

ستتهم (أيوب السَّخْتِياني، وعاصم الأحول، وأشعث بن عبد الملك، وهشام بن حسان، وعبد الله بن عون، ومنصور بن زاذان) عن محمد بن سِيرين، عن أبي العجفاء السلمي، فذكره

(2)

.

- في رواية عبد الرزاق (10400)، قال الثوري: وقوله: «كلفت إليك علق القربة» يقول: تعلقت القربة في المفاوز إليك، مخافة العطش، يعني الشن البالي.

- في رواية الحميدي: قال سفيان: كان أيوب أبدا يشك فيه هكذا، وقال سفيان: فإن كان حماد بن زيد حدث به هكذا، وإلا فلم يحفظ.

- وفي رواية سفيان، عند أحمد (340):«عن أيوب، عن ابن سِيرين، سمعه من أبي العجفاء» .

(1)

تحرف في المطبوع إلى: «مشمرخ» ، وجاء على الصواب في «السنن الكبرى» (5485)، وذكره ابن حجر في «الإصابة» 6/ 97 (8018) فقال: مشمرج بضم أوله وفتح الشين المعجمة وسكون الميم وكسر الراء بعدها جيم، ابن خالد السعدي، جد علي بن حُجْر المحدث المشهور.

(2)

المسند الجامع (10525)، وتحفة الأشراف (10655)، وأطراف المسند (6673)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (4416).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (64)، والطبراني في «الأوسط» (570)، والبيهقي 7/ 234.

ص: 254

ـ قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وأَبو العَجفاء السُّلمي اسمُه هَرِم، والوُقِيَّة عند أَهل العِلم أربعون دِرهمًا وثنتا عَشْرة أُوقِيَّة هو أَربع مِئَة وثمانون دِرهمًا.

• أَخرجه أحمد (285) و 1/ 41 (287). و «النَّسَائي» 6/ 117، وفي «الكبرى» (5485) قال: أخبرنا علي بن حُجْر بن إياس بن مقاتل بن مشمرج

(1)

بن خالد.

كلاهما (أحمد بن حنبل، علي بن حُجْر) عن إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا سلمة بن علقمة، عن محمد بن سِيرين، قال: نبئت عن أبي العجفاء السلمي، قال: سمعت عمر يقول:

«ألا لا تغلوا صدق النساء، ألا لا تغلوا صدق النساء، قال: فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا، أو تقوى عند الله، كان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم ما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه، ولا أصدقت امرأة من بناته، أكثر من ثنتي عشرة أوقية» .

وإن الرجل ليبتلى بصدقة امرأته، وقال مرة: وإن الرجل ليغلي بصدقة امرأته، حتى تكون لها عداوة في نفسه، وحتى يقول: كلفت إليك علق القربة.

⦗ص: 256⦘

قال: وكنت غلاما عربيا مولدا، لم أدر ما علق القربة.

قال: وأخرى تقولونها لمن قتل في مغازيكم، أو مات: قتل فلان شهيدا، أو مات فلان شهيدا، ولعله أن يكون قد أوقر عجز دابته، أو دف راحلته ذهبا، أو ورقا، يلتمس التجارة، لا تقولوا ذاكم، ولكن قولوا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم أو كما قال محمد صلى الله عليه وسلم:

«من قتل، أو مات في سبيل الله، فهو في الجنة»

(2)

.

- في رواية أحمد بن حنبل (287): قال إسماعيل: وذكر أيوب، وهشام، وابن عون، عن محمد، عن أبي العجفاء، عن عمر، نحوا من حديث سلمة، إلا أنهم قالوا: لم يقل محمد: نبئت عن أبي العجفاء.

(1)

تحرف في المطبوع إلى: «مشمرخ» ، وجاء على الصواب في «السنن الكبرى» (5485)، وذكره ابن حجر في «الإصابة» 6/ 97 (8018) فقال: مشمرج بضم أوله وفتح الشين المعجمة وسكون الميم وكسر الراء بعدها جيم، ابن خالد السعدي، جد علي بن حُجْر المحدث المشهور.

(2)

اللفظ لأحمد (285).

ص: 255

- فوائد:

- قال الدارقُطني: هو حديثٌ رواه محمد بن سِيرين عنه، واختلف عن ابن سِيرين فيه؛

فرواه أيوب السَّخْتِياني، وابن عون، وهشام بن حسان، ومنصور بن زاذان، وأشعث بن سوار، ومطر الوراق، والصلت بن دينار، ومحمد بن عَمرو الأَنصاري، وعوف الأعرابي، وإسماعيل بن مسلم، ومجاعة بن الزبير، وعبيدة بن حسان، وعقبة بن خالد الشني، ويحيى بن عتيق، وأَبو حرة، وأخوه، عن محمد بن سِيرين، عن أبي العجفاء.

فاتفق ابن عُيينة، وحماد بن زيد، وابن عُلَية، والحارث بن عمير، وعبد الوَهَّاب الثقفي، ومعمر، وحماد بن سلمة، عن أيوب.

وخالفهم عَمرو بن أبي قيس، فرواه عن أيوب، عن ابن سِيرين، عن ابن أبي العجفاء، عن أبيه.

ورواه سلمة بن علقمة، عن ابن سِيرين، قال: نبئت عن أبي العجفاء، ففي رواية سلمة بن علقمة تقوية لرواية عَمرو بن أبي قيس، عن أيوب.

ورواه عبد الرَّحمَن بن ثابت بن ثوبان، عن أيوب، عن ابن سِيرين، مرسلا عن عمر.

وتابعه جَرير بن حازم، عن ابن سِيرين.

⦗ص: 257⦘

وقال معاذ بن معاذ: عن ابن عَون، عن ابن سِيرين، عن أبي العجفاء، أو ابن أبي العجفاء، عن عمر.

وقال منصور بن زاذان: عن ابن سِيرين، قال: حدثنا أَبو العجفاء.

فإن كان عَمرو بن أبي قيس، حفظه عن أيوب، فيشبه أن يكون ابن سِيرين سمعه من أبي العجفاء، وحفظه عن ابن أبي العجفاء، عن أبيه، والله أعلم.

وذلك لقول منصور بن زاذان، وهو من الثقات الحفاظ: عن ابن سِيرين، قال: حدثنا أَبو العجفاء، ولكثرة من تابعه ممن رواه عن ابن سِيرين، عن أبي العجفاء، والله أعلم. «العلل» (241).

ص: 256

10067 -

عن نافع، قال: قال عمر بن الخطاب:

«لا تغالوا في مهور النساء، فلو كان تقوى لله، كان أولاكم به بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نكح، ولا أنكح، إلا على اثنتي عشرة أوقية» .

قال نافع: فكان عمر يقول: مهور النساء لا يزدن على أربع مئة درهم، إلا ما تراضوا عليه فيما دون ذلك.

قال نافع: وزوج رجل من ولد عمر ابنة له على ست مئة درهم، قال: ولو علم بذلك نكله، قال: وكان إذا نهى عن الشيء قال لأهله: إني قد نهيت كذا كذا، والناس ينظرون إليكم كما تنظر الحداء إلى اللحم، فإياكم وإياه.

أخرجه عبد الرزاق (10401) عن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، عن نافع، فذكره.

ص: 257

- فوائد:

- قال الدارقُطني: روي عن ابن عمر، عن عمر.

حدث به عيسى بن ميمون البصري وهو متروك، عن سالم، ونافع، عن ابن عمر، عن عمر.

ورواه ابن أبي رَوَّاد، عن نافع مرسلا، عن عمر. «العلل» (241).

ص: 257

10068 -

عن عبد الله بن الهاد، قال: قال عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«استحيوا من الله، فإن الله لا يستحيي من الحق، لا تأتوا النساء في أدبارهن»

(1)

.

- وفي رواية: «لا تأتوا النساء في أدبارهن» .

أخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (8959) قال: أخبرنا سعيد بن يعقوب الطَّالْقَاني، قال: حدثنا عثمان بن اليمان، عن زمعة بن صالح، عن ابن طاووس. وفي (8960) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا يزيد بن أبي حكيم، عن زمعة بن صالح، عن عَمرو بن دينار.

كلاهما (ابن طاووس، وعَمرو) عن طاووس، عن عبد الله بن الهاد، فذكره

(2)

.

- في رواية ابن طاووس: «ابن الهاد» غير مُسَمى.

(1)

اللفظ لعَمرو.

(2)

المسند الجامع (10526)، وتحفة الأشراف (10488)، والمقصد العَلي (779)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (3177)، والمطالب العالية (1617).

والحديث؛ أخرجه البزار (339).

ص: 258

- فوائد:

- قال الدارقُطني: هو حديثٌ يرويه زمعة بن صالح، واختُلِف عنه؛

فرواه عثمان بن اليمان، عن زمعة، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن عبد الله بن شداد، عن عمر.

ورواه يزيد بن أبي حكيم العدني، عن زمعة، عن ابن طاووس، عن أبيه، وعن عَمرو، عن طاووس، عن عبد الله بن يزيد بن الهاد.

ووهم في نسب ابن الهاد، والأول أصح.

ورواه وكيع، عن زمعة، عن ابن طاووس، عن أبيه، وعن عَمرو بن دينار، عن عبد الله بن فلان، عن عمر، ولم يذكر طاووسا في حديث عَمرو بن دينار.

وقول عثمان بن اليمان أصحها، والله أعلم. «العلل» (193).

ص: 259

10069 -

عن عبد الله بن عمر، قال: لما ولي عمر بن الخطاب، خطب الناس، فقال:

«إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لنا في المتعة ثلاثا، ثم حرمها» .

والله، لا أعلم أحدا يتمتع وهو محصن، إلا رجمته بالحجارة، إلا أن يأتيني بأربعة يشهدون، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحلها بعد إذ حرمها.

أخرجه ابن ماجة (1963) قال: حدثنا محمد بن خلف العسقلاني، قال: حدثنا الفريابي، عن أَبَان بن أبي حازم، عن أَبي بكر بن حفص، عن ابن عمر، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10527)، وتحفة الأشراف (10576).

والحديث؛ أخرجه البزار (183).

ص: 259

10070 -

عن أبي هريرة، عن عمر بن الخطاب؛

«أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن العزل عن الحرة إلا بإذنها»

(1)

.

⦗ص: 260⦘

أخرجه أحمد (212). وابن ماجة (1928) قال: حدثنا الحسن بن علي الخَلَّال.

كلاهما (أحمد بن حنبل، والخلال) عن إسحاق بن عيسى، قال: حدثنا ابن لَهِيعة، قال: حدثني جعفر بن ربيعة، عن الزُّهْري، عن المحرر بن أبي هريرة، عن أبيه، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (10528)، وتحفة الأشراف (10671)، وأطراف المسند (6682).

والحديث؛ أخرجه الفسوي 1/ 385، والطبراني في «الأوسط» (3679)، والبيهقي 7/ 231.

ص: 259

- فوائد:

- قلنا إِسناده ضعيفٌ؛ عبد الله بن لَهيعَة ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (5997).

- وقال أَبو داود: سمعت أحمد بن حنبل، ذكر حديث ابن لَهِيعة، عن جعفر بن ربيعة، عن الزُّهْري، عن المحرر بن أبي هريرة، عن أبي هريرة، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: لا يعزل عن الحرة إلا بإذنها؟ فقال: ما أنكره. «مسائل أحمد» (1869).

- وقال الآجري: سمعت أبا داود يقول: جعفر بن ربيعة لم يسمع من الزُّهْري. «سؤالاته لأبي داود» (1516).

- وقال الدارقُطني: تفرد به إسحاق الطباع، عن ابن لَهِيعة، عن جعفر بن ربيعة، عن الزُّهْري، عن محرر بن أبي هريرة، عن أبيه، عن عمر، ووهم فيه.

وخالفه ابن وهب فرواه عن ابن لَهِيعة، عن جعفر بن ربيعة، عن الزُّهْري، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن عمر، وهو وهم أيضا.

والصواب مرسل عن عمر. «العلل» (135).

ص: 260

10071 -

عن عبد الله بن عباس، قال: مكثت سنة، وأنا أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن آية، فما أستطيع أن أسأله هيبة له، حتى خرج حاجا، فخرجت معه، فلما رجع فكنا ببعض الطريق، عدل إلى الأراك لحاجة له، فوقفت له حتى فرغ، ثم سرت معه، فقلت: يا أمير المؤمنين، من اللتان تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أزواجه؟ فقال: تلك حفصة وعائشة، قال: فقلت له: والله،

⦗ص: 261⦘

إن كنت لأريد أن أسألك عن هذا منذ سنة، فما أستطيع هيبة لك، قال: فلا تفعل، ما ظننت أن عندي من علم فسلني عنه، فإن كنت أعلمه أخبرتك، قال: وقال عمر: والله، إن كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمرا، حتى أنزل الله تعالى فيهن ما أنزل، وقسم لهن ما قسم، قال: فبينما أنا في أمر أأتمره، إذ قالت لي امرأتي: لو صنعت كذا وكذا، فقلت لها: وما لك أنت ولما هاهنا؟ وما تكلفك في أمر أريده؟ فقالت لي: عجبا لك يا ابن الخطاب، ما تريد أن تراجع أنت، وإن ابنتك لتراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان، قال عمر: فآخذ ردائي، ثم أخرج مكاني حتى أدخل على حفصة، فقلت لها: يا بنية، إنك لتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان؟ فقالت حفصة: والله إنا لنراجعه، فقلت: تعلمين أني أحذرك عقوبة الله، وغضب رسوله، يا بنية، لا تغرنك هذه التي قد أعجبها حسنها، وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها، ثم خرجت حتى أدخل على أُم سلمة، لقرابتي منها، فكلمتها، فقالت لي أُم سلمة: عجبا لك يا ابن الخطاب، قد دخلت في كل شيء، حتى تبتغي أن تدخل بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه، قال: فأخذتني أخذا، كسرتني عن بعض ما كنت أجد،

ص: 260

فخرجت من عندها، وكان لي صاحب من الأنصار، إذا غبت أتاني بالخبر، وإذا غاب كنت أنا آتيه بالخبر، ونحن حينئذ نتخوف ملكا من ملوك غسان، ذكر لنا أنه يريد أن يسير إلينا، فقد امتلأت صدورنا منه، فأتى صاحبي الأَنصاري يدق الباب، وقال: افتح، افتح، فقلت: جاء الغساني؟ فقال: أشد من ذلك، اعتزل رسول الله صلى الله عليه وسلم أزواجه، فقلت: رغم أنف حفصة وعائشة، ثم آخذ ثوبي، فأخرج حتى جئت، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشربة له، يرتقى إليها بعجلة، وغلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم أسود على رأس الدرجة، فقلت: هذا عمر، فأذن لي، قال عمر: فقصصت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث، فلما بلغت حديث أُم سلمة، تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء، وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف، وإن عند رجليه قرظا مضبورا، وعند رأسه أهبا معلقة، فرأيت أثر الحصير في جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكيت، فقال: ما يبكيك؟

⦗ص: 262⦘

فقلت: يا رسول الله، إن كسرى وقيصر فيما هما فيه، وأنت رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تكون لهما الدنيا ولك الآخرة»

(1)

.

- وفي رواية: «عن ابن عباس، قال: أقبلت مع عمر، حتى إذا كنا بمر الظهران

وساق الحديث بطوله كنحو حديث سليمان بن بلال، غير أنه قال: قلت: شأن المرأتين؟ قال: حفصة وأُم سلمة، وزاد فيه: وأتيت الحجر، فإذا في كل بيت بكاء، وزاد أيضا: وكان آلى منهن شهرا، فلما كان تسعا وعشرين نزل إليهن»

(2)

.

(1)

اللفظ لمسلم (3685).

(2)

اللفظ لمسلم (3686).

ص: 261

- وفي رواية: «عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: لبثت سنة، وأنا أريد أن أسأل عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا على النبي صلى الله عليه وسلم فجعلت أهابه، فنزل يوما منزلا، فدخل الأراك، فلما خرج سألته؟ فقال: عائشة، وحفصة، ثم قال: كنا في الجاهلية لا نعد النساء شيئا، فلما جاء الإسلام وذكرهن الله، رأينا لهن بذلك علينا حقا، من غير أن ندخلهن في شيء من أمورنا، وكان بيني وبين امرأتي كلام، فأغلظت لي، فقلت لها: وإنك لهناك؟! قالت: تقول هذا لي، وابنتك تؤذي النبي صلى الله عليه وسلم؟! فأتيت حفصة، فقلت لها: إني أحذرك أن تعصي الله ورسوله، وتقدمت إليها في أذاه، فأتيت أُم سلمة، فقلت لها، فقالت: أعجب منك يا عمر، قد دخلت في أمورنا، فلم يبق إلا أن تدخل بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه، فرددت، وكان رجل من الأنصار إذا غاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهدته، أتيته بما يكون، وإذا غبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد، أتاني بما يكون من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من حول رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استقام له، فلم يبق إلا ملك غسان بالشأم، كنا نخاف أن يأتينا، فما شعرت إلا بالأَنصاري، وهو يقول: إنه قد حدث أمر، قلت له: وما هو؟ أجاء الغساني؟ قال: أعظم من ذاك، طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه، فجئت فإذا البكاء من حجرها كلها، وإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد صعد في مشربة له، وعلى باب المشربة وصيف،

⦗ص: 263⦘

فأتيته فقلت: استأذن لي، فأذن لي فدخلت، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم على حصير قد أثر في جنبه، وتحت رأسه مرفقة من أدم حشوها ليف، وإذا أهب معلقة وقرظ، فذكرت الذي قلت لحفصة وأُم سلمة، والذي ردت علي أُم سلمة، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبث تسعا وعشرين ليلة ثم نزل»

(1)

.

(1)

اللفظ للبخاري (5843).

ص: 262

- وفي رواية: «عن ابن عباس، قال: كنت أريد أن أسأل عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبثت سنة ما أجد له موضعا، حتى صحبته إلى مكة، فلما كان بمر الظهران، ذهب يقضي حاجته، فقال: أدركني بإداوة من ماء، فأتيته بها، فلما قضى حاجته ورجع، ذهبت أصب عليه وذكرت، فقلت له: يا أمير المؤمنين، من المرأتان؟ فما قضيت كلامي حتى قال: عائشة وحفصة»

(1)

.

- وفي رواية: «عن ابن عباس، قال: أردت أن أسأل عمر، فما رأيت موضعا، فمكثت سنتين، فلما كنا بمر الظهران، وذهب ليقضي حاجته، فجاء وقد قضى حاجته، فذهبت أصب عليه من الماء، قلت: يا أمير المؤمنين، من المرأتان اللتان تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: عائشة وحفصة»

(2)

.

- وفي رواية: «أن النبي صلى الله عليه وسلم آلى من نسائه شهرا، فلما مضت تسع وعشرون نزل إليهن»

(3)

.

أخرجه أحمد (339) قال: حدثنا سفيان. و «البخاري» 6/ 194 (4913) و 7/ 44 (5218) و 9/ 110 (7263) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثنا سليمان بن بلال. وفي 6/ 196 (4914) قال: حدثنا علي، قال: حدثنا سفيان. وفي 6/ 197 (4915) قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان. وفي 7/ 196 (5843) و 9/ 109 (7256) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد.

(1)

اللفظ لمسلم (3687).

(2)

اللفظ لأحمد.

(3)

اللفظ لأبي يَعلى (163).

ص: 263

و «مسلم» 4/ 190

⦗ص: 264⦘

(3685)

قال: حدثنا هارون بن سعيد الأيلي، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني سليمان، يعني ابن بلال. وفي 4/ 191 (3686) قال: وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي 4/ 192 (3687) قال: وحدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، واللفظ لأَبي بكر، قالا: حدثنا سفيان بن عُيينة. و «أَبو يَعلى» (163) قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا حماد. وفي (197) قال: حدثنا أَبو خيثمة، قال: حدثنا سفيان بن عُيينة.

أربعتهم (سفيان بن عُيينة، وسليمان بن بلال، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة) عن يحيى بن سعيد، عن عُبيد بن حُنين، عن ابن عباس، فذكره

(1)

.

- قال البخاري، تعليقا (5191):«وقال عُبيد بن حُنين: سمع ابن عباس، عن عمر، فقال: اعتزل النبي صلى الله عليه وسلم أزواجه» .

- في رواية سفيان بن عُيينة، عند مسلم:«عُبيد بن حُنين، وهو مولى العباس» .

(1)

المسند الجامع (10530)، وتحفة الأشراف (10512)، وأطراف المسند (6596).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (23)، والبزار (212)، والطبري 23/ 95، وأَبو عَوانة (4575: 4578)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (9926 و 10411).

ص: 263

10072 -

عن عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، قال: لم أزل حريصا على أن أسأل عمر بن الخطاب عن المرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله تعالى: {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما} ، حتى حج وحججت معه، وعدل وعدلت معه بإداوة فتبرز، ثم جاء فسكبت على يديه منها فتوضأ، فقلت له: يا أمير المؤمنين، من المرأتان من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتان قال الله تعالى:{إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما} ؟ قال: واعجبا لك يا ابن عباس، هما عائشة، وحفصة، ثم استقبل عمر الحديث يسوقه، قال: كنت أنا وجار لي من الأنصار، في بني أُمَية بن زيد، وهم من عوالي المدينة، وكنا نتناوب النزول على النبي صلى الله عليه وسلم فينزل يوما، وأنزل يوما، فإذا نزلت جئته بما حدث من خبر ذلك اليوم من الوحي،

⦗ص: 265⦘

أو غيره، وإذا نزل فعل مثل ذلك، وكنا معشر قريش نغلب النساء، فلما قدمنا على الأنصار، إذا قوم تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار، فصخبت على امرأتي فراجعتني، فأنكرت أن تراجعني، قالت: ولم تنكر أن أراجعك، فوالله، إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه، وإن إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل، فأفزعني ذلك، وقلت لها: قد خاب من فعل ذلك منهن، ثم جمعت علي ثيابي فنزلت، فدخلت على حفصة، فقلت لها: أي حفصة، أتغاضب إحداكن النبي صلى الله عليه وسلم اليوم حتى الليل؟ قالت: نعم، فقلت: قد خبت وخسرت، أفتأمنين أن يغضب الله لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم فتهلكي، لا تستكثري النبي صلى الله عليه وسلم ولا تراجعيه في شيء، ولا تهجريه، وسليني ما بدا لك، ولا يغرنك أن كانت جارتك أوضأ منك، وأحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريد عائشة، قال عمر: وكنا قد تحدثنا أن غسان تنعل الخيل لغزونا، فنزل صاحبي الأَنصاري يوم نوبته، فرجع إلينا عشاء، فضرب بابي ضربا شديدا، وقال: أثم هو؟ ففزعت، فخرجت إليه،

ص: 264

فقال: قد حدث اليوم أمر عظيم، قلت: ما هو؟ أجاء غسان؟ قال: لا، بل أعظم من ذلك وأهول، طلق النبي صلى الله عليه وسلم نساءه، فقلت: خابت حفصة وخسرت، قد كنت أظن هذا يوشك أن يكون، فجمعت علي ثيابي، فصليت صلاة الفجر مع النبي صلى الله عليه وسلم فدخل النبي صلى الله عليه وسلم مشربة له، فاعتزل فيها، ودخلت على حفصة، فإذا هي تبكي، فقلت: ما يبكيك؟ ألم أكن حذرتك هذا، أطلقكن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالت: لا أدري، ها هو ذا معتزل في المشربة، فخرجت فجئت إلى المنبر، فإذا حوله رهط يبكي بعضهم، فجلست معهم قليلا، ثم غلبني ما أجد، فجئت المشربة التي فيها النبي صلى الله عليه وسلم فقلت لغلام له أسود: استأذن لعمر، فدخل الغلام، فكلم النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع فقال: كلمت النبي صلى الله عليه وسلم وذكرتك له فصمت، فانصرفت، حتى جلست مع الرهط الذين عند المنبر، ثم غلبني ما أجد فجئت، فقلت للغلام: استأذن لعمر، فدخل ثم رجع فقال: قد ذكرتك له فصمت، فرجعت، فجلست مع الرهط الذين عند المنبر، ثم غلبني ما

⦗ص: 266⦘

أجد، فجئت الغلام، فقلت: استأذن لعمر، فدخل ثم رجع إلي، فقال: قد ذكرتك له فصمت، فلما وليت منصرفا، قال: إذا الغلام يدعوني، فقال: قد أذن لك النبي صلى الله عليه وسلم فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو مضطجع على رمال حصير، ليس بينه وبينه فراش، قد أثر الرمال بجنبه، متكئا على وسادة من أدم حشوها ليف، فسلمت عليه، ثم قلت وأنا قائم: يا رسول الله، أطلقت نساءك؟ فرفع إلي بصره فقال: لا، فقلت: الله أكبر، ثم قلت وأنا قائم: أستأنس يا رسول الله، لو رأيتني، وكنا معشر قريش نغلب النساء، فلما قدمنا المدينة إذا قوم تغلبهم نساؤهم، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم ثم قلت: يا رسول الله، لو رأيتني ودخلت على حفصة، فقلت لها: لا يغرنك أن كانت جارتك أوضأ منك، وأحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريد عائشة، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم تبسمة أخرى، فجلست حين رأيته تبسم، فرفعت بصري في بيته، فوالله، ما رأيت في بيته شيئًا يرد البصر، غير أهبة ثلاثة،

ص: 265

فقلت: يا رسول الله، ادع الله فليوسع على أمتك، فإن فارس والروم قد وسع عليهم، وأعطوا الدنيا، وهم لا يعبدون الله، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم وكان متكئا، فقال: أو في هذا أنت يا ابن الخطاب، إن أولئك قوم عجلوا طيباتهم في الحياة الدنيا، فقلت: يا رسول الله، استغفر لي، فاعتزل النبي صلى الله عليه وسلم نساءه من أجل ذلك الحديث، حين أفشته حفصة إلى عائشة، تسعا وعشرين ليلة، وكان قال: ما أنا بداخل عليهن شهرا، من شدة موجدته عليهن حين عاتبه الله، فلما مضت تسع وعشرون ليلة، دخل على عائشة فبدأ بها، فقالت له عائشة: يا رسول الله، إنك كنت قد أقسمت أن لا تدخل علينا شهرا، وإنما أصبحت من تسع وعشرين ليلة، أعدها عدا، فقال: الشهر تسع وعشرون، فكان ذلك الشهر تسعا وعشرين ليلة، قالت عائشة: ثم أنزل الله، تعالى، آية التخير، فبدأ بي أول امرأة من نسائه، فاخترته، ثم خير نساءه كلهن، فقلن مثل ما قالت عائشة»

(1)

.

⦗ص: 267⦘

- وفي رواية: «عن عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، قال: لم أزل حريصا على أن أسأل عمر، رضي الله عنه، عن المرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله لهما:{إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما} ، فحججت معه، فعدل وعدلت معه بالإداوة، فتبرز، ثم جاء، فسكبت على يديه من الإداوة فتوضأ، فقلت: يا أمير المؤمنين، من المرأتان من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتان قال الله، عز وجل لهما:{إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما} ؟ فقال: واعجبا لك يا ابن عباس، عائشة وحفصة، ثم استقبل عمر الحديث يسوقه، فقال: إني كنت وجار لي من الأنصار في بني أُمَية بن زيد، وهي من عوالي المدينة، وكنا نتناوب النزول على النبي صلى الله عليه وسلم فينزل يوما، وأنزل يوما،

(1)

اللفظ للبخاري (5191).

ص: 266

فإذا نزلت جئته من خبر ذلك اليوم، من الأمر وغيره، وإذا نزل فعل مثله، وكنا معشر قريش، نغلب النساء، فلما قدمنا على الأنصار، إذا هم قوم تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار، فصحت على امرأتي فراجعتني، فأنكرت أن تراجعني، فقالت: ولم تنكر أن أراجعك، فوالله، إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه، وإن إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل، فأفزعني، فقلت: خابت من فعل منهن بعظيم، ثم جمعت علي ثيابي، فدخلت على حفصة، فقلت: أي حفصة، أتغاضب إحداكن رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم حتى الليل؟ فقالت: نعم، فقلت: خابت وخسرت، أفتأمن أن يغضب الله لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم فتهلكين، لا تستكثري على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تراجعيه في شيء، ولا تهجريه، وسليني ما بدا لك، ولا يغرنك أن كانت جارتك هي أوضأ منك، وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد عائشة، وكنا تحدثنا أن غسان تنعل النعال لغزونا، فنزل صاحبي يوم نوبته، فرجع عشاء، فضرب بابي ضربا شديدا، وقال: أنائم هو؟ ففزعت، فخرجت إليه، وقال: حدث أمر عظيم، قلت: ما هو؟ أجاءت غسان؟ قال: لا، بل أعظم منه وأطول، طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه، قال: قد خابت حفصة وخسرت، كنت أظن أن هذا يوشك أن يكون، فجمعت علي ثيابي، فصليت صلاة الفجر مع النبي صلى الله عليه وسلم فدخل مشربة له، فاعتزل فيها، فدخلت على حفصة فإذا

⦗ص: 268⦘

هي تبكي، قلت: ما يبكيك؟ أولم أكن حذرتك؟ أطلقكن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: لا أدري، هو ذا في المشربة، فخرجت فجئت المنبر، فإذا حوله رهط يبكي بعضهم، فجلست معهم قليلا، ثم غلبني ما أجد، فجئت المشربة التي هو فيها، فقلت لغلام له أسود: استأذن لعمر، فدخل فكلم النبي صلى الله عليه وسلم ثم خرج، فقال: ذكرتك له فصمت، فانصرفت حتى جلست مع الرهط الذين عند المنبر، ثم غلبني ما أجد، فجئت، فقلت للغلام مثله، فجلست مع الرهط الذين عند المنبر، ثم غلبني ما أجد، فجئت الغلام، فقلت: استأذن لعمر، فذكر مثله،

ص: 267

فلما وليت منصرفا، فإذا الغلام يدعوني، قال: أذن لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلت عليه، فإذا هو مضطجع على رمال حصير، ليس بينه وبينه فراش، قد أثر الرمال بجنبه، متكئ على وسادة من أدم، حشوها ليف، فسلمت عليه، ثم قلت وأنا قائم: طلقت نساءك؟ فرفع بصره إلي، فقال: لا، ثم قلت وأنا قائم: أستأنس يا رسول الله، لو رأيتني، وكنا معشر قريش نغلب النساء، فلما قدمنا على قوم تغلبهم نساؤهم، فذكره، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم ثم قلت: لو رأيتني ودخلت على حفصة، فقلت: لا يغرنك أن كانت جارتك هي أوضأ منك، وأحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريد عائشة، فتبسم أخرى، فجلست حين رأيته تبسم، ثم رفعت بصري في بيته، فوالله، ما رأيت فيه شيئًا يرد البصر غير أهبة ثلاثة، فقلت: ادع الله فليوسع على أمتك، فإن فارس والروم وسع عليهم، وأعطوا الدنيا وهم لا يعبدون الله، وكان متكئا، فقال: أو في شك أنت يا ابن الخطاب؟ أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا، فقلت: يا رسول الله، استغفر لي، فاعتزل النبي صلى الله عليه وسلم من أجل ذلك الحديث، حين أفشته حفصة إلى عائشة، وكان قد قال: ما أنا بداخل عليهن شهرا، من شدة موجدته عليهن، حين عاتبه الله، فلما مضت تسع وعشرون، دخل على عائشة فبدأ بها، فقالت له عائشة: إنك أقسمت أن لا تدخل علينا شهرا، وإنا أصبحنا لتسع وعشرين ليلة، أعدها عدا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الشهر تسع وعشرون، وكان ذلك الشهر تسعا وعشرين، قالت عائشة: فأنزلت آية التخيير، فبدأ بي أول امرأة، فقال: إني ذاكر لك أمرا، ولا عليك أن لا

⦗ص: 269⦘

تعجلي، حتى تستأمري أَبويك، قالت: قد أعلم أن أَبوي لم يكونا يأمراني بفراقك، ثم قال: إن الله قال: {يا أيها النبي قل لأزواجك} إلى قوله: {عظيما} قلت: أفي هذا أستأمر أَبوي، فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة، ثم خير نساءه، فقلن مثل ما قالت عائشة»

(1)

.

(1)

اللفظ للبخاري (2468).

ص: 268

- وفي رواية: «عن ابن عباس، قال: لم أزل حريصا أن أسأل عمر عن المرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله تعالى: {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما} ، حتى حج عمر، وحججت معه، فلما كنا ببعض الطريق، عدل عمر، وعدلت معه بالإداوة، فتبرز ثم أتاني، فسكبت على يديه فتوضأ، فقلت: يا أمير المؤمنين، من المرأتان من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتان قال الله، عز وجل، لهما:{إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما} ؟ قال عمر: واعجبا لك يا ابن عباس ـ قال الزُّهْري: كره والله ما سأله عنه، ولم يكتمه ـ قال: هي حفصة وعائشة، ثم أخذ يسوق الحديث، قال: كنا معشر قريش قوما نغلب النساء، فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم، قال: وكان منزلي في بني أُمَية بن زيد بالعوالي، فتغضبت يوما على امرأتي، فإذا هي تراجعني، فأنكرت أن تراجعني، فقالت: ما تنكر أن أراجعك، فوالله، إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه، وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل، فانطلقت فدخلت على حفصة، فقلت: أتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: نعم، فقلت: أتهجره إحداكن اليوم إلى الليل؟ قالت: نعم، قلت: قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر، أفتأمن إحداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم فإذا هي قد هلكت، لا تراجعي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسأليه شيئا، وسليني ما بدا لك، ولا يغرنك أن كانت جارتك هي أوسم وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك، يريد عائشة، قال: وكان لي جار من الأنصار، فكنا نتناوب النزول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فينزل يوما، وأنزل يوما، فيأتيني

⦗ص: 270⦘

بخبر الوحي وغيره، وآتيه بمثل ذلك، وكنا نتحدث أن غسان تنعل الخيل لتغزونا، فنزل صاحبي، ثم أتاني عشاء فضرب بابي، ثم ناداني فخرجت إليه، فقال: حدث أمر عظيم، قلت: ماذا، أجاءت غسان؟ قال: لا، بل أعظم من ذلك وأطول، طلق النبي صلى الله عليه وسلم نساءه، فقلت: قد خابت حفصة وخسرت، قد كنت أظن هذا كائنا، حتى إذا صليت الصبح، شددت علي ثيابي،

ص: 269

ثم نزلت فدخلت على حفصة وهي تبكي، فقلت: أطلقكن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: لا أدري، ها هو ذا معتزل في هذه المشربة، فأتيت غلاما له أسود، فقلت: استأذن لعمر، فدخل ثم خرج إلي، فقال: قد ذكرتك له فصمت، فانطلقت حتى انتهيت إلى المنبر، فجلست، فإذا عنده رهط جلوس يبكي بعضهم، فجلست قليلا، ثم غلبني ما أجد، ثم أتيت الغلام، فقلت: استأذن لعمر، فدخل ثم خرج إلي، فقال: قد ذكرتك له فصمت، فوليت مدبرا، فإذا الغلام يدعوني، فقال: ادخل، فقد أذن لك، فدخلت فسلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو متكئ على رمل حصير، قد أثر في جنبه، فقلت: أطلقت يا رسول الله نساءك؟ فرفع رأسه إلي، وقال: لا، فقلت: الله أكبر، لو رأيتنا يا رسول الله، وكنا معشر قريش قوما نغلب النساء، فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم، فتغضبت على امرأتي يوما، فإذا هي تراجعني، فأنكرت أن تراجعني، فقالت: ما تنكر أن أراجعك، فوالله، إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه، وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل، فقلت: قد خاب من فعل ذلك منهن وخسر، أفتأمن إحداهن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم فإذا هي قد هلكت، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، قد دخلت على حفصة، فقلت: لا يغرنك أن كانت جارتك هي أوسم منك، وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك، فتبسم أخرى، فقلت: أستأنس يا رسول الله؟ قال: نعم، فجلست، فرفعت رأسي في البيت، فوالله، ما رأيت فيه شيئًا يرد البصر، إلا أهبا ثلاثة، فقلت: ادع الله يا رسول الله، أن يوسع على أمتك، فقد وسع على فارس

⦗ص: 271⦘

والروم، وهم لا يعبدون الله، فاستوى جالسا، ثم قال: أفي شك أنت يا ابن الخطاب؟ أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا، فقلت: استغفر لي يا رسول الله، وكان أقسم أن لا يدخل عليهن شهرا، من شدة موجدته عليهن، حتى عاتبه الله، عز وجل»

(1)

.

(1)

اللفظ لمسلم (3688).

ص: 270

ـ في رواية التِّرمِذي (3318): «وكان أقسم أن لا يدخل على نسائه شهرا، فعاتبه الله في ذلك، وجعل له كفارة اليمين» .

- وفي رواية: «عن ابن عباس، قال: قلت لعمر بن الخطاب، يا أمير المؤمنين، من المرأتان المتظاهرتان على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: عائشة وحفصة»

(1)

.

- وفي رواية: «دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو متكئ على رمل حصير، قد أثر في جنبه، فرفعت رأسي في البيت، فوالله، ما رأيت فيها شيئًا يرد البصر، إلا أهبة ثلاثة»

(2)

.

أَخرجه أَحمد (222) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أَخبرنا مَعمَر (ح) وحدثناه يعقوب في حديث صالح. و «البخاري» (89) قال: حدثنا أَبو اليمان، أَخبرنا شعيب (ح) قال أَبو عبد الله

(3)

: وقال ابن وهب: أَخبرنا يونس. وفي (2468) قال: حدثنا يَحيى بن بُكير، حدثنا الليث، عن عُقيل. وفي (5191) قال: حدثنا أَبو اليمان، أَخبرنا شعيب. و «مسلم» 4/ 192 (3688) قال: حدثنا إِسحاق بن إِبراهيم الحنظلي، ومحمد بن أَبي عمر، قال ابن أَبي عمر: حدثنا، وقال إِسحاق: أَخبرنا عبد الرزاق، قال: أَخبرنا مَعمَر. و «التِّرمِذي» (2461 و 3318) قال: حدثنا عَبد بن حُميد، قال: أَخبرنا عبد الرزاق، عن مَعمَر. و «النَّسَائي» 4/ 137، وفي «الكبرى» (2453)

⦗ص: 272⦘

قال: أَخبرنا عُبيد الله بن سعد بن إِبراهيم بن سعد، قال: حدثنا عَمِّي، قال: حدثنا أَبي، عن صالح (ح) وأَخبرنا عَمرو بن منصور، قال: حدثنا الحكم بن نافع، قال: أَخبرنا شعيب.

(1)

اللفظ لأبي يَعلى (178).

(2)

اللفظ لأبي يَعلى (222).

(3)

أبو عبد الله هو البخاري رحمه الله، وطريق عبد الله بن وهب عن يونس هذا ذَكَره تعليقًا، ويأتي موصولًا في رواية ابن حِبان (4187).

ص: 271

وفي «الكبرى» (9112) قال: أَخبرنا محمد بن عبد الأَعلى الصَّنْعاني، قال: حدثنا محمد بن ثَور، عن مَعمَر. و «أَبو يَعلى» (178) قال: حدثنا عثمان بن أَبي شيبة، حدثنا عبد الله بن إِدريس، عن محمد بن إِسحاق. وفي (222) قال: حدثنا إِسحاق بن أَبي إِسرائيل، حدثنا عبد الرزاق، أَخبرنا مَعمَر. و «ابن حِبَّان» (4187) قال: أَخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، قال: حدثنا حرملة بن يَحيى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أَخبرنا يونس. وفي (4268) قال: أَخبرنا ابن قتيبة، قال: حدثنا ابن أَبي السَّري، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أَخبرنا مَعمَر.

ستتهم (مَعمَر بن راشد، وصالح بن كَيسان، وشعيب بن أَبي حمزة، ويونس بن يزيد، وعُقيل بن خالد، ومحمد بن إِسحاق) عن ابن شهاب الزُّهْري، قال: أَخبرني عُبيد الله بن عبد الله بن أَبي ثَور، عن عبد الله بن عباس، فذكره

(1)

.

- ذكره البخاري تعليقًا (6218 م) قال: وقال ابن أَبي ثَور: عن ابن عباس، عن عمر، قال:«قلتُ للنبي صلى الله عليه وسلم: طلقتَ نساءَك؟ قال: لا، قلتُ: الله أَكبر» .

- في رواية مَعمَر، عند مسلم، والتِّرمِذي (3318)، وابن حِبَّان (4268)، ذكروا في آخر الحديث: قال الزُّهْري: فأَخبرني عُروة، عن عائشة، قالت: لما مضى تِسعٌ وعِشرون ليلة، دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، بدأَ بي، الحديثَ.

وسيأتي في مسندها، إِن شاء الله تعالى، برقم (18330).

- قال التِّرمِذي (2461): هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

- وقال أَيضًا (3318): هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ، وقد رُوي من غير وجهٍ عن ابن عباس.

(1)

المسند الجامع (10530)، وتحفة الأشراف (10507)، وأطراف المسند (6596).

والحديث؛ أخرجه البزار (206)، والطبري 23/ 95، وأَبو عَوانة (4581 و 4582)، والطبراني في «مسند الشاميين» (3227)، والبيهقي 7/ 37 و 10/ 102.

ص: 272

10073 -

عن ابن عباس؛ أنه سأل عمر عن اللتين تظاهرتا على النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: عائشة وحفصة.

أخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (11546) قال: أخبرنا الحارث بن مسكين، قراءة عليه، عن ابن القاسم، قال مالك: حدثني أَبو النضر، عن علي بن حسين، عن ابن عباس، فذكره

(1)

.

(1)

تحفة الأشراف (10514).

والحديث؛ أخرجه البزار (211)، وأَبو عَوانة (4579 و 4580).

ص: 273

10074 -

عن عبد الله بن عباس، قال: حدثني عمر بن الخطاب، قال:

«لما اعتزل نبي الله صلى الله عليه وسلم نساءه، قال: دخلت المسجد، فإذا الناس ينكتون بالحصى، ويقولون: طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه، وذلك قبل أن يؤمرن بالحجاب، فقال عمر: فقلت: لأعلمن ذلك اليوم، قال: فدخلت على عائشة، فقلت: يا بنت أَبي بكر، أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ما لي وما لك يا ابن الخطاب، عليك بعيبتك، قال: فدخلت على حفصة بنت عمر، فقلت لها: يا حفصة، أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم والله، لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحبك، ولولا أنا لطلقك رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت أشد البكاء، فقلت لها: أين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: هو في خزانته في المشربة، فدخلت، فإذا أنا برباح غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا على أسكفة المشربة، مدل رجليه على نقير من خشب، وهو جذع يرقى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وينحدر، فناديت: يا رباح، استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر رباح إلى الغرفة، ثم نظر إلي، فلم يقل شيئا، ثم قلت: يا رباح، استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر رباح إلى الغرفة، ثم نظر إلي، فلم يقل شيئا، ثم رفعت صوتي، فقلت: يا رباح، استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني أظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظن أني جئت من أجل حفصة، والله، لئن أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بضرب عنقها لأضربن عنقها، ورفعت صوتي، فأومأ إلي أن ارقه، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على حصير، فجلست، فأدنى عليه إزاره، وليس عليه غيره،

⦗ص: 274⦘

وإذا الحصير قد أثر في جنبه، فنظرت ببصري في خزانة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع، ومثلها قرظا في ناحية الغرفة، وإذا أفيق معلق، قال: فابتدرت عيناي،

ص: 273

قال: ما يبكيك يا ابن الخطاب؟ قلت: يا نبي الله، وما لي لا أبكي، وهذا الحصير قد أثر في جنبك، وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى، وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار، وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفوته وهذه خزانتك، فقال: يا ابن الخطاب، ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا؟ قلت: بلى، قال: ودخلت عليه حين دخلت، وأنا أرى في وجهه الغضب، فقلت: يا رسول الله، ما يشق عليك من شأن النساء، فإن كنت طلقتهن فإن الله معك، وملائكته، وجبريل، وميكائيل، وأنا، وأَبو بكر، والمؤمنون معك، وقلما تكلمت وأحمد الله بكلام، إلا رجوت أن يكون الله يصدق قولي الذي أقول، ونزلت هذه الآية، آية التخيير:{عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرًا منكن} {وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير} ، وكانت عائشة بنت أَبي بكر وحفصة، تظاهران على سائر نساء النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، أطلقتهن؟ قال: لا، قلت: يا رسول الله، إني دخلت المسجد والمسلمون ينكتون بالحصى، يقولون: طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه، أفأنزل فأخبرهم أنك لم تطلقهن، قال: نعم، إن شئت، فلم أزل أحدثه، حتى تحسر الغضب عن وجهه، وحتى كشر فضحك، وكان من أحسن الناس ثغرا، ثم نزل نبي الله صلى الله عليه وسلم ونزلت، فنزلت أتشبث بالجذع، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما يمشي على الأرض، ما يمسه بيده، فقلت: يا رسول الله، إنما كنت في الغرفة تسعة وعشرين، قال: إن الشهر يكون تسعا وعشرين، فقمت على باب المسجد، فناديت بأعلى صوتي: لم يطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه، ونزلت هذه الآية:{وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم} ، فكنت أنا استنبطت ذلك الأمر، وأنزل الله، عز وجل، آية التخيير»

(1)

.

(1)

اللفظ لمسلم.

ص: 274

ـ في رواية ابن حبان (4188): قال أَبو حفص: الأفيق: الإهاب الذي قد ذهب شعره ولم يدبغ.

- وفي رواية: «لما اعتزل النبي صلى الله عليه وسلم نساءه، فإذا أنا برباح غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فناديت: يا رباح، استأذن لي على رسول الله صلى الله عليه وسلم»

(1)

.

- وفي رواية: «دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حصير، قال: فجلست، فإذا عليه إزار، وليس عليه غيره، وإذا الحصير قد أثر في جنبه، وإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع، وقرظ في ناحية في الغرفة، وإذا إهاب معلق، فابتدرت عيناي، فقال: ما يبكيك يا ابن الخطاب؟ فقلت: يا نبي الله، وما لي لا أبكي، وهذا الحصير قد أثر في جنبك، وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى، وذلك كسرى وقيصر في الثمار والأنهار، وأنت نبي الله وصفوته، وهذه خزانتك، قال: يا ابن الخطاب، ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا؟ قلت: بلى»

(2)

.

- وفي رواية: «استأذنت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا، فأذن لي»

(3)

.

- وفي رواية: «لما اعتزل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه، قلت: يا رسول الله، إنما كنت في الغرفة تسعا وعشرين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الشهر يكون تسعا وعشرين»

(4)

.

- وفي رواية: «ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من أحسن الناس ثغرا»

(5)

.

- وفي رواية: «إن الشهر يكون تسعا وعشرين»

(6)

.

(1)

اللفظ للبخاري.

(2)

اللفظ لابن ماجة.

(3)

اللفظ للترمذي.

(4)

اللفظ لابن خزيمة (1921).

(5)

اللفظ لابن حبان (6290).

(6)

اللفظ لابن حبان (3453).

ص: 275

أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (835) قال: حدثنا محمد بن المثنى. و «مسلم» 4/ 188 (3684) قال: حدثني زهير بن حرب. و «ابن ماجة» (4153) قال:

⦗ص: 276⦘

حدثنا محمد بن بشار. و «التِّرمِذي» (2691) قال: حدثنا محمود بن غَيلان. و «أَبو يَعلى» (164) قال: حدثنا أَبو خيثمة. و «ابن خزيمة» (1921 و 2178) قال: حدثنا محمد بن بشار. و «ابن حِبَّان» (3453) قال: أخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا أَبو خيثمة. وفي (4188) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني، قال: حدثنا محمد بن المثنى. وفي (6290) قال: أخبرنا خالد بن النضر بن عَمرو القرشي، قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي.

خمستهم (ابن المثنى، وزهير بن حرب أَبو خيثمة، وابن بشار، وابن غَيلان، ونصر) عن عمر بن يونس

(1)

بن القاسم الحنفي، عن عكرمة بن عمار، عن سماك بن الوليد أبي زميل الحنفي، قال: حدثني عبد الله بن عباس، فذكره

(2)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ، وأَبو زميل اسمه سماك الحنفي.

(1)

في طبعات دار القبلة والمأمون والتأصيل لـ «مسند أبي يَعلى» : «عثمان بن عمر» ، والحديث؛ أخرجه ابن حبان» (3453)، وأبو نُعيم في «المُستَخرج» 4/ 159، والبيهقي 7/ 46، من طريق أبي يَعلى، وعندهم:«عمر بن يونس» ، على الصواب.

(2)

المسند الجامع (10530)، وتحفة الأشراف (10498 و 10499 و 10500).

والحديث؛ أخرجه البزار (195)، وأَبو عَوانة (4572: 4574)، والبيهقي 7/ 46.

ص: 275

• حديث ابن عباس، عن عمر، قال:

«اعتزل النبي صلى الله عليه وسلم نساءه شهرا، فلما مضى تسع وعشرون، أتاه جبريل، فقال: إن الشهر قد تم، وقد بررت» .

سلف في مسند عبد الله بن عباس، رضي الله تعالى عنهما.

ص: 276

10075 -

عن عبد الله بن عباس، عن عمر؛

⦗ص: 277⦘

«أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مشربة له، فقال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليكم، أيدخل عمر؟»

(1)

.

أخرجه أَبو داود (5201) قال: حدثنا عباس العنبري. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (10080) قال: أخبرنا الفضل بن سهل.

كلاهما (عباس، والفضل) عن أسود بن عامر، قال: حدثنا حسن بن صالح، عن أبيه، عن سلمة بن كهيل، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.

• أَخرجه أحمد (2756) قال: حدثنا أسود. وفي 1/ 325 (2993) قال: حدثنا يحيى بن آدم. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (10081) قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا يحيى بن آدم.

كلاهما (أسود، ويحيى) عن الحسن بن صالح، عن أبيه، عن سلمة بن كهيل، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال:

«جاء عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مشربة له، فقال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك، أيدخل عمر؟»

(2)

.

(1)

اللفظ لأبي داود.

(2)

اللفظ لأحمد (2756).

ص: 276

لم يقل: «عن عمر» .

• وأخرجه ابن أبي شيبة (26214) قال: حدثنا يحيى بن آدم. و «البخاري» في «الأدب المفرد» (1085) قال: حدثنا عبد الله بن أبي شيبة، قال: حدثني يحيى بن آدم، عن الحسن بن صالح، عن سلمة بن كهيل، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال:

«جاء عمر إلى باب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام على رسول الله، السلام عليكم»

(1)

.

- وفي رواية: «استأذن عمر رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام على رسول الله، السلام عليكم، أيدخل عمر؟» .

⦗ص: 278⦘

- لم يقل: «عن عمر» ، وليس فيه:«صالح بن حي والد الحسن بن صالح»

(2)

.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(2)

المسند الجامع (6769 و 10530)، وتحفة الأشراف (5514 و 10494)، وأطراف المسند (3300)، ومَجمَع الزوائد 8/ 44.

والحديث؛ أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (8432).

ص: 277

10076 -

عن عبد الله بن عمر، قال: دخل عمر على حفصة، وهي تبكي، فقال لها: ما يبكيك؟ لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم طلقك؟؛

«إنه قد كان طلقك مرة، ثم راجعك من أجلي» .

والله، لئن كان طلقك مرة أخرى، لا أكلمك أبدا.

في رواية ابن حبان: «فايم الله، لئن كان طلقك، لا كلمتك كلمة أبدا» .

أخرجه أَبو يَعلى (172) قال: حدثنا أَبو كُريب. و «ابن حِبَّان» (4276) قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نُمير.

كلاهما (أَبو كُريب محمد بن العلاء، ومحمد بن عبد الله بن نُمير) عن يونس بن بكير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن ابن عمر، فذكره

(1)

.

(1)

المقصد العَلي (802)، ومَجمَع الزوائد 4/ 333 و 9/ 244، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (3333)، والمطالب العالية (4118).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (3051)، والبزار، «كشف الأستار» (1502)، والطبراني 23/ (305).

ص: 278

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه الأعمش، واختُلِف عنه؛

فرواه يونس بن بكير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن ابن عمر، عن عمر.

وخالفه أَبو نُعيم، فرواه عن الأعمش، عن أبي صالح مرسلا، عن عمر.

وحديث أبي نُعيم أثبت. «العلل» (119).

ص: 278

10077 -

عن عبد الله بن عباس، عن عمر بن الخطاب

(1)

؛

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق حفصة، ثم راجعها»

(2)

.

أخرجه عَبد بن حُميد (43) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيى بن آدم. و «الدَّارِمي» (2411) قال: أخبرنا إسماعيل بن خليل، وإسماعيل بن أبان. و «ابن ماجة» (2016) قال: حدثنا سويد بن سعيد، وعبد الله بن عامر بن زُرارة، ومسروق بن المرزبان. و «أَبو داود» (2283) قال: حدثنا سهل بن محمد بن الزبير العسكري. و «النَّسَائي» 6/ 213، وفي «الكبرى» (5723) قال: أخبرنا عبدة بن عبد الله، قال: أنبأنا يحيى بن آدم (ح) وأنبأنا عَمرو بن منصور، قال: حدثنا سهل بن محمد أَبو سعيد، قال: نبئت عن يحيى بن زكريا. و «أَبو يَعلى» (173) قال: حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان. وفي (174) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن صالح، وغيره، بإسناده نحوه. و «ابن حِبَّان» (4275) قال: أخبرنا محمد بن صالح بن ذَريح، بعكبرا، قال: أخبرنا مسروق بن المرزبان.

عشرتهم (يحيى بن آدم، وإسماعيل بن خليل، وإسماعيل بن أبان، وسويد، وعبد الله بن عامر، ومسروق، وسهل بن محمد، ومن أنبأ سهل بن محمد، وعبد الله بن عمر، وعبد الرَّحمَن بن صالح) عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن صالح بن صالح

(3)

بن حي، عن سلمة بن كهيل، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره

(4)

.

⦗ص: 280⦘

- في رواية عَبد بن حُميد: «صالح بن حي» نَسبَه إلى جَدِّه.

- وفي رواية النَّسَائي «السنن الكبرى» : «عن صالح بن صالح، هو ابن حي والد الحسن وعلي، ابني صالح الكوفي» .

(1)

تصحف في المطبوع من «المجتبى» للنسائي 6/ 213 إلى: «عن ابن عمر» ، وقد ورد على الصواب في «السنن الكبرى» ، و «تحفة الأشراف» (10493)، وطبعة المكنز (3560).

(2)

اللفظ لابن ماجة.

(3)

تحرف في طبعة دار المأمون، من مسند «أبي يَعلى» إلى:«صالح بن أبي صالح» ، وجاء على الصواب في طبعة دار القبلة (168).

• وهو صالح بن صالح بن حي، ويقال: ابن صالح بن مسلم بن حي، ويقال: حيان، وحي لقب حيان، وقد ينسب إلى جد أبيه، فيقال: صالح بن حي. «تهذيب الكمال» 13/ 54.

(4)

المسند الجامع (10531)، وتحفة الأشراف (10493).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (3050)، والبزار (189)، والبيهقي 7/ 321.

ص: 279

• حديث عامر الشعبي، قال: قالت فاطمة بنت قيس:

«طلقني زوجي ثلاثا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا سكنى لك، ولا نفقة» .

قال مغيرة: فذكرته لإبراهيم، فقال: قال عمر: لا ندع كتاب الله، وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، لقول امرأة، لا ندري أحفظت أم نسيت، وكان عمر يجعل لها السكنى، والنفقة.

يأتي إِن شاء الله تعالى في مسند فاطمة بنت قيس، رضي الله تعالى عنها، برقم (19071).

- فوائد:

- إِبراهيم؛ هو ابن يزيد النَّخَعي، ومُغيرة؛ هو ابن مِقْسم الضبي.

ص: 280

- كتاب البيوع

• حديث عبد الله بن عمر، عن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من باع عبدا، وله مال، فماله للبائع، إلا أن يشترط المبتاع، ومن باع نخلا قد أبر، فثمرته للبائع، إلا أن يشترط المبتاع» .

سلف في مسند عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما، برقم (7327).

ص: 280

10078 -

عن عبد الله بن عباس، قال: بلغ عمر أن فلانا باع خمرا، فقال قاتل الله فلانا، ألم يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

⦗ص: 281⦘

«قاتل الله اليهود، حرمت عليهم الشحوم، فجملوها فباعوها»

(1)

.

- وفي رواية: «عن ابن عباس، قال: بلغ عمر أن سَمُرة باع خمرا، فقال: قاتل الله سمرة، ألم يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله اليهود، حرمت عليهم الشحوم، فجملوها فباعوها»

(2)

.

- وفي رواية: «عن ابن عباس، قال: بلغ عمر بن الخطاب، أن فلانا يبيع الخمر، فقال: ما له؟ قاتله الله، ألم يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله اليهود، حرمت عليهم الشحوم، فجملوها فباعوها، وأكلوا أثمانها»

(3)

.

- في رواية عبد الرزاق (10046): جملوها: شروها.

- وفي رواية الحميدي: يعني أذابوها.

(1)

اللفظ للبخاري (2223).

(2)

اللفظ لمسلم.

(3)

اللفظ لابن أبي شيبة.

ص: 280

ـ وفي رواية الدَّارِمي: قال سفيان: جملوها: أذابوها.

- وفي رواية النَّسَائي: قال سفيان: يعني أذابوها.

أخرجه عبد الرزاق (10046 و 14854) قال: أخبرنا ابن عُيينة. و «الحميدي» (13) قال: حدثنا سفيان. و «ابن أبي شيبة» (22035) قال: حدثنا ابن عُيينة. و «أحمد» (170) قال: حدثنا سفيان. و «الدَّارِمي» (2240) قال: حدثنا محمد بن أحمد، قال: حدثنا سفيان. و «البخاري» 3/ 107 (2223) قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان. وفي 4/ 207 (3460) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. و «مسلم» 5/ 41 (4055) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم، واللفظ لأَبي بكر، قالوا: حدثنا سفيان بن عُيينة. وفي (4056) قال: حدثنا أُمَية بن بِسطام، قال: حدثنا يزيد بن زُريع، قال: حدثنا روح، يعني ابن القاسم. و «ابن ماجة» (3383) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا سفيان. و «النَّسَائي» 7/ 177، وفي «الكبرى» (4569 و 11107) قال: أخبرنا إسحاق

⦗ص: 282⦘

بن إبراهيم، قال: أخبرنا سفيان. و «أَبو يَعلى» (200) قال: حدثنا أَبو خيثمة، وأَبو سعيد، قالا: حدثنا سفيان بن عُيينة. و «ابن حِبَّان» (6253) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا أَبو خيثمة، والقواريري، قالا: حدثنا سفيان.

ص: 281

كلاهما (سفيان بن عُيينة، وروح بن القاسم) عن عَمرو بن دينار، عن طاووس بن كَيْسان، عن ابن عباس، فذكره

(1)

.

• أَخرجه الحُميدي (14) قال: حدثنا سفيان بن عُيينة، قال: حدثنا مسعر، قال: حدثنا عبد الملك بن عمير، قال: أخبرني فلان، عن ابن عباس، قال: رأيت عمر بن الخطاب، على المنبر، يقول بيده على المنبر هكذا، يعني يحركها يمينا وشمالا، عويمل لنا بالعراق، عويمل لنا بالعراق، خلط في فيء المسلمين أثمان الخمر والخنازير، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لعن الله اليهود، حرمت عليهم الشحوم، فجملوها فباعوها» .

يعني أذابوها.

• وأخرجه عبد الرزاق (10047 و 14855) قال: أخبرنا ابن عُيينة، عن عبد الملك بن عمير، عن رجل، عن ابن عباس، قال: رأيت عمر يقلب كفيه، ويقول: قاتل الله سمرة، عويمل لنا بالعراق، خلط في فيء المسلمين ثمن الخمر والخنزير، فهي حرام، وثمنها حرام

(2)

. «موقوف» .

(1)

المسند الجامع (10534)، وتحفة الأشراف (10501)، وأطراف المسند (6590).

والحديث؛ أخرجه البزار (190)، وابن الجارود (577)، وأَبو عَوانة (5355: 5358)، والبيهقي 6/ 12 و 8/ 286 و 9/ 205، والبغوي (2041).

(2)

لفظ (14855).

ص: 282

- فوائد:

- قال التِّرمِذي: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عَمرو بن دينار، عن طاووس، قال: بلغ عمر بن الخطاب أن سمرة، باع الخمر، الحديث.

وقال ابن عُيينة: عن عَمرو، عن طاووس، عن ابن عباس.

⦗ص: 283⦘

فسألتُ محمدًا، يعني ابن إسماعيل البخاري، فقال: حديث ابن عُيينة أصح، وسفيان بن عُيينة أحفظ من حماد بن زيد.

قال: قلت لمحمد: هو سَمُرة بن جُندب؟ قال: نعم. «علل التِّرمِذي» (343 و 344).

- وقال الدارقُطني: رواه عَمرو بن دينار، عن طاووس، واختُلِف عنه؛

فرواه روح بن القاسم وسفيان بن عُيينة، وورقاء بن عمر، عن طاووس، عن ابن عباس، عن عمر.

وخالفهم حماد بن زيد، ومحمد بن مسلم الطائفي، عن عَمرو بن دينار، عن طاووس مرسلا، عن عمر.

ورواه حنظلة بن أبي سفيان، عن طاووس، مُرسلًا.

وقول روح بن القاسم، وابن عُيينة هو الصواب، لأنهما حافظان ثقتان. «العلل» (123).

- وقال الدارقُطني أيضا: أخرجا جميعا، يعني البخاري ومسلما، حديث عَمرو، عن طاووس، عن ابن عباس، عن عمر؛ قاتل الله سمرة.

عن ابن عُيينة، وروح بن القاسم، عن عَمرو.

وأرسله حماد بن زيد، عن عَمرو، عن طاووس، عن عمر.

وكذا قال الوليد، عن حنظلة، عن طاووس، عن عمر، والله أعلم. «التتبع» (118).

ص: 282

10079 -

عن عبد الله بن عمر، عن عمر، قال: قاتل الله فلانا يبيع الخمر، أما والله، لقد سمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«حرمت عليهم الشحوم أن يأكلوها، ثم باعوها» .

أخرجه ابن حبان (6252) قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى، والحسن بن سفيان، والسَّخْتِياني، قالوا: حدثنا عبد الله بن عمر الخطابي، قال: حدثنا يزيد بن زُريع، قال: حدثنا روح بن القاسم، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، فذكره

(1)

.

(1)

أخرجه الطبراني في «الأوسط» (7993).

ص: 283

10080 -

عن سعيد بن المُسَيب، عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«الجالب مرزوق، والمحتكر ملعون»

(1)

.

أخرجه عَبد بن حُميد (33) قال: حدثنا أَبو نُعيم. و «الدَّارِمي» (2704) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. و «ابن ماجة» (2153) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا أَبو أحمد.

ثلاثتهم (أَبو نُعيم، ومحمد، وأَبو أحمد) عن إسرائيل بن يونس، عن علي بن سالم بن ثوبان، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المُسَيب، فذكره

(2)

.

• أَخرجه عبد الرزاق (14894) قال: أخبرنا إسرائيل، عن علي بن سالم، عن علي بن زيد، عن ابن المُسَيب، قال: إن المحتكر ملعون، والجالب مرزوق. «موقوف» .

(1)

اللفظ لابن ماجة.

(2)

المسند الجامع (10535)، وتحفة الأشراف (10455).

والحديث؛ أخرجه البيهقي 6/ 30.

ص: 284

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال إسحاق بن منصور: قلتُ ليحيى بن مَعين: يصح لسعيد بن المُسَيب سماعٌ من عمر؟ قال: لا. «المراسيل» لابن أبي حاتم (247).

- وعلي بن زيد بن جُدعان، التَّيمي البصري، شيعيٌّ، ضعيفٌ، ليس بحُجة. انظر فوائد الحديث رقم (6559).

- وقال البخاري: علي بن سالم، عن علي بن زيد، لا يتابع في حديثه، روى عنه إسرائيل. «التاريخ الكبير» 6/ 278.

- وأخرجه العُقيلي في «الضعفاء» 4/ 251، في مناكير علي بن سالم بن ثوبان، وقال: ولا يتابعه عليه أحد بهذا اللفظ، وقد روي بغير هذا الإسناد عن معمر بن عبد الله العدوي، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يحتكر إلا خاطئ.

- وأخرجه ابن عَدي في «الكامل» 6/ 348، في مناكير علي بن سالم، وقال: وعلي بن سالم هذا يعرف بهذا الحديث، ولا أعلم له غيره.

ص: 284

10081 -

عن فروخ مولى عثمان، أن عمر، وهو يومئذ أمير المؤمنين، خرج إلى المسجد، فرأى طعاما منثورا، فقال: ما هذا الطعام؟ فقالوا: طعام جلب إلينا، قال: بارك الله فيه، وفيمن جلبه، قيل: يا أمير المؤمنين، فإنه قد احتكر، قال: ومن احتكره؟ قالوا: فروخ مولى عثمان، وفلان مولى عمر، فأرسل إليهما فدعاهما، فقال: ما حملكما على احتكار طعام المسلمين؟ قالا: يا أمير المؤمنين، نشتري بأموالنا ونبيع، فقال عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«من احتكر على المسلمين طعامهم، ضربه الله بالإفلاس، أو بجذام» .

فقال فروخ عند ذلك: يا أمير المؤمنين، أعاهد الله وأعاهدك، أن لا أعود في طعام أبدا، وأما مولى عمر، فقال: إنما نشتري بأموالنا ونبيع.

قال أَبو يحيى: فلقد رأيت مولى عمر مجذوما

(1)

.

- في رواية عَبد بن حُميد: «قال فروخ: يا أمير المؤمنين، أعاهد الله أن لا أعود في طعام بعده أبدا، فتحول إلى بز مصر، وأما مولى عمر، فقال: يا أمير المؤمنين، أموالنا نشتري بها إذا شئنا، ونبيع إذا شئنا، فزعم أَبو يحيى أنه رأى مولى عمر مجذوما مخدوجا» .

(1)

اللفظ لأحمد.

ص: 285

- وفي رواية: «عن فروخ مولى عثمان بن عفان، عن عمر بن الخطاب، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من احتكر على المسلمين طعاما، ضربه الله بالجذام، والإفلاس»

(1)

.

أخرجه أحمد (135) قال: حدثنا أَبو سعيد مولى بني هاشم. و «عَبد بن حُميد» (17) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. و «ابن ماجة» (2155) قال: حدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا أَبو بكر الحنفي.

⦗ص: 286⦘

ثلاثتهم (أَبو سعيد، ويزيد، وأَبو بكر) عن الهيثم بن رافع الطاطري، بصري، قال: حدثني أَبو يحيى المكي، عن فروخ مولى عثمان، فذكره

(2)

.

- في رواية أحمد: «حدثني أَبو يحيى، رجل من أهل مكة» .

(1)

اللفظ لابن ماجة.

(2)

المسند الجامع (10536)، وتحفة الأشراف (10622)، وأطراف المسند (6645)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (2745).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (55)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (10705).

ص: 285

10082 -

عن رجل، يقال له: ماجدة، قال: عارمت غلاما بمكة، فعض أذني فقطع منها، أو عضضت أذنه فقطعت منها، فلما قدم علينا أَبو بكر، رضي الله عنه، حاجا، رفعنا إليه، فقال: انطلقوا بهما إلى عمر بن الخطاب، فإن كان الجارح بلغ أن يقتص منه فليقتص، قال: فلما انتهي بنا إلى عمر نظر إلينا، فقال: نعم، قد بلغ هذا أن يقتص منه، ادعوا لي حجاما، فلما ذكر الحجام، قال: أما إني قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«قد أعطيت خالتي غلاما، وأنا أرجو أن يبارك الله لها فيه، وقد نهيتها أن تجعله حجاما، أو قصابا، أو صائغا» .

أخرجه أحمد (102) قال: حدثنا محمد بن يزيد، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، قال: حدثنا العلاء بن عبد الرَّحمَن بن يعقوب، عن رجل من قريش من بني سهم، عن رجل منهم، يقال له: ماجدة، فذكره.

• أَخرجه أحمد (103) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: وحدثني العلاء بن عبد الرَّحمَن، عن رجل من بني سهم، عن ابن ماجدة السهمي، أنه قال: حج علينا أَبو بكر في خلافته، فذكر الحديث.

• وأخرجه أَبو داود (3432) قال: حدثنا الفضل بن يعقوب، قال: حدثنا عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثنا العلاء بن عبد الرَّحمَن،

⦗ص: 287⦘

عن رجل من سهم

(1)

، عن ابن ماجدة السهمي، عن عمر بن الخطاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم مِثلَه.

(1)

قوله: «عن رجل من سهم» لم يرد في طبعة الرسالة، وأثبتناه عن «تحفة الأشراف» ، وطبعة دار القبلة.

وقال المِزِّي: في كتاب أبي القاسم، يعني ابن عساكر: وعن الفضل بن يعقوب، عن عبد الأعلى، عن ابن إسحاق، مثله، يعني مثل رواية يوسف بن موسى، هكذا قال، وذلك وهم منه، فإن في إسناد عبد الأعلى زيادة كما ذكرنا، والله أعلم.

والزيادة التي ذكرها المِزِّي هي: «عن رجل من سهم» .

ص: 286

- وأخرجه أَبو داود (3430) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق، عن العلاء بن عبد الرَّحمَن، عن أبي ماجدة

(1)

، قال: قطعت من أذن غلام، أو قطع من أذني، فقدم علينا أَبو بكر حاجا، فاجتمعنا إليه، فرفعنا إلى عمر بن الخطاب، فقال عمر: إن هذا قد بلغ القصاص، ادعوا لي حجاما ليقتص منه، فلما دعي الحجام، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إني وهبت لخالتي غلاما، وأنا أرجو أن يبارك لها فيه، فقلت لها: لا تسلميه حجاما، ولا صائغا، ولا قصابا» .

- قال أَبو داود: روى عبد الأعلى، عن ابن إسحاق، قال: ابن ماجدة.

• وأخرجه أَبو داود (3431) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا سلمة بن الفضل، قال: حدثنا ابن إسحاق، عن العلاء بن عبد الرَّحمَن الحُرَقِي، عن ابن ماجدة السهمي، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نَحوَه

(2)

.

(1)

في طبعة الرسالة: «عن أبي ماجدة» ، وفي طبعة دار القبلة، و «تحفة الأشراف»:«عن ابن ماجدة» ، وقال المِزِّي: في رواية أبي الحسن بن العبد: «عن أبي ماجدة» .

وقال أَبو داود عقب الحديث: روى عبد الأعلى، عن ابن إسحاق، قال:«ابن ماجدة» ، فرجح أن الذي سبقه:«عن أبي ماجدة» .

(2)

المسند الجامع (10538)، وتحفة الأشراف (10613)، وأطراف المسند (6685)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (3895).

والحديث؛ أخرجه البيهقي 6/ 127 و 128.

ص: 287

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ محمد بن إِسحاق بن يسار، صاحب السِّيرة، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (9425).

- قال البخاري: علي بن ماجدة، السهمي.

قال إسحاق: أخبرنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن العلاء بن عبد الرَّحمَن بن يعقوب، عن رجل من بني سهم، عن علي بن ماجدة، سمع عمر، رضي الله عنه، سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال: وهبت لخالتي غلاما، ونهيت أن تجعله حجاما.

وقال حجاج: حدثنا حماد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عن العلاء، عن أبي ماجدة، عن عمر، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

لم يصح إسناده.

حدثنا عمربن حفص، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا القاسم بن أبي بزة، عن علي بن ماجدة؛ قاتلت غلاما، فارتفعنا إلى أَبي بكر، رضي الله تعالى عنه، فلم يجدني بلغت القصاص. «التاريخ الكبير» 6/ 298.

- وقال أَبو حاتم الرازي: علي بن ماجدة السهمي، روى عن عمر، رضي الله عنه، مرسل. «الجرح والتعديل» 6/ 204.

- وقال الدارقُطني: هو حديثٌ يرويه محمد بن إسحاق، واختُلِف عنه؛

فرواه حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن العلاء بن عبد الرَّحمَن، عن ابن ماجدة السهمي، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه محمد بن سلمة، وإبراهيم بن سعد، وزياد البكائي، عن ابن إسحاق، عن العلاء، عن رجل من بني سهم، عن ابن ماجدة.

وقال محمد بن يزيد الواسطي: عن ابن إسحاق، عن العلاء، عن رجل من بني سهم، عن ماجدة السهمي.

وقال أَبو شهاب الحناط: عن ابن إسحاق، عن رجل، عن ابن ماجدة، ولم يذكر العلاء.

ورواه العباس بن سليم الموصلي، عن أبي شهاب، عن ابن إسحاق، فوهم في موضعين؛

⦗ص: 289⦘

فقال: عن الزُّهْري أو غيره، وليس هذا من حديث الزُّهْري، وإنما هو عن العلاء.

وأسنده عن أَبي بكر الصِّدِّيق، عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو من مسند عمر بن الخطاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم. «العلل» (248).

ص: 288

10083 -

عن سعيد بن المُسَيب، قال: قال عمر:

«إن آخر ما نزل من القرآن آية الربا، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها» .

فدعوا الربا والريبة

(1)

.

أخرجه أحمد (246) قال: حدثنا يحيى. وفي 1/ 50 (350) قال: حدثنا إسماعيل. و «ابن ماجة» (2276) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا خالد بن الحارث.

ثلاثتهم (يحيى القطان، وإسماعيل ابن عُلَية، وخالد) عن سعيد بن أبي عَروبَة، عن قتادة بن دعامة، عن سعيد بن المُسَيب، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (246).

(2)

المسند الجامع (10537)، وتحفة الأشراف (10454)، وأطراف المسند (6558)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (2806)، والمطالب العالية (1374).

والحديث؛ أخرجه الطبري 5/ 66، والبيهقي في «دلائل النبوة» 7/ 138.

ص: 289

- فوائد:

- قال إسحاق بن منصور: قلت ليحيى بن مَعين: يصح لسعيد بن المُسَيب سماع من عمر؟ قال: لا. «المراسيل» لابن أبي حاتم (247).

ص: 289

10084 -

عن عامر الشعبي، قال: خطب عمر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إنا نأمركم بأشياء لعلها لا تصلح لكم، وننهاكم عن أشياء لعلها تصلح لكم؛

«وإن آخر ما عهد إلينا النبي صلى الله عليه وسلم آيات الربا، فقبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم يبينهن لنا» .

إنما هو الربا والريبة، فدعوا ما يريبكم إلى ما لا يريبكم.

⦗ص: 290⦘

فكان الشعبي، إذا سُئِل عن الشيء، قال: إنما هو الربا والريبة، فدعوا الربا والمريبات

(1)

.

- وفي رواية: «عن الشعبي، أن عمر، قال: يا أيها الناس، إنا لا ندري لعلنا نأمركم بأشياء لا تحل لكم، ولعلنا نحرم عليكم أشياء هي لكم حلال؛ إن آخر ما نزل من القرآن آية الربا، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبينها لنا حتى مات» .

فدعوا ما يريبكم إلى ما لا يريبكم.

أخرجه ابن أبي شيبة (22441) قال: حدثنا ابن إدريس، عن أشعث، وداود. و «الدَّارِمي» (136) قال: أخبرنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن داود.

كلاهما (أشعث بن سوار، وداود بن أبي هند) عن عامر الشعبي، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(2)

أخرجه الطبري 5/ 66.

ص: 289

- فوائد:

- قال أَبو زُرعَة، وأَبو حاتم، الرازيان: الشعبي عن عمر، مرسل. «المراسيل» لابن أبي حاتم (592 و 596).

ص: 290

10085 -

عن مالك بن أوس؛ أنه التمس صرفا بمئة دينار، فدعاني طلحة بن عُبيد الله فتراوضنا، حتى اصطرف مني، فأخذ الذهب يقلبها في يده، ثم قال: حتى يأتي خازني من الغابة، وعمر يسمع ذلك، فقال: والله، لا تفارقه حتى تأخذ منه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«الذهب بالذهب ربا إلا هاء وهاء، والبر بالبر ربا إلا هاء وهاء، والشعير بالشعير ربا إلا هاء وهاء، والتمر بالتمر ربا إلا هاء وهاء»

(1)

.

⦗ص: 291⦘

- وفي رواية: «عن مالك بن أوس بن الحدثان، أنه قال: أقبلت أقول: من يصطرف الدراهم؟ فقال طلحة بن عُبيد الله، وهو عند عمر بن الخطاب: أرنا ذهبك، ثم ائتنا إذا جاء خادمنا نعطك ورقك، فقال عمر بن الخطاب: كلا، والله لتعطينه ورقه، أو لتردن إليه ذهبه، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الورق بالذهب ربا إلا هاء وهاء، والبر بالبر ربا إلا هاء وهاء، والشعير بالشعير ربا إلا هاء وهاء، والتمر بالتمر ربا إلا هاء وهاء»

(2)

.

- وفي رواية: «الذهب بالورق ربا إلا هاء وهاء، والفضة بالفضة ربا إلا هاء وهاء، والشعير بالشعير ربا إلا هاء وهاء، والتمر بالتمر ربا إلا هاء وهاء»

(3)

.

- وفي رواية: «عن مالك بن أوس بن الحدثان، قال: صرفت عند طلحة بن عُبيد الله ورقا بذهب، فقال: أنظرني حتى يأتينا خازننا من الغابة، قال: فسمعها عمر بن الخطاب، فقال: لا والله، لا تفارقه حتى تستوفي منه صرفه، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الذهب بالورق ربا إلا هاء وهاء»

(4)

.

(1)

اللفظ للبخاري (2174).

(2)

اللفظ لمسلم.

(3)

اللفظ لابن أبي شيبة (22928).

(4)

اللفظ لأحمد (238).

ص: 290

- وفي رواية: «الذهب بالذهب هاء وهاء، والفضة بالفضة هاء وهاء، والتمر بالتمر هاء وهاء، والبر بالبر هاء وهاء، والشعير بالشعير هاء وهاء، ولا فضل بينهما»

(1)

.

- وفي رواية: «عن مالك بن أوس بن الحدثان؛ أن عمر بن الخطاب باع من طلحة بن عُبيد الله مئة دينار بورق، فقال عمر مثلها في يده، قلت: ما لي مال حتى يجيء صاحب ضيعتي من الغابة، فقال: لا، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الذهب بالفضة ربا إلا هاء وهاء»

(2)

.

⦗ص: 292⦘

- وفي رواية: «عن مالك بن أوس بن الحدثان، قال: انطلقت بمئة دينار، فلقيت طلحة بن عُبيد الله بظل جدار، فاستامها مني إلى أن يأتيه خادمه من الغابة، فسمع ذلك عمر، فسأل طلحة عنه؟ فقال: دنانير أردتها إلى أن يأتي خادمي من الغابة، فقال عمر: لا تفارقه، لا تفارقه حتى تنقده، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الذهب بالورق ربا إلا هاء وهات، والبر بالبر ربا إلا هاء وهات، والشعير بالشعير ربا إلا هاء وهات، والتمر بالتمر ربا إلا هاء وهات»

(3)

.

أخرجه مالك (1856)

(4)

. وعبد الرزاق (14541) قال: أخبرنا معمر، ومالك. و «الحميدي» (12) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عَمرو بن دينار أولا قبل أن نلقى الزُّهْري، عن ابن شهاب الزُّهْري، عن مالك بن أوس بن الحدثان (ح) وسمعت الزُّهْري.

(1)

اللفظ للدارمي.

(2)

اللفظ لأبي يَعلى (209).

(3)

اللفظ لابن حبان (5019).

(4)

وهو في رواية أبي مصعب الزُّهْري، للموطأ (2549)، وسويد بن سعيد (238)، وابن القاسم (10)، وورد في «مسند الموطأ» (206 و 207).

ص: 291

و «ابن أبي شيبة» (22928) و 14/ 273 (37657) قال: حدثنا سفيان بن عُيينة. «أحمد» (162) قال: حدثنا سفيان. وفي 1/ 35 (238) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعمَر. وفي 1/ 45 (314) قال: حدثنا عثمان بن عمر، وأَبو عامر، قالا: حدثنا مالك. و «الدَّارِمي» (2741) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق. و «البخاري» 3/ 89 (2134) قال: حدثنا علي، قال: حدثنا سفيان، قال: كان عَمرو بن دينار يحدثه عن الزُّهْري، قال سفيان: هو الذي حفظناه من الزُّهْري، ليس فيه زيادة

(1)

. وفي 3/ 96 (2170) قال: حدثنا أَبو الوليد، قال: حدثنا ليث. وفي (2174) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. و «مسلم» 5/ 43 (4064) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث (ح) وحدثنا محمد بن رُمح، قال: أخبرنا الليث. وفي (4065) قال: وحدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، وإسحاق، عن ابن عُيينة. و «ابن ماجة» (2253) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، وهشام بن عمار، ونصر بن علي، ومحمد بن الصباح، قالوا: حدثنا سفيان بن عُيينة.

⦗ص: 293⦘

وفي (2259) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا سفيان. وفي (2260) قال: حدثنا محمد بن رُمح، قال: أخبرنا الليث بن سعد. و «أَبو داود» (3348) قال: حدثنا عبد الله بن مَسلَمة القَعنَبي، عن مالك. و «التِّرمِذي» (1243) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. و «النَّسَائي» 7/ 273، وفي «الكبرى» (6105) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا سفيان. و «أَبو يَعلى» (149) قال: حدثنا أَبو خيثمة، وإسحاق بن إسماعيل الطَّالْقَاني، والقواريري، قالوا: حدثنا سفيان.

(1)

يعني ليس فيه قصة طلحة.

ص: 292

وفي (208) قال: حدثنا عُبيد الله بن عمر القواريري، قال: حدثنا يزيد بن زُريع، قال: حدثنا معمر. وفي (209) قال: حدثنا داود بن رشيد، قال: حدثنا عباد بن العوام، قال: حدثنا سفيان بن حسين. وفي (234) قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا مالك. و «ابن حِبَّان» (5013) قال: أخبرنا الحسين بن إدريس الأَنصاري، قال: أخبرنا أحمد بن أَبي بكر، عن مالك. وفي (5019) قال: أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع، قال: حدثنا هُدبة بن خالد، قال: حدثنا همام بن يحيى، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، قال: أخبرنا عبد الرَّحمَن بن عَمرو الأوزاعي.

ثمانيتهم (مالك بن أنس، ومَعمَر بن راشد، وعَمرو بن دينار، وسفيان بن عُيينة، وابن إسحاق، والليث بن سعد، وسفيان بن حسين، وعبد الرَّحمَن الأوزاعي) عن ابن شهاب الزُّهْري، عن مالك بن أوس بن الحدثان النصري، فذكره

(1)

.

- في رواية أَبي بكر بن أبي شيبة، عند ابن ماجة، قال:«سمعت سفيان يقول: الذهب بالورق، احفظوا» .

- قال الحميدي: قال سفيان: وهذا أصح حديث روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا، يعني في الصرف.

- وقال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

ومعنى قوله: إلا هاء وهاء، يقول: يدا بيد.

(1)

المسند الجامع (10533)، وتحفة الأشراف (10630)، وأطراف المسند (6649).

والحديث؛ أخرجه البزار (254)، وابن الجارود (651)، وأَبو عَوانة (5380: 5389)، والطبراني في «الأوسط» (375)، والبيهقي 5/ 276 و 283، والبغوي (2057).

ص: 293

- كتاب اللُّقَطة

10086 -

عن سفيان بن عبد الله الثقفي؛ أنه التقط عيبة، فلقي بها عمر، فقال لي: عرفها حولا، فلما كان عند قرن الحول لقيته بها، فقلت: إني قد عرفتها فلم تعترف، فقال لي: هي لك، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بذلك، قلت: لا حاجة لي بها، فأمر بها فألقيت في بيت المال.

أخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (5787) قال: أخبرنا أَبو عبيدة بن أبي السفر، قال: حدثنا أَبو أُسامة، عن الوليد بن كثير، عن عَمرو بن شعيب، عن عَمرو، وعاصم، ابني سفيان بن عبد الله، عن أبيهما، فذكره.

• أَخرجه الدَّارِمي (2762) قال: أخبرنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أَبو أُسامة. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (5788) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى، يعني ابن يونس.

كلاهما (أَبو أُسامة حماد بن أُسامة، وعيسى) عن الوليد بن كثير، قال: حدثني عَمرو بن شعيب، عن عَمرو، وعاصم، ابني سفيان بن عبد الله بن ربيعة الثقفي؛

«أن سفيان بن عبد الله وجد عيبة، فأتى بها عمر بن الخطاب، فقال: عرفها سنة، فإن عرفت فذاك، وإلا فهي لك، فلم تعرف، فلقيه بها في العام المقبل، في الموسم، فذكرها له، فقال عمر: هي لك، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بذلك، قال: لا حاجة لي بها، فقبضها عمر فجعلها في بيت المال

(1)

.

لم يقولا: «عن أبيهما»

(2)

.

- في رواية النَّسَائي: «حدثنا الوليد بن كثير، قال عيسى: وكان الوليد ثقة في الحديث» .

(1)

اللفظ للدارمي.

(2)

المسند الجامع (10539)، وتحفة الأشراف (10456).

والحديث؛ أخرجه البيهقي 6/ 187.

ص: 294

- كتاب الفرائض

10087 -

عن مالك بن أوس بن الحدثان النصري، أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، دعاه إذ جاءه حاجبه يرفا، فقال: هل لك في عثمان، وعبد الرَّحمَن، والزبير، وسعد، يستأذنون؟ فقال: نعم، فأدخلهم، فلبث قليلا ثم جاء، فقال: هل لك في عباس، وعلي، يستأذنان؟ قال: نعم، فلما دخلا، قال عباس: يا أمير المؤمنين، اقض بيني وبين هذا، وهما يختصمان في الذي أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم من بني النضير، فاستب علي وعباس، فقال الرهط: يا أمير المؤمنين، اقض بينهما، وأرح أحدهما من الآخر، فقال عمر: اتئدوا، أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«لا نورث، ما تركنا صدقة» .

⦗ص: 296⦘

يريد بذلك نفسه؟ قالوا: قد قال ذلك، فأقبل عمر على عباس وعلي، فقال: أنشدكما بالله، هل تعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال ذلك؟ قالا: نعم، قال: فإني أحدثكم عن هذا الأمر، إن الله، سبحانه، كان خص رسوله صلى الله عليه وسلم في هذا الفيء بشيء لم يعطه أحدا غيره، فقال جل ذكره:{وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب} إلى قوله: {قدير} ، فكانت هذه خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم والله، ما احتازها دونكم، ولا استأثرها عليكم، لقد أعطاكموها وقسمها فيكم، حتى بقي هذا المال منها،

ص: 295

فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال، ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله، فعمل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حياته، ثم توفي النبي صلى الله عليه وسلم فقال أَبو بكر: فأنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبضه أَبو بكر، فعمل فيه بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم حينئذ، فأقبل على علي وعباس، وقال: تذكران أن أبا بكر عمل فيه كما تقولان؟ والله يعلم إنه فيه لصادق بار راشد، تابع للحق، ثم توفى الله أبا بكر، فقلت: أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأَبي بكر، فقبضته سنتين من إمارتي، أعمل فيه بما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأَبو بكر، والله يعلم إني فيه لصادق بار راشد، تابع للحق، ثم جئتماني كلاكما وكلمتكما واحدة، وأمركما جميع، فجئتني، يعني عباسا، فقلت لكما: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«لا نورث، ما تركنا صدقة» .

فلما بدا لي أن أدفعه إليكما، قلت: إن شئتما دفعته إليكما، على أن عليكما عهد الله وميثاقه، لتعملان فيه بما عمل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأَبو بكر، وما عملت فيه منذ وليت، وإلا فلا تكلماني، فقلتما: ادفعه إلينا بذلك، فدفعته إليكما، أفتلتمسان مني قضاء غير ذلك، فوالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، لا أقضي فيه بقضاء غير ذلك، حتى تقوم الساعة، فإن عجزتما عنه فادفعا إلي، فأنا أكفيكماه

(1)

.

(1)

اللفظ للبخاري (4033).

ص: 296

- وفي رواية: «عن مالك بن أوس بن الحدثان، قال: بينما أنا جالس في أهلي، حين متع النهار، إذا رسول عمر بن الخطاب يأتيني، فقال: أجب أمير المؤمنين، فانطلقت معه حتى أدخل على عمر، فإذا هو جالس على رمال سرير، ليس بينه وبينه فراش، متكئ على وسادة من أدم، فسلمت عليه، ثم جلست، فقال: يا مال، إنه قدم علينا من قومك أهل أبيات، وقد أمرت فيهم برضخ، فاقبضه فاقسمه بينهم، فقلت: يا أمير المؤمنين، لو أمرت به غيري، قال: فاقبضه أيها المرء، فبينما أنا جالس عنده، أتاه حاجبه يرفا، فقال: هل لك في عثمان، وعبد الرَّحمَن بن عوف، والزبير، وسعد بن أبي وقاص يستأذنون؟ قال: نعم، فأذن لهم، فدخلوا فسلموا وجلسوا، ثم جلس يرفا يسيرا، ثم قال: هل لك في علي، وعباس؟ قال: نعم، فأذن لهما، فدخلا فسلما فجلسا، فقال عباس: يا أمير المؤمنين، اقض بيني وبين هذا، وهما يختصمان فيما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم من بني النضير، فقال الرهط، عثمان وأصحابه: يا أمير المؤمنين، اقض بينهما، وأرح أحدهما من الآخر، فقال عمر: تيدكم، أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا نورث، ما تركنا صدقة، يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه؟ قال الرهط: قد قال ذلك، فأقبل عمر على علي وعباس، فقال: أنشدكما الله، أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال ذلك؟ قالا: قد قال ذلك، قال عمر: فإني أحدثكم عن هذا الأمر، إن الله قد خص رسوله صلى الله عليه وسلم في هذا الفيء بشيء لم يعطه أحدا غيره، ثم قرأ:{وما أفاء الله على رسوله منهم} إلى قوله: {قدير} ، فكانت هذه خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ووالله، ما احتازها دونكم، ولا استأثر بها عليكم، قد أعطاكموه، وبثها فيكم، حتى بقي منها هذا المال، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال، ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله، فعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك حياته، أنشدكم بالله، هل تعلمون ذلك؟ قالوا: نعم، ثم قال لعلي وعباس: أنشدكما الله، هل تعلمان ذلك؟ قال عمر: ثم توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم فقال أَبو بكر: أنا ولي رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم

ص: 297

فقبضها أَبو بكر، فعمل

⦗ص: 298⦘

فيها بما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم والله يعلم إنه فيها لصادق بار راشد، تابع للحق، ثم توفى الله أبا بكر، فكنت أنا ولي أَبي بكر، فقبضتها سنتين من إمارتي، أعمل فيها بما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وما عمل فيها أَبو بكر، والله يعلم إني فيها لصادق بار راشد، تابع للحق، ثم جئتماني تكلماني وكلمتكما واحدة، وأمركما واحد، جئتني يا عباس تسألني نصيبك من ابن أخيك، وجاءني هذا، يريد عليا، يريد نصيب امرأته من أبيها، فقلت لكما: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا نورث، ما تركنا صدقة، فلما بدا لي أن أدفعه إليكما، قلت: إن شئتما دفعتها إليكما، على أن عليكما عهد الله وميثاقه، لتعملان فيها بما عمل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما عمل فيها أَبو بكر، وبما عملت فيها منذ وليتها، فقلتما: ادفعها إلينا، فبذلك دفعتها إليكما، فأنشدكم بالله، هل دفعتها إليهما بذلك؟ قال الرهط: نعم، ثم أقبل على علي وعباس، فقال: أنشدكما بالله، هل دفعتها إليكما بذلك؟ قالا: نعم، قال: فتلتمسان مني قضاء غير ذلك، فوالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، لا أقضي فيها قضاء غير ذلك، فإن عجزتما عنها فادفعاها إلي، فإني أكفيكماها»

(1)

.

- وفي رواية: «عن مالك بن أوس، قال: أرسل إلي عمر بن الخطاب، فجئته حين تعالى النهار، قال: فوجدته في بيته، جالسا على سرير، مفضيا إلى رماله، متكئا على وسادة من أدم، فقال لي: يا مال، إنه قد دف أهل أبيات من قومك، وقد أمرت فيهم برضخ، فخذه فاقسمه بينهم، قال: قلت: لو أمرت بهذا غيري؟ قال: خذه يا مال، قال: فجاء يرفا، فقال: هل لك، يا أمير المؤمنين، في عثمان، وعبد الرَّحمَن بن عوف، والزبير، وسعد؟ فقال عمر: نعم، فأذن لهم فدخلوا، ثم جاء، فقال: هل لك في عباس، وعلي؟ قال: نعم، فأذن لهما، فقال عباس: يا أمير المؤمنين، اقض بيني وبين هذا الكاذب الآثم، الغادر الخائن، فقال القوم: أجل، يا أمير المؤمنين، فاقض بينهم وأرحهم،

(1)

اللفظ للبخاري (3094).

ص: 297

فقال مالك بن أوس: يخيل إلي أنهم قد

⦗ص: 299⦘

كانوا قدموهم لذلك، فقال عمر: اتئدا، أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا نورث، ما تركنا صدقة؟ قالوا: نعم، ثم أقبل على العباس وعلي، فقال: أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا نورث، ما تركناه صدقة؟ قالا: نعم، فقال عمر: إن الله، جل وعز، كان خص رسوله صلى الله عليه وسلم بخاصة، لم يخصص بها أحدا غيره، قال:{ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول} ما أدري هل قرأ الآية التي قبلها أم لا، قال: فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم بينكم أموال بني النضير، فوالله، ما استأثر عليكم، ولا أخذها دونكم، حتى بقي هذا المال، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ منه نفقة سنة، ثم يجعل ما بقي أسوة المال، ثم قال: أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، أتعلمون ذلك؟ قالوا: نعم، ثم نشد عباسا وعليا بمثل ما نشد به القوم، أتعلمان ذلك؟ قالا: نعم، قال: فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أَبو بكر: أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئتما، تطلب ميراثك من ابن أخيك، ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها، فقال أَبو بكر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما نورث، ما تركنا صدقة، فرأيتماه كاذبا آثما، غادرا خائنا، والله يعلم إنه لصادق بار راشد، تابع للحق، ثم توفي أَبو بكر، وأنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم وولي أَبي بكر، فرأيتماني كاذبا آثما، غادرا خائنا، والله يعلم إني لصادق بار راشد، تابع للحق، فوليتها، ثم جئتني أنت وهذا، وأنتما جميع، وأمركما واحد، فقلتما: ادفعها إلينا، فقلت: إن شئتم دفعتها إليكما، على أن عليكما عهد الله، أن تعملا فيها بالذي كان يعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذتماها بذلك، قال: أكذلك؟ قالا: نعم، قال: ثم جئتماني لأقضي بينكما، ولا والله، لا أقضي بينكما بغير ذلك، حتى تقوم الساعة، فإن عجزتما عنها فرداها إلي»

(1)

.

(1)

اللفظ لمسلم (4598).

ص: 298

- وفي رواية: «عن مالك بن أوس بن الحدثان، قال: أرسل إلي عمر بعد ما متع النهار، فأذن لي فدخلت عليه، وهو على سرير ليف، مسند ظهره إلى رماله، متكئ على وسادة من أدم، فقال لي: يا مال، إنه قد دف دافة من قومك، وقد أمرت لهم بمال، فخذه فاقسمه بينهم، فقلت له: يا أمير المؤمنين، ما لي على ذلك من قوة، فلو أمرت به غيري، فقال: خذه فاقسمه فيهم، قال: ثم جاءه يرفأ، فقال: يا أمير المؤمنين، هل لك في عثمان بن عفان، وعبد الرَّحمَن بن عوف، والزبير، وسعد؟ قال: نعم، فأذن لهم فدخلوا، ثم جاءه، فقال: يا أمير المؤمنين، هل لك في علي، والعباس؟ قال: نعم، قال: فدخلا، والعباس يقول: يا أمير المؤمنين، اقض بيني وبين هذا ـ قال سفيان: وذكر كلاما شديدا ـ فقال القوم: يا أمير المؤمنين، اقض بينهما، وأرح كل واحد منهما من صاحبه، فقال لهم عمر: أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماوات والأرض، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا نورث، ما تركنا صدقة؟ قالوا: نعم، فقال عمر: إن الله خص رسوله صلى الله عليه وسلم بخاصة لم يخص بها أحدا غيره، ثم قرأ الآية:{وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب} الآية ـ قال سفيان: ولا أدري قرأ الآية التي بعدها أم لا ـ قال: فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم بينكم أموال بني النضير، فوالله، ما استأثر عليكم، ولا أحرزها دونكم، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخد منه نفقته، ونفقة عياله لسنته، ويجعل ما فضل في الكراع والسلاح، عدة في سبيل الله، ثم قال لهم: أنشدكم بالذي بإذنه تقوم السماء والأرض، أتعلمون ذلك؟ قالوا: نعم، ثم نشد عليا والعباس بما نشد القوم به: أتعلمان ذلك؟ قالا: نعم، قال: فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أَبو بكر ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت يا عباس تطلب ميراثك من ابن أخيك، وجاء علي يطلب ميراث امرأته من أبيها، فقال أَبو بكر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا نورث، ما تركنا صدقة، فرأيتماني، والله يعلم أنه مضى بارا راشدا، تابعا للحق، فلما توفي أَبو بكر، فقلت: أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم وولي أَبي بكر، فرأيتماني، والله يعلم أني صادق بار راشد، تابع للحق،

ص: 300

فجئتماني وأمركما واحد، فسألتماني أن

⦗ص: 301⦘

أدفعها إليكم، فقلت: إن شئتما دفعتها إليكما، على أن عليكما عهد الله، أن تعملا فيها بالذي كان يعمل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذتماها بذلك، فقال لهما: أكذاك؟ قالا: نعم، قال: ثم جئتماني لأقضي بينكما، والله لا أقضي بينكما بغير ذلك، حتى تقوم الساعة، فإن عجزتما فرداها إلي

(1)

.

- وفي رواية: «عن مالك بن أوس بن الحدثان، قال: دخلت على عمر بن الخطاب، ودخل عليه عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرَّحمَن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، ثم جاء علي والعباس يختصمان، فقال عمر لهم: أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا نورث، ما تركناه صدقة؟ قالوا: نعم، قال عمر: فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أَبو بكر: أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت أنت وهذا إلى أَبي بكر، تطلب أنت ميراثك من ابن أخيك، ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها، فقال أَبو بكر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا نورث، ما تركناه صدقة، والله يعلم إنه صادق بار راشد، تابع للحق»

(2)

.

- وفي رواية: «عن مالك بن أوس بن الحدثان، أن عمر قال: سأخبركم بهذا الفيء، إن الله تعالى، خص نبيه صلى الله عليه وسلم بشيء لم يعطه غيره، فقال: {وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب}، فكانت هذه لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة، فوالله، ما اختارها دونكم، ولا استأثر بها عليكم، ولقد قسمها عليكم حتى بقي منها هذا المال، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق منه على أهله سنتهم، ثم يجعل ما بقي في مال الله، عز وجل» مختصر

(3)

.

(1)

اللفظ لأبي يَعلى (4).

(2)

اللفظ للترمذي (1610).

(3)

اللفظ للنسائي (11511).

ص: 300

- وفي رواية: «عن مالك بن أوس بن الحدثان، قال: قال عمر لعبد الرَّحمَن، وسعد، وعثمان، وطلحة، والزبير: أنشدكم بالله الذي قامت له السماوات والأرض،

⦗ص: 302⦘

سمعتم النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إنا معشر الأنبياء لا نورث، ما تركنا فهو صدقة؟ قالوا: اللهم نعم»

(1)

.

- زاد عبد الرزاق في «المُصَنَّف» (9772)، وعند ابن حبان:«قال: فغلبه علي عليها، فكانت بيد علي، ثم بيد حسن، ثم بيد حسين، ثم بيد علي بن حسين، ثم بيد حسن بن حسن، ثم بيد زيد بن حسن» .

قال معمر: ثم بيد عبد الله بن حسن، ثم أخذها هؤلاء، يعني بني العباس.

أخرجه عبد الرزاق (9772 و 14883) عن مَعمَر. و «أحمد» (172) و 1/ 48 (336) و 1/ 162 (1391) و 1/ 164 (1406) و 1/ 191 (1658) قال: حدثنا سفيان، عن عَمرو. وفي 1/ 47 (333) و 1/ 60 (425) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا مَعمَر. وفي 1/ 179 (1550) قال: حدثنا سفيان. وفي 1/ 208 (1781) قال: حدثنا أَبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (1782) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب. و «البخاري» 4/ 96 (3094) قال: حدثنا إسحاق بن محمد الفروي، قال: حدثنا مالك بن أنس. وفي 5/ 113 (4033) قال: حدثنا أَبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي 7/ 81 (5358) قال: حدثنا سعيد بن عفير، قال: حدثني الليث، قال: حدثني عُقَيل. وفي 8/ 185 (6728) قال: حدثنا يحيى بن بُكير، قال: حدثنا الليث، عن عُقيل. وفي 9/ 121 (7305) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا الليث، قال: حدثني عُقَيل. و «مسلم» 5/ 151 (4598) قال: حدثني عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي، قال: حدثنا جويرية، عن مالك. وفي 5/ 153 (4599) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن رافع، وعَبد بن حُميد، قال ابن رافع: حدثنا، وقال الآخران: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعمَر.

(1)

اللفظ للنسائي (6275).

ص: 301

و «أَبو داود» (2963) قال: حدثنا الحسن بن علي، ومحمد بن يحيى بن فارس، المَعنَى، قالا: حدثنا بشر بن عمر الزهراني، قال: حدثني مالك بن أنس. وفي (2964) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا محمد بن ثور، عن معمر. و «التِّرمِذي» (1610)، وفي «الشمائل» (404) قال:

⦗ص: 303⦘

حدثنا الحسن بن علي الخَلَّال، قال: أخبرنا بشر بن عمر، قال: حدثنا مالك بن أنس. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (6273) قال: أخبرني هلال بن العلاء بن هلال الرَّقِّي، قال: حدثنا محمد بن حاتم، حِبِّي

(1)

، وهو الجرجرائي، قال: حدثنا ابن المبارك، عن معمر، ويونس. وفي (6274) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان الرُّهاوي، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا ابن عُيينة، عن معمر، وعَمرو بن دينار. وفي (6275). قال: أخبرنا محمد بن منصور المكي، عن سفيان، عن عَمرو بن دينار. وفي (6276) قال: أخبرنا عَمرو بن علي أَبو حفص، قال: حدثني بشر بن عمر بن الحكم، وهو الزهراني، قال: حدثنا مالك. وفي (11511) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، عن محمد، وهو ابن ثور، عن معمر. و «أَبو يَعلى» (2 و 838) قال: حدثنا أَبو خيثمة (زهير)، قال: حدثنا بشر بن عمر الزهراني، قال: حدثنا مالك بن أنس. وفي (3) قال: حدثنا أَبو هشام الرفاعي، قال: حدثنا بشر بن عمر، قال: حدثنا مالك. وفي (4) قال: حدثنا الحارث بن سريج أَبو عمر، قال: حدثنا سفيان بن عُيينة، قال: حدثنا عَمرو. و «ابن حِبَّان» (6608) قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة اللخمي، بعسقلان، قال: حدثنا ابن أبي السري، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعمَر.

ثمانيتهم (مَعمَر بن راشد، وعَمرو بن دينار، وسفيان بن عُيينة، وشعيب بن أبي حمزة، وابن أخي ابن شهاب، ومالك بن أنس، وعُقيل بن خالد، ويونس بن يزيد) عن محمد بن مسلم بن شهاب الزُّهْري، قال: أخبرني مالك بن أوس بن الحدثان النصري، فذكره

(2)

.

(1)

قال ابن حَجر: وبمهملة مكسورة، ومُوحدة ثقيلة؛ محمد بن حاتم، لقبه حِبِّي، وبعضُهم ضَمَّ أَوله. «تبصير المُنتَبه» 1/ 475.

(2)

المسند الجامع (10542)، وتحفة الأشراف (10632 و 10633)، وأطراف المسند (5992 و 6651).

والحديث؛ أخرجه البزار (2 و 518 و 974)، والروياني (1331)، وأَبو عَوانة (6661: 6675)، والطبراني في «مسند الشاميين» (3220)، والبيهقي 6/ 297 و 298 و 7/ 58، والبغوي (2738).

ص: 302

ـ في رواية عقيل، ورواية مالك، عند البخاري (3094): عن ابن شهاب، قال: أخبرني مالك بن أوس بن الحدثان، وكان محمد بن جبير بن مطعم ذكر لي ذكرا من حديثه، فانطلقت حتى دخلت على مالك بن أوس، فسألته.

⦗ص: 304⦘

- قال أَبو داود: إنما سألاه أن يكون يصيره نصفين بينهما، لا أنهما جهلا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا نورث ما تركنا صدقة، فإنهما كانا لا يطلبان إلا الصواب، فقال عمر: لا أوقع عليه اسم القسم أدعه على ما هو.

- وقال أَبو داود: أراد أن لا يوقع عليه اسم قسم.

- وقال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ من حديث مالك بن أنس.

• أَخرجه أَبو داود (2975) قال: حدثنا عَمرو بن مرزوق، قال: أخبرنا شعبة، عن عَمرو بن مُرَّة، عن أبي البَختَري، قال: سمعت حديثا من رجل فأعجبني، فقلت: اكتبه لي، فأتى به مكتوبا مذبرا؛

«دخل العباس وعلي على عمر، وعنده طلحة، والزبير، وعبد الرَّحمَن، وسعد، وهما يختصمان، فقال عمر لطلحة، والزبير، وعبد الرَّحمَن، وسعد: ألم تعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كل مال النبي صلى الله عليه وسلم صدقة، إلا ما أطعمه أهله وكساهم، إنا لا نورث؟ فقالوا: بلى، قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق من ماله على أهله، ويتصدق بفضله، ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فوليها أَبو بكر سنتين، فكان يصنع الذي كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم» .

ثم ذكر شيئًا من حديث مالك بن أوس بن الحدثان.

ص: 303

- فوائد:

- قال الدارقُطني: رواه مالك بن أنس، وأَبو أويس، وزياد بن سعد، عن الزُّهْري، عن مالك بن أوس، عن عمر، عن أَبي بكر.

حدث به عن مالك كذلك جماعة، منهم: جويرية بن أسماء، وبشر بن عمر، وعَمرو بن مرزوق، وإسحاق بن محمد الفروي، والهيثم بن حبيب بن غزوان، فأسندوا هذه الألفاظ عن عمر، عن أَبي بكر.

وغيرهم يرويه عن مالك فيسندها، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وروى هذا الحديث معمر، وابن أبي عتيق، وشعيب بن أبي حمزة، وأُسامة بن

⦗ص: 305⦘

زيد، وغيرهم، فأسندوا هذه الألفاظ، عن مالك بن أوس بن الحدثان، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وذكروا في الحديث عن عمر، عن أَبي بكر الصِّدِّيق، أنه قال: أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم أعمل كما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ورواه عبد الملك بن عمير، عن الزُّهْري، فأسنده عن مالك بن أوس بن الحدثان، عن أَبي بكر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا نورث ما تركنا صدقة، لم يذكر بينهما عمر بن الخطاب.

حدث به عن عبد الملك بن عمير، كذلك تليد بن سليمان وحده، ولم يكن بالقوي في الحديث «العلل» (6).

ص: 304

10088 -

عن مالك بن أوس بن الحدثان، قال: جاء العباس وعلي إلى عمر يختصمان، فقال العباس: اقض بيني وبين هذا، فقال الناس: افصل بينهما، فقال عمر: لا أفصل بينهما، قد علما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«لا نورث، ما تركنا صدقة» .

قال: فقال الزُّهْري: وليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ منها قوت أهله، وجعل سائره سبيله سبيل المال، ثم وليها أَبو بكر بعده، ثم وليتها بعد أَبي بكر، فصنعت فيها الذي كان يصنع، ثم أتياني، فسألاني أن أدفعها إليهما، على أن يلياها بالذي وليها به رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي وليها به أَبو بكر، والذي وليتها به، فدفعتها إليهما، وأخذت على ذلك عهودهما، ثم أتياني، يقول هذا: اقسم لي بنصيبي من ابن أخي، ويقول هذا: اقسم لي بنصيبي من امرأتي، وإن شاءا أن أدفعها إليهما، على أن يلياها بالذي وليها به رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي وليها به أَبو بكر، والذي وليتها به، دفعتها إليهما، وإن أُبَيًّا كفيا ذلك، ثم قال:{واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل} هذا لهؤلاء {إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب

⦗ص: 306⦘

والغارمين وفي سبيل الله} هذه لهؤلاء {وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب} .

ص: 305

قال الزُّهْري: هذه لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة، قرى عربية، فدك وكذا وكذا، فـ {ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل} ، و {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم} ، {والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم} ، {والذين جاؤوا من بعدهم} ، فاستوعبت هذه الآية الناس، فلم يبق أحد من المسلمين إلا له في هذا المال حق، أو قال: حظ، إلا بعض من تملكون من أرقائكم، ولئن عشت إن شاء الله، ليأتين على كل مسلم حقه، أو قال: حظه

(1)

.

- وفي رواية: «عن مالك بن أوس بن الحدثان، قال: جاء العباس وعلي إلى عمر يختصمان، فقال العباس: اقض بيني وبين هذا الكذا كذا، فقال الناس: افصل بينهما، افصل بينهما، قال: لا أفصل بينهما، قد علما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا نورث، ما تركنا صدقة»

(2)

.

أخرجه أحمد (349). والنَّسَائي 7/ 135، وفي «الكبرى» (4434) قال: أخبرنا علي بن حُجْر.

كلاهما (أحمد بن حنبل، وعلي) عن إسماعيل بن إبراهيم ابن عُلَية، عن أيوب، عن عكرمة بن خالد، عن مالك بن أوس بن الحدثان، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ للنسائي 7/ 135.

(2)

اللفظ لأحمد.

(3)

المسند الجامع (10542)، وتحفة الأشراف (10633)، وأطراف المسند (6651).

والحديث؛ أخرجه ابن شبة في «تاريخ المدينة» (566).

ص: 306

• حديث أبي هريرة؛ أن فاطمة جاءت أبا بكر وعمر، تطلب ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا: إنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

⦗ص: 307⦘

«إني لا أورث» .

يأتي في مسند أَبي بكر الصِّدِّيق، رضي الله تعالى عنه.

ص: 306

• وحديث عروة بن الزبير، عن عائشة، قالت:

«وأما خيبر وفدك فأمسكها عمر، وقال: هما صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانتا لحقوقه التي تعروه، ونوائبه» .

يأتي في مسند أَبي بكر الصِّدِّيق، رضي الله تعالى عنه.

ص: 307

10089 -

عن عبد الله بن عَمرو بن العاص، عن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«يرث المال من يرث الولاء»

(1)

.

- وفي رواية: «يرث الولاء من ورث المال، من والد، أو ولد» .

أخرجه أحمد (147 م) قال: حدثنا أَبو سعيد. وفي 1/ 46 (324) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد.

كلاهما (أَبو سعيد، وعبد الله) عن عبد الله بن لَهِيعة، عن عَمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جَدِّه، فذكره.

• أَخرجه التِّرمِذي (2114) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا ابن لَهِيعة، عن عَمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جَدِّه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«يرث الولاء من يرث المال» .

- ليس فيه: «عن عمر»

(2)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ ليس إسناده بالقوي.

(1)

لفظ (147 م).

(2)

المسند الجامع (8485 و 10543)، وتحفة الأشراف (8732)، وأطراف المسند (6621)، ومَجمَع الزوائد 4/ 231.

ص: 307

- فوائد:

- قال عباس الدوري: سمعت يحيى بن مَعين، يقول: إذا حدث عَمرو بن شعيب عن أبيه، عن جَدِّه، فهو كتاب، هو عَمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عَمرو بن العاص، وهو يقول: أبي، عن جدي، عن النبي صلى الله عليه وسلم فمن هاهنا جاء ضعفه. «تاريخه» (5302).

- وعبد الله بن لَهيعَة ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (5997).

ص: 308

• حديث عبد الله بن عمر، عن عمر، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«ما حق امرئ مسلم، أن يبيت ليلتين سوداوين، وعنده ما يوصي فيه، إلا وصيته مكتوبة» .

سلف في مسند عبد الله بن عمر، رضي الله تعالى عنهما.

ص: 308

10090 -

عن عبد الله بن عَمرو بن العاص، قال: تزوج رئاب بن حذيفة بن سعيد بن سهم أم وائل ابنة معمر الجُمحية، فولدت له ثلاثة، فتوفيت أمهم، فورثها بنوها رباعها وولاء مواليها، فخرج بهم عَمرو بن العاص معه إلى الشام، فماتوا في طاعون عمواس، قال: فورثهم عَمرو، وكان عصبتهم، فلما رجع عَمرو، جاء بنو معمر فخاصموه في ولاء أختهم إلى عمر بن الخطاب، فقال عمر: أقضي بينكم بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«ما أحرز الولد، أو الوالد، فهو لعصبته من كان» .

قال: فقضى لنا به، وكتب لنا كتابا فيه شهادة عبد الرَّحمَن بن عوف، وزيد بن ثابت، وآخر، حتى إذا استخلف عبد الملك بن مروان توفي مَولًى لها، وترك ألفي دينار، فبلغني أن ذلك القضاء قد غير، فخاصموه إلى هشام بن إسماعيل، فرفعنا إلى عبد الملك، فأتيناه بكتاب عمر، فقال: إن كنت لأرى هذا من القضاء الذي لا يشك فيه، وما كنت أرى أن أمر المدينة بلغ هذا، أن يشكوا في هذا القضاء، فقضى لنا فيه، فلم نزل فيه بعد

(1)

.

⦗ص: 309⦘

- وفي رواية: «فلما رجع عَمرو، جاء بنو معمر بن حبيب يخاصمونه في ولاء أختهم، إلى عمر بن الخطاب، فقال: أقضي بينكم بما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما أحرز الولد، أو الوالد، فهو لعصبته من كان، فقضى لنا به»

(2)

.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(2)

اللفظ لأحمد.

ص: 308

أخرجه ابن أبي شيبة (32171) قال: حدثنا أَبو أُسامة. و «أحمد» (183) قال: حدثنا يحيى. و «ابن ماجة» (2732) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أَبو أُسامة. و «أَبو داود» (2917) قال: حدثنا عبد الله بن عَمرو بن أبي الحجاج أَبو مَعمَر، قال: حدثنا عبد الوارث. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (6314) قال: أخبرنا موسى بن عبد الرَّحمَن المسروقي، قال: حدثنا أَبو أُسامة، يعني حماد بن أُسامة.

ثلاثتهم (أَبو أُسامة، ويحيى بن سعيد، وعبد الوارث) عن حسين المُعَلِّم، عن عَمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جَدِّه، فذكره

(1)

.

• أَخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (6315) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى الصَّنْعاني، قال: حدثنا المُعتَمِر، يعني ابن سليمان، قال: سمعت الحسين المُعَلِّم، قال: حدثنا عَمرو بن شعيب، قال: قال عمر

مرسل.

(1)

المسند الجامع (15544)، وتحفة الأشراف (10581)، وأطراف المسند (6622).

والحديث؛ أخرجه البيهقي 10/ 304.

ص: 309

- فوائد:

- قال المِزِّي: روى أَبو داود، عن أبي سلمة، عن حماد، عن حميد، قال: الناس يتهمون عَمرو بن شعيب في هذا الحديث. «تحفة الأشراف» (10581 و 18598).

- رواية عَمرو بن شعيب عن أبيه، عن جَدِّه لا يحتج بها، انظر فوائد الحديث السابق.

ص: 309

10091 -

عن أَبي أُمامة بن سهل بن حنيف؛ أن رجلا رمى رجلا بسهم فقتله، وليس له وارث إلا خال، فكتب في ذلك أَبو عُبَيدة بن الجَراح إلى عمر، فكتب إليه عمر؛ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«الله ورسوله مولى من لا مَولَى له، والخال وارث من لا وارث له»

(1)

.

⦗ص: 310⦘

- وفي رواية: «عن أَبي أُمامة بن سهل، قال: كتب عمر إلى أبي عُبَيدة بن الجَراح: أن علموا غِلمانكم العوم، ومقاتلتكم الرمي، فكانوا يختلفون إلى الأغراض، فجاء سهم غرب إلى غلام فقتله، فلم يوجد له أصل، وكان في حجر خال له، فكتب فيه أَبو عبيدة إلى عمر، إلى من أدفع عقله؟ فكتب إليه عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:

«الله ورسوله مولى من لا مَولَى له، والخال وارث من لا وارث له»

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (31774) قال: حدثنا وكيع. و «أحمد» (189) قال: حدثنا وكيع.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(2)

اللفظ لأحمد (323).

ص: 309

وفي 1/ 46 (323) قال: حدثنا يحيى بن آدم. و «ابن ماجة» (2737) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع. و «التِّرمِذي» (2103) قال: حدثنا بُندَار، قال: حدثنا أَبو أحمد الزُّبَيري. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (6317) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن رَاهَوَيْه، قال: أخبرنا وكيع. و «ابن حِبَّان» (6037) قال: أخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا القواريري، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير.

ثلاثتهم (وكيع بن الجراح، ويحيى بن آدم، وأَبو أحمد، محمد بن عبد الله الزُّبَيري) عن سفيان الثوري، عن عبد الرَّحمَن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة الزرقي، عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف الأَنصاري، عن أَبي أُمامة بن سهل بن حنيف، فذكره

(1)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ.

(1)

المسند الجامع (10545)، وتحفة الأشراف (10384)، وأطراف المسند (6525)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (3033).

والحديث؛ أخرجه البزار (253)، وابن الجارود (964)، وأَبو عَوانة (5645)، والدارقُطني (4111)، والبيهقي 6/ 214.

ص: 310

10092 -

عن إبراهيم النَّخَعي، عن عمر، قال:

«سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكلالة، فقال: تكفيك آية الصيف» .

فقال: لأن أكون سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها، أحب إلي من أن يكون لي حمر النعم.

أخرجه أحمد (262) قال: حدثنا أَبو نُعيم، قال: حدثنا مالك، يعني ابن مِغْوَل، قال: سمعت الفضيل بن عَمرو، عن إبراهيم، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10546)، وأطراف المسند (6524).

ص: 311

- فوائد:

- قال أَبو زُرعَة وأَبو حاتم، الرازيان: إبراهيم النَّخَعي عن عمر، مرسل. «المراسيل» لابن أبي حاتم (23 و 24).

ص: 311

- كتاب النذور

• حديث عبد الله بن عمر، عن عمر بن الخطاب؛

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدركه، وهو في ركب، وهو يحلف بأبيه، فقال: إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان حالفا فليحلف بالله، أو ليسكت» .

- وفي رواية: «سمعني النبي صلى الله عليه وسلم أحلف بأبي، فقال: يا عمر، لا تحلف بأبيك، احلف بالله، ولا تحلف بغير الله، قال: فما حلفت بعدها إلا بالله» .

سلف في مسند عبد الله بن عمر، رضي الله تعالى عنهما.

• وحديث عبد الله بن عمر، عن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم» .

قال عمر: فوالله، ما حلفت بها بعد ذاكرا ولا آثرا.

سلف في مسند عبد الله بن عمر، رضي الله تعالى عنهما.

• وحديث ابن عمر، عن عمر؛

⦗ص: 312⦘

«أنه قال: لا، وأبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مه، إنه من حلف بشيء دون الله فقد أشرك» .

سلف في مسند عبد الله بن عمر، رضي الله تعالى عنهما.

ص: 311

10093 -

عن عبد الله بن عباس، قال: قال عمر:

«كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ركب، فقال رجل: لا، وأبي، فقال رجل: لا تحلفوا بآبائكم، فالتفت فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم»

(1)

.

- وفي رواية: «كنت في ركب أسير، في غزاة مع النبي صلى الله عليه وسلم فحلفت، فقلت: لا، وأبي، فنهرني رجل من خلفي، وقال: لا تحلفوا بآبائكم، فالتفت فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم»

(2)

.

أخرجه عبد الرزاق (15925) عن إسرائيل. و «ابن أبي شيبة» (12411) قال: حدثنا عَمرو بن طلحة، عن أسباط بن نصر. و «أحمد» (116) قال: حدثنا أَبو سعيد مولى بني هاشم، قال: حدثنا زائدة. وفي 1/ 32 (214) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الزُّبَيري، قال: حدثنا إسرائيل. وفي 1/ 36 (240) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا إسرائيل. وفي 1/ 42 (291) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا إسرائيل. و «عَبد بن حُميد» (36) قال: حدثني عَمرو بن طلحة، قال: حدثنا الأسباط بن نصر.

ثلاثتهم (إسرائيل بن يونس، وأسباط بن نصر، وزائدة بن قُدَامة) عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره

(3)

.

• أَخرجه ابن أبي شيبة (12410) قال: حدثنا أَبو الأحوص، عن سِمَاك، عن عكرمة، قال: قال عمر:

⦗ص: 313⦘

«حدثت قوما حديثا، فقلت: لا، وأبي، فقال رجل من خلفي: لا تحلفوا بآبائكم، قال: فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لو أن أحدكم حلف بالمسيح لهلك، والمسيح خير من آبائكم» .

- ليس فيه: «عن ابن عباس» .

(1)

اللفظ لأحمد (116).

(2)

اللفظ لأحمد (240).

(3)

المسند الجامع (10549)، وأطراف المسند (6587)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (4816).

والحديث؛ أخرجه البزار (203).

ص: 312

- فوائد:

- قال التِّرمِذي: حدثنا هَنَّاد، قال: حدثنا أَبو الأحوص، عن سِمَاك، عن عكرمة، قال: قال عمر بن الخطاب حدثت قوما بحديث قال: فجعلت أقول: وأبي، فقال رجل خلفي: لا تحلفوا بآبائكم، فالتفت فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.

سألتُ محمدًا، يعني ابن إسماعيل البخاري عن هذا الحديث؟ فقال: أصحاب سماك رووا هذا الحديث عن سِمَاك، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن عمر، إلا أبا الأحوص فإنه قال: عن سِمَاك، عن عكرمة، عن عمر. «علل التِّرمِذي» (459).

ص: 313

10094 -

عن سعيد بن المُسَيب؛ أن أخوين من الأنصار كان بينهما ميراث، فسأل أحدهما صاحبه القسمة، فقال: إن عدت تسألني عن القسمة فكل مال لي في رتاج الكعبة، فقال له عمر: إن الكعبة غنية عن مالك، كفر عن يمينك، وكلم أخاك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«لا يمين عليك، ولا نذر في معصية الرب، ولا في قطيعة الرحم، وفيما لا تملك»

(1)

.

أخرجه أَبو داود (3272) قال: حدثنا محمد بن المنهال. و «ابن حِبَّان» (4355) قال: أخبرنا أَبو خليفة، قال: حدثنا مُسَدد بن مُسَرهد.

⦗ص: 314⦘

كلاهما (ابن المنهال، ومُسَدَّد) عن يزيد بن زُريع، قال: حدثنا حبيب المعلم، عن عَمرو بن شعيب، عن سعيد بن المُسَيب، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأبي داود.

(2)

المسند الجامع (15551)، وتحفة الأشراف (10447).

والحديث؛ أخرجه البزار (294)، والبيهقي 10/ 33 و 65.

ص: 313

- فوائد:

- قال الدارقُطني: هو حديثٌ يرويه عَمرو بن شعيب، عن سعيد بن المُسَيب، عن عمر.

واختلف عن عَمرو؛

فرواه مطرف بن طريف، وحبيب المعلم، عن عَمرو بن شعيب، عن سعيد بن المُسَيب، عن عمر.

وعند عَمرو بن شعيب فيه إسناد آخر، عن أبيه، عن جَدِّه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

يرويه المثنى بن الصباح وغيره.

ويشبه أن يكونا صحيحين، والله أعلم. «العلل» (181).

- قال إسحاق بن منصور: قلت ليحيى بن مَعين: يصح لسعيد بن المُسَيب سماع من عمر؟ قال: لا. «المراسيل» لابن أبي حاتم (247).

ص: 314

• حديث ابن عمر، عن عمر؛

«أنه قال: يا رسول الله، إني نذرت في الجاهلية أن أعتكف في المسجد الحرام ليلة، فقال له: فأوف بنذرك» .

سلف في مسند عبد الله بن عمر، رضي الله تعالى عنهما.

ص: 314

- كتاب الحدود والدِّيَات

10095 -

عن أسلم العدوي، عن عمر بن الخطاب؛

«أن رجلا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله، وكان يلقب حمارا، وكان

⦗ص: 315⦘

يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب، فأتي به يوما فأمر به فجلد، فقال رجل من القوم: اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتى به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تلعنوه، فوالله، ما علمت أنه يحب الله ورسوله»

(1)

.

- وفي رواية: «أن رجلا كان يلقب حمارا، وكان يهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم العكة من السمن، والعكة من العسل، فإذا جاء صاحبها يتقاضاه، جاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: يا رسول الله، أعط هذا ثمن متاعه، فما يزيد رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يتبسم، ويأمر به فيعطى، فجيء به يوما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شرب الخمر، فقال رجل: اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تلعنوه، فإنه يحب الله ورسوله»

(2)

.

أخرجه البخاري 8/ 197 (6780) قال: حدثنا يحيى بن بُكير، قال: حدثني الليث، قال: حدثني خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال. و «أَبو يَعلى» (176) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نُمير، قال: حدثنا أبي عبد الله بن نُمير، قال: حدثنا هشام بن سعد. وفي (177) قال: حدثنا عبد الله بن عامر بن براد، قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا هشام بن سعد.

كلاهما (سعيد بن أبي هلال، وهشام بن سعد) عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ للبخاري.

(2)

اللفظ لأبي يَعلى (176).

(3)

المسند الجامع (10553)، وتحفة الأشراف (10396)، والمقصد العَلي (682)، ومَجمَع الزوائد 4/ 148، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (2973)، والمطالب العالية (1496).

والحديث؛ أخرجه البزار (269)، والبيهقي 8/ 312، والبغوي (2606).

ص: 314

10096 -

عن عبد الله بن عباس، قال: كنت أقرئ رجالا من المهاجرين، منهم عبد الرَّحمَن بن عوف، فبينما أنا في منزله بمنى، وهو عند عمر بن الخطاب، في آخر حجة حجها، إذ رجع إلي عبد الرَّحمَن، فقال: لو رأيت رجلا أتى أمير المؤمنين اليوم، فقال: يا أمير المؤمنين، هل لك في فلان، يقول: لو قد مات عمر لقد

⦗ص: 316⦘

بايعت فلانا، فوالله، ما كانت بيعة أَبي بكر إلا فلتة فتمت، فغضب عمر، ثم قال: إني إن شاء الله، لقائم العشية في الناس، فمحذرهم هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم أمورهم، قال عبد الرَّحمَن: فقلت: يا أمير المؤمنين، لا تفعل، فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم، فإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس، وأنا أخشى أن تقوم، فتقول مقالة يطيرها عنك كل مطير، وأن لا يعوها، وأن لا يضعوها على مواضعها، فأمهل حتى تقدم المدينة، فإنها دار الهجرة والسنة، فتخلص بأهل الفقه، وأشراف الناس، فتقول ما قلت متمكنا، فيعي أهل العلم مقالتك، ويضعونها على مواضعها، فقال عمر: أما والله، إن شاء الله، لأقومن بذلك أول مقام أقومه بالمدينة، قال ابن عباس: فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة، فلما كان يوم الجمعة، عجلت الرواح حين زاغت الشمس، حتى أجد سعيد بن زيد بن عَمرو بن نفيل جالسا إلى ركن المنبر، فجلست حوله، تمس ركبتي ركبته، فلم أنشب أن خرج عمر بن الخطاب، فلما رأيته مقبلا، قلت لسعيد بن زيد بن عَمرو بن نفيل: ليقولن العشية مقالة لم يقلها منذ استخلف، فأنكر علي، وقال: ما عسيت أن يقول ما لم يقل قبله، فجلس عمر على المنبر، فلما سكت المؤذنون، قام فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد، فإني قائل لكم مقالة قد قدر لي أن أقولها، لا أدري لعلها بين يدي أجلي، فمن عقلها ووعاها، فليحدث بها حيث انتهت به راحلته، ومن خشي أن لا يعقلها، فلا أحل لأحد أن يكذب علي؛

«إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل الله آية الرجم، فقرأناها وعقلناها ووعيناها، رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده» .

ص: 315

فأخشى إن طال بالناس زمان، أن يقول قائل: والله، ما نجد آية الرجم في كتاب الله، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله، والرجم في كتاب الله حق على من زنى، إذا أحصن، من الرجال والنساء، إذا قامت البينة، أو كان الحبل، أو الاعتراف، ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله: أن لا ترغبوا عن آبائكم، فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم، أو إن كفرا بكم، أن ترغبوا عن آبائكم، ألا ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

⦗ص: 317⦘

«لا تطروني كما أطري عيسى ابن مريم، وقولوا: عبد الله ورسوله» .

ثم إنه بلغني، أن قائلا منكم يقول: والله، لو قد مات عمر بايعت فلانا، فلا يغترن امرؤ أن يقول: إنما كانت بيعة أَبي بكر فلتة وتمت، ألا وإنها قد كانت كذلك، ولكن الله وقى شرها، وليس فيكم من تقطع الأعناق إليه مثل أَبي بكر، من بايع رجلا عن غير مشورة من المسلمين، فلا يبايع هو ولا الذي بايعه، تغرة أن يقتلا، وإنه قد كان من خبرنا حين توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن الأنصار خالفونا، واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة، وخالف عنا علي والزبير، ومن معهما، واجتمع المهاجرون إلى أَبي بكر، فقلت لأَبي بكر: يا أبا بكر، انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار، فانطلقنا نريدهم، فلما دنونا منهم لقينا منهم رجلان صالحان، فذكرا ما تمالأ عليه القوم، فقالا: أين تريدون يا معشر المهاجرين؟ فقلنا: نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار، فقالا: لا عليكم أن لا تقربوهم، اقضوا أمركم، فقلت: والله لنأتينهم، فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة، فإذا رجل مزمل بين ظهرانيهم، فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا سعد بن عبادة، فقلت: ما له؟ قالوا: يوعك، فلما جلسنا قليلا تشهد خطيبهم، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد، فنحن أنصار الله، وكتيبة الإسلام، وأنتم معشر المهاجرين رهط، وقد دفت دافة من قومكم، فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا، وأن يحضنونا من الأمر، فلما سكت أردت أن أتكلم، وكنت قد زورت مقالة أعجبتني، أريد أن أقدمها بين يدي أَبي بكر، وكنت أداري منه بعض الحد،

ص: 316

فلما أردت أن أتكلم، قال أَبو بكر: على رسلك، فكرهت أن أغضبه، فتكلم أَبو بكر، فكان هو أحلم مني وأوقر، والله، ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري، إلا قال في بديهته مثلها، أو أفضل منها، حتى سكت، فقال: ما ذكرتم فيكم من خير، فأنتم له أهل، ولن يعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش، هم أوسط العرب نسبا ودارا، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين، فبايعوا أيهما شئتم، فأخذ بيدي وبيد أبي عُبَيدة بن الجَراح، وهو جالس بيننا، فلم أكره مما قال غيرها، كان والله، أن أقدم

⦗ص: 318⦘

فتضرب عنقي، لا يقربني ذلك من إثم، أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أَبو بكر، اللهم إلا أن تسول إلي نفسي عند الموت شيئًا لا أجده الآن، فقال قائل من الأنصار: أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب، منا أمير ومنكم أمير، يا معشر قريش، فكثر اللغط، وارتفعت الأصوات، حتى فرقت من الاختلاف، فقلت: ابسط يدك يا أبا بكر، فبسط يده، فبايعته، وبايعه المهاجرون، ثم بايعته الأنصار، ونزونا على سعد بن عبادة، فقال قائل منهم: قتلتم سعد بن عبادة، فقلت: قتل الله سعد بن عبادة، قال عمر: وإنا والله، ما وجدنا فيما حضرنا من أمر أقوى من مبايعة أَبي بكر، خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة، أن يبايعوا رجلا منهم بعدنا، فإما بايعناهم على ما لا نرضى، وإما نخالفهم، فيكون فسادا، فمن بايع رجلا على غير مشورة من المسلمين، فلا يتابع هو ولا الذي بايعه، تغرة أن يقتلا

(1)

.

(1)

اللفظ للبخاري (6830).

ص: 317

- وفي رواية: عن ابن عباس، قال: كنت أختلف إلى عبد الرَّحمَن بن عوف، ونحن بمنى، مع عمر بن الخطاب، أعلم عبد الرَّحمَن بن عوف القرآن، فأتيته في المنزل فلم أجده، فقيل: هو عند أمير المؤمنين، فانتظرته حتى جاء، فقال لي: قد غضب هذا اليوم غضبا ما رأيته غضب مثله منذ كان، قال: قلت: لم ذاك؟ قال: بلغه أن رجلين من الأنصار ذكرا بيعة أَبي بكر، فقالا: والله، ما كانت إلا فلتة، فما يمنع امرءا إن هلك هذا أن يقوم إلى من يحب فيضرب على يده، فتكون كما كانت، قال: فهم عمر أن يكلم الناس، قال: فقلت: لا تفعل، يا أمير المؤمنين، فإنك ببلد قد اجتمعت إليه أفناء العرب كلها، وإنك إن قلت مقالة حملت عنك وانتشرت في الأرض كلها، فلم تدر ما يكون في ذلك، وإنما يعنيك من قد عرفت أنه سيصير إلى المدينة، فلما قدمنا المدينة رحت مهجرا، حتى أخذت عضادة المنبر اليمنى، وراح إلي سعيد بن زيد بن عَمرو بن نفيل، حتى جلس معي، فقلت: ليقولن هذا اليوم مقالة ما قالها منذ استخلف، قال: وما عسى أن يقول، قلت:

⦗ص: 319⦘

ستسمع ذلك، قال: فلما اجتمع الناس، خرج عمر حتى جلس على المنبر، ثم حمد الله وأثنى عليه، ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى عليه، ثم قال:

«إن الله أبقى رسوله بين أظهرنا، ينزل عليه الوحي من الله، يحل به ويحرم، ثم قبض الله رسوله، فرفع معه ما شاء أن يرفع، وأبقى منه ما شاء أن يبقي، فتشبثنا ببعض، وفاتنا بعض، فكان مما كنا نقرأ من القرآن: لا ترغبوا عن آبائكم، فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم، ونزلت آية الرجم، فرجم النبي صلى الله عليه وسلم ورجمنا معه» .

والذي نفس محمد بيده، لقد حفظتها وعلمتها وعقلتها، ولولا أن يقال: كتب عمر في المصحف ما ليس فيه، لكتبتها بيدي كتابا، والرجم على ثلاثة منازل: حمل بين، أو اعتراف من صاحبه، أو شهود عدل، كما أمر الله، وقد بلغني أن رجالا يقولون في خلافة أَبي بكر: إنها كانت فلتة، ولعمري إن كانت كذلك، ولكن الله أعطى خيرها، ووقى شرها، وأيكم هذا الذي تنقطع إليه الأعناق كانقطاعها إلى أَبي بكر، إنه كان من شأن الناس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي،

ص: 318

فأتينا فقيل لنا: إن الأنصار قد اجتمعت في بني ساعدة مع سعد بن عبادة، يبايعونه، فقمت، وقام أَبو بكر، وأَبو عُبَيدة بن الجَراح، نحوهم فزعين، أن يحدثوا في الإسلام فتقا، فلقينا رجلان من الأنصار، رجلا صدق: عويم بن ساعدة، ومعن بن عَدي، فقالا: أين تريدون؟ فقلنا: قومكم لما بلغنا من أمرهم، فقالا: ارجعوا فإنكم لن تخالفوا، ولن يؤت شيء تكرهونه، فأبينا إلا أن نمضي، وأنا أزور كلاما أريد أن أتكلم به، حتى انتهينا إلى القوم، وإذا هم عكر هنالك على سعد بن عبادة، وهو على سرير له مريض، فلما غشيناهم تكلموا، فقالوا: يا معشر قريش، منا أمير ومنكم أمير، فقام الحباب بن المنذر، فقال: أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب، إن شئتم والله رددناها جذعة، فقال أَبو بكر: على رسلكم، فذهبت لأتكلم، فقال: أنصت يا عمر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا معشر الأنصار، إنا والله ما ننكر فضلكم، ولا بلاءكم في الإسلام، ولا حقكم الواجب علينا،

⦗ص: 320⦘

ولكنكم قد عرفتم أن هذا الحي من قريش بمنزلة من العرب، ليس بها غيرهم، وأن العرب لن تجتمع إلا على رجل منهم، فنحن الأمراء، وأنتم الوزراء، فاتقوا الله، ولا تصدعوا الإسلام، ولا تكونوا أول من أحدث في الإسلام، ألا وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين، لي ولأبي عُبَيدة بن الجَراح، فأيهما ما بايعتم فهو لكم ثقة، قال: فوالله، ما بقي شيء كنت أحب أن أقوله إلا وقد قاله يومئذ، غير هذه الكلمة، فوالله لأن أقتل، ثم أحيا، ثم أقتل، ثم أحيا، في غير معصية، أحب إلي من أن أكون أميرا على قوم فيهم أَبو بكر، قال: ثم قلت: يا معشر الأنصار، يا معشر المسلمين، إن أولى الناس بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعده:{ثاني اثنين إذ هما في الغار} أَبو بكر السباق المتين، ثم أخذت بيده، وبادرني رجل من الأنصار، فضرب على يده قبل أن أضرب على يده، ثم ضربت على يده، وتتابع الناس، وميل على سعد بن عبادة، فقال الناس: قتل سعد، فقلت: اقتلوه قتله الله، ثم انصرفنا، وقد جمع الله أمر المسلمين بأَبي بكر، فكانت لعمر الله فلتة كما قلتم، أعطى الله خيرها، ووقى شرها، فمن دعا إلى مثلها، فهو الذي لا بيعة له، ولا لمن بايعه

(1)

.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة (38198).

ص: 319

- وفي رواية: عن ابن عباس؛ أن عبد الرَّحمَن بن عوف رجع إلى رحله، قال ابن عباس: وكنت أقرئ عبد الرَّحمَن بن عوف، فوجدني وأنا أنتظره، وذلك بمنى، في آخر حجة حجها عمر بن الخطاب، قال عبد الرَّحمَن بن عوف: إن رجلا أتى عمر بن الخطاب، فقال: إن فلانا يقول: لو قد مات عمر بايعت فلانا، فقال عمر: إني قائم العشية في الناس، فمحذرهم هؤلاء الرهط الذين يريدون أن يغصبوهم أمرهم، قال عبد الرَّحمَن: فقلت: يا أمير المؤمنين، لا تفعل، فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم، وإنهم الذين يغلبون على مجلسك إذا قمت في الناس، فأخشى أن تقول مقالة يطير بها أولئك، فلا يعوها ولا يضعوها على مواضعها، ولكن حتى تقدم المدينة، فإنها دار الهجرة والسنة، وتخلص بعلماء الناس وأشرافهم، فتقول ما قلت متمكنا، فيعون مقالتك، ويضعونها

⦗ص: 321⦘

مواضعها، فقال عمر: لئن قدمت المدينة صالحا لأكلمن بها الناس في أول مقام أقومه، فلما قدمنا المدينة في عقب ذي الحجة، وكان يوم الجمعة، عجلت الرواح صكة الأعمى ـ قلت لمالك: وما صكة الأعمى؟ قال: إنه لا يبالي أي ساعة خرج، لا يعرف الحر والبرد، ونحو هذا ـ فوجدت سعيد بن زيد عند ركن المنبر الأيمن قد سبقني، فجلست حذاءه، تحك ركبتي ركبته، فلم أنشب أن طلع عمر، فلما رأيته قلت: ليقولن العشية على هذا المنبر مقالة، ما قالها عليه أحد قبله، قال: فأنكر سعيد بن زيد ذلك، فقال: ما عسيت أن يقول ما لم يقل أحد؟! فجلس عمر على المنبر، فلما سكت المؤذن، قام فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد، أيها الناس، فإني قائل مقالة قد قدر لي أن أقولها، لا أدري لعلها بين يدي أجلي، فمن وعاها وعقلها، فليحدث بها حيث انتهت به راحلته، ومن لم يعها فلا أحل له أن يكذب علي؛

«إن الله، تبارك وتعالى، بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، وكان مما أنزل عليه آية الرجم، فقرأناها ووعيناها، ورجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده» .

فأخشى إن طال بالناس زمان، أن يقول قائل: لا نجد آية الرجم في كتاب الله، عز وجل، فيضلوا بترك فريضة قد أنزلها الله، عز وجل، فالرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن، من الرجال والنساء، إذا قامت البينة، أو الحبل، أو الاعتراف،

ص: 320

ألا وإنا قد كنا نقرأ: لا ترغبوا عن آبائكم، فإن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم، ألا وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«لا تطروني كما أطري عيسى ابن مريم، عليه السلام، فإنما أنا عبد الله، فقولوا: عبد الله ورسوله» .

وقد بلغني أن قائلا منكم يقول: لو قد مات عمر بايعت فلانا، فلا يغترن امرؤ أن يقول: إن بيعة أَبي بكر، رضي الله عنه، كانت فلتة، ألا وإنها كانت كذلك، إلا أن الله، عز وجل، وقى شرها، وليس فيكم اليوم من تقطع إليه الأعناق مثل أَبي بكر، ألا وإنه كان من خبرنا حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عليا والزبير، ومن

⦗ص: 322⦘

كان معهما، تخلفوا في بيت فاطمة، رضي الله عنها، بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتخلفت عنا الأنصار بأجمعها في سقيفة بني ساعدة، واجتمع المهاجرون إلى أَبي بكر، فقلت له: يا أبا بكر، انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار، فانطلقنا نؤمهم، حتى لقينا رجلان صالحان، فذكرا لنا الذي صنع القوم، فقالا: أين تريدون يا معشر المهاجرين؟ فقلت: نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار، فقالا: لا عليكم أن لا تقربوهم، واقضوا أمركم يا معشر المهاجرين، فقلت: والله لنأتينهم، فانطلقنا حتى جئناهم في سقيفة بني ساعدة، فإذا هم مجتمعون، وإذا بين ظهرانيهم رجل مزمل، فقلت: من هذا؟ فقالوا: سعد بن عبادة، فقلت: ما له؟ قالوا: وجع، فلما جلسنا قام خطيبهم، فأثنى على الله، عز وجل، بما هو أهله، وقال: أما بعد، فنحن أنصار الله، عز وجل، وكتيبة الإسلام، وأنتم يا معشر المهاجرين، رهط منا، وقد دفت دافة منكم، يريدون أن يختزلونا من أصلنا، ويحضنونا من الأمر، فلما سكت أردت أن أتكلم، وكنت قد زورت مقالة أعجبتني، أردت أن أقولها بين يدي أَبي بكر، وقد كنت أداري منه بعض الحد، وهو كان أحلم مني وأوقر، فقال أَبو بكر: على رسلك، فكرهت أن أغضبه، وكان أعلم مني وأوقر، والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري، إلا قالها في بديهته وأفضل، حتى سكت، فقال: أما بعد، فما ذكرتم من خير فأنتم أهله، ولم تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش، هم أوسط العرب نسبا ودارا، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين أيهما شئتم، وأخذ بيدي وبيد أبي عُبَيدة بن الجَراح،

ص: 321

فلم أكره مما قال غيرها، وكان والله، أن أقدم فتضرب عنقي، لا يقربني ذلك إلى إثم، أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أَبو بكر، إلا أن تغير نفسي عند الموت، فقال قائل من الأنصار: أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب، منا أمير ومنكم أمير، يا معشر قريش ـ فقلت لمالك: ما معنى أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب؟ قال: كأنه يقول: أنا داهيتها ـ قال: وكثر اللغط، وارتفعت الأصوات، حتى خشيت الاختلاف، فقلت: ابسط يدك يا أبا بكر، فبسط يده، فبايعته، وبايعه المهاجرون، ثم بايعه

⦗ص: 323⦘

الأنصار، ونزونا على سعد بن عبادة، فقال قائل منهم: قتلتم سعدا، فقلت: قتل الله سعدا، وقال عمر، رضي الله عنه: أما والله، ما وجدنا فيما حضرنا أمرا هو أقوى من مبايعة أَبي بكر، رضي الله عنه، خشينا إن فارقنا القوم، ولم تكن بيعة، أن يحدثوا بعدنا بيعة، فإما أن نتابعهم على ما لا نرضى، وإما أن نخالفهم، فيكون فيه فساد، فمن بايع أميرا عن غير مشورة المسلمين، فلا بيعة له، ولا بيعة للذي بايعه، تغرة أن يقتلا.

قال مالك: وأخبرني ابن شهاب، عن عروة بن الزبير؛ أن الرجلين اللذين لقياهما: عويم بن ساعدة، ومعن بن عَدي.

قال ابن شهاب: وأخبرني سعيد بن المُسَيب؛ أن الذي قال: أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب، الحباب بن المنذر

(1)

.

- في رواية معمر، عند عبد الرزاق (9758) زاد:«قال قتادة: فقال عمر بن الخطاب: لا يصلح سيفان في غمد واحد، ولكن منا الأمراء، ومنكم الوزراء» .

- وفي رواية: عن عبد الله بن عباس؛ أنه كان يقرئ عبد الرَّحمَن بن عوف، في خلافة عمر بن الخطاب، قال: فلم أر رجلا يجد من الأقشعريرة ما يجد عبد الرَّحمَن عند القراءة، قال ابن عباس: فجئت ألتمس عبد الرَّحمَن يوما، فلم أجده، فانتظرته في بيته حتى رجع من عند عمر، فلما رجع قال لي: لو رأيت رجلا آنفا، قال لعمر كذا وكذا، وهو يومئذ بمنى، في آخر حجة حجها عمر بن الخطاب،

(1)

اللفظ لأحمد (391).

ص: 322

فذكر عبد الرَّحمَن لابن عباس: أن رجلا أتى إلى عمر، فأخبره أن رجلا قال: والله، لو مات عمر لقد بايعت فلانا، قال عمر حين بلغه ذلك: إني لقائم إن شاء الله العشية في الناس، فمحذرهم هؤلاء الذين يغتصبون الأمة أمرهم، فقال عبد الرَّحمَن: فقلت: يا أمير المؤمنين، لا تفعل ذلك يومك هذا، فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم، وإنهم هم الذين يغلبون على مجلسك، فأخشى إن قلت فيهم اليوم

⦗ص: 324⦘

مقالا أن يطيروا بها، ولا يعوها، ولا يضعوها على مواضعها، أمهل حتى تقدم المدينة، فإنها دار الهجرة والسنة، وتخلص لعلماء الناس وأشرافهم، فتقول ما قلت متمكنا، فيعوا مقالتك، ويضعوها على مواضعها، قال عمر: والله، لئن قدمت المدينة صالحا، لأكلمن بها الناس في أول مقام أقومه، قال ابن عباس: فلما قدمنا المدينة في عقب ذي الحجة، وجاء يوم الجمعة، هجرت صكة الأعمى لما أخبرني عبد الرَّحمَن، فوجدت سعيد بن زيد قد سبقني بالتهجير، فجلس إلى ركن جانب المنبر الأيمن، فجلست إلى جنبه، تمس ركبتي ركبته، فلم ينشب عمر أن خرج، فأقبل يؤم المنبر، فقلت لسعيد بن زيد، وعمر مقبل: والله، ليقولن أمير المؤمنين على هذا المنبر اليوم مقالة، لم يقلها أحد قبله، فأنكر ذلك سعيد بن زيد، وقال: ما عسى أن يقول ما لم يقله أحد قبله؟ فلما جلس على المنبر، أذن المؤذن، فلما أن سكت قام عمر، فتشهد وأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد، فإني قائل لكم مقالة، قد قدر لي أن أقولها، لعلها بين يدي أجلي، فمن عقلها ووعاها، فليحدث بها حيث انتهت به راحلته، ومن خشي أن لا يعيها، فلا أحل له أن يكذب علي:

«إن الله، جل وعلا، بعث محمدا صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل عليه آية الرجم، فقرأناها وعقلناها ووعيناها، ورجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده» .

وأخشى إن طال بالناس زمان، أن يقول قائل: والله، ما نجد آية الرجم في كتاب الله، فيترك فريضة أنزلها الله، وإن الرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن، من الرجال والنساء، إذا قامت البينة، أو كان الحبل، أو الاعتراف، ثم إنا قد كنا نقرأ: أن لا ترغبوا عن آبائكم، فإن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«لا تطروني كما أطري ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله» .

ص: 323

ثم إنه بلغني أن فلانا منكم يقول: والله، لو قد مات عمر لقد بايعت فلانا، فلا يغرن امرءا أن يقول: إن بيعة أَبي بكر كانت فلتة فتمت، فإنها قد كانت كذلك، إلا

⦗ص: 325⦘

أن الله وقى شرها، وليس فيكم من تقطع إليه الأعناق مثل أَبي بكر، وإنه كان من خيرنا حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن عليا والزبير، ومن معهما تخلفوا عنا، وتخلفت الأنصار عنا بأسرها، واجتمعوا في سقيفة بني ساعدة، واجتمع المهاجرون إلى أَبي بكر، فبينا نحن في منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ رجل ينادي من وراء الجدار: اخرج إلي يا ابن الخطاب، فقلت: إليك عني فإنا مشاغيل عنك، فقال: إنه قد حدث أمر لا بد منك فيه، إن الأنصار قد اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة، فأدركوهم قبل أن يحدثوا أمرا، فيكون بينكم وبينهم فيه حرب، فقلت لأَبي بكر: انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار، فانطلقنا نؤمهم، فلقينا أَبو عُبَيدة بن الجَراح، فأخذ أَبو بكر بيده، فمشى بيني وبينه، حتى إذا دنونا منهم لقينا رجلان صالحان، فذكرا الذي صنع القوم، وقالا: أين تريدون يا معشر المهاجرين؟ فقلت: نريد إخواننا من هؤلاء الأنصار، قالا: لا عليكم أن لا تقربوهم، يا معشر المهاجرين، اقضوا أمركم، فقلت: والله لنأتينهم، فانطلقنا حتى أتيناهم، فإذا هم في سقيفة بني ساعدة، فإذا بين أظهرهم رجل مزمل، فقلت: من هذا؟ قالوا: سعد بن عبادة، قلت: فما له؟ قالوا: هو وجع، فلما جلسنا، تكلم خطيب الأنصار، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد، فنحن أنصار الله، وكتيبة الإسلام، وأنتم، يا معشر المهاجرين، رهط منا، وقد دفت دافة من قومكم، قال عمر: وإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا، ويحطوا بنا منه، قال: فلما قضى مقالته أردت أن أتكلم، وكنت قد زورت مقالة أعجبتني، أريد أن أقوم بها بين يدي أَبي بكر، وكنت أداري من أَبي بكر بعض الحدة، فلما أردت أن أتكلم، قال أَبو بكر: على رسلك، فكرهت أن أغضبه، فتكلم أَبو بكر، وهو كان أحلم مني وأوقر، والله، ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا تكلم بمثلها، أو أفضل، في بديهته حتى سكت، فتشهد أَبو بكر، وأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد، أيها الأنصار، فما ذكرتم فيكم من خير، فأنتم أهله، ولن تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش، هم أوسط العرب نسبا ودارا، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين، فبايعوا أيهما شئتم، فأخذ بيدي

⦗ص: 326⦘

وبيد أبي عُبَيدة بن الجَراح،

ص: 324

فلم أكره من مقالته غيرها، كان والله، أن أقدم فتضرب عنقي، لا يقربني ذلك إلى إثم، أحب إلي من أن أؤمر على قوم فيهم أَبو بكر، إلا أن تغير نفسي عند الموت، فلما قضى أَبو بكر مقالته، قال قائل من الأنصار: أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب، منا أمير ومنكم أمير، يا معشر قريش، قال عمر: فكثر اللغط، وارتفعت الأصوات، حتى أشفقت الاختلاف، قلت: ابسط يدك يا أبا بكر، فبسط أَبو بكر يده، فبايعته، وبايعه المهاجرون والأنصار، ونزونا على سعد بن عبادة، فقال قائل من الأنصار: قتلتم سعدا، قال عمر: فقلت، وأنا مغضب: قتل الله سعدا، فإنه صاحب فتنة وشر، وإنا والله، ما رأينا فيما حضر من أمرنا، أمرا أقوى من بيعة أَبي بكر، فخشينا إن فارقنا القوم قبل أن تكون بيعة، أن يحدثوا بعدنا بيعة، فإما أن نبايعهم على ما لا نرضى، وإما أن نخالفهم، فيكون فسادا، فلا يغترن امرؤ أن يقول: إن بيعة أَبي بكر كانت فلتة فتمت، فقد كانت فلتة، ولكن الله وقى شرها، ألا وإنه ليس فيكم اليوم مثل أَبي بكر.

قال مالك: أخبرني الزُّهْري، أن عروة بن الزبير أخبره؛ أن الرجلين الأَنصاريين اللذين لقيا المهاجرين هما: عويم بن ساعدة، ومعن بن عَدي.

وزعم مالك، أن الزُّهْري سمع سعيد بن المُسَيب يزعم، أن الذي قال يومئذ: أنا جذيلها المحكك، رجل من بني سلمة، يقال له: حباب بن المنذر

(1)

.

- وفي رواية: «عن عبد الله بن عباس، قال: قال عمر بن الخطاب، وهو جالس على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل عليه آية الرجم، قرأناها ووعيناها وعقلناها، فرجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده، فأخشى إن طال بالناس زمان، أن يقول قائل: ما نجد الرجم في كتاب الله، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله، وإن الرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن، من الرجال والنساء، إذا قامت البينة، أو كان الحبل، أو الاعتراف»

(2)

.

(1)

اللفظ لابن حبان (414).

(2)

اللفظ لمسلم (4436).

ص: 326

- وفي رواية: «عن ابن عباس، قال: قال عمر بن الخطاب: لقد خشيت أن يطول بالناس زمان، حتى يقول قائل: ما أجد الرجم في كتاب الله، فيضلوا بترك فريضة من فرائض الله، ألا وإن الرجم حق، إذا أحصن الرجل، وقامت البينة، أو كان حمل، أو اعتراف، وقد قرأتها: الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة، رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده»

(1)

.

- زاد في رواية ابن أبي شيبة في «المُصَنَّف» : قيل لسفيان: رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم.

- وفي رواية: «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا: عبده ورسوله»

(2)

.

- وفي رواية: «الرجم في كتاب الله حق، على من زنى من الرجال والنساء، إذا أحصن، إذا قامت البينة، أو كان الحبل، أو الاعتراف»

(3)

.

- وفي رواية: «قد كنا نقرأ: لا ترغبوا عن آبائكم، فإنه كفر بكم، أو إن كفرا بكم، أن ترغبوا عن آبائكم»

(4)

.

- وفي رواية: «إن الله بعث محمدا بالحق، وأنزل عليه الكتاب، وكان مما أنزل عليه آية الرجم، فرجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده» .

قال سفيان: فقد سمعته من الزُّهْري بطوله، فحفظت منه أشياء، وهذا مما لم أحفظ منها يومئذ

(5)

.

- وفي رواية: «عن ابن عباس، عن عمر، رضي الله عنهم، قال حين توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم: إن الأنصار اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة، فقلت لأَبي بكر: انطلق بنا، فجئناهم في سقيفة بني ساعدة»

(6)

.

(1)

اللفظ لابن ماجة.

(2)

اللفظ لأحمد (164).

(3)

اللفظ لمالك في «الموطأ» .

(4)

اللفظ لعبد الرزاق (16311).

(5)

اللفظ للحميدي (25).

(6)

اللفظ للبخاري (2462).

ص: 327

- وفي رواية: «عن ابن عباس؛ أن عبد الرَّحمَن بن عوف رجع إلى أهله وهو بمنى، في آخر حجة حجها عمر، فوجدني، فقال عبد الرَّحمَن: فقلت: يا أمير المؤمنين، إن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم، وإني أرى أن تمهل حتى تقدم المدينة، فإنها دار الهجرة والسنة، وتخلص لأهل الفقه، وأشراف الناس، وذوي رأيهم، وقال عمر: لأقومن في أول مقام أقومه بالمدينة»

(1)

.

- وفي رواية: «عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: كنت أقرئ عبد الرَّحمَن بن عوف، فلما كان آخر حجة حجها عمر، فقال عبد الرَّحمَن بمنى: لو شهدت أمير المؤمنين، أتاه رجل فقال: إن فلانا يقول: لو مات أمير المؤمنين لبايعنا فلانا، فقال عمر: لأقومن العشية، فأحذر هؤلاء الرهط الذين يريدون أن يغصبوهم، قلت: لا تفعل، فإن الموسم يجمع رعاع الناس، يغلبون على مجلسك، فأخاف أن لا ينزلوها على وجهها، فيطير بها كل مطير، فأمهل حتى تقدم المدينة، دار الهجرة ودار السنة، فتخلص بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار، فيحفظوا مقالتك وينزلوها على وجهها، فقال: والله لأقومن به في أول مقام أقومه بالمدينة، قال ابن عباس: فقدمنا المدينة، فقال: إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان فيما أنزل آية الرجم»

(2)

.

- وفي رواية: «عن ابن عباس، عن عمر، رضي الله عنهم، لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم قلت لأَبي بكر: انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار، فلقينا منهم رجلان صالحان شهدا بدرا، فحدثت عروة بن الزبير، فقال: هما عويم بن ساعدة، ومعن بن عَدي»

(3)

.

(1)

اللفظ للبخاري (3928).

(2)

اللفظ للبخاري (7323).

(3)

اللفظ للبخاري (4021).

ص: 328

- وفي رواية: «عن عبد الله بن عباس؛ أن عمر بن الخطاب خطب، فقال: إن الله عز وجل بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان فيما أنزل عليه آية الرجم، فقرأناها ووعيناها، ورجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا من بعده، وإني خشيت

⦗ص: 329⦘

إن طال بالناس الزمان، أن يقول قائل: ما نجد آية الرجم في كتاب الله، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله، فالرجم حق على من زنى من الرجال والنساء، إذا كان محصنا، إذا قامت البينة، أو كان حمل، أو اعتراف، وايم الله، لولا أن يقول الناس: زاد عمر في كتاب الله، عز وجل، لكتبتها

(1)

.

- وفي رواية: «عن ابن عباس، قال: لما زالت الشمس، صعد عمر المنبر، وأذن المؤذنون، فخطب، فحمد الله وأثنى عليه، وقال في خطبته: الرجم حق المحصن، إذا كانت بينة، أو حمل، أو اعتراف، وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا معه، وبعده»

(2)

.

أخرجه مالك (2381)

(3)

. وعبد الرزاق (9758 و 13329 و 16311 و 20524) عن مَعمَر. و «الحميدي» (25) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا معمر. وفي (26) قال: حدثنا سفيان، قال: أتينا الزُّهْري في دار ابن الجواز، فقال: إن شئتم حدثتكم بعشرين حديثا، وإن شئتم حدثتكم بحديث السقيفة، وكنت أصغر القوم، فاشتهيت أن لا يحدث به لطوله، فقال القوم: حدثنا بحديث السقيفة، فحدثنا به الزُّهْري، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة بن مسعود، عن ابن عباس، عن عمر، فحفظت منه أشياء، ثم حدثني بقيته بعد ذلك معمر. وفي (27) قال: حدثنا سفيان. و «ابن أبي شيبة» (29371) قال: حدثنا ابن عُيينة. وفي 14/ 563 (38198) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن أَبي بكر. و «أحمد» (154) قال: حدثنا هُشيم، قال: زعم الزُّهْري. وفي 1/ 24 (164) قال: حدثنا سفيان. وفي 1/ 40 (276) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، قال: حدثنا مالك.

(1)

اللفظ لأبي داود.

(2)

اللفظ لأبي يَعلى (151).

(3)

وهو في رواية أبي مصعب الزُّهْري للموطأ (1765).

ص: 328

وفي 1/ 47 (331) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا مَعمَر. وفي 1/ 55 (391) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى الطباع، قال: حدثنا مالك بن أنس. و «الدَّارِمي» (2473) قال: أخبرنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا مالك. وفي (2950) قال: أخبرنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا مالك. و «البخاري»

⦗ص: 330⦘

(2462 و 3928) قال: حدثنا يحيى بن سليمان، قال: حدثني ابن وهب، قال: حدثنا مالك (ح) وأخبرني يونس. وفي (3445) قال: حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان. وفي (4021 و 7323) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا عبد الواحد، حدثنا معمر. وفي (6829) قال: حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان. وفي (6830) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، حدثني إبراهيم بن سعد، عن صالح. و «مسلم» 5/ 116 (4436) قال: حدثني أَبو الطاهر، وحَرملة بن يحيى، قالا: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. وفي (4437) قال: وحدثناه أَبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، وابن أبي عمر، قالوا: حدثنا سفيان. و «ابن ماجة» (2553) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن الصباح، قالا: حدثنا سفيان بن عُيينة. و «أَبو داود» (4418) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، حدثنا هُشيم. و «التِّرمِذي» (1432) قال: حدثنا سلمة بن شبيب، وإسحاق بن منصور، والحسن بن علي الخَلَّال، وغير واحد، قالوا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعمَر. وفي «الشمائل» (330) قال: حدثنا أحمد بن مَنيع، وسعيد بن عبد الرَّحمَن المخزومي، وغير واحد، قالوا: حدثنا سفيان بن عُيينة. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (7118) قال: أخبرنا محمد بن منصور المكي، قال: حدثنا سفيان. وفي (7119) قال: أخبرنا محمد بن يحيى النيسابوري، قال: حدثنا بشر بن عمر، قال: حدثني مالك. وفي (7120) قال: الحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن وهب، قال: أخبرني مالك، ويونس. وفي (7121) قال: أخبرنا عُبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا عمي، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني عبد الله بن أَبي بكر بن محمد بن عَمرو بن حزم. وفي (7122) قال: أخبرنا يوسف ابن سعيد بن مسلم المصيصي، قال: حدثنا حجاج بن محمد، قال: حدثنا ليث بن سعد، عن عُقيل. و «أَبو يَعلى» (151) قال: حدثنا أَبو خيثمة، قال: حدثنا سفيان بن عُيينة. وفي (153) قال: حدثنا أَبو خيثمة زهير بن حرب، وعُبيد الله بن عمر القواريري، قالا: حدثنا سفيان. و «ابن حِبَّان» (413) قال: أخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا سُريج بن يونس، قال: حدثنا هُشيم.

ص: 329

وفي (414) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، بِنَسَا، وأحمد بن علي بن المثنى، بالموصل، والفضل بن الحُبَاب الجُمحي، بالبصرة، واللفظ للحسن، قالوا: حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء، ابن أخي جويرية بن أسماء،

⦗ص: 331⦘

قال: حدثنا عمي جويرية بن أسماء، عن مالك بن أنس. وفي (6239) قال: أخبرنا ابن سَلْم، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرنا يونس.

ثمانيتهم (مالك بن أنس، ومَعمَر بن راشد، وسفيان بن عُيينة، وعبد الله بن أَبي بكر، وهُشيم بن بشير، ويونس بن يزيد، وصالح بن كَيْسان، وعُقيل بن خالد) عن ابن شهاب الزُّهْري، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة بن مسعود، عن عبد الله بن عباس، فذكره.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ صحيحٌ.

- وقال أَبو عبد الرَّحمَن النَّسَائي عقب (7118): لا أعلم أن أحدا ذكر في هذا الحديث: «الشيخ والشيخة فارجموهما البتة» غير سفيان، وينبغي أن يكون وهم، والله أعلم.

- وقال أَبو حاتم بن حبان: قول عمر: قتل الله سعدا، يريد به في سبيل الله.

- وقال أيضا: قول عمر: إن بيعة أَبي بكر كانت فلتة، ولكن الله وقى شرها، يريد أن بيعة أَبي بكر كان ابتداؤها من غير ملأ، والشيء الذي يكون عن غير ملأ، يقال له: الفلتة، وقد يتوقع فيما لا يجتمع عليه الملأ الشر، فقال: وقى الله شرها، يريد الشر المتوقع في الفلتات، لا أن بيعة أَبي بكر كان فيها شر.

• أَخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (7115) قال: أخبرنا محمد بن رافع النيسابوري، قال: حدثنا أَبو داود الطيالسي، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، قال: سمعت عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة، يحدث عن ابن عباس، أن عمر بن الخطاب أراد أن يخطب بمنى خطبة، فيبلغ فيها، فقال له عبد الرَّحمَن بن عوف: إنما يحضرك هاهنا غوغاء الناس، فلو أخرت ذلك حتى تقدم المدينة، فأخرها حتى قدم المدينة، قال: فدنوت من المنبر، فسمعته يخطب، فقال في خطبته:

«ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجم، ورجمنا بعده» ، مختصر.

• وأخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (7123) قال: أخبرنا علي بن عثمان الحراني، قال: حدثنا محمد بن موسى، قال: حدثنا أبي، عن يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن رجل، عن سعيد بن أبي هند، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة بن مسعود، قال: قال عمر على المنبر:

⦗ص: 332⦘

«لقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا» .

ص: 330

ـ ليس فيه: «عن ابن عباس» .

م- ابن أبي شيبة (38197) قال: حدثنا غُندَر، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم. و «أحمد» (197) قال: حدثنا هُشيم، قال: حدثنا الزُّهْري. وفي 1/ 50 (352) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج، قالا: حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (7113) قال: أخبرنا العباس بن محمد الدوري، قال: حدثنا أَبو نوح عبد الرَّحمَن بن غزوان، قال: حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم. وفي (7114) قال: أخبرني هارون بن عبد الله الحمال، قال: حدثنا أَبو داود الطيالسي، قال: حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم. وفي (7116) قال: أخبرني الحسن بن إسماعيل بن سليمان المجالدي، قال: حدثنا حجاج بن محمد، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم. وفي (7117) قال: أخبرني عبد الله بن محمد بن إسحاق الأذرمي، قال: حدثنا غُندَر، قال: حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم.

كلاهما (سعد بن إبراهيم، وابن شهاب الزُّهْري) عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة بن مسعود، عن ابن عباس، عن عبد الرَّحمَن بن عوف، قال:

«خطبنا عمر، فقال: قد عرفت أن أناسا يقولون: إن خلافة أَبي بكر كانت فلتة، ولكن وقى الله شرها، وإنه لا خلافة إلا عن مشورة، وأيما رجل بايع رجلا عن غير مشورة، لا يؤمر واحد منهما، تغرة أن يقتلا ـ قال شعبة: قلت لسعد: ما تغرة أن يقتلا؟ قال: عقوبتهما أن لا يؤمر واحد منهما، ويقولون: والرجم، وقد رجم به رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا، وأنزل الله في كتابه، ولولا أن الناس يقولون: زاد في كتاب الله، لكتبته بخطي حتى ألحقه بالكتاب»

(1)

.

(1)

اللفظ للنسائي (7113).

ص: 332

- وفي رواية: «عن عبد الرَّحمَن بن عوف، قال: حج عمر، فأراد أن يخطب الناس خطبة، فقال عبد الرَّحمَن بن عوف: إنه قد اجتمع عندك رعاع الناس وسفلتهم، فأخر ذلك حتى تأتي المدينة، قال: فلما قدمت المدينة دنوت قريبا

⦗ص: 333⦘

من المنبر، فسمعته يقول: إني قد عرفت أن أناسا يقولون: إن خلافة أَبي بكر فلتة، وإنما كانت فلتة، ولكن الله وقى شرها، إنه لا خلافة إلا عن مشورة»

(1)

.

- وفي رواية: «عن عبد الرَّحمَن بن عوف، قال: حج عمر بن الخطاب، فأراد أن يخطب الناس خطبة، فقال عبد الرَّحمَن بن عوف: إنه قد اجتمع عندك رعاع الناس، فأخر ذلك حتى تأتي المدينة، فلما قدم المدينة دنوت قريبا من المنبر، فسمعته يقول: وإن ناسا يقولون: ما بال الرجم؟ وإنما في كتاب الله الجلد، وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده، ولولا أن يقولوا: أثبت في كتاب الله ما ليس فيه، لأثبتها كما أنزلت»

(2)

.

- وفي رواية: «عن عبد الرَّحمَن بن عوف، قال: خطب عمر، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رجم، ورجمنا بعده»

(3)

.

زاد فيه: «عن عبد الرَّحمَن بن عوف»

(4)

.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة (38197).

(2)

اللفظ لأحمد (352).

(3)

اللفظ للنسائي (7114).

(4)

المسند الجامع (10554)، وتحفة الأشراف (10508 و 10510 و 10595 و 10599)، وأطراف المسند (6586 و 6589 و 6595 و 6629)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (3500).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (24)، والبزار (194)، وأَبو عَوانة (6255: 6258)، والطبراني في «الأوسط» (1937)، والبيهقي 8/ 142 و 210 و 211 و 236، والبغوي (2582).

ص: 332

10097 -

عن عمر مولى غفرة، وغيره، قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء مال من البحرين، فقال أَبو بكر: من كان له على رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء، أو عدة، فليقم فليأخذ، فقام جابر، فقال:

«إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن جاءني مال من البحرين، لأعطينك هكذا وهكذا، ثلاث مرار، وحثى بيده، فقال له أَبو بكر: قم فخذ بيدك، فأخذ، فإذا هي

⦗ص: 334⦘

خمس مئة درهم، فقال: عدوا له ألفا، وقسم بين الناس عشرة دراهم، عشرة دراهم، وقال: إنما هذه مواعيد وعدها رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس.

حتى إذا كان عام مقبل، جاء مال أكثر من ذلك المال، فقسم بين الناس عشرين درهما، عشرين درهما، وفضلت منه فضلة، فقسم للخدم خمسة دراهم، خمسة دراهم، وقال: إن لكم خداما يخدمونكم، ويعالجون لكم، فرضخنا لهم، فقالوا: لو فضلت المهاجرين والأنصار لسابقتهم، ولمكانهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أجر أولئك على الله، إن هذا المعاش للأسوة فيه خير من الأثرة، قال: فعمل بهذا ولايته، حتى إذا كانت سنة ثلاث عشرة في جمادى الآخرة، في ليال بقين منه مات، رضي الله عنه.

فعمل عمر بن الخطاب، ففتح الفتوح، وجاءته الأموال، فقال: إن أبا بكر رأى في هذا الأمر رأيا، ولي فيه رأي آخر، لا أجعل من قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم كمن قاتل معه، ففرض للمهاجرين والأنصار، ممن شهد بَدرًا، خمسة آلاف، خمسة آلاف، وفرض لمن كان له إسلام كإسلام أهل بدر، ولم يشهد بَدرًا، أربعة آلاف، أربعة آلاف.

وفرض لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم اثني عشر ألفا، اثني عشر ألفا، إلا صفية وجويرية، فرض لهما ستة آلاف، ستة آلاف، فأبتا أن تقبلا، فقال لهما: إنما فرضت لهن للهجرة، فقالتا: إنما فرضت لهن لمكانهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان لنا مثله، فعرف ذلك عمر، ففرض لهما اثني عشر ألفا، اثني عشر ألفا.

ص: 333

وفرض للعباس اثني عشر ألفا، وفرض لأُسامة بن زيد أربعة آلاف، وفرض لعبد الله بن عمر ثلاثة آلاف، فقال: يا أبت، لم زدته علي ألفا؟ ما كان لأبيه من الفضل ما لم يكن لأبي، وما كان له لم يكن لي، فقال: إن أبا أُسامة كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك، وكان أُسامة أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك، وفرض لحسن وحسين خمسة آلاف، خمسة آلاف، ألحقهما بأبيهما، ولمكانهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

⦗ص: 335⦘

وفرض لأبناء المهاجرين والأنصار ألفين، ألفين، فمر به عمر بن أبي سلمة، فقال: زيدوه ألفا، فقال له محمد بن عبد الله بن جحش: ما كان لأبيه ما لم يكن لأبينا، وما كان له ما لم يكن لنا، فقال: إني فرضت له بأبيه أبي سلمة ألفين، وزدته بأمه أُم سلمة ألفا، فإن كانت لك أم مثل أمه زدتك الفا.

وفرض لأهل مكة، وللناس، ثمان مئة، ثمان مئة، فجاءه طلحة بن عُبيد الله بأخيه عثمان، ففرض له ثمان مئة، فمر به النضر بن أنس، فقال عمر: افرضوا له في ألفين، فقال طلحة: جئتك بمثله ففرضت له ثمان مئة درهم، وفرضت لهذا ألفين؟ فقال: إن أبا هذا لقيني يوم أحد، فقال لي: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ما أراه إلا قد قتل، فسل سيفه فكسر غمده، وقال: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قتل، فإن الله حي لا يموت، فقاتل حتى قتل، وهذا يرعى الشاء في مكان كذا وكذا.

فعمل عمر بدء خلافته، حتى كانت سنة ثلاث وعشرين، حج تلك السنة، فبلغه أن الناس يقولون: لو مات أمير المؤمنين، قمنا إلى فلان فبايعناه، وإن كانت بيعة أَبي بكر فلتة، فأراد أن يتكلم في أوسط أيام التشريق، فقال له عبد الرَّحمَن بن عوف: يا أمير المؤمنين، إن هذا مكان يغلب عليه غوغاء الناس، ودهمهم، ومن لا يحمل كلامك محمله، فارجع إلى دار الهجرة والإيمان، فتكلم فيسمع كلامك، فأسرع فقدم المدينة، فخطب الناس، وقال:

أيها الناس، أما بعد، فقد بلغني قالة قائلكم: لو مات أمير المؤمنين، قمنا إلى فلان فبايعناه، وإن كانت بيعة أَبي بكر فلتة، وايم الله، إن كانت لفلتة وقانا الله شرها، فمن أين لنا مثل أَبي بكر، نمد أعناقنا إليه كمدنا إلى أَبي بكر، إنما ذاك تغرة ليقتل، من انتزع أمور المسلمين من غير مشورة، فلا بيعة له.

ص: 334

ألا وإني رأيت رؤيا، ولا أظن ذاك إلا عند اقتراب أجلي، رأيت ديكا تراءى لي، فنقرني ثلاث نقرات، فتأولت لي أسماء بنت عُميس، قالت: يقتلك رجل من أهل هذه الحمراء، فإن أمت فأمركم إلى هؤلاء الستة، الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 336⦘

وهو عنهم راض: إلى عثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وعبد الرَّحمَن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، فإن اختلفوا فأمرهم إلى علي، وإن أعش فسأوصي.

ونظرت في العمة، وبنت الأخ ما لهما، تورثان، ولا ترثان؟ وإن أعش فسأفتح لكم أمرا تأخذون به، وإن أمت فسترون رأيكم، والله خليفتي فيكم، وقد دونت لكم الدواوين، ومصرت لكم الأمصار، وأجريت لكم الطعام إلى الخان، وتركتكم على واضحة، وإنما أتخوف عليكم رجلين: رجلا قاتل على تأويل هذا القرآن يقتل، ورجلا رأى أنه أحق بهذا المال من أخيه، فقاتل عليه حتى قتل.

فخطب نهار الجمعة، وطعن يوم الأربعاء».

أخرجه ابن أبي شيبة: 307 (33539) قال: حدثنا زيد بن الحُبَاب، قال: حدثني أَبو معشر، قال: حدثني عمر مولى غفرة وغيره، قال: فذكره

(1)

.

(1)

مَجمَع الزوائد 6/ 3.

والحديث؛ أخرجه البيهقي 6/ 350، من طريق المصنف.

- وأخرجه ابن سعد 2/ 276: قال: أخبرنا هاشم بن القاسم الكناني، قال: أخبرنا أَبو معشر المديني، عن زيد بن أسلم، وعمر بن عبد الله مولى غفرة، قالا: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال أَبو بكر:، فذكر نحوه.

- وأخرجه البزار (286) قال: حدثنا زهير بن محمد بن قمير، قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا أَبو معشر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، وعن عمر بن عبد الله مولى غفرة، قالا: قدم على أَبي بكر مال من البحرين، فذكره.

ص: 335

10098 -

عن عبد الله بن عباس، قال: خطب عمر بن الخطاب، (وقال هُشيم مرة: خطبنا) فحمد الله، وأثنى عليه، فذكر الرجم، فقال: لا تخدعن عنه، فإنه حد من حدود الله؛

«ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رجم، ورجمنا بعده» .

ولولا أن يقول قائلون: زاد عمر في كتاب الله، عز وجل، ما ليس منه، لكتبته في ناحية من المصحف، شهد عمر بن الخطاب، (وقال هُشيم مرة: وعبد الرَّحمَن بن عوف، وفلان، وفلان)؛

⦗ص: 337⦘

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رجم، ورجمنا من بعده» .

ألا وإنه سيكون من بعدكم قوم يكذبون بالرجم، وبالدجال، وبالشفاعة، وبعذاب القبر، وبقوم يخرجون من النار بعد ما امتحشوا

(1)

.

- وفي رواية: «عن ابن عباس، قال: أمر عمر بن الخطاب مناديا فنادى: أن الصلاة جامعة، ثم صعد المنبر، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: يا أيها الناس، لا تخدعن عن آية الرجم، فإنها قد نزلت في كتاب الله، عز وجل، وقرأناها، ولكنها ذهبت في قرآن كثير ذهب مع محمد صلى الله عليه وسلم وآية ذلك، أنه صلى الله عليه وسلم قد رجم، وأن أبا بكر قد رجم، ورجمت بعدهما، وإنه سيجيء قوم من هذه الأمة يكذبون بالرجم، ويكذبون بطلوع الشمس من مغربها، ويكذبون بالشفاعة، ويكذبون بالحوض، ويكذبون بالدجال، ويكذبون بعذاب القبر، ويكذبون بقوم يخرجون من النار بعد ما أدخلوها»

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ لعبد الرزاق (13364).

ص: 336

- وفي رواية: «الرجم حد من حدود الله، فلا تخدعوا عنه، وآية ذلك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجم، ورجم أَبو بكر، ورجمت أنا»

(1)

.

أخرجه عبد الرزاق (6751 و 13364 و 20860) مفرقا عن مَعمَر. و «ابن أبي شيبة» (29375) قال: حدثنا ابن إدريس، عن أشعث. و «أحمد» (156) قال: حدثنا هُشيم. و «أَبو يَعلى» (146) قال: حدثنا هُدبة بن خالد، قال: حدثنا حماد بن سلمة.

أربعتهم (مَعمَر بن راشد، وأشعث، وهُشيم بن بشير، وحماد بن سلمة) عن علي بن زيد بن جدعان، عن يوسف بن مِهران، عن ابن عباس، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(2)

المسند الجامع (10555)، وأطراف المسند (6589)، والمقصد العَلي (1159)، ومَجمَع الزوائد 7/ 207، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (226 و 3499)، والمطالب العالية (2986 و 2992).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (25)، والحارث بن أبي أُسامة، «بغية الباحث» (751)، وابن أبي عاصم في «السُّنَّة» (343).

ص: 337

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ علي بن زيد بن جُدعان، التَّيمي البصري، شيعيٌّ، ضعيفٌ، ليس بحُجة. انظر فوائد الحديث رقم (6559).

- وقال عباس الدُّوري: سمعت يحيى بن مَعين، يقول: كان شعبة يحدث عن علي بن زيد، عن يوسف ابن مَاهَك، وكان حماد بن سلمة يقول: عن علي بن زيد، عن يوسف بن مِهران. «تاريخه» (3341).

ص: 338

10099 -

عن سعيد بن المُسَيب، قال: لما صدر عمر بن الخطاب من منى، أناخ بالأبطح، ثم كوم كومة بطحاء، ثم طرح عليها رداءه واستلقى، ثم مد يديه إلى السماء، فقال: اللهم كبرت سني، وضعفت قوتي، وانتشرت رعيتي، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرط، ثم قدم المدينة فخطب الناس، فقال: أيها الناس، قد سنت لكم السنن، وفرضت لكم الفرائض، وتركتم على الواضحة، إلا أن تضلوا بالناس يمينا وشمالا، وضرب بإحدى يديه على الأخرى، ثم قال:

«إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم، أن يقول قائل: لا نجد حدين في كتاب الله، فقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا» .

والذي نفسي بيده، لولا أن يقول الناس: زاد عمر بن الخطاب في كتاب الله تعالى، لكتبتها: الشيخ والشيخة فارجموهما البتة، فإنا قد قرأناها.

قال مالك: قال يحيى بن سعيد: قال سعيد بن المُسَيب: فما انسلخ ذو الحجة، حتى قتل عمر، رحمه الله

(1)

.

(1)

اللفظ لمالك في «الموطأ» .

ص: 338

- وفي رواية: «رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجم أَبو بكر، ورجمت، ولولا أني أكره أن أزيد في كتاب الله لكتبته في المصحف، فإني قد خشيت أن تجيء أقوام، فلا يجدونه في كتاب الله، فيكفرون به»

(1)

.

⦗ص: 339⦘

أخرجه مالك (2383)

(2)

عن يحيى بن سعيد. و «ابن أبي شيبة» (29374) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا داود. و «أحمد» (249) قال: حدثنا يحيى، عن يحيى

(3)

. وفي 1/ 43 (302) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا يحيى. و «التِّرمِذي» (1431) قال: حدثنا أحمد بن مَنيع، قال: حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، عن داود بن أبي هند.

كلاهما (يحيى بن سعيد الأَنصاري، وداود بن أبي هند) عن سعيد بن المُسَيب، فذكره

(4)

.

- قال يحيى

(5)

: سمعت مالكا يقول: قوله: «الشيخ والشيخة» يعني الثيب والثيبة، فارجموهما البتة.

- قال التِّرمِذي: حديث عمر حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وروي من غير وجه عن عمر.

(1)

اللفظ للترمذي.

(2)

وهو في رواية أبي مصعب الزُّهْري للموطأ (1766 و 1767) وورد في «مسند الموطأ» (789).

(3)

يحيى بن سعيد القطان، عن يحيى بن سعيد الأَنصاري.

(4)

المسند الجامع (10556)، وتحفة الأشراف (10451)، وأطراف المسند (6559)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (3501).

والحديث؛ أخرجه البيهقي 8/ 212 و 213.

(5)

هو؛ يحيى بن يحيى الليثي الأندلسي، أحد رواة «الموطأ» عن مالك.

ص: 338

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال إسحاق بن منصور، قال: قلت ليحيى بن مَعين: يصح لسعيد بن المُسَيب سماع من عمر؟ قال: لا. «المراسيل» لابن أبي حاتم (247).

ص: 339

• حديث كثير بن الصلت، قال: كان ابن العاص، وزيد بن ثابت، يكتبان المصاحف، فمروا على هذه الآية، فقال زيد: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«الشيخ والشيخة إذا زنيا، فارجموهما البتة» .

فقال عمر: لما أنزلت، أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: أكتبنيها.

سلف في مسند زيد بن ثابت، رضي الله تعالى عنه.

ص: 339

10100 -

عن أبي فراس النهدي، قال: خطب عمر بن الخطاب، فقال:

«يا أيها الناس، ألا إنا إنما كنا نعرفكم، إذ بين ظهرانينا النبي صلى الله عليه وسلم وإذ ينزل الوحي، وإذ ينبئنا الله من أخباركم، ألا وإن النبي صلى الله عليه وسلم قد انطلق، وقد انقطع الوحي، وإنما نعرفكم بما نقول لكم، من أظهر منكم خيرا، ظننا به خيرا، وأحببناه عليه، ومن أظهر منكم لنا شرا، ظننا به شرا، وأبغضناه عليه، سرائركم بينكم وبين ربكم، ألا إنه قد أتى علي حين، وأنا أحسب، أن من قرأ القرآن يريد الله وما عنده، فقد خيل إلي بأخرة، ألا إن رجالا قد قرؤوه، يريدون به ما عند الناس، فأريدوا الله بقراءتكم، وأريدوه بأعمالكم، ألا إني والله، ما أرسل عمالي إليكم ليضربوا أبشاركم، ولا ليأخذوا أموالكم، ولكن أرسلهم إليكم ليعلموكم دينكم وسنتكم، فمن فعل به شيء سوى ذلك، فليرفعه إلي، فوالذي نفسي بيده، إذا لأقصنه منه، فوثب عَمرو بن العاص، فقال: يا أمير المؤمنين، أو رأيت إن كان رجل من المسلمين على رعية، فأدب بعض رعيته، أئنك لمقتصه منه؟ قال: إي والذي نفس عمر بيده، إذا لأقصنه منه، أنى لا أقصه منه، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص من نفسه، ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم، ولا تجمروهم فتفتنوهم، ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم، ولا تنزلوهم الغياض فتضيعوهم»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي فراس، قال: خطبنا عمر بن الخطاب، فقال: إني لم أبعث عمالي ليضربوا أبشاركم، ولا ليأخذوا أموالكم، فمن فعل به غير ذلك، فليرفعه إلي أقصه منه، قال عَمرو بن العاص: لو أن رجلا أدب بعض رعيته أتقصه منه؟ قال: إي والذي نفسي بيده، ألا أقصه، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أقص من نفسه»

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ لأبي داود.

ص: 340

أخرجه ابن أبي شيبة (33592) قال: حدثنا ابن عُلَية. و «أحمد» (286) قال: حدثنا إسماعيل. و «أَبو داود» (4537) قال: حدثنا أَبو صالح، قال: أخبرنا

⦗ص: 341⦘

أَبو إسحاق الفزاري. و «النَّسَائي» 8/ 34، وفي «الكبرى» (6953) قال: أخبرنا مُؤَمَّل بن هشام، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. و «أَبو يَعلى» (196) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء، قال: حدثنا مهدي.

ثلاثتهم (إسماعيل بن إبراهيم ابن عُلَية، وأَبو إسحاق الفزاري، ومهدي) عن أبي مسعود، سعيد بن إياس الجُريري، عن أبي نضرة، عن أبي فراس، فذكره

(1)

.

• أَخرجه عبد الرزاق (6036) عن مَعمَر، عن سعيد الجُريري؛ أن عمر بن الخطاب خطب الناس، فقال: لقد أتى علي زمان، ونحن نرى أن أحدا لا يتعلم كتاب الله تعالى، إلا وهو يريد به الله، حتى إذا كان هاهنا بأخرة، ظننت أن ناسا يتعلمون القرآن، وهم يريدون به الناس وما عندهم، فأريدوا الله بأعمالكم وقراءتكم، فإنما كنا نعرفكم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم فينا، والوحي ينزل، وينبئنا من أخباركم، وأما اليوم، فإنما أعرفكم بما أقول لكم، من أعلن لنا خيرًا ظننا به خيرا، وأحببناه عليه، ومن أعلن لنا شرا ظننا به شرا، وأبغضناه عليه، سرائركم فيما بينكم وبين الله.

منقطع، ليس فيه: عن أبي نضرة، عن أبي فراس.

(1)

المسند الجامع (10557)، وتحفة الأشراف (10664)، وأطراف المسند (6674)، والمقصد العَلي (698)، ومَجمَع الزوائد 5/ 211، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (3410 و 4238)، والمطالب العالية (2119).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (54)، وابن الجارود (844)، والبيهقي 8/ 48 و 9/ 29 و 42.

ص: 340

- فوائد:

- قال المِزِّي: أَبو فراس هذا سماه بعضهم الربيع بن زياد الحارثي، وقال بعضهم: الربيع بن زياد الحارثي، رجل آخر مشهور باسمه، وكنيته أَبو عبد الرَّحمَن، وأما أَبو فراس هذا فهو النهدي، ولا يعرف اسمه. «تحفة الأشراف» (10664).

- وقال ابن حَجر: رواه إسحاق في «مسنده» من طريق وهيب، عن الجُريري، وقال: عن أبي فراس، واسمه ربيع بن زياد الحارثي. «أطراف المسند» (6674).

ص: 341

10101 -

عن مجاهد، قال: حذف رجل ابنا له بسيف، فقتله، فرفع إلى عمر، فقال: لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«لا يقاد الوالد من ولده» .

لقتلتك قبل أن تبرح.

أخرجه أحمد (98) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: أخبرنا جعفر، يعني الأحمر، عن مطرف، عن الحكم، عن مجاهد، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10558)، وأطراف المسند (6653).

ص: 342

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال ابن حزم: لم يدرك مجاهد عمر. «المحلى» 7/ 190.

- مجاهد؛ هو ابن جبر، والحكم؛ هو ابن عتيبة، ومطرف؛ هو ابن طريف، وجعفر الأحمر؛ هو ابن زياد.

ص: 342

10102 -

عن عبد الله بن عَمرو، عن عمر بن الخطاب، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«لا يقتل الوالد بالولد»

(1)

.

- وفي رواية: «عن عبد الله بن عَمرو، قال: قتل رجل ابنه عمدا، فرفع إلى عمر بن الخطاب، فجعل عليه مئة من الإبل، ثلاثين حقة، وثلاثين جذعة، وأربعين ثنية، وقال: لا يرث القاتل، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يقتل والد بولده، لقتلتك»

(2)

.

- وفي رواية: «لا يقاد الوالد بالولد»

(3)

.

⦗ص: 343⦘

أخرجه ابن أبي شيبة (28472) قال: حدثنا عباد، وأَبو خالد، عن حجاج. و «أحمد» (147) قال: حدثنا أَبو سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن لَهِيعة.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(2)

اللفظ لأحمد (346).

(3)

اللفظ للترمذي.

ص: 342

وفي (148) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لَهِيعة. وفي 1/ 49 (346) قال: حدثنا أَبو المنذر، أسد بن عَمرو، أراه عن حجاج. و «عَبد بن حُميد» (41) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا أَبو خالد الأحمر، عن حجاج. و «ابن ماجة» (2662) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أَبو خالد الأحمر، عن حجاج. و «التِّرمِذي» (1400) قال: حدثنا أَبو سعيد الأشج، قال: حدثنا أَبو خالد الأحمر، عن الحجاج بن أَرطَاة.

كلاهما (حجاج بن أَرطَاة، وعبد الله بن لَهِيعة) عن عَمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جَدِّه، فذكره

(1)

.

- قال التِّرمِذي (1399): وقد روى هذا الحديث أَبو خالد الأحمر، عن الحجاج بن أَرطَاة، عن عَمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جَدِّه، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد روي هذا الحديث عن عَمرو بن شعيب مرسلا، وهذا حديث فيه اضطراب.

(1)

المسند الجامع (10559)، وتحفة الأشراف (10582)، وأطراف المسند (6621).

والحديث؛ أخرجه الدارقُطني (3276).

ص: 343

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ عَمرو بن شُعَيب بن محمد بن عبد الله بن عَمرو بن العاص ليس بحجة. انظر فوائد الحديث رقم (7910).

- وعبد الله بن لَهيعَة ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (5997).

- وحَجاج بن أَرطاة ليس بحجة، وحديثه عن عَمرو بن شعيب ليس بشيء، انظر فوائد الحديث رقم (7923).

- قال الدارقُطني: هو حديثٌ يرويه عَمرو بن شعيب، واختلف عليه فيه؛

فرواه الحجاج بن أَرطَاة، والمثنى بن الصباح، ومحمد بن عَجلان، وعبد الله بن لَهِيعة، عن عَمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جَدِّه، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه يحيى بن سعيد الأَنصاري، عن عَمرو بن شعيب، واختُلِف عنه؛

فرواه إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن سعيد، عن عَمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جَدِّه.

ورواه علي بن مُسهِر، عن يحيى بن سعيد، عن عَمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عمر.

ورواه مالك بن أنس، وحماد بن سلمة، وأَبو خالد الأحمر، وهُشيم، ويزيد بن هارون، وغيرهم عن يحيى بن سعيد، عن عَمرو بن شعيب مرسلا، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

⦗ص: 344⦘

وكذلك رواه عبد الكريم أَبو أمية، عن عَمرو بن شعيب مرسلا أيضا، عن عمر.

والمرسل أولى بالصواب.

ورواه إبراهيم بن رستم المَرْوَزي، عن حماد بن سلمة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المُسَيب، عن عمر، ووهم.

وإنما رواه حماد بن سلمة، عن يحيى بن سعيد، عن عَمرو بن شعيب مرسلا، عن عمر. «العلل» (146).

ص: 343

10103 -

عن مجاهد بن جبر، فذكر الحديث، وقال: أخذ عمر من الإبل ثلاثين حقة، وثلاثين جذعة، وأربعين ثنية، إلى بازل عامها، كلها خلفة، قال: ثم دعا أخا المقتول فأعطاها إياه دون أبيه، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«ليس لقاتل شيء» .

أخرجه أحمد (348) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني عبد الله بن أَبي نَجيح، وعَمرو بن شعيب، كلاهما عن مجاهد بن جبر، فذكره

(1)

.

• أَخرجه عبد الرزاق (17217) عن مَعمَر، والثوري. و «ابن أبي شيبة» (27294) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. و «أَبو داود» (4550) قال: حدثنا النفيلي، قال: حدثنا سفيان.

كلاهما (مَعمَر بن راشد، وسفيان الثوري) عن عبد الله بن أَبي نَجيح، عن مجاهد، عن عمر؛ أنه قال في شبه العمد: ثلاثون جذعة، وثلاثون حقة، وأربعون ما بين ثنية إلى بازل عامها، كلها خلفة

(2)

.

- وفي رواية: «عن مجاهد، قال: قضى عمر في شبه العمد: ثلاثين حقة، وثلاثين جذعة، وأربعين خلفة، ما بين ثنية إلى بازل عامها»

(3)

. «موقوف» .

⦗ص: 345⦘

• وأخرجه ابن أبي شيبة (32045) قال: حدثنا حفص، عن حجاج، عن ابن أَبي نَجيح، عن مجاهد، قال: قال عمر: لا يرث القاتل.

(1)

المسند الجامع (15560)، وأطراف المسند (6621).

(2)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(3)

اللفظ لأبي داود.

ص: 344

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال ابن حزم: لم يدرك مجاهد عمر. «المحلى» 7/ 190.

ص: 345

10104 -

عن عَمرو بن شعيب؛ أن رجلا من بني مدلج، يقال له: قتادة، حذف ابنه بالسيف، فأصاب ساقه، فنزي في جرحه فمات، فقدم سراقة بن جعشم على عمر بن الخطاب، فذكر ذلك له، فقال له عمر: اعدد على ماء قديد عشرين ومئة بعير، حتى أقدم عليك، فلما قدم عليه عمر بن الخطاب، أخذ من تلك الإبل ثلاثين حقة، وثلاثين جذعة، وأربعين خلفة، ثم قال: أين أخو المقتول؟ قال: ها أنا ذا، قال: خذها، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«ليس لقاتل شيء»

(1)

.

- وفي رواية: «عن عَمرو بن شعيب، قال: قال عمر: لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليس لقاتل شيء، لورثتك، قال: ودعا أخا المقتول، فأعطاه الإبل»

(2)

.

- وفي رواية: «عن عَمرو بن شعيب؛ أن أبا قتادة، رجلا من بني مدلج، قتل ابنه، فأخذ منه عمر مئة من الإبل، ثلاثين حقة، وثلاثين جذعة، وأربعين خلفة، فقال: أين أخو المقتول؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليس لقاتل ميراث»

(3)

.

أخرجه مالك (2536)

(4)

. وعبد الرزاق (17782) عن مالك. وفي (17783) عن الثوري. و «ابن أبي شيبة» (32044) قال: حدثنا أَبو خالد. و «أحمد» (347)

⦗ص: 346⦘

قال: حدثنا هُشيم، ويزيد.

(1)

اللفظ لمالك في «الموطأ» .

(2)

اللفظ لأحمد.

(3)

اللفظ لابن ماجة.

(4)

وهو في رواية أبي مصعب الزُّهْري، للموطأ (2313).

ص: 345

و «ابن ماجة» (2646) قال: حدثنا أَبو كُريب، وعبد الله بن سعيد الكندي، قالا: حدثنا أَبو خالد الأحمر. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (6334) قال: الحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم، قال: حدثني مالك.

خمستهم (مالك بن أنس، وسفيان الثوري، وأَبو خالد الأحمر، وهُشيم بن بشير، ويزيد) عن يحيى بن سعيد الأَنصاري، عن عَمرو بن شعيب، فذكره

(1)

.

• أَخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (6333) قال: أخبرنا علي بن حُجْر بن إياس المَرْوَزي، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن ابن جُريج، ويحيى بن سعيد، وذكر آخر، ثلاثتهم عن عَمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جَدِّه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ليس للقاتل من الميراث شيء» .

جعله من مسند عبد الله بن عَمرو بن العاص، وأوردناه هناك.

• وأخرجه عبد الرزاق (17781) عن ابن جُريج، قال: حدثني عبد رَبِّه بن سعيد، أن عمر، قال:(في حديث قتادة يقول:) سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«ليس لقاتل شيء» .

• وأخرجه عبد الرزاق (17798) عن ابن جُريج، عن عَمرو بن شعيب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من قتل قتيلا فإنه لا يرثه، وإن لم يكن له وارث غيره، وإن كان والده، أو ولده» .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس لقاتل شيء» ، «مُرسَل» .

(1)

المسند الجامع (10561 و 15596)، وتحفة الأشراف (8817 و 15654)، وأطراف المسند (6621).

والحديث؛ أخرجه البيهقي 6/ 220 و 8/ 38 و 72 و 134 و 186.

ص: 346

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أَبو زُرعَة الرازي: عَمرو بن شعيب، عن عمر، مرسل. «المراسيل» لابن أبي حاتم (537).

ص: 346

10105 -

عن ابن جُريج، قال: حدثت أن عمر بن الخطاب قال: لأقتلنه، قال: ليس ذلك لك

(1)

؛

«حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقيد الأب من ابنه، ولا يقيد الابن من أبيه» .

أخرجه عبد الرزاق (17797) عن ابن جُريج، فذكره.

(1)

كذا في المطبوع، وقد ورد في «كنز العمال» (40177): عن عمر، قال: حضرت النبي صلى الله عليه وسلم يقيد الأب من ابنه، ولا يقيد الابن من أبيه.

ورمز له بتخريج عبد الرزاق، وليس فيه:«لأقتلنه، قال: ليس ذلك لك» .

ص: 347

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ أخرجه التِّرمِذي في «السنن» (1399) قال: حدثنا علي بن حُجْر، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، قال: حدثنا المثنى بن الصباح، عن عَمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جَدِّه، عن سراقة بن مالك بن جعشم قال: حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقيد الأب من ابنه، ولا يقيد الابن من أبيه.

قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ لا نعرفه من حديث سراقة إلا من هذا الوجه، وليس إسناده بصحيح، رواه إسماعيل بن عياش، عن المثنى بن الصباح، والمثنى بن الصباح يضعف في الحديث.

وقد روى هذا الحديث أَبو خالد الأحمر، عن الحجاج بن أَرطَاة، عن عَمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جَدِّه، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد روي هذا الحديث عن عَمرو بن شعيب، مُرسلًا.

وهذا حديث فيه اضطراب.

ص: 347

10106 -

عن عبد العزيز بن عمر؛ أن في كتاب لعمر بن الخطاب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«دية المسلم مئة من الإبل، أرباع، مثل قول علي هذا، وزاد: فإن لم توجد بنت المخاض، جعل مكانها بنو لبون ذكور» .

⦗ص: 348⦘

أخرجه عبد الرزاق (17237) قال: أخبرنا ابن جُريج، قال: أخبرني عبد العزيز بن عمر، فذكره.

ص: 347

10107 -

عن كليب بن شهاب الجَرمي، قال: لقيت عمر، وهو بالموسم، فناديته من وراء الفسطاط: ألا إني فلان ابن فلان الجَرْمي، وإن ابن أخت لنا، له أخ عان في بني فلان، وقد عرضنا عليه فريضة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى، قال: فرفع عمر جانب الفسطاط، فقال: أتعرف صاحبك؟ قلت: نعم، هو ذاك، قال: انطلقا به حتى ينفذ لكما قضية رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وكنا نتحدث أن القضية أربع من الإبل

(1)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (29700). وأَبو يَعلى (169) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن إدريس، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأبي يَعلى.

(2)

المقصد العَلي (825)، ومَجمَع الزوائد 6/ 298، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (2057 و 3433 و 4465)، والمطالب العالية (1894 و 2082).

ص: 348

- كتاب الأَقضية

10108 -

عن أبي يزيد، عن عمر بن الخطاب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«الولد للفراش»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي يزيد، قال: أرسل عمر بن الخطاب إلى شيخ من بني زُهرَة، من أهل دارنا، قد أدرك الجاهلية، فجئت مع الشيخ إلى عمر، وهو في الحجر، فسأله عمر عن ولاد من ولاد الجاهلية؟ فقال الشيخ: أما النطفة فمن فلان، وأما الولد فعلى فراش فلان، فقال عمر: صدقت؛ ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بالفراش» .

فلما ولى الشيخ دعاه عمر، فقال: أخبرني عن بناء الكعبة؟ فقال: إن قريشا

⦗ص: 349⦘

تقوت لبناء الكعبة، فعجزوا واستقصروا، فتركوا بعضا في الحجر، فقال عمر: صدقت

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ للحميدي.

ص: 348

ـ في رواية عبد الرزاق: «أن عمر قدم مكة، فأرسل إلى شيخ من بني زُهرَة، يسأله عن وليد من ولادة الجاهلية، قال: وكانت نساء الجاهلية ليس لهن عدة، قال: فأخبرني أنه ذهب مع الشيخ إلى عمر، فوجده جالسا في الحجر» الحديثَ.

أخرجه عبد الرزاق (9152). والحُميدي (24). وابن أبي شَيبة (17981) و 10/ 154 (29650). وأحمد (173). وابن ماجة (2005) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة. و «أَبو يَعلى» (199) قال: حدثنا زهير.

خمستهم (عبد الرزاق، والحميدي، وأَبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد، وزهير بن حرب) عن سفيان بن عُيينة، عن عُبيد الله بن أبي يزيد، قال: أخبرني أبي، فذكره

(1)

.

- في رواية أحمد بن حنبل: «ابن أبي يزيد» غير مُسَمى.

(1)

المسند الجامع (10529)، وتحفة الأشراف (10672)، وأطراف المسند (6683)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (3260)، والمطالب العالية (1719).

والحديث؛ أخرجه البيهقي 7/ 402.

ص: 349

10109 -

عن عبد العزيز بن عمر؛ أن في كتاب لعمر بن عبد العزيز؛ أن عمر قضى في وليدة رجل أتته، فذكرت له أنه كان يصيبها، وهي خادم له تختلف لحاجته، وأنها حملت، فشك في حملها، فاعترف بإصابتها، فقال عمر: أيها الناس، ما بال رجال يصيبون ولائدهم، ثم يقول أحدهم إذا حملت: ليس مني، فأيما رجل اعترف بإصابة وليدته، فحملت، فإن ولدها له، أحصنها، أو لم يحصنها، وإنها إن ولدت حبيس عليه، لا تباع، ولا تورث، ولا توهب، وإنه يستمتع بها ما كان حيا، فإن مات فهي حرة، لا تحسب في حصة ولدها، ولا يدركها دين؛

⦗ص: 350⦘

«فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قضى أنه لا يحل لولد أنه لا يملك والده، ولا يترك في ملكه» .

أخرجه عبد الرزاق (12526) قال: أخبرنا ابن جُريج، قال: أخبرني عبد العزيز بن عمر، فذكره.

ص: 349

- كتاب الأطعمة والأشربة

• حديث ابن عمر، عن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لا يأكل أحدكم بشماله، فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله» .

سلف في مسند عبد الله بن عمر، رضي الله تعالى عنهما.

ص: 350

10110 -

عن أبي الزبير، قال: سألت جابرا عن الضب؟ فقال: لا تطعموه، وقذره، وقال: قال عمر بن الخطاب:

«إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحرمه» .

إن الله، عز وجل، ينفع به غير واحد، فإنما طعام عامة الرعاء منه، ولو كان عندي طعمته

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي الزبير، قال: سألت جابرا عن الضب؟ فقال: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم به، فقال: لا أطعمه، وقذره، فقال عمر بن الخطاب: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحرمه، وإن الله، عز وجل، لينفع به غير واحد، وهو طعام عامة الرعاء، ولو كان عندي لطعمته

(2)

.

- وفي رواية: «إن نبي الله صلى الله عليه وسلم لم يحرم الضب، ولكنه قذره»

(3)

.

⦗ص: 351⦘

أخرجه أحمد (194) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن سليمان. قال أحمد بن حنبل عقبه: وقال غير محمد: عن سليمان اليشكري. وفي 3/ 342 (14740) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لَهِيعة، قال: حدثنا أَبو الزبير.

(1)

اللفظ لمسلم.

(2)

اللفظ لأحمد (14740).

(3)

اللفظ لأحمد (194).

ص: 350

و «مسلم» 6/ 70 (5083) قال: حدثني سلمة بن شبيب، قال: حدثنا الحسن بن أَعْيَن، قال: حدثنا معقل، عن أبي الزبير. و «ابن ماجة» (3239 م) قال: حدثنا أَبو سلمة، يحيى بن خلف، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا سعيد بن أبي عَروبَة، عن قتادة، عن سليمان.

كلاهما (سليمان اليشكري، وأَبو الزبير المكي) عن جابر بن عبد الله، فذكره.

• أَخرجه ابن ماجة (3239) قال: حدثنا أَبو إسحاق الهروي، إبراهيم بن عبد الله بن حاتم، قال: حدثنا إسماعيل ابن عُلَية، عن سعيد بن أبي عَروبَة، عن قتادة، عن سليمان اليشكري، عن جابر بن عبد الله؛

«أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحرم الضب، ولكن قذره» .

وإنه لطعام عامة الرعاء، وإن الله، عز وجل، لينفع به غير واحد، ولو كان عندي لأكلته

(1)

.

- ليس فيه: «عن عمر» .

(1)

المسند الجامع (2677 و 2678 و 10563)، وتحفة الأشراف (2273 و 10420)، وأطراف المسند (1734 و 6542).

والحديث؛ أخرجه البيهقي 9/ 324.

ص: 351

- فوائد:

- قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: سليمان اليشكري، شيخ قديم، قتل في فتنة ابن الزبير. قيل له: من روى عنه؟ قال: قتادة، وما سمع منه شيئا، وأَبو بشر روى عنه أحاديث، وما أرى سمع منه شيئا، ثم قال: قدموا بصحيفة سليمان اليشكري البصرة، فحفظها قتادة.

فقيل له: سمع منه عَمرو بن دينار؟ قال: لعل عمرا أدركه. «العلل» (3207).

- وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: أخطأ غُندَر في حديث

⦗ص: 352⦘

سعيد، عن قتادة، عن سليمان بن يسار، كذا قال غُندَر، عن جابر، أن عمر، قال: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم لم يحرم من الضب ولكنه قذره.

وخالفه ابن عُلَية، قال: سليمان اليشكري، وهو الصواب، وليس هو سليمان بن يسار. «العلل ومعرفة الرجال» (4806).

- وقال التِّرمِذي: حدثنا محمد بن يحيى القطعي، قال: حدثنا عبد الأعلى، عن سعيد، عن قتادة، عن سليمان اليشكري، عن جابر بن عبد الله، أن عمر بن الخطاب، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحرمه، يعني الضب، ولكنه قذره، ولو كان عندي لأكلته، وإن الله لينفع به غير واحد، وإنه طعام عامة الرعاء.

سألتُ محمدًا، يعني ابن إسماعيل البخاري، عن هذا الحديث؟ فقال: قتادة لم يسمع من سليمان اليشكري، سليمان مات قبل جابر بن عبد الله، روى عنه أَبو بشر، وقتادة، وغير واحد، وما لأحد من هؤلاء سماع من سليمان اليشكري إلا أن يكون عَمرو بن دينار، فلعله سمع منه، وهو سليمان بن قيس اليشكري. «ترتيب علل التِّرمِذي» (550).

ص: 351

• حديث أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال:

«قال رجل: يا رسول الله، إنا بأرض مضبة، فما تأمرنا؟ أو فما تفتينا؟ قال: ذكر لي أن أمة من بني إسرائيل مسخت، فلم يأمر ولم ينه» .

قال أَبو سعيد: فلما كان بعد ذلك، قال عمر: إن الله، عز وجل، لينفع به غير واحد، وإنه لطعام عامة هذه الرعاء، ولو كان عندي لطعمته، إنما عافه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يأتي في مسند أبي سعيد الخُدْري، رضي الله تعالى عنه.

ص: 352

10111 -

عن أسلم العدوي، عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«كلوا الزيت، وادهنوا به، فإنه من شجرة مباركة»

(1)

.

⦗ص: 353⦘

- وفي رواية: «ائتدموا بالزيت، وادهنوا به، فإنه من شجرة مباركة»

(2)

.

أخرجه عَبد بن حُميد (13). وابن ماجة (3319) قال: حدثنا الحسين بن مهدي. و «التِّرمِذي» (1851)، وفي «الشمائل» (158) قال: حدثنا يحيى بن موسى.

ثلاثتهم (عَبد بن حُميد، والحسين، ويحيى) عن عبد الرزاق بن همام، قال: أخبرنا معمر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ لا نعرفه إِلَّا من حديث عبد الرزاق، وكان عبد الرزاق يَضطرب في رواية هذا الحديث، فربما ذكر فيه:«عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم» ، وربما رواه على الشك، فقال:«أَحسَبُهُ عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم» ، وربما قال:«عن زيد بن أَسلم، عن أَبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم» ، مُرسَلًا.

- وقال أَيضًا في «الشمائل» : وعبد الرزاق كان يضطرب في هذا الحديث، فربما أَسنده، وربما أَرسله.

(1)

اللفظ للترمذي.

(2)

اللفظ لابن ماجة.

ص: 352

• أَخرجه عبد الرزاق (19568). والتِّرمِذي (1851 م)، وفي «الشمائل» (159) قال: حدثنا أَبو داود سليمان بن مَعبد، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن مَعمَر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«ائتدموا بالزيت، وادهنوا به، فإنه يخرج من شجرة مباركة»

(1)

.

- ولم يذكر فيه: «عن عمر»

(2)

.

(1)

اللفظ لعبد الرزاق.

(2)

المسند الجامع (10564)، وتحفة الأشراف (10392).

والحديث؛ أخرجه البزار (275)، والطبراني في «الأوسط» (9196)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (5539).

ص: 353

- فوائد:

- قال أَبو داود: سألت أحمد عن حديث عبد الرزاق، عن مَعمَر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ كلوا الزيت، وادهنوا به؛ فإنه من شجرة مباركة؟

⦗ص: 354⦘

فقال: هذا حدثنا به عبد الرزاق، عن مَعمَر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، ليس فيه عمر. «مسائل أحمد» (1877).

- وقال التِّرمِذي: حدثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعمَر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ائتدموا بالزيت وادهنوا به فإنه يخرج من شجرة مباركة.

سألتُ محمدًا، يعني ابن إسماعيل البخاري، عن هذا الحديث؟ فقال: هو حديث مرسل.

قلت له: رواه أحد عن زيد بن أسلم غير معمر؟ قال: لا أعلمه. «ترتيب علل التِّرمِذي» (570).

- وقال أَبو حاتم الرازي: روى عبد الرزاق، عن مَعمَر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: كلوا الزيت، وائتدموا به.

حدث مرة، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم.

هكذا رواه دهرا، ثم قال بعد: زيد بن أسلم، عن أبيه، أحسبه عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم لم يمت حتى جعله: عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم بلا شك. «علل الحديث» (1520).

ص: 353

10112 -

عن عبد الله بن عمر، قال: دخل عليه عمر، وهو على مائدته، فأوسع له عن صدر المجلس، فقال: بسم الله، ثم ضرب بيده فلقم لقمة، ثم ثنى بأخرى، ثم قال: إني لأجد طعم دسم، ما هو بدسم اللحم، فقال عبد الله: يا أمير المؤمنين، إني خرجت إلى السوق أطلب السمين لأشتريه، فوجدته غاليا، فاشتريت بدرهم من المهزول، وحملت عليه بدرهم سمنا، فأردت أن يتردد عيالي عظما عظما، فقال عمر: ما اجتمعا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قط، إلا أكل أحدهما، وتصدق بالآخر.

قال عبد الله: خذ يا أمير المؤمنين، فلن يجتمعا عندي إلا فعلت ذلك، قال: ما كنت لأفعل.

⦗ص: 355⦘

أخرجه ابن ماجة (3361) قال: حدثنا أَبو كُريب، قال: حدثنا يحيى بن عبد الرَّحمَن الأرحبي، قال: حدثنا يونس بن أبي يعفور

(1)

، عن أبيه، عن ابن عمر، فذكره

(2)

.

(1)

تحرف في طبعة الرسالة إلى: «يونس بن يعفور» وصوبناه عن طبعتي الجيل والفكر، وانظر:«تهذيب الكمال» 32/ 558 (7189)، و «تحفة الأشراف» 8/ 77 (10579).

(2)

المسند الجامع (10565)، وتحفة الأشراف (10579).

والحديث؛ أخرجه ابن شبة في «تاريخ المدينة» (1244).

ص: 354

10113 -

عن عبد الله بن عمر، عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن طعام الواحد يكفي الاثنين، وإن طعام الاثنين يكفي الثلاثة والأربعة، وإن طعام الأربعة يكفي الخمسة والستة» .

أخرجه ابن ماجة (3255) قال: حدثنا الحسن بن علي الخَلَّال، قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثنا سعيد بن زيد، قال: حدثنا عَمرو بن دينار، قَهرمان آل الزبير، قال: سمعت سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن جَدِّه عمر بن الخطاب، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10566)، وتحفة الأشراف (10535).

والحديث؛ أخرجه البزار (127)، والطبراني في «الأوسط» (7444).

ص: 355

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال البخاري: عَمرو بن دينار أَبو يحيى، البصري، قَهرمان آل الزبير، مولاهم، الأعور.

عن سالم، روى عنه عبد الوارث، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد.

فيه نظر.

موسى بن عبد الرَّحمَن، قال: حدثنا زيد بن حباب، قال: حدثنا سعيد بن زيد، قال: حدثنا عَمرو بن دينار مولى الأنصار، عن سالم، عن أبيه، عن عمر. «التاريخ الكبير» 6/ 329.

⦗ص: 356⦘

- وقال التِّرمِذي: عَمرو بن دينار، قَهرمان آل الزبير، شيخٌ بصريٌّ، وليس هو بالقوي في الحديث، وقد تفرد بأحاديث عن سالم بن عبد الله بن عمر. «السنن» (3431).

- وقال ابن أبي حاتم الرازي: سألت أبي عن عَمرو بن دينار، وكيل آل الزبير، فقال: ضعيف الحديث، روى عن سالم بن عبد الله، عن أبيه غير حديثٍ مُنكرٍ، وعامة حديثه منكر. «الجرح والتعديل» 6/ 232.

- وقال البزار: هذا الحديث لا يروى عن عمر بن الخطاب إلا من هذا الوجه، تفرد به عَمرو بن دينار، وهو لين الحديث، وإن كان قد روى عنه جماعة، وأكثر أحاديثه لا يشاركه فيها غيره. «مسنده» (127).

- هذا الحديث، والذي بعده، وردا في «تحفة الأشراف» على أنهما حديث واحد، قال المِزِّي: حديث: إن طعام الواحد يكفي الاثنين، فكلوا جميعا ولا تتفرقوا، الحديث، ثم ذكر إسناده، وأشار إلى مكانه الأول عند ابن ماجة (3255)، ولم يشر إلى المكان الثاني، وقد ورد الحديث في موضعين من «مصباح الزجاجة» (1119 و 1128)، وفي المكان الثاني، قال البوصيري، صاحب «مصباح الزجاجة»: وهو طرف حديث تقدم، وأشار إلى المكان الأول.

ص: 355

10114 -

عن عبد الله بن عمر، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«كلوا جميعا ولا تفرقوا، فإن البركة مع الجماعة» .

أخرجه ابن ماجة (3287) قال: حدثنا الحسن بن علي الخَلَّال، قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثنا سعيد بن زيد، قال: حدثنا عَمرو بن دينار، قَهرمان آل الزبير، قال: سمعت سالم بن عبد الله بن عمر، قال: سمعت أبي يقول، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10567)، وتحفة الأشراف (10535).

والحديث؛ أخرجه البزار (127)، والطبراني في «الأوسط» (7444).

ص: 356

- فوائد:

- انظر فوائد الحديث السابق.

ص: 357

10115 -

عن سفيان بن وهب الخَولاني، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«كل مسكر حرام» .

أخرجه أَبو يَعلى (248) قال: حدثنا أَبو خيثمة، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن زياد، عن مسلم بن يسار، عن سفيان بن وهب الخَولاني، فذكره

(1)

.

(1)

مَجمَع الزوائد 5/ 56، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (3770 و 3781)، والمطالب العالية (1815 و 1824).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (2772).

ص: 357

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ عبد الرَّحمَن بن زياد بن أَنعُم الإفريقي ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (8232).

ص: 357

• حديث أبي الحكم، عمران بن الحارث السلمي، قال: سألت ابن عمر عن الجر؟ فحدثنا عن عمر؛

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الجر، وعن الدُّبَّاء، وعن المزفت» .

سلف في مسند عبد الله بن عباس، رضي الله تعالى عنهما.

ص: 357

10116 -

عن عبد الله بن عمر، قال: خطب عمر على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:

«أما بعد، ألا وإن الخمر نزل تحريمها، يوم نزل، وهي من خمسة أشياء: من الحنطة، والشعير، والتمر، والزبيب، والعسل، والخمر ما خامر العقل.

وثلاثة أشياء وددت، أيها الناس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عهد إلينا فيها: الجد، والكلالة، وأَبواب من أَبواب الربا»

(1)

.

⦗ص: 358⦘

- وفي رواية: «عن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: خطب عمر على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنه قد نزل تحريم الخمر، وهي من خمسة أشياء: العنب، والتمر، والحنطة، والشعير، والعسل، والخمر ما خامر العقل.

وثلاث وددت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفارقنا حتى يعهد إلينا عهدا: الجد، والكلالة، وأَبواب من أَبواب الربا».

قال: قلت: يا أبا عَمرو، فشيء يصنع بالسند من الأرز؟ قال: ذاك لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أو قال: على عهد عمر

(2)

.

(1)

اللفظ لمسلم (7662).

(2)

اللفظ للبخاري (5588).

ص: 357

- وفي رواية: «عن ابن عمر، قال: سمعت عمر، رضي الله عنه، يخطب على منبر المدينة، فقال: أيها الناس، ألا إنه نزل تحريم الخمر، يوم نزل، وهي من خمسة: من العنب، والتمر، والعسل، والحنطة، والشعير، والخمر ما خامر العقل»

(1)

.

أخرجه عبد الرزاق (17049) قال: أخبرنا الثوري، عن أبي حيان. و «ابن أبي شيبة» (24224) قال: حدثنا ابن عُلَية، عن أبي حيان. و «البخاري» 6/ 67 (4619) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا عيسى، وابن إدريس، عن أبي حيان. وفي 7/ 136 (5581) قال: حدثنا مُسدد، قال: حدثنا يحيى، عن أبي حيان. وفي 7/ 137 (5588) قال: حدثني أحمد بن أبي رجاء، قال: حدثنا يحيى، عن أبي حيان التيمي. قال البخاري عقبه: وقال حجاج، عن حماد، عن أبي حيان: مكان العنب الزبيب. وفي 9/ 129 (7337) قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا عيسى، وابن إدريس، وابن أبي غَنِيَّة، عن أبي حيان. و «مسلم» 8/ 245 (7662) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مُسهِر، عن أبي حيان. وفي (7663) قال: وحدثنا أَبو كُريب، قال: أخبرنا ابن إدريس، قال: حدثنا أَبو حيان. وفي (7664) قال: وحدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل ابن عُلَية (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس، كلاهما عن أبي حيان.

(1)

اللفظ للنسائي 8/ 295 (5068).

ص: 358

و «أَبو داود» (3669)

⦗ص: 359⦘

قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا أَبو حيان. و «النَّسَائي» 8/ 295، وفي «الكبرى» (5068 و 6752) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن عُلَية، قال: حدثنا أَبو حيان. و «النَّسَائي» 8/ 295، وفي «الكبرى» (5069 و 6751) قال: أخبرنا محمد بن العلاء، قال: أخبرنا ابن إدريس، عن زكريا، وأبي حيان. و «ابن حِبَّان» (5353) قال: أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف، قال: حدثنا سَلْم بن جُنادة، قال: حدثنا ابن إدريس، قال: حدثنا أَبو حيان التيمي. وفي (5358) قال: أخبرنا زيد بن عبد العزيز أَبو جابر، بالموصل، قال: حدثنا عيسى بن عبد الله العسقلاني، قال: حدثنا الفريابي، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي حيان. وفي (5359 و 5388) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس، وابن إدريس، ويحيى بن أبي غَنِيَّة، عن أبي حيان التيمي.

كلاهما (أَبو حيان يحيى بن سعيد بن حَيان التيمي، وزكريا بن أبي زائدة) عن عامر الشعبي، عن ابن عمر، فذكره.

• أخرجه البخاري 7/ 138 (5589) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر. و «التِّرمِذي» (1874) قال: حدثنا أحمد بن مَنيع، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن أبي حيان التيمي. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (6753) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبد الرَّحمَن، قال: حدثنا شعبة (ح) وأخبرنا محمد بن بشار، واللفظ له، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر. وفي (6754) قال: أخبرني حاجب بن سليمان المَنْبِجي، عن وكيع، عن محمد بن قيس.

ص: 358

ثلاثتهم (ابن أبي السفر، وأَبو حيان التيمي، ومحمد بن قيس) عن عامر الشعبي، عن ابن عمر، عن عمر، قال: الخمر يصنع من خمسة: من الزبيب، والتمر، والحنطة، والشعير، والعسل

(1)

.

- في رواية التِّرمِذي: «إن من الحنطة خمرا» فذكر هذا الحديث.

موقوف، لم يقل:«نزل تحريم الخمر» .

⦗ص: 360⦘

• وأخرجه النَّسَائي 8/ 295، وفي «الكبرى» (5070 و 6755) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا عُبيد الله، عن إسرائيل، عن أبي حصين، عن عامر، عن ابن عمر، قال: الخمر من خمسة: من التمر، والحنطة، والشعير، والعسل، والعنب.

- موقوف أيضا، وليس فيه:«عن عمر»

(2)

.

(1)

اللفظ للبخاري (5589).

(2)

المسند الجامع (10569)، وتحفة الأشراف (10538).

والحديث؛ أخرجه البزار (177)، وابن الجارود (852)، وأَبو عَوانة (7947: 7949)، والدارقُطني (4614 و 4644 و 4645)، والبيهقي 8/ 288 و 289، والبغوي (3011).

ص: 359

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه أَبو حيان التيمي، عن الشعبي، عن ابن عمر، عن عمر.

وكذلك روي عن مطيع الغزال، عن الشعبي.

ورواه محمد بن قيس، عن الشعبي، عن ابن عمر، موقوف عليه

(1)

.

ورواه زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي واختُلِف عنه؛

فرواه أَبو كُريب، عن ابن إدريس عن زكريا، عن الشعبي، عن ابن عمر، عن عمر.

وكذلك قال أَبو شهاب الباجرائي عبد القدوس بن عبد القاهر، عن ابن عُيينة.

حدثنا به أَبو طالب الحافظ، قال: حدثنا هلال بن العلاء، حدثنا أَبو شهاب الباجرائي، قال: حدثنا ابن عُيينة، عن أبي حيان، ومطيع، وزكريا، عن الشعبي، عن ابن عمر، عن عمر.

وخالفهما أَبو نُعيم رواه عن زكريا، عن الشعبي، عن عمر مرسلا، ولم يذكر ابن عمر.

والصواب حديث أبي حيان ومن تابعه. «العلل» (113).

(1)

في مطبوع «العلل» : «عن ابن عمر، [موقوف عليه]» ، وذكر «محقق العلل» أن ما بين المعقوفتين لم يرد في نسخة خدا بخش الخطية.

قلنا: وصواب رواية محمد بن قيس أنها: عن الشعبي، عن ابن عمر، عن عمر، كما وردت في التخريج في «السنن الكبرى» للنسائي (6957)، فهي موقوفة على عمر.

ص: 360

10117 -

عن الحكم بن عتيبة، عن عمر، مِثلَه.

يعني مثل الحديث السابق.

أخرجه عبد الرزاق (17050) عن مَعمَر، عن أيوب، عن الحكم بن عتيبة، فذكره.

ص: 360

10118 -

عن أبي ميسرة، عن عمر بن الخطاب، قال:

«لما نزل تحريم الخمر، قال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا، فنزلت هذه الآية التي في البقرة: {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير}، قال: فدعي عمر فقرئت عليه، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا، فنزلت الآية التي في سورة النساء: {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى}، فكان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقام الصلاة نادى: أن لا يقربن الصلاة سكران، فدعي عمر فقرئت عليه، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا، فنزلت الآية التي في المائدة، فدعي عمر فقرئت عليه، فلما بلغ: {فهل أنتم منتهون} قال: فقال عمر: انتهينا، انتهينا»

(1)

.

- وفي رواية: «لما نزل تحريم الخمر، قال عمر: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا، فنزلت الآية التي في البقرة، فدعي عمر فقرئت عليه، فقال عمر: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا، فنزلت الآية التي في النساء: {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى}، فكان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقام الصلاة نادى: لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى، فدعي عمر فقرئت عليه، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا، فنزلت الآية التي في المائدة، فدعي عمر فقرئت عليه، فلما بلغ: {فهل أنتم منتهون} قال عمر، رضي الله عنه: انتهينا، انتهينا»

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ للنسائي 8/ 286.

ص: 361

- وفي رواية: «عن عمر، قال: كان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة نادى: {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى}»

(1)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (24241) قال: حدثنا عُبيد الله. و «أحمد» (378) قال: حدثنا خلف بن الوليد. و «أَبو داود» (3670) قال: حدثنا عباد بن موسى الختلي، قال: أخبرنا إسماعيل، يعني ابن جعفر. و «التِّرمِذي» (3049) قال: حدثنا عبد الله بن

⦗ص: 362⦘

عبد الرَّحمَن، قال: أخبرنا محمد بن يوسف. و «النَّسَائي» 8/ 286، وفي «الكبرى» (5031) قال: أخبرنا أَبو داود سليمان بن سيف، قال: أخبرنا عُبيد الله بن موسى.

أربعتهم (عُبيد الله، وخلف، وإسماعيل، ومحمد بن يوسف) عن إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي ميسرة، عَمرو بن شرحبيل، فذكره

(2)

.

- قال التِّرمِذي: وقد روي عن إسرائيل هذا الحديث مُرسلًا.

• أَخرجه التِّرمِذي (3049 م) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، عَمرو بن شرحبيل؛ أن عمر بن الخطاب قال: اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء، فذكر نحوه.

- قال التِّرمِذي: هذا أصحُّ من حديث محمد بن يوسف.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(2)

المسند الجامع (10570)، وتحفة الأشراف (10614)، وأطراف المسند (6678).

والحديث؛ أخرجه الطبري 8/ 657، والبيهقي 1/ 389 و 8/ 285.

ص: 361

- فوائد:

- وقال أَبو زُرعَة الرازي: عَمرو بن شرحبيل أَبو ميسرة، عن عمر، مرسل. «المراسيل» لابن أبي حاتم (516).

- وقال الدارقُطني: رواه إسرائيل وزكريا بن أبي زائدة، وسفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة عَمرو بن شرحبيل، عن عمر، القصة بطولها، وذكر الآيات في تحريم الخمر.

وخالفهم حمزة الزيات، فرواه عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن عمر.

حدثنا به أَبو عمر القاضي، قال: حدثنا محمد بن معمر البحراني، قال: حدثنا حميد بن حماد، عن حمزة الزيات، كذلك.

وقال إسحاق بن منصور: عن إسرائيل والفريابي، عن الثوري وقيس، عن أبي إسحاق، عن عَمرو بن ميمون الأَوْدي، عن عمر.

⦗ص: 363⦘

والصواب قول من قال: عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، عن عمر، والله أعلم. «العلل» (207).

ص: 362

10119 -

عن قاص الأجناد بالقسطنطينية، أن عمر بن الخطاب قال: يا أيها الناس، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يقعدن على مائدة يدار عليها الخمر، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يدخل الحمام إلا بإزار، ومن كانت تؤمن بالله واليوم الآخر، فلا تدخل الحمام»

(1)

.

أخرجه أحمد (125). وأَبو يَعلى (251) كلاهما عن هارون بن معروف، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: حدثني عَمرو بن الحارث، أن عمر بن السائب حدثه، أن القاسم بن أبي القاسم السبائي حدثه، عن قاص الأجناد بالقسطنطينية، أنه سمعه يحدث، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (10571)، وأطراف المسند (6686)، ومَجمَع الزوائد 1/ 277.

والحديث؛ أخرجه البيهقي 7/ 266.

ص: 363

- كتاب اللباس والزينة

10120 -

عن أبي عثمان النهدي، قال: جاءنا كتاب عمر، ونحن بأذربيجان، مع عتبة بن فرقد، أو بالشام: أما بعد؛

«فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الحرير، إلا هكذا، إصبعين» .

قال أَبو عثمان: فما عتمنا إلا أنه الأعلام

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي عثمان النهدي؛ أتانا كتاب عمر، ونحن مع عتبة بن فرقد بأذربيجان؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الحرير، إلا هكذا، وأشار بإصبعيه اللتين تليان الإبهام» .

⦗ص: 364⦘

قال: فيما علمنا أنه يعني الأعلام

(2)

.

- وفي رواية: «عن أبي عثمان، قال: كنا مع عتبة بن فرقد، فكتب إليه عمر بأشياء يحدثه، عن النبي صلى الله عليه وسلم فكان فيما كتب إليه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يلبس الحرير في الدنيا، إلا من ليس له في الآخرة منه شيء، إلا هكذا، وقال بإصبعيه السبابة والوسطى» .

قال أَبو عثمان: فرأيت أنها أزرار الطيالسة حين رأينا الطيالسة

(3)

.

- وفي رواية: «عن أبي عثمان، قال: جاءنا كتاب عمر، رضي الله عنه، ونحن بأذربيجان: يا عتبة بن فرقد، وإياكم والتنعم، وزي أهل الشرك، ولبوس الحرير، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا عن لبوس الحرير، وقال: إلا هكذا، ورفع لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إصبعيه»

(4)

.

(1)

اللفظ لأحمد (356).

(2)

اللفظ للبخاري (5828).

(3)

اللفظ لأحمد (243).

(4)

اللفظ لأحمد (92).

ص: 363

- وفي رواية: «لا يلبس الحرير في الدنيا، إلا لم يلبس في الآخرة منه»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي عثمان النهدي، قال: كتب عمر إلى عتبة بن فرقد؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الحرير، إلا ما كان هكذا وهكذا، إصبعين، وثلاثة، وأربعة»

(2)

.

- وفي رواية: «عن أبي عثمان، عن عمر؛ أنه كان ينهى عن الحرير والديباج، إلا ما كان هكذا، ثم أشار بإصبعه، ثم الثانية، ثم الثالثة، ثم الرابعة، وقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا عنه»

(3)

.

- وفي رواية: «عن أبي عثمان، عن عمر، قال: إياكم ولباس الحرير، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لباس الحرير، إلا هكذا، ورفع إصبعيه السبابة والوسطى»

(4)

.

⦗ص: 365⦘

- وفي رواية: «عن أبي عثمان، عن عمر، قال: نهاني نبي الله صلى الله عليه وسلم عن لبس الحرير، إلا موضع إصبعين»

(5)

.

- وفي رواية: «عن أبي عثمان النهدي، عن عمر بن الخطاب؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص في العلم في إصبعين»

(6)

.

(1)

اللفظ للبخاري (5830).

(2)

اللفظ لأبي داود.

(3)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(4)

اللفظ للنسائي (9548).

(5)

اللفظ للنسائي (9551).

(6)

اللفظ لابن حبان (5424).

ص: 364

- وفي رواية: «عن أبي عثمان النهدي، عن عمر بن الخطاب، أنه قال: اتزروا، وارتدوا، وانتعلوا، وألقوا الخفاف، والسراويلات، وألقوا الركب، وانزوا نزوا، وعليكم بالمعدية، وارموا الأغراض، وذروا التنعم، وزي العجم، وإياكم والحرير، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عنه، وقال: لا تلبسوا من الحرير إلا ما كان هكذا، وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بإصبعيه»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي عثمان، قال: كتب إلينا عمر، ونحن بأذربيجان: يا عتبة بن فرقد، إنه ليس من كدك، ولا من كد أبيك، ولا من كد أمك، فأشبع المسلمين في رحالهم مما تشبع منه في رحلك، وإياكم والتنعم، وزي أهل الشرك، ولبوس الحرير، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لبوس الحرير، قال: إلا هكذا، ورفع لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إصبعيه الوسطى والسبابة وضمهما» .

قال زهير: قال عاصم: هذا في الكتاب، قال: ورفع زهير إصبعيه

(2)

.

- وفي رواية: «عن أبي عثمان النهدي، قال: كتب عمر بن الخطاب إلى عتبة بن فرقد: سلام عليك، أما بعد، فارتدوا، واتزروا، وألقوا السراويلات، وانتعلوا، وألقوا الخفاف، وارموا الأغراض، واقطعوا الركب، وانزوا على الخيل نزوا، وعليكم بالعربية والمعدية، وإياكم والتنطع، وزي العجم،

⦗ص: 366⦘

فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الحرير إلا ما كان هكذا، ثلاث أصابع، أو هكذا أربع أصابع»

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (301).

(2)

اللفظ لمسلم (5462).

(3)

اللفظ لأبي يَعلى (213).

ص: 365

- وفي رواية: «عن أبي عثمان، قال: أتانا كتاب عمر، ونحن بأذربيجان مع عتبة بن فرقد: أما بعد، فاتزروا، وارتدوا، وانتعلوا، وارموا بالخفاف، واقطعوا السراويلات، وعليكم بلباس أبيكم إسماعيل، وإياكم والتنعم، وزي العجم، وعليكم بالشمس فإنها حمام العرب، واخشوشنوا، واخلولقوا، وارموا الأغراض، وانزوا نزوا.

وَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، نَهَانَا عَنِ الْحَرِيرِ، إِلَّا هَكَذا: وَضَمَّ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ، وَالْوُسْطَى

(1)

»

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (25143) قال: حدثنا حفص بن غياث، عن عاصم. و «أحمد» (92) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا عاصم الأحول. وفي (242) قال: حدثنا خلف بن الوليد، قال: حدثنا خالد، عن خالد. وفي (243) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا التيمي. وفي (301) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا عاصم. وفي (356) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة (ح) وحجاج، قال: حدثني شعبة، عن قتادة. وفي (357) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة (ح) وحجاج، وأَبو داود، قال: حدثني شعبة، عن قتادة. و «البخاري» (5828) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا

⦗ص: 367⦘

قتادة.

(1)

في طبعَتي الرسالة والتأصيل لـ «صحيح ابن حِبان» ، و «التقاسيم والأنواع» (5636) وهو أصل «صحيح ابن حِبان»:«والنبي صلى الله عليه وسلم نهانا عن الحرير، إِلا هكذا إِصبعيه والوسطى والسبابة» والخلل ظاهرٌ في سياقه، وأثبتناه عن «نصب الراية» 4/ 226، إذ ورد نقلًا عن «صحيح ابن حبان» ، قال مؤلفه: رواه ابن حِبان في «صحيحه» في النوع التاسع، من القسم الرابع، من حديث شعبة، عن قتادة، قال: سمعتُ أبا عثمان يقول، وساق الحديث بتمامه، وأخرجه البيهقي في «شُعب الإيمان» (5776) من طريق شعبة، وفيه:«فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الحرير إلا هكذا، وأشار شعبة بإِصبعيه الوسطى والسبابة» .

(2)

اللفظ لابن حبان (5454).

ص: 366

وفي (5829) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا عاصم. وفي (5830) قال: حدثنا مُسدد، قال: حدثنا يحيى، عن التيمي (ح) وحدثنا الحسن بن عمر، قال: حدثنا معتمر، قال: حدثنا أبي. و «مسلم» 6/ 140 (5462) قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا عاصم الأحول. وفي (5463) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا جَرير بن عبد الحميد (ح) وحدثنا ابن نُمير، قال: حدثنا حفص بن غياث، كلاهما عن عاصم. وفي (5464) قال: وحدثنا ابن أبي شيبة، وهو عثمان، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي، كلاهما عن جرير، واللفظ لإسحاق، قال: أخبرنا جرير، عن سليمان التيمي. وفي 6/ 141 (5465) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المُعتَمِر، عن أبيه. وفي (5466) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، واللفظ لابن المثنى، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة. وفي (5467) قال: وحدثنا أَبو غسان المسمعي، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا معاذ، وهو ابن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة. و «ابن ماجة» (2820 و 3593) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا حفص بن غياث، عن عاصم الأحول. و «أَبو داود» (4042) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا عاصم الأحول. و «النَّسَائي» 8/ 202، وفي «الكبرى» (9549) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، عن سليمان التيمي. وفي «الكبرى» (9548) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، عن عاصم. وفي (9550) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة. وفي (9551) قال: أخبرنا عَمرو بن علي، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة. و «أَبو يَعلى» (213) قال: حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم الأحول. وفي (214) قال: حدثنا أَبو خيثمة، قال: حدثنا جرير، عن عاصم الأحول. و «ابن حِبَّان» (5424) قال: أخبرنا شباب بن صالح، بواسط، قال: حدثنا وهب بن بقية، قال: أخبرنا خالد، عن خالد. وفي (5454) قال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي، قال: حدثنا علي بن خَشرَم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس، عن شعبة، عن قتادة.

ص: 367

أربعتهم (عاصم الأحول، وخالد الحَذَّاء، وسليمان التيمي، وقتادة بن دعامة) عن أبي عثمان النهدي، فذكره

(1)

.

- صرح قتادة بالسماع عند أحمد (356 و 357)، والبخاري (5828)، ومسلم (5466)، والنَّسَائي (9550)، وابن حبان (5454).

- وصرح سليمان التيمي بالسماع عند البخاري (5830)، ومسلم (5465).

• أَخرجه عبد الرزاق (19994) عن مَعمَر، عن قتادة؛ أن عمر بن الخطاب، كتب إلى أبي موسى: أما بعد، فاتزروا، وارتدوا، وألقوا السراويلات، وألقوا الخفاف، واحتفوا، وانتعلوا، وقابلوا بينهما، واخشنوا، واخشوشنوا، واخلولقوا، وتمعددوا، فإنكم معد، وارتموا الأغراض، واقطعوا الركب، وانزوا على ظهور الخيل نزوا، واستقبلوا بوجوهكم الشمس، فإنها حمامات العرب، وإياكم وزي الأعاجم، وتنعمهم، وعليكم بلبسة أبيكم إسماعيل، «منقطع» .

- قال ابن أبي حاتم: سئل أَبو زُرعَة عن حديث؛ رواه سالم بن نوح، عن عمر بن عامر، عن قتادة، عن أبي عثمان، عن عثمان، أنه كتب إلى عامل الكوفة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الحرير، إلا قدر إصبعين، وثلاثة.

قال أَبو زُرعَة: هذا خطأ إنما هو عن قتادة، عن أبي عثمان، عن عمر. «علل الحديث» (1475).

- وقال الدارقُطني: اتفقا، يعني البخاري ومسلما، على إخراج حديث أبي عثمان، قال: كتب إلينا عمر في الحرير، إلا في موضع إصبعين.

وهذا لم يسمعه أَبو عثمان، من عمر، وهو مكاتبة، وهو حجة في قبول الإجازة. «التتبع» (119).

- وقال عباس بن محمد الدوري: سمعت يحيى بن مَعين، يقول: اسم أبي عثمان النهدي عبد الرَّحمَن بن مل. «تاريخه» (3737).

(1)

المسند الجامع (10572)، وتحفة الأشراف (10597)، وأطراف المسند (6672)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (4216).

والحديث؛ أخرجه البزار (307)، وأَبو عَوانة (8514: 8516 و 8518 و 8520: 8523)، والبيهقي 2/ 423 و 3/ 269، والبغوي (3103).

ص: 368

10121 -

عن سويد بن غفلة؛ أن عمر خطب الناس بالجابية، فقال:

«نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبس الحرير، إلا موضع إصبعين، أو ثلاثة، أو أربعة» .

⦗ص: 369⦘

وأشار بكفه

(1)

.

أخرجه أحمد (365) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد. و «مسلم» 6/ 141 (5468) قال: حدثنا عُبيد الله بن عمر القواريري، وأَبو غسان المسمعي، وزهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن المثنى، وابن بشار، قال إسحاق: أخبرنا، وقال الآخرون: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي. وفي (5469) قال: وحدثنا محمد بن عبد الله الرُّزِّي، قال: أخبرنا عبد الوَهَّاب بن عطاء، عن سعيد. و «التِّرمِذي» (1721) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثنا أبي. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (9552) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا معاذ بن هشام، قال: حدثنا أبي. و «ابن حِبَّان» (5441) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا عُبيد الله بن عمر القواريري، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثنا أبي.

كلاهما (سعيد بن أبي عَروبَة، وهشام الدَّستوائي) عن قتادة بن دعامة، عن عامر الشعبي، عن سويد بن غفلة، فذكره.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

• أَخرجه ابن أبي شيبة (25171) قال: حدثنا ابن إدريس، عن حصين، عن الشعبي. وفي 8/ 173 (25186) قال: حدثنا محمد بن بشر، وأَبو داود الحَفَري، عن مِسعَر، عن وبرة، عن الشعبي.

(1)

اللفظ لأحمد.

ص: 368

و «النَّسَائي» 8/ 202، وفي «الكبرى» (9555 و 9556) قال: أخبرنا عبد الحميد بن محمد، قال: حدثنا مخلد، قال: حدثنا مسعر، عن وبرة، عن الشعبي (ح) وأخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا عُبيد الله، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي حصين، عن إبراهيم. وفي (9553) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا داود، عن عامر. وفي (9554) قال: أخبرنا محمود بن غَيلان

(1)

، قال: أخبرنا الفضل، يعني ابن موسى، عن إسماعيل، عن عامر.

⦗ص: 370⦘

كلاهما (عامر الشعبي، وإبراهيم) عن سويد بن غفلة، قال: قال عمر: البسوا من الحرير هكذا وهكذا، إصبعين، أو ثلاثة، أو أربعة

(2)

.

- وفي رواية: «قال عمر: لا يحل، أو لا ينبغي، من الحرير، إلا هكذا، وهكذا، إصبعين عرضا، أو ثلاثة، أو أربعة، في كفاف، أو زرار»

(3)

.

- وفي رواية: «عن عمر؛ أنه لم يرخص في الديباج، إلا موضع أربع أصابع»

(4)

.

موقوف

(5)

.

(1)

في «تحفة الأشراف» : «محمود بن سليمان البلخي» ، وقال ابن حجر: وقع في رواية ابن الأحمر: «محمود بن غَيلان» ، بدل «محمود بن سليمان» . «النكت الظراف» (10459).

(2)

اللفظ للنسائي (9554).

(3)

اللفظ للنسائي (9555).

(4)

اللفظ للنسائي 8/ 202 (9556).

(5)

المسند الجامع (10573)، وتحفة الأشراف (10459)، واستدركه محقق أطراف المسند 5/ 34.

والحديث؛ أخرجه أَبو عَوانة (8517 و 8519 و 8524 و 8525)، والبيهقي 2/ 423 و 3/ 269.

ص: 369

- فوائد:

- قال الدارقُطني: رواه الشعبي، عن سويد، واختُلِف عنه؛

فرواه قتادة، عن الشعبي، عن سويد، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

حدث به: هشام الدَّستوائي، وسعيد بن أبي عَروبَة، عن قتادة كذلك.

وكذلك روي عن سعيد بن مسروق، عن الشعبي، عن سويد بن غفلة، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه مسعر، عن وبرة بن عبد الرَّحمَن، عن الشعبي، عن سويد، عن عمر، موقوفًا، غير مرفوع.

وتابعه حصين بن عبد الرَّحمَن، وإسماعيل بن أبي خالد، ومحمد بن قيس الأسدي، وزكريا بن أبي زائدة، وعبد الله بن أبي السفر، وداود بن أبي هند، وسيار أَبو الحكم، وبيان بن بشر، فرووه عن الشعبي، عن سويد بن غفلة، عن عمر، قوله.

⦗ص: 371⦘

وكذلك رواه عبدة بن أبي لبابة، وعمران بن مسلم، عن سويد بن غفلة، عن عمر، قوله.

ورواه أَبو حصين، عن إبراهيم يعني ابن عبد الأعلى، عن سويد بن غفلة، عن عمر، قال: لم يرخص في الديباج إلا موضع أربع أصابع فنحا به نحو الرفع.

ورواه الحكم، عن خيثمة، عن سويد بن غفلة، عن عمر، قوله.

وقد أخرج مسلم حديث قتادة، عن الشعبي، عن سويد بن غفلة، المرفوع عن عمر في الصحيح، والله أعلم. «العلل» (180).

- وقال الدارقُطني: أخرج مسلم حديث قتادة، عن الشعبي، عن سويد بن غفلة، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ نهى عن لبس الحرير إلا موضع إصبعين.

من حديث هشام، وشعبة، وسعيد، عنه.

ولم يرفعه عن الشعبي غير قتادة، وقتادة مدلس، لعله بلغه عنه.

وقد رواه شعبة، عن ابن أبي السفر، عن الشعبي، عن سويد، عن عمر، قوله.

وكذلك رواه بيان، وداود بن أبي هند، عن الشعبي، عن سويد، عن عمر، قوله.

وكذلك رواه شعبة، عن الحكم، عن خيثمة، عن سويد، عن عمر.

وإبراهيم بن عبد الأعلى، عن سويد، وأَبو حصين، عن إبراهيم النَّخَعي، عن سويد، عن عمر، قوله. «التتبع» (121 و 174).

ص: 370

أخرجه ابن أبي شيبة (25148) قال: حدثنا عبيد بن سعيد، عن شعبة، عن خليفة بن كعب. و «أحمد» (123) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا يزيد، يعني الرشك، عن معاذة، عن أم عَمرو ابنة عبد الله. وفي 1/ 37 (251) قال: حدثنا يحيى، عن شعبة، قال: حدثني أَبو ذُبيان. وفي 1/ 39 (269) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد الواحد، قال: حدثنا يزيد الرشك، عن معاذة، عن أم عَمرو ابنة عبد الله. و «البخاري» 7/ 194 (5834) قال: حدثنا علي بن الجعد، قال: أخبرنا شعبة، عن أبي ذُبيان، خليفة بن كعب (ح) قال: وقال لنا أَبو مَعمَر: حدثنا عبد الوارث، عن يزيد، قالت معاذة: أخبرتني أم عَمرو بنت عبد الله. و «مسلم» 6/ 140 (5461) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبيد بن سعيد، عن شعبة، عن خليفة بن كعب أبي ذُبيان. و «النَّسَائي» 8/ 200، وفي «الكبرى» (9512 و 11280) قال: أخبرنا محمود بن غَيلان، قال: أنبأنا النضر بن شميل، قال: أنبأنا شعبة، قال: حدثنا خليفة. وفي «الكبرى» (9514) قال: أخبرني عُبيد الله بن فضالة، قال: أخبرنا أَبو مَعمَر، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا يزيد القسام، وهو يزيد الرشك، قال: قالت معاذة: أخبرتني أم عَمرو بنت عبد الله بن الزبير.

كلاهما (خليفة بن كعب أَبو ذُبيان، وأم عَمرو بنت عبد الله) عن عبد الله بن الزبير، فذكره.

⦗ص: 373⦘

• أخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (9511) قال: أخبرنا عَمرو بن يزيد، بصري، قال: حدثنا ابن أَبي عَدي (ح) وأخبرنا محمد بن عباد بن آدم، قال: حدثنا ابن أَبي عَدي، عن جعفر بن ميمون. و «أَبو يَعلى» (6817) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن هشام، عن حفصة بنت سِيرين.

ص: 372

كلاهما (جعفر، وحفصة) عن خليفة بن كعب أبي ذُبيان، قال: خطبنا ابن الزبير، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من لبس الحرير في الدنيا لا يلبسه في الآخرة، ومن لم يلبسه في الآخرة لم يدخل الجنة، قال الله: {ولباسهم فيها حرير}»

(1)

.

- وفي رواية: «من لبس الحرير في الدنيا، لم يلبسه في الآخرة» .

قال: وإلى جنبه ابن عمر، فقال: إذا والله لا يدخل الجنة، يقول الله:{ولباسهم فيها حرير}

(2)

.

ليس فيه: «عن عمر» .

• وأخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (9513) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا هشام، عن حفصة، عن أبي ذُبيان، قال: خطبنا ابن الزبير، فقال: لا تلبسوا الحرير، فإنه من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة.

فقال ابن عمر: إذا والله لا يدخل الجنة، قال الله تعالى:{ولباسهم فيها حرير} ، «موقوف»

(3)

.

(1)

اللفظ للنسائي (9511).

(2)

اللفظ لأبي يَعلى.

(3)

المسند الجامع (10574)، وتحفة الأشراف (5259 و 10483)، وأطراف المسند (6577).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (43)، وأَبو عَوانة (8498 و 8499)، والبيهقي 2/ 422.

ص: 373

- وأخرجه أحمد (16217) قال: حدثنا يونس، وعفان. و «البخاري» 7/ 193 (5833) قال: حدثنا سليمان بن حرب. و «النَّسَائي» 8/ 200، وفي «الكبرى» (9510 و 11281) قال: أخبرنا قتيبة. و «أَبو يَعلى» (6815) قال: حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل.

⦗ص: 374⦘

خمستهم (يونس بن محمد، وعفان بن مسلم، وسليمان بن حرب، وقتيبة بن سعيد، وإسحاق بن أبي إسرائيل) عن حماد بن زيد، عن ثابت البُنَاني، قال: سمعت ابن الزبير يخطب، يقول: قال محمد صلى الله عليه وسلم:

«من لبس الحرير في الدنيا، لم يلبسه في الآخرة»

(1)

.

- ليس فيه: «عن عمر» ، فصار من مسند عبد الله بن الزبير

(2)

.

(1)

اللفظ للبخاري (5833).

(2)

المسند الجامع (5825)، وتحفة الأشراف (5257)، وأطراف المسند (3123)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (4007).

والحديث؛ أخرجه الطبراني (14896)، والبغوي (3100).

ص: 373

- فوائد:

- قال الدارقُطني: هو حديثٌ يرويه شعبة، عن أبي ذُبيان خليفة بن كعب، عن ابن الزبير، عن عمر، مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

وخالف شعبة، جعفر بن ميمون، فرواه عن أبي ذُبيان خليفة بن كعب، عن ابن الزبير، ولم يرفعه.

ورواه ثابت البُنَاني، عن ابن الزبير، عن عمر، موقوفا أيضا.

ورواه يزيد الرشك، عن معاذة، عن أم عَمرو بنت عبد الله بن الزبير، عن أبيها، عن عمر.

ورفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ورفعه صحيح. «العلل» (145).

- وقال الدارقُطني: أخرج البخاري، عن سليمان بن حرب، عن حماد، عن ثابت، عن ابن الزبير قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة.

قلت: لم يسمعه ابن الزبير من النبي صلى الله عليه وسلم، إنما سمع من عمر، قاله أَبو ذُبيان، وأم عَمرو، عنه. «التتبع» (154).

ص: 374

10123 -

عن عبد الله بن عمر، قال: سمعت عمر يذكر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«من لبس الحرير في الدنيا، لم يلبسه في الآخرة»

(1)

.

- وفي رواية: «عن عبد الله مولى أسماء بنت أَبي بكر، وكان خال ولد عطاء، قال: أرسلتني أسماء إلى عبد الله بن عمر، فقالت: بلغني أنك تحرم أشياء ثلاثة: العلم في الثوب، وميثرة الأرجوان، وصوم رجب كله، فقال لي عبد الله: أما ما ذكرت من رجب، فكيف بمن يصوم الأبد، وأما ما ذكرت من العلم في الثوب، فإني سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما يلبس الحرير من لا خلاق له» .

فخفت أن يكون العلم منه، وأما ميثرة الأرجوان، فهذه ميثرة عبد الله، فإذا هي أرجوان

(2)

.

أخرجه أحمد (181) قال: حدثنا يحيى. و «مسلم» 6/ 139 (5459) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا خالد بن عبد الله. و «التِّرمِذي» (2817) قال: حدثنا أحمد بن مَنيع، قال: حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (9515) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قال: أخبرنا يَعلى بن عُبيد الطنافسي. وفي (9516) قال: أخبرنا محمد بن أَبَان البلخي، قال: حدثنا عَبدة بن سليمان، وهو كوفي.

خمستهم (يحيى القطان، وخالد بن عبد الله، وإسحاق الأزرق، ويَعلى بن عبيد، وعَبدة بن سليمان) عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عبد الله مولى أسماء، عن ابن عمر، فذكره

(3)

.

- في رواية إسحاق الأزرق: «حدثني مولى أسماء» لم يُسَمِّه.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وقد روي من غير وجه

⦗ص: 376⦘

عن عمر، ومولى أسماء بنت أَبي بكر الصِّدِّيق اسمه عبد الله، ويكنى أبا عمر، وقد روى عنه عطاء بن أبي رباح، وعَمرو بن دينار.

(1)

اللفظ للترمذي.

(2)

اللفظ لمسلم.

(3)

المسند الجامع (10575)، وتحفة الأشراف (10542)، وأطراف المسند (6608).

والحديث؛ أخرجه أَبو عَوانة (8511: 8513)، والبيهقي 2/ 423 و 3/ 270.

ص: 375

10124 -

عن عمران بن حطان، قال: سألت عائشة عن الحرير، فقالت: ائت ابن عباس فسله، قال: فسألته، فقال: سل ابن عمر، قال: فسألت ابن عمر، فقال: أخبرني أَبو حفص، يعني عمر بن الخطاب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«إنما يلبس الحرير في الدنيا، من لا خلاق له في الآخرة» .

فقلت: صدق، وما كذب أَبو حفص على رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1)

.

- وفي رواية: «عن عمران بن حطان، فيما يحسب حرب، أنه سأل ابن عباس عن لبوس الحرير؟ فقال: سل عنه عائشة، فسأل عائشة، فقالت: سل ابن عمر، فسأل ابن عمر، فقال: حدثني أَبو حفص، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من لبس الحرير في الدنيا، فلا خلاق له في الآخرة»

(2)

.

أخرجه أحمد (321) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حرب. و «البخاري» 7/ 194 (5835) قال: حدثني محمد بن بشار، قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا علي بن المبارك (ح) وقال البخاري عقبه تعليقا: وقال عبد الله بن رجاء، قال: حدثنا حرب. و «النَّسَائي» 8/ 200، وفي «الكبرى» (9517) قال: أخبرنا عَمرو بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن رجاء، قال: أخبرنا حرب بن شداد.

كلاهما (حرب بن شداد، وعلي بن المبارك) عن يحيى بن أبي كثير، عن عمران بن حطان، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ للبخاري.

(2)

اللفظ لأحمد.

(3)

المسند الجامع (10576)، وتحفة الأشراف (10548)، وأطراف المسند (6608).

والحديث؛ أخرجه البزار (181)، والبيهقي 3/ 266.

ص: 376

- فوائد:

- قال الدارقُطني: أخرج البخاري حديث عمران بن حطان، عن ابن عمر، عن عمر؛ في لبس الحرير.

وعمران؛ متروك، لسوء اعتقاده، وخبث رأيه.

والحديث ثابت من وجوه، عن عمر، عن عبد الله مولى أسماء، وغيره، عن ابن عمر، عن عمر. «التتبع» (117).

ص: 376

• حديث عبد الله بن عمر، عن عمر بن الخطاب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«إنما يلبس الحرير من لا خلاق له» .

سلف في مسند عبد الله بن عمر، برقم (7484).

• وحديث عبد الله بن عمر، عن عمر بن الخطاب؛

«أنه رأى حلة سيراء تباع عند باب المسجد، فقلت: يا رسول الله، لو اشتريت هذا ليوم الجمعة، وللوفد إذا قدموا عليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة» .

سلف في مسند عبد الله بن عمر، برقم (7479).

ص: 377

10125 -

عن عمار بن أبي عمار، أن عمر بن الخطاب قال:

«إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في يد رجل خاتما من ذهب، فقال: ألق ذا، فألقاه، فتختم بخاتم من حديد، فقال: ذا شر منه، فتختم بخاتم من فضة، فسكت عنه» .

أخرجه أحمد (132) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد، قال: أخبرنا عمار بن أبي عمار، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10579)، وأطراف المسند (6641)، ومَجمَع الزوائد 5/ 151.

ص: 377

- فوائد:

- قلنا: إسناده ضعيفٌ؛ قال أَبو زُرعَة الرازي: عمار بن أَبي عمار عن عمر، مُرسَل. «المراسيل» لابن أَبي حاتم (553).

⦗ص: 378⦘

- وقال العُقيلي: حدثنا بشر بن موسى، قال: حدثنا منصور بن سُقَير، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن عمار بن أَبي عمار، عن ابن عباس، عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنهما، أَن النبي صلى الله عليه وسلم أَبصَر على رجل خاتَمًا من ذَهَب، فقال: أَلق هذا عنك، فَذَهب فاتَّخَذ خاتَما من حَديد، فقال: هذا شَرٌّ منه، فَذَهب فاتَّخَذَ خاتَمًا من فِضَّة، فَسَكَت عنه.

حدثنا الصائغ، قال: حدثنا عفان (ح) وحدثناه جَدِّي، وعلي، قالا: حدثنا حجاج، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن عمار بن أَبي عمار، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه، ولم يذكرا «عن ابن عباس» . «الضعفاء» 6/ 20.

- وقال الدارَقُطني: يرويه منصور بن صُقَير، عن حماد بن سلمة، عن عمار ابن أَبي عمار، عن ابن عباس، عن عمر.

وغيره يرويه عن حماد، عن عمار، مُرسَلًا، عن عمر، وهو المحفوظُ. «العلل» (129).

- قال المِزِّي: منصور بن صُقَير، ويقال: ابن سُقَير أيضًا، أبو النضر البغدادي. «تهذيب الكمال» 28/ 534.

ص: 377

10126 -

عن أَبي أُمامة الباهلي، قال: لبس عمر بن الخطاب ثوبا جديدا، فقال: الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي، وأتجمل به في حياتي، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«من لبس ثوبا جديدا، فقال: الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي، وأتجمل به في حياتي، ثم عمد إلى الثوب الذي أخلق، أو قال: ألقى، فتصدق به، كان في كنف الله، وفي حفظ الله، وفي ستر الله، حيا وميتا، قالها ثلاثا»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي العلاء الشامي، قال: لبس أَبو أمامة ثوبا جديدا، فلما بلغ ترقوته، قال: الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي، وأتجمل به في

⦗ص: 379⦘

حياتي، ثم قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من استجد ثوبا فلبسه، فقال حين يبلغ ترقوته: الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي، وأتجمل به في حياتي، ثم عمد إلى الثوب الذي أخلق، أو قال: ألقى، فتصدق به، كان في ذمة الله، وفي جوار الله، وفي كنف الله، حيا وميتا، حيا وميتا، حيا وميتا»

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (25596 و 30372). وأحمد (305). وعَبد بن حُميد (18). وابن ماجة (3557) قال: حدثنا أَبو بكر. و «التِّرمِذي» (3560) قال: حدثنا يحيى بن موسى، وسفيان بن وكيع، المعنى واحد.

خمستهم (أَبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل، وعَبد بن حُميد، ويحيى بن موسى، وسفيان بن وكيع) عن يزيد بن هارون، قال: حدثنا أصبغ بن زيد، قال: حدثنا أَبو العلاء، عن أَبي أُمامة، فذكره

(3)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ غريبٌ، وقد رواه يحيى بن أيوب، عن عُبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أَبي أُمامة.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(2)

اللفظ لأحمد.

(3)

المسند الجامع (10580)، وتحفة الأشراف (10467)، وأطراف المسند (6664).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الدعاء» (393)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (5873 و 5874).

ص: 378

- فوائد:

قلنا: إسناده ضعيفٌ؛ قال الدارَقُطني: حَدَّث به ياسين الزَّيات، عن عُبيد الله بن زَحْر، عن القاسم، عن أَبي أُمامة، عن عمر.

وعُبيد الله بن زَحْر إِنما يَروي عن علي بن يزيد، عن القاسم، ولم يذكُره ياسين في الإِسناد.

ورواه أَبو السائب، عن وكيع، عن مِسعَر، عن عُبيد الله بن زَحْر، ولم يُتابَع عليه.

وغيره يرويه عن وكيع، عن خَلَّاد الصفار، عن عُبيد الله بن زَحْر، وهو الصواب.

وروى هذا الحديث أَصبَغ بن زيد، عن أَبي العلاء، عن أَبي أُمامة.

⦗ص: 380⦘

وأَبو العلاء هذا مجهولٌ، وعُبيد الله بن زَحْر ضعيفٌ، والحديث غير ثابتٍ. «العلل» (160).

ص: 379

• حديث عبد الله بن عمر، عن عمر، قال:

«ذكر نساء النبي صلى الله عليه وسلم للنبي صلى الله عليه وسلم: ما يذيلن من الثياب، قال: يذيلن شبرا، قلن: فإن شبرا قليل تخرج منه العورة؟، زاد معاوية

(1)

: «قال: فذراع» .

سلف في مسند عبد الله بن عمر، برقم (7477).

(1)

هو معاوية بن صالح الدمشقي أحد رواة هذا الحديث.

ص: 380

10127 -

عن عامر بن عبد الله بن الزبير؛ أن مولاة لهم ذهبت بابنة الزبير إلى عمر بن الخطاب، وفي رجلها أجراس، فقطعها عمر، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إن مع كل جرس شيطانا» .

أخرجه أَبو داود (4230) قال: حدثنا علي بن سهل، وإبراهيم بن الحسن، قالا: حدثنا حجاج، عن ابن جُريج، قال: أخبرني عمر بن حفص، أن عامر بن عبد الله، (قال علي بن سهل: ابن الزبير) أخبره، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10582)، وتحفة الأشراف (10681).

والحديث؛ أخرجه أَبو محمد الفاكهي، في حديثه 1/ 41 (52).

ص: 380

- كتاب الطب والمرض

10128 -

عن عبد الله بن أبي الحسين، عن عمر بن الخطاب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«نزل ملكان، فجلس أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال الذي عند رجلي للذي عند رأسي: ما به؟ قال: حمى شديدة، قال: عوذه، قال: فما نفث ولا نفخ، فقال: بسم الله أرقيك، والله يشفيك، خذها فلتهنيك» .

⦗ص: 381⦘

أخرجه ابن أبي شيبة (24051) قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن يحيى بن أبي حية، عن عبد العزيز بن رفيع، عن عبد الله بن أبي الحسين، فذكره

(1)

.

(1)

أخرجه الطبراني في «الدعاء» (1093 و 1094).

ص: 380

- فوائد:

- قال أبو حاتم الرازي: عدي بن عدي، هو ابن عَميرة، ولأبيه صحبة، ولم يسمع من أبيه، يدخل بينهما العرس بن عَميرة بن قيس. «المراسيل» لابن أبي حاتم (557).

ص: 381

10129 -

عن ابن حُجير العدوي، قال: سمعت عمر بن الخطاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم (في هذه القصة)، قال:

«وتغيثوا الملهوف، وتهدوا الضال» .

هكذا ذكره أَبو داود عقب حديث أبي سعيد الخُدْري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«إياكم والجلوس بالطرقات، قالوا: يا رسول الله، ما بد لنا من مجالسنا نتحدث فيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أبيتم، فأعطوا الطريق حقه، قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر» .

أخرجه أَبو داود (4817) قال: حدثنا الحسن بن عيسى النيسابوري، قال: أخبرنا ابن المبارك، قال: أخبرنا جَرير بن حازم، عن إسحاق بن سويد، عن ابن حُجير العدوي، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10583)، وتحفة الأشراف (10673).

والحديث؛ أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (7215).

ص: 381

- فوائد:

- قال الدارقُطني: هو حديثٌ رواه عبد الله بن المبارك، عن جَرير بن حازم، عن إسحاق بن سويد، عن ابن حُجيرة العدوي، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وغيره يرويه عن إسحاق بن سويد، عن يحيى بن يَعمَر مرسلا، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وهو أشبه بالصواب، والله أعلم. «العلل» (249).

ص: 381

10130 -

عن عباية بن رفاعة، قال: بلغ عمر أن سعدا لما بنى القصر، قال: انقطع الصويت، فبعث إليه محمد بن مَسلَمة، فلما قدم أخرج زنده، وأورى ناره، وابتاع حطبا بدرهم، وقيل لسعد: إن رجلا فعل كذا وكذا، فقال: ذاك محمد بن مَسلَمة، فخرج إليه، فحلف بالله ما قاله، فقال: نؤدي عنك الذي تقوله، ونفعل ما أمرنا به، فأحرق الباب، ثم أقبل يعرض عليه أن يزوده، فأبى، فخرج فقدم على عمر، فهجر إليه، فسار ذهابه ورجوعه تسع عشرة، فقال: لولا حسن الظن بك لرأينا أنك لم تؤد عنا، قال: بلى، أرسل يقرئ السلام ويعتذر، ويحلف بالله ما قاله، قال: فهل زودك شيئا؟ قال: لا، قال: فما منعك أن تزودني أنت؟ قال: إني كرهت أن آمر لك فيكون لك البارد، ويكون لي الحار، وحولي أهل المدينة قد قتلهم الجوع، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«لا يشبع الرجل دون جاره» .

أخرجه أحمد (390) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، قال: حدثنا سفيان، عن أبيه، عن عباية بن رفاعة، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11367)، وأطراف المسند (6575)، والمقصد العَلي (1005)، ومَجمَع الزوائد 8/ 167، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (3604 و 5095)، والمطالب العالية (2121 و 2745).

والحديث؛ أخرجه البيهقي في «معرفة السنن والآثار» (8523).

ص: 382

- فوائد:

- قال أَبو زُرعَة الرازي: عباية بن رفاعة بن رافع بن خَدِيج، عن عمر، مرسل. «المراسيل» لابن أبي حاتم (551).

- وقال الدارقُطني: يرويه سعيد بن مسروق، عن عباية بن رفاعة، واختُلِف عنه؛

فرواه سفيان الثوري، وأخوه عمر بن سعيد، عن أبيهما، عن عباية بن رفاعة مرسلا، عن عمر، مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه قيس بن الربيع، عن سعيد بن مسروق، عن عباية، عن جَدِّه رافع بن خَدِيج، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم متصلا.

⦗ص: 383⦘

وتابعه علي بن أحمد بن بِسطام، عن الجواز، عن ابن عُيينة، عن عمر بن سعيد بن مسروق، عن أبيه، عن عباية بن رفاعة، عن رافع، عن عمر.

ورواه غيره عن الجواز، فلم يذكر فيه رافع بن خَدِيج.

وكذلك رواه ابن المبارك، عن ابن عُيينة، عن عمر بن سعيد، عن أبيه، عن عباية بن رفاعة بن رافع، عن عمر.

ولعل ما قاله ابن بِسطام، عن الجواز، وهما منه أو ممن روى عنه أراد أن يقول عباية بن رفاعة بن رافع، عن عمر، فقال: عن رافع، عن عمر.

وروى أَبو حيان التيمي الحديث بطوله، وفيه قصة سعد، ومحمد بن مَسلَمة، حين بعث به عمر ليحرق باب دار سعد بن أبي وقاص بالكوفة.

رواه عن عباية بن رفاعة بن رافع بن خَدِيج، عن عمر، ولم يسند فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا.

والصواب رواية الثوري، وأخيه عمر بن سعيد. «العلل» (154).

ص: 382

• حديث ابن عمر، عن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«الشؤم في ثلاثة: في الدابة، والمسكن، والمرأة» .

سلف في مسند عبد الله بن عمر، رضي الله تعالى عنهما.

ص: 383

10131 -

عن سعيد بن المُسَيب، عن عمر، قال:

«سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول لرجل: تعال أقامرك، فأمره أن يتصدق بصدقة» .

أخرجه أَبو يَعلى (227) قال: حدثنا أَبو هشام الرفاعي، قال: حدثنا إسحاق بن سليمان، قال: حدثنا معاوية بن يحيى، عن الزُّهْري، عن سعيد بن المُسَيب، فذكره

(1)

.

(1)

المقصد العَلي (1116)، ومَجمَع الزوائد 8/ 113، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (5451).

ص: 383

ـ فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ معاوية بن يحيى الصَّدَفي، أَبو رَوح الدِّمَشقي، متروك.

- أَورده العُقيلي في «الضعفاء» 5/ 479، وقال: حدثنا محمد بن أَحمد، قال: حدثنا معاوية بن صالح، قال: سمعتُ يحيى بن مَعين يقول: معاوية بن يحيى الصَّدَفي، مِصري، هالكٌ، ليس بشيء.

- وقال أَبو العباس القرشي: سمعت علي ابن المديني، يقول: معاوية بن يحيى الصدفي ضعيف. «الكامل» 9/ 663.

- وقال الدولابي: قال أَحمد بن حنبل: تركناه. «تهذيب التهذيب» 10/ (402).

- وقال البخاري: معاوية بن يحيى الصدفي، دمشقي، وكان على بيت المال بالري، عن الزهري، وروى عنه عيسى بن يونس وإسحاق بن سليمان أحاديث مناكير، كأنها من حِفظه، اشترى كتابًا من السوق للزهري، وجعل يرويه عن الزهري. «الضعفاء الصغير» (366).

- وقال الجُوزجاني: معاوية بن يحيى الصدفي، واهي الحديث. «أَحوال الرجال» (298).

- وقال الآجري: سمعتُ أَبا داود يقول: معاوية بن يحيى الصَّدَفي ضعيف. «سؤالاته» (1659).

- وقال عبد الرَّحمَن بن أَبي حاتم: سألتُ أَبي عن معاوية بن يحيى الصَّدَفي، فقال: رَوى عنه هقل بن زياد أَحاديث مستقيمة، كأَنها من كتاب، ورَوى عنه عيسى بن يونس، وإِسحاق بن سليمان أَحاديث مناكير، كأَنها من حفظه، وهو ضعيف الحديث، في حديثة إِنكار.

وقال عبد الرَّحمَن: سأَلتُ أَبا زُرعة عن معاوية بن يحيى الصَّدَفي، فقال: ليس بقوي، أَحاديثه كلها مقلوبة، ما حدث بالري، والذي حدث بالشام أَحسن حالا. «الجرح والتعديل» 8/ 383.

وقال النسائي: معاوية بن يحيى الصَّدَفي، متروك الحديث. «الضعفاء والمتروكين» (589).

- وقال الدارقطني: معاوية الصدفي ضعيف. «العلل» 3/ 65.

- قال ابن أبي حاتم: سئل أَبو زُرعَة عن حديث إسحاق بن سليمان، عن معاوية بن يحيى، عن الزُّهْري، عن سعيد بن المُسَيب، عن عمر، قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول لرجل: تعالى حتى أقامرك، فأمره أن يتصدق.

قال أَبو زُرعَة: رواه عقيل، ومعمر، والأوزاعي، وغيرهم، عن الزُّهْري، عن حميد بن عبد الرَّحمَن، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قال لصاحبه: تعال أقامرك فليتصدق. «علل الحديث» (2501).

- وأخرجه ابن عَدي، في «الكامل» 9/ 668، في مناكير معاوية بن يحيى الصدفي، وقال: وهذه الأحاديث التي أمليت غير محفوظة، ولمعاوية غير ما ذكرت عن الزُّهْري وغيره، وعامة رواياته فيها نظر.

ص: 384

10132 -

عن مسروق بن الأجدع، قال: لقيت عمر بن الخطاب، فقال لي: من أنت؟ قلت: مسروق بن الأجدع، فقال عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«الأجدع شيطان» .

ولكنك مسروق بن عبد الرَّحمَن، قال عامر: فرأيته في الديوان مكتوبا مسروق بن عبد الرَّحمَن، فقلت: ما هذا؟ فقال: هكذا سماني عمر، رضي الله عنه

(1)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (26422). وأحمد (211). وابن ماجة (3731) قال: حدثنا أَبو بكر. و «أَبو داود» (4957) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة.

كلاهما (أَبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل) عن أبي النضر هاشم بن القاسم، قال: حدثنا أَبو عقيل، قال: حدثنا مجالد بن سعيد، عن عامر الشعبي، عن مسروق، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (10584)، وتحفة الأشراف (10641)، وأطراف المسند (6654).

والحديث؛ أخرجه البزار (319).

ص: 384

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ مُجالد بن سعيد، ليس بثقة، انظر فوائد الحديث رقم (19072).

- وقال الدارقُطني، يرويه جابر الجعفي، عن الشعبي عن مسروق، عن عمر، قوله.

وخالفه مجالد، فرفعه، وزاد فيه: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أن الأجدع شيطان. «العلل» (232).

ص: 385

10133 -

عن عروة بن مغيث الأَنصاري، عن عمر بن الخطاب، قال:

«قضى النبي صلى الله عليه وسلم؛ أن صاحب الدابة أحق بصدرها» .

أخرجه أحمد (119) قال: حدثنا الحكم بن نافع، قال: حدثنا ابن عياش، عن أبي سبأ، عتبة بن تميم، عن الوليد بن عامر اليزني، عن عروة بن مغيث الأَنصاري، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10585)، وأطراف المسند (6636)، ومَجمَع الزوائد 8/ 107.

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (2774).

ص: 385

10134 -

عن عبد الله بن عمر، عن عمر ـ قال: لا أعلمه إلا رفعه ـ قال:

«يقول الله، تبارك وتعالى: من تواضع لي هكذا، وجعل يزيد باطن كفه إلى الأرض، وأدناها إلى الأرض ـ رفعته هكذا، وجعل باطن كفه إلى السماء ورفعها نحو السماء»

(1)

.

أخرجه أحمد (309). وأَبو يَعلى (187) قال: حدثنا عُبيد الله بن عمر القواريري.

كلاهما (أحمد بن حنبل، وعُبيد الله) عن يزيد بن هارون، قال: حدثنا عاصم بن محمد بن زيد، عن أبيه، عن ابن عمر، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (10586)، وأطراف المسند (6619)، ومَجمَع الزوائد 8/ 82، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (5388)، والمطالب العالية (2679).

والحديث؛ أخرجه البزار (175)، والطبراني في «الصغير» (645)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (7786 و 7787).

ص: 385

10135 -

عن أَبي زُرعَة بن عَمرو بن جرير، أن عمر بن الخطاب قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

«إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء، ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة، بمكانهم من الله، قالوا: يا رسول الله، تخبرنا من هم؟ قال: هم قوم تحابوا بروح الله، على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها، فوالله، إن وجوههم لنور، وإنهم لعلى نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس، وقرأ هذه الآية: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}» .

أخرجه أَبو داود (3527) قال: حدثنا زهير بن حرب، وعثمان بن أبي شيبة، قالا: حدثنا جرير، عن عمارة بن القعقاع، عن أَبي زُرعَة بن عَمرو بن جرير، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10587)، وتحفة الأشراف (10661).

والحديث؛ أخرجه الطبري 12/ 211، والبيهقي في «شعب الإيمان» (8585).

ص: 386

• حديث جابر بن عبد الله، قال: قال عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لأَنهين أَن يُسَمى رافع، وبركة، ويسار» .

- وفي رواية: «لئن عشت لأَنهين أَن يُسَمى برباح، ونجيح، وأَفلح، ويسار» .

سلف في مسند جابر بن عبد الله، برقم (3057).

ص: 386

كتاب الذكر والدعاء

10136 -

عن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«يقول الله، عز وجل: من شغله ذكري عن مسألتي، أعطيته أفضل ما أعطي السائلين» .

أخرجه البخاري في «خلق أفعال العباد» (579) قال: حدثنا ضرار، قال: حدثنا

⦗ص: 387⦘

صفوان بن أبي الصهباء، عن بكير بن عتيق، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن جَدِّه، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10589).

والحديث؛ أخرجه البزار (137)، والطبراني في «الدعاء» (1850)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (567).

ص: 386

- فوائد:

- ضرار؛ هو ابن صرد، التيمي.

ص: 387

10137 -

عن عبد الله بن عمر، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من قال حين يدخل السوق: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير كله، وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، وبنى له بيتا في الجنة»

(1)

.

- وفي رواية: «عن محمد بن واسع، قال: قدمت مكة، فلقيت بها أخي سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، فقال: ألا أحدثك بحديث حدثنيه أبي، عن جدي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: بلى، قال: من دخل سوقا من أسواق المسلمين، فقال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، وحط عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة» .

قال: فقدمت خراسان، فلقيت قتيبة بن مسلم، فقلت: قد جئتك بهدية، فحدثته الحديث، فكان يركب في موكبه، فيأتي السوق فيقولها، ثم ينصرف

(2)

.

أخرجه أحمد (327) قال: حدثنا أَبو سعيد، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عَمرو بن دينار مولى آل الزبير. و «عَبد بن حُميد» (28) قال: حدثنا يزيد بن هارون،

(1)

اللفظ لابن ماجة.

(2)

اللفظ لعَبد بن حُميد.

ص: 387

قال: أخبرنا الأزهر بن سنان، قال: سمعت محمد بن واسع. و «الدَّارِمي» (2857) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا أزهر بن سنان، عن محمد بن واسع. و «ابن ماجة» (2235) قال: حدثنا بشر بن معاذ الضرير، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عَمرو بن دينار مولى آل الزبير. و «التِّرمِذي» (3428) قال: حدثنا أحمد بن مَنيع، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا أزهر بن سنان، قال: حدثنا محمد بن واسع. وفي (3429) قال: حدثنا أحمد بن عَبدة الضبي، قال: حدثنا حماد بن زيد، والمُعتَمِر بن سليمان، قالا: حدثنا عَمرو بن دينار، وهو قَهرمان آل الزبير.

كلاهما (عَمرو بن دينار قَهرمان آل الزبير، ومحمد بن واسع) عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، فذكره

(1)

.

- قال التِّرمِذي (3428): هذا حديثٌ غريبٌ.

- وقال أَيضًا (3429): وعَمرو بن دينار هذا، هو شيخٌ بصريٌّ، وقد تكلم فيه بعضُ أَصحاب الحديث.

وقد روى عن سالم بن عبد الله بن عمر، أحاديثَ لا يُتابَع عليها.

وقد رُوي هذا الحديث من غير هذا الوجه.

رواه يَحيى بن سُليم الطائفي، عن عمران بن مسلم، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر فيه:«عن عمر» .

(1)

المسند الجامع (10590)، وتحفة الأشراف (10528)، وأطراف المسند (6604)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6150).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (12)، والبزار (125)، والطبراني (13175)، والبغوي (1338).

ص: 388

- فوائد:

- قال عبد الرَّحمَن بن أبي حاتم الرازي: سألتُ أبي عن حديثٍ؛ رواه عمر بن دينار وكيل آل الزبير، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من دخل سوقا يصاح فيها ويباع، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الحديث.

فقال أبي: هذا حديثٌ منكرٌ جدا، لا يحتمل سالم هذا الحديث. «علل الحديث» (2006).

⦗ص: 389⦘

- وقال ابن أبي حاتم: سألتُ أبي عن حديثٍ؛ رواه يحيى بن سليم الطائفي، عن عمران بن مسلم، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قال في السوق: لا إله إلا الله وحده لا شريك له

، وذكر الحديث.

قال أبي: هذا حديثٌ منكرٌ.

قال أَبو محمد، يعني ابن أبي حاتم: وهذا الحديث هو خطأ إنما أراد عمران بن مسلم، عن عَمرو بن دينار قَهرمان آل الزبير، عن سالم، عن أبيه، فغلط وجعل بدل عَمرو: عبد الله بن دينار، وأسقط سالما من الإسناد. «علل الحديث» (2038).

- وقال أَبو حاتم الرازي: عَمرو بن دينار وكيل آل الزبير، ضعيف الحديث، روى عن سالم بن عبد الله، عن أبيه غير حديثٍ مُنكرٍ، وعامة حديثه منكر. «الجرح والتعديل» 6/ 232.

- وقال العُقيلي: أزهر بن سنان، أَبو خالد القرشي، عن محمد بن واسع، في حديثه وهم.

حدثنا محمد بن بحر، قال: يزيد بن هارون، قال: أخبرنا أزهر بن سنان القرشي، قال: حدثنا محمد بن واسع، قال: قدمت مكة، فلقيت بها سالم بن عبد الله بن عمر، فحدثني عن أبيه، عن جَدِّه عمر .. الحديث.

حدثناه أحمد بن الحسين الحذاء، قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الزيدي، قال: حدثنا إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، قال: حدثنا يزيد، أَبو الفضل صاحب الجواليق .. فذكره عن محمد بن واسع، عن سالم بن عبد الله، موقوفا على سالم.

قال العُقيلي: وهذا أولى من حديث أزهر. «الضعفاء» 1/ 383.

ص: 388

ـ وأخرجه العُقيلي في «الضعفاء» 4/ 365، من طريق عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، مرفوعا، وقال: وقد روى هذا الحديث عَمرو بن دينار القَهرمان وغيره، عن سالم، والأسانيد فيه فيها لين.

- وأخرجه ابن عَدي في «الكامل» 6/ 235 و 236، في مناكير عَمرو بن دينار أبي يحيى، قَهرمان آل الزبير، وقال: سمعت ابن حماد يقول: قال البخاري: عَمرو بن دينار قَهرمان آل الزبير مَولًى لهم أَبو يحيى الأعور، عن سالم، فيه نظر.

⦗ص: 390⦘

وقال عَمرو بن علي: وعَمرو بن دينار قَهرمان آل الزبير، يكنى بأبي يحيى ضعيف الحديث، روى عن سالم، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث منكرة. «الكامل» 6/ 235.

- وقال الدارقُطني: هو حديثٌ يرويه عَمرو بن دينار، قَهرمان آل الزبير، البصري، وكنيته أَبو يحيى، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن عمر، واختلف عن عَمرو في إسناده.

رواه حماد بن زيد، وعمران بن مسلم المنقري، وسماك بن عطية، وحماد بن سلمة، وغيرهم عن عَمرو بن دينار هكذا، واختلف عن هشام بن حسان؛

فرواه عنه عبد الله بن بكر السهمي، فتابع حماد بن زيد ومن تابعه.

ورواه فُضيل بن عِياض، عن هشام، عن سالم، عن أبيه، ولم يذكر عمر.

ورواه سويد بن عبد العزيز، عن هشام، عن عَمرو، عن ابن عمر، عن عمر، موقوفا.

ولم يذكر فيه سالما.

ويشبه أن يكون الاضطراب فيه من عَمرو بن دينار، لأنه ضعيف قليل الضبط.

وروي عن المهاصر بن حبيب، وعن أبي عبد الله الفراء، عن سالم، عن أبيه، عن عمر مرفوعا.

وروي عن عمر بن محمد بن زيد، قال: حدثني رجل من أهل البصرة مولى قريش، عن سالم.

فرجع الحديث إلى عَمرو بن دينار، وهو ضعيف الحديث لا يحتج به.

وروي هذا الحديث عن راشد أبي محمد الحماني، عن أبي يحيى، عن ابن عمر، عن عمر.

وأَبو يحيى هذا هو عَمرو بن دينار قَهرمان آل الزبير، ولم يسمع من ابن عمر، إنما روى هذا عن سالم، عن ابن عمر. «العلل» (101).

ص: 389

10138 -

عن عبد الله بن عمر، عن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«من رأى صاحب بلاء، فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا، إلا عوفي من ذلك البلاء، كائنا ما كان، ما عاش»

(1)

.

⦗ص: 391⦘

- وفي رواية: «من رأى عبدًا به بلاء، فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا، لم يصبه ذلك البلاء، كائنا ما كان» .

أخرجه عَبد بن حُميد (38) قال: حدثنا محمد بن الفضل، قال: حدثنا حماد بن سلمة. و «التِّرمِذي» (3431) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد.

كلاهما (حماد بن سلمة، وعبد الوارث) عن عَمرو بن دينار، قَهرمان آل الزبير، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن ابن عمر، فذكره

(2)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ غريبٌ، وعَمرو بن دينار، قَهرمان آل الزبير، هو شيخ بصري، وليس هو بالقوي في الحديث، وقد تفرد بأحاديث عن سالم بن عبد الله بن عمر.

(1)

اللفظ للترمذي.

(2)

المسند الجامع (10591)، وتحفة الأشراف (10532)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6151).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (13)، والبزار (124)، والطبراني في «الدعاء» (797 و 798)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (4131 و 10633)، والبغوي (1337).

ص: 390

• أخرجه ابن ماجة (3892) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن خارجة بن مصعب، عن أبي يحيى، عَمرو بن دينار، وليس بصاحب ابن عُيينة مولى آل الزبير، عن سالم، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من فجئه صاحب بلاء، فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا، عوفي من ذلك البلاء، كائنا ما كان» .

- ليس فيه: «عن عمر»

(1)

.

• وأخرجه ابن أبي شيبة (30355) قال: حدثنا إسماعيل ابن عُلَية، عن عَمرو بن دينار القَهرماني، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، قال: ما من رجل يرى مبتلى، فيقول: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني عليك، وعلى كثير من خلقه تفضيلا، إلا عافاه الله من ذاك البلاء كائنا ما كان. «موقوف، من قول ابن عمر» .

⦗ص: 392⦘

• وأخرجه عبد الرزاق (19655) عن مَعمَر، عن أيوب، عن سالم بن عبد الله، قال: كان يقال: إذا استقبل الرجل شيئًا من هذا البلاء فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا، لم يصبه ذلك البلاء أبدا، كائنا ما كان.

قال معمر: وسمعت غير أيوب يذكر في هذا الحديث، قال: لم يصبه ذلك البلاء إن شاء الله. «موقوف، من قول سالم»

(2)

.

(1)

المسند الجامع (8087)، وتحفة الأشراف (10528).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الأوسط» (5324).

(2)

أخرجه من هذا الطريق: البيهقي في «شعب الإيمان» (4130 و 10632).

ص: 391

- فوائد:

- أخرجه العُقيلي في «الضعفاء» 4/ 306، في مناكير عَمرو بن دينار مولى آل الزبير، وقال: وفيه رواية من غير هذا الوجه فيها لين أيضا، وهى أصلح من هذه الرواية.

- وقال الدارقُطني: يرويه عَمرو بن دينار قَهرمان آل الزبير، عن سالم، واختُلِف عنه؛

فرواه حماد بن زيد، عن عَمرو، عن سالم، عن أبيه، عن عمر.

وتابعه عبد الوارث بن سعيد، وإسماعيل ابن عُلَية، وخارجة بن مصعب.

ورواه الحكم بن سنان أَبو عون صاحب القرب، عن عَمرو بن دينار، عن نافع، عن ابن عمر.

ووهم فيه عليه، والصواب عن سالم. «العلل» (104).

ص: 392

10139 -

عن أسلم العدوي، عن عمر بن الخطاب؛

«أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بعثا قبل نجد، فغنموا غنائم كثيرة، وأسرعوا الرجعة، فقال رجل ممن لم يخرج: ما رأينا بعثا أسرع رجعة، ولا أفضل غنيمة، من هذا البعث، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أدلكم على قوم أفضل غنيمة، وأسرع رجعة؟ قوم شهدوا صلاة الصبح، ثم جلسوا يذكرون الله حتى طلعت الشمس، فأولئك أسرع رجعة، وأفضل غنيمة» .

أخرجه التِّرمِذي (3561) قال: حدثنا أحمد بن الحسن، قال: حدثنا عبد الله بن نافع الصائغ، قراءة عليه، عن حماد بن أبي حميد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره

(1)

.

⦗ص: 393⦘

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وحماد بن أبي حميد، هو محمد بن أبي حميد، وهو أَبو إبراهيم الأَنصاري المديني، وهو ضعيف في الحديث.

(1)

المسند الجامع (10592)، وتحفة الأشراف (10400).

ص: 392

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ محمد بن أَبي حميد، ويُقال له: حماد بن أَبي حميد، المدني، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (9971).

ص: 393

10140 -

عن عبد الله بن عمر، عن عمر بن الخطاب، قال:

«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مد يديه في الدعاء، لم يردهما حتى يمسح بهما وجهه»

(1)

.

- وفي رواية: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع يديه في الدعاء، لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه» .

قال محمد بن المثنى في حديثه: «لم يردهما حتى يمسح بهما وجهه» .

أخرجه عَبد بن حُميد (39). والتِّرمِذي (3386) قال: حدثنا أَبو موسى، محمد بن المثنى، وإبراهيم بن يعقوب، وغير واحد.

ثلاثتهم (عَبد بن حُميد، وأَبو موسى، وإبراهيم) عن حماد بن عيسى الجهني، عن حنظلة بن أبي سفيان الجُمحي، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، فذكره

(2)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفه إلا من حديث حماد بن عيسى، وقد تفرد به وهو قليل الحديث، وقد حدث عنه الناس، وحنظلة بن أبي سفيان الجُمحي هو ثقة، وثقه يحيى بن سعيد القطان.

(1)

اللفظ لعَبد بن حُميد.

(2)

المسند الجامع (10593)، وتحفة الأشراف (10531).

والحديث؛ أخرجه البزار (129)، والطبراني في «الأوسط» (7053).

ص: 393

- فوائد:

- قال أَبو زُرعَة الرازي: هو حديثٌ منكرٌ، أخاف أن لا يكون له أصل. «علل الحديث» (2106).

⦗ص: 394⦘

- وقال البزار: هذا الحديث إنما رواه عن حنظلة: حماد بن عيسى، وهو لين الحديث، وإنما ضعف حديثه بهذا الحديث. «مسنده» (129).

ص: 393

10141 -

عن ميمون بن مِهران، عن عمر بن الخطاب، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إذا دخلت على مريض، فمره أن يدعو لك، فإن دعاءه كدعاء الملائكة» .

أخرجه ابن ماجة (1441) قال: حدثنا جعفر بن مسافر، قال: حدثني كثير بن هشام، قال: حدثنا جعفر بن برقان، عن ميمون بن مِهران، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10594)، وتحفة الأشراف (10649).

والحديث؛ أخرجه ابن السني في «عمل اليوم والليلة» (557).

ص: 394

- فوائد:

- قال المِزِّي: ميمون بن مِهران الجزري أَبو أيوب الرَّقِّي، روى عن عمر بن الخطاب، مرسل. «تهذيب الكمال» 29/ 210.

ص: 394

10142 -

عن عبد الله بن عمر، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛

«أنه استأذنه في العمرة، فأذن له، فقال: يا أخي، لا تنسنا من دعائك» .

وقال بعد في المدينة: «يا أخي أشركنا في دعائك» .

فقال عمر: ما أحب أن لي بها ما طلعت عليه الشمس، لقوله: يا أخي

(1)

.

- وفي رواية: «استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة فأذن لي، وقال: لا تنسنا يا أخي من دعائك، فقال كلمة ما يسرني أن لي بها الدنيا» .

قال شعبة: ثم لقيت عاصما بعد بالمدينة، فحدثنيه، وقال:«أشركنا يا أخي في دعائك»

(2)

.

⦗ص: 395⦘

أخرجه أحمد (195) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. و «ابن ماجة» (2894) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. و «أَبو داود» (1498) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا شعبة. و «التِّرمِذي» (3562) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا أبي، عن سفيان.

كلاهما (شعبة بن الحجاج، وسفيان الثوري) عن عاصم بن عُبيد الله، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، فذكره

(3)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

(1)

اللفظ لأحمد (195).

(2)

اللفظ لأبي داود.

(3)

المسند الجامع (10595)، وتحفة الأشراف (10522)، وأطراف المسند (6612).

والحديث؛ أخرجه البزار (119)، والبيهقي 5/ 251.

ص: 394

• أَخرجه أحمد (5229) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان (ح) وعبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. و «عَبد بن حُميد» (741) قال: حدثنا سلم بن قتيبة، قال: حدثنا شعبة. و «أَبو يَعلى» (5501) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الصمد، أو صالح بن عبد الصمد، أخوه، قال: حدثنا قاسم، عن سفيان. وفي (5550) قال: حدثنا أَبو خيثمة، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان.

كلاهما (سفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج) عن عاصم بن عُبيد الله، عن سالم، عن ابن عمر؛

«أن عمر استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة فأذن له، فقال له: يا أخي، لا تنسنا من دعائك، فقال عمر: هي أحب إلي من الدنيا»

(1)

.

- وفي رواية: «عن ابن عمر؛ أن عمر استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة فأذن له، فقال: يا أخي، أشركنا في صالح دعائك ولا تنسنا» .

قال عبد الرزاق في حديثه: فقال عمر: ما أحب أن لي بها ما طلعت عليه الشمس

(2)

.

⦗ص: 396⦘

- لم يقل: «عن عمر»

(3)

.

(1)

اللفظ لعَبد بن حُميد (741).

(2)

اللفظ لأحمد (5229).

(3)

المسند الجامع (8091)، وأطراف المسند (4143)، والمقصد العَلي (606 و 607)، ومَجمَع الزوائد 3/ 211 و 279، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (2429)، والمطالب العالية (1171).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (10)، والبيهقي 5/ 251.

ص: 395

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ عاصم بن عُبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخَطَّاب، العدوي المدني، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (2460).

ص: 396

10143 -

عن عبد الله بن عكيم، قال: قال لي عمر بن الخطاب:

«قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ابن الخطاب، قل: اللهم اجعل سريرتي خيرًا من علانيتي، واجعل علانيتي صالحة» .

أخرجه ابن أبي شيبة (30443) قال: حدثنا أحمد بن إسحاق، عن عبد الواحد بن زياد، قال: حدثني عبد الرَّحمَن بن إسحاق

(1)

، قال: حدثني شيخ من قريش، عن ابن عكيم، فذكره.

• أَخرجه التِّرمِذي (3586) قال: حدثنا محمد بن حميد، قال: حدثنا علي بن أَبي بكر، عن الجراح بن الضحاك الكندي، عن أبي شيبة، عن عبد الله بن عكيم، عن عمر بن الخطاب، قال:

«علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قل: اللهم اجعل سريرتي خيرًا من علانيتي، واجعل علانيتي صالحة، اللهم إني أسألك من صالح ما تؤتي الناس من المال والأهل والولد، غير الضال، ولا المضل» .

⦗ص: 397⦘

ليس فيه: «شيخ من قريش»

(2)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي.

(1)

تصحف في الطبعات الثلاث، دار القبلة، والرشد (30321)، ودار الفاروق (30426) إلى:«عبد الرَّحمَن بن زياد» ، والحديث؛ أخرجه أَبو يَعلى، كما ورد في «مسند الفاروق» (108)، من طريق أحمد بن إسحاق، عن عبد الواحد بن زياد، عن عبد الرَّحمَن بن إسحاق، على الصواب، وأخرجه الطبراني في «الدعاء» (1431)، وأَبو نُعيم في «الحلية» 1/ 53، من طريق عبد الواحد بن زياد، عن عبد الرَّحمَن بن إسحاق، على الصواب.

- وقال المِزِّي: روى عبد الواحد بن زياد، عن عبد الرَّحمَن بن إسحاق، عن شيخ من قريش، عن ابن عكيم، شيئًا من هذا. «تحفة الأشراف» (10515).

(2)

المسند الجامع (10596)، وتحفة الأشراف (10515).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الدعاء» (1431).

ص: 396

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ عبد الرَّحمَن بن إِسحاق بن الحارث أَبو شيبة الواسطي، ويُقال: الكوفي، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (455).

ص: 397

10144 -

عن عَمرو بن ميمون، عن عمر؛

«أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من البخل، والجبن، وعذاب القبر، وأرذل العمر، وفتنة الصدر»

(1)

.

- وفي رواية: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الخمس: من الكسل، والبخل، وسوء الكبر، وفتنة الصدر، وعذاب القبر»

(2)

.

- وفي رواية: «عن عَمرو بن ميمون، قال: حججت مع عمر بن الخطاب رضوان الله عليه حجتين، إحداهما: التي أصيب فيها، وسمعته يقول بجمع: ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من خمس: اللهم إني أعوذ بك من البخل والجبن، وأعوذ بك من سوء العمر، وأعوذ بك من فتنة الصدر، وأعوذ بك من عذاب القبر»

(3)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (12156) و 9/ 99 (27146) و 10/ 189 (29743) قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل. وفي 9/ 99 (27147) و 10/ 189 (29744) قال: حدثنا شَبَابة، قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق. و «أحمد» (145) قال: حدثنا أَبو سعيد، وحسين بن محمد، قالا: حدثنا إسرائيل. وفي 1/ 54 (388) قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل. و «البخاري» في «الأدب المفرد» (670)

⦗ص: 398⦘

قال: حدثنا عُبيد الله، عن إسرائيل. و «ابن ماجة» (3844) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل. و «أَبو داود» (1539) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا إسرائيل. و «النَّسَائي» 8/ 255، وفي «الكبرى» (7829) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عُبيد الله، قال: حدثنا إسرائيل. وفي 8/ 266، وفي «الكبرى» (7862) قال: أخبرنا أحمد بن فضالة، عن عُبيد الله، قال: أخبرنا إسرائيل.

(1)

اللفظ لأحمد (388).

(2)

اللفظ للبخاري.

(3)

اللفظ لابن حبان.

ص: 397

وفي 8/ 267، وفي «الكبرى» (7864) قال: أخبرنا سليمان بن سلم البلخي، هو أَبو داود المصاحفي، قال: أنبأنا النضر، قال: أنبأنا يونس. وفي 8/ 272، وفي «الكبرى» (7881) قال: أخبرنا عمران بن بكار، قال: حدثنا أحمد بن خالد، قال: حدثنا يونس. وفي (9885) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا إسرائيل. و «ابن حِبَّان» (1024) قال: أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع، قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا شَبَابة، قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق.

كلاهما (إسرائيل بن يونس، ويونس بن أبي إسحاق) عن أبي إسحاق السبيعي

(1)

، عن عَمرو بن ميمون، فذكره.

- في رواية أحمد (388): قال وكيع: فتنة الصدر؛ أن يموت الرجل، وذكر وكيع: الفتنة لم يتب منها.

- وفي رواية ابن ماجة، قال وكيع: يعني الرجل يموت على فتنة لا يستغفر الله منها.

• أَخرجه النَّسَائي 8/ 267، وفي «الكبرى» (7828 و 7865 و 9886) قال: أخبرني هلال بن العلاء، قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا أَبو إسحاق، عن عَمرو بن ميمون، قال: حدثني أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؛

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من الشح، والجبن، وفتنة الصدر، وعذاب القبر» .

⦗ص: 399⦘

• وأخرجه النَّسَائي 8/ 267، وفي «الكبرى» (7866 و 9887) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا أَبو داود، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن عَمرو بن ميمون، قال:

«كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ

»، مرسل

(2)

.

(1)

قوله: «عن أبي إسحاق» سقط من مطبوع مصنف ابن أبي شيبة (27147)، وتكرر الحديث بإسناده على الصواب في (29744).

(2)

المسند الجامع (10597)، وتحفة الأشراف (10617)، وأطراف المسند (6643).

والحديث؛ أخرجه البزار (324).

ص: 398

- فوائد:

- قال عبد الرَّحمَن بن أبي حاتم الرازي: سألت أبي، وأَبا زُرعَة، عن حديث؛ رواه زكريا بن أبي زائدة وزهير، فقال أحدهما: عن أبي إسحاق، عن عَمرو بن ميمون، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال الآخر: عن عَمرو بن ميمون، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه كان يتعوذ من خمس: من البخل، والجبن، وسوء العمر، وفتنة الصدر، وعذاب القبر فأيهما أصح؟

فقالا: لا هذا، ولا هذا، روى هذا الحديث الثوري، فقال: عن أبي إسحاق، عن عَمرو بن ميمون، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ، مرسلا، والثوري أحفظهم.

وقال أبي: أَبو إسحاق كبر وساء حفظه بأخرة، فسماع الثوري منه قديم.

وقال أَبو زُرعَة: تأخر سماع زهير وزكريا من أبي إسحاق. «علل الحديث» (1990 و 2056).

- وقال الدارقُطني: رواه يونس بن أبي إسحاق، وابنه إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عَمرو بن ميمون، عن عمر.

وخالفهما شعبة، والثوري، ومسعر، فرووه عن أبي إسحاق، عن عَمرو بن ميمون مرسلا، عن النبي صلى الله عليه وسلم والمتصل صحيح. «العلل» (209).

ص: 399

- كتاب القرآن

10145 -

عن عامر بن واثلة؛ أن نافع بن عبد الحارث لقي عمر بن الخطاب بعُسفان، وكان عمر استعمله على أهل مكة، فسلم على عمر، فقال له عمر: من استخلفت على أهل الوادي؟ فقال نافع: استخلفت عليهم ابن أبزى، فقال عمر:

⦗ص: 400⦘

ومن ابن أبزى؟ فقال: مولى من موالينا، فقال عمر: فاستخلفت عليهم مولى؟ فقال: يا أمير المؤمنين، إنه قارئ لكتاب الله، عالم بالفرائض، فقال عمر: أما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما، ويضع به آخرين»

(1)

.

أخرجه عبد الرزاق (20944) عن مَعمَر. و «أحمد» (232) قال: حدثنا أَبو كامل، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد (ح) وحدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعمَر. و «الدَّارِمي» (3630) قال: أخبرنا الحكم بن نافع، عن شعيب بن أبي حمزة. و «مسلم» 2/ 201 (1849) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثني أبي. وفي (1850) قال: وحدثني عبد الله بن عبد الرَّحمَن الدَّارِمي، وأَبو بكر بن إسحاق، قالا: أخبرنا أَبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. و «ابن ماجة» (218) قال: حدثنا أَبو مروان، محمد بن عثمان العثماني، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. و «ابن حِبَّان» (772) قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، قال: حدثنا ابن أبي السري، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعمَر.

(1)

اللفظ للدارمي.

ص: 399

ثلاثتهم (مَعمَر بن راشد، وإبراهيم بن سعد، وشعيب بن أبي حمزة) عن ابن شهاب الزُّهْري، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الليثي، فذكره

(1)

.

- في رواية معمر، عند عبد الرزاق في «المُصَنَّف»:«عَمرو بن واثلة»

(2)

.

⦗ص: 401⦘

• أخرجه أَبو يَعلى (211) قال: حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، قال: سمعت أبي يقول: حدثنا الحسين بن واقد، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، أن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى حدثه، قال: خرجت مع عمر بن الخطاب إلى مكة، فاستقبلنا أمير مكة نافع بن علقمة، وسمي بعم له، يقال له: نافع، فقال: من استخلفت على مكة؟ قال: استخلفت عليها عبد الرَّحمَن بن أبزى، قال: عمدت إلى رجل من الموالي، فاستخلفته على من بها من قريش، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، وجدته أقرأهم لكتاب الله، ومكة أرض محتضرة، فأحببت أن يسمعوا كتاب الله من رجل حسن القراءة، قال: نعم ما رأيت، إن الله يرفع بالقرآن أقواما، ويضع بالقرآن أقواما، وإن عبد الرَّحمَن بن أبزى ممن رفعه الله بالقرآن، «موقوف»

(3)

.

(1)

المسند الجامع (10598)، وتحفة الأشراف (10479)، وأطراف المسند (6574).

والحديث؛ أخرجه البزار (249)، وأَبو عَوانة (3762: 3764)، والطبراني في «مسند الشاميين» (2999)، والبيهقي 3/ 89، والبغوي (1184).

(2)

قال البخاري: عامر بن واثلة أَبو الطفيل، المكي، رضي الله عنه، وقال بعضهم: عَمرو بن واثلة الليثي. «التاريخ الكبير» 6/ 446.

- وقال ابن عبد البَر: أَبو الطفيل عامر بن واثلة، الكناني، وقيل: عَمرو بن واثلة، قاله معمر، والأول أكثر وأشهر. «الاستيعاب» 4/ 259.

- وقال ابن الأثير: أَبو الطفيل عامر بن واثلة، وقيل: عَمرو بن واثلة، قاله معمر، والأول أصح. «أسد الغابة» 6/ 191.

(3)

إتحاف الخِيرَة المَهَرة (4250).

ص: 400

- فوائد:

- قال الدارقُطني: رواه الزُّهْري، عن أبي الطفيل، حدث به عنه معمر، وإبراهيم بن سعد، والنعمان بن راشد، مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، موقوفًا، غير مرفوع.

رواه عنه الثوري كذلك.

ورواه الأعمش، عن حبيب، واختُلِف عنه؛

فقال حسين بن واقد: عن الأعمش، عن حبيب، عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، عن عمر، موقوفا.

وقال أَبو معاوية، عن الأعمش، عن حبيب، مرسلا، عن عمر، موقوفا.

وحديث الزُّهْري هو الصواب. والله أعلم. «العلل» (217).

- وقال الدارقُطني: أخرج مسلم حديث الزُّهْري، عن أبي الطفيل، عن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يرفع بالقرآن أقواما.

وقد خالفه حبيب، عن أبي الطفيل، عن عمر؛ قوله. «التتبع» (120).

ص: 401

10146 -

عن الحسن بن مسلم؛ أن عمر بن الخطاب استعمل ابن عبد الحارث على أهل مكة، فقدم عمر، فاستقبله نافع بن عبد الحارث، واستخلف على أهل مكة عبد الرَّحمَن بن أبزى، فغضب عمر حتى قام في الغرز، فقال: أتستخلف على

⦗ص: 402⦘

آل الله عبد الرَّحمَن بن أبزى؟ قال: إني وجدته أقرأهم لكتاب الله، وأفقههم في دين الله، فتواضع لها عمر حتى اطمأن على رحله، فقال: لئن قلت ذاك، لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إن الله سيرفع بهذا الدين أقواما، ويضع به آخرين» .

أخرجه أَبو يَعلى (210) قال: حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن بن مسلم

(1)

، فذكره.

(1)

تصحف في طبعة دار المأمون إلى: «الحسن بن سلم» ، وهو على الصواب في طبعة دار القبلة (205).

- والحديث؛ أخرجه ابن الأثير في «أسد الغابة» 3/ 435، من طريق أبي يَعلى، وفيه: الحسن بن مسلم.

- وأخرجه الأزرقي في «أخبار مكة» 2/ 151، من طريق حماد بن سلمة، على الصواب، وفيه: الحسن بن مسلم المَكِّي.

ص: 401

10147 -

عن المسور بن مخرمة، وعبد الرَّحمَن بن عبدٍ القَارِي، أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول:

«سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان، في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرؤها على حروف كثيرة، لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكدت أساوره في الصلاة، فانتظرته حتى سلم فلببته، فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له: كذبت، فوالله، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لهو أقرأني هذه السورة التي سمعتك، فانطلقت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوده، فقلت: يا رسول الله، إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، وإنك أقرأتني سورة الفرقان، فقال: يا هشام اقرأها، فقرأها القراءة التي سمعته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هكذا أنزلت، ثم قال: اقرأ يا عمر، فقرأتها التي أقرأنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هكذا أنزلت، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه»

(1)

.

⦗ص: 403⦘

- وفي رواية: «إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه»

(2)

.

أخرجه عبد الرزاق (20369) عن مَعمَر. و «ابن أبي شيبة» (30751) قال: حدثنا خالد بن مخلد، عن عبد الرَّحمَن بن عبد العزيز الأَنصاري. و «أحمد» (278 و 296) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعمَر. وفي (297) قال: حدثنا الحكم بن نافع، قال: أخبرنا شعيب.

(1)

اللفظ للبخاري (5041).

(2)

اللفظ لابن أبي شيبة.

ص: 402

وفي (2375) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب. و «البخاري» (4992) قال: حدثنا سعيد بن عفير، قال: حدثني الليث، قال: حدثني عُقَيل. وفي (5041) قال: حدثنا أَبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (6936) قال أَبو عبد الله البخاري تعليقا: وقال الليث: حدثني يونس. وفي (7550) قال: حدثنا يحيى بن بُكير، قال: حدثنا الليث، عن عُقيل. و «مسلم» 2/ 202 (1852) قال: حدثني حَرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. وفي (1853) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعَبد بن حُميد، قالا: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعمَر. و «التِّرمِذي» (2943) قال: حدثنا الحسن بن علي الخَلَّال، وغير واحد، قالوا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعمَر. و «النَّسَائي» 2/ 151، وفي «الكبرى» (1012) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس.

ستتهم (مَعمَر بن راشد، وعبد الرَّحمَن بن عبد العزيز، وشعيب بن أبي حمزة، وابن أخي ابن شهاب، وعُقيل بن خالد، ويونس بن يزيد) عن ابن شهاب الزُّهْري، قال: أخبرني عروة بن الزبير، أن المسور بن مخرمة، وعبد الرَّحمَن بن عبدٍ القَارِي أخبراه، فذكراه.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ صحيحٌ، وقد روى مالك بن أنس، عن الزُّهْري، بهذا الإسناد نحوه، إلا أنه لم يذكر فيه المسور بن مخرمة.

• أَخرجه مالك (540)

(1)

. وأحمد (277) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن.

⦗ص: 404⦘

و «البخاري» 3/ 160 (2419) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. و «مسلم» 2/ 202 (1851) قال: حدثنا يحيى بن يحيى. و «أَبو داود» (1475) قال: حدثنا القَعنَبي.

(1)

وهو في رواية أبي مصعب الزُّهْري، للموطأ (242)، وسويد بن سعيد (92)، وورد في «مسند الموطأ» (169).

ص: 403

و «النَّسَائي» 2/ 150، وفي «الكبرى» (1011 و 7931) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، واللفظ له، عن ابن القاسم. وفي (11302) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، قال: أخبرنا ابن القاسم. و «ابن حِبَّان» (741) قال: أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان، قال: أخبرنا أحمد بن أَبي بكر.

ستتهم (عبد الرَّحمَن بن مهدي، وعبد الله بن يوسف، ويحيى، وعبد الله بن مَسلَمة القَعنَبي، وعبد الرَّحمَن بن القاسم، وأحمد بن أَبي بكر أَبو مصعب الزُّهْري) عن مالك بن أنس، عن ابن شهاب الزُّهْري، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرَّحمَن بن عبدٍ القَارِي، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول:

«سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها، فكدت أن أعجل عليه، ثم أمهلته حتى انصرف، ثم لببته بردائه، فجئت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرسله، اقرأ، فقرأ القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هكذا أنزلت، ثم قال لي: اقرأ فقرأت، فقال: هكذا أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه»

(1)

.

- ليس فيه: «المسور بن مخرمة» .

• وأخرجه أحمد (158). والنَّسَائي 2/ 150، وفي «الكبرى» (1010) قال: أخبرنا نصر بن علي.

(1)

اللفظ لمسلم (1851).

ص: 404

كلاهما (أحمد بن حنبل، ونصر) عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن مَعمَر، عن الزُّهْري، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة، أن عمر بن الخطاب قال:

«سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان، فقرأ فيها حروفا لم يكن نبي الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها، قال: فأردت أن أساوره وأنا في الصلاة، فلما فرغ قلت:

⦗ص: 405⦘

من أقرأك هذه القراءة؟ قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: كذبت، والله ما هكذا أقرأك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت بيده أقوده، فانطلقت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إنك أقرأتني سورة الفرقان، وإني سمعت هذا يقرأ فيها حروفا لم تكن أقرأتنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ يا هشام، فقرأ كما كان قرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هكذا أنزلت، ثم قال: اقرأ يا عمر فقرأت، فقال: هكذا أنزلت، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن القرآن نزل على سبعة أحرف»

(1)

.

- ليس فيه: «عبد الرَّحمَن بن عبدٍ القَارِي»

(2)

.

• وأخرجه أَبو داود (1476) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعمَر، قال: قال الزُّهْري: إنما هذه الأحرف في الأمر الواحد، ليس تختلف في حلال ولا حرام.

(1)

اللفظ لأحمد (158).

(2)

المسند الجامع (10599)، وتحفة الأشراف (10591 و 10642)، وأطراف المسند (6628 و 6656).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (39)، والبزار (300)، وأَبو عَوانة (3849: 3853)، والطبراني في «مسند الشاميين» (3113)، والبيهقي 2/ 145 و 383، والبغوي (1226).

ص: 404

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه الزُّهْري، عن عروة، واختلف عن الزُّهْري؛

فرواه مَعمَر بن راشد، من رواية عبد الأعلى بن عبد الأعلى عنه، عن الزُّهْري، عن عروة، عن المسور بن مخرمة، عن عمر.

وخالفه عبد الرزاق، فرواه عن مَعمَر، عن الزُّهْري، عن عروة، عن المسور بن مخرمة، وعبد الرَّحمَن بن عبدٍ القَارِي، عن عمر.

وتابعه شعيب بن أبي حمزة، ويونس بن يزيد، وعُقيل بن خالد، وإسحاق بن يحيى الكلبي، وغيرهم. «العلل» (229).

ص: 405

10148 -

عن طارق بن شهاب، قال: قال رجل من اليهود لعمر: يا أمير المؤمنين، لو أن علينا نزلت هذه الآية:{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، فقال عمر: إني لأعلم أي يوم نزلت هذه الآية، نزلت يوم عرفة، في يوم جمعة

(1)

.

- وفي رواية: «عن طارق بن شهاب، عن عمر بن الخطاب، أن رجلا من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت، لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، قال: أي آية؟ قال: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم، والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة، يوم جمعة»

(2)

.

- وفي رواية: «عن طارق بن شهاب، أن أناسا من اليهود قالوا: لو نزلت هذه الآية فينا، لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، فقال عمر: أية آية؟ فقالوا: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} فقال عمر: إني لأعلم أي مكان أنزلت، أنزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف بعرفة»

(3)

.

- وفي رواية: «عن طارق بن شهاب، قال: قالت اليهود لعمر: لو علينا معشر يهود نزلت هذه الآية: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} نعلم اليوم الذي أنزلت فيه، لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، قال: فقال عمر: فقد علمت اليوم الذي أنزلت فيه، والساعة، وأين رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزلت، نزلت ليلة جمع، ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات»

(4)

.

- وفي رواية: «عن طارق بن شهاب؛ أن اليهود قالوا لعمر: إنكم تقرؤون آية، لو أنزلت فينا لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، فقال عمر: إني لأعلم حيث أنزلت، وأي

⦗ص: 407⦘

يوم أنزلت، وأين رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أنزلت: أنزلت بعرفة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف بعرفة».

(1)

اللفظ للبخاري (7268).

(2)

اللفظ للبخاري (45).

(3)

اللفظ للبخاري (4407).

(4)

اللفظ لمسلم (7629).

ص: 406

قال سفيان: أشك كان يوم جمعة أم لا، يعني:{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي}

(1)

.

أخرجه الحُميدي (31) قال: حدثنا سفيان، عن مِسعَر، وغيره. و «أحمد» (188) قال: حدثنا جعفر بن عون، قال: حدثنا أَبو عميس. وفي 1/ 39 (272) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، قال: حدثنا سفيان. و «عَبد بن حُميد» (30) قال: أخبرنا جعفر بن عون، قال: أخبرنا أَبو عميس. و «البخاري» 1/ 18 (45) قال: حدثنا الحسن بن الصباح، سمع جعفر بن عون، قال: حدثنا أَبو العميس. وفي 5/ 224 (4407) قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان الثوري. وفي 6/ 63 (4606) قال: حدثني محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، قال: حدثنا سفيان. وفي 9/ 112 (7268) قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان، عن مِسعَر، وغيره. و «مسلم» 8/ 238 (7628) قال: حدثني أَبو خيثمة زهير بن حرب، ومحمد بن المثنى، واللفظ لابن المثنى، قالا: حدثنا عبد الرَّحمَن، وهو ابن مهدي، قال: حدثنا سفيان. وفي (7629) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، وأَبو كُريب، واللفظ لأَبي بكر، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن أبيه. وفي 8/ 239 (7630) قال: وحدثني عَبد بن حُميد، قال: أخبرنا جعفر بن عون، قال: أخبرنا أَبو عميس. و «التِّرمِذي» (3043) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، عن مِسعَر، وغيره. و «النَّسَائي» 5/ 251، وفي «الكبرى» (3983 و 11072) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد الله بن إدريس، عن أبيه. وفي 8/ 114 قال: أخبرنا أَبو داود، قال: حدثنا جعفر بن عون، قال: حدثنا أَبو عميس. و «ابن حِبَّان» (185) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد الله بن إدريس، عن أبيه.

⦗ص: 408⦘

أربعتهم (مسعر، وأَبو عميس، عتبة بن عبد الله المَسعودي، وسفيان الثوري، وإدريس) عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، فذكره

(2)

.

- قال البخاري (7268): سمع سفيان مسعرا، ومسعر قيسا، وقيس طارقا.

- وقال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

(1)

اللفظ لمسلم (7628).

(2)

المسند الجامع (10600)، وتحفة الأشراف (10468)، وأطراف المسند (6570).

والحديث؛ أخرجه الطبري 8/ 86، والبيهقي 3/ 181 و 5/ 118.

ص: 407

• حديث عباد بن عبد الله بن الزبير، قال: أتى الحارث بن خزمة بهاتين الآيتين من آخر براءة: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى عمر بن الخطاب، فقال: من معك على هذا؟ قال: لا أدري، والله إني أشهد لسمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيتها وحفظتها، فقال عمر: وأنا أشهد لسمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة، فانظروا سورة من القرآن فضعوها فيها، فوضعتها في آخر براءة.

سلف في مسند الحارث بن خزمة، رضي الله تعالى عنه.

ص: 408

10149 -

عن عبد الرَّحمَن بن عبدٍ القَارِي، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول:

«كان إذا نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي، يسمع عند وجهه دوي كدوي النحل، فمكثنا ساعة، فاستقبل القبلة، ورفع يديه، فقال: اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وارض عنا وأرضنا، ثم قال: لقد أنزلت علي عشر آيات، من أقامهن دخل الجنة، ثم قرأ علينا: {قد أفلح المؤمنون}، حتى ختم العشر آيات»

(1)

.

أخرجه أحمد (223). والتِّرمِذي (3173 م) قال: حدثنا محمد بن أبان. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (1443) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم.

⦗ص: 409⦘

ثلاثتهم (أحمد بن حنبل، ومحمد بن أبان، وإسحاق) عن عبد الرزاق بن همام، قال: أخبرني يونس بن سليم، قال: أملى علي يونس بن يزيد الأيلي، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرَّحمَن بن عبدٍ القَارِي، فذكره.

- قال التِّرمِذي: هذا أصحُّ من الحديث الأول، سمعت إسحاق بن منصور يقول: روى أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وإسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن يونس بن سليم، عن يونس بن يزيد، عن الزُّهْري، هذا الحديث.

قال أَبو عيسى: ومن سمع من عبد الرزاق قديمًا، فإِنهم إِنما يذكرون فيه:«عن يونس بن يزيد» ، وبعضهم لا يذكر فيه:«عن يونس بن يزيد» ، ومن ذكر فيه:«عن يونس بن يزيد» ، فهو أَصح، وكان عبد الرزاق ربما ذكر في هذا الحديث:«يونس بن يزيد» ، وربما لم يذكره، وإِذا لم يذكر فيه يونس، فهو مُرسَل.

(1)

اللفظ لأحمد.

ص: 408

ـ وقال أَبو عبد الرَّحمَن النَّسَائي: هذا حديثٌ منكرٌ، لا نعلم أحدًا رواه غير يونس بن سليم، ويونس بن سليم لا نعرفه، والله أعلم.

• أَخرجه عبد الرزاق (6038). وعَبد بن حُميد (15) قال: أخبرنا عبد الرزاق. و «التِّرمِذي» (3173) قال: حدثنا يحيى بن موسى، وعَبد بن حُميد، وغير واحد، المعنى واحد، قالوا: حدثنا عبد الرزاق، عن يونس بن سليم، عن الزُّهْري، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرَّحمَن بن عبدٍ القَارِي، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول:

«كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه الوحي، سمع عند وجهه كدوي النحل، فأنزل عليه يوما، فمكثنا ساعة، فسري عنه، فاستقبل القبلة ورفع يديه، وقال: اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وارض عنا، ثم قال صلى الله عليه وسلم: أنزل علي عشر آيات، من أقامهن دخل الجنة، ثم قرأ: {قد أفلح المؤمنون} حتى ختم عشر آيات»

(1)

.

- ليس فيه: «يونس بن يزيد»

(2)

.

(1)

اللفظ للترمذي.

(2)

المسند الجامع (10602)، وتحفة الأشراف (10593)، وأطراف المسند (6627).

والحديث؛ أخرجه البزار (301)، والبيهقي في «دلائل النبوة» 7/ 55، والبغوي (1376).

ص: 409

- فوائد:

- قال عبد الرَّحمَن بن أبي حاتم الرازي: سألتُ أبي عن حديثٍ؛ رواه أَبو عقيل محمد بن حاجب المَرْوَزي، عن عبد الرزاق، عن يونس بن سليم، عن الزُّهْري، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرَّحمَن بن عبدٍ القَارِي، قال: سمعت عمر بن الخطاب، يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي ....

قال أبي: روى عبد الرزاق هذا الحديث مرة أخرى، فقال: عن يونس بن سليم، عن يونس بن يزيد، ويونس بن سليم لا أعرفه، ولا يعرف هذا الحديث من حديث الزُّهْري. «علل الحديث» (1736).

- وأخرجه العُقيلي في «الضعفاء» 6/ 451، في مناكير يونس بن سليم الصَّنْعاني، وقال: لا يُتابَع على حديثه، ولا يعرف إلا به.

- وأخرجه ابن عَدي في «الكامل» 8/ 519، في مناكير يونس بن سليم، وقال: وهذا يرويه عبد الرزاق عن يونس بن سليم، وربما كناه فيقول: أَبو بكر الصَّنْعاني، ولا يسميه، لأنه ليس بالمعروف.

وقال ابن مَعين: لا أعرفه، إلا أن عبد الرزاق يروي عنه.

ص: 410

10150 -

عن أسلم العدوي، عن عمر بن الخطاب، قال:

«كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، قال: فسألته عن شيء ثلاث مرات، فلم يرد علي، قال: فقلت لنفسي: ثكلتك أمك يا ابن الخطاب، نزرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات، فلم يرد عليك، قال: فركبت راحلتي، فتقدمت مخافة أن يكون نزل في شيء، قال: فإذا أنا بمناد ينادي: يا عمر، أين عمر؟ قال: فرجعت، وأنا أظن أنه نزل في شيء، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نزلت علي البارحة سورة هي أحب إلي من الدنيا وما فيها: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا. ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر}»

(1)

.

⦗ص: 411⦘

- وفي رواية: «كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فكلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكت، ثم كلمته فسكت، فحركت راحلتي فتنحيت، وقلت: ثكلتك أمك يا ابن الخطاب، نزرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات كل ذلك لا يكلمك، ما أخلقك بأن ينزل فيك قرآن، قال: فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ بي، قال: فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا ابن الخطاب، لقد أنزل علي هذه الليلة سورة، ما أحب أن لي بها ما طلعت عليه الشمس: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا}»

(2)

.

أخرجه أحمد (209) قال: حدثنا أَبو نوح. و «التِّرمِذي» (3262) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن خالد بن عثمة. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (11435) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا قراد، وهو عبد الرَّحمَن بن غزوان أَبو نوح.

كلاهما (قراد أَبو نوح، ومحمد بن خالد) عن مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ للترمذي.

ص: 410

ـ قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ صحيحٌ، ورواه بعضُهم عن مالكٍ مُرسلًا.

• أَخرجه مالك (544)

(1)

. والبخاري 5/ 160 (4177) قال: حدثني عبد الله بن يوسف. وفي 6/ 168 (4833) قال: حدثنا عبد الله بن مَسلَمة. وفي 6/ 232 (5012) قال: حدثنا إسماعيل. و «أَبو يَعلى» (148) قال: حدثنا مصعب بن عبد الله بن مصعب الزُّبَيري. و «ابن حِبَّان» (6409) قال: حدثنا عمر بن سعيد بن سنان، قال: أخبرنا أحمد بن أَبي بكر.

خمستهم (عبد الله بن يوسف، وعبد الله بن مَسلَمة، وإسماعيل بن أبي أويس، ومصعب بن عبد الله، وأحمد بن أَبي بكر أَبو مصعب الزُّهْري) عن مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن أبيه؛

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسير في بعض أسفاره، وعمر بن الخطاب يسير معه ليلا، فسأله عمر بن الخطاب عن شيء، فلم يجبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سأله فلم

⦗ص: 412⦘

يجبه، ثم سأله فلم يجبه، وقال عمر بن الخطاب: ثكلتك أمك يا عمر، نزرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات، كل ذلك لا يجيبك، قال عمر: فحركت بعيري، ثم تقدمت أمام المسلمين، وخشيت أن ينزل في قرآن، فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ بي، قال: فقلت: لقد خشيت أن يكون نزل في قرآن، وجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه، فقال: لقد أنزلت علي الليلة سورة، لهي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، ثم قرأ:{إنا فتحنا لك فتحا مبينا}

(2)

.

صورته صورة المرسل

(3)

.

(1)

وهو في رواية أبي مصعب الزُّهْري، للموطأ (272)، وعبد الرَّحمَن بن القاسم (167)، وورد في «مسند الموطأ» (355).

(2)

اللفظ للبخاري (4177).

(3)

المسند الجامع (10603)، وتحفة الأشراف (10387)، وأطراف المسند (6527).

والحديث؛ أخرجه البزار (264 و 265)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (2254).

ص: 411

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر متصلا مسندا: محمد بن خالد بن عثمة، وأَبو نوح عبد الرَّحمَن بن غزوان، وإسحاق بن إبراهيم الحنيني، ويزيد بن أبي حكيم، ومحمد بن حرب بن سليم المكي، هؤلاء كلهم أسندوه عن مالك.

وأما أصحاب «الموطأ» ، فرووه عن مالك، مرسلا، منهم: مَعْن، والقَعنَبي، والشافعي، ويحيى بن بُكير، وغيرهم. «العلل» (171).

- وقال الدارقُطني: أخرج البخاري، عن القَعنَبي، وابن يوسف، وإسماعيل، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن أبيه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسير، ومعه عمر، فنزلت {إنا فتحنا لك} ، مُرسلًا.

ووصله قراد، وابن عثمة، ويزيد بن أبي حكيم، والحنيني. «التتبع» (124).

ص: 412

10151 -

عن شريح بن عبيد، قال: قال عمر بن الخطاب:

«خرجت أتعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن أسلم، فوجدته قد سبقني إلى المسجد، فقمت خلفه، فاستفتح سورة الحاقة، فجعلت أعجب من تأليف القرآن، قال: فقلت: هذا والله شاعر كما قالت قريش، قال: فقرأ: {إنه لقول رسول كريم. وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون} قال: قلت: كاهن، قال: {ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون. تنزيل من رب العالمين. ولو تقول علينا

⦗ص: 413⦘

بعض الأقاويل. لأخذنا منه باليمين. ثم لقطعنا منه الوتين. فما منكم من أحد عنه حاجزين} إلى آخر السورة، قال: فوقع الإسلام في قلبي كل موقع».

أخرجه أحمد (107) قال: حدثنا أَبو المغيرة، قال: حدثنا صفوان، قال: حدثنا شريح بن عبيد، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10604)، وأطراف المسند (6567)، ومَجمَع الزوائد 9/ 62.

ص: 412

- فوائد:

- صفوان؛ هو ابن عَمرو السكسكي، وأَبو المغيرة؛ هو عبد القدوس بن الحجاج، الخَولاني.

ص: 413

10152 -

عن عبد الله بن عُتبة، قال: سمعت عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، يقول:

«إن أناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن الوحي قد انقطع، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيرًا أمناه وقربناه، وليس إلينا من سريرته شيء، الله يحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه، وإن قال إن سريرته حسنة»

(1)

.

أخرجه البخاري 3/ 221 (2641)، وفي «خلق أفعال العباد» (430) قال: حدثنا الحكم بن نافع، قال: أخبرنا شعيب، عن الزُّهْري، قال: حدثني حميد بن عبد الرَّحمَن بن عوف، أن عبد الله بن عُتبة، قال، فذكره.

- قال أَبو عبد الله البخاري، «خلق أفعال العباد» (431 و 432): تابعه عثمان بن صالح، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: حدثني يونس.

ورواه سلامة، عن عقيل

(2)

.

(1)

اللفظ للبخاري (2641).

(2)

المسند الجامع (10605)، وتحفة الأشراف (10514 أ).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (3069)، والبيهقي 8/ 201.

ص: 413

- كتاب العلم

10153 -

عن أسلم العدوي، قال: كنا إذا قلنا لعمر: حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أخاف أن أزيد حرفا، أو أنقص، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«من كذب علي فهو في النار»

(1)

.

- وفي رواية: «من كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار»

(2)

.

أخرجه أحمد (326) قال: حدثنا أَبو سعيد. و «أَبو يَعلى» (259) قال: حدثنا نصر بن علي بن نصر، قال: حدثنا مسلم. وفي (260) قال: حدثنا سفيان بن وكيع بن الجراح، قال: حدثنا أبي.

ثلاثتهم (أَبو سعيد، ومسلم، ووكيع) عن دجين بن ثابت أبي الغصن، بصري، عن أسلم مولى عمر، فذكره

(3)

.

- في رواية أبي سعيد، قال دجين: قدمت المدينة، فلقيت أسلم مولى عمر بن الخطاب، فقلت: حدثني عن عمر، فقال: لا أستطيع، أخاف أن أزيد، أو أنقص.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ لأبي يَعلى.

(3)

المسند الجامع (10606)، وأطراف المسند (6531)، ومَجمَع الزوائد 1/ 142، والمقصد العَلي (68 و 69 و 70)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (320)، والمطالب العالية (3109).

والحديث؛ أخرجه القُضاعي (563).

ص: 414

- فوائد:

- قال ابن الجنيد: سئل يحيى بن مَعين، وأنا أسمع، عن حديث عمر: من كذب علي؟، فقال: الدجين مديني، كان يقال له: العرني، حدث عنه ابن المبارك، شيخ ضعيف، والحديث ليس بشيء. «سؤالاته» (818).

- وقال البخاري: قال علي، يعني ابن المديني: سئل عبد الرَّحمَن، يعني ابن مهدي، عن دجين؟ فقال: قال لنا أول مرة: حدثني مَولًى لعمر بن عبد العزيز، لم يدرك عمر بن الخطاب، فتركه، فما زالوا يلقنونه حتى قال: أسلم مولى عمر بن الخطاب، فلا يعتد به، وكان يتوهمه، ولا يدري ما هو. «التاريخ الكبير» 3/ 257.

- وقال ابن أبي حاتم: سئل أَبو زُرعَة عن حديث؛ رواه حفص بن عمر الحوضي، قال: حدثنا أَبو الغصن، الدجين بن ثابت، عن أسلم مولى عمر، قال: كنا نقول لعمر: حدثنا عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إني أخشى أن أزيد وأنقص، وقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار.

قال أَبو زُرعَة: كان الدجين يحدث عن مَولًى لعمر بن عبد العزيز، فلقن:«أسلم مولى عمر» ، فتلقن، ثم لقن:«عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم» ، فتلقن. «علل الحديث» (2502).

- وأخرجه ابن عَدي في «الكامل» 3/ 584، في مناكير دجين، وقال: ولدجين بن ثابت غير ما ذكرت من الحديث شيء يسير، ومقدار ما يرويه ليس بمحفوظ.

ص: 415

- كتاب الجهاد

10154 -

عن عثمان بن عبد الله بن سراقة، عن عمر بن الخطاب، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«من أظل رأس غاز، أظله الله يوم القيامة، ومن جهز غازيا حتى يستقل، كان له مثل أجره حتى يموت، (قال يونس: أو يرجع)، ومن بنى لله مسجدا يذكر فيه اسم الله، تعالى، بنى الله له بيتا في الجنة»

(1)

.

⦗ص: 416⦘

- وفي رواية: «من أظل غازيا كان له مثل أجره، حتى يرجع، أو يموت، ومن بنى مسجدا، بنى الله له بيتا في الجنة»

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (3175) و 5/ 351 (19902) قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا ليث بن سعد، عن يزيد بن عبد الله بن أُسامة، عن الوليد بن أبي الوليد. و «أحمد» (126) قال: حدثنا أَبو سلمة الخُزاعي، قال: أخبرنا الليث (ح) ويونس، قال: حدثنا ليث، عن يزيد بن عبد الله بن أُسامة بن الهاد، عن الوليد بن أبي الوليد. وفي 1/ 53 (376) قال: حدثنا حسن بن موسى الأشيب، قال: حدثنا ابن لَهِيعة، قال: حدثنا الوليد بن أبي الوليد.

(1)

اللفظ لأحمد (126).

(2)

اللفظ لعَبد بن حُميد.

ص: 415

و «عَبد بن حُميد» (34) قال: حدثني يحيى بن عبد الحميد، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوَرْدي، قال: حدثنا يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمي. و «ابن ماجة» (735) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا ليث بن سعد (ح) وحدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا داود بن عبد الله الجعفري، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، جميعا عن يزيد بن عبد الله بن أُسامة بن الهاد، عن الوليد بن أبي الوليد. وفي (2758) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا ليث بن سعد، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن الوليد بن أبي الوليد. و «ابن حِبَّان» (1608) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن عبد الله بن أُسامة، عن الوليد بن أبي الوليد.

كلاهما (الوليد بن أبي الوليد، ومحمد بن إبراهيم) عن عثمان بن عبد الله بن سراقة العدوي، فذكره

(1)

.

- في رواية محمد بن إبراهيم التيمي: «عثمان بن سراقة» .

(1)

المسند الجامع (10608)، وتحفة الأشراف (10604 و 10605)، وأطراف المسند (6633)، والمقصد العَلي (906)، ومَجمَع الزوائد 5/ 284، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (942 و 4298).

والحديث؛ أخرجه البزار (304)، والبيهقي 9/ 172.

ص: 416

• أخرجه أَبو يَعلى (253)، وابن حبان (4628) قال: أخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا المُقرِئ، قال: حدثنا ليث بن سعد، قال: حدثنا أَبو عثمان، الوليد بن أبي الوليد

(1)

، عن عثمان بن عبد الله بن سراقة العدوي، عن عمر بن الخطاب، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من أظل رأس غاز، أظله الله يوم القيامة، ومن جهز غازيا في سبيل الله لجهاده، فله مثل أجره، ومن بنى مسجدا يذكر فيه اسم الله، بنى الله له بيتا في الجنة»

(2)

.

- ليس فيه: «يزيد بن عبد الله بن أُسامة» .

- في رواية مسند أبي يَعلى: «الوليد بن أبي الوليد، عن عمر، أو عثمان بن عبد الله بن سراقة العدوي» .

(1)

تحرف في طبعة دار المأمون لـ «مسند أبي يَعلى» إلى: «حدثنا الليث بن سعد أَبو الحارث، عن يزيد بن عبد الله بن أُسامة بن الهاد، حدثني أَبو عثمان الوليد بن أبي الوليد» زاد فيه محققه من كِيسه: «عن يزيد بن عبد الله بن أُسامة بن الهاد» ، وكتب في الحاشية: ما بين الحاصرتين سقط من الأصل، واستُدرك من مصادر التخريج.

والصواب ما أثبتناه عن النسخ الخطية، وطبعتي دار القبلة والتأصيل، و «صحيح ابن حبان» (4628)، و «الأمالي المطلقة» لابن حَجَر 1/ 105، و «إتحاف الخِيرَة المَهَرة» (942 و 4298) إذ ورد من طريق أبي يَعلى.

(2)

اللفظ لابن حبان (4628).

ص: 417

- فوائد:

- قال الدارقُطني: هو حديثٌ يرويه يزيد بن الهاد، واختُلِف عنه؛

فرواه الدراوَرْدي، والليث، عن ابن الهاد، عن الوليد بن أبي الوليد، عن عثمان بن عبد الله بن سراقة، عن عمر بن الخطاب.

ورواه ابن وهب، عن عمر بن مالك الشرعبي، وابن لَهِيعة، والليث، عن ابن الهاد، فقال: عن الوليد بن عثمان، عن أبي أمه، عن عمر بن الخطاب، ووهم فيه.

وإنما هو الوليد بن أبي الوليد، عن عثمان، عن جَدِّه أبي أمه عمر، لأن عثمان هذا أمه زينب بنت عمر بن الخطاب.

والصواب قول الدراوَرْدي ومن تابعه. «العلل» (215).

ص: 417

10155 -

عن فضالة بن عبيد، قال: سمعت عمر بن الخطاب، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«الشهداء ثلاثة: رجل مؤمن جيد الإيمان، لقي العدو، فصدق الله حتى قتل، فذلك الذي يرفع إليه الناس أعناقهم يوم القيامة، ورفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه، حتى وقعت قلنسوته، أو قلنسوة عمر، ورجل مؤمن جيد الإيمان، لقي العدو، فكأنما يضرب جلده بشوك الطلح، أتاه سهم غرب فقتله، هو في الدرجة الثانية، ورجل مؤمن جيد الإيمان، خلط عملا صالحا وآخر سيئا، لقي العدو، فصدق الله حتى قتل، فذلك في الدرجة الثالثة»

(1)

.

- وفي رواية: «الشهداء أربعة، فرجل مؤمن جيد الإيمان لقي العدو فصدق الله حتى يقتل، فذلك الذي يرفع الناس إليه أعينهم يوم القيامة، قال: ورفع رأسه حتى سقطت قلنسوته عن رأسه، أو عن رأس عمر، فهذا في الدرجة الأولى، ورجل مؤمن إذا لقي العدو، فكأنما يضرب جلده بشوك الطلح، من الجبن، أصابه سهم غرب فقتله، فهذا في الدرجة الثانية، ورجل مؤمن خلط عملا صالحا، وآخر سيئا، لقي العدو، فقاتل حتى قتل، فهذا في الدرجة الثالثة، ورجل مؤمن قرف على نفسه من الذنوب والخطايا، لقي العدو، فقاتل حتى يقتل، فهذا في الدرجة الرابعة»

(2)

.

- وفي رواية: «الشهداء أربعة: رجل مؤمن جيد الإيمان، لقي العدو، فصدق الله حتى قتل، فذلك الذي يرفع الناس إليه أعينهم يوم القيامة هكذا، ورفع رأسه حتى وقعت قلنسوته، (قال: فما أدري أقلنسوة عمر أراد، أم قلنسوة النبي صلى الله عليه وسلم قال: ورجل مؤمن جيد الإيمان، لقي العدو، فكأنما ضرب جلده بشوك طلح من الجبن، أتاه سهم غرب فقتله، فهو في الدرجة الثانية، ورجل مؤمن خلط عملا صالحا وآخر سيئا، لقي العدو، فصدق الله حتى قتل، فذلك في الدرجة الثالثة، ورجل مؤمن أسرف على نفسه، لقي العدو، فصدق الله حتى قتل، فذلك في الدرجة الرابعة»

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (146).

(2)

اللفظ لعَبد بن حُميد.

(3)

اللفظ للترمذي.

ص: 418

أخرجه أحمد (146) قال: حدثنا أَبو سعيد. وفي 1/ 23 (150) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. و «عَبد بن حُميد» (27) قال: أخبرنا سليمان بن داود، عن عبد الله بن المبارك. و «التِّرمِذي» (1644) قال: حدثنا قتيبة. و «أَبو يَعلى» (252) قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم النكري أَبو عبد الله، قال: حدثنا أَبو عبد الرَّحمَن.

خمستهم (أَبو سعيد، ويحيى بن إسحاق، وعبد الله بن المبارك، وقتيبة، وأَبو عبد الرَّحمَن عبد الله بن يزيد) عن عبد الله بن لَهِيعة بن عُقبة الحضرمي، عن عطاء بن دينار الهذلي، عن أبي يزيد الخَولاني، قال: سمعت فضالة بن عبيد، فذكره

(1)

.

- في رواية عبد الله بن المبارك: «عن عبد الله بن عُقبة الحضرمي» ، وفي باقي الروايات:«عن ابن لَهِيعة» .

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ، لا نعرفه إلا من حديث عطاء بن دينار، سمعت محمدا يقول: قد روى سعيد بن أَبي أَيوب هذا الحديث، عن عطاء بن دينار، عن أشياخ من خولان، ولم يذكر فيه: عن أبي يزيد، وقال: عطاء بن دينار ليس به بأس.

(1)

المسند الجامع (10609)، وتحفة الأشراف (10623)، وأطراف المسند (6646).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (45)، والبزار (246)، والطبراني في «الأوسط» (361)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (3957).

ص: 419

- فوائد:

- قلنا إِسناده ضعيفٌ؛ عبد الله بن لَهيعَة ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (5997).

- وقال التِّرمِذي: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا ابن لَهِيعة، عن عطاء بن دينار، عن أبي يزيد الخَولاني، سمع فضالة بن عبيد، يقول: سمعت عمر بن الخطاب، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الشهداء أربعة رجل مؤمن جيد الإيمان لقي العدو فصدق الله حتى قتل، الحديث.

سألتُ محمدًا، يعني البخاري: هل روى هذا الحديث غير ابن لَهِيعة؟.

قال: نعم رواه سعيد بن أَبي أَيوب، عن عطاء بن دينار، إلا أنه يقول: عن أشياخ من خولان، ولا يقول فيه:«عن أبي يزيد» .

فقلت له: أَبو يزيد الخَولاني ما اسمه؟ فلم يعرف اسمه. «ترتيب علل التِّرمِذي» (502).

⦗ص: 420⦘

- وقال ابن أبي حاتم: سألتُ أبي عن حديثٍ؛ رواه أَبو داود الطيالسي، عن ابن المبارك، عن عبد الله بن عُقبة الحضرمي، عن عطاء بن دينار الخَولاني، أنه سمع فضالة بن عُبيد الأَنصاري، قال: سمعت عمر بن الخطاب، يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: الشهداء أربعة؛ وذكر الحديث.

فسمعت أبي يقول: هو عبد الله بن لَهِيعة بن عُقبة، نَسبَه إلى جَدِّه، وإنما هو عن عطاء بن دينار، عن أبي يزيد الخَولاني، أنه سمع فضالة، عن عمر بن الخطاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ وهو الصحيح.

قال أَبو محمد، يعني ابن أبي حاتم: فنظرت بعد ذلك فيما كتبت عن يونس بن عبد الأعلى، في كتاب الجهاد، فإذا هو قد أخبرنا عن ابن وهب، عن ابن لَهِيعة، عن عطاء بن دينار، عن أبي يزيد الخَولاني، عن فضالة بن عبيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم كما قاله أبي سواء. «علل الحديث» (1022).

ص: 419

10156 -

عن جابر بن عبد الله، قال: أخبرني عمر بن الخطاب، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب، حتى لا أدع إلا مسلما»

(1)

.

- وفي رواية: «لئن عشت لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب، حتى لا أترك فيها إلا مسلما»

(2)

.

- وفي رواية: «لئن عشت، إن شاء الله، لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب، حتى لا يبقى فيها إلا مسلم»

(3)

.

أخرجه عبد الرزاق (9985 و 19365) عن ابن جُريج. و «أحمد» (201) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جُريج. وفي 1/ 32 (219) قال: حدثنا روح،

⦗ص: 421⦘

ومُؤَمل، قالا: حدثنا سفيان الثوري. وفي 3/ 345 (14773) قال: حدثنا موسى، قال: حدثنا ابن لَهِيعة. و «مسلم» 5/ 160 (4616) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا الضحاك بن مخلد، عن ابن جُريج (ح) وحدثني محمد بن رافع، واللفظ له، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جُريج. وفي (4617) قال: وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: أخبرنا سفيان الثوري (ح) وحدثني سلمة بن شبيب، قال: حدثنا الحسن بن أَعْيَن، قال: حدثنا معقل، وهو ابن عُبيد الله. و «أَبو داود» (3030) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا أَبو عاصم، وعبد الرزاق، قالا: أخبرنا ابن جُريج. وفي (3031) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا أَبو أحمد، محمد بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. و «التِّرمِذي» (1606) قال: حدثنا موسى بن عبد الرَّحمَن الكندي، قال: حدثنا زيد بن الحُبَاب، قال: أخبرنا سفيان الثوري.

(1)

اللفظ لأحمد (201).

(2)

اللفظ لأحمد (219).

(3)

اللفظ لابن حبان.

ص: 420

وفي (1607) قال: حدثنا الحسن بن علي الخَلَّال، قال: حدثنا أَبو عاصم، وعبد الرزاق، قالا: أخبرنا ابن جُريج. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (8633) قال: أخبرني عَمرو بن هشام، قال: حدثني مخلد، عن سفيان. و «ابن حِبَّان» (3753) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا المُؤَمَّل بن إسماعيل، عن سفيان.

أربعتهم (عبد الملك بن جُريج، وسفيان الثوري، وعبد الله بن لَهِيعة، ومعقل بن عُبيد الله) عن أبي الزبير المكي، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول، فذكره.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

• أَخرجه أحمد (215). و «ابن حِبَّان» (5841) قال: أخبرنا أَبو عَروبَة، قال: حدثنا عبدة بن عبد الله.

كلاهما (أحمد بن حنبل، وعبدة بن عبد الله الخُزاعي) عن أبي أحمد الزُّبَيري، قال: حدثنا سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر، عن عمر، قال: لئن عشت، إن شاء الله، لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب. «موقوف» .

- زاد في رواية ابن حبان: قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لئن عشت لأنهين أن يسمى برباح، ونجيح، وأفلح، ويسار» .

⦗ص: 422⦘

والمرفوع منه، سلف في مسند جابر بن عبد الله، رضي الله تعالى عنهما.

• وأخرجه ابن أبي شيبة (33666) قال: حدثنا أَبو معاوية، قال: حدثنا حجاج، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لئن بقيت، لأخرجن المشركين من جزيرة العرب» .

فلما ولي عمر أخرجهم.

ليس فيه: «عن عمر»

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10610)، وتحفة الأشراف (10419)، وأطراف المسند (6543).

والحديث؛ أخرجه البزار (229 و 230 و 234)، وابن الجارود (1103)، وأَبو عَوانة (6705: 6707)، والبيهقي 9/ 207، والبغوي (2756).

ص: 421

ـ فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه أَبو الزبير، ووَهب بن مُنَبِّه، عن جابر، واختلف عن الزُّهْري؛

فرواه إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عُقبة، عن الزُّهْري، قال: حدثني ابن تدرس، وهو أَبو الزبير، عن جابر، عن عمر.

وخالفه محمد بن فليح، رواه عن موسى بن عُقبة، عن الزُّهْري، قال: قال جابر: عن عمر، مرسلا.

ورواه أَبو أحمد الزبيري، عن الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر، عن عمر، هذا الحديث، وألحق به كلاما آخر أدرجه فيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: لأنهين أن يسمى رباحا ونجيحا.

ووهم في إدراجه هذا الكلام عن عمر.

وغيره يرويه عن الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصحيح. «العلل» (137).

ص: 422

10157 -

عن سعيد بن العاص، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: لولا أَني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

⦗ص: 423⦘

«إِن الله سيمنع هذا الدين بنصارى من ربيعة، على شاطئ الفرات» .

ما تركت عربيا إِلا قتلته، أَو يسلم.

أَخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (9026) قال: أَخبرنا محمد بن إسماعيل بن إِبراهيم، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن عمر القرشي، قال: حدثني سعيد بن عمرو بن سعيد، أَنه سمع أَباه يزعم، أَنه سمع أَباه يوم المرج يقول، فذكره

(1)

.

- قال أَبو عبد الرحمن النَّسَائي: عبد الله بن عمر القرشي هذا لا أَعرفه.

• أخرجه أبو يعلى (232) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل، وأبو جعفر خالي، قالا: حدثنا يحيى بن أبي بكير، حدثنا عبد الله بن عمر القرشي، قال: حدثني سعيد بن عمرو بن سعيد، أنه سمع أباه يوم السرح

(2)

يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول: لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إِن الله يمنع الدين بنصارى من ربيعة على ساحل الفرات» .

ما تركت عربيا إِلا قتلته، أَو يسلم.

- ذكر: «سمع أباه» مرة واحدة، فصار من رواية عمرو بن سعيد، عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

(3)

.

(1)

المسند الجامع (10611)، وتحفة الأشراف (10445)، ومَجمَع الزوائد 5/ 302، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (4442).

(2)

هكذا ورد في النسخ الخطية، وأخرجه ابن عساكر، من طريق أبي عمر بن حمدان وأبي بكر ابن المُقرِئ، عن أبي يعلى، وقال: في حديث ابن حمدان: «يوم السرح» ، وهو تصحيف، إنما هو:«يوم المرج» يعني مرج راهط. «تاريخ دمشق» 21/ 255.

(3)

وهكذا ورد في «الأموال» لابن زنجويه (107)، و «الآحاد والمثاني» (1620)، و «مسند البزار» (313)، و «السنن الكبرى» للبيهقي (18684)، وعندهم جميعًا:«يوم المرج» .

- وقال الضياء: ورواه أَبو عمرو بن حمدان، عن أبي يعلى وفيه، حدثني سعيد بن عمرو بن سعيد، أنه سمع أباه يقول: سمع عمر بن الخطاب، لم يذكر أباه مرتين، والله أعلم. «المختارة» (254).

ص: 422

- فوائد:

- قال المِزِّي: هكذا وقع في رواية الأسيوطي، عن النَّسَائي، وهو الصواب، وذكره أَبو القاسم في ترجمة عَمرو بن سعيد بن العاص، عن عمر، على ما وقع في رواية أبي الحسن بن حيوية، فإن في روايته: عن سعيد بن عَمرو بن سعيد، أنه سمع أباه يزعم يوم المرج يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول، فذكره، وذلك وهم لم يتنبه له أَبو القاسم، رحمه الله، وقد ذكره في ترجمة سعيد بن العاص من «التاريخ» ، على الصواب، من رواية الهيثم بن كليب الشاشي، عن أبي قلابة الرَّقَاشي، عن يحيى بن أبي بكير، عن عبد الله بن عمر القرشي، عن سعيد بن عَمرو بن سعيد، أنه سمع أباه يوم المرج يقول: سمعت أبي يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول، فذكره، فهذه الرواية موافقة لرواية الأسيوطي أنه عن أبيه، عن أبيه مرتين، وإن اختلفتا في يوم المرج، والله أعلم.

رواه الحارث بن أبي أُسامة، عن يحيى بن أبي بكير، نحو رواية الأسيوطي. «تحفة الأشراف» (10445).

ص: 424

10158 -

عن عبد الله بن عباس، قال: حدثني عمر بن الخطاب، قال:

«لما كان يوم بدر، نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف، وأصحابه ثلاث مئة وتسعة عشر رجلا، فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة، ثم مد يديه، فجعل يهتف بربه: اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام، لا تعبد في الأرض، فما زال يهتف بربه، مادا يديه، مستقبل القبلة، حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أَبو بكر، فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه، وقال: يا نبي الله، كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله، عز وجل:{إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين} فأمده الله بالملائكة.

قال أَبو زميل: فحدثني ابن عباس، قال: بينما رجل من المسلمين، يومئذ، يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه، إذ سمع ضربة بالسوط فوقه، وصوت

⦗ص: 425⦘

الفارس يقول: أقدم حيزوم، فنظر إلى المشرك أمامه، فخر مستلقيا، فنظر إليه فإذا هو قد خطم أنفه، وشق وجهه كضربة السوط، فاخضر ذلك أجمع، فجاء الأَنصاري فحدث بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: صدقت، ذلك من مدد السماء الثالثة، فقتلوا يومئذ سبعين، وأسروا سبعين.

ص: 424

قال أَبو زميل: قال ابن عباس: فلما أسروا الأسارى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأَبي بكر وعمر: ما ترون في هؤلاء الأسارى؟ فقال أَبو بكر: يا نبي الله، هم بنو العم والعشيرة، أرى أن تأخذ منهم فدية، فتكون لنا قوة على الكفار، فعسى الله أن يهديهم للإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ترى يا ابن الخطاب؟ قلت: لا والله، يا رسول الله، ما أرى الذي رأى أَبو بكر، ولكني أرى أن تمكنا فنضرب أعناقهم، فتمكن عليا من عقيل، فيضرب عنقه، وتمكني من فلان، نسيبا لعمر، فأضرب عنقه، فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها، فهوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أَبو بكر، ولم يهو ما قلت، فلما كان من الغد جئت، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأَبو بكر قاعدين يبكيان، قلت: يا رسول الله، أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك، فإن وجدت بكاء بكيت، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبكي للذي عرض علي أصحابك من أخذهم الفداء، لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة، شجرة قريبة من نبي الله صلى الله عليه وسلم وأنزل الله، عز وجل:{ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض} إلى قوله: {فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا} فأحل الله الغنيمة لهم»

(1)

.

- وفي رواية: «لما كان يوم بدر، قال: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه، وهم ثلاث مئة ونيف، ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة، فاستقبل النبي صلى الله عليه وسلم القبلة، ثم مد يديه، وعليه رداؤه وإزاره، ثم قال: اللهم أين ما وعدتني، اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إنك إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام، فلا تعبد

⦗ص: 426⦘

في الأرض أبدا، قال: فما زال يستغيث ربه، عز وجل، ويدعوه حتى سقط رداؤه، فأتاه أَبو بكر، فأخذ رداءه فرداه، ثم التزمه من ورائه،

(1)

اللفظ لمسلم.

ص: 425

ثم قال: يا نبي الله، كذاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك، وأنزل الله، عز وجل:{إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين} ، فلما كان يومئذ والتقوا، فهزم الله، عز وجل، المشركين، فقتل منهم سبعون رجلا، وأسر منهم سبعون رجلا، فاستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعليا وعمر، فقال أَبو بكر: يا نبي الله، هؤلاء بنو العم، والعشيرة، والإخوان، فإني أرى أن تأخذ منهم الفدية، فيكون ما أخذنا منهم قوة لنا على الكفار، وعسى الله أن يهديهم فيكونون لنا عضدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ترى يا ابن الخطاب؟ قال: قلت: والله، ما أرى ما رأى أَبو بكر، ولكني أرى أن تمكنني من فلان، قريبا لعمر، فأضرب عنقه، وتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه، حتى يعلم الله أنه ليس في قلوبنا هوادة للمشركين، هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم، فهوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أَبو بكر، ولم يهو ما قلت، فأخذ منهم الفداء، فلما أن كان من الغد، قال عمر: غدوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو قاعد وأَبو بكر، وإذا هما يبكيان، فقلت: يا رسول الله، أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك، فإن وجدت بكاء بكيت، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الذي عرض علي أصحابك من الفداء، لقد عرض علي عذابكم أدنى من هذه الشجرة، لشجرة قريبة، وأنزل الله، عز وجل:{ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض} إلى قوله: {لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم} من الفداء، ثم أحل لهم الغنائم، فلما كان يوم أُحُد من العام المقبل، عوقبوا بما صنعوا يوم بدر، من أخذهم الفداء، فقتل منهم سبعون، وفر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته، وهشمت البيضة على رأسه، وسال الدم على

⦗ص: 427⦘

وجهه، وأنزل الله تعالى:{أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير} بأخذكم الفداء»

(1)

.

(1)

اللفظ لأحمد (208).

ص: 426

أخرجه ابن أبي شيبة (30199) و 14/ 365 (37839) قال: حدثنا قراد أَبو نوح. و «أحمد» (208) و 1/ 32 (221) قال: حدثنا أَبو نوح، قراد. و «عَبد بن حُميد» (31) قال: أخبرنا عمر بن يونس اليمامي. و «مسلم» 5/ 156 و 157 (4609 و 4610) قال: حدثنا هَنَّاد بن السَّري، قال: حدثنا ابن المبارك (ح) وحدثنا زهير بن حرب، واللفظ له، قال: حدثنا عمر بن يونس الحنفي. و «أَبو داود» (2690) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، قال: حدثنا أَبو نوح. و «التِّرمِذي» (3081) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عمر بن يونس اليمامي. و «ابن حِبَّان» (4793) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا أَبو خيثمة، قال: حدثنا عمر بن يونس.

ثلاثتهم (أَبو نوح قراد، وعمر بن يونس، وعبد الله بن المبارك) عن عكرمة بن عمار العجلي، قال: حدثني أَبو زميل، هو سماك الحنفي، قال: حدثني عبد الله بن عباس، فذكره

(1)

.

- قال أَبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يسأل عن اسم أبي نوح؟ فقال: أيش تصنع باسمه؟ اسمه اسم شنيع.

قال أَبو داود: اسم أبي نوح قراد، والصحيح عبد الرَّحمَن بن غزوان.

- وقال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ، لا نعرفه من حديث عمر إلا من حديث عكرمة بن عمار، عن أبي زميل، وأَبو زميل اسمه سماك الحنفي، وإنما كان هذا يوم بدر.

(1)

المسند الجامع (10612)، وتحفة الأشراف (10496)، واستدركه محقق أطراف المسند 5/ 48، والمقصد العَلي (956)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (4574).

والحديث؛ أخرجه البزار (196)، وأَبو عَوانة (6692: 6695)، والبيهقي في «دلائل النبوة» 3/ 51، والبغوي (3777).

ص: 427

10159 -

عن عياض الأشعري، قال: شهدت اليرموك وعلينا خمسة أمراء: أَبو عُبَيدة بن الجَراح، ويزيد بن أبي سفيان، وابن حسنة، وخالد بن الوليد، وعياض، (وليس عياض هذا بالذي حدث سماكا) قال: وقال عمر: إذا كان قتال فعليكم أَبو عبيدة، قال: فكتبنا إليه: إنه قد جاش إلينا الموت، واستمددناه، فكتب إلينا: إنه قد جاءني كتابكم تستمدوني، وإني أدلكم على من هو أعز نصرا، وأحضر جندا، الله، عز وجل، فاستنصروه، فإن محمدا صلى الله عليه وسلم قد نصر يوم بدر في أقلَّ من عدتكم، فإذا أتاكم كتابي هذا، فقاتلوهم ولا تراجعوني، قال: فقاتلناهم، فهزمناهم، وقتلناهم أربع فراسخ، قال: وأصبنا أموالا، فتشاوروا، فأشار علينا عياض أن نعطي عن كل رأس عشرة، قال: وقال أَبو عبيدة: من يراهني؟ فقال شاب: أنا إن لم تغضب، قال: فسبقه، فرأيت عقيصتي أبي عبيدة تنقزان، وهو خلفه على فرس عربي

(1)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (34233) و 13/ 34 (34525). وأحمد (344). وابن حبان (4766) قال: أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، قال: حدثنا محمد بن بشار.

ثلاثتهم (أَبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن بشار) عن محمد بن جعفر غُندَر، قال: حدثنا شعبة، عن سماك بن حرب، قال: سمعت عياضا الأشعري، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (10613)، وأطراف المسند (6644)، ومَجمَع الزوائد 5/ 264 و 6/ 213.

والحديث؛ أخرجه الضياء في «المختارة» 1/ (262).

ص: 428

10160 -

عن أَنس بن مالك، قال: كنا مع عمر بين مكة والمدينة، فتراءينا الهلال، وكنت رجلا حديد البصر، فرأيته، وليس أحد يزعم أنه رآه غيري، قال: فجعلت أقول لعمر: أما تراه؟ فجعل لا يراه، قال: يقول عمر: سأراه وأنا مستلق على فراشي، ثم أنشأ يحدثنا عن أهل بدر، فقال:

⦗ص: 429⦘

«إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس، يقول: هذا مصرع فلان غدا، إن شاء الله، قال: فقال عمر: فوالذي بعثه بالحق، ما أخطؤوا الحدود التي حد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فجعلوا في بئر بعضهم على بعض، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إليهم، فقال: يا فلان بن فلان، ويا فلان بن فلان، هل وجدتم ما وعدكم الله ورسوله حقا؟ فإني قد وجدت ما وعدني الله حقا، قال عمر: يا رسول الله، كيف تكلم أجسادا لا أرواح فيها؟ قال: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا علي شيئا»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أَنس، قال: كنا مع عمر بين مكة والمدينة، فتراءينا الهلال، وكنت حديد البصر، فرأيته فجعلت أقول لعمر: أما تراه؟ قال: سأراه وأنا مستلق على فراشي، ثم أخذ يحدثنا عن أهل بدر، قال: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرينا مصارعهم بالأمس، يقول: هذا مصرع فلان غدا، إن شاء الله، وهذا مصرع فلان غدا، إن شاء الله،

(1)

اللفظ لمسلم.

ص: 428

قال: فجعلوا يصرعون عليها، قال: قلت: والذي بعثك بالحق، ما أخطؤوا تيك، كانوا يصرعون عليها، ثم أمر بهم فطرحوا في بئر، فانطلق إليهم فقال: يا فلان، يا فلان، هل وجدتم ما وعدكم الله حقا، فإني وجدت ما وعدني الله حقا، قال عمر: يا رسول الله، أتكلم قوما قد جيفوا؟ قال: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكن لا يستطيعون أن يجيبوا»

(1)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (37864) قال: حدثنا شَبَابة بن سَوَّار. و «أحمد» (182) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وأنا سألته. و «مسلم» 8/ 163 (7324) قال: حدثني إسحاق بن عمر بن سليط الهذلي (ح) وحدثنا شَيبان بن فَرُّوخ، واللفظ له. و «النَّسَائي» 4/ 108، وفي «الكبرى» (2212) قال: أخبرنا عَمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى. و «أَبو يَعلى» (140) قال: حدثنا شَيبان بن فَرُّوخ.

⦗ص: 430⦘

أربعتهم (شَبَابة، ويحيى بن سعيد، وإسحاق الهذلي، وشيبان بن فَرُّوخ) عن سليمان بن المغيرة، قال: حدثنا ثابت، عن أَنس بن مالك، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (10614)، وتحفة الأشراف (10410)، وأطراف المسند (6535).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (40)، والبزار (222)، وأَبو عَوانة (6769)، والطبراني في «الأوسط» (8453)، والبيهقي في «دلائل النبوة» 3/ 48.

ص: 429

- فوائد:

- قال البزار: هذا الحديث جود إسناده سليمان بن المغيرة، وغير سليمان يجعله عن أَنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا نحفظ أحدا رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا عمر. «مسنده» (222).

ص: 430

أخرجه ابن أبي شيبة (33648) و 14/ 470 (38051) قال: حدثنا ابن إدريس، عن مالك بن أنس. و «أحمد» (213) قال: حدثنا أَبو عامر عبد الملك بن عَمرو، قال: حدثنا هشام، يعني ابن سعد. وفي 1/ 40 (284) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، عن مالك. و «البخاري» 3/ 139 (2334) و 4/ 105 (3125) قال: حدثنا صدقة، قال: أخبرنا عبد الرَّحمَن، عن مالك. وفي 5/ 176 (4235) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: أخبرنا محمد بن جعفر. وفي (4236) قال: حدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن مهدي، عن مالك بن أنس. و «أَبو داود» (3020) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، عن مالك. و «أَبو يَعلى» (224) قال: حدثنا أَبو همام، الوليد بن شجاع، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، عن هشام بن سعد.

ثلاثتهم (مالك بن أنس، وهشام بن سعد، ومحمد بن جعفر) عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10615)، وتحفة الأشراف (10389)، وأطراف المسند (6529)، ومَجمَع الزوائد 6/ 2.

والحديث؛ أخرجه البزار (276)، وابن الجارود (1092)، والبيهقي 6/ 317 و 318 و 9/ 64 و 138، والبغوي (2720).

ص: 431

10162 -

عن عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما، قال: لما فدع أهل خيبر عبد الله بن عمر، قام عمر خطيبا، فقال:

«إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عامل يهود خيبر على أموالهم، وقال: نقركم ما أقركم الله» .

وإن عبد الله بن عمر خرج إلى ماله هناك، فعدي عليه من الليل، ففدعت يداه ورجلاه، وليس لنا هناك عدو غيرهم، هم عدونا وتهمتنا، وقد رأيت إجلاءهم، فلما أجمع عمر على ذلك، أتاه أحد بني أبي الحقيق، فقال: يا أمير المؤمنين، أتخرجنا وقد أقرنا محمد صلى الله عليه وسلم وعاملنا على الأموال، وشرط ذلك لنا، فقال عمر: أظننت أني نسيت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 432⦘

«كيف بك إذا أخرجت من خيبر، تعدو بك قلوصك، ليلة بعد ليلة» .

فقال: كانت هذه هزيلة من أبي القاسم، فقال: كذبت، يا عدو الله، فأجلاهم عمر، وأعطاهم قيمة ما كان لهم من الثمر، مالا وإبلا وعروضا، من أقتاب وحبال وغير ذلك

(1)

.

(1)

اللفظ للبخاري.

ص: 431

- وفي رواية: «عن عبد الله بن عمر، قال: خرجت أنا والزبير والمقداد بن الأسود إلى أموالنا بخيبر، نتعاهدها، فلما قدمناها تفرقنا في أموالنا، قال: فعدي علي تحت الليل، وأنا نائم على فراشي، ففدعت يداي من مرفقي، فلما أصبحت استصرخ علي صاحباي، فأتياني فسألاني عَمَّن صنع هذا بك؟ قلت: لا أدري، قال: فأصلحا من يدي، ثم قدموا بي على عمر، فقال: هذا عمل يهود، ثم قام في الناس خطيبا، فقال: أيها الناس، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عامل يهود خيبر على أنا نخرجهم إذا شئنا، وقد عدوا على عبد الله بن عمر، ففدعوا يديه كما بلغكم، مع عدوتهم على الأَنصاري قبله، لا نشك أنهم أصحابهم، ليس لنا هناك عدو غيرهم، فمن كان له مال بخيبر فليلحق به، فإني مخرج يهود، فأخرجهم»

(1)

.

أخرجه أحمد (90) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. و «البخاري» 3/ 252 (2730) قال: حدثنا أَبو أحمد، قال: حدثنا محمد بن يحيى أَبو غسان الكناني، قال: أخبرنا مالك. قال البخاري عقبه: رواه حماد بن سلمة، عن عُبيد الله أحسبه، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم اختصره. و «أَبو داود» (3007) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق.

ثلاثتهم (محمد بن إسحاق، ومالك بن أنس، وعُبيد الله) عن نافع، عن ابن عمر، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (10616)، وتحفة الأشراف (10554)، وأطراف المسند (6599).

والحديث؛ أخرجه البيهقي 9/ 56 و 207.

ص: 432

- فوائد:

- قال المِزِّي: ذكر أَبو مسعود وغير واحد: أن أبا أحمد هذا هو المرار بن حَمُّويَهْ الهمداني، وقال خلف: لم يخرج عن أبي أحمد غيره، رواه موسى بن هارون الحافظ، عن المرار بن حَمُّويَهْ، عن محمد بن يحيى الكناني. «تحفة الأشراف» (10554).

ص: 433

10163 -

عن مالك بن أوس بن الحدثان، قال: كان فيما احتج به عمر، أنه قال:

«كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث صفايا: بنو النضير، وخيبر، وفدك، فأما بنو النضير فكانت حبسا لنوائبه، وأما فدك فكانت حبسا لأبناء السبيل، وأما خيبر فجزأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أجزاء: جزءين بين المسلمين، وجزءا نفقة لأهله، فما فضل عن نفقة أهله جعله بين فقراء المهاجرين» .

أخرجه أَبو داود (2967) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل (ح) وحدثنا سليمان بن داود المهري، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني عبد العزيز بن محمد (ح) وحدثنا نصر بن علي، قال: أخبرنا صفوان بن عيسى، وهذا لفظ حديثه ـ كلهم عن أُسامة بن زيد، عن الزُّهْري، عن مالك بن أوس بن الحدثان، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10617)، وتحفة الأشراف (10635).

والحديث؛ أخرجه البزار (256)، وأَبو عَوانة (6674)، والبيهقي 7/ 59.

ص: 433

- فوائد:

- قلنا إِسناده ضعيفٌ؛ أُسامة بن زيد الليثي المدني، ضعيف الحديث. انظر فوائد الحديث رقم (394).

ص: 433

10164 -

عن محمد بن مسلم بن شهاب الزُّهْري، قال: قال عمر:

«{وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب} قال الزُّهْري: قال عمر: هذه لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة، قرى عربية: فدك، وكذا وكذا، من {ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل} ، و {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم} ، {والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم} ، {والذين

⦗ص: 434⦘

جاؤوا من بعدهم}، فاستوعبت هذه الآية الناس، فلم يبق أحد من المسلمين إلا له فيها حق، (قال أيوب: أو قال: حظ) إلا بعض من تملكون من أرقائكم».

أخرجه أَبو داود (2966) قال: حدثنا مُسدد، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: أخبرنا أيوب، عن الزُّهْري، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10618)، وتحفة الأشراف (10638).

ص: 433

10165 -

عن مالك بن أوس بن الحدثان، عن عمر، قال:

«كانت أموال بني النضير، مما أفاء الله على رسول الله، مما لم يوجف عليه المسلمون بخيل ولا ركاب، فكانت للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة، فكان يحبس منها نفقة سنة، وما بقي جعله في الكراع والسلاح، عدة في سبيل الله»

(1)

.

- وفي رواية: «كانت أموال بني النضير، مما أفاء الله على رسوله، مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب، فكان ينفق على نفسه منها قوت سنة، وما بقي جعله في الكراع والسلاح، عدة في سبيل الله»

(2)

.

أخرجه الحُميدي (22) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عَمرو بن دينار، ومعمر. و «ابن أبي شيبة» (33650) قال: حدثنا ابن عُيينة، عن عَمرو بن دينار. و «أحمد» (171) قال: حدثنا سفيان، عن عَمرو، ومعمر. وفي 1/ 48 (337) قال: حدثنا سفيان، عن عَمرو. و «البخاري» 4/ 46 (2904) و 6/ 184 (4885) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان، عن عَمرو. و «مسلم» 5/ 151 (4596) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، ومحمد بن عباد، وأَبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، واللفظ لابن أبي شيبة، قال إسحاق: أخبرنا، وقال الآخرون: حدثنا سفيان، عن عَمرو. وفي (4597) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا سفيان بن عُيينة، عن معمر. و «أَبو داود» (2965) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وأحمد بن عَبدة، المَعنَى،

⦗ص: 435⦘

أن سفيان بن عُيينة أخبرهم، عن عَمرو بن دينار.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(2)

اللفظ للنسائي 7/ 132 (4426).

ص: 434

و «التِّرمِذي» (1719) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عُيينة، عن عَمرو بن دينار. و «النَّسَائي» 7/ 132، وفي «الكبرى» (4426 و 9144) قال: أخبرنا عُبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا سفيان، عن عَمرو، يعني ابن دينار. وفي «الكبرى» (9143) قال: أخبرنا سعيد بن عبد الرَّحمَن، قال: حدثنا سفيان، عن معمر. وفي (9145) قال: أخبرنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا سفيان، عن عَمرو، ومعمر. وفي (11512) قال: أخبرنا عُبيد الله بن سعيد، ويحيى بن موسى، وهارون بن عبد الله، قالوا: حدثنا سفيان، عن عَمرو. و «ابن حِبَّان» (6357) قال: أخبرنا أَبو خليفة، قال: حدثنا مُسدد، وإبراهيم بن بشار، عن سفيان، عن عَمرو بن دينار، ومعمر.

كلاهما (عَمرو بن دينار، ومَعمَر بن راشد) عن ابن شهاب الزُّهْري، عن مالك بن أوس بن الحدثان، فذكره.

- قال أَبو بكر الحميدي: وكان سفيان إنما قال في هذا الحديث: «يحبس منه نفقة سنة» .

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وروى سفيان بن عُيينة هذا الحديث، عن معمر، عن ابن شهاب.

• أَخرجه البخاري 7/ 81 (5357) قال: حدثني محمد بن سَلَام، قال: أخبرنا وكيع، عن ابن عُيينة، قال: قال لي معمر: قال لي الثوري: هل سمعتَ في الرجل يجمع لأهله قوت سنتهم، أو بعض السنة؟ قال معمر: فلم يحضرني، ثم ذكرت حديثا حدثناه ابن شهاب الزُّهْري، عن مالك بن أوس، عن عمر، رضي الله عنه؛

«أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبيع نخل بني النضير، ويحبس لأهله قوت سنتهم»

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10619)، وتحفة الأشراف (10631 و 10634)، وأطراف المسند (6650).

والحديث؛ أخرجه البزار (255)، وابن الجارود (1097)، وأَبو عَوانة (6661: 6664)، والبيهقي 6/ 345.

ص: 435

10166 -

عن مالك بن أوس بن الحدثان، قال: كان عمر يحلف على أيمان ثلاث، يقول: والله، ما أحد أحق بهذا المال من أحد، وما أنا بأحق به من أحد، والله، ما من المسلمين أحد إلا وله في هذا المال نصيب، إلا عبدًا مملوكا، ولكنا على منازلنا من كتاب الله، وقسمنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فالرجل وبلاؤه في الإسلام، والرجل وقدمه في الإسلام، والرجل وغناؤه في الإسلام، والرجل وحاجته، ووالله، لئن بقيت لهم، ليأتين الراعي بجبل صنعاء حظه من هذا المال، وهو يرعى مكانه

(1)

.

- وفي رواية: «عن مالك بن أوس بن الحدثان، قال: ذكر عمر بن الخطاب يوما الفيء، فقال: ما أنا بأحق بهذا الفيء منكم، وما أحد منا بأحق به من أحد، إلا أنا على منازلنا من كتاب الله، عز وجل، وقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فالرجل وقدمه، والرجل وبلاؤه، والرجل وعياله، والرجل وحاجته»

(2)

.

أخرجه أحمد (292) قال: حدثنا محمد بن ميسر أَبو سعد الصاغاني. و «أَبو داود» (2950) قال: حدثنا النفيلي، قال: حدثنا محمد بن سلمة.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ لأبي داود.

ص: 436

كلاهما (محمد بن ميسر، ومحمد بن سلمة) عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن عَمرو بن عطاء، عن مالك بن أوس بن الحدثان، فذكره

(1)

.

• أَخرجه ابن أبي شيبة (33649) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الشعيثي، عن ليث أبي المتوكل، عن مالك بن أوس بن الحدثان، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: ما من أحد من المسلمين، إلا له في هذا الفيء نصيب، إلا عبد مملوك، ولئن بقيت ليبلغن الراعي نصيبه من هذا الفيء في جبال صنعاء.

⦗ص: 437⦘

• وأخرجه عبد الرزاق (20039) عن مَعمَر، عن الزُّهْري، عن مالك بن أوس بن الحدثان، أنه سمع عمر بن الخطاب يقول: ما على وجه الأرض مسلم، إلا له في هذا الفيء حق، إلا ما ملكت أيمانكم.

• وأخرجه عبد الرزاق (20040) عن مَعمَر، عن أيوب، عن عكرمة بن خالد، عن مالك بن أوس بن الحدثان، قال: قرأ عمر: {إنما الصدقات للفقراء} حتى بلغ {عليم حكيم} ، ثم قال: هذه لهؤلاء ثم قرأ: {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه} حتى بلغ {وابن السبيل} ، ثم قال: هذه لهؤلاء، ثم قرأ:{ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى} حتى بلغ {والذين جاؤوا من بعدهم} ثم قال: هذه استوعبت المسلمين عامة، فلئن عشت ليأتين الراعي، وهو بسرو حمير، نصيبه منها، لم يعرق فيها جبينه.

(1)

المسند الجامع (10620)، وتحفة الأشراف (10636)، وأطراف المسند (6652).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الأوسط» (1290)، والبيهقي 6/ 346، والبغوي (2739 و 2740).

ص: 436

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ محمد بن إِسحاق بن يسار، صاحب السِّيرة، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (9425).

ص: 437

10167 -

عن عبد الله بن عمر، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من وجدتموه غل فاضربوه، واحرقوا متاعه»

(1)

.

- وفي رواية: «عن سالم بن عبد الله، أنه كان مع مسلمة بن عبد الملك في أرض الروم، فوجد في متاع رجل غلول، فسأل سالم بن عبد الله، فقال: حدثني عبد الله، عن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من وجدتم في متاعه غلولا فأحرقوه، قال: وأحسبه قال: واضربوه.

قال: فأخرج متاعه في السوق، قال: فوجد فيه مصحفا، فسأل سالما، فقال: بعه وتصدق بثمنه»

(2)

.

- وفي رواية: «عن صالح بن محمد بن زائدة، قال: دخلت مع مسلمة أرض الروم، فأتي برجل قد غل، فسأل سالما عنه، فقال: سمعت أبي يحدث، عن عمر بن الخطاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا وجدتم الرجل قد غل، فأحرقوا متاعه، واضربوه.

⦗ص: 438⦘

قال: فوجدنا في متاعه مصحفا، فسأل سالما عنه فقال: بعه وتصدق بثمنه»

(3)

.

- وفي رواية: «من وجدتموه غل، فاضربوه، وأحرقوا متاعه» .

قال: فدخلت على مسلمة بن عبد الملك، فأخذ رجلا قد غل، فدعا سالما فحدثه الحديث، قال: فأحرق متاعه، ووجد في متاعه مصحفا، فقوم المصحف، وتصدق بقيمته»

(4)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (29283) و 12/ 496 (34228) قال: حدثنا داود بن عبد الله. و «أحمد» (144) قال: حدثنا أَبو سعيد. و «الدَّارِمي» (2647) قال: حدثنا سعيد بن منصور.

(1)

اللفظ للدارمي.

(2)

اللفظ لأحمد.

(3)

اللفظ لأبي داود.

(4)

اللفظ لأبي يَعلى.

ص: 437

و «أَبو داود» (2713) قال: حدثنا النفيلي، وسعيد بن منصور. و «التِّرمِذي» (1461) قال: حدثنا محمد بن عَمرو السواق. و «أَبو يَعلى» (204) قال: حدثنا أحمد بن حاتم الطويل.

ستتهم (داود، وأَبو سعيد مولى بني هاشم، وسعيد بن منصور، وعبد الله بن محمد النفيلي، ومحمد بن عَمرو، وأحمد بن حاتم) عن عبد العزيز بن محمد الدراوَرْدي، عن صالح بن محمد بن زائدة، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، فذكره

(1)

.

- وقال التِّرمِذي: هذا حديثٌ غريبٌ، لا نَعرفه إِلَّا من هذا الوجه.

وسأَلتُ محمدًا، يعني ابن إسماعيل البُخاري، عن هذا الحديث، فقال: إِنما روى هذا صالح بن محمد بن زائدة، وهو أَبو واقد الليثي، وهو مُنكر الحديث.

قال محمد: وقد رُوي في غير حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في الغَالِّ، ولم يأمر فيه بحرق متاعه.

وقال: هذا حديثٌ غريبٌ.

• أَخرجه أَبو داود (2714) قال: حدثنا أَبو صالح، محبوب بن موسى الأنطاكي، قال: أخبرنا أَبو إسحاق، عن صالح بن محمد، قال: غزونا مع الوليد بن هشام، ومعنا

⦗ص: 439⦘

سالم بن عبد الله بن عمر، وعمر بن عبد العزيز، فغل رجل متاعا، فأمر الوليد بمتاعه فأحرق، وطيف به، ولم يعطه سهمه.

- قال أَبو داود: وهذا أصح الحديثين، رواه غير واحد؛ أن الوليد بن هشام حرق رحل زياد شغر، وكان قد غل وضربه.

قال أَبو داود: شغر، لقبه.

(1)

المسند الجامع (10621)، وتحفة الأشراف (6763 و 10525)، وأطراف المسند (6606).

والحديث؛ أخرجه البزار (123)، والبيهقي 9/ 102 و 103.

ص: 438

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال البخاري: صالح بن محمد بن زائدة أَبو واقد، الليثي، المدني، تركه سليمان بن حرب، منكر الحديث.

يروي عن سالم، عن ابن عمر، عن عمر، رفعه؛ من غل فأحرقوا متاعه.

وقال ابن عباس: عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ في الغلول، ولم يحرق. «التاريخ الكبير» 4/ 291.

- وقال التِّرمِذي: سألتُ محمدًا، يعني ابن إسماعيل البخاري، عن هذا الحديث، يعني حديث صالح بن محمد بن زائدة، عن سالم، عن أبيه، عن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من وجدتموه غل فاحرقوا متاعه.

فضعف محمد هذا الحديث وقال: قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم غير حديث خلاف هذا.

حديث أبي هريرة في قصة مدعم.

وحديث زيد بن خالد أن رجلا غل خرزات.

وذكر أحاديث، فلم يذكر في شيء منها أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يحرق متاع من غل.

قال محمد: وصالح بن محمد بن زائدة هو أَبو واقد منكر الحديث، ذاهب، لا أروي عنه. «ترتيب علل التِّرمِذي» (431).

- وقال الدارقُطني: يرويه أَبو واقد الليثي صالح بن محمد بن زائدة، عن سالم، عن أبيه، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأَبو واقد هذا ضعيف.

⦗ص: 440⦘

والمحفوظ أن سالما أمر بهذا ولم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا ذكره عن أبيه، ولا عن عمر. «العلل» (103).

ص: 439

10168 -

عن عبد الله بن عباس، قال: حدثني عمر بن الخطاب، قال:

«لما كان يوم خيبر، أقبل نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: فلان شهيد، فلان شهيد، حتى مروا على رجل، فقالوا: فلان شهيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلا، إني رأيته في النار في بردة غلها، أو عباءة، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ابن الخطاب، اذهب فناد في الناس: أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون، قال: فخرجت فناديت: ألا إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون»

(1)

.

- وفي رواية: «قيل: يا رسول الله، إن فلانا قد استشهد، قال: كلا، قد رأيته في النار بعباءة قد غلها، قال: قم يا عمر، فناد: إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون، ثلاثا»

(2)

.

- وفي رواية: «لما قتل نفر يوم خيبر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: فلان شهيد، وفلان شهيد، حتى ذكروا رجلا، فقالوا: فلان شهيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلا، إني رأيته في النار في عباءة غلها، أو بردة غلها، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ابن الخطاب، اذهب فناد في الناس: إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، قال: فخرجت فناديت في الناس»

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (203).

(2)

اللفظ للترمذي.

(3)

اللفظ لابن حبان (4849).

ص: 440

أخرجه ابن أبي شيبة (38040) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. و «أحمد» (203) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. وفي 1/ 47 (328) قال: حدثنا أَبو سعيد. و «الدَّارِمي» (2646) قال: أخبرنا أَبو الوليد. و «مسلم» 1/ 75 (224) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا هاشم بن القاسم. و «التِّرمِذي» (1574) قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. و «ابن حِبَّان»

⦗ص: 441⦘

(4849)

قال: أخبرنا الفضل بن الحُبَاب الجُمحي، قال: حدثنا أَبو الوليد الطيالسي. وفي (4857) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم البالسي، قال: حدثنا أَبو النضر هاشم بن القاسم.

أربعتهم (هاشم، وأَبو سعيد مولى بني هاشم، وأَبو الوليد الطيالسي، وعبد الصمد بن عبد الوارث) عن عكرمة بن عمار، قال: حدثني سماك الحنفي أَبو زميل، قال: حدثني عبد الله بن عباس، فذكره

(1)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ.

(1)

المسند الجامع (10622)، وتحفة الأشراف (10497)، وأطراف المسند (6591).

والحديث؛ أخرجه البزار (198)، وأَبو عَوانة (137)، والبيهقي 9/ 100.

ص: 440

10169 -

عن عبد الله بن عباس، أنه قيل لعمر بن الخطاب: حدثنا من شأن ساعة العسرة، فقال عمر:

«خرجنا إلى تبوك في قيظ شديد، فنزلنا منزلا أصابنا فيه عطش، حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع، حتى أن كان الرجل ليذهب يلتمس الماء، فلا يرجع حتى نظن أن رقبته ستنقطع، حتى إن الرجل ينحر بعيره، فيعصر فرثه فيشربه، ويجعل ما بقي على كبده، فقال أَبو بكر الصِّدِّيق: يا رسول الله، إن الله قد عودك في الدعاء خيرا، فادع لنا، فقال: أتحب ذلك؟ قال: نعم، فرفع يديه، فلم يرجعهما حتى قالت السماء، فأظلمت، ثم سكبت، فملؤوا ما معهم، ثم ذهبنا ننظر، فلم نجدها جازت العسكر» .

أخرجه ابن خزيمة (101) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني عَمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن عتبة بن أبي عتبة، عن نافع بن جبير، عن عبد الله بن عباس، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10623)، ومَجمَع الزوائد 6/ 194.

والحديث؛ أخرجه البزار (214)، والطبري 12/ 52، والطبراني في «الأوسط» (3292)، والبيهقي 9/ 357.

ص: 441

• أخرجه ابن حبان (1383) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن سَلم، قال: حدثنا حَرملة بن يحيى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عَمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن نافع بن جبير، عن ابن عباس، أنه قيل لعمر بن الخطاب: حدثنا من شأن العسرة، قال:

«خرجنا إلى تبوك في قيظ شديد، فنزلنا منزلا، أصابنا فيه عطش، حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع، حتى إن كان الرجل ليذهب يلتمس الماء، فلا يرجع حتى نظن أن رقبته ستنقطع، حتى إن الرجل لينحر بعيره، فيعصر فرثه فيشربه، ويجعل ما بقي على كبده، فقال أَبو بكر الصِّدِّيق: يا رسول الله، قد عودك الله في الدعاء خيرا، فادع لنا، فقال: أتحب ذلك؟ قال: نعم، قال: فرفع يديه صلى الله عليه وسلم فلم يرجعهما حتى أظلت سحابة، فسكبت، فملؤوا ما معهم، ثم ذهبنا ننظر، فلم نجدها جاوزت العسكر» .

- ليس فيه: «عتبة بن أبي عتبة»

(1)

.

(1)

قوله: «عن عتبة بن أبي عتبة» لم يرد في المطبوع من «صحيح ابن حبان» ، وهو ثابت في «السنن الكبرى» للبيهقي 9/ 357، إذ أخرجه من طريق حَرملة بن يحيى، وهو طريق ابن حبان، والله أعلم.

ص: 442

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه عَمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن عتبة بن أبي عتبة، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن ابن عباس.

حدث به ابن وهب عنه، واختُلِف عنه؛

فرواه أحمد بن صالح، ويونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب بهذا الإسناد.

وخالفهم يعقوب بن محمد الزُّهْري، فرواه عن ابن وهب، ولم يذكر في الإسناد عتبة، جعله عن سعيد بن أبي هلال، عن نافع بن جبير.

والقول فيه قول من ذكر عتبة بن أبي عتبة، وهو عتبة بن مسلم. «العلل» (127).

ص: 442

10170 -

عن جويرية بن قُدَامة، قال: حججت، فأتيت المدينة العام الذي أصيب فيه عمر، قال: فخطب فقال: إني رأيت كأن ديكا أحمر نقرني نقرة، أو

⦗ص: 443⦘

نقرتين ـ شعبة الشاك ـ فكان من أمره أنه طعن، فأذن للناس عليه، فكان أول من دخل عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثم أهل المدينة، ثم أهل الشام، ثم أذن لأهل العراق، فدخلت فيمن دخل، قال: فكان كلما دخل عليه قوم أثنوا عليه وبكوا، قال: فلما دخلنا عليه، قال: وقد عصب بطنه بعمامة سوداء، والدم يسيل، قال: فقلنا: أوصنا، قال: وما سأله الوصية أحد غيرنا، فقال: عليكم بكتاب الله، فإنكم لن تضلوا ما اتبعتموه، فقلنا: أوصنا، فقال: أوصيكم بالمهاجرين، فإن الناس سيكثرون ويقلون، وأوصيكم بالأنصار، فإنهم شعب الإسلام الذي لجأ إليه، وأوصيكم بالأعراب، فإنهم أصلكم ومادتكم، وأوصيكم بأهل ذمتكم، فإنهم عهد نبيكم، ورزق عيالكم، قوموا عني، قال: فما زادنا على هؤلاء الكلمات.

قال محمد بن جعفر: قال شعبة: ثم سألته بعد ذلك، فقال في الأعراب: وأوصيكم بالأعراب، فإنهم إخوانكم، وعدو عدوكم

(1)

.

(1)

اللفظ لأحمد (362).

ص: 442

- وفي رواية: «عن جارية بن قُدَامة السعدي، قال: حججت العام الذي أصيب فيه عمر، قال: فخطب فقال: إني رأيت أن ديكا نقرني نقرتين، أو ثلاثا، ثم لم تكن إلا جمعة، أو نحوها حتى أصيب، قال: فأذن لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أذن لأهل المدينة، ثم أذن لأهل الشام، ثم أذن لأهل العراق، فكنا آخر من دخل عليه، وبطنه معصوب ببرد أسود، والدماء تسيل، كلما دخل قوم بكوا وأثنوا عليه، فقلنا له: أوصنا، وما سأله الوصية أحد غيرنا، فقال: عليكم بكتاب الله، فإنكم لن تضلوا ما اتبعتموه، وأوصيكم بالمهاجرين، فإن الناس يكثرون ويقلون، وأوصيكم بالأنصار، فإنهم شعب الإيمان الذي لجأ إليه، وأوصيكم بالأعراب فإنها أصلكم ومادتكم، وأوصيكم بذمتكم، فإنها ذمة نبيكم صلى الله عليه وسلم ورزق عيالكم، قوموا عني، فما زادنا على هؤلاء الكلمات»

(1)

.

⦗ص: 444⦘

- وفي رواية: «قلنا: أوصنا يا أمير المؤمنين، قال: أوصيكم بذمة الله، فإنه ذمة نبيكم، ورزق عيالكم»

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (31142) و 14/ 581 (38218) قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. و «أحمد» (362) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (363) قال: حدثنا حجاج. و «البخاري» (3162) قال: حدثنا آدم بن أبي إياس.

أربعتهم (ابن إدريس، ومحمد، وحجاج، وآدم) عن شعبة بن الحجاج، قال: سمعت أبا جمرة الضبعي يحدث، عن جويرية بن قُدَامة، فذكره

(3)

.

- في رواية ابن أبي شيبة: «جارية بن قُدَامة السعدي» .

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة (38218).

(2)

اللفظ للبخاري.

(3)

المسند الجامع (10624)، وتحفة الأشراف (10429)، وأطراف المسند (6545).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (66)، والبيهقي 9/ 206.

ص: 443

10171 -

عن أسلم؛ أن عمر بن الخطاب استعمل مَولًى له، يدعى هنيا على الحمى، فقال: يا هني، اضمم جناحك عن الناس، واتق دعوة المظلوم، فإن دعوة المظلوم مجابة، وأدخل رب الصريمة الغنيمة، وإياي ونعم ابن عفان وابن عوف، فإنهما إن تهلك ماشيتهما يرجعان إلى المدينة إلى نخل وزرع، وإن رب الصريمة والغنيمة، إن تهلك ماشيته يأتني ببنيه، فيقول: يا أمير المؤمنين، يا أمير المؤمنين، أفتاركهم أنا، لا أبا لك، فالماء والكلأ أيسر علي من الذهب والورق، وايم الله، إنهم ليرون أني قد ظلمتهم، إنها لبلادهم ومياههم، قاتلوا عليها في الجاهلية، وأسلموا عليها في الإسلام، والذي نفسي بيده، لولا المال الذي أحمل عليه في سبيل الله، ما حميت عليهم من بلادهم شبرا

(1)

.

أخرجه مالك (2860)

(2)

. وابن أبي شَيبة (33595) قال: حدثنا محمد بن

⦗ص: 445⦘

بشر، قال: حدثنا هشام بن سعد. و «البخاري» 4/ 87 (3059) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك.

كلاهما (مالك بن أنس، وهشام بن سعد) عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره

(3)

.

• أَخرجه عبد الرزاق (19751) عن مَعمَر، عن الزُّهْري؛ أن عمر قال لهانئ بن هني مَولًى له، كان يبعثه على الحمى: أدخل صاحب الغنيمة والصريمة، وإياي ونعم ابن عوف، ونعم ابن عفان، فإنهما إن تهلك نعمهما يرجعان إلى أهل ومال، وإن تهلك نعم هؤلاء يقولون: يا أمير المؤمنين، الماء والكلأ أيسر علي من الدينار والدرهم، «منقطع» .

(1)

اللفظ لمالك في «الموطأ» .

(2)

وهو في رواية أبي مصعب الزُّهْري للموطأ (2003)، وسويد بن سعيد (795).

(3)

المسند الجامع (10625)، وتحفة الأشراف (10395).

والحديث؛ أخرجه البزار (272)، والدارقُطني (4576)، والبيهقي 6/ 146، والبغوي (2191).

ص: 444

- كتاب الهِجرة

• حديث علقمة بن وقاص الليثي، قال: سمعت عمر بن الخطاب على المنبر يخبر بذلك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو إلى امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه» .

سلف برقم (9967).

• وحديث ابن عمر، قال: فرض عمر لأُسامة أكثر مما فرض لي، فقلت: إنما هجرتي وهجرة أُسامة واحدة، فقال: إن أباه كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك، وإنه كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك، وإنما هاجر بك أَبواك.

يأتي برقم (10200).

ص: 445

10172 -

عن عامر الشعبي، قال: كتب أَبو موسى إلى عمر: إنه تأتينا كتب ما نعرف تأريخها، فأرخ، فاستشار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم: أرخ

⦗ص: 446⦘

لمبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم: أرخ لموت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر: أؤرخ لمهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فرق بين الحق والباطل، فأرخ.

أخرجه ابن أبي شيبة (35025) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي، قال: حدثنا حبان، عن مجالد، عن الشعبي، فذكره

(1)

.

(1)

أخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» 1/ 42.

ص: 445

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ مُجالد بن سعيد، ليس بثقة، انظر فوائد الحديث رقم (19072).

- وقال أَبو زُرعَة، وأَبو حاتم، الرازيان: الشعبي، عن عمر، مرسل. «المراسيل» لابن أبي حاتم (592).

ص: 446

- كتاب الإمارة

10173 -

عن معدان بن أبي طلحة؛ أن عمر بن الخطاب خطب يوم الجمعة، فذكر نبي الله صلى الله عليه وسلم وذكر أبا بكر، قال:

«إني رأيت كأن ديكا نقرني ثلاث نقرات، وإني لا أراه إلا حضور أجلي، وإن أقواما يأمرونني أن أستخلف، وإن الله لم يكن ليضيع دينه، ولا خلافته، ولا الذي بعث به نبيه صلى الله عليه وسلم فإن عجل بي أمر، فالخلافة شورى بين هؤلاء الستة، الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، وإني قد علمت أن أقواما يطعنون في هذا الأمر، أنا ضربتهم بيدي هذه على الإسلام، فإن فعلوا ذلك، فأولئك أعداء الله الكفرة الضلال، ثم إني لا أدع بعدي شيئًا أهم عندي من الكلالة، ما راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء ما راجعته في الكلالة، وما أغلظ لي في شيء ما أغلظ لي فيه، حتى طعن بإصبعه في صدري، فقال: يا عمر، ألا تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء؟ وإني إن أعش أقض فيها بقضية، يقضي بها من يقرأ القرآن، ومن لا يقرأ القرآن، ثم قال: اللهم إني أشهدك على أمراء الأمصار، وإني إنما بعثتهم

⦗ص: 447⦘

عليهم ليعدلوا عليهم، وليعلموا الناس دينهم، وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ويقسموا فيهم فيئهم، ويرفعوا إلي ما أشكل عليهم من أمرهم، ثم إنكم أيها الناس تأكلون شجرتين، لا أراهما إلا خبيثتين، هذا البصل والثوم، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد ريحهما من الرجل في المسجد، أمر به فأخرج إلى البقيع، فمن أكلهما فليمتهما طبخا»

(1)

.

(1)

اللفظ لمسلم (1195).

ص: 446

- وفي رواية: «عن معدان بن أبي طلحة اليعمري؛ أن عمر بن الخطاب قام خطيبا يوم جمعة، أو خطب يوم جمعة، فحمد الله وأثنى عليه، ثم ذكر نبي الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر، ثم قال: أيها الناس، إني قد رأيت رؤيا، كأن ديكا أحمر نقرني نقرتين، ولا أرى ذلك إلا لحضور أجلي، وإن الناس يأمرونني أن أستخلف، وإن الله لم يكن ليضيع دينه وخلافته، والذي بعث به نبيه صلى الله عليه وسلم فإن عجل بي أمر، فالخلافة شورى بين هؤلاء الرهط الستة، الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، فأيهم بايعتم له، فاسمعوا له وأطيعوا، وقد عرفت أن رجالا سيطعنون في هذا الأمر، وإني قاتلتهم بيدي هذه على الإسلام، فإن فعلوا ذلك فأولئك أعداء الله الكفرة الضلال، إني والله، ما أدع بعدي أهم إلي من أمر الكلالة، وقد سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فما أغلظ لي في شيء ما أغلظ لي فيها، حتى طعن بإصبعه في جنبي، أو صدري، ثم قال: يا عمر، تكفيك آية الصيف التي أنزلت في آخر النساء، وإن أعش فسأقضي فيها قضية، لا يختلف فيها أحد يقرأ القرآن، أو لا يقرأ القرآن، ثم قال: اللهم إني أشهدك على أمراء الأمصار، فإني إنما بعثتهم ليعلموا الناس دينهم، وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ويقسموا فيهم فيأهم، ويعدلوا فيهم، فمن أشكل عليه شيء رفعه إلي، ثم قال: أيها الناس، إنكم تأكلون شجرتين، لا أراهما إلا خبيثتين؛ هذا الثوم وهذا البصل، لقد كنت أرى الرجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجد ريحه منه، فيؤخذ بيده حتى يخرج به إلى البقيع، فمن كان آكلهما لا بد فليمتهما طبخا.

⦗ص: 448⦘

قال: فخطب بها عمر يوم الجمعة، وأصيب يوم الأربعاء، لأربع بقين لذي الحجة»

(1)

.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة (38217).

ص: 447

- وفي رواية: «عن معدان بن أبي طلحة اليعمري، عن عمر بن الخطاب، أنه قال على المنبر: رأيت في المنام كأن ديكا نقرني ثلاث مرات، أو نقرني ثلاث نقرات، فقلت: أعجمي، وإني قد جعلت هذا الأمر بعدي إلى هؤلاء الستة، الذين قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض: عثمان، وعلي، والزبير، وطلحة، وعبد الرَّحمَن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، فمن استخلف فهو الخليفة»

(1)

.

- وفي رواية: «عن معدان بن أبي طلحة اليعمري، أن عمر بن الخطاب قام على المنبر يوم الجمعة، فحمد الله وأثنى عليه، ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر أبا بكر، ثم قال: رأيت رؤيا لا أراها إلا لحضور أجلي، رأيت كأن ديكا نقرني نقرتين، قال: وذكر لي أنه ديك أحمر، فقصصتها على أسماء بنت عُميس، امرأة أَبي بكر، رضي الله عنهما، فقالت: يقتلك رجل من العجم، قال: وإن الناس يأمرونني أن أستخلف، وإن الله لم يكن ليضيع دينه، وخلافته التي بعث بها نبيه صلى الله عليه وسلم وإن يعجل بي أمر، فإن الشورى في هؤلاء الستة، الذين مات نبي الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، فمن بايعتم منهم فاسمعوا له وأطيعوا، وإني أعلم أن أناسا سيطعنون في هذا الأمر، أنا قاتلتهم بيدي هذه على الإسلام، أولئك أعداء الله الكفار الضلال، وايم الله، ما أترك فيما عهد إلي ربي فاستخلفني شيئًا أهم إلي من الكلالة، وايم الله، ما أغلظ لي نبي الله صلى الله عليه وسلم في شيء، منذ صحبته، أشد ما أغلظ لي في شأن الكلالة، حتى طعن بإصبعه في صدري، وقال: تكفيك آية الصيف، التي نزلت في آخر سورة النساء، وإني إن أعش فسأقضي فيها بقضاء، يعلمه من يقرأ ومن لا يقرأ، وإني أشهد الله على أمراء الأمصار،

(1)

اللفظ للحميدي (29).

ص: 448

أني إنما بعثتهم ليعلموا الناس دينهم، ويبينوا

⦗ص: 449⦘

لهم سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ويرفعوا إلي ما عمي عليهم، ثم إنكم أيها الناس تأكلون من شجرتين، لا أراهما إلا خبيثتين، هذا الثوم والبصل، وايم الله، لقد كنت أرى نبي الله صلى الله عليه وسلم يجد ريحهما من الرجل، فيأمر به فيؤخذ بيده، فيخرج به من المسجد، حتى يؤتى به البقيع، فمن أكلهما لا بد فليمتهما طبخا، قال: فخطب الناس يوم الجمعة، وأصيب يوم الأربعاء»

(1)

.

- في رواية أبي يَعلى (256) وابن حبان ذكرا الحديث بطوله وفيه: «وما أغلظ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء، أو ما نازلت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء مثل آية الكلالة، حتى ضرب صدري، وقال: يكفيك آية الصيف التي أنزلت في آخر سورة النساء: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} وسأقضي فيها بقضاء يعلمه من يقرأ ومن لا يقرأ؛ هو ما خلا الأب، كذا أحسب» الحديثَ.

- وفي رواية: «عن معدان بن أبي طلحة، قال: قال عمر: ما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء، أكثر مما سألته عن الكلالة، حتى طعن بإصبعه في صدري، وقال: تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء»

(2)

.

- وفي رواية: «عن معدان بن أبي طلحة اليعمري؛ أن عمر بن الخطاب قام يوم الجمعة خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا أيها الناس، إنكم تأكلون شجرتين، لا أراهما إلا خبيثتين، هذا الثوم وهذا البصل، ولقد كنت أرى الرجل على عهد رسول الله، يوجد ريحه منه، فيؤخذ بيده حتى يخرج به إلى البقيع، فمن كان آكلهما لا بد فليمتهما طبخا»

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (89).

(2)

اللفظ لأحمد (179).

(3)

اللفظ لابن ماجة (3363).

ص: 448

أخرجه الحُميدي (10 و 29) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا يحيى بن صبيح الخراساني. و «ابن أبي شيبة» (8749) و 8/ 116 (24976) و 11/ 72 (31141)

⦗ص: 450⦘

و 14/ 579 (38217) قال: حدثنا ابن عُلَية

(1)

، عن سعيد بن أبي عَروبَة. و «أحمد» (89) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام بن يحيى. وفي 1/ 26 (179) قال: حدثنا إسماعيل، عن سعيد بن أبي عَروبَة. وفي 1/ 27 (186) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، أنا سألته، قال: حدثنا هشام. وفي 1/ 48 (341) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد بن أبي عَروبَة، أمله علي. و «مسلم» 2/ 81 (1195) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا هشام. وفي 2/ 82 (1196) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل ابن عُلَية، عن سعيد بن أبي عَروبَة (ح) قال: وحدثنا زهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم، كلاهما عن شَبَابة بن سَوَّار، قال: حدثنا شعبة. وفي 5/ 61 (4157) قال: حدثنا محمد بن أَبي بكر المُقَدَّمي، ومحمد بن المثنى، واللفظ لابن المثنى، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا هشام. وفي (4158) قال: وحدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل ابن عُلَية، عن سعيد بن أبي عَروبَة (ح) وحدثنا زهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم، وابن رافع، عن شَبَابة بن سَوَّار، عن شعبة. و «ابن ماجة» (1014 و 2726 و 3363) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل ابن عُلَية، عن سعيد بن أبي عَروبَة. و «النَّسَائي» 2/ 43، وفي «الكبرى» (789) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا هشام. وفي «الكبرى» (6648) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا شَبَابة بن سَوَّار، قال: حدثنا شعبة. وفي «الكبرى» (11070) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي. و «أَبو يَعلى» (184) قال: حدثنا عُبيد الله بن عمر، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا هشام بن أبي عبد الله. وفي (256) قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم النكري، قال: حدثنا شَبَابة بن سَوَّار، قال: حدثنا شعبة. و «ابن خزيمة» (1666) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أَبي عَدي، عن سعيد. و «ابن حِبَّان» (2091) قال: أخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم النكري، هو الدورقي، قال: حدثنا شَبَابة بن سَوَّار، قال: حدثنا شعبة.

(1)

في الموضع (31141): «حدثنا إسماعيل بن إبراهيم» ، وهو؛ إسماعيل بن إبراهيم ابن عُلَية، وعلية أمه.

ص: 449

خمستهم (يحيى بن صبيح، وسعيد بن أبي عَروبَة، وهمام، وهشام بن أبي عبد الله الدَّستوائي، وشعبة بن الحجاج) عن قتادة بن دعامة، عن سالم بن أبي الجعد الغطفاني، عن معدان بن أبي طلحة اليعمري، فذكره.

• أَخرجه الحُميدي (11) قال: حدثنا سفيان. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (6649) قال: أخبرنا سليمان بن منصور، قال: حدثنا أَبو الأحوص.

كلاهما (سفيان بن عُيينة، وأَبو الأحوص سَلَّام بن سليم) عن حصين بن عبد الرَّحمَن، عن سالم بن أبي الجعد، قال: قال عمر:

«إياكم وطعاما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرهه، الثوم والبصل، فمن أراد أكله، فلا يأكله حتى يقتله بالنضج»

(1)

.

• وأخرجه أَبو يَعلى (237) قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطَّالْقَاني، قال: حدثنا جرير، عن حصين، عن سالم بن أبي الجعد، قال: قال عمر، فذكر كلاما:

«إن ناسا يقولون: لو استخلفت، فلا أجد أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر، الذين توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، فأيهم استخلفوه، فهو الخليفة من بعدي» .

- ليس فيه: «معدان بن أبي طلحة» .

• وأخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (6650) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، قال: قال عمر: إنكم تأكلون طعاما خبيثا، هاتين الشجرتين، البصل والثوم، فإن كنتم آكليهما، فاقتلوهما بالنضج. «موقوف»

(2)

.

• أَخرجه ابن أبي شيبة (34562) قال: حدثنا ابن عُلَية، عن سعيد، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة اليعمري، قال: أصيب عمر، رحمه الله، يوم الأربعاء، لأربع بقين من ذي الحجة. «مختصر» .

(1)

اللفظ للنسائي (6649).

(2)

المسند الجامع (10628)، وتحفة الأشراف (10646)، وأطراف المسند (6657).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (53)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (82)، والبزار (314 و 315)، وأَبو عَوانة (1217: 1220 و 5609 و 5610)، والبيهقي 8/ 150.

ص: 451

- فوائد:

- قال الدارقُطني: هو حديثٌ يرويه قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن عمر.

حدث به عن قتادة: هشام بن أبي عبد الله، وشعبة بن الحجاج، وسعيد بن أبي عَروبَة، والحجاج بن الحجاج، وهمام بن يحيى، فرووه عن قتادة بهذا الإسناد بطوله.

ورواه ابن عُيينة عن يحيى بن صبيح الخراساني.

وتابعه عبد الله بن بشر، ومطر الوراق، وإسحاق بن أبي فروة، رووه عن قتادة، عن سالم، عن معدان، عن عمر، مختصرا.

ورواه حماد بن سلمة عن قتادة، عن سالم، عن عمر، مرسلا، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مختصرا في قصة الثوم والبصل دون غيره، ولم يذكر في الإسناد «معدان» .

ورواه حصين بن عبد الرَّحمَن، عن سالم بن أبي الجعد، عن عمر، مرسلا أيضا، لم يذكر فيه «معدان» .

قال ذلك أَبو الأحوص، ومحمد بن فضيل، وسفيان بن عُيينة وجرير، عن حصين.

وقال شعبة: عن حصين، عن سالم، عن رجل من أهل الشام، عن عمر، ولم يرفع الحديث.

وروي عن عباد بن العوام، عن حصين، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان، عن عمر.

وما أحسبه حفظ، لأن حصينا لا يذكر «معدان» .

وكذلك رواه منصور بن المُعتَمِر، وأَبو عون الثقفي وعَمرو بن مُرَّة، رووه عن سالم، عن عمر، مرسلا، لم يذكروا فيه «معدان» ، قاله جرير، عن منصور.

وقاله عبد الغفار بن القاسم، وحفص بن عمران: عن عَمرو بن مُرَّة.

والصحيح: قول شعبة، وهشام، وابن أبي عَروبَة ومن تابعهم، عن قتادة، والله أعلم.

ورواه مغيرة بن مسلم، عن مطر، عن شهر، فقال: عن أبي طلحة اليعمري، عن عمر.

وخالفه داود بن الزِّبْرِقان، عن مطر، فقال: عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، وهو المحفوظ، وأتى داود بحديث الكلالة دون غيره. «العلل» (231).

- وقال الدارقُطني أيضا: أخرج مسلم حديث قتادة، عن سالم، عن معدان، عن عمر، موقوفًا، في الثوم والبصل.

من حديث شعبة، وهشام.

وقد خالف قتادة في إسنادة ثلاثة ثقات، رووه عن سالم بن أبي الجعد، عن عمر، مرسلا، لم يذكروا فيه معدان، وهم منصور بن المُعتَمِر، وحصين بن عبد الرَّحمَن، وعَمرو بن مُرَّة.

ورواه عن منصور: جَرير بن عبد الحميد.

ورواه عن حصين جماعة، منهم: أَبو الأحوص، وجرير، وابن فضيل، وابن عُيينة.

ورواه عن عَمرو بن مُرَّة: حفص بن عمران البرجمي.

وقتادة، وإن كان ثقة، وزيادة الثقة مقبولة عندنا، فإنه يدلس، ولم يذكر فيه سماعه من سالم، فاشتبه أن يكون بلغه عنه، فرواه عنه. «التتبع» (172).

ص: 452

10174 -

عن عَمرو بن ميمون، قال: رأيت عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قبل أن يصاب بأيام بالمدينة، وقف على حذيفة بن اليمان، وعثمان بن حنيف، قال: كيف فعلتما، أتخافان أن تكونا قد حملتما الأرض ما لا تطيق، قالا: حملناها أمرا هي له مطيقة، ما فيها كبير فضل، قال: انظرا أن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق، قال: قالا: لا، فقال عمر: لئن سلمني الله، لأدعن أرامل أهل العراق لا يحتجن إلى رجل بعدي أبدا، قال: فما أتت عليه إلا رابعة حتى أصيب، قال: إني لقائم ما بيني وبينه إلا عبد الله بن عباس، غداة أصيب، وكان إذا مر بين الصفين، قال: استووا، حتى إذا لم ير فيهن خللا تقدم فكبر، وربما قرأ سورة يوسف، أو النحل، أو نحو ذلك، في الركعة الأولى، حتى يجتمع الناس، فما هو إلا أن كبر، فسمعته يقول: قتلني، أو أكلني الكلب، حين طعنه، فطار العلج بسكين ذات طرفين، لا يمر على أحد يمينا ولا شمالا إلا طعنه، حتى طعن ثلاثة عشر رجلا، مات منهم سبعة، فلما رأى ذلك رجل من المسلمين، طرح عليه برنسا، فلما ظن العلج أنه مأخوذ نحر نفسه، وتناول عمر يد عبد الرَّحمَن بن عوف فقدمه، فمن يلي عمر فقد رأى الذي أرى، وأما نواحي المسجد فإنهم لا يدرون، غير أنهم قد فقدوا صوت عمر، وهم يقولون: سبحان الله، سبحان الله، فصلى بهم عبد الرَّحمَن صلاة خفيفة، فلما انصرفوا قال: يا ابن عباس، انظر من قتلني، فجال ساعة ثم جاء، فقال: غلام المغيرة، قال: الصنع؟ قال: نعم، قال: قاتله الله، لقد أمرت به معروفا، الحمد لله الذي لم يجعل ميتتي بيد رجل يدعي الإسلام، قد كنت أنت وأَبوك تحبان أن تكثر العلوج بالمدينة، وكان العباس أكثرهم رقيقا، فقال: إن شئت فعلت، أي إن شئت قتلنا، فقال: كذبت، بعد ما تكلموا بلسانكم، وصلوا قبلتكم، وحجوا حجكم، فاحتمل إلى بيته، فانطلقنا معه، وكأن الناس لم تصبهم مصيبة قبل يومئذ، فقائل يقول: لا بأس، وقائل يقول: أخاف عليه، فأتي بنبيذ فشربه، فخرج من جوفه، ثم أتي بلبن فشربه، فخرج من جوفه، فعرفوا أنه ميت، فدخلنا عليه، وجاء الناس يثنون عليه، وجاء رجل شاب، فقال: أبشر يا أمير

⦗ص: 454⦘

المؤمنين، ببشرى الله لك من صحبة رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم

ص: 453

وقدم في الإسلام ما قد علمت، ثم وليت فعدلت، ثم شهادة، قال: وددت أن ذلك كفاف، لا علي ولا لي، فلما أدبر إذا إزاره يمس الأرض، قال: ردوا علي الغلام، قال: يا ابن أخي، ارفع ثوبك، فإنه أبقى لثوبك، وأتقى لربك، يا عبد الله بن عمر، انظر ما علي من الدين، فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألفا، أو نحوه، قال: إن وفى له مال آل عمر، فأده من أموالهم، وإلا فسل في بني عَدي بن كعب، فإن لم تف أموالهم، فسل في قريش، ولا تعدهم إلى غيرهم، فأد عني هذا المال، انطلق إلى عائشة أُم المؤمنين، فقل: يقرأ عليك عمر السلام، ولا تقل أمير المؤمنين، فإني لست اليوم للمؤمنين أميرا، وقل: يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن مع صاحبيه، فسلم واستأذن، ثم دخل عليها فوجدها قاعدة تبكي، فقال: يقرأ عليك عمر بن الخطاب السلام، ويستأذن أن يدفن مع صاحبيه، فقالت: كنت أريده لنفسي، ولأوثرن به اليوم على نفسي، فلما أقبل قيل: هذا عبد الله بن عمر قد جاء، قال: ارفعوني، فأسنده رجل إليه، فقال: ما لديك؟ قال: الذي تحب يا أمير المؤمنين، أذنت، قال: الحمد لله، ما كان من شيء أهم إلي من ذلك، فإذا أنا قضيت فاحملوني، ثم سلم، فقل: يستأذن عمر بن الخطاب، فإن أذنت لي فأدخلوني، وإن ردتني ردوني إلى مقابر المسلمين، وجاءت أُم المؤمنين حفصة، والنساء تسير معها، فلما رأيناها قمنا، فولجت عليه، فبكت عنده ساعة، واستأذن الرجال، فولجت داخلا لهم، فسمعنا بكاءها من الداخل، فقالوا: أوص يا أمير المؤمنين، استخلف، قال: ما أجد أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر، أو الرهط، الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، فسمى عليا، وعثمان، والزبير، وطلحة، وسعدا، وعبد الرَّحمَن، وقال: يشهدكم عبد الله بن عمر، وليس له من الأمر شيء، كهيئة التعزية له، فإن أصابت الإمرة سعدا فهو ذاك، وإلا فليستعن به أيكم ما أمر، فإني لم أعزله من عجز ولا خيانة، وقال: أوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأولين، أن يعرف لهم حقهم، ويحفظ لهم حرمتهم، وأوصيه بالأنصار خيرا: {الذين تبوؤوا الدار والإيمان من

⦗ص: 455⦘

قبلهم} أن يقبل من محسنهم، وأن يعفى عن مسيئهم،

ص: 454

وأوصيه بأهل الأمصار خيرا، فإنهم ردء الإسلام، وجباة المال، وغيظ العدو، وأن لا يؤخذ منهم إلا فضلهم، عن رضاهم، وأوصيه بالأعراب خيرا، فإنهم أصل العرب، ومادة الإسلام، أن يؤخذ من حواشي أموالهم، ويرد على فقرائهم، وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم أن يوفى لهم بعهدهم، وأن يقاتل من ورائهم، ولا يكلفوا إلا طاقتهم، فلما قبض خرجنا به فانطلقنا نمشي، فسلم عبد الله بن عمر، قال: يستأذن عمر بن الخطاب، قالت: أدخلوه، فأدخل فوضع هنالك مع صاحبيه، فلما فرغ من دفنه، اجتمع هؤلاء الرهط، فقال عبد الرَّحمَن: اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم، فقال الزبير: قد جعلت أمري إلى علي، فقال طلحة: قد جعلت أمري إلى عثمان، وقال سعد: قد جعلت أمري إلى عبد الرَّحمَن بن عوف، فقال عبد الرَّحمَن: أيكما تبرأ من هذا الأمر فنجعله إليه، والله عليه والإسلام، لينظرن أفضلهم في نفسه، فأسكت الشيخان، فقال عبد الرَّحمَن: أفتجعلونه إلي، والله علي أن لا آلو عن أفضلكم، قالا: نعم، فأخذ بيد أحدهما فقال: لك قرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم والقدم في الإسلام ما قد علمت، فالله عليك، لئن أمرتك لتعدلن، ولئن أمرت عثمان لتسمعن ولتطيعن، ثم خلا بالآخر فقال له مثل ذلك، فلما أخذ الميثاق قال: ارفع يدك يا عثمان، فبايعه، فبايع له علي، وولج أهل الدار فبايعوه

(1)

.

- وفي رواية: «عن عَمرو الأَوْدي، قال: رأيت عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قال: يا عبد الله بن عمر، اذهب إلى أُم المؤمنين عائشة، رضي الله عنها، فقل: يقرأ عمر بن الخطاب عليك السلام، ثم سلها أن أدفن مع صاحبي، قالت: كنت أريده لنفسي، فلأوثرنه اليوم على نفسي، فلما أقبل قال له: ما لديك؟ قال: أذنت لك يا أمير المؤمنين، قال: ما كان شيء أهم إلي من ذلك المضجع، فإذا قبضت فاحملوني، ثم سلموا، ثم قل: يستأذن عمر بن الخطاب، فإن أذنت لي

⦗ص: 456⦘

فادفنوني، وإلا فردوني إلى مقابر المسلمين،

(1)

اللفظ للبخاري (3700).

ص: 455

إني لا أعلم أحدا أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر، الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، فمن استخلفوا بعدي فهو الخليفة، فاسمعوا له وأطيعوا، فسمى عثمان، وعليا، وطلحة، والزبير، وعبد الرَّحمَن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وولج عليه شاب من الأنصار، فقال: أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله، كان لك من القدم في الإسلام ما قد علمت، ثم استخلفت فعدلت، ثم الشهادة بعد هذا كله، فقال: ليتني يا ابن أخي، وذلك كفافا لا علي ولا لي، أوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأولين خيرا، أن يعرف لهم حقهم، وأن يحفظ لهم حرمتهم، وأوصيه بالأنصار خيرا، الذين تبوؤوا الدار والإيمان، أن يقبل من محسنهم، ويعفى عن مسيئهم، وأوصيه بذمة الله، وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم أن يوفى لهم بعهدهم، وأن يقاتل من ورائهم، وأن لا يكلفوا فوق طاقتهم»

(1)

.

- وفي رواية: «عن عَمرو بن ميمون، قال: قال عمر، رضي الله عنه: أوصي الخليفة بالمهاجرين الأولين، أن يعرف لهم حقهم، وأوصي الخليفة بالأنصار الذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبل أن يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقبل من محسنهم، ويعفو عن مسيئهم»

(2)

.

- وفي رواية: «عن عَمرو بن ميمون الأَوْدي، قال: سمعت عمر قبل قتله بأربع، وهو واقف على راحلته، على حذيفة بن اليمان، وعثمان بن حنيف، فقال: انظرا ما قبلكما، ألا تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق، فقال حذيفة: حملنا الأرض أمرا هي له مطيقة، وقد تركت لهم مثل الذي أخذت منهم، وقال عثمان بن حنيف: حملت الأرض أمرا هي له مطيقة، وقد تركت لهم فضلا يسيرا، فقال: انظرا ما قبلكما، ألا تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق، فإن الله سلمني، لأدعن أرامل أهل العراق، وهن لا يحتجن إلى أحد بعدي»

(3)

.

(1)

اللفظ للبخاري (1392).

(2)

اللفظ للبخاري (4888).

(3)

اللفظ لعبد الرزاق (10135).

ص: 456

- وفي رواية: «عن عَمرو بن ميمون الأَوْدي؛ أن عمر بن الخطاب لما حضر، قال: ادعوا لي عليا، وطلحة، والزبير، وعثمان، وعبد الرَّحمَن بن عوف، وسعدا، قال: فلم يكلم أحدا منهم إلا عليا وعثمان، فقال: يا علي، لعل هؤلاء القوم يعرفون لك قرابتك، وما آتاك الله من العلم والفقه، فاتق الله، وإن وليت هذا الأمر فلا ترفعن بني فلان على رقاب الناس، وقال لعثمان: يا عثمان، إن هؤلاء القوم لعلهم يعرفون لك صهرك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنك وشرفك، فإن أنت وليت هذا الأمر فاتق الله، ولا ترفعن بني فلان على رقاب الناس، فقال: ادعوا لي صهيبا، فقال: صل بالناس، ثلاثا، وليجتمع هؤلاء الرهط فليخلوا، فإن أجمعوا على رجل، فاضربوا رأس من خالفهم»

(1)

.

- وفي رواية: «عن عَمرو بن ميمون، قال: لما طعن عمر ماج الناس بعضهم في بعض، حتى كادت الشمس أن تطلع، فنادى مناد: الصلاة، فقدموا عبد الرَّحمَن بن عوف، فصلى بهم، فقرأ بأقصر سورتين في القرآن: {إنا أعطيناك الكوثر} و {إذا جاء نصر الله} فلما أصبح دخل عليه الطبيب، وجرحه يسيل دما، فقال: أي الشراب أحب إليك؟ قال: النبيذ، فدعا بنبيذ فشربه، فخرج من جرحه، فقال: هذا صديد، ائتوني بلبن، فأتي بلبن، فشرب فخرج من جرحه، فقال له الطبيب: أوصه، فإني لا أظنك إلا ميتا من يومك، أو من غد»

(2)

.

- وفي رواية: «عن عَمرو بن ميمون، قال: كنت أدع الصف الأول هيبة لعمر، وكنت في الصف الثاني يوم أصيب، فجاء فقال: الصلاة عباد الله، استووا، قال: فصلى بنا، فطعنه أَبو لؤلؤة طعنتين، أو ثلاثا، قال: وعلى عمر ثوب أصفر، قال: فجعمه على صدره، ثم أهوى وهو يقول: {وكان أمر الله قدرا مقدورا}، فقتل وطعن اثني عشر، أو ثلاثة عشر، قال: ومال الناس عليه، فاتكأ على خنجره فقتل نفسه»

(3)

.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة (38215).

(2)

اللفظ لابن أبي شيبة (38219).

(3)

اللفظ لابن أبي شيبة (38223).

ص: 457

- وفي رواية: «عن عَمرو بن ميمون، قال: جئت، وإذا عمر واقف على حذيفة وعثمان بن حنيف، فقال: تخافان أن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق، فقال حذيفة: لو شئت لأضعفت أرضي، قال: وقال عثمان بن حنيف: لقد حملت أرضي أمرا هي له مطيقة، وما فيها كثير فضل، فقال: انظرا ما لديكما، أن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق»

(1)

.

- وفي رواية: «عن عَمرو بن ميمون، قال: أوصى عمر بن الخطاب، فقال: أوصي الخليفة من بعدي بتقوى الله، وأوصيه بالمهاجرين الأولين: {الذين أخرجوا من ديارهم} الآية، أن يعرف لهم هجرتهم، ويعرف لهم فضلهم، وأوصيه بالأنصار: {والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم} الآية، أن يعرف لهم فضلهم، وأن يقبل من محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم، وأوصيه بأهل ذمة محمد صلى الله عليه وسلم أن يوفي لهم بعهدهم، وأن لا يحمل عليهم فوق طاقتهم، وأن يقاتل عدوهم من ورائهم»

(2)

.

- وفي رواية: «عن عَمرو بن ميمون، عن عمر بن الخطاب، قال: لما أصيب، قال له عبد الله بن عمر: ألا تستخلف يا أمير المؤمنين؟ قال: ما أجد أحدا أحق بهذا الأمر من هؤلاء الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، فسمى عليا، وعثمان، وطلحة، والزبير، وعبد الرَّحمَن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وقال: ليشهدهم عبد الله بن عمر، وليس له من الأمر شيء، فمن استخلفوه فهو الخليفة بعدي، فإن أصابت سعدا، وإلا فليستعن به الخليفة بعدي، فإني لم أنزعه من ضعف ولا خيانة»

(3)

.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة (33387).

(2)

اللفظ للنسائي.

(3)

اللفظ لأبي يَعلى (205).

ص: 458

أخرجه عبد الرزاق (10135 و 19404) قال: أخبرنا ابن عُيينة، عن حصين بن عبد الرَّحمَن. و «ابن أبي شيبة» (4705) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي إسحاق. وفي (11980 و 33387 و 38214) قال:

⦗ص: 459⦘

حدثنا محمد بن فضيل، عن حصين. وفي (24353 و 38219) قال: حدثنا أَبو الأحوص، عن أبي إسحاق. وفي (38215) قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق. وفي (38223) قال: حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي. و «البخاري» 2/ 128 (1392) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا جَرير بن عبد الحميد، قال: حدثنا حصين بن عبد الرَّحمَن. وفي 4/ 84 (3052) و 5/ 19 (3700) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أَبو عَوانة، عن حصين. وفي 6/ 185 (4888) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا أَبو بكر، يعني ابن عياش، عن حصين. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (11517) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا حصين بن عبد الرَّحمَن. و «أَبو يَعلى» (205) قال: حدثنا أَبو خيثمة، قال: حدثنا جرير، عن حصين. و «ابن حِبَّان» (6917) قال: أخبرنا الفضل بن الحُبَاب الجُمحي، قال: حدثنا أَبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا أَبو عَوانة، عن حصين بن عبد الرَّحمَن السلمي.

ثلاثتهم (حصين بن عبد الرَّحمَن، وأَبو إسحاق السبيعي، وإبراهيم التيمي) عن عَمرو بن ميمون الأَوْدي، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10629)، وتحفة الأشراف (10618 و 10619)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (3007 و 4158 و 6591).

والحديث؛ أخرجه البيهقي 4/ 58 و 8/ 150 و 10/ 97، والبغوي (2490).

ص: 458

10175 -

عن القاسم بن محمد؛ أن عمر حين طعن، جاء الناس يثنون عليه، ويدعون له، فقال عمر، رحمه الله: أبالإمارة تزكونني، لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبض وهو عني راض، وصحبت أبا بكر، فسمعت وأطعت، فتوفي أَبو بكر وأنا سامع مطيع، وما أصبحت أخاف على نفسي إلا إمارتكم.

أخرجه ابن أبي شيبة (38228) قال: حدثنا ابن نُمير، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم، فذكره

(1)

.

(1)

أخرجه ابن سعد 3/ 329.

ص: 459

- فوائد:

- القاسم؛ هو ابن محمد بن أَبي بكر الصِّدِّيق، القرشي، التيمي، وابن نُمير؛ هو عبد الله.

ص: 460

10176 -

عن عبد الله بن عمر، قال: دخلت على حفصة، فقالت: أعلمت أن أباك غير مستخلف؟ قال: قلت: ما كان ليفعل، قالت: إنه فاعل، قال: فحلفت أني أكلمه في ذلك، فسكت حتى غدوت ولم أكلمه، قال: فكنت كأنما أحمل بيميني جبلا، حتى رجعت فدخلت عليه، فسألني عن حال الناس، وأنا أخبره، قال: ثم قلت له: إني سمعت الناس يقولون مقالة، فآليت أن أقولها لك، زعموا أنك غير مستخلف، وإنه لو كان لك راعي إبل، أو راعي غنم، ثم جاءك وتركها، رأيت أن قد ضيع، فرعاية الناس أشد، قال: فوافقه قولي، فوضع رأسه ساعة، ثم رفعه إلي، فقال: إن الله، عز وجل، يحفظ دينه، وإني لئن لا أستخلف، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستخلف، وإن أستخلف، فإن أبا بكر قد استخلف.

قال: فوالله، ما هو إلا أن ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر، فعلمت أنه لم يكن ليعدل برسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا، وأنه غير مستخلف

(1)

.

(1)

اللفظ لمسلم.

ص: 460

- وفي رواية: «عن ابن عمر، قال: قال عمر: إني إن لا أستخلف، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستخلف، وإن أستخلف، فإن أبا بكر قد استخلف، قال: فوالله ما هو إلا أن ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر، فعلمت أنه لا يعدل برسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا، وأنه غير مستخلف»

(1)

.

أخرجه عبد الرزاق (9763). وأحمد (332). ومسلم 6/ 5 (4741) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عمر، ومحمد بن رافع، وعَبد بن حُميد، وألفاظهم

⦗ص: 461⦘

متقاربة. و «أَبو داود» (2939) قال: حدثنا محمد بن داود بن سفيان، وسلمة. و «التِّرمِذي» (2225) قال: حدثنا يحيى بن موسى.

ثمانيتهم (أحمد بن حنبل، وإسحاق، وابن أبي عمر، وابن رافع، وعَبد بن حُميد، ومحمد بن داود، وسلمة بن شبيب، ويحيى بن موسى) عن عبد الرزاق بن همام، قال: أخبرنا معمر، عن الزُّهْري، قال: أخبرني سالم، عن ابن عمر، فذكره

(2)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ صحيحٌ، قد روي من غير وجه عن ابن عمر.

(1)

اللفظ لأبي داود.

(2)

المسند الجامع (10630)، وتحفة الأشراف (10521)، وأطراف المسند (6617).

والحديث؛ أخرجه البزار (106)، وأَبو عَوانة (7002)، والطبراني في «الأوسط» (7713)، والبيهقي 8/ 148.

ص: 460

10177 -

عن عبد الله بن عمر، قال: حضرت أبي حين أصيب، فأثنوا عليه، وقالوا: جزاك الله خيرا، فقال: راغب وراهب، قالوا: استخلف، فقال: أتحمل أمركم حيا وميتا، لوددت أن حظي منها الكفاف، لا علي ولا لي، فإن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني، يعني أبا بكر، وإن أترككم فقد ترككم من هو خير مني: رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال عبد الله: فعرفت أنه حين ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مستخلف

(1)

.

- وفي رواية: «عن ابن عمر، عن عمر، أنه قيل له: ألا تستخلف؟ فقال: إن أترك، فقد ترك من هو خير مني: رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن أستخلف، فقد استخلف من هو خير مني: أَبو بكر، فأثنى عليه، وقال: إني وددت أن أتخلص منها، لا علي ولا لي»

(2)

.

أخرجه أحمد (299) قال: حدثنا محمد بن بشر. و «عَبد بن حُميد» (32) قال: حدثنا محمد بن بشر. و «البخاري» 9/ 100 (7218) قال: حدثنا محمد بن يوسف،

⦗ص: 462⦘

قال: أخبرنا سفيان. و «مسلم» 6/ 4 (4740) قال: حدثنا أَبو كُريب محمد بن العلاء، قال: حدثنا أَبو أُسامة. و «أَبو يَعلى» (206) قال: حدثنا حسين بن الأسود الكوفي، قال: حدثنا أَبو أُسامة. و «ابن حِبَّان» (4478) قال: أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان، بالرَّقَّة، قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأَنصاري، قال: حدثنا عَبدة بن سليمان.

أربعتهم (محمد بن بشر، وسفيان الثوري، وأَبو أُسامة حماد بن أُسامة، وعبدة) عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن ابن عمر، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لمسلم.

(2)

اللفظ لابن حبان.

(3)

المسند الجامع (10631)، وتحفة الأشراف (10543)، وأطراف المسند (6617).

والحديث؛ أخرجه أَبو عَوانة (6999: 7001)، والبيهقي 8/ 148، والبغوي (2489).

ص: 461

10178 -

عن حميد بن عبد الرَّحمَن الحميري، قال: حدثنا ابن عباس بالبصرة، قال: أنا أول من أتى عمر حين طعن، فقال: احفظ عني ثلاثا، فإني أخاف أن لا يدركني الناس: أما أنا فلم أقض في الكلالة قضاء، ولم أستخلف على الناس خليفة، وكل مملوك له عتيق، فقال له الناس: استخلف، فقال: أي ذلك أفعل، فقد فعله من هو خير مني: إن أدع إلى الناس أمرهم، فقد تركه نبي الله، عليه الصلاة والسلام، وإن أستخلف، فقد استخلف من هو خير مني: أَبو بكر، فقلت له: أبشر بالجنة، صاحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطلت صحبته، ووليت أمر المؤمنين، فقويت وأديت الأمانة، فقال: أما تبشيرك إياي بالجنة، فوالله، لو أن لي ـ قال عفان: فلا والله الذي لا إله إلا هو لو أن لي ـ الدنيا بما فيها، لافتديت به من هول ما أمامي قبل أن أعلم الخبر، وأما قولك في أمر المؤمنين، فوالله، لوددت أن ذلك كفافا، لا لي ولا علي، وأما ما ذكرت من صحبة نبي الله صلى الله عليه وسلم فذلك.

أخرجه أحمد (322) قال: حدثنا يحيى بن حماد، وعفان، قالا: حدثنا أَبو عَوانة، عن داود بن عبد الله الأَوْدي، عن حميد بن عبد الرَّحمَن الحميري، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10632)، وأطراف المسند (6592)، والمقصد العَلي (715)، ومَجمَع الزوائد 4/ 220 و 227، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6590).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (26).

ص: 462

10179 -

عن أبي رافع؛ أن عمر بن الخطاب كان مستندا إلى ابن عباس، وعنده ابن عمر، وسعيد بن زيد، فقال: اعلموا أني لم أقل في الكلالة شيئا، ولم أستخلف من بعدي أحدا، وأنه من أدرك وفاتي من سبي العرب، فهو حر من مال الله، عز وجل، فقال سعيد بن زيد: أما إنك لو أشرت برجل من المسلمين لأتمنك الناس، وقد فعل ذلك أَبو بكر وأتمنه الناس، فقال عمر: قد رأيت من أصحابي حرصا سيئا، وإني جاعل هذا الأمر إلى هؤلاء النفر الستة، الذين مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، ثم قال عمر: لو أدركني أحد رجلين، ثم جعلت هذا الأمر إليه لوثقت به: سالم مولى أبي حذيفة، وأَبو عُبَيدة بن الجَراح.

أخرجه أحمد (129) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي رافع، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10633)، وأطراف المسند (6667)، ومَجمَع الزوائد 4/ 220 و 5/ 332.

والحديث؛ أخرجه ابن سعد 3/ 317 و 333.

ص: 463

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ علي بن زيد بن جُدعان، التَّيمي البصري، شيعيٌّ، ضعيفٌ، ليس بحُجة. انظر فوائد الحديث رقم (6559).

ص: 463

10180 -

عن عبد الله بن مسعود، قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الأنصار: منا أمير، ومنكم أمير، فأتاهم عمر، فقال:

«يا معشر الأنصار، ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر أبا بكر أن يؤم الناس؟» .

فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر، فقالت الأنصار: نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر

(1)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (7242) و 14/ 567 (38199) قال: حدثنا حسين بن علي. و «أحمد» (133) قال: حدثنا معاوية بن عَمرو (ح) وحسين بن علي. وفي 1/ 396 (3765) قال: حدثنا حسين بن علي. وفي 1/ 405 (3842) قال: حدثنا معاوية بن عَمرو. و «النَّسَائي» 2/ 74، وفي «الكبرى» (855) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، وهناد بن السَّري، عن حسين بن علي.

⦗ص: 464⦘

كلاهما (معاوية، وحسين) عن زائدة بن قُدَامة، عن عاصم بن أبي النجود، عن زِرّ بن حُبَيش، عن عبد الله، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (133).

(2)

المسند الجامع (10634)، وتحفة الأشراف (10587)، وأطراف المسند (6624)، والمقصد العَلي (847)، ومَجمَع الزوائد 5/ 183، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (4155).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم (1159)، والبيهقي 8/ 152.

ص: 463

10181 -

عن أسلم العدوي، عن عمر بن الخطاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«ألا أخبركم بخيار أمرائكم وشرارهم؟ خيارهم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتدعون لهم ويدعون لكم، وشرار أمرائكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم»

(1)

.

- في رواية أبي يَعلى: «ألا أخبركم بخيار أئمتكم من شرارهم؟» الحديثَ.

أخرجه التِّرمِذي (2264) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أَبو عامر العَقَدي. و «أَبو يَعلى» (161) قال: حدثنا مصعب بن عبد الله، قال: حدثنا ابن الدراوَرْدي.

كلاهما (أَبو عامر العَقَدي، وابن الدراوَرْدي) عن محمد بن أبي حميد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره

(2)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفه إلا من حديث محمد بن أبي حميد، ومحمد يضعف من قِبَل حِفظه.

(1)

اللفظ للترمذي.

(2)

المسند الجامع (10635)، وتحفة الأشراف (10399).

والحديث؛ أخرجه البزار (290).

ص: 464

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ محمد بن أَبي حميد، ويُقال له: حماد بن أَبي حميد، المدني، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (9971).

ص: 464

10182 -

عن موسى بن إبراهيم، رجل من آل أبي ربيعة، أنه بلغه؛ أن أبا بكر حين استخلف قعد في بيته حزينا، فدخل عليه عمر، فأقبل على عمر يلومه، وقال: أنت كلفتني هذا، وشكا إليه الحكم بين الناس، فقال له عمر: أما علمت، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«إن الوالي إذا اجتهد، فأصاب الحكم، فله أجران، وإذا اجتهد، فأخطأ، فله أجر واحد» .

قال: فكأنه سهل على أَبي بكر حديث عمر.

أخرجه عبد الرزاق (20674) قال: أخبرنا معمر، عن موسى بن إبراهيم، رجل من آل أبي ربيعة، فذكره

(1)

.

(1)

إتحاف الخِيرَة المَهَرة (4895)، والمطالب العالية (2124).

والحديث؛ أخرجه عبد الله بن أحمد في «فضائل الصحابة» (185)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (7124).

ص: 465

10183 -

عن زيد بن وهب، قال: قال عمر:

«إذا كان نفر ثلاث، فليؤمروا أحدهم، ذاك أمير أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم» .

أخرجه ابن خزيمة (2541) قال: حدثنا عمار بن خالد الواسطي، قال: حدثنا القاسم بن مالك المزني، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10636)، ومَجمَع الزوائد 5/ 255.

والحديث؛ أخرجه البزار (329).

ص: 465

- فوائد:

- قال البزار: هذا الحديث قد رواه غير واحد، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عمر موقوفًا، ولا نعلم أسنده إلا القاسم بن مالك، عن الأعمش. «مسنده» (329).

- وقال الدارقُطني: هو حديثٌ يرويه القاسم بن مالك المزني، والحسين بن علوان، وهو ضعيف، عن الأعمش.

⦗ص: 466⦘

وخالفهما عبد الواحد بن زياد، وأَبو معاوية، وغيرهما، فرووه عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عمر، قوله، وهو الصواب. «العلل» (176).

ص: 465

10184 -

عن أَنس بن مالك، رضي الله عنه، أنه سمع خطبة عمر الآخرة، حين جلس على المنبر، وذلك الغد من يوم توفي النبي صلى الله عليه وسلم فتشهد وأَبو بكر صامت لا يتكلم، قال: كنت أرجو أن يعيش رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يدبرنا، يريد بذلك أن يكون آخرهم، فإن يك محمد صلى الله عليه وسلم قد مات، فإن الله، تعالى، قد جعل بين أظهركم نورا تهتدون به، هدى الله محمدا صلى الله عليه وسلم وإن أبا بكر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثاني اثنين، فإنه أولى المسلمين بأموركم، فقوموا فبايعوه، وكانت طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة، وكانت بيعة العامة على المنبر.

قال الزُّهْري، عن أَنس بن مالك: سمعت عمر يقول لأَبي بكر يومئذ: اصعد المنبر، فلم يزل به حتى صعد المنبر، فبايعه الناس عامة

(1)

.

- وفي رواية: «عن أَنس بن مالك؛ أنه سمع خطبة عمر، رحمه الله، الآخرة حين جلس على منبر النبي صلى الله عليه وسلم وذلك الغد من يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فتشهد عمر، وأَبو بكر صامت لا يتكلم، ثم قال عمر: أما بعد، فإني قلت مقالة، وإنها لم تكن كما قلت، وإني والله، ما وجدت المقالة التي قلت في كتاب الله تعالى، ولا في عهد عهده إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكني كنت أرجو أن يعيش رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يدبرنا، يريد بذلك حتى يكون آخرهم، فإن يك محمد قد مات، فإن الله قد جعل بين أظهركم نورا تهتدون به: هذا كتاب الله، فاعتصموا به تهتدون لما هدى الله به محمدا صلى الله عليه وسلم ثم إن أبا بكر، رحمه الله، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وثاني اثنين، وإنه أولى الناس بأموركم، فقوموا فبايعوه، وكانت طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك، في سقيفة بني ساعدة، وكانت بيعة العامة على المنبر» .

(1)

اللفظ للبخاري (7219).

ص: 466

قال الزُّهْري: وأخبرني أنس، قال: لقد رأيت عمر يزعج أبا بكر إلى المنبر إزعاجا

(1)

.

- وفي رواية: «عن أَنس بن مالك، أنه سمع عمر بن الخطاب من الغد، حين بويع أَبو بكر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم واستوى أَبو بكر على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عمر فتشهد قبل أَبي بكر، ثم قال: أما بعد، فإني قد قلت لكم أمس مقالة لم تكن كما قلت، وإني، والله، ما وجدتها في كتاب أنزله الله، ولا في عهد عهده إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكني كنت أرجو أن يعيش رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يدبرنا، يقول: حتى يكون آخرنا، فاختار الله، جل وعلا، لرسوله صلى الله عليه وسلم الذي عنده على الذي عندكم، وهذا كتاب الله، هدى الله به رسوله صلى الله عليه وسلم فخذوا به تهتدوا بما هدى الله به رسوله صلى الله عليه وسلم»

(2)

.

أخرجه عبد الرزاق (9756) قال: أخبرنا معمر. و «البخاري» 9/ 100 (7219) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا هشام، عن معمر. وفي 9/ 112 (7269) قال: حدثنا يحيى بن بُكير، قال: حدثنا الليث، عن عُقيل. و «ابن حِبَّان» (6620) قال: أخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا أحمد بن جميل المَرْوَزي، قال: حدثنا ابن المبارك، قال: أخبرنا معمر، ويونس. وفي (6875) قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، قال: حدثنا ابن أبي السري، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعمَر.

ثلاثتهم (مَعمَر بن راشد، وعُقيل بن خالد، ويونس بن يزيد) عن ابن شهاب الزُّهْري، قال: أخبرني أَنس بن مالك، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لعبد الرزاق.

(2)

اللفظ لابن حبان.

(3)

المسند الجامع (10637)، وتحفة الأشراف (10412).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (1699 و 2988)، والبغوي (2488).

ص: 467

10185 -

عن مُرَّة بن شراحيل، قال: قال عمر بن الخطاب:

⦗ص: 468⦘

«ثلاث لأن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهن، أحب إلي من الدنيا وما فيها: الكلالة، والربا، والخلافة»

(1)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (22434). وابن ماجة (2727) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عَمرو بن مُرَّة، عن مرة بن شراحيل، فذكره

(2)

.

• أَخرجه عبد الرزاق (19184) عن الثوري، عن عَمرو بن مُرَّة، عن عمر، قال:

«ثلاث لأن يكون النبي صلى الله عليه وسلم بينهن لنا، أحب إلي من الدنيا وما فيها: الخلافة، والكلالة، والربا» .

- ليس فيه: «عن مرة بن شراحيل» ، «منقطع» .

(1)

اللفظ لابن ماجة.

(2)

المسند الجامع (10638)، وتحفة الأشراف (10640)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (3050).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (60)، والطبري 7/ 720، والبيهقي 6/ 225.

ص: 467

- فوائد:

- قال أَبو زُرعَة وأَبو حاتم، الرازيان: مرة الهمداني، عن عمر، مرسل. «المراسيل» (775: 777).

- وقال أَبو حاتم الرازي: عَمرو بن مُرَّة لم يسمع من ابن عمر، ولم يسمع من أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من ابن أَبي أَوفَى. «المراسيل» لابن أبي حاتم (531).

ص: 468

10186 -

عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، قال: قال عمر بن الخطاب:

«لأن أكون سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن ثلاث أحب إلي من حمر النعم: عن الكلالة، وعن الخليفة بعده، وعن قوم قالوا: نقر بالزكاة في أموالنا، ولا نؤديها إليك أيحل قتالهم أم لا، قال: وكان أَبو بكر يرى القتال» .

⦗ص: 469⦘

أخرجه عبد الرزاق (19185) عن ابن جُريج، وابن عُيينة، عن عَمرو بن دينار، عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، فذكره

(1)

.

(1)

إتحاف الخِيرَة المَهَرة (271).

والحديث؛ أخرجه سعيد بن منصور (2932).

ص: 468

- كتاب المناقِب

10187 -

عن عبد الله بن عمر، قال: ما سمعت عمر لشيء قط يقول: إني لأظنه كذا، إلا كان كما يظن، بينما عمر جالس، إذ مر به رجل جميل، فقال: لقد أخطأ ظني، أو إن هذا على دينه في الجاهلية، أو لقد كان كاهنهم، علي الرجل، فدعي له فقال له ذلك، فقال: ما رأيت كاليوم استقبل به رجل مسلم، قال: فإني أعزم عليك إلا ما أخبرتني، قال: كنت كاهنهم في الجاهلية، قال: فما أعجب ما جاءتك به جنيتك، قال: بينما أنا يوما في السوق، جاءتني أعرف فيها الفزع، فقالت: ألم تر الجن وإبلاسها، ويأسها من بعد إنكاسها، ولحوقها بالقلاص وأحلاسها، قال عمر: صدق، بينما أنا عند آلهتهم، إذ جاء رجل بعجل فذبحه، فصرخ به صارخ، لم أسمع صارخا قط أشد صوتا منه، يقول: يا جليح، أمر نجيح، رجل فصيح، يقول: لا إله إلا أنت، فوثب القوم، قلت: لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا، ثم نادى: يا جليح، أمر نجيح، رجل فصيح، يقول: لا إله إلا الله، فقمت، فما نشبنا أن قيل هذا نبي.

أخرجه البخاري 5/ 61 (3866) قال: حدثنا يحيى بن سليمان، قال: حدثني ابن وهب، قال: حدثني عمر، أن سالما حدثه، عن عبد الله بن عمر، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10645)، وتحفة الأشراف (10529).

والحديث؛ أخرجه البيهقي في «دلائل النبوة» 2/ 243.

ص: 469

10188 -

عن عكرمة مولى عبد الله بن عباس، قال: تزوج عمر بن الخطاب أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، وهي جارية تلعب مع الجواري، فجاء إلى أصحابه، فدعوا له بالبركة، فقال: إني لم أتزوج من نشاط بي، ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إن كل سبب ونسب منقطع، يوم القيامة، إلا سببي ونسبي» .

فأحببت أن يكون بيني وبين نبي الله صلى الله عليه وسلم سبب ونسب.

أخرجه عبد الرزاق (10354) عن مَعمَر، عن أيوب، عن عكرمة، فذكره.

- قال عبد الرزاق: وأم كلثوم من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل عليها عمر، وأولد منها غلاما، يقال له: زيد، فبلغني أن عبد الملك بن مروان سمهما، فماتا، وصلى عليهما عبد الله بن عمر، وذلك أنه قيل لعبد الملك: هذا ابن علي، وابن عمر، فخاف على ملكه، فسمهما.

ص: 470

10189 -

عن عبد الله بن عباس، عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إني ممسك بحجزكم: هلموا عن النار، وتغلبوني تقاحمون فيها تقاحم الفراش والجنادب، وأوشك أن أرسل حجزكم، وأفرط لكم عن، أو على، الحوض، وتردون علي معا وأشتاتا» .

أخرجه ابن أبي شيبة (32336) قال: حدثنا مالك بن إسماعيل، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الله القمي، عن حفص بن حميد، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره

(1)

.

(1)

المقصد العَلي (486)، ومَجمَع الزوائد 3/ 85، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (4485)، والمطالب العالية (2080).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم (744)، والبزار (204).

ص: 470

- فوائد:

- قال علي بن المديني، في حديث عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إني ممسك بحجزكم عن النار، قال: هذا حديثٌ حسنٌ الإسناد، وحفص بن حميد مجهول، لا أعلم أحدا روى

⦗ص: 471⦘

عنه إلا يعقوب القمي، ولم نجد هذا الحديث عن عمر إلا من هذا الطريق، وإنما يرويه أهل الحجاز من حديث أبي هريرة. «العلل» (216)، و «الجرح والتعديل» 3/ 171.

ص: 470

(1)

المقصد العَلي (1285 و 1286)، ومَجمَع الزوائد 9/ 10، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6477)، والمطالب العالية (3815).

والحديث؛ أخرجه البزار (309 و 310)، والبيهقي في «دلائل النبوة» 6/ 13.

ص: 471

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ علي بن زيد بن جُدعان، التَّيمي البصري، شيعيٌّ، ضعيفٌ، ليس بحُجة. انظر فوائد الحديث رقم (6559).

ص: 471

10191 -

عن عُبيد الله بن عاصم، عن جَدِّه عمر، قال:

«كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة، فقلنا: يا رسول الله، إن العدو قد حضر، وهم شباع والناس جياع، فقالت الأنصار: ألا ننحر نواضحنا فنطعمها الناس؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من كان معه فضل طعام فليجئ به، فجعل الرجلُ يجيء بالمد والصاع، وأكثر وأقل، فكان جميع ما في الجيش بضعا وعشرين صاعا، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم إلى جنبه، ودعا بالبركة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: خذوا ولا تنتهبوا، فجعل الرجل يأخذ في جرابه، وفي غرارته، وأخذوا في أوعيتهم، حتى إن الرجل ليربط كم قميصه فيملأه، ففرغوا والطعام كما هو، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، لا يأتي بهما عبد محق، إلا وقاه الله حر النار» .

⦗ص: 472⦘

أخرجه أَبو يَعلى (230) قال: حدثنا أَبو هشام، قال: حدثنا ابن فضيل، قال: حدثنا ابن أبي زياد، عن عاصم بن عُبيد الله بن عاصم، عن أبيه، عن جَدِّه، فذكره

(1)

.

(1)

المقصد العَلي (1289 و 1290)، ومَجمَع الزوائد 8/ 304، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (4626 و 6501)، والمطالب العالية (4313).

والحديث؛ أخرجه الفريابي في «دلائل النبوة» (5).

ص: 471

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ عاصم بن عُبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخَطَّاب، العدوي المدني، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (2460).

- وقال الدارقُطني: هو حديثٌ يرويه يزيد بن أبي زياد، عن عاصم، واختُلِف عنه؛

فرواه جَرير بن عبد الحميد، ومحمد بن فضيل، عن يزيد، عن عاصم بن عُبيد الله بن عاصم، عن أبيه، عن جَدِّه عمر.

وقال بعضهم: عن جرير، عن يزيد، عن عاصم، عن أبيه، عن جَدِّه، عن عمر.

وقال أَبو بكر بن عياش: عن يزيد بن أبي زياد، عن عاصم بن عُبيد الله، عن عُبيد الله بن عاصم، عن عاصم بن عمر، عن عمر.

قاله أحمد بن يونس، عن أَبي بكر.

وقال سعيد بن يحيى: عن أَبي بكر بن عياش، عن يزيد بن أبي زياد، عن عاصم بن عُبيد الله، عن عاصم بن عمر بن الخطاب، عن أبيه.

وقال خالد بن عبد الله الواسطي، وعلي بن عاصم: عن يزيد بن أبي زياد، عن عاصم بن عُبيد الله، عن أبيه، أو جده، عن عمر.

والاضطراب فيه من عاصم بن عُبيد الله، وقد تقدم ذكرنا له بسوء حفظه وقلة ضبطه للإسناد.

وروى هذا الحديث محمد بن عَجلان، عن عاصم بن عُبيد الله، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن أبي عَمرة الأَنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه الزُّهْري، والأوزاعي جميعا، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن عبد الرَّحمَن بن أبي عَمرة الأَنصاري، عن أبيه، وهو الصحيح. «العلل» (206).

ص: 472

10192 -

عن أسلم العدوي، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول:

«أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق، ووافق ذلك مالا عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما، فجئت بنصف مالي، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أبقيت لأهلك؟ قلت: مثله، وأتى أَبو بكر بكل ما عنده، فقال له: يا أبا بكر، ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله، فقلت: لا أسابقك إلى شيء أبدا»

(1)

.

أخرجه عَبد بن حُميد (14). والدَّارِمي (1783). وأَبو داود (1678) قال: حدثنا أحمد بن صالح، وعثمان بن أبي شيبة. و «التِّرمِذي» (3675) قال: حدثنا هارون بن عبد الله البزاز البغدادي.

خمستهم (عَبد بن حُميد، وعبد الله بن عبد الرَّحمَن الدَّارِمي، وأحمد بن صالح، وعثمان، وهارون) عن أبي نُعيم الفضل بن دُكَين، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره

(2)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

(1)

اللفظ لعَبد بن حُميد.

(2)

المسند الجامع (10640)، وتحفة الأشراف (10390).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم (1240)، والبزار (270)، والبيهقي 4/ 180.

ص: 473

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ هِشام بن سَعد، المَدَني، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (2183).

ص: 473

• حديث سالم بن عبيد، وكان من أصحاب الصفة، قال: قالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير، قال عمر: سيفان في غمد واحد، إذا لا يصلحان، ثم أخذ بيد أَبي بكر، فقال: من له هذه الثلاث: {إذ يقول لصاحبه} من صاحبه؟ {إذ هما في الغار} من هما؟ {إن الله معنا} مع من؟ ثم بايعه، ثم قال: بايعوا، فبايع الناس أحسن بيعة وأجملها».

سلف في مسند سالم بن عُبيد الأَشجعي، رضي الله تعالى عنه برقم (4192).

ص: 473

10193 -

عن عائشة، رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم؛

⦗ص: 474⦘

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وأَبو بكر بالسنح ـ قال إسماعيل: تعني بالعالية ـ فقام عمر يقول: والله، ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: وقال عمر: والله، ما كان يقع في نفسي إلا ذاك، وليبعثنه الله، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم، فجاء أَبو بكر، فكشف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله، قال: بأبي أنت وأمي، طبت حيا وميتا، والذي نفسي بيده، لا يذيقك الله الموتتين أبدا، ثم خرج فقال: أيها الحالف على رسلك، فلما تكلم أَبو بكر جلس عمر، فحمد الله أَبو بكر، وأثنى عليه، وقال: ألا من كان يعبد محمدا صلى الله عليه وسلم فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله، فإن الله حي لا يموت، وقال: {إنك ميت وإنهم ميتون}، وقال: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئًا وسيجزي الله الشاكرين}، قال: فنشج الناس يبكون، قال: واجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة، في سقيفة بني ساعدة، فقالوا: منا أمير، ومنكم أمير، فذهب إليهم أَبو بكر، وعمر بن الخطاب، وأَبو عُبَيدة بن الجَراح، فذهب عمر يتكلم فأسكته أَبو بكر، وكان عمر يقول: والله، ما أردت بذلك إلا أني قد هيأت كلاما قد أعجبني، خشيت أن لا يبلغه أَبو بكر، ثم تكلم أَبو بكر، فتكلم أبلغ الناس، فقال في كلامه: نحن الأمراء، وأنتم الوزراء، فقال حباب بن المنذر: لا، والله لا نفعل، منا أمير ومنكم أمير، فقال أَبو بكر: لا، ولكنا الأمراء، وأنتم الوزراء، هم أوسط العرب دارا، وأعربهم أحسابا، فبايعوا عمر، أو أبا عبيدة، فقال عمر: بل نبايعك أنت، فأنت سيدنا وخيرنا، وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ عمر بيده فبايعه، وبايعه الناس، فقال قائل: قتلتم سعد بن عبادة، فقال عمر: قتله الله»

(1)

.

(1)

اللفظ للبخاري.

ص: 473

- وفي رواية: «عن عائشة، عن عمر بن الخطاب، قال: أَبو بكر سيدنا وخيرنا، وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم»

(1)

.

⦗ص: 475⦘

أخرجه البخاري (3667 و 3668). والتِّرمِذي (3656) قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري. و «ابن حِبَّان» (6862) قال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري.

كلاهما (محمد بن إِسماعيل البخاري، وإبراهيم بن سعيد) عن إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس، قال: حدثنا سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، فذكرته

(2)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ صحيحٌ غريبٌ.

(1)

اللفظ للترمذي.

(2)

المسند الجامع (10641 و 16429)، وتحفة الأشراف (6632 و 10678 و 16944).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم (1166)، والبيهقي 8/ 142، والبغوي (2487).

ص: 474

10194 -

عن جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما، قال: كان عمر يقول:

«أَبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا، يعني بلالا»

(1)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (32629) و 12/ 151 (33003) قال: حدثنا وكيع. و «البخاري» 5/ 33 (3754) قال: حدثنا أَبو نُعيم.

كلاهما (وكيع بن الجراح، وأَبو نُعيم الفضل بن دُكين) عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة المَاجِشون، عن محمد بن المُنكدِر، قال: أخبرنا جابر بن عبد الله، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ للبخاري.

(2)

المسند الجامع (10642)، وتحفة الأشراف (10424).

والحديث؛ أخرجه الطبراني (1015).

ص: 475

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه عبد العزيز بن المَاجِشون، عن ابن المُنكدِر عن جابر، عن عمر، كذلك قال أصحاب ابن المَاجِشون عنه.

وخالفهم سفيان بن عُيينة، فرواه عن عبد العزيز بن المَاجِشون، عن ابن المُنكدِر، مرسلا، عن عمر.

والمتصل أصح. «العلل» (139).

ص: 475

10195 -

عن أَنس، قال: قال عمر:

⦗ص: 476⦘

«وافقت ربي في ثلاث، أو وافقني ربي في ثلاث، قلت: يا رسول الله، لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى؟ فأنزل الله: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}، قلت: يا رسول الله، إنه يدخل عليك البر والفاجر، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب؟ فأنزل الله آية الحجاب، وبلغني معاتبة النبي صلى الله عليه وسلم بعض نسائه، قال: فاستقريت أمهات المؤمنين، فدخلت عليهن فجعلت أستقريهن واحدة واحدة، والله، لئن انتهيتن وإلا ليبدلن الله رسوله خيرًا منكن، قال: فأتيت على بعض نسائه، قالت: يا عمر، أما في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعظ نساءه، حتى تكون أنت تعظهن، فأنزل الله: {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرًا منكن}»

(1)

.

- وفي رواية: «وافقت ربي في ثلاث، قلت: يا رسول الله، لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى؟ فنزلت: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}، وقلت: يا رسول الله، إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر، فلو أمرتهن أن يحتجبن؟ فنزلت آية الحجاب، واجتمع على رسول الله صلى الله عليه وسلم نساؤه في الغيرة، فقلت لهن: {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرًا منكن} قال: فنزلت كذلك»

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (250).

(2)

اللفظ لأحمد (157).

ص: 475

- وفي رواية: «قلت: يا رسول الله، يدخل عليك البر والفاجر، فلو حجبت أمهات المؤمنين، فأنزل الله، عز وجل، آية الحجاب»

(1)

.

أخرجه أحمد (157) قال: حدثنا هُشيم. وفي 1/ 24 (160) قال: حدثنا ابن أَبي عَدي. وفي 1/ 36 (250) قال: حدثنا يحيى. و «الدَّارِمي» (1980) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. و «البخاري» 1/ 111 (402) و 6/ 197 (4916) قال: حدثنا عَمرو بن عون، قال: حدثنا هُشيم. وفي 1/ 111 (402 م) و 6/ 24 (4483 م) قال: وقال ابن أبي مريم

(2)

: أخبرنا يحيى بن أيوب. وفي 6/ 24 (4483) و 6/ 148 (4790) قال:

⦗ص: 477⦘

حدثنا مُسدد، عن يحيى بن سعيد. و «ابن ماجة» (1009) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا هُشيم. و «التِّرمِذي» (2960) قال: حدثنا أحمد بن مَنيع، قال: حدثنا هُشيم. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (10931) قال: أخبرنا هَنَّاد بن السَّري، عن ابن أبي زائدة. وفي (11354) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا خالد. وفي (11547) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، عن هُشيم. و «ابن حِبَّان» (6896) قال: أخبرنا بدل بن الحسين بن بحر الخضراني الحافظ الإسفراييني، قال: حدثنا حميد بن زنجويه، قال: حدثنا عبد الله بن بكر السهمي.

(1)

اللفظ للنسائي (11354).

(2)

في 1/ 111 (402 م): «حدثنا ابن أبي مريم» وعلى هامشها: «وقال ابن أبي مريم» ، وقال ابن حجر في «فتح الباري» 1/ 505: في رواية كريمة: «حدثنا ابن أبي مريم» .

ص: 476

ثمانيتهم (هُشيم بن بشير، وابن أَبي عَدي، ويحيى بن سعيد، ويزيد بن هارون، ويحيى بن أيوب، ويحيى بن أبي زائدة، وخالد بن الحارث، وعبد الله بن بكر) عن حميد الطويل، عن أَنس بن مالك، فذكره

(1)

.

- صرح حميد بالسماع، في رواية ابن أبي مريم عند البخاري.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

• أَخرجه التِّرمِذي (2959) قال: حدثنا عَبد بن حُميد، قال: حدثنا الحجاج بن مِنهال، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن حميد، عن أَنس؛

«أن عمر بن الخطاب قال: يا رسول الله، لو صلينا خلف المقام، فنزلت: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}» .

- لم يقل: «عن عمر»

(2)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

(1)

المسند الجامع (10643)، وتحفة الأشراف (10409)، وأطراف المسند (6534)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (5868).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم (1277)، والبزار (220)، والطبراني في «الأوسط» (6203)، والبيهقي 7/ 88، والبغوي (3887).

(2)

المسند الجامع (1190)، وتحفة الأشراف (10409).

ص: 477

10196 -

عن عبد الله بن عمر، قال: قال عمر:

⦗ص: 478⦘

«وافقت ربي في ثلاث: في مقام إبراهيم، وفي الحجاب، وفي أسارى بدر» .

أخرجه مسلم 7/ 115 (6284) قال: حدثنا عقبة بن مُكْرَم العَمِّي، قال: حدثنا سعيد بن عامر، قال: جويرية بن أسماء أخبرنا، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10644)، وتحفة الأشراف (10567).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم (1276)، والطبراني في «الأوسط» (5896).

ص: 477

ـ فوائد:

- قال أَبو الفضل بن عمار الشهيد: وجدت فيه، يعني في «صحيح مسلم»: حديث سعيد بن عامر، عن جويرية بن أسماء، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر، قال: وافقت ربي في ثلاث.

قال أَبو الفضل: فوجدت له علة.

حدثني محمد بن إسحاق بن إبراهيم السراج، قال: حدثنا محمد بن إدريس، قال: حدثنا محمد بن عمر بن علي، قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن جويرية، عن رجل، عن نافع، أن عمر قال: وافقني ربي في ثلاث، فذكر الحديث.

ولم يذكر ابن عمر في إسناده، وأدخل بين جويرية ونافع رجلا غير مُسَمى. «علل الأحاديث في كتاب الصحيح لمسلم» 1/ 139 (36).

- وقال الدارقُطني: تفرد به جويرية بن أسماء، عن نافع، وتفرد به عنه سعيد بن عامر.

وأخرجه مسلم في الصحيح. «أطراف الغرائب والأفراد» (143).

ص: 478

10197 -

عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، قال: قال لي عبد الله بن عمر: هل تدري ما قال أبي لأبيك؟ قال: قلت: لا، قال: فإن أبي قال لأبيك: يا أبا موسى، هل يسرك إسلامنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهجرتنا معه، وجهادنا معه، وعملنا كله معه، برد لنا، وأن كل عمل عملناه، بعده، نجونا منه كفافا، رأسا برأس؟ فقال أبي: لا، والله، قد جاهدنا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلينا، وصمنا،

⦗ص: 479⦘

وعملنا خيرًا كثيرا، وأسلم على أيدينا بشر كثير، وإنا لنرجو ذلك، فقال أبي: لكني أنا، والذي نفس عمر بيده، لوددت أن ذلك برد لنا، وأن كل شيء عملناه بعد، نجونا منه كفافا، رأسا برأس، فقلت: إن أباك والله خير من أبي.

أخرجه البخاري 5/ 81 (3915) قال: حدثنا يحيى بن بشر، قال: حدثنا روح، قال: حدثنا عوف، عن معاوية بن قرة، قال: حدثني أَبو بردة بن أبي موسى الأشعري، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10646)، وتحفة الأشراف (10575).

والحديث؛ أخرجه البيهقي 6/ 359.

ص: 478

10199 -

عن أسلم العدوي، عن عمر؛ أنه فرض لأُسامة بن زيد في ثلاثة آلاف وخمس مئة، وفرض لعبد الله بن عمر في ثلاثة آلاف، قال عبد الله بن عمر لأبيه: لم فضلت أُسامة علي، فوالله ما سبقني إلى مشهد، قال:

«لأن زيدا كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك، وكان أُسامة أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك، فآثرت حب رسول الله صلى الله عليه وسلم على حبي» .

أخرجه التِّرمِذي (3813) قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا محمد بن بكر، عن ابن جُريج، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره

(1)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.

• أَخرجه ابن أبي شيبة (33549) قال: حدثنا محمد بن بكر، عن ابن جُريج قال:(قال أَبو بكر: أراه قد ذكر له إسنادا): إن عمر بن الخطاب فرض لأُسامة بن زيد ثلاثة آلاف وخمس مئة، ولعبد الله بن عمر ثلاثة آلاف، فقال عبد الله لعمر: فرضت لأُسامة ثلاثة آلاف وخمس مئة، وما هو بأقدم مني إسلاما، ولا شهد ما لم أشهد؟ قال: فقال عمر:

«لأن زيد بن حارثة كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك، وكان أُسامة بن زيد أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك، فلذلك زدته عليك خمس مئة» .

(1)

المسند الجامع (10647)، وتحفة الأشراف (10401).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الأوسط» (6608).

ص: 480

10200 -

عن عبد الله بن عمر، قال: فرض عمر لأُسامة أكثر مما فرض لي، فقلت: إنما هجرتي وهجرة أُسامة واحدة، فقال:

«إن أباه كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك، وإنه كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك، وإنما هاجر بك أَبواك» .

أخرجه أَبو يَعلى (162). و «ابن حِبَّان» (7043) قال: أخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا مصعب بن عبد الله الزُّبَيري، عن عبد العزيز بن محمد الدراوَرْدي، عن عُبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10627)، وتحفة الأشراف (10563).

والحديث؛ أخرجه المحاملي في «أماليه» (397)، وابن النجاد في «مسند عمر» (28)، والبيهقي 6/ 349.

ص: 481

- فوائد:

- قال أَبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: عبد العزيز الدراوَرْدي عنده عن عُبيد الله بن عمر مناكير. «سؤالاته» (198).

- وقال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسن الهسنجاني، قال: سمعت أحمد بن حنبل ذكر الدراوَرْدي، فقال: ما حدث عن عُبيد الله بن عمر فهو عن عبد الله بن عمر. «الجرح والتعديل» 5/ 395.

- رواه عمر مولى غفرة وغيره، عن عمر بن الخطاب، وسلف.

ص: 481

10201 -

عن عبد الله بن عمر، عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قال: كان فرض للمهاجرين الأولين أربعة آلاف في أربعة، وفرض لابن عمر ثلاثة آلاف وخمس مئة، فقيل له: هو من المهاجرين، فلم نقصته من أربعة آلاف؟ فقال: إنما هاجر به أَبواه، يقول: ليس هو كمن هاجر بنفسه.

أخرجه البخاري (3912) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا

⦗ص: 482⦘

هشام، عن ابن جُريج، قال: أخبرني عُبيد الله بن عمر، عن نافع، يعني عن ابن عمر، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10627)، وتحفة الأشراف (10563).

والحديث؛ أخرجه البيهقي 6/ 349.

ص: 481

- فوائد:

- قال الدارقُطني: أخرج البخاري، عن إبراهيم الفراء، عن هشام، عن ابن جُريج، عن عُبيد الله، عن نافع؛ أن عمر فرض للمهاجرين الأولين أربعة آلاف، وهذا مرسل. «التتبع» (114).

- وقال الدارقُطني: أخرج البخاري، رحمه الله، عن إبراهيم بن موسى الفراء، عن هشام بن يوسف، عن ابن جُريج، عن عُبيد الله بن عمر، عن نافع، عن عمر؛ أنه فرض للمهاجرين الأولين أربعة آلاف، وفرض لابن عمر ثلاثة آلاف، وقال: إنما هاجر به أَبواه، ليس كمن هاجر بنفسه.

قلت: وهذا حديث مرسل، لأن نافعا لم يدرك عمر، ولا زمانه. «جزء فيه علل في الصحيح» 1/ 10 (8).

- وقال ابن حَجر: قوله: «عن عمر كان فرض للمهاجرين» هذا صورته منقطع، لأن نافعا لم يلحق عمر، لكن سياق الحديث يشعر بأن نافعا حمله عن ابن عمر، ووقع في رواية غير أبي ذر هنا:«عن نافع، يعني عن ابن عمر» ، ولعلها من إصلاح بعض الرواة، واغتر بها شيخنا ابن الملقن فأنكر على ابن التين قوله: إن الحديث مرسل، وقال: لعل نسخته التي وقعت له ليس فيها ابن عمر، وقد روى الدراوَرْدي عن عُبيد الله بن عمر فقال:«عن نافع عن ابن عمر قال: فرض عمر لأُسامة أكثر مما فرض لي، فذكر قصة أخرى، شبيهة بهذه، أخرجها أَبو نُعيم في «المستخرج» هنا. «فتح الباري» 7/ 253.

ص: 482

10202 -

عن أسير بن جابر؛ أن أهل الكوفة وفدوا إلى عمر، وفيهم رجل ممن كان يسخر بأويس، فقال عمر: هل هاهنا أحد من القرنيين؟ فجاء ذلك الرجل، فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال:

«إن رجلا يأتيكم من اليمن، يقال له: أويس، لا يدع باليمن غير أم له، قد كان به بياض، فدعا الله فأذهبه عنه، إلا موضع الدينار، أو الدرهم، فمن لقيه منكم، فليستغفر لكم»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أسير بن جابر، قال: كان عمر بن الخطاب إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن، سألهم: أفيكم أويس بن عامر؟ حتى أتى على أويس، فقال: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم، قال: من مراد، ثم من قرن؟ قال: نعم، قال: فكان بك برص فبرأت منه، إلا موضع درهم؟ قال: نعم، قال: لك والدة؟ قال: نعم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر، مع أمداد أهل اليمن، من مراد، ثم من قرن، كان به برص فبرأ منه، إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر، لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل» .

فاستغفر لي، فاستغفر له، فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة، قال: ألا أكتب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في غبراء الناس أحب إلي.

قال: فلما كان من العام المقبل، حج رجل من أشرافهم، فوافق عمر، فسأله عن أويس، قال: تركته رث البيت، قليل المتاع، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«يأتي عليكم أويس بن عامر، مع أمداد أهل اليمن، من مراد، ثم من قرن، كان به برص فبرأ منه، إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر، لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل» .

(1)

اللفظ لمسلم (6582).

ص: 483

فأتى أويسا، فقال: استغفر لي، قال: أنت أحدث عهدا بسفر صالح، فاستغفر لي، قال: استغفر لي، قال: أنت أحدث عهدا بسفر صالح، فاستغفر لي، قال: لقيت عمر؟ قال: نعم، فاستغفر له، ففطن له الناس، فانطلق على وجهه.

⦗ص: 484⦘

قال أسير: وكسوته بردة، فكان كلما رآه إنسان، قال: من أين لأويس هذه البردة؟

(1)

.

- وفي رواية: «عن أسير بن جابر، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: سيقدم عليكم رجل، يقال له: أويس، كان به بياض، فدعا الله له، فأذهبه الله، فمن لقيه منكم، فمروه فليستغفر له» .

قال: فلقيه عمر، فقال: استغفر لي، فاستغفر له

(2)

.

- وفي رواية: «عن أسير بن جابر، قال: لما أقبل أهل اليمن، جعل عمر يستقري الرفاق، فيقول: هل فيكم أحد من قرن؟ حتى أتى على قرن، فقال: من أنتم؟ قالوا: قرن، فوقع زمام عمر، أو زمام أويس، فناوله أحدهما الآخر، فعرفه، فقال عمر: ما اسمك؟ قال: أنا أويس، فقال: هل لك والدة؟ قال: نعم، قال: فهل كان بك من البياض شيء؟ قال: نعم، فدعوت الله، عز وجل، فأذهبه عني، إلا موضع الدرهم من سرتي، لأذكر به ربي، قال له عمر: استغفر لي، قال: أنت أحق أن تستغفر لي، أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن خير التابعين، رجل يقال له: أويس، وله والدة، وكان به بياض، فدعا الله، عز وجل، فأذهبه عنه، إلا موضع الدرهم في سرته» .

فاستغفر له، ثم دخل في غمار الناس، فلم يدر أين وقع.

(1)

اللفظ لمسلم (6584).

(2)

اللفظ لابن أبي شيبة.

ص: 483

قال: فقدم الكوفة، قال: وكنا نجتمع في حلقة، فنذكر الله، وكان يجلس معنا، فكان إذا ذكر هو وقع حديثه من قلوبنا موقعا، لا يقع حديث غيره، فذكر الحديث

(1)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (33010) قال: حدثنا أَبو أُسامة، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة، عن الجُريري، عن أبي نضرة. و «أحمد» (266) قال: حدثنا

⦗ص: 485⦘

عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن سعيد الجُريري، عن أبي نضرة. و «مسلم» 7/ 188 (6582) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة، قال: حدثني سعيد الجُريري، عن أبي نضرة. وفي 7/ 189 (6583) قال: حدثنا زهير بن حرب، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا حماد، وهو ابن سلمة، عن سعيد الجُريري، بهذا الإسناد. وفي (6584) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قال إسحاق: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا، واللفظ لابن المثنى: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن زُرارة بن أوفى.

كلاهما (أَبو نضرة، وزُرارة) عن أسير بن جابر، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (10659)، وتحفة الأشراف (10406)، وأطراف المسند (6532).

والحديث؛ أخرجه البزار (342)، والبيهقي في «دلائل النبوة» 6/ 376، والبغوي (4005).

ص: 484

10203 -

عن صعصعة بن معاوية، قال: كان أُويس بن عامر، رجل من قرن، وكان من أَهل الكوفة، وكان من التابعين، ىة، فدعا الله أَن يذهبه عنه فأَذهبه، فقال: اللهم دع لي في جسدي منه ما أَذكر به نعمك علي، فترك له منه ما يذكر به نعمه عليه، وكان رجلا يلزم المسجد في ناس من أَصحابه، وكان ابن عم له يلزم السلطان، يولع به، فإِن رآه مع قوم أَغنياء قال: ما هو إِلا يستأكلهم، وإِن رآه مع قوم فقراء قال: ما هو إِلا يخدعهم، وأُويس لا يقول في ابن

⦗ص: 486⦘

عمه إِلا خيرا، غير أَنه إِذا مر به استتر منه، مخافة أَن يأثم في سبه، وكان عمر بن الخطاب يسأَل الوفود إِذا قدموا عليه من الكوفة: هل تعرفون أُويس بن عامر القرني؟ فيقولون: لا، فقدم وفد من أَهل الكوفة فيهم ابن عمه ذاك، فقال: هل تعرفون أُويس بن عامر القرني؟ قال ابن عمه: يا أَمير المؤمنين، هو ابن عمي، هو رجل نذل فاسد، لم يبلغ ما إِن تعرفه أَنت يا أَمير المؤمنين، فقال له عمر: ويلك هلكت، ويلك هلكت، إِذا أَتيته فأَقرئه مني السلام، ومره فليفد إِلي، فقدم الكوفة، فلم يضع ثياب سفره عنه حتى أَتى المسجد، قال: فرأَى أُويسا، فلم به، فقال: استغفر لي يا ابن عمي، قال: غفر الله لك يا ابن عم، قال: وأَنت يغفر الله لك، يا أُويس بن عامر، أَمير المؤمنين يقرئك السلام، قال: ومن ذكرني لأَمير المؤمنين؟ قال: هو ذكرك، وأَمرني أَن أُبلغك أَن تفد إِليه، قال: سمع وطاعة لأَمير المؤمنين،

ص: 485

فوفد إِليه حتى دخل على عمر، فقال: أَنت أُويس بن عامر؟ قال: نعم، قال: أَنت الذي خرج بك وضح، فدعوت الله أَن يذهبه عنك فأَذهبه، فقلت: اللهم دع لي في جسدي منه ما أَذكر به نعمتك علي، فترك لك في جسدك ما تذكر به نعمه عليك؟ قال: وما أَدراك يا أَمير المؤمنين؟ فوالله ما اطلع على هذا بشر؟ قال:

«أَخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أَنه سيكون في التابعين رجل من قرن، يقال له: أُويس بن عامر، يخرج به وضح، فيدعو الله أَن يذهبه عنه، فيذهبه، فيقول: اللهم دع لي في جسدي ما أَذكر به نعمتك علي، قال: فيدع له منه ما يذكر به نعمه عليه، فمن أَدركه منكم، فاستطاع أَن يستغفر له، فليستغفر له» .

فاستغفر لي يا أُويس بن عامر، فقال له: غفر الله لك يا أَمير المؤمنين، قال: وأَنت يغفر الله لك يا أُويس بن عامر، قال: فلما سمعوا عمر قال عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رجل: استغفر لي يا أُويس، وقال آخر: استغفر لي يا أُويس، فلما كثروا عليه انساب فذهب، فما رئي حتى الساعة.

⦗ص: 487⦘

أخرجه أَبو يَعلى (212) قال: حدثنا هُدبة بن خالد أَبو خالد، قال: حدثنا مبارك بن فضالة، قال: حدثني أَبو الأصفر، عن صعصعة بن معاوية، فذكره

(1)

.

(1)

أخرجه البيهقي في «دلائل النبوة» 6/ 378.

ص: 486

- فوائد:

- أخرجه العُقيلي في «الضعفاء» 1/ 390، في مناكير أويس القرني، وقال: ليس منهم أحد يبين سماعا من عمر، يعني أسير بن جابر، وصعصعة بن معاوية.

ص: 487

• حديث ناشرة بن سمي اليزني، قال: سمعت عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، يقول في يوم الجابية، وهو يخطب الناس:

«إن الله، عز وجل، جعلني خازنا لهذا المال، وقاسما له، ثم قال: بل الله يقسمه، وأنا بادئ بأهل النبي صلى الله عليه وسلم ثم أشرفهم، ففرض لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف، إلا جويرية وصفية وميمونة، فقالت عائشة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعدل بيننا، فعدل بينهن عمر، ثم قال: إني بادئ بأصحابي المهاجرين الأولين، فإنا أخرجنا من ديارنا ظلما وعدوانا، ثم أشرفهم، ففرض لأصحاب بدر منهم خمسة آلاف، ولمن كان شهد بَدرًا من الأنصار أربعة آلاف، ولمن شهد أحدا ثلاثة آلاف، قال: ومن أسرع في الهجرة، أسرع به العطاء، ومن أبطأ في الهجرة، أبطأ به العطاء، فلا يلومن رجل إلا مناخ راحلته، وإني أعتذر إليكم من خالد بن الوليد، إني أمرته أن يحبس هذا المال على ضعفة المهاجرين، فأعطاه ذا البأس، وذا الشرف، وذا اللسان، فنزعته وأمرت أبا عُبَيدة بن الجَراح، فقال أَبو عَمرو بن حفص بن المغيرة: والله، ما أعذرت يا عمر بن الخطاب؛ لقد نزعت عاملا استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم وغمدت سيفا سله رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضعت لواء نصبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد قطعت الرحم، وحسدت ابن العم، فقال عمر بن الخطاب: إنك قريب القرابة، حديث السن، مغضب في ابن عمك» .

يأتي في مسند أَبي عَمرو بن حفص بن المغيرة، رضي الله تعالى عنه برقم (13247).

ص: 487

10204 -

عن أسلم العدوي، قال: خرجت مع عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، إلى السوق، فلحقت عمر امرأة شابة، فقالت: يا أمير المؤمنين، هلك زوجي، وترك صبية صغارا، والله، ما ينضجون كراعا، ولا لهم زرع ولا ضرع، وخشيت أن تأكلهم الضبع، وأنا بنت خفاف بن إيماء الغِفاري، وقد شهد أبي الحُدَيبيَة مع النبي صلى الله عليه وسلم فوقف معها عمر ولم يمض، ثم قال: مرحبا بنسب قريب، ثم انصرف إلى بعير ظهير، كان مربوطا في الدار، فحمل عليه غرارتين ملأهما طعاما، وحمل بينهما نفقة وثيابا، ثم ناولها بخطامه، ثم قال: اقتاديه، فلن يفنى حتى يأتيكم الله بخير، فقال رجل: يا أمير المؤمنين، أكثرت لها، قال عمر: ثكلتك أمك، والله، إني لأرى أبا هذه، وأخاها، قد حاصرا حصنا زمانا، فافتتحاه، ثم أصبحنا نستفيء سهمانهما فيه.

أخرجه البخاري 5/ 158 (4160 و 4161) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: حدثني مالك، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10665)، وتحفة الأشراف (10393).

والحديث؛ أخرجه ابن زنجويه في «الأموال» (938)، والبيهقي 6/ 351.

ص: 488

10205 -

عن شريح بن عبيد، وراشد بن سعد، وغيرهما، قالوا: لما بلغ عمر بن الخطاب سرغ، حدث أن بالشام وباء شديدا، قال: بلغني أن شدة الوباء في الشام، فقلت: إن أدركني أجلي وأَبو عُبَيدة بن الجَراح حي استخلفته، فإن سألني الله: لم استخلفته على أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟ قلت: إني سمعت رسولك صلى الله عليه وسلم يقول:

«إن لكل نبي أمينا، وأميني أَبو عُبَيدة بن الجَراح» .

فأنكر القوم ذلك، وقالوا: ما بال عليا قريش؟ يعنون بني فهر، ثم قال: فإن أدركني أجلي، وقد توفي أَبو عبيدة، استخلفت معاذ بن جبل، فإن سألني ربي، عز وجل: لم استخلفته؟ قلت: سمعت رسولك صلى الله عليه وسلم يقول:

«إنه يحشر يوم القيامة بين يدي العلماء نبذة» .

⦗ص: 489⦘

أخرجه أحمد (108) قال: حدثنا أَبو المغيرة، وعصام بن خالد، قالا: حدثنا صفوان، عن شريح بن عبيد، وراشد بن سعد، وغيرهما، فذكروه

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10649)، وأطراف المسند (6568)، ومَجمَع الزوائد 9/ 155.

والحديث؛ أخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» 25/ 460.

ص: 488

10206 -

عن أبي البَختَري، قال: قال عمر لأبي عُبَيدة بن الجَراح:

«ابسط يدك حتى أبايعك، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أنت أمين هذه الأمة» .

فقال أَبو عبيدة: ما كنت لأتقدم بين يدي رجل، أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤمنا، فأمنا حتى مات.

أخرجه أحمد (233) قال: حدثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا إسماعيل بن سميع، عن مسلم البطين، عن أبي البَختَري، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10650)، وأطراف المسند (6665)، ومَجمَع الزوائد 5/ 183 و 9/ 155.

ص: 489

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أَبو زُرعَة الرازي: أَبو البَختَري، عن عمر، مرسل. «المراسيل» لابن أبي حاتم (274).

ص: 489

10207 -

عن عبد الله بن عمر، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«إن لكل أمة أمينا، وإن أمين هذه الأمة أَبو عُبَيدة بن الجَراح» .

أخرجه أَبو يَعلى (228) قال: حدثنا أَبو هشام، قال: حدثنا أَبو أُسامة، قال: حدثنا عمر بن حمزة، عن سالم، عن ابن عمر، فذكره

(1)

.

(1)

أخرجه البزار (117).

ص: 489

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ أخرجه ابن عَدي في «الكامل» 6/ 37، في مناكير عمر بن حمزة، وقال: ولعمر بن حمزة غير ما ذكرت من الحديث، ولا أعلم يروي عنه غير مروان وأَبو أُسامة، وهو ممن يكتب حديثه.

ص: 489

10208 -

عن قيس بن أبي حازم، قال: قال عمر:

«قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن رَوَاحة: لو حركت بنا الركاب، فقال: قد تركت قولي، قال له عمر: اسمع وأطع، قال:

اللهم لولا أنت ما اهتدينا

ولا تصدقنا ولا صلينا

فأنزلن سكينة علينا

وثبت الأقدام إن لاقينا

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم ارحمه، فقال عمر: وجبت».

أخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (8193) قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن محمد، قال: حدثنا محمد بن موسى بن أَعْيَن، قال: حدثنا ابن إدريس، عن إسماعيل، عن قيس، فذكره

(1)

.

• أَخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (8194 و 10289) قال: أخبرنا أحمد بن أبي عُبيد الله، قال: حدثنا عمر بن علي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عبد الله بن رَوَاحة؛

«أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له، فقال له: يا ابن رَوَاحة، انزل فحرك الركاب، فقال: يا رسول الله، قد تركت ذاك، فقال له عمر: اسمع وأطع، قال: فرمى بنفسه، وقال:

اللهم لولا أنت ما اهتدينا

ولا تصدقنا ولا صلينا

فأنزلن سكينة علينا

وثبت الأقدام إن لاقينا»

(2)

.

(1)

المسند الجامع (10648)، وتحفة الأشراف (10627).

(2)

لفظ (8194).

ص: 490

ـ جعله من مسند عبد الله بن رَوَاحة.

- في الموضع الثاني: «أحمد بن أبي عُبيد الله، البصري، وكان يقال له: الوراق»

(1)

.

• وأخرجه ابن أبي شيبة (32993) قال: حدثنا عبد الرحيم، عن إسماعيل، عن قيس، قال:

⦗ص: 491⦘

«قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن رَوَاحة: ألا تحرك بنا الركاب، فقال عبد الله: إني قد تركت قولي، قال عمر بن الخطاب: اسمع وأطع، فنزل يسوق نبي الله صلى الله عليه وسلم ويقول:

اللهم لولا أنت ما اهتدينا

ولا تصدقنا ولا صلينا

فأنزلن سكينة علينا

وثبت الأقدام إن لاقينا

إن الذين كفروا بغوا علينا

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم ارحمه، فقال عمر: وجبت»، «مُرسَل»

(2)

.

(1)

المسند الجامع (5795)، وتحفة الأشراف (5254).

والحديث؛ أخرجه البيهقي 10/ 227.

(2)

أخرجه مرسلا؛ ابن سعد 3/ 488.

ص: 490

- فوائد:

- قال الدارقُطني: رواه محمد بن موسى بن أَعْيَن، وسعيد بن عبد الملك بن واقد، عن ابن إدريس، عن إسماعيل، عن قيس، عن عمر.

ورواه عمر بن علي المقدمي، عن إسماعيل، عن قيس، أن عبد الله بن رَوَاحة.

وغيرهما يرويه عن إسماعيل، عن قيس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن رَوَاحة، مُرسلًا.

وهو أشبه بالصواب. «العلل» (218).

ص: 491

10209 -

عن علقمة، قال: جاء رجل إلى عمر، وهو بعرفة، فقال: يا أمير المؤمنين، جئت من الكوفة، وتركت بها رجلا يملي المصاحف عن ظهر قلبه، قال: فغضب عمر، وانتفخ حتى كاد يملأ ما بين شعبتي الرحل، فقال: من هو ويحك؟ قال: عبد الله بن مسعود، قال: فما زال يسرى عنه الغضب ويطفأ، حتى عاد إلى حاله التي كان عليها، ثم قال: ويحك، ما أعلم بقي أحد أحق بذلك منه، وسأحدثك عن ذلك؛

«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال يسمر عند أَبي بكر الليلة كذلك، في الأمر من أمر المسلمين، وإنه سمر عنده ذات ليلة، وأنا معه، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي، وخرجنا معه، فإذا رجل قائم يصلي في المسجد، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع

⦗ص: 492⦘

قراءته، فلما كدنا أن نعرف الرجل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سره أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد، قال: ثم جلس الرجل يدعو، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سل تعطه، مرتين، قال: فقال عمر: فقلت: والله، لأغدون إليه فلأبشرنه، قال: فغدوت إليه لأبشره، فوجدت أبا بكر قد سبقني إليه، فبشره، ولا والله، ما سابقته إلى خير قط إلا سبقني».

هذا حديث أبي موسى، غير أنه لم يقل: وانتفخ.

وقال سَلْم بن جُنادة: فما زال يسري عنه، وقال: واقف بعرفة، ولم يقل: لا يزال، وقال: يستمع قراءته، وقال: فقال عمر: والله، لأغدون إليه»

(1)

.

- وفي رواية: «من أحب أن يقرأ القرآن غضا، وقال إسحاق: رطبا ـ كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد»

(2)

.

(1)

اللفظ لابن خزيمة (1156).

(2)

اللفظ للنسائي (8199).

ص: 491

- وفي رواية: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال يسمر عند أَبي بكر الليلة، في الأمر من أمور المسلمين، وإنه سمر عنده ذات ليلة وأنا معه»

(1)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (6752 و 30759 و 32899) قال: حدثنا أَبو معاوية. و «أحمد» (36) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا أَبو بكر، ويزيد بن عبد العزيز. وفي 1/ 25 (175) و 1/ 26 (178) و 1/ 34 (228) قال: حدثنا أَبو معاوية. و «التِّرمِذي» (169) قال: حدثنا أحمد بن مَنيع، قال: حدثنا أَبو معاوية. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (8199) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا أَبو معاوية (ح) وأخبرنا عبد الرَّحمَن بن محمد بن سَلَّام، قال: حدثنا مصعب بن المقدام، قال: حدثنا سفيان. و «أَبو يَعلى» (194) قال: حدثنا أَبو خيثمة، قال: حدثنا محمد بن خازم. وفي (195) قال: حدثنا القواريري، عُبيد الله بن عمر، قال: حدثنا محمد بن خازم. و «ابن خزيمة» (1156 و 1341) قال: حدثنا أَبو موسى، محمد بن المثنى، قال: حدثنا أَبو معاوية (ح) وحدثنا سَلْم بن جُنادة، قال: حدثنا أَبو معاوية. و «ابن حِبَّان» (2034) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا أَبو معاوية.

⦗ص: 493⦘

أربعتهم (أَبو معاوية محمد بن خازم، وأَبو بكر بن عياش، ويزيد بن عبد العزيز، وسفيان الثوري) عن سليمان الأعمش، عن إبراهيم النَّخَعي، عن علقمة بن قيس، فذكره.

- قال التِّرمِذي: حديث عمر حديثٌ حسنٌ، وقد روى هذا الحديث الحسن بن عُبيد الله، عن إبراهيم، عن علقمة، عن رجل من جعفي، يقال له: قيس، أو ابن قيس، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث، في قصة طويلة.

وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا سمر إلا لمصل أو مسافر.

(1)

اللفظ لابن حبان.

ص: 492

• أَخرجه أَحمد (265) قال: حدثنا عفان، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا الحسن بن عُبيد الله، حدثنا إِبراهيم، عن علقمة، عن القَرثع، عن قيس، أَو ابن قيس، رجل من جُعْفي، عن عمر بن الخطاب، قال:

«مر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا معه، وأبو بكر، على عبد الله بن مسعود وهو يقرأ، فقام فتسمع قراءته، ثم ركع عبد الله وسجد، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سل تعطه، سل تعطه، قال: ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل، فليقرأه من ابن أم عبد، قال: فأدلجت إلى عبد الله بن مسعود، لأبشره بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فلما ضربت الباب، أو قال: لما سمع صوتي، قال: ما جاء بك هذه الساعة؟ قلت: جئت لأبشرك بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قد سبقك أبو بكر، قلت: إن يفعل فإنه سباق بالخيرات، ما استبقنا خيرا قط، إلا سبقنا إليه أبو بكر» .

• وأخرجه أحمد (267) قال: حدثنا عبد الملك بن أَبي الشوارب، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا الحسن بن عُبيد الله، عن إِبراهيم، عن القرثع

(1)

، عن قيس، أَو ابن قيس، رجل من جُعْفي عن عمر بن الخطاب فذكر نحو حديث عفان.

• وأخرجه أحمد (175) قال: قال أَبو معاوية. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (8198) قال: أَخبرنا محمد بن أَبَان، عن ابن فُضيل. و «أَبو يَعلى» (193) قال: حدثنا ابن نُمير، حدثنا ابن فُضيل. وفي (194) قال: حدثنا أَبو خيثمة، حدثنا محمد بن خازم.

⦗ص: 494⦘

كلاهما (أَبو معاوية محمد بن خازم، ومحمد بن فُضيل) عن سليمان الأَعمش، عن خيثمة، عن قيس بن مَروان، أَنه أَتى عُمرَ، فقال: جئتُ، يا أَميرَ المؤمنين، من الكوفة، وتركتُ بها رجلًا يُملي المصاحفَ عن ظهر قلبه، فغضب وانتفخ، حتى كاد يملأُ ما بين شُعبَتَي الرَّحْل، فقال: ومن هو ويحك؟ قال: عبد الله ابن مسعود، فما زال يَطفأُ، ويُسَيَّرُ عنه الغضبُ، حتى عاد إِلى حاله التي كان عليها، ثم قال: ويحك، والله ما أَعلمهُ بقي من الناس أَحَدٌ هو أَحَقُّ بذلك منه، وسأُحَدِّثُك عن ذلك؛

(1)

كذا ورد هذا الإسناد، مختلفًا عن الإسناد السابق، في النسخ الخطية: الحرم المَكي، وعبد الله بن سالم البصري، والكتب المِصرية (449 و 847)، والكتانية، والقادرية، ومكتبة الموصل، وعنها طبعتي الميمنية، والمكنز، ولم يرد هذا الطريق في «أطراف المسند» ، أما في طبعتي عالم الكتب والرسالة فتصرف المحققون في الإسناد، فجعلوه من رواية عبد الله بن أحمد، وليس من رواية أبيه، وجعلوا شيخه: محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وأضافوا:«عن علقمة» بين إبراهيم، والقرثع، وذلك بأدلة اجتهادية قد تصيب وقد تخطئ، وليس بأدلة مباشرة عن «مسند أحمد» ، كما فعل محققو الميمنية والمكنز، فأثبتنا هنا ما ورد في النسخ الخطية.

ص: 493

ثم قال: ويحك، والله ما أعلمه بقي من الناس أحد هو أحق بذلك منه، وسأحدثك عن ذلك؛

«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال يسمر عند أَبي بكر الليلة كذاك، في الأمر من أمر المسلمين، وإنه سمر عنده ذات ليلة، وأنا معه، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرجنا معه، فإذا رجل قائم يصلي في المسجد، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع قراءته، فلما كدنا أن نعرفه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سره أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد، قال: ثم جلس الرجل يدعو، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له: سل تعطه، سل تعطه، قال عمر: قلت: والله، لأغدون إليه فلأبشرنه، قال: فغدوت إليه لأبشره، فوجدت أبا بكر قد سبقني إليه فبشره، ولا والله، ما سبقته إلى خير قط إلا سبقني إليه»

(1)

.

- وفي رواية: «من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن مسعود»

(2)

.

• وأخرجه النَّسَائي في «الكبرى «(8200) قال: أخبرنا أَبو صالح المكي، قال: حدثنا فضيل، وهو ابن عياض، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، وخيثمة، عن قيس بن مروان؛ جاء رجل إلى عمر، فقال عمر: من أين جئت؟ قال: من العراق، وتركت بها رجلا يملي المصحف عن ظهر قلبه، قال: ومن هو؟ قال: ابن مسعود، قال: ما في الناس أحد أحق بذلك منه، ثم قال: أحدثك عن ذلك؛

«سمرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت أَبي بكر، فخرجنا، فسمعنا قراءة رجل

⦗ص: 495⦘

في المسجد، فتسمع، فقيل: رجل من المهاجرين يصلي، قال: سل تعطه، ثلاثا، ثم قال: من أراد أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل، فليقرأ كما يقرأ ابن أم عبد»

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (175).

(2)

اللفظ للنسائي (8198).

(3)

المسند الجامع (10652)، وتحفة الأشراف (10611 و 10628)، وأطراف المسند (6639 و 6647 و 7804)، والمقصد العَلي (1401)، ومَجمَع الزوائد 9/ 287، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (4235 و 6883).

والحديث؛ أخرجه البزار (327)، والطبراني (8420: 8422)، والبيهقي 1/ 452 و 453.

ص: 494

- فوائد:

- قال البخاري: قال موسى: حدثنا عبد الواحد، سمع الحسن بن عُبيد الله، سمع إبراهيم، عن علقمة، عن قرثع، عن رجل من جعفي، عن عمر، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من أحب أن يقرأ القرآن، غضا، كما أنزل، فليقرأه بقراءة ابن أم عبد.

وقال أَبو نُعيم: عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عمر.

وقال جرير: سمع الحسن، عن إبراهيم، عن علقمة، عن القرثع، عن قيس، أو ابن قيس، رجل من جعفي، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. «التاريخ الكبير» 7/ 199.

- وقال التِّرمِذي: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا الحسن بن عُبيد الله، عن إبراهيم، عن علقمة، عن قرثع، عن رجل من جعفي، يقال له: قيس، أو ابن قيس، عن عمر بن الخطاب قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه، وأَبو بكر، بعبد الله بن مسعود، وهو يقرأ، فاستمع لقراءته، الحديث.

وقال: من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه من ابن أم عبد.

سألتُ محمدًا، يعني ابن إسماعيل البخاري، عن هذا الحديث؟ فقال: هذا حديثٌ عبد الواحد، عن الحسن بن عُبيد الله.

قال محمد: والأعمش يروي هذا عن إبراهيم، عن علقمة، عن عمر، ولا يذكر فيه «قرثعا» .

وعبد الواحد بن زياد يذكر عن الحسن بن عُبيد الله هذا الحديث ويزيد فيه: عن قرثع.

ص: 495

قال محمد: وحديث عبد الواحد عندي محفوظ. «ترتيب علل التِّرمِذي» (653).

- وقال الدارقُطني: هو حديثٌ يرويه الأعمش، عن خيثمة بن عبد الرَّحمَن، عن قيس بن مروان، عن عمر.

ورواه الأعمش أيضا بإسناد آخر، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عمر.

ورواه الحسن بن عُبيد الله، عن إبراهيم، عن علقمة، عن القرثع، عن قيس، أو ابن قيس رجل من جعفي، عن عمر، وهو قيس بن مروان.

ورواه عمارة بن عمير، عن رجل من جعفي، عن عمر، وهو قيس بن مروان.

وقد ضبط الأعمش إسناده وحديثه، وهو الصواب.

قلت له (القائل البَرقاني): فإن البخاري، فيما ذكره أَبو عيسى، يعني التِّرمِذي، عنه، حكم بحديث الحسن بن عُبيد الله، على حديث الأعمش.

فقال الشيخ: وقول الحسن بن عُبيد الله، عن قرثع، غير مضبوط، لأن الحسن بن عُبيد الله ليس بالقوي، ولا يقاس بالأعمش.

وروى هذا الحديث أَبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود، عن أَبي بكر، وعمر.

قاله فرات بن محبوب عنه.

وخالفه يحيى بن آدم، فرواه عن أَبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، أن أبا بكر وعمر بشراه. «العلل» (222).

ص: 496

• حديث عبد الله بن مسعود، أن أبا بكر وعمر بشراه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«من أحب أن يقرأ القرآن غضا، كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد» .

سلف في مسند عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه.

ص: 496

10210 -

عن عَدي بن حاتم، قال: أتيت عمر بن الخطاب في أناس من قومي، فجعل يفرض للرجل من طيئ في ألفين، ويعرض عني، قال: فاستقبلته،

⦗ص: 497⦘

فأعرض عني، ثم أتيته من حيال وجهه، فأعرض عني، قال: فقلت: يا أمير المؤمنين، أتعرفني؟ قال: فضحك حتى استلقى لقفاه، ثم قال: نعم، والله، إني لأعرفك؛

«آمنت إذ كفروا، وأقبلت إذ أدبروا، ووفيت إذ غدروا، وإن أول صدقة بيضت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجوه أصحابه، صدقة طيئ، جئت بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم» .

ثم أخذ يعتذر، ثم قال: إنما فرضت لقوم أجحفت بهم الفاقة، وهم سادة عشائرهم، لما ينوبهم من الحقوق

(1)

.

- وفي رواية: «عن عَدي بن حاتم، قال: أتينا عمر في وفد، فجعل يدعو رجلا رجلا، ويسميهم، فقلت: أما تعرفني يا أمير المؤمنين؟ قال: بلى، أسلمت إذ كفروا، وأقبلت إذ أدبروا، ووفيت إذ غدروا، وعرفت إذ أنكروا، فقال عدي: فلا أبالي إذا»

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (37045) قال: حدثنا محمد بن الحسن، قال: حدثنا أَبو عَوانة، عن مغيرة، عن عامر. و «أحمد» (316) قال: حدثنا بكر بن عيسى، قال: حدثنا أَبو عَوانة، عن المغيرة، عن الشعبي. و «البخاري» 5/ 221 (4394) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أَبو عَوانة، قال: حدثنا عبد الملك، عن عَمرو بن حريث. و «مسلم» 7/ 180 (6536) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أَبو عَوانة، عن مغيرة، عن عامر.

كلاهما (عامر الشعبي، وعَمرو بن حريث) عن عَدي بن حاتم، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ للبخاري.

(3)

المسند الجامع (10664)، وتحفة الأشراف (10606 و 10607)، وأطراف المسند (6634).

والحديث؛ أخرجه البزار (336)، والبيهقي 7/ 10.

ص: 496

10211 -

عن حكيم بن عمير، وضمرة بن حبيب، قالا: قال عمر بن الخطاب:

«من سره أن ينظر إلى هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلينظر إلى هدي عَمرو بن الأسود» .

⦗ص: 498⦘

أخرجه أحمد (115) قال: حدثنا أَبو اليمان، قال: حدثنا أَبو بكر، عن حكيم بن عمير، وضمرة بن حبيب، فذكراه

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10651)، وأطراف المسند (6548)، ومَجمَع الزوائد 9/ 414.

والحديث؛ أخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» 45/ 415، وابن الأثير في «أسد الغابة» 4/ 203 (3844).

ص: 497

- فوائد:

- أَبو بكر، هو ابن عبد الله بن أبي مريم، وأَبو اليمان؛ هو الحكم بن نافع.

ص: 498

10212 -

• حديث عمر مولى غفرة، وغيره، قال: وفرض (يعني عمر بن الخطاب)، لأهل مكة، وللناس، ثمان مئة، ثمان مئة، فجاءه طلحة بن عُبيد الله بأخيه عثمان، ففرض له ثمان مئة، فمر به النضر بن أنس، فقال عمر: افرضوا له في ألفين، فقال طلحة: جئتك بمثله ففرضت له ثمان مئة درهم، وفرضت لهذا ألفين؟ فقال:

«إن أبا هذا لقيني يوم أحد، فقال لي: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ما أراه إلا قد قتل، فسل سيفه فكسر غمده، وقال: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قتل، فإن الله حي لا يموت، فقاتل حتى قتل، وهذا يرعى الشاء في مكان كذا وكذا» .

سلف برقم (10097).

ص: 498

10213 -

عن ثعلبة بن أبي مالك، قال: إن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قسم مروطا بين نساء من نساء المدينة، فبقي مرط جيد، فقال له بعض من عنده: يا أمير المؤمنين، أعط هذا ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي عندك ـ يريدون أم كلثوم بنت علي ـ فقال عمر: أم سليط أحق، وأم سليط من نساء الأنصار، ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمر: فإنها كانت تزفر لنا القرب يوم أُحُد

(1)

.

أخرجه البخاري 4/ 40 (2881) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله. وفي 5/ 127 (4071) قال: حدثنا يحيى بن بُكير، قال: حدثنا الليث.

⦗ص: 499⦘

كلاهما (عبد الله بن المبارك، والليث بن سعد) عن يونس، عن ابن شهاب، قال ثعلبة بن أبي مالك، فذكره

(2)

.

- قال أَبو عبد الله، البخاري (2881): تزفر: تخيط.

(1)

لفظ (2881).

(2)

المسند الجامع (10666)، وتحفة الأشراف (10417).

والحديث؛ أخرجه القاسم بن سلام (605)، وابن زنجويه (882)، كلاهما في «الأموال» ، وأَبو نُعيم 2/ 63.

ص: 498

10214 -

عن جابر بن سَمُرَة، قال: خطب عمر الناس بالجابية، فقال:

«إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في مثل مقامي هذا، فقال: أحسنوا إلى أصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم يحلف أحدهم على اليمين قبل أن يستحلف عليها، ويشهد على الشهادة قبل أن يستشهد، فمن أحب منكم أن ينال بحبوحة الجنة، فليلزم الجماعة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، ولا يخلون رجل بامرأة، فإن ثالثهما الشيطان، ومن كان منكم تسره حسنته، وتسوؤه سيئته، فهو مؤمن»

(1)

.

- وفي رواية: «عن جابر بن سَمُرَة، قال: خطبنا عمر بن الخطاب بالجابية، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا مثل مقامي فيكم، فقال: احفظوني في أصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذب، حتى يشهد الرجل وما يستشهد، ويحلف وما يستحلف»

(2)

.

أخرجه أحمد (177) قال: حدثنا جَرير. و «ابن ماجة» (2363) قال: حدثنا عبد الله بن الجراح، قال: حدثنا جَرير. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (9175) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ لابن ماجة.

ص: 499

وفي (9176) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا وهب بن جَرير بن حازم، قال: حدثنا أبي. وفي (9177) قال: أخبرنا عبد الله بن الصباح بن عبد الله، قال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، قال: حدثنا

⦗ص: 500⦘

هشام، وهو ابن حسان، عن جَرير بن حازم. و «أَبو يَعلى» (141) قال: حدثنا شَيبان، قال: حدثنا جَرير بن حازم. وفي (142) قال: حدثنا علي بن حمزة البصري، قال: حدثنا جَرير بن حازم. وفي (143) قال: حدثنا أَبو خيثمة زهير بن حرب، قال: حدثنا جَرير بن عبد الحميد. و «ابن حِبَّان» (4576) قال: أخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا علي بن حمزة المعولي، قال: حدثنا جَرير بن حازم. وفي (5586) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا أَبو خيثمة، قال: حدثنا جَرير بن عبد الحميد. وفي (6728) قال: أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير، بتستر، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن يزيد بن البراء الغنوي، قال: حدثنا عبد الأعلى، عن هشام بن حسان، عن جَرير بن حازم.

كلاهما (جرير بن عبد الحميد، وجرير بن حازم) عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سَمُرَة، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10653)، وتحفة الأشراف (10418)، وأطراف المسند (6536)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6990).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (31)، والحارث بن أبي أُسامة، «بغية الباحث» (607)، وابن أبي عاصم (1490)، والطبراني في «الأوسط» (1659).

ص: 499

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه عبد الملك بن عمير، واختلف عنه في إسناده، فقيل عنه فيه عدة أقاويل.

فرواه جَرير بن حازم، ومحمد بن شبيب الزهراني، وقرة بن خالد، وجرير بن عبد الحميد وقيل: عن شعبة بن الحجاج، فقالوا: عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سَمُرَة، عن عمر.

وخالفهم جماعة ثقات منهم: عبد الله بن المختار، ويونس بن أبي إسحاق، وابنه إسرائيل، ومعمر، وعبد الحكيم بن منصور، وحبان، ومندل ابنا علي، وسفيان الثوري، وقيل: عن شعبة، والمَسعودي، وداود بن الزِّبْرِقان، والحسين بن واقد، وحصين بن واقد، شيخ روى عنه أَبو بكر بن عياش، وقزعة بن سويد، وأَبو عَوانة، فرووه عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الله بن الزبير، عن عمر.

⦗ص: 501⦘

ورواه شَيبان بن عبد الرَّحمَن، وشعيب بن صفوان، وزائدة، وعُبيد الله بن عَمرو الرَّقِّي، عن عبد الملك بن عمير، عن رجل لم يسم، عن عبد الله بن الزبير

وقال عبد الحميد بن موسى: عن عُبيد الله بن عَمرو، عن عبد الملك، عن مجاهد، عن ابن الزبير، عن عمر، ولم يصنع شيئا.

وقال عمران، هو أخو سفيان بن عُيينة: عن عبد الملك، عن رِبعي بن حِراش، عن عمر.

وقال يحيى بن يَعلى أَبو المحياة، وزهير، ومحمد بن ثابت: عن عبد الملك، عن قَبيصَة بن جابر، عن عمر.

وقال حماد بن سلمة، والمَسعودي، وقيس، من رواية محمد بن مصعب عنهم: عن عبد الملك، عن رجاء بن حَيْوَة، عن عمر.

وقال ابن عُيينة: عن عبد الملك، عن رجل لم يُسَمِّه، عن عمر

ويشبه أن يكون الاضطراب في هذا الإسناد من عبد الملك بن عمير، لكثرة اختلاف الثقات عنه في الإسناد، والله أعلم. «العلل» (155).

ص: 500

10215 -

عن عبد الله بن الزبير، أن عمر بن الخطاب قام بالجابية خطيبا، فقال:

«إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا مقامي فيكم، فقال: أكرموا أصحابي، فإنهم خياركم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يظهر الكذب، حتى يحلف الإنسان على اليمين لا يسألها، ويشهد على الشهادة لايسألها، فمن سره بحبوحة الجنة، فعليه بالجماعة، فإن الشيطان مع الفذ، وهو من الاثنين أبعد، ولا يخلون رجل بامرأة، فإن الشيطان ثالثهما، ومن سرته حسنته، وساءته سيئته، فهو مؤمن»

(1)

.

- وفي رواية: «عن عبد الله بن الزبير، قال: قام فينا أمير المؤمنين عمر على باب الجابية، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا كقيامي فيكم، فقال: يا أيها الناس، أكرموا أصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذب،

⦗ص: 502⦘

حتى إن الرجل ليحلف قبل أن يستحلف، ويشهد قبل أن يستشهد، فمن سره أن ينال بحبحة الجنة، فعليه بالجماعة، فإن يد الله فوق الجماعة، لا يخلون رجل بامرأة، فإن الشيطان ثالثهما، ألا إن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، ألا من ساءته سيئته، وسرته حسنته، فذلك المؤمن»

(2)

.

(1)

اللفظ لعَبد بن حُميد.

(2)

اللفظ للنسائي (9179).

ص: 501

- وفي رواية: «من ساءته سيئته، وسرته حسنته، فهو المؤمن»

(1)

.

أخرجه عبد الرزاق (20710) عن مَعمَر. و «عَبد بن حُميد» (23) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعمَر. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (9178) قال: أخبرنا قريش بن عبد الرَّحمَن الباوردي، قال: حدثنا علي بن الحسن، قال: أخبرنا الحسين بن واقد. وفي (9179) قال: أخبرني إبراهيم بن الحسن، قال: حدثنا حجاج بن محمد، قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق. و «أَبو يَعلى» (201) قال: حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي، قال: حدثنا حماد، عن عبد الله بن المختار. وفي (202) قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا حماد، عن عبد الله بن المختار.

أربعتهم (مَعمَر بن راشد، والحسين، ويونس، وعبد الله بن المختار) عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الله بن الزبير، فذكره

(2)

.

- في رواية الحسين بن واقد: «ابن الزبير» غير مُسَمى.

(1)

اللفظ لأبي يَعلى (201).

(2)

المسند الجامع (10655)، وتحفة الأشراف (10484)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (39 و 6990).

والحديث؛ أخرجه البغوي (2253).

ص: 502

- فوائد:

- انظر قول الدارقُطني في فوائد الحديث السابق.

ص: 502

10216 -

عن قَبيصَة بن جابر، قال: خطبنا عمر بباب الجابية، فقال:

«إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا كمقامي فيكم، ثم قال: أيها الناس: اتقوا الله في أصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذبُ، وشهاداتُ

(1)

الزور».

⦗ص: 503⦘

أخرجه ابن أبي شيبة (33079) قال: حدثنا يحيى بن يَعلى التيمي، عن عبد الملك بن عمير، عن قَبيصَة بن جابر، فذكره

(2)

.

(1)

في طبعة دار القبلة: «وشهادة» ، والمُثبت عن طبعات الرشد والفاروق وإشبيليا.

(2)

أخرجه الطبري في «شرح مشكل الآثار» 9/ 335 (3720).

ص: 502

- فوائد:

- انظر فوائد الحديث السابق.

ص: 503

10217 -

عن عبد الله بن عمر؛ أن عمر بن الخطاب خطب بالجابية، فقال:

«قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامي فيكم، فقال: استوصوا بأصحابي خيرا، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذب، حتى إن الرجل ليبتدئ بالشهادة قبل أن يسألها، فمن أراد منكم بحبحة الجنة، فليلزم الجماعة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، لا يخلون أحدكم بامرأة، فإن الشيطان ثالثهما، ومن سرته حسنته، وساءته سيئته، فهو مؤمن»

(1)

.

- وفي رواية: «عن ابن عمر، قال: خطبنا عمر بالجابية، فقال: يا أيها الناس، إني قمت فيكم كمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا، فقال: أوصيكم بأصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذب، حتى يحلف الرجل ولا يستحلف، ويشهد الشاهد ولا يستشهد، ألا لا يخلون رجل بامرأة، إلا كان ثالثهما الشيطان، عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة، فليلزم الجماعة، من سرته حسنته، وساءته سيئته، فذلك المؤمن»

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ للترمذي.

ص: 503

أخرجه أحمد (114) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أنبأنا عبد الله، يعني ابن المبارك. و «التِّرمِذي» (2165) قال: حدثنا أحمد بن مَنيع، قال: حدثنا النضر بن إسماعيل أَبو المغيرة. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (9181) قال: أخبرنا محمد بن الوليد، قال: حدثنا النضر بن إسماعيل. و «ابن حِبَّان» (7254) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا حِبَّان بن موسى، قال: أخبرنا عبد الله.

⦗ص: 504⦘

كلاهما (عبد الله بن المبارك، والنضر بن إسماعيل) عن محمد بن سوقة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، فذكره

(1)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوجه، وقد رواه ابن المبارك، عن محمد بن سوقة، وقد روي هذا الحديث من غير وجه، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(1)

المسند الجامع (10654)، وتحفة الأشراف (10539)، وأطراف المسند (6603).

والحديث؛ أخرجه البزار (166)، والبيهقي 7/ 91.

ص: 503

- فوائد:

- قال عبد الرَّحمَن بن أبي حاتم الرازي: سألت أبي، وأَبا زُرعَة، عن حديث؛ رواه محمد بن سوقة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر عن عمر، أنه خطب بالجابية، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سره بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، ومن ساءته سيئته وسرته حسنته فهو مؤمن، الحديث، ما علته.

فقالا: هذا خطأ رواه ابن الهاد، عن عبد الله بن دينار، عن الزُّهْري، عن السائب بن يزيد، أن عمر أخذ من الخيل الزكاة. «علل الحديث» (1933).

- وقال ابن أبي حاتم: سألتُ أبي عن حديثٍ؛ رواه ابن المبارك، عن محمد بن سوقة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أكرموا أصحابي، ثم الذين يلونهم.

قال أبي: أفسد ابن الهاد هذا الحديث، وبين عورته، رواه ابن الهاد، عن عبد الله بن دينار، عن ابن شهاب، أن عمر بن الخطاب، قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا هو الصحيح. «علل الحديث» (2583).

- قال ابن أبي حاتم: سئل أَبو زُرعَة عن حديث؛ رواه الحارث بن عمران، عن محمد بن سوقة، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قام عمر فينا خطيبا بالجابية فقال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قمت فيكم فقال: أكرموا أصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.

ورواه ابن المبارك، والنضر بن إسماعيل، عن محمد بن سوقة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر.

⦗ص: 505⦘

قال أَبو زُرعَة: أصح الروايتين عندي: حديث ابن المبارك والنضر بن إسماعيل، وأما حديث الحارث فخطأ، جعل مكان عبد الله بن دينار: نافعا، والحارث بن عمران الجعفري شيخ واهي الحديث.

ص: 504

قيل لأَبي زُرعَة: فإن هذا الحديث رواه الليث، عن ابن الهاد، عن عبد الله بن دينار، عن الزُّهْري أن عمر قام بالجابية.

فقال أَبو زُرعَة: الحديث حديث الليث، عن ابن الهاد، عن عبد الله بن دينار، عن الزُّهْري، أن عمر قام بالجابية. «علل الحديث» (2629).

- وقال الدارقُطني: رواه محمد بن سوقة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن عمر.

ورواه عبد الله بن جعفر المديني، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن عمر.

واختلف عن ابن سوقة؛

فرواه النضر بن إسماعيل، وابن المبارك، والحسن بن صالح، عن محمد بن سوقة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن عمر، بمتابعة رواية عبد الله بن جعفر، عن عبد الله بن دينار.

وخالفهما يزيد بن عبد الله بن أُسامة بن الهاد، فرواه عن عبد الله بن دينار، عن محمد بن مسلم الزُّهْري؛ أن عمر خطب الناس بالجابية، وهو الصواب، عن عبد الله بن دينار.

وعن ابن سوقة فيه أقاويل أخر.

رواه الحارث بن عمران، عن محمد بن سوقة، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه عطاء بن مسلم، عن محمد بن سوقة، عن أبي صالح ذكوان؛ أن عمر خطب بالجابية.

وقيل: عن ابن سوقة، عن زاذان، أن عمر خطب.

والصحيح من ذلك رواية يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن عبد الله بن دينار، عن الزُّهْري، أن عمر. «العلل» (111).

ص: 505

10218 -

عن ابن شهاب؛ أن عمر بن الخطاب لما قدم الشام قام، فقال:

«إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا كقيامي فيكم، فقال: أكرموا أصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يظهر الكذب، فيحلف الرجل ولا يستحلف، ويشهد ولا يستشهد، فمن أراد بحبحة الجنة، فليلزم الجماعة، فإن الشيطان مع الفذ، وهو من الاثنين أبعد، ولا يخلون رجل بامرأة لا تحل له، فإن الشيطان ثالثهما» .

أخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (9180) قال: أخبرنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا إسحاق بن بكر، قال: حدثني أبي، عن يزيد بن عبد الله، عن عبد الله بن دينار، عن ابن شهاب، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10656)، وتحفة الأشراف (10539 و 10639).

ص: 506

- فوائد:

- انظر فوائد الحديث السابق.

ص: 506

10219 -

عن أبي صالح، قال: قدم عمر الجابية، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«احفظوني في أصحابي، ثم الذين يلونهم، ثلاث مرات، ثم يأتي قوم من بعد ذلك، يشهدون من غير أن يستشهدوا، ويحلفون من غير أن يستحلفوا، فمن أحب الجنة فعليه بالجماعة، فإن الشيطان من الواحد قريب، ومن الاثنين أبعد، ولا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي مَحْرَم، ومن سرته حسنته، وساءته سيئته، فهومؤمن» .

أخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (9182) قال: أخبرنا صفوان بن عَمرو، قال: حدثنا موسى بن أيوب، قال: حدثنا عطاء بن مسلم، قال: حدثنا محمد بن سوقة، عن أبي صالح، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (15657)، وتحفة الأشراف (10539).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الأوسط» (1134).

ص: 506

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال ابن أبي حاتم: قال أَبو زُرعَة: أَبو صالح ذكوان، عن أَبي بكر الصِّدِّيق، مرسل، وذكوان، عن عمر، مرسل.

وقال: أَبو صالح السَّمَّان لم يلق أبا ذر. «المراسيل» (201).

- وانظر فوائد الحديث السابق.

ص: 507

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أَبو زُرعَة الرازي: سليمان بن يسار، عن عمر، مرسل. «المراسيل» لابن أبي حاتم (295).

ص: 507

10221 -

عن جابر؛ أن عمر بن الخطاب أخبره، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

«سيخرج أهل مكة منها، ثم لا يعَمرونها، أو لا تعمر إلا قليلا، ثم تعمر وتمتلئ وتبنى، ثم يخرجون منها فلا يعودون إليها أبدا»

(1)

.

⦗ص: 508⦘

أخرجه أحمد (152) قال: حدثنا حسن. وفي 3/ 347 (14794) قال: حدثنا موسى.

كلاهما (حسن بن موسى، وموسى بن داود) عن عبد الله بن لَهِيعة، قال: حدثنا أَبو الزبير، عن جابر، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (14794).

(2)

المسند الجامع (10660)، وأطراف المسند (6538)، والمقصد العَلي (610)، ومَجمَع الزوائد 3/ 298، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (2656).

والحديث؛ أخرجه الفاكهي في «أخبار مكة» (1689).

ص: 507

- فوائد:

- قلنا إِسناده ضعيفٌ؛ عبد الله بن لَهيعَة ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (5997).

ص: 508

• حديث جابر، قال: أخبرني عمر بن الخطاب، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

«ليسيرن الراكب في جنبات المدينة، ثم ليقول: لقد كان في هذا حاضر من المؤمنين كثير» .

سلف في مسند جابر بن عبد الله، رضي الله تعالى عنهما.

ص: 508

10222 -

عن حمرة بن عبد كلال، قال: سار عمر بن الخطاب إلى الشام، بعد مسيره الأول كان إليها، حتى إذا شارفها، بلغه ومن معه أن الطاعون فاش فيها، فقال له أصحابه: ارجع، ولا تقحم عليه، فلو نزلتها وهو بها لم نر لك الشخوص عنها، فانصرف راجعا إلى المدينة، فعرس من ليلته تلك، وأنا أقرب القوم منه، فلما انبعث انبعثت معه في أثره، فسمعته يقول: ردوني عن الشام بعد أن شارفت عليه، لأن الطاعون فيه، ألا وما منصرفي عنه بمؤخر في أجلي، وما كان قدومي منه بمعجلي عن أجلي، ألا ولو قد قدمت المدينة، ففرغت من حاجات لا بد لي منها فيها، لقد سرت حتى أدخل الشام، ثم أنزل حمص، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«ليبعثن الله منها، يوم القيامة، سبعين ألفا لا حساب ولا عذاب عليهم، مبعثهم فيما بين الزيتون وحائطها، في البرث الأحمر منها» .

⦗ص: 509⦘

أخرجه أحمد (120) قال: حدثنا أَبو اليمان الحكم بن نافع، قال: حدثنا أَبو بكر بن عبد الله، عن راشد بن سعد، عن حمرة بن عبد كلال، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10662)، وأطراف المسند (6550)، ومَجمَع الزوائد 10/ 61.

والحديث؛ أخرجه البزار (317)، والطبراني في «مسند الشاميين» (1453).

ص: 508

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال البزار: هذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه، بهذا الإسناد، وابن عبد كلال فليس بمعروف بالنقل. «مسنده» (317).

ص: 509

10223 -

عن الغضبان بن حنظلة؛ أن أباه حنظلة بن نعيم، وفد إلى عمر، فكان عمر إذا مر به إنسان من الوفد سأله ممن هو، حتى مر به أبي، فسأله ممن أنت؟ فقال: من عنزة، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«حي من هاهنا، مبغي عليهم منصورون» .

أخرجه أحمد (141) قال: حدثنا أَبو سعيد مولى بني هاشم، قال: حدثنا المثنى بن عوف العنزي، بصري، قال: أنبأني الغضبان بن حنظلة، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10663)، وأطراف المسند (6551)، ومَجمَع الزوائد 10/ 51.

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (1632 و 1635)، والبزار (337).

ص: 509

10224 -

عن أبي لبيد، قال: خرج رجل من طاحية مهاجرا، يقال له: بيرح بن أسد، فقدم المدينة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأيام، فرآه عمر، فعلم أنه غريب، فقال له: من أنت؟ قال: من أهل عمان، قال: من أهل عمان؟ قال: نعم، قال: فأخذ بيده فأدخله على أَبي بكر، رضي الله عنه، فقال: هذا من أهل الأرض التي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إني لأعلم أرضا، يقال لها: عمان، ينضح بناحيتها البحر، بها حي من العرب، لو أتاهم رسولي ما رموه بسهم، ولا حجر» .

⦗ص: 510⦘

أخرجه أحمد (308) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا جرير، قال: أخبرنا الزبير بن الخريت، عن أبي لبيد، فذكره

(1)

.

• أَخرجه أَبو يَعلى (106) قال: حدثنا أَبو خيثمة، قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا جَرير بن حازم، قال: حدثنا الزبير بن الخريت، عن أبي لبيد، قال: خرج رجل من الأَسْد

(2)

من طاحية، يقال له: بيرح بن أسد، مهاجرا إلى المدينة، وقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم قبيل ذلك، قال: فرأى عمر بن الخطاب بيرحا يطوف في سكك المدينة فأنكره، فقال: من أنت؟ قال: أنا رجل من أهل عمان، فأخذ بيده فذهب به إلى أَبي بكر، فقال: يا أبا بكر، هذا من الأرض التي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر أهلها من أهل عمان، فقال أَبو بكر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إني لأعلم أرضا ينضح بناحيتها البحر، بها حي من العرب، لو أتاهم رسولي لم يرموه بسهم ولا حجر» .

- جعله من مسند أَبي بكر الصِّدِّيق، رضي الله تعالى عنه.

(1)

المسند الجامع (10667)، وأطراف المسند (6675)، والمقصد العَلي (1485 و 1486)، ومَجمَع الزوائد 10/ 52، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (7047).

والحديث؛ أخرجه الحارث بن أبي أُسامة، «بغية الباحث» (1038)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (2294).

(2)

في «المقصد العَلي» (1485)، و «إتحاف الخيرَة المَهَرة» (7047)، و «إتحاف المَهَرة» لابن حَجَر (9331):«من الأزد» ، والمُثبت عن نسخة شهيد علي باشا الخطية، الورقة (11/ ب)، وطبعتي دار القِبلة والتأصيل، و «المختارة» (4)، إذ أخرجه الضياء من طريق أبي يَعلى.

ص: 509

10225 -

عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن عمر بن الخطاب، قال:

«سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يذكر أهل مقبرة يوما، قال: فصلى عليها، فأكثر الصلاة عليها، قال: فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها؟ فقال: أهل مقبرة شهداء عسقلان، يزفون إلى الجنة، كما تزف العروس إلى زوجها» .

أخرجه أَبو يَعلى (175) قال: حدثنا محمد بن بكار، قال: حدثنا بشير بن ميمون، عن عبد الله بن يوسف، عن عبد الله بن عمر، فذكره

(1)

.

(1)

المقصد العَلي (1490)، ومَجمَع الزوائد 10/ 61، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (7052)، والمطالب العالية (4192).

ص: 510

- كتاب الزهد والرقاق

10226 -

عن أبي تميم الجيشاني، قال: سمع عمر بن الخطاب يقول: إنه سمع نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«لو أنكم توكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا، وتروح بطانا»

(1)

.

أخرجه أحمد (205) قال: حدثنا أَبو عبد الرَّحمَن، قال: حدثنا حَيْوَة، قال: أخبرني بكر بن عَمرو. وفي 1/ 52 (370) قال: حدثنا حجاج، قال: أخبرنا ابن لَهِيعة. وفي (373) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: أخبرنا ابن لَهِيعة. و «عَبد بن حُميد» (10) قال: أخبرنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا حَيْوَة بن شريح، قال: أخبرني بكر بن عَمرو. و «ابن ماجة» (4164) قال: حدثنا حَرملة بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني ابن لَهِيعة. و «التِّرمِذي» (2344) قال: حدثنا علي بن سعيد الكندي، قال: حدثنا ابن المبارك، عن حَيْوَة بن شريح، عن بكر بن عَمرو. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (11805) عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك، عن حَيْوَة بن شريح، عن بكر بن عَمرو. و «أَبو يَعلى» (247) قال: حدثنا أَبو خيثمة، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، عن حَيْوَة بن شريح، عن بكر بن عَمرو. و «ابن حِبَّان» (730) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا أَبو خيثمة، قال: حدثنا المُقرِئ، عن حَيْوَة بن شريح، عن بكر بن عَمرو.

كلاهما (بكر بن عَمرو، وعبد الله بن لَهِيعة) عن عبد الله بن هبيرة، عن أبي تميم الجيشاني، فذكره

(2)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وأَبو تميم الجيشاني اسمه عبد الله بن مالك.

(1)

اللفظ لأحمد (205).

(2)

المسند الجامع (10668)، وتحفة الأشراف (10586)، وأطراف المسند (6666).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (51)، والبزار (340)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (1139)، والبغوي (4108).

ص: 511

10227 -

عن سليم بن عامر، قال: سمعت عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من شاب شيبة في الإسلام، كانت له نورا يوم القيامة» .

أخرجه ابن حبان (2983) قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، ببغداد، قال: حدثنا الهيثم بن خارجة، وكان يسمى شعبة الصغير، قال: حدثنا محمد بن حمير، عن ثابت بن عَجلان، عن سليم بن عامر، فذكره

(1)

.

(1)

إتحاف الخِيرَة المَهَرة (4136).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (2259).

ص: 512

10228 -

عن أَنس، قال: كنا عند عمر، فقال:

«نهينا عن التكلف» .

أخرجه البخاري 9/ 118 (7293) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أَنس، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10669)، وتحفة الأشراف (10413).

ص: 512

10229 -

عن أسلم العدوي، عن عمر بن الخطاب، أنه قال:

«قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي، فإذا امرأة من السبي تبتغي، إذا وجدت صبيا في السبي أخذته، فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟ قلنا: لا، والله، وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لله أرحم بعباده من هذه بولدها»

(1)

.

⦗ص: 513⦘

- في رواية البخاري: «قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي، فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسقي، إذا وجدت صبيا» الحديثَ.

أخرجه البخاري 8/ 9 (5999). ومسلم 8/ 97 (7078) قال: حدثني الحسن بن علي الحُلْواني، ومحمد بن سهل التميمي، واللفظ لحسن.

ثلاثتهم (محمد بن إسماعيل البخاري، والحسن الحُلواني، ومحمد بن سهل) عن سعيد بن أَبي مريم، عن أَبي غسان محمد بن مُطَرِّف، عن زيد بن أَسلم، عن أَبيه، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لمسلم.

(2)

المسند الجامع (10670)، وتحفة الأشراف (10388).

والحديث؛ أخرجه البزار (287)، والطبراني في «الأوسط» (3011)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (6729 و 10506)، والبغوي (4181).

ص: 512

10230 -

عن أبي سنان الدؤلي؛ أنه دخل على عمر بن الخطاب، وعنده نفر من المهاجرين الأولين، فأرسل عمر إلى سفط أتي به من قلعة من العراق، فكان فيه خاتم، فأخذه بعض بنيه، فأدخله في فيه، فانتزعه عمر منه، ثم بكى عمر، رضي الله عنه، فقال له من عنده: لم تبكي، وقد فتح الله لك، وأظهرك على عدوك، وأقر عينك؟ فقال عمر: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«لا تفتح الدنيا على أحد، إلا ألقى الله، عز وجل، بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة» .

وأنا أشفق من ذلك

(1)

.

أخرجه أحمد (93). وعَبد بن حُميد (44) قال: حدثني ابن أبي شيبة.

كلاهما (أحمد بن حنبل، وأَبو بكر بن أبي شيبة) عن الحسن بن موسى، قال: حدثنا ابن لَهِيعة، قال: حدثنا أَبو الأسود، أنه سمع محمد بن عبد الرَّحمَن بن لبيبة يحدث، عن أبي سنان الدؤلي، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (10671)، وأطراف المسند (6669)، والمقصد العَلي (1971)، ومَجمَع الزوائد 3/ 121 و 10/ 236، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (7256).

والحديث؛ أخرجه البزار (311).

ص: 513

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ محمد بن عبد الرَّحمَن بن لبيبة، ويُقال: ابن أَبي لبيبة، ليس بحجة. انظر فوائد الحديث رقم (10782).

- وعبد الله بن لَهيعَة ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (5997).

ص: 513

10231 -

عن أبي صالح مولى عمر بن الخطاب، قال: حدثنا عمر بن الخطاب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«ليس من ليلة، إلا والبحر يشرف فيها، ثلاث مرات، على الأرض، يستأذن الله في أن ينفضخ عليهم، فيكفه الله، عز وجل» .

أخرجه أحمد (303) قال: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا العوام، قال: حدثني شيخ كان مرابطا بالساحل، قال: لقيت أبا صالح مولى عمر بن الخطاب فقال، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10672)، وأطراف المسند (6670)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (4364)، والمطالب العالية (2043).

ص: 514

- فوائد:

- قال ابن محرز: سمعت يحيى، يعني ابن مَعين، وقلت له: العوام، عن رجل، عن أبي صالح مولى عمر بن الخطاب، من أَبو صالح هذا؟ قال: لا أعرفه. «سؤالاته» 1/ (222 و 800).

ص: 514

10232 -

عن النعمان بن بشير، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول:

«رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتوي في اليوم من الجوع، ما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه»

(1)

.

- وفي رواية: «سمعت النعمان، يعني ابن بشير يخطب، قال: ذكر عمر ما أصاب الناس من الدنيا، فقال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يظل اليوم يلتوي، ما يجد دقلا يملأ به بطنه»

(2)

.

أخرجه أحمد (159) قال: حدثنا عَمرو بن الهيثم. وفي 1/ 50 (353) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. و «عَبد بن حُميد» (22) قال: حدثنا سعيد بن الربيع. و «مسلم» 8/ 220 (7571) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، واللفظ لابن المثنى، قالا: حدثنا محمد بن جعفر. و «ابن ماجة» (4146) قال: حدثنا نصر بن

⦗ص: 515⦘

علي، قال: حدثنا بشر بن عمر. و «أَبو يَعلى» (183) قال: حدثنا عُبيد الله بن عمر، قال: حدثنا غُندَر، محمد بن جعفر. وفي (223) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا حجاج. و «ابن حِبَّان» (6342) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا أَبو عامر العَقَدي.

ستتهم (عَمرو، ومحمد بن جعفر، وحجاج بن محمد، وسعيد، وبشر، وأَبو عامر العَقَدي) عن شعبة بن الحجاج، عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لابن ماجة.

(2)

اللفظ لأحمد (353).

(3)

المسند الجامع (10673)، وتحفة الأشراف (10652)، وأطراف المسند (6659).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (57)، والبزار (237)، والبيهقي في «دلائل النبوة» 1/ 343.

ص: 514

• أخرجه ابن أبي شيبة (35463) قال: حدثنا أَبو الأحوص. و «أحمد» 4/ 268 (18546) قال: حدثنا أَبو كامل، قال: حدثنا زهير. وفي (18547) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا إسرائيل. و «مسلم» 8/ 220 (7569) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وأَبو بكر بن أبي شيبة، قالا: حدثنا أَبو الأحوص. وفي (7570) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا زهير (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا المُلَائي، قال: حدثنا إسرائيل. و «التِّرمِذي» (2372)، وفي «الشمائل» (152 و 369) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا أَبو الأحوص. و «ابن حِبَّان» (6340) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أَبو الأحوص. وفي (6341) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن أَبي بكر المُقَدَّمي، قال: حدثنا أَبو عَوانة.

أربعتهم (أَبو الأحوص سَلَّام بن سليم، وزهير بن معاوية، وإسرائيل بن يونس، وأَبو عَوانة الوضاح) عن سماك بن حرب، قال: سمعت النعمان بن بشير يقول:

«ألستم في طعام وشراب ما شئتم؟ لقد رأيت نبيكم صلى الله عليه وسلم وما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه» .

وقتيبة لم يذكر به

(1)

.

(1)

اللفظ لمسلم (7569).

ص: 515

- وفي رواية: «سمعت النعمان بن بشير، يقول على منبر الكوفة: والله، ما

⦗ص: 516⦘

كان النبي صلى الله عليه وسلم أو قال: نبيكم، عليه السلام، يشبع من الدقل، وما ترضون دون ألوان التمر والزبد»

(1)

.

- وفي رواية: «سمع النعمان بن بشير يخطب، وهو يقول: أحمد الله، تعالى، فربما أتى على رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهر، يظل يتلوى ما يشبع من الدقل»

(2)

.

- وفي رواية: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يجد من الدقل ما يملأ بطنه، وهو جائع»

(3)

.

- ليس فيه: «عن عمر بن الخطاب»

(4)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ صحيحٌ.

وقال: (2372 م) ورواه أَبو عَوانة، وغير واحد، عن سماك بن حرب، نحو حديث أبي الأحوص، وروى شعبة هذا الحديث، عن سِمَاك، عن النعمان بن بشير، عن عمر.

(1)

اللفظ لأحمد (18546).

(2)

اللفظ لأحمد (18547).

(3)

اللفظ لابن حبان (6341).

(4)

المسند الجامع (11904)، وتحفة الأشراف (11621)، وأطراف المسند (7445).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 21/ (126: 129)، والبغوي (4071).

ص: 515

- فوائد:

- قال عبد الرَّحمَن بن أبي حاتم الرازي: سألتُ أبي عن حديثٍ؛ رواه شعبة، عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، عن عمر، قال: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يشبع من الدقل، وما ترضون أنتم دون ألوان التمر وألوان الثياب.

قال: كذا قال شعبة، وأما غيره من أصحاب سماك فليس يتابعه أحد منهم، إنما يقولون: سماك عن النعمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يقولون:«عمر» .

قلت لأبي: أيهما أصح؟ قال: شعبة أحفظ.

قلت: لم يتابعه أحد؟ قال: وإن لم يتابعه أحد، فإن شعبة أحفظهم. «علل الحديث» (1811).

- وقال البزار: هذا الحديث لا نعلمه يروى عن عمر إلا من هذا الوجه، وإنما قال شعبة فيه: عن سِمَاك، عن النعمان، عن عمر.

⦗ص: 517⦘

ورواه غير واحد عن النعمان بن بشير، عن النبي صلى الله عليه وسلم وشعبة أحفظ من غيره ممن رواه عن سماك. «مسنده» (237).

ص: 516

10233 -

عن مصعب بن سعد، عن حفصة بنت عمر، قال: قالت لأبيها: يا أمير المؤمنين، ما عليك لو لبست ألين من ثوبك هذا، وأكلت أطيب من طعامك هذا؟ قد فتح الله عليك الأرض، وأوسع عليك الرزق؟ قال: سأخاصمك إلى نفسك، أما تعلمين ما كان يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم من شدة العيش، وجعل يذكرها شيئًا مما كان يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أبكاها، قال: قد قلت لك: إنه كان لي صاحبان سلكا طريقا، فإني إن سلكت غير طريقهما سلك بي غير طريقهما، فإني والله، لأشاركنهما في مثل عيشهما الشديد، لعلي أدرك معهما عيشهما الرخي.

يعني بصاحبيه؛ النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر، رضي الله عنه

(1)

.

- وفي رواية: «عن مصعب بن سعد، قال: قالت حفصة لأبيها: قد أوسع الله الرزق، فلو أنك أكلت طعاما ألين من طعامك، ولبست ثوبا ألين من ثوبك؟ فقال: سأخاصمك إلى نفسك، فجعل يذكرها ما كان فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كانت فيه من الجهد، حتى أبكاها، فقال: قد قلت لك: إنه كان لي صاحبان، سلكا طريقا، وإني إن سلكت غير طريقهما، سلك بي غير طريقهما، وإني والله، لأشاركنهما في مثل عيشهما، لعلي أن أدرك معهما عيشهما الرخي» .

أخرجه ابن أبي شيبة (35475). وعَبد بن حُميد (25) عن محمد بن بشر، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، قال: حدثني أخي نعمان، عن مصعب بن سعد، فذكره.

- في رواية عَبد بن حُميد: «عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أخيه» لم يُسَمِّه.

• أَخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (11806) عن سويد بن نصر، عن عبد الله، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص؛

⦗ص: 518⦘

«أن حفصة قالت لعمر: ألا تلبس ثوبا ألين من ثوبك، وتأكل طعاما أطيب من طعامك؟، الحديث»

(2)

.

- ليس فيه: «عن أخي إسماعيل بن أبي خالد»

(3)

.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(2)

هذا هو القدر الذي أورده المزي، من متن الحديث في «تحفة الأشراف» ، وأكمل محقق «السنن الكبرى» متن الحديث كيفما اتفق له، فهو نقله عن التحفة.

(3)

المسند الجامع (10674)، وتحفة الأشراف (10645)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (7339)، والمطالب العالية (3156).

والحديث؛ أخرجه إسحاق بن رَاهَوَيْه (1994)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (10121 و 10122).

ص: 517

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه إسماعيل بن أبي خالد، واختُلِف عنه؛

فرواه عبد الله بن المبارك، ومحمد بن بشر العبدي، عن إسماعيل، عن أخيه النعمان، عن مصعب بن سعد، عن حفصة.

وخالفهما أَبو أُسامة، ويزيد بن هارون، فروياه عن إسماعيل، عن مصعب بن سعد، ولم يذكرا بينهما أخا إسماعيل.

وقول ابن المبارك، ومحمد بن بشر، أولى بالصواب، والله أعلم. «العلل» (162).

ص: 518

10234 -

عن عبد الله بن عباس، قال: كان عمر بن الخطاب إذا صلى صلاة، جلس للناس، فمن كانت له حاجة كلمه، وإن لم تكن لأحد حاجة قام فدخل، قال: فصلى صلوات لا يجلس للناس فيهن، قال ابن عباس: فحضرت الباب، فقلت: يا يرفأ، أبأمير المؤمنين شكاة؟ فقال: ما بأمير المؤمنين من شكوى، فجلست فجاء عثمان بن عفان فجلس، فخرج يرفأ، فقال: قم يا ابن عفان، قم يا ابن عباس، فدخلنا على عمر، فإذا بين يديه صبر من مال، على كل صبرة منها كنف، فقال عمر: إني نظرت في أهل المدينة، فوجدتكما من أكثر أهلها عشيرة، فخذا هذا المال فاقسماه، فما كان من فضل فردا، فأما عثمان فحثا، وأما أنا فجثوت لركبتي، وقلت: وإن كان نقصانا رددت علينا، فقال عمر: نشنشة من أخشن، يعني حجرا من جبل ـ أما كان هذا عند الله، إذ محمد

⦗ص: 519⦘

وأصحابه يأكلون القد؟ فقلت: بلى والله، لقد كان هذا عند الله، ومحمد صلى الله عليه وسلم حي، ولو عليه فتح لصنع فيه غير الذي تصنع، قال: فغضب عمر، وقال: إذا صنع ماذا؟ قلت: إذا لأكل وأطعمنا، قال: فنشج عمر حتى اختلفت أضلاعه، ثم قال: وددت أني خرجت منها كفافا، لا لي ولا علي.

أخرجه الحُميدي (30) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عاصم بن كليب، قال: أخبرني أبي، أنه سمع ابن عباس يقول، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10675)، ومَجمَع الزوائد 10/ 242، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (2081)، والمطالب العالية (2051).

والحديث؛ أخرجه البزار (209).

ص: 518

10235 -

عن عبد الله بن عباس، أنه سمع عمر بن الخطاب يقول

(1)

:

«خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الظهيرة، فوجد أبا بكر في المسجد، فقال: ما أخرجك هذه الساعة؟ قال: أخرجني الذي أخرجك يا رسول الله، وجاء عمر بن الخطاب، فقال: يا ابن الخطاب، ما أخرجك؟ قال: أخرجني الذي أخرجكما يا رسول الله، فقعد عمر، وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثهما، ثم قال: هل بكما من قوة، فتنطلقان إلى هذا النخل، فتصيبان طعاما وشرابا وظلا؟ قلنا: نعم، قال: مروا بنا إلى منزل ابن التيهان أبي الهيثم الأَنصاري، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيدينا، فسلم، فاستأذن ثلاث مرات، وأم الهيثم وراء الباب تسمع الكلام، وتريد

⦗ص: 520⦘

أن يزيدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينصرف، خرجت أم الهيثم تسعى خلفهم،

(1)

قوله: «أنه سمع عمر بن الخطاب يقول» لم يرد في طبعتي دار المأمون، ودار القبلة، وأثبتناه عن مَجمَع الزوائد 10/ 316، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (7356)، والمطالب العالية (3153)، و «المختارة» للضياء 1/ (179)، إذ ورد من طريق أبي يَعلى.

- وقد ذكره أَبو يَعلى في مسند عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنه.

وأخرجه العُقيلي في «الضعفاء» 3/ 295، وابن أبي حاتم في «تفسيره» 10/ 3406، والطبراني 19/ (568)، والبيهقي في «دلائل النبوة» (344)، من طريق زكريا بن يحيى.

وأخرجه البزار (205)، من طريق عبد الله بن عيسى.

وفي جميع هذه المواطن، رواه ابن عباس، عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنهما.

ص: 519

فقالت: يا رسول الله، قد والله، سمعت تسليمك، ولكني أردت أن تزيدنا من سلامك، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا، وقال: أين أَبو الهيثم، ما أراه؟ قالت: هو قريب، ذهب يستعذب لنا من الماء، ادخلوا فإنه يأتي الساعة، إن شاء الله، فبسطت لهم بساطا تحت شجرة، فجاء أَبو الهيثم، وفرح بهم وقرت عينه بهم، وصعد على نخلة فصرم لهم عذقا، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حسبك يا أبا الهيثم، قال: يا رسول الله، تأكلون من بسره، ومن رطبه، ومن تذنوبه، ثم أتاهم بماء فشربوا عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا من النعيم الذي تسألون عنه، وقام أَبو الهيثم ليذبح لهم شاة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياك واللبون، وقامت أم الهيثم تعجن لهم وتخبز، ووضع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأَبو بكر، وعمر، رؤوسهم للقائلة، فانتبهوا وقد أدرك طعامهم، فوضع الطعام بين أيديهم، وأكلوا وشبعوا، وحمدوا الله، عز وجل، وردت عليهم أم الهيثم بقية الأعذاق، فأكلوا من رطبه، ومن تذنوبه، فسلم عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا لهم».

أخرجه أَبو يَعلى (250) قال: حدثنا زكريا بن يحيى، حدثنا عبد الله بن عيسى، حدثنا يونس بن عبيد، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره

(1)

.

(1)

المقصد العَلي (2029)، ومَجمَع الزوائد 10/ 316، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (7356)، والمطالب العالية (3153).

والحديث؛ أخرجه البزار (205)، والطبراني 19/ (568).

ص: 520

- فوائد:

- قال أَبو زُرعَة الرازي: هذا حديثٌ منكرٌ، يعني بهذا الإسناد. «علل الحديث» (1802).

- وأخرجه العُقيلي في «الضعفاء» 3/ 295، في مناكير عبد الله بن عيسى الخزاز، وقال: عبد الله بن عيسى الخزاز أَبو خلف، بصري، عن يونس بن عبيد، لا يتابع على أكثر حديثه.

ص: 521

- كتاب الفتن

10236 -

عن سليمان بن الربيع، عن عمر بن الخطاب، قال: سمعته يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لا يزال ناس من أمتي ظاهرين على الحق» .

أخرجه الدَّارِمي (2589) قال: أخبرنا أَبو بكر بن بشار، قال: أخبرنا أَبو داود الطيالسي، قال: حدثنا همام، عن قتادة، عن عبد الله بن بُريدة، عن سليمان بن الربيع، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10607)، والمقصد العَلي (1816)، ومَجمَع الزوائد 7/ 288، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (1595)، والمطالب العالية (4352).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (38).

ص: 521

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال البخاري: قال لنا عَمرو بن مرزوق: أخبرنا همام، عن قتادة، عن ابن بُريدة، عن سليمان بن الربيع العدوي، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتي على الحق، حتى يأتي أمر الله.

يقال: سليمان، وحجير، وحريث إخوة.

قال أَبو عبد الله، يعني البخاري: ولا يعرف سماع قتادة من ابن بُريدة، ولا ابن بُريدة من سليمان. «التاريخ الكبير» 4/ 12.

ص: 521

10237 -

عن سعيد بن المُسَيب، عن عمر بن الخطاب، قال:

«ولد لأخي أُم سلمة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم غلام، فسموه الوليد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سميتموه بأسماء فراعنتكم؟! ليكونن في هذه الأمة رجل، يقال له: الوليد، لهو شر على هذه الأمة من فرعون لقومه» .

⦗ص: 522⦘

أخرجه أحمد (109) قال: حدثنا أَبو المغيرة، قال: حدثنا ابن عياش، قال: حدثني الأوزاعي، وغيره، عن الزُّهْري، عن سعيد بن المُسَيب، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10678)، وأطراف المسند (6562)، ومَجمَع الزوائد 5/ 240 و 7/ 313.

والحديث في إتحاف الخِيرَة المَهَرة (4791)، والمطالب العالية (2800) وليس فيه عمر.

والحديث؛ أخرجه مرسلا، ليس فيه» عمر»: الحارث بن أبي أُسامة، «بغية الباحث» (804)، والبيهقي في «دلائل النبوة» 6/ 505.

ص: 521

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال إسحاق بن منصور: قلتُ ليحيى بن مَعين: يصح لسعيد بن المُسَيب سماعٌ من عمر؟ قال: لا. «المراسيل» لابن أبي حاتم (247).

- وقال الدارقُطني: يرويه الأوزاعي، واختُلِف عنه؛

فرواه إسماعيل بن عياش، عن الأوزاعي، عن الزُّهْري، عن ابن المُسَيب، عن عمر.

وغيره يرويه عن الأوزاعي، ولا يذكر فيه عن عمر، وهو الصواب. «العلل» (186).

ص: 522

10238 -

عن أبي عثمان النهدي، عن عمر بن الخطاب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«إن أخوف ما أخاف على أمتي، كل منافق عليم اللسان»

(1)

.

- وفي رواية: «إنما أخاف عليكم كل منافق عليم، يتكلم بالحكمة، ويعمل بالجور»

(2)

.

أخرجه أحمد (143) قال: حدثنا أَبو سعيد. وفي 1/ 44 (310) قال: حدثنا يزيد. و «عَبد بن حُميد» (11) قال: حدثنا محمد بن الفضل.

ثلاثتهم (أَبو سعيد مولى بني هاشم، ويزيد بن هارون، ومحمد بن الفضل) عن ديلم بن غزوان العبدي، قال: حدثنا ميمون الكردي، قال: حدثني أَبو عثمان النهدي، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (143).

(2)

اللفظ لعَبد بن حُميد.

(3)

المسند الجامع (10679)، وأطراف المسند (6671)، والمقصد العَلي (91)، ومَجمَع الزوائد 1/ 187، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (384 و 7082).

والحديث؛ أخرجه البزار (305)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (1640 و 1641).

ص: 522

- فوائد:

- قال الدارقُطني: رواه المُعَلَّى بن زياد، عن أبي عثمان، عن عمر، موقوفا غير مرفوع.

وكذلك رواه حماد بن زيد، عن ميمون الكردي، عن أبي عثمان، عن عمر، قوله.

وخالفه ديلم بن غزوان، ويكنى أبا غالب، عن ميمون الكردي، عن أبي عثمان، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وتابعه الحسن بن أبي جعفر الجفري، عن ميمون الكردي، فرفعه أيضا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

والموقوف أشبه بالصواب، والله أعلم. «العلل» (246).

ص: 523

10239 -

عن زهير بن سالم؛ أن عمير بن سعد الأَنصاري كان ولاه عمر حمص، فذكر الحديث، قال عمر، يعني لكعب: إني أسألك عن أمر فلا تكتمني، قال: والله، لا أكتمك شيئًا أعلمه، قال: ما أخوف شيء تخوفه على أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: أئمة مضلين، قال عمر: صدقت، قد أسر ذلك إلي وأعلمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه أحمد (293) قال: حدثنا عبد القدوس بن الحجاج، قال: حدثنا صفوان، قال: حدثني أَبو المخارق، زهير بن سالم، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10680)، وأطراف المسند (6555)، ومَجمَع الزوائد 5/ 239.

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (981).

ص: 523

- فوائد:

- صفوان؛ هو ابن عَمرو، السكسكي.

ص: 523

• حديث حذيفة، قال: كنا عند عمر، فقال: أيكم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن، الحديث.

سلف في مسند حذيفة بن اليمان، رضي الله تعالى عنه برقم (3725).

ص: 523

- كتاب الجَنة

10240 -

عن طارق بن شهاب، عن عمر بن الخطاب، قال:

«جاء أناس من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد، أفي الجنة فاكهة؟ قال: نعم، فيها فاكهة ونخل ورمان، قالوا

(1)

: أفيأكلون كما يأكلون في الدنيا؟ قال: نعم، وأضعاف، قالوا

(2)

: أفيقضون الحوائج؟ قال: لا، ولكنهم يعرقون ويرشحون، فيذهب الله بما في بطونهم من أذى».

أخرجه عَبد بن حُميد (35) قال: حدثني يحيى بن عبد الحميد، قال: حدثنا حصين بن عمر، قال: حدثنا مخارق، عن طارق بن شهاب، فذكره

(3)

.

(1)

في الطبعات الأربع؛ عالم الكتب، وبلنسية، والتركية، وابن عباس، في الموضعين:«قال» ، عدا طبعة بلنسية، ففي الموضع الأول فقط:«قالوا» ، والسياق يقتضي أن يكون الأمر في الموضعين:«قالوا» ، والقائلون هم اليهود، والحديث؛ أخرجه ابن كثير في «تفسيره» 7/ 507، وفي «مسند الفاروق» (872)، وابن حجر في «المطالب العالية» (4602)، من طريق عَبد بن حُميد، وفي الموضعين:«قالوا» .

(2)

انظر الحاشية السابقة.

(3)

المسند الجامع (10681)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (7865)، والمطالب العالية (4602).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي الدنيا في «صفة الجنة» (103).

ص: 524

10241 -

عن طارق بن شهاب، قال: سمعت عمر، رضي الله عنه، يقول:

«قام فينا النبي صلى الله عليه وسلم مقاما، فأخبرنا عن بدء الخلق، حتى دخل أهل الجنة منازلهم، وأهل النار منازلهم، حفظ ذلك من حفظه، ونسيه من نسيه» .

أخرجه البخاري 4/ 129 (3192) تعليقا قال: وروى عيسى، عن رقبة، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، فذكره

(1)

.

(1)

تحفة الأشراف (10470).

ص: 524