الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مجلس آخر من أماليه
أملاه علينا يوم الجمعة الثامن عشر من شهر ربيع الآخر سنة خمس وعشرين وخمس مائة
9-
أخبرنا أبو الفتح نصر بن علي قدم علينا أنا أبو علي الحسين بن محمد الفقيه بن داسة ثنا أبو داود ثنا مسدد بن مسرهد وموسى بن إسماعيل قالا: نا عبد العزيز بن المختار ثنا عبد الله الداناج حدثني حضين بن المنذر الرقاشي هو أبو ساسان قال شهدت عثمان بن عفان وأتي بالوليد بن عقبة فشهد عليه حمران ورجلٌ آخر، فشهد أحدهما أنه رآه شربها يعني الخمر وشهد آخر أنه رآه يتقيؤها، فقال عثمان: إنه لم يتقيؤها حتى شربها، فقال لعلي أقم عليه الحد، فقال علي للحسن: أقم عليه الحد، قال الحسن: ول حارها من تولى قارها، فقال علي لعبد الله بن جعفر، أقم عليه الحد، قال فأخذ السوط فجلده وعلي يعد، فلما بلغ أربعين قال: حسبك، جلد النبي صلى الله عليه وسلم أربعين، أحسبه قال: وجلد أبو بكر أربعين وعمر ثمانين، وكل سنةٌ وهذا أحب إليه.
⦗ص: 261⦘
هذا حديث صحيح أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، وزهير وأبي بن حجر عن ابن علية عن ابن أبي عروبة عن عبد الله الداناج، وأخرجه أيضاً من طريق آخر.
10-
وقال أبو داود: ثنا إسماعيل بن موسى الفزاري ثنا شريك عن أبي حصين عن عمير بن سعيد عن علي رضي الله عنه قال: لا أدري أو ما كنت أدري من أقمت عليه حداً إلا شارب الخمر فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسن فيه شيئاً، إنما هو شيءٌ قلناه نحن.
⦗ص: 262⦘
وهذا حديث متفق على صحته من طريق سفيان الثوري عن أبي حصين، أخرجاه جميعاً، وقول علي: لم يسن النبي صلى الله عليه وسلم فيه شيئاً أراد لم يسن مقداره، فإنه صح في الروايات أنه أمر أصحابه بالضرب فضربوه بالجريد والنعال والعصا وغيرها، وكان علي يميل إلى التخفيف فيه حتى أجمع الأكثرون على ثمانين فحسب، قال: من شرب هذي ومن هذي افترى فأرى أن يجعل عليه حد المفترين وأما قول الحسن: ول حرها من تولى قرها، أي في سديدها من تولى هنيها.
وأبو ساسان حضين بن المنذر كان يسند قومه.
11-
أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف أنبا أبو طاهر محمد بن الفضل السلمي أنبا جدي إمام الأئمة أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة أنا بشر بن خالد العسكري هو محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان قال: سمعت أبا وائل يحدث
⦗ص: 263⦘
عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أول ما يحكم به بين العباد في الدماء)) .
متفق على صحته من حديث سليمان الأعمش، أخرجه مسلم عن بشر بن خالد عن غندر عن شعبة، وأخرجه البخاري عن عمر بن حفص بن غياث عن أبيه، كلاهما عن الأعمش.
12-
أخبرنا السيد أبو القاسم بن مهدي وأبو الفضل محمد بن عبيد الله الصرام رحمهما الله قالا: نا الإمام أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش أنا أبو طاهر محمد بن الحسن البزاز ثنا إبراهيم بن عبيد الله السعدي أنا يزيد بن هارون أنا حميد عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب أن يليه المهاجرون والأنصار في الصلاة ليأخذوا عنه.
⦗ص: 264⦘
هذا حديث عال من حديث يزيد بن هارون عن حميد لم نكتبه إلا من هذا الوجه.
13-
أخبرنا السيد أبو الحسن إسماعيل بن الحسين الهروي قدم علينا ثنا أبو عثمان القرشي قال: أنا أبو الحسين محمد بن ظفر الجارودي ثنا عبد الله بن عروة ثنا علي بن مسلم ثنا سيار بن حاتم ثنا جعفر بن سليمان قال: سمعت مالك بن دينار يقول: ((إن البدن إذا سقم لم ينجح فيه طعامٌ ولا شرابٌ ولا نومٌ ولا راحةٌ، فكذلك القلب إذا علقت فيه الدنيا لم تنجح فيه المواعظ)) .
14-
أنشدنا الإمام زين الإسلام جدي أبو القاسم لنفسه:
خليلي قول للذي صرم الجبلا
…
أجدك هذا الهجر أم كان ذا هزلا
أما يرتجى منكم رجوع إلى الهوى
…
أما سورة للوصل في دينكم تبلى
⦗ص: 265⦘
ملكت عناني كيف سبت وطاعتي
…
فقدني كما تهوي فإنك بي أولى
بلغت المجلس والمشايخ إملاء وقرأه باستملاء ابن المملي أحمد بن عبد الغافر وعمر بن أحمد الصفار وابنه أبو سعد ومحمد بن أميرك الجويني وآخرين.