الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف اللام ألف
4200 -
قالت أم سلمة: يا رسول الله، إني امرأة أشدّ ضفر رأسي، أفأنقضه لغسل الجنابة؟ قال "لا"
قال الحافظ: رواه مسلم (330) وفي رواية له "للحيضة والجنابة"(1)
4201 -
عن أبي أمامة بن سهل بن حُنيف في قصة ماعز: قال: فقيل: يا رسول الله، أتصلي عليه؟ قال "لا" قال: فلما كان من الغد قال: "صلوا على صاحبكم" فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس.
قال الحافظ: أخرج عبد الرزاق وهو في "السنن" لأبي قرة من وجه آخر عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف: فذكره" (2)
أخرجه عبد الرزاق (13339) عن ابن جريج أخبرني عبد الله بن أبي بكر أخبرني أيوب عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم صلى الظهر يوم ضرب ماعز، وطول الأوليين من الظهر حتى كاد الناس يعجزوا عنها من طول القيام، فلما انصرف أمر به أن يرجم، فرجم، فلم يقتل حتى رماه عمر بن الخطّاب بلحيي بعير فأصاب رأسه فقتله، فقال: فاظ حين لماعز نفست، فقيل للنبي-صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، تصلي عليه؟ قال "لا" فلما كان الغد صلى الظهر، فطوّل الركعتين الأوليين كما طولهما بالأمس، أو أدنى شيئًا، فلما انصرف قال "فصلوا على صاحبكم" فصلّى عليه النبي-صلى الله عليه وسلم والناس.
أبو أمامة واسمه أسعد مختلف في صحبته، والباقون ثقات.
4202 -
عن القاسم بن أبي بزة أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم طلّق سودة فقعدت له على الطريق
فقالت: والذي بعثك بالحق مالي بالرجال حاجة، ولكن أحبّ أن أبعث مع
(1) 1/ 434 (كتاب الحيض- باب امتشاط المرأة عند غسلها من المحيض)
(2)
15/ 142 (كتاب الحدود- باب الرجم بالمصلى)
نسائك يوم القيامة فأنشدك بالذي أنزل عليك الكتاب هل طلقتني لموجدة وجدتها عليّ؟ قال "لا" قالت: فأنشدك لما راجعتني، فراجعها، قالت: فإني قد جعلت يومي وليلتي لعائشة حبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الحافظ: وأخرج ابن سعد بسند رجاله ثقات من رواية القاسم بن أبي بزة مرسلا: فذكره" (1)
مرسل
أخرجه ابن سعد (8/ 54) عن مسلم بن إبراهيم البصري ثنا هشام الدَّستُوائي ثنا القاسم بن أبي بزة أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم بعث إلى سودة بطلاقها، فلما أتاها جلست على طريقه بيت عائشة، فلما رأته قالت: أنشدك بالذي أنزل عليك كتابه واصطفاك على خلقه لم طلقتني، ألموجدة وجدتها فّي؟ قال "لا" قالت: فإني أنشدك بمثل الأولى أما راجعتني وقد كبرت ولا حاجة لي في الرجال ولكني أحبّ أن أبعث في نسائك يوم القيامة. فراجعها النبي-صلى الله عليه وسلم، قالت: فإني قد جعلت يومي وليلتي لعائشة حبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ورواته ثقات.
4203 -
حديث عمر أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم لما هجر نساءه وشاع أنّه طلقهّن وأنّ عمر جاءه فقال: أطلقت نساءك؟ قال "لا" قال: فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي: لم يطلق نساءه، فنزلت هذه الآية (2).
قال الحافظ: وقد وقع عند مسلم (1479) من حديث عمر في سبب نزولها: فذكره" (3)
4204 -
حديث سلمان: سئل صلى الله عليه وسلم عن الجراد فقال: "لا أكله ولا أحرمه"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود، والصواب مرسل. ولابن عدي في ترجمة ثابت بن زهير عن نافع عن ابن عمر أنّه صلى الله عليه وسلم سئل عن الضب فقال: فذكره، وسئل عن الجراد فقال مثل ذلك "وهذا ليس ثابتا لأنّ ثابتا قال فيه النسائي: ليس بثقة" (4)
(1) 11/ 225 (كتاب النكاح- باب المرأة تهب يومها من زوجها لضرتها)
(2)
يعني قوله تعالى {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ} [النساء: 83])
(3)
9/ 326 (كتاب التفسير: سورة النساء- باب {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ} [النساء:83])
(4)
12/ 41 (كتاب الذبائح- باب أكل الجراد)
حديث سلمان يرويه أبو عثمان (1) النّهدي واختلف عنه:
- فرواه سليمان التيمي عن أبي عثمان واختلف عنه:
• فقال أبو همام محمد بن الزِّبْرقان الأهوازي: ثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قال: سئل النبي-صلى الله عليه وسلم عن الجراد، فقال "أكثر جنود الله، لا آكله ولا أحرمه"
أخرجه أبو داود (3813) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1080) عن محمد بن الفرج البغدادي ثنا أبو همام به.
ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي (9/ 257)
ومن طريق البغوي أخرجه محمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(241)
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(6129) والبيهقي (9/ 257) والخطيب في "التاريخ"(14/ 72) من طرق عن محمد بن الفرج به.
وأخرجه البزار (2509) عن جميل بن الحسن العتكي أنا محمد بن الزبرقان به.
وأخرجه إبراهيم الهاشمي في "أماليه"(4) عن خلاد بن أسلم البغدادي ثنا محمد بن الزبرقان به.
وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(1294) من طريق زيد بن الحريش الأهوازي ثنا محمد بن الزبرقان به.
• وقال غير واحد: عن سليمان التيمي عن أبي عثمان مرسلًا.
منهم:
1 -
المعتمر بن سليمان التيمي.
أخرجه عبد الرزاق (8757)
2 -
يزيد بن هارون الواسطي.
أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 329)
3 -
محمد بن عبد الله الأنصاري.
(1) اسمه: عبد الرحمن بن مل.
أخرجه ابن ماسي في "حديث الأنصاري"(7) والبيهقي (9/ 257)
- ورواه فائد أبو العوام الجزار عن أبي عثمان واختلف عنه:
• فقال زكريا بن يحيى بن عمارة الذارع: ثنا فائد أبو العوام عن أبي عثمان عن سلمان.
أخرجه أبو داود (3813) وابن ماجه (3219) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 285) والطبراني (6149) وأبو الشيخ في "العظمة"(1295) والبيهقي (9/ 257) والمزي (23/ 141)
قال أبو حاتم: هذا خطأ، الصحيح مرسل ليس فيه سلمان" العلل 2/ 8
• وقال حماد بن سلمة: عن فائد عن أبي عثمان مرسلًا.
قاله أبو داود (4/ 165)
- وقال الطيالسي (ص 91): ثنا شعبة عمن سمع أبا عثمان مرسلًا.
- ورواه عثمان بن غِياث البصري عن أبي عثمان مرسلًا.
أخرجه ابن ماسي في "حديث الأنصاري"(90)
وحديث ابن عمر أخرجه الطبري في "التهذيب"(مسند عمر 1/ 166 أو 167) عن بشر بن معاذ العَقَدي ثنا ثابت بن زهير قال: سمعت نافعا يحدث عن ابن عمر قال: كنت جالسا عند النبي-صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل، فسأله عن الضب؟ فقال "لست بآكله ولا محرمه"
قال بشر بن معاذ: ثنا ثابت بن زهير سمعت هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مثل ذلك.
وأخرجه ابن عدي (2/ 521) عن محمد بن الحباب بن شهريار ثنا بشر بن معاذ به.
وزاد "والجراد مثل ذلك"
قال بشر: وثنا ثابت ثنا هشام عن أبيه عن عائشة مثل ما قال ابن عمر عن النبي-صلى الله عليه وسلم في الضب.
قال ابن عدي: وهذا الحديث في الضب حديث نافع عن ابن عمر مشهور، وإنّما الغريب منه قوله "والجراد مثل ذلك" وعن هشام عن أبيه عن عائشة ليس يرويه غير ثابت"
قلت: وثابت بن زهير قال البخاري وأبو حاتم والدارقطني والساجي: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، زاد أبو حاتم: ضعيف الحديث لا يشتغل به.
4205 -
حديث خزيمة بن جزء: قلت: يا رسول الله، ما تقول في الأرنب؟ قال:"لا أكله ولا أحرمه" قل: فإني آكل ما لا تحرمه، ولم يا رسول الله؟ قال "نبئت أنّها تَدْمَى"
قال الحافظ: سنده ضعيف، وله شاهد عن عبد الله بن عمرو بلفظ "جيء بها إلى النبي-صلى الله عليه وسلم فلم يأكلها ولم ينه عنها زعم أنها تحيض "أخرجه أبو داود، وله شاهد عن عمر عند إسحاق بن راهوية في "مسنده"(1)
ضعيف
أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 249 - 250 و 251) والبخاري في "الكبير"(2/ 1/ 206) وابن ماجه (3235 و 3237 و 3245) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1411) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عمر 1/ 168 و2/ 847) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(607) والطبراني في "الكبير"(3796) وأبو نعيم في "الصحابة"(2383) والمزي في "التهذيب"(5/ 334 - 335) من طريق أبي تُميلة يحيى بن واضح المروزي عن محمد بن إسحاق عن عبد الكريم بن أبي المخارق أبي أمية عن حبان بن جزء عن أخيه خزيمة بن جزء قال: قلت للنبي-صلى الله عليه وسلم: جئت أسألك عن أحناش الأرض؟ قال "سل عمّا شئت" قال: الضب؟ قال "لا آكله ولا أحرمه" قال: فإني آكل ما لم تحرم، ولم؟ قال "فقدت أمة من الأمم ورأيت خلقا رابني" قلت: الأرنب؟ قال "لا آكلها ولا أحرمها" قال: إني آكل ما لم تحرم، ولم؟ قال "نبئت أنها تَدْمَى" قال: الثعلب؟ قال "ومن يأكل الثعلب! " قلت: الضبع؟ قال "ومن يأكل الضبع! " قلت: الذئب؟ قال "يأكل الذئب أحد فيه خير".
هكذا رواه أبو تميلة عن ابن إسحاق عن عبد الكريم أبي أمية عن حبان بن جزء عن أخيه.
وخالفه عبد الرحمن بن مَغْراء الكوفي فرواه عن ابن إسحاق عن إسماعيل بن مسلم عن عبد الكريم أبي أمية عن حبان عن أخيه، فزاد فيه: إسماعيل بن مسلم.
أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(2384) والمزي في "التهذيب"(5/ 336)
- ورواه محمد بن سلمة الحراني عن ابن إسحاق واختلف عنه، فرواه أبو طالب عبد الجبار بن عاصم عن محمد بن سلمة فلم يذكر إسماعيل بن مسلم.
أخرجه أبو القاسم البغوي (606)
(1) 12/ 84 (كتاب الذبائح- باب الأرنب)
• ورواه أبو أحمد حاجب بن الوليد الشامي عن محمد بن سلمة واختلف عنه:
• فرواه أبو القاسم البغوي عن حاجب فقال فيه: عن ابن إسحاق عن إسماعيل بن مسلم.
أخرجه العسكري في "التصحيفات"(2/ 454 - 455)
• ورواه محمد بن بشر بن مطر عن حاجب فلم يذكر إسماعيل بن مسلم.
أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده"(990)
وحديث عبد الرحمن بن مغراء أصح، فقد رواه غير واحد عن إسماعيل بن مسلم عن عبد الكريم أبي أمية عن حبان عن أخيه، منهم:
1 -
أبو معاوية محمد بن خازم الضرير.
أخرجه الترمذي (1792) ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 134)
2 -
صلة بن سليمان الواسطي.
أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(2380)
3 -
محمد بن فضيل الكوفي.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(3797) وأبو نعيم في "الصحابة"(2379)
4 -
أبو بحر عبد الرحمن بن عثمان البكراوي.
أخرجه الطبراني (3795) وأبو نعيم في "الصحابة"(2381)
5 -
سهل بن زنجلة الرازي.
أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده"(988)
6 -
إسماعيل بن عياش.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1412) وأبو نعيم في "الصحابة"(2382)
والحديث ذكره البخاري في ترجمة خزيمة بن جزء وقال: لا يتابع عليه"
وقال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بالقوي، لا نعرفه إلا من حديث إسماعيل بن مسلم عن عبد الكريم أبي أمية، وقد تكلم بعض أهل الحديث في إسماعيل وعبد الكريم أبي أمية"
وقال ابن عبد البر: وهذا حديث قد جاء، إلا أنّه لا يحتج بمثله لضعف إسناده، ولا
يعرج عليه لأنه يدور على عبد الكريم بن أبي المخارق، وليس يرويه غيره، وهو ضعيف متروك الحديث" التمهيد 1/ 161
وقال البيهقي: في إسناده ضعف" السنن 9/ 319
وقال الباوردي وابن السكن: لم يثبت حديثه" الإصابة 3/ 95
وقال ابن الجوزي: لا يصح لأنّ عبد الكريم قد رماه أيوب السختياني بالكذب، وقال أحمد ويحيى: ليس بشيء، وقال الدارقطني: متروك" العلل 2/ 173
وقال الحافظ في "الإصابة"(3/ 95): مداره على أبي أمية بن أبي المخارق أحد "الضعفاء"
وقال في "التلخيص"(4/ 152): ضعيف لاتفاقهم على ضعف عبد الكريم أبي أمية والراوي عنه إسماعيل بن مسلم"
وقال البوصيري: إسناده ضعيف. عبد الكريم قال ابن عبد البر: مجمع على ضعفه" المصباح 3/ 239
ولم ينفرد إسماعيل بن مسلم به بل تابعه حازم بن حسين البصري ثنا عبد الكريم أبو أمية به.
أخرجه ابن سعد (7/ 49) أنا محمد بن عمر عن حازم به.
لكن محمد بن عمر هو الواقدي وهو متروك.
- ورواه بقية بن الوليد عن عبيدة بن قيس الهاشمي المديني عن شيخ من أهل المدينة حدّثه عن خالد بن جزء عن أخيه خزيمة.
أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(2385)
وبقية مدلس وقد عنعن.
وأما حديث ابن عمرو فأخرجه أبو داود (3792) ثنا يحيى بن خلف ثنا روح بن عبادة ثنا محمد بن خالد قال: سمعت أبي، خالد بن الحويرث يقول: إنّ عبد الله بن عمرو كان بالصفاج، وإنّ رجلًا جاء بأرنب قد صادها، فقال: يا عبد الله بن عمرو، ما تقول؟ قال: قد جيء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جالس فلم يأكلها ولم ينه عن أكلها، وزعم أنها تحيض.
ومن طريقه أخرجه البيهقي (9/ 321)
ولم ينفرد به أبو داود بل تابعه أبو بكر بن أبي عاصم ثنا أبو سلمة يحيى بن خلف به.
أخرجه المزي في "التهذيب"(8/ 42)
وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عمر 2/ 846) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين ثني محمد بن خالد المخزومي ثني أبي به.
وإسناده ضعيف، محمد بن خالد مستور كما في "التقريب"، وأبوه قال عثمان بن سعيد الدارمي: سألت ابن معين عنه فقال: لا أعرفه.
قال ابن عدي: وخالد هذا كما قال ابن معين لا يعرف، وأنا لا أعرفه أيضًا وعثمان بن سعيد كثيرا ما يسأل يحيى عن قوم فكان جوابه أن قال: لا أعرفهم، وإذا كان مثل يحيى لا يعرفه لا يكون له شهرة أو يعرف" الكامل 3/ 910
وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأما حديث عمر فقد تقدم الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "ما منعك أن تأكل"
4206 -
عن خزيمة بن جزء قال: قلت: يا رسول الله، ما تقول في الضب؟ فقال "لا آكله ولا أحرمه" قلت: فإني آكل ما لم تحرم.
قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه وسنده ضعيف" (1)
انظر الحديث الذي قبله.
4207 -
حديث عبد الله بن سلام في قصة إسلام زيد بن سَعْنَة -بفتح السين المهملة وسكون العين المهملة بعدها نون- أنّه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: هل لك أن تبيعني تمرا معلوما إلى أجل معلوم من حائط بني فلان؟ قال "لا أبيعك من حائط مسمى بل أبيعك أوسقا مسماة إلى أجل مسمى"
قال الحافظ: رواه ابن حبان والحاكم والبيهقي" (2)
أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 301 - 303) وابن حبان (288) والطبراني في "الكبير"(5147 و 13/ 150 - 152) وفي "الأحاديث الطوال"(6) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 81 - 82) والحاكم (3/ 604 - 605) وأبو نعيم في "الدلائل"(48) والبيهقي (6/ 24 و 52) وفي "الدلائل"(6/ 278 - 280)
عن أبي عبد الله محمد بن المتوكل العسقلاني وهو ابن أبي السري
(1) 12/ 85 (كتاب الذبائح- باب الضب)
(2)
5/ 339 (كتاب السلم- باب السلم في النخل)
وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2082) والطبراني (5147 و 13/ 150 - 152) وأبو الشيخ (ص 81 - 82) وأبو نعيم في "الصحابة"(3000) والمزي (7/ 344 - 347)
عن عبد الوهاب بن نجدة الحَوْطي
قالا: ثنا الوليد بن مسلم ثنا محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده عن عبد الله بن سلام قال: إن الله لما أراد هُدَى زيد بن سعنة، قال زيد: ما من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في محمد صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه إلا اثنتان لم أخبرهما منه: يسبق حلمه جهله، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما، فكنت أتلطف له لأن أخالطه فأعرف حلمه من جهله، فخرج يوما من الحجرات ومعه علي بن أبي طالب، فأتاه رجل على راحلته كالبدوي فقال: يا رسول الله، إنّ بقربي قرية بني فلان أسلموا ودخلوا في الإسلام، وكنت حدثتهم إن أسلموا أتاهم الرزق رَغَدا، وقد أصابتهم سنة وشدة وقحط من الغيث، وأنا أخشى يا رسول الله أن يخرجوا من الإسلام طمعا كما دخلوا فيه طمعا، فإن رأيت أن ترسل بشيء تعينهم به. فقال زيد بن سعنة: فدنوت إليه فقلت: يا محمد هل لك أن تبيعني تمرا معلوما إلى أجل معلوم ومن حائط بني فلان، قال "لا يا يهودي، ولكني أبيعك تمرا معلوما إلى كذا وكذا من الأجل، ولا أسمي من حائط بني فلان" فقلت: نعم. فذكر الحديث وفيه طول وقال في آخره: فقال زيد: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنّ محمدا رسول الله. فآمن به وصدقه وبايعه، وشهد معه مشاهد كثيرة، ثم توفي في غزوة تبوك مقبلا غير مدبر.
قال الوليد بن مسلم: حدثني بهذا كله محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده عن عبد الله بن سلام.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، وهو من غرر الحديث، ومحمد بن أبي السري العسقلاني ثقة"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: ما أنكره وأركَّه لا سيما قوله "مقبلا غير مدبر" فإنّه لم يكن في غزوة تبوك قتال"
وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 8/ 240
وقال الحافظ: رجال الإسناد موثقون، وقد صرّح الوليد فيه بالتحديث، ومداره على محمد بن أبي السري الراوي له عن الوليد وثقه ابن معين ولينه أبو حاتم، وقال ابن عدي: كثير الغلط" (1) الإصابة 4/ 55
(1) قلت: لم ينفرد به كما تقدم، واختلف فيه على الوليد بن مسلم أيضًا.
وقال المزي: وهو حديث حسن مشهور في دلائل النبوة"
قلت: حمزة بن يوسف لم أر من وثقه غير ابن حبان، ولم يذكر عنه راويا إلا ابنه محمد فهو مجهول، وقال الحافظ: مقبول، أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث.
ورواه بعضهم عن محمد بن حمزة فأرسله.
فقال عبد الله بن سالم الحمصي: ثنا محمد بن حمزة بن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده أنّ زيد بن سعنة كان من أحبار اليهود وذكر الحديث.
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(4330)
عن عبد الله بن يوسف التنيسي
وأبو نعيم في "الصحابة"(3001)
عن الهيثم بن خارجة المروذي
قالا: ثنا عبد الله بن سالم به.
واختلف فيه على عبد الله بن سالم، فقال بقية بن الوليد: ثنا عبد الله بن سالم ثني محمد بن حمزة عن رجل من أهل بيته عن أبيه عن جده.
أخرجه الدارقطني في "المؤتلف"(3/ 1387 - 1388)
4208 -
عن رجل من بني ضمرة عن أبيه: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن العقيقة فقال: "لا أحب العقوق" كأنه كره الاسم، وقال: من ولد له ولد فأحب أن ينسك عنه فليفعل.
قال الحافظ: رواه مالك في "الموطأ" عن زيد بن أسلم عن رجل من بني ضمرة عن أبيه: فذكره، وفي رواية سعيد بن منصور عن سفيان عن زيد بن أسلم عن رجل من بني ضمرة عن عمه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسأل عن العقيقة وهو على المنبر بعرفة: فذكره، وله شاهد من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، أخرجه أبو داود، ويقوى أحد الحديثين بالآخر. قال أبو عمر: لا أعلمه مرفوعا إلا عن هذين. قلت: وقد أخرجه البزار وأبو الشيخ في "العقيقة" من حديث أبي سعيد" (1)
• فرواه يعقوب بن حميد بن كاسب عن الوليد بن مسلم عن محمد بن حمزة بن يوسف عن أبيه عن جده عبد الله بن سلام.
أخرجه ابن ماجه (2281)
• ورواه داود بن رشيد الخوارزمي عن الوليد بن مسلم فلم يذكر عبد الله بن سلام.
أخرجه أبو يعلى (7496)
(1)
12/ 4 (كتاب العقيقة- باب تسمية المولود غداة يولد)
أخرجه مالك في "الموطأ"(2/ 500) عن زيد بن أسلم عن رجل من بني ضمرة عن أبيه أنّه قال: فذكره.
وأخرجه أحمد (5/ 369) وأبو نعيم في "الصحابة"(7103) والبيهقي (9/ 300) وفي "معرفة السنن"(19144) وابن الأثير في "أسد الغابة"(6/ 352) من طرق عن مالك به.
وتابعه عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن زيد بن أسلم به.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(980) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 6571)
واختلف فيه على زيد بن أسلم:
فرواه سفيان الثوري عن زيد بن أسلم عن رجل من بني ضمرة عن رجل من قومه (1).
أخرجه أحمد (5/ 430) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 404) والطحاوي في "المشكل"(1056)
ورواه سفيان بن عُيينة عن زيد بن أسلم عن رجل عن أبيه أو عن عمه.
أخرجه أحمد (5/ 430) عن ابن عيينة به.
وأخرجه البيهقي (9/ 312) من طريق أحمد بن شيبان الرملي عن ابن عيينة به.
وأخرجه الطحاوي في "المشكل"(1057) عن عبد الغني بن رفاعة بن عبد الملك أبي جعفر بن أبي عقيل المصري عن ابن عيينة به.
إلا أنّه قال فيه: عن رجل من بني ضمرة.
وتابعه أحمد بن منيع (إتحاف الخيرة 6569) ثنا ابن عيينة به.
وإسناده ضعيف للرجل الضمري الذي لم يسم.
وله شاهد من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده نحوه.
وإسناده حسن وقد تقدم الكلام عليه في حرف الفاء عند حديث "الفرع حق".
(1) هكذا رواه عبد الرحمن بن مهدي وأبو نعيم الفضل بن دكين وأحمد بن عبد الله بن يونس عن الثوري فقالوا: عن رجل من قومه.
ورواه وكيع عن الثوري فقال: عن أبيه.
أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 237)
4209 -
"لا إحداد فوق ثلاث"
قال الحافظ: وذكر الأثرم أنّ أحمد سئل عن حديث حنظلة عن سالم عن ابن عمر رفعه: فذكره، فقال: هذا منكر، والمعروف عن ابن عمر من رأيه" (1)
4210 -
حديث ابن عمر: جاء رجل إلى النبي-صلى الله عليه وسلم فقال: أيّ البقاع خير؟ قال "لا أدري" فأتاه جبريل فسأله، فقال: لا أدري، فقال "سل ربك" فانتفض جبريل انتفاضة.
قال الحافظ: أخرجه ابن حبان، وللحاكم نحوه من حديث جبير بن مطعم" (2)
تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "الأسواق شر البقاع"
4211 -
"لا أدري الحدود كفارة لأهلها أم لا"
قال الحافظ: قلت: حديث أبي هريرة أخرجه الحاكم في "المستدرك" والبزار من رواية مَعْمَر عن ابن أبي ذئب عن سعيد المَقْبري عن أبي هريرة، وهو صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجه أحمد عن عبد الرزاق عن معمر، وذكر الدارقطنىِ أنّ عبد الرزاق تفرد بوصله وأنّ هشام بن يوسف رواه عن معمر فأرسله. قلت: وقد وصله آدم بن أبي إياس عن ابن أبي ذئب، وأخرجه الحاكم أيضًا فقويت رواية معمر.
قال: والحقّ عندي أنّ حديث أبي هريرة صحيح" (3)
تقدم الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "ما أدري الحدود كفارة لأهلها أم لا"
4212 -
"لا أدري تُبّعا كان لعينا أم لا"
قال الحافظ: رواه عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة مرفوعا، وأخرجه ابن أبي حاتم والحاكم والدارقطني وقال: تفرد به عبد الرزاق" (4)
تقدم تخريجه في حرف الميم فانظر حديث "ما أدري الحدود كفارة لأهلها أم لا"
4213 -
"لا أدري ذو القرنين كان نبيا أو لا؟ "
قال الحافظ: وأخرج الحاكم من حديث أبي هريرة: قال النبي-صلى الله عليه وسلم: فذكره" (5)
(1) 11/ 413 (كتاب الطلاق- باب تحد المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر وعشرا)
(2)
17/ 52 (كتاب الاعتصام- باب ما كان النبي-صلى الله عليه وسلم يسأل مما لم ينزل عليه الوحي)
(3)
1/ 72 (كتاب الإيمان- باب حدثنا أبو اليمان)
(4)
10/ 191 (كتاب التفسير- سورة الدخان)
(5)
7/ 192 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ} [الكهف: 83])
تقدم الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "ما أدري الحدود كفارة لأهلها أم لا؟ "
4214 -
عن عليّ قال: أُهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم حلة مسيرة بحرير، إمّا سداها أو لحمتها، فأرسل بها إليّ، فقلت: ما أصنع بها؟ ألبسها؟ قال: "لا أرضى لك إلا ما أرضى لنفسي، ولكن اجعلها خمرا بين الفواطم"
قال الحافظ: روى ابن أبي شيبة من طريق أبي فاختة عن هُبَيرة بن يَرِيْم عن عليّ قال: فذكره. وقد أخرجه أحمد وابن ماجه من طريق أبي إسحاق عن هبيرة فقال فيه "حلّة من حرير" وهو محمول على رواية أبي فاختة -وهو بفاء معجمة ثم مثناة- اسمه سعيد بن علاقة- بكسر المهملة وتخفيف اللام ثم قاف- ثقة" (1)
رواه ابن أبي شيبة (8/ 346 - 347 و 12/ 66) عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني عن يزيد بن أبي زياد عن أبي فاختة ثني هبيرة بن يريم عن عليّ أنّه أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حلة مسيرة بحرير، إمّا سداها أو لحمتها، فأرسل بها إليّ، فأتيته فقلت: يا رسول الله، ما أصنع بها، ألبسها؟ قال "لا، إني لا أرضى لك ما أكره لنفسي، ولكن اجعلها خمرا بين الفواطم"
ورواه ابن ماجه (3596) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(171) عن ابن أبي شيبة به.
واختلف على يزيد بن أبي زياد في شيخ أبي فاختة:
فرواه غير واحد عن يزيد عن أبي فاختة عن جعدة بن هبيرة عن علي، منهم:
1 -
محمد بن فضيل الكوفي.
أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 347 و 12/ 66) والبيهقي في "الشعب"(5699)
2 -
عمران بن عيينة الكوفي.
أخرجه ابن أبي عاصم (170) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 253 - 254) والطبراني في "الكبير"(24/ 357) وابن عبد البر في "التمهيد"(14/ 250) وابن طاهر المقدسي في "إيضاح الاشكال"(213) وابن بشكوال في "الغوامض"(419)
3 -
عبد العزيز بن مسلم القَسْمَلي.
أخرجه الطحاوي (4/ 254)
4 -
خالد بن عبد الله الطحان.
(1) 12/ 417 (كتاب اللباس- باب الحرير للنساء)
أخرجه البيهقي في "الشعب"(5700)
ويزيد بن أبي زياد هو القرشي الهاشمي ليس بالقوي وتغير بأخرة وكان يلقن.
ورواه أبو إسحاق السبيعي عن هبيرة بن يريم قال: سمعت عليا يقول: أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حلة حرير فبعث بها إليّ فلبستها، فقال لي "إني لا أرضى لك ما أكره لنفسي" فأمرني فشققتها خمرا بين النساء.
أخرجه الطيالسي (ص 19) عن شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت هبيرة به.
وأخرجه أحمد (1/ 137) عن محمد بن جعفر غُندر ثنا شعبة به.
وأخرجه البزار (726) وأبو يعلى (319 و 443) من طرق عن محمد بن جعفر به.
وإسناده حسن رواته ثقات غير هبيرة وهو مختلف فيه.
ولم ينفرد به شعبة بل تابعه شريك بن عبد الله القاضي عن أبي إسحاق به.
أخرجه ابن بشكوال (421)
4215 -
عن أبي بكرة قال: أُتي النبي-صلى الله عليه وسلم بمويل فقعد يقسمه، فأتاه رجل وهو على تلك الحال، فذكر الحديث وفيه: فقال أصحابه: ألا تضرب عنقه؟ فقال "لا أريد أن يسمع المشركون أني أقتل أصحابي"
قال الحافظ: أخرجه أحمد والطبري من طريق بلال بن بُقْطُر عن أبي بكرة.
وقال: وفي حديث أبي بكرة عند أحمد والطبري: فأتاه رجل أسود طويل مشمر محلوق الرأس، بين عينيه أثر السجود.
وقال: وفي حديث أبي بكرة: فقال: يا محمد، والله ما تعدل، وفي لفظ: ما أراك عدلت في القسمة.
وقال: وفي حديث أبي بكرة: فغضب حتى احمرت وجنتاه.
وقال: وفي رواية بلال بن بقطر عن أبي بكرة "يأتيهم الشيطان من قبل دينهم"(1)
أخرجه أحمد (5/ 42) وابن أبي عاصم في "السنة"(960) والهروي في "ذم الكلام"(668) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(3/ 1101 - 1102)
(1) 15/ 319 و 321 و 323 (كتاب استتابة المرتدين- باب من ترك قتال الخوارج للتألف)
عن حماد بن سلمة
والبزار (كشف 1852)
عن عمر بن عبد الرحمن الأبار
كلاهما عن عطاء بن السائب عن بلال بن بقطر عن أبي بكرة قال: أُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بدنانير، فجعل يقبض قبضة قبضة ثم ينظر عن يمينه كأنه يؤامر أحدا ثم يعطي، ورجل أسود مطموم عليه ثوبان أبيضان، بين عينيه أثر السجود، فقال: ما عدلت في القسمة، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال "من يعدل عليكم بعدي" قالوا: يا رسول الله، ألا نقتله؟ فقال "لا" ثم قال لأصحابه "هذا وأصحابه يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، لا يتعلقون من الإسلام بشيء"
عطاء بن السائب صدوق اختلط في آخر عمره، وسماع حماد بن سلمة منه قبل اختلاطه (1)(المعرفة والتاريخ 3/ 84، المشكل 11/ 168)
وبلال بن بقطر ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، ولم يذكرا عنه راويا إلا عطاء بن السائب فهو مجهول.
4216 -
عن محمد بن إبراهيم التيمي قال: كان مع النبي-صلى الله عليه وسلم في غزوة الطائف مولى لخالته فاختة بنت عمرو بن عائذ مخنث يقال له: ماتع يدخل على نساء النبي-صلى الله عليه وسلم ويكون في بيته لا يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم-أنّه يفطن لشيء من أمر النساء مما يفطن له الرجال، ولا أنّ له إربة في ذلك، فسمعه يقول لخالد بن الوليد: يا خالد إن افتتحتم الطائف فلا تنفلتنّ منك بادية بنت غيلان بن سلمة فإنها تقبل بأربعة وتدبر بثمان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمع ذلك منه "لا أرى هذا الخبيث يفطن لما أسمع" ثم قال لنسائه "لا تدخلن هذا عليكن" فَحُجِبَ عن بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الحافظ: وذكر ابن إسحاق في "المغازي" أن اسم المخنث في حديث الباب ماتع وهو بمثناة وقيل بنون، فروى عن محمد بن إبراهيم التيمي قال: فذكره" (2)
مرسل
(1) وقيل: بعد اختلاطه.
(2)
11/ 247 - 248 (كتاب النكاح- باب ما ينهى من دخول المتشبهين بالنساء على المرأة)
أخرجه البيهقي في "الدلائل"(5/ 160 - 161) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق قال: فذكره.
ولم يذكر محمد بن إبراهيم التيمي.
وذكر ابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 5) أنّ جعفرا المستغفري رواه من طريق ابن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي به.
وهذا مرسل.
4217 -
حديث ابن عباس مرفوعا "لا أشتري ما ليس عندي ثمنه"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود والحاكم من طريق سماك عن عكرمة عن ابن عباس في أثناء حديث تفرد به شريك عن سماك واختلف في وصله وإرساله" (1)
ضعيف
يرويه شريك بن عبد الله القاضي عن سماك بن حرب عن عكرمة واختلف عنه:
- فقال غير واحد: ثنا شريك عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم اشترى من عير تبيعا وليس عنده ثمنه، فأُربح فيه، فباعه، فتصدق بالربح على أرامل بني عبد المطلب، وقال "لا أشتري بعدها شيئا إلا وعندي ثمنه"
منهم:
1 -
وكيع.
أخرجه أحمد (1/ 235) وأبو داود (3344) واللفظ له.
2 -
سعيد بن سليمان الواسطي.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(11743) و"الأوسط"(5085) والحاكم (2/ 24) والبيهقي (5/ 356)
2 -
محمد بن سعيد الأصبهاني.
أخرجه الحاكم (2/ 24) والبيهقي (5/ 356)
قال الطبراني: لم يجود هذا الحديث عن شريك إلا سعيد بن سليمان وعمرو بن عون"
(1) 5/ 450 (كتاب الاستقراض- باب من اشترى بالدين وليس عنده ثمنه)
وقال الحاكم: قد احتج البخاري بعكرمة، واحتج مسلم بسماك وشريك، والحديث صحيح ولم يخرجاه"
وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 4/ 110
- وقال عثمان بن أبي شيبة: عن شريك عن سماك عن عكرمة عن النبي-صلى الله عليه وسلم مرسلًا.
أخرجه أبو داود (3344)
وتابعه قتيبة بن سعيد البلخي عن شريك به.
أخرجه أبو داود.
وإسناده ضعيف، شريك مختلف فيه، ولم يعتمد مسلم عليه وإنما أخرج له في المتابعات، وسماك مختلف فيه كذلك وتكلم غير واحد في روايته عن عكرمة.
قال الذهبي: سماك عن عكرمة عن ابن عباس نسخة عدة أحاديث، فلا هي على شرط مسلم لإعراضه عن عكرمة، ولا هي على شرط البخاري لإعراضه عن سماك، ولا ينبغي أن تعد صحيحة، لأنّ سماكا إنّما تكلم فيه من أجلها" السير 5/ 248
4218 -
حديث طلحة بن عبيد الله: لا أشك أنّه سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا نسمع وذلك أنّه كان مسكينا لا شيء له ضيفا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الحافظ: روى البخاري في "التاريخ" والحاكم في "المستدرك" من حديث طلحة بن عبيد الله شاهدا لحديث أبي هريرة هذا ولفظه: فذكره" (1)
أخرجه الترمذي (3837) وأبو يعلى (637) والذهبي في "السير"(1/ 37)
عن محمد بن سلمة الحرّاني
والبزار (932) وأبو يعلى (636) والحاكم (3/ 511 - 512)
عن جرير بن حازم البصري
كلاهما عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي أنس مالك بن أبي عامر قال: كنت عند طلحة بن عبيد الله، فدخل عليه رجل فقال: يا أبا محمد، ما ندري هذا اليماني أعلم برسول الله منكم. أم هو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقل؟ فقال: والله ما نشك أنّه سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم نسمع، وعلم ما لم نعلم. إنّا كنا أقواما أغنياء لنا بيوتات وأهلون، وكنا نأتي نبي الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار، ثم نرجع، وكان مسكينا لا مال له، ولا
(1) 1/ 225 (كتاب العلم- باب حفظ العلم)
أهل إنما كانت يده مع يد نبي الله صلى الله عليه وسلم وكان يدور معه حيث ما دار، فما نشك أنّه قد علم ما لم نعلم، وسمع ما لم نسمع، ولم نجد أحدا فيه خير يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل.
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم له عن طلحة إسنادا إلا هذا الإسناد، ولا نعلم روى هذا الكلام في أبي هريرة إلا طلحة"
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن إسحاق"
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
كذا قالا، وابن إسحاق مشهور بالتدليس وقد رواه بالعنعنة.
وليس هو على شرط الشيخين لأنّ البخاري إنما علق لابن إسحاق، وأما مسلم فقد روى له في المتابعات.
4219 -
"لا أشهد إلا على الحق، لا أشهد بهذه"
قال الحافظ: ولعبد الرزّاق من طريق طاوس مرسلًا: فذكره" (1)
ضعيف
أخرجه عبد الرزاق (16496) عن ابن جريج قال: أخبرني ابن طاوس عن أبيه أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم مرّ ببشير بن سعد أبي النعمان ومعه ابنه النعمان، فقال: إشهد أني قد نحلته عبدا أو أمة، فقال "ألك ولد غيره؟ " قال: نعم، قال "فنحلتهم ما نحلته؟ قال: لا، قال "فإني لا أشهد إلا على الحق، لا أشهد بهذا"
قلت (2): أسمعته من أبيك؟ قال: لا.
ورواته ثقات إلا أنّه منقطع ومرسل.
4220 -
"لا أصافح النساء"
قال الحافظ: روى أبو داود في "المراسيل" عن الشعبي أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم حين بايع النساء أتى ببرد قطري فوضعه على يده وقال: فذكره، وعند عبد الرزاق من طريق إبراهيم النخعي مرسلًا نحوه، وعند سعيد بن منصور من طريق قيس بن أبي حازم كذلك" (3)
مرسل
(1) 6/ 141 (كتاب الهبة- باب الهبة للولد)
(2)
القائل ابن جريج.
(3)
10/ 261 (كتاب التفسير- صورة الممتحنة- باب {إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ} [الممتحنة: 10])
وحديث الشعبي له عنه طريقان:
الأول: يرويه شعبة عن مغيرة بن مِقْسَم الضبي عن الشعبي أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم-حين بايع النساء أتى ببرد قطري فوضعه على يده، وقال "إني لا أصافح النساء"
أخرجه أبو داود في "المراسيل"(تحفة الأشراف 13/ 246) عن محمد بن بشار عن محمد بن جعفر عن شعبة به.
وأخرجه ابن سعد (8/ 5) عن وهب بن جرير بن حازم ثنا شعبة به.
ورواته ثقات.
الثاني: يرويه محمد بن فضيل الكوفي عن حصين بن عبد الرحمن السلمي عن الشعبي قال: بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء وفي يده ثوب قد وضعه على كفه ثم قال "ولا تقتلن أولادكن
أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(تفسير ابن كثير 4/ 354) عن أبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج ثنا ابن فضيل به.
وتابعه عبد الله بن إدريس الأودي عن حصين بن عبد الرحمن به.
أخرجه ابن سعد (8/ 5)
ورواته ثقات.
وحديث إبراهيم النخعي أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 288) عن سفيان الثوري عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصافح النساء على يده الثوب.
وأخرجه ابن سعد (8/ 5) عن وكيع عن سفيان به.
وأخرجه أيضًا (8/ 6) عن عبيد الله بن موسى الكوفي أنا إسرائيل عن منصور عن إبراهيم به.
ورواته ثقات.
وحديث قيس بن أبو حازم أخرجه ابن سعد (8/ 6) عن وكيع ويعلي بن عبيد وعبد الله بن نمير قالوا: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أنّ النسوة لما جئن يبايعن النبي-صلى الله عليه وسلم بسط رداءه فوق يده فبايعهنّ من وراء الرداء، ورجع نسوة لم يبايعهنّ وخشين الشرط، وبايع أُخر من وراء الرداء وقال صلى الله عليه وسلم "إنّ في الجنة منكن" وقبض أصابعه كأنّه يقلل.
ورواته ثقات.
4221 -
حديث جابر رفعه "لا أعفو عمن قتل بعد أخذ الدية"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود، وفي سنده انقطاع" (1)
أخرجه الطيالسي (ص 243) ثنا حماد بن سلمة عن مطر الوراق عن رجل عن جابر رفعه "لا أعافي أحدا قتل بعد أخذه الدية".
ورواه عفان بن مسلم البصري عن حماد بن سلمة أنا مطر عن رجل أحسبه الحسن عن جابر.
أخرجه أحمد (3/ 363)
ورواه موسى بن إسماعيل البصري عن حماد بن سلمة أنا مطر وأحسبه عن الحسن عن جابر.
أخرجه أبو داود (4507) ومن طريقه البيهقي (8/ 54)
واختلف فيه على مطر الوراق، فرواه سعيد بن أبي عروبة عنه عن الحسن مرسلًا.
أخرجه البيهقي (8/ 54) من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف أنا سعيد به.
وقال: هذا منقطع"
وقال ابن عدي في "الكامل"(6/ 2392): كتب إليّ محمد بن الحسن ثنا عمرو بن علي قال: سألت يحيى عن حديث مطر عن الحسن أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، فقال: حدثنا موسى بن سيار قال: ثنا الحسن أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
فقلت: أريد حديث مطر فحدثني به بعد سنة.
وللحديث شاهد عن ابن عمر وآخر عن قتادة مرسلًا.
فأمّا حديث ابن عمر فأخرجه ابن عدي (3/ 1261) من طرق عن دُحيم عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي ثنا سويد بن عبد العزيز عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رفعه "لا أعافي رجلًا قتل بعد عفوه وأخذه الدية"
وقال: وهذا الحديث عن عبد الله عن نافع عن ابن عمر مرفوعا لا يرويه عن عبيد الله غير سويد"
قلت: وهو متروك الحديث كما قال أحمد، وقال ابن معين والنسائي: ليس بثقة.
(1) 15/ 229 (كتاب الديات- باب من قتل له قتيل فهو بخير النظرين)
وأما حديث قتادة فأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(2/ 112) ثنا بشر بن معاذ ثنا يزيد بن زُرَيْع عن سعيد عن قتادة قال: ذكر لنا أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول "لا أعافي رجلًا قتل بعد أخذه الدية"
ورجاله ثقات.
ولم ينفرد به سعيد بل تابعه مَعْمَر بن راشد عن قتادة به.
أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 67 - 68)
4222 -
عن أبي أمامة مرفوعا "لا أقول إلا ما أقول"
قال الحافظ: أخرجه أحمد بسند حسن" (1)
حسن
أخرجه أحمد بن حنبل (5/ 257 و 261 و 267) وأحمد بن منيع في "مسنده"(مختصر الإتحاف 10/ 614) والطبراني في "الكبير"(7638) وفي "مسند الشاميين"(1079) والآجري في "الشريعة"(ص 351) واللالكائي في "السنة"(2078 و 2079) من طرق عن حَرِيْز بن عثمان ثنا عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي قال: سمعت أبا أمامة رفعه "ليدخلنّ الجنة بشفاعة الرجل الواحد ليس بنبي مثل الحيين أو أحد الحيين ربيعة ومضر" فقال قائل: إنما ربيعة من مضر، قال "إنما أقول ما أقول"
قال السيوطي: إسناده حسن" الحاوي 2/ 16
وقال البوصيري: رواته ثقات" مختصر الإتحاف 10/ 614
وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن ميسرة وهو ثقة" المجمع 10/ 381
قلت: وثقه العجلي وابن حبان والذهبي في "الكاشف" و"المجرد"، وقال أبو داود: شيوخ حريز كلهم ثقات.
وقال ابن المديني: مجهول لم يرو عنه غير حريز بن عثمان.
وقال الحافظ: مقبول، أي حيث يتابع.
وتابعه:
1 -
القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي عن أبي أمامة مرفوعا "من المؤمنين من يدخل بشفاعته الجنة مثل ربيعة ومضر"
(1) 13/ 94 (كتاب الأدب- باب ما ينهى عن التحاسد)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(7919) من طريق محمود بن غيلان المروزي ثنا يزيد بن هارون ثنا الوليد بن جميل عن القاسم به.
وأخرجه ابن عدي (7/ 2542) من طريق عبد الرحمن بن خالد القطان ثنا يزيد بن هارون به.
وإسناده حسن.
2 -
أبو غالب عن أبي أمامة مرفوعا "يخرج من النار بشفاعة رجل من أمتي أكثر من ربيعة ومضر"
أخرجه الطبراني (8058) عن أحمد بن داود المكي ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا مبارك بن فَضالة عن أبي غالب به.
ومبارك بن فضالة مدلس وقد عنعن، وأبو غالب مختلف فيه، قواه ابن معين وغيره، وضعفه ابن سعد وغيره.
وأحمد ومسلم ثقتان.
وأخرجه الطبراني أيضًا (8059) عن أحمد بن موسى الجوهري البغدادي ثنا الحسين بن حريث المروزي ثنا الفضل بن موسى عن الحسين بن واقد عن أبي غالب عن أبي أمامة مرفوعا "يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من عدد مضر، ويشفع الرجل في أهل بيته، ويشفع على قدر عمله"
الحسين بن واقد صدوق، وأبو غالب مختلف فيه، والباقون ثقات.
وله شاهد مرسل أخرجه أحمد في "الزهد"(ص 412 - 413) عن حسين بن محمد التميمي ثنا حماد بن سلمة عن يونس عن الحسن رفعه "ليخرجن من النار بشفاعة رجل ما هو نبي أكثر من ربيعة ومضر"
وإسناده إلى الحسن صحيح.
4223 -
عن عبد الله بن شقيق قلت لعائشة: أكان النبي-صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى؟ قالت: لا، إلا أن يجيء من مغيبه.
قال الحافظ: أخرجه مسلم (717")(1)
(1) 3/ 298 (كتاب الصلاة- أبواب التطوع- باب من لم يصل الضحى)
4224 -
حديث علي: لقنني رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الكلمات وأمرني إن نزل بي كرب أو شدة أن أقولها: لا إله إلا الله الكريم العظيم، سبحان الله، تبارك الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين.
تقدم الكلام عليه في حرف اللام.
4225 -
حديث عمرو بن القاري أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم فخلف سعدا مريضا حيث خرج إلى حنين، فلما قدم من الجعرانة معتمرا دخل عليه وهو مغلوب، فقال: يا رسول الله، إنّ لي مالًا وإني أورث كلالة، أفأوصي بمالي؟ الحديث وفيه: قلت: يا رسول الله، أميت أنا بالدار التي خرجت منها مهاجرا؟ قال "لا، إني لأرجو أن يرفعك الله حتى ينتفع بك أقوام"
قال الحافظ: أخرجه أحمد والبزار والطبراني والبخاري في "التاريخ" وابن سعد" (1)
يرويه عبد الله بن عثمان بن خُثَيم واختلف عنه:
- فقال وهيب بن خالد البصري: ثنا عبد الله بن عثمان عن عمرو بن القاري عن أبيه عن جده عمرو بن القاري أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم فخلّف سعدا مريضا حيث خرج إلى حنين، فلما قدم من الجعرانة معتمرا دخل عليه وهو وجع مغلوب، فقال: يا رسول الله، إنّ لي مالا وإني أورث كلالة أفأوصي بمالي كله أو أتصدق به؟ قال "لا" قال: أفأوصي بثلثيه؟ قال "لا" قال: أفأوصي بشطره؟ قال "لا" قال: أفأوصي بثلثه؟ قال "نعم، وذاك كثير" قال: أي رسول الله أموت بالدار التي خرجت منها مهاجرا؟ قال "إني لأرجو أن يرفعك الله فينكأ بك أقوامًا وينفع بك آخرين، يا عمرو بن القاري إن مات سعد بعدي فههنا فادفنه نحو طريق المدينة" وأشار بيده هكذا.
أخرجه ابن سعد (3/ 146) وأحمد (4/ 60) عن عفان بن مسلم البصري ثنا وهيب به.
وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(5011) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به.
وأخرجه البزار (كشف 1383) عن أحمد بن محمد بن عبد الله ثنا عفان به.
وأخرجه الطحاوي في "المشكل"(5223) عن محمد بن علي بن داود البغدادي ثنا عفان به.
(1) 6/ 293 (كتاب الوصايا- باب أن يترك ورثته أغنياء خير من أن يتكففوا الناس)
- وقال محمد بن يزيد: عن ابن خثيم عن عبد الله بن عياض عن أبيه عن جده عمرو القاري.
قال ابن يزيد: وهو عمرو بن عبد القاري.
أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 2 / 311)
وتابعه القاسم بن يحيى بن عطاء بن مُقَدَّم: ثنا ابن خثيم قال: ذكر عبد الله عن أبيه عن جده عمرو بن القاري.
أخرجه البخاري في "الكبير" أيضًا.
قال الهيثمي: وفيه عياض بن عمرو القاري ولم يجرحه أحد ولم يوثقه" المجمع 4/ 213
قلت: ترجمه البخاري ابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وابن خثيم مختلف فيه.
4226 -
"لا بأس ببيع خدمة المُدَبَّر"
قال الحافظ: رواه ابن فضيل عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن جابر أنّه صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، أخرجه الدارقطني، ورجال إسناده ثقات إلا أنّه اختلف في وصله وإرساله" (1)
مرسل
أخرجه الدارقطني (4/ 138) والبيهقي (10/ 311)
عن عبد الكريم بن الهيثم الدَّيْرعاقُولي
والبيهقي (10/ 311)
عن أبي جعفر محمد بن ذريح العكبري
قالا: ثنا محمد بن طريف ثنا محمد بن فضيل عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن جابر مرفوعا "لا بأس ببيع خدمة المدبر إذا احتاج".
قال الدارقطني: هذا خطأ من ابن طريف، والصواب عن عبد الملك عن أبي جعفر مرسلا"
(1) 5/ 327 (كتاب البيوع- باب بيع المدبر)
وقال البيهقي: محمد بن طريف دخل له حديث في حديث لأنّ الثقات إنما رووا عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن جابر أنّ رجلًا أعتق غلاما عن دبر منه ولم يكن له مال غيره، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فبيع بتسعمائة أو بسبعمائة.
وعن عبد الملك بن أبي سليمان عن أبي جعفر قال: باع رسول الله صلى الله عليه وسلم خدمة المدبر.
أخبرناه أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا زياد بن الخليل ثنا مسدد ثنا هشيم عن عبد الملك عن عطاء فذكر الحديث، وكذلك رواه أبو داود في "السنن" (3955) عن أحمد بن حنبل عن هشيم عن عبد الملك عن عطاء. وقال مسلم بن الحجاج (1): رواية ابن فضيل عن عبد الملك عن عطاء وهم في الإسناد والمتن جميعًا.
ثم أخرجه من طريق يحيى بن يحيى أنبأ هشيم عن عبد الملك عن أبي جعفر محمد بن علي عن النبي-صلى الله عليه وسلم إنّما باع خدمة المدبر"
ولم ينفرد هشيم به بل تابعه يزيد بن هارون ثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن أبي جعفر قال: باع رسول الله صلى الله عليه وسلم خدمة المدبرة.
أخرجه الدارقطني (4/ 138)
وهكذا رواه غير واحد عن أبي جعفر مرسلًا، منهم:
1 -
الحكم بن عتيبة.
أخرجه البيهقي (10/ 312) من طريق الحسن بن سفيان النسوي ثنا أبو بكر ثنا أبو خالد الأحمر عن شعبة عن الحكم به.
2 -
الحجاج بن أرطاة.
أخرجه الشافعي في "القديم"(معرفة السنن والآثار 14/ 429)
3 -
جابر الجُعفي.
أخرجه الدارقطني (4/ 138) ثنا أبو بكر النيسابوري ثنا يوسف بن سعيد بن مسلم ثنا حجاج وهيثم بن جميل قالا: ثنا شريك عن جابر به.
قال أبو بكر: لم أجد فيه حديثا غير هذا، وأبو جعفر وإن كان من الثقات، فإنّ حديثه مرسل"
(1) قاله في "التمييز"(ص 198) وزاد: وذلك أنّ عبد الملك إنّما روى هذا الحديث عن أبي جعفر عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا. فأما ذكر الخدمة، فغلط لا شك فيه إن شاء الله"
ورواه بعضهم عن أبي جعفر موصولا بذكر جابر فيه، فأخرج ابن عدي (5/ 1964) والدارقطني (4/ 137 - 138) من طريق يوسف بن موسى القطان ثنا جرير عن عبد الغفار بن القاسم قال: ذكر عند أبي جعفر أنّ عطاء وطاوس يقولان عن جابر في الذي أعتقه مولاه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان أعتقه عن دبر، فأمره أن يبيعه ويقضي دينه، فباعه بثمانمائة درهم.
قال أبو جعفر: شهدت الحديث من جابر إنما أذن في بيع خدمته.
قال الدارقطني: عبد الغفار ضعيف، ورواه غيره عن أبي جعفر مرسلًا"
قلت: وقال ابن المديني وأبو داود: عبد الغفار بن القاسم يضع الحديث، وقال أبو حاتم والنسائي: متروك الحديث.
وقال البيهقي: ووصله أيضًا أبو شيبة إبراهيم بن عثمان عن عثمان بن عمير عن أبي جعفر عن جابر، وأبو شيبة ضعيف لا يحتج بأمثاله"
4227 -
عن أبي رزين العقيلي قال: قلت: يا رسول الله، إنّا كنا نذبح ذبائح في رجب فنأكل ونُطعم من جاءنا فقال "لا بأس به"
قال الحافظ: وأخرج أبو داود والنسائي وصححه ابن حبان من طريق وكيع بن عُدُس عن عمه أبي رزين العقيلي قال: فذكره" (1)
ضعيف
- أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 255) وأحمد (4/ 12 و 12 - 13) وفي "العلل"(2279) والنسائي (7/ 151) وفي "الكبرى"(4559) والدولابي في "الكنى"(1/ 29 و 70) والطحاوي في "المشكل"(1060) وابن حبان (5891) والطبراني في "الكبير"(19/ 207) والبيهقي (9/ 312) والخطيب في "الموضح"(2/ 333) من طرق عن أبي عَوَانة الوضاح بن عبد الله الواسطي عن يعلي بن عطاء عن وكيع بن حُدُس أبي مصعب العقيلي عن عمه أبي رزين لقيط بن عامر بن المنتفق العقيلي قال: فذكره.
وإسناده ضعيف، وكيع بن حدس لم يرو عنه غير يعلي بن عطاء، قاله ابن المديني.
وقال ابن قتيبة: غير معروف، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.
(1) 12/ 15 (كتاب العقيقة- باب العتيرة)
4228 -
عن ابن عمر قال: كنت أبيع الإبل بالبقيع، أبيع بالدنانير وآخذ الدراهم، وأبيع بالدراهم وآخذ الدنانير، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال "لا بأس به إذا كان بسعر يومه ولم تفترقا وبينكما شيء"
قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن" (1)
أخرجه الطيالسي (ص 255) عن حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن سعيد بن جبير عن ابن عمر قال: كنت أبيع الإبل بالبقيع فأبيع بالدنانير وآخذ الدراهم، وأبيع بالدراهم وآخذ الدنانير، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يريد أن يدخل بيت حفصة فقلت: يا رسول الله، إني أبيع الإبل بالبقيع فأبيع بالدنانير وآخذ الدراهم، وأبيع بالدراهم وآخذ الدنانير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا بأس أن تأخذها بسعر يومها ما لم تتفرقا وبينكما شيء"
ومن طريقه أخرجه البيهقي (5/ 315) وفي "الصغرى"(1922 و 1923)
وأخرجه أحمد (2/ 83 - 84 و 139) والبخاري في "الكبير"(1/ 1/ 46) والدارمي (2584) وأبو داود (3354) وابن ماجه (2/ 760) والترمذي (1242) والنسائي (7/ 248 و 249) وفي "الكبرى"(6180 و 6181) وابن الجارود (655) والطحاوي في "المشكل"(1248) وابن حبان (4920) والإسماعيلي في "معجمه"(ص 415 - 416) والدارقطني (3/ 23 - 24) والحاكم (2/ 44) وأبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين"(87) والبيهقي (5/ 284) وفي "معرفة السنن"(8/ 112 - 113) وابن عبد البر في "التمهيد"(6/ 292 و 16/ 12 - 13 و 13) من طرق عن حماد بن سلمة به.
ولم ينفرد حماد به بل تابعه غير واحد عن سماك به، منهم:
1 -
إسرائيل بن يونس عن سماك عن سعيد بن جبير عن ابن عمر قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في حجرة حفصة، فقلت: يا رسول الله، رويدك أسألك، إني أبيع الإبل بالنقيع، فأبيع بالدنانير وآخذ الدراهم، وأبيع بالدراهم وآخذ الدنانير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا كان ذلك من صرف يومكما وافترقتما وليس بينكما شيء فلا بأس"(2)
أخرجه عبد الرزاق (14550) وأحمد (2/ 33 و 59 و 101 و 154) وأبو داود (3355)
(1) 5/ 285 (كتاب البيوع- باب بيع الفضة بالفضة)
(2)
وفي لفظ "لا بأس إذا أخذت بسعر يومك"
وفي لفظ آخر "إذا أخذت واحدا منهما بالآخر فلا يفارقك وبينك وبينه بيع"
وأبو يعلى (5655) والطحاوي في "المشكل"(1246 و 1247) والبيهقي في "المعرفة"(8/ 113) وابن عبد البر (16/ 14)
2 -
أبو الأحوص سلاّم بن سليم الكوفي عن سماك عن سعيد بن جبير عن ابن عمر قال: كنت أبيع الذهب بالفضة أو الفضة بالذهب، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بذلك، فقال "إذا بايعت صاحبك فلا تفارقه وبينك وبينه لَبْسٌ"
أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 108) والنسائي (7/ 248) وفي "الكبرى"(6175) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عمر 2/ 752)
3 -
عمار بن رزيق الكوفي عن سماك عن سعيد بن جبير عن ابن عمر قال: كنت أبيع الإبل بالبقيع فيجتمع عندي من الدراهم فأبيعها من الرجل بالدنانير ويعطينيها للغد، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن ذلك، فقال "إذا بايعت الرجل بالذهب والفضة فلا تفارقه وبينكما لبس"
أخرجه البيهقي (5/ 284)
4 -
عمر بن عبيد الطنافسي ثنا عطاء بن السائب أو سماك -ولا أعلمه إلا سماكا- عن سعيد بن جبير عن ابن عمر قال: كنت أبيع الإبل. فكنت آخذ الذهب من الفضة، والفضة من الذهب، والدنانير من الدراهم، والدراهم من الدنانير، فسألت النبي-صلى الله عليه وسلم فقال "إذا أخذت أحدهما وأعطيت الآخر، فلا تفارق صاحبك وبينك وبينه لبس"
أخرجه ابن ماجه (2262)
قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث سماك عن سعيد بن جبير عن ابن عمر، وروى داود بن أبي هند هذا الحديث عن سعيد بن جبير عن ابن عمر موقوفا"
وقال البيهقي: الحديث يتفرد برفعه سماك بن حرب عن سعيد بن جبير من بين أصحاب ابن عمر"
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
وقال ابن عبد البر: حديث ثابت صحيح"
وقال أبو داود الطيالسي: كنا عند شعبة فجاءه خالد بن طليق وأبو الربيع السمان وكان خالد الذي سأله فقال: يا أبا بسطام حدثنا بحديث سماك عن سعيد بن جبير عن ابن عمر
في اقتضاء الوَرِق من الذهب والذهب من الورق، فقال شعبة: عن أيوب عن نافع عن ابن عمر ولم يرفعه، وثنا قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر ولم يرفعه، وثنا داود بن أبي هند عن سعيد بن جبير عن ابن عمر ولم يرفعه، وثنا يحيى بن أبي إسحاق عن سالم عن ابن عمر ولم يرفعه، ورفعه لنا سماك بن حرب وأنا أفرقه" المعرفة للبيهقي 8/ 113 - 114
قلت: اختلف في هذا الحديث على سعيد بن جبير فرواه داود بن أبي هند عن سعيد بن جبير عن ابن عمر موقوفًا.
أخرجه عبد الرزاق (14577) وابن أبي شيبة (6/ 332) وأبو يعلى (5654)
وتابعه أبو هاشم الرماني عن سعيد بن جبير عن ابن عمر موقوفًا.
أخرجه النسائي (7/ 248 - 249) وفي "الكبرى"(6176)
قال الحافظ في "الدراية"(2/ 155): والموقوف أرجح"
وقال ابن عبد البر: لم يرو هذا الحديث أحد غير سماك بن حرب عن سعيد بن جبير عن ابن عمر مسندًا، وسماك ثقة عند قوم، مضعف عند آخرين، كان ابن المبارك يقول: سماك بن حرب ضعيف الحديث، وكان مذهب علي فيه نحو هذا، وقد روي عن ابن عمر معناه من قوله وفتواه" التمهيد 16/ 14
4229 -
حديث عليّ أنّه سئل: هل يركب الرجل هديه؟ فقال: لا بأس به، قد كان النبي-صلى الله عليه وسلم يمرّ بالرجال يمشون فيأمرهم يركبون هديه، أي هدي النبي-صلى الله عليه وسلم.
قال الحافظ: أخرجه أحمد، وإسناده صالح" (1)
ضعيف
أخرجه أحمد (1/ 121) عن أسود بن عامر الشامي أنبأ إسرائيل عن محمد بن عبيد الله عن أبيه عن عمه قال: قال علي وسئل: يركب الرجل هديه؟ فقال: لا بأس به، قد كان النبي-صلى الله عليه وسلم يمرّ بالرجال يمشون فيأمرهم يركبون هديه وهدي النبي-صلى الله عليه وسلم، قال: ولا تتبعوا شيئًا أفضل من سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم.
قال الهيثمي: وفيه محمد بن عبيد الله بن أبي رافع وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور" المجمع 3/ 227
قلت: هكذا وقع في "المسند" وفي "الفتح الرباني"(13/ 42) وفي "المجمع":
(1) 4/ 284 - 285 (كتاب الحج- باب ركوب البدن)
محمد بن عبيد الله مصغرا، وأنا أظنه محمد بن عبد الله- مكبرا- بن أبي رافع عن أبيه عبد الله بن أبي رافع عن عمه عبيد الله بن أبي رافع.
قال الحافظ في "التهذيب": محمد بن عبد الله بن أبي رافع مولى عليّ عن أبيه عن عمه عبيد الله بن أبي رافع عن علي وعنه إسرائيل حديثه بهذا السياق في "مسند البزار"(2/ 166) قال ابن القطان: لا يعرف"
وقال في "التقريب": مجهول الحال.
4230 -
حديث البراء وزيد بن أرقم في نحو هذه القصة "قال: بلى يا رسول الله، قال "فإنه كذلك" وفي أول حديثهما أنّه عليه الصلاة والسلام قال لعليّ "لا بد أن أقيم أو تقيم" فأقام عليّ فسمع ناسا يقولون: إنما خلّفه لشيء كرهه منه، فأتبعه فذكر له ذلك، فقال له: الحديث.
قال الحافظ: أخرجه ابن سعد، وإسناده قوي" (1)
ضعيف
أخرجه ابن سعد (3/ 24 - 25) والروياني (412) والطبراني في "الكبير"(5094) وابن عدي (6/ 2408) من طرق عن عوف بن أبي جميلة عن ميمون أبي عبد الله عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم قالا: لما كان عند غزوة جيش العسرة وهي تبوك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعليّ بن أبي طالب "إنّه لا بد من أن أقيم أو تقيم" فخلّفه، فلما فصل رسول الله صلى الله عليه وسلم غازيا قال ناس: ما خلّف عليًا إلا لشيء كرهه منه. فبلغ ذلك عليّا فأتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إليه، فقال له "ما جاء بك يا عليّ؟ " قال: لا يا رسول الله إلا أني سمعت ناسًا يزعمون أنّك إنما خلّفتني لشيء كرهته مني، فتضاحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال "يا عليّ أما ترضى أن تكون مني كهارون من موسى غير أنّك لست بنبي؟ " قال: بلى يا رسول الله، قال "فإنّه كذلك" السياق لابن سعد.
وأخرجه الطبراني (5095) من طريق يحيى بن يعلى الأسلمي القَطَواني الكوفي عن سليمان بن قَرْم عن هارون بن سعد عن ميمون عن البراء وزيد مختصرا.
وإسناده ضعيف لضعف ميمون أبي عبد الله.
طريق أخرى: قال ابن أبي شيبة (12/ 61) ثنا وكيع عن فضيل بن مرزوق عن عطية
(1) 8/ 76 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب علي بن أبي طالب)
عن زيد بن أرقم أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم قال لعليّ "أنت مني بمنزلة هارور من موسى إلا أنّه لا نبي بعدي"
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1347) عن ابن أبي شيبة به
وإسناده ضعيف لضعف عطية العَوْفي.
4231 -
حديث جابر بن سَمُرة أنّ رجلًا قال له: أكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف؟ قال "لا، بل مثل الشمس والقمر مستديرا"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (4/ 1823")(1)
4232 -
عن عائشة قالت: يا رسول الله، في قوله تعالى {وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون: 60] أهو الرجل يزني ويسرق وهو مع ذلك يخاف الله؟ قال "لا، بل هو الرجل يصوم ويصلي وهو مع ذلك يخاف الله"
قال الحافظ: أخرجه الترمذي وأحمد وابن ماجه وصححه الحاكم" (2)
له عن عائشة طرق:
الأول: يرويه عبد الرحمن بن سعيد بن وهب الهَمدَاني واختلف عنه:
- فقال مالك بن مِغْول: عن عبد الرحمن بن سعيد عن عائشة أنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله عز وجل {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون: 60] أهم الذين يزنون ويسرقون ويشربون الخمر؟ قال "لا يا ابنة الصديق ولكنهم الذين يصلون ويصومون ويتصدقون"
أخرجه الحميدي (275) عن مالك بن مغول به.
وأخرجه أحمد (6/ 159 و 205) وابن ماجه (4198) والترمذي (3175) والطبري في "تفسيره"(18/ 33 و 34) والكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 39 - 40) وابن بطة في "الإبانة"(1175) والحاكم (2/ 393 - 394) والبيهقي في "الشعب"(747) والبغوي في "تفسيره"(5/ 39 - 40) والمزي (17/ 145) من طرق عن مالك بن مغول به.
زاد الترمذي وغيره "وهم يخافون أن لا يقبل منهم"
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
(1) 7/ 382 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم)
(2)
10/ 60 (كتاب التفسير- سورة المؤمنون)
قلت: رواته ثقات إلا أنّ عبد الرحمن بن سعيد لم يدرك عائشة.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي: عبد الرحمن بن سعيد بن وهب لقي عائشة؟ قال: لا (المراسيل)
- وقال عمرو بن قيس المُلائي: عن عبد الرحمن بن سعيد عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قالت عائشة: فذكرت نحوه.
أخرجه الطبري (18/ 33)
عن محمد بن حميد الرازي
والطبراني في "الأوسط"(3977)
عن عمرو بن رافع أبي حُجْر القزويني
قالا: ثنا الحكم بن بشير بن سلمان ثنا عمرو بن قيس به.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عمرو بن قيس إلا الحكم بن بشير"
قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: صدوق. ومن فوقه كلهم ثقات.
الثاني: يرويه ليث بن أبي سليم عن مغيث عن رجل من أهل مكة عن عائشة قالت: فذكرت نحوه.
أخرجه الطبري (18/ 34) عن أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني ثنا ابن إدريس (1) ثنا ليث به.
- ورواه جرير بن عبد الحميد الرازي عن ليث واختلف عنه:
• فقال إسحاق بن أبي إسرائيل المروزي: ثنا جرير عن ليث عن رجل عن عائشة.
أخرجه أبو يعلى (4917)
• وقال الحسين بن داود المِصيصي سُنيد: ثني جرير عن ليث عن عائشة.
أخرجه الطبري (18/ 34)
• وقال محمد بن أيوب: ثنا جرير عن ليث عن عَمْرة عن عائشة.
أخرجه الواحدي في "الوسيط"(3/ 293)
(1) اسمه: عبد الله.
وإسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم.
الثالث: يرويه هُشيم عن العوام بن حوشب عن عائشة.
أخرجه الطبري (18/ 34)
والعوام لم يدرك عائشة.
4233 -
حديث أبي ذر: قلت: يا رسول الله، أتكون مع الأنبياء فإذا ماتوا رفعت؟ قال "لا، بل هي باقية"
قال الحافظ: وهو معترض بحديث أبي ذر عند النسائي حيث قال فيه: فذكره" (1)
أخرجه أحمد (5/ 171) والبخاري في "الكبير"(4/ 1/ 311) والبزار (4068) والنسائي في "الكبرى"(3427) وابن خزيمة (2170) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 85) والحاكم (1/ 437 و 2/ 530) والبيهقي (4/ 307) وفي "الشعب"(3398) وفي "فضائل الأوقات"(85) وابن عبد البر في "التمهيد"(2/ 213) من طرق عن عكرمة بن عمار اليمامي قال: ثني أبو زُمَيْل سِمَاك الحنفي ثني مالك بن مرثد بن عبد الله الزِّمَّاني عن أبيه قال: سألت أبا ذر، قلت: كنتَ سألتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر؟ قال: أنا كنت أسأل الناس عنها، قال: قلت: يا رسول الله، أخبرني عن ليلة القدر أفي رمضان هي أو في غيره؟ قال "بل هي في رمضان" قال: قلت: تكون مع الأنبياء ما كانوا فإذا قبضوا رفعت أم هي إلى يوم القيامة؟ قال "بل هي إلى يوم القيامة" قال: قلت: في أي رمضان هي؟ قال "التمسوها في العشر الأول أو العشر الأواخر" ثم حدّث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدّث ثم اهتبلت وغفلته قلت: في أي العشرين هي؟ قال "ابتغوها في العشر الأواخر، لا تسألني عن شيء بعدها" ثم حدّث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدّث ثم اهتبلت وغفلته، فقلت: يا رسول الله، أقسمت عليك بحقي عليك لما أخبرتني في أي العشر هي؟ قال: فغضب عليّ غضبا لم يغضب مثله منذ صحبته أو صاحبته- كلمة نحوها- قال "التمسوها في السبع الأواخر، لا تسألني عن شيء بعدها"
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن أبي ذر إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد"
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
وقال في الموضع الثاني: صحيح الإسناد"
وقال البوصيري: حديث حسن" مختصر الإتحاف 4/ 289 - 290
(1) 5/ 167 (صلاة التراويح- باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر)
قلت: عكرمة بن عمار وثقه ابن معين وجماعة، وأبو زميل وثقه أحمد وغير واحد، ومالك بن مرثد وثقه ابن حبان والعجلي والحافظ في "التقريب"، ومرثد بن عبد الله وثقه ابن حبان والعجلي، وقال الذهبي في "الديوان": مجهول، وقال في "الميزان": فيه جهالة، ليس بمعروف.
ولم يخرج مسلم له ولا لإبنه شيئًا.
طريق أخرى: قال الأوزاعي: ثني مرثد عن أبيه قال: جلست عند أبي ذر عند الجمرة الوسطى، فدنوت منه حتى كادت ركبتي تمس ركبتيه، فقلت: أخبرني عن ليلة القدر، فقال: أنا كنت أسألَ الناس عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، أخبرني عن ليلة القدر تكون في زمان الأنبياء، ينزل عليهم الوحي، فإذا قبضوا رفعت؟ فقال "بل هي إلى يوم القيامة" فقلت: يا رسول الله، فأخبرني في أي الشهر هي؟ فقال "إنّ الله لو أذن لأخبرتكم بها، فالتمسوها في العشر الأواخر في إحدى السُّبُعين، ولا تسألني عنها بعد مرّتك هذه" قال: وأقبل على أصحابه يحدثهم، فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استطلق به الحديث، فقلت: أقسمت عليك يا رسول الله لتخبرني في أي السبعين هي؟ قال: فغضب عليّ غضبا لم يغضب عليّ مثله، وقال "لا أمّ لك هي تكون في السبع الأواخر"
أخرجه ابن إبي شيبة (2/ 511 - 512 و3/ 74) وابن عبد البر في "التمهيد"(2/ 212 - 213)
عن سفيان الثوري
والبخاري في "الكبير"(4/ 1/ 311)
عن مصعب بن المقدام
وابن حبان (3683)
عن الوليد بن مسلم
ثلاثتهم عن الأوزاعي به.
ورواه أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن الأوزاعي فقال: ثني مرثد أو أبو مرثد- شك أبو عاصم- عن أبيه عن أبي ذر (1).
(1) ورواه الوليد بن مزيد البيروتي عن الأوزاعي ثني أبو كثير عن أبيه.
أخرجه الواحدي في "الوسيط"(4/ 533)
أخرجه البزار (4067) وابن خزيمة (2169)
ومرثد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا.
قال ابن عبد البر: هكذا قال الأوزاعي: عن مرثد بن أبي مرثد، وهو خطأ، وإنما هو مالك بن مرثد عن أبيه، ولم يقم الأوزاعي إسناد هذا الحديث ولا ساقه سياقة أهل الحفظ له"
وللحديث شاهد يرويه ابن جُريج قال: حدثت أنّ شيخا من أهل المدينة سأل أبا ذر بمنى، فقال: رفعت ليلة القدر أم هي في كل رمضان؟ فقال أبو ذر: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، رفعت ليلة القدر؟ قال "بل هي في كل رمضان"
أخرجه عبد الرزاق (7709) عن ابن جريج به.
وإسناده ضعيف.
4234 -
"لا تأتوا الكهان"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (537) من حديثه (أي معاوية بن الحكم السلمي) قال: قلت: يا رسول الله، أمورا كنا نصنعها في الجاهلية كنا نأتي الكهان فقال: فذكره" (1)
4235 -
"لا تبادروني بالقيام والقعود فإني قد بدنت"
سكت عليه الحافظ (2).
صحيح
ورد من حديث معاوية بن أبي سفيان ومن حديث أبي هريرة ومن حديث جبير بن مطعم ومن حديث ابن مسعدة.
فأما حديث معاوية فأخرجه الحميدي (603) وأبو عبيد في "الغريب"(1/ 152) وابن أبي شيبة (2/ 328) وأحمد (4/ 92، 98) والدارمي (1321) وأبو داود (619) وابن ماجه (963) وابن الجارود (324) وابن خزيمة (1594) والطحاوي في "المشكل"(5421) وابن حبان (2229 و 2230) والطبراني في "الكبير"(19/ 366 - 367) وفي "مسند الشاميين"(2159) والدارقطني في "العلل"(7/ 63) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 147) والبيهقي (2/ 92) وفي "المعرفة"(4/ 326) وابن عبد البر في "التمهيد"(6/ 224 - 225) والبغوي في "شرح السنة"(848)
(1) 12/ 329 (كتاب الطب- باب الكهانة)
(2)
2/ 446 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب من استوى قاعدا في وتر من صلاته ثم نهض)
عن محمد بن عجلان المدني (1)
- والحميدي (602) وابن خزيمة (1594)
عن يحيى بن سعيد الأنصاري (2)
وابن المنذر في "الأوسط"(4/ 188 - 189) والطحاوي (5422) والطبراني
(19/ 367)
عن أسامة بن زيد الليثي
ثلاثتهم عن محمد بن يحيى بن حَبَّان المدني عن عبد الله بن مُحيريز الجمحي قال: سمعت معاوية رفعه "لا تبادروني بالركوع والسجود فإنّه مهما أسبقكم به إذا ركعت تدركوني به إذا رفعت، ومهما أسبقكم به إذا سجدت تدركوني به إذا رفعت، إني قد بدنت"
وإسناده صحيح.
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن حبان (2231)
عن عبد الله بن سعد بن إبراهيم القرشي الزهري
والبيهقي (2/ 93)
عن أبي الأزهر أحمد بن الأزهر السليطي النيسابوري
قالا: ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثني أبي عن ابن إسحاق ثني عبد الله بن أبي
(1) رواه حوثرة بن محمد البصري عن حماد بن مسعدة عن ابن عجلان عن محمد بن عمرو بن عطاء عن ابن محيريز.
قال الدارقطني في "العلل"(7/ 63): ووهم، والصواب: محمد بن يحيى بن حبان"
قلت: رواه يحيى بن حكيم المُقَوِّمي البصري عن حماد بن مسعدة على الصواب.
أخرجه ابن خزيمة 3/ 45
(2)
هكذا رواه سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد الأنصاري، وخالفه غير واحد رووه عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن يحيى بن حبان مرسلًا، منهم:
1 -
هشيم.
أخرجه أبو عبيد (1/ 152)
2 -
عبد الله بن ادريس الكوفي.
أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 328)
وعمر بن علي ويحيى القطان. قاله الدارقطني في "العلل"(7/ 62 و 63) وقال: الصواب عن يحيى بن
سعيد المرسل"
بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبي الزناد عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا "أيها الناس إني قد بدنت، فلا تسبقوني بالركوع والسجود، ولكني أسبقكم، إنكم تدركون ما فاتكم"
وإسناده حسن، ابن إسحاق صدوق، والباقون ثقات.
وأما حديث جبير بن مطعم فأخرجه الطبراني في "الكبير"(1579) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا عاصم بن علي ثنا إسحاق الأزرق عن زكريا بن أبي زائدة عن سعد بن إبراهيم عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه مرفوعا "إني قد بدنت، فلا تبادروني بالقيام في الصلاة والركوع والسجود"
قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 2/ 78
قلت: إسناده صحيح إلا أنّه اختلف فيه على إسحاق بن يوسف الأزرق:
فرواه ابن سعد (1/ 420) عن إسحاق الأزرق فلم يذكر جبير بن مطعم.
وهكذا رواه وكيع عن سفيان الثوري عن سعد بن إبراهيم عن نافع بن جبير بن مطعم مرسلًا.
أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 329)
ورواته ثقات.
وأما حديث ابن مسعدة فأخرجه عبد الرزاق (2869) عن ابن جُريج أني عثمان بن أبي سليمان عن ابن مسعدة صاحب الجيوش قال: سمعت النبي-صلى الله عليه وسلم يقول "إني قد بدنت، فمن فاته الركوع أدركني في بطء قيامي"
وأخرجه أحمد (4/ 176) عن عبد الرزاق ومحمد بن بكر البُرْساني قالا: أنا ابن جريج به.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1744) عن محمد بن عبد الملك بن زنجويه البغدادي وزهير بن حرب النسائي قالا: ثنا عبد الرزاق به.
وأخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 2 / 446) وأبو نعيم في "الصحابة"(7092) من طريق الوليد بن مسلم ثنا ابن جريج به.
وأخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 91) من طريق حجاج بن محمد المصيصي عن ابن جريج به.
قال الحافظ: فيه انقطاع بين عثمان وابن مسعدة" الإصابة 6/ 212
4236 -
"لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام واضطروهم إلى أضيق الطرق"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (2167) والبخاري في "الأدب المفرد"(1103) من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (1)
4237 -
"لا تبع ما ليس عندك"
قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن من حديث حكيم بن حزام بلفظ: قلت: يا رسول الله، يأتيني الرجل فيسألني البيع ليس عندي أبيعه منه ثم أبتاعه له من السوق، فقال: فذكره وأخرجه الترمذي مختصرا ولفظه "نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع ما ليس عندي"(2)
له عن حكيم بن حزام طرق:
الأول: يرويه يوسف بن ماهك الفارسي واختلف عنه:
- فقال أبو بشر جعفر بن إياس: سمعت يوسف بن ماهك يحدث عن حكيم بن حزام قال: قلت: يا رسول الله، الرجل يطلب مني البيع وليس عندي أفأبتاعه له؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تبع ما ليس عندك"
أخرجه الطيالسي (ص 193) عن شعبة أني جعفر بن إياس به.
وأخرجه البيهقي (5/ 267) من طريق يونس بن حبيب الأصبهاني ثنا الطيالسي به.
وأخرجه أبو بكر الشافعي (3) في "فوائده"(216) عن محمد بن يونس بن موسى الكديمي عن الطيالسي ثنا شعبة أني جعفر بن إياس: سمعت يوسف بن مهران يحدث عن حكيم بن حزام.
فجعله عن يوسف بن مهران.
لكن الكديمي ضعيف كما في "لتقريب" واتهمه غير واحد بوضع الحديث.
وأخرجه أحمد (3/ 402) وابن ماجه (2187) وأبو بكر الشافعي (217) والخطب في "الموضح"(1/ 348)
عن محمد بن جعفر غُندر
وأحمد (3/ 402)
(1) 13/ 277 (كتاب الاستئذان- باب التسليم في مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين)
(2)
5/ 252 (كتاب البيوع- باب بيع الطعام قبل أن يقبض)
(3)
ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الموضح"(1/ 349)
عن يحيى بن آدم الكوفي
والنسائي في "الإغراب من حديث شعبة وسفيان"(29)
عن خالد بن الحارث البصري
والطبراني في "الكبير"(3097)
عن عمرو بن مرزوق البصري
والخطيب في "الموضح"(1/ 348)
عن يحيى بن سعيد القطان
و (1/ 348 - 349)
عن سعيد بن عامر البصري
والقاضي وكيع في "أخبار القضاة"(1/ 318)
عن بقية بن الوليد
كلهم عن شعبة عن جعفر بن إياس عن يوسف بن ماهك عن حكيم بن حزام.
وخالفهم سيف بن مسكين الأسواري البصري فرواه عن جعفر بن إياس: سمعت يوسف بن مهران يحدث عن حكيم بن حزام.
فجعله عن يوسف بن مهران كما قال الكديمي.
أخرجه أبو بكر الشافعي (216) والخطيب في "الموضح"(1/ 349)
قال المزي: والمحفوظ قول غندر" تحفة الأشراف 3/ 79
قلت: وهو كما قال، وسيف بن مسكين قال الدارقطني في "العلل" (1/ 219): ليس بالقوي.
ولم ينفرد شعبة به بل تابعه:
1 -
هُشيم بن بشير.
أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 129) وأحمد (3/ 434) والترمذي (1232) والنسائي (7/ 254) وفي "الكبرى"(6206) والطبراني في "الكبير"(3099) والبيهقي (5/ 317) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(3/ 1035 - 1036)
2 -
أبو عَوَانة الوضاح بن عبد الله اليشكري.
أخرجه أبو داود (3503) والطبراني (3098)
ولم ينفرد جعفر بن إياس به بل تابعه يونس بن عبيد عن يوسف بن ماهك عن حكيم بن حزام قال: قلت: يا رسول الله، يأتيني الرجل يسألني البيع ليس عندي ما أبيعه، ثم أبيعه من السوق فقال "لا تبع ما ليس عندك"
أخرجه أحمد (3/ 402) عن هشيم بن بشير أنا يونس به.
- ورواه أيوب السَّخْتياني عن يوسف بن ماهك واختلف عنه:
• فقال غير واحد: عن أيوب عن يوسف بن ماهك عن حكيم بن حزام قال: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبيع ما ليس عندي.
وفي لفظ "أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تبع ما ليس عندك"
أخرجه أحمد (3/ 402)
عن إسماعيل بن علية
والترمذي (1233) والنسائي في "الكبرى"(تحفة الأشراف 3/ 79) والطبراني (3100) وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(616) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 264) والبيهقي (5/ 267)
عن حماد بن زيد
والطبراني (3102 و 3103) والبيهقي (5/ 339)
عن حماد بن سلمة
والطبراني (3104)
عن وهيب بن خالد البصري
والنسائي في "الكبرى"(تحفة 3/ 79) والطبراني (3105)
عن عبد الوارث بن سعيد البصري
والشافعي في "الرسالة"(ص 336 - 337) ومن طريقه البيهقي في "المعرفة"(8/ 11 أو 186) والبغوي في "شرح السنة"(2110)
عن الثقة ولم يسمه
كلهم عن أيوب به.
• وقال مَعْمَر بن راشد: عن أيوب عن يوسف بن ماهك عن رجل أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لحكيم "لا تبع ما ليس عندك"
أخرجه عبد الرزاق (14212)
• وقال الحسين بن واقد المروزي: عن أيوب عن عطاء بن أبي رباح عن حكيم بن حزام قال: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبيع ما ليس عندي.
أخرجه الخطيب في "التاريخ"(4/ 385) عن أبي القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الأزهري ثنا محمد بن المظفر ثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم المروزي ثنا محمد بن عبدة المروزي ثنا علي بن الحسن بن شقيق ثنا الحسين بن واقد به.
ذكره في ترجمة أبي بكر المروزي ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا، ومحمد بن عبدة ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا.
- ورواه محمد بن سيرين واختلف عنه:
• فقال يزيد بن إبراهيم التُّسْتَري: عن ابن سيرين عن أيوب عن يوسف بن ماهك عن حكيم بن حزام قال: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبيع ما ليس عندي.
أخرجه الترمذي (1235)
عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري
وابن الأعرابي (ق 85/ أ)
عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي
والبيهقي (5/ 339)
عن أبي سلمة موسى بن إسماعيل البصري
ثلاثتهم عن يزيد بن إبراهيم به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن. وروى وكيع هذا الحديث عن يزيد بن إبراهيم عن ابن سيرين عن أيوب عن حكيم ولم يذكر فيه عن يوسف بن ماهك، ورواية عبد الصمد أصح"
قلت: ولم ينفرد يزيد بن إبراهيم به بل تابعه يحيى بن عتيق البصري عن ابن سيرين به.
أخرجه النسائي في "الكبرى"(تحفة 3/ 79) والطبراني في "الكبير"(3101) و "الأوسط"(585 و 5139) و"الصغير"(770) وأبو الشيخ في "الأقران"(123) وتمام (ق 59/ أ) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 264) وأبو موسى المديني (1) في "اللطائف"(510 و 650 و 653) والمزي (8/ 50) من طريق خالد بن خداش البصري ثنا حماد بن زيد عن يحيى بن عتيق به.
قال حماد: وحدثنيه أيوب عن يوسف بن ماهك عن حكيم بن حزام.
قال الطبراني: لم يروه عن يحيى إلا حماد بن زيد، تفرد به خالد بن خداش"
قلت: وهو صدوق كما قال ابن معين وأبو حاتم وصالح جزرة وغيرهم.
وتابعه:
1 -
إسماعيل بن مسلمة القَعنَبِي المدني ثنا حماد بن زيد به.
أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق"(848)
2 -
سليمان بن حرب البصري.
أخرجه أبو موسى المديني (652)
3 -
يحكى بن عبد الحميد الحماني.
أخرجه أبو موسى (652)
• وقال غير واحد: عن ابن سيرين عن حكيم بن حزام.
أخرجه النسائي في "الكبرى"(تحفة 3/ 78) والطبراني في "الكبير"(3137 و 3138) والذهبي في "معجم الشيوخ"(1/ 348) وفي "تذكرة الحفاظ"(2/ 519)
عن عوف بن أبي جميلة الأعرابي
والطبراني (3139) وفي "الأوسط"(2487)
عن عبد الله بن عون البصري
والطبراني (3140)
(1) وفي رواية أخرى عنده (511 و 651): ثنا حماد بن زيد عن يحيى بن عتيق وأبي الخيشنة عن ابن سيرين به.
وقال: واسم أبي خيشنة: عبد الله بن سعد، وقيل: عبد الله بن سعدي"
عن الربيع بن صَبيح البصري
و (3141)
عن أبي هلال محمد بن سليم الراسبي
و (3143)
عن خالد بن دينار التميمي السعدي البصري
و (3144)
عن يونس بن عبيد البصري
و (3145)
عن هشام بن حسان الأزدي
وفي "الأوسط"(6008)
عن أبي كعب صاحب الحرير
وأبو الشيخ في "الطبقات"(88)
عن أبي قيس
كلهم عن ابن سيرين به.
قال الترمذي: روى هذا الحديث عوف وهشام بن حسان عن ابن سيرين عن حكيم مرفوعا، وهذا حديث مرسل إنّما رواه ابن سيرين عن أيوب عن يوسف بن ماهك عن حكيم"
• وقال عباد بن صهيب البصري: حدثنا عوف وهشام والربيع بن صبيح وهارون وسعيد بن عبد الرحمن عن ابن سيرين قال: نبئت عن حكيم بن حزام.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8414)
وعباد بن صهيب قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث، ترك حديثه.
- وقال عامر بن عبد الواحد الأحول: عن يوسف بن ماهك عن عبد الله بن عصمة أنّ حكيم بن حزام قال: يا رسول الله، إني أبيع بيوعا كثيرة فما يحل لي منها مما يحرم عليّ؟ فقال "لا تبيعنّ ما لم تقبض"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(3107) من طريق سالم بن نوح البصري العطار ثنا عمر بن عامر عن عامر الأحول به.
وسالم وعمر وعامر مختلف فيهم، وسيأتي الكلام على ابن عصمة.
- ورواه يحيى بن أبي كثير واختلف عنه:
• فقال عبد الرزاق (14214): أنا عمر بن راشد أو غيره عن يحيى بن أبي كثير عن يوسف بن ماهك عن عبد الله بن عصمة عن حكيم بن حزام قال: قلت: يا رسول الله إني أشتري بيوعا فما يحل لي منها وما يحرم علي؟ قال "يا ابن أخي إذا اشتريت منها بيعا فلا تبعه حتى تقبضه"
عمر بن راشد هو اليمامي وهو ضعيف كما قال ابن معين وأبو داود وغيرهما.
• ورواه هشام الدَّسْتُوائي عن يحيى بن أبي كثير واختلف عنه:
فقال الطيالسي (ص 187): ثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن يوسف بن ماهك عن عبد الله بن عصمة عن حكيم بن حزام.
ومن طريقه أخرجه الخطيب في "تالي التلخيص"(320)
وتابعه عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ثنا هشام به.
أخرجه البيهقي (5/ 313) وابن عبد البر في "التمهيد"(13/ 332)
وقال غير واحد: عن هشام ثني يحيى بن أبي كثير عن رجل أنّ يوسف بن ماهك أخبره أنّ عبد الله بن عصمة أخبره أنّ حكيم بن حزام أخبره قال: فذكره.
أخرجه أحمد (3/ 402) ومن طريقه المزي (15/ 309 - 310)
عن يحيى القطان
والنسائي في "الكبرى"(تحفة 3/ 76)
عن النضر بن شميل المازني
وعن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري
ثلاثتهم عن يحيى بن أبي كثير به.
وقال معاذ بن فضالة الطُّفاوي: ثنا هشام عن يحيى عن يعلي بن حكيم ثني يوسف بن ماهك عن عبد الله بن عصمة عن حكيم.
أخرجه ابن الجارود (602)
قال البيهقي: لم يسمعه يحيى بن أبي كثير من يوسف بن ماهك إنّما سمعه من يعلي بن حكيم عن يوسف"
قلت: وهو كما قال، فقد:
- رواه غير واحد عن يحيى بن أبي كثير عن يعلي بن حكيم عن يوسف بن ماهك عن عبد الله بن عصمة عن حكيم بن حزام، منهم:
1 -
شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي.
أخرجه النسائي في "الكبرى"(تحفة 3/ 76) وابن الجارود (602) والطبراني في "الكبير"(3108) والبيهقي (5/ 313) وفي "الصغرى"(1918) والمزي (15/ 310)
2 -
أبان بن يزيد العطار.
أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 41) والدارقطني (3/ 8 - 9 و 9)
3 -
الأوزاعي.
أخرجه - الطحاوي (4/ 41)
4 -
همام بن يحيى العَوْذي.
أخرجه ابن الجارود (602) والدارقطني (3/ 9) وابن حبان (4983)
وقال: هذا خبر غريب"
وقال البيهقي: هذا إسناد حسن متصل"
قلت: رواته ثقات غير عبد الله بن عصمة ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البزار: ليس بالمشهور، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال، وقال ابن حزم: متروك، وقال عبد الحق الاشبيلي: ضعيف جدًا، واختلف فيه قول الذهبي، فقال في "الكاشف": ثقة، وقال في "الميزان": لا يعرف.
الثاني: يرويه عطاء بن أبي رباح واختلف عنه:
- فقال ابن جُريج: أني عطاء أني عبد الله بن عصمة أنّه سمع حكيم بن حزام قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألم يأتني أو ألم يبلغني أو كما شاء الله من ذلك أنّك تبيع الطعام" قال: بلى يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تبع طعاما حتى تشتريه وتستوفيه"
أخرجه الشافعي في "الرسالة"(ص 335 - 336) وأحمد (3/ 403) والنسائي (7/ 252) وفي "الكبرى"(6194) والطحاوي (4/ 38) والبيهقي في "المعرفة"(8/ 106) والمزي (15/ 310) من طرق عن ابن جريج به.
- وقال خالد الحذاء: عن عطاء عن حكيم بن حزام قال: كنت أشتري الطعام فنهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبيعه حتى أقبضه.
أخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته"(183) عن خالد الحذاء به.
وأخرجه الشافعي في "السنن"(235) عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن خالد الحذاء به.
ومن طريقه أخرجه البيهقي في "المعرفة"(8/ 106)
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3132) من طريق وهب بن بقية الواسطى عن خالد بن عبد الله الواسطي عن خالد الحذاء به، ولفظه "أن أبيع ما ليس عندي"
- وقال عبد العزيز بن رُفيع الأسدي: عن عطاء عن حزام بن حكيم بن حزام قال: قال حكيم بن حزام: ابتعت طعاما من طعام الصدقة فربحت فيه قبل أن أقبضه فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال "لا تبعه حتى تقبضه"
أخرجه (1) النسائي (7/ 252) وفي "الكبرى"(6195) واللفظ له والطحاوي (4/ 38) والطبراني (3110)
الثالث: يرويه صفوان بن موهب عن عبد الله بن محمد بن صَيفي عن حكيم بن حزام قال: فذكر مثل حديث عطاء عن ابن عصمة.
أخرجه الشافعي في "الرسالة"(ص 335 - 336) وأحمد (3/ 403) والنسائي (7/ 252) وفي "الكبرى"(6196) والطبراني في "الكبير"(3096) والبيهقي (5/ 312) وفي "المعرفة"(8/ 106 - 107) والمزي (13/ 214 و 15/ 310) من طرق عن ابن جريج أني عطاء عن صفوان بن موهب به.
وصفوان بن موهب وعبد الله بن محمد ذكرهما ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": ابن صيفي ما روى عنه سوى صفوان بن موهب.
قلت: فهو مجهول.
4238 -
"لا تبيعوا لحوم الأضاحي والهدي وتصدقوا وكلوا واستمتعوا بجلودها ولا تبيعوا، وإن أطعمتم من لحومها فكلوا إن شئتم"
قال الحافظ: أخرجه أحمد في حديث قتادة بن النعمان مرفوعا" (2)
(1) أخرجوه من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي عن عبد العزيز بن رفيع، ورواه جرير بن
عبد الحميد عن عبد العزيز بن رفيع فلم يذكر حزام بن حكيم.
أخرجه المحاملي (305)
(2)
4/ 304 (كتاب الحج- باب يتصدق بجلود الهدي)
له عن قتادة بن النعمان طرق:
الأول: يرويه ابن جريج قال: أُخبرت أنّ أبا سعيد الخدري
وقال: وعن سليمان بن موسى عن فلان.
وقال: وعن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله- ولم يبلغ أبو الزبير هذه القصة كلها- أنّ أبا قتادة أتى أهله فوجد قصعة ثريد من قديد الأضحى فأبي أن يأكله، فأتى قتادة بن النعمان فأخبره أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم قام في حج فقال:"إني كنت أمرتكم أن لا تأكلوا الأضاحي فوق ثلاثة أيام لتسعكم، وإني أحله لكم فكلوا منه ما شئتم، ولا تبيعوا لحوم الهدي والأضاحي فكلوا وتصدقوا واستمتعوا بجلودها، وإن أطعمتم من لحومها شيئًا فكلوه إن شئتم"
أخرجه أحمد (4/ 15) عن محمد بن بكر البُرْساني أنا ابن جريج به.
هكذا رواه البرساني عن ابن جريج، ورواه حجاج بن محمد المصيصي عنه قال: قال سليمان بن موسى: أخبرني زبيد أنّ أبا سعيد الخدري أتى أهله فوجد قصعة من قديد الأضحى
…
فذكر الحديث وقال فيه "واستمتعوا بجلودها ولا تبيعوها"
وقال في هذا الحديث عن أبي سعيد عن النبي-صلى الله عليه وسلم"فالآن فكلوا واتجروا وادخروا"
ورواه حجاج بن محمد أيضًا عنه قال: أخبرني أبو الزبير عن جابر. نحو حديث زبيد هذا عن أبي سعيد.
أخرجهما أحمد (4/ 15)
وقال ابن لَهيعة: ثنا أبو الزبير عن زبيد أنّ أبا سعيد الخدري أخبره أنّه أتى أهله فوجد عندهم قصعة ثريد، ولحم من لحم الأضاحي، فأبى أن يأكله. فأتى قتادة بن النعمان أخوه فحدّثه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحج قال "إني كنت نهيتكم أن لا تأكلوا لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام، وإني أحله لكم، فكلوا منه ما شئتم".
أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 5)
عن أسد بن موسى المصري
والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 186)
عن عمرو بن خالد الحراني
كلاهما عن ابن لهيعة ثنا أبو الزبير به.
وابن لهيعة ضعيف.
الثاني: يرويه شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه وعمه قتادة بن النعمان مرفوعا "كلوا لحوم الأضاحي وادخروا"
أخرجه أحمد (3/ 48 و 6/ 384)
عن عبد الرحمن بن مهدي
وأحمد (4/ 15 و 6/ 384) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 185) والحاكم (4/ 232)
عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي
قالا: ثنا زهير بن محمد عن شريك به.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
قلت: الحديث إسناده حسن رجاله كلهم ثقات غير شريك بن عبد الله بن أبي نمر وهو صدوق كما قال الذهبي في "الميزان" و"المغني" و"من تكلم فيه وهو موثق".
وزهير بن محمد هو التميمي ورواية أهل العراق عنه مستقيمة وهذه منها، وعبد الرحمن بن أبي سعيد لم يخرج له البخاري إلا تعليقا، وقتادة بن النعمان لم يخرج له مسلم شيئًا.
الثالث: يرويه القاسم بن محمد التيمي عن عبد الله بن خباب أنّ أبا سعيد الخدري قدم من سفر فقدّم إليه أهله لحمًا من لحوم الأضحى، فقال: ما أنا بآكله حتى أسأل. فانطلق إلى أخيه لأمه، وكان بدريا، قتادة بن النعمان، فسأله فقال: إنّه حدث بعدك أمر نقضٌ لما كانوا ينهون عنه من أكل لحوم الأضحى بعد ثلاثة أيام" (1)
أخرجه البخاري (فتح 8/ 316)
وأخرجه أحمد (4/ 15 - 16) والطبراني في "الكبير"(19/ 4) والبيهقي (9/ 292) من طريق محمد بن إسحاق المدني ثني محمد بن علي بن حسين أبو جعفر وأبي، إسحاق بن يسار عن عبد الله بن خباب مولى بني عدي بن النجار عن أبي سعيد الخدري قال: كان
(1) رواه سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد فلم يذكر عبد الله بن خباب.
أخرجه الشافعي في "سنن حرملة" كما في "المعرفة" للبيهقي (14/ 56)
قال البيهقي: وهذا الحديث إنمّا سمعه القاسم بن محمد عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد. كذلك رواه سليمان بن بلال والليث بن سعد عن يحيى بن سعيد. وأخرجه البخاري من حديثهما"
رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهانا عن أن نأكل لحوم نسكنا فوق ثلاث، قال: فخرجت في سفر ثم قدمت على أهلي وذلك بعد الأضحى بأيام، قال: فأتتني صاحبتي بسلق قد جعلت فيه قديدا فقلت لها: أنى لك هذا القديد؟ فقالت: من ضحايانا، قال: فقلت لها: أو لم ينهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أن نأكلها فوق ثلاث؟ قال: فقالت: إنّه قد رخص للناس بعد ذلك، قال: فلم أصدقها حتى بعثت إلى أخي قتادة بن النعمان وكان بدريا أسأله عن ذلك، قال: فبعث إلي أن كُلْ طعامك فقد صدقت قد أرخص رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين في ذلك.
وإسناده حسن.
الرابع: يرويه محمد بن سيرين عن أبي العلانية عن أبي سعيد الخدري قال: أتيت هذه -يعني امرأته- وعندها لحم من لحوم الأضاحي قد رفعته، فرفعت عليها العصا، فقالت: إنّ فلانا أتانا فأخبرنا أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إني كنت نهيتكم أن تمسكوا لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام فكلوا وادخروا".
أخرجه أحمد (6/ 384) ثنا عبد الصمد ثنا يزيد بن إبراهيم ثنا ابن سيرين به.
وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، وأبو العلانية هو المرئي البصري اسمه مسلم.
4239 -
"لا تتبع النظرة النظرة فإنّ لك الأولى وليست لك الثانية"
سكت عليه الحافظ (1).
حسن
روي من حديث علي ومن حديث بريدة
فأما حديث علي فله عنه طريقان:
الأول: يرويه حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي عن سلمة بن أبي الطفيل عن علي مرفوعا "يا علي، إنّ لك كنزا في الجنة، وإنك ذو قَرْنَيها، فلا تتبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة"
أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 326 - 327 و 12/ 64) وأحمد (1/ 159) وفي "فضائل الصحابة"(1028) وابنه (1101) والدارمي (2712) والبزار (907) والطحاوي في "المشكل"(1865) وفي "شرح المعاني"(3/ 14 - 15) والخرائطي في "اعتلال القلوب"(ص 146) وابن حبان (5570) والطبراني في "الأوسط"(678) والكلاباذي في "معاني
(1) 13/ 262 (كتاب الاستئذان- باب الاستذان من أجل البصر)
الأخبار" (ص 285) والحاكم (3/ 123) وأبو نعيم في "الصحابة" (340 و 341) من طرق عن
حماد بن سلمة به (1).
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي إلا بهذا الإسناد، ولا نعلم روى سلمة عن علي إلا هذا الحديث، ولا رواه عنه إلا محمد بن إبراهيم، ولا نعلم له إسنادا إلا هذا الإسناد"
وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن علي إلا بهذا الإسناد، تفرد به حماد"
وقال الحاكم (2): صحيح الإسناد"
وقال الهيثمي: رجال الطبراني ثقات" المجمع 4/ 277
وقال في موضع آخر: وفيه ابن إسحاق وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات" 8/ 63
قلت: ابن إسحاق صدوق يدلى ولم يذكر سماعا من محمد بن إبراهيم، وسلمة بن أبي الطفيل ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وقال ابن خراش: مجهول. ولم يذكر سماعا من علي فلا أدري أسمع منه أم لا.
الثاني: يرويه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي عن النعمان بن سعد عن علي مرفوعا "يا علي، لا تتبع النظرة النظرة وإنّما لك النظرة الأولى"
أخرجه البزار (701) عن عباد بن يعقوب الرَّوَاجِنِي ثنا محمد بن فضيل عن عبد الرحمن بن إسحاق به.
وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق.
وأما حديث بريدة فأخرجه وكيع في "الزهد"(486) عن شريك بن عبد الله القاضي عن أبي ربيعة الايادي عن ابن بريدة عن أبيه مرفوعا "لا تتبع النظرة النظرة فإنّما لك الأولى وليست لك الآخرة"
وأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 324) وأحمد (5/ 351 - 352) وهناد في "الزهد"(1415) عن وكيع به.
(1) علقه البخاري في "الكبير"(2/ 2/ 77) عن حماد بن سلمة به
وقال: حدثني خليفة ثنا عبد الأعلى عن ابن إسحاق عمن سمع أبا الطفيل عامر بن واثلة عن بلال رفعه "إنّ لك كنزا في الجنة" ولا يصح.
(2)
وقع في روايته: عن سلمة بن أبي الطفيل- أظنه عن أبيه- عن علي.
وأخرجه أحمد (5/ 353)
عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي
وأبو داود (2149) والبيهقي في "الشعب"(5038)
عن إسماعيل بن موسى الفزاري
والترمذي (2777)
عن علي بن حجر السعدي
وابن أبي الدنيا في "الورع"(69)
عن علي بن الجعد الجوهري
والطحاوي في "المشكل"(1867) وفي "شرح المعاني"(3/ 15) والمزي (33/ 306)
عن محمد بن سعيد ابن الأصبهاني
والحاكم (2/ 194) والبيهقي (7/ 90) وفي "الشعب"(5039)
عن أبي نعيم الفضل بن دُكين
وأبي غسان مالك بن إسماعيل النّهدي
والروياني (22)
عن الأسود بن عامر الشامي
ويحيى بن أبي بكير الكرماني
كلهم عن شريك به.
ورواه أحمد بن عبد الملك الأسدي الحراني عن شريك عن أبي إسحاق وأبي ربيعة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه.
أخرجه أحمد (5/ 357)
وخالفهم علي بن قادم الكوفي فرواه عن شريك عن أبي ربيعة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن علي.
فزاد فيه: عن علي.
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(1866) وفي "شرح المعاني"(3/ 15)
والأول أصح، وعلي بن قادم مختلف فيه.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك"
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
قلت: شريك مختلف فيه، ولم يحتج به مسلم وإنما أخرج له في المتابعات، وأبو ربيعة الإيادي لم يخرج له مسلم شيئًا، واختلف فيه: فقال ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: منكر الحديث.
ولم ينفرد شريك به بل تابعه إسرائيل بن يونس عن أبي ربيعة عن ابن بريدة عن أبيه به.
أخرجه الروياني (22)
4240 -
حديث ابن مسعود مرفوعا "لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا"
سكت عليه الحافظ (1).
أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(505) ويحيى بن آدم في "الخراج"(254) والحميدي (122) وابن أبي شيبة (13/ 241) وفي "المسند"(255) وأحمد (1/ 377 و 426 و 443) وفي "الزهد"(ص 37) والبخاري في "الكبير"(2/ 2/ 54) وحماد بن إسحاق في "تركة النبي"(ص 72) والترمذي (2328) وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال"(24) وفي "ذم الدنيا"(229) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 1088) وابن أبي عاصم في "الزهد"(202) وأبو يعلى (5200) والهيثم (2) بن كليب (811 و 812 و 813 و 816 و 817 و 818) وابن حبان (710) وأبو الشيخ في "الطبقات"(159 و 934) والحاكم (4/ 322) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 116) والبيهقي في "الشعب"(9906) والخطيب في "التاريخ"(1/ 18) وفي "الموضح"(2/ 368) والبغوي في "شرح السنة"(4035) والرافعي في "التدوين"(1/ 109) والمزي (10/ 247) من طرق عن شمر بن عطية الكاهلي عن المغيرة بن سعد بن الأخرم الطائي عن أبيه عن ابن مسعود به مرفوعا.
قال الترمذي: هذا حديث حسن"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
(1) 5/ 401 (كتاب المزارعة- باب فضل الزرع والغرس)
(2)
وقع عنده في بعض المواضع: عن رجل من طي ولم يسمه عن أبيه.
قلت: المغيرة بن سعد وثقه العجلي وابن حبان والذهبي في "الكاشف"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث.
وقد تفرد به عن أبيه، وأبوه مختلف في صحبته، ولم يرو عنه إلا ابنه كما في "الميزان".
4241 -
"لا تترك هذه الأمة شيئًا من سنن الأولين حتى تأتيه"
قال الحافظ: أخرج الطبراني من حديث المستورد بن شداد رفعه: فذكره" (1)
ضعيف
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(315) عن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد المصري ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن عمرو المَعَافري عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن المستورد به مرفوعا.
وقال: لا يُروى هذا الحديث عن المستورد إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة"
وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" ورجاله ثقات" المجمع 7/ 261
قلت: ابن لهيعة قال ابن معين وغيره: لا يحتج بحديثه، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال مسلم: تركه ابن مهدي ويحيى بن سعيد ووكيع.
وأحمد بن رشدين مختلف فيه، والباقون ثقات.
4242 -
حديث بُريدة رفعه "لا تتركنّ في التشهد الصلاة عليّ وعلى أنبياء الله"
قال الحافظ: أخرجه البيهقي بسند واه" (2)
موضوع
أخرجه الدارقطني (1/ 355) من طريق سعيد بن عثمان الخزاز ثنا عمرو بن شمر عن جابر عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رفعه "يا بريدة إذا جلست في صلاتك فلا تتركنّ التشهد والصلاة عليّ، فإنها زكاة الصلاة، وسلم على جميع أنبياء الله ورسله، وسلم على عباد الله الصالحين"
وقال: عمرو بن شمر وجابر ضعيفان"
(1) 17/ 64 (كتاب الاعتصام- باب قول النبي-صلى الله عليه وسلم: لتتبعن سنن من كان قبلكم)
(2)
13/ 423 (كتاب الدعوات- باب هل يصلي على غير النبي-صلى الله عليه وسلم)
وقال ابن القيم: عمرو بن شمر وجابر لا يحتج بحديثهما، وجابر أصلح من عمرو" جلاء الأفهام ص 505
قلت: عمرو بن شمر متهم بالوضع.
قال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات.
وقال الحاكم: كثير الموضوعات عن جابر الجُعْفي وغيره، وإن كان جابر الجعفي عند القوم مجروحا، وليس راوي تلك الموضوعات الفاحشات عنه غير عمرو بن شمر فوجب أن يكون الحمل فيها عليه.
وقال أبو نعيم: يروي عن جابر الجعفي بالموضوعات المناكير.
وقال الجوزجاني: كذاب.
4243 -
"لا تتم صلاة أحد من الناس حتى يتوضأ فيضع الوضوء مواضعه ثم يكبر"
قال الحافظ: حديث رفاعة في قصة المسىء صلاته أخرجه أبو داود بلفظ: فذكره، ورواه الطبراني بلفظ "ثم يقول: الله أكبر" (1).
تقدم الكلام عليه في حرف التاء فانظر حديث "توضأ كما أمرك الله"
4244 -
"لا تتمنوا لقاء العدو، وإذا لقيتموهم فاصبروا"
سكت عليه الحافظ (2).
أخرجه البخاري (فتح 6/ 497 و 498) من حديث ابن أبي أوفى موصولا ومن حديث أبي هريرة معلقا.
4245 -
"لا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب"
قال الحافظ: أخرجه ابن خزيمة وابن حبان وغيرهما من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا بهذا اللفظ" (3)
أخرجه ابن خزيمة (490) عن محمد بن يحيى الذهلى ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعا.
(1) 2/ 359 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب إيجاب التكبير)
(2)
12/ 298 (كتاب الطب- باب ما يذكر في الطاعون)
(3)
2/ 384 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب وجوب القراءة للإمام والمأموم)
وأخرجه ابن حبان (1789 و 1794) وأبو أحمد (1) الحاكم في "شعار أصحاب الحديث"(ص 86) عن ابن خزيمة (2) به.
وأخرجه البيهقي في "القراءة خلف الإمام"(62) من طريق أحمد بن محمد بن أحمد الحرشي ثنا محمد بن يحيى به.
قال ابن حبان: لم يقل في خبر العلاء هذا: "لا تجزئ صلاة" إلا شعبة، ولا عنه إلا وهب بن جرير ومحمد بن كثير"
وقال ابن المنذر: إن صحت هذه اللفظة فإنّ جماعة رووا هذا الحديث عن شعبة وغيره لم يذكروا فيه هذه اللفظة" الأوسط 3/ 99
قلت: اختلف على وهب بن جرير في لفظ هذا الحديث، فرواه إبراهيم بن مرزوق الأموي البصري عن وهب بن جرير بلفظ "من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خِدَاج"
أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 216) وفي "المشكل"(1090)
وهكذا رواه غير واحد عن شعبة فقالوا "فهي خداج" منهم:
1 -
وكيع.
أخرجه أحمد (2/ 478) وأبو عوانة (2/ 140)
2 -
محمد بن جعفر غندر.
أخرجه أحمد (2/ 457)
3 -
سعيد بن عامر الضبعي.
أخرجه أبو يعلى (6454) وأبو عوانة (2/ 140) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 216) وفي "المشكل"(1090)
4 -
محمد بن أبي عليّ البصري.
أخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام"(173)
(1) ورواه أبو أحمد أيضًا عن أحمد بن محمد بن الحسين ثنا محمد بن يحيى به.
(2)
وأخرجه الحافظ في "نتائج الأفكار"(1/ 427) من طريق أبي طاهر محمد بن الفضل النيسابوري ثنا ابن خزيمة به.
5 -
النضر بن شميل المازني.
أخرجه البيهقي في "القراءة خلف الإمام"(60)
6 -
رَوح بن عبادة البصري.
أخرجه البيهقي في "القراءة"(61)
ورواه جماعة عن العلاء أيضًا بلفظ "فهي خداج" منهم:
1 -
سفيان بن عُيينة.
أخرجه الشافعي في "الأم"(1/ 93) والحميدي (974) وأحمد (2/ 241 - 242) والبخاري في "القراءة"(39) ومسلم (395) والنسائي في "الكبرى"(8013) وأبو عوانة (2/ 141) والبيهقي (2/ 38) وفي "المعرفة"(2/ 355) وفي "القراءة"(63 و 65)
2 -
عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي.
أخرجه الحميدي (974) والبخاري في "القراءة"(46) والترمذي (2953) وأبو عوانة (2/ 142) وابن حبان (1795) والبيهقي في "القراءة"(70 و 71)
3 -
سعد بن سعيد بن قيس بن عمرو الأنصاري.
أخرجه ابن حبان (1788)
4 -
عبد العزيز بن أبي حازم المدني.
أخرجه الحميدي (974) والبخاري في "القراءة"(42) وأبو عوانة (2/ 141)
5 -
أبو غسان محمد بن مطرف المدني.
أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 216) وفي "المشكل"(1091) والبيهقي في "القراءة"(70)
6 -
إسماعيل بن جعفر الأنصاري.
أخرجه البخاري في "القراءة"(44) وأبو أحمد الحاكم في "شعار أصحاب الحديث"(ص 85) والبيهقي في "القراءة"(69)
7 -
روح بن القاسم البصري.
أخرجه البخاري في "القراءة"(12 و 45) والبيهقي في "القراءة"(68)
8 -
أبو أويس عبد الله بن عبد الله المدني.
أخرجه مسلم (1/ 297) والترمذي (5/ 202) والبيهقي (2/ 39 و 375) وفي "القراءة"(76 و 77)
9 -
إبراهيم بن طهمان الخراساني.
أخرجه البيهقي في "القراءة"(67)
10 -
محمد بن يزيد البصري.
أخرجه البيهقي في "القراءة"(73)
11 -
زهير بن محمد التميمي.
أخرجه البيهقي في "القراءة"(74)
12 -
محمد بن عجلان المدني.
أخرجه البيهقي في "القراءة"(79)
13 -
الحسن بن الحر الكوفي.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(10/ 31) والبيهقي في "القراءة"(78)
14 -
عبد الله بن زياد بن سمعان.
أخرجه الدارقطني (1/ 312) والحاكم في "علوم الحديث"(ص 132 - 133) والبيهقي (2/ 40) وفي "القراءة"(75)
وهذا أصح.
4246 -
"لا تجزعي من الويح، فإنّه كلمة رحمة، ولكن اجزعي من الويل"
قال الحافظ: عن عائشة أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم قال لها في قصة: فذكره، أخرجه الخرائطي في
"مساوئ الأخلاق" بسند واه وهو آخر حديث فيه" (1)
موضوع
أخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق"(853) من طريق عبد الوهاب بن الضحاك ثنا إسماعيل بن عياش عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "ويحك" فجزعت، فقال "يا حميراء، لا تجزعي من الويح، فإن الويح كلمة رحمة، ولكن اجزعي من الويل".
(1) 13/ 171 (كتاب الأدب- باب ما جاء في قول الرجل: ويلك)
عبد الوهاب بن الضحاك هو الحمصي متهم بوضع الحديث.
قال أبو داود: كان يضع الحديث.
وقال صالح جزرة: عامة حديثه كذب.
وقال الحاكم وأبو نعيم: روى أحاديث موضوعة.
وقال أبو حاتم: كان يكذب.
4247 -
حديث أبي جحيفة أنّ رجلًا ذبح قبل الصلاة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تجزي عنك" قال: إنّ عندي جَذَعَة، فقال "تجزي عنك ولا تجزي بعد".
قال الحافظ: أخرجه أبو يعلى والطبراني" (1)
تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "اذبحها ولن تجزي
…
"
4248 -
"لا تجعلوا بيوتكم قبورا"
سكت عليه الحافظ (2).
تقدم الكلام عليه في حرف الواو فانظر حديث "وصلّوا عليّ، فإنّ صلاتكم تبلغني حيث كنتم"
وانظر الحديث الذي بعده.
4249 -
"لا تجعلوا بيوتكم مقابر"
قال الحافظ: رواه مسلم (780) من حديث أبي هريرة" (3)
4250 -
"لا تجف الأرض من دم الشهيد حتى تبتدره زوجاته من الحور العين وفي يد كل واحدة منها حلّة خير من الدنيا وما فيها"
قال الحافظ: وروى ابن ماجه من طريق شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال: ذكر الشهيد عند النبي-صلى الله عليه وسلم فقال: فذكره" (4)
أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 290) وأحمد بن حنبل (2/ 297 و 427 - 428) وابن أبي
(1) 12/ 110 (كتاب الأضاحي- باب قول النبي-صلى الله عليه وسلم لأبي بردة: ضح بالجذع من المعز)
(2)
5/ 174 (كتاب صلاة التراويح- باب العمل في العشر الأواخر من رمضان)
(3)
2/ 75 (كتاب الصلاة- باب كراهية الصلاة في المقابر)
(4)
6/ 355 - 356 (كتاب الجهاد- باب الحور العين وصفتهن)
عمر وأحمد بن منيع في "مسنديهما" كما في "المصباح"(3/ 164) وابن ماجه (2798) والخطيب في "المتفق والمفترق"(730) والمزي (30/ 337 - 338) من طرق عن عبد الله بن عون البصري عن هلال بن أبي زينب عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال: ذكر الشهداء عند النبي-صلى الله عليه وسلم فقال "لا تجف الأرض من دم الشهيد حتى تبتدره زوجتاه كأنهما ظئران أضلتا فصيليهما في براح من الأرض، وفي يد كل واحدة منهما حُلّة، خير من الدنيا وما فيها".
قال ابن عدي: كتب إليّ محمد بن الحسن ثنا عمرو بن علي قال: كان يحيى لا يحدث عن شهر بن حوشب، وكان عبد الرحمن يحدث عنه، وقال عمرو بن علي: سمعت معاذ بن معاذ يقول: سألت ابن عون عن حديث هلال بن أبي زينب عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة مرفوعا: فذكره، فقال: ما تصنع بشهر إنّ شعبة قد ترك شهرا" الكامل 4/ 1355
وقال يعقوب بن سفيان: حدثني محمد قال: سمعت عليا يقول: حدّث ابن عون حديث هلال بن أبي زينب عن شهر عن أبي هريرة: ذكر الشهداء عند النبي-صلى الله عليه وسلم. فساره شعبة فلم يذكره ابن عون" المعرفة 2/ 98
وقال البوصيري: هذا إسناد فيه هلال القرشي مولاهم البصري وهو ضعيف" المصباح 3/ 164
قلت: هلال قال ابن معين: ثقة يروي عنه ابن عون فقط، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وقال أبو داود: لا أعلم روى عنه غير ابن عون.
وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، تفرد عنه ابن عون.
وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.
وشهر بن حوشب مختلف فيه.
4251 -
"لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها أو عليها"
قال الحافظ: رواه مسلم (972) من طريق أبي مرثد الغنوي مرفوعا: فذكره" (1)
4252 -
"لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة ولا محدود في الإسلام"
قال الحافظ: احتج الحنفية في ردّ شهادة المحدود بأحاديث، قال الحفاظ: لا يصح
(1) 2/ 70 (كتاب الصلاة- باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية)
، 3/ 467 (كتاب الجنائز- باب الجريدة على القبر)
منها شيء، وأشهرها حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا: فذكره، أخرجه أبو داود وابن ماجه، ورواه الترمذي من حديث عائشة نحوه، وقال: لا يصح. وقال أبو زرعة: منكر" (1)
حسن
روي من حديث ابن عمرو ومن حديث عائشة ومن حديث ابن عمر
فأما حديث ابن عمرو فأخرجه عبد الرزاق (15364) عن محمد بن راشد المكحولي أنا سليمان بن موسى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة، ولا ذي عِمْر على أخيه، ولا تجوز شهادة القانع لأهل البيت، وتجوز شهادته لغيرهم"
وأخرجه أحمد (2/ 204) عن عبد الرزاق به.
ولم ينفرد عبد الرزاق به بل تابعه غير واحد عن المكحولي به، منهم:
1 -
يزيد بن هارون.
أخرجه أحمد (2/ 181)
2 -
حفص بن عمر الحَوْضي.
أخرجه أبو داود (3600) والبيهقي (10/ 200 - 201) وفي "المعرفة"(14/ 316) والبغوي في "شرح السنة"(2511)
3 -
أبو النضر هاشم بن القاسم البغدادي.
أخرجه أحمد (2/ 225 - 226) والبيهقي (10/ 200) وفي "الصغرى"(4250)
4 -
عبد الله بن موسى الكوفي.
أخرجه الدارقطني (4/ 243)
5 -
الحسين بن الوليد القرشي.
أخرجه أحمد (2/ 225 - 226)
6 -
بشر بن الوليد الكندي.
(1) 6/ 185 (كتاب الشهادات- باب شهادة القاذف)
أخرجه ابن عدي (6/ 2209)
قال الحافظ: سنده قوي" التلخيص 4/ 198
قلت: وهو كما قال، محمد بن راشد المكحولي وسليمان بن موسى الأموي ثقتان، وعمرو بن شعيب وأبوه صدوقان.
ولم ينفرد محمد بن راشد به بل تابعه سعيد بن عبد العزيز الدمشقي عن سليمان بن موسى بإسناده مرفوعا "لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة، ولا زان ولا زانية، ولا ذي عمر على أخيه"
أخرجه أبو داود (3601) عن محمد بن خلف بن طارق الداري ثنا زيد بن يحيى بن عبيد الخزاعي ثنا سعيد بن عبد العزيز به
ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 201) وفي "المعرفة"(14/ 316)
ومحمد بن خلف لم أر من وثقه، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي حيث يتابع.
وتابعه يحيى بن عثمان بن سعيد الحمصي ثنا زيد بن يحيى بن عبيد به.
أخرجه ابن جميع في "معجمه"(ص 108)
عن الحسين بن محمد بن إبراهيم أبي علي
والبيهقي في "الصغرى"(4251)
عن محمد بن المعافى الصيداوي
كلاهما عن يحيى بن عثمان به.
وإسناده حسن.
ولم ينفرد سليمان بن موسى به بل تابعه:
1 -
الحجاج بن أرطاة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة، ولا محدود في الإسلام، ولا ذي غمر على أخيه"
أخرجه أحمد (2/ 208) وابن ماجه (2366) والطبري في "تفسيره"(18/ 79)
قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لتدليس حجاج بن أرطأة، وقد رواه بالعنعنة" المصباح 3/ 54
قلت: قال ابن معين: الحجاج صدوق ليس بالقوي يدلس عن العَرْزَمي عن عمرو بن شعيب.
وقال ابن المارك: كان الحجاج يحدثنا عن عمرو بن شعيب بما حمل عن العرزمي عن عمرو، والعرزمي متروك لا نقويه.
2 -
المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة، ولا موقوف على حد، ولا ذي غمر على أخيه"
أخرجه الدارقطني (4/ 244) وابن مردويه في "أماليه"(28) والبيهقي (10/ 155)
والمثنى بن الصباح قال ابن سعد وغيره: ضعيف، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث.
3 -
آدم بن فائد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة، ولا محدود في الإسلام، ولا محدودة، ولا ذي غمر على أخيه"
أخرجه ابن الأعرابي (ق 218/ ب) والدارقطني (4/ 244) والبيهقي (10/ 155)
وقال: آدم بن فائد والمثنى بن الصباح لا يحتج بهما، وروي من أوجه ضعيفة عن عمرو، ومن روى من الثقات هذا الحديث عن عمرو لم يذكر فيه المجلود"
وقال في "المعرفة"(14/ 266): هذا حديث ضعيف، وآدم والمثنى لا يحتج بهما"
وقال الذهبي في "الديوان": آدم بن فائد مجهول.
وقال الزيلعي في "نصب الراية"(4/ 83): ضعيف.
4 -
عمار بن معاوية الدُّهْني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة، ولا ظَنِين، ولا ذي غمر على أخيه، ولا محدود في الإسلام"
أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(246) من طريق ثمال بن إسحاق بن أبي حفصة اليمامي ثنا محمد بن جابر عن عمار الدهني به.
وإسناده ضعيف لضعف محمد بن جابر اليمامي.
وأما حديث عائشة فأخرجه أبو عبيد في "الغريب"(2/ 153) والترمذي (2298) والطحاوي في "المشكل"(4866) وابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 476) وابن عدي (7/ 2714) والبيهقي (10/ 155 و 202) والخطيب في "المتفق المفترق"(1792) والبغوي في "شرح السنة"(2510) وابن الجوزي في "العلل"(1266)
عن مروان بن معاوية الفزاري
والدراقطني (4/ 244)
عن عبد الواحد بن زياد البصري
كلاهما عن يزيد بن أبي زياد القرشي الدمشقي عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا "لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة، ولا مجلود في حد، ولا ذي غمر لأخيه، ولا مجرب عليه شهادة زور، ولا القانع من أهل البيت، ولا ظنين في ولاء ولا قرابة".
قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن زياد الدمشقي، ويزيد يضعف في الحديث، ولا يعرف هذا الحديث من حديث الزهري إلا من حديثه، ولا يصح عندي هذا الحديث من قبل إسناده"
وقال ابن أبي حاتم: قال أبو زرعة: هذا حديث منكر"
وقال ابن عدي: ليس بمحفوظ، ويزيد كل رواياته مما لا يتابع عليه في مقدار ما يرويه"
وقال الدارقطني: يزيد هذا ضعيف لا يحتج به"
وقال البيهقي: يزيد بن أبي زياد ويقال: ابن زياد الشامي هذا ضعيف"
وقال ابن الجوزي: يزيد بن زياد ويقال له ابن أبي زياد ضعفوه"
وأما حديث ابن عمر فأخرجه الدارقطني (4/ 244) والبيهقي (10/ 155) من طريق سليمان بن عبد الرحمن بن عيسى الدمشقي ثنا عبد الأعلي بن محمد ثنا يحيى بن سعيد ثنا الزهري عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر مرفوعا "ألا لا تجوز شهادة الخائن، ولا الخائنة، ولا ذي غمر على أخيه، ولا الموقوف على حد"
قال الدارقطني: يحيى بن سعيد هو الفارسي متروك، وعبد الأعلى ضعيف"
وقال البيهقي: لا يصح في هذا عن النبي-صلى الله عليه وسلم شيء يعتمد عليه"
4253 -
"لا تجوز وصية لوارث إلا أن يشاء الورثة"
قال الحافظ: وروى الدارقطني من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا: فذكره، ورجاله ثقات إلا أنّه معلول فقد قيل: إنّ عطاء هو الخراساني" (1)
(1) 6/ 302 (كتاب الوصايا- باب لا وصية لوارث)
تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ الله قد أعطى كل ذي حق حقه
…
"
4254 -
عن أسماء بنت عُميس قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم الثالث من قتل جعفر بن أبي طالب فقال "لا تحدي بعد اليوم"
قال الحافظ: وقد ورد في حديث قوي الإسناد أخرجه أحمد وصححه ابن حبان عن أسماء بنت عميس قالت: فذكرته، هذا لفظ أحمد، وفي رواية له ولابن حبان والطحاوي "لما أصيب جعفر أتانا النبي-صلى الله عليه وسلم فقال "تسلبي ثلاثًا ثم اصنعي ما شئت" ثم ذكر الحافظ أنّ شيخه في شرح الترمذي أجاب بأنّ الحديث شاذ مخالف للأحاديث الصحيحة وقد أجمعوا على خلافه. ثم ذكر أنّ البيهقي أعل الحديث بالانقطاع فقال: لم يثبت سماع عبد الله بن شداد من أسماء. قال: هذا تعليل مدفوع فقد صححه أحمد لكنّه قال: إنّه مخالف للأحاديث الصحيحة في الإحداد. قلت: وهو مصير منه إلى أنّه يعله بالشذوذ" (1)
يرويه الحكم بن عتيبة عن عبد الله بن شداد بن الهاد واختلف عنه:
- فقال محمد بن طلحة بن مُصَرِّف: ثنا الحكم بن عتيبة عن عبد الله بن شداد عن أسماء بنت عميس قالت: لما أصيب جعفر بن أبي طالب أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "تسلبي ثلاثًا ثم اصنعي ما شئت"
وفي لفظ "قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم الثالث من قتل جعفر فقال: لا
تحدي بعد يومك هذا".
أخرجه ابن سعد (8/ 282) وابن أبي شيبة في "مسنده"(إتحاف الخيرة 4516) وأحمد بن حنبل (6/ 369 و 438) وابنه (6/ 438) وأحمد بن منيع في "مسنده"(الإتحاف 4517 و 4518) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2808) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 75) وابن حبان (3148) والطبراني في "الكبير"(24/ 139) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 187) والبيهقي (7/ 438) من طرق عن محمد بن طلحة به.
قال البيهقي: لم يثبت سماع عبد الله من أسماء، وقد قيل فيه: عن أسماء، فهو مرسل، ومحمد بن طلحة ليس بالقوي"
وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 17
(1) 11/ 412 - 413 (كتاب الطلاق- باب تحد المتوفي عنها زوجها أربعة أشهر وعشرا)
قلت: محمد بن طلحة وإن احتج به الشيخان إلا أنّهما لم يخرجا روايته عن عبد الله بن شداد، وهو مختلف فيه، قواه أحمد وغيره، وضعفه أبو كامل مظفر بن مدرك وغيره، واختلف فيه قول ابن معين.
- وقال شعبة: ثنا الحكم بن عتيبة عن عبد الله بن شداد أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لامرأة جعفر بن أبي طالب "إذا كان ثلاثة أيام فالبسي ما شئت، أو إذا كان بعد ثلاثة أيام- شك شعبة-"
أخرجه ابن حزم في "المحلى"(11/ 664) من طريق قاسم بن أصبغ ثنا محمد بن عبد السلام الخشني ثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة به.
وقال: ومن طريق حماد بن سلمة ثنا الحجاج بن أرطأة عن الحسن بن سعد عن عبد الله بن شداد أنّ أسماء بنت عميس استأذنت النبي-صلى الله عليه وسلم أن تبكي على جعفر فأذن لها ثلاثة أيام، ثم بعث إليها بعد ثلاثة أيام: أن تطهري واكتحلي"
قال ابن حزم: هذا منقطع ولا حجة فيه، لأنّ عبد الله بن شداد لم يسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا"
4255 -
"لا تحرِّم الرضعة ولا الرضعتان"
سكت عليه الحافظ (1).
أخرجه مسلم (1451) عن أم الفضل.
4256 -
"لا تحرِّم المصة ولا المصتان"
قال الحافظ: وحديث المصتان جاء أيضًا من طرق صحيحة لكن قد قال بعضهم: إنّه مضطرب لأنّه اختلف فيه هل هو عن عائشة أو عن الزبير أو عن ابن الزبير أو عن أم الفضل لكن لم يقدح الاضطراب عند مسلم فأخرجه من حديث أم الفضل زوج العباس أنّ رجلًا من بني عامر قال: يا رسول الله، هل تحرِّم الرضعة الواحدة؟ قال "لا" وفي رواية له عنها "لا تحرم الرضعة ولا الرضعتان ولا المصة ولا المصتان"(2).
أخرجه مسلم (1450) عن عائشة و (1451) عن أم الفضل.
4257 -
"لا تحصي فيحصي الله عليك"
سكت عليه الحافظ (3).
(1) 11/ 49 (كتاب النكاح- باب من قال لا رضاع بعد حولين)
(2)
11/ 50 (كتاب النكاح- باب من قال لا رضاع بعد حولين)
(3)
5/ 249 (كتاب البيوع- باب ما يستحب من الكيل)
أخرجه البخاري (فتح 6/ 146) عن أسماء مرفوعا "انفقي ولا تحص فيحصي الله عليك، ولا توعي فيوعي الله عليك"
4258 -
"لا تحضر الملائكة جنازة كافر، ولا مضمخ بالزعفران"
قال الحافظ: ولأبي داود من حديث عمار رفعه: فذكره" (1)
له عن عمار طريقان:
الأول: يرويه يحيى بن يَعْمر البصري واختلف عنه:
- فقال عطاء الخراساني: عن يحيى بن يعمر عن عمار بن ياسر قال: قدمت على أهلي من سفر فضمخوني بالزعفران، فلما أصبحت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلّمت عليه فلم يرحب بي ولم يبش بي، وقال "اذهب فاغسل هذا عنك" قال: فغسلته عني فجئت وقد بقي عليّ منه شيء، فسلمت عليه فلم يرحب بي ولم يبش بي، وقال "اذهب فاغسل هذا عنك" فغسلته عني، ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه فردّ علي السلام ورحب بي وقال "إنّ الملائكة لا تحضر جنازة الكافر بخير، ولا المتضمخ بالزعفران، ولا الجنب" ورخص للجنب إذا أراد أن يأكل أو ينام أن يتوضأ.
أخرجه الطيالسي (ص 90) عن حماد بن سلمة عن عطاء الخراساني به.
ومن طريقه أخرجه البيهقي (1/ 203)
وأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 414) وفي "مسنده"(441) وأحمد (4/ 320) وأبو داود (225 و 4176 و 4601) والترمذي (613) والبزار (1402) وأبو يعلى (1635) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 127) والطبراني في "مسند الشاميين"(3452) والبيهقي (5/ 36) والبغوي في "شرح السنة"(267) من طرق عن حماد بن سلمة به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"
وقال أبو داود: بين يحيى بن يعمر وعمار بن ياسر في هذا الحديث رجل"
وتعقبه الشيخ أحمد شاكر فقال: وعمار قتل بصفين سنة سبع وثلاثين فليس ببعيد أن يلقاه يحيى بن يعمر فقد روى عن عثمان وهو أقدم من عمار، ويحيى ثقة لم يعرف بتدليس فالحديث صحيح كما قال الترمذي" سنن الترمذي 2/ 512
قلت: الصواب قول أبي داود كما سيأتي.
(1) 12/ 421 (كتاب البلس- باب النهي عن التزعفر للرجال)
- وقال عمر بن عطاء بن أبي الخُوار: عن يحيى بن يعمر عن رجل أخبره عن عمار - زعم عمر أنّ يحيى قد سمى ذلك الرجل ونسيه عمر- قال عمار: تخلقت خلوقا فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهرني وقال "اذهب يا ابن أم عمار فاغسل عنك" فرجعت فغسلت عني، ثم رجعت إليه فانتهرني أيضًا، قال "ارجع فاغسل عنك" فذكر ثلاث مرات.
أخرجه أحمد (4/ 320) وأبو داود (4177) والبيهقي (5/ 36) من طرق عن ابن جُريج أني عمر بن عطاء بن أبي الخوار أنّه سمع يحيى بن يعمر به.
قال البيهقي: والأول أثبت"
قلت: الثاني عندي أثبت لأنّ عمر بن عطاء أثبت من عطاء الخراساني.
واختلف فيه على عطاء الخراساني، فرواه مَعْمر بن راشد عن عطاء الخراساني عن يحيى بن يعمر مرسلًا.
أخرجه عبد الرزاق (1087) عن معمر به
ومن طريقه أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2452) لكنّه وصله.
- وقال قتادة: عن ابن بريدة عن يحيى بن يعمر عن ابن عباس مرفوعا "ثلاثة لا تقربهم الملائكة: الجنب، والسكران، والمتضمخ بالخلوق"
أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 74) وابن عدي (4/ 1459)
عن أبي عَوَانة الوضاح بن عبد الله الواسطي
والبزار (كشف2930)
عن أبان بن يزيد العطار
كلاهما عن قتادة به.
قال البزار: لا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه"
وقال المنذري: إسناده صحيح" الترغيب 1/ 148
وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 72
قلت: رواته ثقات إلا أنّ قتادة كان مدلسًا ولم يذكر سماعا من ابن بريدة.
الثاني: يرويه سليمان بن بلال المدني عن ثور بن زيد واختلف عنه:
- فقال عبد العزيز بن عبد الله الأويسي: ثنا سليمان بن بلال عن ثور بن زيد عن
الحسن بن أبي الحسن عن عمار رفعه "ثلاثة لا تقربهم الملائكة: جيفة الكافر، والمتضمخ بالخلوق، والجنب إلا أن يتوضأ"
أخرجه أبو داود (4180)
- وقال أبو أويس عبد الله بن عبد الله الأصْبَحِي: عن سليمان بن بلال عن ثور بن زيد عن عبد الرحمن السراج عن الحسن بن أبي الحسن عن عمار.
أخرجه البيهقي (5/ 36)
والحسن لم يسمع من عمار. قاله المنذري (الترغيب1/ 147) والحافظ ابن حجر (الفتح 13/ 310)
وللحديث شاهد عن بريدة وآخر عن عبد الرحمن بن سمرة
فأما حديث بريدة فأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(إتحاف الخيرة 998 و 5628) والبخاري في "الكبير"(3/ 1/ 74) والبزار (كشف 2929) والطبراني في "الأوسط"(5229) وابن عدي (4/ 1459) وابن عبد البر في "التمهيد"(2/ 183 - 184) من طريق سعيد بن سليمان الواسطي ثنا عبد الله بن حكيم عن يوسف بن صهيب عن ابن بريدة عن أبيه رفعه "ثلاثة لا تقربهم الملائكة: المتخلق، والجنب، والسكران"
قال البخاري: لا يصح، وعبد الله بن حكيم هو الداهري"
وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن يونس بن صهيب إلا عبد الله بن حكيم أبو بكر الداهري، تفرد به سعيد بن سليمان"
وقال ابن عبد البر: عبد الله بن حكيم هو أبو بكر الداهري مدني مجتمع على ضعفه"
وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن حكيم وهو ضعيف" المجمع 5/ 156
وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن حكيم الداهري" إتحاف الخيرة 1/ 505
وأما حديث عبد الرحمن بن سمرة فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5401) عن محمد بن أحمد بن أبي خيثمة ثنا زكريا بن يحيى الضرير ثنا شبابة بن سوّار ثنا المغيرة بن مسلم عن هشام بن حسان عن كثير مولى عبد الرحمن بن سمرة عن عبد الرحمن بن سمرة رفعه "ثلاثة لا تقربهم الملائكة: الجنب، والكافر، والمتضمخ بالزعفران"
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن كثير مولى ابن سمرة إلا هشام، ولا عن هشام إلا المغيرة بن مسلم، تفرد به شبابة بن سوار"
وقال الهيثمي: وفيه زكريا بن يحيى بن أيوب الضرير ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح خلا كثير مولى عبد الرحمن بن سمرة وهو ثقة" المجمع 5/ 156
4259 -
عن عكرمة قال: قال عمر: حدثت قوما حديثا فقلت: لا وأبي، فقال رجل من خلفي "لا تحلفوا بآبائكم" فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم-يقول "لو أنّ أحدكم حلف بالمسيح هلك، والمسيح خير من آبائكم"
قال الحافظ: أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" وهو مرسل يتقوى بشواهد" (1)
يرويه سِمَاك بن حرب عن عكرمة واختلف عنه:
- فرواه أبو الأحوص سلاّم بن سليم الكوفي عن سماك عن عكرمة مرسلًا.
أخرجه ابن أبي شيبة (النسخة المفقودة 12)
- ورواه إسرائيل بن يونس الكوفي عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس عن عمر.
أخرجه أحمد (1/ 36 و 42) والبزار (203)
وتابعه أسباط بن نصر الهَمْداني عن سماك به.
أخرجه ابن أبي شيبة (13)
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن ابن عباس عن عمر إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد"
قلت: سماك (2) مختلف فيه، وقد تكلم غير واحد في روايته عن عكرمة.
4260 -
حديث أبي هريرة "لا تحلفوا بآبائكم، ولا بأمهاتكم، ولا بالأنداد، ولا تحلفوا إلا بالله"
قال الحافظ: أخرجه النسائي وأبو داود في رواية ابن داسه عنه" (3)
صحيح
أخرجه أبو داود (3248) وأبو يعلى (6048) وفي "معجمه"(233) عن عبيد الله بن معاذ بن معاذ العنبري ثنا أبي ثنا عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة به مرفوعا وزاد "ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون"
(1) 14/ 336 (كتاب الأَيمان والنذور- باب لا تحلفوا بآبائكم)
(2)
انظر ترجمته في "تهذيب التهذيب" و"تهذيب الكمال".
(3)
14/ 335 (كتاب الأَيمان والنذور- باب لا تحلفوا بآبائكم)
وأخرجه ابن حبان (4357) عن أبي يعلى به.
وأخرجه النسائي (7/ 5 - 6) وفي "الكبرى"(4710) والطبراني في "الأوسط"(4572) والبيهقي (10/ 29) من طرق عن عبيد الله بن معاذ به.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عوف إلا معاذ بن معاذ"
قلت: وإسناده صحيح رواته ثقات، وعوف هو ابن أبي جميلة.
4261 -
"لا تحلفوا بالطواغيت ولا بآبائكم"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (1648) والنسائي (7/ 7) وابن ماجه (2095) من طريق هشام بن حسان عن الحسن البصري عن عبد الرحمن بن سمرة مرفوعا، وفي رواية مسلم وابن ماجه "بالطواغي"(1).
4262 -
حديث جابر قال: جاء أعرابي فقال: يا رسول الله، رأيت في المنام كأنّ رأسي قطع فأنا أتبعه "وفي لفظ" فقد خرج فاشتددت في أثره، فقال "لا تخبر بتلاعب الشيطان بك في المنام" وفي رواية "إذا تلاعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يخبر به الناس"
قال الحافظ: ثبت عند مسلم (4/ 1776 و 1777) من حديث جابر قال: فذكره" (2)
4263 -
عن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحفصة: "لا تخبري أحدا أنّ أمّ إبراهيم عليّ حرام" قال: فلم يقربها حتى أخبرت عائشة فأنزل الله {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} [التحريم: 2]
قال الحافظ: وأخرج الضياء في "المختارة" من مسند الهيثم بن كليب ثم من طريق جرير بن حازم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن عمر: فذكره.
وأخرج الطبراني في "عشرة النساء" وابن مردويه، من طريق أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمارية بيت حفصة، فجاءت فوجدتها معه فقالت: يا رسول الله، في بيتي تفعل هذا معي دون نساءك؟ فذكر نحوه.
وللطبراني من طريق الضحاك عن ابن عباس قال: دخلت حفصة بيتها فوجدته يطأ مارية فعاتبته فذكر نحوه.
(1) 14/ 342 - 343 (كتاب الإيمان والنذور- باب لا يحلف باللات والعزى)
(2)
16/ 65 (كتاب التعبير- باب النقد في المنام)
وهذه طرق يقوي بعضها بعضا فيحتمل أن تكون الآية نزلت في السببين معا.
وقد روى النسائي من طريق حماد عن ثابت عن أنس هذه القصة مختصرة أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم كان له أمة يطؤها فلم تزل به حفصة وعائشة حتى حرّمها فأنزل الله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} [التحريم:1] الآية" (1)
حديث عمر أخرجه الهيثم بن كليب في "مسنده" كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 386) عن أبي قِلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا جرير بن حازم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن عمر قال: قال النبي-صلى الله عليه وسلم لحفصة "لا تخبري أحدا وإنّ أمّ إبراهيم عليّ حرام" فقالت: أتحرّم ما أحل الله لك، قال "فوالله لا أقربها" قال: فلم يقربها حتى أخبرت عائشة، قال: فأنزل الله {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} [التحريم: 2] "
قال ابن كثير: وهذا إسناد صحيح ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة، وقد اختاره الحافظ الضياء المقدسي في كتابه "المستخرج".
قلت: وهو كما قال.
وحديث أبي هريرة أخرجه العقيلي (4/ 155)
عن أحمد بن عبد الله بن سليمان الصنعاني
والطبراني في "الأوسط"(2337)
عن إبراهيم بن محمد بن بَرَّة الصنعاني
قالا: ثنا هشام بن إبراهيم أبو الوليد المخزومي إمام مسجد صنعاء أنا موسى بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري عن عمه عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمارية القبطية سُرِّيَّته ببيت حفصة بنت عمر، فوجدتها معه، فقالت: يا رسول الله، في بيتي من بين بيوت نساءك: قال "فإنّها عليّ حرام أن أمسّها يا حفصة، واكتمي هذا عليّ" فخرجت حتى أتت عائشة فقالت: يا بنت أبي بكر، ألا أبشرك؟ فقالت: بماذا؟ قالت: وجدت مارية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي، فقلت: يا رسول الله، في بيتي من بين بيوت نساءك؟ وبي تفعل هذا من بين نساءك؟ فكان أول السرور أن حرّمها على نفسه، ثم قال لي "يا حفصة، ألا أبشرك؟ " فقلت: بلى بأبي وأمي يا رسول الله. فأعلمني أنّ أباك يلي الأمر من بعده، وأنّ أبي يليه بعد أبيك فذكر الحديث وفيه طول.
(1) 10/ 282 - 283 (كتاب التفسير- سورة التحريم- باب يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك)
قال العقيلي: موسى بن جعفر الأنصاري مجهول بالنقل، لا يتابع على حديثه، ولا يصح إسناده، ولا يعرف إلا به"
وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به هشام بن إبراهيم"
وقال الذهبي: قلت: هذا باطل، وموسى بن جعفر لا يعرف، وخبره ساقط" الميزان 4/ 201
وقال الحافظ: وعمه لم أقف على اسمه ولا عرفت حاله، ولا رأيت لموسى هذا ذكرا في تاريخ البخاري ولا ثقات ابن حبان" اللسان 6/ 114
وقال السيوطي: سنده ضعيف" الدر المنثور 8/ 216
وحديث ابن عباس أخرجه الطبراني في "الكبير"(12640) عن إبراهيم بن نائلة الأصبهاني ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي أنا أبو عوانة عن أبي سنان عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس في قول الله عز وجل {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} [التحريم: 3] قال: دخلت حفصة على النبي-صلى الله عليه وسلم في بيتها وهو يطأ مارية، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تخبري عائشة حتى أبشرك بشارة، فإنّ أباك يلي من بعد أبي بكر إذا أنا مت" فذهبت حفصة فأخبرت عائشة أنّها رأت النبي-صلى الله عليه وسلم يطأ مارية وأخبرتها أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم أخبرها أنّ أبا بكر يلي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلي عمر من بعده، فقالت عائشة للنبي-صلى الله عليه وسلم: من أنبأك هذا؟ قال "نبأني العلم الخبير" فقالت عائشة: لا أنظر إليك حتى تحرّم مارية فحرّمها، فأنزل الله عز وجل {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ} [التحريم:1] ".
قال ابن كثير: إسناده فيه نظر" التفسير 4/ 390
وقال الهيثمي: وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وهو ضعيف، وقد وثقه ابن حبان، والضحاك بن مزاحم لم يسمع من ابن عباس، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 178
وحديث أنس أخرجه النسائي في "الكبرى"(8907 و 11607) عن إبراهيم بن يونس بن محمد البغدادي المعروف بحَرَمي ثنا أبي ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت له أمة يطؤها، فلم تزل به عائشة وحفصة حتى حرّمها على نفسه، فأنزل الله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} [التحريم: 1] إلى آخر الآية.
وإسناده حسن، إبراهيم بن يونس صدوق، والباقون ثقات (1).
(1) وقال الحافظ: سنده صحيح" الفتح 11/ 292
ولم ينفرد حماد به بل تابعه سليمان بن المغيرة القيسي ثنا ثابت عن أنس به.
أخرجه الحاكم (2/ 493) عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن بطة الأصبهاني ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا الأصبهاني ثنا محمد بن بكير الحضرمي ثنا سليمان بن المغيرة به.
وقال: صحيح على شرط مسلم"
4264 -
عن ابن عباس قال: دخلت حفصة على النبي-صلى الله عليه وسلم بيتها فوجدت معه مارية فقال "لا تخبري عائشة حتى أبشرك بشارة، إنّ أباك يلي هذا الأمر بعد أبي بكر إذا أنا مت" فذهبت إلى عائشة فأخبرتها، فقالت له عائشة ذلك والتمست منه أن يحرّم مارية فحرّمها. ثم جاء إلى حفصة فقال "أمرتك أن لا تخبري عائشة فأخبرتها" فعاتبها ولم يعاتبها على أمر الخلافة، فلهذا قال الله تعالى {عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ} [التحريم: 3].
قال الحافظ: أخرجه ابن مردويه من طريق الضحاك عن ابن عباس قال: فذكره. وأخرج الطبراني في "الأوسط" وفي "عشرة النساء" عن أبي هريرة نحوه بتمامه، وفي كل منهما ضعف" (1)
تقدم الكلام عليهما في الحديث الذي قبله.
4265 -
"لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم"
قال الحافظ: ولمسلم (2/ 801) من طريق هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة: فذكره" (2)
4266 -
عن ابن عمر قال: أُتي النبي-صلى الله عليه وسلم بسكران فضربه، ثم سأله عن شرابه فقال: شربت نبيذ تمر وزبيب، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم "لا تخلطوهما فإنّ كل واحد منهما يكفي وحده"
قال الحافظ: أخرجه ابن أبي شيبة وأحمد والنسائي من طريق النجراني عن ابن عمر" (3)
ضعيف
(1) 11/ 200 (كتاب النكاح- باب موعظة الرجل ابنته لحال زوجها)
(2)
5/ 137 (كتاب الصوم- باب صوم يوم الجمعة)
(3)
12/ 169 (كتاب الأشربة- باب من رأى أن لا يخلط البسر والتمر إذا كان مسكرا)
أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 178 - 179)
عن أبي الأحوص سَلّام بن سليم الكوفي
وإسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "نصب الراية"(3/ 350) وأحمد (2/ 58) والنسائي في "الكبرى"(5294) وابن عدي (7/ 2756)
عن سفيان الثوري
وأحمد في "الأشربة"(35)
عن شعبة
ثلاثتهم عن أبي إسحاق السبيعي عن النجراني قال: قلت لعبد الله بن عمر: إنا بأرض ذات تمر وزبيب، هل يخلط التمر والزبيب فننبذهما جميعًا، قال: لا، قلت: لم؟ قال: إنّ رجلًا سكر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم وهو سكران، فضربه ثم سأله عن شرابه، قال: شربت نبيذا، قال "أي نبيذ؟ " قال: نبيذ تمر وزبيب، قال: قال النبي-صلى الله عليه وسلم "لا تخلطوهما فإنّ كل واحد منهما يكفي وحده" السياق لابن أبي شيبة.
وإسناده ضعيف لأنّ النجراني مجهول كما قال ابن معين وابن عدي والذهبي في "الكاشف" والحافظ في "لتقريب".
ورواه بعضهم عن أبي إسحاق فلم يسمه.
قال عبد الرزاق (16976): عن ابن جريج قال: أُخبرت عن أبي إسحاق أنّ رجلًا سأل ابن عمر فقال: فذكره.
4267 -
"لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي وصححه ابن حبان والحاكم من طريق علي بن مدرك عن عبد الله بن بني بنون وجيم مصغر عن أبيه عن علي رفعه: فذكره" (1)
تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ الملائكة لا تدخل بيتا"
4268 -
"لا تدخلوا على المُغِيبات، فإنّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم"
قال الحافظ: أخرجه الترمذي من حديث جابر رفعه: فذكره، ورجاله موثقون لكن مُجالد بن سعيد مختلف فيه" (2)
(1) 12/ 509 (كتاب اللباس- باب نقش الصور)
(2)
11/ 244 (كتاب النكاح- باب لا يخلون رجل بامرأة إلا ذو محرم)
روى من حديث جابر ومن حديث ابن مسعود
فأما حديث جابر فأخرجه أحمد وابنه (3/ 309 و 397) والدارمي (2785) والترمذي (1172) والطحاوي في "المشكل"(110) وابن الأعرابي (ق 185/ ب) من طرق عن مجالد بن سعيد الهَمْداني عن الشعبي عن جابر مرفوعا "لا تلجوا على المغيبات، فإنّ الشيطان يجري من أحدكم مجرى الدم" قلنا: ومنك يا رسول الله؟ قال "ومني، ولكنّ الله أعانني عليه فأسلم"
قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. وقد تكلم بعضهم في مجالد بن سعيد من قبل حفظه"
قلت: مجالد ليس بالفوي وتغير بأخرة وكان يلقن.
وقال أحمد: مجالد عن الشعبي وغيره ضعيف" ضعفاء العقيلي 4/ 233
وأما حديث ابن مسعود فأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(8/ 305) من طريق أحمد بن الحسن بن عبد الملك المعدل ثنا مصبح بن هلقام عن أبي بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن ابن مسعود مرفوعا "لا تلجوا على المغيبات، فإنّ الشيطان يجري مجرى الدم"
أحمد بن الحسن ترجمه أبو الشيخ في "الطبقات" وقال: كثير الحديث، حسن الحديث.
ومصبح بن هلقام ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": لا أعرفه.
وأبو بكر بن عياش مختلف فيه والأكثر على توثيقه وصرّح غير واحد بأنّه كثير الخطأ.
وعاصم بن بهدلة صدوق، وزر بن حبيش ثقة مشهور.
4269 -
"لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (4/ 2304) في أثناء حديث طويل، وأفرده أبو داود (1532) من طريق عبادة بن الوليد عن جابر عن النبي-صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (1)
4270 -
"لا تديموا النظر إلى المجذومين"
قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه، وسنده ضعيف" (2)
(1) 9/ 416 - 417 (كتاب التفسير- سورة يونس)
(2)
12/ 266 (كتاب الطب- باب الجذام)
روي من حديث ابن عباس ومن حديث معاذ بن جبل
فأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان:
الأول: ترويه فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب واختلف عنها:
- فرواه محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان القرشي عن أمه فاطمة بنت الحسين واختلف عنه:
• فقال الطيالسي (ص 339) ولوين (67): ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن محمد بن عبد الله القرشي عن أمه عن ابن عباس مرفوعا "لا تحدوا النظر إليهم -يعني المجذومين-"
ومن طريق الطيالسي أخرجه البيهقي (7/ 218)
ومن طريق لوين أخرجه ابن عساكر (تراجم النساء ص 272 - 273) والمزي (35/ 258 - 259)
وأخرجه أحمد (1/ 299) والبخاري في "الكبير"(1/ 1/ 138) وابن ماجه (3543) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند علي- حديث رقم 44 و 46) وابن شاهين في "الناسخ"(535) والبيهقي (7/ 218 - 219) وابن عساكر (تراجم النساء ص272) من طرق عن ابن أبي الزناد به بلفظ "لا تديموا النظر إلى المجذومين"
وفي لفظ "نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نديم النظر إلى المجذمين. وقال: لا تديموا النظر
إليهم"
وابن أبي الزناد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.
لكنّه لم ينفرد به بل تابعه:
1 -
عبد الله بن سعيد بن أبي هند المدني ثنا محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان به.
أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 320 و 9/ 44) وأحمد (1/ 233) والبخاري في "الكبير"(1/ 1/ 138) والحربي في "الغريب"(2/ 428) وأبو بكر المروزي في "حديث ابن معين"(108) والطبري (43 و 45) وابن شاهين (536) والبيهقي (7/ 219) والمزي (35/ 258) من طرق عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند به.
زاد الطبري في الموضع الثاني "ومن كلمه منكم فليكلمه وبينه وبينه قيد رمح"
وعبد الله بن سعيد وثقه أحمد وجماعة وضعفه بعضهم.
2 -
ابن وهب في "الجامع"(635) قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن عمرو بن
عثمان عن أمه فاطمة بنت حسين عن ابن عباس مرفوعا "لا تديموا إليهم النظر" يعني المجذومين.
• ورواه عبد الله بن عامر الأسلمي عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان واختلف عنه:
فرواه أبو ضَمْرة أنس بن عياض الليثي عن الأسلمي فقال فيه: عن حسن بن علي وابن عباس.
أخرجه الدولابي في "الذرية الطاهرة"(160)
ورواه عبد الله بن الحارث المخزومي عن الأسلمي فلم يذكر ابن عباس.
أخرجه ابن عدي (4/ 1473)
ورواه فرج بن فضالة الشامي عن الأسلمي واختلف عنه:
فقال غير واحد: ثنا فرج بن فضالة عن الأسلمي عن محمد بن عبد الله بن عمرو عن أمه عن الحسين بن علي عن النبي-صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أبو يعلى (6774)
عن أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني
والدولابي في "الذرية الطاهرة"(161)
عن أسد بن موسى المصري
وابن عساكر (ص 273)
عن منصور بن أبي مزاحم بشير البغدادي
قالوا: ثنا فرج بن فضالة به.
وقال أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الترجماني: أنا الفرج بن فضالة عن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن أمه فاطمة بنت الحسين عن حسين بن علي عن علي بن أبي طالب عن النبي-صلى الله عليه وسلم.
أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(1/ 78) عن أبي إبراهيم الترجماني به
ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ص 273 - 274)
وقال: كذا قال. والصواب: محمد بن عبد الله كما في الحديث قبله"
وقال عبيد بن سعيد بن أبان القرشي الأموي: عن فرج بن فضالة عن الأسلمي عن محمد بن عبد الله بن عمرو عن أمه فاطمة بنت الحسين عن أبيها الحسين بن علي عن أمه فاطمة عن النبي-صلى الله عليه وسلم.
أخرجه الطبري (47)
وفرج بن فضالة والأسلمي ضعيفان.
ومحمد بن عبد الله بن عمرو مختلف فيه: وثقه العجلي وابن حبان، وذكره البخاري في "الضعفاء" وقال: عنده عجائب، وقال في "الكبير": لا يكاد يتابع في حديثه، وقال مسلم: منكر الحديث، واختلف فيه قول النسائي.
- ورواه الحسين بن علي بن حسين عن عمته فاطمة بنت الحسين عن أبيها عن الحسين بن علي.
أخرجه الدولابي في "الذرية الطاهرة"(163) من طريق أبي نعيم ضرار بن صُرَد الكوفي ثنا عبد الله بن المبارك ثنا الحسين بن علي بن حسين به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(2897) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثني ابن المبارك عن الحسين بن علي عن أمه فاطمة بنت الحسين عن أبيها الحسين بن علي.
وضرار بن صرد كذبه ابن معين، وقال البخاري والنسائي: متروك الحديث، وقال الدارقطني وابن قانع: ضعيف.
والحماني وثقه ابن معين وكذبه أحمد، وذكره البخاري والنسائي وأبو زرعة والعقيلي وغيرهم في "الضعفاء".
الثاني: يرويه عثمان بن صالح بن صفوان السهمي المصري ثنا ابن لَهيعة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس مرفوعا "لا تديموا إلى المجذمين النظر"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(11193)
وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.
وأما حديث معاذ فأخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 111) و"الأوسط"(9259) عن الوليد بن حماد الرّملي ثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا سعدان بن يحيى عن عبد الحميد بن جعفر عن صالح بن أبي عَريب عن كثير بن مرّة عن معاذ مرفوعا "لا تديموا النظر إلى المجذومين"
وقال: لا يُروى هذا الحديث عن معاذ إلا بهذا الإسناد، تفرد به سليمان بن عبد الرحمن"
وقال الهيثمي: الوليد بن حماد لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 101
قلت: الوليد بن حماد ترجمه الذهبي في "السير"(14/ 78) وقال: لا أعلم فيه مغمزا.
وصالح بن أبي عريب ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.
والباقون ثقات.
4271 -
حديث جابر رفعه "لا تذبحوا إلا مُسِنَّة، إلا أن يَعْسُرَ عليكم، فتذبحوا جَذَعَة من الضأن"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (1963) وأبو داود (2797) والنسائي (7/ 192) وغيرهم" (1)
4272 -
"لا تذهب الأيام والليالي حتى تشرب طائفة من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها"
قال الحافظ: ولابن ماجه أيضًا من حديث خالد بن معدان عن أبي أمامة رفعه: فذكره" (2)
تقدم الكلام عليه في حرف اللام فانظر حديث "ليشربنّ ناس الخمر يسمونها بغير اسمها"
4273 -
حديث عائشة "لا تذهب الأيام والليالي حتى تعبد اللات والعزى من دون الله" الحديث، وفيه "ثم يبعث الله ريحا طيبة فيتوفى بها كل مؤمن في قلبه مثقال حبَّة من إيمان، فيبقى ما لا خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (2907")(3)
(1) 12/ 111 (كتاب الأضاحي- باب قول النبي-صلى الله عليه وسلم لأبي بردة: ضح بالجذع من المعز)
(2)
12/ 150 (كتاب الأشربة- باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه)
(3)
16/ 198 (كتاب الفتن- باب حدثنا مسدد)
4274 -
"لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك رجل يقال له: جهجاه"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (2911) من طريق أخرى عن أبي هريرة بلفظ: فذكره" (1)
4275 -
"لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس زمان لا يدري القاتل فيم قَتَل، ولا المقتول فيم قُتِل" فقيل: كيف يكون ذلك؟ قال "الهرج، القاتل والمقتول في النار"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (4/ 2231 - 2232")(2)
4276 -
"لا ترجع قلوب قوم على ما كانت عليه"
سكت عليه الحافظ (3).
يرويه نصر بن عاصم الليثي واختلف عنه:
- فرواه حميد بن هلال العدوي عن نصر بن عاصم واختلف عنه:
• فقال سليمان بن المغيرة القيسي البصري: ثنا حميد ثنا نصر قال: سمعت اليشكري يقول: سمعت حذيفة يقول: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وأسأله عن الشر، وعرفت أنّ الخير لن يسبقني، قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الخير شر؟ قال "يا حذيفة، تعلم كتاب الله، واتبع ما فيه" ثلاث مرات، قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الخير شر؟ قال "فتنة وشر" قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الشر خير؟ قال "يا حذيفة، تعلم كتاب الله، واتبع ما فيه" ثلاث مرات، قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الشر خير؟ قال "هُدْنَةٌ على دَخَنٍ، وجماعةٌ على أقذاءٍ" قال: قلت: يا رسول الله، الهدنة على دخن ما هي؟ قال "لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه" قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الخير شر؟ قال "يا حذيفة، تعلم كتاب الله واتبع ما فيه" ثلاث مرات، قال: قلت: يا رسول الله، أبعد هذا الخير شر؟ قال "فتنةٌ عمياءُ صمّاءُ عليها دعاة على أبواب النار، وأنت أن تموت يا حذيفة وأنت عاضٌّ على جِذْلٍ، خير لك من أن تتبع أحدا منهم"
أخرجه الطيالسي (ص 59) عن سليمان بن المغيرة به.
ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 271 - 272)
(1) 7/ 356 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب ذكر قحطان)
(2)
16/ 143 (كتاب الفتن- باب إذا التقى المسلمان بسيفيهما)
(3)
16/ 145 (كتاب الفتن- باب كيف الأمر إذا لم تكن جماعة)
وأخرجه ابن أبي شيبة (15/ 9 و 17) وأحمد (23282) وفي "العلل"(1930) وأبو داود (4246) والنسائي في "الكبرى"(8032) وابن حبان (5963) وأبو نعيم (1/ 271 - 272) من طرق عن سليمان بن المغيرة به.
• ورواه أبو عامر صالح بن رستم الخَزّاز عن حميد بن هلال واختلف عنه:
فرواه رَوح بن عبادة البصري عن أبي عامر الخزاز عن حميد بن هلال ثنا نصر بن عاصم عن عبد الرحمن بن قُرْط عن حذيفة.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7339)
ورواه سعيد بن عامر الضُّبَعي البصري عن أبي عامر الخزاز فلم يذكر نصر بن عاصم.
أخرجه ابن ماجه (3981) والبزار (1)(2961) والنسائي في "الكبرى"(8033) والحاكم (1/ 121 و 4/ 432) من طرق عن سعيد بن عامر به.
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
قلت: أبو عامر الخزاز مختلف فيه، وعبد الرحمن بن قرط مجهول لم يرو عنه إلا حميد بن هلال، فالإسناد ضعيف.
وحديث سليمان بن المغيرة هو المحفوظ كما قال المزي (تهذيب الكمال 17/ 354)
- ورواه قتادة واختلف عنه:
• فقال مَعمر بن راشد: عن قتادة عن نصر بن عاصم عن خالد بن خالد اليشكري قال: سمعت حذيفة يقول: كان رجال يجيئون فيسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وأنا أسأله عن الشر، فقلت: يا رسول الله، أيكون بعد هذا الخير شر كما كان قبله؟ قال "نعم" قلت: فما العصمة يا رسول الله؟ قال "السيف" قلت: وهل بعد السيف بقية؟ قال "نعم، تكون إمارة على أقذاء، وهدنة على دخن" قلت: ثم ماذا؟ قال "ثم ينشأ دعاة الضلالة، فإن كان لله في الأرض يومئذ خليفة جلد ظهرك، وأخذ مالك، فالزمه، وإلا فَمُت وأنت عاض على جِذْل شجرة" قلت: ثم ماذا؟ قال "ثم يخرج الدجال بعد ذلك معه نهر ونار، من وقع في ناره وجب أجره وحُطّ وزره، ومن وقع في نهره وجب وزره وحط أجره" قلت: ثم ماذا؟ قال "يُنتَجُ المُهر فلا يُركب حتى تقوم الساعة"
أخرجه عبد الرزاق (20711) عن معمر به.
وأخرجه أحمد (23429) وفي "العلل"(1936) عن عبد الرزاق به.
(1) وقع عنده: عن حذيفة أو عن رجل عن حذيفة.
وأخرجه أبو داود (4245) عن محمد بن يحيى الذهلي ثنا عبد الرزاق به.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة"(4219) من طريق إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري ثنا عبد الرزاق به.
وخالد بن خالد ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا، ولم يذكر عنه راويا إلا نصر بن عاصم، فهو مجهول.
• ورواه أبو عوانة الوضاح بن عبد الله الواسطي عن قتادة عن نصر بن عاصم عن سبيع بن خالد عن حذيفة.
أخرجه أحمد (23430) وفي "العلل"(1935) وأبو داود (4244) والحربي في "الغريب"(3/ 1164) والبزار (2959 و 2960) والحاكم (4/ 432 - 433) من طرق عن أبي عوانة به.
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
قلت: قتادة مدلس وقد عنعن، وسبيع ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.
• ورواه همام بن يحيى العَوْذي البصري عن قتادة عن سبيع بن خالد عن حذيفة، ولم يذكر نصر بن عاصم.
أخرجه الطيالسي (ص 58) عن همام به.
وتابعه هشام الدَّستوائي عن قتادة به.
أخرجه الطيالسي (ص 59 - 60) عن هشام به.
وقول من قال: عن نصر بن عاصم أصح.
ولم ينفرد به على هذا الوجه بل تابعه صخر بن بدر العجلي عن سبيع بن خالد الضبعي عن حذيفة.
أخرجه الطيالسي (ص 59 - 60) وابن أبي شيبة (15/ 8) وأحمد (23425 و 23427 و 23428) وفي "العلل"(1931 و 1933 و 1934) وأبو داود (4247) من طرق (1) عن أبي التَّيَاح يزيد بن حميد الضُّبعي البصري ثني صخر بن بدر به.
(1) رواه شعبة وحماد بن زيد وعبد الوارث بن سيد البصري وحماد بن نجيح عن أبي التياح هكذا.
ورواه عبد الله بن شَوذب الخراساني عن أبي التياح فلم يذكر صخر بن بدر.
أخرجه نعيم بن حماد المروزي في "الفتن"(34 و 1310)
والأول أصح.
ووقع عند الطيالسي وابن أبي شيبة: عن سبيع بن خالد أو خالد بن سبيع.
وصخر بن بدر مجهول لم يرو عنه غير أبي التياح.
وللحديث طريق أخرى يرويها شعبة قال: حدثني أبو بشر في إسناد له عن حذيفة قال: قلت: يا رسول الله، ما هدنة على دخن؟ قال "قلوب لا تعود على ما كانت"
أخرجه أحمد (23426) وفي "العلل"(1932) عن محمد بن جعفر البصري ثنا شعبة به.
4277 -
"لا ترفع صوتك في دعائك فتذكر ذنوبك فتعيّر بها"
قال الحافظ: روى سعيد بن منصور من طريق صحابي لم يسم رفعه في هذه الآية: فذكره" (1)
أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 1/ 256) عن أصبغ بن الفرج المصري عن ابن وهب ثنا عمرو عن دَرَّاج أنّ شيخا من الأنصار من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم حدّثه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - ولا تجهر بصلاتك- ذلك في الدعاء لا ترفع صوتك في الدعاء فتذكر ذنوبك فيسمع منك فتعير بها"
دراج مختلف فيه، والباقون كلهم ثقات، وعمرو هو ابن الحارث المصري.
4278 -
"لا ترفعوا أبصاركم إلى السماء" يعني في الصلاة.
قال الحافظ: قوله "في صلاتهم"(2) زاد مسلم من حديث أبي هريرة "عند الدعاء" فإن حمل المطلق على هذا المقيد اقتضى اختصاص الكراهة بالدعاء الواقع في الصلاة، وقد أخرجه ابن ماجه وابن حبان من حديث ابن عمر بغير تقييد ولفظه: فذكره، وأخرجه بغير تقييد أيضًا مسلم في حديث جابر بن سمرة، والطبراني من حديث أبي سعيد الخدري، وكعب بن مالك" (3)
ورد من حديث أبي ومن حديث أبي هريرة ومن حديث جابر بن سَمُرة ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي سعيد ومن حديث كعب بن مالك.
فأما حديث أنس فأخرجه البخاري (فتح 2/ 375 - 376) من طريق سعيد بن أبي
(1) 10/ 20 (كتاب التفسير: سورة الإسراء- باب ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها)
(2)
أي في حديث أنس الذي أخرجه البخاري.
(3)
2/ 376 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب رفع البصر إلى السماء في الصلاة)
عروبة ثنا قتادة أنّ أنس بن مالك حدّثهم قال: قال النبي-صلى الله عليه وسلم "ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم؟ فاشتدّ قوله في ذلك حتى قال "لينتهنّ عن ذلك أو لتخطفنّ أبصارهم"
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه مسلم (429) من طريق جعفر بن ربيعة المصري عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة رفعه "لينتهينّ أقوام عن رفعهم أبصارهم عند الدعاء في الصلاة إلى السماء أو لتخطفنّ أبصارهم"
وأما حديث جابر بن سمرة فأخرجه مسلم (428) من طريق المسيب بن رافع الكوفي عن تميم بن طَرَفة عن جابر بن سمرة رفعه "لينتهينّ أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لا ترجع إليهم"
وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن ماجه (1043) وأبو يعلى (5509) عن عثمان بن أبي شيبة ثنا طلحة بن يحيى عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه رفعه "لا ترفعوا أبصاركم إلى السماء أن تلتمع" يعني في الصلاة (1).
قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 1/ 126
قلت: طلحة بن يحيى هو ابن النعمان الزرقي الأنصاري وهو مختلف فيه ولا ينزل حديثه عن رتبة الحسن فقد وثقه ابن معين وعثمان بن أبي شيبة وابن حبان، وقال أحمد: مقارب الحديث، وقال أبو داود: لا بأس به، واحتج به مسلم.
ولم ينفرد به بل تابعه سليمان بن بلال المدني ثنا يونس بن يزيد به.
أخرجه ابن حبان (2281) والطبراني في "الكبير"(13139) و"الأوسط"(5290) والإسماعيلي في "معجمه"(2/ 582 - 583) وابن جميع في "معجمه"(ص285) من طريق إسماعيل بن أبي أويس ثنا سليمان بن بلال به (2).
قال الهيثمي والبوصيري: رجاله رجال الصحيح" المجمع 2/ 82 - المصباح 1/ 126
(1) وأخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق"(1598) من طريق معاوية بن عمرو العاجي ثنا طلحة بن زيد ثنا يونس بن يزيد به.
والعاجي قال الذهبي في "الميزان": واه، تركه الفلاس.
(2)
ورواه هشام بن عبيد الله الرازي عن سليمان بن بلال بلفظ "لينتهينّ أقوام عن رفعهم أبصارهم في الصلاة أو لا ترجع إليهم"
أخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 524)
قلت: وهو كما قالا إلا أنّ الحافظ قال في "هدي الساري"(2/ 151): إسماعيل بن أبي أويس لا يحتج بشيء من حديثه غير ما في الصحيح من أجل ما قدح فيه النسائي وغيره إلا إن شاركه فيه غيره فيعتبر فيه"
واختلف فيه على يونس بن يزيد، فرواه ابن المبارك عنه عن الزهري ثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أنّ رجلًا من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم حدّثه أنّه سمع النبي-صلى الله عليه وسلم قال "إذا كان أحدكم في الصلاة فلا يرفع بصره إلى السماء أن يلتمع بصره"
أخرجه أحمد (5/ 295) والنسائي (3/ 7 - 8)
وتابعه ابن وهب أني يونس بن يزيد به.
أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(7257)
واختلف فيه على الزهري:
فرواه مَعْمَر بن راشد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة مرسلًا.
أخرجه عبد الرزاق (3257)
ورواه يزيد بن أبي حبيب عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(5436) و"الأوسط"(321) من طريق أبي صالح عبد الغفار بن داود الحرّاني ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب به.
وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.
واختلف فيه على عبيد الله بن عبد الله:
فقال ابن جُريج: أني عبيد الله بن عبد الله أنّ رجلًا حدّثه عن النبي-صلى الله عليه وسلم.
أخرجه عبد الرزاق (3258)
وأما حديث كعب بن مالك فأخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 99) من طريق
إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن محمد بن عمرو بن عطاء عن ابن كعب بن مالك عن أبيه مرفوعا "لينتهينّ أقوام عن رفعهم أبصارهم إلى السماء أو لتخطفنّ أبصارهم"
قال الهيثمي: وفيه عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة وهو ضعيف" المجمع 2/ 82 - 83
4279 -
"لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس"
قال الحافظ: واحتج إسحاق بحديث ابن عباس أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم قال لغلمان بني عبد المطلب: فذكره، وهو حديث حسن أخرجه أبو داود والنسائي والطحاوي وابن حبان
من طريق الحسن العُرَني عن ابن عباس، وأخرجه الترمذي والطحاوي من طريق الحكم عن مِقْسم عنه، وأخرجه أبو داود من طريق حبيب عن عطاء، وهذه الطرق يقوي بعضها بعضا ومن ثم صححه الترمذي وابن حبان" (1)
حسن
وله عن ابن عباس طرق:
الأول: يرويه سلمة بن كُهيل الكوفي عن الحسن العُرَني عن ابن عباس قال: قَدَّمَنا (2) رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة (3) المزدلفة أغيلمة بني عبد المطلب على حُمُرات، فجعل يَلْطَحُ أفخاذنا (4) ويقول "أُبَيْنِيَّ (5) لا ترموا الجمرة (6) حتى تطلع الشمس"
أخرجه الشافعي في "سنن حرملة"(المعرفة للبيهقي 7/ 311) وأبو عبيد في "الغريب"(1/ 128) وابن سعد (7)(8/ 207) وأحمد (1/ 234 و 311) وأبو داود (1940) وابن ماجه (3025) والفاكهي في "أخبار مكة"(2695) والنسائي (5/ 220) وفي "الكبرى"(4070) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2175) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 217) وفي "المشكل"(3500 و 3501 و 3502) وابن حبان (3869) والطبراني في "الكبير"(12699 و 12701) وأبو الشيخ في "الأقران"(343) والبيهقي (5/ 131 - 132) وفي "معرفة السنن"(7/ 311) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(1942 و 1943) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(211) من طرق عن سلمة بن كهيل به (8).
(1) 4/ 275 - 276 (كتاب الحج- باب من قدم ضعفه أهله بليل)
(2)
ولفظ النسائي وغيره "بعثنا" ولفظ البيهقي في "المعرفة" وغيره "حملنا" ولفظ الطبراني في الموضع الثاني "عجلنا"
(3)
ولفظ أبي عبيد وغيره "من جمع بليل"
(4)
زاد البيهقي "بيده"
(5)
ولفظ ابن سعد وغيره "أي بني"
(6)
ولفظ النسائي وغيره "جمرة العقبة"
(7)
وانظر الطبقات الكبرى: الطبقة الخامسة من الصحابة 1/ 117
(8)
وهكذا رواه إبراهيم بن طهمان الخراساني عن منصور بن المعتمر عن سلمة بن كهيل عن الحسن العرني عن ابن عباس.
أخرجه البيهقي (5/ 132)
ورواه جرير بن عبد الحميد الرازي عن منصور واختلف عنه:
• فقال ابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 356 - 357): ثنا جرير عن منصور عن سلمة بن كهيل عن الحسن العرني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، أو عن الحسن العرني عن ابن عباس.
• وقال موسى بن هارون البردي: ثنا جرير عن منصور عن سلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(3494)
واللفظ لأبي داود وغيره.
ورواته ثقات إلا أنّ الحسن بن عبد الله العرني لم يسمع من ابن عباس شيئًا كما قال أحمد (المراسيل) والبخاري (التاريخ الأوسط 1/ 296)
الثاني: يرويه الحكم بن عتيبة عن مقسم عن ابن عباس قال: رأيت النبي-صلى الله عليه وسلم بعرفات واقفًا وقد أردف الفضل، فجاء أعرابي فوقف قريبا وأمة خلفه، فجعل الفضل ينظر إليها، ففطن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يصرف وجهه، قال: ثم قال "يا أيها الناس ليس البرّ بإيجاف الخيل ولا الإبل فعليكم بالسكينة" قال: ثم أفاض، قال: فما رأيتها رافعة يدها عارية حتى أتى جمعا، قال: فلما وقف بجمع أردف أسامة ثم قال "يا أيها الناس إنّ البر ليس بإيجاف الخيل والإبل فعليكم بالسكينة" قال: ثم أفاض فما رأيتها رافعة يدها عارية حتى أتت مني، فأتانا سواد ضعفى بني هاشم على حُمُرات لهم فجعل يضرب أفخاذنا ويقول "يا بني أفيضوا ولا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس"
أخرجه أحمد (1/ 277 و 326 و 344) والسياق له والبخاري في "الصغير"(1/ 294 و 295) وأبو داود (1920) والترمذي (893) والنسائي في "الإغراب من حديث شعبة وسفيان"(111) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(818 و 822) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 217) وفي "المشكل"(3492 و 3493 و 3496 و 3497) والطبراني في "الكبير"(12073 و 12078 و 12120 و 12121) و"الأوسط"(7484) وابن عدي (5/ 1782) والبيهقي (5/ 132) من طرق عن الحكم به.
قال البخاري: لا ندري الحكم سمع هذا من مقسم أم لا"
وقال الترمذي: حسن صحيح"
قلت: رواته ثقات إلا أنّ أحمد وشعبة وغيرهما قالوا: لم يسمع الحكم من مقسم إلا خمسة أحاديث.
وذكرها الحافظ في "التهذيب"(2/ 434) وليس منها هذا الحديث.
الثالث: يرويه حبيب بن أبي ثابت عن عطاء عن ابن عباس أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم قَدَّم أهله (1) وأمرهم أن لا يرموا الجمرة حتى تطلع الشمس.
أخرجه أبو داود (1941)
(1) ولفظ أبي داود: ضعفاء أهله بغلس.
عن حمزة الزيات
والنسائي (5/ 220) وفي "الكبرى"(4071) والطحاوي في "المشكل"(3498 و 3499) وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 26)
عن سفيان الثوري
كلاهما عن حبيب بن أبي ثابت به.
واللفظ لحديث سفيان.
ورواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة حبيب بن أبي ثابت فإنّه كان مدلسًا.
لكنّه لم ينفرد به بل تابعه الربيع بن صَبيح البصري عن عطاء عن ابن عباس قال: قَدَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعفة أهله ليلة المزدلفة وأمرهم أن لا يرموا الجمرة حتى تطلع الشمس.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(11354) عن عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي ثنا الربيع بن صبيح به.
وعاصم بن علي والربيع بن صبيح مختلف فيهما.
واختلف فيه على عطاء، فرواه شعبة عن مُشَاش السَّلِيمي عن عطاء عن ابن عباس عن الفضل بن عباس أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم أمر ضعفة بني هاشم وصبيانهم أن يرتحلوا من جمع بليل فيقول: ابني أو أُبيني لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس"
أخرجه أحمد (1/ 212) والبزار (2153) والسياق له والنسائي (5/ 211) وأبو يعلى (6725 و 6734) والطبراني في "الكبير"(18/ 275) والمزي (28/ 6 - 7) من طرق عن شعبة به.
قال الترمذي: وهذا حديث خطأ، أخطا فيه مشاش وزاد فيه: عن الفضل بن عباس، وروى ابن جريج وغيره هذا الحديث عن عطاء عن ابن عباس ولم يذكروا فيه: عن الفضل بن عباس"
الرابع: يرويه موسى بن عقبة المدني أخبرني كريب عن ابن عباس أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم كان يأمر نساءه وثقله من صبيحة جمع أن يفيضوا مع أول الفجر بسواد، وأن لا يرموا الجمرة إلا مصبحين.
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(3503) وفي "شرح المعاني"(2/ 216) والبيهقي (5/ 132) من طريق محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا فضيل بن سليمان النميري ثني موسى بن عقبة به.
وفضيل بن سليمان مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، والباقون ثقات.
الخامس: يرويه أبو حنيفة النعمان بن ثابت عن حماد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعفة أهله ليلًا من جمع وقال لهم "لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس"
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(3495) والطبراني في "الكبير"(12390)
عن يوسف بن عدي التيمي الكوفي
وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 90)
عن عبد الله بن عمر بن أبان الجعفي
قالا: ثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أبي حنيفة به.
وأبو حنيفة ضعفه أحمد والجمهور، واختلف فيه قول ابن معين.
لكنه لم ينفرد به بل تابعه محمد بن جابر اليمامي عن حماد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(9464) عن يعقوب بن إسحاق بن أبي إسرائيل ثني أبي ثنا محمد بن جابر به.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن حماد إلا محمد بن جابر وأبو حنيفة، تفرد به عن محمد بن جابر إسحاق بن أبي إسرائيل وعن أبي حنيفة عبد الرحيم بن سليمان"
قلت: ومحمد بن جابر قال ابن معين وجماعة: ضعيف.
السادس: يرويه شعيب بن شعيب أخو عمرو بن شعيب عن عكرمة عن ابن عباس قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم فرحلوا، فمرّ عليه عبد الله بن عباس، وقثم، وعبيد الله، وكثير بنو العباس، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم "أين هؤلاء؟ " فقال عبد الله: يا نبي الله أنرمي قبل أن تطلع الشمس؟ فقال "لا ترموا حتى تطلع الشمس"
أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"(739) عن أبي جعفر محمد بن هارون ثنا محمد بن العباس السمسار ثنا عمرو بن أبي سلمة عن سعيد بن بشير ثني شعيب بن شعيب به.
محمد بن هارون ترجمه أبو الشيخ وأبو نعيم ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا.
ومحمد بن العباس لم أقف له على ترجمة (1).
(1) وتابعه أحمد بن مسعود المقدسي ثنا عمرو بن أبي سلمة به.
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2807)
وعمرو بن أبي سلمة هو التنيسي وهو مختلف فيه، ضعفه ابن معين وغيره، ووثقه ابن حبان وغيره.
وسعيد بن بشير مختلف فيه كذلك.
وشعيب بن شعيب ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات".
4280 -
"لا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت طبع الله على كل قلب بما فيه وكفى الناس العمل"
قال الحافظ: وأخرج أحمد والطبري والطبراني من طريق مالك بن يُخَامِر عن معاوية وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن عمرو رفعوه: فذكره" (1)
انظر حديث "لا تزال تقبل التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها"
4281 -
"لا تزال أمتي بخير ما لم يَفْش فيهم ولد الزنا، فإذا فشا فيهم ولد الزنا أوشك أن يعمّهم الله بعقاب"
قال الحافظ: ولأحمد من حديث عائشة مرفوعا: فذكره، وسنده حسن" (2)
ضعيف
أخرجه أحمد (6/ 333)
عن سلمة بن الفضل الأبرش
وأبو يعلى (7091) والطبراني في "الكبير"(24/ 23)
عن جرير بن حازم البصري
كلاهما عن محمد بن إسحاق المدني عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة عن عبيد الله بن أبي رافع عن ميمونة به مرفوعا.
واللفظ لحديث سليمان بن الفضل
ولفظ حديث جرير بن حازم "لا تزال أمتي بخير، متماسك أمرها ما لم يظهر فيهم أولاد الزنا، فإذا ظهروا، خفت أن يعمّهم الله بعقاب"
(1) 14/ 141 (كتاب الرقاق- باب حدثنا أبو اليمان
…
)
(2)
12/ 301 (كتاب الطب- باب أجر الصابر على الطاعون)
قال المنذري: رواه أحمد، وإسناده حسن، وفيه ابن إسحاق، وقد صرّح بالسماع" الترغيب 3/ 277
وقال الهيثمي: وفيه محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة وثقه ابن حبان وضعفه ابن معين، وابن إسحاق قد صرّح بالسماع فالحديث صحيح أو حسن" المجمع 6/ 257
وقال الحافظ: وفي سنده محمد بن إسحاق وحديثه حسن ولا سيما في المتابعات" بذل الماعون ص 213
قلت: ابن إسحاق مدلس ولم يصرّح بالسماع، ومحمد بن عبد الله مختلف فيه: وثقه العجلي وابن حبان، وذكره البخاري في "الضعفاء" وقال: عنده عجائب، وقال مسلم: منكر الحديث، واختلف فيه قول النسائي.
ومحمد بن عبد الرحمن ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال مالك: ليس بثقة، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال يعقوب بن سفيان والدارقطني: ضعيف، وقال الذهبي في "الديوان": ضعفوه.
وعبيد الله بن علي بن أبي رافع مختلف فيه، ولم يذكر سماعا من ميمونة فلا أدري أسمع منها أم لا.
4282 -
"لا تزال أمتي على سنتي ما لم تنتظر بفطرها النجوم"
قال الحافظ: وقد روى ابن حبان والحاكم من حديث سهل بلفظ: فذكره" (1)
أخرجه ابن خزيمة (2061) عن محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد به مرفوعا.
وزاد: قال: وكان النبي-صلى الله عليه وسلم إذا كان صائما أمر رجلًا، فأوفى على شيء، فإذا قال:
غابت الشمس أفطر.
وأخرجه ابن حبان (3510) عن ابن خزيمة به.
وأخرجه الحاكم (1/ 434) من طريق عبدان الأهوازي ثنا محمد بن أبي صفوان به.
قال ابن خزيمة: هكذا حدثنا به ابن أبي صفوان، وأهاب أن يكون الكلام الأخير عن غير سهل بن سعد لعله من كلام الثوري أو من قول أبي حازم، فأدرج في الحديث"
(1) 5/ 102 (كتاب الصوم- باب تعجيل الإفطار)
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة، إنّما خرجا بهذا الإسناد للثوري "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" فقط"
قلت: رواه غير واحد عن عبد الرحمن بن مهدي بلفظ "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" منهم:
1 -
أحمد (5/ 336)
2 -
زهير بن حرب.
أخرجه مسلم (2/ 771)
3 -
محمد بن بشار.
أخرجه الترمذي (699)
4283 -
"لا تزال تقبل التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها"
قال الحافظ: ولأبي داود والنسائي من حديث معاوية رفعه: فذكره، وسنده جيد، وللطبراني عن عبد الله بن سلام نحوه" (1)
حديث معاوية له عنه طريقان:
الأول: يرويه حَرِيز بن عثمان الحمصي ثني عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي عن أبي هند البجلي عن معاوية رفعه "لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها"
أخرجه أحمد (4/ 99) والبخاري في "الكنى"(ص 80) والدارمي (2516) وأبو داود (2479) والنسائي في "الكبرى"(8711) وأبو يعلى (7371) والطحاوي في "المشكل"(2634) والطبراني في "الكبير"(19/ 387) وفي "مسند الشاميين"(1064 و 1065) والبيهقي (9/ 17) والمزي (17/ 330 - 331) من طرق عن حريز بن عثمان به.
وإسناده ضعيف، أبو هند البجلي قال ابن القطان الفاسي: مجهول، وقال عبد الحق: ليس بالمشهور، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "اللسان" (7/ 488): مجهول.
الثاني: يرويه مالك بن يَخَامِر الحمصي عن ابن السَّعدي أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم قال "لا تنقطع الهجرة ما دام العدو يقاتل" فقال معاوية وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن عمرو بن
(1) 14/ 141 (كتاب الرقاق- باب حدثنا أبو اليمان)
العاص: إنّ النبي-صلى الله عليه وسلم قال "إنّ الهجرة خصلتان: إحداهما أن تهجر السيئات، والأخرى أن تهاجر إلى الله ورسوله، ولا تنقطع الهجرة ما تقبلت التوبة، ولا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من المغرب، فإذا طلعت طبع على كل قلب بما فيه وكفي الناس العمل"
أخرجه أحمد (1/ 192) عن أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي ثنا إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد يردّه إلى مالك بن يخامر به (1).
ورواه عمر بن الخطّاب السجستاني عن أبي اليمان فلم يذكر حديث ابن السعدي وقال فيه: عن مالك بن يخامر عن عبد الرحمن بن عوف رفعه قال: الهجرة خصلتان"
أخرجه البزار (1054)
وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عبد الرحمن إلا من هذا الوجه"
ولم ينفرد أبو اليمان به بل تابعه:
1 -
سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا إسماعيل بن عياش ثنا ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن مالك بن يخامر عن معاوية وعبد الرحمن بن عوف وابن عمرو به.
أخرجه الطبري في "تفسيره"(8/ 98)
عن أحمد بن الحسن الترمذي
والطبراني في "الكبير"(19/ 381)
عن الحسن بن جرير الصوري
وفي "الأوسط"(59)
عن أحمد بن إبراهيم بن عبد الملك
قالوا: ثنا سليمان بن عبد الرحمن به.
ورواه أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي عن سليمان بن عبد الرحمن فجعله عن عبد الرحمن بن عوف وحده.
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(2635)
(1) قال ابن كثير: هذا الحديث حسن الإسناد" التفسير 2/ 195
2 -
محمد بن إسماعيل بن عياش ثني أبي عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن مالك بن يخامر عن ابن السعدي مرفوعا "لا تنقطع الهجرة مما دام العدو يقاتل" فقال عبد الرحمن بن عوف ومعاوية وابن عمرو: إنّ النبي-صلى الله عليه وسلم قال "لا تنقطع الهجرة ما تقبلت التوبة
…
"
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1649) وأبو نعيم في "الصحابة"(4895) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن عمرو السعدي)
3 -
عبد الوهاب بن الضحاك الحمصي.
أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(4895)
وأما حديث عبد الله بن سلام فأخرجه الطبراني في "الكبير"(13/حديث رقم 390) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو كريب ثنا محمد بن فضيل عن أبي فائد عن ربعي بن حِراش عن عبد الله بن سلام قال: لا أحدثكم إلا عن كتاب منزل أو نبي مرسل، ما من نفس تتوب قبل مرضها الذي تموت فيه بيوم إلا قبل الله توبتها إلى أن تطلع الشمس من مغربها"
قال الهيثمي: ولم أعرف أبا فائد، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 198
4284 -
"لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (1920) عن ثوبان، وله (156 و 1923) من حديث جابر مثله لكن قال "يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة"(1)
4285 -
"لا تزال طائفة من أمتي على الحق حتى تقوم الساعة"
سكت عليه الحافظ (2).
انظر الحديث الذي بعده.
4286 -
"لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق"
سكت عليه الحافظ (3).
أخرجه مسلم (156 و 1923) من حديث جابر.
(1) 17/ 55 (كتاب الاعتصام- باب قول النبي-صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين)
(2)
16/ 126 (كتاب الفتن- باب ظهور الفتن)
(3)
6/ 396 (كتاب الجهاد- باب الجهاد ماض مع البر والفاجر)
4287 -
حديث عمران بن حصين رفعه "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم الدجال"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود والحاكم" (1)
أخرجه أحمد (4/ 429 و 437) وحنبل بن إسحاق في "الفتن"(11و 12) وأبو داود (2484) والدولابي في "الكنى"(2/ 8) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عمر 2/ 824 و 825) والطبراني في "الكبير"(18/ 116 - 117) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(ص 177 - 178) والحاكم (4/ 450) واللالكائي في "السنة"(168 و 169) والخطيب في "شرف أصحاب الحديث"(ص 26) من طرق عن حماد (2) بن سلمة عن قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشِّخِّير عن عمران بن حصين به مرفوعا.
واللفظ للحاكم.
ولفظ أبي داود وغيره "حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال"
ولفظ أحمد في الموضع الأول "حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى وينزل عيسى بن مريم-عليه السلام"
ولفظ الرامهرمزي والخطيب "حتى تقوم الساعة"
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
قلت: وهو كما قال لولا عنعنة قتادة.
لكنّه لم ينفرد به بل تابعه:
1 -
عبد الرحمن بن مُوَرِّق عن ابن الشخير عن عمران مرفوعا "إنّ أفضل عباد الله يوم القيامة الحمادون، ثم لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون من ناوأهم من أهل الشرك حتى يقاتلون الدجال"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 124 - 125) عن محمد بن حمويه الجوهري الأهوازي ثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق القُلُوسِي ثنا بكر بن يحيى بن زبان ثنا حسّان بن إبراهيم عن محمد بن عبد الله عن عبد الرحمن بن مورق به.
(1) 16/ 190 (كتاب الفتن- باب تغيير الزمان حتى يعبدوا الأوثان)
(2)
تابعه همام بن يحيى البصري عن قتادة به.
أخرجه البزار (3524)
قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 10/ 95
2 -
أبو العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير عن أخيه مطرف عن عمران مرفوعا "لا تزال طائفة من أهل الإسلام يقاتلون على الإسلام ظاهرين علي من ناوأهم حتى يقاتلون الدجال"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 111 - 112) من طريق هشام بن عمار ثنا إسماعيل بن عياش ثنا محمد بن ()(1) عن الجُرَيري عن أبي العلاء به.
ورواه غير واحد عن الجريري عن أبي العلاء عن مطرف قال: قال لي عمران: إني لأحدثك بالحديث اليوم ينفعك الله عز وجل به بعد اليوم، اعلم أنّ خير عباد الله تبارك وتعالى الحمادون، واعلم أنّه لن تزال طائفة من أهل الإسلام يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتلوا الدجال"
منهم:
(1)
- إسماعيل بن علية.
أخرجه أحمد (4/ 434) والطبري (2/ 825)
(2)
- بشر بن المفضل البصري.
أخرجه الطبري (2/ 825)
(3)
- أبو سلمة (2).
أخرجه الطبري (2/ 825) عن أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني ثنا أبو سلمة به.
قال الهيثمي: وهو شبه المرفوع، ورجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 95
قلت: وإسناده صحيح رواته ثقات، وابن علية ممن سمع من الجريري قبل اختلاطه.
واختلف فيه على الجريري، فرواه حماد بن زيد عنه فلم يذكر أبا العلاء.
أخرجه الروياني (118)
4288 -
"لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك"
قال الحافظ: أخرج الحاكم من رواية عبد الرحمن بن شماسة أنّ عبد الله بن عمرو
(1) بياض في المطبوع.
(2)
هكذا في المطبوع وأظنّه أبو أسامة واسمه حماد بن أسامة فإنّه يروي عن الجريري وعنه أبو كريب.
قال: لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق هم شر من أهل الجاهلية. فقال عقبة بن عامر: عبد الله إعلم ما تقول، وأمّا أنا فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره" (1)
أخرجه مسلم (1924) والحاكم (4/ 456 - 457) من طريقين عن عبد الله بن وهب ثنا عمرو بن الحارث ثني يزيد بن أبي حبيب ثني عبد الرحمن بن شِمَاسة المَهْري قال: كنت عند مسلمة بن مخلد، وعنده عبد الله بن عمرو بن العاص. فقال عبد الله: لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق، هم شر من أهل الجاهلية، لا يدعون الله بشيء إلا ردّه عليهم. فبينما هم على ذلك أقبل عقبة بن عامر: فقال له مسلمة: يا عقبة، اسمع ما يقول عبد الله. فقال عقبة: هو أعلم. وأمّا أنا فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله، قاهرين لعدوهم، لا يضرهم من خالفهم، حتى تأتيهم الساعة، وهم على ذلك" فقال عبد الله: أجل. ثم يبعث الله ريحا كريح المسك، مسها مس الحرير، فلا تترك نفسا في قلبه مثقال حبَّة من الإيمان إلا قبضته، ثم يبقى شرار الناس، عليهم تقوم الساعة.
4289 -
"لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله، قاهرين لعدوهم، لا يضرهم من خالفهم، حتى تأتيهم الساعة"
قال الحافظ: وله (أي مسلم 1924) في حديث عقبة بن عامر: فذكره" (2)
4290 -
حديث واثلة رفعه "لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصاحبني، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصاحبني"
قال الحافظ: أخرجه ابن أبي شيبة وإسناده حسن" (3)
صحيح
أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 178) وفي "مسنده"(المطالب 4160) وابن أبي عاصم في "السنة"(1481 و 1482) وعثمان السمرقندي في "الفوائد"(68) والطبراني في "الكبير"(22/ 85 - 86) وفي "مسند الشاميين"(799) وتمام في "فوائده"(ق 16/ ب) وأبو نعيم في "الصحابة"(37) وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(38/ 127) من طرق عن عبد الله بن العلاء بن زَبْر أبي الزبير الدمشقي ثنا عبد الله بن عامر اليَحْصَبِي عن واثلة بن الأسقع مرفوعا "لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصاحبني، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى
(1) 16/ 190 (كتاب الفتن- باب تغيير الزمان حتى يعبدوا الأوثان)
(2)
17/ 56 (كتاب الاعتصام- باب قول النبي-صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين)
(3)
8/ 5 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب فضائل أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم)
من رآني وصاحب من صاحبني، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رأى من رآني وصاحب من صاحب من صاحبني" السياق لابن أبي عاصم.
وإسناده صحيح رجاله ثقات.
4291 -
"لا تزكوا أنفسكم"
قال الحافظ: غَيَّرَ صلى الله عليه وسلم اسم جويرية وكان اسمها برّة وقال: فذكره" (1)
هما حديثان:
الأول: حديث ابن عباس قال: كانت جويرية اسمها برّة، فحوّل رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمها جويرية. وكان يكره أن يقال: خرج من عند برّة.
أخرجه مسلم (2140)
الثاني: حديث محمد بن عمرو بن عطاء قال: سميت ابنتي برّة: فقالت لي زينب بنت أبي سلمة: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا الاسم، وسُميت برّة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البرّ منكم" فقالوا: بم نسميها؟ قال "سموها زينب".
أخرجه مسلم (2142)
4292 -
عن زينب بنت أم سلمة قالت: سُميت برّة فقال النبي-صلى الله عليه وسلم"لا تزكوا أنفسكم فإنّ الله أعلم بأهل البرّ منكم" قالوا: ما نسميها؟ قال "سموها زينب"
قال الحافظ: وقصة زينب بنت جحش أخرجها مسلم (2142) وأبو داود (4953) في أثناء حديث عن زينب بنت أبي سلمة قالت: فذكره، وفي بعض روايات مسلم "كان اسم زينب بنت جحش برة"(2)
4293 -
"لا تزوّجوا النساء لحسنهنّ، فعسى حسنهنّ أن يرديهنّ، ولا تزوجوهنّ لأموالهنّ فعسى أموالهنّ أن تطغيهنّ، ولكن تزوجوهنّ على الدين، ولأمة سوداء ذات دين أفضل"
قال الحافظ: وقد وقع في حديث عبد الله بن عمرو عند ابن ماجه رفعه: فذكره" (3)
ضعيف
(1) 6/ 114 (كتاب المكاتب- باب ما يجوز من شروط المكاتب)
(2)
13/ 197 (كتاب الأدب- باب تحويل الاسم إلى اسم أحسن منه)
(3)
11/ 37 (كتاب النكاح - باب الأكفاء في الدين)
أخرجه سعيد بن منصور (505) وابن أبي عمر في "مسنده" كما في "المصباح"(2/ 97) وعبد بن حميد (328) وابن ماجه (1859) والبزار (2438) والطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 63) وابن حزم في "المحلى"(11/ 122) والبيهقي (7/ 80) من طرق عن عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم الافريقي ثنا عبد الله بن يزيد عن ابن عمرو به مرفوعا.
إلا أنه قال "ولأمة خرماء سوداء"
وإسناده ضعيف لضعف الافريقي.
4294 -
"لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن علمه فيما عمل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه"
قال الحافظ: أخرجه مسلم عن أبي برزة الأسلمي رفعه: فذكره، وله شاهد عن ابن مسعود عند الترمذي، وعن معاذ بن جبل عند الطبراني" (1)
روي من حديث أبي برزة الأسلمي ومن حديث ابن مسعود ومن حديث معاذ بن جبل ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث أبي الدرداء ومن حديث جابر ومن حديث أنس.
فأما حديث أبي برزة فأخرجه الدارمي (543) عن أسود بن عامر الشامي ثنا أبو بكر عن الأعمش عن سعيد بن عبد الله بن جريج عن أبي برزة مرفوعا "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه ما فعل به، وعن ماله من أين اكتسبه. وفيما أنففه، وعن جسمه فيما أبلاه"
وأخرجه الترمذي (2417) عن الدارمي به (2).
وأخرجه أبو يعلى (7434) والروياني (1313) والآجري في "أخلاق العلماء"(115) والبيهقي في "المدخل"(494) والخطيب في "اقتضاء العلم العمل"(1) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(425) والمزي في "التهذيب"(10/ 517 - 518) من طرق عن أسود بن عامر أنا أبو بكر بن عياش به.
(1) وأخرجه الحافظ في "الأمالي الحلبية"(ص30 - 31) من طريق عيسى بن عمر بن العباس السمرقندي أنا الدارمي به.
(2)
وقال: هذا حديث حسن"
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"
قلت: سعيد بن عبد الله بن جريج ذكره ابن حبان في "الثقات"(1)، وقال أبو حاتم: مجهول، والأعمش مدلس ولم يصرح بالسماع، وأبو بكر بن عياش مختلف فيه والأكثر على توثيقه، وهو كثير الخطأ كما صرّح بذلك غير واحد.
ولم ينفرد أسود بن عامر به بل تابعه يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثنا أبو بكر بن عياش به.
أخرجه ابن عساكر في "ذم من لا يعمل بعلمه"(ص 31) من طريق أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن أبان السراج ثنا الحماني به.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "إصلاح المال"(30) عن يحيى الحماني وأحمد بن عمران الأخنسي ثنا أبو بكر بن عياش به.
- ورواه أبو يوسف يعقوب بن إسحاق القَلوسي عن الحارث بن محمد الكوفي عن أبي بكر بن عياش واختلف عنه:
• فقال أحمد بن زهير التستري: ثنا أبو يوسف القلوسي ثنا الحارث بن محمد الكوفي عن أبي بكر بن عياش عن معروف بن خَرَبُوذ عن أبي الطفيل عامر عن أبي برزة مرفوعا به وزاد "وعن حب أهل البيت"
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2212)
• وقال أبو بكر بن الباغندي: عن القلوسي عن الحارث بن محمد ثنا أبو بكر بن عياش عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن أبي ذر مرفوعا "لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن حبنا أهل البيت"
ذكره الذهبي في "الميزان" في ترجمة الحارث بن محمد وقال: أتى بخبر باطل. وهو هذا الحديث.
وحديث أسود بن عامر ومن تابعه أصح.
ولم ينفرد أبو بكر بن عياش به بل تابعه عبد الله بن نمير عن الأعمش عن سعيد بن عبد الله عن أبي برزة به مرفوعا.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(10/ 232)
وللحديث طريق أخرى عند أبي سعيد النقاش في "فوائد العراقيين"(34) وفيها زياد بن
المنذر أبو الجارود الأعمى ونافع بن الحارث ونفيع أبو داود الأعمى، وقد كذبهم غير واحد.
وأما حديث ابن مسعود فله عنه طريقان:
الأول: يرويه عطاء بن أبي رباح عن ابن مسعود مرفوعا "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه، وشبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيم أنفقه، وعن ما عمل فيما علم"
أخرجه الترمذي (2416) والبزار (1435) وابن نصر في "الصلاة"(846) وأبو يعلى (5271) والدينوري في "المجالسة"(7) والطبراني في "الكبير"(9772) وفي "الصغير"(760) والآجري في "أخلاق العلماء"(116) وابن عدي (2/ 762 - 763) وأبو الشيخ في "الطبقات"(913) والبيهقي في "الزهد"(711) وفي "الشعب"(1647) والخطيب في "التاريخ"(12/ 440) وفي "الموضح"(3312) والشجري في "أماليه"(1/ 55) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(2168) من طرق عن أبي محصن حصين بن نمير الهمداني ثنا حسين بن قيس أبو علي الرَّحبي ثنا عطاء به.
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن ابن مسعود إلا من هذا الوجه"
وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث ابن مسعود عن النبي-صلى الله عليه وسلم إلا من حديث الحسين بن قيس، وحسين بن قيس يضعف في الحديث من قبل حفظه"
وقال الطبراني: لا يُروى عن ابن مسعود إلا بهذا الإسناد"
قلت: إسناده ضعيف جدًا، حسين بن قيس قال أحمد وغيره: متروك الحديث، وقال البخاري وغيره: منكر الحديث.
الثاني: يرويه الضحاك بن مزاحم عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعا "والذي نفس محمد بيده لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وجسده فيما أبلاه، وماله فيما كسبه وأين وضعه، وأين أنفقه"
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7572) عن محمد بن إبراهيم بن عامر بن إبراهيم الأصبهاني ثني أبي عن جدي عن نَهْشَل بن سعيد عن الضحاك به.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الضحاك عن أبي الأحوص عن ابن مسعود إلا نهشل بن سعيد، تفرد به عامر بن إبراهيم"
قلت: وهو ثقة كما قال الفلاس وغيره، لكن نهشل بن سعيد قال أبو داود الطيالسي وإسحاق بن راهويه: كذاب، وقال أبو حاتم وغيره: متروك الحديث.
وأما حديث معاذ فأخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 60 - 61) والآجري في "أخلاق العلماء"(114) عن أبي سعيد المفضل بن محمد الجندي اليماني أنا صامت بن معاذ الجندي أنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روّاد عن سفيان الثوري عن صفوان بن سليم عن عدي بن عدي عن الصنابحي عن معاذ مرفوعا "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من اين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه"
وأخرجه البيهقي في "المدخل"(493) وفي "الشعب"(1648) والخطيب في "التاريخ"(11/ 441 - 442) وفي "الجامع"(28) وفي "الاقتضاء"(2) وابن عساكر في "ذم من لا يعمل بعلمه"(ص 31 - 32) وفي "الأربعين البلدانية"(ص 70 - 71) من طرق عن المفضل بن محمد الجندي به.
قال المنذري: رواه البزار والطبراني بإسناد صحيح" الترغيب 4/ 396
قلت: ابن أبي رواد مختلف فيه وأكثر على تضعيفه، وصامت بن معاذ ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يهم ويغرب. والباقون ثقات.
واختلف فيه على سفيان:
فرواه قبيصة بن عقبة الكوفي عن سفيان واختلف عنه:
• فقال إبراهيم بن زياد الصائغ: ثنا قبيصة ثنا سفيان عن ليث بن أبي سليم عن عدي بن عدي عن الصنابحي عن معاذ- أحسبه رفعه- قال: فذكره.
أخرجه البزار (2640)
• ورواه هناد في "الزهد"(724) عن قبيصة وجزم بوقفه.
وتابعه عمرو بن هشام الحراني ثنا قبيصة به.
أخرجه ابن عساكر في "ذم من لا يعمل بعلمه"(ص 32)
وهذا أصح، فقد رواه وكيع في "الزهد"(10) عن سفيان فأوقفه.
وتابعه محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان به.
أخرجه الدارمي (545)
ولم ينفرد سفيان به بل تابعه غير واحد عن ليث عن عدي عن الصنابحي عن معاذ موقوفا، منهم:
1 -
عبد الله بن إدريس الأودي.
أخرجه أبو خيثمة في "العلم"(89)
2 -
جرير بن عبد الحميد الرازي.
أخرجه البزار (2641)
3 -
عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي.
أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 346) وابن عبد البر في "الجامع"(1208)
4 -
محمد بن فضيل الكوفي.
أخرجه الخطيب في "الاقتضاء"(3)
وخالفهم محمد بن عبد الرحمن الطفاوي فرواه عن ليث عن عدي عن الصنابحي عن معاذ مرفوعا.
أخرجه الشجري في "أماليه"(1/ 69)
والأول أصح.
وليث قال أحمد: ضعيف الحديث جدًا كثير الخطأ، وقال ابن معين ليس حديثه بذاك ضعيف.
وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير"(11177) و"الأوسط"(9402) عن الهيثم بن خلف الدوري ثنا أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم مولى بني هاشم ثني حسين بن الحسن الأشقر ثنا هشيم بن بشير عن أبي هاشم الرماني عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن ماله فيما أنفقه، ومن أين اكتسبه، وعن حبنا أهل البيت"
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أبي هاشم إلا هشيم، ولا عن هشيم إلا حسين بن حسن، تفرد به أحمد بن يزيد"
وقال الهيثمي: وفيه حسين بن الحسن الأشقر وهو ضعيف جدًا، وقد وثقه ابن حبان مع أنّه يشتم السلف" المجمع 10/ 346
وأما حديث أبي سعيد فأخرجه ابن نصر في "الصلاة"(847) عن عقبة بن مكرم بن أفلح البصري ثنا أبو بكر الحنفي ثنا داود بن الجارود عن عطية العَوّفي عن أبي سعيد رفعه "والذي نفسي بيده لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: ماله مما اكتسبه، وفيما أنفقه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن عمره فيما أفناه"
وإسناده ضعيف لضعف عطية العوفي.
وداود بن الجارود لم أقف له على ترجمة ولعله محرف من زياد أبي الجارود والله أعلم.
وأما حديث أبي الدرداء فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(4707) عن عبد الرحمن بن معاوية العتبي ثنا زهير بن عباد الرؤاسي ثنا عبد الله بن حكيم أبو بكر الداهري عن محمد بن سعيد الشامي عن إسماعيل بن عبيد الله عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعا "لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن شبابه فيما أبلاه، وعن عمره فيما أفناه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه"
قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أبي الدرداء إلا بهذا الإسناد"
قلت: محمد بن سعيد الشامي هو المصلوب في الزندقة اتهمه أحمد وجماعة بوضع الحديث.
وأما حديث جابر فأخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق"(1340) من طريق الدارقطني ثنا أحمد بن محمد بن أبي عثمان النيسابوري ثنا محمد بن جعفر القاضي ثنا محمد بن قتيبة بن سعيد السمرقندي ثني أبي ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر مرفوعا "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خلال: عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن ماله فيما اكتسبه وفيما أنفقه، وعلمه فيما عمل به".
ذكره في ترجمة قتيبة بن سعيد السمرقندي ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا.
وأما حديث أنس فأخرجه أبو بكر الشافعي في "الرباعيات" كما في "الميزان"(1/ 534) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 73) والخطيب في "التاريخ"(8/ 44) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(315) وابن الجوزي في "العلل"(1533) والذهبي في "الميزان"(1/ 534) من طريق الحسين بن داود البلخي ثنا شقيق بن إبراهيم البلخي ثنا أبو هاشم الأُبُلي عن أنس مرفوعا "يا ابن آدم، لا تزال قدمك يوم القيامة بين يدي الله-عز وجل حتى تسأل عن أربعة: عن عمرك فيما أفنيته، وعن جسدك فيما أبليته، ومالك من أين اكتسبته، وأين أنفقته"
قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحمل فيه على الحسين البلخي، قال الخطيب: ليس بثقة حديثه موضوع"
قلت: وأبو هاشم واسمه كثير بن عبد الله قال البخاري وغيره: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف جدًا، شبه متروك.
4295 -
"لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم"
سكت عليه الحافظ (1).
أخرجه البخاري (فتح 3/ 221) من حديث ابن عمر.
4296 -
"لا تسألوا الآيات فقد سألها قوم صالح، وكانت الناقة ترد من هذا الفج وتصدر عن هذا الفج فعتوا عن أمر ربهم، وكانت تشرب يوما ويشربون لبنها يوما، فعقروها فأخذتهم صيحة أهمد الله من تحت أديم السماء منهم إلا رجلًا واحدا كان في حرم الله وهو أبو رِغَال، فلما خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه"
قال الحافظ: وروى أحمد والحاكم بإسناد حسن عن جابر قال: لما مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجر قال: فذكره" (2)
حسن
يرويه أبو الزبير عن جابر، وعن أبي الزبير غير واحد، منهم:
1 -
عبد الله بن عثمان بن خُثيم.
واختلف عنه:
- فرواه مَعْمر بن راشد عن ابن خُثَيْم واختلف عنه:
• فقال عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 231 - 232): عن معمر عن ابن خثيم عن أبي الزبير عن جابر قال: فذكره.
وأخرجه أحمد (3/ 296) عن عبد الرزاق به.
وأخرجه الطبري في "تفسيره"(8/ 230) والطحاوي في "المشكل"(3755) والحاكم (2/ 320) من طرق عن عبد الرزاق به.
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال ابن كثير: إسناده صحيح" البداية 5/ 11
وقال أيضًا: وهذا الحديث ليس في شيء من الكتب الستة، وهو (3) على شرط مسلم" التفسير 2/ 227 - البداية 1/ 137
(1) 15/ 170 (كتاب الحدود- باب البكران يجلدان وينفيان)
(2)
7/ 190 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول الله تعالى: وإلى ثمود أخاهم صالحا)
(3)
قلت: لم يخرج مسلم رواية معمر عن ابن خثيم ولا رواية ابن خثيم عن أبي الزبير.
وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح" المجمع 6/ 194 و7/ 38
قلت: إسناده حسن، وأبو الزبير صرّح بالتحديث من جابر كما سيأتي.
• ورواه محمد بن ثور الصنعاني عن معمر فلم يذكر أبا الزبير.
أخرجه الطبري (8/ 230) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(8685)
والأول أصح.
- وقال يحيى بن سليم الطائفي: عن ابن خثيم عن أبي الزبير قال: ثنا جابر بن عبد الله قال: فذكر نحوه.
أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(1455) عن محمد بن أبي عمر العدني وإبراهيم بن أبي يوسف قالا: أنا يحيى بن سليم به
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات"(148) عن محمد بن أبي عمر العدني ثنا يحيى بن سليم به.
ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 78)
وأخرجه الواحدي في "الوسيط"(2/ 580) من طريق العباس بن الوليد النرسي أنا يحيى بن سليم به.
وإسناده حسن.
ولم ينفرد يحيى بن سليم به بل تابعه:
(1)
- مسلم بن خالد الزَّنْجي عن ابن خثيم عن أبي الزبير عن جابر.
أخرجه الأزرقي في "أخبار مكة"(ص 132 - 133) والبزار (كشف 1844) والطحاوي في "المشكل"(3756) وابن حبان (6197) والحاكم (2/ 340 - 341) من طرق عن الزنجي به.
قال البزار: لا نعلمه يُروى هكذا إلا عن ابن خثيم"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
قلت: الزنجي فيه ضعف لكن لا بأس به في المتابعات.
(2)
- إسماعيل بن عياش عن ابن خثيم عن أبي الزبير عن جابر.
أخرجه ابن أبي حاتم (8686 و10990 و 15866 و 15869 و 15879) وإسماعيل روايته عن غير الشاميين ضعيفة، وهذه منها فإنّ ابن خثيم مكي.
- وقال عبد الله بن واقد الهروي: عن ابن خثيم قال: ثنا أبو الطفيل قال: فذكر نحوه.
أخرجه الطبري في "تفسيره"(12/ 67 - 68) وفي "تاريخه"(1/ 231) من طريق محمد بن كثير المصيصي ثنا عبد الله بن واقد به.
والأول أصح، ومحمد بن كثير كثير الخطأ.
2 -
ابن جُريج.
يرويه حجاج بن محمد المصيصي عن ابن جريج واختلف عنه:
- فقال أبو بكر محمد بن الفرج الأزرق: ثنا حجاج بن محمد قال: قال ابن جريج: ثنا أبو الزبير قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: فذكره.
أخرجه الحاكم (2/ 567 - 568) عن أبي بكر إسماعيل بن محمد الزعفراني ثنا محمد بن الفرج به.
والزعفراني لم أقف له على ترجمة، والأزرق ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الخطيب: أحاديثه صحاح ورواياته مستقيمة لا أعلم فيها شيئًا يستنكر، واختلف فيه قول الدارقطني، وقال الذهبي في "الميزان" والحافظ في "التقريب": صدوق، زاد الحافظ: ربما وهم.
- وقال الحسين بن داود المِصيصي سُنيد: ثني حجاج بن محمد قال: قال ابن جريج: قال جابر بن عبد الله.
ولم يذكر أبا الزبير.
أخرجه الطبري في "تفسيره"(12/ 67) وفي "تاريخه"(1/ 231)
3 -
ابن لَهيعة.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(9065) عن المقدام بن داود الرُعَيْني ثنا عبد الله بن يوسف ثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر به.
وإسناده ضعيف لضعف المقدام بن داود وابن لهيعة.
4297 -
"لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنّهم لن يهدوكم وقد ضلوا"
قال الحافظ: ووقع عند أحمد من حديث جابر مرفوعا: فذكره" (1)
تقدم الكلام عليه في حرف اللام فانظر حديث "لقد جئتكم بها بيضاء نقية
…
"
(1) 6/ 220 (كتاب الشهادات- باب لا يسأل أهل الشرك عن الشهادة)
4298 -
"لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنّهم لن يهدوكم وقد ضلوا، وإنّكم إمّا أن تكذبوا بحق أو تصدقوا بباطل، والله لو كان موسى بين أظهركم ما حلّ له إلا أن يتبعني"
قال الحافظ: أخرجه أحمد والبزار واللفظ له من حديث جابر قال: نسخ عمر كتابا من التوراة بالعربية فجاء به إلى النبي-صلى الله عليه وسلم فجعل يقرأ ووجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير، فقال له رجل من الأنصار: ويحك يا ابن الخطاب ألا ترى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وفي سنده جابر الجُعْفي وهو ضعيف.
ولأحمد أيضًا وأبي يعلى من وجه آخر عن جابر أنّ عمر أتى بكتاب أصابه من بعض كتب أهل الكتاب فقرأه على النبي-صلى الله عليه وسلم فغضب "فذكر نحوه دون قول الأنصاري وفيه "والذي نفسي بيده لو أنّ موسى حيا ما وسعه إلا أن يتبعني" وفي سنده مُجالد بن سعيد وهو لين.
وأخرجه الطبراني بسند فيه مجهول ومختلف فيه عن أبي الدرداء: جاء عمر بجوامع من التوراة. فذكر بنحوه، وسمى الأنصاري الذي خاطب عمر عبد الله بن زيد الذي رأى الأذان وفيه "لو كان موسى بين أظهركم ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم ضلالا بعيدا"
وأخرجه أحمد والطبراني من حديث عبد الله بن ثابت قال: جاء عمر فقال: يا رسول الله، إني مررت بأخ لي من بني قريظة فكتب لي جوامع من التوراة ألا أعرضها عليك؟ قال: فتغيّر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم" الحديث وفيه "والذي نفس محمد بيده لو أصبح موسى فيكم ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم".
وأخرج أبو يعلى من طريق خالد بن عرفطة قال: كنت عند عمر فجاء رجل من عبد القيس فضربه بعصا معه فقال: ما لي يا أمير المؤمنين؟ قال: أنت الذي نسخت كتاب دانيال، قال: مرني بأمرك، قال: انطلق فامحه فلئن بلغني أنّك قرأته أو أقرأته لأنهكنّك عقوبة، ثم قال: انطلقت فانتسخت كتابا من أهل الكتاب ثم جئت فقال لي رسول صلى الله عليه وسلم "ما هذا؟ " قلت: كتاب انتسخته لنزداد به علمًا إلى علمنا، فغضب حتى احمرت وجنتاه فذكر قصة فيها "يا أيها الناس إني قد أوتيت جوامع الكلم وخواتمه واختصر لي الكلام اختصارا، ولقد أتيتكم بها بيضاء نقية فلا تتهوكوا" وفي سنده عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي وهو ضعيف.
وهذه جميع طرق هذا الحديث وهي وإن لم يكن فيها ما يحتج به لكن مجموعها يقتضي أنّ لها أصلًا" (1)
انظر حديث "لقد جئتكم بها بيضاء نقية
…
"
(1) 17/ 309 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى: بل هو قرآن مجيد)
4299 -
"لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم به" فقال عبد الله بن حذافة: من أبي يا رسول الله؟ قال "حذافة بن قيس" فرجع إلى أمه فقالت له: ما حملك على الذي صنعت فقد كنا في جاهلية؟ فقال: إني كنت لأحبّ أن أعلم من هو أبي من كان من الناس.
قال الحافظ: وعند أحمد من رواية محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (1)
حسن
أخرجه ابن سعد (4/ 190) وأحمد (2/ 503) عن يزيد بن هارون أنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا "إنّما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم به" فقال عبد الله بن حذافة: من أبي يا رسول الله؟ قال "أبوك حذافة بن قيس" فرجع إلى أمه فقالت: ويحك ما حملك على الذي صنعت فقد كنا أهل جاهلية وأهل أعمال قبيحة؟ فقال لها: إن كنت لأحبّ أن أعلم من أبي من كان من الناس. السياق لأحمد
وإسناده حسن رجاله ثقات غير محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث.
وأبو سلمة هو ابن عبد الرحمن.
4300 -
"لا تسبوا الديك فإنه يدعو إلى الصلاة"
قال الحافظ: وصحح ابن حبان وأخرجه أبو داود وأحمد من حديث زيد بن خالد رفعه: فذكره، وعند البزار من هذا الوجه سبب قوله صلى الله عليه وسلم ذلك وأنّ ديكا صرخ فلعنه رجل فقال ذلك" (2)
صحيح
يرويه صالح بن كيسان المدني واختلف عنه:
- فقال غير واحد: عن صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن زيد بن خالد الجهني به مرفوعا (3).
(1) 16/ 153 (كتاب الفتن- باب التعوذ من الفتن)
(2)
7/ 161 (كتاب بدء الخلق- باب خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال)
(3)
ولفظ النسائي وغيره "فإنّه يؤذن بالصلاة"
وفي لفظ "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبّ الديك وقال: إنّه يوقظ للصلاة" وقال بعضهم: يؤذن.
منهم:
1 -
مَعْمر بن راشد (1).
أخرجه عبد الرزاق (20498) وأحمد (4/ 115) والطبراني في "الكبير"(5208) والبيهقي في "الشعب"(4808) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(3269)
2 -
عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون.
أخرجه الطيالسي (2)(ص 129) وأحمد (5/ 192 - 193) وعبد بن حميد (278) والنسائي في "اليوم والليلة"(945) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2999) وفي "الصحابة"(869) وابن حبان (5731) والطبراني في "الكبير"(5209) وأبو الشيخ في "العظمة"(1247) وابن بشران (341) والبيهقي في "الشعب"(4809 و 4810) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(3270)
3 -
مالك بن أنس.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(5212) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 346)
- ورواه عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَردي عن صالح بن كيسان واختلف عنه:
• فقال غير واحد: عن الدراوردي عن صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله عن زيد بن خالد مرفوعا "لا تسبوا الديك فإنّه يوقظ (3) للصلاة"
أخرجه أبو داود (4)(5101)
عن قتيبة بن سعيد البلخي
والطبراني في "الكبير"(5210)
عن عمرو بن عون الواسطي
والبيهقي في "الشعب"(4811)
عن الحسين بن حريث المروزي
(1) ولفظ حديثه "لعن رجل ديكا صاح عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "لا تلعنه فإنه يدعو للصلاة"
(2)
ورواه الطيالسي أيضًا عن عبد العزيز الماجشون عن صالح بن كيسان عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه.
(3)
وفي لفظ "يؤذن"
(4)
قال النووي: رواه أبو داود بإسناد صحيح" الرياض ص 549 - 550.
والبزار (3769)
عن أحمد بن أبان القرشي
وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(651)
عن أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري
كلهم عن الدراوردي به.
• وقال ابن وهب: ثني الدراوردي عن صالح بن كيسان مرسلًا.
أخرجه البيهقي في "الشعب"(4806)
والأول أصح.
- وقال سفيان بن عُيينة: ثنا صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله- قال سفيان: لا أدري زيد بن خالد أم لا قال: سبّ رجل ديكا عند النبي-صلى الله عليه وسلم، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم"لا تسبوا الديك فإنّه يدعو إلى الصلاة"
أخرجه الحميدي (814)
- وقال زهير بن محمد التميمي: عن صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله مرسلًا.
أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(946) من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي ثنا زهير بن محمد به.
- وقال الحسن بن أبي جعفر الجُفْرِي: ثنا صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس.
أخرجه أبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين"(19)
والجفري قال النسائي وغيره: ضعيف.
- ورواه سليمان بن بلال المدني عن صالح بن كيسان واختلف عنه:
• فقال خالد بن مخلد الكوفي: ثنا سليمان بن بلال ثني صالح بن كيسان عن أبي هريرة.
أخرجه عبد بن حميد (1448)
• وقال ابن وهب: ثني سليمان بن بلال عن صالح بن كيسان مرسلًا.
أخرجه البيهقي في "الشعب"(4806)
- ورواه إسماعيل بن عياش عن صالح بن كيسان واختلف عنه:
• فقال محمد بن جعفر الوركاني: ثنا إسماعيل عن صالح بن كيسان عن عون بن عبد الله بن عتبة عن ابن مسعود.
أخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 875)
• وقال إبراهيم بن العلاء الحمصي: ثنا إسماعيل بن عياش عن صالح بن كيسان عن عون بن عبد الله بن عتبة عن أبيه عن ابن مسعود.
زاد فيه: عن أبيه.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(9796) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 268)
وقال: غريب من حديث صالح عن عون عن أبيه عن ابن مسعود، تفرد به إسماعيل. والصحيح رواية صالح عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن زيد بن خالد الجهني. وهذا الحديث مما اضطرب فيه إسماعيل بن عياش من حديث الحجازيين واختلط فيه"
- ورواه مسلم بن خالد الزَّنْجي عن صالح بن كيسان واختلف عنه:
• فقال غير واحد: ثنا مسلم بن خالد عن صالح بن كيسان عن عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن أبيه عن ابن مسعود.
أخرجه البزار (1763)
عن أحمد بن محمد الأزرقي
والبيهقي في "الشعب"(4807)
عن سويد بن سعيد الهروي (1)
وصالح بن محمد
قالوا: ثنا مسلم بن خالد به.
• ورواه عبد الله بن وهب عن مسلم بن خالد واختلف عنه:
فرواه حرملة بن يحيى المصري عن ابن وهب كرواية الأزرقي ومن تابعه.
(1) رواه أبو عمرو بن حازم عن سويد بن سعيد هكذا.
ورواه محمد بن عبد الله الحضرمي عن سويد بن سعيد فقال: عن عون بن عبد الله عن أبيه عن جده.
أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(5346)
أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 277)
ورواه بحر بن نصر المصري عن ابن وهب ثني مسلم بن خالد عن صالح بن كيسان مرسلًا.
أخرجه البيهقي في "الشعب"(4806)
قال البزار: وهذا الحديث أخطأ فيه مسلم بن خالد، وإنّما الصواب عن صالح بن كيسان عن عبيد الله عن زيد بن خالد"
وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: إنّما يُروى عن صالح عن عبيد الله عن عبد الله عن زيد بن خالد عن النبي-صلى الله عليه وسلم"
وقال أبو نعيم: كذا رواه مسلم، وصوابه صالح عن عبيد الله بن عبد الله عن زيد بن خالد"
قلت: وهو كما قالوا، وإسناده صحيح (1).
ولم ينفرد صالح بن كيسان به بل تابعه عبد العزيز بن رفيع عن عبيد الله بن عبد الله عن زيد بن خالد مرفوعا "لا تسبوا الديك فإنّه يؤذن بوقت"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(5211) و"الأوسط"(3645) عن سعيد بن سيار الواسطي ثنا عمرو بن عون أنا حفص بن سليمان عن عبد العزيز بن رفيع به.
وإسناده ضعيف جدًا، حفص بن سليمان هو الأسدي قال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وقال أبو حاتم وغيره: متروك الحديث.
وللحديث شاهد عن ابن عباس مرفوعا "لا تسبوا الديك فإنّه يدعو إلى الصلاة"
أخرجه البزار (كشف 2041)
عن رَوح بن عبادة البصري
وابن عدي (4/ 1645 - 1646) وأبو الشيخ في "العظمة"(1257)
عن يزيد أبي خالد
قالا: ثنا عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس به.
(1) قال الدارقطني في "العلل"(5/ 194): والمرسل أشبه بالصواب"
وعندي أنّ الموصول أشبه بالصواب.
وإسناده ضعيف لضعف عباد بن منصور.
ورواه أبو الربيع أشعث بن سعيد السمان عن عباد بن منصور عن عكرمة عن أبي هريرة.
أخرجه ابن عدي (4/ 1646)
وأبو الربيع قال النسائي وغيره: ليس بثقة.
4301 -
"لا تسبوا تُبَّعا فإنّه كان قد أسلم"
قال الحافظ: وروى أحمد من حديث سهل بن سعد رفعه: فذكره، وأخرجه الطبراني من حديث ابن عباس مثله، وإسناده أصلح من إسناد سهل" (1)
روي من حديث سهل بن سعد ومن حديث ابن عباس
فأما حديث سهل بن سعد فأخرجه أحمد (5/ 340) ومن طريقه البغوي في "تفسيره"(6/ 148)
عن حسن بن موسى الأشيب
وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 144)
عن الوليد بن مسلم الدمشقي
وابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 182)
عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار المصري
وعثمان بن صالح بن صفوان المصري
والطبراني في "الكبير"(6013) و"الأوسط"(3314)
عن عبد الله بن يوسف التنيسي
وفي "الكبير"(6013)
عن سعيد بن أبي مريم
والروياني (1113)
(1) 10/ 191 (كتاب التفسير- سورة الدخان)
عن زيد بن أبي الزرقاء الموصلي
كلهم عن عبد الله بن لهيعة عن أبي زرعة عمرو بن جابر الحضرمي عن سهل بن سعد به مرفوعا.
- ورواه ابن وهب عن ابن لهيعة واختلف عنه:
• فرواه يونس بن عبد الأعلى المصري عن ابن وهب مرفوعا (1).
أخرجه الطبري في "تفسيره"(26/ 155)
وتابعه أحمد بن يوسف عن ابن وهب به.
أخرجه ابن شاهين في "الناسخ"(660)
• ورواه الحسين بن إسرائيل النهرتيري وأحمد بن عيسى المصري عن ابن وهب موقوفًا.
أخرجه ابن شاهين (659)
قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن سهل بن سعد إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة"
قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين وغيره، وعمرو بن جابر مختلف فيه: وثقه العجلي وغيره، وضعفه النسائي وغيره.
وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير"(11/ 296 حديث رقم 11790) و"الأوسط"(1441) والخطيب في "التاريخ"(3/ 205) من طريق أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن أبي بزة ثنا مؤمل بن إسماعيل عن سفيان الثوري عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا به.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن سفيان إلا مؤمل، تفرد به ابن أبي بزة"
وقال الهيثمي: وفيه ابن أبي بزة ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 8/ 76
قلت: ابن أبي بزة قال أبو حاتم: ضعيف الحديث ولست أحدّث عنه (الجرح 1/ 1/ 71) وقال العقيلي: منكر الحديث ويوصل الأحاديث (الضعفاء 1/ 127) وذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 37)(2)
(1) وهكذا هو في جامع ابن وهب مرفوعا (5)
(2)
له ترجمة في "اللسان"(1/ 283 - 284)
ومؤمل بن إسماعيل صدوق كثير الخطأ، لكنه لم ينفرد به بل تابعه عباد بن موسى القرشي ثنا سفيان الثوري به.
أخرجه ابن شاهين (658)
وعباد بن موسى ثقة كما في "التقريب".
وسماك مختلف فيه وتكلم غير واحد في روايته عن عكرمة.
4302 -
"لا تسبوا مضر فإنّه كان قد أسلم"
قال الحافظ: ولابن سعد من مرسل عبد الله بن خالد رفعه: فذكره" (1)
ضعيف
أخرجه ابن سعد (1/ 58) عن خالد بن خداش البصري أنا عبد الله بن وهب أني سعيد بن أبي أيوب عن عبد الله بن خالد به مرفوعا.
وإسناده معضل لأنّ عبد الله بن خالد الوابصي من أتباع التابعين.
4303 -
"لا تسبوا مضر ولا ربيعة فإنّهما كانا مسلمين"
قال الحافظ: وروى الزبير بن بكار من وجه آخر مرفوعا: فذكره، وله شاهد عند ابن حبيب من مرسل سعيد بن المسيب" (2)
4304 -
"لا تسبوا ورقة فإني رأيت له جنة أو جنتين"
قال الحافظ: وعند البزار والحاكم عن عائشة مرفوعا: فذكره" (3)
مرسل
يرويه هشام بن عروة عن أبيه واختلف عنه:
- فقال أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي: عن هشام عن أبيه عن عائشة به مرفوعا.
أخرجه البزار (كشف 2750) عن أبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج -وهو في "حديثه"(120) - ثنا أبو معاوية به.
(1) 7/ 339 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب المناقب)
(2)
8/ 164 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مبعث النبي-صلى الله عليه وسلم)
(3)
10/ 349 (كتاب التفسير- سورة اقرأ- باب حدثنا يحيى بن بكير
…
)
وأخرجه الحاكم (2/ 609) من طريق أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري ثنا أبو سعيد الأشج (1) به.
قال البزار: لا نعلم أحدا رواه عن هشام عن أبيه عن عائشة إلا أبو معاوية، ولا رواه عن أبي معاوية مسندا إلا أبو سعيد"
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
وقال ابن كثير: إسناده جيد" البداية والنهاية 3/ 9
وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 416
- وقال يونس بن بكير في "زيادات المغازي"(الإصابة 10/ 307): عن هشام عن أبيه قال: سابّ أخ لورقة رجلًا، فتناول الرجل ورقة فسبّه، فبلغ ذلك النبي-صلى الله عليه وسلم، فقال لأخيه "هل علمت أني رأيت لورقة جنة أو جنتين؟ " فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبه.
مرسل
ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 448)
وتابعه أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن هشام عن أبيه مرسلًا.
أخرجه البزار (كشف 2751)
قال ابن كثير: وهو أشبه البداية 3/ 9
قلت: وهو كما قال.
4305 -
"لا تستعيذوا بالله من الفتن فإنّ فيها حصاد المنافقين"
قال الحافظ: قلت: وقد سئل ابن وهب قديما عنه فقال: إنّه باطل" (2)
وقال في "التهذيب"(6/ 74): قال الساجي: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت ابن وهب وقيل له: إنّ فلانا حدّث عنك عن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال "لا تكرهوا الفتن فإنّ فيِها حصاد المنافقين" فقال ابن وهب: أعماه الله إن كان كاذبا. فأخبرني أحمد بن عبد الرحمن أن الرجل عَمِي".
(1) وخالفه أحمد بن عبد الله بن ميمون الغَطَفاني المعروف بابن أبي الحواري فرواه عن أبي معاوية ولم يذكر عائشة.
أخرجه ابن عساكر (63/ 24)
(2)
2/ 89 (كتاب الصلاة- باب التعاون في بناء المسجد)
4306 -
"لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولكن شرقوا أو غربوا"
سكت عليه الحافظ (1).
أخرجه البخاري (1/ 48) من حديث أبي أيوب.
4307 -
"لا تسلموا تسليم اليهود، فإنّ تسليمهم بالرؤوس والأكف والإشارة"
قال الحافظ: أخرج النسائي بسند جيد عن جابر رفعه: فذكره" (2)
أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(340) عن إبراهيم بن المستمر العُرُوقي ثني الصلت بن محمد ثنا إبراهيم بن حميد الرؤاسي عن ثور قال: حدّث أبو الزبير عن جابر رفعه "لا تسلموا تسليم اليهود والنصارى، فإنّ تسليمهم بالأكف والرؤوس والإشارة"
ورواته ثقات غير إبراهيم بن المستمر قال النسائي: صدوق، وقال أيضًا: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أغرب.
وتابعه الحسن بن علي المعمري ثني أبو همام الصلت بن محمد الخاركي به.
أخرجه الديلمي كما في "الصحيحة"(4/ 389)
ورواه غير إبراهيم (3) بن حميد عن ثور بغير هذا السياق:
فقال أبو يعلى (1875): ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا أبو خالد الأحمر سليمان بن حيان عن ثور بن يزيد عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "تسليم بإصبع واحدة تشير بها فعل اليهود"
وأخرجه العقيلي (3/ 223) والطبراني في "مسند الشاميين"(502) وفي "الأوسط"(4434) من طرق عن عثمان بن أبي شيبة به.
قال عبد الله بن أحمد: أنكر أبي هذا الحديث جدًا وقال: هذا الحديث موضوع أو كأنّه موضوع" ضعفاء العقيلي 3/ 223
(1) 12/ 248 (كتاب الطب- باب الحمى من فيح جهنم)
(2)
13/ 250 (كتاب الاستئذان- باب السلام اسم من أسماء الله)
و13/ 255 (كتاب الاستئذان- باب إفشاء السلام)
(3)
وتابعه طلحة بن زيد الرقي عن ثور به وقال فيه: فإنّ تسليمهم إشارة بالأكف والحواجب"
أخرجه البيهقي في "الشعب"(8520) من طريق أبي جعفر عبد الله بن محمد النفيلي ثنا عثمان بن
عبد الرحمن عن طلحة بن زيد به.
وقال: هذا إسناد ضعيف بمرة، فإنّ طلحة بن زيد متروك الحديث متهم بالوضع، وعثمان بن عبد الرحمن ضعيف"
وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ثور إلا أبو خالد الأحمر، تفرد به عثمان بن أبي شيبة، ولا يُروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم-إلا بهذا الإسناد"
وقال الهيثمي: رجال أبي يعلى رجال الصحيح" المجمع 8/ 38
قلت: فيه عنعنة أبي الزبير فإنّه كان مدلسًا (1).
4308 -
"لا تسلموا على من شرب الخمر، ولا تعودوهم إذا مرضوا، ولا تصلوا عليهم إذا ماتوا"
قال الحافظ: وأخرج سعيد بن منصور بسند ضعيف عن ابن عمر: فذكره، وأخرجه ابن عدي بسند ضعيف عنه عن ابن عمر مرفوعا" (2)
ضعيف
وله عن ابن عمر طريقان:
الأول: يرويه ليث بن أبي سُلَيم واختلف عه:
- فقال أبو الأشهب جعفر بن الحارث الواسطي: عن ليث عن سعيد بن جبير عن ابن عمر مرفوعا "لا تجالسوا شربة الخمر، ولا تعودوا مرضاهم، ولا تشهدوا جنائزهم، فإنّ شارب الخمر يجيء يوم القيامة مسودا وجهه، مُدْلِعا لسانه على صدره، يسيل لعابه على بطنه، يقذره كل من رآه"
أخرجه ابن عدي (2/ 632) من طريق أبي مطيع الحكم بن عبد الله البلخي الخراساني ثنا أبو الأشهب به.
ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات"(1433)
قال ابن عدي: أبو مطيع بين الضعف في أحاديثه، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه"
وقال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه جماعة ضعفاء، منهم ليث، قال ابن حبان: اختلط في آخر عمره، فكان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل ويأتي عن الثقات بما ليس من حديثهم. ومنهم جعفر بن الحارث، قال ابن معين: ليس بشيء. ومنهم أبو مطيع البلخي، قال أحمد: لا ينبغي أن يروى عنه شيء، وقال ابن معين: ليس بشيء"
(1) انظر حديث "ليس منا من تشبه بغيرنا"
(2)
13/ 278 - 279 (كتاب الاستئذان- باب من لم يسلم على من اقترف ذنبا)
قلت: إسناده ضعيف لضعف الحكم وليث، وأما جعفر فمختلف فيه والأكثر على تضعيفه.
- وقال الفضيل بن عياض: عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا.
أخرجه أبو علي الحداد في "معجمه" كما في "اللآلئ"(2/ 205) من طريق أبي بكر محمد بن أحمد بن تميم ثنا إسماعيل بن يزيد ثنا إبراهيم بن الأشعث ثنا الفضيل به.
- وقال هلال بن مقلاص: عن ليث عن عبيد الله بن عمر عن ابن عمر مرفوعا.
أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" كما في "اللآلئ"(2/ 205 - 206) من طريق أبي كريب عن هلال به.
- وقال معتمر بن سليمان التيمي: عن ليث قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: يجيء يوم القيامة شارب الخمر مسودا وجهه
…
أخرجه عبد الرزاق (17074)
وليث قال النسائي: ضعيف، وقال أحمد: ضعيف الحديث جدًا كثير الخطأ، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: لا يشتغل به هو مضطرب الحديث.
الثاني: يرويه نافع عن ابن عمر مرفوعا "من مات وهو مدمن خمر لقي الله وهو مسود الوجه، مظلم الجوف، لسانه ساقط على صدره، يقذره الناس"
أخرجه الشيرازي في "الألقاب" كما في "اللآلي"(2/ 206) من طريق عبيد الله بن محمد بن سليمان بن إبراهيم بن موسى بن زيد بن عبد الله الأزدي أبي القاسم المعروف بابن أبي المدور ثنا حبيب بن رزيق ثنا محمد بن عمران الأنصاري عن نافع به.
وحبيب بن رزيق هو كاتب مالك كذبه أبو داود وأبو حاتم وابن عدي، وقال أحمد: ليس بثقة.
4309 -
حديث الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قام رجل يصلي فجهر بالقراءة فقال له النبي-صلى الله عليه وسلم "لا تسمعني وأسمع ربك"
قال الحافظ: أخرجه أحمد وابن أبي خيثمة وسنده حسن" (1)
مرسل
(1) 14/ 121 (كتاب الرقاق- باب الرياء والسمعة)
أخرجه أحمد (2/ 326) والبزار (كشف 727) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(4/ 163) والبيهقي (2/ 162) من طريق جرير بن حازم البصري قال: سمعت النعمان بن راشد يحدث عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أنّ عبد الله بن حذافة السهمي قام يصلي فجهر بصلاته، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم"يا ابن حذافة لا تسمعني وأسمع ربك عز وجل"
قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 2/ 265
قلت: النعمان بن راشد هو الجزري وقد أخرج له مسلم في المتابعات كما في "من تكلم فيه وهو موثق" للذهبي، وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، ذكره البخاري والنسائي والعقيلي في "الضعفاء"، وذكره ابن حبان وابن شاهين في "الثقات"، واختلف فيه قول ابن معين وأكثر الروايات عنه أنّه ضعفه.
وخالفه يونس بن يزيد الأيلي فرواه عن الزهري عن أبي سلمة مرسلًا.
أخرجه ابن سعد (4/ 190)
وهكذا رواه إبراهيم بن سعد بن إبراهيم المدني عن أبيه عن أبي سلمة مرسلًا.
أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 82)
وهذا أصح.
4310 -
"لا تشبهوا باليهود والنصارى، فإنّ تسليم اليهود الإشارة بالاصبع، وتسليم النصارى بالأكف"
قال الحافظ: أخرجه الترمذي من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه: فذكره، قال الترمذي: غريب. قلت: وفي سنده ضعف" (1)
تقدم الكلام عليه في حرف اللام فانظر حديث "ليس منا من تشبه بغيرنا"
4311 -
"لا تشتروا السمك في الماء فإنّه غَرَر"
قال الحافظ: ولأحمد من حديث ابن مسعود رفعه: فذكره" (2)
ضعيف
(1) 13/ 250 (كتاب الاستئذان- باب السلام اسم من أسماء الله)
(2)
5/ 260 (كتاب البيوع- باب بيع الغرر)
أخرجه أحمد (1/ 388) ثنا محمد بن السماك عن يزيد بن أبي زياد عن المسيب بن رافع عن ابن مسعود به مرفوعا.
ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(10491) والقطيعي في "جزء الألف دينار"(231) وأبو الشيخ في "الطبقات"(1005) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 214) والبيهقي (5/ 340) وفي "المعرفة"(8/ 149) والخطيب في "التاريخ"(5/ 369)
قال أبو نعيم: غريب المتن والإسناد لم نكتبه من حديث ابن السماك إلا من حديث أحمد بن حنبل"
وقال البيهقي: هكذا روي مرفوعا وفيه ارسال بين المسيب وابن مسعود، والصحيح موقوف على ابن مسعود"
وقال الخطيب: رواه زائدة بن قدامة عن يزيد بن أبي زياد موقوفًا على ابن مسعود وهو الصحيح"
وقال الهيثمي: شيخ أحمد: محمد بن السماك لم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 4/ 80
قلت: ابن السماك (1) هو محمد بن صَبيح أبو العباس المذكر مولى بني عجل ذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 32) وقال: مستقيم الحديث، واختلف فيه قول محمد بن عبد الله بن نمير فمرّة قال: كان صدوقا، ومرّة قال: ليس حديثه بشيء (2).
وخالفه غير واحد رووه عن يزيد بن أبي زياد عن المسيب عن ابن مسعود موقوفًا، منهم:
1 -
هشيم.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(10/ 258) والخطيب في "التاريخ"(5/ 369)
2 -
محمد بن فضيل الكوفي.
أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 575)
(1) ترجمته في: التاريخ الكبير 1/ 1/ 106 - الجرح والتعديل 3/ 2/290 - تاريخ بغداد 5/ 368 - ميزان الاعتدال 3/ 584 - المغني في الضعفاء 2/ 593 - لسان الميزان 5/ 204
(2)
ذكره أبو زرعة ابن العراقي في "ذيل الكاشف"(ص 248) وقال: لا أعرف حاله. وذكره الحسيني في "الأكمال"(ص 374) وقال: لا يعرف.
وتعقبه الحافظ في "التعجيل"(2/ 182) فراجعه.
3 -
زائدة بن قدامة الكوفي.
أخرجه الطبراني (9607)
قال الدارقطني في "العلل"(5/ 275 - 276): والموقوف أصح"
قلت: وإسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، والمسيب بن رافع لم يلق ابن مسعود.
4312 -
"لا تشربوا واحدة كما يشرب البعير، ولكن اشربوا مثنى وثلاث، وسموا إذا أنتم شربتم، واحمدوا إذا أنتم رفعتم"
قال الحافظ: وأخرج الترمذي بسند ضعيف عن ابن عباس رفعه: فذكره" (1)
ضعيف
يرويه أبو فروة يزيد بن سنان الجزري الرهاوي واختلف عنه:
- فقال وكيع: عن أبي فروة عن ابن لعطاء بن أبي رباح عن أبيه عن ابن عباس مرفوعا "لا تشربوا واحدا كشرب البعير، ولكن اشربوا مثنى وثلاث، وسموا إذا أنتم شربتم، واحمدوا إذا أنتم رفعتم"
أخرجه الترمذي (1885) وتمام في "فوائده"(ق 27/ ب)
وقال الترمذي: هذا حديث غريب"
وقال ابن القطان الفاسي: ابن عطاء مجهول، وأبو فروة ضعيف" الوهم والايهام 3/ 588
- وقال الفضل بن موسى السيناني: عن أبي فروة عن الزهري عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(11378) والبيهقي في "الشعب"(5614)
وإسناده ضعيف لضعف أبي فروة.
4313 -
عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم قال لأسامة "لا تشفع في حد" وكان إذا شفع شفعه.
قال الحافظ: أخرجه ابن سعد" (2)
مرسل
(1) 12/ 196 و 197 (كتاب الأشربة- باب الشرب بنفسين أو ثلاثة)
(2)
15/ 100 (كتاب الحدود- باب كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان)
أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 464) عن حفص بن غياث الكوفي عن جعفر بن محمد عن أبيه به.
وأخرجه ابن سعد (4/ 69) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين الكوفي ثنا حفص بن غياث به.
ورواته ثقات.
4314 -
"لا تشفع في حد فإنّ الحدود إذا انتهت إليّ فليس لها مترك"
قال الحافظ: في مرسل حبيب بن أبي ثابت الذي أشرت إليه، وفيه أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم قال لأسامة لما شفع فيها: فذكره.
وقال: ساق ابن سعد في ترجمة فاطمة بنت الأسود بن عبد الأسد في "الطبقات" من طريق الأجلح بن عبد الله الكندي عن حبيب بن أبي ثابت رفعه: إنّ فاطمة بنت الأسود بن عبد الأسد سرقت حليا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستشفعوا، الحديث.
وقال: ووقع في مرسل حبيب بن أبي ثابت الذي أشرت إليه أنها سرقت حليا.
وقال: وقع في مرسل حبيب بن أبي ثابت: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشفعه.
وقال: وفي مرسل حبيب بن أبي ثابت: فلما أقبل أسامة ورآه النبي-صلى الله عليه وسلم قال "لا تكلمني يا أسامة"
وقال: ووقع في مرسل حبيب بن أبي ثابت: فاستشفعوا على النبي-صلى الله عليه وسلم بغير واحد
فكلموا أسامة" (1)
مرسل
أخرجه ابن سعد (8/ 263) عن عبد الله بن نمير عن الأجلح عن حبيب بن أبي ثابت أنّ فاطمة بنت الأسود بن عبد الأسد سرقت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حليّا فاستشفعوا على النبي-صلى الله عليه وسلم بغير واحد وكلموا أسامة بن زيد ليكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشفعه، فلما أقبل أسامة ورآه النبي-صلى الله عليه وسلم قال "لا تكلمني يا أسامة فإنّ الحدود إذا انتهت إليّ فليس لها مترك. لو كانت ابنة محمد فاطمة لقطعتها".
الأجلح هو ابن عبد الله الكندي وهو مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن سعد وغيره.
وعبد الله وحبيب ثقتان.
(1) 15/ 93 و 95 و 100 و 101 (كتاب الحدود- باب كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان)
4315 -
"لا تصحب الملائكة رُفقة فيها جرس"
قال الحافظ: روى أبو داود والنسائي من حديث أم حبيبة أم المؤمنين مرفوعا: فذكره، وأخرجه النسائي من حديث أم سلمة أيضا" (1)
وذكره في موضع آخر وسكت عليه (2).
صحيح
ورد من حديث أم حبيبة ومن حديث أم سلمة ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عمر ومن حديث أنس ومن حديث حوط بن عبد العزى ومن حديث عائشة.
فأما حديث أم حبيبة فيرويه سالم بن عبد الله بن عمر واختلف عنه:
رواه نافع مولى ابن عمر عن سالم واختلف عنه:
- فرواه عبيد الله بن عمر العمري عن نافع واختلف عنه كذلك:
• فقال غير واحد: عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبي الجراح مولى أم حبيبة عن أم حبيبة به مرفوعا.
منهم:
1 -
يحيى بن سعيد القطان.
أخرجه أحمد (6/ 327 و 426) وأبو داود (2554) وأبو يعلى (7125) والخرائطي في "المساوئ"(854) وابن حبان (4705) والطبراني في "الكبير"(23/ 240) والخليلي (3) في "الإرشاد"(30) والمزي (33/ 184 - 185)
2 -
محمد بن بشر العبدي.
أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 228) وإسحاق في "مسنده"(2066) والطبراني في "الكبير"(23/ 240 - 241 و244)
3 -
عبدة بن سليمان الكلابي.
أخرجه إسحاق (4)(2067) والطبراني (23/ 240 - 241)
(1) 6/ 482 - 483 (كتاب الجهاد- باب ما قيل في الجرس)
(2)
12/ 505 (كتاب اللباس- باب التصاوير)
(3)
لم يذكر في إسناده "عن سالم"
(4)
وسقط من إسناده "عن نافع"
• ورواه عَبيدة بن حُميد الكوفي عن عبيد الله بن عمر فلم يذكر سالما.
أخرجه أحمد (6/ 426)
- ورواه غير واحد عن نافع عن سالم عن أبي الجراح عن أم حبيبة، مهم:
1 -
مالك بن أنس.
أخرجه أحمد (6/ 327) والبخاري في "الكنى"(ص 19) والدارمي (2575) والنسائي في "الكبرى"(8811) وابن عبد البر في "الكنى"(1/ 516) والمزي (33/ 185)
2 -
يحيى بن سعيد الأنصاري.
أخرجه ابن حبان (4700)
3 -
عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان الدمشقي.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(23/ 241) وفي "مسند الشاميين"(107)
4 -
جويرية بن أسماء البصري.
أخرجه أبو يعلى (7133)
5 -
عبيد الله بن الأخنس النخعي.
أخرجه إسحاق (2069)
- ورواه غير واحد عن نافع عن سالم عن الجراح عن أم حبيبة، منهم:
1 -
شعيب بن أبي حمزة الحمصي.
أخرجه أحمد (6/ 326 و 427)
2 -
همام بن يحيى العَوْذي.
أخرجه أبو يعلى (7136)
3 -
إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة المدني.
أخرجه الطبراني (23/ 240)
4 -
الليث بن سعد (1).
(1) رواه أبو صالح عبد الله بن صالح المصري عن الليث واختلف عنه:
فرواه مطلب بن شعيب الأزدي عن أبي صالح فقال فيه: عن الجراح. =
أخرجه أحمد (6/ 427) عنه به.
- ورواه أيوب السَّخْتياني عن نافع عن الجراح عن أم حبيبة ولم يذكر سالما.
أخرجه عبد الرزاق (1)(19698) عن مَعْمر بن راشد عن أيوب به.
ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(23/ 240)
وتابعه موسى بن عقبة المدني عن نافع به.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7040) من طريق ابن جريج عن موسى بن عقبة به (2).
- ورواه عبد الله بن سليمان الطويل عن نافع أنّ سالما أخبره أن أم حبيبة أخبرته، ولم يذكر أبا الجراح.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(23/ 241) عن أحمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد المصري ثنا زكريا بن يحيى كاتب العمري ثنا المفضل بن فضالة عن عبد الله بن سليمان به.
وعبد الله بن سليمان ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأحمد بن رشدين وثقه مسلمة، وكذبه أحمد بن صالح المصري، وقال ابن عدي: أنكرت عليه أشياء مما رواه وهو ممن يكتب حديثه مع ضعفه، والباقون كلهم ثقات.
ورواه عِرَاك بن مالك المدني عن سالم بن عبد الله عن الجراح عن أم حبيبة.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(23/ 241)
عن الليث بن سعد
= أخرجه الطبراني (23/ 240)
ورواه علي بن داود القنطري عن أبي صالح فقال فيه: عن أبي الجراح.
أخرجه الخرائطي في "المساوىء"(855)
- ورواه عبيد بن حبان عن الليث فقال فيه: عن أبي الجراح.
أخرجه ابن عبد البر في "الكنى"(1/ 516)
(1)
رواه إسحاق (2068) عن عبد الرزاق فلم يذكر الجراح.
واختلف عن أيوب، فرواه وهيب بن خالد البصري عنه عن نافع عن سالم عن أبي الجراح مرسلًا.
أخرجه محمد بن مخلد في "حديثه"(72)
(2)
واختلف عن موسى، فرواه داود بن عبد الرحمن العطار عنه عن نافع عن سالم عن الجراح عن أم حبيبة.
أخرجه أبو محمد الفاكهي في "حديثه"(38)
والبيهقي (5/ 254)
عن بكر بن مضر المصري
كلاهما عن جعفر بن ربيعة عن عراك به.
وتابعه بكير بن عبد الله بن الأشج المدني عن سالم به.
أخرجه الخطيب في "التاريخ"(10/ 110 - 111) من طريق بحر بن نصر الخولاني ثنا عبد الله بن وهب أني عمرو بن الحارث ثني بكير به.
ورواه يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن سالم بن عبد الله عن أبي الجراح مولى أم سلمة عن أم سلمة (1).
أخرجه أحمد (26/ 326)
ورواية من رواه عن سالم بن عبد الله عن مولى أم حبيبة عن أم حبيبة أصح.
واختلف في الراوي عن أم حبيبة كما تقدم فقيل: أبو الجراح، وقيل: الجراح.
قال البخاري في "الكنى": أبو الجراح أكثر وأصح.
وقال ابن حبان في "الثقات": من قال: الجراح، فقد وهم.
وقال ابن عبد البر في "الكنى": منهم من يقول فيه: الجراح، ومنهم من يقول: أبو الجراح، وهو الصواب. وقد وهم من قال فيه الجراح من رواة مالك وغيره.
وذكره الذهبي في "الكاشف" وقال: ثقة، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.
وأما حديث أم سلمة فله عنها طرق:
الأول: يرويه ابن جريج أخبرني سليمان بن بابَيَه مولى آل نوفل أنّ أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لا تدخل الملائكة بيتا فيه جلجل ولا جرس، ولا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس"
أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 2/ 4)
عن عبد الله بن وهب
والنسائي (8/ 157) وفي "الكبرى"(9556) واللفظ له
(1) وفيه اختلاف آخر على سالم سيأتي الكلام عليه في حديث أم سلمة.
عن حجاج بن محمد المصيصي
كلاهما عن ابن جريج به.
وسليمان بن بابيه ترجمه البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، والباقون ثقات.
ولم ينفرد ابن جريج به بل تابعه أبو الزبير المكي عن سليمان بن بابي عن أم سلمة به.
أخرجه الدارقطني في "المؤتلف"(1/ 233)
عن سليمان بن سيف الحراني
وأبو الشيخ في "حديث أبي الزبير عن غير جابر"(56) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 235)
عن عبد الرحمن بن يحيى بن زكريا (1)
قالا: ثنا أيوب بن خالد الحرّاني ثنا الأوزاعي عن أبي الزبير به.
وأيوب بن خالد مختلف فيه، وأبو الزبير مدلس ولم يذكر سماعا من سليمان.
الثاني؛ يرويه ابن شهاب الزهري عن سالم بن عبد الله أنّ سفينة مولى أم سلمة أخبره أنّ أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس"
أخرجه النسائي في "الكبرى"(8813) وأبو يعلى (6945) وفي "معجمه"(83) والخرائطي في "المساوئ "(859) والطبراني في "الكبير"(23/ 307 و 379) وفي "مسند الشاميين"(1785) وتمام (ق 107/أ) والخطيب في "التاريخ"(10/ 110 - 111) من طرق عن الزهري به.
وإسناده صحيح رواته ثقات.
الثالث: يرويه أبو الأسود عن عبد الله بن رافع عن أم سلمة مرفوعا "إنّ الملائكة لا تصحب رفقة فيها جرس"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(23/ 415) عن الحسن بن غليب ثنا عمران بن هارون ثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود به.
(1) لكنّه قال في روايته "عبد الله بن باباه عن أم سلمة"
وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وأبو الأسود اسمه محمد بن عبد الرحمن بن نوفل المدني.
الرابع: يرويه موسى بن عبيدة الرَّبَذي عن ثابت مولى أم سلمة عن أم سلمة مرفوعا "لا تصحب الملائكة رفقة فيها جلجل"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(23/ 402) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع عن موسى بن عبيدة به.
وهو في مصنف ابن أبي شيبة (12/ 229) بهذا الإسناد موقوفًا.
وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة.
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه مسلم (2113)
ولفظه "لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب ولا جرس"
وأما حديث ابن عمر فله عنه طرق:
الأول: يرويه بكير (1) بن موسى عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه مرفوعا "لا تصحب الملائكة رفقة فيها جلجل"
أخرجه أحمد (2/ 27) والنسائي (8/ 156 - 157 و 157) وفي "الكبرى"(9553 و 9554 و 9555) وأبو يعلى (5446) من طرق عن نافع بن عمر الجُمَحي عن بكير بن موسى به.
وإسناده ضعيف، قال الذهبي في "الميزان": أبو بكر بن أبي شيخ، هو بكير بن موسى، عن سالم، لا يعرف، تفرد عنه نافع بن عمر الجمحي.
الثاني: يرويه نافع عن ابن عمر، وعنه غير واحد، منهم:
1 -
عبيد الله بن عمر العمري.
أخرجه الخرائطي في "المساوئ"(857) عن نصر بن داود ثنا سعد بن عبد الحميد ثنا عبد الرحمن بن عبد الله عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس"
(1) وهو أبو بكر بن أبي شيخ، ويقال له أيضًا: أبو بكر بن موسي.
انظر "الميزان" 4/ 503 - "الكاشف" 3/ 314
وإسناده ضعيف جدًا، عبد الرحمن بن عبد الله هو ابن عمر العمري قال أبو زرعة وأبو حاتم والنسائي: متروك الحديث، وكذبه أحمد وابن معين.
2 -
عبد الله بن عامر الأسلمي.
أخرجه الخرائطي (858) عن نصر بن داود ثنا أبو نعيم ثنا الأسلمي عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "الملائكة لا تتبع العير إذا كان فيها جرس"
وإسناده ضعيف لضعف الأسلمي.
3 -
ثابت بن زهير البصري.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(9178) عن مورع بن عبد الله ثنا داود بن معاذ ثنا ثابت بن زهير عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "إنّ العير التي فيها الجرس لا تصحبها الملائكة"
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن نافع عن ابن عمر إلا ثابت بن زهير، ورواه الناس عن نافع عن سالم عن الجراح عن أم حبيبة"
قلت: وثابت بن زهير قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة.
الثالث: يرويه عاصم بن عمر بن حفص العمري عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعا "لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس"
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7927) وابن عدي (5/ 1871)
وإسناده ضعيف لضعف عاصم بن عمر.
وأما حديث أنس فله عنه طريقان:
الأول: يرويه سعيد بن بشير الأزدي عن أبي الزبير عن أنس مرفوعا "لا تقرب الملائكة عيرا فيها جرس، ولا بيتا فيه جرس"
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4696) وفي "مسند الشاميين"(2796) عن أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ثنا محمد بن بكار ثنا سعيد بن بشير به.
وأخرجه ابن عدي (3/ 1211) عن محمد بن عبيد الله الخوارزمي ثني أبو زرعة الدمشقي به.
وأخرجه أبو الشيخ في "حديث أبي الزبير عن غير جابر"(25) عن عبد الرحمن بن داود بن منصور الفارسي ثنا أبو زرعة الدمشقي به.
وأخرجه أبو الشيخ أيضًا (24) من طريق إبراهيم بن هانئ ثنا محمد بن بكار بن بلال به.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي الزبير إلا سعيد بن بشير، تفرد به محمد بن بكار"
وقال ابن عدي: لا يعرف عن أبي الزبير إلا من حديث سعيد بن بشير عنه، ولا أظنّ أنه يعرف لأبي الزبير عن أنس غيره"
وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 5/ 175
قلت: سعيد بن بشير مختلف فيه: وثقه دحيم وغيره، وضعفه ابن معين وابن المديني والنسائي وغيرهم.
وأبو الزبير لم يذكر سماعا من أنس فلا أدري أسمع منه أم لا، وعلى فرض صحة سماعه منه فإنّه مدلس مشهور وقد رواه بالعنعنة.
واختلف فيه على سعيد بن بشير كما سيأتي.
الثاني: يرويه يوسف بن ميمون عن الحسن عن أنس قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع صوت جرس فقال "إنّ الملائكة لا تتبع رفقة فيها جرس"
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(5564) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا منجاب بن الحارث أنا علي بن مسهر عن يوسف بن ميمون به.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الحسن إلا يوسف بن ميمون، تفرد به علي بن مسهر"
وقال الهيثمي: وفيه يوسف بن ميمون وهو ضعيف وقد وثقه ابن حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 175
وأما حديث حوط بن عبد العزى فأخرجه مسدد في "مسنده"(المطالب 2705) عن عبد الوارث بن سعيد البصري عن حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة قال: حدثني حوط بن عبد العزى قال: إنّ رفقة أقبلت من مضر وفيها جرس، فأمر النبي-صلى الله عليه وسلم أن يقطعوه، فمن ثمة كره الجرس، وقال "إنّ الملائكة لا تصحب رفقة فيها جرس"
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4189) عن معاذ بن المثنى العنبري ثنا مسدد به مختصرا، ووقع عنده: خوط بن عبد العزى.
وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(1874) من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا مسدد به. ووقع عنده: حويطب بن عبد العزى.
وأخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 1/90 - 91) عن أبي معمر عبد الله بن عمرو المقعد عن عبد الوارث به، ووقع عنده: حوط بن عبد العزى.
وأخرجه الطبراني (4190) وأبو نعيم في "الصحابة"(2565) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثنا عبد الوارث به، ووقع عندهما: خوط بن عبد العزى.
وأخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 1/91) عن إسحاق ثنا عبد الصمد بن الوارث ثنا أبي به، ووقع عنده: حوط بن عبد العزى.
وأخرجه البزار (كشف 2068) عن زيد بن أخزم الطائي ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث به، ووقع عنده: حويطب بن عبد العزى.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(550) عن إسحاق بن إبراهيم المروزي ثنا عبد الوارث بن سعيد به.
ووقع عنده: عن حوط أو حويط بن عبد العزى.
وقال: لم يروه غير ابن بريدة"
وقال البزار: لا نعلم لحويطب إلا هذا الحديث بهذا الإسناد"
وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 174
وقال البوصيري: رواته ثقات" مختصر الاتحاف 8/ 317
وأما حديث عائشة فأخرجه الخرائطي (856) عن حماد بن الحسن بن عنبسة ثنا محمد بن خالد بن عَثْمَة ثنا سعيد بن بشير عن قتادة عن زرارة بن أوفي عن سعد بن هشام عن عائشة مرفوعا "لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب ولا جرس"
وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(2/ 299) عن يزيد بن محمد بن عبد الصمد الدمشقي عن محمد بن عثمان التَّنُوخي الدمشقي ثنا سعيد بن بشير به بلفظ "رفقة فيها جرس ولا جلد نمر"
وسعيد بن بشير مختلف فيه كما تقدم، وقتادة مدلس وقد عنعن، وابن عثمة صدوق، والباقون ثقات.
ولم ينفرد ابن عثمة ومحمد بن عثمان به بل تابعهما الوليد بن مسلم ثنا سعيد بن بشير به.
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2720 و 2721)
عن دحيم
و (2721)
عن داود بن رشيد الخوارزمي
قالا: ثنا الوليد بن مسلم به.
ورواه هشام بن خالد الأزرق عن الوليد بن مسلم: ثنا سعيد بن بشير عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "لا تدخل الملائكة بيتا فيه جلد نمر"
أخرجه ابن حبان في "المجروحين"(1/ 319) عن الحسن بن سفيان النسوي ثنا هشام بن خالد الأزرق ثنا الوليد بن مسلم به.
وقال: سعيد بن بشير كان رديء الحفظ فاحش الخطأ، يروي عن قتادة ما لا يتابع عليه"
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2800) عن أحمد بن المعلى الدمشقي ثنا هشام بن خالد به.
طريق أخرى: قال رَوح بن عبادة البصري: ثنا ابن جريج عن بنانة مولاة عبد الرحمن بن حيان الأنصاري عن عائشة قالت: بينا هي عندها إذ دخل عليها بجارية عليها جلاجل يصوتن، فقالت: لا تدخلوها عليّ إلا أن تقطعوا جلاجلها، فسألتها بنانة عن ذلك، فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لا تدخل الملائكة بيتا فيه جرس، ولا تصحب رفقة فيها جرس"
أخرجه أحمد (6/ 242) عن روح بن عبادة به.
وأخرجه أبو داود (4231) عن محمد بن عبد الرحيم البغدادي ثنا روح به.
وبنانة قال الحافظ في "التقريب": لا تعرف.
وابن جريج مدلس ولم يذكر سماعا من بنانة.
4316 -
"لا تصحب الملائكة رُفقة فيها جلد نمر"
قال الحافظ: ولأبي داود: فذكره" (1)
(1) 12/ 409 (كتاب اللباس- باب لبس القسي)
يرويه قتادة عن زُرارة بن أوفي واختلف عنه:
- فقال عمران بن داود القطان: عن قتادة عن زرارة عن أبي هريرة به مرفوعا.
أخرجه أبو داود (4130) عن محمد بن بشار ثنا أبو داود ثنا عمران به.
قال النووي: حسن، رواه أبو داود بإسناد حسن" الخلاصة 1/ 78
قلت: رواته ثقات غير عمران القطان وهو مختلف فيه، وثقه العجلي وغيره، وضعفه ابن معين وغيره.
وأبو داود هو الطيالسي.
- ورواه هشام الدَّستُوائي عن قتادة بهذا الإسناد بلفظ "لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس"
أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة"(280) عن معاذ بن هشام الدستوائي ثني أبي به.
وأخرجه أحمد (2/ 385 و 414) والنسائي في "الكبرى"(8810) من طرق عن معاذ بن هشام به.
ورواته ثقات إلا أنّ قتادة كان مدلسًا وقد عنعن.
- ورواه سعيد بن بشير عن قتادة واختلف عنه كما تقدم في الحديث قبله.
وحديث هشام أصح.
4317 -
حديث ابن عمر رفعه "لا تصلوا الصلاة في اليوم مرتين"
سكت عليه الحافظ (1).
صحيح
أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 278 - 279) وأحمد (2/ 19 و 41) وأبو داود (579) والنسائي (2/ 88) وفي "الكبرى"(933) وابن خزيمة (1641) وابن المنذر في "الأوسط"(2/ 407) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 316) وابن حبان (2396) والطبراني في "الكبير"(13270) والدارقطني (1/ 415 و 416) وابن شاهين في "الناسخ"(259 و 260) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 385 و 9/ 231) والبيهقي (2/ 303) وابن عبد البر في "التمهيد"(4/ 244 و 244 - 245) والخطيب في "المتفق والمفترق"(1279) من طرق عن حسين بن
(1) 2/ 338 (كتاب الصلاة-أبواب الأذان- باب إذا طول الإمام وكان للرجل حاجة)
ذكوان المُعَلّم المُكَتّب عن عمرو بن شعيب ثني سليمان بن يسار مولى ميمونة قال: أتيت على ابن عمر وهو بالبلاط والقوم (1) يصلون في المسجد، قلت: ما يمنعك أن تصلي مع الناس أو القوم؟ قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا تصلوا (2) صلاة (3) في يوم مرتين"
قال ابن حبان: عمرو بن شعيب في نفسه ثقة يحتج بخبره إذا روى عن غير أبيه"
وقال الدارقطني: تفرد به حسين المعلم عن عمرو بن شعيب"
وقال ابن حزم: وهذا خبر صحيح لا يحل خلافه" المحلى 2/ 351
وقال النووي في "الخلاصة"(2/ 668): إسناده صحيح"
وقال الشيخ أحمد شاكر: الإسناد صحيح" المحلى 2/ 351
قلت: وهو كما قالوا، وعمرو بن شعيب قال ابن معين: إذا حدّث عن سعيد بن المسيب أو سليمان بن يسار أو عروة فهو ثقة عن هؤلاء.
ولم ينفرد به بل تابعه عاصم بن سليمان الأحول عن سليمان بن يسار عن ابن عمر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تعاد الصلاة في يوم مرتين.
أخرجه ابن شاهين (261) من طريق ابن المبارك عن عاصم به.
وأخرجه (262) من طريق الحسن بن دينار البصري عن عاصم الأحول عن سليمان بن يسار عن رجل قال: كنا نصلي في بيوتنا، ثم نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنعيد معه الصلاة، فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نعيد صلاة مكتوبة في اليوم مرتين.
وللحديث شاهد عن خالد بن أيمن مرسلًا.
أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 317) عن أبي بكرة بكار بن قتيبة البكراوي ثنا حَبان بن هلال ثنا همام ثنا قتادة عن عامر الأحول عن عمرو بن شعيب عن خالد بن أيمن قال: كان أهل العوالي يصلون في منازلهم ويصلون مع النبي-صلى الله عليه وسلم، فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم-أن يعيدوا الصلاة في يوم مرتين.
وعلقه البخاري في "الكبير"(2/ 1/ 139) عن حبان بن هلال به.
وزاد في آخره: قال عمرو: فذكرته لسعيد فقال: صدق.
(1) وفي لفظ الدارقطني "والناس في صلاة العصر"
(2)
ولفظ النسائي "لا تعاد"
(3)
زاد الدارقطني "مكتوبة"
واختلف فيه على عامر الأحول، فرواه الحارث بن نبهان البصري عنه فلم يذكر عمرو بن شعيب.
أخرجه ابن شاهين في "الناسخ"(263)
والأول أصح، والحارث بن نبهان قال أبو حاتم وغيره: متروك الحديث.
4318 -
"لا تصلوا بعد الصبح ولا بعد العصر إلا أن تكون الشمس نقية" وفي رواية "مرتفعة"
قال الحافظ: رواه أبو داود والنسائي بإسناد حسن" (1)
تقدم الكلام عليه في حرف النون فانظر حديث "نهى النبي-صلى الله عليه وسلم عن الصلاة بعد العصر إلا والشمس مرتفعة"
4319 -
حديث أبي سعيد رفعه "لا تصلوا والأمام يخطب"
قال الحافظ: لا يثبت" (2)
ضعيف
أخرجه أبو سعد الماليني كما في "الوهم والإيهام"(2/ 224) من طريق محمد بن أبي مطيع عن أبيه عن محمد بن جابر عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي به مرفوعا.
وإسناده ضعيف لضعف محمد بن جابر اليمامي والحارث الأعور.
4320 -
"لا تصم يوم الجمعة إلا في أيام هو أحدها"
قال الحافظ: وله -أي أحمد- من طريق ليلى امرأة بشير بن الخصاصية أنّه سأل النبي-صلى الله عليه وسلم فقال: فذكره" (3)
أخرجه أحمد (5/ 224 - 225) وعبد بن حميد (428) والعباس الدوري في "التاريخ"(2/ 60) والطبراني في "الكبير"(1232) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1177) والبيهقي (10/ 75 - 76) من طرق عن عبيد الله بن إياد بن لقيط قال: سمعت أبي يحدث قال: سمعت ليلى امرأة بشير بن الخصاصية- ورسول الله صلى الله عليه وسلم سماه بشيرا وكان اسمه قبل ذلك زحم- تقول: أخبرني بشير أنّه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أصوم يوم
(1) 2/ 201 (كتاب الصلاة- أبواب المواقيت- باب لا تتحرى الصلاة قبل غروب الشمس)
(2)
5/ 63 (كتاب الجمعة- باب إذا رأى الإمام رجلًا جاء وهو يخطب)
(3)
5/ 137 (كتاب الصوم- باب صوم يوم الجمعة)
الجمعة ولا أكلم ذلك اليوم أحدا، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم "لا تصم يوم الجمعة إلا في أيام هو أحدها أو في شهر، وأما أن لا تكلم أحدا فلعمري لأن تكلم تأمر بمعروف وتنهى عن منكر خير لك من أن تسكت"
قال الهيثمي: هكذا رواه الطبراني في "الكبير"، ورواه أحمد عن ليلى امرأة بشير أنّه سأل النبي-صلى الله عليه وسلم، وقد قيل إنّها صحابية، ورجاله ثقات" المجمع 3/ 199
وقال في موضع آخر: وليلى لم أجد من ذكرها" المجمع 3/ 158
قلت: ذكرها ابن حبان في ثقات التابعين (5/ 346) وابن الأثير فى "أسد الغابة" والمزي في "تهذيب الكمال" وقال: يقال: لها صحبة.
وإياد وابنه وثقهما ابن معين وغيره.
4321 -
عن معاذ بن جبل قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فقال: "لا تصيبنّ شيئا بغير إذني فإنّه غلول"
قال الحافظ: أخرجه الترمذي من رواية قيس بن أبي حازم عن معاذ بن جبل" (1)
ضعيف
أخرجه الترمذي (1335) والبزار (2673) والطبراني في "الكبير"(20/ 128) و "الأوسط"(5231) وابن عدي (3/ 948) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن داود بن يزيد الأَوْدي عن المغيرة بن شُبيل عن قيس بن أبي حازم عن معاذ بن جبل قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن. فلما سرت، أرسل في أثري، فرددت. فقال "أتدري لم بعثت إليك؟ لا تصيبنّ شيئا بغير إذني (2) فإنّه غلول. ومن يغلل يأت بما غلّ يوم القيامة لهذا دعوتك فامض لعملك"
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن معاذ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد"
وقال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي أسامة عن داود الأودي"
وقال الطبراني: لم يروه عن المغيرة بن شبيل إلا داود الأودي، تفرد به أبو أسامة"
قلت: وداود الأودي ضعيف كما قال ابن معين وأبو داود وغيرهما، فالحديث ضعيف.
(1) 16/ 290 (كتاب الأحكام- باب هدايا العمال)
(2)
وفي لفظ "علم"
4322 -
"لا تضربوا إماء الله"
قال الحافظ: فعند أحمد وأبي داود والنسائي وصححه ابن حبان والحاكم من حديث إياس بن عبد الله بن أبي ذُباب- بضم المعجمة وبموحدتين الأولى خفيفة- رفعه: فذكره، فجاء عمر فقال: قد ذَئِر النساء على أزواجهنّ، فأذن لهم فضربوهنّ، فأطاف بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء كثير فقال "لقد أطاف بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم-سبعون امرأة كلهن يشكين أزواجهنّ ولا تجدون أولئك خياركم" وله شاهد من حديث ابن عباس في صحيح ابن حبان، وآخر مرسل من حديث أم كلثوم بنت أبي بكر عند البيهقي" (1)
حديث إياس بن عبد الله بن أبي ذباب يرويه الزهري وعنه غير واحد، منهم:
1 -
مَعْمَر بن راشد.
أخرجه عبد الرزاق (17945) عن معمر عن الزهري عن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن إياس بن عبد الله بن أبي ذباب مرفوعا "لا تضربوا إماء الله" قال: "فذئر النساء، وساءت أخلاقهنّ على أزواجهنّ، فقال عمر: يا رسول الله، ذئر النساء، وساءت أخلاقهنّ على أزواجهنّ منذ نهيت عن ضربهنّ، قال: فقال النبي-صلى الله عليه وسلم "فاضربوهنّ" فضرب الناس نساءهم تلك الليلة، فأتى نساء كثير يشتكين الضرب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبح "لقد طاف بآل محمد الليلة سبعون امرأة كلهنّ يشتكين الضرب، وأيم الله لا تجدورن أولئك خياركم"
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(103) وابن حبان (4189) والطبراني في "الكبير"(784) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(939) والبيهقي (7/ 304) من طرق عن عبد الرزاق به.
2 -
سفيان بن عُيينة
أخرجه الشافعي في "الأم"(5/ 176) والحميدي (876) عن سفيان به.
ومن طريق الشافعي أخرجه البغوي في "شرح السنة"(2346)
ومن طريق الحميدي أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(1/ 24 - 25) والطبراني في "الكبير"(785) والحاكم (2/ 188 و 191) وأبو نعيم في "المعرفة"(940) وابن بشران (652)
(1) 11/ 215 (كتاب النكاح- باب ما يكره من ضرب النساء)
وأخرجه الدارمي (2225) وأبو داود (2146) وابن ماجه (1985) وابن أبي الدنيا في "العيال"(484) والنسائي في "الكبرى"(9167) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عمر 1/ 416 - 417) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(101) والعسكري في "التصحيفات"(2/ 663 - 664) وأبو نعيم في "المعرفة"(940) والبيهقي (7/ 305) وابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 183) من طرق عن سفيان عن الزهري عن عبد الله (1) بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن إياس بن عبد الله نحوه.
3 -
محمد بن أبي حفصة البصري.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2716)
عن حسين بن حسن المروزي
وأبو القاسم البغوي (102) والطبراني في "الكبير"(786)
عن عيسى بن سالم الشاشي
قالا: ثنا ابن المبارك ثنا محمد بن أبي حفصة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر (2) عن إياس بن عبد الله نحوه.
4 -
محمد بن الوليد الزبيدي.
أخرجه ابن قانع (1/ 23 - 24)
5 -
سليمان بن كثير البصري.
أخرجه ابن أبي عاصم (2717) عن محمد بن المثنى ثنا أبو الوليد ثنا سليمان بن كثير ثنا الزهري عن عبيد الله عن أنس بن عبد الله بن أبي ذباب نحوه.
ومن طريقه أخرجه ابن الأثير (1/ 148 - 149)
وقال: وهذا الحديث هو الذي ذكر في إياس بن عبد الله بن أبي ذباب، فلا أعلم لم فرّق بينهما ابن أبي عاصم وهو قد روى الحديث في الترجمتين"
وقال الحافظ في "الإصابة"(1/ 145): الصواب: إياس بن عبد الله، كذلك أخرجه أصحاب السنن وغيرهم عن إياس لا عن أنس"
(1) هكذا قال الأكثر: عبد الله، وقال بعضهم: عبيد الله.
(2)
ووقع عند الطبراني "بن عتبة"
قلت: وهو كما قال، وقد رواه محمد بن كثير البصري عن سليمان بن كثير على الصواب. أخرجه ابن قانع (1/ 24)
والحديث قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال الحافظ في "الإصابة": إسناده صحيح لكن قال ابن السكن: لم يذكر إياس سماعا، وقال البخاري: لا نعرف له صحبة"
قلت: اختلف في صحبته، فقال أبو حاتم وأبو زرعة وابن عبد البر: له صحبة.
وقال أحمد والبخاري وابن حبان (1): لا صحبة له.
قال الحافظ في "التهذيب": والراجح صحبته" والله تعالى أعلم (2).
وللحديث شاهد عن ابن عباس وآخر عن أم كلثوم بنت أبي بكر مرسلًا
فأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن ماجه (1977) والبزار (كشف 1483) وابن حبان (4186) والحاكم (4/ 173) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل ثنا جعفر بن يحيى بن ثوبان عن عمه عمارة بن ثوبان عن عطاء عن ابن عباس أنّ الرجال استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ضرب النساء، فأذن لهم، فضربوهنّ، فبات فسمع صوتا عاليا فقال "ما هذا؟ " قالوا: أذنت للرجال في ضرب النساء فضربوهنّ، فنهاهم، وقال "خيركم خيركم لأهله، وأنا من خيركم لأهلي" اللفظ لابن حبان.
وإسناده ضعيف، وقد تقدم الكلام عليه عند حديث "خيركم خيركم لأهله"
وأما حديث أم كلثوم بنت أبي بكر فأخرجه الحاكم (2/ 191) والبيهقي (7/ 304) من طرق عن الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن حميد بن نافع عن أم كلثوم بنت أبي بكر قالت: كان الرجال نهوا عن ضرب النساء، ثم شكوهنّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخلى بينهم وبين ضربهنّ، ثم قال "لقد طاف الليلة بآل محمد صلى الله عليه وسلم سبعون امرأة كلهنّ قد ضربت"
(1) ذكره في "الثقات"(3/ 12) في "الصحابة" وقال: يقال: إنّ له صحبة"
وأعاده في "ثقات التابعين"(4/ 34) وقال: يقال: إنّ له صحبة، ولا يصح ذلك عندي"
وذكره في "مشاهير علماء الأمصار"(ص 34) وقال: كان ممن شهد حجة المصطفى صلى الله عليه وسلم وعقل عنه"
وذكره في موضع آخر (ص 82) وقال: ليس يصح عندي صحبته فلذلك حططناه عن طبقة الصحابة إلى التابعين"
(2)
قال أبو نعيم: تفرد بالرواية عنه عبد الله بن عبد الله بن عمر"
قلت: وهو ثقة وكذا عبيد الله.
قال يحيى: وحسبت أنّ القاسم قال: ثم قيل لهم بعد "ولن يضرب خياركم"
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
قلت: رواته ثقات إلا أنّه مرسل.
4323 -
حديث ابن عمر قال: قدم النبي-صلى الله عليه وسلم-من غزوة فقال "لا تطرقوا النساء" وأرسل من يؤذن الناس أنهم قادمون.
قال الحافظ: أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه".
وقال: أخرجه ابن خزيمة عن ابن عمر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تطرق النساء ليلًا فطرق رجلان كلاهما وجد مع امرأته ما يكره" وأخرجه من حديث ابن عباس نحوه، وقال فيه: فكلاهما وجد مع امرأته رجلا"(1)
حديث ابن عمر له عنه طريقان:
الأول: يرويه نافع عن ابن عمر، وعن نافع غير واحد، منهم:
1 -
عبيد الله بن عمر العمري عن نافع عن ابن عمر أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم أقبل من غزوة فقال "أيها الناس لا تطرقوا النساء ليلًا ولا تعتروهن" وبعث راكبًا إلى المدينة بأنّ الناس داخلون بالغداة.
أخرجه البزار (كشف 1485)
عن محمد بن عبد الله
والخرائطي في "المساوئ"(866)
عن محمد بن عبيد الطنافسي
كلاهما عن عبيد الله بن عمر به.
واختلف فيه على عبيد الله بن عمر، فقال عبد الله بن نمير: ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: أقبل عمر بن الخطّاب من غزوة سرغ حتى إذا بلغ الجُرُف قال: أيها الناس، لا تطرقوا النساء ولا تعتروهن، ثم بعث راكبًا إلى المدينة بأنّ الناس داخلون بالغداة.
أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 524)
(1) 11/ 254 و 255 (كتاب النكاح- باب لا يطرق أهله ليلًا)
وتابعه عبد الرزاق (14016) عن عبيد الله بن عمر به.
2 -
عمر بن محمد بن زيد العدوي عن نافع عن ابن عمر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين
قدم من غزوة قال "لا تطرقوا النساء" وأرسل من يؤذن الناس أنّه قادم الغد.
أخرجه البيهقي (9/ 174) من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري أنبأ ابن وهب أني عمر بن محمد به.
وإسناده صحيح.
3 -
محمد بن عجلان المدني عن نافع عن ابن عمر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل العقيق
فنهى عن طروق النساء الليلة التي يأتي فيها، فعصاه فتيان فكلاهما رأى ما يكره.
أخرجه أحمد (2/ 104) عن أبي معاوية غسان بن المفضل الغلابي البصري ثنا خالد بن الحارث ثنا ابن عجلان به.
وأخرجه البزار (كشف 1485) قال: حدثنا بعض أصحابنا عن خالد بن الحارث به.
الثاني: يرويه ابن شهاب الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه مرفوعا "لا تطرقوا النساء بعد صلاة العتمة"
أخرجته الهرثمية في "جزئها"(68) عن يحيى بن محمد بن صاعد ثنا الحسن بن داود بن محمد بن المنكدر ثنا ابن أبي فُديك عن ابن أبي ذئب عن الزهري به.
وإسناده حسن، الحسن بن داود ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك صدوقان، والباقون ثقات.
ولم ينفرد الحسن بن داود به بل تابعه أحمد بن الفرج الحمصي عن ابن أبي فديك به.
أخرجه البزار (كشف 1486)
وقال: لا نعلم رواه عن الزهري إلا ابن أبي ذئب، ولا عنه إلا ابن أبي فديك، وهو معروف عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن سالم عن أبيه"
وأما حديث ابن عباس فأخرجه البزار (كشف 1487) والطبراني في "الكبير"(11626) من طريق زَمْعَة بن صالح اليماني عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "لا تطرقوا النساء ليلًا"
قال: فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلا من سفر وذهب رجلان فسبقا بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيا أهليهما فوجد كل واحد مع أهله رجلًا.
قال البزار: لا نعلمه عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد"
قلت: وهو إسناد ضعيف لضعف زمعة بن صالح.
4324 -
"لا تُطرُوني"
سكت عليه الحافظ (1).
أخرجه البخاري (فتح 7/ 300) من حديث ابن عباس.
4325 -
"لا تعجلوا بالبلية قبل نزولها فإنّكم إن تفعلوا لم يزل في المسلمين من إذا قال سدد أو وفق وإن عجلتم تشتت بكم السبل"
قال الحافظ: وأخرج أبو داود في "المراسيل" من رواية يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة مرفوعا ومن طريق طاوس عن معاذ رفعه: فذكره، وهما مرسلان يقوي بعضهما بعضا، ومن وجه ثالث عن أشياخ الزبير بن سعيد مرفوعا "لا يزال في أمتي من إذا سئل سدد وأرشد حتى يتساءلوا عما لم ينزل"(2)
حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن أخرجه أبو داود في "المراسيل" كما في "تحفة الأشراف"(8/ 400) عن محمد بن المثنى عن رَوح بن عبادة عن أسامة بن زيد عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة مرفوعا "لا تعجلوا بالبلية قبل نزولها
…
" الحديث.
وحديث معاذ أخرجه إسحاق في "مسنده"(إتحاف الخيرة 526) وأبو داود في "المراسيل" كما في "تحفة الأشراف"(8/ 400) والطبراني في "الكبير"(20/ 167) من طريق محمد بن عجلان المدني عن طاوس عن معاذ مرفوعا "لا تعجلوا بالبلية قبل نزولها وقاربوا وسددوا، فإن عجلتم بها قبل نزولها، فإنها سيسيل بكم السيل ههنا وههنا".
وإسناده منقطع بين طاوس ومعاذ فإنّه لم يسمع منه.
واختلف فيه على طاوس، فقال الصلت بن راشد: سألت طاوسا عن شيء، فقال: أكان هذا؟ فقلت: نعم، قال: فإنّ أصحابنا أخبرونا عن معاذ أنّه قال: فذكره ولم يرفعه.
أخرجه إسحاق (إتحاف الخيرة 527) عن يحيى بن آدم الكوفي ثنا حماد بن زيد عن الصلت به.
(1) 13/ 292 (كتاب الاستئذان- باب قول النبي-صلى الله عليه وسلم: قوموا إلى سيدكم)
و15/ 169 (كتاب الحدود- باب رجم الحبلى من الزنا)
(2)
17/ 25 (كتاب الاعتصام- باب ما يكره من كثرة السؤال)
قال البوصيري: هذا إسناد حسن" إتحاف الخيرة 1/ 301
قلت: رواته ثقات إلا أنّ طاوسا لم يسمّ أصحابه.
وحديث أشياخ الزبير بن سعيد لم أره في "المراسيل" لأبي داود ولم يذكره المزي في "التحفة"
4326 -
"لا تعزروا فوق عشرة أسواط"
قال الحافظ: وقد أخرج ابن ماجه من حديث أبي هريرة بالتعزير بلفظ: فذكره" (1)
سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "لا يحل أن يجلد فوق عشرة أسواط
…
"
4327 -
"لا تغالوا في الكفن فإنّه يسلب سريعا"
قال الحافظ: وروى أبو داود من حديث علي مرفوعا: فذكره" (2)
أخرجه أبو داود (3154) ومن طريقه البيهقي (3/ 403) وابن عبد البر في "التمهيد"(22/ 144) قال: ثنا محمد بن عبيد المحاربي ثنا عمرو بن هاشم أبو مالك الجَنْبِي عن إسماعيل بن أبي خالد عن عامر عن علي مرفوعا "لا تغالوا في الكفن فإنّه يسلب سلباً سريعا"
قال النووي: إسناده حسن" الخلاصة 2/ 953
قلت: عمرو بن هاشم مختلف فيه، قواه ابن معين وابن عدي، وضعفه الأكثرون، وعامر هو ابن شراحيل الشعبي.
قال الحاكم: لم يسمع من علي إنّما رآه رؤية، وقال الدارقطني في "العلل" (4/ 97): لم يسمع منه إلا حرفا ما سمع غيره.
قال الحافظ في "التهذيب": كأنه عني ما أخرجه البخاري في الرجم عنه عن علي حين رجم المرأة قال: رجمتها بسنة النبي-صلى الله عليه وسلم.
4328 -
عن أبي الدرداء: قلت: يا رسول الله، دلني على عمل يدخلني الجنة؟ قال "لا تغضب"
قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (3)
(1) 15/ 193 (كتاب الحدود- باب كم التعزير والأدب)
(2)
3/ 497 (كتاب الجنائز- باب موت يوم الاثنين)
(3)
13/ 134 (كتاب الأدب- باب الحذر من الغضب)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2374)
عن إبراهيم بن محمد بن عِرْق الحمصي
وفي "مسند الشاميين"(21)
عن عبد الله بن أحمد بن حنبل
كلاهما عن عمر بن حفص الوَصَّابي الحمصي ثنا محمد بن حِمير عن إبراهيم بن أبي عبلة قال: سمعت أم الدرداء تحدث عن أبي الدرداء أنّه قال: يا رسول الله، دلني على عمل يدخلني الجنة، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم "لا تغضب ولك الجنة"
إبراهيم بن محمد قال الذهبي في "الميزان": غير معتمد، وعمر بن حفص قال ابن المواق: لا يعرف حاله، ومحمد بن حمير هو ابن أُنيس القُضَاعي لا بأس به، والباقون ثقات (1).
ولم ينفرد محمد بن حمير به بل تابعه محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عكاشة بن محصن ثنا إبراهيم بن أبي عبلة العقيلي: سمعت أم الدرداء تقول: سمعت أبا الدرداء يقول: فذكره.
أخرجه ابن عدي (6/ 2177) والخطيب في "الموضح"(2/ 360) وابن بشكوال في "المبهمات"(83)
وقال ابن عدي: هذا الحديث منكر موضوع"
قلت: محمد ابن إسحاق كذبه ابن معين وأبو حاتم، وقال ابن حبان وغيره: يضع الحديث (تهذيب الكمال 26/ 372)
4329 -
"لا تغضب ولك الجنة"
قال الحافظ: ففي الطبراني من حديث سفيان بن عبد الله الثقفي قلت: يا رسول الله، قل لي قولًا أنتفع به وأقلل؟ قال: فذكره" (2)
(1) قال المنذري: رواه الطبراني بإسنادين أحدهما صحيح" الترغيب 3/ 446
وقال العراقي: رواه ابن أبي الدنيا والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" بإسناد حسن، تخريج الاحياء للحداد 4/ 1801
وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وأحد إسنادي الكبير رجاله ثقات" المجمع 8/ 70
(2)
13/ 134 (كتاب الأدب- باب الحذر من الغضب)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(6399) ثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا علي بن معبد الرقي ثنا خالد بن حيان عن سليمان بن أبي داود عن سالم بن عجلان الأفطس عن عروة بن الزبير عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال: قلت لنبي الله صلى الله عليه وسلم: يا نبي الله، قل لي قولًا أنتفع به وأقلل لعلي أعقله؟ فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم "لا تغضب" فعاوده مرارا يسأله عن ذلك يقول نبي الله صلى الله عليه وسلم "لا تغضب".
وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(3499) عن الطبراني به.
قال الهيثمي: وفيه سليمان بن أبي داود ولم يعرف، وبقية رجاله ثقات" المجمع 8/ 70
قلت: سليمان بن أبي داود هو الحرّاني، واسم أبي داود سالم.
قال أبو حاتم: ضعيف الحديث جدًا، وقال أبو زرعة: لين الحديث (الجرح 2/ 1/ 115 - 116 و120) وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون.
- ورواه هشام بن عروة عن أبيه واختلف عنه:
• فقال غير واحد: عن هشام عن أبيه عن الأحنف بن قيس عن (1) جارية بن قدامة قال: قلت: يا رسول الله، قل لي قولًا ينفعني وذكر الحديث.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(2094) والحاكم (3/ 615)
عن مسلمة بن قعنب الحارثي
وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(329) وابن حبان (5689) والطبراني (2096) وأبو نعيم في "الصحابة"(1654)
عن عمرو بن الحارث المصري (2)
(1) وفي حديث عمرو بن الحارث عند ابن حبان والبغوي وحديث أبي أسامة عند الطبراني وحديث شعيب بن إسحاق: عن ابن عمه جارية بن قدامة.
(2)
أخرجه ابن حبان من طريق حرملة بن يحيى المصري والبغوي من طريق أصبغ بن الفرج المصري والطبراني من طريق أحمد بن صالح المصري قالوا: ثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث به.
وأخرجه أبو نعيم من طريق هارون بن سعيد الأيلي ثنا ابن وهب ثني عمرو بن الحارث والليث بن سعد عن هشام به.
ورواه ابن وهب في "الجامع"(402) عن عمرو بن الحارث ووقع عنده: عن الأحنف بن قيس عن ابن عم له من بني تميم عن جارية بن قدامة.
والطبراني (2106)
عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي
وابن قانع في "الصحابة"(1/ 157)
عن داود بن عبد الرحمن العطار المكي
وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(1/ 267)
عن شعيب بن إسحاق الدمشقي
كلهم عن هشام به.
• وقال وهيب بن خالد البصري: عن هشام عن أبيه عن الأحنف عن بعض عمومته ولم يسمه.
أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2 / 237)
- وقال أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي: عن هشام عن أبيه عن الأحنف عن جارية بن قدامة ثني عم لي (1) أنّه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أحمد (5/ 34) وأبو يعلى (6838) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(325)
- وقال علي بن مُسهر الكوفي: عن هشام عن أبيه عن الأحنف عن جارية بن قدامة أنّ عمه أتى النبي-صلى الله عليه وسلم.
أخرجه الطبراني (2097)
- ورواه حماد بن سلمة عن هشام واختلف عنه:
• فقال أسد بن موسى المصري: ثنا حماد عن هشام عن أبيه عن الأحنف عن عمه أو غيره ذكر جارية بن قدامة أنّه قال: يا رسول الله.
أخرجه الطبراني (2093)
• وقال موسى بن إسماعيل البصري: ثنا حماد عن هشام عن أبيه عن الأحنف عن عمه أنّه قال: يا رسول الله.
أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(7/ 246)
(1) وعند أبي يعلي "عم أبي"
• وقال الحسن بن موسى الأشيب: ثنا حماد عن هشام عن أبيه عن الأحنف أو ابن أخي الأحنف أو ابن عم الأحنف عن عمه عن النبي-صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أبو القاسم البغوي (327)
- وقال محمد بن عبد الرحمن الطفاوي: عن هشام عن أبيه عن طلحة بن قيس عن الأحنف عن جارية بن قدامة عن ابن عم له قال: قلت: يا رسول الله.
أخرجه الطبراني (2099) من طريق أزهر بن جميل ثنا الطفاوي به.
ورواه أحمد بن المقدام العجلي عن الطفاوي فلم يذكر طلحة بن قيس، وقال: عن جارية عن ابن عمر.
أخرجه أبو القاسم البغوي (326)
- وقال أبو خيثمة زهير بن معاوية الكوفي: عن هشام عن أبيه عن الأحنف عن عم له أنّه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أحمد (5/ 372) والبيهقي في "الشعب"(7928)
وتابعه صدقة بن عبد الله السمين عن هشام به.
أخرجه ابن عبد البر (7/ 246)
- وقال عبدة بن سليمان الكلابي: عن هشام عن أبيه عن الأحنف عن جارية بن قدامة عن (1) ابن عم له من بني تميم سأل النبي-صلى الله عليه وسلم.
أخرجه هناد في "الزهد"(1299) وابن أبي شيبة (8/ 533) عن عبدة به.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1168) عن ابن أبي شيبة به (2).
وأخرجه الطبراني (2105) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني ثنا عبدة به.
(1) وعند هناد "أنّ"
(2)
رواه محمد بن عبد الله الحضرمي عن ابن أبي شيبة ثنا عبدة عن هشام عن أبيه عن الأحنف عن عم له من بني تميم عن جارية بن قدامة عن النبي-صلى الله عليه وسلم.
أخرجه الطبراني (2104) عن الحضرمي به.
ورواه ابن قانع في "الصحابة"(1/ 157) عن الحضرمي فقال فيه: عن الأحنف عن جارية عن النبي-صلى الله عليه وسلم.
- وقال يحيى بن سعيد القطان: عن هشام عن أبيه عن الأحنف عن (1) جارية بن قدامة أنّ رجلًا سأل النبي-صلى الله عليه وسلم.
قال يحيى: قال هشام فيه "قلت: يا رسول الله (2) "قال يحيى: وهم، يقولون: لم يدرك النبي-صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أحمد (3/ 484 و 5/ 34) والبخاري في "الكبير"(1/ 2/237) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(324) والخرائطي في "المساوئ"(320) وابن حبان (5690) والطبراني (2095) والدارقطني في "المؤتلف"(1/ 436 و 437) والخطيب في "التاريخ" 3/ 108) وابن بشكوال في "المبهمات"(82) وابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 314)
- ورواه عبد الله بن نمير عن هشام واختلف عنه:
• فقال أحمد (5/ 34): ثنا ابن نمير ثنا هشام عن أبيه عن الأحنف عن عم له يقال له جارية بن قدامة أنّه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتابعه يحيى الحِمَّاني ثنا عبد الله بن نمير به.
أخرجه الطبراني (2103)
• وقال غير واحد: عن عبد الله بن نمير عن هشام عن أبيه عن الأحنف عن ابن عم له يقال له جارية بن قدامة أنّه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
منهم:
1 -
ابن سعد (7/ 56)
2 -
ابن أبي شيبة (3)(8/ 532 - 533)
3 -
شَعْثَم بن أُصَيْل البيوردي.
(1) زاد أحمد والدارقطني في الموضع الأول "عن عم له يقال له"
(2)
أي أنّ جارية هو القائل.
(3)
اختلف عنه، فقال ابن أبي عاصم (1167): ثنا ابن أبي شيبة ثنا عبد الله بن نمير عن هشام عن أبيه عن الأحنف عن ابن عم له من بني تميم عن جارية بن قدامة أنّه قال: يا رسول الله.
وتابعه محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا ابن أبي شيبة به.
أخرجه الطبراني (2102) عن الحضرمي به.
ورواه ابن قانع (1/ 157) عن الحضرمي فقال فيه: عن الأحنف عن جارية عن النبي-صلى الله عليه وسلم.
ورواه محمد بن وضاح القرطبي عن ابن أبي شيبة فقال فيه: عن الأحنف عن ابن عم له جارية بن قدامة.
أخرجه ابن بشكوال في "المبهمات"(81)
أخرجه العسكري في "التصحيفات"(2/ 517)
• وقال محمد بن عبد الله بن نمير: ثنا أبي عن هشام عن أبيه عن جارية بن قدامة عن النبي-صلى الله عليه وسلم.
أخرجه الطبراني (2098)
قال الحافظ في "الإصابة"(2/ 53): والأول (1) أولى، فقد رواه الطبراني من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عروة، ومن طريق محمد بن كريب عن أبيه: شهدت الأحنف يحدث عن عمه، وعمه جارية بن قدامة، وهو عند ابن عباس أنّه قال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قل لي قولًا ينفعني وأقلل، الحديث"
قلت: حديث عبد الرحمن بن أبي الزناد أخرجه الطبراني (2107) وأبو نعيم في "الصحابة"(1655) وابن عبد البر (7/ 248) من طريق يحيى الحِمَّاني عن ابن أبي الزناد عن أبيه عن عروة عن الأحنف عن جارية بن قدامة عن النبي-صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه أحمد (5/ 370)
عن حسين بن محمد المروذي
والطبراني (2100)
عن أسد بن موسى المصري
قالا: ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عروة عن الأحنف أخبرني ابن عم لي قال: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ورواه سليمان بن داود الهاشمي عن ابن أبي الزناد فقال فيه: أخبرني ابن عم لي جارية بن قدامة.
أخرجه أبو القاسم البغوي (328) والبيهقي في "الشعب"(7926)
ورواته ثقات غير ابن أبي الزناد وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.
واختلف عنه، فرواه داود بن عمرو المسيبي عنه عن أبيه عن عروة عن ابن عمر.
أخرجه أبو يعلى (5685) عن داود بن عمرو به.
قال الحافظ: هذا إسناد حسن (2) " المطالب 3/ 147
(1) يعني رواية من رواه عن هشام عن أبيه عن الأحنف عن جارية قال: قلت: يا رسول الله.
(2)
قلت: رواه عباس الدوري وغيره عن داود بن عمرو به. =
وحديث محمد بن كريب أخرجه الطبراني (1)(2101) عن محمد بن شعيب الأصبهاني ثنا عبد الرحمن بن سلمة الرازي ثنا أبو زهير عبد الرحمن بن مَغْراء ثنا محمد بن كريب عن أبيه قال: شهدت الأحنف بن قيس يحدث عن عمه، وعمه جارية بن قدامة وهو عند ابن عباس قال: يا رسول الله قل لي قولًا ينفعني وأقلل لعلي أعقله، قال "لا تغضب" ثم عاد فقال "لا تغضب".
وإسناده ضعيف لضعف محمد بن كريب.
ومحمد بن شعيب ترجمه أبو الشيخ في "الطبقات" وقال: حدّث عن الرازيين بما لم نجده بالري.
وقال أبو نعيم: يروي عن الرازيين بغرائب.
وعبد الرحمن بن سلمة ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا.
وعبد الرحمن بن مغراء مختلف فيه: وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه ابن المديني وغيره.
وكريب والأحنف ثقتان، وجارية مختلف في صحبته.
4330 -
"لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم فإنّها في كتاب الله العشاء، وأنّهم يُعْتِمُون بحلاب الابل"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (644) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ابن عمر بلفظ: فذكره، ولابن ماجه نحوه من حديث أبي هريرة وإسناده حسن، ولأبي يعلى والبيهقي من حديث عبد الرحمن بن عوف كذلك، زاد الشافعي (2) في روايته في حديث ابن عمر "وكان ابن عمر إذا سمعهم يقولون: العتمة، صاح وغضب" (3)
صحيح
وحديث أبي هريرة له عنه طريقان:
الأول: يرويه محمد بن عجلان المدني عن سعيد المَقْبري عن أبي هريرة مرفوعا "لا تغلبنكم أهل البادية على اسم صلاتكم"
= أخرجه البيهقي في "الشعب"(7927)
وقال: وهذا وهم ظاهر من داود بن عمرو هذا، والأول هو المحفوظ"
(1)
وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(1656) عن الطبراني به.
(2)
أخرجه الشافعي في "الأم"(1/ 64) من حديث ابن عمر بدون هذه الزيادة.
(3)
2/ 184 (كتاب الصلاة- أبواب المواقيت- باب ذكر العشاء والعتمة)
أخرجه أحمد (2/ 433 و 438) عن يحيى بن سعيد القطان عن ابن عجلان به.
وإسناده صحيح رواته ثقات.
وأخرجه ابن ماجه (705) عن يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن ابن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة مرفوعا "لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم"
قال البوصيري: هذا إسناد صحيح" المصباح 1/ 88
قلت: يعقوب بن حميد مختلف فيه، والمغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي صدوق، وابن عجلان والمقبري ثقتان.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7387) عن محمد بن أبان الأصبهاني ثنا عمار بن خالد الواسطي ثنا علي بن غراب عن ابن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة مرفوعا "لا بغلبنكم أهل البادية على اسم صلاتكم، سماها الله العشاء ويسمونها العَتَمة"
ورواته ثقات غير علي بن غراب وهو صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من ابن عجلان.
الثاني: يرويه عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا "لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم فإنّما هي العشاء، وإنّما يقولون العتمة لإعتامهم بالإبل"
أخرجه ابن ماجه (705) عن يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا ابن أبي حازم عن عبد الرحمن بن حرملة به.
قال البوصيري: هذا إسناد صحيح" المصباح 1/ 88
قلت: يعقوب بن حميد وعبد الرحمن بن حرملة مختلف فيهما، وعبد العزيز بن أبي حازم صدوق.
وحديث عبد الرحمن بن عوف له عنه طريقان:
الأول: يرويه عبد العزيز بن أبي رَوَّاد واختلف عنه:
- فقال عثمان بن عمر بن فارس العبدي: ثنا عبد العزيز بن أبي رواد ثنا رجل من أهل الطائف عن غيلان بن شرحبيل عن عبد الرحمن بن عوف مرفوعا "لا يغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم فإنّها في كتاب الله العشاء، وإنّما سمتها الأعراب العتمة من أجل إبلهم لحلابها"
أخرجه ابن أبي خيثمة في "تاريخه"(أخبار المكيين 386) والبزار (1055) وأبو يعلى (868) والطبري في "تفسيره"(18/ 163) والهيثم بن كليب (263)
وتابعه يحيى بن سعيد القطان عن عبد العزيز بن أبي رواد به.
أخرجه مسدد في "مسنده"(المطالب 293/ 1) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 385) والبيهقي (1/ 372)
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عبد الرحمن بن عوف إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد"
وقال أبو نعيم: غريب من حديث عبد الرحمن بن عوف لم نكتبه إلا بهذا الإسناد"
وقال الهيثمي: وفيه راو لم يسم، وغيلان بن شرحبيل لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 1/ 314
وقال البوصيري: سنده ضعيف لجهالة بعض رواته" مختصر الإتحاف 2/ 441
- ورواه وكيع عن عبد العزيز بن أبي روّاد عن رجل لم يسمه عن عبد الرحمن بن عوف.
أخرجه البرتي في "مسند عبد الرحمن بن عوف"(43)
- ورواه عبد الله بن سلمة عن عبد العزيز بن أبي رواد ثني شيخ من أهل الطائف يقال له: غيلان عن عبد الرحمن بن عوف.
أخرجه البرتي (44)
الثاني: يرويه ابن جريج واختلف عنه:
- فقال عبد الرزاق (2153): عن ابن جريج قال: أُخبرت عن تميم بن غيلان الثقفي عن عبد الرحمن بن عوف مرفوعا "يا عبد الرحمن لا تغلبنّ علي اسم صلاتكم فإنّ الله سماها العشاء، وإنّما سماها الأعراب العتمة من أجل إعتام حلب إبلهم"
- وقال يحيى بن سعيد بن أبان الأموي: ثنا ابن جريج عن تميم بن غيلان عن عبد الرحمن بن عوف.
أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 153)
وإسناده ضعيف للانقطاع بين ابن جريج وبين تميم بن غيلان.
4331 -
"لا تفضلوني على يونس"
سكت عليه الحافظ (1).
(1) 7/ 224 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قوله: ونبئهم عن ضيف إبراهيم)
أخرجه البخاري (فتح 7/ 262) من حديث ابن مسعود بلفظ "لا يقولنّ أحدكم إني خير من يونس"
4332 -
عن أبي هريرة أنّ رجلًا مرّ بشعب فيه عين عذبة فأعجبه فقال: لو اعتزلت، ثم استأذن النبي-صلى الله عليه وسلم فقال "لا تفعل، فإنّ مقام أحدكم في سبيل الله أفضل من صلاته في بيته سبعين عامًا"
قال الحافظ: وللترمذي وحسنه والحاكم وصححه من طريق ابن أبي ذباب عن أبي هريره: فذكره" (1)
أخرجه أحمد (2/ 446 و 524) والترمذي (1650) وابن أبي عاصم في "الجهاد"(135) والبزار (كشف 1652) والحاكم (2/ 68) والبيهقي (9/ 160 - 161) وفي "الشعب"(3925) وعبد الغني المقدسي في "السنة" كما في "الصحيحة"(2/ 603) من طرق عن هشام بن سعد عن سعيد بن أبي هلال عن ابن أبي ذباب عن أبي هريرة أنّ رجلًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بشعب فيه عيينة ماء عذب فأعجبه طيبه فقال: لو أقمت في هذا الشعب فاعتزلت الناس ولا أفعل حتى استأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك للنبي-صلى الله عليه وسلم فقال "لا تفعل، فإنّ مقام أحدكم في سبيل الله خير (2) من صلاة ستين عاما خاليًا، ألا تحبون أن ينفر الله لكم ويدخلكم الجنة، اغزوا في سبيل الله، من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة" السياق لأحمد
قال الترمذي: حديث حسن"
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
وقال المقدسي: هذا إسناد صحيح"
وقال الهيثمي: رواته ثقات" المجمع 5/ 280
قلت: هشام بن سعد المدني مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وأخرج له مسلم في الشواهد كما قال الحاكم، وابن أبي ذباب واسمه عبد الله بن عبد الرحمن بن الحارث بن سعد لم يخرج له مسلم شيئًا.
وللحديث شاهد عن أبي أمامة وآخر عن عمران بن حصين
(1) 6/ 347 (كتاب الجهاد- باب أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله)
(2)
ولفظ الترمذي "أفضل من صلاته في بيته سبعين سنة"
فأما حديث أبي أمامة فأخرجه أحمد (5/ 266) والطبراني في "الكبير"(7868) وابن عساكر في "الأربعين في الحث على الجهاد"(ص 77) وابن الجوزي في "التلبيس"(ص 324) من طريق مُعَان بن رفاعة الشامي ثني علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية من سراياه، قال: فمرّ رجل بغار فيه شيء من ماء، قال: فحدّث نفسه بأن يقيم في ذلك الغار، فيقوته ما كان فيه من ماء، ويصيب ما حوله من البقل، ويتخلى من الدنيا.
قال: لو أني أتيت النبي-صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فإن يأذن لي فعلت، وإلا لم أفعل، فأتاه فقال: يا نبي الله، إني مررت بغار فيه ما يقوتني من الماء والبقل، فحدثتني نفسي بأن أقيم فيه، وأتخلى من الدنيا، قال: فقال النبي-صلى الله عليه وسلم "إني لم أبعث باليهودية ولا بالنصرانية، وإنّما بعثت بالحنيفية السمحة، والذي نفس محمد بيده لغدوة أو روحة في سبيل الله عز وجل خير من الدنيا وما فيها، ومقام أحدكم في الصف خير من صلاته ستين سنة"
وإسناده ضعيف لضعف علي بن يزيد الألهاني، ومعان بن رفاعة مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.
وأما حديث عمران فأخرجه الدارمي (2401) عن أبي صالح عبد الله بن صالح المصري كاتب الليث ثني يحيى بن أيوب عن هشام بن حسان عن الحسن عن عمران مرفوعا "مقام الرجل في الصف في سبيل الله أفضل من عبادة الرجل ستين سنة"
ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "الأربعين في الحث على الجهاد"(ص 73 - 74) وأبو الفرج المقرئ في "الأربعين في الجهاد"(ص 64)
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(139) والبزار (3509) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 5874) وابن الأعرابي (ق 224 / ب) والطبراني في "الكبير"(18/ 168) و"الأوسط"(8703) وابن عدي (4/ 1524) والحاكم (2/ 68) والبيهقي (9/ 161) وفي "الشعب"(3926 و 3927) من طرق عن عبد الله بن صالح به (1).
قال البزار: لا نعلم يرويه بهذا اللفظ إلا عمران بن حصين، ولا نعلم له طريقا أحسن من هذا، ولا نعلم رواه عن يحيى إلا أبو صالح، ولا عن هشام إلا يحيى، ولا يعرف إلا من حديث هشام، ويحيى ثقة، وأبو صالح فقد روى عنه أهل العلم واحتملوا حديثه"
(1) ومن هذا الطريق أخرجه الدينوري في "المجالسة"(3457) لكن وقع عنده: عبد الله بن صالح ثنا الليث بن سعد عن يحيى بن أيوب.
وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن هشام إلا يحيى، تفرد به عبد الله"
وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري"
وقال ابن عساكر: حديث حسن"
قلت: عبد الله بن صالح ويحيى بن أيوب مختلف فيهما، وهشام بن حسان تكلموا في روايته عن الحسن (1).
قال أبو داود: أربعة كانوا لا يرون الرواية عن هشام عن الحسن: يحيى بن سعيد وابن علية ويزيد بن زُريع ووهيب.
لكنه لم ينفرد به بل تابعه:
1 -
إسماعيل بن عبيد الله بن سلمان المكي عن الحسن عن عمران به.
أخرجه البزار (3526) والعقيلي (1/ 86) والطبراني (18/ 180) والخطيب في "التاريخ"(10/ 295) من طريق يحيى بن سليم ثنا إسماعيل بن عبيد الله به.
قال العقيلي: الحديث غير محفوظ"
وقال الذهبي في "الميزان": إسماعيل بن عبيد الله لا يعرف.
2 -
سلم بن بشير عن الحسن عن عمران مرفوعا "مقام رجل في صف في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها، ومن رمى بسهم في سبيل الله فبلغ أخطأ أو أصاب فبعتق رقبة، ومن شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورًا يوم القيامة"
أخرجه الطبراني (18/ 173) من طريق يوسف بن خالد السمتي عن سلم بن بشير به.
قال الهيثمي: وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو ضعيف" المجمع 5/ 271
قلت: كذبه ابن معين والفلاس، وقال النسائي: متروك الحديث.
4333 -
حديث محمد بن عمرو بن حزم قال: كان بالمدينة رجل يصيب الشراب فكان يؤتى به النبي-صلى الله عليه وسلم فيضربه بنعله ويأمر أصحابه فيضربونه بنعالهم ويحثون عليه التراب، فلما أكثر ذلك منه قال له رجل: لعنك الله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تفعل فإنه يحبّ الله ورسوله" قال: وكان لا يدخل إلى المدينة طرفة إلا
(1) واختلف في سماع الحسن من عمران، فقال يحيى القطان وابن معين وابن المديني وأبو حاتم والبيهقي: لم يسمع منه، وقال بهز بن أسد والحاكم: سمع منه.
وعلى فرض صحة سماع الحسن من عمران فإنه كان مدلسًا ولم يذكر سماعا من عمران.
اشترى منها، ثم جاء فقال: يا رسول الله، هذا أهديته لك، فإذا جاء صاحبه يطلب ثمنه جاء به فقال: أعط هذا الثمن، فيقول "ألم تهده إليّ؟ " فيقول: ليس عندي، فيضحك ويأمر لصاحبه بثمنه.
قال الحافظ: أخرجه الزبير بن بكار في "الفاكهة"(1).
مرسل
أخرجه الزبير بن بكار في "الفكاهة والمزاح" كما في "الاستيعاب"(10/ 375 - 376) و"الإصابة"(10/ 179) قال: ثني يحيى بن محمد ثني يعقوب بن جعفر بن أبي كثير ثنا أبو طوالة الأنصاري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه قال: كان بالمدينة رجل يقال له: نعيمان يصيب الشراب، فكان يؤتى به النبي-صلى الله عليه وسلم فيضربه بنعله، ويأمر أصحابه فيضربونه بنعالهم، ويحثون عليه التراب، فلما أكثر ذلك منه قال له رجل من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم: لعنك الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تفعل فإنّه يحب الله ورسوله"
قال: وكان لا يدخل المدينة رسل ولا طِرفة إلا اشترى منها، ثم جاء به إلى النبي-صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هذا هدية لك، فإذا جاء صاحبه فطلب ثمنه من نعيمان جاء به إلى النبي-صلى الله عليه وسلم، فقال: أعط هذا ثمن هذا، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم"أو لم تهده لي؟ " فيقول: يا رسول الله، لم يكن عندي ثمنه، وأحببت أن تأكله، فيضحك النبي-صلى الله عليه وسلم ويأمر لصاحبه بثمنه.
يعقوب بن جعفر لم أر من وثقه، وباقي رجال الإسناد كلهم ثقات، ويحيى بن محمد أظنه محمد بن يحيى بن أبي عمر، ومحمد بن عمرو بن حزم ذكره ابن حبان في ثقات التابعين فالحديث مرسل.
4334 -
"لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة فيفترشها في الطريق فيكون خيارهم يومئذ من يقول لو واريناها وراء هذا الحائط"
قال الحافظ: ولأبي يعلى عن أبي هريرة: فذكره، وللطبراني في "الأوسط" من حديث أبي ذر نحوه وفيه "يقول أمثلهم لو اعتزلتم الطريق"(2).
حديث أبي هريرة له طريقان:
الأول: يرويه يزيد بن كيسان الكوفي عن أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعا "والذي
(1) 15/ 82 (كتاب الحدود- باب ما يكره من لعن شارب الخمر)
(2)
16/ 197 (كتاب الفتن- باب حدثنا مسدد)
نفسي بيده لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة فيفترشها في الطريق، فيكون خيارهم يومئذ من يقول: لو واريتها وراء هذا الحائط".
أخرجه أبو يعلى (6183) عن داود بن رشيد الخوارزمي ثنا خلف بن خليفة ثنا يزيد بن كيسان به.
قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 331
قلت: خلف بن خليفة صدوق اختلط بأخرة، ولم أر أحدا صرّح بسماع داود بن رشيد منه أهو قبل الاختلاط أم بعده، فالله أعلم.
الثاني: يرويه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا "لا تقوم الساعة حتى لا يبقى على وجه الأرض أحد لله فيه حاجة، وحتى توجد المرأة نهارا جهارا تنكح وسط الطريق لا ينكر ذلك أحد ولا يغيره فيكون أمثلهم يومئذ الذي يقول: لو نحيتها عن الطريق قليلا فذاك فيهم مثل أبي بكر وعمر فيكم"
أخرجه الحاكم (4/ 495) من طريق القاسم بن الحكم العرني ثنا سليمان بن أبي سليمان ثنا يحيى بن أبي كثير به.
وقال: صحيح الإسناد"
وقال الذهبي: قلت: بل سليمان هالك، والخبر شبه خرافة"
وحديث أبي ذر أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4857) والحاكم (3/ 343) من طريق سيف بن مسكين الأسواري ثنا المبارك بن فضالة عن المنتصر بن عمارة بن أبي ذر عن أبيه عن جده مرفوعا "إذا اقترب الزمان كثر لبس الطيالسة وكثرت التجارة"، الحديث وفيه "ويكثر أولاد الزنا حتى إنّ الرجل ليغشى المرأة على قارعة الطريق فيقول أمثلهم في ذلك الزمان: لو اعتزلتما عن الطريق"
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن مبارك بن فضالة إلا سيف بن مسكين"
وقال الحاكم: تفرد به سيف بن مسكين عن المبارك بن فضالة، والمبارك ثقة"
وقال الذهبي: قلت: سيف واه، ومنتصر وأبوه مجهولان"
وقال الهيثمي: وفيه سيف بن مسكين وهو ضعيف" المجمع 7/ 325
4335 -
"لا تقبل صلاة بغير طهور"
قال الحافظ: رواه مسلم وغيره من حديث ابن عمر، وأبو داود وغيره من طريق أبي
المليح بن أسامة عن أبيه، وله طرق كثيرة لكن ليس فيها شيء على شرط البخاري فلهذا اقتصر على ذكره في الترجمة وأورد في الباب ما يقوم مقامه" (1)
سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "لا يقبل الله صلاة إلا بطهور"
4336 -
"لا تقبل صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن"
قال الحافظ: ولأحمد من طريق عبد الله بن سوادة القشيري عن رجل عن أبيه مرفوعا: فذكره" (2)
أخرجه أحمد (5/ 78) ثنا عفان ثنا عبد الوارث ثني عبد الله بن سوادة القشيري ثني رجل من أهل البادية عن أبيه- وكان أبوه أسيرا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت محمدا صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.
تابعه مسدد عن عبد الوارث بلفظ "كل صلاة لا يقرأ فيها فاتحة الكتاب فهي خِدَاج لم تقبل"
وتابعه أبو معمر عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج المِنْقَري عن عبد الوارث بلفظ "تقرأون خلفي القرآن؟ " فقالوا: يا رسول الله نهذّه هذًا، قال "لا تقرءوا إلا بفاتحة الكتاب"
أخرجهما البيهقي في "القراءة خلف الإمام"(162 و 163)
وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم.
4337 -
عن عكرمة أنّ عبد الله بن عبد الله بن أُبي قال للنبي-صلى الله عليه وسلم: إنّ والدي يؤذي الله ورسوله فذرني حتى أقتله، قال "لا تقتل أباك"
قال الحافظ: ووقع في مرسل عكرمة عند الطبري: فذكره" (3)
مرسل ضعيف
أخرجه الطبري في "تفسيره"(28/ 113) ثني أحمد بن منصور الرمادي ثنا إبراهيم بن الحكم ثني أبي عن عكرمة أنّ عبد الله بن عبد الله بن أُبي بن سلول كان يقال له: حباب، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله، فقال: يا رسول الله، إنّ والدي يؤذي الله ورسوله، فذرني حتى أقتله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تقتل أباك عبدَ الله" ثم جاء أيضًا فقال: يا رسول الله،
(1) 1/ 245 (كتاب الوضوء- باب لا تقبل صلاة بغير طهور)
(2)
2/ 384 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات كلها)
(3)
10/ 275 (كتاب التفسير- سورة التوبة- باب قوله: سواء عليهم استغفرت لهم)
إنّ والدي يؤذي الله ورسوله، فذرني حتى أقتله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم"لا تقتل أباك" فقال: يا رسول الله، فتوضأ حتى أسقيه من وضوءك لعل قلبه أن يلين، فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه، فذهب به إلى أبيه فسقاه، ثم قال له: هل تدري ما سقيتك؟ فقال له والده: نعم، سقيتني بول أمك، فقال له ابنه: لا والله، ولكن سقيتك وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإسناده ضعيف لضعف إبراهيم بن الحكم بن أبان.
وله شاهد يرويه هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عبد الله بن أُبي بن سلول أنه استأذن النبي-صلى الله عليه وسلم في أن يقتل أباه فقال "لا تقتل أباك"
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1967) عن أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي ثنا محمد بن الفضل ثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة به.
قال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أنّ عروة بن الزبير لم يدرك عبد الله بن عبد الله بن أبي" المجمع 9/ 318
4338 -
حديث ابن عباس "لا تقتل النساء إذا هنّ ارتددن"
قال الحافظ: رواه أبو حنيفة عن عاصم عن أبي رزين عن ابن عباس، أخرجه ابن أبي شيبة والدارقطني، وخالفه جماعة من الحفاظ في لفظ المتن" (1)
موضوع مرفوعا وضعيف موقوفًا
أخرجه الدارقطني (3/ 117 - 118) من طريق عبد الله بن عيسى الجزري ثنا عفان ثنا شعبة عن عاصم عن أبي رزين عن ابن عباس مرفوعا "لا تقتل المرأة إذا ارتدت"
ومن طريقه أخرجه الجورقاني في "الأباطيل"(565) وابن الجوزي في "الموضوعات"(1596)
قال الدارقطني: عبد الله بن عيسى هذا كذاب يضع الحديث على عفان وغيره، وهذا لا يصح عن النبي-صلى الله عليه وسلم، ولا رواه شعبة"
وقال الجورقاني: هذا حديث باطل"
وقد روي عن ابن عباس موقوفًا.
أخرجه أبو الشيخ في "الأقران"(219) والدارقطني (3/ 118) وأبو نعيم في "مسند
(1) 15/ 293 (كتاب استتابة المرتدين- باب حكم المرتد والمرتدة)
أبي حنيفة" (ص190) من طرق عن عبد الرزاق (1) ثنا سفيان الثوري عن أبي حنيفة عن عاصم عن أبي رزين عن ابن عباس في المرأة ترتد قال: تجبر ولا تقتل.
وفي لفظ: لا تقتل ولا تحبس.
ورواه عبد الله بن الوليد العدني عن سفيان عن رجل- ولم يسمه- عن عاصم بلفظ: لا تقتل النساء إذا ارتددن عن الإسلام.
أخرجه ابن عدي (7/ 2472 - 2473)
وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 139 - 140) وابن عدي (7/ 2472) وأبو نعيم (ص 190) والبيهقي (8/ 203) من طرق عن أبي حنيفة به.
زاد ابن أبي شيبة: ولكن يحبسن ويدعين إلى الإسلام فيجبرن عليه.
قال وكيع: كان سفيان يسأل عن هذا الحديث بالشام فربما قال: ثنا النعمان عن عاصم، وربما قال: ثنا بعض أصحابنا" الكامل 7/ 2472
وقال عبد الرحمن بن مهدي: سألت سفيان عن حديث عاصم في المرتدة، قلت: أسمعته؟ فقال: أما من ثقة فلا.
قال عبد الرحمن: هذا الحديث رواه أبو حنيفة عن عاصم.
وقال أحمد بن حنبل: وكان أبو حنيفة يحدثه عن عاصم (2).
وكذا قال يحيى بن سعيد القطان عن سفيان. الكامل لابن عدي 7/ 2472
وقال الشافعي: خالفنا بعض الناس في المرتدة وكانت حجته شيئًا رواه عن عاصم عن أبي رزين عن ابن عباس في المرأة ترتد عن الإسلام تحبس ولا تقتل، فكلمني بعض من يذهب هذا المذهب وبحضرتنا جماعة من أهل العلم بالحديث، فسألناهم عن هذا الحديث فما علمت واحدا منهم سكت عن أن قال: هذا خطأ والذي روى هذا ليس ممن يثبت أهل العلم حديثه" سنن البيهقي 8/ 203 - 204 والأم 6/ 159 - 160
وقال الجورقاني: وأبو حنيفة متروك الحديث"
قلت: ولم ينفرد أبو حنيفة به بل تابعه أبو مالك النخعي عن عاصم بلفظ: المرتدة عن الإسلام تحبس ولا تقتل.
(1) أخرجه في "مصنفه"(18731) لكن سقط منه: عن أبي حنيفة.
(2)
العلل لعبد الله بن أحمد 2/ 143 وضعفاء العقيلي 4/ 284، 285 وكامل ابن عدي 7/ 2472 وسنن البيهقي 8/ 203 وتاريخ الخطيب 13/ 417
أخرجه الدارقطني (3/ 118)
وأبو مالك قال الفلاس: ضعيف الحديث، منكر الحديث.
وقال النسائي: متروك الحديث.
4339 -
"لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال، أو تكملوا العدة، ثم صوموا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة"
قال الحافظ: وروى أبو داود والنسائي وابن خزيمة من طريق ربعي عن حذيفة مرفوعا: فذكره، وقيل: الصواب فيه عن ربعي عن رجل من الصحابة مبهم ولا يقدح ذلك في صحته" (1)
صحيح
يرويه منصور بن المعتمر عن ربعي بن حِرَاش واختلف عنه:
- فقال جرير بن عبد الحميد الرازي: عن منصور عن ربعي عن حذيفة به مرفوعا.
أخرجه أبو داود (2326) والبزار (2855) والنسائي (2)(4/ 109 - 110) وفي "الكبرى"(2436) وابن خزيمة (1911) والطحاوي (3) في "المشكل"(3768 و 3769) وابن حبان (3458) والبيهقي (4/ 208) من طرق عن جرير به.
قال البزار: لا نعلم أحدا قال فيه: عن حذيفة إلا جرير"
وقال النسائي: لا أعلم أحدا من أصحاب منصور قال في هذا الحديث: عن حذيفة غير جرير" (4)
- وقال غير واحد: عن منصور عن ربعي عن رجل من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم.
منهم:
1 -
سفيان الثوري.
أخرجه عبد الرزاق (7337) وأحمد (4/ 314) والبزار (2856) والنسائي (4/ 110) وفي "الكبرى"(2437) والطحاوي (3770) والدارقطني (2/ 161 و 162) وابن عبد البر في "التمهيد"(14/ 353)
(1) 5/ 22 (كتاب الصوم- باب قول النبي-صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم الهلال فصوموا)
(2)
وزاد "قبله"
(3)
وقال في روايتها "أو تكملوا العدة قبله"
(4)
تحفة الأشراف 3/ 28
2 -
أبو الأحوص سلام بن سليم الكوفي.
أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 20 - 21)
3 -
زهير بن معاوية الكوفي.
أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 438)
4 -
عَبيدة بن حُميد التيمي.
أخرجه الدارقطني (2/ 161)
وقال: كلهم ثقات"
- ورواه الحجاج بن أرطأة عن منصور عن ربعي مرسلًا.
أخرجه النسائي (4/ 110) وفي "الكبرى"(2438) والدارقطني (2/ 160 - 161)
وقال النسائي كما في "تحفة الأشراف"(3/ 28): وحجاج ضعيف لا تقوم به حجة"
قلت: والذي قبله أصح، والاختلاف فيه أهو عن حذيفة أو عن صحابي لم يسم لا يضر لأنّ الصحابة كلهم عدول، وإسناده صحيح رواته ثقات.
لكن قال ابن الجوزي: حديث حذيفة هذا ضعفه أحمد"
وتعقبه ابن عبد الهادي في "التنقيح" فقال: هذا وهم منه، فإنّ أحمد إنّما أراد الصحيح قول من قال: عن رجل من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم، وأنّ تسمية حذيفة وهم من جرير، فظنّ ابن الجوزي أنّ هذا تضعيف من أحمد للحديث، وأنّه مرسل، وليس هو بمرسل، بل متصل، إما عن حذيفة، وإما عن رجل من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم، وجهالة الصحابة غير قادحة في صحة الحديث، وبالجملة فالحديث صحيح ورواته ثقات محتج بهم في الصحيح" نصب الراية 2/ 439
4340 -
حديث ابن عمر مرفوعا "لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئًا من القرآن"
قال الحافظ: ضعيف من جميع طرقه" (1)
ضعيف
روي من حديث ابن عمر ومن حديث جابر
(1) 1/ 424 (كتاب الحيض- باب تقضي الحائض المناسك كلها إلا الطواف)
فأما حديث ابن عمر فأخرجه الحسن بن عرفة في "جزئه"(60) ثنا إسماعيل بن عياش الحمصي عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "لا يقرأ الجنب ولا الحائض شيئًا من القرآن"
وأخرجه الترمذي (131) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(113) عن الحسن بن عرفة به.
وأخرجه الدارقطني (1/ 117)
عن يعقوب بن إبراهيم البزاز ومحمد بن مخلد الدوري البغدادي وآخرين لم يسمهم
والبيهقي (1/ 89 و 309) وفي "معرفة السنن"(1/ 325) وفي "الصغرى"(1000) وفي "الشعب"(1934) وفي "الخلافيات"(317) والخطيب في "التاريخ"(2/ 145) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة"(209) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(492) والذهبي في "السير"(6/ 117 - 118 و 8/ 285) وفي "معجم الشيوخ"(2/ 121 - 122) وفي "تذكرة الحفاظ"(4/ 1496)
عن إسماعيل بن محمد الصفار (1)
والخطيب في "التاريخ"(2/ 145)
عن أبي بكر محمد بن جعفر بن سعيد الجوهري البغدادي
كلهم عن الحسن بن عرفة به.
ورواه صالح بن أحمد بن أبي مقاتل عن الحسن بن عرفة عن ابن عياش عن موسى بن عقبة وعبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر.
فزاد فيه: عبيد الله بن عمر.
أخرجه ابن عدي (4/ 1390 - 1391)
وقال: حدثناه عن ابن عرفة جماعة من الشيوخ عن ابن عياش عن موسى عن نافع عن ابن عمر، وليس فيه: عبيد الله، وإنّما سمع صالح أنّ الفريابي حدّث به عن إبراهيم بن العلاء عن ابن عياش عن عبيد الله وموسى بن عقبة فأراد صالح أن يكون الحديث عنده بعلو فقال: ثناه ابن عرفة عن ابن عياش زاد في إسناده عبيد الله.
(1) هو راوي جزء "الحسن بن عرفة" عنه.
وقال: صالح بن أحمد يسرق الأحاديث ويلزق أحاديث تُعرف بقوم لم يرهم على قوم آخرين لم يكن عندهم وقد رآهم، ويرفع الموقوف ويوصل المرسل ويزيد في الأسانيد"
وقال الدارقطني: صالح بن أحمد كذاب دجال يحدّث بما لم يسمعه.
ولم ينفرد الحسن بن عرفة به بل تابعه غير واحد عن إسماعيل عن موسى عن نافع عن ابن عمر به، منهم:
1 -
علي بن حُجر المروزي.
أخرجه الترمذي (131)
2 -
هشام بن عمار الدمشقي.
أخرجه ابن ماجه (595) وأبو الحسن بن القطان في "زوائد ابن ماجه"(596)
3 -
الفضل بن زياد الطستي.
أخرجه عبد الله بن أحمد في "العلل"(2/ 300) وعنه العقيلي (1/ 90)
4 -
داود بن رشيد الهاشمي.
أخرجه الدارقطني (1/ 117) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(165) وابن الجوزي في "التحقيق"(179)
5 -
عبد الله بن يوسف التِّنِّيسي.
أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 88)
6 -
يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني.
أخرجه الآجري في "أخلاق أهل القرآن"(77)
ورواه سعيد بن يعقوب الطالقاني عن إسماعيل بن عياش عن موسى بن عقبة وعبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر.
فزاد فيه: عبيد الله بن عمر.
أخرجه الدارقطني (1/ 117) والبيهقي في "الخلافيات"(318)
وتابعه إبراهيم بن العلاء الزبيدي عن إسماعيل بن عياش به.
أخرجه ابن عدي (1/ 294) وابن المقرئ في "المعجم"(98) والدارقطني (1/ 117)
وقال ابن عدي: وهذا الحديث بهذا الإسناد لا يرويه غير ابن عياش، وعامة من رواه
عن ابن عياش عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر، وزاد في هذا الإسناد عن ابن عياش: إبراهيم بن العلاء وسعيد بن يعقوب فقالا: عبيد الله وموسى بن عقبة، وليس لهذا الحديث أصل من حديث عبيد الله"
قلت: والحديث إسناده ضعيف لأنّ رواية إسماعيل بن عياش عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها.
قال الترمذي: حديث ابن عمر حديث لا نعرفه إلا من حديث إسماعيل بن عياش عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر.
وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: إنّ إسماعيل بن عياش يروي عن أهل الحجاز وأهل العراق أحاديث مناكير. كأنّه ضعف روايته عنهم فيما ينفرد به. وقال: إنّما حديث إسماعيل بن عياش عن أهل الشام"
وقال عبد الله بن أحمد: قال أبي: هذا باطل أُنكره على إسماعيل بن عياش. يعني أنّه وهم من إسماعيل بن عياش"
وقال البيهقي: قال البخاري فيما بلغني عنه: إنّما روى هذا ابن عياش عن موسى بن عقبة ولا أعرفه من حديث غيره، وابن عياش منكر الحديث عن أهل الحجاز وأهل العراق"
قال البيهقي: وقد روي عن غيره عن موسى بن عقبة وليس بصحيح" (1)
وقال: الحديث فيه نظر"
وقال أيضًا: ليس هذا بالقوي"
وقال في "المعرفة": هذا حديث ينفرد به إسماعيل بن عياش، ورواية إسماعيل عن أهل الحجاز ضعيفة لا يحتج بها أهل العلم بالحديث. قاله أحمد وابن معين وغيرهما من الحفاظ"
وقال أبو حاتم: هذا خطأ، إنما هو عن ابن عمر قوله" العلل 1/ 49
وقال الذهبي: هذا حديث لين الإسناد من قبل إسماعيل إذ روايته عن الحجازيين مضعفة" السير
وقال أيضًا: هذا حديث غريب فرد لإسماعيل، وهو ذو مناكير عن الحجازيين، وهذا منها" المعجم
(1) وقال في "الخلافيات": وهو ضعيف"
وقال الحافظ: وفي إسناده إسماعيل بن عياش وروايته عن الحجازيين ضعيفة وهذا منها" التلخيص 1/ 138
وخالف الشيخ أحمد شاكر كل هؤلاء فقال: إسماعيل بن عياش ثقة، وما تكلم فيه أحد بحجة، وأكثر ما زعموا أنّه يخطئ في روايته عن أهل الحجاز والعراق، ولا بأس بذلك، فإذا علمنا خطأه في حديث احترزنا منه، وكل الرواة يخطئون، فمنهم المكثر ومنهم المقل" سنن الترمذي 1/ 237
قلت: قوله "ولا بأس بذلك" فيه نظر، فقد قال ابن معين: إسماعيل ثقة فيما روى عن الشاميين، وأما روايته عن أهل الحجاز، فإنّ كتابه ضاع، فخلط في حفظه عنهم.
فضياع كتابه عن أهل الحجاز هو السبب في ردّ حديثه عنهم، وأئمة الحديث متفقون على ضعف ما رواه عن غير الشاميين، منهم: ابن معين وأحمد وابن المديني والفلاس ودحيم والبخاري والدولابي ويعقوب بن شيبة والجوزجاني والنسائي وأبو أحمد الحاكم والبرقي والساجي.
وهو مختلف فيه: وثقه جماعة وضعفه آخرون، وهو ثقة فيما رواه عن الشاميين خاصة.
قال ابن عدي: يحتج به في حديث الشاميين خاصة.
ولم ينفرد بهذا الحديث بل تابعه أبو معشر نجيح السندي عن موسى بن عقبة به.
أخرجه الدارقطني (1)(1/ 118) من طريق محمد بن إسماعيل الحساني عن رجل عن أبي معشر به.
وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم، وأبو معشر ضعيف.
وتابعه المغيرة بن عبد الرحمن عن موسى بن عقبة به ولم يذكر فيه الحائض.
أخرجه الدارقطني (2)(1/ 117) من طريق عبد الله بن حماد الآملي ثنا عبد الملك بن مسلمة ثني المغيرة بن عبد الرحمن به.
وقال: عبد الملك هذا كان بمصر، وهذا غريب عن مغيرة بن عبد الرحمن وهو ثقة"
وقال الحافظ: وصحح ابن سيد الناس طريق المغيرة وأخطأ في ذلك، فإنّ فيها
(1) ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الخلافيات"(320)
(2)
ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الخلافيات"(319)
عبد الملك بن مسلمة، وهو ضعيف، فلو سلم منه لصحّ إسناده، وإن كان ابن الجوزي ضعفه بمغيرة بن عبد الرحمن، فلم يصب في ذلك، فإنّ مغيرة ثقة، وكأنّ ابن سيّد الناس تبع ابن عساكر في قوله في "الأطراف": إنّ عبد الملك بن مسلمة هذا هو القعنبي، وليس كذلك، بل هو آخر" التلخيص 1/ 138
وقال في "النكت الظراف"(6/ 240 - 241): قلت: قول ابن عساكر أنّه "القَعْنَبي" خطأ فاحش، وإنّما رواه عبد الله بن حماد عن عبد الملك بن مسلمة المصري، كذا هو عند الدارقطني وابن عدي وغيرهما"
قلت: والقعنبي اسمه عبد الله بن مسلمة، وهو مدني نزل البصرة فليس هو إذاً المذكور في سند الحديث وقد نصّ الدارقطني على أنّه مصري، وظن الشيخ أحمد شاكر أنَّ قول الدارقطني: وهو ثقة. يريد به عبد الملك بن مسلمة هذا فصحح إسناد الحديث تبعًا لذلك، والذي يظهر لي أنه يريد بهذا التوثيق مغيرة بن عبد الرحمن وهو الحزامي، وأما عبد الملك بن مسلمة فلم أر من وثقه بل قال فيه أبو حاتم: مضطرب الحديث، ليس بقوي حدثني بحديث موضوع، وقال أبو زرعة: ليس بالقوي هو منكر الحديث، وقال ابن يونس: منكر الحديث، وقال ابن حبان: يروي عن أهل المدينة المناكير الكثيرة التي لا تخفى على من عني بعلم السنن.
وأما حديث جابر فأخرجه ابن عدي (6/ 2173) والدارقطني (2/ 87) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 22) من طريق محمد بن الفضل بن عطية عن أبيه عن طاوس عن جابر مرفوعا "لا تقرأ الحائض ولا النفساء من القرآن شيئًا".
قال الحافظ: وفيه محمد بن الفضل وهو متروك" التلخيص 1/ 138
قلت: كذبه أحمد والجوزجاني وابن معين والفلاس والنسائي وابن خراش وغيرهم.
4341 -
حديث علي رفعه "لا تقض لأحد الخصمين حتى تسمع من الآخر"
قال الحافظ: وهو حديث حسن أخرجه أبو داود والترمذي وغيرهما" (1)
تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "اللهم ثبت لسانه واهد قلبه"
4342 -
"لا تقطعوا اللحم بالسكين فإنّه من صنيع الأعاجم، وانهشوه فإنّه أهنأ وأمرأ"
قال الحافظ: حديث أبي معشر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رفعته: فذكره.
(1) 16/ 295 (كتاب الأحكام- باب القضاء على الغائب)
قال أبو داود: هو حديث ليس بالقوي. قلت: له شاهد من حديث صفوان بن أمية أخرجه الترمذي بلفظ "انهشوا اللحم نهشا فإنه أهنأ وأمرأ" وقال: لا نعرفه إلا من حديث عبد الكريم. وعبد الكريم هو أبو أمية بن أبي المخارق ضعيف، لكن أخرجه ابن أبي عاصم من وجه آخر عن صفوان بن أمية فهو حسن لكن ليس فيه ما زاده أبو معشر من التصريح بالنهي عن قطع اللحم بالسكين" (1)
ضعيف
روي من حديث عائشة ومن حديث أم سلمة
فأما حديث عائشة فأخرجه أبو داود (3778) وابن حبان في "المجروحين"(3/ 60) وابن عدي (7/ 2518) والبيهقي (7/ 280) وفي "الشعب"(5506) من طرق عن أبي معشر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به مرفوعا.
ولفظ أبي داود والبيهقي "انهسوه" بالسين.
وزاد ابن حبان "فإنّه أشهى"
قال أبو داود: ليس هو بالقوي"
وقال النسائي: أبو معشر اسمه نجيح وهو ضعيف، ومع ضعفه أيضًا كان قد اختلط، عنده أحاديث مناكير، منها هذا الحديث" الصغرى 4/ 142 - 143، الكبرى 2/ 96
وقال البيهقي: تفرد به أبو معشر المدني وليس بالقوي" (2)
قلت: ولم يتفرد به بل تابعه يحيى بن هاشم الغساني أنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقطع اللحم بالسكين على المائدة.
أخرجه ابن عدي (7/ 2706)
وقال: وهذا حديث يعرف بأبي معشر وإن كان ضعيفًا عن هشام بن عروة، سرقه منه يحيى بن هاشم هذا، وهو في عداد من يضع الحديث"
وأما حديث أم سلمة فأخرجه الطبراني في "الكبير"(23/ 285) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا عباد بن كثير عن أبي عبد الله عن عطاء بن يسار عن أم سلمة مرفوعا "لا تقطعوا الخبز بالسكين كما تقطعه الأعاجم، وإذا أراد
(1) 11/ 478 (كتاب الأطعمة- باب قطع اللحم بالسكين)
(2)
وقال الحافظ: حديث ضعيف" الفتح 1/ 324
أحدكم أن يأكل اللحم فلا يقطعه بالسكين، ولكن ليأخذه بيده فلينهشه بفيه فإنّه أهنأ وأمرأ"
قال الهيثمي: وفيه عباد بن كثير الثقفي وهو ضعيف" المجمع 5/ 37
وأما حديث صفوان بن أمية فله عنه طريقان:
الأول: يرويه سفيان بن عُيينة عن عبد الكريم أبي أمية عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب قال: زوجني أبي في إمارة عثمان، فدعا نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء صفوان بن أمية وهو شيخ كبير، فقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "انهسوا اللحم نهسا، فإنّه أهنأ وأمرأ، أو أشهى وأمرأ"
قال سفيان: الشك مني أو منه.
أخرجه الحميدي (564) وأحمد (3/ 400 و 6/ 464 - 465) واللفظ له والدارمي (2076) والترمذي (1835) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1276) والطبراني في "الكبير"(7332) والبيهقي في "الآداب"(643)
وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث عبد الكريم، وقد تكلم بعض أهل العلم في عبد الكريم المعلم، منهم أيوب السختياني من قبل حفظه"
قلت: عبد الكريم هو ابن أبي المخارق المعلم البصري قال ابن عبد البر: مجمع على ضعفه.
الثاني: يرويه يوسف بن حماد المعني ثنا عثمان بن عبد الرحمن الجُمَحى عن محمد بن الفضل بن العباس قال: كانت فينا وليمة، فدخل علينا صفوان بن أمية، فأتي بالطعام، فقال: انتهسوا اللحم، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "انتهسوا اللحم فإنه أشهى وأهنى وأمرى"
أخرجه الطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل"(ص 563 - 564) والطبراني (7331)
وإسناده ضعيف لضعف عثمان بن عبد الرحمن الجمحي.
4343 -
"لا تقعدوا على القبور"
قال الحافظ: أخرجه أحمد من حديث عمرو بن حزم مرفوعا، وفي رواية له عنه: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا متكئ على قبر فقال "لا تؤذ صاحب القبر" إسناده صحيح" (1)
(1) 3/ 467 (كتاب الجنائز- باب الجريدة على القبر)
له عن عمرو بن حزم طريقان:
الأول: يرويه أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أنّ النضر بن عبد الله السلمي أخبره عن عمرو بن حزم أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لا تقعدوا على القبور"
أخرجه النسائي (4/ 78) وفي "الكبرى"(2172)
عن خالد بن يزيد المصري
والمزي في "التهذيب"(29/ 388 - 389)
عن عمرو بن الحارث المصري
كلاهما عن سعيد بن أبي هلال عن أبي بكر بن حزم به.
ولم ينفرد سعيد بن أبي هلال به بل تابعه معاذ بن محمد بن معاذ عن أبي بكر بن حزم به.
أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(4971) من طريق الحارث بن أبي أسامة ثنا محمد بن عمر الواقدي ثنا معاذ بن محمد به.
والنضر بن عبد الله قال ابن عبد البر: لا أعرف في رواة الموطأ مجهولا غيره، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، تفرد عنه أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.
الثاني: يرويه بكر بن سوادة المصري أنّ زياد بن نعيم حدّثه أنّ عمرو بن حزم قال: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر فقال "أنزل، لا تؤذ صاحب هذا القبر"
أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 201) وأبو نعيم في "الصحابة"(4973) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 215) من طرق عن ابن وهب ثني عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة به.
ورواته ثقات، لكن لا أدري أسمع زياد (1) بن نعيم من عمرو بن حزم أم لا فإنّه لم يذكر سماعا منه.
ولم ينفرد عمرو بن الحارث به بل تابعه ابن لهيعة ثنا بكر بن سوادة به.
أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 200 - 201) والطبراني في "الكبير" كما في "المجمع"(3/ 61) وأبو نعيم في "الصحابة"(4972 و 5222) والحاكم (3/ 590)
(1) هو زياد بن ربيعة بن نعيم الحضرمي المصري ينسب إلى جده.
ووقع عند الحاكم والطبراني وأبي نعيم في الموضع الثاني: عن عمارة بن حزم.
قال الهيثمي: وفيه ابن لهيعة وفيه كلام وقد وثق"
قلت: لا بأس به في المتابعات.
وللحديث شاهد عن أبي مرثد مرفوعا "لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها"
أخرجه مسلم (972)
4344 -
عن أبي جُرَي الهُجَيمي قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: عليك السلام يا رسول الله، قال "لا تقل عليك، فإنّ عليك السلام تحية الموتى"
قال الحافظ: قال النووي في "الأذكار": روينا في سنن أبي داود والترمذي وصححه وغيره بالأسانيد الصحيحة عن أبي جُرَي الهُجَيمي قال: فذكره. قلت: وقوله: بالأسانيد الصحيحة، يوهم أنّ له طرقا إلى الصحابي المذكور، وليس كذلك فإنّه لم يروه عن النبي-صلى الله عليه وسلم غير أبي جري، ومع ذلك فمداره عند جميع من أخرجه على أبي تميمة الهجيمي راويه عن أبي جري، وقد أخرجه أحمد والنسائي وصححه الحاكم" (1)
صحيح
وله عن أبي جري جابر بن سليم الهجيمي طريقان:
الأول: يرويه أبو تميمة طريف بن مجالد الهجيمي عن أبي جري جابر بن سليم الهجيمي قال: رأيت رجلًا يصدر الناس عن رأيه، لا يقول شيئًا إلا صدروا عنه، قلت:(2) من هذا؟ قالوا: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: عليك السلام يا رسول الله، مرتين (3)، قال "لا تقل: عليك السلام، فإنّ عليك السلام تحية الميت، قل السلام عليك" قال: قلت: (4) أنت رسول الله؟ قال " (5) أنا رسول الله الذي إذا أصابك ضر فدعوته كشفه (6) عنك، وإن أصابك عام سنة فدعوته أنبتها (7) لك، وإذا كنت بأرض قفراء أو فلاة فَضَلّت راحلتك فدعوته ردّها
(1) 13/ 240 (كتاب الاستئذان- باب بدء السلام)
(2)
زاد ابن عبد البر "لا إله إلا الله وعند الطبري "فقلت في نفسي: إنّ هذا لرجل، من هذا؟ "
(3)
ولفظ النسائي والدولابي "ثلاث مرات"
(4)
زاد الطبري وابن عبد البر "السلام عليك يا رسول الله"
(5)
زاد ابن أبي عاصم وغيره "نعم"
(6)
ولفظ الطبري "استجاب لك" ولفظ الطبراني في الموضع الأول "أسهل لك" ولفظ ابن عبد البر "أجابك"
(7)
ولفظ الطبري "استجاب لك" ولفظ ابن عبد البر "سقاك"
عليك" قال: قلت: (1) إعهد إليّ (2)، قال "لا تسبنّ أحدا" قال: فما سببت بعده حرا ولا عبدا ولا بعيرا ولا شاة، قال "ولا تحقرنّ (3) شيئًا من المعروف (4)، وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك (5)، إنّ ذلك من المعروف، وارفع إزارك إلى نصف الساق، فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار فإنّها من المخيلة، وإنّ الله لا يحب المخيلة، وإن امرؤ شتمك وعيّرك بما يعلم فيك فلا تعيّره بما تعلم فيه، فإنّما وبال ذلك عليه"
أخرجه أبو داود (4084) واللفظ له والطبراني في "الكبير"(6386) والخطابي في "الغريب"(1/ 691 - 692) والبيهقي (10/ 236) وفي "الآداب"(159) وفي "الشعب"(5731 و 6241 و 7689 و 7717)
عن يحيى القطان
وابن أبي شيبة (8/ 391 - 392 و 617) وفي "مسنده"(792) وأبو داود (5209) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1183) والبيهقي في "الشعب"(8494)
عن أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر
والترمذي (2722) والدولابي في "الكنى"(1/ 66 - 67) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(313)
عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي
وابن أبي عاصم (1184) والنسائي في "اليوم والليلة"(318) والدولابي (1/ 66 و 2/ 79) والطبراني (6387)
عن عيسى بن يونس الكوفي
والطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل"(ص 567 - 568) والخرائطي في "المكارم"(1/ 120)
عن عبد الواحد بن واصل أبي عبيدة الحداد البصري
وابن عبد البر في "الاستيعاب"(2/ 120 - 121)
(1) زاد الطبري "بأبي وأمي يا رسول الله"
(2)
زاد الطبري وغيره "عهدًا" ولفظ ابن عبد البر "علمني مما علمك الله"
(3)
ولفظ الطبري والدولابي "لا تزهدنّ في المعروف"
(4)
زاد ابن أبي عاصم في الموضع الأول "تصنعه"
(5)
زاد ابن عبد البر "ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي"
عن سهل بن يوسف الأنماطي
كلهم عن أبي غفار المثنى بن سعيد الطائي ثنا أبو تميمة به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"
قلت: وهو كما قال.
- ورواه سعيد بن إياس الجريري عن أبي السَّليل ضُرَيب بن نُفَير عن أبي تميمة واختلف عنه:
• فقال عبد الوارث بن سعيد البصري: ثنا الجريري عن أبي السليل عن أبي تميمة عن جابر بن سليم قال: فذكر قصة السلام فقط.
أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(317)
وتابعه جعفر بن عون الكوفي أنبأ الجريري عن أبي السليل عن أبي تميمة عن جابر بن سليم قال: فذكر قصتي السلام والازار.
أخرجه الحاكم (4/ 186)
وقال: صحيح الإسناد"
• وقال إسماعيل بن علية: ثنا الجريري عن أبي السليل عن أبي تميمة عن رجل من قومه قال: فذكر الحديث مطولًا وفيه زيادات لم تذكر في حديث أبي غفار.
أخرجه أحمد (3/ 482 - 483) ومن طريقه ابن الجوزي في "البر والصلة"(409) وابن الأثير في "أسد الغابة"(6/ 41) عن إسماعيل به.
وتابعه يحيى بن يحيى النيسابوري أنا إسماعيل بن علية به.
أخرجه ابن نصر في "الصلاة"(807)
ورواه شجاع بن مخلد الفلاس عن إسماعيل فقال: عن الجريري عن أبي العلاء عن أبي تميمة عن الهجيمي به.
أخرجه أبو القاسم البغوي (314)
• وقال مَعْمر بن راشد: عن الجريري عن أبي تميمة قال: سلّم أبو جري على النبي-صلى الله عليه وسلم فقال: عليكم السلام، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم"عليكم السلام تحية الموتى، ولكن قل: سلام عليكم"
مرسل، وليس فيه أبا السليل.
أخرجه عبد الرزاق (19434) ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(8493) والخطيب في "أخلاق الراوي"(227)
وحديث عبد الوارث بن سعيد أصح.
وإسناده صحيح.
- ورواه خالد الحذاء عن أبي تميمة عن (1) رجل من قومه قال: فذكر قصة السلام.
أخرجه الترمذي (2721) والنسائي في "اليوم والليلة"(319 و 320) والطبراني في "الكبير"(6389) وابن السني في "اليوم والليلة"(236) من طرق عن خالد الحذاء به.
وإسناده صحيح أيضًا.
ورواه الحكم بن فَصِيل الواسطي عن خالد الحذاء مطولًا ولم يذكر قصة السلام.
أخرجه أحمد (5/ 377 - 378)
ورواه ثابت بن حماد البصري وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السَّبيعى وشعبة عن خالد الحذاء فقالوا: عن جابر بن سليم.
أخرجه أبو موسى المديني في "اللطائف"(647)
- ورواه زيد بن هلال عن أبي تميمة عن سليم بن جابر قال: فذكر الحديث مطولًا ولم يذكر فيه قصة السلام.
أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(1/ 286) والطبراني (6388) عن سليمان بن الحسن العطار البصري ثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ثنا سالم أبو جُميع ثنا راشد أبو محمد الحِمَّاني عن زيد بن هلال به.
وسليمان بن الحسن وزيد بن هلال لم أر من ترجمهما، ومحمد بن عبد الملك وسالم بن دينار ويقال ابن راشد أبو جميع وراشد بن نجيح الحماني أبو محمد صدوقون، وأبو تميمة ثقة.
(1) ومن هذا الطريق أخرجه أحمد (5/ 64) والبيهقي في "الشعب"(5730) ووقع عندهما: عن رجل من بلهجيم قال: قلت: يا رسول الله إلام تدعو؟ قال" أدعو إلى الله وحده الذي إن مسّك ضرّ فدعوته كشف عنك
…
فذكر الحديث وليس فيه قصة السلام.
وأخرجه النسائي أيضًا في "الكبرى"(9695) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(5314) مختصرًا.
- ورواه قرة بن خالد السدوسي واختلف عنه:
فقال فهد بن حيان البصري: ثنا قرة بن خالد ثنا أبو تميمة عن جابر بن سليم قال: الحديث بطوله.
أخرجه ابن عبد البر في "الاستيعاب"(2/ 120 - 121)
وفهد بن حيان قال ابن المديني: ذهب حديثه، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال أبو زرعة: منكر الحديث.
• وقال غير واحد: عن قرة بن خالد عن قرة بن موسى عن أبي جري، منهم:
1 -
أبو داود الطيالسي (ص 167 - 168)
ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1185) وأبو القاسم البغوي (1095) وأبو نعيم في "الصحابة"(1531)
2 -
أشهل بن حاتم الجُمَحي.
أخرجه ابن وهب في "الجامع"(378)
3 -
حماد بن مسعدة البصري.
أخرجه النسائي في "الكبرى"(9692)
4 -
أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي.
أخرجه النسائي في "الكبرى"(9692)
5 -
وهب بن جرير بن حازم.
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1182)
6 -
سهل بن تمام بن بَزِيع البصري.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(6390) عن عباس بن الفضل الأسفاطي ثنا سهل بن تمام به (1).
7 -
شعبة.
أخرجه ابن حبان (521)
(1) رواه أحمد بن إسحاق بن صالح الوزان عن سهل بن تمام فقال فيه: عن قرة بن موسى عن أخت جابر بن سليم عن جابر بن سليم.
أخرجه ابن البختري في "حديثه"(249)
• وقال خالد بن الحارث البصري: ثنا قرة بن خالد ثنا قرة بن موسى ثنا مشيختنا عن مسلم بن جابر.
أخرجه النسائي (9693)
• وقال سهل بن تمام بن بزيع أيضًا: ثنا قرة بن خالد ثنا هارون عن قرة بن موسى عن جابر بن سليم.
أخرجه أبو القاسم البغوي (1096)
- ورواه عَبيدة (1) الهجيمي واختلف عنه (2):
فرواه أبو الخليل عبد السلام بن غالب الهُجَيمي عن عبيدة واختلف عنه:
فقال يزيد بن سنان بن يزيد القزاز: ثنا موسى بن إسماعيل ثنا عبد السلام بن غالب: سمعت عبيدة الهجيمي عن أبي تميمة قال: ثني أبو جري قال: فذكر قصة السلام.
أخرجه الدولابي في "الكنى"(1/ 22 و 66) عن يزيد بن سنان به.
ورواه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 205) و"الأوسط"(1/ 118) عن موسى بن إسماعيل فلم يذكر أبا تميمة.
وتابعه ابن راشد التمار ثنا موسى بن إسماعيل به.
أخرجه البيهقي في "الشعب"(7690)
ورواه سهل بن بكار بن بشر البصري عن أبي الخليل عبد السلام واختلف عنه:
فقال أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي: ثنا سهل بن بكار ثنا أبو الخليل عبد السلام ثنا عبيدة الهجيمي عن أبي تميمة قال: قال أبو جري: ركبت قعودا لي فأتيت مكة في طلبة فإذا هو جالس صلى الله عليه وسلم، فقلت: السلام عليك يا رسول الله، فقال "وعليك" وذكر الحديث.
أخرجه الطبراني (6384) عن الكشي به (3).
ورواه ابن قانع في "الصحابة"(1/ 142) عن الكشي فلم يذكر أبا تميمة.
(1) قال الحافظ في "التقريب": مجهول.
وقال في "التعجيل"(1/ 786): ليس هو بمجهول.
(2)
وقد تقدم الكلام على حديثه أيضًا في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ رجلًا ممن وإن قبلكم لبس بردة فتبختر فيها"
(3)
ورواه أبو نعيم في "الصحابة"(1532) عن الطبراني وغيره عن الكشي به.
وتابعه جعفر بن محمد الخلدي عن الكشي به.
أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الحجة"(71) وابن قدامة في "العلوم"(36)
ورواه عثمان بن خُرَّزاد البصري عن سهل بن بكار فلم يذكر أبا تميمة أيضًا.
أخرجه أبو أحمد الحاكم في "الكنى"(3/ 182)
وتابعه ابن راشد التمار ثنا سهل بن بكار به.
أخرجه البيهقي في "الشعب"(7690)
• ورواه يونس بن عبيد عن عبيدة واختلف عنه:
فقال عبد العزيز بن عبد الصمد البصري: ثنا يونس بن عبيد عن عبيدة عن أبي جري قال: فذكر الحديث وليس فيه قصة السلام.
ولم يذكر عبد العزيز أبا تميمة.
أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2/206) والنسائي في "الكبرى"(9691) وأبو الشيخ في "الأمثال"(236)
وقال هشيم: ثنا يونس بن عبيد عن عبد ربه الهجيمي عن أبي جري قال: فذكر الحديث مطولًا وليس فيه قصة السلام.
أخرجه أحمد (5/ 63) والحسين المروزي (1) في "زيادات الزهد"(1017) عن هشيم به.
وأخرجه أبو القاسم البغوي (309) والمحاملي (352) عن زياد بن أيوب البغدادي ثنا هشيم به.
ومن طريق المحاملي أخرجه ابن عساكر في "معجم الشيوخ"(472)
وأخرجه أبو القاسم البغوي (307 و 1093) عن جده أحمد بن منيع ثنا هشيم به.
ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "معجم الشيوخ"(1489) من طريق ابن زُنبور وهو في "حديثه"(12) عن أبي القاسم البغوي به.
ورواه سريج بن يونس البغدادي عن هشيم فقال فيه: عن عبدة بن عبد ربه.
(1) ومن طريقه أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 113) والبغوي في "الشمائل"(776) ووقع عندهما: عن عبد الله الهجيمي.
أخرجه أبو القاسم البغوي (1)(308)
• ورواه عفان بن مسلم البصري عن حماد بن سلمة عن يونس بن عبيد عن عبيدة عن أبي تميمة عن أبي جري قال: فذكر الحديث مطولًا ولم يذكر قصة السلام.
أخرجه أحمد (2)(5/ 63 - 64) عن عفان به.
وأخرجه أبو القاسم البغوي (311) عن أحمد بن زهير بن حرب ثنا عفان به.
وأخرجه الطبراني (6385) عن محمد بن العباس المؤدب ثنا عفان (3) به.
وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(1533) عن الطبراني به.
وأخرجه المزي (19/ 270 - 271) من طريق أبي بكر بن ريذة أنا الطبراني به.
وتابعه عبيد الله بن محمد بن حفص المعروف بابن عائشة ثنا حماد بن سلمة به.
أخرجه أبو داود (4075) وأبو نعيم في "الصحابة"(2/ 548)
- ورواه أبو إسحاق السبيعي عن أبي تميمة مرسلًا ومطولا ولم يذكر قصة السلام.
أخرجه عبد الرزاق (19982) عن معمر بن راشد
ويونس بن بكير في "زيادات مغازي ابن إسحاق"(ص 289) عن يونس بن أبي إسحاق وهناد في "الزهد"(841) عن أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي
ثلاثتهم عن أبي إسحاق به.
ورواه زهير بن معاوية الكوفي عن أبي إسحاق عن أبي تميمة أنّه قال للنبي-صلى الله عليه وسلم أو قال له رجل- على الشك-
أخرجه الدولابي في "الكنى"(1/ 20)
الثاني: يرويه عبد الملك بن الحسن البخاري قال: سمعت سهم بن المعتمر يحدث عن الهجيمي أنّه قدم المدينة فلقي النبي-صلى الله عليه وسلم في بعض أزقة المدينة فوافقه فإذا هو متزر بإزار قطر قد انتثرت حاشيته وقال: عليك السلام يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "عليك
(1) وأخرجه في موضع آخر (1094) عن سريج فقال فيه: عن عبيدة بن عبد ربه الهجيمي عن سليم بن جابر أو جابر بن سليم.
(2)
سقط من المطبوع من مسند أحمد "عن أبي جري" وأثبته الحافظ في "التعجيل"(1/ 786)
(3)
رواه عمرو بن علي الفلاس عن عفان فلم يذكر أبا تميمة.
أخرجه الخرائطي في "المكارم"(1/ 150)
السلام تحية الموتى" فقال: يا رسول الله أوصني، فقال "لا تحقرنّ شيئًا من المعروف أن تأتيه ولو أن تهب صلة الحبل، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تلقى أخاك المسلم ووجهك بسط إليه، ولو أن تؤنس الوحشتان بنفسك، ولو أن تهب الشسع"
أخرجه النسائي في "الكبرى"(9694) عن أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي ثنا خالد بن مخلد ثنا عبد الملك بن الحسن به.
وأخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 205) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1186) عن ابن أبي شيبة ثنا خالد بن مخلد به مختصرا.
قال النسائي: سهم بن المعتمر ليس معروف"
4345 -
"لا تقولوا الكَرْمُ ولكن قولوا العِنَبُ والحَبَلَةُ"
قال الحافظ: وله (أي مسلم 2248) من حديث وائل بن حُجْر: فذكره" (1)
4346 -
"لا تقولوا رمضان، فإنّ رمضان اسم من أسماء الله، ولكن قولوا شهر رمضان"
قال الحافظ: حديث ضعيف، رواه أبو معشر نجيح المدني عن سعيد المَقْبري عن
أبي هريرة مرفوعا، أخرجه ابن عدي في "الكامل" وضعفه بأبي معشر. قال البيهقي: قد روي عن أبي معشر عن محمد بن كعب وهو أشبه، وروي عن مجاهد والحسن من طريقين ضعيفين" (2)
ضعيف
أخرجه ابن عدي (7/ 2517) والبيهقي (4/ 201) والجورقاني في "الأباطيل"(474) من طريق محمد بن أبي معشر ثني أبي عن سعيد المقبري عن أبي هريرة به مرفوعا.
وتابعه الحارث بن عبد الله الحارثي قال: سمعت أبا معشر به.
أخرجه الجورقاني (475)
قال ابن عدي: لا أعلم يُروى عن أبي معشر إلا بهذا الإسناد" (3)
وقال البيهقي: وهكذا رواه الحارث بن عبد الله الخازن عن أبي معشر، وأبو معشر هو
(1) 13/ 186 (كتاب الأدب- باب قول النبي-صلى الله عليه وسلم: إنما الكرم قلب المؤمن)
(2)
5/ 14 (كتاب الصوم- باب هل يقال رمضان أو شهر رمضان)
(3)
وقال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع لا أصل له، وأبو معشر اسمه نجيح، كان يحيى بن سعيد يضعفه ولا يحدث عنه ويضحك إذا ذكره، وقال ابن معين: إسناده ليس بشيء"
نجيح السندي ضعفه ابن معين، وكان يحيى القطان لا يحدث عنه، وكان عبد الرحمن بن مهدي يحدث عنه.
قال: وقد قيل: عن أبي معشر عن محمد بن كعب من قوله وهو أشبه.
ثم أخرجه (4/ 202) من طريق محمد بن بكار بن الريان ثنا أبو معشر عن محمد بن كعب قوله.
وإسناده ضعيف لضعف أبي معشر.
قال الجورقاني: هذا حديث باطل، مداره على أبي معشر، واسمه نجيح السندي عن سعيد عن أبي هريرة"
وللحديث شاهد عن ابن عمر مرفوعا "لا يقولنّ أحدكم صمت رمضان ولا صنعت في رمضان كذا وكذا، فإنّ رمضان اسم من أسماء الله
…
ولكن قولوا شهر رمضان كما قال ربكم عز وجل في كتابه"
أخرجه تمام في "فوائده"(ق 18/ ب) أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سعيد بن عبيد الله الوراق يعرف بابن فطيس ثنا أبو الفضل جعفر بن محمد بن جعفر بن رشيد الكوفي ثنا سليمان بن عبد الرحمن ثنا ناشب بن عمرو الشيباني ثنا مقاتل بن حيان عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عمر به.
وإسناده ضعيف. قال الدارقطني: ناشب بن عمرو ضعيف، وقال البخاري: منكر الحديث.
وله شاهد آخر عن عائشة مرفوعا "يا حميراء لا تقولي رمضان فإنّه اسم من أسماء الله تعالى، ولكن قولي: شهر رمضان فإنّ رمضان أرمض فيه ذنوب عباده فغفرها"
أخرجه ابن النجار كما في "اللآلئ"(2/ 98)
وفيه من لا يعرف.
4347 -
عن أنس رفعه "لا تقولوا سورة البقرة ولا سورة آل عمران ولا سورة النساء وكذلك القرآن كله"
قال الحافظ: أخرجه أبو الحسين بن قانع في "فوائده" والطبراني في "الأوسط" وفي سنده عيسى بن ميمون العطار وهو ضعيف، وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات" ونقل عن أحمد أنّه قال: هو حديث منكر" (1)
ضعيف
(1) 10/ 464 (كتاب فضائل القرآن- باب من لم ير بأسا أن يقول سورة البقرة)
أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 250) من طريق عبد الباقي بن قانع البغدادي ثنا محمد بن عبد الله مطين ثنا خلف بن هشام ثنا عُبَيْس عن موسى بن أنس عن أبيه أنس رفعه "لا تقولوا سورة آل عمران ولا سورة النساء وكذلك القرآن كله. ولكن قولوا السورة التي يذكر فيها آل عمران وكذلك القرآن كله"
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5751) عن محمد بن عبد الله الحضرمي مطين ثنا خلف بن هشام البزاز به.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن موسى بن أنس إلا عبيس بن ميمون، تفرد به خلف بن هشام، ولا يُروى عن أنس إلا بهذا الإسناد"
وقال ابن الجوزي: قال أحمد بن حنبل: هذا حديث منكر، وأحاديث عبيس أحاديث مناكير، وقال يحيى: عبيس ليس بشيء، وقال الفلاس: متروك"
وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه عبيس بن ميمون وهو متروك" المجمع 7/ 156
وقال السيوطي: أخرجه ابن الضريس في "فضائل القرآن" والطبراني في "الأوسط" وابن مردويه في "التفسير"(1). وقال الحافظ ابن حجر في "أماليه": أفرط ابن الجوزي في إيراد هذا الحديث في الموضوعات ولم يذكر مستنده إلا قول أحمد وتضعيف عبيس، وهذا لا يقتضي وضع الحديث. وقد قال الفلاس في عبيس: هو صدوق يخطئ كثيرا انتهى وقد أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(2) وقال: عبيس منكر الحديث وهذا لا يصح وإنّما يروى فيه عن ابن عمر من قوله" اللآلئ 1/ 239
قلت: عبيس ويقال له عبيدة أيضًا كما في "التهذيب" ضعيف الحديث كما قال أبو داود وأبو زرعة والدارقطني، وقال ابن معين: ضعيف، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة.
والحديث أخرجه عبد الله بن أحمد في "العلل"(2390) ثنا خلف بن هشام به.
وقال: قال أبي: هذا حديث منكر"
وأخرجه العقيلي (3/ 418) عن عبد الله بن أحمد به.
(1) زاد في "الدر المنثور"(1/ 46): والبيهقي في "الشعب" بسند ضعيف"
(2)
"الشعب"(2346) من طريق أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم ثنا يحيى بن أبي طالب أني أبي ثني أبو عبيدة عبيس الخزاز عن موسى بن أنس عن أبيه به.
وأخرجه الجورقاني في "الأباطيل"(675) من طريق أبي بكر أحمد بن جعفر القَطيعي ثنا عبد الله بن أحمد به.
4348 -
"لا تقولوا للمنافق سيدنا"
قال الحافظ: فعند أبي داود والمصنف في "الأدب" من حديث بريدة مرفوعا: فذكره، الحديث ونحوه عند الحاكم" (1)
أخرجه أحمد (5/ 346 - 347) والبخاري في "الأدب المفرد"(760) وأبو داود (4977) وابن أبي الدنيا في "الصمت"(364) والنسائي في "اليوم والليلة"(244) والطحاوي في "المشكل"(5987) والمحاملي في "أماليه"(391) وابن السني في "اليوم والليلة"(391) وابن منده في "التوحيد"(283) والبيهقي في "الشعب"(4542) من طرق عن معاذ بن هشام الدستوائي ثني أبي عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعا "لا تقولوا للمنافق سيدنا (2)، فإنّه إن يكن سيدكم فقد أسخطتم ربكم"
قال المنذري والعراقي: إسناده صحيح" الترغيب 3/ 579 - تخريج أحاديث الإحياء للحداد 4/ 1789
قلت: رواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلسًا.
ولم ينفرد هشام الدَّسْتُوائي به بل تابعه ابن حوط عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رفعه "إذا قال الرجل للمنافق سيدا فقد أهان الله"
أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(186 - زوائد نعيم)
ولم ينفرد قتادة به بل تابعه عقبة (3) بن عبد الله الاصم ثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه رفعه "إذا قال الرجل للمنافق: يا سيد، فقد أغضب ربه تبارك وتعالى"
أخرجه الحاكم (4/ 311) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 198) والبيهقي في "الشعب"(4854) والخطيب في "التاريخ"(5/ 454)
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: عقبة ضعيف"
(1) 6/ 104 (كتاب العتق- باب كراهية التطاول على الرقيق)
(2)
وفي لفظ "سيد"
(3)
ومن هذا الطريق أخرجه ابن عدي (5/ 1917) بلفظ "إذا مدح الفاسق غضب الرب"
4349 -
"لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان"
قال الحافظ: قال ابن المديني: والطفيل أبوه (يعني أبا عوف بن الطفيل) هو الذي روى عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عنه، يعني حديث: فذكره، أخرجه النسائي وابن ماجه" (1)
تقدم الكلام عليه في حرف القاف فانظر حديث "قولوا ما شاء الله ثم شاء محمد"
4350 -
"لا تقوم الساعة إلا على حثالة الناس"
قال الحافظ: أخرجه الطبراني وابن عدي من طريق عبد الحميد بن جعفر بن الحكم عن أبيه عن علباء- بكسر المهملة وسكون اللام بعدها موحدة- رفعه: فذكره" (2)
أخرجه أحمد (3/ 499) والبخاري في "الكبير"(4/ 1/ 77) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عمر 2/ 830) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 283) والطبراني في "الكبير"(18/ 84 - 85) وابن عدي (5/ 1956) والحاكم (4/ 495 - 496) وأبو نعيم في "الصحابة"(5586) من طريق علي بن ثابت الجزري ثني عبد الحميد بن جعفر الأنصاري عن أبيه عن علباء السلمي به مرفوعا.
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال ابن عدي: لا أعلم يرويه عن عبد الحميد غير علي بن ثابت"
وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 8/ 13
قلت: عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم الأنصاري صدوق لا بأس به، وأبوه وثقه النسائي وغيره لكنّه لم يذكر سماعا من علباء فلا أدري أسمع منه أم لا، ولم أر أحدا صرّح بسماعه منه.
وتردد فيه ابن حبان، فذكره في التابعين وأعاده في أتباع التابعين.
4351 -
حديث عبد الله بن عمرو "لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق، هم شر من أهل الجاهلية، لا يدعون الله بشيء إلا ردّه عليهم"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (1924")(3)
قلت: وهو موقوف.
(1) 13/ 104 (كتاب الأدب- باب الهجرة)
(2)
16/ 148 (كتاب الفتن- باب إذا بقي في حثالة من الناس)
(3)
17/ 56 (كتاب الاعتصام- باب قول النبي-صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق)
4352 -
"لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس"
قال الحافظ: وله (أي مسلم 2949) من حديث ابن مسعود: فذكره، ولأحمد مثله من حديث علباء السلمي- بكسر العين المهملة وسكون اللام بعدها موحدة خفيفة ومد- بلفظ "حثالة" بدل "شرار" وللطبراني من وجه آخر عنه "لا تقوم الساعة على مؤمن"(1).
حديث علباء تقدم الكلام عليه قبل حديث.
4353 -
حديث حذيفة بن أسيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من رومان أو ركوبة تضيء منها أعناق الإبل ببصري"
قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (2)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(3032) عن محمد بن رزيق بن جامع المصري ثنا محمد بن هشام السدوسي ثنا أبو عاصم عن الحسن بن فرات ثني أبي قال: سمعت أبا الطفيل قال: حدثني حذيفة بن أسيد به مرفوعا.
ومحمد بن رزيق ترجمه الذهبي في "تاريخ الإسلام" ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا، ومحمد بن هشام صدوق، والباقون ثقات.
4354 -
حديث سمرة "لا تقوم الساعة حتى تروا أمورا عظاما لم تحدثوا بها أنفسكم" وفي لفظ "يتفاقم شأنها في أنفسكم وتسألون: هل كان نبيكم ذكر لكم منها ذكرا" الحديث وفيه "وحتى تروا الجبال تزول عن أماكنها".
قال الحافظ: أخرجه أحمد والطبراني في حديث طويل وأصله عند الترمذي" (3)
ضعيف
وهو قطعة من حديث طويل أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 469 - 470 و 15/ 151 - 152) وأحمد (5/ 16) والبخاري في "خلق الأفعال"(410) وأبو داود (1184) والحربي في "الغريب"(3/ 979) والنسائي (3/ 114) وفي "الكبرى"(1869) والروياني (847) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2752) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 329 و 333)
(1) 16/ 126 (كتاب الفتن- باب ظهور الفتن)
و16/ 189 (كتاب الفتن- باب تغيير الزمان حتى يعبدوا الأوثان)
و16/ 198 (كتاب الفتن- باب حدثنا مسدد
…
)
(2)
16/ 192 - 193 (كتاب الفتن- باب خروج النار)
(3)
16/ 197 (كتاب الفتن- باب حدثنا مسدد)
وابن حبان (2852) والطبراني في "الكبير"(6799) والحاكم (1/ 329 - 331) والبيهقي (3/ 339) وفي "معرفة السنن"(6/ 141 - 142) وابن عبد البر في "التمهيد"(3/ 309)
عن زهير بن معاوية الكوفي
وأحمد (5/ 17) وابن حبان (2856) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 329) والطبراني في "الكبير"(6798) وأبو نعيم في "الصحابة"(6710) والضياء المقدسي في "فضائل بيت المقدس"(35) والحافظ في "نتائج الأفكار"(2/ 5)
عن أبي عَوَانة الوَضاح بن عبد الله اليشكري
وابن أبي شيبة (2/ 472) وأحمد (5/ 14 و 16 - 17 و 19) والبخاري في "خلق الأفعال"(411) وابن ماجه (1264) والترمذي (562) والنسائي (3/ 120 و 123) وفي "الكبرى"(1882) والروياني (843) وابن خزيمة (1397) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(529) وابن المنذر في "الأوسط"(5/ 297 - 298) والطحاوي (1/ 333) وابن البختري في "حديثه"(453) وابن حبان (2851) والطبراني (6797) وابن عبد البر (3/ 309 - 310) والحاكم (1/ 334) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 117) والبيهقي (3/ 335 و 339) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(3/ 955) والحافظ في "نتائج الأفكار"(2/ 4)
عن سفيان الثوري
وأحمد (5/ 23)
عن سلام بن أبي مطيع البصري
كلهم عن الأسود بن قيس ثنا ثعلبة بن عباد العبدي قال: شهدت يوما خطبة لسَمُرة بن جندب فذكر في خطبته حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بينا أنا وغلام من الأنصار نرمي في غرضين لنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كانت الشمس قيد رمحين أو ثلاثة في عين الناظر اسودت حتى آضت كأنها تنومة، قال: فقال أحدنا لصاحبه: انطلق بنا إلى المسجد فوالله ليحدثنّ شأن هذه الشمس لرسول الله صلى الله عليه وسلم -في أمته حديثا، قال: فدفعا إلى المسجد فإذا هو بارز، قال: ووافقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم-حين خرج إلى الناس فاستقدم فقام بنا كأطول ما قام بنا في صلاة قط لا نسمع له صوتا، ثم ركع كأطول ما ركع بنا في صلاة قط لا نسمع له صوتا، ثم فعل في الركعة الثانية مثل ذلك فوافق تجلي الشمس جلوسه في الركعة الثانية، قال: فسلم فحمد الله وأثنى عليه وشهد أنّه عبد الله ورسوله ثم قال "أيها الناس أنشدكم بالله إن كنتم تعلمون أني قصرت عن شيء من تبليغ رسالات ربي عز وجل لما أخبرتموني ذاك فبلغت رسالات ربي كما ينبغي لها أن تبلغ، وإن كنتم تعلمون أني بلغت رسالات ربي لما
أخبرتموني ذاك" قال: فقام رجال فقالوا: نشهد أنّك قد بلغت رسالات ربك ونصحت لأمتك وقضيت الذي عليك، ثم سكتوا، ثم قال "أمّا بعد فإن رجالا يزعمون أنّ كسوف هذه الشمس وكسوف هذا القمر وزوال هذه النجوم عن مطالعها لموت رجال عظماء من أهل الأرض وإنّهم قد كذبوا ولكنّها آيات من آيات الله تبارك وتعالى يعتبر بها عباده فينظر من يُحدث له منهم توبة، وأيم الله لقد رأيت منذ قمت أصلي ما أنتم لاقون في أمر دنياكم وآخرتكم وأنّه والله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا آخرهم الأعور الدجال ممسوح العين اليسرى كأنها عين أبي تحي- لشيخ حينئذ من الأنصار بينه وبين حجرة عائشة رضي الله تعالى عنها - وإنّها متى يخرج- أو قال- متى ما يخرج فإنه سوف يزعم أنّه الله فمن آمن به وصدقه واتبعه لم ينفعه صالح من عمله سلف، ومن كفر به وكذبه لم يعاقب بشيء من عمله، وإنّه سيظهر- أو قال- سوف يظهر على الأرض كلها إلا الحرم وبيت المقدس، وإنّه يحصر المؤمنين في بيت المقدس فيزلزلون زلزالا شديدا ثم يهلكه الله تبارك وتعالى وجنوده حتى إنّ جذم الحائط- أو قال- أصل الحائط لينادي- أو قال- يقول يا مؤمن- أو قال- يا مسلم هذا يهودي- أو قال- هذا كافر تعال فاقتله قال: ولن يكون ذلك كذلك حتى تروا أمورا يتفاقم شأنها في أنفسكم وتساءلون بينكم هل كان نبيكم ذكر لكم منها ذكرا، وحتى تزول جبال على مراتبها ثم على إثر ذلك القبض".
رواه غير واحد هكذا مطولًا، واختصره بعضهم.
قال الترمذي: حسن صحيح "
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" (1)
وقال ابن حزم: لا يصح، لأنه لم يروه إلا ثعلبة بن عباد العبدي، وهو مجهول" المحلى 5/ 151
وقال ابن القطان الفاسي: سكت عنه عبد الحق، وما مثله صُحِّحَ، فإنه حديث يرويه ثعلبة بن عباد عن سمرة، وهو رجل من البصرة، عبدي النسب، لا يعرف بغير هذا، رواه عنه الأسود بن قيس، وهو وإن كان ثقة فإنه قد عُهد يروي عن مجاهيل، قاله ابن المديني، وثعلبة هذا منهم.
ولما ذكر ابن حزم هذا الحديث قال في ثعلبة المذكور: إنه مجهول. وهو كما قال" الوهم والإيهام 4/ 196 - 197
(1) وتعقبه الذهبي فقال: قلت: ثعلبة مجهول، وما أخرجا له شيئا"
وقال الحافظ: سنده قوي"
وقال الهيثمي: رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح غير ثعلبة بن عباد وثقه ابن حبان" المجمع 7/ 341 - 342
قلت: هو مجهول كما قال ابن حزم وابن القطان الفاسي والعجلي، وذكره ابن المديني في المجاهيل الذين يروي عنهم الأسود بن قيس. وقال الذهبي في "الميزان": وعنه الأسود بن قيس فقط، وقال في "المجرد": لا يعرف.
وقد تقدم الكلام على بعض هذا الحديث عند حديث "بين يدي الساعة ثلاثون دجالا كذابا".
4355 -
"لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات: طلوع الشمس من مغربها، والدخان، والدابة" الحديث
قال الحافظ: أخرجه مسلم (2901) من حديث أبي سريحة رفعه: فذكره" (1)
4356 -
"لا تقوم الساعة حتى تكون السنة كالشهر" الحديث وفيه "واليوم كاحتراق السعفة"
قال الحافظ: ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (2)
سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان
…
"
4357 -
"لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها كما ينفي الكير خبث الحديد"
قال الحافظ: قال النووي: ليس هذا بظاهر لأنّ عند مسلم (1381): فذكره" (3)
4358 -
حديث أبي هريرة "لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها كما ينفي الكير خبث الفضة"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (1381")(4)
4359 -
"لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله الله"
قال الحافظ: ثبت في صحيح مسلم (148): فذكره" (5)
(1) 10/ 194 (كتاب التفسير- سورة الدخان- باب أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين)
(2)
14/ 140 (كتاب الرقاق- باب حدثنا أبو اليمان)
(3)
4/ 459 (كتاب الحج- فضائل المدينة- باب فضل المدينة)
(4)
17/ 67 (كتاب الاعتصام- باب ما ذكر النبي-صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم)
(5)
4/ 207 (كتاب الحج- باب هدم الكعبة)
وذكره في موضع آخر وقال: في حديث أنس في صحيح مسلم: فذكره" (1)
4360 -
حديث أنس "لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: لا إله إلا الله"
قال الحافظ: أخرجه أحمد بسند قوي وهو عند مسلم بلفظ "الله الله"(2)
أخرجه أحمد (3/ 268) عن عفان بن مسلم البصري ثنا حماد أنا ثابت عن أنس به مرفوعا.
وأخرجه مسلم (148) عن زهير بن حرب النسائي ثنا عفان به بلفظ "الله الله".
4361 -
حديث ابن مسعود "لا تقوم الساعة حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (2899")(3)
4362 -
"لا تقوم الساعة حتى يأخذ الله شريطته (4) من أهل الأرض فيبقى عجاج لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا"
قال الحافظ: ولأحمد بسند جيد عن عبد الله بن عمرو: فذكره" (5)
يرويه قتادة واختلف عنه:
- فرواه همام بن يحيى العَؤذي عن قتادة واختلف عنه:
• فقال عبد الصمد بن عبد الوارث البصري: ثنا همام ثنا قتادة عن الحسن عن ابن عمرو به مرفوعا.
أخرجه أحمد (2/ 210) عن عبد الصمد به.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الأمر بالمعروف"(24) عن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث به.
وأخرجه الحاكم (4/ 435) من طريق أبي قِلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث به.
وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إن كان الحسن سمعه من ابن عمرو"
(1) 17/ 48 (كتاب الاعتصام- باب ما يذكر من ذم الرأي)
(2)
16/ 198 (كتاب الفتن- باب حدثنا مسدد)
(3)
16/ 197 (كتاب الفتن- باب حدثنا مسدد)
(4)
أي أهل الدين والخير.
(5)
16/ 198 (كتاب الفتن- باب حدثنا مسدد)
• ورواه عفان بن مسلم البصري عن همام عن قتادة عن الحسن عن ابن عمرو قوله.
أخرجه أحمد (2/ 210)
والحسن لم يسمع من ابن عمرو كما جزم به ابن المديني وغيره. قاله الحافظ في "الفتح"(15/ 86) فالإسناد منقطع.
• وقال عمران بن داوَر القطان: عن قتادة عن عبد الرحمن بن آدم عن ابن عمرو قال: لا تقوم الساعة حتى يبعث الله ريحا لا تدع أحدا في قلبه مثقال ذرة من تقى أو نهى إلا قبضته، ويلحق كل قوم بما كان يعبد آباؤهم في الجاهلية، ويبقى عجاج من الناس لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر يتناكحون في الطرق كما تتناكح البهائم، فإذا كان ذلك اشتدّ غضب الله على أهل الأرض فأقام الساعة.
أخرجه الحاكم (4/ 455 - 456) هكذا موقوفًا.
وعمران القطان مختلف فيه.
- وقال هشام الدَّسْتُوائي: عن قتادة عن أبي مِجلَز عن قيس بن عباد عن ابن عمرو قال: إنّ من آخر أمر الكعبة أنّ الحبش يغزون البيت، فيتوجه المسلمون نحوهم، فيبعث الله عليهم ريحا أثرها شرقية فلا يدع الله عبدا في قلبه مثقال ذرة من تقى إلا قبضته حتى إذا فرغوا من خيارهم بقي عجاج من الناس لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر، وعمد كل حي إلى ما كان يعبد آباؤهم من الأوثان فيعبده حتى يتسافدوا في الطرق كما تتسافد البهائم فتقوم عليهم الساعة، فمن أنبأك عن شيء بعد هذا فلا علم له.
أخرجه الحاكم (4/ 457)
وقال: صحيح الإسناد على شرطهما موقوف"
قلت: فيه عنعنة قتادة فإنه كان مدلسًا، ولم يحتج البخاري بروايته عن أبي مجلز.
4363 -
حديث عبد الله بن عمرو "لا تقوم الساعة حتى يتسافد في الطريق تسافد الحُمُر"
قال الحافظ: أخرجه البزار والطبراني وصححه ابن حبان والحاكم" (1)
صحيح
(1) 16/ 197 (كتاب الفتن- باب حدثنا مسدد)
يرويه عثمان بن حكيم بن عباد بن حُنيف الأنصاري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن ابن عمرو واختلف عنه:
- فقال عبد الواحد بن زياد البصري: ثنا عثمان بن حكيم ثنا أبو أمامة بن سهل بن حنيف قال: سمعت ابن عمرو رفعه "لا تقوم الساعة حتى يتسافدوا في الطريق تسافد الحمير" قلت: إنّ ذلك لكائن؟ قال "نعم ليكونن"
أخرجه البزار (كشف 3408)
عن عفان بن مسلم البصري
وابن حبان (6767) وأبو يعلى (المطالب 4499)
عن إبراهيم بن الحجاج السامي
قالا: ثنا عبد الواحد بن زياد به.
قال البزار: لا نعلمه من وجه صحيح إلا عن ابن عمرو بهذا الإسناد"
وقال الهيثمي: رجال البزار رجال الصحيح" المجمع 7/ 327
قلت: إسناده صحيح رواته ثقات.
- وقال عبدة بن سليمان الكلابي: عن عثمان بن حكيم عن أبي أمامة قال: سمعت ابن عمرو يقول: لا تقوم الساعة حتى يتسافد الناس في الطرق تسافد الحمير.
موقوف
أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن"(1799) وابن أبي شيبة (15/ 64) عن عبدة به.
والأول أصح لأنّ الرفع زيادة من ثقة وهي مقبولة.
4364 -
"لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان، فتكون السنة كالشهر، والشهر كالجمعة، والجمعة كاليوم، ويكون اليوم كالساعة، وتكون الساعة كاحتراق السَّعَفَة"
قال الحافظ: أخرجه الترمذي من حديث أنس، وأحمد من حديث أبي هريرة مرفوعا" (1)
حسن
(1) 16/ 122 (كتاب الفتن- باب ظهور الفتن)
ورد من حديث أنس بن مالك ومن حديث أبي هريرة
فأمّا حديث أنس فأخرجه الترمذي (2332)
عن خالد بن مخلد الكوفي
وتمام (ق 119/ ب- ظاهرية)
عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي
قالا: ثنا عبد الله بن عمر العمري عن سعد بن سعيد الأنصاري عن أنس مرفوعا به وقال في آخره "وتكون الساعة كالضرمة بالنار"
قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وسعد بن سعيد هو أخو يحيى بن سعيد"
قلت: وهو مختلف فيه لكن لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن، والعمري مختلف فيه كذلك وثق وضعف وفي حفظه شيء.
وللحديث طريق أخرى عند محمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(537) وفيه عبد الله بن شبيب الرَّبَعي قال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث.
وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان:
الأول: يرويه سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعا وزاد "أو الخُوصَة"
أخرجه أحمد (2/ 537 - 538) والطحاوي في "المشكل"(2986) وابن حبان (6842) والشجري في "أماليه"(2/ 265) من طرق عن زهير بن معاوية الكوفي ثنا سهيل به.
قال ابن كثير: هذا الإسناد على شرط مسلم" النهاية ص 119
وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 331
قلت: وهو كما قالا، وهو إسناد حسن لأنّ سهيلا صدوق.
الثاني: يرويه مُجالد بن سعيد الهَمْداني عن عبيد الله بن مسلم عن أبي هريرة.
أخرجه ابن عدي (7/ 2597) ثنا أحمد بن محمد بن عبدويه الجمال ثنا عبد الرحمن بن عمر بن يزيد رسته ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا هشيم عن مجالد به.
وإسناده ضعيف، مجالد ليس بالقوي وتغير بأخرة وكان يلقن، وهشيم هو ابن بشير وكان مدلسًا ولم يذكر سماعا من مجالد.
4365 -
"لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا منهم مسيلمة والعنسي والمختار"
قال الحافظ: وروى أبو يعلى بإسناد حسن عن عبد الله بن الزبير تسمية بعض الكذابين المذكورين بلفظ: فذكره" (1)
أخرجه أبو يعلى (6820) وابن عدي (1/ 58 و 6/ 2182) والبيهقي في "الدلائل"(6/ 480 - 481) من طريق محمد بن الحسن الأسدي ثنا شريك عن أبي إسحاق السبيعي عن عبد الله بن الزبير به مرفوعا (2).
قال ابن عدي: وهذا لا أعلم رواه عن شريك إلا محمد بن الحسن هذا"
قلت: هو المعروف بالتل وهو كوفي مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وشريك هو ابن عبد الله القاضي مختلف فيه كذلك ونسبه إلى سوء الحفظ والغلط غير واحد، ولما ذكره ابن حبان في "الثقات" قال: كان في آخر أمره يخطئ فيما يروي، تغير عليه حفظه فسماع المتقدمين عنه الذين سمعوا منه بواسط ليس فيه تخليط، مثل يزيد بن هارون وإسحاق الأزرق، وسماع المتأخرين عنه بالكوفة فيه أوهام كثيرة.
وأبو إسحاق السبيعي كان مدلسًا ولم يذكر سماعا من ابن الزبير ولا أدري أَثَبَتَ له السماع منه أم لا.
وقال الذهبي في "الميزان"(3/ 513): قلت: من عند قوله "منهم مسيلمة" لعله من قول الراوي.
واختلف على أبي إسحاق في هذا الحديث، فرواه قيس بن الربيع عنه عن سبيع السلولي عن ابن الزبير مرفوعا "إنّ بين يدي الساعة ثلاثين دجالا كذابا"
أخرجه البزار (2225 و 2226) والطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 321)
وقال البزار: لا نعلم أحدا جوده إلا قيس، ورواه غير واحد عن أبي إسحاق عمن سمع ابن الزبير"
قلت: قيس بن الربيع مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، ونسبه جماعة إلى سوء الحفظ (3).
(1) 3/ 430 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب علامات النبوة في الإسلام)
(2)
وزاد "وشر قبائل العرب: بنو أمية، وبنو حنيفة، وثقيف"
(3)
لكنه لم ينفرد به بل تابعه زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق به. =
وسبيع هو السلولي الكوفي ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، ولم يذكرا عنه راويا إلا أبا إسحاق السبيعي فهو مجهول.
وللحديث شاهد من حديث جابر بن عبد الله ومن حديث أبي بكرة ومن حديث الحسن البصري مرسلًا.
فأما حديث جابر فله عنه طرق:
الأول: يرويه إبراهيم بن عقيل بن معقل الصنعاني عن أبيه عن وهب بن منبه عن جابر مرفوعا "إنّ بين يدي الساعة كذابين، منهم: صاحب اليمامة، ومنهم صاحب صنعاء العنسي، ومنهم صاحب حمير، ومنهم الدجال، وهو أعظمهم فتنة" قال: وقال أصحابي: قال "هم قريب من ثلاثين كذابا"
أخرجه ابن حبان (6650) عن الحسن بن سفيان النسوي ثنا الحسن بن الصباح البزار ثنا إسماعيل بن عبد الكريم أني إبراهيم بن عقيل به.
ورواته ثقات إلا أنّ ابن معين قال: لم يسمع وهب من جابر شيئًا.
الثاني: يرويه ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر.
أخرجه أحمد (3/ 345) عن موسى بن داود الضبي ثنا ابن لهيعة به.
وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.
الثالث: يرويه مجالد بن سعيد الهمداني عن الشعبي عن جابر.
أخرجه البزار (كشف 3375) عن يوسف بن موسى القطان ثنا عبد الرحمن بن مَغْراء ثنا مجالد به.
وإسناده ضعيف لضعف مجالد بن سعيد.
وأما حديث أبي بكرة فأخرجه عبد الرزاق (20823) وأحمد (5/ 41 و 47) والحاكم (4/ 541)
عن مَعْمر بن راشد
= أخرجه الطبراني (13/ حديث رقم 322)
وسماع زكريا من أبي إسحاق بعد الاختلاط.
والحاكم (4/ 541)
عن شعيب بن أبي حمزة
كلاهما عن ابن شهاب الزهري عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن أبي بكرة قال: أكثر الناس في مسيلمة قبل أن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه شيئًا، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا، فقال "أما بعد ففي شأن هذا الدجال الذي قد أكثرتم فيه، وإنّه كذاب من ثلاثين كذابا يخرجون بين يدي المسيح"
واختلف فيه على الزهري، فرواه غير واحد عنه عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن عياض بن مسافع عن أبي بكرة، منهم:
1 -
يونس بن يزيد الأيلي.
أخرجه ابن حبان (6652) والحاكم (4/ 541)
2 -
عُقيل بن خالد الأيلي.
أخرجه أحمد (5/ 46) والحاكم (4/ 541)
3 -
محمد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي ابن شهاب الزهري.
أخرجه أحمد (5/ 46)
قال الحاكم: قد احتج مسلم بطلحة بن عبد الله بن عوف، وقد أعضل معمر وشعيب بن أبي حمزة هذا الإسناد عن الزهري، فإنّ طلحة بن عبد الله لم يسمعه من أبي بكرة، إنما سمعه من عياض بن مسافع عن أبي بكرة، هكذا رواه يونس بن يزيد وعقيل بن خالد عن الزهري.
ثم أخرجه عنهما وقال: صحيح على شرح الشيخين"
قلت: عياض بن مسافع لم يخرجاه، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحسيني في "الاكمال": لا يعرف.
وأما حديث الحسن فأخرجه ابن أبي شيبة (15/ 161) عن يزيد بن هارون أنا مبارك عن الحسن رفعه "إنّ بين يدي الساعة كذابين، منهم صاحب اليمامة، ومنهم الأسود العنسي، ومنهم صاحب حمير، ومنهم الدجال وهو أعظمهم فتنة"
ومبارك هو ابن فضالة وهو صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من الحسن.
4366 -
"لا تقوم الساعة حتى يُخسف بقبائل من العرب"
قال الحافظ: وقد أخرج أحمد وأبو يعلى والطبراني من حديث صُحَار حديث: فذكره" (1)
وذكره في موضع آخر وقال: وعند أحمد بإسناد صحيح من حديث صُحَار العبدي رفعه قال "لا تقوم الساعة حتى يخسف بقبائل"(2)
أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 41) وفي "مسنده"(739) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1652)
عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي
وأحمد (3/ 483) والبزار (كشف 3403) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 9) والطبراني في "الكبير"(7404) والشجري في "أماليه"(2/ 268)
عن إسماعيل بن علية
وأحمد (5/ 31) وأبو القاسم البغوي (3/ 370) والطحاوي في "المشكل"(2406) والحاكم (4/ 445) والداني في "الفتن"(348)
عن يزيد بن هارون
وأبو يعلى (6834) وأبو القاسم البغوي (1299) وابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 9)
عن عبد الأعلي بن عبد الأعلى السامي
والطبر اني (7404) والشجري (2/ 268)
عن خالد بن عبد الله الواسطي
والداني (343)
عن وهيب بن خالد البصري
كلهم عن سعيد بن إياس الجُرَيري عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير عن عبد الرحمن بن صحار العبدي عن أبيه رفعه "لا تقوم الساعة حتى يخسف بقبائل"
قال: فعرفت أنّه يعني العرب، لأنّ العجم تنسب إلى قراها.
(1) 16/ 197 (كتاب الفتن- باب حدثنا مسدد)
(2)
9/ 362 (كتاب التفسير- سورة الأنعام- باب قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم)
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 8/ 9
قلت: عبد الرحمن بن صحار ترجمه البخاري في "الكبير" وابن أبي حاتم في "الجرح" ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكروا عنه راويا إلا أبا العلاء بن الشخير فهو مجهول كما قال الحسيني في "الاكمال"
4367 -
"لا تقوم الساعة حتى يرجع ناس من أمتي إلى الأوثان يعبدونها من دون الله"
قال الحافظ: وللطيالسي عن أبي هريرة: فذكره" (1)
أخرجه الطيالسي (ص 327) عن موسى بن مطير الكوفي عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعا.
قال البوصيري: وموسى بن مطير ضعيف" مختصر الإتحاف 10/ 519
قلت: كذبه ابن معين، وقال النسائي: متروك الحديث.
4368 -
حديث ابن مسعود "لا تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة منافقوها"
قال الحافظ: أخرجه الطبراني، وفي لفظ "رذالها" وأخرج البزار عن أبي بكرة نحوه، وعند الترمذي من حديث أبي هريرة "وكان زعيم القوم أرذلهم، وساد القبيلة فاسقهم"(2)
له عن ابن مسعود طرق:
الأول: يرويه عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر عن ابن مسعود به مرفوعا.
أخرجه ابن أبي الدنيا في "المتمنين"(148) والبزار (1434) والطبراني في "الكبير"(9771) وابن عدي (2/ 764) وأبو نعيم في "صفة النفاق"(106 و 107) من طرق عن معتمر بن سليمان التيمي عن أبيه عن حنش عن عطاء به.
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن النبي-صلى الله عليه وسلم إلا ابن مسعود، ولا نعلم له طريقا عنه إلا هذا، وحنش اسمه: حسين بن قيس الرحبي، روى عنه غير واحد فقال: حسين بن قيس، ولا نعلم قال: حنش إلا التيمي"
وقال الهيثمي: وفيه حسين بن قيس وهو متروك" المجمع 7/ 327
(1) 16/ 198 (كتاب الفتن- باب حدثنا مسدد)
(2)
16/ 197 (كتاب الفتن- باب حدثنا مسدد)
الثاني: يرويه عبد الرحمن بن شريح عن إسماعيل بن قيس الرُّعَيْني عن ابن مسعود به مرفوعا.
أخرجه الداني في "الفتن"(404)
عن علي بن معبد بن شداد العبدي
و (406)
عن يحيى بن يحيى النيسابوري
كلاهما عن عبد الله بن وهب عن عبد الرحمن بن شريح به.
وإسماعيل بن قيس ذكره ابن الأثير في "اللباب" وقال: نزل مصر وكان يدعى البليغ اللسان، حدّث عنه عبد الرحمن بن شريح المَعَافري.
ولم يذكر سماعا من ابن مسعود فلا أدري أسمع منه أم لا.
والباقون ثقات.
الثالث: يرويه مبارك بن فضالة عن الحسن عن عتي السعدي عن ابن مسعود قال: فذكر حديثا طويلًا وفيه "يا ابن مسعود إنّ من أعلام الساعة وأشراطها أن يسود كل قبيلة منافقوها"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(10556) و"الأوسط"(4858) عن (1) أبي عبيدة عبد الوارث بن إبراهيم العسكري ثنا سيف بن مسكين الأسواري ثنا مبارك بن فضالة به.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن مبارك بن فضالة إلا سيف بن مسكين"
وقال الهيثمي: وفيه سيف بن مسكين وهو ضعيف، وعبد الوارث بن إبراهيم لم أعرفه" المجمع 5/ 209 و 7/ 323
قلت: واختلف فيه على مبارك بن فضالة، فرواه حبيب بن فروخ الحارثي عن مبارك بن فضالة عن الحسن عن أبي بكرة مرفوعا "لا تقوم الساعة حتى يسود كل قوم منافقوها"
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7711) عن محمد بن عبد الرحمن أبي السائب المخزومي ثنا محمد بن يحيى بن كثير ثنا حبيب بن فروخ به.
(1) وأخرجه ابن النجار كما في "الميزان"(2/ 258) من طريق ابن قانع ثنا عبد الوارث بن إبراهيم العسكري به.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن مبارك إلا حبيب بن فروخ، تفرد به محمد بن يحيى بن كثير"
وقال الهيثمي: وفيه مبارك بن فضالة وهو مدلس، وحبيب بن فروخ لم أعرفه" المجمع 7/ 327 - 328
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الترمذي (2211) ثنا علي بن حُجْر ثنا محمد بن يزيد الواسطي عن المستلم بن سعيد عن رميح الجذامي عن أبي هريرة مرفوعا "إذا اتخذ الفيء دولا، والأمانة مغنما، والزكاة مغرما، وتعلم لغير الدين، وأطاع الرجل امرأته وعقّ أمه، وأدنى صديقه وأقصى أباه، وظهرت الأصوات في المساجد، وساد القبيلة فاسقهم، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكُرم الرجل مخافة شره، وظهرت القينات والمعازف، وشربت الخمور، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء، وزلزلة وخسفا ومسخا وقذفا وآيات تتابع كنظامٍ بالِ قُطِعَ سلكه فتتابع"
وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه"
قلت: إسناده ضعيف، رميح الجذامي لا يعرف، قاله ابن القطان الفاسي والذهبي في "الميزان"، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.
4369 -
"لا تقوم الساعة حتى يسيل واد من أودية الحجاز بالنار تضيء له أعناق الإبل بِبُصرَى"
قال الحافظ: أخرجه ابن عدي في "الكامل" من طريق عمر بن سعيد التنوخي عن ابن شهاب عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن عمر بن الخطاب يرفعه: فذكره، وعمر ذكره ابن حبان في "الثقات" ولينه ابن عدي والدارقطني" (1)
أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 379) وابن عدي (5/ 1718) من طريق موسى بن يعقوب الزَّمْعي عن عمر بن سعيد عن ابن شهاب عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن عمر به مرفوعا.
قال ابن عدي: عمر بن سعيد بن شريح أحاديثه عن الزهري ليست بمستقيمة.
وقال الدارقطني: عمر بن سعيد ضعيف، وقال الذهبي في "الميزان": لين.
وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يعتبر حديثه من غير رواية للضعفاء عنه.
(1) 16/ 192 (كتاب الفتن- باب خروج النار)
قلت: وموسى بن يعقوب مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن المديني وغيره.
4370 -
حديث أبي هريرة رفعه "لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والبخل، ويخوّن الأمين، ويؤتمن الخائن، وتهلك الوُعُول، وتظهر التُّحُوت" قالوا: يا رسول الله، وما التحوت والوعول؟ قال "الوعول: وجوه الناس وأشرافهم، والتحوت: الذين كانوا تحت أقدام الناس ليس يعلم بهم"
قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط" من طريق سعيد بن جبير عن أبي هريرة رفعه: فذكره، وله من طريق أبي علقمة: سمعت أبا هريرة يقول: إنّ من أشراط الساعة: نحوه، وزاد: كذلك أنبأنا عبد الله بن مسعود: سمعته من حبي؟ قال: نعم، قلنا: وما التحوت؟ قال "فسول الرجال وأهل البيوت الغامضة" قلنا: وما الوعول؟ قال "أهل البيوت الصالحة"(1)
حديث سعيد بن جبير عن أبي هريرة أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 98) عن إسماعيل بن أبي أويس ثني زفر بن عبد الرحمن بن أردك عن محمد بن سليمان بن والبة عن سعيد بن جبير عن أبي هريرة مرفوعا "والذي نفس محمد بيده، لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والبخل، الحديث.
وأخرجه ابن حبان (6844) عن عمر بن محمد الهمداني ثنا البخاري به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3779) والحاكم (4/ 547) من طرق عن إسماعيل بن أبي أويس به.
قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن سعيد بن جبير إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن أبي أويس"
وقال ابن حبان: سمع سعيد بن جبير أبا هريرة وهو ابن عشر سنين إذ ذاك"
وقال الحاكم: هذا حديث رواته كلهم مدنيون ممن لم ينسبوا إلى نوع من الجرح"
وقال الهيثمي: وفيه محمد بن سليمان بن والبة ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 7/ 325
قلت: محمد بن سليمان ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته ولم يذكر عنه راويا إلا زفر بن عبد الرحمن.
(1) 16/ 121 (كتاب الفتن- باب ظهور الفتن)
وزفر قال البخاري وابن أبي حاتم: مستقيم الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات". وإسماعيل مختلف فيه.
والحديث أخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات"(343) عن هارون بن سفيان بن بشير المستملي ثني عبد الله بن يعقوب المزني ثنا زفر بن محمد الفهري عن محمد بن سليمان بن مخرمة عن سعيد بن جبير عن أبي هريرة.
وهارون ترجمه الخطيب في "التاريخ" ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا، وعبد الله لم أر من ترجمه، وزفر قال أبو حاتم: يكتب حديثه، ومحمد بن سليمان لم أر من ترجمه أيضًا.
وأما حديث أبي علقمة عن أبي هريرة فأخرجه الطحاوي في "المشكل"(3933) عن علي بن عبد الرحمن بن محمد القرشي المخزومي
والطبراني في "الأوسط"(752) عن أبي أيوب أحمد بن بشير الطيالسي
قالا: ثنا يحيى بن معين ثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج أني محمد بن الحارث قال: قدم رجل يقال له: أبو علقمة حليف في بني هاشم، فتتابعت إليه أنا وعلي الأزدي، فكان مما حدثنا أن قال: سمعت أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ من أشراط الساعة أن يظهر الفحش والشح، ويؤتمن الخائن، ويخون الأمين، وتظهر ثياب كأفواج السحر يلبسها نساء كاسيات عاريات، ويعلو التحوت الوعول" أكذاك يا عبد الله بن مسعود سمعته من حبي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم ورب الكعبة، قلت: وما التحوت الوعول؟ قال "فسول الرجال، وأهل البيوتات الغامضة، يرفعون فوق صالحيهم وأهل البيوتات الصالحة".
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا حجاج"
وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن الحارث بن سفيان وهو ثقة" المجمع 7/ 327
قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا.
4371 -
"لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لُكع بن لُكع"
قال الحافظ: وهو في الصحيح" (1)
صحيح
(1) 1/ 131 (كتاب الإيمان- باب سؤال جبريل النبي-صلى الله عليه وسلم عن الإيمان)
ورد من حديث حذيفة ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أنس ومن حديث أبي بردة بن نيار ومن حديث عمر ومن حديث أبي ذر ومن حديث أم سلمة
فأما حديث حذيفة فأخرجه أحمد (5/ 389) والترمذي (2209) وابن بشران (284) والداني في "الفتن"(407) والبيهقي في "الدلائل"(6/ 392) والبغوي في "شرح السنة"(14/ 346) والمزي (15/ 235)
عن إسماعيل بن جعفر الأنصاري
والترمذي (2209) وأبي عاصم في "الزهد"(196) والمزي (15/ 235)
عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي
وأبو نعيم في "الصحابة"(1861)
عن سليمان بن بلال المدني
ثلاثتهم عن عمرو بن أبي عمرو ثني عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري الأشهلي عن حذيفة به مرفوعا.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب إنّما نعرفه من حديث عمرو بن أبي عمرو"
قلت: هو مولى المطلب بن عبد الله بن حَنْطب وهو مختلف فيه، والأشهلي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": وعنه عمرو بن أبي عمرو فقط، له حديث منكر.
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه أحمد (2/ 326 و 358) وابن عدي (3/ 909 و 6/ 2101) وتمام (ق 21/ ب) من طرق عن أبي العلاء كامل بن العلاء الكوفي قال: حدثنا أبو صالح عن أبي هريرة رفعه "لا تذهب الدنيا حتى تصير (1) للكع بن لكع"
وإسناده حسن، أبو العلاء مختلف فيه: وثقه ابن معين العجلي ويعقوب بن سفيان، وضعفه ابن حبان، واختلف فيه قول النسائي، وأبو صالح هو السمان ثقة مشهور.
وأما حديث أنس فأخرجه ابن حبان (6721) عن أحمد بن خالد بن عبد الملك بن مسرح الحرّاني ثنا عمي الوليد بن عبد الملك ثنا مخلد بن يزيد عن حفص بن ميسرة عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أنس مرفوعا "لا تنقضي الدنيا حتى تكون عند لكع بن لكع"
(1) وفي لفظ لابن عدي "حتى يغلب عليها"
وأحمد بن خالد بن عبد الملك قال الدارقطني: ضعيف ليس بشيء ما رأيت أحدا يثني عليه (سؤالات حمزة ص 148)
وقال الذهبي في "المغني": واه.
ولم ينفرد به بل تابعه أحمد بن علي الأبار ثنا الوليد بن عبد الملك بن مسرح الحراني به.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1)(632)
وقال: لم يرو هذا الحديث عن يحيى إلا حفص، تفرد به مخلد"
وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير الوليد بن عبد الملك بن مسرح وهو ثقة" المجمع 7/ 325 - 326
قلت: رواته كلهم ثقات.
وأما حديث أبي بردة فأخرجه أحمد (3/ 466) والبخاري في "الكبير"(1/ 2 / 229) وابن أبي عاصم في "الزهد"(197) والطبراني في "الكبير"(22/ 195) وأبو نعيم في "الصحابة"(6546) من طرق عن الوليد بن عبد الله بن جميع المكي عن أبي بكر الجهم بن أبي الجهم ثني أبو بردة رفعه "لا تذهب الدنيا حتى تكون للكع بن لكع"
قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 7/ 320
قلت: الجهم ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحسيني في "الاكمال": مجهول.
وأما حديث عمر فأخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد"(195) والطبراني في "الأوسط"(4674 و 7312) من طريق أصبغ بن محمد ابن أخي عبيد الله بن عمرو الرقي عن جعفر بن برقان عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمر رفعه "من أشراط الساعة أن يغلب على الدنيا لكع بن لكع (2)، وخير الناس مؤمن بين كريمين"
قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عمر إلا بهذا الإسناد، تفرد به أصبغ بن محمد"
وقال أيضًا: لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا جعفر بن برقان، ولا عن جعفر إلا أصبغ بن محمد"
(1) ولفظه "لا تذهب الأيام والليالي حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع"
(2)
وفي لفظ "لا تذهب الدنيا حتى يملكها لكع بن لكع"
قلت: وجعفر بن برقان ضعيف في الزهري، قاله ابن معين وغيره.
وأما حديث أبي ذر فيرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه:
- فقال عُقيل بن خالد الأيلي: عن الزهري عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه عن أبي ذر رفعه "لا تقوم الساعة حتى يغلب على الدنيا لكع بن لكع، وخير الناس يومئذ مؤمن بين كريمين"
- أخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد"(192)
عن الوليد بن مسلم الدمشقي
والطبراني في "الأوسط"(3100)
عن عبد الله بن يوسف التِّنِّيسي
كلاهما عن ابن لهيعة عن عقيل بن خالد به.
قال الطبراني: لم يروه عن الزهري إلا عقيل، ولا عن عقيل إلا ابن لهيعة، تفرد به عبد الله بن يوسف، ولا يُروى عن أبي ذر إلا من هذا الوجه"
قلت: وابن لهيعة قال ابن معين وغيره: ضعيف.
- وقال شعيب بن أبي حمزة: عن الزهري عن عبد الملك بن أبي بكر عن أبيه عن رجل من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم مرفوعا.
أخرجه ابن أبي عاصم (194) عن محمد بن عوف الحمصي أنا أبو اليمان عن شعيب به.
ورواته ثقات.
- ورواه إبراهيم بن سعد المدني عن الزهري واختلف عنه:
• فرواه يعقوب بن حميد بن كاسب عن إبراهيم بن سعد فقال فيه: عن رجل من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم مرفوعا.
أخرجه ابن أبي عاصم (193)
وتابعه منصور بن أبي مزاحم البغدادي ثنا إبراهيم بن سعد به.
أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(7314)
• ورواه أبو كامل مظفر بن مدرك الخراساني عن إبراهيم بن سعد فلم يرفعه
أخرجه أحمد (5/ 430)
- ورواه مَعْمر بن راشد عن الزهري عن رجل من قريش مرفوعا.
أخرجه عبد الرزاق (20642)
وأما حديث أم سلمة فأخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 2/ 278 - 279) عن عبد الله بن صالح المصري ثنا الليث ثنا يحيى بن سليم بن زيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مصعب بن عبد الله بن أبي أمية حدثتني أم سلمة رفعته "ليأتينّ على الناس زمان يُكذب فيه الصادق، ويُصدق فيه الكاذب، ويخون فيه الأمين، ويؤتمن فيه الخؤون، ويشهد فيه المرء وإن لم يستشهد، ويحلف وإن لم يستحلف، ويكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع، لا يؤمن بالله ورسوله"
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(23/ 314) و"الأوسط"(8638) عن مطلب بن شعيب الأزدي ثنا عبد الله بن صالح به.
وقال: لا يُروى هذا الحديث عن أم سلمة إلا بهذا الإسناد، تفرد به الليث"
وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث وهو ضعيف، وقد وثق" المجمع 7/ 284
قلت: هو مختلف فيه، ويحيى بن سليم قال الذهبي في "الميزان": ما علمت أحدا روى عنه سوى الليث، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.
4372 -
حديث ابن مسعود "لا تقوم الساعة حتى يكون الولد غيظًا، والمطر قيضا، وتفيض الأيام فيضا"
قال الحافظ: أخرجه الطبراني، وعن أم الضراب مثله وزاد "ويجترئ الصغير على الكبير، واللئيم على الكريم، ويخرب عمران الدنيا ويعمر خرابها"(1)
ضعيف
وحديث ابن مسعود قطعة من حديث طويل يرويه مبارك بن فضالة عن الحسن عن عتي السعدي عن ابن مسعود، وقد تقدم الكلام عليه فانظر حديث "لا تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة منافقوها"
وحديث أم الضراب أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6423)
عن عبد الغني بن عبد العزيز العسال
(1) 16/ 197 (كتاب الفتن- باب حدثنا مسدد)
والقضاعي (949)
عن سعيد بن كثير بن عفير المصري
قالا: ثنا مؤمل بن عبد الرحمن بن العباس الثقفي عن أبي أمية بن يعلى الثقفي عن أم عيسى عن أم الغراب (1) عن عائشة مرفوعا "لا تقوم الساعة حتى يكون الولد غيظا، والمطر قيظا، ويفيض اللئام فيضا، ويغيض الكرام غيضا، وبجترئ الصغير على الكبير، واللئيم على الكريم"
قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عائشة إلا بهذا الإسناد، تفرد به مؤمل بن عبد الرحمن"
وقال الهيثمي: وفيه جماعة لم أعرفهم" المجمع 7/ 325
قلت: مؤمل بن عبد الرحمن قال أبو حاتم: لين الحديث ضعيف الحديث، وقال ابن عدي: عامة حديثه غير محفوظ، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ.
وأبو أمية واسمه إسماعيل بن يعلى قال البخاري: سكتوا عنه، وقال النسائي: متروك الحديث.
وأم عيسى وأم الغراب لم أعرفهما.
4373 -
"لا تقوم الساعة على أحد يقول: الله الله"
قال الحافظ: ولمسلم (1/ 131) أيضًا: فذكره، وهو عند أحمد بلفظ "على أحد يقول: لا إله إلا الله" (2)
4374 -
حديث أبي أمامة قال: خرج النبي-صلى الله عليه وسلم متوكئا على عصى، فقمنا له، فقال:"لا تقوموا كما تقوم الأعاجم بعضهم لبعض"
قال الحافظ: واحتجوا بحديث أبي أمامة قال: فذكره. وأجاب عنه الطبري بأنّه حديث ضعيف مضطرب السند فيه من لا يعرف. والحديث أخرجه أبو داود وابن ماجه" (3)
ضعيف
(1) وعند القضاعي "أم الفرات"
(2)
16/ 126 (كتاب الفتن- باب ظهور الفتن)
(3)
13/ 288 - 289 (كتاب الاستئذان- باب قول النبي-صلى الله عليه وسلم: قوموا إلى سيدكم)
يرويه مِسْعر بن كِدَام واختلف عنه:
- فرواه عبد الله بن نمير عن مسعر واختلف عنه:
• فقال غير واحد: عن عبد الله بن نمير ثنا مسعر عن أبي العَنبَس عن أبي العَدَبَّس عن أبي مرزوق عن أبي غالب عن أبي أمامة قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوكئ على عصا، فقمنا إليه، فقال "لا تقوموا كما تقوم الأعاجم، يعظم بعضهم بعضا" قال: فكأنا اشتهينا أن يدعو الله لنا، فقال "اللهم اغفر لنا، وارحمنا، وارض عنا، وتقبل منا، وأدخلنا الجنة، ونجنا من النار، وأصلح لنا شأننا كله" فكأنا اشتهينا أن يزيدنا، فقال "قد جمعت لكم الأمر"
منهم:
1 -
أحمد بن حنبل (5/ 253)
ومن طريقه أبو موسى المديني في "اللطائف"(638) والمزي (4/ 309 - 311)
2 -
ابن أبي شيبة (8/ 585 - 586 و 10/ 267)
وعنه أبو داود (5230)
وأخرجه البيهقي في "المدخل"(719) والخطيب في "الجامع"(938) وأبو سعد السمعاني في "أدب الإملاء"(ص 34 - 35) والقاضى عياض في "الشفا"(1/ 168) من طريق أبي بكر بن داسة انا أبو داود به.
وأخرجه ابن حبان في "المجروحين"(3/ 159 - 160) والطبراني في "الكبير"(8072) وفي "الدعاء"(1442) والبيهقي في "الشعب"(8538) والمزي (4/ 311 - 312) من طرق عن ابن أبي شيبة به.
3 -
أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني.
أخرجه الطبري في " تهذيب الآثار"(مسند عمر 2/ 563)
• ورواه سفيان بن وكيع عن عبد الله بن نمير عن سفيان الثوري عن أبي العنبس به.
فجعله عن سفيان.
أخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(ص 196 - 197)
وسفيان بن وكيع ضعيف.
- ورواه يحيى بن هاشم السمسار عن مسعر عن أبي العنبس عن أبي العدبس عن أبي مرزوق عن أبي غالب عن أبي أمامة.
أخرجه تمام (ق 22 /أ)
وقال: ورواه عبد الله بن نمير عن مسعر فجوده كما جوده يحيى بن هاشم"
- ورواه يحيى بن سعيد القطان عن مسعر ثنا أبو العدبس عن رجل أظنه أبا خلف ثنا أبو مرزوق قال: قال أبو أمامة.
أخرجه أحمد (5/ 256) والروياني (1271)
وتابعه المعافى بن عمران (الزهد 83) عن مسعر به.
- ورواه سفيان الثوري عن مسعر عن أبي عن أبي عن أبي منهم أبو غالب عن أبي أمامة.
أخرجه أحمد (5/ 253)
- ورواه محمد بن بشر العبدي عن مسعر واختلف عنه:
• فرواه أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني عن محمد بن بشر عن مسعر عن أبي العدبس عن أبي مرزوق عن رجل عن أبي أمامة.
أخرجه الطبري (2/ 565 - 566)
• ورواه أبو الأزهر أحمد بن الأزهر النيسابوري عن محمد بن بشر عن مسعر عن أبي العنبس عن أبي العدبس عن أبي مرزوق عن أبي غالب عن أبي أمامة.
أخرجه البيهقي في "الشعب"(8538)
- ورواه وكيع عن مسعر واختلف عنه:
• فقال أبو كريب: ثنا وكيع عن مسعر عن أبي مرزوق عن أبي العدبس عن أبي أمامة.
أخرجه الطبري (2/ 565)
• وقال علي بن محمد: ثنا وكيع عن مسعر عن أبي مرزوق عن أبي وائل عن أبي أمامة.
أخرجه ابن ماجه (3836)
- ورواه سفيان بن عُيينة عن مسعر عن أبي مرزوق عن أبي العنبس عن أبي العدبس عن أبي أمامة.
أخرجه عبد الغني المقدسي في "الدعاء"(77)
قال الطبري: خبر أبي أمامة خبر لا يجوز الاحتجاج به في الدين، لوهاء سنده، وضعف نقلته، وذلك أنّ أبا العدبس وأبا مرزوق غير معروف في نقلة الآثار، ولا ثابتي العدالة في رواة الأخبار. هذا مع اضطراب من ناقليه في سنده"
قلت: أبو مرزوق ذكره ابن حبان في "المجروحين"(3/ 159) وقال: لا يجوز الاحتجاج به لانفراده عن الأثبات بما خالف حديث الثقات. ثم ذكر له هذا الحديث.
وأما أبو العنبس وأبو العدبس فوثقهما ابن معين (تاريخ الدارمي ص 236)
4375 -
حديث أبي سعيد الخدري أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا تكتبوا عني شيئا غير القرآن"
قال الحافظ: رواه مسلم (3004")(1)
ولفظه "لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه"
4376 -
"لا تكثر الضحك، فإنّ كثرة الضحك تميت القلب"
قال الحافظ: روى البخاري في "الأدب المفرد" وابن ماجه من وجهين عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (2)
حسن
وله عن أبي هريرة طرق:
الأول: يرويه عبد الحميد بن جعفر الأنصاري عن إبراهيم بن عبد الله بن حُنَيْن عن أبي هريرة مرفوعا "لا تكثروا الضحك، فإنّ كثرة الضحك تميت القلب"
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(253) عن محمد بن بشار
وابن ماجه (4193) عن أبي بشر بكر بن خلف البصري
قالا: ثنا أبو بكر عبد الكبير بن عبد المجيد الحنفي ثنا عبد الحميد بن جعفر به.
قال البوصيري: هذا إسناد صحيح" المصباح 4/ 232
قلت: رواته ثقات لكن لا أدري أسمع إبراهيم بن عبد الله من أبي هريرة أم لا فإنه لم يذكر سماعا منه.
(1) 1/ 218 (كتاب العلم- باب كتابة العلم)
و10/ 386 (كتاب فضائل القرآن- باب جمع القرآن)
(2)
13/ 118 (كتاب الأدب- باب التبسم والضحك)
الثاني: يرويه واثلة بن الأسقع عن أبي هريرة مرفوعا "أقِلَّ الضحك، فإنّ كثرة الضحك تميت القلب"
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(252) عن أبي الربيع سليمان بن داود العتكي الزهراني ثنا إسماعيل بن زكريا ثنا أبو رجاء عن بُرْد عن مكحول عن واثلة به.
وأخرجه الخرائطي في "المكارم"(219)
عن نصر بن داود الصاغاني
والبيهقي في "الزهد"(818) وفي "الآداب"(534) والرافعي في "التدوين"(1/ 207)
عن محمد بن أيوب البجلي
والقضاعي (640)
عن عبيد الله بن أيوب الخزاز
ثلاثتهم عن أبي الربيع الزهراني ثنا إسماعيل بن زكريا عن أبي رجاء عن برد بن سنان عن مكحول عن واثلة عن أبي هريرة مرفوعا "كن ورعا تكن أعبد الناس، وكن قَنِعا تكن أشكرَ الناس، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنا، وأحسن مجاورة من جاورك تكن مسلما، وأقل الضحك
…
"
وخالفهم أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي فرواه عن أبي الربيع الزهراني ثنا إسماعيل بن عياش عن أبي رجاء
أخرجه ابن شاهين في "الترغيب"(306)
والأول أصح.
- ورواه عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي عن أبي رجاء محرز بن عبد الله الجزري واختلف عنه:
• فرواه سهل بن عثمان بن فارس الكندي عن المحاربي عن أبي رجاء عن برد عن مكحول عن واثلة عن أبي هريرة.
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(385 و 3408) وأبو نعيم في "الحلية"(10/ 365)
• ورواه هناد في "الزهد"(1031و 1148) عن المحاربي فلم يذكر مكحولا.
• ورواه محمد بن إسماعيل الأحمسي عن المحاربي واختلف عنه:
فرواه أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال النيسابوري عن الأحمسي عن المحاربي عن أبي رجاء عن برد عن مكحول عن واثلة عن أبي هريرة.
أخرجه البيهقي في "الزهد"(818) وفي "الآداب"(1150) وفي "الشعب"(5366)
ورواه ابن أبي الدنيا في "الورع"(3) عن الأحمسي فلم يذكر مكحولا.
- ورواه أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي عن أبي رجاء واختلف عنه:
• فرواه علي بن محمد الطنافسى عن أبي معاوية عن أبي رجاء عن برد عن مكحول عن واثلة عن أبي هريرة.
أخرجه ابن ماجه (4217)
وتابعه أبو عبيد القاسم بن سلام ثنا أبو معاوية به.
أخرجه القضاعي (111 و 639) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(2493)
وقال البوصيري: إسناده حسن" المصباح 4/ 240
• ورواه سريج بن يونس البغدادي عن أبي معاوية فلم يذكر مكحولا.
أخرجه أبو يعلى (5865)
وتابعه أسد بن موسى المصري عن أبي معاوية به.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(10/ 365)
وقال: تفرد به أبو رجاء محرز بن عبد الله عن برد بن سنان"
• ورواه مجاهد بن موسى الخوارزمي عن أبي معاوية عن محمد بن راشد عن برد عن مكحول عن واثلة عن أبي هريرة.
قاله الدارقطني في "العلل"(7/ 265)
وقال: وليس هذا القول بمحفوظ، والحديث غير ثابت"
- ورواه أبو زهير عبد الرحمن بن مَغْراء الكوفى عن أبي رجاء عن برد عن مكحول عن واثلة عن أبي هريرة.
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 302) والمزي (27/ 278 - 279)
وأبو زهير صدوق، ومن فوقه كلهم ثقات، لكن قال أبو حاتم وأبو زرعة وغيرهما: لم يسمع مكحول من واثلة، وقال البخاري وغير واحد: سمع منه.
الثالث: يرويه الحسن البصري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من يأخذ عني هؤلاء الكلمات فيعمل بهنّ أو يعلم من يعمل بهن؟ " فقال أبو هريرة: فقلت: أنا يا رسول الله، فأخذ بيدي فعدّ خمسًا وقال "اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا، وأحبّ للناس ما تحبّ لنفسك تكن مسلما، ولا تكثر الضحك، فإنّ كثرة الضحك تميت القلب"
أخرجه أحمد (2/ 310) والترمذي (2305) وابن أبي الدنيا في "الورع"(2) وأبو يعلى (6240) والخرائطي في "المكارم"(227) وفي "اعتلال القلوب"(ص 143) والطبراني في "الأوسط"(7050) وتمام (50) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 295) وابن بشران في "أماليه"(25) والبيهقي في "الشعب"(9096 و 10616) والشجري في "أماليه"(2/ 198) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(991) من طرق عن جعفر بن سليمان الضُّبَعِي عن أبي طارق السعدي عن الحسن به.
قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان، والحسن لم يسمع عن أبي هريرة شيئًا، هكذا روي عن أيوب ويونس بن عبيد وعلي بن زيد، قالوا: لم يسمع الحسن من أبي هريرة، وروى أبو عبيدة النّاجي عن الحسن هذا الحديث قوله، ولم يذكر فيه عن أبي هريرة عن النبي-صلى الله عليه وسلم"
وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الحسن إلا أبو طارق، تفرد به جعفر بن سليمان"
وقال ابن عساكر: هذا حديث حسن غريب"
وقال أبو نعيم: غريب من حديث الحسن، تفرد به جعفر عن أبي طارق"
قلت: وأبو طارق قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.
ولم ينفرد به بل تابعه عوف بن أبي جميلة الأعرابي عن الحسن عن أبي هريرة به.
أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(861) من طريق النضر بن شميل المازني ثنا عوف به.
والحسن لم يسمع من أبي هريرة كما حكاه الترمذي عن أيوب وغيره، وكذا قاله ابن المديني وأبو حاتم وأبو زرعة وعبد الله بن أحمد والحاكم والخطيب وغيرهم.
الرابع: يرويه هشام بن حسان البصري عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا "يا أبا هريرة ارض بما قسم الله تكن غنيا، وكن ورعًا تكن عبدا لله، وأحبّ للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنا، وأحسن مجاورة من جاورك تكن مسلما، وإياك وكثرة الضحك، فإنه يميت القلب، والقهقهة من الشيطان، والتبسم من الله"
أخرجه الطبراني في "الصغير"(1057) عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن مهدي القاضي الرامهرمزي ثنا محمد بن محمد بن مرزوق ثنا يوسف بن هارون أبو يعقوب العبدي ثنا هشام بن حسان به.
وقال: لم يروه عن هشام بن حسان إلا يوسف بن هارون"
وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 10/ 296
الخامس: يرويه عمرو بن هاشم البيروتي قال: أخبرني سليمان بن أبي كريمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا "أبا هرّ أحسن جوار من جاورك تكن مسلما، وأحسن مصاحبة من صاحبك تكن مؤمنا، واعمل بفرائض الله تكن عابدًا، وارض بقسم الله تكن زاهدا"
أخرجه القضاعي (642) من طريق إسماعيل بن أحمد بن أبي حازم ثنا أبي ثنا عمرو بن هاشم به.
وإسناده ضعيف لضعف سليمان بن أبي كريمة.
السادس: يرويه سلام بن مسكين البصري ثني أبو طاهر عن أبي هريرة مرفوعا "يا أبا هريرة كن ورعا تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن من أغنى الناس، وأحب للمسلمين والمؤمنين ما تحب لنفسك وأهل بيتك، واكره لهم ما تكره لنفسك وأهل بيتك تكن مؤمنا، وجاور من جاورت من الناس بإحسان تكن مسلما، وإياك وكثرة الضحك فإن كثرة الضحك فساد القلب"
أخرجه البيهقي في "الشعب"(10615) وأبو طاهر السلفي في "المجالس الخمسة"(46)
وأبو طاهر ترجمه البخاري في "الكنى" وابن أبي حاتم في "الجرح" وابن عبد البر في "الاستغناء" ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلا، ولم يذكروا عنه راويا إلا سلام بن مسكين فهو مجهول، وما أظنه سمع من أبي هريرة.
4377 -
عن ابن عمر قال: مررنا على بركة فجعلنا نكرع فيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تُكْرِعُوا ولكن اغسلوا أيديكم ثم اشربوا بها"
قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه، ولكن في سنده ضعف، ووقع عند ابن ماجه من
وجه آخر عن ابن عمر قال: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نشرب على بطوننا وهو الكرع. وسنده أيضًا ضعيف" (1)
ضعيف
وله عن ابن عمر طرق:
الأول: يرويه ليث عن سعيد بن عامر عن ابن عمر قال: مررنا على بركة، فجعلنا نكرع فيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تكرعوا ولكن اغسلوا أيديكم، ثم اشربوا فيها، فإنّه ليس إناء أطيب من اليد".
أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 229) وأبو يعلى (5701) وابن ماجه (3433) والبيهقي في "الشعب"(5629) والمزي (10/ 515)
عن محمد بن فضيل الكوفي
وأبو يعلى (5779)
عن جرير بن عبد الحميد الرازي
والبيهقي في "الشعب"(5629) وفي "لآداب"(682)
عن موسى بن أعْيَن الجزري
ثلاثتهم عن ليث به.
قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، ليث هو ابن أبي سليم" المصباح 4/ 48
الثاني: يرويه مَعْمر بن راشد عن رجل عن ابن عمر مرفوعا "لا تشربوا الكرع، ولكن ليشرب أحدكم في كفيه".
أخرجه أحمد (2/ 137) ثنا علي بن إسحاق أنا عبد الله بن المبارك أنا معمر به.
واختلف فيه على معمر، فقال عبد الرزاق (19596): أنا معمر عن ليث عن رجل عن ابن عمر قال: مرّ رسول صلى الله عليه وسلم بغدير، فقال "اشربوا ولا تكرعوا، ليغسل أحدكم يديه ثم ليشرب، وأيّ إناء أنقى وأنظف من يديه إذا غسلهما".
ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب"(5628)
(1) 12/ 179 (كتاب الأشربة- باب شرب اللبن بالماء)
وإسناده ضعيف لضعف ليث وللرجل الذي لم يسم.
الثالث: يرويه عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده قال: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نشرب على بطوننا، وهو الكرع. ونهانا أن نغترف باليد الواحدة. وقال "لا يلغ أحدكم كلما يلغ الكلب، ولا يشرب باليد الواحدة كما يشرب القوم الذين سخط الله عليهم، ولا يشرب بالليل في إناء حتى يحركه، إلا أن يكون إناءً مخمرا، ومن شرب بيده، وهو يقدر على إناء، يريد التواضع، كتب الله له بعدد أصابعه حسنات، وهو إناء عيسى بن مريم-عليه السلام، إذ طرح القدح فقال: أُفَ هذا مع الدنيا".
أخرجه ابن ماجه (3431) من طريق بقية بن الوليد الحمصي عن مسلم بن عبد الله عن زياد بن عبد الله عن عاصم بن محمد به.
قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لتدليس بقية بن الوليد، وقد عنعنه" المصباح 4/ 47
قلت: ومسلم بن عبد الله وزياد بن عبد الله مجهولان. قاله الذهبي في "الكاشف"(1/ 333)
4378 -
"لا تكرهوا الفتنة في آخر الزمان فإنّها تبير المنافقين"
قال الحافظ: أخرجه أبو نعيم من حديث علي، وفي سنده ضعيف ومجهول" (1)
ضعيف
أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"(697) عن أبي صالح عبد الرحمن بن أحمد بن أبي يحيى الزهري ثنا أبو حفص عمر بن زياد الأزدي الزعفراني ثنا إبراهيم بن قتيبة ثنا قيس عن العباس بن ذَرِيح عن شريح بن هانئ عن علي به مرفوعا إلا أنّه قال "فإنّها تبيّن المنافقين"
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 113 - 114) عن أبي الشيخ به.
وقال فيه "فإنّها تبير المنافقين"
ووقع عنده: عن محمد بن زياد.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: موضوع" تنزيه الشريعة 2/ 351
قلت: ليس في إسناده من اتهم بالوضع، فعبد الرحمن بن أحمد ترجمه أبو الشيخ
(1) 16/ 153 (كتاب الفتن- باب التعوذ من الفتن)
وأبو نعيم ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وعمر بن زياد وإبراهيم بن قتيبة لم أر من ترجمهما، وقيس هو ابن الربيع مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، والعباس وشريح ثقتان.
4379 -
عن ابن عباس أنّ خِذَاما أبا وديعة أنكح ابنته رجلًا، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم "لا
تكرهوهن" فنكحت بعد ذلك أبا لبابة وكانت ثيبا.
قال الحافظ: وروى عبد الرزاق عن ابن جُريج عن عطاء الخراساني عن ابن عباس: فذكره، وروى الطبراني بإسناد آخر عن ابن عباس: فذكر نحو القصة وقال فيه: فنزعها من زوجها وكانت ثيبا فنكحت بعده أبا لبابة" (1)
أخرجه عبد الرزاق (10308) عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء الخراساني عن ابن عباس أنّ خذاما أبا وديعة أنكح ابنته رجلًا، فأتت النبي-صلى الله عليه وسلم فاشتكت إليه أنها أُنكحَت وهي كارهة، فانتزعها النبي-صلى الله عليه وسلم من زوجها وقال "لا تكرهوهن" فنكحت بعد ذلك أبا لبابة الأنصاري، وكانت ثيبا.
قال ابن جريج: أُخبرت أنها خنساء ابنة خذام من أهل قباء.
وأخرجه أحمد (3440) عن عبد الرزاق به (2).
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(11456) من طريق أبى سعد محمد بن ميسر الصاغاني عن ابن جريج به.
وعطاء الخراساني قال أحمد وابن معين: لم يسمع من ابن عباس.
4380 -
عن أبي النعمان الأزدي قال: زوّج رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة على سورة من القرآن وقال: "لا تكون لأحد بعدك مهرا"
قال الحافظ: أخرجه سعيد بن منصور من مرسل أبي النعمان الأزدي قال: فذكره، وهو مع إرساله فيه من لا يعرف" (3)
مرسل
أخرجه سعيد بن منصور (642) ثنا أبو معاوية ثنا أبو عرفجة الفايشي عن أبي النعمان الأزدي قال: فذكره.
(1) 11/ 101 (كتاب النكاح- باب إذا زوج الرجل ابنته وهي كارهة)
(2)
وأخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص68) من طريق الطبراني ثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري قال: قرأت على عبد الرزاق به.
(3)
11/ 118 (كتاب النكاح- باب التزويج على القرآن)
4381 -
"لا تمار أخاك، ولا تمازحه"
قال الحافظ: وأخرج (أي الترمذي) من حديث ابن عباس رفعه: فذكره" (1)
ضعيف
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(394) وابن أبي الدنيا في "الصمت"(123و388) والحربي في "الغريب"(2/ 474) والترمذي (1995) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 344) والقضاعي (936) والخطيب في "الجامع"(1177) والهروي في "ذم الكلام"(ق 17/ ب) ومحمد بن الحسين البزاز في "فوائده"(التدوين للرافعي 4/ 117) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(376) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(2/ 633) من طرق عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن ليث بن أبي سليم عن عبد الملك بن أبي بشير عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "لا تمار أخاك، ولا تمازحه، ولا تعده موعدا فتخلفه"
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه"
وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث عكرمة، لم يروه عنه إلا ليث عن عبد الملك"
وقال الحافظ: سنده ضعيف" بلوغ المرام
قلت: وهو كما قال لضعف ليث بن أبي سليم.
4382 -
"لا تمد بسم الله"
ذكر الحافظ أنّ الجمهور ضعفوا هذا الحديث (2).
ضعيف جدًا
أخرجه الخطيب في "الجامع"(555) من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير المصري ثنا مسلمة بن علي عن سنان بن سعيد عن الزهري قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمد بسم الله الرحمن الرحيم.
وإسناده ضعيف جدًا، مسلمة بن علي هو الخُشَنِي قال النسائي وغيره: متروك الحديث، وقال أبو داود: كان غير ثقة ولا مأمون.
(1) 13/ 142 (كتاب الأدب- باب الانبساط إلى الناس)
(2)
9/ 44 (كتاب المغازي- باب عمرة القضاء)
4383 -
"لا تمنعوا إماء الله مساجد الله"
سكت عليه الحافظ (1).
أخرجه البخاري (فتح 3/ 34) عن ابن عمر.
4384 -
"لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وليخرجن تَفِلات"
قال الحافظ: قال ابن دقيق العيد: في بعض الروايات "وليخرجن تفلات" قلت: هو بفتح المثناة وكسر الفاء أي غير متطيبات ويقال: امرأة تفلة إذا كانت متغيرة الريح، وهو عند أبي داود وابن خزيمة من حديث أبي هريرة، وعند ابن حبان من حديث زيد بن خالد وأوله: فذكره" (2)
صحيح
ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث زيد بن خالد الجهني ومن حديث عائشة ومن حديث ابن عمر
فأما حديث أبي هريرة فأخرجه الشافعي في "السنن"(190) وعبد الرزاق (5121) والحميدي (978) وأبو عبيد في "الغريب"(1/ 264) وابن أبي شيبة (2/ 383) وأحمد (2/ 438 و 475 و 528) والدارمي (1282 و 1283) وأبو داود (565) وابن الجارود (332) وأبو يعلى (5915 و 5933) وابن خزيمة (1679) وابن حبان (2214) والبيهقي (3/ 134) وفي "معرفة السنن"(4/ 237 و 7/ 502) والخطيب في "تاريخه"(6/ 18 - 19) والبغوي في "شرح السنة"(860) من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وليخرجن تفلات".
قال البغوي: هذا حديث صحيح"
قلت: إسناده حسن للخلاف المعروف في محمد بن عمرو، وأبو سلمة هو ابن عبد الرحمن.
ولم ينفرد محمد بن عمرو به بل تابعه المغيرة بن قيس البصري عن أبي سلمة عن أبي هريرة به.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(572) من طريق سويد بن عبد العزيز الدمشقي عن المغيرة بن قيس به.
(1) 4/ 448 (كتاب الحج- أبواب المحصر وجزاء الصيد- باب حج النساء)
(2)
2/ 495 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب انتظار الناس قيام الإمام العالم)
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن المغيرة إلا سويد بن عبد العزيز"
قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين وغيره.
وأما حديث زيد بن خالد فأخرجه مسدد في "مسنده"(إتحاف الخيرة 1516) وأحمد بن حنبل (5/ 192 و 193) وأحمد بن منيع في "مسنده"(إتحاف الخيرة 1517) والبزار (3772) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 1518) وابن المنذر في "الأوسط"(4/ 228) وابن حبان (2211) والطبراني في "الكبير"(5239 و 5240) وابن عدي (4/ 1612) من طرق (1) عن عبد الرحمن بن إسحاق عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان (2) عن بسر بن سعيد عن زيد بن خالد مرفوعا "لا تمنعوا إماء الله المساجد، وليخرجن تفلات".
قال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 2/ 33
قلت: محمد بن عبد الله بن عمرو بن "هشام" على الصحيح لم أر من وثقه غير ابن حبان، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث.
وعبد الرحمن بن إسحاق المدني صالح الحديث كما قال أحمد وابن معين وابن خزيمة وابن عدي.
وأما حديث عائشة فأخرجه أحمد (6/ 69 - 70) ثنا الحكم بن موسى ثنا عبد الرحمن بن أبي الرِّجَال قال أبي يذكره عن أمه عن عائشة مرفوعا "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وليخرجن تفلات".
وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، الحكم بن موسى هو البغدادي القنطري وثقه ابن معين والعجلي وابن سعد وغيرهم، وعبد الرحمن بن أبي الرجال وثقه أحمد وابن معين والدارقطني وغيرهم، وأبو الرجال واسمه محمد بن عبد الرحمن بن حارثة وثقه ابن سعد وأبو داود والنسائي وغيرهم، وأمه هي عَمْرة بنت عبد الرحمن وثقها ابن معين وابن المديني والعجلي وغيرهم.
وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3435) عن الحسن بن علي بن
(1) رواه أحمد عن ابن علية عن عبد الرحمن بن إسحاق هكذا، ورواه يعقوب بن إبراهيم الدورقي عن ابن علية عن عبد الرحمن بن إسحاق عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن هشام عن بكير بن الأشج عن بسر بن سعيد عن زيد بن خالد (تحفة الأشراف 11/ 329) ورواه إبراهيم بن سعد فجعله عن زينب الثقفية واختلف عنه (المجتبي 8/ 134 والكبرى 5/ 433 وتحفة الأشراف 11/ 329)
(2)
قوله "بن عثمان" هكذا هو عند مسدد وابن حبان والطبراني في الموضع الأول، وعند أحمد في الموضعين وأحمد بن منيع وأبي يعلى "بن هشام" وهو الأصح.
زولاق المصري ثنا عمرو بن الربيع بن طارق ثنا يحيى بن أيوب عن محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر به مرفوعا.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ابن عجلان إلا يحيى بن أيوب، تفرد به عمرو بن الربيع بن طارق"
قلت: وهو ثقة كما قال العجلي وغيره، ويحيى بن أيوب صدوق، وابن عجلان ونافع ثقتان، وابن زولاق ذكره بن الأثير في "اللباب"(2/ 81) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا.
وللحديث طريق أخرى ستأتي في الحديث الذي بعده.
4385 -
حديث حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر "لا تمنعوا نساءكم المساجد، وبيوتهنّ خير لهن"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود وصححه ابن خزيمة" (1)
أخرجه أحمد (2/ 76 و 76 - 77) وأبو داود (567) وابن خزيمة (1684 و 3/ 93) وابن جميع الصيداوي في "معجمه"(ص 360) والحاكم (1/ 209) والبيهقي في "سننه"(3/ 131) وفي "الآداب"(903) والبغوي في "شرح السنة"(864) من طرق عن العوام بن حوشب الواسطي ثني حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر به مرفوعا.
قال ابن خزيمة: لا أقف على سماع حبيب بن أبي ثابت هذا الخبر من ابن عمر"
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فقد احتجا جميعًا بالعوام بن حوشب وقد صح سماع حبيب من ابن عمر"
قلت: لكنه كان مدلسًا ولم يذكر سماعا من ابن عمر. وصفه بذلك ابن حبان وابن خزيمة.
وقال أبو جعفر النحاس: كان يقول: إذا حدثني رجل عنك بحديث ثم حدثت به عنك كنت صادقا.
وذكره الحافظ وسبط ابن العجمي في المدلسين.
لكنه لم ينفرد به بل تابعه مجاهد عن ابن عمر مرفوعا "ائذنوا للنساء بالليل إلى المسجد، وليخرجن تفلات عليهن خلقان شعثات بغير دهن"
(1) 2/ 495 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب انتظار الناس قيام الامام العالم)
أخرجه عبد الرزاق (5108) عن الثوري عن ليث عن مجاهد به.
ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(3471)
وليث هو ابن أبي سليم وهو ضعيف.
وانظر الحديث الذي قبله.
4386 -
"لا تمنعوهن المساجد وبيوتهنّ خير لهن"
قال الحافظ: أخرجه مسلم" (1)
تقدم الكلام عليه فانظر حديث "لا تمنعوا نسائكم المساجد"
4387 -
"لا تمنوا لقاء العدو فإنكم لا تدرون عسى أن تبتلوا بهم"
قال الحافظ: وأخرج سعيد بن منصور من طريق يحيى بن أبي كثير مرسلًا: فذكره" (2)
تقدم الكلام عليه في حرف الجيم فانظر حديث "الجنة تحت الأبارقة".
4388 -
"لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب"
قال الحافظ: وتمسكوا بحديث عبد الله بن عُكَيم قال: أتانا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته: فذكره، أخرجه الشافعي وأحمد والأربعة وصححه ابن حبان وحسنه الترمذي، وفي رواية للشافعي ولأحمد ولأبي داود "قبل موته بشهر" قال الترمذي: كان أحمد يذهب إليه ويقول: هذا آخر الأمر، ثم تركه لما اضطربوا في إسناده، وكذا قال الخلال نحوه، وردّ ابن حبان على من ادعى فيه الاضطراب وقال: سمع ابن عكيم الكتاب يقرأ وسمعه من مشايخ من جهينة عن النبي-صلى الله عليه وسلم فلا اضطراب، وأعله بعضهم بالانقطاع وهو مردود، وبعضهم بكونه كتاب وليس بعلة قادحة، وبعضهم بأنّ ابن أبي ليلى راويه عن ابن عكيم لم يسمعه منه لما وقع عند أبي داود عنه أنّه انطلق وناس معه إلى عبد الله بن عكيم قال: فدخلوا وقعدت على الباب فخرجوا إليّ فأخبروني. فهذا يقتضي أنّ في السند من لم يسم، ولكن صحّ تصريح عبد الرحمن بن أبي ليلى بسماعه من ابن عكيم فلا أثر لهذه العلة أيضا" (3)
له عن عبد الله بن عكيم طرق:
الأول: يرويه الحكم بن عتيبة قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى يحدث عن
(1) 2/ 357 (كتاب الصلاة- أبواب مواقيت الصلاة- باب صلاة الليل)
(2)
6/ 497 (كتاب الجهاد- باب لا تمنوا لقاء العدو)
(3)
12/ 80 (كتاب الذبائح- باب جلود الميتة)
عبد الله بن عكيم أنّه قال: قُرئ علينا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في أرض جهينة وأنا غلام شاب: أن لا تستمتعوا من الميتة بإهاب ولا عصب.
أخرجه الطيالسي (ص 183) ثنا شعبة عن الحكم به.
ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(4413) وابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 339)
وأخرجه عبد الرزاق (202) وابن سعد (6/ 113) وابن أبي شيبة (8/ 503 و 13/ 53) وأحمد (4/ 310 و 311) وأبو داود (4127) وابن ماجه (3613) والحربي في "الغريب"(1/ 301) والنسائي (7/ 154 - 155) وفي "الكبرى"(4575) وفي "الإغراب من حديث شعبة وسفيان"(79) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس 2/ 826) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1678) وابن المنذر في "الأوسط"(2/ 263) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 468) وفي "المشكل"(3236) وابن حبان (الإحسان 1278) وابن شاهين في "ناسخ الحديث"(156) والحاكم في "علوم الحديث"(ص 86) والبيهقي (1/ 14) وابن عبد البر في "التمهيد"(4/ 162 - 163) وابن طولون في "إعلام السائلين"(ص 82 و 83) والمزي (15/ 320) من طرق عن شعبة به.
وساقه بعضهم عن شعبة بلفظ: أتانا كتاب النبي-صلى الله عليه وسلم ونحن بأرض جهينة وأنا غلام
شاب أن لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب.
قال أبو داود: قال النضر بن شميل (1): يسمى إهابا ما لم يدبغ، فإذا دبغ لا يقال له إهاب، إنما يسمى شنا وقربة".
ورواه أبو سعيد البصري عن شعبة فقال فيه "إني كنت رخصت لكم في جلود الميتة، فلا تنتفعوا من الميتة بجلد ولا عصب"
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(104) من طريق فضالة بن المفضل بن فضالة ثني أبي ثنا يحيى بن أيوب عن أبي سعيد البصري به.
وقال: لم يروه عن أبي سعيد البصري إلا يحيى بن أيوب، تفرد به فضالة بن المفضل عن أبيه"
قلت: وفضالة بن المفضل ذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال أبو حاتم: لم يكن
(1) وهو أحد رواة هذا الحديث عن شعبة.
بأهل أن يكتب عنه العلم، وسألت عنه سعيد بن عيسى بن تليد فثبطني عنه وقال: الحديث الذي يحدث به موضوع أو نحو هذا.
وقد انفرد بقوله "بجلد"
ورواه عبد الأحد بن أبي زرارة المصري عن يحيى بن أيوب عن أبي سعيد البصري واسمه شبيب بن سعيد عن شعبة بلفظ "فلا تنتفعوا بعصب ولا إهاب"
أخرجه ابن عدي (4/ 1346 - 1347)
لم ينفرد شعبة به بل تابعه غير واحد عن الحكم بن عتيبة به، منهم:
1 -
منصور بن المعتمر.
أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 502 - 503) وفي "مسنده"(784) وابن ماجه (3613) والنسائي (7/ 155) وفي "الكبرى"(4576) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس 2/ 827) وابن شاهين في "الناسخ"(154) وابن حزم في "المحلى"(1/ 157) من طريق (1) جرير بن عبد الحميد الرازي عن منصور به.
ولفظه "كتب إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تستمتعوا من الميتة بإهاب ولا عصب"
وفي لفظ "أتانا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم"
2 -
أبو إسحاق الشيباني سليمان بن أبي سليمان.
أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 503) وفي "مسنده"(785) وابن ماجه (3613) والترمذي (1729) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 468) وفي "المشكل"(3238) والمحاملي في "أماليه"(78) والإسماعيلي في "معجمه"(1/ 439 - 440) والبيهقي (1/ 18) من طرق عن أبي إسحاق الشيباني به.
ولفظه مثل حديث منصور بن المعتمر "كتب إلينا، أتانا كتاب النبي"
3 -
أبان بن تغلب الكوفي.
أخرجه ابن حبان (الإحسان 1277)
ولفظه "كتب إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بشهر"
(1) وأخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق"(499) من طريق خالد بن سلمة الجهني أني الأعمش ومنصور ومسعر عن الحكم بن عتيبة به.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 199) بلفظ: في آخر أمره"
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7638) ولفظه "أتانا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بأرض جهينة"
وأخرجه ابن المقرئ في "المعجم"(24) لكنه لم يذكر الزمان والمكان.
4 -
الأعمش.
أخرجه الترمذي (1729)
ولفظه "أتانا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم"
5 -
الأجلح بن عبد الله الكندي.
أخرجه ابن سعد (6/ 113) وعبد بن حميد في "المنتخب"(488) عن يعلي بن عبيد الطنافسي قال: ثنا الأجلح به.
ولفظه "كتب إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم"
6 -
عبد الملك بن حميد بن أبي غنية الخزاعي.
أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 468) وفي "المشكل"(3237)
ولفظه "جاءنا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم"
7 -
خالد بن كثير الهمداني الكوفي.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2121)
ولفظه "أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم-كتب إليهم"
8 -
أشعث بن سوّار الكندي.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(826)
ولفظه "جاءنا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم-قبل موته بشهر"
9 -
معاوية بن ميسرة بن شريح الكوفي".
أخرجه ابن شاهين في "الناسخ"(153)
ولفظه "أتانا كتاب النبي-صلى الله عليه وسلم-ونحن بجهينة"
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5521) بلفظ "كتب إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بجهينة"
10و 11 - مطر الوراق ومحمد بن جُحَادة الكوفي.
أخرجه الطبراني في "الصغير"(618) من طريق داود بن الزبرقان البصري عنهما.
ولفظه "كتب إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أرض جهينة"
وداود (1) بن الزبرقان متروك كما قال أبو زرعة وغيره.
12 -
حمزة الزيات.
أخرجه الطبراني في "الصغير"(1050)
ولفظه "أتانا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم"
13 -
أبو شيبة إبراهيم بن عثمان الكوفي (2).
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2428)
ولفظه "أتانا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أرض جهينة قبل وفاته بشهرين"
14 -
خالد الحذاء.
أخرجه أحمد (4/ 310) وابن شاهين في "الناسخ"(156) وابن الجوزي في "التحقيق"(70) وابن طولون (ص 83) من طريق عباد بن عباد البصري عن خالد الحذاء به.
ولفظه "أتانا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم-بأرض جهينة وأنا غلام شاب قبل وفاته بشهر أو شهرين
…
" لفظ أحمد
ولفظ ابن شاهين "قبل موته بشهرين" بدون شك.
واختلف فيه على خالد الحذاء:
فقيل: عنه عن الحكم بن عتيبة عن عبد الله بن عكيم قال: كتب إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بشهر
…
" ليس فيه عبد الرحمن بن أبي ليلى.
أخرجه الشافعي في "سنن حرملة" كما في "المعرفة" للبيهقي (1/ 247) وأحمد (3)(4/ 310) عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن خالد الحذاء به.
(1) وخالفه هشام بن حسان فرواه عن مطر عن الحكم عن عبد الله بن عكيم.
أخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 351)
(2)
قال ابن معين: أبو شيبة ليس بثقة، وقال النسائي: متروك الحديث.
(3)
ومن طريقه أخرجه ابن طولون (ص 82)
ورواه محمد بن إسماعيل مولي بني هاشم عن عبد الوهاب بن عبد المجيد عن خالد الحذاء عن الحكم أنّه انطلق هو وناس إلى عبد الله بن عكيم- قال الحكم: فدخلوا وقعدت على الباب فخرجوا إلى فأخبروني أنّ عبد الله بن عكيم أخبرهم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم-كتب إلى جهينة قبل موته بشهر"
أخرجه أبو داود (4128) ثنا محمد بن إسماعيل مولى بني هاشم به.
ومن طريقه أخرجه البيهقي (1/ 15) وفي "المعرفة"(1/ 247 - 248) وابن عبد البر في "التمهيد"(4/ 163) والحازمي في "الاعتبار"(ص 58)
ولم ينفرد الثقفي به بل تابعه المعتمر بن سليمان التيمي عن خالد الحذاء عن الحكم به، ليس فيه عبد الرحمن بن أبي ليلى.
أخرجه الطبري في " تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس 2/ 826)
عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني
والطحاوي في "المشكل"(3240)
عن نعيم بن حماد المروزي
كلاهما عن المعتمر بن سليمان به.
ورواه سَوار بن عبد الله بن سَوار البصري عن المعتمر عن الحذاء عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أنّه انطلق هو وأناس معه إلى ابن عكيم- قال الحكم: فدخلوا وقعدت على الباب، قال: فخرجوا فأخبروني أنّ ابن عكيم أخبرهم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم-كتب إليهم قبل موته بشهر"
فزاد فيه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
أخرجه ابن شاهين في "الناسخ"(155)
والأول أصح.
وقد رواه عبد الوارث بن سعيد البصري أيضًا عن الحذاء فلم يذكر فيه عبد الرحمن بن أبي ليلى.
أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس 2/ 825)
• ورواه أبو شهاب عبد ربه بن نافع الحنّاط عن خالد الحذاء عن الحكم عن عبد الله بن شداد عن عبد الله بن عكيم.
أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(4415)
ورواية من روى الحديث عن الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن عكيم عندي أصح لأنّهم أكثر عددا، وأما رواية خالد الحذاء ففيها اختلاف بين الرواة على الحذاء نفسه مع أنّ أحدهم وهو عباد بن عباد قد ساقه بمثل ما ساقه الأكثرون.
والحديث قال الترمذي والحازمي: هذا حديث حسن"
وقال أحمد: إسناد جيد. وقال أيضًا: ما أصلح إسناده "التنقيح لابن عبد الهادي 1/ 277
وقال ابن حزم: هذا خبر صحيح"
وتعقبه الشيخ أحمد شاكر فقال: كلا، بل هو حديث مضطرب أو مرسل لأنّ عبد الله بن عكيم ليس صحابيا ولم يسمعه ابن أبي ليلي منه"
قلت: أما الاضطراب فهو في رواية خالد الحذاء، وأما رواية الآخرين فليس فيها اضطراب، وأما الإرسال فإنّ ابن عكيم قد أدرك زمان النبي-صلى الله عليه وسلم-لكنّه لم يسمع منه لكنّه سمع كتاب النبي-صلى الله عليه وسلم-إلى جهينة يقرأ وهو غلام شاب وقد صرّح بذلك الحافظ في "التقريب": فقال: وقد سمع كتاب النبي-صلى الله عليه وسلم إلى جهينة.
وقال أبو حاتم: لم يسمع عبد الله بن عكيم من النبي-صلى الله عليه وسلم-وإنما هو كتابه" العلل 1/ 52
وأما الانقطاع بين عبد الرحمن بن أبي ليلى وابن عكيم فاعتماده في ذلك على رواية الحذاء وقد تقدم ما فيها من اختلاف.
ولم ينفرد الحكم به بل تابعه يزيد بن أبي زياد الكوفي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن عكيم به.
أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(4414)
ويزيد قال ابن معين وغيره: ليس بالقوي.
الثاني: يرويه شعبة عن. هلال الوزان قال: ثنا شيخنا القديم عبد الله بن عكيم قال: أتانا كتاب النبي-صلى الله عليه وسلم أن لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا شعر.
أخرجه الرافقي في "جزئه"(ق 21/ ب) ثنا محمد بن سليمان المنقري ثنا عمرو بن مرزوق الباهلي ثنا شعبة به.
والمنقري لم أعرفه، والباقون كلهم ثقات.
ولم ينفرد شعبة به بل تابعه:
1 -
قيس بن الربيع.
أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(4417)
وقيس ضعفه الجمهور.
2 -
شريك بن عبد الله القاضي عن هلال الوزان به.
ولفظه "جاءنا أو قال: كتب إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. "
وفي لفظ "كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جهينة"
أخرجه أحمد (4/ 310 - 311) والنسائي (7/ 155) وفي "الكبرى"(4577) وابن طولون (ص 83)
وشريك موصوف بسوء الحفظ لكن لا بأس به في المتابعات.
الثالث: يرويه الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الله بن عكيم قال: قرئ علينا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم-ونحن بأرض جهينة أن لا ينتفع بإهاب الميتة ولا عصبها".
أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس 2/ 827) ثني سعيد بن عثمان التنوخي ثنا علي بن الحسن السامي ثنا سفيان الثوري عن الأعمش به.
وأخرجه ابن عدي (5/ 1853) ثنا محمد بن جرير الطبري به.
وقال: هذا الحديث عن الثوري باطل ليس بمحفوظ عن الثوري.
وقال أيضًا: هذا الحديث من حديث علي بن الحسن باطل ليس له أصل وهو ضعيف جدًا"
وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(4416) عن محمد بن حميد ثنا محمد بن جرير به.
الرابع: يرويه علي بن سليمان الكلبي ثنا أبو إسحاق عن عبد الله بن عكيم قال: كتب إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الميتة أن لا ينتفع بعقبها ولا بعصبها ولا جلودها.
أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس 2/ 828 - 829) ثني عمران بن بكار الكلاعي ثنا يحيى بن صالح ثنا علي بن سليمان به.
وعلي بن سليمان لم أعرفه ويحتمل أن يكون هو الكيساني المترجم في كتاب ابن أبي حاتم.
وأبو إسحاق هو السبيعي وهو مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعا من ابن عكيم.
الخامس: يرويه يزيد بن أبي مريم الدمشقي عن القاسم بن مُخَيْمِرة عن عبد الله بن عكيم ثنا مشيخة لنا من جهينة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم-كتب إليهم أن لا تستمتعوا من الميتة بشيء.
أخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 1/ 167) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2575) والطبراني في "الأوسط"(4523)
عن هشام بن عمار (1)
وابن المنذر في "الأوسط"(2/ 264) والبيهقي (1/ 25 - 26)
عن الحكم بن موسى القَنْطري
قالا: ثنا صدقة بن خالد ثنا يزيد بن أبي مريم به.
ورواه محمد بن المبارك الصوري عن صدقة بن خالد (2) به.
ولفظه: ثني أشياخ جهينة قالوا: أتانا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قرئ علينا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم-أن لا تنتفعوا من الميتة بشيء.
أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 468) وفي "المشكل"(3241) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس 2/ 827)
وقال: في هذا الحديث أنّ ابن عكيم لم يكن شهد ذلك من كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا حضر قراءته على من ذكر فيه أنه قرئ عليه وكان هؤلاء الأشياخ من جهينة لم يسموا لنا فنعرفهم ونعلم أنّهم ممن يؤخذ مثل هذا عنهم لصحبتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أو لأحوال فيهم سوى ذلك توجب قبول رواياتهم ولما لم نجد ذلك لم يقم بهذا الحديث عندنا حجة"
(1) هكذا رواه البخاري وابن أبي عاصم وعبدان بن محمد المروزي عن هشام بن عمار، وخالفهم الحسين بن عبد الله القطان فرواه عن هشام بن عمار ثنا صدقة بن خالد ثنا يزيد بن أبي مريم عن القاسم بن مخيمرة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن عكيم ثنا مشيخة لنا من جهينة. فزاد فيه "الحكم عن عبد الرحمن"
أخرجه ابن حبان (1279)
ورواه أحمد بن زنجويه بن موسى القطان عن هشام بن عمار ثنا صدقة ثنا يزيد بن أبي مريم عن القاسم بن مخيمرة عن عبد الله بن عكيم أنه حدثهم قال: أتانا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(3/ 1742)
(2)
ولم ينفرد صدقة بن خالد به بل تابعه أيوب بن حسان ثنا يزيد بن أبي مريم به.
أخرجه البيهقي (1/ 25 - 26)
وخالفه ابن حبان فقال: هذه اللفظة "حدثنا مشيخة لنا من جهينة" أوهمت عالمًا من الناس أنّ الخبر ليس بمتصل، وهذا مما نقول في كتبنا أنّ الصحابي قد يشهد النبي-صلى الله عليه وسلم ويسمع منه شيئًا ثم يسمع ذلك الشيء عن من هو أعظم خطرا منه عن النبي-صلى الله عليه وسلم، فمرّة يخبر عما شاهد، وأخرى يروي عمن سمع. ألا ترى أنّ ابن عمر شهد سؤال جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم-عن الإيمان، وسمعه عن عمر بن الخطّاب، فمرّة أخبر بما شاهد، ومرّة روى عن أبيه ما سمع، فكذلك ابن عكيم شهد كتاب المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث قرئ عليهم في جهينة، وسمع مشايخ جهينة يقولون ذلك، فأدّى مرّة ما شهد، وأخرى ما سمع، من غير أن يكون في الخبر انقطاع"
قلت: اختلف فيه على القاسم بن مخيمرة، فرواه هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم ثنا عبد الملك بن حميد بن أبي غنية أني الحكم بن عتيبة عن القاسم بن مخيمرة عن عبد الله بن عكيم قال: كتب إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بجهينة.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6712)
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الحكم عن القاسم بن مخيمرة إلا ابن أبي غنية، تفرد به الوليد بن مسلم"
وأخرجه في موضع آخر (6827) من طريق صفوان بن صالح الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم به.
وقال مثل قوله الأول وزاد: ورواه الناس عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن عكيم"
واختلف فيه على الوليد بن مسلم، فقال أبو همام الوليد بن شجاع السكوني: ثنا الوليد بن مسلم ثنا يزيد بن أبي مريم عن القاسم بن مخيمرة عن عبد الله بن عكيم أنه حدثهم.
أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(4418)
السادس: يرويه قيس بن الربيع عن أبي فروة عن عبد الله بن عكيم قال: جاءنا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يقبض بشهرين: ألا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7664) عن محمد بن موسى الاصطخري ثنا إبراهيم بن إسماعيل الطلحي ثنا طلق بن غنام ثنا قيس به.
وقال: لم يرو هذا الحديث عن أبي فروة إلا قيس، ولا عن قيس إلا طلق بن غنام، تفرد به إبراهيم بن إسماعيل"
قلت: وقيل مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.
السابع: يرويه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، عن عبد الملك بن عمر عن عبد الله بن عكيم قال: أتانا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6486) عن محمد بن عيسى بن شيبة المصري ثنا محمد بن منصور الطوسي ثنا إسماعيل بن عمر أبو المنذر ثنا المسعودي به.
وقال: لم يرو هذا الحديث عن عبد الملك بن عمير إلا المسعودي، ولا عن المسعودي إلا إسماعيل بن عمر، تفرد به محمد بن منصور الطوسي"
قلت: وهو ثقة، وكذا من فوقه كلهم ثقات، إلا أنّ المسعودي كان قد اختلط ولم أر أحدا صرّح بسماع إسماعيل بن عمر منه أهو قبل الاختلاط أم بعده.
الثامن: يرويه عُبيدة بن مُعَتِّب الضَّبِّي عن إبراهيم النخعي عن عبد الله بن عبيد الله الهاشمي عن عبد الله بن عكيم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"لا تستمتعوا من الميتة بإهاب ولا عصب"
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(9374) عن هيثم بن خالد المصيصي ثنا عبد الكريم بن المعافى ثنا هشيم عن عبيدة به.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عبيدة إلا هشيم، تفرد به عبد الكبير بن المعافى"
قلت: وعبيدة بن معتب قال الفلاس وغيره: متروك الحديث، وقال النسائي وغيره: ضعيف.
وللحديث شاهد عن ابن عمر وآخر عن جابر
فأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس 2/ 825) وابن شاهين في "الناسخ"(157) والضياء في "المختارة"(تنقيح التحقيق 1/ 279) من طرق عن يحيى بن صالح الوُحَاظِي ثنا عياض بن يزيد الكلبي ثنا عبد الرحمن بن نباتة قال: سمعت ابن عمر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينتفع من الميتة بعصب أو إهاب.
قال ابن عبد البر: إسناده ليس بالقوي" التمهيد 4/ 165
قلت: يحيى بن صالح وثقه ابن معين وغيره، وعياض بن يزيد ترجمه البخاري في "الكبير" وابن أبي حاتم في "الجرح" وابن حبان في "الثقات" ولم يذكروا عنه راويا إلا يحيى بن صالح فهو مجهول، وعبد الرحمن بن نباتة لم أقف له على ترجمة.
وللحديث طريق أخرى عند أبي عبد الله الكيساني في "فوائده"(التدوين للرافعي 2/ 350) وفيها عدي بن الفضل التيمي البصري قال ابن معين: والنسائي ليس بثقة.
وأما حديث جابر فأخرجه ابن وهب في "مسنده"(تنقيح التحقيق 1/ 281) وفي "الموطأ"(4) عن زَمْعَة بن صالح اليماني عن أبي الزبير عن جابر رفعه "لا تنتفعوا من الميتة بشيء، أو لا تنتفعوا بالميتة"
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 468 - 469) عن يونس بن عبد الأعلى الصدفي المصري ثنا ابن وهب به.
وأخرجه الطحاوي (1/ 469) والطبري (2/ 824 - 825)
عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد
والطبري (2/ 824) وابن شاهين في "الناسخ"(158)
عن علي بن قادم الكوفي
وأبو الشيخ في "الطبقات"(398)
عن بكر بن بكار القيسي البصري
وابن عبد البر في "التمهيد"(9/ 48)
عن أبي نعيم الفضل بن دُكين
ثلاثتهم عن زمعة بن صالح قال: أخبرني أبو الزبير أنّه سمع جابر بن عبد الله به.
قال ابن قدامة: رواه أبو بكر الشافعي بإسناده عن أبي الزبير عن جابر، وإسناده حسن" المغني 1/ 49 - 50
وقال الحافظ: وزمعة ضعيف" التلخيص 1/ 48
قلت: ضعفه أحمد والبخاري وأبو داود وأبو حاتم وأبو زرعة وابن حبان وغيرهم.
4389 -
"لا تنزع الرحمة إلا من شقي"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث المغيرة بن شعبة: سمعت الصادق المصدوق يقول: فذكره" (1)
(1) 14/ 278 (كتاب القدر- باب رقم 1)
أخرجه الطيالسي (ص330) وابن أبي شيبة (8/ 527) وإسحاق (1) في "مسند أبي هريرة"(283) وأحمد (2)(2/ 301 و 442 و 461 و 539) والبخاري في "الأدب المفرد"(374) وأبو داود (4942) والترمذي (1924) وابن أبي الدنيا في "العيال"(256) وأبو يعلى (1641 و 6652) والدولابي في "الكنى"(1/ 3) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(918) وابن حبان (462 و 466) والطبراني في "الأوسط"(2474) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(511) وأبو الشيخ في "الطبقات"(3/ 293 - 294) وابن شاهين في "الأفراد"(4) والحاكم (4/ 248 - 249) والقضاعي (772) والبيهقي (8/ 161) وفي "الآداب"(41) وفي "الشعب"(10538 و 10539 و 10540) والخطيب في "التاريخ"(6/ 171 و 7/ 183) وفي "المدرج"(2/ 876 و 877) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(3450) وأبو القاسم الأصبهاني في الترغيب" (1576) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (128) والمزي (34/ 71و 72) وشمس الدين الصالحين في "الأربعين في فضل الرحمة" (ص 34 - 35) من طرق عن منصور بن المعتمر قال: سمعت أبا عثمان مولى المغيرة بن شعبة يقول: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت الصادق المصدوق- صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث حسن"
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأبو عثمان هذا مولى المغيرة وليس بالنهدي، ولو كان النّهدي لحكمت بصحته على شرط الشيخين"
قلت: أبو عثمان هذا لم أر من وثقه، وقد ذكر الحافظ في "التهذيب" أنّ ابن حبان ذكره في "الثقات" ولم أره فيه، وقال في "التقريب": مقبول.
وللحديث شاهد عن أبي رفعه "ما نزعت الرحمة إلا من شقي"
أخرجه الخطيب في "التاريخ"(2/ 52) من طريق محمد بن إسماعيل الرازي نبأنا أبو حاتم محمد بن ادريس نبأنا أبو نعيم نبأنا الأعمش عن حميد عن أنس به.
وقال: الحديث بهذا الإسناد باطل لا أعلم جاء به إلا محمد بن إسماعيل الرازي وكان غير ثقة"
(1) وقع عنده: عن منصور عن أبي صالح عن أبي هريرة، فلعله تصحف من أبي عثمان.
(2)
أخرجه القطيعي في "جزء الألف دينار"(241) من طريق أحمد فقال في إسناده: عن أبي عثمان النّهدي، وليس في إسناد أحمد "النّهدي" وإنما وقع عنده: عن أبي عثمان عن أبي هريرة.
وليس هو النهدي وإنما هو مولى المغيرة بن شعبة كما جاء مصرّحًا به في بعض الروايات.
4390 -
"لا تنفضوا أيديكم في الوضوء فإنها مراوح الشيطان"
قال الحافظ: حديث ضعيف أورده الرافعي وغيره، قال ابن الصلاح: لم أجده. وتبعه النووي، وقد أخرجه ابن حبان في "الضعفاء" وابن أبي حاتم في "العلل" من حديث أبي هريرة" (1)
ضعيف جدًا
أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة"(348)
عن أبي يحيى السكوني
وابن حبان في "المجروحين"(1/ 203) وابن عدي (2/ 490)
عن هشام بن عمار
كلاهما عن البختري بن عبيد قال: أخبرني أبي عن أبي هريرة مرفوعا "إذا توضأتم فلا تنفضوا أيديكم فإنّها مراوح الشيطان، وأشربوا أعينكم الماء"
قال أبو حاتم: هذا حديث منكر، والبختري ضعيف الحديث، وأبوه مجهول" العلل 1/ 36
وقال ابن عدي: روى البختري عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي-صلى الله عليه وسلم-قدر عشرين
حديثا عامتها مناكير منها هذا الحديث"
وقال ابن حبان: البختري يروي عن أبيه عن أبي هريرة نسخة فيها عجائب، لا يحل الاحتجاج به إذا انفرد لمخالفته الأثبات في الروايات مع عدم تقدم عدالته"
وقال الذهبي: أنكر ما روى عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا: فذكر هذا الحديث" الميزان 1/ 299
وقال أبو نعيم والحاكم والنقاش: روى عن أبيه عن أبي هريرة أحاديث موضوعة.
4391 -
"لا تنفق امرأة شيئا من بيت زوجها إلا بإذنه" قيل: ولا الطعام؟ قال "ذاك أفضل أموالنا"
قال الحافظ: وأخرج الترمذي وابن ماجه عن أبي أمامة رفعه: فذكره" (2)
تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ الله قد أعطى كل ذي حق حقه"
(1) 1/ 377 (كتاب الغسل- باب الوضوء قبل الغسل)
(2)
11/ 208 (كتاب النكاح- باب لا تأذن المرأة في بيت زوجها لأحد إلا بإذنه).
4392 -
"لا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها"
قال الحافظ: وأخرج أحمد والدارمي وعبد بن حميد في "تفسيره" كلهم من طريق أبي هند عن معاوية رفعه: فذكره" (1)
تقدم الكلام عليه فانظر حديث "لا تزال تقبل التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها"
4393 -
حديث عبد الله بن السعدي "لا تنقطع الهجرة"
سكت عليه الحافظ (2).
له عن عبد الله بن السعدي طرق:
الأول: يرويه عبد الله بن مُحَيْريز المكي عن عبد الله بن السعدي من بني مالك بن حِسْل أنّه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم-في ناس من أصحابه، فلما نزلوا قالوا: احفظ لنا رواحلنا حتى نقضي حاجتنا، ثم تدخل، وكان أصغر القوم، فقضى لهم حاجتهم، ثم قالوا له: ادخل، فلما دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم-قال "ما حاجتك؟ " قال: حاجتي أن تحدثني أَنقطعت الهجرة؟ فقال "حاجتك من خير حوائجهم، لا تنقطع الهجرة ما قوتل العدو"
أخرجه أحمد (5/ 270) والبخاري في "الكبير"(3/ 1/ 27) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 255) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(823) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 5836) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1540) والطحاوي في "المشكل"(2633) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 75) وابن السكن في "الصحابة"(الوهم والإيهام 2/ 47) والطبراني في "مسند الشاميين"(2435) والبيهقي (9/ 17 - 18) والخطيب في "الموضح"(2/ 57) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن عمرو السعدي) من طرق عن يحيى بن حمزة الدمشقي عن عطاء الخراساني ثني ابن محيريز به.
وإسناده حسن إن كان ابن محيريز سمع من عبد الله بن السعدي فإنّه لم يذكر سماعا منه، ولم أر أحدا صرّح بسماعه منه.
أو أخرجه الحارث (بغية الباحث680) وابن أبي عاصم (822) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 206 - 207) وابن عساكر من طرق عن عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه به.
وعثمان بن عطاء قال ابن معين وغيره: ضعيف الحديث.
(1) 14/ 141 (كتاب الرقاق- باب حدثنا أبو اليمان)
(2)
8/ 229 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب هجرة النبي-صلى الله عليه وسلم)
- ورواه بُسْر بن عبيد الله الحضرمي عن ابن محيريز واختلف عنه:
• فقال عبد الله بن العلاء بن زَبْر الدمشقي: عن بسر بن عبيد الله عن ابن محيريز عن عبد الله بن وقدان القرشي- وكان مسترضعا في بني سعد بن بكر، وكان يقال له: عبد الله بن السعدي- قال: فذكره.
أخرجه ابن أبي عاصم (820)
عن هشام بن عمار الدمشقي
وابن حبان (4866) وابن عساكر
عن عمرو بن عثمان الحمصي
قالا: ثنا الوليد بن مسلم ثنا عبد الله بن العلاء به.
وأخرجه ابن عساكر من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم ثني عبد الله بن العلاء ثني بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني وابن محيريز عن عبد الله بن السعد؟ به.
وأخرجه ابن قانع (2/ 75 - 76) من طريق الحميدي ثنا الوليد ثنا عبد الله بن العلاء عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس عن عبد الله بن السعدي.
وأخرجه أبو القاسم البغوي (1541) عن داود بن رشيد الهاشممي ثنا الوليد بن مسلم به.
وإسناده صحيح إن كان أبو إدريس وابن محيريز سمعا من ابن السعدي.
• وقال الوليد بن سليمان بن أبي السائب الدمشقي: ثني بسر بن عبيد الله عن ابن محيريز عن عبد الله بن السعدي عن محمد بن حبيب (1) المصري قال: فذكر الحديث.
أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 27 - 28) والبزار (2)(كشف 1748) والنسائي في "الكبرى"(8710) وأبو القاسم البغوي (1966) وأبو نعيم في "الصحابة"(677) وابن عساكر وابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 86)
عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي
(1) وعند البغوي: الوليد.
(2)
ووقع عنده "عن أبي إدريس الخولاني" بدل "ابن محيريز"
وابن عساكر
عن الوليد بن مسلم (1)
كلاهما عن الوليد بن سليمان به
قال النسائي: محمد بن حبيب هذا لا أعرفه"
وقال أبو القاسم البغوي: ولا أعلم أحدا ذكر في إسناد هذا الحديث: محمد بن حبيب، غير الوليد بن سليمان" تاريخ ابن عساكر
وقال ابن عساكر: أخطأ فيه الوليد بن سليمان، ولم يتابعه أحد على ذكر محمد بن حبيب"
وقال أبو الحسن بن جوصا: سمعت محمد بن عوف يقول: لم يقل في هذا الحديث أحد "عن محمد بن حبيب" غير أبي المغيرة، ولم يصنع شيئًا شبّه عليه.
وسمعت أبا زرعة ومحمودا -يعني ابن خالد- ينكران ذكر "محمد بن حبيب" في هذا الحديث.
وقال محمود: لعله اسم رجل سمع في كتاب أبي المغيرة فشبّه عليه.
وقال أبو زرعة: الحديث صحيح مثبت عن عبد الله بن السعدي، رواه الثقات الأثبات، منهم: مالك بن يخامر وأبو إدريس الخولاني وعبد الله بن محيريز وغيرهم، ومحمد بن حبيب زيادة لا أصل له" تاريخ ابن عساكر
وقال المزي: هكذا قالا: ونسبة الوهم في ذلك إلى أبي المغيرة لا يستقيم مع متابعة نعيم بن حماد له كما تقدم، وإنما نسبة ذلك إلى الوليد بن سليمان أولى" تحفة الأشراف 6/ 403
وقال ابن السكن: حديث محمد هذا لا يثبت وهو مشهور عن عبد الله بن السعدي، ولا يعرف محمد هذا في الصحابة" تهذيب التهذيب 9/ 107 - الوهم والإيهام 2/ 46
الثاني: يرويه عبد الله بن العلاء بن زَبْر عن بُسْر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني واختلف فيه على ابن زبر:
- فقال الوليد بن مسلم: ثني عبد الله بن العلاء عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس عن عبد الله بن السعدي.
(1) رواه نعيم بن حماد عنه.
أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 28)
عن الحميدي
وابن أبي عاصم (825)
عن عبد الوهاب بن نجدة الحَوْطي
والنسائي (7/ 131) وفي "الكبرى"(8707) وابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 413)
عن عيسى بن مساور البغدادي
والطحاوي في "المشكل"(2632)
عن دحيم عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي
وابن عساكر
عن داود بن رشيد الهاشمي
وأبو نعيم في "الصحابة"(4185)
عن محمد بن عمرو الغزي
قالوا (1): ثنا الوليد بن مسلم به.
- وقال غير واحد: عن عبد الله بن العلاء ثني بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس عن حَسَّان بن عبد الله الضَّمْرِي عن عبد الله بن السعدي، منهم:
1 -
إبراهيم بن عبد الله بن العلاء.
أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 28) والطبراني في "الأوسط"(68) و"مسند الشاميين"(787) وأبو نعيم في "الصحابة"(4186) وابن عساكر
2 -
مروان بن محمد الطاطري.
أخرجه ابن أبي عاصم (821) والنسائي (7/ 132) وفي "الكبرى"(6708) وابن عساكر والمزي (6/ 31)
3 -
عمرو بن أبي سلمة الدمشقي.
أخرجه النسائي في "الكبرى"(8709) والطحاوي في "المشكل"(2631) والطبراني في "مسند الشاميين"(787) وابن عساكر
(1) ورواه سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي عن الوليد بن مسلم أيضًا كما تقدم.
4 -
زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي.
أخرجه ابن عساكر
قال النسائي: حسان ليس بالمشهور"
وقال الطبراني: لم يروه عن حسان إلا أبو إدريس"
قلت: حسان وثقه العجلي وابن حبان، وترجمه ابن أبي حاتم وغير واحد ولم يذكروا عنه راويا إلا أبا إدريس، ولم يذكر أبو إدريس سماعا منه، ولم يذكر هو سماعا من ابن السعدي فالإسناد ضعيف.
قال ابن القطان الفاسي: وعلة هذا الخبر الجهل بحال حسان بن عبد الله، فإنّه لا يعرف إلا برواية أبي إدريس عنه لهذا الحديث عن ابن السعدي.
وقال في موضع آخر: حسان بن عبد الله مجهول" الوهم والإيهام 2/ 44 و 45
الثالث: يرويه مالك بن يَخَامِر الدمشقي عن عبد الله بن السعدي مرفوعا "لا تنقطع الهجرة ما دام العدو يقاتل"
أخرجه أحمد (1/ 192) وابن أبي عاصم (824) والطبراني في "مسند الشاميين"(1649) وأبو نعيم في "الصحابة"(4895) وابن عساكر من طرق عن إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن مالك بن يخامر به (1).
ورواته ثقات لكن لا أدري أسمع مالك بن يخامر من ابن السعدي أم لا فإنّه لم يذكر سماعا منه.
4394 -
"لا تنكح اليتيمة حتى تستأمر"
سكت عليه الحافظ (2).
تقدم الكلام عليه في حرف التاء فانظر حديث "تستأمر اليتيمة في نفسها"
4395 -
حديث أم عطية أنّ امرأة كانت تختن بالمدينة فقال لها النبي-صلى الله عليه وسلم "لا تَنهَكِي، فإنّ ذلك أحظى للمرأة"
قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود من حديث أم عطية: فذكره وقال: إنّه ليس بالقوي.
(1) انظر حديث "لا تزال تقبل التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها"
(2)
11/ 102 (كتاب النكاح- باب تزويج اليتيمة)
قلت: وله شاهدان من حديث أنس ومن حديث أم أيمن عند أبي الشيخ في كتاب "العقيقة" وآخر عن الضحاك بن قيس عند البيهقي" (1)
روي من حديث أم عطية الأنصارية ومن حديث أنس ومن حديث الضحاك بن قيس ومن حديث علي ومن حديث ابن عمر ومن حديث عطية القرظي
فأما حديث أم عطية فأخرجه أبو داود (5271) وابن عدي (6/ 2223) والبيهقي (8/ 324) وفي "الشعب"(8278) والخطيب في "الموضح"(2/ 346 - 347) من طريق مروان بن محمد الفزاري ثنا محمد بن حسان الكوفي عن عبد الملك بن عمير عن أم عطية أنّ امرأة كانت تختن بالمدينة، فقال لها النبي-صلى الله عليه وسلم "لا تنهكي، فإنّ ذلك أحظى للمرأة وأحبّ إلى البعل"
قال أبو داود: روي عن عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك بمعناه وإسناده. ليس هو بالقوي وقد روي مرسلًا، ومحمد بن حسان مجهول، وهذا الحديث ضعيف"
وقال ابن عدي: محمد بن حسان ليس بمعروف، ومروان الفزاري يروي عن مشايخ غير معروفين منهم هذا محمد بن حسان، وهذا الحديث بهذا الإسناد غريب عن عبد الملك بن عمير لا أعرفه إلا من هذا الطريق"
وقال البيهقي في "المعرفة"(13/ 63): محمد بن حسان الكوفي مجهول"
وقال الخطيب: محمد بن حسان الكوفي هو محمد بن سعيد بن حسان المصلوب"
وكذا قال عبد الغني بن سعيد: هو المصلوب (التلخيص 4/ 83)
وقال الحافظ في "التهذيب"(9/ 113): والمصلوب ليس كوفيا وإن جزم البخاري بأنّ المصلوب قالوا فيه محمد بن حسان فلا مانع من اتفاق اسم الراوي وأبيه مع آخر"
قال العراقي: الحديث ضعيف" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 1/ 312 - 313
وأما حديث أنس فله عنه طريقان:
الأول: يرويه محمد بن سلام الجُمَحي ثنا زائدة بن أبي الرقاد أبو معاذ عن ثابت البُنَاني عن أنس أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم قال لأم عطية- ختانة كانت بالمدينة- "إذا خفضت فأشمي ولا تنهكي، فإنّه أسرى للوجه وأحظى عند الزوج".
أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال"(578) والدولابي (2/ 122) والطبراني في
(1) 12/ 460 (كتاب اللباس- باب قص الشارب)
"الأوسط"(2274) و"الصغير"(122) وابن عدي (3/ 1083) والبيهقي (8/ 324) والخطيب في "تاريخه"(5/ 327 و 328)
وقال ابن عدي: وهذا يرويه عن ثابت زائدة بن أبي الرقاد، ولا أعلم يرويه غيره، وزائدة له أحاديث حسان وهي أحاديث إفرادات وفي بعض أحاديثه ما ينكر"
وقال الطبراني في " الصغير": لم يروه عن ثابت إلا زائدة، تفرد به محمد بن سلام"
وقال في "الأوسط": لم يَرو هذا الحديث عن أنس إلا ثابت، ولا عن ثابت إلا زائدة، تفرد به محمد بن سلام"
وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وإسناده حسن" المجمع 5/ 172
قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف زائدة بن أبي الرقاد. قال ابن معين: ليس بشيء، وقال البخاري والنسائي: منكر الحديث، وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه ليس بالقائم، وقال ابن حبان: لا يحتج به، وقال الذهبي في "الميزان": ضعيف.
وقال عبيد الله بن عمر القواريري: أُنكر الحديث الذي حدّث به محمد بن سلام الجمحي عن ثابت عن أنس: فذكر هذا الحديث" ثقات ابن شاهين ص 93
الثاني: يرويه إسماعيل بن أبي أمية ثنا أبو هلال الراسبي: سمعت الحسن ثنا أنس قال: كانت ختانة بالمدينة يقال لها: أم أيمن، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا أم أيمن، إذا خفضت فأضجعي يدك، ولا تنهكيه، فإنّه أسنى للوجه وأحظى عند الرجال"
أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"(3/ 346 - 347) عن جعفر بن أحمد بن فارس ثنا إسماعيل بن أبي أمية به.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 245) عن أبي الشيخ به.
وجعفر بن أحمد بن فارس قال أبو الشيخ: كتب الكثير بمكة والبصرة والري وأصبهان، وله مصنفات حسان.
وإسماعيل بن أبي أمية لم أعرفه، وأبو هلال واسمه محمد بن سليم مختلف فيه، والحسن هو البصري.
وأما حديث الضحاك بن قيس فأخرجه الحاكم (3/ 525) من طريق هلال بن العلاء الرقي ثنا أبي ثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن عبد الملك بن عمير عن الضحاك بن قيس قال: كانت بالمدينة امرأة تخفض النساء يقال لها: أم عطية، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم "اخفضي ولا تنهكي، فإنّه أنضر للوجه، وأحظى عند الزوج".
وإسناده ضعيف، العلاء بن هلال الرقى قال أبو حاتم: منكر الحديث ضعيف الحديث، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به.
واختلف في هذا الحديث على عبيد الله بن عمرو الرقي، فرواه منصور بن صُقَيْر البغدادي عنه عن عبد الملك بن عمير عن الضحاك بن قيس ولم يذكر بين عبيد الله بن عمرو وبين عبد الملك بن عمير أحدا.
أخرجه ابن منده في "المعرفة" كما في "التهذيب"(4/ 450) وابن عساكر في "تاريخه" كما في "الصحيحة"(2/ 354)
ومنصور بن صقر قال أبو حاتم: ليس بقوي، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
ورواه علي بن معبد الرقي عن عبيد الله بن عمرو عن رجل من أهل الكوفة عن عبد الملك بن عمير عن الضحاك بن قيس به.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(8137) وأبو نعيم في "الصحابة"(3898) وتابعه عبد الله بن جعفر الرقي ثنا عبيد الله بن عمرو به.
أخرجه البيهقي (8/ 324) وفي "المعرفة"(13/ 62 - 63) وفي "الصغرى"(3403) والخطيب في "المتفق والمفترق"(767) من طريق المفضل بن غسان الغلابي ثنا عبد الله بن جعفر الرقي به.
قال الغلابي: قال ابن معين: الضحاك بن قيس هذا ليس بالفهري"
قلت: هذا أصح من الذي قبله، وعلي بن معبد وعبد الله بن جعفر ثقتان.
والحديث قال العراقي: ضعيف" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 1/ 312 - 313
وهو كما قال للرجل الذي لم يسم.
قال البيهقي: والرجل الذي لم يسمه أراه محمد بن حسان الكوفي"
وأما حديث علي فأخرجه الخطيب في "تاريخه"(12/ 291) من طريق أبي غسان عوف بن محمد بن عبد الحميد المدائني ثنا أبو تغلب عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن الأنصاري ثنا مسعر عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن علي قال: كانت خفاضة بالمدينة، فأرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا خفضت فأشمي ولا تنهكي، فإنّه أحسن للوجه، وأرضى للزوج"
ذكره في ترجمة عوف بن محمد هذا ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا، وأظنه المترجم في "الجرح والتعديل" 3/ 2/ 16
قال أبو حاتم: ثقة. وذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 523)
وعبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن لم أعرفه، وأبو البختري واسمه سعيد بن فيروز لم يسمع من علي شيئًا، قاله ابن معين.
وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان:
الأول: يرويه إسماعيل بن أمية الأموي عن نافع عن ابن عمر قال: دخل على النبي-صلى الله عليه وسلم نسوة من الأنصار، فقال "يا نساء الأنصار اختضبن غمسا، واخفضنّ ولا تنهكنّ فإنّه أحظى عند أزواجكنّ، وإياكم وكفر المنعمين"
أخرجه البزار (كشف 3014) والبيهقي في "الشعب"(8279) من طريق مِنْدَل بن علي العنزي عن ابن جريج عن إسماعيل بن أمية به.
قال البيهقي: مندل بن علي ضعيف"
وقال الهيثمي: وفيه مندل بن علي وهو ضعيف" المجمع 5/ 171 - 172
الثاني: يرويه يزيد بن أبي حبيب عن سالم عن أبيه رفعه "يا معشر نساء الأنصار اختضبن غمسا واخفضنّ ولا تنهكنّ، فإنه أسرى للوجه، وأحظى عند الزوج".
أخرجه ابن عدي (3/ 901) من طريق خالد بن عمرو القرشي عن الليث عن يزيد بن أبي حبيب به.
وقال: وهذا الحديث باطل، وعندي أنّ خالد بن عمرو وضعه على الليث"
قلت: واتهمه بالوضع أيضًا ابن معين وصالح جزرة وابن حبان وأحمد.
وأما حديث عطية القرظي فأخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال"(579) عن يحيى بن يوسف الزِّمّي ثنا عبد الله بن عمرو عن عطية القرظي قال: كانت بالمدينة خافضة يقال لها: أم عطية، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم "أشمي ولا تحفي، فإنّه أسرى للوجه، وأحظى عند الزوج".
وإسناده منقطع لأنّ عبيد الله بن عمرو لم يدرك عطية القرظي.
4396 -
"لا توتروا بثلاث تشبهوا بصلاة المغرب"
قال الحافظ: رواه محمد بن نصر المروزي من طريق عراك بن مالك عن أبي هريرة
مرفوعا وموقوفًا. وقد صححه الحاكم من طريق عبد الله بن الفضل عن أبي سلمة والأعرج عن أبي هريرة مرفوعا نحوه، وإسناده على شرط الشيخين، وقد صححه ابن حبان والحاكم" (1)
صحيح
وله عن أبي هريرة طريقان:
الأول: يرويه يزيد بن أبي حبيب عن عراك بن مالك عن أبي هريرة مرفوعا "لا توتروا بثلاث تشبوا بالمغرب، ولكن أوتروا بخمس أو بسبع أو بتسع أو بإحدى عشرة أو أكثر من ذلك".
أخرجه ابن نصر في "قيام الليل"(277) وابن المنذر في "الأوسط"(5/ 184) عن أبي الحسين طاهر بن عمرو بن الربيع بن طارق بن قرة بن نهيك بن مجاهد الهلالي ثنا أبي ثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب به.
ومن طريق ابن نصر أخرجه الحاكم (1/ 304)
وتابعه أبو العباس محمد بن يعقوب الاسم ثنا طاهر بن عمرو بن الربيع به.
أخرجه الحاكم (1/ 304) والبيهقي (3/ 31) والخطيب في "الموضح"(2/ 178)
وطاهر بن عمرو لم أقف له على ترجمة، وباقي رجال الإسناد كلهم ثقات.
واختلف فيه على عراك بن مالك، فرواه جعفر بن ربيعة المصري عنه عن أبي هريرة موقوفا.
أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 292)
عن بكر بن مضر المصري
والبيهقي (3/ 31 - 32)
عن الليث بن سعد
كلاهما عن جعفر بن ربيعة به.
وإسناده صحيح.
(1) 3/ 133 (كتاب الصلاة- أبواب الوتر- باب رقم 1)
الثاني: يرويه عبد الله بن الفضل الهاشمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا "لا توتروا بثلاث، أوتروا بخمس، أو بسبع، ولا تشبهوا بصلاة المغرب".
أخرجه ابن حبان (2429) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 292) والدارقطني (2/ 24 - 25) والحاكم (1/ 304) والبيهقي (3/ 31) من طرق عن عبد الله بن وهب ثنا سليمان بن بلال عن صالح بن كيسان عن عبد الله بن الفضل به.
قال الدارقطني: كلهم ثقات"
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
وقال الحافظ في "التلخيص"(2/ 14): رجاله كلهم ثقات، ولا يضره وقف من أوقفه"
قلت: وهو كما قالوا.
ولم ينفرد ابن وهب به بل تابعه عبد الملك بن مسلمة بن يزيد المصري ثنا سليمان بن بلال به.
أخرجه الدارقطني (2/ 26 - 27)
وعبد الملك قال أبو حاتم: مضطرب الحديث، ليس بقوي، وقال أبو زرعة: ليس بالقوي منكر الحديث، وقال ابن يونس: منكر الحديث، وقال ابن حبان: يروي المناكير الكثيرة عن أهل المدينة.
4397 -
حديث أبي سعيد مرفوعا "لا توطأ حامل حتى تضع، ولا غير ذات حمل حتى تحيض حيضة"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود وغيره، وليس على شرط الصحيح" (1)
صحيح
أخرجه أحمد (3/ 62 و 87) والطحاوي في "المشكل"(3048)
عن الأسود بن عامر الشامي
وأحمد (3/ 62) والبيهقي في "معرفة السنن"(13/ 311)
(1) 5/ 329 (كتاب البيوع- باب هل يسافر بالجارية قبل أن يستبرئها)
عن يحيى بن إسحاق السَّيْلَحيني
كلاهما عن شريك بن عبد الله القاضي عن أبي إسحاق وقيل بن وهب عن أبي الوَدَّاك عن أبي سعيد الخدري أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في سبي (1) أوطاس "لا توطأ حامل (2) حتى تضع (3)، ولا (4) غير حامل (5) حتى تحيض (6) حيضة"
- ورواه محمد بن سعيد بن الأصبهاني عن شريك عن قيس بن وهب ومجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد.
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(3049) والدارقطني (4/ 112) والبيهقي (7)(9/ 124)
- ورواه عمرو بن عون الواسطي عن شريك عن قيس بن وهب عن أبي الوداك عن أبي سعيد.
أخرجه الدارمي (2300) وأبو داود (2157) والحاكم (2/ 195) والبيهقي (7/ 449) وفي "الصغرى"(2840) والبغوي في "شرح السنة"(2394)
وتابعه محمد بن الطفيل الكوفي عن شريك به.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1994)
وقال: لم يروه عن قيس بن وهب إلا شريك"
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
وقال ابن عبد البر: طريقه صالح حسن يحتج بمثله" التمهيد 18/ 279
وقال الحافظ: إسناده حسن" التلخيص 1/ 171 - 172
قلت: شريك بن عبد الله مختلف فيه، ونسبه غير واحد إلى سوء الحفظ وإلى التدليس
(1) وفي لفظ لأحمد "غزوة"
(2)
وفي لفظ لأحمد "الحبلى"
(3)
زاد البيهقي "ما في بطنها"
(4)
ولفظ البيهقي "لا يوقع على الأمة"
(5)
وفي لفظ لأحمد "ذات حمل"
(6)
وفي لفظ لأحمد "تستبرئ بحيضة"
(7)
رواه في "المعرفة"(11/ 240) من هذا الطريق ولم يذكر مجالدا.
وإلى الاختلاط، وليس هو على شرط مسلم لأنّ مسلما إنما أخرج له في المتابعات (1) كما قال الذهبي في "السير"(8/ 179) وذكره ابن حبان في "الثقات" وقوى رواية من روى عنه بواسط. وعمرو بن عون أحد رواة هذا الحديث عن شريك واسطي.
وقيس بن وهب وأبو الوداك واسمه جبر بن نوف ثقتان.
وللحديث شاهد عن جابر بن عبد الله وعن ابن عباس وعن علي وعن أبي هريرة وعن ابن عمر وعن العرباض بن سارية وعن رويفع بن ثابت وعن أبي أمامة وعن حيان الأنصاري وعن الشعبي مرسلًا وعن طاوس مرسلًا وعن مكحول مرسلًا وعن سيد بن جبير مرسلًا فيتقوى بها.
فأما حديث جابر فأخرجه الطيالسي (ص 234) عن رباح بن أبي معروف المكي عن عطاء عن جابر أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم نهى أن توطأ النساء الحبالي من السبي.
وأخرجه ابن عدي (3/ 1032) عن الحكم بن نافع التنيسي ثنا عبد الله بن الهيثم عن الطيالسي به.
وقال: كذا قال لنا: عن جابر، والصواب عن ابن عباس"
ثم أخرجه من طريق أحمد بن عبد الله بن علي بن سويد بن مَنْجُوف البصري عن الطيالسي ثنا رباح عن عطاء عن ابن عباس به.
وهذا الاختلاف لا يضر لأنّ الصحابة كلهم عدول، لكن رباح بن أبي معروف مختلف فيه: ضعفه ابن معين والنسائي والعقيلي وغيرهم، وقواه أبو حاتم وأبو زرعة وابن عمار وابن عدي والعجلي وغيرهم، واحتج به مسلم، واختلف فيه قول ابن حبان.
وأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان:
الأول: يرويه عمرو بن مسلم الجندي عن عكرمة عن ابن عباس أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم نهى أن توطأ الحامل حتى تضع.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(483) عن أحمد بن عمرو الخلال المكي ثنا عبد الله بن عمران العابدي ثنا سفيان عن عمرو بن مسلم به.
وأخرجه الدارقطني (3/ 257) عن أبي محمد يحيى بن محمد بن صاعد (2) ثنا عبد الله بن عمران العابدي ثنا سفيان بن عُيينة به.
(1) ولم يخرج روايته عن قيس بن وهب.
(2)
وأخرجه الخطيب في "تالي التلخيص"(261) من طريق محمد بن إسماعيل بن الوراق ثنا يحيى بن
محمد بن صاعد به.
ولفظه "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن توطأ حامل حتى تضع، أو حائل حتى تحيض"
وقال: قال لنا ابن صاعد: وما قال لنا في هذا الإسناد أحد: عن ابن عباس، إلا العابدي"
قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويخالف، وقال أبو حاتم: صدوق.
وعمرو بن مسلم مختلف فيه: وثقه ابن حبان، وضعفه أحمد والنسائي وغيرهما، واختلف فيه قول ابن معين.
وأحمد بن عمرو الخلال لم أقف له على ترجمة، والباقون ثقات.
الثاني: يرويه الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية، وعن النساء الحبالى أن يوطئن حتى يضعن ما في بطونهن، وعن كل ذي ناب من السباع، وعن بيع الخمس حتى يقسم.
أخرجه الحاكم (2/ 137) والبيهقي (9/ 125) من طريق عبيد الله بن موسى الكوفي أنا شيبان عن الأعمش به.
وقال الحاكم: إسناده صحيح على شرط الشيخين"
- ورواه شريك بن عبد الله القاضي عن الأعمش واختلف عنه:
• فقيل: عن شريك عن الأعمش عن ميمون بن مهران عن ابن عباس قال: نهى النبي-صلى الله عليه وسلم عن وطء السبايا وهنّ حبالى حتى يضعن ما في بطونهنّ أو يستبرأن.
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(3055) من طريق الهيثم بن جميل البغدادي ثنا شريك به.
• ورواه يحيى بن آدم الكوفي عن شريك عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي-صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن كل ذي ناب من السباع، وعن قتل الولدان، وعن بيع المغنم حتى يقسم. قال: وأظنه قال: وعن الحبالى أن يوطأن.
أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(إتحاف الخيرة 4390) عن يحيى به.
وأخرجه أبو يعلى (إتحاف 4391) عن ابن أبي شيبة به.
وهذا أصح.
ولم ينفرد الأعمش به بل تابعه عبد الله بن أبي نَجيح المكي عن مجاهد عن ابن عباس قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن بيع المغانم حتى تقسم، وعن الحبالى أن يوطئن
حتى يضعن ما في بطونهنّ، وقال: أتسقي زرع غيرك، وعن أكل لحوم الحمر الانسية، وعن لحم كل ذي ناب من السباع.
أخرجه الحاكم (2/ 55 - 56 و 56 و 137) من طريقين عن إبراهيم بن طهمان ثني يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرو بن شعيب عن ابن أبي نجيح به.
وقال: صحيح الإسناد"
قلت: إسناده حسن للخلاف في عمرو بن شعيب، والباقون ثقات.
ولم ينفرد عمرو بن شعيب به بل تابعه عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش المخزومي عن ابن أبي نجيح به.
أخرجه البيهقي (9/ 125) عن علي بن أحمد بن عبدان الشيرازي أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا معاذ بن المثنى ثنا إبراهيم بن حمزة ثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبيه به.
وإسناده حسن، المغيرة بن عبد الرحمن وأبوه صدوقان، والباقون كلهم ثقات.
وأما حديث علي فأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 370) عن حفص بن غياث الكوفي عن حجاج بن أرطأة عن عبد الله بن زيد عن علي قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن توطأ الحامل حتى تضع، أو الحائل حتى تستبرأ بحيضة.
قال الحافظ: في إسناده ضعف وانقطاع" التلخيص 1/ 172
قلت: وهو كما قال، وحجاج قال أحمد وابن معين والدارقطني والحاكم والبيهقي: لا يحتج به، وقد كان مدلسًا ولم يذكر سماعا من عبد الله بن زيد، واختلف عليه كما سيأتي.
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2998) و"الصغير"(262) من طريق بقية بن الوليد عن إسماعيل بن عياش عن الحجاج بن أرطأة عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن أبي هريرة عن النبي-صلى الله عليه وسلم أنّه نهى في وقعة أوطاس أن يقع الرجل على حامل حتى تضع.
وقال: لم يروه عن داود بن أبي هند إلا الحجاج، تفرد به إسماعيل بن عياش، ولا رواه عن إسماعيل إلا بقية"
وقال الهيثمي: وفيه بقية والحجاج بن أرطأة وكلاهما مدلس" المجمع 5/ 4
وقال الحافظ: إسناده ضعيف" التلخيص 1/ 172
قلت: واختلف فيه على إسماعيل بن عياش، فقال سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي: ثنا إسماعيل بن عياش ثنا الحجاج بن أرطأة عن الزهري عن أنس مرفوعا "لا توطأ السبايا حتى يحضن، ولا الحوامل حتى يحضن"
أخرجه ابن عدي (1/ 292 و 2/ 645)
وتابعه محمد بن إسماعيل بن عياش ثنا أبي به.
أخرجه ابن عدي (2/ 645)
وقال: وهذا الحديث لا يحدّث به بهذا الإسناد غير إسماعيل بن عياش عن الحجاج، وإسماعيل ممن يكتب حديثه ويحتج به في حديث الشاميين خاصة، والحجاج بن أرطأة إنما عاب الناس عليه تدليسه عن الزهري وعن غيره، وربما أخطأ في بعض الروايات، فأما أن يتعمد الكذب فلا، وهو ممن يكتب حديثه.
قلت: إسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها، والحجاج مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعا من الزهري.
وأما حديث ابن عمر فأخرجه الدولابي في "الكنى"(2/ 109) عن النسائي أنبأ محمد بن عبيد الله بن يزيد بن إبراهيم الحرّاني ثنا أبي عن محمد بن عبد الله أبي مخلد العمي البصري عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي-صلى الله عليه وسلم أنّه نهى يوم خيبر عن نكاح الحبالى من النساء.
وإسناده ضعيف، عبيد الله بن يزيد بن إبراهيم قال الذهبي في "الميزان": ما عرفت عنه راويا سوى ولده، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.
وابنه محمد مختلف فيه، ومحمد بن عبد الله العمي مختلف فيه كذلك، والباقون ثقات.
وأما حديث العرباض بن سارية فأخرجه أحمد (4/ 127) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد ثنا وهب بن خالد الحمصي حدثتني أم حيبة بنت العرباض ثني أبي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حرّم يوم خيبر كل ذي مخلب من الطير، ولحوم الحمر الأهلية، والخليسة، والمجثمة، وأن توطأ السبايا حتى يضعن ما في بطونهن.
وأخرجه الترمذي (1474 و 1564) والطبراني (18/ 259) والحاكم (2/ 135) وابن بشران (41) والمزي (35/ 338) من طرق عن أبي عاصم به.
قال الترمذي: حديث غريب"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
قلت: أم حبيبة تفرد عنها وهب بن خالد كما في "الميزان" فهي مجهولة.
وأما حديث رويفع بن ثابت فقد تقدم الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يأخذ دابة من المغنم"
وأما حديث أبي أمامة فأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 370 - 371) وفي "مسنده"(المطالب 1740/ 1) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثنا القاسم ومكحول عن أبي أمامة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى يوم خيبر أن توطأ الحبالى حتى يضعن.
ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(7593 و 7772) وفي "مسند الشاميين"(564)
وأخرجه أبو يعلى (المطالب 1740/ 2) عن أبي معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي ثنا أبو أسامة به.
قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 300
قلت: قال موسى بن هارون: روى أبو أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وكان ذلك وهما منه هو لم يلق ابن جابر وإنما لقي ابن تميم فظنّ أنّه ابن جابر، وابن جابر ثقة، وابن تميم ضعيف" (1)
وقد تقدم التنبيه على ذلك في أكثر من موضع.
وأما حديث حيان الأنصاري فأخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 353 - 354) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2204) والطبراني في "الكبير"(3573) وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 78) من طرق عن مروان بن معاوية الكوفي ثنا حميد بن علي الرقاشي عن عمران بن حيان الأنصاري أنّه حدثه عن أبيه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم خيبر، فأحلّ لهم ثلاثة أشياء، كان نهاهم عنها، وحرّم عليهم ثلاثة أشياء كان الناس يستحلونها. فأحلّ لهم لحوم الأضاحي وزيارة القبور والأوعية. ونهاهم أن يباع سهم من مغنم حتى يقسم، ونهاهم عن النساء يعني أن يوطأن حتى يضعن، ونهاهم أن تباع ثمرة حتى يبدو صلاحها.
(1) تهذيب التهذيب 6/ 298
قال الهيثمي: وعمران لم يرو عنه غير حميد"
قلت: ذكرهما ابن حبان في "لثقات".
وأما حديث الشعبي فله عنه طريقان:
الأول: يرويه أبو خالد الأحمر عن داود قال: قلت للشعبي: إنّ أبا موسى نهى حين فتح تُسْتَر: لا توطأ الحبالى، ولا يشارك المشركون في أولادهم، فإن الماء يزيد في الولد، أشيء قاله برأيه، أو شيء رواه عن النبي-صلى الله عليه وسلم، فقال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أوطاس أن توطأ حامل حتى تضع، أو حائل حتى تستبرأ.
أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 369)
وأبو خالد الأحمر واسمه سليمان بن حيان قال ابن معين وغيره: ليس به بأس، وداود هو ابن أبي هند ثقة مشهور.
الثاني: يرويه سفيان الثوري عن زكريا عن الشعبي قال: أصاب المسلمون نساء يوم أوطاس فأمرهم النبي-صلى الله عليه وسلم أن لا يقعوا على حامل حتى تضع، ولا على غير حامل حتى تحيض حيضة.
أخرجه عبد الرزاق (12904)
ورواته ثقات، وزكريا هو ابن أبي زائدة
وأما حديث طاوس فأخرجه عبد الرزاق (12903) عن مَعْمر بن راشد عن عمرو بن مسلم عن طاوس قال: أرسل النبي-صلى الله عليه وسلم مناديا في بعض مغازيه: لا يقعنّ رجل على حامل، ولا حائل حتى تحيض.
وأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 370) عن معتمر بن سليمان عن معمر به.
وعمرو بن مسلم هو الجندي وهو مختلف فيه كما تقدم، والباقون ثقات.
وأما حديث مكحول فله عنه طرق:
الأول: يرويه عبد الرزاق (8706 و 9489) عن محمد بن راشد المكحولي أنّه سمع مكحولا يقول: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية، وعن الحبالى أن يقربن، وعن بيع المغانم حتى تقسم، وعن أكل كل ذي ناب من السباع.
محمد بن راشد وثقه ابن معين وجماعة، وضعفه ابن حبان وغيره.
الثاني: يرويه سفيان الثوري عن عبد الكريم بن أبي المخارق عن مكحول عن النبي-صلى الله عليه وسلم مثله.
أخرجه عبد الرزاق (9490)
وإسناده ضعيف لضعف عبد الكريم.
الثالث: يرويه سفيان بن عُيينة عن يزيد بن يزيد بن جابر عن مكحول أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن توطأ الحبالى حتى يضعن، وعن بيع المغانم حتى تقسم، وعن لحوم الحمر الأهلية، وعن كل ذي ناب من السبع.
أخرجه سعيد بن منصور (2815)
ورواته ثقات.
وأما حديث سعيد بن جبير فأخرجه عبد الرزاق (8705) عن مَعْمر عن الأعمش عن سعيد بن جبير قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن الحبالى أن يوطأن، وعن بيع الغنائم حتى تقسم، وعن أكل كل ذي ناب من السباع، ولحوم الحمر الأهلية.
ورواته ثقات.
4398 -
عن أبي سعيد الخدري قال: لما كان بالحديبية قال النبي-صلى الله عليه وسلم لا توقدوا نارا بليل" فلما كان بعد ذلك قال "أوقدوا واصطنعوا فإنّه لا يدرك قوم بعدكم صاعكم ولا مُدكم"
قال الحافظ: رواه أحمد بإسناد حسن" (1)
صحيح
أخرجه مسدد في "مسنده"(إتحاف الخيرة 6276) وابن أبي شيبة (8/ 669 و 14/ 443) وفي "مسنده"(إتحاف الخيرة 6277) وفي "الأدب"(271) وأحمد (3/ 26) عن يحيى بن سعيد القطان عن محمد بن أبي يحيى الأسلمي ثني أبي أنّ أبا سعيد الخدري حدّثه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لما كان يوم الحديبية قال: فذكره.
ومن طريق أحمد أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 169)
وأخرجه أبو يعلى (984) وعنه أبو الشيخ في "الطبقات"(1/ 391)
عن سفيان بن عُيينة
والحاكم (3/ 36)
(1) 8/ 448 (كتاب المغازي- باب غزوة الحديبية)
عن عبد الرحمن بن محمد الحارثي
والنسائي في "الكبرى"(8855)
عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي
والفاكهي في "أخبار مكة"(2877)
عن محمد بن يحيى الزماني
قالوا: ثنا يحيى القطان به.
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 6/ 145
قلت: وهو كما قالا، وأبو يحيى الأسلمي اسمه سمعان ذكره ابن حبان وابن خلفون في "الثقات"، وقال النسائي: ليس به بأس.
4399 -
"لا تؤذوا خالدا، فإنّه سيف من سيوف الله صبّه الله على الكفار"
قال الحافظ: وقد أخرج ابن حبان والحاكم من حديث عبد الله بن أبي أوفى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره" (1)
أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة"(13) والبزار (3365) وأبو يعلى (المطالب 4007/ 2) وابن صاعد في "مسند عبد الله بن أبي أوفى"(8) وابن حبان (7091) والحافظ (2) في "الأمالي المطلقة"(2/ 53 - 54)
عن عبد الله بن عون الخزاز
وعبد الله بن أحمد (13) وابن صاعد (10) والطبراني في "الكبير"(3801) وفي "الصغير"(580) والحاكم (3/ 298) وأبو نعيم في "الصحابة"(2389) وابن عبد البر في "الاستيعاب"(3/ 168) والخطيب في "تاريخه"(12/ 149 - 150)
عن أبي الفضل الربيع بن ثعلب البغدادي
قالا: ثنا أبو إسماعيل إبراهيم بن سليمان بن رزين المؤدب ثنا إسماعيل بن أبي خالد
(1) 8/ 102 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب خالد بن الوليد)
(2)
وقال: هذا حديث حسن، وأبو إسماعيل المؤدب ثقة عند الجمهور لكن اختلف قول ابن معين فيه، وبقية رجاله رجال الصحيح"
عن الشعبي عن ابن أبي أوفى قال: شكا عبد الرحمن بن عوف خالدَ بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال النبي-صلى الله عليه وسلم "يا خالد لا تؤذ رجلًا من أهل بدر، فلو أنفقت مثل أُحُد ذهبا لم تدرك عمله" فقال: يقعون فِيَّ فأردّ عليهم، فقال "لا تؤذوا خالدا، فإنّه سيف من سيوف الله صبّه الله على الكفار".
قال الطبراني: لم يروه عن إسماعيل إلا أبو إسماعيل، تفرد به الربيع"
قلت: بل تابعه عبد الله بن عون كما تقدم.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: رواه ابن إدريس عن ابن أبي خالد عن الشعبي مرسلًا، وهو أشبه"
قلت: ورواية عبد الله بن ادريس أخرجها ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 356)
وتابعه محمد بن عبيد الطنافسي عن إسماعيل به
أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة"(12 و 1484)
قال ابن أبي حاتم: قال أبو زرعة: الصحيح حديث ابن إدريس"
وللحديث شاهد عن أبي بكر وعن عمر وعن أبي عبيدة بن الجراح وعن أبي هريرة وعن عبد الله بن جعفر وعن أنس بن مالك وعن أبي قتادة وعن قيس بن أبي حازم مرسلًا.
فأما حديث أبي بكر فأخرجه أحمد (1/ 8) وفي "فضائل الصحابة"(1480)
عن علي بن عياش الحمصي
والمروزي في "مسند أبي بكر"(138) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(582)
عن داود بن رشيد الهاشمي
وأبو نعيم في "الصحابة"(2387)
عن محمد بن أبي السري العسقلاني
وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(696) والطبراني في "الكبير"(3798) والحاكم (3/ 298)
عن علي بن بحر بن بَرِّي القطان
قالوا: ثنا الوليد بن مسلم ثني وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب عن أبيه عن جده أنّ
أبا بكر عقد لخالد بن الوليد على قتال أهل الردة وقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "نعم عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد وسيف من سيوف الله سلّه الله على الكفار والمنافقين"
واختلف فيه على الوليد بن مسلم، فقال إسماعيل بن عبد الله بن خالد السكري: ثنا الوليد بن مسلم ثني وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب عن أبيه عن جده قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر خالد بن الوليد فقال: فذكر الحديث.
فجعله عن وحشي ولم يذكر أبا بكر.
أخرجه ابن عبد البر في "الاستيعاب"(3/ 167)
والأول أصح.
والحديث ذكره الهيثمي في "المجمع"(9/ 348) وقال: رجاله ثقات"
قلت: وحشي بن حرب ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال العجلي: لا بأس به، وقال صالح جزرة: لا يشتغل به ولا بأبيه، وقال الذهبي في "الكاشف": لين، وقال الحافظ في "التقريب": مستور.
وأبوه ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البزار: مجهول في الرواية، وقال الذهبي: ما روى عنه سوى ابنه وحشي.
وأما حديث عمر فأخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(3/ 886 - 887) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(697 و 1833) والهيثم بن كليب (617) ومحمد بن مخلد في "حديثه"(50) وأبو نعيم في "الصحابة"(2388 و 5956) وفي "الحلية"(1/ 229) وابن عساكر كما في "الصحيحة"(3/ 241) من طريق ضَمْرة بن ربيعة الفلسطيني أني السيباني عن أبي العجماء السلمي قال: قيل لعمر بن الخطّاب: لو عهدت يا أمير المؤمنين، قال: لو أدركت أبا عبيدة بن الجراح ثم وليته ثم قدمت على ربي فقال لي: لم استخلفته على أمة محمد؟ قلت: سمعت عبدك وخليلك يقول "لكل أمة أمين، وإنّ أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح" ولو أدركت معاذ بن جبل ثم وليته ثم قدمت على ربي فقال لي: لما استخلفته على أمة محمد؟ قلت: سمعت عبدك وخليلك يقول "يأتي معاذ يوم القيامة بين يدي العلماء برَتْوَة" ولو أدركت خالد بن الوليد ثم وليته ثم قدمت على ربي فقال لي: لم استخلفته على أمة محمد؟ لقلت: سمعت عبدك وخليلك يقول "خالد بن الوليد سيف من سيوف الله، سلّه الله على المشركين".
قال ابن عساكر: كذا قال، وإنما هو أبو العجفاء (1) السلمي واسمه هرم بن نسيب، شامي"
(1) وهكذا وقع عند الهيثم بن كليب.
قلت: اختلف فيه وفي اسمه فقيل: اسمه هَرِم بن نُسَيْب، وقيل نسيب بن هرم، وقيل: هرم بن نُصَيب، ووثقه ابن معين وابن حبان والدارقطني، وقال البخاري: في حديثه نظر، وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه ليس بالقائم.
والسيباني هو يحيى بن أبي عمرو وثقه أحمد وغيره.
وأما حديث أبي عبيدة فأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 124) وأحمد (4/ 90) ثنا حسين بن علي الجُعْفي عن زائدة عن عبد الملك بن عمير قال: استعمل عمر بن الخطّاب أبا عبيدة بن الجراح على الشام وعزل خالد بن الوليد قال: فقال خالد بن الوليد: بعث عليكم أمين هذه الأمة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح" قال أبو عبيدة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "خالد سيف من سيوف الله عز وجل ونعم فتى العشيرة"
ومن طريق أحمد أخرجه ابن عساكر كما في "الصحيحة"(4/ 441)
وأخرجه أبو القاسم البغوي (583) عن شجاع بن مخلد الفلاس ثنا حسين الجعفي به.
قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح إلا أنّ عبد الملك بن عمير لم يدرك أبا عبيدة" المجمع 9/ 348 - 349
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الترمذي (1)(3846) ثنا قتيبة ثنا الليث عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبي هريرة قال: نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا، فجعل الناس يمرّون، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "من هذا يا أبا هريرة؟ " فأقول: فلان، فيقول "نعم عبد الله هذا" ويقول "من هذا؟ " فأقول: فلان، فيقول "بئس عبد الله هذا" حتى مرّ خالد بن الوليد، فقال "من هذا؟ " فقلت: هذا خالد بن الوليد، فقال "نعم عبد الله خالد بن الوليد، سيف من سيوف الله"
وقال: هذا حيث حسن غريب، ولا نعرف لزيد بن أسلم سماعا من أبي هريرة، وهو عندي حديث مرسل"
وقال الحافظ في "الإصابة"(3/ 71): رجاله ثقات"
قلت: هشام بن سعد مختلف فيه، ضعفه ابن معين وجماعة، وقواه العجلي وغيره.
وخالفه أسامة بن زيد فرواه عن زيد بن أسلم عن أبي صالح وعطاء بن يسار عن أبي هريرة به.
(1) ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 110)
أخرجه ابن عساكر كما في "الصحيحة"(3/ 239 - 240) من طريق محمد بن عيسى بن يزيد الطرسوسي أنا إسحاق بن محمد عن أسامة بن زيد به.
والطرسوسي ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ كثيرا، وقال ابن عدي: هو في عداد من يسرق الحديث، وعامة ما يرويه لا يتابعونه عليه.
وأما حديث عبد الله بن جعفر فأخرجه أحمد (1/ 204 - 205) ثنا وهب بن جرير ثنا أبي سمعت محمد بن أبي يعقوب يحدّث عن الحسن بن سعد عن عبد الله بن جعفر قال: فذكر الحديث وفيه "ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله خالد بن الوليد ففتح الله عليه"
ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(3799) والحاكم (3/ 298)
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(695) عن عقبة بن مكرم بن أفلح البصري ثنا وهب بن جرير به.
وأخرجه أبو القاسم البغوي (584) عن علي بن مسلم الطوسي ثنا وهب بن جرير به.
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 349
قلت: وهو كما قالا، ومحمد هو ابن عبد الله بن أبي يعقوب التميمي، والحسن بن سعد هو ابن معبد الهاشمي.
وأما حديث أنس فأخرجه الطبراني في "الكبير"(3800) والحاكم (3/ 298) من طريق عبد الرزاق عن مَعْمر عن أيوب عن أنس قال: نعى رسول الله صلى الله عليه وسلم-أهل مؤتة على المنبر ثم قال "فأخذ اللواء خالد بن الوليد وهو سيف من سيوف الله-عز وجل"
قال الحاكم: هذا حديث عال صحيح غريب من حديث أيوب"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: لم يسمع أيوب من أنس"
وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 349
قلت: اختلف فيه على أيوب، فرواه حماد بن زيد عن أيوب عن حميد بن هلال عن أنس به.
أخرجه البخاري (فتح 8/ 102) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(694)
وأما حديث أبي قتادة فأخرجه ابن سعد (7/ 395) وأحمد (5/ 299) والنسائي في "فضائل الصحابة"(177) من طرق عن الأسود بن شيبان البصري عن خالد بن شمير عن
عبد الله بن رباح الأنصاري ثنا أبو قتادة الأنصاري قال: فذكر الحديث وفيه "اللهم هو سيف من سيوفك فانتصر به".
وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات.
وأما حديث تيس بن أبي حازم فأخرجه ابن سعد (7/ 395) أنا يعلى ومحمد ابنا عبيد وعبد الله بن نمير قالوا: ثنا إسماعيل عن قيس رفعه "إنّما خالد سيف من سيوف الله صبّه الله على الكفار".
ورواه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن إسماعيل عن قيس قال: أُخبرت أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم
قال: فذكره.
أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة"(1479) وأبو يعلى (7188)
قال الهيثمي: رواه أبو يعلى ولم يسم الصحابي ورجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 349
وقال الحافظ: صحيح الإسناد، لكن رواه أبو إسماعيل المؤدب عن إسماعيل بن أبي خالد فقال: عن الشعبي عن ابن أبي أوفى" المطالب 4/ 277
4400 -
حديث ابن عباس أنّ المشركين أرادوا أن يشتروا جسد رجل من المشركين فأبى النبي-صلى الله عليه وسلم أن يبيعهم جسد نوفل بن عبد الله بن المغيرة وكان اقتحم الخندق، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم "لا حاجة لنا بثمنه ولا جسده" فقال ابن هشام: بلغنا عن الزهري أنّهم بذلوا فيه عشرة آلاف.
سكت عليه الحافظ (1).
ضعيف
ذكره ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام"(2/ 253) بغير إسناد.
وقد أخرجه أحمد (2230 و 2442) وابن المنذر في "الأوسط"(11/ 235) والبيهقي (9/ 133) وفي "الدلائل"(3/ 440) من طرق عن الحجاج بن أرطأة عن الحكم بن عتيبة عن مِقسم عن ابن عباس أنّ رجلًا من المشركين قتل يوم الأحزاب فبعث المشركون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبعث إلينا بجسده ونعطيك اثنى عشر ألفا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا خير في جسده ولا في ثمنه" اللفظ البيهقي
(1) 7/ 92 (كتاب فرض الخمس- باب طرح جيف المشركين في البئر)
ولفظ أحمد في الموضع الأول "ادفعوا إليهم جيفتهم، فإنّه خبيث الجيفة، خبيث الدية" فلم يقبل منهم شيئًا.
ولفظه في الموضع الثاني "إنّه لخبيث، خبيث الدية، خبيث الجيفة" فخلى بينهم وبينه.
وإسناده ضعيف لضعف الحجاج بن أرطأة.
لكنه لم ينفرد به بل تابعه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: أصيب يوم الخندق رجل من المشركين، وطلبوا إلى النبي-صلى الله عليه وسلم أن يُجِنُّوه، فقال "لا، ولا كرامة لكم" قالوا: فإنّا نجعل لك على ذلك جُعْلا، قال "وذلك أخبث وأخبث"
أخرجه أبو إسحاق الفزاري في "السير"(31) وأحمد وابنه (2319) واللفظ لهما وأحمد أيضًا (3013) والترمذي (1715) وابن المنذر (11/ 235) والطبراني في "الكبير"(12058) والبيهقي (9/ 133)
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الحكم، ورواه الحجاج بن أرطأة أيضًا عن الحكم. وقال أحمد بن حنبل: ابن أبي ليلى لا يحتج بحديثه، وقال محمد بن إسماعيل: ابن أبي ليلى صدوق ولكن لا نعرف صحيح حديثه من سقيمه ولا أروي عنه شيئًا، وابن أبي ليلى صدوق فقيه وإنما يهم في الإسناد"
قلت: هو ضعيف لسوء حفظه وكثرة غلطه، والحكم لم يسمع من مقسم إلا خمسة أحاديث فيما قاله شعبة وغيره، وليس هذا الحديث منها.
4401 -
حديث ابن عباس قال: لما نزلت سورة النساء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا حبس بعد سورة النساء"
قال الحافظ: رواه الطبراني" (1)
ضعيف
أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 97) والعقيلي (3/ 397) والطبراني في "الكبير"(12033) والدارقطني (3/ 68) والبيهقي (6/ 162)
عن عمرو بن خالد الحرّاني
(1) 9/ 307 (كتاب التفسير- سورة النساء- مقدمة السورة)
والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 97) والعقيلي (3/ 397) والطبراني في "الكبير"(12033)
عن يحيى بن عبد الله بن بكير المصري
والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 96 - 97)
عن أسد بن موسى المصري
والدارقطني (3/ 68) والبيهقي (6/ 162)
عن كامل بن طلحة الجَحْدري
والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 97)
عن سعيد بن أبي مريم
والطحاوي أيضًا والطبراني في "الأوسط"(8997)
عن عبد الله بن يوسف التنيسي
كلهم عن عبد الله بن لَهيعة عن أخيه عيسى بن لهيعة عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكره.
ولفظه عند الدارقطني والبيهقي من طريق عمرو بن خالد "لا حبس عن فرائض الله"
وقال البيهقي: وهذا اللفظ إنما يعرف من قول شريح القاضي.
ثم أخرجه عنه مسندا.
واختلف فيه على ابن لهيعة، فرواه يحيى بن يحيى النيسابوري عنه عمن سمع عكرمة يحدث عن ابن عباس به.
أخرجه البيهقي (6/ 162)
والأول أصح لأنه رواية الأكثر.
قال الدارقطني: لم يسنده غير ابن لهيعة عن أخيه وهما ضعيفان"
وقال العقيلي؛ لا يتابع عليه عيسى بن لهيعة ولا يعرف إلا به"
وقال الطحاوي: ثنا روح ومحمد بن خزيمة قالا: قال لنا أحمد بن صالح: هذا حديث صحيح وبه أقول"
وقال الهيثمي: وفيه عيسى بن لهيعة وهو ضعيف" المجمع 7/ 2
قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة وأخيه عيسى.
4402 -
عن ابن عمر رفعه: في الرجل تكون له المرأة فيطلقها ثم يتزوجها آخر فيطلقها قبل أن يدخل بها فترجع إلى الأول، فقال "لا، حتى تذوق العسيلة"
قال الحافظ: قال ابن المنذر: أجمع العلماء على اشتراط الجماع لتحل للأول إلا سعيد بن المسيب، ثم ساق بسنده الصحيح عنه قال: يقول الناس: لا تحل للأول حتى يجامعها الثاني، وأنا أقول إذا تزوجها تزويجا صحيحا لا يريد بذلك احلالها للأول فلا بأس أن يتزوجها الأول. وهكذا أخرجه ابن أبي شيبة وسعيد بن منصور. وفيه تعقب على من استبعد صحته عن سعيد. قال ابن المنذر: وهذا القول لا نعلم أحدا وافقه عليه إلا طائفة من الخوارج، ولعله لم يبلغه الحديث فأخذ بظاهر القرآن.
قلت: سياق كلامه يشعر بذلك، وفيه دلالة على ضعف الخبر الوارد في ذلك، وهو ما أخرجه النسائي من رواية شعبة عن علقمة بن مرثد عن سالم بن رزين عن سالم بن عبد الله عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر رفعه: فذكره. وقد أخرجه النسائي أيضًا من رواية سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد فقال: عن رزين بن سليمان الأحمري عن ابن عمر نحوه، قال النسائي: هذا أولى بالصواب. وإنما قال ذلك لأنّ الثوري أتقن وأحفظ من شعبة، وروايته أولى بالصواب من وجهين:
أحدهما: أنّ شيخ علقمة شيخهما هو رزين بن سليمان كما قال الثوري، لا سالم بن رزين كما قال شعبة، فقد رواه جماعة عن علقمة كذلك منهم غيلان بن جامع أحد الثقات.
ثانيهما: أنّ الحديث لو كان عند سعيد بن المسيب عن ابن عمر مرفوعا ما نسبه إلى مقالة الناس الذين خالفهم" (1)
ضعيف
يرويه علقمة بن مرثد الكوفي واختلف عنه:
- فقال شعبة: عن علقمة بن مرثد: سمعت سالم بن رزين (2) يحدث عن سالم بن عبد الله بن عمر عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر عن النبي-صلى الله عليه وسلم في الرجل تكون له المرأة ثم يطلقها، ثم يتزوجها رجل فيطلقها قبل أن يدخل بها فترجع إلى زوجها الأول، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم"حتى تذوق العسيلة"
أخرجه أحمد (2/ 85) عن محمد بن جعفر غُندر ثنا شعبة به.
(1) 11/ 391 - 392 (كتاب الطلاق- باب إذا طلقها ثلاثًا ثم تزوجت بعد العدة)
(2)
زاد الطبري في روايته: الأحمري.
ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(13086) والخطيب في "الموضح"(2/ 119 - 120) والمزي في "التهذيب"(9/ 189)
وأخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 2/13) وابن ماجه (1933) والنسائي (6/ 121) وفي "الكبرى"(5607) والطبري في "التفسير"(2/ 477 - 478) والطبراني في "الكبير"(13086) والبيهقي (7/ 375) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(313) من طرق عن محمد بن جعفر به.
- ورواه سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد فلم يذكر سالم بن عبد الله بن عمر ولا سعيد بن المسيب واختلف عنه في شيخ علقمة:
فسماه غير واحد: سليمان بن رزين (1)، منهم:
1 -
عبد الرزاق (11135)
2 -
أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري.
أخرجه أحمد بن حنبل (2/ 25 و 62) وأحمد بن منيع (الإتحاف 4484) والطبري (2/ 478) والخطيب في "الموضح"(2/ 117 - 118)
3 -
محمد بن كثير العبدي.
أخرجه البيهقي (7/ 375)
4 -
محمد بن يوسف الفريابي.
أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 429) والخطيب في "الموضح"(2/ 117)
5 -
عبد العزيز بن أبان القرشي.
أخرجه الخطيب (2/ 118)
6 -
حسين بن حفص الأصبهاني.
قاله ابن أبي حاتم في "العلل"
• وسماه وكيع: رزين بن سليمان الأحمري.
أخرجه ابن أبي شيبة (2)(4/ 274 - 275) وأحمد (2/ 25) والنسائي (6/ 121) وفي
(1) زاد محمد بن يوسف الفريابي وعبد العزيز بن أبان: الأحمري.
(2)
رواه أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي عن ابن أبي شيبة فقال فيه: عن علقمة بن مرثد عن سليمان وقال وكيع مرة: رزين بن سليمان عن ابن عمر.
أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 429)
"الكبرى"(5608) وابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 429) والخطيب في "الموضح"(2/ 119) والمزي (9/ 189)
• وسماه عبد الرحمن بن مهدي: رزين الأحمري.
أخرجه أحمد (2/ 62) عن عبد الرحمن بن مهدي به.
ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الموضح"(2/ 118 - 119)
وأخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 2 / 13) والطبري (2/ 478) عن محمد بن بشار ثنا عبد الرحمن بن مهدي به.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 428) عن أحمد بن سنان الواسطي ثنا عبد الرحمن بن مهدي به.
وأخرجه البيهقي (1)(7/ 375) عن أبي عبد الله الحاكم وأبي بكر أحمد بن الحسن الحيري (2) قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا أبو عبيد ثنا عبد الرحمن به.
قال المزي في "التحفة": زعم أبو القاسم (3) أنّ هذه الرواية وهم (4)، وليس كذلك، فإنّ جماعة رووه عن سفيان هكذا، وهو أحفظ من شعبة. وتابعه غيلان بن جامع عن علقمة بن مرثد"
وقد تكلم غير واحد في رواية شعبة وصوبوا رواية سفيان.
فقال النسائي: حديث سفيان أولى بالصواب"
وقال أبو حاتم: هذه الزيادة (5) التي زاد غندر عن شعبة في الإسناد ليس بمحفوظ"
(1) وقال: رواية وكيع وعبد الرحمن عن سفيان أصح، فقد رواه قيس بن الربيع فقال: ثنا علقمة بن مرثد عن رزين الأحمري قال: سمعت ابن عمر يقول
أخبرناه أبو محمد جناح بن نذير المحاربي أنا أبو جعفر بن دحيم ثنا أحمد بن حازم ثنا مالك بن إسماعيل
ثنا قيس به.
قلت: وتابعه غيلان بن جامع الكوفي عن علقمة به
قاله المزي في "التهذيب"(9/ 188) و"التحفة"(5/ 344)
(2)
رواه الخطيب في "الموضح"(2/ 118) عن أبي بكر الحيري ووقع عنده: عن ابن رزين الأحمري.
(3)
يعنى ابن عساكر.
(4)
يعني رواية وكيع عن سفيان.
(5)
يعني سالم بن عبد الله عن سعيد بن المسيب.
الجرح (1) والتعديل 1/ 2 / 507 - 508
وقال أبو بكر الأثرم: سمعت أحمد بن حنبل يقول في حديث محمد بن جعفر عن شعبة هذا: لا أراه محفوظا. ثم قال: ليس بشيء، سالم ورجل بينه وبين ابن عمر؟ كالمنكر لذلك. قال أحمد: داود عن سعيد بن المسيب خلاف هذا -يعني قوله: تحل للأول وإن لم يدخل بها الثاني -أي فهذا يضعف ذاك الحديث أن يكون فيه سعيد بن المسيب لأنه لو رواه عن ابن عمر عن النبي-صلى الله عليه وسلم لم يقل بخلافه" الموضح لأوهام الجمع والتفريق 2/ 120
وقال الطبراني: وهم شعبة في هذا الحديث في موضعين: قوله: عن سالم بن رزين، وإنما هو سليمان بن رزين. وزاد في الإسناد: سعيد بن المسيب، رواه سفيان الثوري وقيس بن الربيع عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن رزين الأحمري عن ابن عمر عن النبي-صلى الله عليه وسلم، وهو الصواب" المعجم الكبير (12/ 271 - 272)
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة وسئل عن هذين الحديثين فقال: الثوري أحفظ" العلل 1/ 428
قلت: وشيخ علقمة قال البخاري في "الكبير": لا تقوم الحجة بسالم بن رزين ولا برزين لأنه لا يدرى سماعه من سالم ولا من ابن عمر (2).
وقال الذهبي في "الميزان" و"المغني": لا يعرف.
وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.
وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.
4403 -
"لا، حتى تميز بينهما"
قال الحافظ: حديث فضالة بن عبيد في ردّ البيع في القلادة التي فيها خرز وذهب حتى تفصل، أخرجه مسلم (1591)، وفي رواية أبي داود (3351 و 3352 و 3353): فقلت: إنما أردت الحجارة، فقال، فذكره" (3)
4404 -
"لا حسد إلا في اثنتين"
سكت عليه الحافظ (4).
أخرجه البخاري (فتح 1/ 176 - 177) عن ابن مسعود.
(1) وانظر "العلل" 1/ 428
(2)
قلت: صرّح بسماعه من ابن عمر في رواية قيس بن الربيع لكن قيس ضعيف عند الجمهور.
(3)
5/ 285 (كتاب البيوع- باب بيع الفضة بالفضة)
(4)
1/ 387 (كتاب الغسل- باب المضمضة والاستنشاق في الجنابة)
4405 -
"لا حلف في الإسلام، وأيّما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة"
قال الحافظ: رواه سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جبير بن مطعم مرفوعا، أخرجه مسلم، ولهذا الحديث طرق، منها: عن أم سلمة مثله، أخرجه عمر بن شبة في "كتاب مكة" عن أبيه، وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم على درج الكعبة فقال: أيها الناس فذكر نحوه، أخرجه عمر بن شبة وأصله في "السنن"، وعن قيس بن عاصم أنّه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحلف فقال "لا حلف في الإسلام ولكن تمسكوا بحلف الجاهلية" أخرجه أحمد وعمر بن شبة واللفظ له، ومنها عن ابن عباس رفعه "ما كان من حلف في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة وحدّة" أخرجه عمر بن شبة واللفظ له وأحمد وصححه ابن حبان، ومن مرسل عدي بن ثابت قال: أرادت الأوس أن تحالف سلمان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل حديث قيس بن عاصم، أخرجه عمر بن شبة، ومن مرسل الشعبي رفعه "لا حلف في الإسلام وحلف الجاهلية مشدود"(1)
وذكره في موضع آخر وقال: حديث صحيح أخرجه مسلم عن جبير بن مطعم عن النبي-صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، وأخرجه الترمذي من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وأخرج البخاري في "الأدب المفرد" عن عبد الله بن أبي أوفى نحوه باختصار" (2)
صحيح
ورد من حديث جبير بن مطعم ومن حديث أم سلمة ومن حديث ابن عمرو ومن حديث قيس بن عاصم ومن حديث ابن عباس ومن حديث عبد الله بن أبي أوفى ومن حديث عدي بن ثابت مرسلًا ومن حديث الشعبي مرسلًا
فأما حديث جبير بن مطعم فأخرجه مسلم (2530) بلفظ الترجمة.
وأما حديث أم سلمة فأخرجه أبو يعلى (6902) والطبري في "التفسير"(5/ 55 - 56) وفي "التهذيب"(مسند عبد الرحمن بن عوف 8) والطبراني في "الكبير"(23/ 375 - 376) من طرق عن وكيع عن داود بن أبي عبد الله عن ابن جُدْعان عن جدته عن أم سلمة مرفوعا "لا حلف في الإسلام، وما كان من حلف في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة"
قال الهيثمي: وفيه جدة ابن جدعان ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات" المجمع 8/ 173
(1) 5/ 378 (كتاب الحوالة- باب قول الله: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} [النساء: 33])
(2)
13/ 115 (كتاب الأدب- باب الإخاء والحلف)
قلت: ابن جدعان هو عبد الرحمن بن محمد بن زيد بن جدعان (1).
قال الذهبي في "الميزان"(2/ 587): عبد الرحمن بن محمد عن جدته، لا يعرفان، تفرد عنه داود بن أبي عبد الله مولى بني هاشم.
وداود بن أبي عبد الله ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال البخاري: مقارب الحديث.
وأما حديث ابن عمرو فأخرجه أحمد (2/ 189 و 207 و 212 - 213) والترمذي (1585) والطبري في "التفسير"(5/ 56) وفي "التهذيب"(12 و 13) والدارقطني (3/ 207) والذهبي في "معجم الشيوخ"(1/ 262 - 263)
عن حسين بن ذكوان المعلم
وأحمد (2/ 205 و 215) والبخاري في "الأدب المفرد"(570) وابن ماجه (2644 و 2659 و 2685) والطبري في "التفسير"(5/ 56) وفي "التهذيب"(17) والطحاوي في "المشكل"(1618 و 5993) والدارقطني (3/ 171)
عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي
وابن أبي شيبة (9/ 287 - 288 و 294) وأحمد (2/ 180) وأبو داود (2571 و 4583) وابن أبي عاصم في "الديات"(ص 87) وابن الجارود (1052) والطبري في "التفسير"(5/ 56) وفي "التهذيب"(14 و 15 و 16) وابن خزيمة (2280) وابن المنذر في "الأوسط"(11/ 257) والطحاوي (1619 و 5992) والبيهقي (6/ 335 - 336 و 8/ 29) والبغوي في "شرح السنة"(2542) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(449)
عن محمد بن إسحاق المدني (2)
ثلاثتهم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو قال (3): لما فُتح على رسول الله صلى الله عليه وسلم-مكة قال: فذكر حديثا وفيه "وأوفوا بحلف الجاهلية فإنّ الإسلام لم يزده إلا شدة، ولا تحدثوا حلفا في الإسلام"
لفظ أحمد من حديث حسين المعلم.
وفي لفظ "جلس النبي-صلى الله عليه وسلم عام الفتح على درج الكعبة، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال "من كان له حلف في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدّة، ولا هجرة بعد الفتح"
(1) انظر "تهذيب الكمال" 17/ 393 - "تقريب التهذيب" ص350
(2)
صرّح بالتحديث من عمرو بن شعيب.
(3)
ولفظ الطبري "إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبة يوم فتح مكة".
اللفظ البخاري من حديث عبد الرحمن بن الحارث (1).
وفي لفظ "لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عام- الفتح قام في الناس خطيبا وقال: يا أيها الناس إنّه ما كان من حلف في الجاهلية فإنّ الإسلام لم يزده إلا شدة، ولا حلف في الإسلام"
اللفظ لأحمد وغيره من حديث ابن إسحاق (2).
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"
وقال الذهبي: هذا حديث صالح الإسناد"
قلت: وهو كما قال.
وأما حديث قيس بن عاصم فأخرجه أحمد (5/ 61) والطبري في "التفسير"(5/ 55) وفي "التهذيب"(6) وأبو القاسم البغوى في "الصحابة"(1962) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 111) والطبراني في "الكبير"(18/ 337) والدارقطني في "المؤتلف"(3/ 1378) وأبو نعيم في "من اسمه عطاء"(9)
عن هشيم
والطيالسي (ص 146) والحميدي (1206) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1166) والطبري في "التفسير"(5/ 55) وفي "التهذيب"(7) والطحاوي (1616 و 5994) وابن حبان (4369) والطبراني (18/ 337) وأبو نعيم في "من اسمه عطاء"(11)
عن جرير بن عبد الحميد الرازي
كلاهما عن مغيرة عن أبيه عن شعبة بن التوأم الضبي عن قيس بن عاصم أنّه سأل النبي-صلى الله عليه وسلم عن الحلف فقال "ما كان من حلف في الجاهلية فتمسكوا به، ولا حلف في الأسلام"
ورواه عباد بن عباد بن حبيب البصري عن شعبة بن الحجاج واختلف عنه:
فقال أحمد (5/ 61): ثنا إبراهيم بن زياد البغدادي سَبَلان ثنا عباد بن عباد عن شعبة بن الحجاج عن مغيرة عن أبيه عن شعبة بن التوأم عن قيس بن عاصم به.
(1) ولفظ أحمد نحوه وزاد "ولا حلف في الإسلام"
(2)
ورواه غير واحد عن عمرو بن شعيب مختصرا. انظر حديث "لا يقتل مؤمن كافر، ولا ذو عهد في عهده"
وأخرجه القضاعي (841) من طريق أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ثنا إبراهيم بن زياد به.
وأخرجه ابن قانع في "الصحابة"(1/ 111) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل وأحمد بن علي بن مسلم قالا: ثنا إبراهيم بن زياد به.
ورواه محمد بن الفضل السقطي عن إبراهيم بن زياد فلم يقل فيه "عن أبيه"
أخرجه الطبراني (1)(18/ 337)
والأول أصح.
ومقسم الضبي والد المغيرة وشعبة الضبي ذكرهما ابن حبان في "الثقات"، وترجمهما البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيهما جرحًا ولا تعديلا.
وأما حديث ابن عباس فأخرجه أحمد (1/ 317 و 329) والدارمي (2529) وأبو يعلى (2336) والطبري في "التفسير"(5/ 55) وفي "التهذيب"(4) وابن حبان (4370) والطبراني (11740) من طرق عن شريك بن عبد الله القاضي عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "لا حلف في الإسلام، وما كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدّة أو حدّة" لفظ أبي يعلى وغيره.
صححه الطبري.
وقال الهيثمي: رواه أبو يعلى وأحمد باختصار ورجالهما رجال الصحيح" المجمع 8/ 173
قلت: شريك أخرج له مسلم في المتابعات، وهو مختلف فيه، وسماك تكلم غير واحد في روايته عن عكرمة.
لكنه لم ينفرد به بل تابعه محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "لا حلف في الإسلام، وكل حلف كان في الجاهلية، فلم يزده الإسلام إلا شدة، وما يسرني أنّ لي حمر النعم، وأني نقضت الحلف الذي كان في دار الندوة"
أخرجه الطبري في "التفسير"(5/ 55) وفي "التهذيب"(5) عن أبي كريب محمد بن العلاء الهَمداني ثنا مصعب بن المقدام عن إسرائيل بن يونس عن محمد بن عبد الرحمن به.
وقال: صحيح"
(1) رواه أبو نعيم في "من اسمه عطاء"(10) عن الطبراني فقال فيه: عن أبيه، فلعله سقط من كتاب الطبراني.
قلت: بل حسن للخلاف في مصعب بن المقدام الخثعمي.
وتابعه عطاء الخراساني عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "كل حلف في الجاهلية أو عقد أدركه الإسلام فلا يزيده إلا شدة، ولا حلف في الإسلام"
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2411) عن محمد بن عمرو بن خالد الحرّاني ثنا أبي ثنا يونس بن راشد عن عطاء به.
وإسناده حسن أيضًا، عمرو بن خالد وعكرمة ثقتان، ويونس وعطاء صدوقان، وشيخ الطبراني وثقه ابن يونس (الوهم والإيهام 3/ 535)
وأما حديث ابن أبي أوفى فلم أره في "الأدب المفرد" للبخاري، ولم أقف عليه عند غيره، والله أعلم.
وأما حديثي عدي بن ثابت والشعبي فأخرجهما عمر بن شبة في كتاب مكة كما ذكر الحافظ.
4406 -
"لا حليم إلا ذو عثرة، ولا حكيم إلا ذو تجربة"
قال الحافظ: وأخرج (أي البخاري في "الأدب المفرد") من حديث أبي سعيد مرفوعا: فذكره، وأخرجه أحمد وصححه ابن حبان" (1)
أخرجه أحمد (3/ 8 و 69) والبخاري في "الأدب المفرد"(ص 199) والترمذي (2033) وابن حبان (193) وفي "روضة العقلاء"(ص 184) وابن عدي (1/ 186 و 4/ 1521) وأبو الشيخ في "الأمثال"(41) وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(253) وابن شاهين في "الترغيب"(240) والخطابي في "الغريب"(1/ 618) والحاكم (4/ 293) وأبو سعد الماليني في "الأربعين في شيوخ الصوفية"(ص 196) والقضاعي (834 و 835) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 324) والخطيب في "تاريخة"(5/ 301) وابن الجوزي في "العلل"(40) من طرق عن عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن درَّاج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد به مرفوعا.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال أبو نعيم: غريب من حديث عمرو بن الحارث لم يروه عنه إلا عبد الله"
(1) 13/ 146 (كتاب الأدب- باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين)
وقال أبو سعد الماليني: ما رواه إلا ابن وهب"
وقال ابن الجوزي: قال الدارقطني: تفرد به دراج عن أبي الهيثم، وتفرد عمرو بن الحارث عن دراج، وتفرد ابن وهب عن عمرو"
قلت: دراج مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره، واختلفوا فيما يرويه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، فقوى ذلك ابن معين، وضعف ذلك أحمد وأبو داود، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وخالفه عبيد الله بن زَحْر فرواه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد موقوفًا.
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(565) ثنا سعيد بن عفير ثنا يحيى بن أيوب عن ابن زحر به.
وابن زحر مختلف فيه.
4407 -
"لا دِعْوة في الإسلام، ذهب أمر الجاهلية، الولد للفراش وللعاهر الحجر"
قال الحافظ: أخرج أبو داود بسند حسن إلى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قام رجل فقال: يا رسول الله إنّ فلانا ابني عاهرت بأمّه في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره"
وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه أبو داود وغيره من رواية حسين المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قام رجل فقال لما فتحت مكة. إنّ فلانا ابني، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم "لا دعوة في الإسلام، ذهب أمر الجاهلية، الولد للفراش وللعاهر الأثلب" قيل: ما الأثلب؟ قال: الحجر" (1)
حسن
أخرجه أحمد (2/ 207) عن يزيد بن هارون أنا حسين المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: فذكر حديثا وفيه: فقال رجل: يا رسول الله، ابني فلانا عاهرت بأمّه في الجاهلية، فقال "لا دعوة في الإسلام، ذهب أمر الجاهلية، الولد للفراش وللعاهر الأثلب" قيل: يا رسول الله وما الأثلب؟ قال "الحجر"
وأخرجه أبو داود (2274) عن زهير بن حرب النسائي ثنا يزيد بن هارون به.
وإسناده حسن، عمرو بن شعيب وأبوه صدوقان، والباقون ثقات.
(1) 15/ 35 و 40 (كتاب الفرائض- باب الولد للفراش حرة كانت أو أمة)
ولم ينفرد حسين المعلم به بل تابعه عامر بن عبد الواحد الأحول عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ رجلًا قال: فلان ابني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم" لا دعاوة في الإسلام"
أخرجه أحمد (2/ 211) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري ثنا عمران القطان ثنا عامر الأحول به.
وعمران هو ابن داود مختلف فيه، وعمرو وأبوه صدوقان، وعبد الصمد وعامر ثقتان.
4408 -
حديث ابن مسعود "لا رضاع إلا ما شدّ العظم، وأنبت اللحم"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود مرفوعا وموقوفًا" (1)
موقوف صحيح
أخرجه أحمد (1/ 432) ثنا وكيع ثنا سليمان بن المغيرة عن أبي موسى الهلالي عن أبيه أنّ رجلًا كان في سفر فولدت امرأته فاحتبس لبنها فجعل يمصّه ويمجّه فدخل حلقه فأتى أبا موسى فقال: حرمت عليك، قال: فأتى ابن مسعود فسأله فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يحرم من الرضاع إلا ما أنبت اللحم وأنشر العظم".
وأخرجه أبو داود (2060) ومن طريقه البيهقي (7/ 461)
عن محمد بن سليمان الأنباري
والدارقطني (4/ 172 - 173)
عن إسحاق بن بهلول الأنباري
قالا: ثنا وكيع به.
واختلف فيه على سليمان بن المغيرة:
فرواه النضر بن شميل المازني عن سليمان بن المغيرة عن أبي موسى الهلالي عن أبيه عن ابن لعبد الله بن مسعود أنّ رجلًا كان معه امرأته وهو في سفر، فذكر الحديث وقال فيه: فأتاه ابن مسعود فقال: أنت الذي تفتي، ما هذا بكذا وكذا، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم"لا رضاع إلا ما شدّ العظم، وأنبت اللحم"
فزاد فيه عن ابن لعبد الله بن مسعود.
أخرجه الدارقطني (4/ 173) أنا الحسين بن إسماعيل ثنا خلاد بن أسلم ثنا النضر بن شميل به.
(1) 11/ 51 (كتاب النكاح - باب من قال لا رضاع بعد حولين)
ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 460 - 461)
ورواه عبد السلام بن مطهَّر البصري عن سليمان بن المغيرة عن أبي موسى الهلالي عن أبية عن ابن لعبد الله بن مسعود عن ابن مسعود موقوفًا.
أخرجه أبو داود (2059) ومن طريقه البيهقي (7/ 461)
وإسناده ضعيف، أبو موسى الهلالي وأبوه مجهولان. قاله أبو حاتم (الجرح 4/ 2/ 438)
وله عن ابن مسعود موقوفًا أربع طرق:
الأول: يرويه مغيرة بن مِقْسَم الكوفي عن إبراهيم عن ابن مسعود قال: لا رضاع إلا ما كان في الحولين ما أنشز العظم وأنبت اللحم.
أخرجه سعيد بن منصور (974) عن هشيم و (987) عن خالد بن عبد الله
كلاهما عن مغيرة به.
ومن طريقه عن هشيم أخرجه البيهقي (7/ 462)
وإسناده منقطع بين إبراهيم النخعي وبين ابن مسعود فإنّه لم يسمع منه.
الثاني: يرويه سفيان الثوري عن أبي حصين عن أبي عطية الوادعي قال: جاء رجل إلى ابن مسعود فقال: إنّها كانت معي امرأتي فحصر لبنها في ثديها، فجعلت أمصّه ثم أمجّه، فأتيت أبا موسى فسألته، فقال: حرمت عليك، قال: فقام وقمنا معه حتى انتهى إلى أبي موسى، فقال: ما أفتيت هذا؟ فأخبره بالذي أفتاه، فقال ابن مسعود وأخذ بيد الرجل: أرضيعا ترى هذا؟ إنما الرضاع ما أنبت اللحم والدم، فقال أبو موسى: لا تسألوني عن شيء ما كان هذا الحبر بين أظهركم.
أخرجه عبد الرزاق (13895)
وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، وأبو حصين هو عثمان بن عاصم الأسدي الكوفي.
ولم ينفرد الثوري به بل تابعه أبو بكر بن عياش ثنا أبو حصين به.
أخرجه الدارقطني (4/ 173) ثنا الحسين بن إسماعيل ثنا أبو هشام الرفاعي ثنا أبو بكر بن عياش به.
وأبو هشام الرفاعي واسمه محمد بن يزيد مختلف فيه، قواه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وأبو حاتم، وقال البخاري: رأيتهم مجتمعين على ضعفه.
الثالث: يرويه أبو معاوية عن إسماعيل عن أبي عمرو الشيباني قال: قال عبد الله: إنما يحرم من الرضاع ما أثبت اللحم وأنشر اللحم.
أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 286)
وإسناده صحيح، أبو معاوية هو محمد بن خازم الكوفي، وإسماعيل هو ابن أبي خالد، وأبو عمرو الشيباني هو سعد بن إياس.
الرابع: يرويه الشافعي أنا مالك عن يحيى بن سعيد أنّ أبا موسى قال في رضاعة الكبير: ما أراها إلا تحرم، فقال ابن مسعود: أبصر ما تفتي به الرجل، فقال أبو موسى: فما تقول أنت؟ فقال ابن مسعود: لا رضاعة إلا ما كان في الحولين، فقال أبو موسى: لا تسألوني عن شيء ما كان هذا الحبر بين أظهركم.
أخرجه البيهقي (7/ 462)
وقال: هذا وإن كان مرسلًا فله شواهد عن ابن مسعود"
4409 -
حديث أم سلمة "لا رضاع إلا ما فتق الأمعاء وكان قبل الفطام"
قال الحافظ: صححه الترمذي وابن حبان" (1)
صحيح
أخرجه الترمذي (1152) والنسائي في "الكبرى"(5465) وابن حبان (4224) والطبراني في "الأوسط"(7513) والخطيب في "التاريخ"(7/ 55) من طرق عن أبي عَوَانة الوَضّاح بن عبد الله اليشكري عن هشام (2) بن عروة عن فاطمة بنت المنذر بن الزبير بن العوام عن أم سلمة مرفوعا "لا يحرم من الرضاعة إلا ما فتق الأمعاء في الثدي، وكان (3) قبل الفطام"
اللفظ للترمذي والنسائي.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"
قلت: وهو كما قال.
(1) 11/ 51 (كتاب النكاح- باب من قال لا رضاع بعد حولين)
(2)
في سنن الترمذي "عن هشام بن عروة عن أبيه" وفي "تحفة الأشراف"(13/ 61) ليس فيه عن أبيه.
(3)
ولفظ الطبراني "وكان في البدن مثل الطعام"
ولفظ الخطيب "وكان في الحولين"
4410 -
حديث ابن عباس رفعه "لا رضاع إلا ما كان في الحولين"
قال الحافظ: أخرجه الدارقطني وقال: لم يسنده عن ابن عُيينة غير الهيثم بن جميل وهو ثقة حافظ.
وأخرجه ابن عدي وقال: غير الهيثم يوقفه على ابن عباس، وهو المحفوظ" (1)
موقوف صحيح
أخرجه ابن عدي (7/ 2562) والدارقطني (4/ 174) والبيهقي (7/ 462) من طريق أبي الوليد بن بُرْد الأنطاكي ثنا الهيثم بن جميل ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس به مرفوعا.
قال الدارقطني: لم يسنده عن ابن عيينة غير الهيثم بن جميل وهو ثقة حافظ"
وقال ابن عدي: وهذا يعرف بالهيثم بن جميل عن ابن عيينة مسندا، وغير الهيثم يوقفه على ابن عباس، والهيثم بن جميل يغلط الكثير على الثقات كما يغلط غيره وأرجو أنّه لا يتعمد الكذب"
وقال ابن القطان الفاسي: والراوي عن الهيثم أبو الوليد بن برد الأنطاكي وهو لا يعرف" نصب الراية 3/ 218
وقال ابن عبد الهادي في "التنقيح": وأبو الوليد بن برد هو محمد بن أحمد بن الوليد بن برد وثقه الدارقطني، وقال النسائي: صالح، والهيثم بن جميل وثقه أحمد والعجلي وابن حبان وغير واحد وكان من الحفاظ إلا أنّه وهم في رفع هذا الحديث والصحيح وقفه على ابن عباس" نصب الراية 3/ 219
وقال العراقي في "تقريب الأسانيد": إسناده جيد" طرح التثريب 7/ 132
قلت: هكذا رواه الهيثم بن جميل عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس مرفوعا.
وخالفه غير واحد رووه عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس موقوفًا، منهم:
1 -
عبد الرزاق (13903)
(1) 11/ 49 (كتاب النكاح- باب من قال لا رضاع بعد حولين)
2 -
سعيد بن منصور (980)
ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 462) وفي "الصغرى"(2864)
وقال: هذا هو الصحيح موقوف"
3 -
ابن أبي شيبة (نصب الراية 3/ 219)
ولم ينفرد ابن عيية به بل تابعه مَعْمر بن راشد عن عمرو بن دينار قال: قال ابن عباس: لا رضاع بعد فصال، سنتين.
أخرجه عبد الرزاق (13901)
ومن طريقه الطبري في "جامع البيان"(2/ 492)
وخالفهما سفيان الثوري فرواه عن عمرو بن دينار عمّن سمع ابن عباس يقول: لا رضاع بعد الفطام.
أخرجه عبد الرزاق (13902)
وله ثلاثة طرق أخرى عن ابن عباس موقوفة:
الأولى: يرويها ابن شهاب الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال: لا رضاع بعد حولين كاملين.
أخرجه الدارقطني (4/ 173 - 174) ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا طلحة بن يحيى عن يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري به.
ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 462)
وطلحة بن يحيى هو ابن النعمان بن أبي عياش الزرقي وهو مختلف فيه والأكثر على توثيقه.
ورواه سليمان بن بلال المدني عن يونس بن يزيد بهذا الإسناد بلفظ "قليل الرضاع وكثيره يحرّم في المهد"
قال الزهري: يقول: لا رضاع بعد حولين كاملين.
أخرجه البيهقي (7/ 458) من طريق محمد بن إسماعيل الترمذي ثنا أيوب بن سليمان ثني أبو بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال به.
واختلف فيه على يونس بن يزيد، فرواه ابن المبارك عنه عن الزهري قال: كان ابن عباس يقول: لا رضاع بعد الحولين.
أخرجه الطبري في "تفسيره"(2/ 492) ثنا ابن حميد ثنا ابن المبارك به.
وابن حميد هو محمد بن حميد الرازي قال النسائي: ليس بثقة، وكذبه غير واحد.
واختلف فيه على الزهري، فرواه مَعْمر عنه أنّ ابن عمر أو ابن عباس قال: لا رضاع بعد الفصال، الحولين.
أخرجه عبد الرزاق (13900)
وتابعه ابن أبي ذئب ثنا الزهري عن ابن عباس وابن عمر أنّهما قالا: لا نرى رضاعا بعد الحولين يحرّم شيئًا.
أخرجه الطبري في "تفسيره"(2/ 492)
الثانية: يرويها مالك في "الموطأ"(2/ 602) عن ثور بن زيد الديلي عن ابن عباس أنّه كان يقول: ما كان في الحولين، وإن كان مصّة واحدة، فهو يحرّم.
خالفه عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي فرواه عن ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس. فزاد فيه "عكرمه".
أخرجه سعيد بن منصور (972) ومن طريقه البيهقي (7/ 462)
الثالثة: يرويها عمرو بن مرة الكوفي عن أبي الضحى قال: سمعت ابن عباس يقول {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ} [البقرة: 233] قال: لا رضاع إلا في هذين الحولين.
أخرجه الطبري في "تفسيره"(2/ 493) ثنا هلال بن العلاء الرقي ثنا أبي ثنا عبيد الله عن زيد عن عمرو بن مرة به.
وإسناده ضعيف لضعف العلاء بن هلال الرقي، وعبيد الله هو ابن عمرو الرقي وزيد هو ابن أبي أنيسة.
4411 -
"لا رقية إلا من عين أو حُمَة أو دم"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث أنس" (1)
يرويه شريك بن عبد الله القاضي عن العباس بن ذَرِيح عن الشعبي واختلف عنه:
- فرواه يزيد بن هارون عن شريك عن العباس بن ذريح عن الشعبي عن أنس مرفوعا به، وزاد "يَرْقَأ"
(1) 12/ 304 (كتاب الطب- باب الرقي بالقرآن)
أخرجه أبو داود (3889)
وتابعه محمد بن سعيد بن الأصبهاني أنا شريك به.
أخرجه الحاكم (4/ 413)
وقال: صحيح على شرط مسلم"
قلت: شريك إنما أخرج له مسلم في المتابعات كما في "التهذيب" وغيره، ووصفه غير واحد بسوء الحفظ.
والعباس بن ذريح لم يخرج له مسلم شيئًا.
- ورواه سليمان بن داود العتكي عن شريك عن العباس بن ذريح عن الشعبي مرسلًا.
أخرجه أبو داود (3889)
ورواه حصين بن عبد الرحمن السلمي عن الشعبي واختلف عنه في صحابيه وفي رفعه ووقفه.
أخرجه البخاري من طريق محمد بن فضيل الكوفي عن حصين عن الشعبي عن عمران بن حصين موقوفًا.
وأخرجه مسلم (220) من طريق هشيم عن حصين عن الشعبي عن بريدة بن الحصيب موقوفًا.
ولبيان الاختلاف فيه على حصين انظر "فتح الباري"(12/ 262)
4412 -
"لا رقية إلا من نفس أو حُمَة أو لدغه"
قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود من حديث سهل بن حنيف مرفوعا: فذكره" (1)
أخرجه أحمد (3/ 486) وأبو داود (3888) والنسائي في "اليوم والليلة"(257 و 1034) والدولابي (1/ 65) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 329) والطبراني في "الكبير"(5615) والحاكم (4/ 413) والمزي (35/ 172 - 173) من طرق عن عبد الواحد بن زياد البصري ثنا عثمان بن حكيم حدثتني جدتي الرَّباب قالت: سمعت سهل بن حنيف يقول: مررنا بسيل فدخلت، فاغتسلت فيه، فخرجت محموما، فَنُمِيَ ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال "مروا أبا ثابت يتعوذ" فقلت: يا سيدي والرقى صالحة؟ فقال "لا رقية إلا في نفس أو حمة أو لدغه"
(1) 12/ 262 (كتاب الطب- باب من اكتوى أو كوى غيره)
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
قلت: الرباب لم أر من وثقها، وفي "التقريب": مقبولة. أي عند المتابعة وإلا فهي لينة الحديث، وذكرها الذهبي في المجهولات من "الميزان".
4413 -
"لا رهبانية في الاسلام"
قال الحافظ: لم أره بهذا اللفظ، لكن في حديث سعد بن أبي وقاص عند الطبراني "إنّ الله أبدلنا بالرهبانية الحنيفية السمحة"(1)
أخرجه ابن قتيبة في "الغريب"(1/ 444) ثني أبي ثني محمد بن عبيد عن معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق عن سفيان عن ابن جريج عن الحسن بن مسلم عن طاوس مرفوعا "لا زِمام، ولا خِزام، ولا رهبانية، ولا تبتل، ولا سياحة في الإسلام"
ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "التلبيس"(ص 334)
وأخرجه عبد الرزاق (15860) عن مَعْمر بن راشد عن ابن طاوس وعن ليث عن طاوس مرفوعا "لا خزام، ولا زمام، ولا سياحة"
قال عبد الرزاق: وزاد ابن جريج "ولا تبتل، ولا ترهب في الإسلام"
وهو مرسل.
وأما حديث سعد بن أبي وقاص فلم أره بهذا اللفظ من حديثه وإنّما هو من حديث سعيد بن العاص أخرجه الطبراني في "الكبير"(5519) ثنا أحمد بن داود المكي ثنا إبراهيم بن زكريا ثنا أبو أمية الطائفي ثني جدي عن جده سعيد بن العاص أنّ عثمان بن مظعون قال: يا رسول الله، ائذن لي في الاختصاء، فقال له "يا عثمان إنّ الله وقد أبدلنا بالرهبانية الحنيفية السمحة والتكبير على كل شرف فإن كنت منا فاصنع كما نصنع"
قال الهيثمي: وفيه إبراهيم بن زكريا وهو ضعيف" المجمع 4/ 252
قلت: هو العبدسي الواسطي ذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: مجهول، وذكره ابن حبان في "المجروحين" وقال: يأتي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، إن لم يكن بالمتعمد لها فهو المدلس عن الكذابين.
وأما حديث سعد بن أبي وقاص فأخرجه الدارمي (2175) عن محمد بن يزيد الحزامي ثنا يونس بن بكير ثني ابن إسحاق ثني الزهري عن سعيد بن المسيب عن سعد بن
(1) 11/ 12 (كتاب النكاح- باب قول النبي-صلى الله عليه وسلم: من استطاع الباءة فليتزوج)
أبي وقاص قال: لما كان من أمر عثمان بن مظعون الذي كان من ترك النساء، بعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "يا عثمان إني لم أؤمر بالرهبانية، أرغبت عن سنتي" وذكر الحديث.
وإسناده حسن، يونس بن بكير ومحمد بن إسحاق صدوقان، والباقون ثقات.
وفي الباب عن عائشة وعن أبي هريرة وعن أنس وعن أبي قِلابة مرسلًا
فأما حديث عائشة فأخرجه عبد الرزاق (10375) عن معمر عن الزهري عن عروة وعَمْرة عن عائشة قالت: دخلت امرأة عثمان بن مظعون واسمها خولة بنت حكيم على عائشة وهي باذّة الهيئة، فسألتها: ما شأنك؟ فقالت: زوجي يقوم الليل ويصوم النهار، فدخل النبي-صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له عائشة، فلقي النبي-صلى الله عليه وسلم فقال "يا عثمان إنّ الرهبانية لم تكتب علينا، أما لك فيّ أسوة؟ فوالله إنّ أخشاكم لله وأحفظكم لحدوده لأنا"
وإسناده صحيح.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8319) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به.
ورواه أحمد (6/ 226) عن عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن عروة مرسلًا، ولم يذكر عمرة.
ورواه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1787) عن أحمد به.
ومن طريقه أخرجه الواحدي في "الوسيط"(4/ 255 - 256) والهروي في "ذم الكلام"(ق 46 / أ)
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"(657) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 245)
وفيه محمد بن حميد الرازي وهو ضعيف.
وأما حديث أنس فأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(4923) من طريق عبد الله بن وهب ثني ثوابة بن مسعود التنوخي عن جدته عن يزيد الرقاشي عن أنس قال: مات ابنٌ لعثمان بن مظعون فاشتدّ حزنه عليه حتى اتخذ مسجدًا في داره يتعبد فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنها لم تكتب علينا الرهبانية يا عثمان، إن رهبانية أمتي الجلوس في المساجد وانتظار الصلوات والحج والعمرة
…
".
وإسناده ضعيف لضعف يزيد الرقاشي، وثوابة بن مسعود قال ابن يونس: منكر الحديث (اللسان)، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا، ولم يذكر عنه راويا إلا ابن وهب.
وجدته لم أعرفها.
وأما حديث أبي قلابة فأخرجه ابن سعد (3/ 395) عن عارم بن الفضل البصري أنا حماد بن زيد أنا معاوية بن عياش الجَرْمي عن أبي قلابة أنّ عثمان بن مظعون اتخذ بيتا فقعد يتعبد فيه، فبلغ ذلك النبي-صلى الله عليه وسلم فأتاه فأخذ بعضادتي باب البيت الذي هو فيه فقال "يا عثمان، إنّ الله لم يبعثني بالرهبانية- مرتين أو ثلاثًا- وإنّ خير الدين عند الله الحنيفية السمحة"
معاوية بن عياش لم أر من ترجمه، والباقون ثقات (1).
4414 -
"لا زكاة في الخضروات"
قال الحافظ: رواه الدارقطني من طريق علي وطلحة ومعاذ مرفوعا، وقال الترمذي: لا يصح فيه شيء إلا مرسل موسى بن طلحة عن النبي-صلى الله عليه وسلم" (2)
ضعيف
روي من حديث علي ومن حديث معاذ ومن حديث محمد بن عبد الله بن جحش ومن حديث طلحة ومن حديث عائشة.
فأما حديث علي فأخرجه الدارقطني في "سننه"(2/ 94 - 95) وفي "المؤتلف"(3/ 1182 - 1183) وابن الجوزي في "العلل"(822) من طريق يعقوب بن سفيان الفارسي ثنا أحمد بن الحارث البصري ثنا الصقر بن حبيب: سمعت أبا رجاء العطاردي يحدّث عن ابن عباس عن علي مرفوعا "ليس في الخضروات صدقة، ولا في العرايا صدقة، ولا في أقل من خمسة أوسق صدقة، ولا في العوامل صدقة، ولا في الجبهة صدقة"
وذكره ابن حبان في "المجروحين"(1/ 375) في ترجمة الصعق بن حبيب وقال: ليس هذا من كلام النبي-صلى الله عليه وسلم وإنما يعرف هذا بإسناد منقطع فقلب هذا الشيخ على أبي رجاء عن ابن عباس عن علي"
وقال الحافظ في "التلخيص"(2/ 165): وفيه الصقر بن حبيب وهو ضعيف جدًا"
وقال في "الدراية"(1/ 263): إسناده ضعيف"
قلت: أحمد بن الحارث البصري ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول كشيخه الصقر.
(1) وسيأتي من حديث جابر أيضًا فانظر حديث "لا يتم بعد احتلام"
(2)
4/ 92 (كتاب الزكاة- باب العشر فيما يسقى من ماء السماء)
وقال الحافظ في "اللسان": ويحتمل أن يكون هو الغساني فقد ذكر ابن القطان أنّه رآه في عدة نسخ من كتاب الدارقطني: أحمد بن الحارث البصري بالباء الموحدة"
فإن كان هو الغساني فهو متروك الحديث كما قال أبو حاتم، وقال البخاري: فيه نظر، وذكره العقيلي في الضعفاء.
والصقر وقيل الصعق بن حبيب قال ابن حبان: يخالف الثقات في الروايات ويأتي بالمقلوبات عن الأثبات، وقال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف.
وأما حديث معاذ فأخرجه الترمذي (638) من طريق عيسى بن يونس عن الحسن بن عمارة عن محمد بن عبد الرحمن بن عبيد عن عيسى بن طلحة عن معاذ أَنّه كتب إلى النبي-صلى الله عليه وسلم يسأله عن الخضروات وهي البقول فقال "ليس فيها شيء"
وقال: إسناد هذا الحديث ليس بصحيح، وليس يصح في هذا الباب عن النبي-صلى الله عليه وسلم شيء، وإنّما يروى هذا عن موسى بن طلحة عن النبي-صلى الله عليه وسلم مرسلًا، والحسن بن عمارة ضعيف عند أهل الحديث، ضعفه شعبة وغيره، وتركه ابن المبارك"
وقال الحافظ في "التلخيص"(2/ 165): الحديث ضعيف" (1)
وأما حديث محمد بن عبد الله بن جحش فأخرجه الدارقطني (2/ 95 - 96) ثنا الحسين بن إسماعيل ثنا عبد الله بن شبيب ثني عبد الجبار بن سعيد ثني حاتم بن إسماعيل عن محمد بن أبي يحيى بن أبي كثير مولى بني جحش عن محمد بن عبد الله بن جحش عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه أمر معاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن: أن يأخذ من كل أربعين دينارا، دينارا، ومن كل مائتي درهم خمسة دراهم، وليس فيما دون خمسة أوسق صدقة، ولا فيما دون خمس ذَوْدِ صدقة، وليس في الخضروات صدقة"
قال الزيلعي: وهو معلول بابن شبيب، قال ابن حبان في كتاب "الضعفاء": يسرق الأخبار ويقلبها لا يجوز الاحتجاج به بحال انتهى والشيخ في "الإمام" ترك ذكر ابن شبيب ووثق الباقين" نصب الراية 2/ 388
وقال الحافظ في "الدراية"(1/ 263): إسناده ضعيف"
وقال في "التلخيص"(2/ 165): ليس فيه سوى عبد الله بن شبيب فقد قيل فيه: إنّه يسرق الحديث"
(1) وضعفه ابن الجوزي في "التحقيق"(التنقيح لابن عبد الهادي 2/ 1402)
قلت: وقال فيه أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث، وقال فضلك الرازي: يحل ضرب عنقه، وقال الذهبي في "الميزان": واه.
وأما حديث طلحة فأخرجه البزار (940) والطبراني في "الأوسط"(5917) وابن عدي (2/ 610) والدارقطني (2/ 96) وتمام في "فوائده"(ق 43/ ب) من طريق الحارث بن نبهان البصري ثنا عطاء بن السائب عن موسى بن طلحة عن أبيه مرفوعا "ليس في الخضروات صدقه"
قال البزار: وهذا الحديث رواه جماعة عن موسى بن طلحة مرسلًا، ولا نعلم أحدا قال فيه عن موسى عن أبيه إلا الحارث بن نبهان عن عطاء بن السائب، ولا نعلم روى عطاء عن موسى بن طلحة عن أبيه إلا هذا الحديث"
وقال ابن عدي: لا أعلم يرويه عن عطاء غير الحارث"
قلت: وهو متروك الحديث كما قال النسائي وغيره.
واختلف فيه على عطاء بن السائب:
- فرواه جرير بن عبد الحميد الرازي عنه عن موسى بن طلحة عن أنس.
أخرجه الدارقطني (2/ 96) من طريق مروان بن محمد السنجاري ثنا جرير به.
وقال: مروان السنجاري ضعيف"
وقال الحافظ في "التلخيص"(2/ 165): فقال فيه أنس بدل قوله عن أبيه ولعله تصحيف منه، ومروان مع ذلك ضعيف جدًا"
وقال في "الدراية"(1/ 263): إسناده ضعيف"
- ورواه هشام الدَسْتُوائي عن عطاء بن السائب عن موسى بن طلحة مرسلًا (1).
أخرجه الدارقطني (2/ 97 - 98) ثنا محمد بن إسماعيل الفارسي ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا عبد الوهاب ثنا الدستوائي به.
قال ابن عبد الهادي: الحديث مرسل حسن، عبد الوهاب هو ابن عطاء الخفاف، وهو صدوق روى له مسلم في صحيحه، وعطاء بن السائب وثقه أحمد وغيره، وقال
(1) قال ابن الجوزي في "التحقيق": والصحيح أنّه مرسل عن موسى بن طلحة عن النبي-صلى الله عليه وسلم" التنقيح 2/ 1403 وكذا صحح المرسل الدارقطني في "العلل" (4/ 205)
الدارقطني: اختلط ولا يحتج من حديثه إلا بما رواه عنه الأكابر شعبة والثوري ووهيب ونظراؤهم، وأما ابن علية والمتأخرون ففي حديثهم عنه نظر" التنقيح 2/ 1407
قلت: ولم ينفرد الدستوائي به بل تابعه غير واحد عن عطاء بن السائب عن موسى بن طلحة مرسلًا، منهم:
1 -
عبد السلام بن حرب المُلائي عن عطاء بن السائب قال: أراد موسى بن المغيرة أن يأخذ من خضر أرض موسى بن طلحة فقال له موسى بن طلحة: إنّه ليس في الخضر شيء، ورواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فكتبوا بذلك إلى الحجاج، فكتب الحجاج: إنّ موسى بن طلحة أعلم من موسى بن المغيرة.
أخرجه يحيى بن آدم في "الخراج"(503) ومن طريقه البيهقي (4/ 129)
2 -
إسماعيل بن إبراهيم البصري المعروف بابن علية عن عطاء بن السائب قال: فذكر نحو حديث عبد السلام بن حرب.
أخرجه أبو عبيد في "الأموال"(ص 602)
3 -
خالد بن عبد الله الواسطي.
قاله الدارقطني في "العلل"(4/ 204)
واختلف فيه على موسى بن طلحة:
- فرواه الأعمش عنه عن أبيه مرفوعا "ليس في الخضروات صدقة"
أخرجه الدارقطني (2/ 96) من طريق محمد بن معاوية ثنا محمد بن جابر عن الأعمش به.
وإسناده ضعيف لضعف محمد بن جابر اليمامي.
- ورواه إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله التيمي عن موسى بن طلحة عن معاذ بن جبل.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 151) والدارقطني في "سننه"(2/ 97) وفي "المؤتلف"(2/ 837 - 838) والحاكم (1/ 401) والبيهقي (4/ 129) من طرق عن عبد الله بن نافع الصائغ ثني إسحاق بن يحيى به.
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وتعقبه ابن عبد الهادي فقال: وهو حديث ضعيف وإسحاق تركه غير واحد،
وعبد الله بن نافع هو الصائغ وهو صدوق في حفظه شيء، وقد روى له مسلم في صحيحه، وزعم الحاكم أنّ موسى بن طلحة تابعي كبير لا ينكر أن يدرك أيام معاذ. وفي قوله نظر، وقد ذكر أبو زرعة أنّ رواية موسى عن عمر مرسلة. ومعاذ توفي في خلافة عمر، فرواية موسى عنه أولى بالإرسال" التنقيح 2/ 1406
وقال ابن دقيق العيد في "الإمام": وفي الاتصال بين موسى بن طلحة ومعاذ نظر فقد ذكروا أنّ وفاة موسى سنة ثلاث ومائة وقيل سنة أربع ومائه" نصب الراية 2/ 387
وقال الحافظ في "التلخيص"(2/ 165): فيه ضعف وانقطاع"
ولم ينفرد إسحاق بن يحيى به بل تابعه الحكم بن عتيبة وعمرو بن عثمان وعبد الملك بن عمير عن موسى بن طلحة عن معاذ به.
أخرجه الدارقطني (2/ 97) من طريق الحسن بن عمارة عنهم به.
والحسن بن عمارة متروك الحديث، لكنّه لم ينفرد به بل تابعه شعبة عن الثلاثة به.
أخرجه الدارقطني (2/ 97 و98) من طريق محمد بن نصر بن حماد البصري ثنا أبي عن شعبة به.
ونصر بن حماد كذبه ابن معين، وقال مسلم: ذاهب الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: متروك الحديث.
ورواه بعضهم عن موسى بن طلحة عن معاذ موقوفًا.
فقال الدارقطني في "المؤتلف"(2/ 837): ثنا أبو عثمان سعيد بن محمد الحناط ثنا إسحاق بن إسرائيل ثنا سفيان عن عثمان بن عبد الله بن مَوْهَب عن موسى بن طلحة أنّ معاذا لم يأخذ من الخضر صدقة.
وأما حديث عائشة فأخرجه الدارقطني في "سننه"(2/ 95) وفي "المؤتلف"(2/ 837) من طريق محمد بن عبيد المحاربي ثنا صالح بن موسى عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة مرفوعا "ليس فيما أنبتت الأرض من الخضر زكاة".
قال الحافظ في "الدراية"(1/ 263): إسناده ضعيف"
وقال في "التلخيص"(2/ 165): فيه صالح بن موسى وهو ضعيف"
وقال الزيلعي: وهو معلول بصالح، قال الشيخ في "الإمام": هو صالح بن موسى بن عبد الله بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: منكر
الحديث جدًا، لا يعجبني حديثه، وقال البخاري والنسائي: منكر الحديث" نصب الراية 2/ 388
4415 -
"لا سمر إلا لمصل أو مسافر"
قال الحافظ: وأما حديث: فذكره، فهو عند أحمد بسند فيه راو مجهول" (1)
ضعيف
يرويه منصور بن المعتمر واختلف عنه:
- فقال غير واحد: عن منصور عن خيثمة بن عبد الرحمن عن ابن مسعود.
منهم:
1 -
شعبة.
أخرجه الطيالسي (ص 48) عن شعبة أني منصور: سمعت خيثمة يحدث عن ابن مسعود رفعه "لا سمر بعد الصلاة إلا لأحد رجلين: لمسافر أو مصل"
ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(4/ 121)
وأخرجه أحمد (1/ 412)
عن عفان بن مسلم البصري
و (1/ 463)
عن محمد بن جعفر البصري
والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 864) والهيثم بن كليب (820)
عن أبي زيد سعيد بن الربيع الهروي
والهيثم (821)
عن سليمان بن حرب البصري
قالوا: ثنا شعبة به.
2 -
عمرو بن أبي قيس الرازي.
(1) 1/ 224 (كتاب العلم- باب السمر في العلم)
أخرجه الخطيب في "التاريخ"(14/ 286)
ولفظه "لا سمر إلا لأحد رجلين: مصل أو مسافر"
3 -
مِسعر بن كِدام.
أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 218)
ولفظه "لا سمر بعد العشاء إلا لمصل أو مسافر"
- وقال غير واحد: عن منصور عن خيثمة عن رجل لم يسم عن ابن مسعود.
منهم:
1 -
سفيان الثوري.
أخرجه عبد الرزاق (2130) عن سفيان به.
وأخرجه مسدد (إتحاف الخيرة 1861) وأحمد (1/ 444) عن يحيى القطان عن سفيان به.
وأخرجه أبو يعلى (إتحاف الخيرة 1867) من طريق مؤمل بن إسماعيل البصري عن سفيان عن منصور عن خيثمة أخبرني من سمع ابن مسعود.
ورواه أبو نعيم الفضل بن دُكين عن سفيان واختلف عنه:
• فرواه أحمد بن حازم بن أبي غرزة عن أبي نعيم كرواية عبد الرزاق.
أخرجه البيهقي (1/ 452)
ورواه أحمد بن موسى الحَمّار عن أبي نعيم فلم يقل فيه: عن رجل.
أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "الرواة عن أبي نعيم الفضل بن دكين"(55)
2 -
الفضيل بن عياض.
أخرجه ابن أبي عمر في "مسنده"(إتحاف الخيرة 1863)
3 -
أبو عَوَانة الوَضاح بن عبد الله الواسطي.
أخرجه مسدد (إتحاف الخيرة 1860) وابن نصر في "قيام الليل"(ص 100) وفي "الصلاة"(110)
4 -
شيبان بن عبد الرحمن النحوي.
أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده"(إتحاف الخيرة 1864)
5 -
جرير بن عبد الحميد الرازي.
أخرجه أحمد (1/ 379) وابن نصر في "الصلاة"(109) وأبو يعلى (5378)
6 -
سفيان بن عُيينة.
أخرجه ابن أبي عمر في "مسنده"(إتحاف الخيرة 1862)
واختلف فيه على سفيان:
فقيل: عن سفيان بن عيينة عن منصور عن حبيب بن أبي ثابت عن زياد بن حدير عن ابن مسعود.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(10519) و"الأوسط"(5717) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 198) والخطيب في "تلخيص المتشابة"(2/ 823) من طريق إبراهيم بن يوسف الصيرفي عن ابن عيينة به.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ابن عيينة إلا إبراهيم بن يوسف الصيرفي"
قلت: وهو مختلف فيه: وثقه موسى بن إسحاق الأنصاري وابن حبان، وقال مطين: صدوق، وقال النسائي: ليس بالقوي.
- وقال حماد بن شعيب الكوفي: عن منصور عن خيثمة عن الأسود عن ابن مسعود.
قال البيهقي: وأخطأ فيه"
يعني حماد بن شعيب، وحماد قال ابن معين: ضعيف، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث.
وحديث الثوري ومن تابعه أصح، لأنّ الثوري من أثبت الناس في منصور (1).
وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم.
وللحديث شاهد عن عائشة مرفوعا "لا سمر إلا لثلاثة: مصل، أو مسافر، أو عروس"
أخرجه سمويه في "فوائده" والضياء في "المختارة"(الصحيحة 5/ 563) من طريق معاوية بن صالح الحمصي عن أبي عبد الله الأنصاري عن عائشة به.
(1) تهذيب الكمال 28/ 548
وأخرجه البخاري في "الكنى"(ص 48 - 49) عن عبد الله بن صالح كاتب الليث ثني معاوية بن صالح أنّ أبا عبد الله حدّثه عن عائشة قالت: السمر (1) في ثلاث: لعروس أو مسافر أو متهجد بالقرآن من الليل.
وأبو عبد الله الأنصاري ترجمه البخاري وابن أبي حاتم وابن عبد البر في "الكنى" ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلا، ولم يذكروا عنه راويا إلا معاوية بن صالح، فهو مجهول.
4416 -
"لا شغار في الإسلام، والشغار أن يزوج الرجل الرجل أخته بأخته"
قال الحافظ: أخرج عبد الرزاق عن مَعْمر عن ثابت وأبان عن أنس مرفوعا: فذكره" (2)
أخرجه عبد الرزاق (10434) عن معمر بن راشد عن ثابت وأبان عن أنس مرفوعا "لا شغار في الإسلام،- والشغار أن يبدل الرجل الرجل أخته بأخته بغير صداق- ولا إسعاد في الإسلام، ولا جلب في الإسلام، ولا جنب".
وأخرجه الطبراني (3) في "الأوسط"(3023) عن إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق به.
وتفسير الشغار مدرج من كلام أنس فقد أخرجه عبد الرزاق (10438) عن معمر عن ثابت عن أنس قال: فذكره.
وأخرجه أحمد (3/ 165) عن عبد الرزاق ثنا معمر عن ثابت وأبان وغير واحد عن أنس مرفوعا "لا شغار في الإسلام"
وأخرجه هو (3/ 197) وعبد بن حميد في "المنتخب"(1253) عن عبد الرزاق وهو في "مصنفه"(6690) أنا معمر عن ثابت عن أنس قال: أخذ النبي-صلى الله عليه وسلم على النساء حين بايعنّ أن لا ينحن، فقلنّ: يا رسول الله، إنّ نساء أسعدننا في الجاهلية فنسعدهن في الإسلام؟ قال "لا إسعاد في الإسلام، ولا شغار في الإسلام، ولا عقر في الإسلام، ولا جلب ولا جنب، ومن انتهب فليس منا".
وأخرجه ابن ماجه (1855)
عن الحسين بن مهدي البصري
والحاكم كما في "المصباح"(2/ 104) والبيهقي (7/ 200)
(1) في المطبوع "السهر" ولعل ما ذكرته هو الصواب.
(2)
11/ 66 (كتاب النكاح- باب الشغار)
(3)
وقال: لم يرو هذا الحديث عن ثابت إلا معمر"
عن يحيى بن معين
وابن حبان (4154)
عن محمد بن يحيى الذهلي
كلهم عن عبد الرزاق عن معمر عن ثابت عن أنس مرفوعا "لا شغار في الإسلام"
ورواه عبد بن حميد (1256) عن عبد الرزاق بلفظ "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشغار".
قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 2/ 104
قلت: أما رجال الإسناد فكلهم ثقات إلا أنّ ابن معين قد تكلم في رواية معمر عن ثابت فقال: معمر عن ثابت ضعيف.
وقال أيضًا: حديث معمر عن ثابت مضطرب كثير الأوهام.
وفي الإسناد الأول أبان وهو ابن أبي عياش وهو متروك.
4417 -
"لا شؤم، وقد يكون اليُمن في المرأة والدار والفرس"
قال الحافظ: وأما ما أخرجه الترمذي من حديث حكيم بن معاوية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم-يقول: فذكره، ففي إسناده ضعف مع مخالفته للأحاديث الصحيحة" (1)
ضعيف
يرويه إسماعيل بن عياش واختلف عنه:
- فقال غير واحد: عن إسماعيل بن عياش عن سليمان بن سليم الكناني عن يحيى بن جابر الطائي عن معاوية بن حكيم النّميري عن عمه حكيم بن معاوية به مرفوعا.
منهم:
1 -
سعيد بن منصور (2296)
ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الموضح"(1/ 93)
2 -
علي بن حُجر السعدي.
أخرجه الترمذي (5/ 127) والخطيب في "المتفق والمفترق"(487) وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 47)
(1) 6/ 402 (كتاب الجهاد- باب ما يذكر من شؤم الفرس)
3 -
عبد الوهاب بن نجدة الحوطي.
أخرجه الخطيب في "الموضح"(1/ 92)
4 -
إسحاق بن إدريس الأسواري البصري.
أخرجه الخطيب في "الموضح"(1/ 92) وفي "تلخيص المتشابه"(1/ 95)
5 -
علي بن عياش الحمصي.
أخرجه الخطيب في "الموضح"(1/ 92 - 93)
6 -
الحسن بن عرفة العبدي.
أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(489) والخطيب في "الموضح"(1/ 92 - 93)
7 -
يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(2148) وأبو نعيم في "الصحابة"(1893) والخطيب في "الموضح"(1/ 93)
8 -
أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي.
أخرجه الروياني (932) والطبراني في "مسند الشاميين"(1381)
- ورواه الهيثم بن خارجة المروذي عن إسماعيل بن عياش واختلف عنه:
• فرواه أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي عن الهيثم بن خارجة كرواية سعيد بن منصور ومن تابعه.
أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(1894 و 7127) والخطيب في "الموضح"(1/ 92) وابن عبد البر في "التمهيد"(9/ 279 - 280)
• ورواه عبد الله بن أحمد بن حنبل عن الهيثم بن خارجة ثنا إسماعيل بن عياش عن سليمان بن سليم عن معاوية بن حكيم عن عمه مخمر بن معاوية.
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1383)
- ورواه هشام بن عمار عن إسماعيل بن عياش واختلف عنه:
• فرواه إسحاق بن أبي حسان عن هشام بن عمار كرواية سعيد بن منصور ومن تابعه
أخرجه الخطيب في "الموضح"(1/ 93)
• ورواه غير واحد عن هشام بن عمار وسموا الصحابي: مخمرا.
منهم:
1 -
ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1491)
2 -
إبراهيم بن أبي داود سليمان الأسدي.
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(785)
3 -
محمد بن صالح بن أبي عصمة.
أخرجه الخطيب في "الموضح"(1/ 94)
• ورواه جعفر بن أحمد بن عاصم الدمشقي عن هشام بن عمار وسمى الصحابي صخر بن معاوية.
أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 19 - 20)
• ورواه غير واحد عن هشام بن عمار وسموا الصحابي: مخمرا، والراوي عنه: حكيم بن معاوية.
منهم:
1 -
ابن ماجه (1993)
2 -
موسى بن جمهور التِّنِّيسي.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8246)
3 -
الحسن بن سفيان النسوي.
أخرجه الخطيب في "الموضح"(1/ 94)
• ورواه أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي عن هشام بن عمار ثنا إسماعيل بن عياش عن سليمان بن سليم عن معاوية بن حكيم عن عمه مخمر بن معاوية.
ولم يذكر يحيى بن جابر.
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1383)
• ورواه أحمد بن المعلى الدمشقي والحسين بن إسحاق التُّسْتَري عن هشام بن عمار ثنا إسماعيل بن عياش ثنا سليمان بن سليم عن حكيم بن معاوية عن عمه مخمر بن حيدة.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 336 - 337)
وحديث سعيد بن منصور ومن تابعه أصح.
قال أبو حاتم: إنّما هو حكيم بن معاوية" العلل 2/ 299
ولم ينفرد إسماعيل بن عياش به بل تابعه بقية بن الوليد قال: وجدت في كتابي: ثني أبو سلمة سليمان بن سليم عن يحيى بن جابر عن معاوية بن حكيم النّميري عن عمه حكيم بن معاوية به.
أخرجه الخطيب في "الموضح"(1/ 93 - 94) من طريق عمرو بن عثمان بن سعيد الحمصي ثنا بقية به.
وإسناده ضعيف، معاوية بن حكيم لم يرو عنه إلا يحيى بن جابر فهو مجهول.
4418 -
عن لاحق بن ضميرة الباهلي قال: وفدت على النبي-صلى الله عليه وسلم فسألته عن الرجل يلتمس الأجر والذكر فقال: "لا شيء له"
قال الحافظ: عند أبي موسى المديني في "الصحابة" من طريق عفير بن معدان: سمعت لاحق بن ضميرة الباهلي قال: فذكره، الحديث وفي إسناده ضعف" (1)
وقال في "الإصابة"(9/ 3): أخرج أبو موسى من طريق أبي الشيخ بسند له فيه مجاهيل إلى سليم أبي عامر: سمعت لاحق بن ضميرة الباهلي قال: فذكره، وزاد "إنّ الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا يبتغى به وجهه"
4419 -
حديث أبي قتادة وقد سئل النبي-صلى الله عليه وسلم عن صوم الدهر فقال "لا صام ولا أفطر، وما صام وما أفطر"
قال الحافظ: وقوله في حديث أبي قتادة عند مسلم (1162) وقد سئل -يعني النبي-صلى الله عليه وسلم عن صوم الدهر: فذكره، وفي رواية الترمذي (767)"لم يصم ولم يفطر" وهو شك من أحد رواته" (2)
4420 -
"لا صدقة إلا عن ظهر غنى" وفي لفظ "أفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى"
سكت عليه الحافظ (3).
صحيح
(1) 6/ 368 (كتاب الجهاد- باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا)
(2)
5/ 125 (كتاب الصوم- باب حق الأهل في الصوم)
(3)
14/ 384 (كتاب الأَيمان والنذور- باب إذا أهدى ماله على وجه النذر والتوبة)
ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث حكيم بن حزام
فأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق:
الأول: يرويه عبد الملك بن أبي سليمان الكوفي عن عطاء عنه مرفوعا "لا صدقة إلا عن ظهر غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول"
أخرجه أحمد (2/ 230) ثنا يعلي بن عبيد ثنا عبد الملك به.
وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، وعطاء هو ابن أبي رباح.
الثاني: يرويه ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا "خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، وابدأ بمن تعول"
أخرجه البخاري (فتح 4/ 37 - 38 و 11/ 429)
الثالث: يرويه الأعمش ثنا أبو صالح ثني أبو هريرة رفعه "أفضل الصدقة ما ترك غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول"
أخرجه البخاري (فتح 11/ 427 - 428)
الرابع: يرويه هشام بن عروة بن الزبير عن أبيه عن أبي هريرة رفعه "اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة عن ظهر غني
…
"
أخرجه البخاري (فتح 4/ 38)
وأما حديث حكيم بن حزام فأخرجه البخاري (فتح 4/ 38) من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن حكيم بن حزام رفعه: فذكر مثل حديث هشام عن أبيه عن أبي هريرة.
وأخرجه مسلم (1034) من طريق عمرو بن عثمان بن عبد الله الكوفي: سمعت موسى بن طلحة يحدث أنّ حكيم بن حزام حدّثه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "أفضل الصدقة- أو خير الصدقة- عن ظهر غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول".
4421 -
"لا صَرُوْرَة في الإسلام"
قال الحافظ: وعن ابن عباس رفعه: فذكره، أخرجه أحمد وأبو داود وصححه الحاكم" (1)
أخرجه الطبراني في "الكبير"(11595) عن أبي يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي ثنا
(1) 11/ 12 (كتاب النكاح- باب قول النبي-صلى الله عليه وسلم: من استطاع الباءة فليتزوج)
حجاج بن إبراهيم الأزرق ثنا عيسى بن يونس عن ابن جريج عن عمر بن عطاء بن أبي الخُوار عن عكرمة عن ابن عباس به مرفوعا.
وأخرجه الطحاوي في "المشكل"(1282) عن صالح بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث الأنصاري ثنا حجاج بن إبراهيم الأزرق ثنا عيسى بن يونس عن ابن جريج عن عمر بن عطاء- قال الطحاوي: وهو ابن أبي الخوار- عن عكرمة عن ابن عباس به.
ومن طريقه أخرجه القضاعي (842)
وأخرجه ابن عدي (5/ 1682) من طريق علي بن خشرم المروزي ثنا عيسى بن يونس عن ابن جريج أني عمر بن عطاء عن عكرمة عن ابن عباس به.
وأخرجه أحمد (1/ 312) والبيهقي (5/ 164) والمزي (21/ 465)
عن محمد بن بكر البُرْسَاني
وأبو داود (1729) وابن عدي (5/ 164) والحاكم (1/ 448)
عن أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر
كلاهما (1) عن ابن جريج أخبرني عمر بن عطاء به.
ولم يقل أحد منهم في روايته "ابن أبي الخوار" لكن قال البيهقي في روايته: يقال: هو عمر بن عطاء بن وَرَاز.
وقال أحمد: كل شيء روى ابن جريج عن عمر بن عطاء عن عكرمة فهو ابن وراز، وكل شيء روى ابن جريج عن عمر بن عطاء عن ابن عباس فهو ابن أبي الخوار، كان كبيرا. قيل له: أيروي ابن أبي الخوار عن عكرمة؟ قال: لا. من قال ابن أبي الخوار عن عكرمة فقد أخطأ، إنّما روى عن عكرمة ابن وراز، ولم يرو ابن أبي الخوار عن عكرمة شيئًا.
وقال ابن معين: عمر بن عطاء الذي يروي عنه ابن جريج يحدث عن عكرمة ليس هو بشيء، وهو ابن وراز، وهم يضعفونه. كل شيء عن عكرمة فهو ابن وراز، وابن أبي الخوار ثقة.
(1) واختلف فيه على ابن جريج، فرواه معاوية بن هشام القصّار عن سفيان الثوري عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس- أراه رفعه- قال "لا يقولنّ أحدكم إني صرورة"
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1319) عن أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة البغدادى ثنا شعيب بن أيوب الصريفيني ثنا معاوية بن هشام به.
وقال: لم يروه عن سفيان مرفوعا إلا معاوية"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
قلت: إن كان عمر بن عطاء هو ابن أبي الخوار كما جاء مصرحًا به عند الطبراني فالإسناد صحيح.
- ورواه عمرو بن دينار عن عكرمة واختلف عنه:
• فرواه محمد بن شريك المكي عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس موقوفًا.
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(3/ 315 و 316)
• ورواه سفيان بن عُيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة مرسلًا.
أخرجه الطحاوي (1283 و 1284) والقضاعي (843)
• ورواه عمر بن قيس- المكي عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم نهى أنّ يقال للمسلم صرورة.
أخرجه الدارقطني (2/ 294) والبيهقي (5/ 164 - 165)
وقال: عمر بن قيس ليس بالقوي"
قلت: هو المعروف بسَنْدل وهو متروك كما قال أحمد وغيره.
وللحديث شاهد عن جبير بن مطعم رفعه "دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة، لا صرورة"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(1581) من طريق وكيع عن أبيه عن منصور عن كلاب بن علي الوحيدي عن ابن جبير بن مطعم عن أبيه به.
وكلاب بن علي قال الهيثمي: مجهول لا يعرف" المجمع 3/ 178
ورواه ابن أبي شيبة وأحمد بن منيع في "مسنديهما"(المطالب 1151) عن جرير بن عبد الحميد الرازي ثنا منصور عن كلاب بن علي عن منصور بن سليمان عن ابن أخي جبير بن مطعم رفعه "لا صرورة في الإسلام"
وله شاهد آخر عن مجاهد أنّ نخلة لرجل كانت في حائط، فسأله أن يشتريها منه، فأبى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا صرورة في الإسلام"
أخرجه سريج بن يونس في "القضاء"(14) عن وكيع عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد به.
وهو مرسل رواته ثقات.
4422 -
"لا صلاة بحضرة طعام"
قال الحافظ: رواه مسلم (560) من طريق القاسم عن عائشة مرفوعا: فذكره، وهو في صحيح ابن حبان (2073 و 2074) بلفظ "لا يصلّي أحدكم بحضرة الطعام" أخرجه مسلم من طريق حاتم بن إسماعيل وغيره عن يعقوب بن مجاهد عن القاسم، وابن حبان من طريق حسين بن علي وغيره عن يعقوب به. وأخرج له ابن حبان أيضًا شاهدا من حديث أبي هريرة بهذا اللفظ" (1)
وذكره في موضع آخر وسكت عليه (2).
قلت: حديث أبي هريرة لم أره في صحيح ابن حبان بهذا اللفظ، وإنّما أخرج ابن حبان (2072) حديث أبي هريرة في النهي عن الصلاة مع مدافعة الأخبثان ولفظه "لا يصل أحدكم وهو يدافعه الأخبثان"
4423 -
"لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد"
قال الحافظ: ضعيف أخرجه الدارقطني من حديث جابر" (3)
ضعيف
روي من حديث جابر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث عائشة ومن حديث علي موقوفا.
فأما حديث جابر فأخرجه الدارقطني (1/ 419 - 420) ثنا محمد بن مخلد ثنا جنيد بن حكيم ثنا أبو السكين الطائي ثنا محمد بن سكين الشقري المؤذن ثنا عبد الله بن بكير الغنوي عن محمد بن سُوقة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: فقد النبي-صلى الله عليه وسلم قوما في الصلاة فقال "ما خلّفكم عن الصلاة؟ " قالوا: لحاء كان بيننا، فقال "لاصلاة لجار المسجد إلا في المسجد".
ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "العلل"(694)
وأخرجه العقيلي (4/ 80 - 81)
عن محمد بن موسى النهرتيري
(1) 2/ 384 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب وجوب القراءة للإمام والمأموم)
(2)
11/ 156 (كتاب النكاح- باب إجابة الداعي في العرس وغيره)
(3)
1/ 456 (كتاب التيمم- قول الله تعالى: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا} [النساء: 43])
والدراقطني (1/ 419 - 420)
عن أبي حامد محمد بن هارون الحضرمي
كلاهما عن أبي السكين الطائي زكريا بن يحيى به بلفظ "لا صلاة لمن سمع النداء ثم لم يأت إلا من علة".
قال عبد الحق الإشبيلي وأبو الحسن بن القطان الفاسي: حديث ضعيف" الوهم والإيهام 3/ 342
وقال ابن الجوزي: في إسناده مجاهيل"
وقال النووي في "الخلاصة"(2/ 656): في إسناده ضعيفان، أحدهما مجهول"
وقال الحافظ في "الدراية"(2/ 293): وفيه محمد بن سكين الشقري وهو ضعيف"
وقال في "التلخيص"(2/ 31): مشهور بين الناس وهو ضعيف ليس له إسناد ثابت، أخرجه الدارقطني عن جابر وأبي هريرة وفي الباب عن علي وهو ضعيف أيضًا"
وقال السخاوي: إسناده ضعيف" المقاصد ص 467 - 468
وقال الذهبي في "الميزان": محمد بن سكين لا يعرف وخبره منكر، وقال البخاري: في إسناد حديثه نظر. ثم ذكر له هذا الحديث"
وقال أبو حاتم: محمد بن سكين مجهول وحديثه هذا منكر" الجرح 3/ 2/283
وذكره ابن حبان في "الثقات".
قلت: وعبد الله بن بكير الغنوي وأبو السكين الطائي مختلف فيهما.
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الدارقطني (1/ 420) ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(693)
عن أبي يحيى محمد بن سعيد بن غالب العطار
والحاكم (1/ 246) وعنه البيهقي (3/ 57)
عن محمد بن الفرج الأزرق
قالا: ثنا يحيى بن إسحاق السَّيْلَحيني ثنا سليمان بن داود اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا "لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد".
ورواه إبراهيم بن يعقوب عن يحيى بن إسحاق بلفظ "من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له"
أخرجه ابن عدي (3/ 1126)
قال البيهقي: ضعيف"
وقال في "المعرفة": إسناده ضعيف" اللآلئ 2/ 16
وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال يحيى: سليمان بن داود اليمامي ليس بشيء"
وقال ابن القطان الفاسي: وسليمان بن داود اليمامي المعروف بأبي الجمل ضعيف وعامة ما يرويه بهذا الإسناد لا يتابع عليه" الوهم والإيهام 3/ 343
وقال النووي في "الخلاصة"(2/ 656): ضعيف ضعفه الحفاظ"
وقال الحافظ في "الدراية"(2/ 293): وفيه سليمان بن داود أبو الجمل وهو ضعيف"
وقال السخاوي: إسناده ضعيف" المقاصد ص 467 - 468
وذكره الصغاني في "الموضوعات" وفي "الدر الملتقط"
وتعقبه العراقي فقال: أخرجه الحاكم في "مستدركه" من حديث أبي هريرة واعترض غير واحد من الحفاظ على الحاكم في تصحيحه بأنّ إسناده ضعيف. ثم قال: وإن كان فيه ضعف فلا دليل على كونه موضوعا" تنزيه الشريعة لابن عراق 2/ 100
قلت: هو ضعيف فقط، وسليمان بن داود اليمامي لم يتهم بالوضع، بل قال ابن معين: ليس بشيء، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث لا أعلم له حديثا صحيحا.
وأما حديث عائشة فأخرجه ابن حبان في "المجروحين"(2/ 94) ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(695) أنا محمد بن أيوب بن مشكان ثنا إسحاق بن إبراهيم. بن موسى المقري ثنا صالح بن أبي صالح كاتب الليث ثنا عمر بن راشد عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا "لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد"
قال ابن حبان: عمر بن راشد البخاري يضع الحديث على مالك وابن أبي ذئب وغيرهما من الثقات لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه فكيف الرواية عنه"
وقال ابن الجوزي: لا يصح، قال أحمد: عمر بن راشد لا يساوي حديثه شيئًا"
وذكره في "الموضوعات"(2/ 93) وذكر قول ابن حبان فيه.
وقال ابن حزم: هذا حديث ضعيف، وهو صحيح من قول علي" نصب الراية 4/ 413
وقال السخاوي: إسناده ضعيف" المقاصد ص 467 - 468
قلت: عمر بن راشد البخاري اتهمه غير واحد بوضع الحديث.
قال أبو حاتم: وجدت حديثه كذبا وزورا.
وقال الدارقطني: كان يتهم بوضع الحديث على الثقات.
وقال الحاكم: روى عن مالك أحاديث موضوعة.
وأما حديث علي موقوفًا فقد تكلمت عليه في كتابي "أربح البضاعة في صلاة الجماعة" فراجعه.
4424 -
"لا صلاة لمنفرد خلف الصف"
قال الحافظ: أخرجه ابن حبان من حديث علي بن شيبان، وفي صحته نظر" (1)
تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أَنَّ النبي-صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا يصلي خلف الصف وحده فأمره أنّ يعيد الصلاة"
4425 -
"لا صيام بعد الليل"
قال الحافظ: وروى الطبراني في "الأوسط" من طريق علي بن أبي طلحة عن عبد الملك عن أبي ذر رفعه قال: فذكره، ذكره في أثناء حديث، وعبد الملك ما عرفته فلا يصح وإن كان بقية رجاله ثقات" (2)
ضعيف
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(464) وفي "الأوسط"(3162) ثنا بكر بن سهل ثنا عبد الله بن يوسف ثنا يحيى بن حمزة (3) عن ثور بن يزيد عن علي بن أبي طلحة
(1) 2/ 354 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب المرأة وحدها تكون صفا)
(2)
5/ 105 (كتاب الصوم- باب الوصال)
(3)
أخرجه الواحدي في "الوسيط"(1/ 288) من طريق الهيثم بن حميد الدمشقي عن ثور ووقع عنده: عن علي بن أبي طلحة عن عبد الله بن زيد.
وفي نسخة أخرى: عن عبد الله بن ذر.
عن عبد الملك عن أبي ذر أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم واصل بين يومين وليلة، فأتاه جبريل فقال: إنّ الله قد قبل وصالك، ولا يحل لأحد بعدك، وذلك بأنّ الله قال {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: 187] فلا صيام بعد الليل، وأمرني بالوتر بعد الفجر".
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ثور إلا يحيى، ولا يُروى عن أبي ذر إلا بهذا الإسناد"
وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" ولم أعرف عبد الملك، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 158
قلت: وبكر بن سهل الدمياطي قال النسائي: ضعيف.
واختلف فيه على ثور بن يزيد، فرواه الوليد بن مسلم عن ثور عن علي بن أبي طلحة عن من لا يتهم عن عبد الملك عن أبي ذر.
قاله ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 252)
وقال عن أبيه وأبي زرعة: حديث الوليد أصح من حديث يحيى بن حمزة"
4426 -
"لا طاعة في معصية الله"
قال الحافظ: وعنده (أي أحمد) وعند البزار في حديث عمران بن حصين والحكم بن عمرو الغفاري: فذكره، وسنده قوي" (1)
صحيح
وله عن عمران بن حصين طرق:
الأول: يرويه أيوب السَّخْتياني عن محمد بن سيرين أنّ زيادا استعمل الحكم الغفاري، فقال عمران بن حصين: وددت أني ألقاه قبل أن يخرج، قال: فلقيه، فقال له عمران: أما علمت أو قال: أما سمعت أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لا طاعة لأحد في معصية الله؟ " قال: بلى، قال: فذاك الذي أردت أن أقول لك.
أخرجه عبد الرزاق (20700) عن مَعْمر بن راشد عن غير واحد منهم أيوب به.
وأخرجه أحمد (5/ 67) عن عبد الرزاق به.
ورواته ثقات إلا أنّه اختلف في سماع ابن سيرين من عمران بن حصين، فقال أحمد: سمع منه، وقال الدارقطني: لم يسمع منه.
(1) 16/ 240 - 241 (كتاب الأحكام- باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية)
ولم ينفرد فعمر به بل تابعه:
1 -
حماد بن زيد عن أيوب عن ابن سيرين قال: استعمل الحكم بن عمرو الغفاري على خراسان قال: فتمنّاه عمران بن حصين حتى قيل له: يا أبا نجيد ألا ندعوه لك؟ قال: لا، فقام عمران بن حصين فلقيه بين الناس، قال: تذكر يوم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا طاعة لمخلوق في معصية الله؟ " قال: نعم، قال عمران: الله أكبر.
أخرجه أحمد (5/ 66) عن سليمان بن حرب البصري ثنا حماد بن زيد به.
ورواته ثقات.
2 -
عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن أيوب عن ابن سيرين أنّ زيادا استعمل الحكم بن عمرو الغفاري على خراسان، قال: فجعل عمران يتمنّاه، فلقيه بالباب، فقال: لقد كان يعجبني أن ألقاك، هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لا طاعة في معصية الله؟ " قال الحكم: نعم، قال: فكبر عمران.
أخرجه أحمد (4/ 432) عن عبد الوهاب الثقفي به.
ورواته ثقات.
ولم ينفرد أيوب به بل تابعه:
1 -
سلمة بن علقمة التميمي عن ابن سيرين عن عمران مرفوعا "لا طاعة في معصية الله"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 184) عن معاذ بن المثنى العنبري ثنا مسدد ثنا بشر بن المفضل ثنا سلمة به.
ورواته ثقات.
2 -
عبد الله بن عون البصري عن ابن سيرين أنّ الحكم بن عمرو الغفاري وعمران بن حصين التقيا، فقال أحدهما لصاحبه: أليس تذكر يوم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا طاعة لأحد في معصية الله"؟ قال الآخر: نعم، قال: الله أكبر.
أخرجه الروياني (1484) عن عمرو بن علي الفلاس ثنا يزيد بن زُرَيع ثنا ابن عون به.
وأخرجه الطبراني (18/ 185) عن أحمد بن زهير التُّستري ثنا عمرو بن علي به.
ورواته ثقات.
وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(1899) من طريق حماد بن يحيى الأبح عن ابن عون به.
3 -
هشام بن حسان البصري عن ابن سيرين عن عمران مرفوعا "لا طاعة في معصية الله"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 185) عن محمد بن عبد الرحمن المسروقي ثنا عمي موسى بن عبد الرحمن ثنا حسين بن علي الجُعْفي عن زائدة عن هشام به.
ومحمد بن عبد الرحمن المسروقي ترجمه الخطيب في "التاريخ"(5/ 430) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا، والباقون كلهم ثقات.
ولم ينفرد زائدة بن قدامة الكوفي به بل تابعه يحيى بن سليم الطائفي عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن عمران مرفوعا "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1018) عن يعقوب بن حميد بن كاسب عن يحيى بن سليم
وأخرجه الطبراني (18/ 185) عن أحمد بن عمرو الخلال المكي ثنا يعقوب بن حميد ثنا يحيى بن سليم به
ويعقوب ويحيى مختلف فيهما.
ورواه يزيد بن هارون عن هشام بن حسان عن ابن سيرين قال: جاء رجل إلى عمران بن حصين ونحن عنده فقال: استعمل الحكم بن عمرو الغفاري على خراسان، فتمنّاه عمران حتى قال له رجل من القوم: ألا ندعوه لك، فقال له: لا، ثم قام عمران فلقيه بين الناس، فقال عمران: إنّك قد وليت أمرًا من أمر المسلمين عظيما، ثم أمره ونهاه ووعظه، ثم قال: هل تذكر يوم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا طاعة لمخلوق في معصية الله تبارك وتعالى"؟ قال الحكم: نعم، قال عمران: الله أكبر.
أخرجه أحمد (5/ 66)
وإسناده صحيح، وقوله "ونحن عنده" يدل على سماع ابن سيرين من عمران بن حصين.
4 -
سَلْم بن أبي الذيال البصري ثنا ابن سيرين أنّ الحكم بن عمرو الغفاري وعمران بن حصين أو أحدهما وأحسبه عمران كان يحدّث أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا طاعة في معصية الله" فقال الآخر: الله أكبر، ثلاثًا، أو كما قال.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(3160 و 18/ 184) من طريق معتمر بن سليمان التيمي ثنا سلم به.
ومن هذا الطريق أخرجه البزار (3614) والطبراني في "الأوسط"(1374) فقالا فيه: عن عمران بن حصين والحكم بن عمرو مرفوعا به.
وقال الطبراني: لم يروه عن سلم إلا معتمر"
قلت: وهو ثقة وكذا سلم وابن سيرين.
5 -
أشعث بن عبد الملك الحُمْراني عن ابن سيرين قال: استعمل الحكم على خراسان فبلغ ذلك عمران بن حصين وذكر الحديث.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 184 - 185) من طريق صلة بن سليمان العطار ثنا أشعث به.
وصلة بن سليمان كذبه ابن معين وأبو داود، وقال أبو حاتم: متروك الحديث، أحاديثه عن أشعث منكرة.
6 -
حماد بن يحيى أبو بكر الأبح عن ابن سيرين عن عمران مرفوعا "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"
أخرجه القضاعي (873) من طريق محمد بن جعفر الوركاني ثنا حماد بن يحيى به.
وحماد بن يحيى مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، ولينه أبو زرعة وغيره.
7 -
يزيد بن إبراهيم التستري قال: سألت ابن سيرين عن حديث عمران بن حصين فقال: قال عمران للحكم الغفاري وكلاهما من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم: هل تعلم يوما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا طاعة في معصية الله عز وجل"؟ قال: نعم، قال عمران: الله أكبر الله أكبر.
أخرجه الطيالسي (ص 115) عن يزيد بن إبراهيم به.
ومن طريقه أخرجه أبو موسى المديني في "اللطائف"(579)
ورواه عبد الصمد بن عبد الوارث البصري عن يزيد بن إبراهيم قال: سألت محمدا عن حديث عمران بن حصين فقال: نبئت أنّ عمران قال للحكم
…
وذكر الحديث.
أخرجه أحمد (5/ 66)
فقوله "نبئت" يدلّ على أنّ ابن سيرين لم يسمع هذا الحديث من عمران بن حصين.
ويزيد بن إبراهيم ثقة، وخالفه هشام بن حسان كما تقدم فرواه عن ابن سيرين قال: جاء رجل إلى عمران بن حصين ونحن عنده. وقد قال عثمان الدارمي لابن معين: هشام بن حسان أحب إليك في ابن سيرين أو يزيد بن إبراهيم؟ فقال: ثقتان.
وقال أبو الوليد الطيالسي: يزيد أثبت عندنا من هشام.
الثاني: يرويه سليمان بن المغيرة البصري ثنا حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت قال: أراد زياد أنّ يبعث عمران بن حصين على خراسان، فأبى عليهم، فقال له أصحابه: أتركت خراسان أن تكون عليها، قال: فقال: إني والله ما يسرني أن أَصْلَى بحرّها وتصلون ببردها إني أخاف إذا كنت في نحور العدو أن يأتيني كتاب من زياد فإن أنا مضيت هلكت وإن رجعت ضربت عنقي، قال: فأراد الحكم بن عمرو الغفاري عليها، قال: فانقاد لأمره، قال: فقال عمران: ألا أحد يدعو لي الحكم؟ قال: فانطلق الرسول، قال: فأقبل الحكم إليه، قال: فدخل عليه، قال: فقال عمران للحكم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لا طاعة لأحد في معصية الله تبارك وتعالى"؟ قال: نعم، فقال عمران: لله الحمد أو الله أكبر.
أخرجه ابن أبي شيبة في "المسند"(626) وأحمد (5/ 66) والسياق له والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 603) والطبراني في "الكبير"(3150) وأبو نعيم في "الصحابة"(1897) من طرق عن سليمان بن المغيرة به (1).
وإسناده صحيح إن كان عبد الله بن الصامت سمع من عمران بن حصين فإني لم أر أحدا صرّح بسماعه منه.
الثالث: يرويه قتادة قال: سمعت أبا مراية العجلي قال: سمعت عمران بن حصين رفعه "لا طاعة في معصية الله-عز وجل"
وفي لفظ "لا طاعة لمخلوق في معصية الله عز وجل"
أخرجه الطيالسي (ص 114) وابن أبي شيبة في "مسنده"(إتحاف الخيرة 5785) وأحمد (4/ 426 و 427 و 436) والحارث (بغية الباحث 602) والبزار (3599) والروياني (109) والطبراني في "الكبير"(18/ 229) من طرق عن قتادة به.
(1) رواه محمد بن فضيل عن ليث عن بديل عن عبد الله بن الصامت عن الحكم بن عمرو الغفاري مرفوعا "لا طاعة لبشر في معصية الله"
أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(1898)
وليث ضعيف.
وأبو مراية واسمه عبد الله بن عمرو قال ابن سعد: كان قليل الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات".
الرابع: يرويه حماد بن سلمة قال: ثنا حميد ويونس وحبيب عن الحسن أنّ زيادا استعمل الحكم بن عمرو الغفاري على جيش فلقيه عمران بن حصين في دار الإمارة بين البابين، فقال: هل تدري فيم جئتك؟ أما تذكر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغه الذي قال له أميره: قم فقع في النار فقام ليقع فيها فأدرك فأمسك، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم "لو وقع فيها لدخل النار، لا طاعة في معصية الله قال: بلى، قال: فإنّما أردت أنّ أذكرك هذا الحديث.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(3159 و 18/ 150 و 171) والحاكم (3/ 443) وأبو نعيم في "الصحابة"(1896)
عن علي بن عبد العزيز البغوي
والطبراني (18/ 150)
عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي
قالا: ثنا حجاج بن منهال ثنا حماد بن سلمة به.
وأخرجه ابن قانع في "الصحابة"(1/ 209) من طريق ابن عائشة محمد بن عبيد الله التيمي ثنا حماد بن سلمة به.
وأخرجه أحمد (5/ 66 - 67)
عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري
وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1017)
عن هُدبة بن خالد البصري
قالا: ثنا حماد أنا يونس وحميد عن الحسن به.
ولم يذكرا حبيبا.
وأخرجه البزار (3581) عن محمد بن محمد بن مرزوق الباهلي البصري ومحمد بن معمر البحراني قالا: ثنا حجاج بن منهال ثنا حماد بن سلمة عن يونس عن الحسن عن عمران بن حصين والحكم بن عمرو الغفاري مرفوعا "لا طاعة في معصية الله"
ولم يذكر حميدا ولا حبيبا.
وقال: لا نعلم أحدا يرويه عن النبي-صلى الله عليه وسلم بأحسن من هذا الإسناد"
قلت: الحسن هو البصري ولم يسمع من عمران بن حصين، قاله أبو حاتم وابن المديني ويحيى القطان وابن معين والبيهقي.
ورواه عن الحسن أيضًا غير من تقدم:
1 -
سماك بن حرب.
أخرجه البزار (3511) والطبراني (18/ 177)
2 -
الحسن بن دينار التميمي.
أخرجه الطبراني (18/ 165)
3 -
هشام بن حسان البصري.
أخرجه الطبراني (18/ 170)
وللحديث شاهد عن علي وعن ابن مسعود وعن النواس بن سمعان وعن بلال بن بُقْطر مرسلًا.
فأما حديث علي فأخرجه البخاري (فتح 16/ 368)
ولفظه "لا طاعة في معصية، إنما الطاعة في المعروف"
وأما حديث ابن مسعود فيرويه عبد الله بن عثمان بن خثيم عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود واختلف عنه:
- فقال مَعْمر بن راشد: عن ابن خثيم عن القاسم عن ابن مسعود أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم قال "كيف بك يا أبا عبد الرحمن إذا كان عليك أمراء يطفون السنة ويؤخرون الصلاة عن ميقاتها" قال: فكيف تأمرني يا رسول الله؟ قال "تسألني ابن أم عبد كيف تفعل؟ لا طاعة لمخلوق في معصية الله عز وجل"
أخرجه عبد الرزاق (3788) عن معمر به.
وأخرجه أحمد (1/ 409) عن عبد الرزاق به.
- وقال غير واحد: عن ابن خثيم عن القاسم عن أبيه عن جده.
ولفظه "لا طاعة لمن عصى الله"
وفي لفظ "لا طاعة لمخلوق في معصية الله"
منهم:
1 -
إسماعيل بن زكريا الخُلْقَاني.
أخرجه أحمد وابنه (1/ 399 - 400) والبيهقي (3/ 127) والضياء المقدسي في "عواليه"(14)
2 -
يحيى بن سليم الطائفي.
أخرجه ابن ماجه (2865)
3 -
إسماعيل بن عياش.
أخرجه ابن ماجه (2865)
4 -
فضيل بن سليمان النميري.
أخرجه البزار (1988)
5 -
داود بن عبد الرحمن العطار.
أخرجه أبو محمد الفاكهي في "حديثه"(131) والطبراني (10361)
وهذا أصح، وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود مختلف في سماعه من أبيه، فقال البخاري وأبو حاتم: سمع أباه، وقال النسائي وغيره: لم يسمع من أبيه.
وأما حديث النواس فأخرجه البغوي في "شرح السنة"(2455) من طريق داود بن أبي هند عن شهر بن حوشب عن الزبرقان عن النواس مرفوعا "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"
وإسناده ضعيف، الزبرقان ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: لا أدري من هو ولا من أبوه، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، ولم يذكرا عنه راويا إلا شهر بن حوشب فهو مجهول.
وأما حديث بلال بن بقطر فأخرجه أحمد (5/ 70)
عن عفان بن مسلم البصري
وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2919) وأبو نعيم في "الصحابة"(7189)
عن هُدبة بن خالد البصري
قالا: ثنا حماد بن سلمة أنا عطاء بن السائب عن بلال بن بقطر أنّ رجلًا من أصحاب
النبي-صلى الله عليه وسلم استعمل على سجستان، فلقيه رجل من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم فقال: تذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث استعمل رجلًا على جيش وعنده نار قد أججت، فقال لرجل من أصحابه: قم فانزها، فقام فنزها، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "لو وقع فيها لدخل النار، إنّه لا طاعة في معصية الله تبارك وتعالى" وإنما أردت أن أذكرك هذا.
وإسناده ضعيف، بلال بن بقطر ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما وابن حبان في "الثقات" ولم يذكروا عنه راويا إلا عطاء بن السائب فهو مجهول.
4427 -
"لا طاعة لمن عصى الله تعالى"
قال الحافظ: وفي حديث عبادة بن الصامت عند أحمد والطبراني: فذكره" (1)
تقدم الكلام عليه في حرف السين فانظر حديث "سيكون عليكم أمراء يأمرونكم
…
"
4428 -
"لا طاعة لمن لم يطع الله"
قال الحافظ: وفي حديث معاذ عند أحمد: فذكره" (2)
أخرجه أحمد (3/ 213) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري ثنا حرب بن شداد البصري ثنا يحيى بن أبي كثير ثنا عمرو بن زنيب العنبري أنّ أنس بن مالك حدّثه أنّ معاذا قال: يا رسول الله، أرأيت إن كان علينا أمراء لا يستنون بسنتك، ولا يأخذون بأمرك، فما تأمرني في أمرهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا طاعة لمن لم يطع الله عز وجل"
وأخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 2/ 332 - 333 و 333) وأبو يعلى (4046) والهيثم بن كليب (1335) من طرق عن عبد الصمد بن عبد الوارث به.
ورواه علي بن المبارك الهُنَائي عن يحيى بن أبي كثير سمع عمرو بن فلان العنبري سمع أنسا به.
فقال فيه: عمرو بن فلان، ولم يسم أباه.
أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 2/333)
ولم ينفرد يحيى بن أبي كثير به بل تابعه حجاج بن حجاج الباهلي البصري عن عمرو بن زنيب به.
أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 2/ 332)
(1) 16/ 241 (كتاب الأحكام- باب السمع والطاعة للإمام)
(2)
16/ 240 (كتاب الأحكام- باب السمع والطاعة للإمام)
قال الهيثمي: رواه أحمد وأبو يعلى وفيه عمرو بن زنيب ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 225
قلت: عمرو بن زنيب ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات".
4429 -
"لا طلاق إلا بعد النكاح، ولا عتق إلا بعد ملك"
قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط" عن موسى بن هارون ثنا محمد بن المنهال ثنا أبو بكر الحنفي عن ابن أبي ذئب عن عطاء عن جابر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم-قال: فذكره. قال الطبراني: لم يروه عن ابن أبي ذئب إلا أبو بكر الحنفي ووكيع، ولا رواه عن أبي بكر الحنفي إلا محمد بن المنهال" وأخرجه أبو يعلى عن محمد بن المنهال أيضًا وصرّح فيه بتحديث عطاء من ابن أبي ذئب، ولذلك قال أيوب بن سويد عن ابن أبي ذئب ثنا عطاء، لكن أيوب بن سويد ضعيف، وكذا أخرجه الحاكم في "المستدرك" من طريق محمد بن سنان القزاز عن أبي بكر الحنفي وصرّح فيه بتحديث عطاء لابن أبي ذئب وتحديث جابر لعطاء، وفي كل من ذلك نظر، والمحفوظ فيه العنعنة فقد أخرجه الطيالسي في "مسنده" عن ابن أبي ذئب عمن سمع عطاء، وكذلك رويناه في "الغيلانيات" من طريق حسين بن محمد المروذي عن ابن أبي ذئب، وكذلك أخرجه أبو قرة في "السنن" عن ابن أبي ذئب، ورواية وكيع التي أشار إليها الطبراني أخرجها ابن أبي شيبة عنه عن ابن أبي ذئب عن عطاء وعن محمد بن المنكدر عن جابر قال: لا طلاق قبل نكاح.
ولرواية ابن المنكدر عن جابر طريق أخرى أخرجها البيهقي من طريق صدقة بن عبد الله قال: جئت محمد بن المنكدر وأنا مغضب فقلت: أنت أحللت للوليد بن يزيد أم سلمة؟ قال: ما أنا ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حدثني جابر بن عبد الله أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لا طلاق لمن لم ينكح، ولا عتق لمن لا يملك"(1)
له عن جابر طرق:
الأول: يرويه ابن أبي ذئب واختلف عنه:
- فقال الطيالسي (ص 234): ثنا ابن أبي ذئب ثني من سمع عطاء عن جابر رفعه "لا طلاق لمن لم ينكح، ولا عتاق لمن لم يملك"
ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 319)
(1) 11/ 302 - 303 (كتاب الطلاق- باب لا طلاق قبل نكاح)
وأخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده"(597) من طريق حسين (1) بن محمد المروذي ثنا ابن أبي ذئب عن رجل عن عطاء عن جابر به.
- وقال أبو بكر عبد الكبير بن عبد المجيد الحنفي: ثنا ابن أبي ذئب ثنا عطاء ثني جابر به مرفوعا.
أخرجه أبو يعلى (إتحاف الخيرة 4470) والطبراني في "الأوسط"(8220)
عن محمد بن المنهال التميمي
والحاكم (2/ 204) والبيهقي (7/ 319) وفي "الصغرى"(2646)
عن محمد بن سنان القزاز
قالا: ثنا أبو بكر الحنفي به.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث إلا أبو بكر الحنفي ووكيع (2)، ولا رواه عن أبي بكر الحنفي إلا محمد بن المنهال"
قلت: رواه محمد بن سنان القزاز عن أبي بكر الحنفي أيضًا كما تقدم.
وأما رواية وكيع فأخرجها البزار (كشف 1499)
عن يوسف بن موسى القطان
والحاكم (2/ 420)
عن أحمد بن عبد الله بن الحاكم
قالا: ثنا وكيع عن ابن أبي ذئب عن عطاء ومحمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا "لا طلاق قبل نكاح"
واختلف فيه على وكيع:
فرواه ابن أبي شيبة (3)(5/ 16) عن وكيع فأوقفه على جابر.
(1) ورواه حسين بن محمد أيضًا عن ابن أبي ذئب عن محمد بن المنكدر عن طاوس مرسلًا.
أخرجه أبو بكر الشافعي (ص 222)
(2)
ورواه أيضًا أيوب بن سويد الرملي عن ابن أبي ذئب عن عطاء ومحمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا.
أخرجه البزار (المطالب 1726/ 2)
(3)
ورواه في "مسنده"(المطالب 1726/ 1) عن وكيع فرفعه.
ورواه إبراهيم بن عبد السلام عن ابن أبي شيبة فرفعه، وقال فيه: عن عطاء عن ابن المنكدر عن جابر.
أخرجه البيهقي (7/ 319)
الثاني: يرويه أبو معاوية صدقة بن عبد الله الدمشقي قال: جئت محمد بن المنكدر وأنا مغضب فقلت: آلله أنت أحللت للوليد بن يزيد أم سلمة؟ قال: أنا، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حدثني جابر بن عبد الله رفعه "لا طلاق لمن لا يملك، ولا عتق لمن لا يملك"
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(462) وابن المقرئ في "المعجم"(1086) والحاكم (2/ 419 - 420) وابن مردويه كما في "نصب الراية"(3/ 278) والبيهقي (7/ 319) من طريق أبي بكر عبد الله بن يزيد بن راشد الدمشقي ثنا صدقة بن عبد الله به.
قال الحاكم: صحيح على شرطهما"
قلت: عبد الله بن يزيد وصدقة بن عبد الله لم يخرجا لهما شيئًا، وصدقة بن عبد الله قال ابن معين وجماعة: ضعيف.
الثالث: يرويه محمد بن مسلم الطائفي عن عمرو بن دينار عن جابر مرفوعا "لا طلاق قبل نكاح، ولا عتق قبل ملك"
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8292) عن موسى بن زكريا التّستَري ثنا شباب العُصفُري ثنا عمرو بن عاصم الكلابي ثنا محمد بن مسلم به.
وقال: لم يرو هذا الحديث عن عمرو بن دينار إلا محمد بن مسلم، ولا عن محمد إلا عمرو بن عاصم، تفرد به شباب"
قلت: وموسى بن زكريا قال الدارقطني: متروك (سؤالات الحاكم ص 156)
وللحديث طريقين آخرين سيأتي الكلام عليهما عند حديث "لا يتم بعد احتلام"
4430 -
"لا طلاق إلا لعدة، ولا عتاق إلا لوجه الله"
قال الحافظ: وفي الطبراني من حديث ابن عباس مرفوعا: فذكره" (1)
موقوف ضعيف
أخرجه الطبراني في "الكبير"(10941) ثنا أحمد بن سعيد بن فرقد الجدي ثنا أبو حُمَة محمد بن يوسف الزبيدي ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله بن زيد: سمعت محمد بن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال "لا طلاق إلا بعدة، ولا عتق إلا لوجه الله تعالى"
(1) 6/ 86 (كتاب العتق- باب الخطأ والنسيان في العتاقة)
قال الهيثمي: وفيه أحمد بن سعيد بن فرقد وهو ضعيف" المجمع 4/ 336
قلت: واتهمه الذهبي في "الميزان" بوضع الحديث، وأبو حمة قال ابن القطان الفاسي: لا أعرف حاله، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ وأغرب، وعبد الله بن محمد لم أعرفه، ومحمد بن عبد الله بن طاوس ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، وأبوه وجده ثقتان مشهوران.
4431 -
"لا طلاق إلا من بعد نكاح، ولا يُتْم إلا بعد احتلام"
قال الحافظ: أخرجه البيهقي وأبو داود من طريق سعيد بن عبد الرحمن بن رُقيش أنّه سمع خاله عبد الله بن أبي أحمد بن جحش يقول: قال علي بن أبي طالب: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، الحديث لفظ البيهقي، ورواية أبي داود مختصرة، وأخرجه سعيد بن منصور من وجه آخر عن علي مطولًا، وأخرجه ابن ماجه مختصرا، وفي سنده ضعف" (1)
سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "لا يتم بعد احتلام"
4432 -
"لاطلاق لمن لم ينكح"
قال الحافظ: قال عبد الرزاق: عن الثوري عن ابن المنكدر عمن سمع طاوسا يحدّث عن النبي-صلى الله عليه وسلم أنّه قال: فذكره، وكذا أخرجه ابن أبي شيبة عن وكيع عن الثوري، وهذا مرسل وفيه راو لم يسم، وقيل فيه: عن طاوس عن ابن عباس، أخرجه الدارقطني وابن عدي بسندين ضعيفين عن طاوس، وأخرجه الحاكم والبيهقي من طريق ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن طاوس عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك" ورجاله ثقات إلا أنّه منقطع بين طاوس ومعاذ، وقد اختلف فيه على عمرو بن شعيب، فرواه عامر الأحول ومطر الوراق وعبد الرحمن بن الحارث وحسين المعلم كلهم عن عمرو بن شعيب، والأربعة ثقات وأحاديثهم في "السنن" ومن ثم صححه من يقوي حديث عمرو بن شعيب، وهو قوي لكن فيه علة الاختلاف، وقد اختلف عليه فيه اختلافا آخر فأخرج سعيد بن منصور من وجه آخر عن عمرو بن شعيب أنّه سئل عن ذلك فقال: كان أبي عرض علي امرأة يزوجنيها فأبيت أن أتزوجها وقلت: هي طالق البتة يوم أتزوجها، ثم ندمت فقدمت المدينة، فسألت سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير فقالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"لا طلاق إلا بعد نكاح" وهذا يشعر بأنّ من قال فيه: عن أبيه عن جده سلك الجادة وإلا فلو كان عنده عن أبيه عن جده لما احتاج أن يرحل فيه إلى المدينة
(1) 11/ 299 (كتاب الطلاق- باب لا طلاق قبل نكاح)
ويكتفي فيه بحديث مرسل، وقد تقدم أنّ الترمذي حكى عن البخاري أنّ حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أصح شيء في الباب" (1)
حديث طاوس اختلف فيه على طاوس، وسيأتي الكلام على بعض هذا الاختلاف عند حديث عليّ "لا يتم بعد احتلام" وقد ذكرت هناك حديث طاوس مرسلًا، وحديث طاوس عن ابن عباس.
وأما حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده فسيأتي الكلام عليه عند حديث "لا نذر ولا يمين فيما لا يملك ابن آدم"(2)
بقي الكلام على حديث معاذ:
قال عبد الرزاق (11455): عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن طاوس عن معاذ مرفوعا "لا طلاق قبل النكاح، ولا نذر فيما لا يملك"
وأخرجه إسحاق في "مسنده"(المطالب 1724) عن عبد الرزاق به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 166) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق به.
- ورواه عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رَوّاد عن ابن جريج واختلف عنه:
• فقال علي بن شعيب البزاز: ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن طاوس عن معاذ به مرفوعا.
أخرجه الدارقطني (4/ 14)
• وقال سعيد بن أبي مريم: ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز ثنا ابن جريج عن عمرو بن دينار عن طاوس عن معاذ مرفوعا "لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك"
(1) 11/ 302 (كتاب الطلاق- باب لا طلاق قبل نكاح)
(2)
وأما حديثه عن سعيد بن المسيب وعروة مرسلًا فأخرجه سعيد بن منصور (1021) عن أبي علقمة عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة الفَرْوي ثني عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة قال: قدم علينا عمرو بن شعيب فسألته فقال: كان أبي عرض عليّ امرأة يزوجنيها، وذكر الحديث.
وعمرو بن شعيب صدوق، والباقون كلهم ثقات.
ورواه عبد الرزاق (11462) عن ابن جريج قال: سمعت عمرو بن شعيب يذكر أنّه سأل غير واحد من أشياخ أهل المدينة، وسماهم، فلا أحفظ منهم أحدا، غير أني أرى منهم ابن المسيب، وأبا سلمة، وكلهم قال: لا طلاق قبل النكاح.
أخرجه الحاكم (2/ 419) والبيهقي (7/ 320)
وقال الحاكم "صحيح على شرطهما"
قلت: لم يخرج الشيخان (1) رواية طاوس عن معاذ، وقد قال أبو زرعة: طاوس عن معاذ مرسل، وقال ابن المديني والدارقطني: لم يسمع طاوس من معاذ شيئًا، وقال الشافعي والمزي: لم يلقه.
وحديث علي بن شعيب أصح.
ولم ينفرد ابن جريج به بل تابعه عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش المدني عن عمرو بن شعيب عن طاوس عن معاذ به مرفوعا.
أخرجه عبد بن حميد (121)
ولم ينفرد عمرو بن شعيب به بل تابعه صفوان بن سليم المدني عن طاوس عن معاذ مرفوعا "لا طلاق لمن لا يملك، ولا عتاق لمن لا يملك"
أخرجه عبد الرزاق (11458) والطبراني في "الكبير"(20/ 166) و"الأوسط"(89) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 165)
قال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" ورجاله ثقات إلا أنّ طاوسا لم يلق معاذ بن جبل" المجمع 4/ 334
طريق أخرى: قال يزيد بن عياض المدني: عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن معاذ مرفوعا "لا طلاق إلا بعد نكاح، وإن سميت المرأة بعينها"
أخرجه الدارقطني (4/ 17)
وقال: يزيد بن عياض ضعيف"
وللحديث شاهد عن ابن عمر وعن ابن عباس وعن المسور بن مخرمة وعن عائشة وعن عمرو بن حزم
(1) ذكر البخاري في كتاب الزكاة باب العرض في الزكاة أثرا عن معاذ من رواية طاوس عنه وبصيغة الجزم فقال: قال طاوس: قال معاذ.
قال الحافظ: هذا التعليق صحيح الإسناد إلى طاوس، لكن طاوس لم يسمع من معاذ فهو منقطع فلا يغتر بقول من قال: ذكره البخاري بالتعليق الجازم فهو صحيح عنده، لأنّ ذلك لا يفيد إلا الصحة إلى من علق عنه وأما باقي الإسناد فلا"
فأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن عدي (5/ 1873) والحاكم (2/ 419) والخليلي في "الإرشاد"(124)
عن يحيى بن محمد بن صاعد
والطبراني في "الصغير"(501) وابن عدي (4/ 1391)
عن صالح بن أحمد بن أبي مقاتل البغدادي
قالا: ثنا محمد بن يحيى القُطَعي ثنا عاصم بن هلال البارقي عن أيوب السَّخْتياني عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "لا طلاق إلا بعد نكاح"
لفظ الجميع إلا الخليلي فإنّه ساقه بلفظ "لا طلاق ولا عتق فيما لا يملك"
قال الحاكم: صحيح على شرطهما"
وقال الطبراني: لم يروه عن أيوب إلا عاصم، تفرد به القطعي"
وقال ابن عدي: وهذا الحديث حدثناه ابن صاعد ولا يعرف إلا به سرقه صالح بن أحمد بن أبي مقاتل من ابن صاعد حتى لا يفوته الحديث.
وقال أيضًا: قال لنا ابن صاعد وما سمعناه إلا منه: لا أعرف له علة فأذكرها.
وحدثناه في أضعاف ما قرأه علينا لم نلقنه إياه ولا سألناه عنه في رقعة ولا أفادنا عنه أحد بانفراده ولا هو ملحق في جانب كتابنا ولا أخرج الكتاب إلا إلى هاشم.
قال ابن عدي: هكذا ذكر لنا ابن صاعد، فذكرته لأبي عروبة فأخرج إليّ فوائد القطعي فإذا فيها حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "لا طلاق إلا بعد نكاح" وبعقبه: ثنا عاصم بن هلال عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي-صلى الله عليه وسلم يوم يقوم الناس لرب العالمين فعلم ما تبين لنا في كتاب أبي عروبة أنّه أدخل لابن صاعد حديثا في حديث- يوم يقوم الناس لرب العالمين- انتهى.
وقال الحافظ في "التلخيص"(3/ 210): إسناده ثقات، أخرجه ابن عدي عن ابن صاعد، قال ابن صاعد: غريب لا أعلم له علة. قلت: وقد بيّن ابن عدي علته" (1)
وأما حديث ابن عباس فله عنه طرق:
الأول: يرويه عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس واختلف عنه:
(1) والحديث تقدم الكلام عليه أيضًا في حرف الطاء فانظر حديث "طلق ما لا يملك"
- فرواه أبو أمية أيوب بن سليمان الأعور الجزري واختلف عنه:
• فقال (1) عمرو بن خالد الحراني: ثنا أيوب بن سليمان عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا "لا طلاق لمن لا يملك"
أخرجه الحاكم (2/ 419)
وقال: صحيح على شرطهما"
• وقال أحمد (2) بن عبد الملك بن واقد الحرّاني: ثنا أيوب بن سليمان قال: سألت عطاء بن أبي رباح عن رجل ذكر امرأة فقال: يوم أتزوجها فهي طالق البتة، فقال عطاء: لا طلاق لمن لا يملك عقدته، ولا عتق لمن لا يملك رقبته، ذكر ذلك عن ابن عباس وأسنده إلى النبي-صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أبو علي محمد بن سعيد الحراني في "تاريخ الرقة"(301) والطبراني في "الكبير"(11467)
قال الهيثمي: وأيوب لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 4/ 335
وقال الحافظ: وفيه من لا يعرف" التلخيص 3/ 211
قلت: أيوب بن سليمان ذكره الدولابي في "الكنى" والخطيب في "المتفق" ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وترجمه أبو علي الحراني في "تاريخ الرقة" وقال: حدثنا هلال بن العلاء الرقي قال: أيوب بن سليمان شيخ من أهل تلِّ محرى البليخ جليل.
- وقال ابن جريج: أخبرني عطاء عن ابن عباس قال: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك.
أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 16) وأحمد في مسائل عبد الله (ص 359) والبيهقي (7/ 320) وفي "المعرفة"(11/ 17) من طرق عن ابن جريج به.
وإسناده صحيح رواته ثقات.
الثاني: يرويه أبو وهب محمد بن مزاحم المروزي عن ابن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة عن ابن عباس مرفوعا "لا طلاق قبل نكاح، ولا عتق قبل ملك"
(1) ومن هذا الطريق أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق"(232) لكنّه لم يذكر ربيعة بن أبي عبد الرحمن.
(2)
وتابعه الحسن بن محمد بن أعين الحراني ثنا أيوب بن سليمان به.
أخرجه الدولابي في "الكنى"(1/ 113)
أخرجه ابن عدي (4/ 1375) عن ابن أبي داود ثنا محمد بن عبد الله بن قهزاد ثنا أبو وهب به.
وإسناده حسن، صالح مولى التوأمة صدوق اختلط بأخرة، وسماع ابن أبي ذئب منه قبل اختلاطه، ومحمد بن مزاحم ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة، وقال في "الميزان" وكذا الحافظ في "التقريب": صدوق، والباقون ثقات.
الثالث: يرويه سليمان بن أبي سليمان الزهري عن يحيى بن أبي كثير عن طاوس عن ابن عباس مرفوعا "لا نذر إلا فيما أطيع الله فيه، ولا يمين في قطيعة رحم (1)، ولا عتاق ولا طلاق فيما لا يملك"
أخرجه الطبري في "التفسير"(2/ 409)
عن أحمد بن منصور المروزي (2)
والطبراني في "الكبير"(10933)
عن محمد بن أحمد بن أبي خلف
والدارقطني (4/ 16)
عن الحسن بن عرفة
وابن عدي (3/ 1110)
عن أحمد بن يحيى
قالوا: ثنا عمر بن يونس اليمامى عن سليمان بن أبي سليمان به.
قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 4/ 186
قلت: سليمان بن أبي سليمان قال أبو حاتم: شيخ ضعيف، وقال ابن عدي: يروي عن يحيى بن أبي كثير أحاديث ليست بمحفوظة، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما خالف.
(1) ولفظ الطبري "ولا يمين في غضب"
(2)
رواه أحمد بن يحيى بن أبي العباس الخوارزمي عن أحمد بن منصور فقال فيه: عن يحيى بن أبي كثير عن الزهري عن عكرمة عن ابن عباس، وقال فيه "لا يمين في غضب"
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2050) وقال: لم يرو هذا الحديث عن يحيى إلا سليمان، تفرد به عمر بن يونس"
ولم ينفرد يحيى بن أبي كثير به بل تابعه حميد الأعرج عن طاوس عن ابن عباس مرفوعا "لا طلاق لمن لا يملك، ولا عتق لمن لا يملك، ولا نذر في معصية" أخرجه ابن عدي (2/ 705) من طريق الحسن بن عمارة عن حميد الأعرج به.
والحسن بن عمارة قال أحمد وجماعة: متروك الحديث.
وأما حديث المسور بن مخرمة فيرويه هشام بن سعد المدني عن الزهري عن عروة واختلف عنه:
- فرواه علي بن الحسين بن واقد المروزي عن هشام بن سعد واختلف عنه:
• فقال أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي: ثنا علي بن الحسين بن واقد ثنا هشام بن سعد عن الزهري عن عروة عن المسور بن مخرمة مرفوعا "لا طلاق قبل نكاح، ولا عتق قبل ملك"
أخرجه (1) ابن ماجه (2048)
• وقال أحمد بن سعيد المروزي: ثنا علي بن الحسين بن واقد ثني أبي عن هشام بن سعد عن الزهري عن عروة عن المسور به مرفوعا.
أخرجه ابن عدي (7/ 2567) وعنه السهمي في "تاريخ جرجان"(ص 257)
• وقال محمد بن عقيل بن خويلد الخزاعي: ثنا علي بن الحسين بن واقد ثني هشام عن الزهري عن عروة عن النبي-صلى الله عليه وسلم قال "لا طلاق لمن لم ينكح ولا عتاق لمن لم يملك"
أخرجه ابن عدي (7/ 2567)
- ورواه حماد بن خالد الخياط عن هشام بن سعد عن الزهري عن عروة عن عائشة موقوفا.
أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 16 و 14/ 224) وأحمد في "مسائل عبد الله"(ص 359) والطحاوي في "المشكل"(2/ 135) والبيهقي (7/ 321)
- ورواه بشر بن السري البصري عن هشام بن سعد عن الزهري عن عروة مرسلًا.
(1) قال البوصيري: هذا إسناد حسن، علي بن الحسين وهشام بن سعد مختلف فيهما" المصباح 2/ 126 وقال الحافظ: رواه ابن ماجه بإسناد حسن" التلخيص 3/ 211
وقال في "الفتح"(11/ 300): هشام بن سعد أخرجا له في المتابعات ففيه ضعف، وقد ذكر ابن عدي هذا الحديث في مناكيره"
قلت: ضعفه ابن معين وجماعة.
قاله الترمذي في "العلل"(1/ 466) والبيهقي (7/ 321)
واختلف فيه على الزهري:
فرواه يونس بن يزيد الأيلي وإبراهيم بن سعد المدني عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا.
فأما حديث يونس فأخرجه الدارقطني (4/ 15) من طريق الوليد بن سلمة الأزدي ثنا يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: بعث النبي-صلى الله عليه وسلم أبا سفيان بن حرب فكان فيما عهد إليه أن لا يطلق الرجل من لا يتزوج، ولا يعتق من لا يملك"
وأما حديث إبراهيم بن سعد فأخرجه الدارقطني (4/ 16) من طريق معمر بن بكار السعدي ثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم-أبا سفيان على نجران اليمن على صلاتها وحربها وصدقاتها، وبعث معه راشد بن عبد الله، وكان إذا ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "راشد خير من سليم، وأبو سفيان خير من عرينة" فكان فيما عهد إلى أبي سفيان أوصاه بتقوى الله، وقال "لا يطلق رجل ما لا ينكح، ولا يعتق ما لا يملك، ولا نذر في معصية الله"
قال الحافظ: ومعمر ليس بالحافظ، والوليد واه" فتح 11/ 300
قلت: معمر بن بكار ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: مجهول، وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: في حديثه وهم، ولا يتابع على أكثره.
والوليد بن سلمة قال أبو حاتم: ذاهب الحديث، وقال الدارقطني: متروك الحديث ذاهب الحديث، وقال ابن حبان: يضع الحديث على الثقات.
وأما حديث عمرو بن حزم فقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة عند حديث "إنّ في كل ثلاثين بقرة تبيعا"
وهو حديث طويل وفيه "ولا طلاق قبل املاك، ولا عتاق حتى يبتاع"
4433 -
"لا طلاق ولا إعتاق في غلاق"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث عائشة بهذا اللفظ، ووقع عند ابن ماجه بلفظ "إغلاق"(1)
أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 49) وأحمد (6/ 276) والبخاري في "الكبير"(1/ 1/ 171 - 172) وأبو داود (2193) وابن ماجه (2046) وأبو يعلى (4444 و 4570) والطحاوي في
(1) 11/ 306 (كتاب الطلاق- باب الطلاق في إغلاق)
"المشكل"(655) وابن الأعرابي (483) والطبراني في "مسند الشاميين"(500) والدارقطني (4/ 36) والحاكم (2/ 198) والبيهقي (7/ 357 و 10/ 61) وفي "معرفة السنن"(11/ 73) وفي "الصغرى"(2688) والمزي (26/ 62 - 63) من طرق عن محمد بن إسحاق المدني قال: حدثني ثور بن يزيد الكَلاعي الحمصي وكان ثقة عن محمد (1) بن عبيد بن أبي صالح المكي قال: حججت مع عدي بن عدي الكندي فبعثني إلى صفية بنت شيبة بن عثمان حاجب الكعبة أسألها عن أشياء سمعتها من عائشة زوج النبي-صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان فيما حدثتني أنّها سمعت عائشة تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لا طلاق ولا عتاق في إغلاق (2) "
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: كذا قال، ومحمد بن عبيد لم يحتج به مسلم، وقال أبو حاتم: ضعيف"
قلت: وذكره ابن حبان في "الثقات".
واختلف في هذا الحديث على ثور بن يزيد، فقال نعيم بن حماد: ثنا أبو صفوان عبد الله بن سعيد الأموي عن ثور بن يزيد عن صفية بنت شيبة عن عائشة به ولم يذكر محمد بن عبيد.
أخرجه الحاكم (2/ 198)
وسكت عليه.
وقال الذهبي: قلت: نعيم صاحب مناكير"
قلت: واختلف فيه على محمد بن عبيد أيضًا:
فقال إسماعيل بن عياش: عن عطاف بن خالد عن محمد بن عبيد عن عطاء بن أبي رباح عن عائشة.
أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/172) عن يحيى بن يحيى النيسابوري أنا إسماعيل بن عياش به.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث رواه ابن إسحاق عن ثور بن يزيد عن
(1) ووقع عند ابن ماجه "عن عبيد بن أبي صالح" قال المزي في "التهذيب": وهو وهم"
قلت: رواه عن ابن أبي شيبة ووقع عند ابن أبي شيبة "عن عبد الله بن أبي صالح" وهو وهم أيضًا.
(2)
ولفظ البخاري وأبي داود والبيهقي في "الصغرى" والمزي "غلاق"
محمد بن عبيد عن صفية بنت شيبة عن عائشة مرفوعا "لا طلاق ولا عتاق في غلاق" ورواه عطاف بن خالد ثني محمد بن عبيد عن عطاء عن عائشة مرفوعا به. قلت: أيهما الصحيح؟ قال: حديث صفية أشبه" العلل 1/ 430
قلت: وهو كما قال، وإسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة، وهذه منها فإنّ عطاف بن خالد مدني.
ولم ينفرد محمد بن عبيد به بل تابعه زكريا بن إسحاق ومحمد بن عثمان عن صفية بنت شيبة عن عائشة به.
أخرجه الدارقطني (4/ 36) والبيهقي (7/ 357) من طريق قزعة بن سويد الباهلي البصري عن زكريا بن إسحاق ومحمد بن عثمان به.
وقزعة بن سويد قال البخاري وغيره: ليس بذاك القوي.
4434 -
"لا طيرة، والطيرة على من تطير، وإن تكن في شيء ففي المرأه"
قال الحافظ: أخرجه ابن حبان عن أنس رفعه: فذكره، وفي صحته نظر لأنه من رواية عتبة بن حميد عن عبيد الله بن أبي بكر عن أنس، وعتبة مختلف فيه" (1)
وذكره في موضع آخر وقال: وقد أخرج ابن حبان في "صحيحه" من حديث أنس رفعه: فذكره" (2)
حسن
أخرجه الطبري في "التهذيب"(مسند علي ص 22) والطحاوي في "المشكل"(2323) وفي "شرح المعاني"(4/ 314) وابن حبان (6123) من طرق عن أبي غسان مالك بن إسماعيل الكوفي ثنا زهير بن معاوية عن عتبة بن حميد ثني عبيد الله بن أبي بكر أنه سمع أنس بن مالك رفعه "لا طيرة، والطيرة على من يتطير، وإن تك في شيء، ففي الدار والفرس والمرأة"
وإسناده حسن، عتبة بن حميد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال أحمد: ضعيف ليس بالقوي ولم يشته الناس حديثه، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق له أوهام.
والباقون ثقات.
(1) 6/ 403 (كتاب الجهاد- باب ما يذكر من شؤم الفرس)
(2)
12/ 323 (كتاب الطب- باب الطيرة)
وللحديث شاهد عن جماعة من الصحابة لكن ليس في حديثهم قوله "والطيرة على من يتطير"(1)
4435 -
"لا عدوى"
قال الحافظ: ثبت هذا الحديث من غير طريق أبي هريرة، فصحّ عن عائشة وابن عمر وسعد بن أبي وقاص وجابر وغيرهم" (2)
صحيح
حديث أبي هريرة وحديث ابن عمر أخرجهما البخاري (فتح 12/ 264 و 279 و 323 - 324 و 326)
وحديث جابر أخرجه مسلم (2222)
وحديث عائشة سيأتي الكلام عليه.
وحديث سعد أخرجه أحمد (1/ 180) والدورقي في "مسند سعد"(95) وابن أبي عاصم في "السنة"(266 و 267) والبزار (1082) وأبو يعلى (798) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند علي 17 و 48 و 49) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 307 و 313) وفي "المشكل"(1745) والهيثم بن كليب (153) وابن حبان (6127) والخطيب في "الموضح"(1/ 228)
عن هشام الدَّستُوائي (3)
وأحمد (1/ 174) وأبو داود (3921) وأبو يعلى (766) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 307 و 314) وفي "المشكل"(1746 و 2886)
عن أبان بن يزيد العطار
(1) انظر "تهذيب الآثار"(مسند علي ص 21 - 25)
(2)
12/ 266 (كتاب الطب- باب الجذام)
(3)
رواه إسماعيل بن علية ومحمد بن أبي عدي البصري ومعاذ بن هشام الدستوائي وشيبان بن عبد الرحمن النحوي ويحيي القطان وأبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي ووهب بن جرير بن حازم وعبد الصمد بن عبد الوارث البصري وحفص بن عمر الحوضي وعيسى بن يونس الكوفي ومسلم بن إبراهيم البصري عن هشام عن يحيى عن الحضرمي عن سعيد عن سعد.
ورواه يزيد بن هارون الواسطي عن هشام فلم يذكر الحضرمي بن لاحق.
أخرجه أبو عيد في "الغريب"(1/ 25) والهيثم بن كليب (154)
والأول هو الصواب (علل الدارقطني 4/ 370)
والطبري (18 و 51) والبيهقي (8/ 140)
عن الأوزاعي
والطبري (19 و50)
عن حجاج بن أبي عثمان الصواف
كلهم عن يحيى بن أبي كثير ثني الحضرمي بن لاحق ثني سعيد بن المسيب قال: سألت سعد بن أبي وقاص عن الطيرة فانتهرني، وقال: من حدثك؟ فكرهت أن أحدثه من حدثني، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"لا عدوى، ولا طيرة، ولا هام، إن تكن الطيرة في شيء ففي الفرس والمرأة والدار، وإذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تهبطوا، وإذا كان بأرض وأنتم بها فلا تفروا منه"
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن سعد إلا من هذا الوجه، ولا نعلم روى عن الحضرمي هذا إلا يحيى بن أبي كثير"
قلت: روى عنه أيضًا عكرمة بن عمار.
قال صالح بن محمد البغدادي: الحضرمي بن لاحق لا أعلم أحداً روى عنه غير يحيى بن أبي كثير وعكرمة بن عمار" الموضح 1/ 230
وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ: لا بأس به.
والباقون ثقات.
4436 -
"لا عدوى، وإذا رأيت المجذوم ففرّ منه كما تفرّ من الأسد"
قال الحافظ: أخرجه ابن خزيمة في "كتاب التوكل" له من حديث عائشة" (1)
4437 -
"لا عدوى، وقال: فمن أعدى الأول؟ "
قال الحافظ: أخرجه الطبري عن عائشة أنّ امرأة سألتها عنه فقالت: ما قال ذلك، ولكنّه قال: فذكرته، قالت: وكان لي مولى به هذا الداء فكان يأكل في صحافي ويشرب في أقداحي وينام على فراشي" (2)
أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(مسند علي 82) عن مروان بن الحكم الحرّاني ثنا الخضر بن محمد الحراني ثنا المعافى بن عمران ثنا نافع بن القاسم عن جدته فطيمة قالت:
(1) 12/ 265 (كتاب الطب- باب الجذام)
(2)
12/ 265 - 266 (كتاب الطب- باب الجذام)
دخلت على عائشة فسألتها، أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في المجذومين: فروا منهم كفراركم من الأسد؟ فقالت أم المؤمنين: كلا ولكنه قال "لا عدوى، فمن أعدى الأول؟ " وقد كان مولى لي يأكل في صحافي، ويشرب في أقداحي، وينام على فراشي، أصابه ذلك الداء، فلو أقام معي عايشته ما عاش، ولكنه سألني أن أجهزه إلى الغزو فجهزته، وغزا.
مروان ونافع وفطيمة لم أر من ترجمهم، والخضر والمعافى ثقتان.
4438 -
حديث جابر "لا عدوى ولا صفَر ولا غُول"
قال الحافظ: ولمسلم (1745) وابن حبان (6128) من طريق ابن جُريج أخبرني أبو الزبير أنّه سمع جابرا بلفظ: فذكره" (1)
4439 -
عن ابن عباس مرفوعا "لا عدوى ولا طيرَة، ولا هامَةَ ولا صَفَر"
قال الحافظ: وأخرج ابن حبان من طريق سِمَاك عن عكرمة عن ابن عباس مثل رواية سعيد بن مِيناء وأبي صالح عن أبي هريرة، وزاد فيه القصة التي في رواية أبي سلمة عن أبي هريرة، وهو في ابن ماجه باختصار" (2)
يرويه عكرمة عن ابن عباس، وعن عكرمة غير واحد، منهم:
1 -
سماك بن حرب.
أخرجه أحمد (1/ 269 و 328) وابن ماجه (3539) وابن أبي عاصم في "السنة"(280) وأبو يعلى (2333 و 2582) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند علي 29 و 30) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 307 - 308 و 308) وفي "المشكل"(2887 و 2888) وابن حبان (6117) والطبراني في "الكبير"(11764) من طرق عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "لا عدوى ولا طيرة، ولا هامة ولا صفر" فقال له رجل: انا لنأخذ الشاة الجَربَاء فطرَحُها في الغنم فتجرَبُ. قال "فمن أعدى الأول؟ "
قال البوصيري: هذا إسناد صحيح ورجاله ثقات" المصباح 4/ 78
قلت: سماك مختلف فيه، وقد تكلم ابن المديني وغيره في روايته عن عكرمة.
2 -
الحكم بن أبان العدني.
أخرجه الطبري (31) عن أبي كريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا حسين بن عيسى
(1) 12/ 265 (كتاب الطب- باب الجذام)
(2)
12/ 265 (كتاب الطب- باب الجذام)
الحنفي ثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم "لا عدوى" فقال أعرابي: يا رسول الله، إنّ الناقة الجرباء لتدخل في الأيْنَق فيجرَبْنَ جميعًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فمن أعدى الأول؟ ".
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(11605) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو كريب به.
وأخرجه من طريق يحيى الحمَّاني ثنا حسين بن عيسى به.
وحسين بن عيسى قال البخاري: مجهول، وقال أبو زرعة: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، روى عن الحكم بن أبان أحاديث منكرة. وذكره ابن حبان في "الثقات".
3 -
يزيد بن أبي زياد الكوفي.
أخرجه الطبري (32) عن سفيان بن وكيع ثنا جرير عن يزيد بن أبي زياد عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "لا عدوى، ولا طيرة، ولا صفر" قيل: يا رسول الله، إنّ الرجل ليأخذ الشاة الجرباء فيطرحها في مائة شاة فتجربها كلها، قال "فمن أجرب الأول؟ "
سفيان ويزيد ضعيفان.
4440 -
"لا عليكم أن لا تعجبوا بعمل أحد حتى تنظروا بم يختم له، فإنّ العامل بعمل زمانا من عمره بعمل صالح لو مات عليه دخل الجنة ثم يتحول فيعمل عملا سيئا"
قال الحافظ: وفي حديث أنس عند أحمد وصححه ابن حبان: فذكره" (1)
تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله"
4441 -
حديث يزيد بن سلمة الجعفي أنّه قال: يا رسول الله، إن كان علينا أمراء يأخذون بالحق الذي علينا ويمنعونا الحق الذي لنا أنقاتلهم؟ قال "لا، عليهم ما حُملوا وعليكم ما حُمّلتم"
قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (2)
يرويه سماك بن حرب عن علقمة بن وائل بن حجر الحضرمي واختلف عنه:
- فقال شعبة: عن سماك عن علقمة بن وائل عن أبيه قال: سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله صلى الله عليه وسلم-فقال: يا نبي الله، أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا
(1) 14/ 288 (كتاب القدر- باب في القدر)
(2)
16/ 111 (كتاب الفتن- باب قول النبي-صلى الله عليه وسلم: سترون بعدي أمورا تنكرونها)
حقنا، فما تأمرنا؟ فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه، ثم سأله في الثانية أو في الثالثة فجذبه الأشعث بن قيس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اسمعوا وأطيعوا، فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم"
أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 59) والبخاري في "الكبير"(2/ 2/73) ومسلم (1846)
من طرق عن شعبة به.
ووقع في رواية عند البخاري: يزيد بن سلمة مكان سلمة بن يزيد.
- وقال زائدة بن قدامة الكوفى: عن سماك عن علقمة بن وائل عن سلمة بن يزيد الجعفي قال: فذكر الحديث (1).
أخرجه الطبراني في "الكبير"(6322)
- وقال إسرائيل بن يونس: عن سماك عن علقمة بن وائل عن يزيد بن سلمة الجعفي قال: فذكر الحديث.
أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(3/ 224 - 225) والطبراني (22/ 242 - 243) وأبو نعيم في "الصحابة"(6595)
- وقال أبو الأحوص سلام بن سليم الكوفي: عن سماك عن علقمة بن وائل قال: قام سلمة الجعفي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: الحديث.
أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 58 - 59)
وحديث شعبة أصح.
قال يعقوب بن شيبة: من سمع من سماك قديما مثل شعبة وسفيان فحديثهم عنه صحيح مستقيم.
قلت: واختلف في سماع علقمة بن وائل من أبيه.
4442 -
"لا عُمْرى فمن أُعْمِر شيئًا فهو له"
قال الحافظ: وقد أخرج النسائي من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا: فذكره" (2)
حسن
(1) ومن هذا الطريق أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(6597) ووقع عنده: عن يزيد بن سلمة.
(2)
6/ 167 (كتاب الهبة- باب ما قيل في العمرى والرقبى)
أخرجه أحمد (2/ 357) وابن ماجه (2379) والنسائي (6/ 234 - 235 و 235) وفي "الكبرى"(6584 و 6585) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 92) وفي "المشكل"(5470) وابن حبان (5131) والخطيب في "الموضح"(2/ 383) من طرق عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة به مرفوعا.
قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 3/ 57
قلت: بل إسناده حسن. قال الذهبي في "الميزان": محمد بن عمرو بن علقمة حسن الحديث أخرج له الشيخان متابعة.
4443 -
"لا غرار في صلاة"
سكت عليه الحافظ (1).
صحيح
أخرجه أحمد (2/ 461) عن عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان عن أبي مالك الأشجعي عن أبي حازم عن أبي هريرة به مرفوعا وزاد "ولا تسليم"
وأخرجه أبو داود (928) عن أحمد به.
وأخرجه الحاكم (1/ 264) والبيهقي (2/ 260 - 261) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به.
وأخرجه البيهقي (2/ 261) من طريق أبي بكر بن داسة ثنا أبو داود به
وأخرجه البغوي في "شرح السنة"(3299) من طريق أبي علي اللؤلؤي ثنا أبو داود به (2).
وأخرجه الطحاوي في "المشكل"(1597) من طريق محمد بن بشار ثنا عبد الرحمن بن مهدي به.
وإسناده صحيح رواته ثقات.
- ورواه معاوية بن هشام القصّار الكوفي عن سفيان الثوري وشك في رفعه.
فقال أبو داود (929) وأبو يعلى (6206): ثنا أبو كريب محمد بن العلاء ثنا
(1) 3/ 338 (كتاب الصلاة- أبواب السهو- باب إذا صلّى خمسًا)
(2)
قال النووي في "الخلاصة"(1/ 511): رواه أبو داود بإسناد صحيح"
معاوية بن هشام عن سفيان عن أبي مالك عن أبي حازم عن أبي هريرة- أراه رفعه- قال "لا غرار في تسليم ولا صلاة"
وأخرجه الحاكم (1/ 264) والبيهقي (2/ 261) من طريق إبراهيم بن أبي طالب النيسابوري ثنا أبو كريب به.
- قال أبو داود: ورواه ابن فضيل على لفظ ابن مهدي ولم يرفعه.
قلت: حديث عبد الرحمن بن مهدي أصح.
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
كذا قال، ومسلم لم يخرج رواية سفيان عن أبي مالك، وأبو مالك اسمه سعد بن طارق، وأبو حازم اسمه سلمان الأشجعي.
4444 -
"لا قود إلا بالسيف"
قال الحافظ: ضعيف، أخرجه البزار وابن عدي من حديث أبي بكرة، وذكر البزار الاختلاف فيه مع ضعف إسناده، وقال ابن عدي: طرقه كلها ضعيفة" (1)
ضعيف
روي من حديث أبي بكرة ومن حديث النعمان بن بشير ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن مسعود ومن حديث علي ومن حديث الحسن البصري مرسلًا.
فأما حديث أبي بكرة فيرويه المبارك بن فضالة عن الحسن البصري واختلف عنه:
- فقال الحر بن مالك العنبري: ثنا المبارك بن فضالة عن الحسن عن أبي بكرة به مرفوعا.
أخرجه ابن ماجه (2668) والبزار (3663)
وقال: لا نعلم أحدا أسنده بأحسن من هذا الإسناد، ولا نعلم أحدا قال: عن أبي بكرة إلا الحر بن مالك ولم يكن به بأس، وأحسبه أخطأ في هذا الحديث، لأنّ الناس يروونه عن الحسن مرسلا"
وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر" العلل 1/ 461
وقال البيهقي: الحديث ضعيف" المعرفة 12/ 80
(1) 15/ 219 (كتاب الديات- باب إذا قتل بحجر أو بعصا)
وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف مبارك بن فضالة وتدليسه" المصباح 3/ 129
قلت: ولم ينفرد الحر بن مالك به بل تابعه الوليد بن محمد بن صالح الأيلي ثنا مبارك بن فضالة به.
أخرجه ابن عدي (7/ 2543) والدارقطني (3/ 105 - 106) والبيهقي (8/ 63)
- وقال موسى بن داود الضبي: عن مبارك بن فضالة عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
قال يونس: قلت للحسن: عن من أخذت هذا؟ قال: سمعت النعمان بن بشير يذكر ذلك.
أخرجه الدارقطني (3/ 106) والبيهقي (8/ 62 - 63)
وإسناده ضعيف، مبارك بن فضالة صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من الحسن.
وأما حديث النعمان بن بشير فأخرجه الطيالسي (ص 108) وابن ماجه (2667) وابن أبي عاصم في "الديات"(ص 60) والبزار (3244) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 184) والرافقي في "جزئه"(ق 20/ أ) والبيهقي (8/ 62) من طرق (1) عن جابر بن يزيد الجُعفي عن أبي عازب عن النعمان بن بشير به مرفوعا.
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى إلا عن النعمان بن بشير، ولا نعلم رواه عن النعمان إلا أبو عازب، ولا نعلم رواه عن أبي عازب إلا جابر الجعفي"
وقال البيهقي: تفرد به جابر الجعفي وهو ضعيف لا يحتج به" المعرفة 12/ 80
وقال الذهبي: أبو عازب لا يعرف، روى عنه جابر الجعفي وليس بمعتمد مرفوعا "لا قود إلا بالسيف" الميزان 4/ 542
وقال الهيثمي: وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف" المجمع 6/ 291
وقال الحافظ: إسناده ضعيف" التلخيص 4/ 19
(1) رواه أبو شيبة إبراهيم بن عثمان الكوفي عن جابر عن أبي عازب عن أبي سعيد الخدري مرفوعا "القود بالسيف، والخطأ على العاقلة"
أخرجه الدارقطني (3/ 107) وقال: كذا قال: عن أبي سعيد"
قلت: وأبو شيبة ضعفوه.
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الدارقطني (3/ 87) من طريق عامر بن سيار الرقي ثنا سليمان بن أرقم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة به مرفوعا.
- ورواه بقية بن الوليد واختلف عنه:
• فقال نعيم بن حماد المروزي: ثنا بقية عن أبي معاذ وهو سليمان بن أرقم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الديات"(ص 60) والدارقطني (3/ 88)
• ورواه المسيب بن واضح الحمصي عن بقية واختلف عنه:
فقال أيوب بن سليمان الصغدي: ثنا المسيب بن واضح: ثنا بقية عن سليمان بن أرقم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا "لا قود إلا بسلاح"
أخرجه الدارقطني (3/ 88)
وتابعه عبد الغفار الحمصي ثنا المسيب بن واضح به.
أخرجه البيهقي (8/ 63)
وقال محمد بن تمام البهراني: ثنا المسيب بن واضح ثنا بقية عن ورقاء عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا "لا قود إلا بالسلاح"
أخرجه ابن عدي (6/ 2384)
وقال: هكذا رواه المسيب فقال: بقية عن ورقاء عن الزهري، وورقاء عن الزهري ليس بالمستوي ولم يلق الزهري وإنما يروي بقية هذا الحديث عن سليمان بن أرقم عن الزهري"
• وقال محمد بن مُصَفى الحمصي: ثنا بقية ثني سليمان بن أرقم عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
أخرجه ابن عدي (3/ 1102) والبيهقي (8/ 63) وابن الجوزي في "العلل"(1323)
قال البيهقي: كذا قال: عن أبي سلمة، ورواه غيره عن بقية فقال: عن سعيد بن المسيب"
وقال الدارقطني: سليمان بن أرقم متروك"
وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، وسليمان بن أرقم قال أحمد: ليس بشيء
لا يروى عنه الحديث، وقال ابن معين: لا يساوي فلسا، وقال النسائي وأبو داود والدارقطني: متروك"
وقال الحافظ في "الدرايه"(2/ 265): إسناده ضعيف"
وقال في "التلخيص"(3/ 19): وفيه سليمان بن أرقم وهو متروك"
وأما حديث ابن مسعود فأخرجه ابن أبي عاصم في "الديات"(ص 60) والطبراني في "الكبير"(10044) وابن عدي (5/ 1978) والدارقطني (3/ 88) من طرق عن بقية بن الوليد عن أبي معاذ سليمان الأنصاري ثني عبد الكريم بن أبي المخارق عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود مرفوعا "لا قود إلا بالسيف"
قال الدارقطني: أبو معاذ هو سليمان بن أرقم متروك"
وقال الهيثمي: وفيه أبو معاذ سليمان بن أرقم وهو متروك" المجمع 6/ 291
وقال الحافظ في "التلخيص"(3/ 19): إسناده ضعيف جدًا"
وقال في "الدراية"(2/ 265): إسناده ضعيف"
وأما حديث علي فأخرجه الدارقطني (3/ 87 - 88) من طريق معلي بن هلال الكوفي عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي مرفوعا "لا قود إلا بحديدة، ولا قود في النفس وغيرها إلا بحديدة"
وقال: معلي بن هلال متروك"
وقال الحافظ في "التلخيص"(3/ 19): وفيه معلي بن هلال وهو كذاب"
وقال في "الدراية"(2/ 265): متروك"
وأما حديث الحسن مرسلًا فأخرجه عبد الرزاق (17079) عن مَعْمر وابن عُيينة عن عمرو عن الحسن مرفوعا "لا قود إلا بحديدة"
وأخرجه ابن أبي شيبة (9/ 354) عن عيسى بن يونس عن أشعث وعمرو عن الحسن مرفوعا "لا قود إلا بالسيف"
وأخرجه أحمد في "مسنده" كما في "نصب الراية"(4/ 341) عن هشم ثنا أشعث عن الحسن به.
ومن طريقه أخرجه الخطيب في "التاريخ"(14/ 89)
قال ابن حزم: هذا مرسل، ولا يحل الأخذ بمرسل" المحلى 12/ 57
وقال البيهقي: هذا حديث لم يثبت له إسناد، معلي بن هلال الطحان متروك، وسليمان بن أرقم ضعيف، ومبارك بن فضالة لا يحتج به، وجابر الجعفي مطعون فيه"
وقال عبد الحق الاشبيلي: طرقه كلها ضعيفة" التلخيص 3/ 19
وأما ابن التركماني فقال: هذا الحديث قد روي من وجوه كثيرة يشهد بعضها لبعض فأقل أحواله أن يكون حسنا" الجوهر النقي 8/ 63 - 64
قلت: وهذه الوجوه كلها ضعيفة، وبعضها أشدّ ضعفا من بعض، فلا يشهد بعضها لبعض.
4445 -
"لا نذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (1641) من حديث عمران بن حصين في قصة المرأة التي كانت أسيرة فهربت على ناقة النبي-صلى الله عليه وسلم فإن الذين أسروا المرأة انتهبوها فنذرت إن سلمت أن تنحرها، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وأخرج ابن أبي شيبة من حديث أبي ثعلبة الحديث دون القصة بنحوه، وأخرجه النسائي من حديث عبد الرحمن بن سمرة مثله" (1)
حديث عمران بن حصين سيأتي الكلام عليه عند حديث "لا نذر ولا يمين فيما لا يملك ابن آدم"
وحديث أبي ثعلبة تقدم الكلام عليه في حرف العين فانظر حديث "عرفها حولا"
وحديث عبد الرحمن بن سمرة أخرجه النسائي (7/ 27) من طريق زائدة بن قدامة الكوفي ثنا علي بن زيد بن جُدعان عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة مرفوعا "لا نذر في معصية، ولا فيما لا يملك ابن آدم"
وقال: علي بن زيد ضعيف، وهذا الحديث خطأ، والصواب: عمران بن حصين" (2)
4446 -
حديث عائشة "لا نذر في معصية، وكفارته كفارة يمين"
قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن ورواته ثقات لكنه معلول فإنّ الزهري رواه عن أبي سلمة ثم بين أنّه حمله عن سليمان بن أرقم عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة فدلسه
(1) 14/ 397 (كتاب الإيمان والنذور- باب النذر فيما لا يملك)
(2)
انظر حديث "لا نذر ولا يمين فيما لا يملك ابن آدم"
بإسقاط اثنين وحسن الظن بسليمان وهو عند غيره ضعيف باتفاقهم، وحكى الترمذي عن البخاري أنّه قال: لا يصح. ولكن له شاهد من حديث عمران بن حصين أخرجه النسائي وضعفه، وشواهد أخرى ذكرتها آنفا، وأخرج الدارقطني من حديث عدي بن حاتم نحوه" (1)
صحيح
ورد من حديث عائشة ومن حديث عمران بن حصين ومن حديث ابن عباس ومن حديث عدي بن حاتم
فأما حديث عائشة فله عنها طرق:
الأول: يرويه ابن شهاب الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة به مرفوعا.
أخرجه أحمد (6/ 247) والنسائي (7/ 24) وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(34/ 54 - 55)
عن عثمان بن عمر بن فارس العبدي
وأبو داود (3291) والنسائي (7/ 24) وابن ماجه (2125) وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه"(1318) والطحاوي في "المشكل"(2158)
عن عبد الله بن وهب
والبخاري في "الكبير"(2/ 2/ 2) و"الأوسط"(2/ 197) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(3/ 3)
عن الليث بن سعد
والترمذي (1524) وفي "العلل"(2/ 651) والنسائي (7/ 24 - 25) وابن عساكر (34/ 54 - 55)
عن أبي صفوان عبد الله بن سعيد الأموي
وأبو طالب العشاري في "حديث أبي القاسم البغوي"(22) وعنه الخطيب في "تاريخه"(5/ 126 - 127)
عن عثمان بن عمر بن صفوان
(1) 14/ 398 (كتاب الإيمان والنذور- باب النذر فيما لا يملك)
وعبد الله (1) بن المبارك في "مسنده"(176)
كلهم عن يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري به.
ورواه أبو ضَمْرة أنس بن عياض الليثي عن يونس بن يزيد عن الزهري قال: حدّث (2) أبو سلمة به.
أخرجه النسائي (7/ 25) أنا هارون بن موسى الفَروي ثنا أبو ضمرة به.
ورواه عنبسة بن خالد الأيلي عن يونس بن يزيد عن الزهري قال: أخبرني أبوا سلمة به.
أخرجه يعقوب بن سفيان (3/ 4) ثني أبو محمد الأموي عن عنبسة به.
ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 69) إلا أنّه قال فيه: حدّث أبو سلمة مكان أخبرني.
وهكذا أخرجه أبو زرعة الدمشقي في "تاريخه"(1317) عن أحمد بن صالح المصري عن عنبسة فقال فيه: حدّث أبو سلمة.
وقال: لا أصل للحديث عن أبي سلمة إذ فيه هذه العلة (يعني قوله: حدّث أبو سلمة")
قلت: رواه عُقيل بن خالد الأيني عن الزهري فقال: عن أبي سلمة عن عائشة.
أخرجه ابن عساكر في "معجم الشيوخ"(278) من طريق محمد بن عُزَيز الأيلي ثني سلامة عن عقيل به.
(1) أخرجه أبو يعلى (4782)
عن عباد بن موسى الخُتلي
وأبو داود (3290)
عن أبي معمر إسماعيل بن إبراهيم الهلالي
والنسائي (7/ 24)
عن يحيى بن آدم الكوفي
ويعقوب بق سفيان (3/ 3) والبيهقي (10/ 69)
عن عبد الله بن عثمان عبدان المروزي
كلهم عن ابن المبارك به.
ورواه عبدان أيضًا عن ابن المبارك عن يونس بن يزيد عن الزهري قال: بلغني عن أبي سلمة عن عائشة أخرجه البخاري في "الأوسط"(2/ 197) ويعقوب بن سفيان (3/ 3) والبيهقي (10/ 69)
(2)
انظر تحفة الأشراف 12/ 367
وقال: هذا حديث منكر بهذا الإسناد، وإنما المحفوظ حديث الزهري عن سليمان بن أرقم عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عائشة، وحديث يحيى له علة، أخطأ فيه سليمان"
الثاني: يرويه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عائشة به.
أخرجه الطيالسي (ص 208) ثنا حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير به.
وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات.
ولم ينفرد حرب بن شداد البصري به بل تابعه سليمان بن أرقم البصري عن يحيى بن أبي كثير به.
أخرجه أبو داود (3292) والترمذي (1525) والنسائي (7/ 25) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 130) وفي "المشكل"(2159) وابن عدي (3/ 1103) وأبو الشيخ في "الأقران"(444) وتمام (ق 116/ أ) والبيهقي (10/ 69) والبغوي في "شرح السنة"(2447) وأبو موسى المديني (1) في "اللطائف"(165 و 204 و 366) وابن الصابوني في "تكملة إكمال الإكمال"(ص 68 - 70)
عن أيوب بن سليمان بن بلال المدني
والبيهقي (10/ 69)
عن إسماعيل بن أبي أويس (2)
كلاهما عن أبي بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن موسى بن عقبة ومحمد بن أبي عتيق عن الزهري عن سليمان بن أرقم به.
قال يعقوب بن سفيان (3/ 4) أعطاني ابن أبي أويس كتابا فكتبت منه: ثني أخي عن سليمان بن بلال عن محمد بن أبي عتيق وموسى بن عقبة عن سليمان بن أرقم به.
قال: فلم يقض لي سماعه من ابن أبي أويس فقال لي: هذا سماعي من أخي أبي بكر فاحمله عني.
(1) وليس في إسناده في الموضع الأول: عن سليمان بن بلال، وهذا سقط من إسناد أبي الشيخ.
(2)
رواه الطبراني في "الأوسط"(4601) عن عبيد الله بن محمد العمري عن إسماعيل بن أبي أويس به إلا أنّه لم يذكر موسي بن عقبة.
وقال: لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا ابن أبي عتيق وموسى بن عقبة، تفرد به ابن أبي أويس"
ومن طريقه أخرجه أبو موسى المديني (165)
فذكرت هذا الحديث لأحمد بن صالح وقلت له: بلغني أنّ ابن سليمان بن بلال روى عن أبي بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن ابن أبي عتيق وموسى بن عقبة عن الزهري عن سليمان بن أرقم.
قال أحمد: إنّما قيل له ينبغي أن يكون عند الزهري فجعله عن الزهري، وإلا فليس في أصل كتاب أبي بكر: الزهري، ولكنّا نظن أنّ أبا بكر أسقط الزهري"
وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وهو أصح من حديث أبي صفوان عن يونس"
وقال النسائي: سليمان بن أرقم متروك الحديث، خالفه غير واحد من أصحاب يحيى بن أبي كثير في هذا الحديث، ثم ذكر حديث محمد بن الزبير الحنظلي عن أبيه عن عمران وسيأتي.
وقال الطحاوي بعد أن ذكر حديث يونس عن الزهري: هذا الحديث فاسد الإسناد، واستدل على ذلك برواية أيوب بن سليمان بن بلال ثم قال: فعاد هذا الحديث إلى الزهري عن سليمان بن أرقم، وسليمان بن أرقم فليس ممن يقبل أهل الإسناد حديثه"
وقال الترمذي أيضًا بعد أن ذكر حديث أبي صفوان عن يونس: هذا حديث لا يصح، لأنّ الزهري لم يسمع هذا الحديث من أبي سلمة. سمعت محمدا يقول: روى غير واحد منهم موسى بن عقبة وابن أبي عتيق عن الزهري عن سليمان بن أرقم عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عائشة مرفوعا. قال محمد: والحديث هو هذا"
وقال أبو داود: سمعت أحمد بن شبويه يقول: قال ابن المبارك: حدّث أبو سلمة، فدلّ على أن الزهري لم يسمعه من أبي سلمة، وتصديق ذلك ما حدثنا أيوب بن سليمان. قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أفسدوا علينا هذا الحديث، قيل له: وصح إفساده عندك؟ وهل رواه غير ابن أبي أويس؟ قال: أيوب كان أمثل منه، يعني أيوب بن سليمان بن بلال، وقد رواه أيوب"
قال أحمد بن شبويه: إنما الحديث حديث علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن الزبير عن أبيه عن عمران بن حصين عن النبي-صلى الله عليه وسلم أراد أنّ سليمان بن أرقم وهم فيه، وحمله عنه الزهري وأرسله عن أبي سلمة عن عائشة.
وقال البيهقي: حديث الزهري عن أبي سلمة عن عائشة لم يثبت إسناده إنّما ذكره الزهري عن سليمان بن أرقم عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة، وسليمان بن أرقم متروك، والحديث عند غيره عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن الزبير الحنظلي عن أبيه عن عمران بن حصين" السنن الصغرى 4/ 112 - 113
الثالث: يرويه الزهري عن عروة عن عائشة.
أخرجه أحمد (6/ 247) عن عثمان بن عمر بن فارس العبدي ثنا يونس عن الزهري به.
وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، وقد رواه عثمان بن عمر أيضًا عن يونس عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة وقد تقدم.
ولم ينفرد الزهري به بل تابعه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا "لا نذر في معصية"
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6909) عن محمد بن علي بن حبيب الطرائفي الرقي ثنا أيوب بن محمد الوزان ثنا فُهير يحيى بن زياد عن ابن جريج عن هشام به.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا فهير، تفرد به أيوب الوزان"
قلت: وهو ثقة كما قال النسائي وغيره، وشيخ الطبراني لم أقف له على ترجمة، وفهير ذكره ابن حبان في "الثقات"، والباقون ثقات، لكن ابن جريج مدلس ولم يذكر سماعا من هشام بن عروة.
الرابع: يرويه الزهري أيضًا أنّه بلغه عن القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعا "لا نذر في معصية"
أخرجه يعقوب بن سفيان (3/ 5)
عن الربيع بن روح الحمصي
والنسائي (7/ 24)
عن كثير بن عبيد الحمصي
قالا: ثنا محمد بن حرب ثنا الزبيدي عن الزهري به.
ورواه حَيوة بن شريح الحمصي عن محمد بن حرب عن الزبيدي عن الزهري عن رجل عن القاسم عن عائشة مرفوعا بلفظ "من نذر أن يعصي الله فلا يعصه"
أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 2/ 2) و"الأوسط"(2/ 197 - 198)
وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم.
وأما حديث عمران بن حصين فله عنه طريقان:
الأول: يرويه محمد بن الزبير الحنظلي واختلف عنه:
- فقال غير واحد: عن محمد بن الزبير عن الحسن عن عمران مرفوعا "لا نذر في معصية، وكفارته كفارة يمين"
وفي لفظ "لا نذر في غضب،"
وفي لفظ آخر "لا نذر في معصية ولا غضب،"
أخرجه أحمد (4/ 443) والنسائي (7/ 27) والروياني (79) والطبراني في "الكبير"(18/ 164) وأبو الشيخ في "الطبقات"(935) والحاكم (4/ 305) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 97) وفي "مسند أبي حنيفة"(ص 47 و 48) والبيهقي (10/ 70)
عن سفيان الثوري
وأحمد (4/ 439) والبخاري في "الكبير"(2/ 2/ 3) و"الأوسط"(2/ 198) والنسائي (7/ 27) والطبراني (18/ 164) وابن عدي (6/ 2209)
عن أبي بكر النهشلي
وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 47 - 48)
عن أبي حنيفة
والبزار (3560)
عن إبراهيم بن طهمان الخراساني
كلهم عن محمد بن الزبير به.
- وقال غير واحد: عن محمد بن الزبير عن أبيه عن عمران.
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(2160) وفي "شرح المعاني"(3/ 129) وابن عدي (6/ 2209) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 49)
عن جرير بن حازم البصري
والنسائي (7/ 26) والطحاوي في "المشكل"(2161) وفي "شرح المعاني"(3/ 129) والطبراني في "الكبير"(18/ 200) وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 49) والبيهقي (10/ 70) والخطيب في "التاريخ"(13/ 56) والمزي (9/ 333) وأبو بكر المراغي في "المشيخة"(ص 345 - 346 و 346)
عن حماد بن زيد (1)
والروياني (125)
عن فضيل بن عياض
والطحاوي في "المشكل"(2162) وفي "شرح المعاني"(3/ 129)
عن عباد بن العوام الواسطي
والبيهقي (10/ 70)
عن سعيد بن أبي عَروبة
كلهم عن محمد بن الزبير به.
- ورواه عبد الوارث بن سعيد البصري عن محمد بن الزبير واختلف عنه:
• فقال الطيالسي (ص 113): ثنا عبد الوارث عن محمد بن الزبير عن أبيه عن عمران.
ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 49)
وتابعه محمد بن عبيد بن حساب البصري ثنا عبد الوارث به.
أخرجه ابن عدي (6/ 2209)
• وقال غير واحد: عن عبد الوارث عن محمد بن الزبير عن أبيه عن رجل عن عمران.
أخرجه أحمد (4/ 440)
عن عفان بن مسلم البصري
والنسائي (7/ 27) والطبراني (18/ 201)
عن مسدد
والروياني (126)
عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله الزيادي
والبيهقي (10/ 56 - 57 و 70) وفي "الصغرى"(4065)
عن عبد الرحمن بن المبارك البصري
(1) ومن هذا الطريق أخرجه البزار (3561) ووقع عنده: عن أبيه عن رجل عن عمران.
كلهم عن عبد الوارث به.
- ورواه يحيى بن أبي كثير واختلف عنه:
• فقال غير واحد: عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن الزبير عن أبيه عن عمران.
أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 2/ 3) و"الأوسط"(2/ 198) والنسائي (7/ 26)
عن شيبان بن عبد الرحمن النّحوي
والنسائي (7/ 25) والطبراني (18/ 201)
عن علي بن المبارك الهُنَائي
والنسائي (7/ 26)
عن عبد الله بن بشر الرقي
والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 129)
عن أبان بن يزيد العطار
وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 49)
- عن أحمد بن روح بن القاسم
كلهم عن يحيى بن أبي كثير به.
• ورواه الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير واختلف عنه:
فقال هِقْل بن زياد الدمشقي: عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير ثني رجل من بني حنظلة عن أبيه عن عمران.
أخرجه ابن عدي (6/ 2210) والبيهقي (10/ 70)
وقال بقية بن الوليد: عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن الزبير عن أبيه عن عمران.
أخرجه النسائي (7/ 26) والطبراني (18/ 201)
وقال الوليد بن مزيد البيروتي: أنبأ الأوزاعي ثني يحيى بن أبي كثير عن رجل من بني حنظلة عن عمران.
أخرجه البيهقي (10/ 70)
• وقال مَعْمر بن راشد: عن يحيى بن أبي كثير ثني رجل من بني حنيفة عن عمران.
أخرجه الحاكم (4/ 305)
وقال: الرجل الذي لم يسمه معمر عن يحيى هو محمد بن الزبير بلا شك فإنّه أراد أن يقول: من بني حنظلة، فقال: من بني حنيفة"
وقال: مداره على محمد بن الزبير وليس بصحيح"
- ورواه عبد الوهاب بن عطاء العجلي عن محمد بن الزبير واختلف عنه:
• فقال غير واحد: عن عبد الوهاب بن عطاء عن محمد بن الزبير عن أبيه عن رجل عن عمران.
أخرجه أحمد (4/ 433) عن عبد الوهاب بن عطاء به.
وأخرجه الطحاوي في "المشكل"(2163) وفي "شرح المعاني"(3/ 129 - 130)
عن علي بن معبد بن نوح البغدادي
والحاكم (4/ 305)
عن يحيى بن أبي طالب البغدادي
قالا: ثنا عبد الوهاب بن عطاء به.
• وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: ثنا عبد الوهاب عن محمد بن الزبير عن أبيه عن عمران.
- وقال إسماعيل بن عُلية: عن محمد بن الزبير عن أبيه عن رجل عن عمران.
أخرجه أحمد (4/ 440)
وتابعه خالد بن عبد الله الطحان عن محمد بن الزبير به.
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(2164) وفي "شرح المعاني"(3/ 129 - 130)
- ورواه محمد بن إسحاق المدني عن محمد بن الزبير واختلف عنه:
• فقال عبد الرحيم بن سليمان الكناني: عن ابن إسحاق عن محمد بن الزبير عن أبيه عن رجل عن عمران.
أخرجه الطبراني (18/ 201)
ورواه محمد بن سلمة الحراني عن ابن إسحاق واختلف عنه:
فقال محمد بن وهب الحراني: ثنا محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن محمد بن الزبير عن أبيه عن رجل عن عمران مرفوعا بلفظ "النذر نذران، فما كان من نذر في طاعة الله فذلك لله وفيه الوفاء، وما كان من ندر في معصية الله فذلك للشيطان، ولا وفاء فيه، ويكفره ما يكفر اليمين"
أخرجه النسائي (7/ 26)
ورواه محمد بن الحارث البزاز عن محمد بن سلمة فلم يذكر عن أبيه.
أخرجه ابن عدي (6/ 2209 - 2210) والبيهقي (10/ 70)
ومحمد بن الزبير الحنظلي قال ابن معين: ضعيف لا شيء، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي في حديثه إنكار، وقال البخاري: منكر الحديث وفيه نظر، وقال النسائي: ضعيف لا يقوم بمثله حجة.
وقال ابن عبد البر: حديث لا يصح، لأنّه يدور على محمد بن الزبير الحنظلي، وهو ضعيف، في حديثه مناكير، لا يختلفون في ذلك" التمهيد 6/ 96
الثاني: يرويه شبيب بن شيبة البصري عن الحسن عن عمران مرفوعا "لا نذر في معصية، وكفارته كفارة يمين"
أخرجه الطبراني (18/ 174) عن إسماعيل بن إسحاق السراج النيسابوري ثنا جُبارة بن مُغَلس ثنا شبيب بن شيبة به.
وأخرجه الخطيب في "التاريخ"(6/ 292 - 293) عن الحسن بن أبي بكر أنا إسماعيل بن إسحاق السراج به.
وإسناده ضعيف لضعف شبيب بن شبة.
وتابعه:
1 -
الأعمش عن الحسن عن عمران مرفوعا "لا نذر في المعصية"
أخرجه البزار (3559) من طريق مِندل بن علي العَنَزي عن الأعمش به.
ومندل ضعيف.
2 -
مبارك بن فضالة عن الحسن عن عمران مرفوعا "لا نذر في معصية، ولا نذر فيما لا يطيق ابن آدم"
أخرجه أبو الشيخ في "الأقران"(215)
ومبارك مدلس وقد عنعن
وأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان:
الأول: يرويه بكير بن عبد الله بن الأشج المدني عن كريب عن ابن عباس مرفوعا "من نذر نذرا لم يسمه فكفارته كفارة يمين، ومن نذر نذرا في معصية الله عز وجل فكفارته كفارة يمين، ومن نذر نذرا فأطاقه فليف به".
أخرجه البيهقي (10/ 72) من طريق يحيى بن عثمان بن صالح المصري ثنا هاشم بن محمد الربعي ثنا عنبسة بن خالد الأيلي عن ابن جريج عن ابن أبي هند عن بكير به.
ويحيى بن عثمان قال ابن أبي حاتم: تكلموا فيه، وقال مسلمة بن القاسم: كان صاحب وراقة يحدث من غير كتبه فطعن فيه لأجل ذلك، وقال ابن يونس: كان حافظًا للحديث وحدث بما لم يكن يوجد عند غيره.
وهاشم بن محمد الربعي مختلف فيه: ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ، وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: لا يتابع على حديثه.
وعنبسة بن خالد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أحمد بن صالح المصري: صدوق.
وابن جريج مدلس ولم يذكر سماعا من عبد الله بن سعيد بن أبي هند.
لكنه لم ينفرد به بل تابعه طلحة بن يحيى الأنصاري عن عبد الله بن سعيد به.
أخرجه أبو داود (3322) والبيهقي (10/ 45)
وقد تقدم الكلام عليه في حرف الكاف فانظر حديث "كفارة النذر كفارة اليمين"
الثاني: يرويه عبد الكريم بن مالك الجزري عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعا "إنّ النذر نذران: فما كان لله فكفارته الوفاء به، وما كان للشيطان فلا وفاء له وعليه كفارة يمين"
أخرجه البيهقي (10/ 72) من طريق ابن الجارود ثنا محمد بن يحيى ثنا محمد بن موسى بن أعْيَن ثنا خطاب عن عبد الكريم به.
وقال: ضعيف"
قلت: بل صحيح رواته ثقات، وخطاب هو ابن القاسم الحرّاني وثقه ابن معين وابن حبان.
وأما حديث عدي بن حاتم فأخرجه الدارقطني (4/ 158) وفيه محمد بن الفضل بن عطية كذبه ابن معين وغيره.
4447 -
"لا نذر ولا يمين فيما لا يملك ابن آدم"
قال الحافظ: حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا: فذكره، أخرجه أبو داود والنسائي، ورواته لا بأس بهم لكن اختلف في سنده على عمرو، وفي بعض طرقه عند أبي داود "ولا في معصية"(1)
حسن
أخرجه أحمد (2/ 212) عن عبد الله بن بكر السهمي ثنا عبيد الله بن الأخنس أبو مالك الأزدي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "لا نذر ولا يمين فيما لا يملك ابن آدم، ولا في معصية الله عز وجل، ولا قطيعة رحم، فمن حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليدعها وليأت الذي هو خير فإنّ تركها كفارتها"
وأخرجه أبو داود (3274) عن المنذر بن الوليد الجارودي ثنا عبد الله بن بكر به.
ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 33 - 34)
قال أبو داود: الأحاديث كلها عن النبي-صلى الله عليه وسلم"وليكفر عن يمينه" إلا فيما لا يعبأ به"
وقال البيهقي: هذه زيادة -أي قوله "فإنّ تركها كفارتها"- تخالف الروايات الصحيحة عن النبي-صلى الله عليه وسلم"
قلت: هكذا ساقه عبد الله بن بكر عن عبيد الله بن الأخنس، وخالفه يحيى بن سعيد القطان فساقه بلفظ "فليكفّر عن يمينه، وليأت الذي هو خير"
أخرجه النسائي (7/ 10 و 12) وفي "الكبرى"(4723 و 4734)
ولم ينفرد عبيد الله بن الأخنس به بل تابعه:
1 -
أبو هبيرة خليفة بن خياط البصري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأتها فهي كفارتها"
أخرجه الطيالسي (ص 299) عن أبي هبيرة به.
وأخرجه أحمد (2/ 185) عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم
و (2/ 210 - 211) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري
(1) 14/ 373 (كتاب الإيمان والنذور- باب اليمين فيما لا يملك)
قالا: ثنا خليفة بن خياط به.
وأخرجه الخطيب في "المتفق"(521) من طريق مسلم بن إبراهيم البصري عن خليفة به.
وإسناده حسن، عمرو بن شعيب وأبوه صدوقان، والباقون ثقات.
2 -
عبيد الله بن عمر العمري عن عمرو عن أبيه عن جده مرفوعا به وقال "فليتركها، فإنّ تركها كفارتها"
أخرجه ابن ماجه (2111) من طريق عون بن عمارة البصري ثنا روح بن القاسم عن عبيد الله بن عمرو به.
وإسناده ضعيف لضعف عون بن عمارة.
ورواه جماعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده لكن ليس فيه "من حلف على يمين" منهم:
1 -
مطر الوراق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "ليس على الرجل طلاق فيما لا يملك، ولابيع فيما لا يملك، ولاعتق فيما لا يملك"
وفي لفظ "لا يجوز طلاق، ولا عتاق، ولا بيع، ولا وفاء نذر فيما لا يملك"
أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 224) وأحمد (2/ 189 و190) وفي "مسائل عبد الله"(ص 358) وأبو داود (2190) والطحاوي في "المشكل"(660) والدارقطني (4/ 14) والبيهقي (7/ 318) من طرق عن مطر به.
ومطر مختلف فيه، قال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال العجلي: صدوق، وقال النسائي وغيره: ليس بالقوي.
2 -
عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش المخزومي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده "من طلق ما لا يملك فلا طلاق له، ومن أعتق ما لا يملك فلا عتاق له، ومن نذر فيما لا يملك فلا نذر له، ومن حلف على معصية فلا يمين له، ومن حلف على قطيعة رحم فلا يمين له"
أخرجه أبو داود (2191) والدارقطني (4/ 15) والحاكم (4/ 300) والبيهقي (10/ 33) من طرق عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن الوليد بن كثير ثني عبد الرحمن بن الحارث به (1).
(1) انظر حديث "ما بال القِران! "
وحديث "إنّما النذر ما يبتغى به وجه الله"
وأخرجه ابن ماجه (2047) من طريق حاتم بن إسماعيل المدني عن عبد الرحمن بن الحارث بلفظ "لا طلاق فيما لا يملك"
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: عبد الرحمن قال أحمد: متروك، وقال أبو حاتم: شيخ"
قلت: وثقه ابن سعد والعجلي وابن حبان، وقال ابن معين: ليس به بأس، فهو حسن الحديث.
3 -
عامر بن عبد الواحد الأحول عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "لا نذر لابن آدم فيما لا يملك، ولا عتق له فيما لا يملك، ولا طلاق له فيما لا يملك، ولا يمين فيما لا يملك"
وفي لفظ "لا طلاق إلا بعد النكاح"
أخرجه عبد الرزاق (11456) وسعيد بن منصور (1020) وابن أبي شيبة (5/ 15 - 16) وأحمد (2/ 190) وفي "مسائل عبد الله"(ص 358) وابن ماجه (2047) والترمذي (1181) وفي "العلل"(1/ 465) والبزار (2472) وابن الجارود (743) والطحاوي في "المشكل"(659) وابن عدي (5/ 1736) والدارقطني (4/ 15) والحاكم (2/ 204 - 205) والبيهقي في "المعرفة"(11/ 16) وفي "الصغرى"(2643 و 2644) من طرق عن عامر الأحول به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وهو أحسن شيء روي في هذا الباب"
وقال في "العلل": سألت محمدا عن هذا الحديث، فقلت: أي حديث في هذا الباب أصح في الطلاق قبل النكاح؟ فقال: حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وحديث هشام بن سعد عن الزهري عن عروة عن عائشة"
قلت: عامر الأحول مختلف فيه، وثقه أبو حاتم وغيره، وضعفه أحمد وغيره.
4 -
حبيب المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "لا طلاق إلا بعد النكاح، ولا عتق إلا بعد ملك"
أخرجه الطيالسي (ص 299) عن حماد بن سلمة عن حبيب المعلم به.
ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 318)
وإسناده حسن.
5 -
محمد بن إسحاق المدني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "لا طلاق فيما لا تملكون، ولا عتاق فيما لا تملكون، ولا نذر فيما لا تملكون، ولا نذر في معصية الله"
أخرجه أحمد (2/ 207) عن يزيد بن هارون أنا ابن إسحاق به.
وأخرجه ابن البختري في "حديثه"(503) من طريق هُريم بن سفيان الكوفي عن ابن إسحاق به.
وابن إسحاق صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من عمرو بن شعيب.
6 -
يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "لا طلاق لامرئ فيما لا يملك، ولا نذر إلا فيما يبتغى به وجه الله، ولا يمين في قطيعة رحم"
أخرجه الخطيب في "الموضح"(1/ 430) من طريق أحمد بن حفص بن عبد الله السلمي ثني أبي ثني إبراهيم بن طهمان عن يحيى بن سعيد به.
وإسناده حسن.
7 -
أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان الشيباني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "لا طلاق لما لا تملكون، ولا عتق فيما لا تملكون، ولا نذر فيما لا تملكون، ولا نذر في قطيعة رحم"
أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"(219) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 295) من طريق حبيب بن هوذة الهلالي ثنا مِندل ثنا إسحاق الشيباني به.
وإسناده ضعيف لضعف مندل بن علي.
8 -
مقاتل بن سليمان البلخي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك"
أخرجه الخطيب في "الموضح"(2/ 418)
ومقاتل بن سليمان قال أبو حاتم وجماعة: متروك الحديث، وقال النسائي وجماعة: كذاب.
9 -
حسين بن ذكوان المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "لا طلاق قبل النكاح"
أخرجه أبو عروبة الحراني في "أحاديثه"(28) وابن عدي (5/ 1873)
عن يحيى بن راشد المازني
والحاكم (2/ 204 - 205) والبيهقي (7/ 317 - 318) وفي "المعرفة"(11/ 16)
عن مسلم بن إبراهيم الأزدي
كلاهما عن حسين المعلم به.
وإسناده حسن.
10 -
أبو رجاء محمد بن سيف الأزدي.
أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"(857)
وللحديث شاهد عن عمران بن حصين وآخر عن كدوم بن قيس
فأما حديث عمران فله عنه طريقان:
الأول: يرويه منصور بن زاذان عن الحسن عن عمران أنّ امرأة من المسلمين أسرها العدو، وقد كانوا أصابوا قبل ذلك ناقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأت من القوم غفلة، فركبت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعلت عليها نذرا إن الله أنجاها أن تنحرها، فقدمت المدينة فأرادت أن تنحر ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمنعت من ذلك، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "بئس ما جزيتيها" ثم قال "لا نذر لابن آدم فيما لا يملك، ولا في معصية الله".
أخرجه أحمد (4/ 429) والبخاري في "الكبير"(2/ 2 / 3) و"الأوسط"(2/ 198) والنسائي في "الكبرى"(8762) والطبراني في "الكبير"(18/ 179) و"الأوسط"(1159)
وإسناده منقطع لأنّ الحسن البصري لم يسمع من عمران، قاله يحيى القطان وابن المديني وابن معين وأبو حاتم والبيهقي.
الثاني: يرويه أبو قِلابة عبد الله بن زيد الجَرْمي عن عمه أبي المهلب عن عمران قال: كانت امرأة أسرها العدو وكانوا يريحون إبلهم عشاء، فأتت الإبل تريد منها بعيرا تركبه، فكلما دنت من بعير رغا، فتركته حتى أتت ناقة منها فلم ترغ، فركبت عليها، ثم نجت، فقدمت المدينة، فلما رآها الناس قالوا: ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم العضباء، قالت: إني نذرت أن أنحرها إن الله عز وجل أنجاني عليها، قال "بئسما جزيتيها، لا نذر لابن آدم فيما لا يملك، ولا نذر في معصية الله عز وجل".
أخرجه عبد الرزاق (15814) والحميدي (829) وابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 1)
وأحمد (4/ 430 و 432 و 433 - 434) ومسلم (1641) وإسماعيل القاضي في "حديث أيوب"(8) والنسائي (7/ 18) وفي "الكبرى"(4754) والطبراني في "الكبير"(18/ 190 - 191 و 191 و 191 - 192 و 192) والدارقطني (4/ 182 - 183) والبيهقي (9/ 231 - 232 و 10/ 68 - 69) وفي "المعرفة"(14/ 196) من طرق عن أيوب السَّخْتياني عن أبي قلابة به.
وأخرجه الطبراني (18/ 196) من طريق خالد الحذاء عن أبي قلابة به.
وأما حديث كردم بن قيس فأخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 191) وفي "مسند الشاميين"(1356) وأبو نعيم في "الصحابة"(5889 و 6712) من طريق إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن جعفر بن عمرو بن أمية عن إبراهيم بن عمرو قال: سمعت كردم بن قيس قال: خرجت أنا وابن عم لي يقال له: أبو ثعلبة في يوم حار، وعليّ حذاء ولا حذاء له، فقال: أعطني نعلك، فقلت: لا، إلا أن تزوجني ابنتك، فقال: أعطني فقد زوجتكها، فلما انصرفنا بعث إليّ نعلي، وقال: لا زوجة لك عندي، فذكرت ذلك للنبي-صلى الله عليه وسلم، فقال "دعها فلا خير لك فيها" فقلت: يا رسول الله، إني حلفت لأنحرّن ذَوْدا من ذودي في مكان كذا وكذا، قال "أوف بنذرك، لا نذر في قطيعة رحم، ولا فيما لا يملك ابن آدم"
قال الحافظ: وسند هذا الحديث ضعيف لأنّه من رواية إسماعيل بن عياش وعبد العزيز بن عبيد الله" الإصابة 8/ 278
وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه" المجمع 4/ 188
قلت: عبد العزيز بن عبيد الله هو ابن حمزة الحمصي قال ابن معين ويعقوب بن سفيان: ضعيف، وقال أبو زرعة: مضطرب الحديث واهي الحديث، وقال أبو داود: ليس بشيء، وقال النسائي: ليس بثقة ولا يكتب حديثه.
وإسماعيل بن عياش ثقة تكلموا في روايته عن غير الشاميين.
وجعفر بن عمرو وثقه العجلي وابن حبان وغيرهما.
وإبراهيم بن عمرو لم أقف له على ترجمة.
4448 -
"لا نستعين بمشرك"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (1817")(1)
(1) 6/ 520 (كتاب الجهاد- باب إنّ الله ليؤيد الدين بالرجل الفاجر)
4449 -
حديث الأشعث بن قيس رفعه "لا نقفو أُمنا ولا ننتفي من أبينا"
سكت عليه الحافظ (1).
تقدم الكلام عليه في حرف النون فانظر حديث "نحن بنو النضر بن كنانة"
4450 -
حديث أبي موسى مرفوعا "لا نكاح إلا بولي"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم، لكن قال الترمذي بعد أن ذكر الاختلاف فيه وأنّ من جملة من وصله إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي بُردة عن أبيه، ومن جملة من أرسله شعبة وسفيان الثوري عن أبي إسحاق عن أبي بردة ليس فيه أبو موسى رواية: ومن رواه موصولا أصح لأّنهم سمعوه في أوقات مختلفة، وشعبة وسفيان وإن كانا أحفظ وأثبت من جميع من رواه عن أبي إسحاق لكنّهما سمعاه في وقت واحد. ثم ساق من طريق أبي داود الطيالسي عن شعبة قال: سمعت سفيان الثوري يسأل أبا إسحاق: أسمعت أبا بردة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا نكاح إلا بولي؟ قال: نعم، قال: وإسرائيل ثبت في أبي إسحاق. ثم ساق من طريق ابن مهدي قال: ما فاتني الذي فاتني من حديث الثوري عن أبي إسحاق إلا لما اتكلت به على إسرائيل لأنّه كان يأتي به أتم. وأخرج ابن عدي عن عبد الرحمن بن مهدي قال: إسرائيل في أبي إسحاق أثبت من شعبة وسفيان. وأسند الحاكم من طريق علي بن المديني ومن طريق البخاري والذهلي وغيرهم أنّهم صححوا حديث إسرائيل.
ومن تأمل ما ذكرته عرف أنّ الذين صححوا وصله لم يستندوا في ذلك إلى كونه زيادة ثقة فقط بل للقرائن المذكورة المقتضية لترجيح رواية إسرائيل الذي وصله على غيره" (2)
صحيح
يرويه أبو إسحاق السبيعي عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه واختلف عنه:
- فقال غير واحد: عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه مرفوعا، منهم:
1 -
إسرائيل بن يونس.
أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 131 و 14/ 168 - 169) وأحمد (4/ 394 و 413) والدارمي (2188) وأبو داود (2085) والترمذي (1101) والبزار (3105 و 3106) وأبو يعلى (7227) وابن الجارود (702) والروياني (449 و 450 و 508) والطحاوي في "شرح
(1) 17/ 44 (كتاب الاعتصام- باب ما يذكر من ذم الرأي)
(2)
11/ 87 (كتاب النكاح- باب من قال لا نكاح إلا بولي)
المعاني" (3/ 8 و 9) وابن حبان (4083) والدارقطني (3/ 218 - 219 و 220) والحاكم (2/ 170) وتمام (1434 و 1435 و 1436) والخليلي في "الإرشاد" (3/ 871) والبيهقي (7/ 107و 109) وفي "المعرفة" (10/ 33) وفي "الصغرى" (2369) والخطيب في "المدرج" (2/ 921) وفي "التاريخ" (2/ 213 - 214 و 13/ 86) وفي "الكفاية" (ص 578) وابن عبد البر في "التمهيد" (19/ 88) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر" (2/ 372) من طرق عن إسرائيل به.
قال أبو موسى بن المثنى: كان عبد الرحمن بن مهدي يثبت حديث إسرائيل عن أبي إسحاق في النكاح بغير ولي، ويقول: إنّما فاتني من حديث سفيان عن أبي إسحاق ما فاتني اتكالا مني على حديث إسرائيل لأنّه كان يأتي به أتم" (1)
وقال ابن المديني: حديث إسرائيل صحيح في لا نكاح إلا بولي" (2)
وقال الذهلي: حديث إسرائيل صحيح عندي" (3)
وقال الحاكم بعد أن أخرجه من طرق عن إسرائيل: هذه الأسانيد كلها صحيحة"
قلت: إسناده على شرط الشيخين، وإسرائيل قال عبد الرحمن بن مهدي: كان يحفظ حديث أبي إسحاق كما يحفظ سورة الحمد، وقال صالح جزرة: إسرائيل أتقن في أبي إسحاق خاصة (سنن الدارقطني 3/ 220) وقال أبو حاتم: إسرائيل من أتقن أصحاب أبي إسحاق.
وقال عيسى بن يونس: كان أصحابنا سفيان وشريك- وعدّ قوما- إذا اختلفوا في حديث أبي إسحاق يجيئون إلى أظي، فيقول: اذهبوا إلى ابني إسرائيل، فهو أروى عنه مني، وأتقن لها مني، وهو كان قائد جده.
2 -
شريك بن عبد الله القاضي.
أخرجه الدارمي (2189) والترمذي (1101) والبزار (3112 و 3116) وابن البختري في "حديثه"(589) وابن الأعرابي (ق 146/ أ) وابن حبان (4078 و 4090) وأبو علي الصواف في "فوائده"(11) والطبراني في "الأوسط"(685 و 7896) والحاكم (2/ 170)
(1) سنن الدارقطني (3/ 220)، مستدرك الحاكم 2/ 170، ومعرفة السنن للبيهقي 10/ 35، وسنن الترمذي 3/ 400
(2)
مستدرك الحاكم 2/ 170، وسنن البيهقي 7/ 108
(3)
مستدرك الحاكم 2/ 170
والبيهقي (7/ 107 - 108) وفي "الصغرى"(2368) والخطيب في "التاريخ"(6/ 40 - 41) وابن عساكر (ترجمة أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله الحيري ص 387) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 371 - 372 و 372) من طرق عن شريك به.
قال الحافظ: هذا حديث حسن صحيح، وشريك أخرج له مسلم في المتابعات، وبقية رجاله من رجال الصحيحين، وقد توبع شريك فيه"
قلت: وشريك ممن سمع من أبي إسحاق قبل اختلاطه.
3 -
زهير بن معاوية الكوفي.
أخرجه ابن الجارود (703) وابن حبان (4077) وابن عدي (5/ 1790) وابن المقرئ في "المعجم"(123) والحاكم (2/ 171) والبيهقي (7/ 107) وفي "الصغرى"(7/ 107) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(3/ 828) من طريق عمرو بن عثمان الرقي ثنا زهير به.
قال البيهقي: تفرد به عمرو بن عثمان"
وقال ابن عدي: وهذا لم يوصله عن زهير غير عمرو بن عثمان"
قلت: ذكره النسائي في "الضعفاء" وقال: متروك الحديث.
4 -
قيس بن الربيع.
أخرجه البزار (3113) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 9)
عن محمد بن الصلت الكوفي
والطحاوي (3/ 9) والحاكم (2/ 170) والبيهقي (7/ 108) والخطيب في "الكفاية"(ص 581)
عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي
والبيهقي (7/ 108) والخطيب في "المدرج"(2/ 756 - 757)
عن شبابة بن سوّار المدائني
والخطيب في "المدرج"(2/ 757)
عن يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني
كلهم عن قيس به.
وأخرجه الخطيب في "المدرج"(2/ 757) من طريق أحمد بن محمد بن الصلت الحماني ثنا أبو بلال الأشعري ثنا قيس به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5561) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو بلال الأشعري به.
وزاد "وشهود"
وقال: ولم يقل في حديث أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه "وشهود" إلا أبو بلال الأشعري عن قيس"
قلت: قاله أيضًا نوح بن ميمون المضروب عن قيس.
أخرجه ابن عساكر (ترجمة أحمد بن علي بن الحسن الصيرفي ص 33)
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 120)
عن محمد بن خلف التميمي
والخطيب في "المدرج"(2/ 756) وفي "الكفاية"(ص 578)
عن أحمد بن عبد الحميد الحارثي
قالا: ثنا طلق بن غنام ثنا قيس به.
وأخرجه الخطيب في "المدرج"(2/ 754 - 755) من طريق الدارقطني ثنا أبو جعفر محمد بن سليمان بن محمد النعماني ثنا الحسين بن عبد الرحمن الجرجرائي ثنا طلق بن غنام به.
وزاد "والسلطان ولي من لا ولي له"
قال الدارقطني: هكذا حدثناه من أصل كتابه زاد فيه "والسلطان ولي من لا ولي له "ولم يتابع عليه في حديث أبي موسى"
وقال الخطيب: وهذا القول صحيح، ليس في حديث أبي موسى أكثر من قوله صلى الله عليه وسلم "لا نكاح إلا بولي" وهذه الزيادة وهم، وليست بمحفوظة بوجه من الوجوه عن أبي موسى"
قلت: وقيس ضعيف عند الأكثر، ووثقه بعضهم.
5 -
عبد الحميد بن الحسن الهلالي.
أخرجه البزار (3115) عن أبي كامل فضيل بن حسين الجَحْدري ثنا عبد الحميد بن الحسن به.
وأخرجه ابن عدي (5/ 1958) عن محمد بن الحسن البصري ثنا أبو كامل به.
وعبد الحميد بن الحسن ضعفه أبو زرعة وغير واحد، واختلف فيه قول ابن معين، والباقون ثقات.
6 -
مُطَرِّف بن طَريف الحارثي.
أخرجه ابن عدي (1/ 205) من طريق أحمد بن محمد الأزهر ثنا الحسين بن الحسن بن علي بن عاصم ثني علي بن عاصم عن مطرف به.
وقال: هذا الحديث من حديث مطرف ليس له أصل، وأحمد بن محمد الأزهر حدّث بمناكير"
قلت: وعلي بن عاصم وثقه أحمد، وضعفه ابن معين والجمهور.
- ورواه يونس بن أبي إسحاق واختلف عنه:
• فقال غير واحد: عن يونس عن أبيه عن أبي بردة عن أبيه، منهم:
1 -
عيسى بن يونس.
أخرجه الحاكم (2/ 171) والبيهقي (7/ 109) والخطيب في "المدرج"(2/ 925 - 926)
2 -
عبد الله بن داود الخُرَيبي.
أخرجه الخطيب في "المدرج"(2/ 926)
3 -
أبو قَطَن عمرو بن الهيثم البصري.
أخرجه الخطيب في "المدرج"(2/ 926)
4 -
الحسن بن قتيبة المدائني.
أخرجه الخطيب في "الكفاية"(ص 578) و"المدرج"(2/ 925) من طريق أبي بكر أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا الحسن بن قتيبة به.
وأخرجه البيهقي (7/ 109) عن أبي زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أحمد بن سلمان الفقيه ثنا الحارث بن أبي أسامة به.
ورواه الحاكم (2/ 171) عن أحمد بن سلمان الفقيه ولم يذكر أبا إسحاق.
ورواه البيهقي (7/ 109) عن الحاكم به.
• وقال غير واحد: عن يونس عن أبي بردة عن أبيه، ولم يذكروا أبا إسحاق، منهم:
1 -
أسباط بن محمد القرشي.
أخرجه أحمد (4/ 413) والحاكم (2/ 171) والبيهقي (7/ 109) والخطيب في "المدرج"(2/ 923 - 924)
2 -
أبو عبيدة عبد الواحد بن واصل الحداد.
أخرجه أحمد (4/ 418) وأبو داود (2085) والبيهقي (7/ 109) والخطيب في "المدرج"(2/ 921 و 923) وابن عبد البر في "التمهيد"(19/ 87)
3 -
قبيصة بن عقبة السُّوَائي.
أخرجه ابن الجارود (701) والحاكم (2/ 171) والبيهقي (7/ 109)
4 -
الحكم بن مروان الكوفي.
أخرجه الخطيب في "المدرج"(2/ 924)
• ورواه شبابة بن سوّار المدائني عن يونس عن أبي بردة مرسلًا.
أخرجه الخطيب في "المدرج"(2/ 924 - 925)
• ورواه زيد بن الحباب عن يونس واختلف عنه:
فقال غير واحد: عن زيد بن الحباب عن يونس عن أبيه عن أبي بردة عن أبيه، منهم:
1 -
عبد الله بن أبي زياد القَطَواني.
أخرجه الترمذي (1101)
2 -
رزيق (1) بن السخت البصري.
أخرجه البزار (3114)
3 -
عمر بن سهل المصيصي.
أخرجه الخطيب في "المدرج"(2/ 926 - 927)
4 -
عثمان بن هشام بن الفضل بن دلهم.
(1) وقيل: زريق.
أخرجه الخطيب في "المدرج"(2/ 926 - 927)
ورواه سليمان بن الجراح عن زيد بن الحباب ولم يذكر أبا إسحاق.
أخرجه الخطيب في "المدرج"(2/ 924)
وقال: ويشبه أن يكون يونس سمعه من أبي بردة، وسمعه أيضًا من أبي إسحاق عن أبي بردة، فرواه على الوجهين، والله أعلم"
- ورواه أبو عَوَانة الوَضْاح بن عبد الله الواسطي واختلف عنه:
فقال غير واحد: عن أبي عوانة عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه، منهم:
1 -
الطيالسي (ص 71)
2 -
سعيد بن منصور (527)
ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 9)
3 -
محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب البصري.
أخرجه ابن ماجه (1881)
4 -
قتيبة بن سعيد البلخي.
أخرجه الترمذي (1101) والسراج في "البيتوتة"(ص 129) والبغوي (1) في "شرح السنة"(2261) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 373)
5 -
أبو غسان مالك بن إسماعيل الكوفي.
أخرجه الطحاوي (3/ 9)
6 -
أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي.
أخرجه الطحاوي (3/ 9)
7 -
عبد الرحمن بن مهدي.
أخرجه الروياني (509)
8 -
سليمان بن أيوب صاحب البصري.
أخرجه ابن عدي (1/ 416)
(1) وقال: هذا حديث حسن"
9 -
يحيى بن درُست البصري.
أخرجه ابن عدي (1/ 416)
10 -
عباس (1) بن الوليد النرسي.
أخرجه ابن عدي (1/ 416)
11 -
إسحاق بن عيسى بن نجيح البغدادي.
أخرجه ابن عبد البر (19/ 88)
• ورواه معلي بن منصور الرازي عن أبي عوانة واختلف عنه:
فقال أبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي: ثنا معلي بن منصور ثنا أبو عوانة عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه.
أخرجه الطحاوي (3/ 9)
وقال محمد بن شاذان الجوهري: ثنا معلي بن منصور ثنا أبو عوانة عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه.
أخرجه الحاكم (2/ 171) وابن عبد البر (19/ 88)
وتابعه يحيى بن جعفر بن الزبرقان البغدادي أنبأ معلي بن منصور به.
أخرجه البيهقي (7/ 107)
قال معلى: ثم قال أبو عوانة بعد ذلك: لم أسمعه من أبي إسحاق بيني وبينه إسرائيل"
• وقال إبراهيم بن يونس بن محمد المؤدب: ثنا أبي ثنا أبو عوانة عن رقبة بن مصقلة عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه.
أخرجه الخطيب في "الموضح"(1/ 389)
- ورواه شعبة عن أبي إسحاق واختلف عنه:
• فقال مالك بن سليمان الهروي: ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه.
(1) وقال: كان محمد بن الفضل جارا لنا يحدثنا هذا الحديث ويقول: إنّ هذا الحديث إنّما حدّث به أبو عوانة عن إسرائيل عن أبي إسحاق.
أخرجه ابن المقرئ في "المعجم"(584) والخطيب في "التاريخ"(2/ 213 - 214 و 13/ 86) من طرق عن الفضل بن عبد الله الهروي ثنا مالك بن سليمان به.
ومالك بن سليمان قال أبو حاتم: لا أعرفه، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وضعفه الدارقطني.
• وقال غير واحد: عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي بردة مرسلًا، منهم:
1 -
محمد بن جعفر غُندر.
أخرجه الخطيب في "الكفاية"(ص 580)
2 -
وهب بن جرير بن حازم.
أخرجه الطحاوي (3/ 9)
3 -
أبو داود الطيالسي.
أخرجه الترمذي (3/ 400) عن محمود بن غيلان المروزي ثنا أبو داود أنبأ شعبة قال: سمعت سفيان الثوري يسأل أبا إسحاق: أسمعت أبا بردة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا نكاح إلا بولي"؟ فقال: نعم.
وأخرجه البيهقي (7/ 108) وفي "المعرفة"(10/ 36) من طريق الحسن بن سفيان: سمعت أبا كامل الفضيل بن الحسين يقول: ثنا أبو داود به.
قال الحسن بن سفيان: ولو قال: عن أبيه لقال: نعم.
قلت: رواه أبو قِلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي عن أبي داود ثنا شعبة وسفيان عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه.
أخرجه ابن المقرئ في "المعجم"(304)
4 -
النعمان بن عبد السلام الأصبهاني.
أخرجه ابن عدي (3/ 1144) عن (1) ثنا سليمان الشاذكوني ثنا النعمان بن عبد السلام ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي بردة مرسلًا.
قال شعبة: قال سفيان لأبي إسحاق وهو يومئذ معنا: هو عن أبي بردة عن أبيه؟ قال أبو إسحاق برأسه: أي نعم، قال النعمان: فأتيت سفيان الثوري فسألته عن هذا الحديث،
(1) سقط من الكتاب ما بين ابن عدي والشاذكوني.
فحدثني عن أبي إسحاق عن أبي بردة مرفوعا مثله، فقلت له: إنّ شعبة يزعم أنّك قلت لأبي إسحاق: هو عن أبي بردة عن أبيه، فقال برأسه: أي نعم. قال: فقال سفيان: ما أنكر هذا.
قال ابن عدي: وهذا بهذا التفصيل لم يجمع أحد بين شعبة والثوري فوصل عنهما غير النعمان هذا، وعن النعمان الشاذكوني، وجاء أبو قلابة الرقاشي فرواه عن الشاذكوني فترك التفصيل فجمع بين الثوري وشعبة فوصله عنهما.
ثم أخرجه من طريق أبي قلابة ثنا الشاذكوني ثنا النعمان ثنا شعبة وسفيان عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه.
ومن هذا الطريق أخرجه الحاكم (2/ 169) وتمام (1432) والبيهقي (7/ 109)
وتابعه إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا الشاذكوني به.
أخرجه الحاكم (2/ 169)
وقال: قد جمع النعمان بن عبد السلام بين الثوري وشعبة في إسناد هذا الحديث ووصله عنهما، والنعمان بن عبد السلام ثقة مأمون"
وقال البيهقي: تفرد به الشاذكوني عن النعمان بن عبد السلام، والمحفوظ عن شعبة وسفيان غير موصول"
قلت: والشاذكوني قال ابن معين: كذاب عدو الله كان يضع الحديث، وقال أبو حاتم وغيره: متروك الحديث.
• ورواه يزيد بن زُريع عن شعبة واختلف عنه:
فقال غير واحد: عن يزيد بن زريع عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه، منهم:
1 -
محمد بن موسى الحَرَشي.
أخرجه البزار (3111) وأبو علي الصواف في "فوائده"(12) والدارقطني (3/ 220) وابن حزم في "المحلى"(11/ 24)
والحرشي مختلف فيه، قواه النسائي وغيره، وضعفه أبو داود.
2 -
محمد بن الحصين الجزري (1).
أخرجه البزار (3111)
(1) قال الهيثمي: لم أعرفه" المجمع 4/ 284
3 -
معمر بن مخلد السروجي.
قاله الدارقطني في "العلل"(7/ 207)
وقال غير واحد: عن يزيد بن زريع عن أبي إسحاق عن أبي بردة مرسلًا، منهم:
1 -
عمرو بن علي الفلاس.
أخرجه البزار (3110)
2 -
محمد بن المنهال.
قاله الدارقطني في "العلل"(7/ 207)
3 -
الحسين المروزي.
قاله الدارقطني.
وقال: وهو المحفوظ"
- ورواه سفيان الثوري عن أبي إسحاق واختلف عنه:
• فقال غير واحد: عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه، منهم:
1 -
بشر بن منصور السليمي.
أخرجه البزار (3108) وابن الجارود (704) والطحاوي (3/ 9) وتمام (1433) وابن حزم (11/ 24) والذهبي في "معجم الشيوخ"(2/ 405)
2 -
جعفر بن عون الكوفي.
أخرجه البزار (3109) وبدر بن الهيثم في "حديثه"(10) والإسماعيلي في "معجمه"(2/ 609 - 610) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 374)
3 -
عبد الله بن وهب.
أخرجه تمام (1431) من طريق الربيع بن سليمان ثنا ابن وهب به (1).
4 -
مؤمل بن إسماعيل البصري.
أخرجه الروياني (448)
(1) ورواه محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن ابن وهب في "الموطأ"(239) قال: أخبرني سفيان عن أبي إسحاق عن أبي موسى.
5 -
خالد بن عمرو الأموي.
أخرجه الخطيب في "التاريخ"(6/ 279)
6 -
عبد العزيز بن أبان القرشي الأموي (1).
أخرجه أبو علي الصواف (13)
قال الترمذي: وقد ذكر بعض أصحاب سفيان عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه، ولا يصح"
• وقال غير واحد: عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي بردة مرسلًا، منهم:
1 -
عبد الرزاق (2)(10475)
2 -
عبد الرحمن بن مهدي.
أخرجه الترمذي في "العلل"(1/ 428) والبزار (3107) والروياني (447)
3 -
أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي.
أخرجه الطحاوي (3/ 9)
4 -
الحسين بن حفص الهمداني.
أخرجه الخطيب في "الكفاية"(ص 578 - 580)
5 -
وكيع.
أخرجه ابن عبد البر (19/ 88)
6 -
عبد الله بن المبارك.
أخرجه أبو عروبة الحراني في "حديثه"(19)
- ورواه أبو الأحوص سلام بن سليم الكوفي عن أبي إسحاق عن أبي بردة مرسلًا.
(1) وزاد في روايتها والسلطان ولي من لا ولي له" وعبد العزيز هذا قال ابن معين: كذاب خبيث يضع الحديث، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث.
(2)
رواه أحمد بن ثابت بن عتاب الرازي فرخويه عن عبد الرزاق فوصله.
أخرجه الإسماعيلي في "معجمه"(2/ 609 - 610)
وأحمد بن ثابت قال ابن أبي حاتم: سمعت أبا العباس بن أبي عبد الله الطهراني يقول: كانوا لا يشكون أن فرخويه كذاب.
أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 131 و 14/ 168)
قال الترمذي بعد أن ذكر الاختلاف على أبي إسحاق في هذا الحديث: ورواية هؤلاء الذين رووا عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى مرفوعا "لا نكاح إلا بولي" عنذي أصح، لأنّ سماعهم من أبي إسحاق في أوقات مختلفة، وإن كان شعبة والثوري أحفظ وأثبت من جميع هؤلاء الذين رووا عن أبي إسحاق هذا الحديث فإنّ رواية هؤلاء عندي أشبه، لأنّ شعبة والثوري سمعا هذا الحديث من أبي إسحاق في مجلس واحد، ومما يدل على ذلك: فذكر حديث الطيالسي عن شعبة المتقدم. قال: فدل هذا الحديث على أنّ سماع شعبة والثوري عن أبي إسحاق هذا الحديث في وقت واحد. وإسرائيل هو ثقة ثبت في أبي إسحاق"
وقال في "العلل": قد روى يونس بن أبي إسحاق هذا عن أبيه، وقد أدرك يونس بعض مشايخ أبي إسحاق، وهو قديم السماع، وشريك وإسرائيل هما من أثبت أصحاب أبي إسحاق بعد شعبة والثوري"
وقال البخاري وسئل عن حديث إسرائيل: الزيادة من الثقة مقبولة، وإسرائيل ثقة، وإن كان شعبة والثوري أرسلاه فإنّ ذلك لا يضر الحديث" الكفاية ص 582 - سنن البيهقي 7/ 108
وقال الدارقطني: وإسرائيل من الحفاظ عن أبي إسحاق، ويشبه أن يكون القول قوله وأنّ أبا إسحاق كان ربما أرسله فإذا سئل عنه وصله" العلل 7/ 211
وقال البزار: والحديث لمن زاد إذا كان حافظًا، وإسرائيل حافظ عن أبي إسحاق ولا يدفع عن حديث أبي إسحاق وعن حفظه له، ويونس بن أبي إسحاق ثقة، وشريك وقيس قد تابعا إسرائيل على إسناده وتوصيله، وبشر بن منصور وكان من خيار الناس قد أسنده عن سفيان، وجعفر بن عون قد أسنده أيضًا عن سفيان.
ولا نعلم فيما روى جعفر بن عون أحاديث يعد عليه أنّه أخطأ فيها فيعد هذا من خطأه، فالحديث عندنا قد تواصلت به الأخبار في اتصاله ورفعه وإن قصر به مقصر فالخبر ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم"
وقال البغوي: ورواية من أسنده عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه أصح"
وقال الذهبي: رواه شعبة والثوري مرسلًا، ولكنهم كانوا يحدثون بالحديث فيرسلونه حتى يقال لهم عمن فيسندونه" المستدرك 2/ 170
ونسب ابن حبان هذا الاختلاف في هذا الحديث على أبي بردة فقال: سمع هذا
الخبر أبو بردة عن أبي موسى مرفوعا، فمرة كان يحدث به عن أبيه مسندا، ومرّة يرسله، وسمعه أبو إسحاق من أبي بردة مرسلًا ومسندا معا، فمرة كان يحدث به مرفوعا، وتارة مرسلًا، فالخبر صحيح مرسلًا ومسندا معا لا شك ولا ارتياب في صحته"
ونسب الحاكم هذا الاحنتلاف إلى أصحاب أبي إسحاق فقال: لست أعلم بين أئمة هذا العلم خلافا على عدالة يونس بن أبي إسحاق وأنّ سماعه من أبي بردة مع أبيه صحيح، ثم لم يختلف على يونس في وصل هذا الحديث ففيه الدليل الواضح أنّ الخلاف الذي وقع على أبيه فيه من جهة أصحابه لا من جهة أبي إسحاق"
قلت: ولم ينفرد أبو إسحاق به بل تابعه أبو حصين عثمان بن عاصم الثقفي عن أبي بردة عن أبيه مرفوعا به.
أخرجه الحاكم (2/ 172) من طرق عن أبي شيبة ابن أبي بكر بن أبي شيبة واسمه إبراهيم بن عبد الله بن محمد ثنا خالد بن يزيد الطبيب ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين به.
وإسناده حسن، وله شواهد فانظر الحديثين الذين بعده.
4451 -
"لا نكاح إلا بولي، والسلطان ولي من لا ولي له"
قال الحافظ: وعند الطبراني من حديث ابن عباس رفعه: فذكره، وفي إسناده حجاج بن أرطاة وفيه مقال، وأخرجه سفيان في "جامعه" ومن طريقه الطبراني في "الأوسط" بإسناد آخر حسن عن ابن عباس بلفظ "لا نكاح إلا بولي مرشد أو سلطان"(1)
له عن ابن عباس طرق:
الأول: يرويه حجاج بن أرطأة عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "لا نكاح إلا بولي، والسلطان ولي من لا ولي له"
أخرجه أحمد (1/ 250) عن مُعَمَّر بن سليمان الرقي عن حجاج به.
وأخرجه أبو يعلى (4907) عن عمرو بن محمد الناقد ثنا معمر بن سليمان به.
وأخرجه ابن الحطاب في "مشيخته"(42) من طريق موسى بن عبد الرحمن القلاء ثنا معمر بن سليمان به.
وأخرجه ابن عساكر (ترجمة العباس بن أحمد الشافعي ص 71) عن ابن الحطاب به.
(1) 11/ 96 (كتاب النكاح- باب السطان ولي)
وأخرجه أبو علي محمد بن سعيد الحراني في "تاريخ الرقة"(239) من طريق عبد الله بن جعفر الرقي ثنا معمر به.
واختلف فيه على معمر بن سليمان، فرواه محمد بن الصباح الجرجرائي عن معمر بن سليمان عن حجاج عن عطاء عن ابن عباس.
فقال فيه: عن عطاء، مكان عكرمة (1).
أخرجه الطبراني في "الكبير"(11298) عن حميد بن أبي مخلد الواسطي ثنا محمد بن الصباح به.
قال الهيثمي: وفيه الحجاج بن أرطأة وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات" المجمع 4/ 286
قلت: والأول أصح فقد رواه عبد الله بن المبارك عن حجاج عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "لا نكاح إلا بولي"
أخرجه ابن ماجه (1880) وأبو يعلى (2507 و 4692) والبيهقي (7/ 106 - 107)
عن أبي كريب محمد بن العلاء الهَمْداني
والخطيب في "الموضح"(2/ 272)
عن عبد الحميد بن صالح البُرْجُمي
وأبو عروبة الحراني في "حديثه"(17)
عن المسيب بن واضح الحمصي
قالوا: ثنا ابن المبارك به.
- ورواه سهل بن عثمان العسكري عن ابن المبارك واختلف عنه:
• فقال الحسين بن إسحاق التُسْتَري: ثنا سهل بن عثمان ثنا ابن المبارك عن خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "لا نكاح إلا بولي"
فجعله عن خالد الحذاء.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(11944) و"الأوسط"(3499)
(1) ورواه علي بن حجر المروزي عن معمر بن سليمان فقال فيه: عن حجاج عن ابن عباس.
أخرجه الخطيب في "المدرج"(2/ 760)
وتابعه عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي ثنا سهل بن عثمان به.
أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"(2/ 121)
قال الطبراني: لم يروه عن ابن المبارك عن خالد الحذاء إلا سهل بن عثمان، ورواه الناس عن ابن المبارك عن الحجاج بن أرطاة"
• وقال سعيد بن عثمان الأهوازي (1): ثنا سهل بن عثمان ثنا ابن المبارك عن حجاج عن عكرمة عن ابن عباس.
أخرجه البيهقي (7/ 109 - 110)
وهذا أصح.
قال ابن عدي: سألت عبدان عن رواية ابن المبارك هذا الحديث عن خالد الحذاء، فقال: ثنا إبراهيم بن حرب وراق سهل بن عثمان قبل أن يقدم علينا سهل ثنا سهل ثنا ابن المبارك عن خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس رفعه "لا نكاح إلا بولي" ثم قدم علينا سهل بن عثمان فسألناه عن هذا الحديث، فقال: إنّما حدثناه ابن المبارك عن حجاج بن أرطأة عن عكرمة عن ابن عباس"
قلت: وحجاج بن أرطأة ضعيف مدلس ولم يذكر سماعا من عكرمة.
قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، حجاج بن أرطأة مدلس وقد رواه بالعنعنة، وأيضًا لم يسمع حجاج من عكرمة، إنّما يحدث عن داود بن الحصين عن عكرمة" المصباح 2/ 103
وقال الحافظ: وفيه الحجاج بن أرطأة وهو ضعيف ومداره عليه، وغلط بعض الرواة فرواه عن ابن المبارك عن خالد الحذاء عن عكرمة، والصواب الحجاج، بدل خالد" التلخيص 3/ 156
الثاني: يرويه عبد الله بن عثمان بن خُثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا "لا نكاح إلا بولي، وشاهدي عدل، وأيمّا امرأة أنكحها ولي مسخوط عليه فنكاحها باطل"
أخرجه الدارقطني (3/ 221 - 222) والبيهقي (7/ 124) من طريق عدي بن الفضل البصري عن ابن خثيم به.
(1) وتابعه أبو يحيى عبد الرحمن بن محمد بن سلم الرازي ثنا سهل بن عثمان به.
أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"(2/ 121 - 122)
وقال: وهو الصحيح"
قال الدارقطني: رفعه عدي بن الفضل ولم يرفعه غيره"
وقال البيهقي: كذا رواه عدي بن الفضل وهو ضعيف، والصحيح موقوف"
وقال في "الصغرى"(3/ 20): وعديّ بن الفضل غير قوي في الحديث"
- ورواه سفيان الثوري عن ابن خثيم واختلف عنه:
• فقال غير واحد: عن سفيان عن ابن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا "لا نكاح إلا بولي"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(12483) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا عبيد الله بن عمر القواريري ثنا عبد الرحمن بن مهدي وبشر بن المفضل قالا: ثنا سفيان به.
وأخرجه في "الأوسط"(525) ومن طريقه البيهقي في "الصغرى"(2376 و 2377)
عن أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري
والبيهقي (7/ 124)
عن معاذ بن المثنى العنبري
قالا: ثنا القواريري ثنا عبد الله بن داود وبشر بن المفضل وعبد الرحمن بن مهدي عن سفيان به.
ولفظه "لا نكاح إلا بإذن ولي مرشد أو سلطان"
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث مسندا عن سفيان إلا ابن داود وبشر وابن مهدي، تفرد به القواريري"
وقال البيهقي: تفرد به القواريري مرفوعا، واِلقواريري ثقة، إلا أنّ المشهور بهذا الإسناد موقوف على ابن عباس"
وقال في "الصغرى": الصحيح موقوف"
وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 286
قلت: ورواه مؤمل بن إسماعيل أيضًا عن سفيان مرفوعا.
أخرجه أبو الحسن الحمامي في "الفوائد المنتقاة" كما في "الإروء"(6/ 240)
• وقال عبد الرزاق (10483): عن سفيان عن ابن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لا نكاح إلا بإذن ولي أو سلطان.
ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 124)
وتابعه وكيع عن سفيان به.
أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 129)
ولم ينفرد سفيان به بل تابعه:
1 -
جعفر بن الحارث.
أخرجه سعيد بن منصور (553) عن إسماعيل بن عياش عن جعفر بن الحارث عن ابن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لا نكاح إلا بولي أو سلطان، فإن أنكحها سفيه مسخوط عليه فلا نكاح عليه.
ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 124)
وإسناده ضعيف، إسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة، وهذه منها فإنّ جعفر بن الحارث كوفي نزل واسط، وهو مختلف فيه: ضعفه ابن معين وغيره، وقواه أبو حاتم وغيره.
2 -
ابن جُريج.
أخرجه الشافعي في "الأم"(5/ 19) عن مسلم بن خالد الزَّنْجي وسعيد بن سالم القداح عن ابن جريج عن ابن خثيم عن سعيد بن جبير ومجاهد عن ابن عباس قال: لا نكاح إلا بشاهدي عدل وولي مرشد.
وقال: وأحسب مسلم بن خالد قد سمعه من ابن خثيم"
ومن (1) طريقه أخرجه البيهقي (7/ 126) وفي "المعرفة"(10/ 56)
وإسناده ضعيف، ابن جريج مدلس ولم يذكر سماعا من ابن خثيم، وابن خثيم وسعيد بن سالم مختلف فيهما، ومسلم بن خالد قال أبو داود وغيره: ضعيف، وقواه بعضهم.
الثالث: يرويه عبد الله بن أبي نَجيح المكي عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا "أيّما امرأة
(1) ومن طريقه أيضًا أخرجه البيهقي (7/ 112) وفي "المعرفة"(10/ 38) وفي "الصغرى"(2375) والبغوي في "شرح السنة"(2264)
وأسقطا منه: سعيد بن سالم ومجاهدا وابن جريج.
وقال البيهقي: هذا هو المحفوظ موقوفا"
تزوجت بغير ولي فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها، والسلطان ولي من لا ولي له"
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(877) عن أحمد بن يحيى الحلواني ثنا سعيد بن سليمان عن منصور بن أبي الأسود عن أبي يعقوب عن ابن أبي نجيح به.
وقال: لا يُروى هذا الحديث عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، تفرد به سعيد"
وقال الهيثمي: وفيه أبو يعقوب غير مسمى فإن كان هو التوأم فقد وثقه ابن حبان وضعفه ابن معين، وإن كان غيره فلم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 4/ 285
قلت: رواه النَّهَّاس بن قَهْم البصري عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا بلفظ "لا نكاح إلا بولي"
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6165) من طريق عبد الرحمن بن قيس الضبي ثنا النهاس به.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عطاء عن ابن عباس إلا نهاس بن قهم"
قلت: وهو ضعيف كما قال النسائي وغيره.
وأخرجه في "الكبير"(11343) و"الأوسط"(4517) من طريق الربيع بن بدر البصري في النهاس بلفظ "البغابا اللاتي يزوجنّ أنفسهن، لا يجوز نكاح إلا بولي وشاهدين ومهر ما قلّ أو كثر"
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن النهاس إلا الربيع بن بدر"
وقال الهيثمي: والربيع بن بدر متروك" المجمع 4/ 286
وللحديث شاهد عن جابر وآخر عن عائشة.
فأما حديث جابر فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3938) عن علي بن سعيد الرازي ثنا محمد بن العباس بن الوليد الزيتوني ثنا عمرو بن عثمان الرقي ثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعا "لا نكاح إلا بولي، فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له"
وقال: لم يرو هذا الحديث عن الأعمش إلا عيسى بن يونس، ولا عن عيسى إلا عمرو بن عثمان، تفرد به محمد بن العباس"
وقال الهيثمي: وفيه عمرو بن عثمان الرقي وهو متروك وقد وثقه ابن حبان" المجمع 4/ 286
وأما حديث عائشة فتقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها" وانظر الحديث الآتي.
4452 -
"لا نكاح إلا بولي، وشاهدي عدل"
سكت عليه الحافظ (1).
حسن
ورد من حديث عائشة ومن حديث عمران بن حصين ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس ومن حديث ابن عمر ومن حديث جابر ومن حديث الحسن البصري مرسلا.
فأما حديث عائشة فيرويه ابن شهاب الزهري وهشام بن عروة عن عروة عن عائشة.
فأما حديث الزهري فأخرجه الدارقطني (3/ 225 - 226) والحاكم في "علوم الحديث"(ص 134) وابن حزم في "المحلى"(11/ 47 - 48) والبيهقي (7/ 124 - 125 و 125 و10/ 148) وفي "معرفة "السنن" (10/ 55 - 56)
عن عيسى بن يونس الكوفي (2)
وابن حبان (4075)
عن حفص بن غياث الكوفي
والبيهقي (7/ 125) وفي "الصغرى"(2382)
عن يحيى بن سعيد الأموي
ثلاثتهم عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا "لا نكاح إلا بولي، وشاهدي عدل، فإن تشاجروا فالسلطان ولي من لا ولي له"
وفي لفظ "أيّما امرأة نكحت بغير إذن وليها وشاهدي عدل فنكاحها باطل، فإن دخل بها فلها المهر، وإن اشتجروا فالسلطان وليّ من لا وليّ له"
(1) 11/ 123 (كتاب النكاح- باب التزويج على القرآن)
(2)
رواه أبو يوسف محمد بن أحمد بن الحجاج الرقي وسليمان بن عمر بن خالد الرقي وعبد الرحمن بن يونس الرقي عن عيسى بن يونس بهذا الإسناد.
وخالفهم المعافى بن سليمان الجزري فرواه عن عيسى بن يونس عن عثمان بن عبد الرحمن قال: سمعت الزهري يحدث عن عروة عن عائشة به.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(9287) عن هاشم بن مرثد الطبراني ثنا المعافى به.
وقال: لم يرو هذا الحديث عن عثمان بن عبد الرحمن إلا عيسى بن يونس"
قال ابن حزم: لا يصح في هذا الباب شيء غير هذا السند -يعني ذكر شاهدي عدل - وفي هذا كفاية لصحته"
وقال الحاكم: هذا حديث محفوظ من حديث ابن جريج عن سليمان بن موسى الأشدق، فأما ذكر الشاهدين فيه فإنا لم نكتبه إلا بهذا الإسناد"
وقال ابن حبان: لا يصح في ذكر الشاهدين غير هذا الخبر"
قلت: وإسناده حسن، وابن جريج صرح بالاخبار من سليمان بن موسى كما تقدم في حرف الهمزة (1)، وقد رواه جماعة عن ابن جريج فلم يذكروا "شاهدي عدل"(2) وقد زادها عيسى بن يونس وحفص بن غياث ويحيى بن سعيد الأموي، وهي زيادة ثقة فوجب قبولها.
وأما حديث هشام بن عروة فيرويه غير واحد عنه عن أبيه عن عائشة، منهم:
1 -
جعفر بن برقان الرقي.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6923) عن محمد بن علي بن حبيب الطرائفي ثنا علي بن جميل الرقي ثنا حسين بن عياش عن جعفر بن برقان عن هشام عن أبيه عن عائشة مرفوعا "لا نكاح إلا بولي وشاهدين"
وأخرجه الخطيب في "المتفق"(1830) من طريق أبي محمد جعفر بن أحمد بن مروان الوزّان ثنا علي بن جميل الرقي به بلفظ "لا نكاح إلا بولي، فإن اشتجروا في ذلك فالسلطان وليّ من لا وليّ له"
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن جعفر بن برقان عن هشام بن عروة إلا الحسين بن عياش، تفرد به علي بن جميل"
قلت: ذكره ابن حبان في "المجروحين" وقال: يضع الحديث وضعا، لا يحل كتابة حديثه ولا الرواية عنه بحال.
وقال ابن عدي: حدّث بالبواطيل عن ثقات الناس ويسرق الحديث.
وحسين بن عياش هو ابن حازم السلمي أبو بكر الرقي وثقه النسائي وغيره.
2 -
يزيد بن سنان بن يزيد أبو فروة الرُّهَاوي.
أخرجه الدارقطني (3/ 227) من طريق محمد بن يزيد بن سنان ثنا أبي عن هشام عن أبيه عن عائشة مرفوعا "لا نكاح إلا بولي، وشاهدي عدل"
(1) انظر حديث "أيما امرأة نكحت بغير اذن وليها فنكاحها باطل"
(2)
انظر حديث "أيما امرأة نكحت بغير اذن وليها فنكاحها باطل"
ويزيد بن سنان قال أحمد وغير واحد: ضعيف، وقال ابن معين وغيره: ليس بثقة.
وابنه مختلف فيه.
3 -
نوح بن دَرَّاج النَّخَعي.
أخرجه الخطيب في "التاريخ"(12/ 157) من طريق أبي الفضل العباس بن محمد بن معاذ النيسابوري ثنا سهل بن عمار ثنا البيع بن سعدان ثنا نوح بن دراج عن هشام عن أبيه عن عائشة مرفوعا "لا نكاح إلا بولي، وشاهدي عدل"
ونوح بن دراج قال ابن معين: كذاب خبيث، وقال ابن حبان: كان يروي الموضوعات عن الثقات، وقال الحاكم: حدّث عن الثقات بالموضوعات، وقال النسائي: متروك الحديث.
ورواه غير هؤلاء عن هشام فلم يذكروا الشاهدين (1).
وأما حديث عمران بن حصين فيرويه قتادة عن الحسن البصري واختلف عنه:
- فرواه عبد الله بن مُحَرّر الجزري عن قتادة واخنلف عنه:
• فقال عبد الرزاق (10473): عن عبد الله بن مُحَرّر عن قتادة عن الحسن عن عمران بن حصين مرفوعا "لا نكاح إلا بولي، وشاهدي عدل"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 142) عن إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق به.
وأخرجه البيهقي في "الكبرى"(7/ 125)
عن أبي نعيم الفضل بن دُكين
وأخرجه في "معرفة السنن"(10/ 55)
عن بقية بن الوليد
كلاهما عن عبد الله بن محرر به.
قال البيهقي: وعبد الله بن محرر متروك لا تقوم الحجة بروايته"
وقال الحافظ: وفي إسناده عبد الله بن محرر وهو متروك"
(1) انظر حديث "أيما امرأة نكحت بغير اذن وليّها فنكاحها باطل"
• وقال بكر بن بكار القيسي: ثنا عبد الله بن محرر عن قتادة عن الحسن عن عمران بن حصين عن ابن مسعود.
أخرجه الدارقطني (3/ 225) من طريق عمر بن شبة النميري ثنا بكر بن بكار به.
قال البيهقي: وهذا ليس بشيء" السنن 7/ 125
قلت: وبكر بن بكار مختلف فيه، ضعفه النسائي وغير واحد، وقواه ابن حبان وغيره.
- وقال سعيد بن أبي عَروبة: عن قتادة عن الحسن وسعيد بن المسيب أنّ عمر قال: لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل.
أخرجه البيهقي (7/ 126) وفي "الصغرى"(2383 و 2384) من طريق محمد بن إسحاق الصَّاغاني ثنا عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد به.
وقال: هذا إسناد صحيح، وابن المسيب كان يقال له: راوية عمر، وكان ابن عمر يرسل إليه يسأله عن بعض شأن عمر وأمره"
وتعقبه ابن التركماني فقال: قلت: عبد الوهاب هو الخفاف قال البخاري والنسائي والساجي: ليس بالقوي، وروى العقيلي بسنده عن أحمد أنّه قال: ضعيف الحديث مضطرب.
وسعيد هو ابن أبي عروبة خلط سنة ثنتين وأربعين ومائة، وأقام مخلطا مقدار أربع عشرة سنة، وقال البيهقي في باب العسر يستسعى في نصيب صاحبه: الحفاظ يتوقون في إثبات ما ينفرد به ابن أبي عروبة.
وقتادة مشهور بالتدليس وقد عنعن هنا، وابن المسيب رأى عمر وهو صغير فلم يثبت له سماع منه، كذا قال ابن معين، وقال مالك: ولد لنحو ثلاث سنين مضين من خلافة عمر، وأنكر سماعه منه، ولذلك لم يخرج له في الصحيحين عن عمر شيء فكيف يقول البيهقي: هذا إسناد صحيح، وما الذي ينفعه كونه يقال له: راوية عمر وكونه كان يسأل عن بعض شأنه إذا كان يروي عنه مرسلًا ولم يثبت له سماع منه"
قلت: عبد الوهاب الخفاف وإن ضعفه أحمد وغيره، فقد وثقه ابن معين والدارقطني والحسن بن سفيان وابن حبان، وقال ابن عدي: لا بأس به، وقال أحمد: كان من أعلم الناس بحديث سعيد بن أبي عروبة.
واحتج به مسلم، وروايته عن سعيد بن أبي عروبة قبل الاختلاط.
وأما سعيد بن أبي عروبة فهو ثقة مشهور، وثقه ابن معين وجماعة، وإنّما تكلموا فيما رواه بعد اختلاطه، وقد كان من أثبت الناس في قتادة كما قال ابن معين، وقد احتج الشيخان بروايته عن قتادة.
وسعيد بن المسيب قال أحمد: قد رأى عمر وسمع منه، وإذا لم يقبل سعيد عن عمر فمن يقبل.
وأنكر غير واحد سماعه منه.
وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان:
الأول: يرويه المغيرة بن موسى المزني البصري عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا "لا نكاح إلا بولي وخاطب وشاهدي عدل"
أخرجه ابن عدي (6/ 2356 و 2357) والبيهقي (7/ 125) والخطيب في "التاريخ"(3/ 244)
والمغيرة بن موسى مختلف فيه، قال البخاري: منكر الحديث، وقال السليماني: فيه نظر، وذكره العقيلي وغير واحد في الضعفاء، ووثقه ابن حبان وابن عدي.
الثاني: يرويه ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا "لا نكاح إلا بولي، وشاهدي عدل، والسلطان ولي من لا ولي له"
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6362) وابن عدي (3/ 1101) والخطيب في "التاريخ"(4/ 224) من طرق عن محمد بن سلمة الحراني عن سليمان بن أرقم به.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الزهري إلا سليمان بن أرقم، تفرد به محمد بن سلمة"
قلت: سليمان بن أرقم قال أبو داود وغير واحد: متروك الحديث.
وتابعه عمر بن قيس المكي سَنْدَل عن الزهري به بلفظ "لا تنكح المرأة إلا بإذن ولي"
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(9369) من طريق الحارث بن منصور الواسطي ثنا عمر بن قيس به.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الزهري إلا عمر بن قيس، تفرد به الحارث بن منصور"
قلت: وَعمر بن قيس قال أحمد وغير واحد: متروك الحديث.
الثالث: يرويه عمر بن قيس أيضًا عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة مرفوعا "لا نكاح لامرأة بغير إذن ولي"
أخرجه ابن وهب في "الموطأ"(240)
وأما حديث ابن عباس فقد تقدم الكلام عليه في الحديث الذي قبله.
وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن عدي (2/ 521 و522) والدارقطني (3/ 225) من طريق إسحاق بن هشام التمار ثنا ثابت بن زهير ثنا نافع عن ابن عمر مرفوعا "لا نكاح إلا بولي، وشاهدي عدل"
قال ابن عدي: وهذا الحديث عن نافع ليس يرويه غير ثابت"
قلت: ذكره النسائي في "الضعفاء" وقال: ليس بثقة، وقال البخاري: منكر الحديث.
وأما حديث جابر فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5560) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا قطن بن نسير الذارع ثنا عمرو بن النعمان الباهلي ثنا محمد بن عبد الملك عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل"
وقال: لا يُروى هذا الحديث عن جابر إلا بهذا الإسناد، تفرد به قطن بن نسير"
قلت: وهو مختلف فيه، وثقه ابن حبان، وقال ابن عدي: كان يسرق الحديث ويوصله.
وأما حديث الحسن فأخرجه البيهقي (7/ 125) وفي "معرفة السنن"(10/ 55) من طريق أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ثنا ابن وهب (1) أنبأ الضحاك بن عثمان عن عبد الجبار عن الحسن مرفوعا "لا يحل نكاح إلا بولي وصداق وشاهدي عدل"
الضحاك بن عثمان صدوق، وعبد الجبار ما عرفته، والباقون ثقات.
4453 -
"لا هجرة بعد الفتح"
سكت عليه الحافظ (2).
أخرجه البخاري (فتح 6/ 344) من حديث ابن عباس.
(1) وهو في "الموطأ"(238) له.
(2)
8/ 229 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب هجرة النبي-صلى الله عليه وسلم)
و12/ 292 (كتاب الطب- باب ما يذكر في الطاعون)
و16/ 326 (كتاب الأحكام- باب بيعة الأعراب)
4454 -
عن أبي سعيد قال: كان النبي-صلى الله عليه وسلم إذا اجتهد في اليمين قال: لا والذي نفس أبي القاسم بيده.
قال الحافظ: ولابن أبي شيبة من طريق عاصم بن شميخ عن أبي سعيد: فذكره، ولابن ماجه من وجه آخر في هذا الحديث "كانت يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم التي يحلف بها: أشهد عند الله، والذي نفسي بيده" (1)
أخرجه أحمد (3/ 48) عن وكيع عن عكرمة بن عمار عن عاصم بن شميخ عن أبي سعيد قال: فذكره.
وأخرجه أبو داود (3264) عن أحمد به.
وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال"(13/ 496) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به.
وأخرجه البيهقي (10/ 26) من طريق أبي بكر بن داسة ثنا أبو داود به.
وعاصم بن شميخ وثقه العجلي وابن حبان، وقال أبو حاتم: مجهول، وقال البزار: ليس بالمعروف.
وأما حديث ابن ماجه فقد تقدم الكلام عليه في حرف الكاف فانظر حديث "كان إذا حلف قال: والذي نفسي بيده".
4455 -
"لا والله، لا يتحدث الناس أنّ محمدا يقتل أصحابه"
قال الحافظ: وفي رواية عبد الرزاق عن مَعْمر عن قتادة مرسلًا أنّ الأنصاري كان حليفا لهم من جهينة، وأنّ المهاجري كان من غفار.
وقال: وفي مرسل قتادة: فقال رجل منهم عظيم النفاق: ما مثلنا ومثلهم إلا كما قال القائل: سمّن كلبك يأكلك.
وقال: في مرسل قتادة: فقال عمر: مُرْ معاذا أن يضرب عنقه.
وقال: وفي مرسل قتادة: فقال: فذكره" (2)
مرسل
(1) 14/ 327 (كتاب الإيمان والنذور- باب كيف كانت يمين النبي-صلى الله عليه وسلم؟)
(2)
10/ 274 و 275 (كتاب التفسير: سورة المنافقين- باب قوله: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ} [المنافقون: 6] الآية)
وله عن قتادة طريقان:
الأول: يرويه معمر بن راشد عن قتادة.
أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(3/ 293) عن معمر عن قتادة قال: اقتتل رجلان أحدهما من جهينة والآخر من غفار، وكانت جهينة حلفاء الأنصار فظهر عليه الغفاري، فقال رجل منهم عظيم النفاق: عليكم صاحبكم عليكم حليفكم، فوالله ما مثلنا ومثل محمد إلا كما قال القائل: سمّن كلبك يأكلك، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعز منها الأذل، قال: وهم في سفر حينئذ فجاء رجل من بعض من سمعه إلى النبي-صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك، فقال عمر: مر معاذا أن يضرب عنقه، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم له "لا والله، لا يتحدث الناس أنّ محمدا يقتل أصحابه" فنزلت فيه {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا} [المنافقون: 7] الآية.
وأخرجه الطبري في "تفسيره"(28/ 114) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة به.
ورواته ثقات.
الثاني: يرويه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة
أخرجه الطبري (28/ 113 - 114) عن بشر بن معاذ العقدي ثنا يزيد بن زُريع ثنا سعيد عن قتادة قال: فذكر نحوه.
ورواته ثقات.
4456 -
عن جابر: أتى أعرابي النبي-صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أخبرني عن العمرة أواجبة هي؟ فقال "لا، وأن تعتمر خير لك"
قال الحافظ: رواه الحجاج بن أرطأة عن محمد بن المنكدر عن جابر، أخرجه الترمذي، والحجاج ضعيف" (1)
ضعيف
وله عن جابر طريقان:
الأول: يرويه الحجاج بن أرطأة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: فذكره.
أخرجه أحمد (3/ 316) والسياق له وابن أبي داود في "المصاحف"(ص 114) والدارقطني (2/ 286)
(1) 4/ 346 (كتاب الحج- أبواب العمرة- باب وجوب العمرة)
عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي
والترمذي (931) وابن خزيمة (4/ 356 - 357)
عن عمر بن علي المقدمي
والطبري في "تفسيره"(2/ 212) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 180)
عن عبد الله بن المبارك
والطبراني في "الصغير"(2/ 194) والبيهقي (4/ 349)
عن عبد الواحد بن زياد البصري
وابن أبي داود (ص 114) والدارقطني (2/ 286)
عن سعد بن الصلت الشيرازي
والدراقطني (2/ 285)
عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني
و (2/ 286)
عن عبد الله بن نمير
وابن أبي داود (ص 114)
عن مُعَمَّر بن سليمان الرقي
والإسماعيلي في "معجمه"(ص 618) والخطيب في "التاريخ"(8/ 33)
عن حفص بن غياث الكوفي
كلهم (1) عن حجاج بن أرطأة به.
(1) وخالفهم يحيى بن أيوب المصري فرواه عن ابن جريج والحجاج بن أرطأة عن ابن المنكدر عن جابر موقوفا. أخرجه البيهقي (4/ 349)
وقال: هذا هو المحفوظ عن جابر موقوف غير مرفوع، وروي عن جابر مرفوعا بخلاف ذلك، وكلاهما ضعيف"
وقال في "المعرفة"(7/ 59): رفعه ضعيف"
قلت: الذي رفعه أوثق وأثبت من يحيى بن أيوب فالقول قولهم.
ورواه أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر عن الحجاج عن ابن المنكدر مرسلًا.
أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(1764)
قال أبو نعيم: غريب من حديث محمد لم يروه عنه فيما أرى إلا الحجاج"
وقال ابن النحاس: وهذا لا حجة فيه، لأنّ الحجاج بن أرطأة يدلس عمن لقيه، وعمن لم يلقه فلا تقوم بحديثه حجة إلا أن يقول: حدثنا أو أخبرنا أو سمعت" الناسخ 1/ 557
وقال ابن عبد البر: انفرد به الحجاج عن ابن المنكدر عن جابر، وما انفرد به الحجاج فلا حجة فيه" التمهيد 19/ 14
وأما الترمذي فقال: حسن صحيح"
وتعقبه غير واحد:
قال المنذري: وفي تصحيح الترمذي له نظر فإنّ الحجاج لم يحتج به الشيخان في صحيحيهما، وقال ابن حبان: تركه ابن المبارك ويحيى القطان وابن مهدي وابن معين وأحمد بن حنبل" نصب الراية 3/ 150
وقال الحافظ: ونقل جماعة من الأئمة الذين صنفوا في الأحكام المجردة من الأسانيد، أنّ الترمذي صححه من هذا الوجه، وقد نبّه صاحب "الإمام" على أنّه لم يزد على قوله: حسن، في جميع الروايات عنه إلا في رواية الكروخي فقط، فإنّ فيها: حسن صحيح، وفي تصحيحه نظر كثير من أجل الحجاج، فإنّ الأكثر على تضعيفه والاتفاق على أنّه مدلس.
وقال النووي: ينبغي أن لا يغتر بكلام الترمذي في تصحيحه، فقد اتفق الحفاظ على تضعيفه، وقد نقل الترمذي عن الشافعي أنّه قال: ليس في العمرة شيء ثابت أنّها تطوع، وأفرط ابن حبان فقال: إنّه مكذوب باطل" تلخيص الحبير 2/ 226
ولم ينفرد حجاج به بل تابعه أبو عصمة نوح بن أبي مريم عن ابن المنكدر عن جابر به مرفوعا.
أخرجه ابن عدي (7/ 2507)
وقال: وهذا يعرف بحجاج بن أرطأة عن ابن المنكدر، وأبو عصمة قد رواه أيضًا عن ابن المنكدر، ولعله سرقه منه"
وقال الحافظ: وأبو عصمة كذبوه" التلخيص 2/ 226
الثاني: يرويه عبيد الله بن المغيرة المصري عن أبي الزبير عن جابر قال: قلت: يا رسول الله، العمرة واجبة فريضتها كفريضة الحج؟ قال "لا، وأن تعتمر خير لك"
أخرجه ابن أبي داود في "المصاحف"(ص 114) عن جعفر بن مسافر التِّنِّيسي ومحمد (1) بن عبد الرحيم البرقي ويعقوب بن سفيان الفارسي قالوا: ثنا ابن (2) عفير عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن المغيرة به.
وأخرجه الدارقطني (2/ 286) عن ابن أبي داود به.
قال يعقوب بن سفيان: عبيد الله بن المغيرة وهم"
وأخرجه الطبراني في "الصغير"(1015)
عن محمد بن عبد الرحيم بن نمير الصدفي المصري
والبيهقي (4/ 348 - 349) والذهبي في "الميزان"(4/ 362) وفي "تذكرة الحفاظ"(3/ 872)
عن عبد الله بن حماد الآملي
قالا: ثنا سعيد بن عفير الأنصاري المصري ثنا يحيى بن أيوب عن عبيد الله- ولم ينسب- عن أبي الزبير عن جابر به.
قال الطبراني: عبيد الله الذي روى عنه يحيى بن أيوب هذا الحديث هو عبيد الله بن أبي جعفر المصري، ولم يرو هذا الحديث عن أبي الزبير إلا عبيد الله بن أبي جعفر، تفرد به يحيى بن أيوب، وهو مشهور من حديث الحجاج عن ابن المنكدر عن جابر"
وتعقبه الحافظ فقال: وليس كما قال، بل هو عبيد الله بن المغيرة" التلخيص 2/ 226
وقال البيهقي: كذا قال: عن عبيد الله، وهو عبيد الله بن المغيرة، تفرد به عن أبي الزبير، ذكره يعقوب بن سفيان ومحمد بن عبد الرحيم البرقي وغيرهما عن ابن عفير عن يحيى عن عبيد الله بن المغيرة، ورواه الباغندي عن جعفر بن مسافر عن ابن عفير قال: عن يحيى عن عبيد الله بن عمر، وهذا وهم من الباغندي، وقد رواه ابن أبي داود عن جعفر كما رواه الناس، وإنّما يعرف هذا المتن بالحجاج بن أرطأة عن ابن المنكدر عن جابر"
وقال الذهبي: هذا غريب عجيب، تفرد به سعيد هكذا عن يحيى بن أيوب"
وقال أيضًا: وهذا إسناد صالح، لم يروه عن عبيد الله سوى يحيى، ويحيى يغرب ويأتي بمناكير، وقد احتج مع ذلك به الشيخان"
(1) هو محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي.
(2)
اسمه: سعيد بن كثير بن عفير.
قلت: واختلف فيه على أبي الزبير، فرواه ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر موقوفًا.
أخرجه ابن خزيمة (3067) ثنا الأشج ثنا أبو خالد عن ابن جريج به.
وإسناده ضعيف، ابن جريج وأبو الزبير مدلسان وقد عنعنا، والأشج هو عبد الله بن سعيد الكندي، وأبو خالد هو سليمان بن حيان الأحمر.
4457 -
"لا وتران في ليلة"
قال الحافظ: وهو حديث حسن أخرجه النسائي وابن خزيمة وغيرهما من حديث طلق بن علي" (1)
حسن
أخرجه ابن أبي شيبة (6724) عن ملازم بن عمرو اليمامي عن عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق عن أبيه مرفوعا.
وأخرجه أحمد (4/ 23) وأبو داود (1439) والترمذي (470) والنسائي (3/ 188) وفي "الكبرى"(1388) وابن خزيمة (1101) وابن المنذر في "الأوسط"(5/ 201) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 342) وابن حبان (2449) وابن حزم في "المحلى"(3/ 76 - 77) والبيهقي (3/ 36) من طرق عن ملازم بن عمرو به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب"
وقال الشيخ أحمد شاكر: حديث صحيح رواته ثقات" شرح الترمذي 2/ 334
وقال الحافظ: حديث حسن" كشف الستر عن حكم الصلاة بعد الوتر ص30
قلت: وهو كما قال: فملازم بن عمرو وعبد الله بن بدر ثقتان، وقيس بن طلق مختلف فيه، وثقه ابن معين والعجلي وابن حبان، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: ليس ممن تقوم به الحجة، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وقال ابن القطان الفاسي: يقتضي أن يكون خبره حسنًا لا صحيحا، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق.
ولم ينفرد عبد الله بن بدر به بل تابعه:
1 -
أيوب بن عتبة عن قيس بن طلق عن أبيه به.
أخرجه الطيالسي (ص 147) وابن نصر في "قيام الليل"(ص 283) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 342) والطبراني في "الكبير"(8247)
(1) 3/ 133 (كتاب الصلاة- أبواب الوتر- باب رقم 1).
وأيوب بن عتبة هو اليمامي وهو ضعيف كما قال أحمد وابن معين وابن المديني والفلاس ومسلم وغيرهم.
2 -
سراج بن عقبة بن طلق بن علي عن قيس بن طلق عن أبيه به.
أخرجه أحمد (4/ 23)
وسراج وثقه ابن حبان والعجلي وقال ابن معين: لا بأس به.
4458 -
"لا وضوء إلا من حَدَث"
سكت عليه الحافظ (1).
أخرجه أحمد (2/ 410) وابن ماجه (515) وابن خزيمة (27)
عن محمد بن جعفر غنُدر
وأحمد (2/ 435)
عن يحيى القطان
وأحمد (2/ 471) وابن ماجه (515) والترمذي (74) وابن خزيمة (27)
عن وكيع
وابن ماجه (515) وابن خزيمة (27)
عن عبد الرحمن بن مهدي
وابن خزيمة (27)
عن خالد بن الحارث البصري
وتمام (ق 102 / أ)
عن وهب بن جرير بن حازم
والبيهقي (1/ 117 و 220)
عن عمرو بن مرزوق الباهلي البصري
(1) 1/ 327 (كتاب الوضوء- باب الوضوء من غير حدث)
كلهم عن شعبة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "لا وضوء إلا من حدث (1) أو ريح"
وخالفهم يحيى بن السكن البصري فرواه عن شعبة عن ادريس الكوفي عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة.
فزاد فيه: عن ادريس الكوفي.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6925) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 283)
وقال الطبراني: لم يُدخل أحد ممن روى هذا الحديث عن شعبة بين شعبة وسهيل بن أبي صالح ادريس إلا يحيى بن السكن"
قلت: الأول أصح، ويحيى بن السكن قال أبو حاتم: ليس بالقوي.
والحديث قال الترمذي: حسن صحيح"
وقال غيره: هو مختصر من حديث سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا فلا يخرجنّ من المسجد حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا"
أخرجه مسلم وغيره من طرق عن سهيل (2).
قال أبو حاتم: هذا وهم، اختصر شعبة متن هذا الحديث فقال "لا وضوء إلا من صوت أو ريح" ورواه أصحاب سهيل عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا: فذكره باللفظ الثاني" العلل 1/ 47
وأما ابن التركماني فقال: هما حديثان مختلفان" الجوهر النقي 1/ 117
قلت: والذي يظهر لي أنّهما حديث واحد اختصره شعبة كما قال أبو حاتم وغيره.
4459 -
حديث أبي رافع: لما ولدت فاطمة حسنًا قالت: يا رسول الله، ألا أعقّ عن ابني بدم؟ قال:"لا، ولكن احلقي رأسه وتصدقي بوزن شعره فضة" ففعلت. فلما ولدت حسينا فعلت مثل ذلك.
قال الحافظ: أخرجه أحمد" (3)
(1) وفي لفظ "صوت"
(2)
انظر صحيح ابن خزيمة (1/ 18 - 19)، سنن البيهقي (1/ 117)
(3)
12/ 13 (كتاب العقيقة- باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة)
أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 235) وأحمد (6/ 390 - 391) وابن أبي الدنيا في "العيال"(53) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2385) والطبراني في "الكبير"(917 و 2576) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 339) والبيهقي (9/ 304)
عن شريك بن عبد الله النخعي (1)
وأحمد (6/ 392)
عن عبيد الله بن عمرو الرقي
والطبراني في "الكبير"(918 و 2577) والبيهقي (9/ 304)
عن سعيد بن سلمة بن أبي الحسام المدني
والدولابي في "الذرية الطاهرة"(104)
عن فرات بن سلمان الجزري
كلهم عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن علي بن حسين عن أبي رافع قال: لما ولدت فاطمة حسنًا قالت: ألا أعق عن ابني بدم؟ قال "لا، ولكن احلقي رأسه وتصدقي بوزن شعره من فضة على المساكين والأوفاض"
وكان الأوفاض ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم محتاجين في المسجد أو في الصفة.
ففعلت ذلك. قال: فلما ولدت حسينا فعلت مثل ذلك (2).
وخالفهم سفيان الثوري فرواه عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن علي بن حسين مرسلًا.
أخرجه ابن سعد (160) عن محمد بن عمر ثنا الثوري به.
وأخرجه الدولابي في "الذرية الطاهرة"(103) عن محمد بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن عمر ثني الثوري به.
ورواه ابن سعد (161) أيضًا عن محمد بن عمر فزاد فيه: عن أبي رافع.
ومحمد بن عمر هو الواقدي وهو متروك وكذبه غير واحد.
(1) رواه أبو الوليد الطيالسي عن شريك فلم يذكر أبا رافع.
أخرجه ابن سعد (159)
(2)
واللفظ لحديث شريك.
قال البيهقي: تفرد به ابن عقيل"
وقال الهيثمي: حديث حسن" المجمع 4/ 57
قلت: ابن عقيل مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.
4460 -
حديث أبي موسى: فأفاق وهي تمسح صدره وتدعو بالشفاء فقال "لا، ولكن أسأل الله الرفيق الأعلى"
قال الحافظ: وللطبراني من حديث أبي موسى: فذكره" (1)
ذكره الهيثمي في "المجمع"(9/ 37) وزاد فيه "الأسعد جبريل وميكائيل واسرافيل"
وقال: رواه الطبراني وفيه محمد بن سلام الجمحي وهو ثقة وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات"
4461 -
حديث أبي أيوب في قصة نزول النبي-صلى الله عليه وسلم عليه قال: فكان يصنع للنبي-صلى الله عليه وسلم طعاما، فإذا جيء به إليه -أي بعد أن يأكل النبي-صلى الله عليه وسلم منه- سأل عن موضع أصابع النبي-صلى الله عليه وسلم، فصنع ذلك مرّة، فقيل له: لم يأكل، وكان الطعام فيه ثوم، فقال: أحرام هو يا رسول الله؟ قال "لا، ولكن أكرهه"
قال الحافظ: ففي صحيح مسلم من حديث أبي أيوب: فذكره.
وعند ابن خزيمة وابن حبان من وجه آخر أنّ رسول صلى الله عليه وسلم أرسل إليه بطعام من خضرة فيه بصل أو كراث فلم ير فيه أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأبى أن يأكل، فقال له "ما منعك؟ " قال: لم أر أثر يدك، قال "استحي من ملائكة الله وليس بمحرم"(2)
صحيح
وله عن أبي أيوب طرق:
الأول: يرويه أبو زيد (3) ثابت بن يزيد الأحول ثنا عاصم الأحول عن عبد الله بن الحارث عن أفلح مولى أبي أيوب عن أبي أيوب أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم نزل عليه، فنزل النبي-صلى الله عليه وسلم في
(1) 9/ 197 (كتاب المغازي- باب مرض النبي-صلى الله عليه وسلم ووفاته)
(2)
2/ 486 - 487 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب ما جاء في الثوم النييء)
(3)
وخالفه عمرو بن أبي قيس الرازي فرواه عن عاصم عن ابن سيرين عن أفلح مولى أبي أيوب عن أبي أيوب.
أخرجه الدارقطني في "العلل"(6/ 111 و 112)
وقال: وقول ثابت أبي زيد أشبه بالصواب"
السُّفْل وأبو أيوب في العلو، قال: فانتبه أبو أيوب ليلة فقال: نمشي فوق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتنحوا، فباتوا في جانب، ثم قال للنبي-صلى الله عليه وسلم، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم "السفل أرفق" فقال: لا أعلو سقيفة أنت تحتها، فتحول النبي-صلى الله عليه وسلم في العلو وأبو أيوب في السفل، فكان يصنع للنبي-صلى الله عليه وسلم طعاما، فإذا جيء به إليه سأل عن موضع أصابعه، فيتتبع موضع أصابعه، فصنع له طعاما فيه ثوم، فلما رُدّ إليه سأل عن موضع أصابع النبي-صلى الله عليه وسلم، فقيل له: لم يأكل، ففزع وصعد إليه، فقال: أحرام هو؟ فقال النبي-صلى الله عليه وسلم "لا، ولكني أكرهه قال: فإني أكره ما تكره، أو ما كرهت. قال: وكان النبي-صلى الله عليه وسلم يؤتى.
أخرجه أحمد (5/ 415) ومسلم (3/ 1623 - 1624) والطبراني في "الكبير"(3984) والدارقطني (1) في "العلل"(6/ 111) والبيهقي في "الدلائل"(2/ 509 - 510)
الثاني: يرويه عمرو بن الحارث المصري عن بكر بن سوادة أنّ سفيان بن وهب حدثه عن أبي أيوب أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل إليه بطعام مع خُضَر فيه بصل أو كراث، فلم ير فيه أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأبى أن يأكله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما منعك أن تأكل؟ " قال: لم أر أثرك فيه يا رسول الله، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم "أستحي من ملائكة الله، وليس بمحرّم"
أخرجه ابن خزيمة (1670) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 239) وابن حبان (2092) والطبراني في "الكبير"(3996 و 4077) من طرق عن ابن وهب أني عمرو بن الحارث به.
وإسناده صحيح، سفيان بن وهب مختلف في صحبته والباقون ثقات.
الثالث: يرويه يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني واختلف عنه:
- فقال الليث بن سعد: عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن أبي رُهْم السَّمَاعي أنّ أبا أيوب حدّثه أنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم نزل في بيتنا الأسفل وكنت في الغرفة فأهريق ماء في الغرفة، فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا نتبع الماء شفقة أن يخلص الماء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مشفق، فقلت: يا رسول الله، إنّه ليس ينبغي أن نكون فوقك، انتقل إلى الغرفة، فأمر النبي-صلى الله عليه وسلم بمتاعه فنقل، ومتاعه قليل، فقلت: يا رسول الله، كنت ترسل إليّ بالطعام فأنظر فإذا رأيت أثر أصابعك وضعت يدي فيه حتى إذا كان هذا الطعام الذي أرسلت به إليّ فنظرت فيه فلم أر فيه أثر أصابعك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أجل إنّ فيه بصلا فكرهت أن آكله من أجل الملك الذي يأتيني، وأمّا أنتم فكلوه"
(1) وقال: هذا حديث صحيح غريب"
أخرجه ابن سعد (1/ 394 - 395) وابن أبي شيبة (8/ 305) وفي "مسنده"(11) وأحمد (5/ 420) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(579) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 239) والهيثم بن كليب (1134) والطبراني في "الكبير"(3878) والبيهقي في "الدلائل"(2/ 510) من طرق عن الليث بن سعد به.
وتابعه ابن لَهيعة عن يزيد بن أبي حبيب به.
أخرجه الطحاوي (4/ 239)
- ورواه محمد بن إسحاق المدني عن يزيد بن أبي حبيب واختلف عنه:
• فقال وهب بن جرير بن حازم: ثنا أبي قال: سمعت محمد بن إسحاق يقول: حدثني يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله عن أبي أمامة عن أبي أيوب.
أخرجه الطبراني (3855) والحاكم (3/ 460 - 461)
وقال: صحيح على شرط مسلم"
وتابعه يحيى بن سعيد الأموي ثنا ابن إسحاق به.
أخرجه أبو القاسم البغوي (577)
وقال: وهو عندي وهم"
• وقال عبد الأعلي بن عبد الأعلى البصري: ثنا ابن إسحاق ثني يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله عن أبي أمامة عن النبي-صلى الله عليه وسلم.
أخرجه الطحاوي (4/ 239)
• وقال إبراهيم بن سعد الزهري: عن ابن إسحاق عن يزيد عن مرثد عن أبي رهم عن أبي أيوب.
أخرجه أبو القاسم البغوي (578)
قال الدارقطني: وحديث الليث أشبه بالصواب" العلل 6/ 121
قلت: وإسناده صحيح، أبو رهم واسمه أحزاب بن أسيد مختلف في صحبته، والباقون ثقات.
الرابع: يرويه سِماك بن حرب عن جابر بن سمرة واختلف عنه:
- فرواه شعبة عن سماك واختلف عنه:
• فقال غير واحد: عن شعبة عن سماك عن جابر بن سمرة عن أبي أيوب الأنصاري
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم-إذا أتي بطعام أكل منه وبعث بفضله إليّ، وإنّه بعث إليّ يوما بفضلة لم يأكل منها لأنّ فيها ثوما، فسألته: أحرام هو؟ قال "لا، ولكني أكرهه من أجل ريحه" قال: فإني أكره ما كرهت.
منهم:
1 -
يحيى بن سعيد القطان.
أخرجه أحمد (5/ 417) ومسلم (3/ 1623)
2 -
محمد بن جعفر غُندر.
أخرجه أحمد (5/ 416) ومسلم (2053)
3 -
سعيد بن الربيع البصري.
أخرجه عبد بن حميد (229)
4 -
خالد بن الحارث البصري.
أخرجه النسائي في "الكبرى"(6630)
وقال غير واحد: عن شعبة عن سماك عن جابر بن سمرة عن النبي-صلى الله عليه وسلم.
منهم:
1 -
الطيالسي (ص 80)
ومن طريقه الترمذي (1807) وقال: حسن صحيح"
والحاكم (3/ 460) وقال: صحيح على شرط مسلم"
2 -
سعيد بن عامر البصري.
أخرجه أحمد (5/ 95) والطحاوي (4/ 239) والبيهقي (3/ 77) وفي "الشعب"(5562) وفي "الآداب"(659)
3 -
معاذ بن معاذ العنبري.
أخرجه الطبراني (1889) وابن حبان (5110)
- ورواه إسرائيل بن يونس عن سماك عن جابر عن أبي أيوب.
أخرجه الهيثم بن كليب (1092) والطبراني (3874)
- ورواه غير واحد عن سماك عن جابر بن سمرة عن النبي-صلى الله عليه وسلم.
منهم:
1 -
حماد بن سلمة.
أخرجه الطيالسي (ص 80) وأحمد (5/ 95 - 96 و 103 و 106) وابن حبان (2094) والطبراني (1972) والحاكم (3/ 460)
2 -
أبو الأحوص سلام بن سليم الكوفي.
أخرجه أحمد (5/ 94) والطبراني (1986)
3 -
زهير بن معاوية الكوفي.
أخرجه الطبراني (1940)
4 -
عمرو بن أبي قيس الرازي.
أخرجه الطبراني (2047)
الخامس: يرويه خالد بن مَعْدان الحمصي عن جبير بن نفير عن أبي أيوب قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة اقترعت الأنصار أيهم يؤوي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرعهم أبو أيوب فآوى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان إذا أُهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعام أهدى لأبي أيوب، قال: فدخل أبو أيوب يوما فإذا قصعة فيها بصل، فقال: ما هذا؟ فقالوا: أرسل به رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فاطلع أبو أيوب إلى النبي-صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ما منعك من هذه القصعة؟ قال "رأيت فيها بصلا" قال: ولا يحل لنا البصل؟ قال "بلى، فكلوه ولكن يغشاني ما لا يغشاكم"
أخرجه أحمد (5/ 414) والنسائي في "الكبرى"(6629) من طريق بقية بن الوليد عن بَحير بن سعد عن خالد بن معدان به.
ورواته ثقات إلا أنّ بقية مدلس وقد عنعن.
السادس: يرويه واصل الرقاشي عن أبي سَوْرة عن أبي أيوب أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أُتي بطعام نال منه ما شاء الله أن ينال ثم يبعث بسائره إلى أبي أيوب وفيه أثر يده، فأتي بطعام فيه الثوم فلم يطعم منه رسول الله صلى الله عليه وسلم-شيئًا وبعث به إلى أبي أيوب، فقال له أهله، فقال: ادنوه مني فإني أحتاج إليه، فلما لم ير أثر يد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه كفّ يده منه، وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله بأبي أنت وأمي هذا الطعام لم تأكل منه آكل منه؟ قال "فيه تلك الثومة فيستأذن عليّ جبريل -علية السلام- قال: فآكل منه يا رسول الله؟ قال "نعم فكل"
أخرجه أحمد (5/ 416) عن محمد بن عبيد الطنافسي ثنا واصل به.
وإسناده ضعيف لضعف واصل بن السائب الرقاشي وأبي سورة ابن أخي أبي أيوب.
4462 -
عن عثمان بن مظعون أنّه قال: يا رسول الله، إني رجل يشقّ عليّ العزوبة فأذن لي في الخصاء، قال "لا، ولكن عليك بالصيام"
قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (1)
أخرجه ابن سعد (3/ 395) والبخاري في "الكبير"(3/ 2/ 210) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 272 - 273) عن إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني ثني عبد الملك بن قدامة بن إبراهيم بن محمد بن حاطب الجُمَحي عن أبيه وعن عمر بن حسين أيضًا عن عائشة بنت قدامة بن مظعون عن أبيها عن أخيه عثمان بن مظعون أنّه قال: يا رسول الله، إني رجل تشقّ عليّ العزبة في المغازي فتأذن لي يا رسول الله في الخصاء فأختصى؟ قال "لا، ولكن عليك يا ابن مظعون بالصيام فإنّه مَجْفَر"
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1792) عن أبي موسى هارون بن عبد الله الحمال ثنا إسماعيل بن أبي أويس به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8320) عن علي بن المبارك الصنعاني ثنا إسماعيل بن أبي أويس به.
وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(4924) عن الطبراني به.
وأخرجه البيهقي في "الشعب"(3324) من طريق أبي القاسم عبد الله بن يحيى الغساني ثنا إسماعيل بن أبي أويس به.
قال العراقي: رواه البغوي والطبراني في معجمي الصحابة بإسناد حسن" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 4/ 1565 - 1566
قال الهيثمي: وفيه عبد الملك بن قدامة الجمحي وثقه ابن معين وغيره، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات" المجمع 4/ 253
قلت: وإسماعيل مختلف فيه كذلك، وقدامة بن إبراهيم ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ: مقبول، أي حيث يتابع، وقد توبع.
(1) 11/ 18 - 19 (كتاب النكاح- باب ما يكره من التبتل)
4463 -
عن عائشة قلت: يا رسول الله {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون: 60] أهو الذي يسرق ويزني؟ قال "لا، ولكنه الذي يصوم ويتصدق ويصلي ويخاف أن لا يقبله منه"
قال الحافظ: وقد أخرج ابن ماجه من طريق عبد الرحمن بن سعيد بن وهب عن أبيه عن عائشة: فذكره" (1)
تقدم الكلام عليه فانظر حديث "لا، بل هو الرجل يصوم ويصلي"
4464 -
حديث علي قال: لما نزلت {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} [آل عمران: 97] قالوا: يا رسول الله، في كل عام؟ فسكت، ثم قالوا: يا رسول الله، في كل عام؟ فقال:"لا، ولو قلت نعم لوجبت" فأنزل الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا} [المائدة: 101].
قال الحافظ: روى الترمذي من حديث علي قال: فذكره.
وقد روى أحمد من حديث أبي هريرة، والطبري من حديث أبي أمامة نحو حديث علي هذا، وكذا أخرجه من وجه ضعيف، ومن آخر منقطع عن ابن عباس" (2)
صحيح
ورد من حديث علي ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أبي أمامة ومن حديث ابن عباس ومن حديث أنس ومن حديث مجاهد مرسلًا.
فأما حديث علي فأخرجه أحمد (1/ 113) ثنا منصور بن وَرْدان الأسدي ثنا علي بن عبد الأعلى عن أبيه عن أبي البَخْتَري عن علي قال: لما نزلت هذه الآية {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97] قالوا: يا رسول الله، أفي كل عام؟ فسكت، فقالوا: أفي كل عام؟ فسكت، ثم قالوا: أفي كل عام؟ فقال "لا، ولو قلت نعم لوجبت" فأنزل الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101] إلى آخر الآية.
ومن طريقه أخرجه الخطيب في "تاريخه"(13/ 65) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 121) وابن الجوزي في "مثير الغرام"(ص 57 - 58) والمزي (28/ 558 - 559)
(1) 14/ 81 (كتاب الرقاق- باب الرجاء مع الخوف)
(2)
9/ 351 (كتاب التفسير- سورة المائدة- باب قوله: {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101])
وأخرجه الترمذي (814 و 3055) والبزار (913) وابن نصر في "السنة"(ص 35 - 36) وأبو يعلى (517) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(749) وابن أبي حاتم في "التفسير"(6875) والدارقطني (2/ 280 - 281)
عن أبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج وهو في "حديثه"(4)
وابن ماجه (2884)
عن محمد بن عبد الله بن نمير وعلي بن محمد الطنافسي
والبزار (913) وأبو يعلى (542) والدراقطني (2/ 280 - 281)
عن أبي موسى محمد بن المثنى
وابن عدي (6/ 2388)
عن سعيد بن سليمان الواسطي
وأبو علي الطوسي (749) والدارقطني (2/ 280 - 281)
عن الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني
والحاكم (2/ 293 - 294)
عن مخول بن إبراهيم النهدي
كلهم عن منصور بن وردان به.
وخالفهم أبو كريب محمد بن العلاء الهَمْداني فرواه عن منصور بن وردان ثنا علي بن عبد الأعلى قال: لما نزلت هذه الآية، الحديث.
أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(7/ 82)
والأول أصح.
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن علي إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وأبو البختري لم يسمع من علي"
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث علي"
وسكت عليه الحاكم، وقال الذهبي: عبد الأعلى هو ابن عامر ضعفه أحمد"
وقال ابن عدي: ومنصور هو معروف بهذا الحديث وهو يرويه عن علي بن عبد الأعلى بهذا الإسناد وما أظن له غيره"
قلت: الحديث إسناده ضعيف. أبو البختري واسمه سعيد بن فيروز لم يسمع من علي شيئًا، قاله ابن معين وغيره، وعبد الأعلي بن عامر الثعلبي ضعيف الحديث. قاله أحمد وأبو زرعة، وقال النسائي وغيره: ليس بالقوي، وذكره البخاري والعقيلي وابن حبان في الضعفاء.
وقال الحافظ في "التلخيص"(2/ 220): سنده منقطع"
وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان:
الأول: يرويه إبراهيم بن مسلم الهَجَري عن أبي عياض عن أبي هريرة مرفوعا "إنّ الله كتب عليكم الحج" فقال رجل: أفي كل عام يا رسول الله؟ فأعرض عنه، حتى عاد مرتين أو ثلاثًا، فقال "من السائل؟ " فقال: فلان، فقال "والذي نفسي بيده، لو قلت نعم لوجبت، ولو وجبت عليكم ما أطقتموه، ولو تركتموه لكفرتم" فأنزل الله هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101] حتى ختم الآية".
أخرجه الطبري في "تفسيره"(7/ 82) والسياق له والطحاوي في "المشكل"(1473) والدارقطني (2/ 282) من طرق عن الهجري به.
وإسناده ضعيف لضعف الهجري، لكنّه لم ينفرد به بل تابعه أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان الشيباني عن أبي عياض عن أبي هريرة به.
أخرجه ابن نصر في "السنة"(ص 35) ثنا علي بن حُجْر ثنا علي بن مُسْهر عن أبي إسحاق به.
وإسناده صحيح إن كان أبو عياض واسمه عمرو بن الأسود العنسي سمع من أبي هريرة فإني لم أر أحدا صرّح بسماعه منه.
الثاني: يرويه الحسين بن واقد المروزي عن محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة يقول: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "يا أيها الناس، كتب الله عليكم الحج" فقام محصن الأسدي (1) فقال: أفي كل عام يا رسول الله؟ فقال "أما إني لو قلت نعم لوجبت، ولو وجبت ثم تركتم لضللتم، اسكتوا عني ما سكت عنكم، فإنّما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم"
فأنزل الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة:101] إلى آخر الآية.
(1) وفي رواية وهي التي تلي هذه الرواية "فقام عكاشة بن محصن الأسدي"
أخرجه الطبري (7/ 82) ثني محمد بن علي بن الحسن بن شقيق: سمعت أبي يقول: أنا الحسين بن واقد به.
وإسناده حسن رجاله ثقات غير الحسين بن واقد وهو حسن الحديث.
ولم ينفرد علي بن الحسن بن شقيق به بل تابعه يحيى بن واضح المروزي ثنا الحسين بن واقد به.
أخرجه الطبري (7/ 82) ثنا ابن حميد ثنا يحيى بن واضح به.
وابن حميد هو محمد بن حميد الرازي قال النسائي: ليس بثقة.
ولم ينفرد به الحسين بن واقد بل تابعه الربيع بن مسلم القرشي ثنا محمد بن زياد به.
أخرجه أحمد (2/ 508) ومسلم (1337) وابن نصر في "السنة"(ص 35) والنسائي (5/ 83) وابن خزيمة (2508) والطحاوي في "المشكل"(1472) وابن حبان (3704 و 3705) والدارقطني (2/ 281 و 281 - 282) والبيهقي (4/ 325 - 326) من طرق عن الربيع بن مسلم به.
وأما حديث أبي أمامة فأخرجه الطبري (7/ 82 - 83) عن زكريا بن يحيى بن أبان المصري
والطبراني في "الكبير"(7671) وفي "مسند الشاميين"(955) عن أبي الزنباع روح بن الفرج المصري
والطحاوي في "المشكل"(1474) عن إبراهيم بن أبي داود سليمان البرلسي
قالوا: ثنا أبو زيد عبد الرحمن بن أبي الغَمْر ثنا أبو مُطِيع معاوية بن يحيى عن صفوان بن عمرو ثني سليم بن عامر قال: سمعت أبا أمامة يقول: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فقال "كتب عليكم الحج" فقام رجل من الإعراب فقال: أفي كل عام؟ قال: فَعَلَا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسكت وأغضب واستغضب، فمكث طويلًا ثم تكلم فقال:"من السائل؟ " فقال الأعرابي: أنا ذا، فقال "ويحك ماذا يؤمنك أن أقول نعم، ولو قلت نعم لوجبت، ولو وجبت لكفرتم، ألا إنّه إنّما أهلك الذين قبلكم أئمة الحرج، والله لو أني أحللت لكم جميع ما في الأرض، وحرمت عليكم منها موضع خُفِّ لوقعتم فيه" فأنزل الله عند ذلك {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ} [المائدة: 101] إلى آخر الآية.
قال ابن كثير: في إسناده ضعف" التفسير 2/ 106
وقال الهيثمي: إسناده حسن جيد" المجمع 3/ 204
وقال الحافظ: سنده حسن" الفتح 17/ 27
قلت: ابن أبي الغمر ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه والحافظ في "التهذيب" ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في الثقات، ومعاوية بن يحيى مختلف فيه: وثقه أبو زرعة وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره.
وأما حديث ابن عباس فله عنه طرق:
الأول: يرويه محمد بن سعد ثني أبي ثني عمي ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس في قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101] وذلك أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في الناس، فقال "يا قوم، كتب عليكم الحج" فقام رجل من بني أسد فقال: يا رسول الله، أفي كل عام؟ فأغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا، فقال "والذي نفس محمد بيده لو قلت نعم لوجبت، ولو وجبت ما استطعتم، واذن لكفرتم، فاتركوني ما تركتكم، فإذا أمرتكم بشيء فافعلوا، وأما نهيتكم عن شيء فانتهوا عنه" فأنزل الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة:101]
أخرجه الطبري (7/ 83)
وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء: محمد بن سعد هو ابن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد العَوْفي قال الخطيب: كان لينا في الحديث، وقال الدارقطني: لا بأس به.
وأبوه سعد بن محمد بن الحسن تكلم فيه أحمد.
وعمه الحسين بن الحسن بن عطية ضعفه ابن معين والنسائي وأبو حاتم والجوزجاني وابن سعد وغيرهم.
وأبوه الحسن بن عطية بن سعد قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال البخاري: ليس بذاك، وذكره ابن حبان في "الضعفاء" وقال: منكر الحديث فلا أدري البلية منه أو من أبيه أو منهما معا.
وأبوه عطية بن سعد العوفي ضعيف مدلس.
الثاني: يرويه عبد الله بن صالح المصري ثني معاوية بن صالح ثنا علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: فذكر نحوه.
أخرجه الطبري (7/ 83)
وعلي بن أبي طلحة لم يسمع التفسير من ابن عباس كما قال دحيم وغيره.
لكن قال الذهبي في "الميزان": أخذ تفسير ابن عباس عن مجاهد فلم يذكر مجاهدا بل أرسله عن ابن عباس.
فإن ثبت ما قاله فالإسناد متصل، لكن أنكر صالح جزرة أن يكون قد سمع التفسير من أحد، فقد سئل كما في "تاريخ بغداد" (11/ 428): عن علي بن أبي طلحة ممن سمع التفسير؟ قال: من لا أحد.
وعبد الله بن صالح هو كاتب الليث مختلف فيه.
الثالث: يرويه ابن شهاب الزهري عن أبي سنان الدؤلي عن ابن عباس قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "يا أيها الناس كتب عليكم الحج" قال: فقام الأقرع بن حابس فقال: أفي كل عام يا رسول الله؟ فقال "لو قلتها لوجبت، ولو وجبت لم تعملوا بها أو لم تستطيعوا أن تعملوا بها، الحج مرّة فمن زاد فهو تطوع"
أخرجه أحمد (1/ 255 و 290 - 291) والدارمي (1795) والدراقطني (2/ 280) والحاكم (2/ 293) والبيهقي (4/ 326)
عن أبي داود سليمان بن كثير الواسطي
والبخاري في "الكبير"(4/ 2/320) والنسائي (5/ 83) وفي "الكبرى"(3599) والدراقطني (2/ 280)
عن عبد الجليل بن حميد اليحصبي
وأحمد (1/ 371/372)
عن زَمْعة بن صالح اليماني
وأحمد (1/ 370 - 371) والدراقطني (2/ 278 - 279) والحاكم (1/ 470)
عن محمد بن أبي حفصة البصري
والبخاري في "الكبير"(4/ 2/320) والدارقطني (2/ 279) والحاكم (1/ 470)
عن عبد الرحمن بن خالد بن مسافر الفَهْمي
وأحمد (1/ 352) - وعبد بن حميد (677) وأبو داود (1721) وابن ماجه (2886) والدارقطني (2/ 279) وفي "المؤتلف"(3/ 1203) والحاكم (1/ 441 و 2/ 293) والمزي (32/ 87)
عن سفيان بن حسين الواسطي
كلهم عن الزهري به.
وخالفهم يحيى بن أبي أنيسة الجزري فرواه عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس.
أخرجه الدارقطني (2/ 280) وقال: قوله: عن عبيد الله وهم، والصواب عن أبي سنان، ويحيى بن أبي أنيسة متروك"
وقال الحاكم في حديث سليمان بن كثير: صحيح على شرط الشيخين"
وقال في حديث عبد الرحمن بن خالد بن مسافر: صحيح على شرط البخاري"
وقال في حديث سفيان بن حسين: هذا إسناد صحيح وأبو سنان هو الدؤلي ولم يخرجاه فإنّهما لم يخرجا سفيان بن حسين وهو من الثقات الذين يجمع حديثهم"
قلت: سليمان بن كثير خرج له الشيخان إلا أنه ضعيف في الزهري.
قال النسائي: ليس به بأس إلا في الزهري فإنّه يخطئ عليه.
وقال الذهلي: ما روى عن الزهري فإنّه قد اضطرب في أشياء منها.
وقال ابن حبان: كان يخطئ كثيرا فأما روايته عن الزهري فقد اختلطت عليه صحيفته فلا يحتج بشيء ينفرد به عن الثقات.
وعبد الرحمن بن خالد بن مسافر احتج به البخاري لكن في الإسناد إليه عبد الله بن صالح كاتب الليث مختلف فيه.
وسفيان بن حسين ثقة كما قال الحاكم وغيره لكن في غير روايته عن الزهري.
قال ابن معين: ثقة في غير الزهري لا يدفع، وحديثه عن الزهري ليس بذاك.
وقال أحمد: ليس بذاك في حديثه عن الزهري.
وقال النسائي: ليس به بأس إلا في الزهري فإنّه ليس بالقوي فيه.
وكذا قال ابن عدي وابن حبان.
وعبد الجليل بن حميد وثقه أحمد بن صالح المصري وغيره، والراوي عنه موسى بن سلمة بن أبي مريم وثقه ابن حبان، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول.
وزمعة بن صالح هو الجندي ضعيف كما قال أحمد وغيره.
ومحمد بن أبي حفصة مختلف فيه: وثقه أبو داود، وضعفه النسائي، واختلف فيه قول ابن معين.
وأبو سنان الدؤلي واسمه يزيد بن أمية وثقه أبو زرعة وغيره، ولم يخرج له الشيخان شيئًا.
الرابع: يرويه سِماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال: سأل رجل النبي-صلى الله عليه وسلم عن الحج كل عام؟ فقال "على كل مسلم حجة، ولو قلت كل عام لكان".
أخرجه الطيالسي (ص 348) وأحمد (1/ 292 و 301 و 323 و 325) والدارمي (1796) وابن نصر في "السنة"(ص 35) والدارقطني (2/ 281) من طرق عن سماك به.
وسماك صدوق في غير روايته عن عكرمة.
وأما حديث أنس فأخرجه ابن ماجه (2885) ثنا محمد بن عبد الله بن نمير ثنا محمد بن أبي عبيدة عن أبيه عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس قال: قالوا يا رسول الله، الحج في كل عام؟ قال "لو قلت نعم لوجبت، ولو وجبت لم تقوموا بها، ولو لم تقوموا بها عذبتم".
قال الحافظ: رجاله ثقات" التلخيص 2/ 220
قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، وأبو سفيان اسمه طلحة بن نافع، ومحمد بن أبي عبيدة بن معان بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود ثقة، وأبوه مثله" المصباح 3/ 180
قلت: أبو سفيان مختلف فيه، والأعمش مدلس وقد عنعن.
وأما حديث مجاهد فأخرجه الطبري (7/ 83 - 84) ثني محمد بن عمرو ثنا أبو عاصم عن عيسى عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد في قوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101] قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم-الحج فقيل: أواجب هو يا رسول الله كل عام؟ قال "لا، لو قلتها لوجبت، ولو وجبت ما أطقتم، ولو لم تطيقوا لكفرتم"
ورواته ثقات، محمد بن عمرو هو ابن العباس الباهلي، وأبو عاصم هو الضحاك بن مخلد، وعيسى هو ابن ميمون الجرشي، وابن أبي نجيح اسمه عبد الله.
4465 -
"لا يأكلن أحدكم بشماله ويشرب بشماله، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله"
قال الحافظ: وروى مسلم (3/ 1599) من حديث ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره" (1)
(1) 7/ 155 (كتاب بدء الخلق- باب ذكر الجن وثوابهم وعقابهم)
4466 -
"لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر"
قال الحافظ: وقد أخرج مسلم (77) من حديث أبي سعيد رفعه: فذكره" (1)
4467 -
"لا يبقين بجزيرة العرب دينان" وفي لفظ "أخرجوا اليهود من جزيرة العرب" وقوله "أجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم به".
قال الحافظ: صحّ في مسلم وغيره أنّه صلى الله عليه وسلم أوصى عند موته بثلاث: فذكره، ولم
يذكر الراوي الثالثة" (2)
أخرجه البخاري (فتح 9/ 197 - 199) ومسلم (1637) من طريق سليمان بن أبي مسلم الأحول عن سعيد بن جبير قال: قال ابن عباس: يوم الخميس، وما يوم الخميس، اشتدّ برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فقال "ائتونى أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا" فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: ما شأنه أَهَجَرَ؟ استفهموه. فذهبوا يردون عليه فقال "دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه" وأوصاهم بثلاث، قال:"أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم"
وسكت عن الثالثة أو قال: فنسيتها.
4468 -
"لا يبقى على وجه الأرض بعد مائة سنة ممن هو عليها اليوم أحد"
قال الحافظ: الحديث المشهور عن ابن عمر وجابر وغيرهما أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم قال في
آخر حياته: فذكره" (3)
حديث ابن عمر أخرجه البخاري (فتح 1/ 222 و 2/ 214) ومسلم (2537)
وحديث جابر أخرجه مسلم (2538)
4469 -
"لا يبقى في المسجد خوْخَة إلا خَوْخَة أبي بكر"
سكت عليه الحافظ (4).
أخرجه البخاري (فتح 2/ 105 - 106) من حديث ابن عباس.
(1) 1/ 69 (كتاب الإيمان- باب علامة الإيمان حب الأنصار)
(2)
6/ 290 (كتاب الوصايا- باب الوصايا)
(3)
7/ 245 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب حديث الخضر مع موسى)
(4)
3/ 155 (كتاب الصلاة- أبواب الاستسقاء- باب الاستسقاء في المسجد الجامع)
4470 -
"لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به البأس"
قال الحافظ: وقد روى الترمذي من حديث عطية السعدي مرفوعا: فذكره" (1)
سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "لا يكون الرجل من المتقين"
4471 -
عن أنس أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم بعث ببراءة مع أبي بكر، فلما بلغ ذا الحليفة قال:"لا يبلغها إلا أنا أو رجل من أهل بيتي" فبعث بها مع عليّ.
قال الحافظ: وأخرج أحمد بسند حسن عن أنس: فذكره. قال الترمذي: حسن غريب" (2)
تقدم الكلام عليه في حرف الخاء فانظر حديث "خير، أنت صاحبي في الغار"
4472 -
"لا يبولنّ أحدكم في الماء الدائم، ولا يغتسل فيه من الجنابة"
قال الحافظ: وروى أبو داود النهي عنهما في حديث واحد ولفظه: فذكره" (3)
صحيح
أخرجه أبو عبيد في "الطهور"(152) وأحمد (2/ 433) وأبو داود (70) والحربي في "الغريب"(3/ 1139) وابن حبان (1257) والبغوي في "شرح السنة"(285)
عن يحيى بن سعيد القطان
وابن أبي شبة (1480) وابن ماجه (344)
عن أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر
وأبو عبيد (153)
عن بكر بن مضر المصري
ثلاثتهم عن محمد بن عجلان المدني قال: سمعت أبي يحدث عن أبي هريرة رفعه: فذكره.
واسناده حسن، محمد بن عجلان وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، وأبوه ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال النسائي: لا بأس به.
(1) 5/ 196 (كتاب البيوع- باب تفسير المشبهات)
(2)
9/ 388 (كتاب التفسير- سورة آل عمران- باب قوله: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [التوبة: 3])
(3)
1/ 361 (كتاب الوضوء- باب البول في الماء الدائم)
طريق أخرى: يرويها ابن عجلان أيضًا عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به مرفوعا.
أخرجه أبو عبيد (153)
عن بكر بن مضر
والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 15)
عن حَيوة بن شريح المصري
كلاهما عن ابن عجلان به.
وإسناده صحيح.
ولم ينفرد أبو الزناد به بل تابعه عبد الله بن عياش القِتْبَاني عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا "لا يبولنّ أحدكم في الماء الراكد، ولا يغتسل فيه جنب"
أخرجه الطحاوي عن إبراهيم بن منقذ العصفري ثني ادريس بن يحيى ثنا عبد الله بن عياش به.
وعبد الله بن عياش مختلف فيه: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن معين: ليس به بأس، وقال أبو داود والنسائي: ضعيف.
4473 -
"لا يبولن أحدكم في مستحمه، فإنّ عامة الوَسْوَاس منه"
قال الحافظ: أخرج أصحاب السنن وصححه ابن حبان والحاكم من طريق أشعث عن الحسن عن عبد الله بن مغفل رفعه: فذكره، قال الترمذي: غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث أشعث. وتُعقب بأنّ الطبري أخرجه من طريق إسماعيل بن مسلم عن الحسن أيضًا، وهذا التعقب وارد على الإطلاق وإلا فإسماعيل ضعيف" (1)
أخرجه عبد الرزاق (978) عن مَعْمر بن راشد أخبرني أشعث عن الحسن عن عبد الله بن مغفل مرفوعا "لا يبولنّ أحدكم في مستحمه ثم يتوضأ منه، فإنّ عامة الوسواس منه".
وأخرجه أحمد (5/ 56) وعبد بن حميد (505) عن عبد الرزاق به.
وأخرجه أبو داود (27) عن أحمد به.
(1) 10/ 209 (كتاب التفسير- سورة الفتح- باب قوله: {إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18])
وأخرجه البيهقي (1/ 98) وفي "الصغرى"(66)
عن أبي بكر بن داسة
والخطيب في "الموضح"(1/ 240)
عن أبي علي اللؤلؤي
قالا: ثنا أبو داود به.
وأخرجه الحاكم (1/ 167) والبيهقي (1/ 98) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي به.
وأخرجه أبو داود (27) وابن ماجه (304) وابن الجارود (35) وابن المنذر في "الأوسط"(1/ 331) والعقيلي (1/ 29) والطبراني في "الأوسط"(3029) والخطيب في "الموضح"(1/ 240) من طرق عن عبد الرزاق به.
ولم ينفرد عبد الرزاق به بل تابعه عبد الله بن المبارك أنبأ معمر أني أشعث بن عبد الله عن الحسن عن عبد الله بن مغفل به.
أخرجه أحمد (5/ 56) والبخاري في "التاريخ الأوسط"(2/ 32) و "الكبير"(1/ 1/ 429) والترمذي (21) وفي "العلل"(1/ 103) والنسائي (1/ 33) وفي "الكبرى"(36) والروياني (907) وابن حبان (1255) والحاكم (1/ 167 و 185) من طرق عن ابن المبارك به.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أشعث بن عبد الله إلا معمر"
وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث أشعث بن عبد الله ويقال له أشعث الأعمى"
وقال في "العلل": سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: لا يعرف هذا الحديث إلا من هذا الوجه، ويرون أنّ أشعث هذا هو ابن جابر الحُدّاني، وروى معمر فقال: عن أشعث بن عبد الله عن الحسن"
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" (1)
قلت: أشعث هو ابن عبد الله بن جابر الحداني أبو عبد الله الأعمى البصري وقد ينسب
(1) وقال النووي: حسن" الخلاصة 1/ 156
إلى جده وثقه ابن معين والنسائي وغيرهما ولم يخرج له البخاري ومسلم شيئًا، وقول العقيلي عنه: في حديثه وهم، تعقبه الذهبي في "الميزان" فقال: ليس بمسلم إليه، وأنا أتعجب كيف لم يخرج له البخاري ومسلم.
ولم ينفرد به بل تابعه الحسين بن ذكوان البصري عن الحسن عن عبد الله بن مغفل قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البول في المغتسل.
أخرجه العقيلي (1/ 29) من طريق يحيى بن سعيد القطان عن الحسن بن ذكوان به.
قال يحيى: قيل له: أسمعته من الحسن؟ قال: لا.
وقال العقيلي: ولعله أخذه عن أشعث الحداني"
قلت: الحسن بن ذكوان مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.
واختلف فيه على الحسن البصري فرواه سعيد- ولم ينسب- عنه عن عبد الله بن مغفل موقوفًا.
أخرجه البيهقي (1/ 98) من طريق يزيد بن إبراهيم التُّسْتَري ثنا قتادة عن سعيد به.
وقتادة والحسن مدلسان وقد عنعنا، وسعيد لم أعرفه.
واختلف فيه على قتادة، فرواه سعيد بن بشير الأزدي عن قتادة عن الحسن عن عبد الله بن مغفل مرفوعا.
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2669)
وسعيد بن بشير مختلف فيه.
طريق أخرى: يرويها يزيد بن زُرَيع عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن عقبة بن صُهبان عن عبد الله بن مغفل قال: نُهِيَ أو زُجِرَ أن يبال في المغتسل"
أخرجه الحاكم (1/ 185) وعنه البيهقي (1/ 98)
هكذا رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة بصيغة تدل على الرفع: نُهي أو زُجر.
وخالفه شعبة فرواه عن قتادة أنّه سمع عقبة بن صهبان يقول: سمعت عبد الله بن مغفل يقول: البول في المغتسل يُخاف منه الوسواس. موقوف
أخرجه ابن أبي شيبة (1180)
عن شبابة بن سوَّار الفزاري
والبيهقي (1/ 98)
عن عمرو بن مرزوق الباهلي البصري
قالا: ثنا شعبة به.
وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
4474 -
"لا يتحدث الناس أنّ محمدا يقتل أصحابه"
سكت عليه الحافظ (1).
أخرجه البخاري (فتح 10/ 274 - 275) من حديث جابر.
4475 -
"لا يتفرق بَيِّعان إلا عن رضا"
قال الحافظ: وروي الطبري من مرسل أبي قِلابة أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، ورجاله ثقات" (2)
مرسل
أخرجه الطبري في "تفسيره"(5/ 34) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا ابن عُلية ثنا أيوب عن أبي قلابة رفعه "يا أهل البقيع" فسمعوا صوتا، ثم قال "يا أهل البقيع" فاشرابوا ينظرون حتى عرفوا أنّه صوته، ثم قال "يا أهل البقيع لا يتفرقنّ بيعان إلا عن رضا"
ورجاله ثقات كما قال الحافظ إلا أنّه قد اختلف فيه على أبي قلابة، فرواه خالد الحذاء عن أبي قلابة قال: قال أنس: مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل البقيع، فقال "يا أهل البقيع" فاشرابوا، فقال "يا أهل البقيع لا يفترقن بيعان إلا عن رضا"
أخرجه البيهقي (5/ 271) من طريق الحسن بن مكرم البغدادي ثنا علي بن عاصم أنا خالد الحذاء به.
والأول أصح، وعلي بن عاصم هو ابن صهيب الواسطي مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.
وللحديث شواهد سيأتي الكلام عليها عند حديث "لا يفترق اثنان إلا عن رضا"
(1) 5/ 438 (كتاب الشرب- باب شرب الأعلى إلى الكعبين)
و9/ 405 (كتاب التفسير: سورة براءة- باب قوله {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [التوبة: 80])
و12/ 343 (كتاب الطب- باب السحر)
(2)
5/ 192 (كتاب البيوع- باب ما جاء في قول الله تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ} [الجمعة: 10])
4476 -
أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم أمر بدفن الشعر والأظفار وقال: "لا يتلعب به سحرة بني آدم"
قال الحافظ: قال أحمد: وروي أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم أمر بدفن الشعر والأظفار وقال: فذكره. قلت: وهذا الحديث أخرجه البيهقي من حديث وائل بن حُجْر نحوه" (1)
ضعيف
أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 32) والبيهقي (2) في "الشعب"(6069) من طريق قيس بن الربيع عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بدفن الشعر والأظفار.
وإسناده ضعيف لضعف قيس بن الربيع، وعبد الجبار بن وائل لم يسمع من أبيه، قاله ابن معين وغيره.
4477 -
حديث علي رفعه "لا يتم بعد احتلام، ولا صمت يوم إلى الليل"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (3)
له عن علي طرق:
الأول: يرويه جويبر بن سعيد البلخي عن الضحاك بن مزاحم عن النزال بن سبرة عن علي واختلف عنه:
- فرواه مَعْمر بن راشد واختلف عنه:
• فقال عبد الرزاق (11450 و 13897): عن معمر عن جويبر عن الضحاك عن النزال عن علي مرفوعا "لا رضاع بعد الفصال، ولا وصال، ولا يتم بعد الحلم، ولا صمت إلى الليل، ولا طلاق قبل النكاح"
وأخرجه ابن ماجه (2049) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(5293 و1550) وابن عدي (2/ 545) وابن بشران (968) والبيهقي (7/ 461) من طرق عن عبد الرزاق به.
• وقال مطرف بن مازن الكناني: عن معمر عن عبد الكريم عن الضحاك عن النزال عن علي مرفوعا به.
(1) 12/ 467 (كتاب اللباس- باب قص الشارب)
(2)
وقال: هذا إسناد ضعيف"
وانظر "الآداب"(ص 383) له أيضًا.
(3)
8/ 149 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب أيام الجاهلية)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7327)
وقال: هكذا روى الحديث مطرف بن مازن عن معمر عن عبد الكريم، وهو ابن أبي المخارق، ورواه عبد الرزاق عن معمر عن جويبر عن الضحاك"
• ورواه سفيان الثوري عن معمر واختلف عنه:
فقال عبد الرزاق (11451 و 13898): عن الثوري عن جويبر عن الضحاك عن النزال عن علي موقوفًا.
وقال أيوب بن سويد الرملي: عن الثوري عن جويبر عن الضحاك عن النزال عن علي مرفوعا.
أخرجه الدارقطني في "العلل"(4/ 141 - 142) والبغوي في "شرح السنة"(2350)
وقال الدارقطني: الموقوف هو المحفوظ"
قلت: وأيوب بن سويد قال أحمد وأبو داود وغيرهما: ضعيف.
- ورواه هُشيم عن جويبر عن الضحاك عن النزال عن علي موقوفًا.
أخرجه سعيد بن منصور (1030)
وتابعه سعيد- وأظنه ابن محمد الوراق- عن جويبر عن الضحاك عن النزال ومسروق بن الأجدع عن علي موقوفًا.
أخرجه البيهقي (7/ 320 و 461)
وكذلك رواه حماد بن زيد وإسحاق بن الربيع عن جويبر موقوفًا.
قال الدارقطني: وهو المحفوظ" العلل 4/ 142
وقال العقيلي: الموقوف هو الصواب" الضعفاء 4/ 429
وقال عبد المؤمن بن خلف النسفي: سألت أبا علي صالح بن محمد عن حديث معمر فقال: جويبر لا يشتغل به، والحديث عن علي غير مرفوع" تاريخ بغداد 7/ 251
وقال البوصيري: إسناده ضعيف لاتفاقهم على ضعف جويبر بن سعيد" المصباح 2/ 126
ولم ينفرد الضحاك بن مزاحم به بل تابعه عبد الملك بن ميسرة الهلالي العامري عن النزال عن علي موقوفا.
أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 16 و 14/ 224) من طريق ليث بن أبي سليم عن عبد الملك به.
وإسناده ضعيف لضعف ليث.
الثاني: يرويه عبد الله بن خالد بن سعيد بن أبي مريم عن أبيه عن سعيد بن عبد الرحمن بن يزيد بن رُقَيش أنّه سمع شيوخا من بني عمرو بن عوف ومن خاله عبد الله بن أبي أحمد قال: قال علي: حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يتم بعد احتلام، ولا صمات يوم إلى الليل"
أخرجه أبو داود (2873) عن أحمد بن صالح المصري ثنا يحيى بن محمد المديني ثنا عبد الله بن خالد به.
ومن طريقه أخرجه البيهقي (6/ 57)
وأخرجه الطحاوي في "المشكل"(658)
عن عمر بن عبد العزيز بن عمران بن أيوب بن مِقْلاص الخزاعي أبي حفص
والعقيلي (4/ 428 - 429)
عن زكريا بن يحيى الحلواني
قالا: ثنا أحمد بن صالح به.
ولفظه "لا طلاق إلا من بعد نكاح، ولا عَتاق إلا من بعد ملك، ولا يتم بعد احتلام، ولا وفاء لنذر في معصية، ولا صمت يوم إلى الليل، ولا وصال في الصيام"
وأخرجه الطبراني (1) في "الأوسط"(292)
عن أحمد بن محمد بن رشدين بن سعد المصري
وفي "الصغير"(266)
عن إسماعيل بن الحسن الخفاف المصري
قالا: ثنا أحمد بن صالح به.
إلا أنّهما لم يذكرا "عن شيوخ من بني عمرو بن عوف"
(1) ومن طريقه أخرجه المزي (14/ 293)
قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عبد الله بن أبي أحمد إلا بهذا الإسناد، تفرد به أحمد بن صالح"
وقال العقيلي: هذا الحديث لا يتابع عليه يحيى بن محمد الجاري"
قلت: وهو مختلف فيه: وثقه العجلي، وقال ابن عدي: ليس بحديثه بأس.
وقال البخاري: يتكلمون فيه، وقال الذهبي في "الكاشف": ليس بالقوي.
واختلف فيه قول ابن حبان، فذكره في "الثقات" وقال: يغرب.
وذكره في "المجروحين": وقال: كان ممن ينفرد بأشياء لا يتابع عليها على قلة روايته، كأنّه كان يهم كثيرا، فمن هنا وقع المناكير في روايته، يجب التنكب عما انفرد من الروايات، وإن احتج به محتج فيما وافق الثقات لم أر بذلك بأسا.
وقال الحافظ في "التقريب": صدوق يخطئ.
وعبد الله بن خالد ذكره ابن شاهين في "الثقات" وقال: قال أحمد بن صالح: ثقة.
وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال، وقال الحافظ في "التقريب": مستور.
وأبوه خالد بن سعيد وثقه ابن حبان، وقال ابن المدينى: لا نعرفه، وقال ابن القطان: مجهول.
وسعيد بن عبد الرحمن وثقه أبو زرعة والنسائي وغيرهما.
وعبد الله بن أبي أحمد قال ابن سعد وأبو نعيم: له رؤية، وقال أحمد بن صالح المصري والعجلي: هو من كبار التابعين.
وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال (الوهم والإيهام 3/ 537)
الثالث: يرويه موسى بن عقبة المدني عن أبان بن تغلب عن إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس عن علي مرفوعا "لا رضاع بعد فصال، ولا يتم بعد حلم"
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6560) و"الصغير"(952) وفي "ما انتقاه ابن مردويه من حديثه"(124) عن محمد بن سليمان بن هارون الصوفي البغدادي ثنا محمد بن عبيد بن ميمون التبان المديني ثني أبي عن محمد بن جعفر بن أبي كثير عن موسى بن عقبة به.
ومن طريقه أخرجه الخطيب في "التاريخ"(5/ 299)
قال الطبراني: لم يروه عن أبان إلا موسى بن عقبة، ولا عن موسى إلا محمد بن جعفر، ولا عن محمد إلا عبيد التبان، تفرد به محمد بن سليمان"
قلت: ترجمه الخطيب في "التاريخ" ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا، ومحمد بن عبيد قال أبو حاتم: شيخ، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ، واحتج به البخاري.
وعبيد بن ميمون ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مستور.
والباقون كلهم ثقات.
الرابع: يرويه عبد الله بن زياد بن سمعان المدني عن محمد بن المنكدر عن طاوس عن ابن عباس عن علي مرفوعا "لا طلاق إلا من بعد ملك، ولا عتق إلا بعد ملك"
أخرجه ابن عدي (4/ 1445) والخطيب في "التاريخ"(9/ 455) وابن الجوزي في "العلل"(1060)
وقال: هذا حديث لا يصح، وعبد الله بن زياد بن سمعان قال يحيى: كان كذابا، وقال الدارقطني: هو متروك الحديث، وإنّما رواه ابن المنكدر مرسلًا وهو الصواب، وقد رواه عن ابن المنكدر عن جابر ولا يصح عن جابر"
وقال أبو زرعة وأبو حاتم: هذا الإسناد وهم" العلل 1/ 407
قلت: اختلف فيه على ابن المنكدر:
- فرواه ابن لَهيعة عن ابن المنكدر عن طاوس عن ابن عباس مرفوعا ولم يذكر عليا.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(11004) من طريق عمرو بن خالد الحراني ويحيى بن عبد الله بن بكير قالا: ثنا ابن لهيعة به.
قال أبو زرعة وأبو حاتم: هذا الإسناد وهم" العلل 1/ 407
قلت: وابن لهيعة قال الدارقطني وغيره: لا يحتج به.
- ورواه سفيان الثوري عن ابن المنكدر عمن سمع طاوسا يحدّث عن النبي-صلى الله عليه وسلم أنّه قال
…
مرسل.
أخرجه عبد الرزاق (11457) وابن أبي شيبة (5/ 16 و 14/ 224) وفي "مسنده"(المطالب 1725)
قال أبو زرعة وأبو حاتم: هذا هو الصحيح" العلل 1/ 407
وللحديث شاهد عن جابر مرفوعا "لا طلاق قبل نكاح، ولا عتق لمن لا يملك، ولا صمت يوم إلى الليل، ولا وصال في صيام، ولا رضاع بعد فطام، ولا يتم بعد حلم، ولا رهبانية فينا"
أخرجه ابن حبان في "المجروحين"(1/ 318) والسياق له وابن عدي (3/ 1221) وابن
الجوزي في "العلل"(1061) من طريق أبي سعد سعيد بن المَرْزُبان البقال عن يزيد الفقير عن جابر به.
قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، وأبو سعد البقال قال يحيى: ليس بشيء ولا يكتب حديثه، وقال الفلاس: متروك الحديث"
طريق أخرى: قال الطيالسي (ص 243): ثنا اليمان أبو حذيفة وخارجة بن مصعب فأما خارجة فحدثنا عن حرام بن عثمان عن أبي عتيق عن جابر، وأما اليمان فحدثنا عن أبي عبس عن جابر رفعه "لا رضاع بعد فصال، ولا يتم بعد احتلام، ولا عتق إلا بعد ملك، ولا طلاق إلا بعد النكاح، ولا يمين في قطيعة، ولا تعرب بعد هجرة، ولا هجرة بعد الفتح، ولا يمين لولد مع والد، ولا يمين لامرأة مع زوج، ولا يمين لعبد مع سيده، ولا نذر في معصية الله"
ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 319 - 320)
وأخرجه عبد الرزاق (15919)
عن مَعْمر بن راشد
وابن عدي (2/ 852 - 853)
عن أبي عمر حفص بن ميسرة الصنعاني
كلاهما عن حرام بن عثمان عن عبد الرحمن ومحمد ابني جابر عن أبيهما جابر به.
وأخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 357)
عن إسماعيل بن عياش
وأبو بكر الشافعي في "فوائده"(574)
عن مسلم بن خالد الزَّنْجي
وابن عدي (2/ 853) وأبو يعلى (المطالب 1766/ 2)
عن مطرف البكري
ثلاثتهم عن حرام بن عثمان عن أبي عتيق عن جابر.
وأخرجه البيهقي (7/ 319) من طريق أبي بكر بن عياش عن حرام بن عثمان عن ابني جابر عبد الرحمن ومحمد عن أبيهما وأبي عتيق عن جابر.
وهذه الأسانيد كلها ضعيفة، اليمان هو ابن المغيرة العَنَزِي قال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال البخاري وابن حبان: منكر الحديث.
وحرام بن عثمان قال مالك وابن معين: ليس بثقة.
4478 -
"لا يتنفس أحدكم في الإناء إذا كان يشرب منه"
قال الحافظ: وللحاكم من حديث أبي هريرة: فذكره" (1)
أخرجه الحاكم (4/ 139) ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ أنس بن عياض عن الحارث بن عبد الرحمن الدوسي عن عمه عن أبي هريرة مرفوعا "لا يتنفس أحدكم في الأناء إذا كان يشرب منه، ولكن إذا أراد أن يتنفس فليؤخره عنه ثم يتنفس".
وقال: هذا حديث صحيح الإسناد"
وأخرجه ابن ماجه (3427) ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا داود بن عبد الله عن عبد العزيز بن محمد عن الحارث بن أبي ذباب عن عمه عن أبي هريرة مرفوعا "إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الأناء، فإذا أراد أن يعود، فلينح الأناء ثم ليعد، إن كان يريد"
قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات وعم الحارث اسمه عبد الله بن عبد الرحمن بن الحارث" المصباح 4/ 47
قلت: الحارث بن عبد الرحمن هو ابن أبي ذباب وهو مختلف فيه.
وعمه اختلف في اسمه على أربعة أقوال:
1 -
عبد الله بن المغيرة بن أبي ذباب. قاله ابن حبان في "الثقات"(5/ 34) والذهبي في "الكاشف"(3/ 457)
2 -
عياض بن عبد الله بن أبي ذباب. قاله ابن مندة وذكره في الصحابة (الإصابة 7/ 188 - تهذيب التهذيب 2/ 148)
(1) 1/ 265 (كتاب الوضوء- باب لا يمسك ذكره يمينه إذا بال)
3 -
عبد الله بن عبد الرحمن بن الحارث. قاله البوصيري.
4 -
الحارث. ذكره المزي في "تهذيب الكمال" 5/ 254
4479 -
"لا يتوارث أهل ملتين"
سكت عليه الحافظ (1).
صحيح
ورد من حديث ابن عمرو ومن حديث جابر ومن حديث أسامة بن زيد ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عمر ومن حديث عائشة ومن حديث الشعبي مرسلًا ومن حديث الضحاك بن مزاحم مرسلًا.
فأما حديث ابن عمرو فأخرجه أبو داود (2911) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي ثنا حماد عن حبيب المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو رفعه "لا يتوارث أهل ملتين شتى"
وإسناده حسن، عمرو بن شعيب وأبوه صدوقان، والباقون ثقات، وحماد هو ابن سلمة.
وأخرجه ابن عدي (2/ 816)
عن غسان بن الربيع
والبغوي في "شرح السنة"(2232)
عن حجاج بن منهال البصري
قالا: ثنا حماد بن سلمة به
ولم ينفرد حبيب المعلم به بل تابعه غير واحد عن عمرو بن شعيب، منهم:
1 -
يعقوب بن عطاء بن أبي رباح.
أخرجه سعيد بن منصور (137) وأحمد (2/ 178) عن سفيان بن عُيينة عن يعقوب بن عطاء به.
ومن طريق سعيد بن منصور أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6319)
(1) 15/ 54 (كتاب الفرائض- باب لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم)
ومن طريق أحمد أخرجه المزي (32/ 356)
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6384) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(642) والبيهقي (6/ 218) والخطيب في "التاريخ"(5/ 290 و 8/ 407) من طرق عن ابن عيينة به.
قال النسائي: يعقوب بن عطاء ليس بالقوي في الحديث" تحفة الأشراف 6/ 319
قلت: وقال ابن معين وأبو زرعة: ضعيف.
2 -
عامر بن عبد الواحد الأحول.
أخرجه أحمد (2/ 195) والنسائي في "الكبرى"(6383) وابن عدي (5/ 1736) من طريق شعبة عن عامر به.
قال النسائي: عامر الأحول ليس بالقوي في الحديث" تحفة الأشراف 6/ 319
قلت: هو مختلف فيه، قواه ابن معين وغيره، وضعفه أحمد وغيره.
3 -
المثنى بن الصباح.
أخرجه ابن المبارك في "مسنده"(164) عن المثنى بن الصباح به.
وأخرجه ابن ماجه (2731) وابن عدي (6/ 2418) من طريق محمد بن رمح المصري أنبا ابن لَهيعة عن خالد بن يزيد عن المثنى بن الصباح به.
وإسناده ضعيف لضعف المثنى بن الصباح.
4 -
قتادة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو مرفوعا "لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم، ولا يتوارثون أهل ملتين"
أخرجه البيهقي (6/ 218) من طريق ابن وهب ثنا الخليل بن مرة عن قتادة به.
قال الحافظ: الخليل بن مرة واه" التلخيص 3/ 84
5 -
محمد بن سعيد عن عمرو بن شعيب أخبرني أبي عن جدي عبد الله بن عمرو رفعه "لا يتوارث أهل ملتين، والمرأة ترث من دية زوجها وماله، وهو يرث من ديتها ومالها، ما لم يقتل أحدهما صاحبه عمدا، فإن قتل أحدهما صاحبه عمدا لم ترث من ديته وماله شيئًا، وإن قتل صاحبه خطأ، ورث من ماله، ولم ترث من ديته".
أخرجه ابن ماجه (2736)
عن علي بن محمد الطنافسي
والدارقطني (4/ 72 - 73) والبيهقي (6/ 221) وفي "المعرفة"(9/ 104)
عن إسماعيل بن عبد الله بن ميمون العجلي
قالا: ثنا عبيد الله بن موسى ثنا حسن بن صالح عن محمد بن سعيد به.
- ورواه محمد بن يحيى الذهلي عن عبيد الله بن موسى واختلف عنه:
• فقال أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري: ثنا محمد بن يحيى عن عبيد الله بن موسى عن حسن بن صالح عن محمد بن سعيد به.
أخرجه الدارقطني (4/ 73) والبيهقي (6/ 221) وفي "المعرفة"(9/ 104)
• وقال ابن ماجه (2736): ثنا محمد بن يحيى عن عبيد الله بن موسى عن حسن بن صالح عن عمر بن سعيد.
والأول أصح.
قال الذهبي في "الكاشف": عمر بن سعيد عن عمرو بن شعيب وعنه الحسن بن صالح، صوابه محمد"
واختلف في محمد بن سعيد هذا:
فقال الدارقطني: محمد بن سعيد الطائفي ثقة"
وقال عبد الحق في "الأحكام": ومحمد بن سعيد هذا أظنه الصلت وهو متروك عند الجميع" نصب الراية 4/ 330
وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، محمد بن سعيد هو المصلوب، قال أحمد: حديثه موضوع، وقال مرّة: عمدا كان يضع الحديث، وقال أبو أحمد الحاكم: كان يضع الحديث" المصباح 3/ 148 - 149
6 -
الضحاك بن عثمان بن عبد الله المدني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا: فذكر نحو حديث محمد بن سعيد.
أخرجه الدارقطني (4/ 75 - 76) من طريق أحمد بن عبيد بن ناصح النحوي ثنا محمد بن عمر ثنا الضحاك بن عثمان به.
ومحمد بن عمر هو الواقدي متروك وكذبه غير واحد.
7 -
بكير بن عبد الله بن الأشج المدني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا: فذكر نحو حديث محمد بن سعيد.
أخرجه الدارقطني (4/ 76) من طريق أحمد بن عبيد بن ناصح البغدادي ثنا محمد بن عمر ثنا مخرمة بن بكير عن أبيه.
ومحمد بن عمر هو الواقدي.
8 -
داود بن أبي هند عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "لا يتوارث أهل ملتين"
أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 84) عن الحسن بن المثنى بن معاذ ثنا أبو عمر حفص بن عمر الضرير ثنا حماد بن سلمة عن داود به.
وإسناده حسن.
9 -
يحيى بن أبي أنيسة الجزري عن عمرو عن أبيه عن جده مرفوعا "لا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذي عهد في عهده، ولا يتوارث أهل ملتين"
أخرجه ابن عدي (7/ 2649)
ويحيى قال أحمد وغيره: متروك الحديث.
10 -
سوار بن مصعب الكوفي.
أخرجه البيهقي في "الدلائل"(5/ 86 - 87)
واختلف فيه على عمرو بن شعيب، فرواه ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن النبي-صلى الله عليه وسلم مرسلًا.
أخرجه عبد الرزاق (9857 و19305)
والأول أصح.
وأما حديث جابر فأخرجه الترمذي (2108) والطبراني في "الأوسط"(8461) من طريق أبي محصن حصين بن نمير الواسطي عن ابن أبي ليلى عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "لا يتوارث أهل ملتين"
قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه من حديث جابر إلا من حديث ابن أبي ليلى"
وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ابن أبي ليلى إلا أبو محصن"
قلت: وإسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
وأما حديث أسامة بن زيد فأخرجه ابن أبي شيبة (11/ 370) عن سفيان بن عُيينة
عن الزهري عن علي بن حسين عن عمرو بن عثمان عن أسامة مرفوعا "لا تتوارث الملتان المختلفتان"
وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات.
ولم ينفرد ابن عيينة به بل تابعه غير واحد عن الزهري به، منهم:
1 -
هُشيم عن الزهري عن علي بن حسين عن عمرو بن عثمان عن أسامة مرفوعا "لا يتوارث أهل ملتين"
قال هشيم: سمعته أو أخبرته عنه.
أخرجه سعيد بن منصور (136) وأحمد في "العلل"(1/ 341) عن هشيم به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6381 و 6382) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 266) ومحمد بن هارون الحضرمي في "الفوائد"(15 - منتقاه للمزي) وأبو بكر الشافعي في "فوائده"(35) والطبراني في "الكبير"(391) وابن عبد البر في "التمهيد"(9/ 171) من طرق عن هشيم به.
واختلف فيه على هشيم، فرواه علي بن المديني عن هشيم فلم يذكر علي بن الحسين.
أخرجه البيهقي في "المعرفة"(9/ 145 - 146)
والأول أصح.
قال أحمد: لم يسمعه هشيم من الزهري"
وقال النسائي: لم يتابع هشيم على قوله: لا يتوارث أهل ملتين" تحفة الأشراف 1/ 56
كذا قال، وقد تابعه ابن عيينة وغيره.
2 -
سفيان بن حسين الواسطي عن الزهري عن علي بن حسين عن عمرو بن عثمان عن أسامة به مرفوعا وزاد "ولا يرث مسلم كافرا، ولا كافر مسلما، ثم قرأ {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73)} [الأنفال: 73] "
أخرجه أبو بكر الشافعي (44) والحاكم (2/ 240)
وقال: صحيح الإسناد"
قلت: قال ابن معين وغيره: سفيان بن حسين ضعيف الحديث عن الزهري.
3 -
مالك بن أنس.
أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(9/ 171 - 172) من طريق عمرو بن مرزوق الباهلي البصري عن مالك.
وقال: ولا يصح ذلك لمالك"
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه البزار (كشف 1384) وابن عدي (5/ 1675 - 1676 و 1676) والدارقطني (4/ 69) والبيهقي (10/ 163) وفي "الصغرى"(4202 و 4203) من طرق (1) عن عمر بن راشد بن صخرة اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا "لا يتوارث أهل ملتين شتى، ولا تجوز شهادة ملة على ملة، إلا ملة محمد فإنها تجوز على غيرهم"
قال البزار: تفرد به عمر بن راشد وهو لين الحديث" التلخيص 3/ 84
وقال الدارقطني: عمر بن راشد ليس بالقوي"
وقال البيهقي: عمر بن راشد هذا ليس بالقوي قد ضعفه أحمد وابن معين وغيرهما من أئمة أهل النقل"
وقال أيضًا: تفرد به عمر وليس بالقوي"
وقال الهيثمي: وفيه عمر بن راشد وهو ضعيف عند الجمهور، ووثقه العجلي" المجمع 4/ 225
وقال البوصيري: مدار أسانيد هذا الحديث على عمر بن راشد، وهو ضعيف، ضعفه أحمد وابن معين والبخاري، وقال ابن حبان: يضع الحديث ولا يحل ذكره إلا على سبيل القدح فيه" إتحاف الخيرة 7/ 229
وأما حديث ابن عمر فأخرجه الخطيب في "التاريخ"(9/ 30) من طريق سليمان بن
(1) رواه عبد الرزاق بن همام الصنعاني وعلي بن الجعد الجوهري والأسود بن عامر الشامي والحسن بن موسى الأشيب عن عمر بن راشد هكذا، ورواه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير عن عمر بن راشد فلم يذكر أبا هريرة.
أخرجه مسدد في "مسنده"(إتحاف الخيرة 6773)
الحكم بن عوانة الكلبي عن القاسم بن الوليد عن سنان بن الحارث عن طلحة بن مصرف عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا "لا يتوارث أهل ملتين"
وأخرجه الطبراني في "الأحاديث الطوال"(59) من هذا الطريق مطولًا.
وسليمان بن الحكم مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.
لكنه / ينفرد به بل تابعه عُبيدة بن الأسود الكوفي ثنا القاسم بن الوليد به.
أخرجه ابن حبان (1)(5996)
وأما حديث عائشة فأخرجه البخاري في "الكبير"(2)(نصب الراية 3/ 395 و 4/ 335) و "الأوسط"(تخريج أحاديث المختصر 1/ 524) وابن أبي عاصم في "الديات"(ص 58 - 59) وابن نصر في "السنة"(282) وأبو يعلى (4757) والدارقطني (3/ 131) والبيهقي (8/ 29 - 30) والخطيب في "الموضح"(2/ 415) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 523 - 524) من طرق عن عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي البصري ثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن مَوْهَب قال: سمعت مالك بن محمد بن عبد الرحمن قال: سمعت عَمْرة بنت عبد الرحمن تحدث عن عائشة أنّها قالت: وجدت في قائم سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم-كتابا: فذكرت الحديث وفيه: ولا يتوارث أهل ملتين"
قال الحافظ: هذا حديث حسن"
وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير مالك بن أبي الرِّجَال وقد وثقه ابن حبان، ولم يضعفه أحد" المجمع 6/ 292
قلت: وقال أبو حاتم: هو أحسن حالًا من أخويه حارثة وعبد الرحمن" الجرح 4/ 1/ 216
وعبيد الله بن عبد الرحمن مختلف فيه ولم يخرج له الشيخان شيئًا.
وعبيد الله بن عبد المجيد قال ابن معين وغيره: ليس به بأس.
وأما حديث الشعبي فله عنه طريقان:
الأول: يرويه سفيان الثوري عن طارق بن عبد الرحمن عن الشعبي مرفوعا "لا يتوارث أهل ملتين مختلفتين"
(1) انظر حديث "الولد للفراش وبفي العاهر الأثلب"
(2)
سقط من إسناده: عن مالك بن محمد بن عبد الرحمن.
أخرجه عبد الرزاق (9871)
وطارق بن عبد الرحمن هو البجلي وثقه ابن معين وجماعة، وتكلم فيه أحمد وغيره.
الثاني: يرويه أبو نعيم الفضل بن دُكين ثنا حسن عن عيسى الخياط عن الشعبي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر قالوا: لا يتوارث أهل دينين"
أخرجه الدارمي (2995)
وعيسى الخياط أظنه عيسى بن أبي عيسى الحفاظ الغفاري قال ابن معين وغيره: ضعيف، وقال الفلاس وغيره: متروك الحديث.
وأما حديث الضحاك فأخرجه سعيد بن منصور (139) عن هشيم أنا جويبر عن الضحاك مرفوعا "لا يتوارث أهل ملتين شتى"
وجويبر هو ابن سعيد البلخي ضعفوه.
4480 -
حديث سعد رفعه "لا يثبت على لأوائها أحد إلا كنت له شهيدا أو شفيعا"
قال الحافظ: أخرجه مسلم" (1)
أخرجه مسلم (1374) عن أبي سعيد و (1377) عن ابن عمر و (1378) عن أبي هريرة.
4481 -
"لا يجتمع ملأ فيدعو بعضهم ويؤمن بعضهم إلا أجابهم الله تعالى"
قال الحافظ: وأخرج الحاكم عن حبيب بن مسلمة الفهري: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره" (2)
ضعيف
أخرجه الطبراني في "الكبير"(3536) عن بشر بن موسى الأسدي ثنا أبو عبد الرحمن المقري ثنا ابن لهيعة ثني ابن هبيرة عن حبيب بن مسلمة الفهري وكان مستجابا أنّه أُمر على جيش فدرب الدروب فلما لقي العدو قال للناس: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يجتمع ملأ فيدعو بعضهم ويؤمن سائرهم إلا أجابهم الله"
ثم إنّه حمد الله وأثنى عليه فقال: اللهم احقن دمائنا واجعل أجورنا أجور الشهداء.
(1) 14/ 220 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار)
(2)
13/ 456 (كتاب الدعوات- باب التأمين)
فبينا هم على ذلك إذ نزل الهنباط أمير العدو فدخل حبيب سرادقه.
قال الطبراني: الهنباط بالرومية صاحب الجيش"
وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة وهو حسن الحديث" المجمع 10/ 170
قلت: هو ضعيف كما قال ابن معين وغيره، واختلفوا في رواية العبادلة ابن وهب وابن المبارك وابن يزيد المقري وابن مسلمة القعنبي عنه فقواها بعضهم، وضعفها آخرون.
وباقي رجال الإسناد كلهم ثقات إلا أنّ ابن هبيرة واسمه عبد الله لم يذكر سماعا من حبيب بن مسلمة فلا أدري أسمع منه أم لا، وحبيب بن مسلمة مختلف في صحبته.
4482 -
"لا يجتمعان في النار، مسلم قتل كافرا ثم سدّد المسلم وقارب"
قال الحافظ: أخرجه أحمد والنسائي والحاكم من طريق أخرى عن أبي هريرة مرفوعا: فذكره" (1)
أخرجه مسلم (3/ 1505) من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "لا يجتمعان في النار اجتماعا يضرّ أحدهما الآخر" قيل: من هم يا رسول الله؟ قال "مؤمن قتل كافرا ثم سدّد"
4483 -
عن أنس أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت فقال له "كيف تجدك؟ " فقال: أرجو الله وأخاف ذنوبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يجتمعان في قلب عبد في هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وآمنه مما يخاف"
قال الحافظ: أخرجه الترمذي" (2)
صحيح
أخرجه ابن ماجه (4261) والترمذي (983) وفي "العلل"(1/ 401) والبيهقي في "الآداب"(1147) وفي "الشعب"(970) من طريق سَيَّار بن حاتم ثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت، فقال "كيف تجدك؟ " قال: والله يا رسول الله إني أرجو الله وإني أخاف ذنوبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن، إلا أعطاه الله ما يرجو، وآمنه مما يخاف".
(1) 6/ 379 (كتاب الجهاد- باب الكافر يقتل المسلم ثم يسلم)
(2)
14/ 82 (كتاب الرقاق- باب الرجاء مع الخوف)
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب"
وقال المنذري: إسناده حسن فإنّ جعفرا صدوق صالح احتج به مسلم ووثقه النسائي وتكلم فيه الدارقطني وغيره" الترغيب 4/ 268
قلت: وهو كما قالا، وسيار بن حاتم هو العَنَزي أبو سلمة البصري وثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان" و"المغني": صالح الحديث، وقال في "الكاشف": صدوق، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق له أوهام، وضعفه بعضهم.
ولم ينفرد به بل تابعه غير واحد عن جعفر بن سليمان الضُّبَعي به، منهم:
1 -
يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(6/ 292) والبيهقي في "الشعب"(971)
والحماني ذكره أبو زرعة والنسائي والعقيلي والبخاري في الضعفاء.
2 -
محمد بن أبي الشوارب.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(6/ 292) ثنا محمد بن المظفر ثنا عيسى بن سليمان البصري ثنا محمد بن أبي الشوارب.
وإسناده حسن، محمد بن المظفر ثقة. له ترجمة في "اللسان" 5/ 383، سير الأعلام 16/ 418
وعيسى بن سليمان ترجمه الخطيب (11/ 174) وقال: كان ثقة.
وابن أبي الشوارب هو محمد بن عبد الملك وثقه النسائي وغيره (التهذيب 9/ 316)
3 -
الحسن بن عمر بن شقيق الجَرْمي ثنا جعفر بن سليمان عن ثابت قال: أحسبه، عن أنس.
أخرجه أبو يعلى (3417) وعنه ابن السني في "اليوم والليلة"(539)
وإسناده حسن، الحسن بن عمر بن شقيق صدوق. قاله البخاري وأبو حاتم وصالح جزرة، وقال أبو زرعة: لا بأس به.
وخالفهم عبد السلام بن مُطهَّر البصري فرواه عن جعفر بن سليمان عن ثابت مرسلًا.
أخرجه البغوي في "شرح السنة"(1456)
والأول أصح، ولم يتفرد جعفر بن سليمان به بل تابعه حماد بن سلمة عن ثابت قال: أحسبه، عن أنس به.
أخرجه أبو يعلى (3303) ثنا الحسن بن عمر بن شقيق ثنا حماد بن سلمة به.
وإسناده حسن، الحسن بن عمر صدوق كما تقدم، وحماد وثابت ثقتان.
طريق أخرى: يرويها يعلي بن عبيد الطنافسي عن إسماعيل بن أبي خالد عن نفيع عن أنس به.
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 144 - 145)
وإسناده ضعيف جدًا، نفيع هو ابن الحارث أبو داود الأعمى قال ابن عبد البر: أجمعوا على ضعفه، وكذبه بعضهم، وأجمعوا على ترك الرواية عنه.
4484 -
"لا يجد العبد صريح الإيمان حتى يحبّ لله ويبغض لله"
قال الحافظ: وله (أي أحمد) عن عمرو بن الجَمُوح بلفظ: فذكره" (1)
ضعيف
أخرجه أحمد وابنه (3/ 430) عن الهيثم بن خارجة المروذي ثنا رِشْدين بن سعد عن عبد الله بن الوليد عن أبي منصور مولى الأنصار عن عمرو بن الجموح مرفوعا "لا يحق العبد حق صريح الإيمان حتى يحب لله تعالى ويبغض لله، فإذا أحب لله تبارك وتعالى وأبغض لله تبارك وتعالى فقد استحق الولاء من الله، وإنّ أوليائي من عبادي وأحبائي من خلقي الذين يذكرون بذكري وأذكر بذكرهم".
قال الهيثمي: وفيه رشدين بن سعد، وهو منقطع ضعيف" المجمع 1/ 89
قلت: هو رشدين بن سعد بن مفلح بن هلال المَهْري أبو الحجاج المصري وهو ضعيف الحديث، قاله الفلاس وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وابن قانع والدارقطني وأبو داود.
وعبد الله بن الوليد هو ابن قيس بن الأخْرم التُّجِيبي المصري ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: لا يعتبر به، وقال الحافظ في "التقريب": لين الحديث.
(1) 1/ 52 - 53 (كتاب الإيمان- باب الإيمان)
وأبو منصور مولى الأنصار ذكره الحافظ في "التعجيل" وقال: ذكره البخاري (1) وذكر أنّه كان قاضي أفريقية، وذكر أنّ حديثه مرسل، يعني أنّه لم يلق عمرو بن الجموح.
واختلف على الهيثم بن خارجة في اسم الصحابي، فرواه أحمد بن علي الأبار عن الهيثم بن خارجة وسمى الصحابي: عمرو بن الحَمِق.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(655)
وقال: لا يُروى هذا الحديث عن عمرو بن الحمق إلا بهذا الإسناد، تفرد به رشدين"
4485 -
حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه "لا يجوز عطية امرأة في مالها إلا بإذن زوجها"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي" (2)
حسن
أخرجه ابن المبارك في "مسنده"(210) وأحمد (2/ 179 و 207) وأبو داود (3547) والنسائي (5/ 49 و 6/ 236) وفي "الكبرى"(2320 و 6591 و 6592) والبيهقي (6/ 60)
عن حسين بن ذكوان المعلم
والطيالسي (ص 299) وأحمد (2/ 221) وأبو داود (3546) والنسائي (6/ 236) وفي "الكبرى"(6589 و 6590) والحاكم (2/ 47) والبيهقي (6/ 60) وفي "معرفة السنن"(8/ 268)
عن حبيب المعلم
وأحمد (2/ 184) وأبو داود (3546) والنسائي (6/ 236) وفي "الكبرى"(6589 و 6590) والطبراني في "الأوسط"(2585) والحاكم (2/ 47) والبيهقي (6/ 60)
عن داود بن أبي هند
وابن ماجه (2388)
عن المثنى بن الصباح
كلهم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "لا يجوز لامرأة عطية إلا بإذن زوجها"
(1) في "الكنى"(ص 71)
(2)
6/ 145 (كتاب الهبة- باب هبة المرأة لغير زوجها)
وفي لفظ "لا يجوز للمرأة أمر في مالها إذا ملك زوجها عصمتها"
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد"
وأسند إلى محمد بن علي بن حمدان الوراق قال: قلت لأحمد بن حنبل: عمرو بن شعيب سمع من أبيه شيئًا؟ فقال: هو عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو وقد صحّ سماع عمرو بن شعيب من أبيه شعيب، وصحّ سماع شعيب من جده عبد الله بن عمرو"
وأسند البيهقي إلى الشافعي قال: سمعناه وليس بثابت"
قال البيهقي: الطريق في هذا الحديث إلى عمرو بن شعيب صحيح"
قلت: وعمرو بن شعيب وأبوه صدوقان كما في "التقريب" فالإسناد حسن.
وله شاهد مرسل أخرجه مسدد (المطالب 1544) عن سفيان بن عيينة عن سليمان الأحول عن مجاهد قال: إنّ النبي-صلى الله عليه وسلم بعث مناديا فنادى في يوم فتح مكة: لا وصية لوارث، والولد للفراش، ولا تجوز لامرأة عطية إلا بإذن زوجها"
ورجاله ثقات.
4486 -
عن علي أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم قال له: "لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق"
قال الحافظ: وقد ثبت في صحيح مسلم (78) عن علي فذكره" (1)
ولفظه: قال علي: والذي فلق الحَبّة وبَرَأ النَّسَمَة إنّه لعهد النبي الأمي-صلى الله عليه وسلم إليّ "أن لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق"
4487 -
حديث علي قال: والذي فلق الحَبَّة وبَرَأَ النَّسَمَة إنّه لعهد النبي-صلى الله عليه وسلم أن:- "لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (78)، وله شاهد من حديث أم سلمة عند أحمد" (2)
حديث أم سلمة أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 77) وأحمد (6/ 292) وفي "الفضائل"(1169) وابن أبي عاصم في "السنة"(1319) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(6/ 292) وفي "زيادات الفضائل"(1102 و 1169) والترمذي (5/ 635) وفي "العلل"(2/ 940) وأبو يعلى (6904 و 6931) والطبراني في "الكبير"(23/ 374 - 375 و 375) والآجري في "الشريعة"(1532) والقطيعي في "زيادات الفضائل"(1059) وابن شاهين في
(1) 1/ 70 (كتاب الإيمان- باب علامة الإيمان حب الأنصار)
(2)
8/ 72 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب علي بن أبي طالب)
"السنة"(127) وأبو نعيم في "فضائل" الخلفاء" (66) والمزي (15/ 232 و 232 - 233) من طرق عن محمد بن فضيل بن غزوان الكوفي ثنا أبو نصر عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري ثني مساور الحميري عن أمّه قالت: سمعت أم سلمة تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعليّ "لا يبغضك مؤمن، ولا يحبك منافق"
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه"
قلت: مساور الحميري ذكره الذهبي في "الميزان" فقال: فيه جهالة، والخبر منكر.
وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.
4488 -
حديث مَعْمر بن عبد الله مرفوعا: "لا يحتكر إلا خاطىء"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (3/ 1228")(1)
4489 -
"لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان"
قال الحافظ: وروى أحمد بإسناد حسن من حديث أبي بكر الصديق نفسه أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم بعثه: فذكره" (2)
سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي"
4490 -
"لا يحرم الحرام الحلال، وإنّما يحرم ما كان بنكاح حلال"
قال الحافظ: أخرجه الدارقطني والطبراني من حديث عائشة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يتبع المرأة حراماً ثم ينكح ابنتها، أو البنت ثم ينكح أمها، قال: فذكره، وفي إسنادهما عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي وهو متروك، وقد أخرج ابن ماجه طرفا منه من حديث ابن عمر "لا يحرم الحرام الحلال" وإسناده أصلح من الأول" (3)
ضعيف
روي من حديث عائشة ومن حديث ابن عمر
فأما حديث عائشة فأخرجه ابن حبان في "المجروحين"(2/ 98 - 99) والطبراني في "الأوسط"(4800 و 7220) وابن عدي (5/ 1808) والدراقطني (3/ 267 و 268) والبيهقي (7/ 169) وفي "الصغرى"(2449 و2450) من طرق عن عثمان بن عبد الرحمن الزهري
(1) 5/ 251 (كتاب البيوع- باب ما يذكر في بيع الطعام والحكرة)
(2)
2/ 12 (كتاب الصلاة- باب وجوب الصلاة في الثياب)
(3)
11/ 59 - 60 (كتاب النكاح- باب ما يحل من النساء وما يحرم)
الوقّاصي عن ابن شهاب الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل زنا بامرأة، فأراد أن يتزوجها أو ابنتها، قال "لا يحرم الحرام الحلال، إنّما يحرم ما كان بنكاح"
وفي لفظ "أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يتبع المرأة حراما، ثم ينكح ابنتها، أو يتبع الابنة، ثم ينكح أمها، قال "لا يحرم الحرام الحلال"
قال ابن عدي: لا يرويه عن الزهري إلا الوقاصي، وعامة أحاديثه مناكير إما إسناده أو متنه منكرا"
وقال البيهقي: تفرد به الوقاصي وهو ضعيف، قاله ابن معين وغيره من أئمة الحديث"
وقال في "المعرفة"(10/ 115): هذا لا يصح، عثمان هذا ضعيف لا يحل الاعتماد على ما يرويه"
وقال الهيثمي: وفيه عثمان بن عبد الرحمن الزهري وهو متروك" المجمع 4/ 268 - 269.
وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن ماجه (2015) والدارقطني (3/ 268) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 163) والبيهقي (7/ 168) وفي "الصغرى"(2448) وفي "المعرفة"(10/ 114 - 115) والخطيب في "التاريخ"(7/ 182) من طريق إسحاق بن محمد الفَرْوي ثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "لا يحرم الحرام الحلال"
قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر العمري" المصباح 2/ 123
قلت: هو مختلف فيه: وثقه أحمد بن صالح وغيره، وضعفه ابن المديني وغيره.
والفروي مختلف فيه كذلك، قواه ابن حبان، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني: ضعيف.
4491 -
حديث أم سلمة "لا يحرم من الرضاع إلا ما فتق الأمعاء"
قال الحافظ: أخرجه الترمذي وصححه" (1)
تقدم الكلام عليه فانظر حديث "لا رضاع إلا ما فتق الأمعاء"
(1) 11/ 51 (كتاب النكاح - باب من قال لا رضاع بعد حولين)
4492 -
"لا يحل الكذب إلا في ثلاث: تحدث الرجل امرأته ليرضيها، والكذب في الحرب، وفي الاصلاح بين الناس"
قال الحافظ: أخرجه الترمذي من حديث أسماء بنت يزيد مرفوعا" (1)
يرويه شهر بن حوشب واختلف عنه:
- فرواه عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم عن شهر بن حوشب واختلف عنه:
• فقال غير واحد: عن ابن خثيم عن شهر عن أسماء بنت يزيد مرفوعا.
منهم:
1 -
سفيان الثوري (2).
أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 84 - 85) وإسحاق (2293) وأحمد (6/ 459 و 460 - 461) والترمذي (1939) والطحاوي في "المشكل"(2913) والطبراني في "الكبير"(24/ 165 - 166) والكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 339) والبيهقي في "الشعب"(10587) والخطيب في "المتفق والمفترق"(1001)
2 -
داود بن عبد الرحمن العطار.
أخرجه ابن وهب في "الجامع"(532) وأحمد (6/ 454) وابن أبي الدنيا في "العيال"(575) وفي "المداراه"(163) وفي "الصمت"(499) والخرائطي في "المكارم"(1/ 406) وفي "المساوئ"(161) والطبراني في "الكبير"(24/ 166 - 167) وابن عدي (1/ 54) وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 22) وابن عبد البر في "التمهيد"(16/ 249 - 250)
3 -
زهير بن معاوية الكوفي.
أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 1/436) والطبراني في "الكبير"(24/ 166) ومحمد بن مخلد في "حديثه"(6)
4 -
يحيى بن سليم الطائفي.
أخرجه الطبراني (24/ 164 - 165)
(1) 6/ 499 - 500 (كتاب الجهاد- باب الكذب في الحرب)
(2)
هكذا رواه أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري وعبد الرزاق بن همام الصنعاني وبشر بن السري وقبيصة بن عقبة الكوفي وعباد بن موسى أبو عقبة البصري عن سفيان.
وخالفهم سفيان بن عقبة السوائي فرواه عن سفيان عن ليث عن شهر عن أسماء.
أخرجه الطبري (ص 127)
والأول أصح.
5 -
عبد الرحيم بن سليمان الكناني.
أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(مسند علي ص 128) والطحاوي في "المشكل"(2915)
6 -
الفضل بن العلاء الكوفي.
أخرجه البغوي في "شرح السنة"(3540)
7 -
إسماعيل بن عياش.
أخرجه أبو يعلى (المطالب 2648/ 3)
• وقال عبد الله بن واقد الهروي الخراساني: عن ابن خثيم عن أبي الطفيل مرفوعا.
أخرجه الطبري (ص 124) والطحاوي (2914) من طريق محمد بن كثير المصيصي ثنا عبد الله بن واقد به.
والأول أصح، ومحمد بن كثير مختلف فيه.
قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه من حديث أسماء إلا من حديث ابن خثيم"
وقال الطحاوي: مدار الحديث على ابن خثيم، وهو رجل مطعون في روايته منسوب إلى سوء الحفظ وإلى قلة الضبط ورداءة الأخذ"
قلت: حديثه في مرتبة الحسن.
- ورواه داود بن أبي هند عن شهر بن حوشب واختلف عنه:
• فقال غير واحد: عن داود عن شهر عن النبي-صلى الله عليه وسلم-مرسلًا.
منهم:
1 -
يحيى بن زكريا بن أبي زائدة.
أخرجه الترمذي (4/ 331)
2 -
عباد بن العوام الواسطي.
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(502)
3 -
معتمر بن سليمان التيمي.
أخرجه الطبري (ص 126)
4 -
عبد الأعلي بن عبد الأعلى السامي.
أخرجه إسحاق في "مسنده"(2294) والطبري (ص 126 - 127)
5 -
أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي.
أخرجه إسحاق (2295)
• وقال مسلمة بن علقمة المازني: عن داود عن شهر عن الزبرقان عن النواس بن سمعان.
أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 1/436) وأبو يعلى (المطالب 2648/ 1) والطبري (ص 125) والخرائطي في "المساوئ"(162 و 187) وفي "المكارم"(1/ 405) وابن الأعرابي (ق 160/ ب) وابن السني في "اليوم والليلة"(612) والبيهقي في "الشعب"(10586)
ومسلمة مختلف فيه.
• وقال أبو عاصم عبيد الله بن عامر: عن داود عن شهر عن أبي هريرة.
أخرجه الطبري (ص 128) عن محمد بن سنان القزاز ثنا عبيد الله بن عامر به.
ومحمد بن سنان مختلف فيه، وعبيد الله بن عامر لم أقف له على ترجمة.
وللحديث شاهد من حديث أم كلثوم ابنة عقبة أخرجه مسلم (2605) وغيره.
وآخر من حديث عائشة أخرجه الطبري (123)
وفيه يحيى بن خليف بن عقبة قال الذهبي في "الميزان": منكر الحديث، ومن أنكر ما عنده: فذكر هذا الحديث.
وفيه طلحة بن يحيى بن طلحة مختلف فيه.
4493 -
"لا يحل أن يجلد فوق عشرة أسواط إلا في حد"
قال الحافظ: سنده قوي لكنّه مرسل أخرجه الحارث بن أبي أسامة من رواية عبد الله بن أبي بكر بن الحارث بن هشام رفعه: فذكره، وله شاهد عن أبي هريرة عند ابن ماجه" (1)
مرسل
(1) 15/ 192 - 193 (كتاب الحدود- باب كم التعزير والأدب)
أخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 519) عن هُدبة بن خالد البصري ثنا همام ثنا يحيى بن أبي كثير عن المهاجر بن عكرمة أنّ عبد الله بن أبي بكر بن الحارث بن هشام حدّثه وكان له غلمان في قرية من قرى الروم، فاقتتلوا فضرب كل واحد منهم ثلاثة أسياط، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يحل لأحد أن يضرب عشرة أسواط إلا في حد"
والمهاجر بن عكرمة هو ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام القرشي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: ليس بالمشهور، وقال الخطابي: هو عند الثوري وابن المبارك وأحمد وإسحاق مجهول.
وعبد الله بن أبي بكر هو ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام القرشي ذكره ابن خلفون في "الثقات" وقال: وثقه ابن عبد الرحيم، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق.
والباقون ثقات.
وأخرجه الحارث أيضًا (518) عن عبد العزيز بن أبان الأموي السعيدي ثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن المهاجر بن عكرمة عن عبد الله بن أبي بكر رفعه "لا يحل لمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر أن يجلد أكثر من عشرة أسواط إلا في حد"
وعبد العزيز بن أبان قال ابن معين: كذاب خبيث يضع الحديث، وقال أبو حاتم وغيره: متروك الحديث.
لكنّه لم ينفرد به بل تابعه أبو نعيم الفضل بن دُكين ثنا هشام به.
أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 117) ومن طريقه البيهقي (8/ 328)
قال يعقوب: ورواه بعض من لا يوثق بروايته فقال: إنّ عبد الله بن أبي بكر الصديق حدّثه، وإنّما هو عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم"
كذا قال، وإنّما هو ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام كما تقدم.
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن ماجه (2602) عن هشام بن عمار ثنا إسماعيل بن عياش ثنا عباد بن كثير عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا "لا تعزروا فوق عشرة أسواط"
قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، عباد بن كثير الثقفي قال فيه أحمد بن حنبل: روي أحاديث كذب لم يسمعها، وقال البخاري: تركوه، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث وفي حديثه عن الثقات إنكار، وقال النسائي: متروك الحديث" المصباح 3/ 115
4494 -
"لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن"
قال الحافظ: وقد أخرج الترمذي من حديث أبي أمامة رفعه: فذكره، الحديث وفيه "وفيهنّ أنزل الله {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} [لقمان: 6] الآية، وسنده ضعيف" (1)
ضعيف
يرويه عبيد الله بن زَحْر واختلف عنه:
- فقال غير واحد: عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد الألهاني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة مرفوعا "لا تبيعوا القينات ولا تشتروهنّ، ولا تعلموهنّ، ولا خير في تجارة فيهنّ وثمنهن حرام. في مثل ذلك أنزلت عليه هذه الآية {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} " إلى آخر الآية.
وفي لفظ "لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن"
أخرجه أحمد (5/ 264) والترمذي (1282 و 3195) وفي "العلل"(1/ 511 - 512) والبيهقي (6/ 14) وابن الجوزي في "العلل"(1307)
عن بكر بن مُضر المصري
وأحمد (5/ 252) والطبري في "تفسيره"(21/ 60) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(3/ 442) والطبرانى في "الكبير"(7862) وابن بشران (1502) والبيهقي (6/ 14 - 15)
عن خلاد بن عيسى الصفار
والطبراني في الكبير (7855) وابن الجوزي في "تلبيس إبليس"(ص 259 - 260)
عن يحيى بن أيوب المصري
ثلاثتهم عن عبيد الله بن زحر به.
- ورواه أبو المُهلب مُطَّرح بن يزيد الأسدي عن عبيد الله بن زحر واختلف عنه:
• فقال غير واحد: عن مطرح عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة.
أخرجه الطبري (21/ 60)
(1) 13/ 335 (كتاب الاستئذان- باب كل لهو باطل إذا شغله عن طاعة الله)
عن عمرو بن قيس الكلابي
والحارث في "مسنده"(إتحاف الخيرة 3668 و 6794) والروياني (1196) والطبري (21/ 60) والواحدي في "الوسيط"(3/ 441)
عن إسماعيل بن عياش
والحكيم الترمذي في "المنهيات"(ص 113) والطبراني في "الكبير"(7804) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 197 - 198) والبغوي في "تفسيره"(5/ 213)
عن مشمعل بن ملحان الطائي
وابن الجوزي في "تلبيس إبليس"(ص 260)
عن منصور بن أبي الأسود الكوفي
كلهم عن مطرح بن يزيد به.
• وقال عاصم بن سليمان الأحول: عن مطرح عن عبيد الله بن زحر عن أبي أمامة.
لم يذكر علي بن يزيد ولا القاسم بن عبد الرحمن.
أخرجه ابن ماجه (2168) وابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي"(ق8/أ)
• ورواه سفيان بن عُيينة عن مطرح بن يزيد واختلف عنه:
فرواه محمد بن أبي عمر العدني عن سفيان عن مطرح عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة.
أخرجه الطبراني (7805)
ورواه الحميدي (910) عن سفيان فلم يذكر علي بن يزيد.
ومطرح بن يزيد قال الذهبي في "الميزان": مجمع على ضعفه.
- ورواه ليث بن أبي سليم عن عبيد الله بن زحر واختلف عنه:
• فقال موسى بن أعْيَن الجزري: عن ليث عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة.
أخرجه الطبراني (7861)
• وقال المعتمر بن سليمان التيمي: عن ليث عن عبيد الله بن زحر عن القاسم عن عائشة أو عن أبي أمامة.
ولم يذكر علي بن يزيد.
أخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي"(ق 4/ ب) والروياني (1192)
وتابعه عبد الوارث بن سعيد البصري عن ليث إلا أنه قال: عن أبي أمامة وعائشة.
أخرجه مسدد في "مسنده"(إتحاف الخيرة 3667 و 6793)
وليث ضعيف أيضًا.
- ورواه رقبة بن مَسْقَلة الكوفي عن عبيد الله بن زحر عن القاسم عن أبي أمامة ولم يذكر علي بن يزيد.
أخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي"(ق 4 / ب) وابن الجوزي في "العلل"(1306)
وحديث بكر بن مضر ومن تابعه أصح (1).
قال الترمذي: حديث أبي أمامة إنّما نعرفه مثل هذا من هذا الوجه، وقد تكلم بعض أهل العلم في علي بن يزيد وضعفه.
وقال أيضًا: هذا حديث غريب إنّما يروى من حديث القاسم عن أبي أمامة، والقاسم ثقة، بن يزيد يضعف في الحديث. سمعت محمدا يقول: القاسم ثقة، وعلي بن يزيد يضعف.
وقال في "العلل": سألت محمدا عن أحمد هذا الحديث فقال: عبيد الله بن زحر ثقة، وعلي بن يزيد ذاهب الحديث، والقاسم بن عبد الرحمن ثقة"
(1) ورواه الفرج بن فضالة عن علي بن يزيد بلفظ "إنّ الله عز وجل بعثني رحمة وهدى للعالمين، وأمرني أن أمحق المزامير والكفارات -يعني البرابط- والمعازف والأوثان التي كانت تعبد في الجاهلية، وأقسم ربي عز وجل بعزته لا يشرب عبد من عبيدي جرعة من خمر إلا سقيته مكانها من حميم جهنم معذبا أو مغفوراً له، ولا يسقيها صبيا صغيرا إلا سقيته مكانها من حميم جهنم معذبا أو مغفورا له، ولا يدعها عبد من عبيدي من مخافتي إلا سقيتها اياه من حظيرة القدس، ولا يحل بيعهنّ ولا شراؤهنّ ولا تعليمهنّ ولا تجارة فيهنّ وأثمانهنّ حرام- للمغنيات".
أخرجه الطيالسي (ص 154 - 155) والحسن بن موسى الأشيب في "حديثه"(12) وأحمد بن حنبل (5/ 257 و 268) وأحمد بن منيع (إتحاف الخيرة 5107) والعقيلي (3/ 255) والحكيم الترمذي في "المنهيات"(ص 113 - 114 و 89 - 90) والطبراني في "الكبير"(7803) وابن الجوزي في "العلل"(1308)
والفرج بن فضالة قال النسائي وغيره: ضعيف.
ورواه محمد بن عبيد الله الفزاري العرزمي عن عبيد الله بن زحر بنحو هذا اللفظ.
أخرجه أحمد بن منيع (إتحاف الخيرة 5106) والحارث (إتحاف الخيرة 5/ 434)
والعرزمي قال النسائي وغيره: متروك الحديث.
وقال الهيثمي: وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف" المجمع 8/ 122
قلت: ولم ينفرد به بل تابعه يحيى بن الحارث الذماري عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا "لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهنّ ولا تجارة فيهنّ وثمنهنّ حرام" وقال: إنّما نزلت هذا الآية في ذلك {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} " حتى فرغ من الآية، ثم أتبعها "والذي بعثني بالحق ما رفع رجل عقيرته بالغناء إلا بعث الله عز وجل عند ذلك شيطانين يرتقدان على عاتقيه ثم لا يزالان يضربان بأرجلهما على صدره- وأشار إلى صدر نفسه- حتى يكون هو الذي يسكت"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(7749) وفي "مسند الشاميين"(893) عن محمد بن جعفر بن سفيان الرقي ثنا أيوب بن محمد الوزان ثنا الوليد بن الوليد ثنا ابن ثوبان عن يحيى بن الحارث به.
وأخرجه في "الكبير"(7749) عن عبدان بن أحمد الأهوازي ثنا العباس بن الوليد الخلال الدمشقي ثنا الوليد بن الوليد به.
وإسناده ضعيف جدًا. قال ابن حبان: الوليد بن الوليد يروي عن ابن ثوبان وثابت بن يزيد العجائب لا يجوز الاحتجاج به فيما يروي.
وقال الحاكم: روى عن ابن ثوبان أحاديث موضوعة.
وقال أبو نعيم: روى عن ابن ثوبان موضوعات (1).
ولم ينفرد عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان به بل تابعه مسلمة بن علي الخُشَني ثني يحيى بن الحارث به.
أخرجه ابن عدي (6/ 2315)
ومسلمة بن علي قال النسائي وغيره: متروك الحديث.
وللحديث شاهد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع المغنيات وشراؤهن وأكل ثمنهنّ وكسبهن.
أخرجه تمام (ق 106/ أ) من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا أبو عمرو ناشب بن عمرو الشيباني ثنا مقاتل بن حيان عن عمرو بن شعيب به.
وإسناده ضعيف لضعف ناشب بن عمرو.
(1) وخالفهم أبو حاتم فقال: صدوق، ما بحديثه بأس، حديثه صحيح" الجرح 4/ 2 / 19
4495 -
"لا يحل ثمن الكلب، ولا حُلْوَان الكاهن، ولا مهر البغي"
قال الحافظ: وروى أيضًا (أي أبو داود) بإسناد حسن عن أبي هريرة مرفوعا: فذكره" (1)
له عن أبي هريرة طرق:
الأول: يرويه عبد الله بن وهب أخبرني معروف بن سويد الجُذَامي أنّ عُلَيَّ بن رباح اللخمي حدّثهم أنّه سمع أبا هريرة رفعه: فذكره.
أخرجه أبو داود (3484) والنسائي (7/ 190) وفي "الكبرى"(4804) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 52) وفي "المشكل"(4653) والطبراني في "الأوسط"(6531) والبيهقي (6/ 6) والمزي (28/ 268) من طرق عن ابن وهب به.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن علي بن رباح إلا معروف بن سويد، تفرد به ابن وهب"
قلت: ومعروف بن سويد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.
الثاني: يرويه القاسم بن الفضل بن معدان الحُدَّاني ثني أبي عن معاوية المهري قال: قال لي أبو هريرة: يا مهري نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب، وكسب الحجام، وكسب المومسة (2)، وعن كسب عسب الفحل"
أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة"(138) وأحمد (2/ 332) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري ثنا القاسم بن الفضل به.
وأخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 1/ 115) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين ثنا القاسم بن الفضل به.
وأخرجه الدارمي (2627) عن مسلم بن إبراهيم الأزدي ثنا القاسم بن الفضل به.
وأخرجه أحمد (2/ 415) عن عفان بن مسلم البصري عن القاسم بن الفضل ثني أبي عن رجل من مهرة قال: قال أبو هريرة: فذكره.
ومعاوية المهري ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما وابن حبان في "الثقات"
(1) 5/ 331 (كتاب البيوع - باب ثمن الكلب)
(2)
وفي لفظ "الزمارة"
ولم يذكروا عنه راويا إلا الفضل بن معدان فهو مجهول، ولم يترجمه الحسيني في "الاكمال" ولا الحافظ في "التعجيل".
والفضل بن معدان مثله.
الثالث: يرويه شريك بن أبي نمر عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الكلب، ومهر البغي.
أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 52) وفي "المشكل"(4654) عن إبراهيم بن أبي داود (1) ثنا المقدمي ثنا حميد بن الأسود ثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن شريك به.
وإسناده حسن، حميد وشريك صدوقان، والباقون ثقات، والمقدمي اسمه محمد بن أبي بكر.
الرابع: يرويه محمد بن فضيل الكوفي عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب، وعسب التيس"
وقد تقدم الكلام على هذا الطريق عند حديث "نهى عن عسب التيس"
الخاص: يرويه هشام بن حسان البصري عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الكلب، وكسب الزمارة.
أخرجه البيهقي (6/ 126) عن الحاكم ثنا عبد الرحمن بن الحسن ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا أبو معمر ثنا عبد الوارث ثنا هشام بن حسان به.
وإسناده ضعيف، عبد الرحمن بن الحسن هو ابن أحمد بن محمد بن عبيد الأسدي الهمذاني قال صالح بن أحمد الحافظ: ضعيف، وقال أبو يعقوب بن الدخيل: لم يحمدوا أمره، وقال القاسم بن أبي صالح: يكذب.
انظر ترجمته في "اللسان"(3/ 411 - 412) و"سير الأعلام"(16/ 15)
ولم ينفرد عبد الوارث بن سعيد به بل تابعه حماد بن زيد عن هشام بن حسان به.
أخرجه الخطيب في "التاريخ"(7/ 369)
عن الحسن بن علي بن المتوكل مولى بني هاشم
(1) هو إبراهيم بن سليمان بن داود البَرَلُّسي قال ابن يونس: كان أحد الحفاظ المجودين الثقات الأثبات (سير الأعلام 12/ 613)
والبغوي في "شرح السنة"(2038)
عن محمد بن غالب التمار تمتام
قالا: ثنا خالد بن أبي يزيد القرني ثنا حماد بن زيد به.
وإسناده حسن، وخالد بن أبي يزيد قال ابن معين: لم يكن به بأس.
السادس: يرويه عطاء بن أبي رباح واختلف عنه:
• فقال غير واحد: عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا، منهم:
1 -
حجاج بن أرطأة عن عطاء عن أبي هريرة عن النبي-صلى الله عليه وسلم أنّه نهى عن ثمن الكلب، ومهر البغي، وعَسْب الفحل"
أخرجه أحمد (2/ 500) عن محمد (1) بن يزيد عن حجاج به.
وأخرجه أحمد (2/ 500) أيضًا عن يزيد بن هارون عن حجاج بن أرطأة عن عطاء عن أبي هريرة قال: نُهي عن ثمن الكلب، وكسب الحجام، ومهر البغي"
قال: قلت لعطاء: النبي-صلى الله عليه وسلم؟ قال: فمن إذا.
الحجاج بن أرطأة ضعيف مدلس.
2 -
قيس بن سعد المكي عن عطاء عن أبي هريرة قال: نُهي عن مهر البغي، وعَسْب الفحل، وعن ثمن السنور، وعن الكلب إلا كلب صيد.
أخرجه البيهقي (6/ 6) من طريق محمد بن يحيى بن مالك الضبي ثنا محمود بن غيلان ثنا مؤمل ثنا حماد بن سلمة ثنا قيس به.
وقال: هكذا رواه قيس بن سعد عن عطاء من هذا الوجه عنه، ورواية حماد عن قيس فيها نظر"
قلت: محمد بن يحيى لم أقف له على ترجمة، ومؤمل هو ابن إسماعيل البصري صدوق كثير الخطأ، وباقي رجال الإسناد كلهم ثقات.
3 -
المثنى بن الصباح عن عطاء قال: سمعت أبا هريرة رفعه "ثلاث كلهنّ سحت: كسب الحجام سحت، ومهر الزانية سحت، وثمن الكلب إلا كلبا ضاريًا سحت"
أخرجه الدارقطني (3/ 73)
وقال: المثنى ضعيف"
(1) أظنه الكلاعي الواسطي.
4 -
الوليد بن عبيد الله بن أبي رباح عن عمه عطاء عن أبي هريرة رفعه "ثلاث كلهنّ سحت: كسب الحجام، ومهر البغي، وثمن الكلب إلا الكلب الضاري"
أخرجه الدارقطني (3/ 72) من طريق عبيد بن محمد بن إبراهيم الصنعاني ثني محمد بن عمر بن أبي مسلم ثنا محمد بن مصعب القَرْقَساني ثنا نافع بن عمر عن الوليد بن عبيد الله به.
وقال: الوليد بن عبيد الله ضعيف"
قلت: وثقه ابن معين وابن حبان، وعبيد بن محمد ومحمد بن عمر قال ابن القطان الفاسي: مجهولان.
فالإسناد ضعيف.
5 -
رباح بن أبي معروف المكي عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا "ثمن الكلب من السحت"
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(4655) عن إبراهيم بن مرزوق بن دينار الأموي البصري ثنا أبو عامر العَقَدي ثنا رباح به.
وأخرجه الخطيب في "التاريخ"(1/ 339) من طريق الفضل بن موسى البصري مولى بني هاشم أنبأ أبو عامر به بلفظ "من السحت كسب الحجام، وثمن الكلب، ومهر البغي"
ورباح مختلف فيه، ضعفه ابن معين والنسائي، وقواه ابن عدي وغيره.
6 -
محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عطاء عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مهر البغي، وعَسْب الفحل، وكسب الحجام، وثمن الكلب.
أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 243 - 244 و 269 و 14/ 201) وأبو يعلى (6371)
وابن أبي ليلى ضعيف لسوء حفظه.
- وقال عبد الملك بن أبي سليمان العَرْزَمي: عن عطاء عن أبي هريرة قال: من السحت ضراب الفحل، ومهر البغي، وكسب الحجام.
أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 146) عن عبد الله بن نمير عن عبد الملك به.
وإسناده صحيح.
وتابعه الأعمش عن عطاء قال: قال أبو هريرة: أربع من السحت: ضراب الفحل، وثمن الكلب، ومهر البغي، وكسب الحجام.
أخرجه النسائي في "الكبرى"(4695)
- وقال ابن جريج: عن عطاء عن سعيد مولى خليفة عن أبي هريرة قال: ثمن الكلب، ومهر البغي، وكسب الحجام سحت.
أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 2 / 211) ومن طريقه الدارقطني في "المؤتلف"(3/ 1187 - 1188)
عن يحيى بن سعيد القطان
والنسائي في "الكبرى"(4696)
عن حجاج بن محمد الأعور
كلاهما عن ابن جريج به.
وتابعه عمرو بن دينار عن عطاء به.
أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 243 و 269) عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(4697) عن محمد بن النضر بن مساور المروزي ثنا سفيان به.
وعلقه البخاري في "الكبير"(2/ 2/ 211) عن ابن عيينة به.
وأخرجه الدارقطني في "المؤتلف"(3/ 1188) من طريق محمد بن سليمان المِصيصي لُوَيْن ثنا سفيان به.
قال لوين: وقال سفيان مرّة: عن النبي-صلى الله عليه وسلم"ومهر البغي، وأجر الحجام سحت"
وقال مرّة: نهى عن ثمن الكلب، ومهر البغي.
قال لوين: حدثنا به مرّتين عن النبي-صلى الله عليه وسلم.
والموقوف قال البخاري: أصح.
السابع: يرويه وكيع عن طلحة عن أبي هريرة قال: مهر البغي سحت، وعسب الفحل سحت، وكسب الحجام سحت، وثمن الكلب سحت.
أخرجه الطبري في "تفسيره"(6/ 240)
وإسناده ضعيف جدًا، طلحة هو ابن عمرو الحضرمي قال أحمد والنسائي: متروك الحديث.
الثامن: يرويه المغيرة بن مِقْسَم الكوفي قال: سمعت عبيد الله بن أبي نُعْم أنه سمع أبا هريرة قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كسب الحجام، وكسب البغي، وثمن الكلب.
قال: وعسب الفحل.
قال: وقال أبو هريرة: هذه من كيسي.
أخرجه أحمد (2/ 299) عن محمد بن جعفر غُندر ثنا شعبة عن المغيرة به.
وقال: إنّما هو عبد الرحمن بن أبي نعم ولكن غندر كذا قال"
وأخرجه النسائي (7/ 274) وفي "الكبرى"(4693 و 6269) عن محمد بن بشار عن بن جعفر به.
وقال فيه "وعسب الفحل" بدل "وكسب البغي"
وإسناده صحيح.
4496 -
"لا يحل دم امرئ مسلم إلا باحدى ثلاث"
سكت عليه الحافظ (1).
أخرجه البخاري (فتح 15/ 220) من حديث ابن مسعود.
4497 -
"لا يحل لأحد أن يطرق هذا المسجد جنبا غيري وغيرك"
قال الحافظ: أخرجه الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري" (2)
ضعيف
روي من حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث سعد بن أبي وقاص ومن حديث أم سلمة.
فأما حديث أبي سعيد فأخرجه الترمذي (3727) ثنا علي بن المنذر ثنا محمد بن فضيل عن سالم بن أبي حفصة عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي "يا علي لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك"
ومن طريقه أخرجه الكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 104 - 105)
(1) 15/ 77 (كتاب الحدود- باب الضرب بالجريد والنعال)
و15/ 106 (كتاب الحدود- باب قول الله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} [المائدة: 38])
(2)
8/ 15 - 16 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول النبي-صلى الله عليه وسلم: سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر)
وأخرجه البيهقي (7/ 66) من طريق محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا علي بن المنذر به.
وأخرجه أبو يعلى (1042) عن أبي هشام محمد بن يزيد الرفاعي ثنا ابن فضيل به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وسمع مني محمد بن إسماعيل هذا الحديث فاستغربه"
وقال البيهقي: وعطية هو ابن سعد العَوْفي غير محتج به"
وقال ابن كثير: حديث ضعيف لا يثبت فإنّ سالما هذا متروك، وشيخه عطية ضعيف" التفسير 1/ 501
وقال الحافظ في "تعريف أهل التقديس"(ص 37): عطية العوفي ضعيف الحفظ مشهور بالتدليس القبيح"
قلت: وسالم بن أبي حفصة مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه الفلاس وغيره، وهو من غلاة الشيعة.
لكنّه لم ينفرد به بل تابعه:
1 -
كثير النَّوَّاء عن عطية به.
أخرجه ابن مردويه كما في "الموضوعات"(1/ 367 - 368) لابن الجوزي من طريق إسحاق بن الفيض أنبأ سلمة بن حفص ثنا أبو حفص الكندي عن كثير النواء به.
قال ابن الجوزي: هذا حديث لا صحة له"
قلت: وهو كما قال، وكثير النواء ضعفه أبو حاتم والنسائي، وقال ابن عدي: كان غاليا في التشيع مفرطا فيه.
وأبو حفص الكندي واسمه أغلب بن تميم قال البخاري وابن حبان ومسلمة بن قاسم: منكر الحديث، زاد ابن حبان: خرج عن حدّ الاحتجاج به لكثرة خطأه، وزاد مسلمة: ضعيف، وذكره العقيلي والساجي وابن الجارود في "الضعفاء".
وسلمة بن حفص أظنه المترجم في "اللسان"(3/ 67) قال ابن حبان: كان يضع الحديث لا يحل الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا عند الاعتبار.
2 -
محمد بن عبد الله العوني.
أخرجه الكلاباذي (ص 104) من طريق أسيد بن زيد الجَمّال ثنا محمد بن عبد الله به.
وأسيد كذبه ابن معين، وقال النسائي: متروك.
3 -
مِسْعَر بن كِدَام
أخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(623) عن محمد بن عبد الله الحضرمي قال: قرأت في كتاب الوليد بن حماد ثنا عبد الله بن الحسن الأحمسي عن عبد الله بن جعفر عن مسعر به.
والوليد بن حماد وعبد الله بن الحسن وعبد الله بن جعفر لم أعرفهم.
وأما حديث سعد فأخرجه البزار (1197) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثني أبي عن الحسن بن زيد عن خارجة بن سعد عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: "لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك".
وقال: لا نعلمه يُروى عن سعد إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، ولا نعلم روى عن خارجة إلا الحسن بن زيد"
وقال الهيثمي: خارجة لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 9/ 115
قلت: خارجة بن سعد لم أقف له على ترجمة ولعله خارجة بن عبد الله بن سعد بن أبي وقاص المترجم في كتابي البخاري وابن أبي حاتم نسب إلى جده في هذا الحديث والله أعلم.
وإسماعيل وأبوه مختلف فيهما.
وأما حديث أم سلمة فأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "اللآلئ"(1/ 353) و "المطالب"(191) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين عن ابن أبي غَنِيَّة عن أبي الخطاب مَحْدُوج الذُّهْلِي عن جسرة حدثتني أم سلمة قالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صرحة المسجد فنادى بأعلى صوته "ألا إنّ هذا المسجد لا يحل لجنب ولا حائض إلا للنبي-صلى الله عليه وسلم وأزواجه وعليا وفاطمة ألا هل بينت لكم الأسماء أن تضلوا".
وأخرجه ابن ماجه (645) عن ابن أبي شيبة ومحمد بن يحيى الذهلى قالا: ثنا أبو نعيم به مختصرا إلى قوله "ولا لحائض"
وأخرجه ابن أبي حاتم في "العلل"(269) والطبراني في "الكبير"(23/ 373 - 374) والبيهقي (7/ 65) والمزي (27/ 271 - 272) من طرق عن أبي نعيم عن ابن أبي غنية عن أبي الخطاب الهَجَري به.
وإسناده ضعيف، أبو الخطاب الهجري مجهول كما في "التقريب".
ومحدوج الذُّهْلِي قال البخاري: فيه نظر، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول، أخطأ من زعم أنّ له صحبة.
وقال ابن حزم: هذا الحديث باطل، أما محدوج فساقط يروي المعضلات عن جسرة، وأبو الخطاب الهجري مجهول" المحلى 2/ 252
ولم ينفرد محدوج به بل تابعه:
1 -
إسماعيل بن أمية عن جسرة به.
أخرجه البيهقي (7/ 65) من طريق يحيى بن حمزة التمار قال: سمعت عطاء بن مسلم يذكر عن إسماعيل بن أمية به.
وقال: فيه ضعف"
وقال ابن حزم: هذا باطل، عطاء بن مسلم الخفاف منكر الحديث، وإسماعيل مجهول" المحلى 2/ 252
2 -
عروة بن فيروز.
أخرجه أبو الحسن الحربي في "الفوائد"(78) من طريق عمرو بن عمير الهجري عن عروة به.
وعمرو وعروة لم أر من ترجمهما.
واختلف عن جسرة، فقال أفلت بن خليفة الكوفي: حدثتني جسرة بنت دجاجة قالت: سمعت عائشة تقول: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجوه بيوت أصحابه شارعة في المسجد فقال "وجهوا هذه البيوت عن المسجد" ثم دخل النبي-صلى الله عليه وسلم ولم يصنع القوم شيئًا رجاء أن تنزل فيهم رخصة، فخرج إليهم بعد فقال "وجهوا هذه البيوت عن المسجد، فإني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب"
أخرجه أبو داود (232) عن مسدد ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا أفلت به.
ومن طريقه أخرجه البيهقي (2/ 442)
ورواه موسى بن إسماعيل التبوذكي عن عبد الواحد بن زياد، وزاد فيه "إلا لمحمد وآل محمد"
أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 67)
وقال: وعند جسرة عجائب، وقال عروة وعباد بن عبد الله عن عائشة مرفوعا "سدوا هذه الأبواب إلا باب أبي بكر" وهذا أصح"
وقال أبو زرعة: يقولون: عن جسرة عن أم سلمة، والصحيح عن عائشة" العلل 1/ 99
وقال عبد الحق الإشبيلي: ولا يثبت من قبل إسناده" الوهم والإيهام 5/ 327
4498 -
"لا يحل لامرئ مسلم أن ينظر إلى جوف بيت حتى يستأذن، فإن فعل فقد دخل"
قال الحافظ: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود والترمذي وحسنه من حديث ثوبان رفعه: فذكره" (1)
يرويه يزيد بن شريح الحضرمي الحمصي واختلف عنه:
- فقال محمد بن الوليد الزبيدي: ثنا يزيد بن شريح أنّ أبا حَي المؤذن حدّثه أنّ ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم-حدّثه أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم قال "لا يحل لامرئ مسلم أن ينظر إلى جوف بيت حتى يستأذن، فإنّ فعل فقد دخل، ولا يؤم قوما فيخص نفسه بدعوة دونهم حتى ينصرف، ولا يصلي وهو حَاقِن حتى يتخفف"
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1093) عن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزُّبَيدي ثني عمرو بن الحارث ثني عبد الله بن سالم عن محمد بن الوليد به.
وقال: أصح ما يروى في هذا الباب هذا الحديث"
قلت: إسحاق بن إبراهيم قال ابن معين: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال النسائي: ليس بثقة إذا روى عن عمرو بن الحارث، وقال أبو داود: ليس بشيء، وكذبه محمد بن عوف الحمصي، وقال الذهبي في "الميزان": ضعيف.
وعمرو بن الحارث الحمصي ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث، وقال الذهبي في "الميزان": غير معروف العدالة.
ويزيد بن شريح ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: يعتبر به.
وأبو حي واسمه شداد بن حي الحمصي وثقه العجلي وابن حبان، وقال الحافظ: صدوق.
وعبد الله بن سالم ومحمد بن الوليد ثقتان.
ولم ينفرد محمد بن الوليد به بل تابعه حبيب بن صالح الحمصي عن يزيد بن شريح به.
أخرجه أحمد (5/ 280) وأبو داود (90) والترمذي (357) والخرائطي في "المساوئ"(815) والبغوي في "شرح السنة"(3/ 129 - 130)
(1) 13/ 261 (كتاب الاستئذان- باب الاستئذان من أجل البصر)
عن إسماعيل بن عياش (1)
وأحمد (5/ 280) وابن ماجه (619 و 923) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 355) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(335) والطبراني في "مسند الشاميين"(1113) وأبو الشيخ في "الأقران"(407) والبيهقي (3/ 129) والخطيب في "تلخيص المتشابة"(1/ 235) والمزي (12/ 393)
عن بقية بن الوليد
وابن أبي عاصم في "الديات"(ص 84) والطبراني في "مسند الشاميين"(1042) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(4/ 183)
عن صفوان بن عمرو السَّكْسكي الحمصي
ثلاثتهم عن حبيب بن صالح به.
قال الترمذي: حديث حسن"
- ورواه ثور بن يزيد الحمصي عن يزيد بن شريح واختلف عنه:
• فقال أحمد بن علي النميري: ثنا ثور بن يزيد عن يزيد بن شريح عن أبي حي عن أبي هريرة مرفوعا به.
أخرجه أبو داود (91)
وتابعه منصور بن زاذان عن ثور بن يزيد به.
أخرجه البيهقي (3/ 129) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(257)
• وقال شعيب بن إسحاق الدمشقي: عن ثور بن يزيد عن يزيد بن شريح عن أبي هريرة.
ولم يذكر أبا حي.
(1) هكذا رواه أبو اليمان الحكم بن نافع ومحمد بن عيسى بن الطباع وعلي بن حجر والحسن بن عرفة عن إسماعيل بن عياش مرفرعا.
وخالفهم أبو بلال الأشعري فرواه عن إسماعيل بن عياش ولم يرفعه.
أخرجه الخرائطي في "المساوىء"(816)
والأول أصح، وأبو بلال مختلف فيه.
أخرجه الحاكم (1/ 168)
وقال: إسناده صحيح"
• وقال عيسى بن يونس: عن ثور عن شرحبيل بن مسلم عن أبي حي عن أبي هريرة.
قاله الدارقطني في "العلل"(8/ 281) وقال: ووهم في قوله: شرحبيل بن مسلم، وإنما أراد يزيد بن شريح"
- ورواه السَّفْر بن نُسَيْر الأزدي واختلف عنه:
• فقال معاوية بن صالح الحمصي: ثني السفر بن نسير عن يزيد بن شريح عن أبي أمامة.
أخرجه أحمد (5/ 250 و 260 و 261) وابن ماجه (617) والطبراني في "الكبير"(7507) والبيهقي (3/ 129) وفي "معرفة السنن"(4/ 229) والمزي (11/ 135) من طرق عن معاوية بن صالح به (1).
• وقال عبد الله بن رجاء الشيبانى: عن السفر بن نسير عن ضمرة بن حبيب بن صهيب عن أبي أمامة.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(7505)
قال الهيثمي: عبد الله بن رجاء الشيباني لم أعرفه، والسفر بن نسير ضعيف، ووثقه ابن حبان" المجمع 2/ 79 و 8/ 43.
قلت: عبد الله بن رجاء قال أبو حاتم: مجهول (الميزان 2/ 421) والسفر بن نسير قال الدارقطني: لا يعتبر به، وقال الذهبي في "الديوان": مجهول، وقال الحافظ في "التقريب": ضعيف.
وقال الترمذي بعد أن ذكر الاختلاف فيه على يزيد بن شريح: وكأنّ حديث يزيد بن شريح عن أبي حي المؤذن عن ثوبان في هذا أجود إسنادا وأشهر.
(1) ورواه مَعْن بن عيسى القزّاز المدني عن معاوية بن صالح عن السفر بن نسير عن يزيد بن خمير عن ابن عمرو.
قاله الدارقطني في "العلل"(8/ 282) وقال: ووهم فيه، والصحيح عن معاوية بن صالح عن السفر عن يزيد بن شريح عن أبي أمامة، وعن حبيب بن صالح عن يزيد بن شريح عن أبي حي عن ثوبان"
4499 -
"لا يحل لرجل يعطي عطية أو يهب هبة فيرجع فيها، إلا الوالد فيما يعطي ولده"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود وابن ماجه بهذا اللفظ من حديث ابن عباس وابن عمر، ورجاله ثقات" (1)
أخرجه ابن المبارك في "مسنده"(202) عن حسين بن ذكوان المعلم عن عمرو بن شعيب عن طاوس عن ابن عمر وابن عباس رفعاه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا يحل لرجل أن يعطي عطية فيرجع فيها، إلا الوالد فيما يعطي ولده، ومثل من يعطي العطية ثم يرجع فيها كمثل الكلب يأكل حتى إذا شبع قاء ثم يرجع فيه".
وأخرجه ابن أبي شيبة (6/ 476) وأحمد (1/ 237 و 2/ 27 و 78) وسمويه في "الفوائد"(56) وأبو داود (3539) وابن ماجه (2377) والترمذي (2)(1299 و 2131 و 2132) والنسائي (6/ 222 و 225) وفي "الكبرى"(6517 و 6518 و 6519 و 6520 و 6533 و 6534) وأبو يعلى (2717) وابن الجارود (994) والطحاوي في "المشكل"(5062 و 5063 و 5064 و 5065 و 5066 و 5067) وفي "شرح المعاني"(4/ 79) والخرائطي في "المساوئ"(522) وابن حبان (5123) والطبراني في "الكبير"(13462) وأبو الشيخ في "الأمثال"(328) والدارقطني (3/ 42 - 43) والحاكم (2/ 46) والبيهقي (6/ 179 و 180) وفي "المعرفة"(9/ 66) وفي "الصغرى"(2249) وابن الجوزي في "البر والصلة"(171) من طرق عن حسين المعلم به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد فإني لا أعلم خلافا في عدالة عمرو بن شعيب، إنّما اختلفوا في سماع أبيه من جده"
قلت: إسناده حسن إلا أنّه اختلف فيه على عمرو بن شعيب، فرواه عامر بن عبد الواحد الأحول عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "لا يرجع أحد في هبته إلا والد من ولده، والعائد في هبته كالعائد في قيئه"
أخرجه ابن ماجه (2378) والنسائي (6/ 222) وفي "الكبرى"(6516) والطحاوي في "المشكل"(5068) والدراقطني (3/ 43)
(1) 6/ 138 (كتاب الهبة- باب الهبة للولد)
و15/ 379 (كتاب الحيل- باب في الهبة والشفعة)
(2)
أخرجه في الموضع الثاني من طريق إسحاق الأزرق عن حسين المعلم عن عمرو بن شعيب عن طاوس عن ابن عمر وحده، واقتصر على الفقرة الثانية من الحديث فقط.
عن سعيد بن أبي عَروبة
والبيهقي (6/ 179)
عن عبد الوارث بن سعيد البصري
كلاهما عن عامر الأحول به.
وعامر الأحول مختلف فيه، وثقه أبو حاتم وغيره، وضعفه أحمد وغيره.
وقد توبع:
قال أحمد بن عيسى التنيسي: ثنا عمرو بن أبي سلمة عن سعيد بن بشير عن مطر وعامر الأحول عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به.
أخرجه البيهقي (6/ 179)
وقال: يختمل أن يكون عمرو بن شعيب رواه من الوجهين جميعًا فحسين المعلم حجة، وعامر الأحول ثقة"
قلت: حديث حسمن المعلم أصح، لأنّ حسينا أثبت من عامر الأحول.
ولم ينفرد عمرو بن شعيب به بل تابعه عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس مرفوعا "لا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يرجع في هبته إلا الوالد"
أخرجه ابن الجوزي في "البر والصلة"(170) من طريق علي بن حرب الموصلي ثنا أسباط ثنا إسماعيل بن مسلم عن عمرو بن دينار به.
وإسماعيل بن مسلم هو أبو إسحاق المكي قال ابن المديني: أجمع أصحابنا على ترك حديثه.
واختلف في هذا الحديث على طاوس، فرواه الحسن بن مسلم بن يَنّاق عن طاوس مرسلًا.
أخرجه عبد الرزاق (16542) والنسائي (6/ 225) وفي "الكبرى"، (6535) والبيهقي (6/ 179 و 179 - 180) وفي "المعرفة"(9/ 65) وفي "الصغرى"(2251و 2252)
عن ابن جُريج
وابن أبي شيبة (6/ 477) والنسائي (6/ 223) وفي "الكبرى"(6522) والطحاوي في "المشكل"(5069)
عن إبراهيم بن نافع المخزومي
كلاهما عن الحسن بن مسلم به.
ورواته ثقات.
4500 -
"لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيب نفس"
سكت عليه الحافظ (1).
حسن
ورد من حديث عمّ أبي حُرَّة الرَّقَاشي ومن حديث أبي حميد الساعدي ومن حديث عمرو بن يَثْربي ومن حديث ابن عباس ومن حديث ابن عمر ومن حديث أنس ومن حديث رجل لم يسم.
فأما حديث عم أبي حرة الرقاشي فأخرجه ابن أبي شيبة (14/ 134 - 135) وأحمد (5/ 72 - 73) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1671) وأبو يعلى (1570) وفي "المفاريد"(81 و 82) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(576) والطبراني في "الكبير"(3609) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(4/ 142 - 143) والعسكري في "التصحيفات"(2/ 741 - 742) والدارقطني (3/ 26) وفي "المؤتلف"(2/ 751) والبيهقي (6/ 100 و 8/ 182) وفي "الشعب"(5105) وأبو طاهر المخلص في "حديثه"(23) وأبو نعيم في "الصحابة"(2287 و 7119) من طرق عن حماد بن سلمة أنا علي بن زيد بن جُدْعان عن أبي حرة الرقاشي عن عمه قال: كنت آخذا بزمام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوسط أيام التشريق أذود عنه الناس فقال: فذكر الحديث وفيه طول وقال فيه "لا يحل مال امرئ إلا بطيب نفس منه"
وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان.
وأما حديث أبي حميد فأخرجه أحمد (5/ 425)
عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم
وعبيد بن أبي قرة البغدادي
والبيهقي (9/ 358) وفي "الشعب"(5106)
عن أبي بكر عبد الحميد بن أبي أويس المدني
(1) 4/ 25 (كتاب الزكاة- باب اتقوا النار ولو بشق تمرة)
ثلاثتهم عن سليمان بن بلال المدني عن سهيل بن أبي صالح عن عبد الرحمن بن سعيد عن أبي حميد مرفوعا "لا يحل للرجل أن يأخذ عصا أخيه بغير طيب نفسه" وذلك لشدّة ما حرّم رسول الله صلى الله عليه وسلم من مال المسلم على المسلم.
وفي لفظ "لا يحل لامرئ أن يأخذ مال أخيه بغير حقه" وذلك لما حرّم الله مال المسلم على المسلم.
ورواه عبد الله بن وهب عن سليمان بن بلال فقال فيه: عن عبد الرحمن بن سعد.
أخرجه الروياني (1458) والبيهقي (6/ 100) وفي "الصغرى"(2132)
وتابعه يحيى بن عبد الحميد الحماني ثنا سليمان به.
أخرجه أبو القاسم البغوي (1899)
- ورواه أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي عن سليمان بن بلال واختلف عنه:
• فقال غير واحد: عن أبي عامر عن سليمان عن سهيل عن عبد الرحمن بن سعيد عن أبي حميد، منهم:
1 -
أبو خيثمة زهير بن حرب النسائي.
أخرجه أبو يعلى (إتحاف الخيرة 3907) وابن حبان (5978)
2 -
إبراهيم بن مرزوق بن دينار الأموي البصري.
أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 241) وفي "المشكل"(4/ 41 - 42)
3 -
محمد بن المثنى.
أخرجه البزار (3717)
• وقال أحمد بن عصام الأصبهاني: ثنا أبو عامر ثنا سليمان عن سهيل عن عبد الرحمن بن سعد عن أبي حميد.
أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1111)
قال البزار: لا نعلم لأبي حميد طريقا غير هذا الطريق، وإسناده حسن"
وقال البيهقي: عبد الرحمن هو ابن سعد بن مالك، وسعد بن مالك هو أبو سعيد الخدري"
وقال أيضًا: إسناده حسن، وحديث أبي حميد أصح ما في الباب" التلخيص 3/ 46
وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 171
قلت: وهو كما قالوا، وعبد الرحمن بن سعد وثقه النسائي والعجلي وابن حبان والحافظ في "التقريب"
وأما حديث عمرو بن يثربي فأخرجه أحمد (4233 و 5/ 113) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 332) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(979) والروياني (1475) والبيهقي (6/ 97) وفي "الصغرى"(2131) والخطيب في "الموضح"(2/ 237) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 278)
عن أبي عامر العقدي
وابن قانع في "الصحابة"(2/ 207 - 208) والدارقطني (3/ 25 - 26) وأبو نعيم في "الصحابة"(5015)
عن زيد بن الحباب
كلاهما عن عبد الملك بن الحسن الجاري الأحول ثني عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري: سمعت عمارة بن حارثة الضمري يحدث عن عمرو بن يثربي الضمري قال: شهدت خطبة النبي-صلى الله عليه وسلم بمنى، فكان فيما خطب به أن قال "ولا يحل لامرئ من مال أخيه إلا ما طابت به نفسه" قال: فلما سمعت ذلك قلت: يا رسول الله، أرأيت لو لقيت غنم ابن عمي، فأخذت منها شاة فاجتررتها، عليّ في ذلك شيء؟ قال "إن لقيتها نعجة تحمل شفرة وازنادا بخبت الجميش فلا تمسّها"
- ورواه حاتم بن إسماعيل المدني عن عبد الملك بن الحسن واختلف عنه:
• فرواه غير واحد عن حاتم بن إسماعيل كرواية أبي عامر العقدي، منهم:
1 -
أبو جعفر عبد الله بن محمد النفيلي.
أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(5014)
2 -
سعيد بن عمرو الأشعثي.
أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(5014)
3 -
أحمد بن حاتم الطويل.
أخرجه أبو يعلى (إتحاف الخيرة 3906)
4 -
أصبغ بن الفرج المصري.
أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 241) وفي "المشكل"(2823)
5 -
عبد الله بن محمد بن علي الحرّاني.
أخرجه الخرائطي في "المساوئ"(687)
• ورواه محمد بن عباد المكي عن حاتم بن إسماعيل فلم يذكر عبد الرحمن بن أبي سعيد.
أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(5/ 113) وابن قانع (2/ 208) والدارقطني (3/ 26) والخطيب في "الموضح"(2/ 236 - 237)
وقال الدارقطني: أسقط منه ابن أبي سعيد، والأول أصح"
قلت: وهو كما قال، وعمارة بن حارثة ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، ولم يذكرا عنه راويا إلا ابن أبي سعيد فهو مجهول.
وأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان:
الأول: يرويه ثور بن زيد الديلي عن عكرمة عن ابن عباس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس في حجة الوداع- فذكر الحديث- وفيه "لا يحل لامرئ من مال أخيه إلا ما أعطاه من طيب نفس، ولا تظلموا، ولا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض"
أخرجه البيهقي (6/ 96 - 97) وفي "الدلائل"(5/ 449) من طريقين عن إسماعيل بن أبي أويس ثني أبي عن ثور بن زيد به.
وإسماعيل وأبوه مختلف فيهما، وثور وعكرمة ثقتان.
الثاني: يرويه محمد بن عبيد الله العَرْزَمي عن الحكم عن مِقْسم عن ابن عباس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته في حجته "ألا وإنّ المسلم أخو المسلم، لا يحل له دمه ولا شيء من ماله إلا بطيب نفسه، ألا هل بلغت؟ " قالوا: نعم، قال "اللهم اشهد"
أخرجه الدارقطني (3/ 25) من طريق يحيى بن أبي بكير الكرماني ثنا أبو يوسف عن محمد بن عبيد الله به.
وإسناده ضعيف جدًا، محمد بن عبيد الله قال الحاكم: متروك الحديث بلا خلاف أعرفه بين أئمة النقل فيه.
وأما حديث ابن عمر فأخرجه البيهقي (5/ 152 و 6/ 97) وفي "الدلائل"(5/ 447) من طريق أبي علي الحسن بن إسحاق بن يزيد العطار ثنا زيد بن الحباب أني موسى بن عبيدة
أني صدقة بن يسار عن ابن عمر- فذكر الحديث في خطبة النبي-صلى الله عليه وسلم-وسط أيام التشريق في حجته وقال فيها "أيها الناس من كانت عنده وديعة فليردها إلى من ائتمنه عليها، أيها الناس إنّه لا يحل لامرئ من مال أخيه شيء إلا ما طابت به نفسه"
ومن هذا الطريق أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(المطالب 1156 و 1618 و 1805 و 3234) وعبد بن حميد (858) والفاكهي في "أخبار مكة"(1897) والطبري في "تفسيره"(10/ 124 - 125)
وأخرجه البزار (كشف 1141) والروياني (1416) من طرق أخرى عن موسى بن عبيدة أني صدقة بن يسار وعبد الله بن دينار عن ابن عمر به.
وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الرَّبَذي (1).
وأما حديث أنس فله عنه طريقان:
الأول: يرويه إسحاق بن عبد الواحد الموصلي ثنا داود بن الزِّبْرِقان ثنا حميد عن أنس مرفوعا "لا يشربنّ أحدكم ماء أخيه إلا بطيبة من نفسه"
أخرجه الدارقطني (3/ 25)
وإسناده ضعيف جدًا، داود بن الزبرقان قال أبو زرعة وغيره: متروك، وإسحاق بن عبد الواحد مختلف فيه.
الثاني: يرويه الحارث بن محمد الفهري عن يحيى بن سعيد عن أنس رفعه "لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفسه"
أخرجه الدارقطني (3/ 26) عن الحسين بن إسماعيل المحاملي ثنا عبد الله بن شبيب ثنا يحيى بن إبراهيم بن أبي قتيلة ثنا الحارث بن محمد الفهري به.
قال الحافظ في "التلخيص"(3/ 46): وفيه الحارث بن محمد الفهري راويه عن يحيى بن سعيد الأنصاري مجهول"
قلت: بل هو ثقة كما قال أبو زرعة (الجرح 1/ 2/ 89)
وإعلاله بعبد الله بن شبيب أولى.
قال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث، وقال ابن حبان: يقلب الأخبار ويسرقها لا
(1) انظر حديث "إنّ الزمان قد استدار فهو اليوم كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض"
يجوز الاحتجاج به لكثرة ما خالف أقرانه في الروايات عن الأثبات، وقال الذهبي في "الميزان": واه.
وأما حديث الرجل الذي لم يسم فأخرجه مسدد (المطالب 1485) عن معتمر بن سليمان التيمي عن أبيه حدثني شيخ لقيته بالبحرين عن خطبة النبي-صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع أنّه قال "لا يحل من مال امرئ إلا ما أعطى عن طيب نفس"
وإسناده صحيح إن كان الشيخ صحابيا.
4501 -
"لا يحلبن أحد ماشية أحد إلا بإذنه"
سكت عليه الحافظ (1).
أخرجه البخاري (فتح 6/ 14) عن ابن عمر مرفوعا "لا يحلبنّ أحد ماشية امرئ بغير إذنه، أيحب أحدكم أن تؤتى مشربته فتكسر خزائنه فينتقل طعامه؟ فإنّما تخزن لهم ضروع مواشيهم أطعماتهم، فلا يحلبن أحد ماشية أحد إلا بإذنه"
4502 -
حديث جابر مرفوعا "لا يحلف أحد عند منبري هذا على يمين آثمة ولو على سواك أخضر إلا تبوأ مقعده من النار"
قال الحافظ: أخرجه مالك وأبو داود والنسائي وابن ماجه وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وغيرهم، واللفظ الذي ذكرته لأبي بكر بن أبي شيبة" (2)
صحيح
وله عن جابر طريقان:
الأول: يرويه هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص عن عبد الله بن نِسْطَاس عن جابر مرفوعا "من حلف على منبري آثما تبوأ مقعده من النار"
أخرجه مالك (2/ 727) عن هاشم بن هاشم به.
وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(544) وفي "المسند"(ص 153) عن مالك به.
وأخرجه البيهقي (10/ 176) من طريق الشافعي.
وأخرجه أحمد (3/ 344) والنسائي في "الكبرى"(6018) وأبو يعلى (1782) وابن حبان (4368) والحاكم (4/ 296 - 297) والبيهقي (7/ 398) من طرق عن مالك به.
(1) 8/ 10 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب المهاجرين)
(2)
6/ 213 (كتاب الشهادات- باب يحلف المدعى عليه حيثما وجبت عليه اليمين)
ولم ينفرد مالك به بل تابعه غير واحد، منهم:
1 -
عبد الله بن نُمَير ثنا هاشم بن هاشم أني عبد الله بن نسطاس أنّه سمع جابرا رفعه "لا يحلف أحد عند منبري هذا على يمين آثمة ولو على سواك أخضر إلا تبوأ مقعده من النار"
أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 2 - 3) وأبو داود (3246) وابن حزم في "المحلى"(13/ 560 - 561)
2 -
مروان بن معاوية الفَزَاري.
أخرجه ابن ماجه (2325)
3 -
صفوان بن عيسى الزهري.
أخرجه ابن ماجه (2325)
4 -
مكي بن إبراهيم البَلْخِي.
أخرجه الحاكم (4/ 296) وابن عبد البر في "التمهيد"(22/ 87)
5 -
أبو ضَمْرة أنس بن عياض الليثي.
أخرجه ابن سعد (1/ 253 - 254) والبيهقي (7/ 398) وابن عبد البر (22/ 87)
6 -
أبو بدر شجاع بن الوليد الكوفي.
أخرجه البيهقي (10/ 176) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(921) والمزي (16/ 221 - 222)
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال ابن عساكر: حسن غريب"
قلت: هاشم بن هاشم وثقه ابن معين وغيره، وعبد الله بن نسطاس وثقه النسائي، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، تفرد عنه هاشم بن هاشم.
الثاني: يرويه محمد بن عكرمة بن عبد الرحمن المخزومي ثني رجل من جهينة ونحن مع أبي سلمة عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه جابر بن عبد الله رفعه "أيما امرئ من الناس حلف عند منبري هذا على يمين كاذبة يستحق بها حق مسلم أدخله الله عز وجل النار وإن على سواك أخضر"
أخرجه أحمد (3/ 375) عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد المدني سمعت أبي يحدث عن محمد بن عكرمة به.
وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم، ومحمد بن عكرمة ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": لم يرو عنه سوى إبراهيم بن سعد" فهو مجهول.
وللحديث شاهد عن أبي هريرة مرفوعا "ما من عبد أو أمة يحلف عند هذا المنبر على يمين آثمة ولو على سواك رطب إلا وجبت له النار"
أخرجه ابن سعد (1/ 254) وأحمد (2/ 329 و 518) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد ثنا الحسن بن يزيد بن فروخ أبو يونس الضمري المدني قال: سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن يقول: سمعت أبا هريرة به.
وأخرجه ابن ماجه (2326) والحاكم (4/ 297) من طرق عن أبي عاصم به.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"
وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 3/ 45
قلت: وهو كما قال، والحسن بن يزيد بن فروخ لم يخرج له الشيخان شيئًا.
والحديث بهذا الشاهد صحيح.
4503 -
حديث جابر "لا يحلف عند منبري"
سكت عليه الحافظ (1).
انظر الحديث الذي قبله.
4504 -
عن مجاهد قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك قال "لا يخرج معنا إلا مقوى" فخرج رجل على بَكْر ضعيف فوقص فمات فقال الناس: الشهيد الشهيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا بلال ناد أنّ الجنة لا يدخلها عاص"
قال الحافظ: وروى سعيد بن منصور بإسناد صحيح عن مجاهد قال: فذكره" (2)
مرسل
أخرجه عبد الرزاق (9294) وسعيد بن منصور (2494) عن سفيان بن عُيينة عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج إلى تبوك "لا يخرج معنا إلا مُقْو" فخرج رجل على بكر له صعب، فوقص به فمات، فقال الناس: الشهيد الشهيد، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالًا ينادي "ألا لا تدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، ولا يدخلها عاص"
(1) 16/ 276 (كتاب الأحكام- باب من قضى ولاعن في المسجد)
(2)
6/ 431 (كتاب الجهاد- باب لا يقال فلان شهيد)
قال مجاهد: لم أسمع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا أشدّ من هذا، وحديث سعد بن معاذ لقد ضم ضمة.
ورجاله ثقات.
4505 -
"لا يخلون رجل بامرأة فإنّ ثالثهما الشيطان"
قال الحافظ: أخرجه أحمد من حديث عامر بن ربيعة" (1)
أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(15/ 38) وفي "مسنده"(المطالب 2157) وأحمد (3/ 446) والبخاري في "الكبير"(3/ 2/ 445) والبزار (3817) والروياني (1341) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 235) وابن عدي (5/ 1869) من طرق عن شريك بن عبد الله القاضي عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه رفعه "من مات وليست عليه طاعة مات ميتة جاهلية، فإن خلعها من بعد عقده إياها في عنقه لقي الله تبارك وتعالى وليست له حجة، ألا لا يخلونّ رجل بامرأة لا تحل له فإنّ ثالثهما الشيطان إلا محرم، فإنّ الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، من ساءته سيئته وسرّته حسنته فهو مؤمن.
قال الهيثمي: وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف" المجمع 5/ 223
وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله" مختصر الإتحاف 6/ 460
4506 -
"لا يدخل أحدا منكم عمله الجنة ولا يجيره من النار، ولا أنا إلا برحمة من الله تعالى"
قال الحافظ: عند مسلم (2817) من حديث جابر بلفظ: فذكره" (2)
4507 -
"لا يُدخل أحدكم الجنة عمله"
سكت عليه الحافظ (3).
أخرجه البخاري (فتح 12/ 234) من حديث أبي هريرة.
4508 -
"لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يحج بعد العام مشرك، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم-عهد فعهده إلى مدته"
(1) 11/ 245 (كتاب النكاح- باب لا يخلونّ رجل بامرأة إلا ذو محرم)
(2)
14/ 74 - 75 و 76 (كتاب الرقاق- باب القصد والمداومة على العمل)
(3)
3/ 277 (كتاب الصلاة- أبواب التهجد- باب فضل الطهور بالليل والنهار)
قال الحافظ: وروى أحمد من طريق زيد بن يُثَيْع قال: سألت عليا: بأي شيء بعثت في الحجة؟ قال: بأربع: فذكرها، وأخرجه الترمذي من هذا الوجه وصححه" (1)
تقدم الكلام عليه في حرف الخاء فانظر حديث "خير، أنت صاحبي في الغار"
4509 -
"لا يدخل الجنة مدمن خمر، ولا مصدّق بسحر، ولا قاطع رحم"
قال الحافظ: ومن طريق أبي حَرِيز واسمه عبد الله بن الحسين قاضي سجستان عن أبي بُردة عن أبي موسى رفعه: فذكره، أخرجه ابن حبان والحاكم" (2)
أخرجه أحمد (4/ 399) وأبو يعلى (7248) والخرائطي في "المساوئ"(272 و 784) وابن حبان (5346 و 6137) والحاكم (4/ 146) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1247) من طرق عن معتمر بن سليمان التيمي قال: قرأت على فضيل بن ميسرة أبي معاذ عن أبي حريز أنّ أبا بردة حدثه عن أبي موسى رفعه "لا يدخل الجنة مدمن خمر، ولا مؤمن بسحر، ولا قاطع. ومن مات وهو يشرب الخمر، سقاه الله من الغوطة: وهو ماء يسيل من فروج المومسات يؤذي ريحه من في النار"
وفي لفظ "ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن خمر، وقاطع رحم، ومصدق بالسحر"
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 5/ 74
قلت: أبو حريز واسمه عبد الله بن حسين مختلف فيه، وثقه أبو زرعة، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: صدوق، وضعفه يحيى القطان وأحمد (3) وأبو داود والنسائي وسعيد بن أبي مريم والجوزجاني وابن عدي والعقيلي، واختلف فيه قول ابن معين.
ولم ينفرد معتمر بن سليمان به بل تابعه:
1 -
أبو معشر يوسف بن يزيد البراء.
أخرجه أسلم بن سهل في "تاريخ واسط"(ص 161)
2 -
أصرم بن حوشب الهمذاني.
أخرجه أبو القاسم الأصبهاني (1237)
(1) 9/ 145 (كتاب المغازي- حج أبي بكر بالناس في سنة تسع)
(2)
13/ 19 (كتاب الأدب- باب إثم القاطع)
(3)
وقال: روى معتمر عن فضيل عن أبي حريز أحاديث مناكير.
وللحديث شاهد عن أبي سعيد مرفوعا "لا يدخل الجنة صاحب خمس: مدمن خمر، ولا مؤمن بسحر، ولا قاطع رحم، ولا كاهن، ولا منان"
أخرجه أحمد (3/ 14 و 83) وأبو الشيخ في "الطبقات"(267) وأبو القاسم الأصبهاني (1249) من طرق عن الأعمش عن سعد الطائي عن عطية بن سعد العوفي عن أبي سعيد به.
وإسناده ضعيف لضعف عطية العوفي.
4510 -
"لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" فقال رجل: إنّ الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنة، فقال "إنّ الله جميل يحب الجمال، الكبر بَطَرُ الحق وغَمْط الناس"
قال الحافظ: ففي صحيح مسلم (91) عن ابن مسعود أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
فذكره" (1)
وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه مسلم عن ابن مسعود عن النبي-صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، وأخرجه الحاكم بلفظ "المتكبر من بطر الحق وازدرى الناس"(2)
أخرجه مسلم من طريق علقمة بن قيس الكوفي عن ابن مسعود.
وأخرجه أحمد (1/ 399) والهيثم بن كليب (889 و890) والحاكم (1/ 26) من طرق عن عبد العزيز بن مسلم القَسْمَلي عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن يحيى بن جعدة عن ابن مسعود مرفوعا "لا يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبَّة من إيمان، ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبَّة من كبر" فقال رجل: يا رسول الله، إني ليعجبني أن يكون ثوبي غسيلا، ورأسي دهينا، وشراك نعلي جديداً، وذكر أشياء حتى ذكر علاقة سوطه، أفمن الكبر ذاك يا رسول الله؟ قال "لا، ذاك الجمال، إنّ الله جميل يحب الجمال، ولكن الكبر من سفه (3) الحق وازدرى الناس"
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث عبد العزيز بن مسلم هذا، وقلت له: ورواه الوليد بن عتبة عن حمزة الزيات عن حبيب بن أبي ثابت عن يحيى بن جعدة عن النبي-صلى الله عليه وسلم، قال: المرسل أشبه عندي مع أنّ يحيى بن جعدة لم يلق ابن مسعود" العلل 2/ 114
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد احتجا جميعًا برواته"
(1) 12/ 372 (كتاب اللباس- باب من جرّ ثوبه من الخيلاء)
(2)
13/ 102 (كتاب الأدب- باب الكبر)
(3)
وفي لفظ "بطر"
قلت: لم يخرج الشيخان ليحيى بن جعدة شيئًا، وقال ابن معين وغيره: لم يسمع يحيى بن جعدة من ابن مسعود.
والأعمش وحبيب مدلسان وقد عنعنا.
4511 -
"لا يدخل النار أحد ممن شهد بدرا والحديبية"
قال الحافظ: ففي حديث حفصة أنّها لما سمعت: فذكره، قالت: أليس الله يقول: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71] فأجيبت بقوله {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا} [مريم: 72] الآية" (1)
أخرجه مسلم (2496) من طريق ابن جريج أني أبو الزبير أنّه سمع جابر بن عبد الله يقول: أخبرتني أم مُبَشِّر أنّها سمعت النبي-صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة "لا يدخل النار، إن شاء الله، من أصحاب الشجرة أحد، الذين بايعوا تحتها" قالت: بلى يا رسول الله، فانتهرها، فقالت حفصة:{وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71] فقال النبي-صلى الله عليه وسلم "قد قال الله عز وجل {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (72)} [مريم: 72] ".
4512 -
"لا يدخل النار أحد من أصحاب الشجرة"
قال الحافظ: وروى مسلم (2496) أيضًا من حديث أم مبشر أنّها سمعت النبي-صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره" (2)
4513 -
"لا يدخل النار من شهد بدرا والحديبية"
- قال الحافظ: وعند مسلم من حديث جابر مرفوعا: فذكره" (3)
أخرجه مسلم (2495) عن جابر أنّ عبدا لحاطب جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو حاطبا، فقال: يا رسول الله ليدخلن حاطب النار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كذبت لا يدخلها، فإنّه شهد بدرا والحديبية".
4514 -
"لا يدخل رجل على مُغِيْبة إلا ومعه رجل أو اثنان"
قال الحافظ: ولمسلم (2173) من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا: فذكره. ذكره في أثناء حديث" (4)
(1) 1/ 207 (كتاب العلم- باب من سمع شيئا فراجع حتى يعرفه)
و3/ 367 (كتاب الجنائز- باب فضل من مات له ولد فاحتسب)
(2)
8/ 448 - 449 (كتاب المغازي- باب غزوة الحديبية)
(3)
8/ 448 (كتاب المغازي- باب غزوة الحديبية)
(4)
11/ 244 (كتاب النكاح- باب لا يخلونّ رجل بامرأة إلا ذو محرم)
4515 -
حديث عائشة "لا يذهب الليل والنهار حتى نعبد اللات والعزى" وفيه "يبعث الله ريحا طيبة فَتَوَفَّى كل من في قلبه مثقال حبَّة من خردل من إيمان فيبقى من لا خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (2907 ")(1)
4516 -
"لا يرث المسلم النّصراني إلا أن يكون عبده أو أمته"
قال الحافظ: أخرج النسائي والحاكم من طريق أبي الزبير عن جابر مرفوعا: فذكره، وأعله ابن حزم بتدليس أبي الزبير، وهو مردود فقد أخرجه عبد الرزاق عن ابن جريج عن أبي الزبير أنّه سمع جابرا" (2)
موقوف صحيح
أخرجه النسائي في "الكبرى"(6389) وابن عدي (6/ 2231) والدارقطني (4/ 74) والحاكم (4/ 345) والبيهقي (6/ 218) والمزي (26/ 228) من طريق عبد الله بن وهب أني محمد بن عمرو اليافعي عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر به مرفوعا.
قال الحاكم: محمد بن عمرو اليافعي صدوق الحديث صحيح"
وقال ابن عدي: لا يرويه عن ابن جريج غير محمد بن عمرو"
قلت: وهو مختلف فيه، وثقه ابن حبان، وقال يعقوب بن سفيان: لا بأس به، وذكره الساجي في "الضعفاء" ونقل عن ابن معين أنّه قال: غيره أقوى منه، وقال ابن عدي: في حديثه مناكير. وذكر له هذا الحديث، وقال ابن يونس: روى عنه ابن وهب وحده، حدّث بغرائب، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال، لا يعرف إلا برواية ابن وهب عنه (الوهم والإيهام 3/ 539)
وخالفه عبد الرزاق (9865) فرواه عن ابن جريج أني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: فذكره موقوفًا.
ومن طريقه أخرجه الدارقطني (4/ 75) والبيهقي (6/ 218)
وقال الدارقطني: موقوف وهو المحفوظ"
وقال الحافظ في "التهذيب"(9/ 380): رواه عبد الرزاق عن ابن جريج موقوفًا، وهو الصواب"
(1) 16/ 189 (كتاب الفتن- باب تغيير الزمان حتى يعبدوا الأوثان)
(2)
15/ 55 (كتاب الفرائض- باب ميراث العبد النصراني والمكاتب النصراني)
قلت: وهو كما قالا، وإسناده صحيح.
- ورواه أشعث بن سوّار الكندي واختلف عنه:
• فقال أسباط بن محمد القرشي: عن أشعث عن أبي الزبير عن جابر موقوفا.
أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 373)
• وقال شريك بن عبد الله القاضي: عن أشعث عن الحسن عن جابر مرفوعا.
أخرجه الدارمي (2997 و 2998) والدراقطني (4/ 75)
وأشعث ضعفه أحمد وأبو داود وابن سعد ويعقوب بن سفيان والنسائي والدارقطني وغيرهم.
4517 -
"لا يرجع من عندك سائل ولو بشق تمرة"
قال الحافظ: رواه البزار من حديث أبي هريرة" (1)
ضعيف
أخرجه البزار (كشف 938) ثنا عبد الله بن شبيب ثنا ابن أبي أويس عن أبيه عن سليمان بن بلال عن كثير عن الوليد عن أبي هريرة مرفوعا "يا عائشة، اشتري نفسك من الله، لا أغني عنك من الله شيئًا، ولو بشق تمرة، يا عائشة لا يرجعنّ من عندك سائل، ولو بِظِلْف محرق"
قال الهيثمي: وفيه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف" المجمع 3/ 106
قلت: ذكره ابن حبان في "المجروحين" وقال: يقلب الأخبار ويسرقها، لا يجوز الاحتجاج به لكثرة ما خالف أقرانه في الروايات عن الأثبات.
وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث.
وقال الذهبي في "الميزان": واه.
4518 -
"لا يركب الدابة فوق اثنين"
قال الحافظ: وأخرج الطبري عن أبي سعيد رفعه: فذكره، وفي سنده لين" (2)
ضعيف جدًا
(1) 4/ 27 (كتاب الزكاة- باب اتقوا النار ولو بشق تمرة)
(2)
12/ 520 (كتاب اللباس- باب الثلاثة على الدابة)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4849) عن عبد الوارث بن إبراهيم العسكري ثنا محمد بن جامع ثنا محمد بن عثمان القرشي ثنا سليمان بن أبي داود عن عطاء عن أبي سعيد الخدري مرفوعا "لا تمدوا طُنُباَ لِبَدْو، فإنّ في البدو الجفاء، ويد الله على الجماعة، ولا يبالي الله شذوذ من شذ، ولا يركب الدابة فوق اثنين، ولا تضربوا وجوه الدواب، فإنّ كل شيء يسبح بحمده، ولا تسموا أبناءكم وإخوانكم الحكم ولا أبا الحكم، فإنّ الله هو الحكم"
وقال: لا يُروى هذا الحديث عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن جامع"
قلت: وهو ضعيف كما قال أبو يعلى وابن عدي، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال أبو زرعة: ليس بصدوق، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وقال ابن عبد البر: متروك الحديث.
وذكره ابن حبان في "الثقات".
ومحمد بن عثمان القرشي قال الدارقطني: مجهول.
وسليمان بن أبي داود قال أبو حاتم: ضعيف الحديث جدًا، وقال ابن حبان: منكر الحديث جدًا.
4519 -
"لا يزال البلاء بالمؤمن حتى بلقى الله وليس عليه خطيئة"
قال الحافظ: حديث أبي هريرة عند أحمد وابن أبي شيبة بلفظ: فذكره" (1)
صحيح
وله عن أبي هريرة طريقان:
الأول؛ يرويه أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا "لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة، في جسده وأهله وماله، حتى يلقى الله عز وجل وما عليه خطيئة"
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(494) عن موسى بن إسماعيل البصري ثنا حماد أنا عدي بن عدي عن أبي سلمة به.
وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات، وحماد هو ابن سلمة.
(1) 12/ 216 (كتاب المرضى- باب أشد الناس بلاء الأنبياء)
ولم ينفرد عدي بن عدي الكندي به بل تابعه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة به مرفوعا.
أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 231) وأحمد (2/ 287 و 450) وهناد في "الزهد"(402) والبخاري في "الأدب المفرد"(ص 174) والترمذي (2399) وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(40) وفي "الصبر"(108) والبزار (كشف 761) وأبو يعلى (5912 و 6012) وابن حبان (2913 و 2924) وابن شاهين في "الترغيب"(461) وابن جميع الصيداوي في "معجمه"(ص 122 - 123) والحاكم (1/ 346 و 4/ 314 - 315) والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 207) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 91 و 8/ 212) والبيهقي (3/ 374) وفي "الآداب"(1049) وفي "الشعب"(9377) وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 182 و 182 - 183) والبغوي في "شرح السنة"(1436) وفي "التفسير"(1/ 130) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(563) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(96) من طرق عن محمد بن عمرو به.
قال الترمذي: حسن صحيح"
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
وقال أبو نعيم: مشهور من حديث محمد بن عمرو، رواه عنه جماعة"
قلت: إسناده حسن، قال الذهبي في "الميزان": محمد بن عمرو بن علقمة حسن الحديث أخرج له الشيخان متابعة.
الثاني: يرويه أبو الحباب سعيد بن يسار المدني عن أبي هريرة مرفوعا "ما يزال المؤمن يصاب في ولده وحامّتِه، حتى يلقى الله وليست له خطيئة"
أخرجه مالك (1/ 236) أنّه بلغه عن أبي الحباب به.
قال ابن عبد البر: هكذا جاء هذا الحديث في "الموطأ" عند عامة رواته"
ورواه معن بن عيسى القزاز عن مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أبي الحباب عن أبي هريرة.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(3/ 265) والبيهقي في "الشعب"(9376) وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 180)
وقال أبو نعيم: هذا حديث صحيح ثابت من حديث أبي هريرة، قد رواه أصحاب مالك عنه في "الموطأ" أنّه بلغه عن أبي الحباب ولم يسموا ربيعة، وتفرد به معن بتسمية ربيعة"
وقال ابن عبد البر: لا أحفظه لمالك عن ربيعة عن أبي الحباب إلا بهذا الإسناد، وأما معناه فصحيح محفوظ عن أبي هريرة من وجوه"
وللحديث شاهد عن أنس مرفوعا "ما يزال البلاء بالمؤمن حتى يلقى الله وليس عليه خطيئة"
أخرجه ابن عدي (7/ 2667) عن عبد الله بن محمد بن ناجية البربري ثنا أحمد بن عيسى المقري ثنا يحيى بن راشد عن حميد عن أنس به.
وإسناده ضعيف لضعف يحيى بن راشد المازني.
4520 -
حديث أبي هريرة "لا يزال الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر لأنّ اليهود والنصارى يؤخرون"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود وابن خزيمة وغيرهما" (1)
حسن
أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 12) وأحمد (2/ 450) وأبو داود (2353) وابن ماجه (1698) والفريابي في "الصيام"(36 و 37) والنسائي في "الكبرى"(3313) وابن خزيمة (2060) وابن الأعرابي (ق 13/ ب) وابن حبان (3503 و 3509) والحاكم (1/ 431) والبيهقي (4/ 237) وفي "الشعب"(3633) من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة به مرفوعا.
وفي لفظ "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر"
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"
وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 2/ 71
قلت: بل إسناده حسن، قال الذهبي في "الميزان": محمد بن عمرو حسن الحديث أخرج له الشيخان متابعة.
4521 -
"لا يزال العبد يسأل وهو غني حتى يخلق وجهه فلا يكون له عند الله وجه"
قال الحافظ: أخرجه الطبراني والبزار من حديث مسعود بن عمرو مرفوعا" (2)
ضعيف.
(1) 5/ 101 - 102 - (كتاب الصوم- باب تعجيل الإفطار)
(2)
4/ 81 (كتاب الزكاة- باب من سأل الناس تكثرا)
أخرجه البزار (كشف 919) وابن قانع في "الصحابة"(3/ 64 - 65) والطبراني في "الكبير"(20/ 333) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 21) وفي "الصحابة"(6134 و 6135) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الكريم أبي أمية عن سعيد بن يزيد عن مسعود بن عمرو به مرفوعا.
وإسناده ضعيف لضعف ابن أبي ليلى وعبد الكريم بن أبي المُخَارق، وسعيد بن يزيد ما عرفته.
4522 -
"لا يزال الله مقبلا على العبد في صلاته ما لم يلتفت، فإذا صرف وجهه عنه انصرف"
قال الحافظ: عند أحمد وابن خزيمة من حديث أبي ذر رفعه: فذكره، ومن حديث الحارث الأشعري نحوه وزاد "فإذا صلّيتم فلا تلتفتوا" وأخرج الأول أيضًا أبو داود والنسائي" (1)
حسن يشاهده
أخرجه أحمد (5/ 172) والدارمي (1430) وأبو داود (909) والنسائي (3/ 8) وفي "الكبرى"(1118) وابن خزيمة (481 و 482) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(551) والطحاوي في "المشكل"(1428) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(1/ 401 و 402) وأبو عبد الله الحاكم (1/ 236) والبيهقي (2/ 281 و 282) والخطيب في "الموضح"(2/ 215) والبغوي في "شرح السنة"(734) والمزي (33/ 18 - 19) من طرق عن يونس بن يزيد الأيلي عن ابن شهاب الزهري قال: سمعت أبا الأحوص مولى بني ليث يحدثنا (2) في مجلس ابن المسيب وابن المسيب جالس أنّه سمع أبا ذر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة"(733) وفي "التفسير"(5/ 31) من طريق صالح بن أبي الأخضر عن الزهري به.
وقال: صالح بن أبي الأخضر ضعيف"
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وأبو الأحوص هذا مولى بني ليث، تابعي من أهل المدينة، وثقه الزهري، وروى عنه"
قلت: أبو الأحوص لم يرو عنه إلا الزهري، قاله النسائي وغيره.
(1) 2/ 376 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب الالتفات في الصلاة)
(2)
ووقع عند الدارمي: يحدث عن ابن المسيب أنّ أبا ذر قال.
وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال النسائي: لا نعرفه، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالمتين عندهم، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف له حال.
وله شاهد من حديث الحارث الأشعري مرفوعا قال: فذكر حديثا وفيه "وإذا قمتم إلى الصلاة فلا تلتفتوا فإنّ الله عز وجل يقبل بوجهه إلى وجه عبده ما لم يلتفت"
وهو حديث صحيح وقد تقدم الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "من فارق الجماعة شبرا"
4523 -
"لا يزال الناس بخير ما تفاضلوا، فإذا تساووا هلكوا"
سكت عليه الحافظ (1).
لم أجده.
4524 -
"لا يزال أمر أمتي صالحا"
قال الحافظ: ووقع في حديث أبي جحيفة عند البزار والطبراني نحو حديث جابر بن سمرة بلفظ: فذكره" (2)
حسن
وله عن أبي جحيفة طريقان:
الأو: يرويه عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: كنت مع عمي عند النبي-صلى الله عليه وسلم فقال: فذكره، وزاد "حتى يمضي اثنا عشر خليفة" ثم قال كلمة وخفض بها صوته، فقلت لعمي وكان أمامي: ما قال يا عم؟ قال: قال يا بني "كلهم من قريش"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 120) و"الأوسط"(6207) والحاكم (3/ 618) وأبو نعيم في "الرواة عن سعيد بن منصور"(8)
عن سعيد بن منصور
وأبو الشيخ في "الطبقات"(140) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 176)
عن محمد بن بكير الحضرمي
(1) 16/ 121 (كتاب الفتن- باب ظهور الفتن)
(2)
16/ 338 (كتاب الأحكام- باب حدثنا محمد بن المثنى)
قالا: ثنا يونس بن أبي يعفور العبدي عن عون به.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عون إلا يونس بن أبي يعفور، ولا يُروى عن أبي جحيفة إلا بهذا الإسناد"
وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 190
قلت: يونس وإن أخرج له مسلم إلا أنه مختلف فيه، فقال الدارقطني: ثقة، وقال أبو زرعة: صدوق.
وقال ابن عدي: يكتب حديثه.
وقال ابن معين والنسائي: ضعيف.
واختلف فيه قول ابن حبان.
ولم ينفرد به بل تابعه سهل بن أبي يعقوب عن عون به.
أخرجه البزار (كشف 1584) عن محمد بن معمر القيسي وأبي الخطاب زياد بن يحيى قالا: ثنا سهل بن حماد أبو عتاب ثنا سهل بن أبي يعقوب به.
وسهل بن أبي يعقوب هذا لم أر من ترجمه، وسهل بن حماد صدوق، والباقون ثقات.
الثاني: يرويه أبو خالد الوالبي عن أبي جحيفة.
أخرجه البزار (كشف 1585) عن إبراهيم بن زياد الصائغ البغدادي ثنا محمد بن عبيد ثنا الأعمش عن أبي خالد به.
ومحمد بن عبيد والأعمش ثقتان، وإبراهيم بن زياد وأبو خالد الوالبي صدوقان، لكن الأعمش مدلس وقد عنعن، وأبو خالد لم يذكر سماعا من أبي جحيفة فلا أدري أسمع منه أم لا.
والحديث بمجموع الطريقين لا ينزل عن رتبة الحسن، والله أعلم.
4525 -
عن عبد الله بن بُسْر أنّ رجلًا قال: إنّ شرائع الإسلام قد كثرت عليّ فأخبرني بشيء أتشبث به؟ قال "لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله"
قال الحافظ: أخرجه الترمذي وابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم، وأخرج ابن حبان نحوه أيضًا من حديث معاذ بن جبل" (1)
صحيح
(1) 13/ 466 (كتاب الدعوات- باب فضل ذكر الله تعالي)
وحديث عبد الله بن بُسر أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 301 و13/ 457) وأحمد (4/ 190) وفي "الزهد"(ص 45) وعبد بن حميد (509) وابن ماجه (3793) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 350 - 351) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1357) والترمذي (2329 و 3375) وابن حبان (814) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 81) والطبراني في "الدعاء"(1854) وفي "مسند الشاميين"(2008 و 2545) وابن المقرىء في "المعجم"(2) والحاكم (1/ 459) وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 51) والبيهقي في "الآداب"(1182) وفي "الدعوات"(9) وفي "الشعب"(512) وفي "الأربعين الصغرى"(59) والحافظ في "نتائج الأفكار"(1/ 90 و 91)
عن معاوية بن صالح الحمصي
وابن المبارك في "مسنده"(44) وابن أبي الدنيا في "العمر والشيب"(1) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1356) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3556) والطبراني في "مسند الشاميين"(2546) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 111 - 112) والبغوي في "شرح السنة"(1245) وفي "التفسير"(1/ 126 - 127) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1352) والحافظ في "نتائج الأفكار"(1/ 91 - 92)
عن إسماعيل بن عياش
وأحمد (4/ 188) والطبراني في "الدعاء"(1855) وفي "مسند الشاميين"(2544) والحافظ في "نتائج الأفكار"(1/ 91)
عن حسان بن نوح الحمصي
والطبراني في "مسند الشاميين"(2547)
عن صبيح بن محرز الحمصي
والطبراني في "الأوسط"(1464) والشجري في "أماليه"(1/ 255)
عن الحارث بن يزيد السَّكُوني الحمصي
والطبراني في "مسند الشاميين"(1883)
عن محمد بن الوليد الزبيدي
كلهم عن عمرو بن قيس الكندي السكوني قال: سمعت عبد الله بن بُسر يقول: جاء أعرابيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أحدهما: يا رسول الله، أيّ الناس خير؟ قال "من طال عمره وحسن عمله" وقال الآخر: يا رسول الله، إنّ شرائع الإسلام قد كثرت عليّ، فمرني بأمر أتشبث به فقال "لا يزال لسانك رطبا بذكر الله عز وجل"
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه"
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال الحافظ: حديث حسن"
قلت: بل صحيح، وعمرو بن قيس وثقه ابن معين وجماعة.
وأما حديث معاذ فله عنه طريقان:
الأول: يرويه جبير بن نفير واختلف عنه:
- فقال عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان الدمشقي: ثني أبي عن مكحول عن جبير بن نفير عن مالك بن يَخَامر قال: سمعت معاذ بن جبل يقول: إنّ آخر كلمة فارقت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: يا رسول الله، أيّ الأعمال أحبّ إلى الله أو أفضل؟ قال "أن تمت ولسانك رطب من ذكر الله"
أخرجه البخاري في "خلق الأفعال"(281) والفريابي في "الذكر"(نتائج الأفكار 1/ 92) وابن حبان (818) والطبراني في "مسند الشاميين"(3521) وابن السني في "اليوم والليلة"(2) والبيهقي في "الشعب"(513) وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 301)
عن الوليد بن مسلم
والطبراني في "الكبير"(20/ 107 - 108) وفي "الدعاء"(1852) وفي "مسند الشاميين"(191) والحافظ في "النتائج"(1/ 92)
عن عاصم بن علي الواسطي
والطبراني في "مسند الشاميين"(192)
عن يحيى بن عمرو بن عمارة الدمشقي
ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان به.
قال الحافظ: هذا حديث حسن"
قلت: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان مختلف فيه، ومكحول مدلس ولم يذكر سماعا من جبير بن نفير.
والحديث اختلف فيه على عبد الرحمن بن ثابت، فرواه زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي عن عبد الرحمن بن ثابت وأسقط مكحولا ومالك بن يخامر.
أخرجه البزار (كشف 3059)
قال الهيثمي: وإسناده حسن" المجمع 10/ 74
قلت: حديث الوليد بن مسلم ومن تابعه أصح.
ولم ينفرد ثابت بن ثوبان به بل تابعه العلاء بن الحارث الدمشقي عن مكحول عن جبير بن نفير عن مالك بن يخامر عن معاذ به.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 108) وفي "الدعاء"(1853) وفي "مسند الشاميين"(2035) عن أحمد بن أبي يحيى الحضرمي ثنا محمد بن أيوب بن عافية بن أيوب ثنا جدي عافية بن أيوب عن معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث به.
وشيخ الطبراني لينه أبو سعيد بن يونس كما في "اللسان"، ومحمد بن أيوب أظنه المصري المترجم في كتاب ابن أبي حاتم (3/ 2 / 197) قال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به.
وعافية بن أيوب قال أبو زرعة: ليس به بأس، والباقون ثقات.
ولم ينفرد مكحول به بل تابعه يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الدمشقي عن جبير بن نفير عن مالك بن يخامر عن معاذ.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 106) من طريق خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك عن أبيه به.
وخالد بن يزيد قال الذهبي في "الكاشف": ضعفوه.
- وقال عبد الرحمن بن جبير بن نفيرة عن أبيه عن معاذ.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 93) وفي "مسند الشاميين"(2035) عن أحمد بن أبي يحيى الحضرمي المصري ثنا محمد بن أيوب بن عافية بن أيوب ثني جدي ثنا معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير به.
وإسناده ضعيف لضعف أحمد بن أبي يحيى ومحمد بن أيوب.
وحديث مكحول أصح.
الثاني: يرويه ثور بن يزيد الحمصي عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال: إنّ آخر شيء فارقت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: يا رسول الله، أيّ شيء أنجى لابن آدم من عذاب الله؟ قال "أن يموت ولسانه رطب من ذكر الله عز وجل"
أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 301 - 302) ثنا سلمة بن سعيد ثنا علي بن عمر ثنا أحمد بن عيسى بن السكين البلدي ثنا أبو عمرو الزبير بن محمد بن الزبير الرُّهَاوي ثنا قتادة بن الفضيل الحرشي عن ثور بن يزيد به.
وعلي بن عمر هو الدارقطني، وأحمد بن عيسى ترجمه الخطيب في "التاريخ" وقال: كان ثقة، والزبير الرهاوي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقتادة الحرشي ذكره ابن شاهين وابن حبان في "الثقات"، وثور وخالد ثقتان، إلا أن أبا حاتم وغيره قالوا: لم يسمع خالد بن معدان من معاذ.
4526 -
حديث ابن عباس "لا يزال هذا الدين واصبا ما بقي من قريش عشرون رجلًا"
قال الحافظ: أخرجه البزار" (1)
ضعيف
أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1524) والبزار (كشف 2791) والعقيلي (1/ 71) وابن عدي (1/ 238) من طرق عن نعيم بن حماد ثنا إبراهيم بن أبي حية عن ابن جُريج عن عطاء عن ابن عباس به مرفوعا.
قال البزار: لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه، ولا نعلم أحدا تابع إبراهيم على هذا، وليس هو بالقوي، ولا نعلمه عن النبي-صلى الله عليه وسلم-إلا من هذا الوجه"
وقال العقيلي: لا يتابع إبراهيم على هذا الحديث"
وقال ابن عدي: وهذا الحديث لا أعلم يرويه عن ابن جريج غير إبراهيم بن أبي حية، وهو معروف بنعيم عن إبراهيم"
قلت: وإبراهيم قال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث، وقال النسائي: ضعيف، وذكره ابن حبان والدارقطني في الضعفاء.
4527 -
"لا يزني الزاني وهو مؤمن"
سكت عليه الحافظ (2).
أخرجه البخاري في عدة مواضع من كتابه.
(1) 16/ 235 (كتاب الأحكام- باب الأمراء من قريش)
(2)
1/ 67 (كتاب الإيمان- باب حلاوة الإيمان)
و2/ 172 (كتاب الصلاة- أبواب المواقيت- باب من ترك صلاة العصر)
4528 -
"لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة"
قال الحافظ: ولأبي قرة في "السنن" من وجه آخر عن أبي هريرة مرفوعا: فذكره، ونحوه لأبي داود من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وزاد أحمد والطبراني من طريق مجاهد عنه "فيسلبها حليتها ويجردها من كسوتها كأنيّ انظر إليه أُصيلع أُفيدع يضرب عليها بمسحاته أو بمعوله" وللفاكهي من طريق مجاهد نحوه وزاد: قال مجاهد: فلما هدم ابن الزبير الكعبة جئت أنظر إليه: هل أرى الصفة التي قال عبد الله بن عمرو، فلم أرها" (1)
حديث أبي هريرة أخرجه عبد الرزاق (9177) عن ابن جُريج عن صالح مولى التوأمة أنّه سمع أبا هريرة أنّه رفعه- أظنه قال- "تركوا الحبشة ما تركوا، فإنّه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة"
وابن جريج مدلس ولم يذكر سماعا من صالح، وصالح اختلط بأخرة، وسماع ابن جريج منه قبل اختلاطه.
وأما حديث ابن عمرو فأخرجه أبو داود (4309) ثنا القاسم بن أحمد البغدادي ثنا أبو عامر عن زهير بن محمد عن موسى بن جبير عن أبي أمامة بن سهل بن حُنيف عن ابن عمرو مرفوعا "اتركوا الحبشة ما تركوكم، فإنّه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة"
ومن طريقه أخرجه البيهقي (9/ 176) والخطيب في "تاريخه"(12/ 403)
وأخرجه الحاكم (4/ 453) من طريق أحمد بن ملاعب بن حيان البغدادي المُخَرّمي ثنا أبو عامر العَقَدي به.
وقال: صحيح الإسناد"
ورواه الحسين بن سلمة بن إسماعيل بن يزيد بن أبي كبشة عن أبي عامر العقدي ولم يسم الصحابي.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2912)
ورواه عبد الرحمن بن مهدي عن زهير بن محمد فقال فيه: عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: سمعت رجلًا من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم، ولم يسمه.
أخرجه أحمد (5/ 371)
(1) 4/ 207 (كتاب الحج- باب هدم الكعبة)
وهكذا رواه سعيد بن سلمة بن أبي الحسام المدني عن موسى بن جبير به.
أخرجه الأزرقي في "أخبار مكة"(1/ 277)
وموسى بن جبير ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان يخطىء ويخالف، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله، وقال الحافظ في "التقريب": مستور.
طريق أخرى: قال أحمد (2/ 220): ثنا أحمد بن عبد الملك الحرّاني ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد عن ابن عمرو مرفوعا "يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة ويسلبها حليتها ويجردها من كسوتها ولكأني أنظر إليه أصيلع أفيدع يضرب عليها بمسحاته ومعوله"
وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(743) من طريق محمد بن مهران الرازي ثنا محمد بن سلمة به.
وابن إسحاق مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعا من ابن أبي نجيح، وخالفه سفيان بن عُيينة فرواه عن ابن أبي نجيح وجعل قوله: كأني به أُصيلع أفيدع
…
، موقوفًا على ابن عمرو.
أخرجه عبد الرزاق (9180) وابن أبي شيبة (15/ 47 - 48) عن سفيان به.
وأخرجه الأزرقي (1/ 276) عن جده أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي ثنا سفيان به.
وزادوا: قال مجاهد: فلما هدم ابن الزبير الكعبة جئت انظر هل أرى الصفة التي قال عبد الله بن عمرو، فلم أرها.
واختلف فيه على سفيان، فقال محمد بن أبي عمر العدني: ثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عمرو أنّه كان يقول: فذكر نحو حديث ابن إسحاق مرفوعا.
وزاد فيه: قال مجاهد: فلما هدم ابن الزبير
أخرجه الفاكهي (744)
ولم ينفرد ابن أبي نجيح به بل تابعه سليمان بن أبي مسلم الأحول عن مجاهد وغيره أنّ ابن عمرو قال: كأني انظر إليه أُصيلع، أُفيدع، قد علاها بمسحاته.
أخرجه عبد الرزاق (9179) عن ابن جريج قال: سمعت سليمان الأحول به.
وإسناده صحيح.
4529 -
"لا يستلقين أحدكم ثم يضع إحدى رجليه على الأخرى"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (3/ 1662) من حديث جابر" (1)
4530 -
"لا يسمع النداء في مسجدي ثم يخرج منه إلا لحاجة ثم لا يرجع إليه إلا منافق"
قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط" من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا" (2)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3854) عن علي بن سعيد بن بشير الرازي ثنا أبو مصعب ثنا عبد العزيز بن أبي حازم ثني أبي وصفوان بن سليم عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة به مرفوعا.
وأخرجه أبو نعيم في "صفة النفاق"(60) عن الطبراني به.
وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث موصولا عن أبي هريرة غير صفوان وأبي حازم إلا ابن أبي حازم، تفرد به أبو مصعب"
وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 2/ 5
قلت: علي بن سعيد الرازي مختلف فيه، وأبو مصعب أحمد بن أبي بكر وعبد العزيز بن أبي حازم صدوقان، والباقون ثقات.
واختلف فيه على سعيد بن المسيب، فرواه عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي عن سعيد مرسلًا، وفيه قصة.
أخرجه عبد الرزاق (1946) عن سفيان بن عيينة ثني عبد الرحمن بن حرملة به.
وعبد الرحمن مختلف فيه، لكنه لم ينفرد به بل تابعه إبراهيم بن عقبة بن أبي عياش المدني قال: فذكر القصة ولم يذكر المرفوع.
أخرجه عبد الرزاق (1945) عن عمر عن إبراهيم به.
وعمر ما عرفته، وإبراهيم وثقه ابن معين وغيره.
(1) 12/ 523 (كتاب اللباس- باب الاستلقاء)
(2)
2/ 261 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب هل يخرج من المسجد لعلة)
4531 -
"لا يسوم المسلم على سوم المسلم"
قال الحافظ: وأصرح من ذلك رواية مسلم (2/ 1033 و 3/ 1154) من طريق العلاء عن أبيه عن أبي هريرة بلفظ: فذكره" (1)
قلت: لفظه "لا يسم"
4532 -
"لا يشربّن أحدكم قائما، فمن نسي فليستقيئ"
قال الحافظ: ولمسلم من طريق أبي غطفان عن أبي هريرة بلفظ: فذكره، وأخرجه أحمد من وجه آخر وصححه ابن حبان من طريق أبي صالح عنه بلفظ "لو يعلم الذي يشرب وهو قائم لاستقاء" ولأحمد من وجه آخر عن أبي هريرة أنّه صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا يشرب قائما، فقال "قه" قال: لمه؟ قال "أيسرك أن يشرب معك الهر؟ " قال: لا، قال "قد شرب معك من هو شر منه الشيطان" وهو من رواية شعبة عن أبي زياد الطحان مولى الحسن بن علي عنه، وأبو زياد لا يعرف اسمه وقد وثقه يحيى بن معين.
قال المازري: وأما حديث أبي هريرة ففي سنده عمر بن حمزة ولا يحتمل منه مثل هذا لمخالفة غيره له والصحيح أنه موقوف.
وتعقبه الحافظ فقال: وأما تضعيفه لحديث أبي هريرة بعمر بن حمزة فهو مختلف في توثيقه، ومثله يخرج له مسلم في المتابعات، وقد تابعه الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة كما أشرت إليه عند أحمد وابن حبان، فالحديث بمجموع طرقه صحيح" (2)
له عن أبي هريرة طرق:
الأول: يرويه مروان بن معاوية الفزاري ثنا عمر بن حمزة أني أبو غطفان المري أنّه سمع أبا هريرة رفعه "لا يشربنّ أحد منكم قائما، فمن نسي فليستقيء"
أخرجه مسلم (2026)
وعمر بن حمزة قال أحمد: أحاديثه مناكير، وقال ابن معين: ضعيف، وقال أيضًا: صالح ليس بذاك، وقال أيضًا: هو أضعف من عمر بن محمد بن زيد، وقال النسائي: ضعيف، وقال أيضًا: ليس بالقوي، وقال أبو زرعة: ليس بذا خير، وقال الحافظ في "التقريب": ضعيف.
(1) 5/ 256 (كتاب البيوع- باب لا يبيع على بيع أخيه)
(2)
12/ 184 - 185 (كتاب الأشربة- باب الشرب قائما)
وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان ممن يخطيء، وقال ابن عدي: يكتب حديثه.
الثاني: يرويه الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا "لو يعلم الذي يشرب وهو قائم ما في بطنه لاستقاء"
أخرجه عبد الرزاق (19589) عن مَعْمَر بن راشد عن الأعمش به.
وأخرجه أحمد (2/ 283) عن عبد الرزاق به.
وأخرجه ابن حبان (12/ 143) عن محمد بن عبد الرحمن السامي ثنا أحمد بن حنبل به.
وأخرجه الطحاوي في "المشكل"(2100)
عن سلمة بن شبيب النيسابوري
والبيهقي (7/ 282)
عن أحمد بن منصور الرمادي
قالا: ثنا عبد الرزاق به.
ورواته ثقات إلا أنّ معمرا قد تكلم في روايته عن الأعمش.
فقال الدارقطني: معمر سيىء الحفظ الحديث الأعمش.
وقال ابن معين: إذا حدّثك معمر عن العراقيين فخالفه إلا عن الزهري وابن طاوس فإنّ حديثه عنهما مستقيم، فأمّا أهل الكوفة وأهل البصرة فلا، وما عمل في حديث الأعمش شيئًا.
وقال الحافظ: ثقة ثبت فاضل إلا أنّ في روايته عن ثابت والأعمش وهشام بن عروة شيئًا.
الثالث: يرويه معمر عن الزهري عن أبي هريرة مرفوعا "لو يعلم الذي يشرب وهو قائم ما في بطنه لاستقاء"
أخرجه عبد الرزاق (1)(19588) عن معمر به.
(1) رواه إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق.
وأخرجه البيهقي (7/ 282) من طريق أحمد بن منصور الرمادي عن عبد الرزاق به.
واختلف فيه على عبد الرزاق:
- فقال أحمد (2/ 283): ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن رجل عن أبي هريرة.
وأخرجه ابن حبان (5324) عن محمد بن عبد الرحمن السامي ثنا أحمد بن حنبل به.
- وقال زهير بن محمد البغدادي: ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة.
أخرجه البزار (كشف 2897) والبيهقي (7/ 282)
والاول أصح، فقد رواه هشام بن يوسف الصنعاني عن معمر عن الزهري عن أبي هريرة.
أخرجه الطحاوي في "المشكل"(2101)
وإسناده منقطع لأنّ الزهري لم يسمع من أبي هريرة.
الرابع: يرويه شعبة عن أبي زياد الطحان مولى الحسن بن علي قال: سمعت أبا هريرة يقول: عن النبي-صلى الله عليه وسلم أنّه رأى رجلًا يشرب قائما، فقال له "قه" قال: لمه؟ قال له "أيسرك أن يشرب معك الهر؟ " قال: لا، قال "فإنّه قد شرب معك من هو شرّ منه الشيطان"
أخرجه أحمد (2/ 301) والدارمي (2134) والبزار (كشف 2896) والطحاوي في "المشكل"(2102) والبيهقي في "الشعب"(5579) من طرق عن شعبة به.
قال الهيثمي: رجال أحمد ثقات" المجمع 5/ 79
قلت: وإسناده صحيح، وأبو زياد الطحان وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
4533 -
حديث أبي سعيد "لا يشكر الله من لا يشكر الناس"
سكت عليه الحافظ (1).
صحيح
ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث الأشعث بن قيس ومن حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث جرير بن عبد الله ومن حديث أسامة بن زيد ومن حديث النعمان بن بشير ومن حديث أسامة بن عمير الهذلي ومن حديث ابن عمر ومن حديث أسامة بن شريك
(1) 1/ 91 (كتاب الإيمان- باب كفران العشير)
فأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق:
الأول: يرويه الربيع بن مسلم الجُمْحي عن محمد بن زياد القرشي الجمحي سمع أبا هريرة رفعه قال "لا يشكر الله من لا يشكر الناس"
أخرجه الطيالسي (ص 326) عن الربيع بن مسلم به.
ومن طريقه أخرجه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج"(72) وفي "اصطناع المعروف"(130) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عمر 1/ 72) والبيهقي في "الآداب"(252) وفي "الشعب"(8696)
وأخرجه أحمد (2/ 258 و 295 و 302 - 303 و 388 و 461 و 492) والبخاري في "الأدب المفرد"(218) وأبو داود (4811) والترمذي (1954) والطبري في "التهذيب"(1/ 72) والخرائطي في "فضيلة الشكر"(ص 62) وابن حبان (3407) وفي "روضة العقلاء"(ص 238) وأبو الشيخ في "الأمثال"(110) والكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 170) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 389 و 9/ 22) وابن بشران (265) والقضاعي (829) والبيهقي (6/ 182) والبغوي في "شرح السنة"(3610) من طرق عن الربيع بن مسلم به.
قال الترمذي: حديث حسن صحيح"
قلت: وهو كما قال فإنّ إسناده صحيح رواته ثقات.
ولم ينفرد الربيع بن مسلم به بل تابعه شعبة عن محمد بن زياد به.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 165) من طريق عباد بن صهيب البصري ثنا شعبة به.
وعباد بن صهيب قال ابن المديني: ذهب حديثه، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث، ترك حديثه.
الثاني: يرويه سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعا.
أخرجه الخرائطي في "فضيلة الشكر"(80) عن أبي قِلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ثنا علي بن القاسم ثنا عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن سهيل به.
وعلي بن القاسم لم أر من ترجمه، وأبو قلابة وأبو صالح ثقتان، وعبد العزيز وسهيل صدوقان.
الثالث: يرويه عبد الله بن شُبْرُمة الكوفي عن أبي زرعة عمرو بن جرير عن أبي هريرة به مرفوعا.
أخرجه الخطيب في "الجامع"(499)
عن أحمد بن محمد التبعي
وأبو عمرو بن منده في "الفوائد"(42)
عن محمد بن المغيرة بن سنان الهَمَذاني
قالا: ثنا القاسم بن الحكم العرني ثنا شعيب بن صفوان عن عبد الله بن شبرمة به.
وشعيب بن صفوان مختلف فيه، قواه ابن حبان وغيره، وضعفه ابن معين وغيره.
وأحمد بن محمد ومحمد بن المغيرة والقاسم بن الحكم صدوقون، وابن شبرمة وأبو زرعة ثقتان.
وأما حديث الأشعث بن قيس فله عنه طريقان:
الأول: يرويه عبد الله بن شريك العامري عن عبد الرحمن بن عدي الكندي عن الأشعث بن قيس مرفوعا "أشكر الناس لله عز وجل أشكرهم للناس"
أخرجه الطيالسي (ص 141) عن محمد بن طلحة بن مُصَرِّف الأيامي عن عبد الله بن شريك به.
ومن طريقه أخرجه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج"(73) وفي "اصطناع المعروف"(131) والطبري في "التهذيب"(1/ 74) والبيهقي (6/ 182)
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(873) وأحمد (5/ 212) والطبري في "التهذيب"(1/ 73) والخرائطي في "فضيلة الشكر"(79) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 60) والطبراني في "الكبير"(648) والبيهقي في "الشعب"(8699) والخطيب في "الجامع"(500) وفي "تلخيص المتشابه"(2/ 722) وفي "المتفق والمفترق"(258) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(1/ 342) من طرق عن محمد بن طلحة به.
وإسناده ضعيف، عبد الله بن شريك مختلف فيه، وعبد الرحمن بن عدي مجهول كما في "التقريب".
الثاني: يرويه أبو معشر زياد بن كليب الكوفي عن الأشعث مرفوعا "لا يشكر الله من لا يشكر الناس"
أخرجه أحمد (5/ 211) والخرائطي في "فضيلة الشكر"(79) والخطيب في "تالي التلخيص"(4)
عن سَلْم بن عبد الرحمن الكوفي
وأحمد (5/ 212) وهناد في "الزهد"(781) والخرائطي في "فضيلة الشكر"(79) والقضاعي (830)
عن عبد الله بن شبرمة (1)
كلاهما عن أبي معشر به.
وإسناده منقطع بين أبي معشر وبين الأشعث فإنّه لم يدركه.
وأما حديث أبي سعيد فأخرجه أحمد (3/ 32 و 73 - 74) وهناد في "الزهد"(780) وعبد بن حميد (894) ولوين في "حديثه"(44) وابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج"(71) وفي "اصطناع المعروف"(129) والترمذي (1955) وأبو يعلى (1122) والطبري في "التهذيب"(1/ 73) والخرائطي في "فضيلة الشكر"(78) والبيهقي في "الشعب"(8709) من طرق عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عطية العوفي عن أبي سعيد مرفوعا "من لم يشكر الناس لم يشكر الله"
قال الترمذي: حديث حسن صحيح"
قلت: بل ضعيف لضعف ابن أبي ليلى وعطية العوفي.
ولم ينفرد ابن أبي ليلى به بل تابعه مطرف بن طَريف الكوفي عن عطية عن أبي سعيد مرفوعا به.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3606) من طريق يوسف بن عدي التيمي ثنا أسباط بن محمد عن مطرف به.
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن مطرف إلا أسباط، تفرد به يوسف بن عدي"
وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 8/ 181
قلت: بل ضعيف لضعف عطية العوفي.
وأما حديث جرير فأخرجه الطبراني في "الكبير"(2501) عن محمد بن عبد الله
(1) رواه محمد بن فضيل في "الدعاء"(11) عن ابن شبرمة به.
قال الدارقطني: رواه شعيب بن صفوان عن ابن شبرمة عن أبي زرعة عن أبى هريرة، وخالفه مروان الفزاري ومحمد بن فضيل وأحمد بن بشير رووه عن ابن شبرمة عن أبي معشر عن أشعث بن قيس، وهو الصواب" العلل 11/ 212
الحضرمي ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا يحيى بن آدم ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن جرير مرفوعا "من لم يشكر الناس لم يشكر الله"
قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 181
قلت: وهو كما قال إلا أنّ أبا إسحاق السبيعي كان مدلسًا ولم يذكر سماعا من جرير، ولا أدري أسمع منه أم لا.
وأما حديث أسامة بن زيد فأخرجه الدولابي في "الكنى"(1/ 71 و200) والطبراني في "الكبير"(425) وابن عدي (5/ 1974) والبيهقي في "الشعب"(8697) من طريق أبي سعيد عبد المنعم بن نعيم البصري ثنا الجُريري عن أبي عثمان النّهدي عن أسامة مرفوعا "أشكر الناس لله أشكرهم للناس"
قال الهيثمي: وفيه عبد المنعم بن نعيم وهو ضعيف" المجمع 8/ 181
وأما حديث النعمان بن بشير فأخرجه أحمد (4/ 278 و 375) وابنه (4/ 375) والبخاري في "الكنى"(ص 51) وابن أبي الدنيا في "الشكر"(64) وفي "قضاء الحوائج"(78) وفي "اصطناع المعروف"(136) وابن أبي عاصم في "السنة"(93) والبزار (3282) والخرائطي في "فضيلة الشكر"(81 و 82) وفي "اعتلال القلوب"(ص 283 - 284) والقضاعي (15 و 30 و 44 و 45 و 377) والبيهقي في "الشعب"(4105 و 8698) والخطيب في "المتفق والمفترق"(355) وفي "تلخيص المتشابه"(1/ 406) من طرق عن أبي وكيع الجراح بن مليح عن أبي عبد الرحمن القاسم بن الوليد الشامي عن الشعبي عن النعمان بن بشير مرفوعا "من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله عز وجل، والتحدث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، والجماعة رحمة والفرقة عذاب"
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن النبي-صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، ولم أسمع أحدا سمى أبا عبد الرحمن الذي روى هذا الحديث عن الشعبي"
وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 5/ 217 - 218
وقال في موضع آخر: وأبو عبد الرحمن راويه عن الشعبي لم أعرفه" (1) المجمع 8/ 182
قلت: هو القاسم بن الوليد كما جاء مسمى في رواية ابن أبي عاصم وفي رواية عند القضاعي، وهو ثقة كما قال ابن معين وغيره، وأبو وكيع صدوق، فالإسناد حسن.
(1) وقال ابن كثير: إسناده ضعيف" التفسير 4/ 523
وقد ذكر البخاري في "الكنى" وابن أبي حاتم في "الجرح" أبا عبد الرحمن هذا ولم يسمياه، وذكرا له هذا الحديث وقال البخاري وأبو حاتم: لا يتابع في هذا.
كذا قالا، وقد تابعه عبد الحميد البصري عن الشعبي عن النعمان به.
أخرجه أبو الشيخ في "الأمثال"(111) والواحدي في "الوسيط"(4/ 513) من طريق سوار بن مصعب الهمذاني عن عبد الحميد به.
وسوار بن مصعب قال النسائي وغيره: متروك الحديث.
وأما حديث أسامة بن عمير فأخرجه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج"(77) وفي "اصطناع المعروف"(135)
عن إبراهيم بن المستمر العروقي
والطبراني في "الكبير"(519)
عن محمد بن يحيى بن أبي سمينة البغدادي
قالا: ثنا عبد الوهاب بن عيسى التمار الواسطي ثنا يحيى بن أبي زكريا الغساني ثنا عباد بن سعيد عن مبشر بن أبي المليح عن أبيه عن جده أسامة بن عمير مرفوعا "لا يشكر الله من لا يشكر الناس"
قال الدارقطني: تفرد به مبشر بن أبي المليح عن أبيه عن جده" اللسان 3/ 229
وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 8/ 181
قلت: كلهم معروفون، أبو المليح بن أسامة ثقة كما في "الكاشف" و"التقريب"، ومبشر بن أبي المليح ذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 507) وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وعباد بن سعيد ذكره الذهبي في "الميزان" وقال: روى عن مبشر لا شيء، ويحيى بن أبي زكريا قال أبو داود: ضعيف، وقال أبو حاتم: ليس بالمشهور، وقال ابن حبان: كان ممن يروي عن الثقات المقلوبات حتى إذا سمعها من الحديث صناعته لم يشك أنّها مقلوبة، لا تجوز الرواية عنه لما أكثر من مخالفة الثقات فيما يروي عن الأثبات.
وعبد الوهاب بن عيسى التمار ترجمه ابن أبي حاتم وقال عن أبيه: ليس به بأس.
ومحمد بن أبي سمينة وثقه ابن حبان وغيره، وقال أبو حاتم: صدوق.
وإبراهيم بن المستمر قال النسائي: صدوق.
وأما حديث ابن عمر فأخرجه البرذعي في "سؤالاته لأبي زرعة"(2/ 574 - 575) عن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي عن محمد بن محبوب عن جويرية بن أسماء عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "لا يشكر الله من لا يشكر الناس"
قال البرذعي: قال أبو زرعة: باطل، وزور، لا أصل له، ثم جعل يرغب إلى الله في الستر والعافية.
عني أبو زرعة إن شاء الله في حديث جويرية أن لا أصل له مرفوعا، وقد رواه جويرية عن نافع عن ابن عمر فقط. رواه عنه جعفر بن سليمان فلا أدري لم يحفظه أبو زرعة أو قال: لا أصل له أصلًا، فأما أنا فإني أحفظه عن ابن عمر موقوفًا"
ومن طريقه أخرجه الخطيب في "التاريخ"(7/ 174)
وأسند عن ابن عدي قال: جعفر بن عبد الواحد منكر الحديث عن الثقات وكان يتهم بوضع الحديث.
وعن الدارقطني قال: متروك.
وعنه أيضًا قال: كذاب يضع الحديث.
وأما حديث أسامة بن شريك فأخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1594) من طريق إبراهيم بن المعمر الصنعاني ثنا ميمون بن الحكم ثني عبد القدوس بن إبراهيم بن مرداس عن جعفر بن سليمان الضبعي عن زياد بن عِلاقة عن أسامة بن شريك مرفوعا "من لا يشكر الناس لا يشكر الله، ومن لا يرحم لا يرحمه الله عز وجل، ومن لا يغفر لا يغفر الله له"
إبراهيم وميمون لم أر من ترجمهما، وعبد القدوس ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا، وجعفر صدوق، وزياد ثقة.
4534 -
عن المغيرة بن شعبة مرفوعا "لا يصلي الإمام في الموضع الذي صلّى فيه حتى يتحول"
قال الحافظ: رواه أبو داود، وإسناده منقطع" (1)
ضعيف
أخرجه أبو داود (616) عن أبي توبة الربيع بن نافع الحلبي ثنا عبد العزيز بن عبد الملك القرشي ثنا عطاء الخراساني عن المغيرة بن شعبة به مرفوعا.
(1) 2/ 479 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب مكث الإمام في مصلاه بعد السلام)
ومن طريقه أخرجه البيهقي (2/ 190)
قال أبو داود: عطاء الخراساني لم يدرك المغيرة بن شعبة"
قلت: وعبد العزيز بن عبد الملك قال أبو الحسن بن القطان والحافظ في "التقريب": مجهول.
لكنه لم ينفرد به بل تابعه عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه عن المغيرة به.
أخرجه ابن ماجه (1428)
وعثمان بن عطاء قال ابن معين ومسلم والدارقطني: ضعيف الحديث.
4535 -
حديث السائب بن خلاد: أنّ رجلًا أمّ قوما فبصق في القبلة فلما فرغ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يصلي لكم" وفيه أنّه قال له "إنّك آذيت الله ورسوله".
قال الحافظ: ولأبي داود وابن حبان من حديث السائب بن خلاد: فذكره" (1)
أخرجه أبو داود (481) ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 314)
عن أحمد بن صالح المصري
وأحمد (4/ 56)
عن سريج بن النعمان البغدادي
وابن حبان (1636) والمزي (13/ 39)
عن حرملة بن يحيى المصري
قالوا: ثنا عبد الله بن وهب أني عمرو بن الحارث أنّ بكر بن سوادة الجذامي حدّثه عن صالح بن خَيْوان عن أبي سهلة السائب بن خلاد من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم، أنّ رجلًا أمّ قوما فبصق في القبلة ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فرغ "لا يصلي لكم" فأراد بعد ذلك أن يصلي لهم، فمنعوه وأخبروه بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال "نعم" وحسبت أنّه قال "إنّك آذيت الله ورسوله".
صالح بن خيوان ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال العجلي: ثقة، وقال عبد الحق الإشبيلي: لا يحتج به، وعاب ذلك عليه ابن القطان الفاسي وصحح حديثه (2)، وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى بكر.
وباقي رجال الإسناد ثقات.
(1) 2/ 54 (كتاب الصلاة- باب حك البزاق باليد من المسجد)
(2)
الوهم والإيهام 5/ 336
4536 -
"لا يصلينّ أحد العصر إلا في بني قريظة"
سكت عيه الحافظ (1).
أخرجه البخاري (فتح 3/ 89 و 8/ 412) عن ابن عمر.
4537 -
حديث ابن عمر "لا يصيب عبد من الدنيا شيئًا إلا نقص من درجاته وإن كان عند الله كريما"
قال الحافظ: أخرجه ابن أبي الدنيا. قال المنذري: وسنده جيد" (2)
موقوف
أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 323) وهناد في "الزهد"(557) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر قال: فذكره، إلا أنّه قال "نقص من درجاته عند الله وإن كان عليه كريما"
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا"(327) عن محمد بن عبد الله المديني ثنا أبو معاوية به.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 306) من طريق هناد به.
وقال: رواه اسرائيل عن ثور عن مجاهد مثله"
وقال المنذري: رواه ابن أبي الدنيا وإسناده جيد، وروي عن عائشة مرفوعا والموقوف أصح" الترغيب 4/ 163
4538 -
"لا يضربنّ أحدكم امرأته ضرب الأمة ثم يضاجعها"
سكت عليه الحافظ (3).
أخرجه البخاري (فتح 11/ 214 - 215) عن عبد الله بن زمعة مرفوعا "لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يجامعها في آخر اليوم"
4539 -
عن عمران بن حصين قال: كانت نصارى العرب كتبت إلى هرقل أنّ هذا الرجل الذي خرج يدعى النبوة هلك وأصابتهم سنون فهلكت أموالهم، فبعث رجلًا من عظمائهم يقال له قباد وجهّز معه أربعين ألفا، فبلغ النبي-صلى الله عليه وسلم ذلك
(1) 1/ 220 (كتاب العلم- باب كتابة العلم)
(2)
14/ 58 (كتاب الرقاق- باب فضل الفقر)
(3)
1/ 360 (كتاب الوضوء- باب البول في الماء الدائم)
رجلًا من عظمائهم يقال له قباد وجهّز معه أربعين ألفا، فبلغ النبي-صلى الله عليه وسلم ذلك ولم يكن للناس قوة وكان عثمان قد جهز عيرا إلى الشام فقال: يا رسول الله، هذه مائتا بعير بأقتابها وأحلاسها ومائتا أوقية، قال: فسمعته يقول "لا يضر عثمان ما عمل بعدها"
قال الحافظ: وروى الطبراني من حديث عمران بن حصين قال: فذكره، وأخرجه الترمذي والحاكم من حديث عبد الرحمن بن خباب نحوه" (1)
تقدم الكلام عليه في حرف الميم فانظر حديث "ما على عثمان من عمل بعد اليوم"
4540 -
"لا يعلم ما في غد إلا الله"
قال الحافظ: وأخرج الطبراني في "الأوسط" بإسناد حسن من حديث عائشة أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم مرّ بنساء من الأنصار في عرس لهنّ وهن يغنين:
وأهدى لها كبشا
…
تَبَحْبَحَ في المِرْبدِ
وزوجك في النادي
…
ويعلم ما في غَدِ
فقال: فذكره" (2)
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3425) و"الصغير"(343) عن الحسن بن جرير الصوري ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثني أبي عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عَمْرة عن عائشة به.
وقال: لم يروه عن يحيى بن سعيد إلا أبو أويس، تفرد به إسماعيل"
وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 4/ 290
قلت: إسماعيل وأبوه مختلف فيهما.
واختلف فيه على يحيى بن سعيد، فرواه مجاشع بن عمرو عن الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن أنس قال: مرّ النبي-صلى الله عليه وسلم في أول مَقدمه المدينة بعروس ومعها نسوة، وإذا إحداهن تقول:
وأهدى لها أكْبُشا
…
تَبَحْبَحَ في المِربدِ
وزوجك في النادي
…
ويعلم ما في غَدِ
(1) 9/ 174 (كتاب المغازي- باب غزوة تبوك)
(2)
11/ 109 (كتاب النكاح - باب ضرب الدف في النكاح)
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تقولي هكذا، ولكن قولي:
أتيناكم أتيناكم فحيانا وحياكم
أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6194)
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ليث بن سعد إلا مجاشع بن عمرو، ولا يُروى عن أنس إلا بهذا الإسناد"
وقال الهيثمي: وفيه مجاشع بن عمرو وهو كذاب" المجمع 4/ 289
4541 -
"لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم وهو جنب"
قال الحافظ: وعنده (أي مسلم 283) من طريق أبي السائب عن أبي هريرة بلفظ: فذكره" (1)
4542 -
حديث جابر أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم قال يوم الأحزاب وقد جمعوا له جموعا كثيرة: "لا يغزونكم بعد هذا أبدا ولكن أنتم تغزونهم"
قال الحافظ: وأخرج البزار بإسناد حسن من حديث جابر: فذكره" (2)
ضعيف
أخرجه البزار (كشف 1810) ثنا محمد بن عمر بن هَيّاج ثنا يحيى بن عبد الرحمن الأرْحبي ثنا عُبيدة بن الأسود عن مُجالد عن عامر عن جابر بن عبد الله به.
وقال: قد اختلفوا في إسناده، فرواه زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي عن الحارث بن البرصاء، وقال مجالد عن الشعبي عن جابر، ولا نعلم أحدا رواه عن جابر إلا عبيدة"
وقال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 6/ 139
قلت: الحديث إسناده ضعيف، مجالد هو ابن سعيد الهمداني ليس بالقوي وتغير بأخرة وكان يلقن.
قال أحمد: مجالد عن الشعبي وغيره ضعيف" ضعفاء العقيلي 4/ 233
وقال البخاري: كان يحيى بن سعيد يضعفه، وكان ابن مهدي لا يروي عنه، وكان أحمد بن حنبل لا يراه شيئا"
(1) 1/ 361 (كتاب الوضوء- باب البول في الماء الدائم)
(2)
8/ 408 (كتاب المغازي- باب غزوة الخندق)
وعبيدة بن الأسود ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يعتبر حديثه إذا بين السماع وكان فوقه ودونه ثقات.
ولم يبين السماع وإنما عنعن ومن فوقه ضعيف.
والأرحبي قال أبو حاتم: يحدث عن عبيدة بن الأسود أحاديث غرائب.
واختلف فيه على الشعبي كما ذكر البزار، فرواه زكريا بن أبي زائدة عنه عن الحارث بن مالك بن البرصاء قال: سمعت النبي-صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة يقول "لا تغزى هذه بعد اليوم إلى يوم القيامة".
أخرجه الحميدي (572) وابن سعد (2/ 145) وابن أبي شيبة (14/ 490) وأحمد (3/ 412 و 4/ 343) والترمذي (1611) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(909) والفاكهي في "أخبار مكة"(768 و 769) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 326) وفي "المشكل"(1509) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 169) والطبراني في "الكبير"(3333 و 3334 و 3335 و 3336 و 3337 و 3338) والبيهقي في "سننه"(9/ 214) وفي "الدلائل"(5/ 75) وفي "معرفة السنن"(13/ 397) والحاكم (3/ 627) وأبو نعيم في "الصحابة"(2075) وابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 413) والمزي (5/ 277) من طرق عن زكريا
به.
ورواه الشافعي في "سنن حرملة"(معرفة السنن والآثار 13/ 397) عن زكريا به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح وهو حديث زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي فلا نعرفه إلا من حديثه"
- ورواه عبد الله بن أبي السَّفَر الكوفي عن الشعبي عن عبد الله بن مطيع بن الأسود عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم-حين أمر بقتل هؤلاء الرهط بمكة يقول "لا تغزى مكة بعد هذا العام أبدا، ولا يقتل قرشي بعد هذا العام صبرا أبدا"
أخرجه أحمد (4/ 213 و 3/ 412) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 331) وفي "المشكل"(1508) والطبراني في "الكبير"(20/ 292) وابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 191 - 192) من طريق إبراهيم بن سعد المدني عن محمد بن إسحاق ثني شعبة بن الحجاج عن ابن أبي السفر به.
- ورواه زكريا بن أبي زائدة أيضًا عن الشعبي عن عبد الله بن مطيع عن أبيه بلفظ "لا تغزى مكة بعد هذا العام أبدا" يعني عام الفتح.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(763) عن يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا ابن عيينة عن زكريا به.
ويعقوب بن حميد مختلف فيه، وخالفه غير واحد رووه عن ابن عيينة بلفظ "لا يقتل قرشي صبراً بعد هذا اليوم أبدا"
منهم:
1 -
الحميدي (568)
2 -
عبد الرزاق (9399)
3 -
الشافعي في "سنن حرملة"(معرفة السنن والآثار 13/ 396)
4 -
محمد بن أبي عمر العدني.
أخرجه البيهقي في "المعرفة"(13/ 396 - 397)
وهكذا أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 173 و 14/ 490) وأحمد (3/ 412 و 4/ 213) والبخاري في "الأدب المفرد"(826) والدارمي (2391 و 2392) ومسلم (1782) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 326) وفي "المشكل"(1507) وابن حبان (3718) والطبراني في "الكبير"(20/ 292 - 293 و 293) والحاكم (4/ 275) والبيهقي في "الدلائل"(5/ 76) من طرق عن زكريا بهذا اللفظ.
وهكذا رواه عيسى بن يونس الكوفي عن مجالد بن سعيد عن الشعبي عن ابن مطيع عن أبيه مرفوعا بهذا اللفظ.
وهو أصح من حديث عبيدة بن الأسود.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 293) و"الأوسط"(6025)
4543 -
"لا يفترق اثنان -يعني في البيع- إلا عن رضا"
قال الحافظ: وروى الطبري من طريق أبي زرعة بن عمرو أنّه كان إذا بايع رجلًا يقول له: خيرني، ثم يقول: قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وأخرجه أبو داود أيضا" (1)
صحيح
(1) 5/ 192 (كتاب البيوع- باب ما جاء في قول الله تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ} [الجمعة: 10])
أخرجه أحمد (2/ 536) والترمذي (1248)
عن أبي أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي
وأبو داود (3458) وابن جرير في "تفسيره"(5/ 33 - 34) والعقيلي (4/ 391) والبيهقي (5/ 271)
عن مروان بن معاوية الفزاري
كلاهما عن يحيى بن أيوب البجلي الكوفي قال: كان أبو زرعة بن عمرو بن جرير إذا بايع رجلًا خيره، قال: ثم يقول: خيرني، ويقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"لا يفترقن اثنان إلا عن تراض"
قال الترمذي: هذا حديث غريب"
وقال العقيلي: والحديث يُروى بغير هذا الإسناد وغير هذا اللفظ من طريق يثبت"
قلت: الحديث إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، ويحيى بن أيوب وثقه أبو داود والبزار وذكره ابن حبان وابن شاهين في "الثقات"، وقال يعقوب بن سفيان: ليس به بأس، واختلف فيه قول ابن معين.
ولم ينفرد به بل تابعه طلق بن معاوية النخعي الكوفي عن أبي زرعة به.
أخرجه ابن عدي (6/ 2162) من طريق محمد بن جابر اليمامي عن طلق بن معاوية به.
وإسناده ضعيف لضعف محمد بن جابر.
واختلف فيه على أبي زرعة، فرواه أبو عتاب عنه عن أبي هريرة قوله.
أخرجه عبد الرزاق (8/ 51) عن سفيان الثوري عن أبي عتاب به.
وأخرجه ابن أبي شيبة (7/ 83) عن وكيع عن سفيان به.
وأبو عتاب (1) ما عرفته.
وللحديث شاهد عن أبي سعيد الخدري وعن أنس بن مالك وعن عبد الله بن أبي أوفى وعن ميمون بن مهران مرسلًا.
(1) وعند ابن أبي شيبة: أبو غياث.
فأما حديث أبي سعيد فتقدم الكلام عليه في حرف الهمزة عند حديث "إنّما البيع عن تراض"
وأما حديث أنس فتقدم الكلام عليه عند حديث "لا يتفرق بيعان إلا عن رضا".
وأما حديث ابن أبي أوفى فله عنه طرق:
الأول: يرويه عبد الله بن مُحَرَّر الجزري أخبرني ثابت أبو الحجاج عن ابن أبي أوفى مرفوعا "البيع عن تراض، والتخيير بعد صفقة"
أخرجه عبد الرزاق (14264)
وعبد الله بن محرر قال النسائي وغير واحد: متروك الحديث.
الثاني: يرويه سفيان الثوري عن سليمان الشيباني عن ابن أبي أوفى مرفوعا "البيع عن تراض، والخيار بعد الصفقة"
أخرجه الطبراني (منتقى ابن مردويه 135) عن علي بن سعيد بن بشير الرازي ثنا إسحاق بن عمرو الرازي ثنا الصَّبَّاح بن محارب عن سفيان به.
وعلي بن سعيد مختلف فيه: وثقه مسلمة، وضعفه الدارقطني.
وإسحاق بن عمرو هو ابن الحصين الآزاذاني الرازي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا.
والصباح بن محارب قال أبو زرعة وأبو حاتم: صدوق.
وسفيان وسليمان ثقتان.
الثالث: يرويه عبد السلام بن سالم أبو مسلم عن عبد الله بن سلمان الجعفي عن ابن أبي أوفى.
أخرجه الدولابي في "الكنى"(2/ 112) عن محمد بن عوف الحمصي ثنا أبو روح الربيع بن روح الحمصي ثنا عبد السلام به.
وعبد السلام بن سالم وعبد الله بن سلمان لم أعرفهما، ومحمد بن عوف والربيع بن روح ثقتان.
وأما حديث ميمون بن مهران فأخرجه ابن أبي شيبة (7/ 83) عن وكيع ثنا قاسم الجعفي عن أبيه عن ميمون بن مهران رفعه "البيع عن تراض، والخيار بعد الصفقة، ولا يحل لمسلم أن يغبن مسلما"
وأخرجه الطبري في "تفسيره"(5/ 32) عن سفيان بن وكيع ثنا أبي عن القاسم بن سليمان الجعفي عن أبيه عن ميمون به.
قال ابن حزم: هذا مرسل من أحسن المراسيل" المحلى 9/ 320
قلت: قاسم الجعفي قال ابن نمير: شيخ ليس بمعروف (الجرح 3/ 2/ 124)
وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف كأبيه.
وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته
4544 -
"لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث"
قال الحافظ: وعند أبي داود والترمذي مصححا من طريق يزيد بن عبد الله بن الشخير عن عبد الله بن عمرو مرفوعا: فذكره، وشاهده عند سعيد بن منصور بإسناد صحيح من وجه آخر عن ابن مسعود "اقرءوا القرآن في سبع، ولا تقرءوه في أقل من ثلاث"(1)
تكلمت عليه في تخريجي لأحاديث "التبيان في آداب حملة القرآن" للإمام النووي، فراجعه.
4545 -
"لا يقاد مملوك من مالكه"
قال الحافظ: وقد أخرج الحاكم من طريق ابن عباس عن عمر أنّه قال لرجل أقعد جاريته وقد اتهمها بالفاحشة على النار حتى احترق فرجها: هل رأيت ذلك عليها؟ قال: لا، قال: فاعترفت لك، قال: لا، قال: فضربه، وقال: لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره، لأقدتها منك. قال الحاكم: صحيح الإسناد. وتعقبه الذهبي بأنّ في إسناده عمر بن عيسى شيخ الليث وهو منكر الحديث. كذا قال فأوهم أنّ لغيره كلاما وليس كذلك فإنّه ذكره في "الميزان" وقال: لا يعرف. لم يزد على ذلك ولا يلزم من ذلك القدح فيما رواه بل يتوقف فيه" (2)
ضعيف جدًا
أخرجه ابن أبي عاصم في "الديات"(ص 111 و 112) والطحاوي في "المشكل"(5329) والحاكم (2/ 215 - 216 و 4/ 368) والطبراني في "الأوسط"(8652) وابن عدي (5/ 1713) وابن شاهين في "ناسخ الحديث"(563) والبيهقي (8/ 36) وأبو موسى المديني
(1) 10/ 473 (كتاب فضائل القرآن- باب في كم يقرأ القرآن)
(2)
15/ 197 (كتاب الحدود- باب من أظهر الفاحشة واللطخ والتهمة بغير بينة)
في "اللطائف"(416) من طريق الليث بن سعد عن عمر بن عيسى القرشي عن ابن جُريج عن عطاء عن ابن عباس أنّه قال: جاءت جارية إلى عمر بن الخطاب فقالت: إنّ سيدي اتهمني، وأقعدني على النار، حتى احترق فرجي، فقال لها عمر: هل رأى ذلك عليك؟ قالت: لا، قال: فاعترفت له؟ قالت: لا، قال عمر: عليّ به، فأتي به، فلما رأى عمر الرجل قال: أتعذب بعذاب الله عز وجل؟ قال: يا أمير المؤمنين اتهمتها في نفسها. فقال: هل رأيت ذلك عليها؟ فقال الرجل: لا، قال: فاعترفت لك به؟ قال: لا، قال: والذي نفسي بيده لو لم أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لا يقاد مملوك من مالكه، ولا ولد من والده" لأقدتك بها، فبذره فضربه مائة سوط، ثم قال: اذهبي فأنت حرّة لوجه الله عز وجل، وأنت مولاة الله ورسوله، أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من حُرق بالنار، أو مُثل به، فهو حر، وهو مولى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم".
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وتعقبه الذهبي فقال: قلت: بل عمر بن عيسى منكر الحديث"
وقال ابن عدي: وهذا الحديث لا أعلم رواه عن ابن جريج بهذا الإسناد غير عمر بن عيسى، وعن عمر بن عيسى هذا الليث وهو معروف بهذا"
وقال الطبراني: لم يروه عن ابن جريج إلا عمر بن عيسى، تفرد به الليث"
قال الحافظ: وهو كما قال" اللسان 4/ 322
وقال العقيلي: عمر بن عيسى مجهول بالنقل، حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا به. ثم ذكر له هذا الحديث.
وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة منكر الحديث، وقال ابن حبان: كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات على قلة روايته لا يجوز الاحتجاج به فيما وافق الثقات فكيف إذا انفرد عن الأثبات بالطامات.
4546 -
"لا يقبل الله صدقة من غلول، ولا صلاة بغير طهور"
قال الحافظ: ولأبي داود من حديث أبي المليح عن أبيه مرفوعا: فذكره، وإسناده صحيح" (1)
انظر الحديث الذي بعده.
(1) 4/ 20 (كتاب الزكاة- باب لا تقبل صدقة من غلول)
4547 -
"لا يقبل الله صلاة إلا بطُهُور، ولا صدقة من غُلُول"
قال الحافظ: أخرجه مسلم بلفظ "لا تقبل صدقة من غلول" وأخرجه الحسن بن سفيان في "مسنده" عن أبي كامل أحد مشايخ مسلم فيه بلفظ: فذكره، ولأبي داود من حديث أبي المليح عن أبيه مرفوعا "لا يقبل الله صدقة من غلول، ولا صلاة بغير طهور" وإسناده صحيح" (1)
صحيح
ورد من حديث ابن عمر ومن حديث أسامة بن عمير ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أبي بكرة ومن حديث أنس ومن حديث أبي سعيد ومن حديث ابن مسعود ومن حديث أبي بكر الصديق ومن حديث عمران بن حصين ومن حديث الزبير بن العوام
فأما حديث ابن عمر فأخرجه الطيالسي (ص 255 - 256) وأبو عبيد في "الطهور"(54) وابن أبي شيبة (26) وأحمد (2/ 19 - 20 و 39 و51 و 57 و 73) ومسلم (224) وابن ماجه (272) والترمذي (1) وأبو بكر المروزي في زياداته على "الطهور" لأبي عبيد (55) وابن خزيمة (8) والطحاوي في "المشكل"(3299) وابن حبان (3366) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 176) والبيهقي (1/ 42 و 4/ 191) وفي "الصغرى"(19) وابن عبد البر في "التمهيد"(19/ 278 - 279) والخطيب في "الفقيه"(1/ 114) وأبو سعد السمان في "معجم الشيوخ"(التدوين للرافعي 1/ 434) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(59) والذهبي في "معجم الشيوخ"(2/ 424) من طرق عن سماك بن حرب عن مصعب بن سعد قال: مرض ابن عامر فجعلوا يثنون عليه وابن عمر ساكت فقال: أما إني لست بأغشّهم لك ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إنّ الله لا يقبل صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غُلُول".
وفي لفظ "لا تقبل صلاة إلا بطهور، ولا صدقة من غلول"
وأما حديث أسامة بن عمير فأخرجه الطيالسي (ص 187) عن شعبة عن قتادة قال: سمعت أبا المليح الهذلي يحدث عن أبيه قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت فسمعته يقول: "إنّ الله تبارك وتعالى لا يقبل صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول"
ومن طريقها أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 176) والبيهقي (1/ 42)
وأخرجه أبو عبيد في "الطهور"(56) وابن أبي شيبة (29) وأحمد (5/ 74 و 75)
(1) 4/ 20 (كتاب الزكاة- باب لا تقبل صدقة من غلول)
والدارمي (691) وأبو داود (59) وابن ماجه (271) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 304) والبزار (2329) والنسائي (5/ 42) وفي "الكبرى"(2303) وأبو عوانة (1/ 235) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1/ 506) والطحاوي في "المشكل"(3300) وابن الأعرابي (ق 38/ أ) وابن حبان (1705) والطبراني في "الكبير"(505) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 176) والبيهقي (1/ 230) والخطيب في "المتفق والمفترق"(1731) وابن عبد البر في "التمهيد"(19/ 278) والبغوي في "شرح السنة"(157) من طرق عن شعبة به (1).
وإسناده صحيح رواته ثقات.
ولم ينفرد شعبة به بل تابعه:
1 -
أبو عَوَانة الوَضاح بن عبد الله عن قتادة به.
أخرجه البزار (2328) والنسائي (1/ 75) وفي "الكبرى"(79 و 172) والطبراني في "الكبير"(506) وابن عبد البر في "التمهيد"(19/ 278)
2 -
سعيد بن أبي عَروبة.
أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(900) عن عبد الله بن المبارك ويزيد بن هارون عن سعيد به.
ولم ينفرد قتادة به بل تابعه خالد الحذاء عن أبي المليح به.
أخرجه الطبراني في "الصغير"(100) من طريق عبد الملك بن محمد بن عبد الملك الرقاشي ثنا عمر بن حبيب القاضي عن خالد الحذاء به (2).
وقال: لم يروه عن خالد الحذاء إلا عمر بن حبيب، تفرد به عبد الملك بن محمد الرقاشي أبو قِلابة"
قلت: وعمر بن حبيب قال ابن معين وغيره: ضعيف.
(1) ورواه شبابة بن سوّار المدائني عن شعبة واختلف عنه:
فرواه ابن أبي شيبة (29) وعنه ابن ماجه (1/ 100) عن شبابة عن شعبة عن قتادة عن أبي المليح عن أبيه.
ورواه محمد بن عبد الله الجهبذ عن شبابة ثنا شعبة عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي المليح عن
أبيه.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 176 - 177)
والأول أصح.
(2)
ومن هذا الطريق أخرجه أيضًا الخطيب في "تالي التلخيص"(125)
وأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق:
الأول: يرويه كثير بن زيد الأسلمي عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة مرفوعا "لا الله صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول"
وفي لفظ "لا تقبل صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول"
أخرجه البزار (كشف 252) وأبو عوانة (1/ 236) وابن المنذر في "الأوسط"(1/ 107) وفي "الاقناع"(1) والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 297 - 298)
عن سليمان بن بلال المدني
وابن خزيمة (10) وأبو عوانة (1/ 235 - 236)
عن عبد العزيز بن أبي حازم المدني
كلاهما عن كثير بن زيد به.
قال البزار: لا نعلمه يُروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، وقد رواه عن كثير غير سليمان.
قلت: وإسناده حسن، كثير بن زيد مختلف فيه ولا ينزل حديثه عن رتبة الحسن فقد قواه أحمد وابن عمار وابن عدي وذكره ابن حبان وابن شاهين في "الثقات"، وقال الذهبي في "المجرد": صالح، واختلف فيه قول ابن معين.
والوليد بن رباح ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البخاري: حسن الحديث، وقال أبو حاتم: صالح، وقال الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب": صدوق.
الثاني: يرويه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا "لا يقبل الله صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول"
وفي لفظ "لا تقبل صلاة إلا بطهور، ولا صدقة من غلول"
أخرجه أبو عوانة (1/ 236) وابن المنذر في "الأوسط"(1/ 367) والعقيلي (3/ 378)
عن أبي حذيفة موسى بن مسعود النّهدي
وابن خزيمة (9) وابن عدي (6/ 2037) وابن المقريء في "الأربعين"(23)
عن غسان بن عبيد الموصلي
قالا: ثنا عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير به.
قال ابن خزيمة: خبر غريب الإسناد"
وقال العقيلي: لا يتابع عكرمة عليه"
وقال ابن عدي: وهذا لا أعلم رفعه إلى النبي-صلى الله عليه وسلم غير غسان بن عبيد عن عكرمة بن عمار، وروي عن أبي حذيفة عن عكرمة مرفوعا أيضًا، وغيرهما أوقفوه على أبي هريره"
قلت: عكرمة بن عمار ثقة إلا في روايته عن يحيى بن أبي كثير فقد ضعفوه فيها.
ولم ينفرد يحيى بن أبي كثير به بل تابعه عون بن حبان البصري عن أبي سلمة به.
أخرجه ابن عدي (5/ 1930) من طريق عبد العزيز بن عبد الله القرشي ثنا عون بن حبان به.
وقال: وعبد العزيز بن عبد الله هذا عامة ما يرويه لا يتابعه عليه "الثقات"
الثالث: يرويه يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن مَوْهَب التيمي عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "لا يقبل الله صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول"
أخرجه أبو عوانة (1/ 236) ثنا محمد بن يحيى حدثنا يعلي بن عبيد عن يحيى بن عبيد الله به.
وإسناده ضعيف جدًا، يحيى بن عبيد الله قال أحمد: ليس بثقة، وقال ابن معين وغيره: لا يكتب حديثه.
الرابع: يرويه هشام بن حسان البصري عن ابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا "لا يقبل الله صلاة إلا بوضوء، ولاصدقة من غلول"
أخرجه أبو عوانة (1/ 236) عن أبي العباس أحمد بن محمد بن عيسى البرتي القاضي ثنا الحكم بن موسى ثنا هِقل عن هشام بن حسان به.
وإسناده صحيح رواته ثقات.
واختلف فيه على هقل بن زياد الدمشقي، فرواه الترجماني عن هقل عن الأوزاعي عن ابن سيرين عن أبي هريرة.
أخرجه ابن عدي (1/ 204) عن أحمد بن محمد بن حرب الجرجاني ثنا الترجماني به.
وقال: وهذا الحديث بهذا الإسناد باطل، وأحمد بن محمد بن حرب مشهور بالكذب ووضع الحديث"
الخامس: يرويه عباد بن كثير عن أبي أمية عبد الكريم بن أبي المُخَارق قال: حدّث الحسن بن أبي الحسن عن أبي هريرة مرفوعا "لا يقبل الله صلاة إلا بطهور، ولا صدقة من غلول"
أخرجه أبو يعلى (6230)
وإسناده ضعيف جدًا، عباد بن كثير هو الثقفي قال البخاري: تركوه، وقال النسائي: متروك الحديث.
وعبد الكريم قال الترمذي: ضعيف عند أهل الحديث ضعفه أيوب السختياني وتكلم فيه.
وأما حديث أبي بكرة فأخرجه ابن ماجه (274) وابن عدي (3/ 931 و 6/ 2332) والمزي (8/ 336) من طريق الخليل بن زكريا البصري ثنا هشام بن حسان عن الحسن عن أبي بكرة مرفوعا "لا يقبل الله صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول"
قال ابن عدي: الخليل بن زكريا عامة أحاديثه مناكير"
وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف الخليل بن زكريا" المصباح 1/ 41
ولم ينفرد به بل تابعه منهال بن بحر العقيلي القشيري عن هشام بن حسان به.
أخرجه ابن عدي (3/ 931 و 6/ 2291 و 2332) من طريق محمد بن عبد العزيز الدينوري ثنا منهال بن بحر به.
وقال: وهذا بهذا الإسناد تفرد به الدينوري عن المنهال بن بحر عن هشام، وهو باطل بهذا الإسناد، وقد رواه الخليل بن زكريا عن هشام بهذا الإسناد، والمنهال خير من الخليل بن زكريا"
قلت: والدينوري ذكره الذهبي في "الميزان" وقال: منكر الحديث ضعيف وكان ليس بثقة يأتي ببلايا.
واختلف فيه على هشام بن حسان، فرواه عبد الرزاق (9499) عن هشام عن الحسن مرسلًا.
وهذا أصح.
وأما حديث أنس فأخرجه أبو عبيد في "الطهور"(57) وابن أبي شيبة (27) وأبو يعلى (4251) وأبو عوانة (1/ 235) والخطيب في "التاريخ"(4/ 321) من طريق الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن أنس مرفوعا "لا تقبل صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول"
وأخرجه ابن ماجه (273) وأبو عوانة (1/ 235) من طريق محمد بن إسحاق المدني ثني يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد الكندي عن أنس به.
قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف التابعي، وقد تفرد يزيد بالرواية عنه فهو مجهول" المصباح 1/ 40
قلت: سعد بن سنان ويقال: سنان بن سعد مختلف فيه: وثقه ابن معين والعجلي وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البخاري: صالح مقارب الحديث.
وقال ابن سعد والنسائي: منكر الحديث، وقال النسائي أيضًا: ليس بثقة، وقال الجوزجاني: أحاديثه واهية لا تشبه حديث الناس، وقال أحمد: تركت حديثه، وحديثه غير محفوظ، حديث مضطرب.
وذكره العقيلي والدارقطني في "الضعفاء".
وأما حديث أبي سعيد فأخرجه البزار (كشف 251) وأبو عوانة (1/ 236) عن محمد بن عبيد الله بن يزيد القردواني الحرّاني ثني أبي ثنا سليمان بن أبي داود الجزري عن مكحول عن رجاء بن حيوة عن أبي سعيد مرفوعا "لا يقبل الله صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول"
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1)(6893) عن محمد بن عبد السلام البيروتي مكحول ثنا محمد بن عبيد الله القردواني به.
وقال: لم يروه عن مكحول إلا سليمان بن أبي داود، تفرد به محمد بن عبيد الله بن يزيد عن أبيه"
وقال الهيثمي: وفيه عبيد الله بن يزيد القردواني لم يرو عنه غير ابنه محمد" المجمع 1/ 227
قلت: وسليمان بن أبي داود الجزري قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو زرعة: متروك الحديث.
وأما حديث ابن مسعود فله عنه طريقان:
الأول: يرويه أبو إسحاق السبيعي عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه واختلف عنه:
- فقال إسماعيل بن مسلم المكي: عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه مرفوعا "إنّ الله لا يقبل صلاة إلا بطهور، ولاصدقة من غلول"
(1) وأخرجه في "مسند الشاميين"(2105 و 3569) عن علي بن عبد الله الفرعاني ثنا محمد بن عبيد الله بن يزيد به.
أخرجه ابن عدي (1/ 282)
وإسماعيل بن مسلم قال أبو حاتم وغيره: ضعيف الحديث.
ولم ينفرد به بل تابعه زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق به.
أخرجه أبو يعلى في "معجمه"(297) والطبراني في "الكبير"(10276) من طريق مسروق بن المرَزُبان الكوفي ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبيه به.
- وقال سفيان الثوري: عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن ابن مسعود موقوفًا.
أخرجه الدارقطني في "العلل"(5/ 285)
وقال: وهو الصواب"
قلت: وإسناده ضعيف، أبو إسحاق مدلس ولم يذكر سماعا من أبي عبيدة، وأبو عبيدة قال الترمذي وغيره: لم يسمع من أبيه.
الثاني: يرويه أبو السَّفَر سعيد بن يُحْمِد الكوفي عن الأسود عن ابن مسعود مرفوعا "لا يقبل الله صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول، وابدأ بمن تعول"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(10205) من طريق عباد بن أحمد العَرْزَمي ثنا عمي عن أبيه عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي السفر به.
قال الهيثمي: وفيه عباد بن أحمد العرزمي وهو متروك" المجمع 1/ 227
وأما حديث أبي بكر فأخرجه أبو عوانة (1/ 236 - 237) والعقيلي (2/ 284) من طريق عبد الله بن عمرو الواقعي ثنا زهير بن معاوية عن جابر عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: سمعت أبا بكر الصديق رفعه "لا يقبل الله صدقة من غلول، ولا صلاة بغير طهور، وابدأ بمن تعول"
قال العقيلي: لا يتابع على الواقعي بهذا الإسناد من جهة تثبت"
وأسند عن ابن المديني قال: الواقعي يضع الحديث"
ورواه عمرو بن شَمِر الكوفي عن جابر الجعفي عن الشعبي عن مسروق عن عائشة مرفوعا ولم يذكر أبا بكر.
أخرجه أبو أحمد الحاكم في "شعار أصحاب الحديث"(ص 135) والدارقطني (1/ 355)
وقال: عمرو بن شمر وجابر ضعيفان"
وأما حديث عمران بن حصين فأخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 206 - 207) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 176) من طرق عن زيد بن الحباب ثنا شعبة عن قتادة عن أبي السوار العدوي عن عمران مرفوعا "لا يقبل الله صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول"
قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 1/ 228
قلت: وإسناده صحيح رواته ثقات، ورواية شعبة عن قتادة مأمون فيها من تدليس قتادة، لأنّ شعبة كان لا يسمع منه إلا ما سمعه.
وأما حديث الزبير فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(6151) عن محمد بن حنيفة الواسطي ثنا وهب بن حفص الحرّاني ثنا أبو قتادة الحرّاني ثنا الليث بن سعد عن هشام بن عروة عن أبيه عن الزبير مرفوعا "لا يقبل الله صلاة إلا بطهور، ولا صدقة من غلول"
وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الليث بن سعد إلا أبو قتادة الحراني، ولا يُروى عن الزبير إلا بهذا الإسناد"
قلت: وأبو قتادة الحراني واسمه عبد الله بن واقد قال مسلم والنسائي والجوزجاني: متروك الحديث، وقال البخاري: سكتوا عنه.
ووهب بن حفص قال ابن حبان: كان شيخا مغفلا يقلب الأخبار ولا يعلم ويخطئ فيها ولا يفهم، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد.
وقال الدارقطني: كان ضعيفًا.
وقال أبو عروبة الحراني: كذاب يضع الحديث.
4548 -
حديث أبي موسى رفعه "لا يقبل الله صلاة رجل في جسده شيء من خَلُوق"
قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (1)
ضعيف
أخرجه أحمد (4/ 403) والبخاري في "الكبير"(2/ 1/ 353) وأبو داود (4178) والبزار (3079 و 3080) وأبو يعلى (7272) وابن عبد البر في "التمهيد"(2/ 182 - 183) والمزي في "التهذيب"(9/ 529 - 530) من طرق عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن جديه زيد وزياد- وكانا يختلفان إلى أبي موسى بالبصرة يقرئهم القرآن- سمعا أبا موسى رفعه: فذكره.
(1) 11/ 143 (كتاب النكاح- باب الوليمة ولو بشاة)
وعند أحمد: عن جده فقط.
وإسناده ضعيف. زيد وزياد مجهولان كما في "التقريب"، وقال ابن القطان الفاسي: غير معروفين ولم يذكرا بغير ما في هذا الإسناد روايتهما عن أبي موسى، ورواية الربيع بن أنس عنهما (الوهم والإيهام 3/ 276)
وقال الذهبي في "الميزان": زيد نكرة لا يعرف في غير هذا الحديث.
وذكرهما ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.
والربيع بن أنس ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: الناس يتقون من حديثه ما كان من رواية أبي جعفر عنه لأنّ في أحاديثه عنه اضطرابا كثيرا.
وأبو جعفر الرازي مختلف فيه ونسبه غير واحد إلى سوء الحفظ.
4549 -
"لا يقبل الله من مشرك عملا بعد ما أسلم أو يفارق المشركين"
قال الحافظ: وقد روى النسائي من طريق بهز بن حكيم بن معاوية عن أبيه عن جده مرفوعاً: فذكره" (1)
صحيح
أخرجه عبد الرزاق (20115) ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(19/ 407 - 408)
عن معمر بن راشد
وأحمد (5/ 4)
عن يحيى بن سعيد القطان
وأحمد (5/ 4 - 5) والحسين المروزي في "زيادات الزهد" لابن المبارك (987)
عن إسماعيل بن إبراهيم بن مِقْسَم البصري
والحسين المروزي (987)
عن يزيد بن زريع البصري
وابن نصر في "الصلاة"(401)
عن النضر بن شميل المازني
(1) 6/ 379 (كتاب الجهاد- باب وجوب النفير)
والنسائي (5/ 62) وفي "الكبرى"(2216 و 2349) والروياني (917)
عن معتمر بن سليمان التيمي
وابن نصر (402)
عن رَوح بن عبادة البصري
وابن بشران (625)
عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة
وعيسى بن يونس بن أبي إسحاق
وابن ماجه (2536)
عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي
والحاكم (4/ 600)
عن علي بن عاصم الواسطي
وابن عبد البر في "الاستيعاب"(3/ 60 - 61)
عن عبد الوارث بن سعيد البصري
والروياني (918) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 216)
عن عبد الله بن بكر السهمي
كلهم عن بهز بن حكيم بن معاوية عن أبيه عن جده قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، والله ما أتيتك حتى حلفت أكثر من عدد أولاء- وضرب إحدى يديه على الأخرى- أن لا آتيك ولا آتي دينك، وإن ي قد جئت امرءا لا أعقل شيئًا إلا ما علمني الله عز وجل ورسوله وإني أسألك بوجه الله بم بعثك ربنا إلينا؟ قال "بالإسلام" قال: قلت: يا رسول الله، وما آية الإسلام؟ قال "أن تقول: أسلمت وجهي لله وتخليت وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وكل مسلم على مسلم محرم، أخوان نصيران، ولا يقبل الله من مشرك يشرك بعد ما أسلم عملا أو يفارق المشركين إلى المسلمين، ما لي أمسك بحُجَزكم عن النار ألا إنّ ربي داعي وإنّه سائلي: هل بلغت عبادي وأنا قائل له: ربّ قد بلغتهم ألا فليبلغ الشاهد منكم الغائب ثم إنكم مدعوون ومُفَدَّمة أفواهكم بالفِدَام وإنّ أول ما يبين- وقال رسول الله بيده على فخذه- قال: قلت: يا رسول الله، هذا ديننا؟ قال "هذا دينكم وأينما تحسن يكفك"
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال ابن عبد البر: حديث صحيح وإسناده ثابت معروف"
قلت: الحديث إسناده حسن، بهز مختلف فيه، وهو كما قال الذهبي في "الديوان": صدوق حسن الحديث، وقال ابن عدي: إذا حدّث عنه ثقة فلا بأس به.
والحديث رواه حماد بن سلمة عن بهز بلفظ "لا يقبل الله توبة عبد أشرك بعد إسلامه"
أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 419) وابن عدي (2/ 500)
ولم ينفرد بهز بن حكيم به بل تابعه أبو قَزَعة سويد بن حجير الباهلي عن حكيم بن معاوية عن أبيه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ما أتيتك حتى حلفت عدد أصابعي هذه أن لا آتيك وذكر الحديث وقال فيه "لا يقبل الله عز وجل من أحد توبة أشرك بعد إسلامه"
أخرجه أحمد (5/ 2 و 3 و 5) وابن نصر في "الصلاة"(403 و 404) والطبراني في "الكبير"(19/ 425 و 426) من طرق عن حماد بن سلمة عن أبي قزعة به.
وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات.
ولم ينفرد حماد بن سلمة به بل تابعه الحجاج بن الحجاج الباهلي ثنا سويد بن حجير به.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 426 - 427) من طريق أبي جعفر عبد الله بن محمد النفيلي وعمرو بن خالد الحراني ثنا زهير بن معاوية ثنا محمد بن جُحادة ثني الحجاج الباهلي به.
وإسناده صحيح.
وخالفهما شبل بن عباد المكي فرواه عن أبي قزعة سويد بن حُجير عن عمرو بن دينار عن حكيم بن معاوية عن أبيه به.
أخرجه أحمد (4/ 446 - 447) عن عبد الله بن الحارث بن عبد الملك المكي وعن يحيى بن أبي بكير الكرماني (1) كلاهما عن شبل بن عباد به.
وهذا الاختلاف لا يضر لأنّ عمرو بن دينار ثقة.
(1) رواه الحارث بن أبي أسامة عن يحيى بن أبي بكير فقال فيه: سمعت أبا قزعة يحدث عمرو بن دينار عن حكيم بن معاوية عن أبيه.
أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(6076)
ورواه بقية بن الوليد عن سعيد بن سنان عن يحيى بن جابر الطائي عن حكيم بن معاوية عن أبيه به.
أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 425)
وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن سنان الحمصي.
4550 -
أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل مكة قال "لا يقتل أحد إلا من قاتل" إلا نفراً سماهم فقال "اقتلوهم وإن وجدتموهم تحت أستار الكعبة: منهم عبد الله بن خطل وعبد الله بن سعد"
قال الحافظ: روى ابن إسحاق في "المغازي": حدثني عبد الله بن أبي بكر وغيره: فذكره" (1)
مرسل
أخرجه البيهقي في "الدلائل"(5/ 61 - 62) من طريق يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق قال: حدثنا أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر وعبد الله بن أبي بكر بن حزم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل مكة وفرّق جيوشه أمرهم أن لا يقتلوا أحدا إلا من قاتلهم إلا نفرا قد سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال "اقتلوهم وإن وجدتموهم تحت أستار الكعبة منهم: عبد الله بن خطل، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح"
ويونس وابن إسحاق صدوقان، وأبو عبيدة وعبد الله ثقتان.
4551 -
"لا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده"
قال الحافظ: واحتجوا بما وقع عند أبي داود من طريق الحسن عن قيس بن عباد عن على بلفظ: فذكره، وأخرجه أيضًا من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وأخرجه ابن ماجه من حديث ابن عباس، والبيهقي عن عائشة ومعقل بن يسار، وطرقه كلها ضعيفة إلا الطريق الأولى والثانية فإن سند كل منهما حسن" (2)
حديث علي تقدم الكلام عليه في حرف الميم، فانظر حديث "المؤمنون تتكافأ دماؤهم"
وحديث ابن عمرو أخرجه الطيالسي (ص 299) ومسدد (إتحاف الخيرة 6850)
(1) 4/ 432 (كتاب الحج- أبواب المحصر وجزاء الصيد- دخول الحرم ومكة بغير احرام)
(2)
15/ 286 (كتاب الديات- باب لا يقتل المسلم بالكافر)
وأحمد (2/ 178 و180 و 191 - 192 و 192 و 194 و 211) وأبو داود (2751 و 4506 و 4531) وابن ماجه (2659) والترمذي (1413) وابن أبي عاصم في "الديات"(ص 87) وابن الجارود (1073) وابن عدي (7/ 2649) والخطابي في "الغريب"(1/ 553) والبيهقي (8/ 28 و 29) وفي "معرفة السنن"(12/ 25) وفي "الخلافيات"(تخريج أحاديث المختصر 1/ 524) وابن عبد البر في "التمهيد"(21/ 188 - 189) من طرق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة "المؤمنون تكافأ دماؤهم، وهم يد على من سواهم، يرد أدناهم على أقصاهم، ولا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده، ومن ادعى إلى غير أبيه وانتفى من مواليه رغبة عنهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ومن أحدث حدثا أو آوى محدثا فعلبه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل"
اللفظ لمسدد.
قال الترمذي: حديث حسن"
وقال البوصيري: هذا إسناد رواته ثقات" إتحاف الخيرة 7/ 282
قلت: عمرو وأبوه صدوقان فالإسناد حسن (1).
وحديث ابن عباس أخرجه ابن ماجه (2660) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن حنش عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "لا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده"
وأخرجه في موضع آخر (2683) بهذا الإسناد بلفظ "المسلمون تتكافأ دماؤهم، وهم يد على من سواهم، يسعى بذمتهم أدناهم، ويردّ على أقصاهم"
قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، حنش إسمه حسين بن قيس أبو علي الرّحبي ضعفه أحمد وابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة والبخاري والنسائي وابن المديني والدارقطني وغيرهم" المصباح 3/ 128 و 134
وحديث عائشة تقدم الكلام عليه عند حديث "لا يتوارث أهل ملتين"
وحديث معقل بن يسار أخرجه ابن ماجه (2684) وابن عدي (5/ 1968) والبيهقي (8/ 30) من طريق أنس بن عياض الليثي عن عبد السلام بن أبي الجنوب عن الحسن عن
(1) تقدم الكلام على بعض طرقه عن عمرو بن شعيب عند حديث "لا حلف في الإسلام"
معقل مرفوعا "لا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده، والمسلمون يد على من سواهم تتكافأ دماؤهم"
قال الحافظ: في سنده ضعف" تخريج أحاديث المختصر 1/ 524
وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، عبد السلام ضعفه ابن المديني وأبو حاتم وأبو زرعة والبزار وابن حبان" المصباح 3/ 135
4552 -
حديث السائب بن يزيد قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استخرج من تحت أستار الكعبة عبد الله بن خطل فضربت عنقه صبرا بين زمزم ومقام إبراهيم وقال "لا يقتلن قرشي بعد هذا صبرا"
قال الحافظ: أخرجه عمر بن شبة في "كتاب مكة" ورجاله ثقات إلا أنّ في أبي معشر مقالا" (1)
ضعيف
أخرجه الطبراني في "الكبير"(6687) و"الأوسط"(4255) والحاكم (3/ 637) من طريق محمد بن بكار بن الريان البغدادي ثنا أبو معشر عن يوسف بن يعقوب عن السائب بن يزيد قال: فذكره.
قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن السائب بن يزيد إلا يوسف بن يعقوب، تفرد به أبو معشر"
وقال الهيثمي: وفيه أبو معشر نجيح وهو ضعيف" المجمع 6/ 175
قلت: ويوسف بن يعقوب ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات".
4553 -
"لا يقضي القاضي إلا وهو شبعان ريان"
قال الحافظ: أخرج البيهقي بسند ضعيف عن أبي سعيد رفعه: فذكره" (2)
ضعيف جدًا
أخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 461) والطبراني في "الأوسط"(4600) وابن عدي (6/ 2059) والدارقطني (4/ 206) والبيهقي (10/ 105 - 106) والخطيب في
(1) 9/ 76 (كتاب المغازي- باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح)
(2)
16/ 257 (كتاب الأحكام- باب هل يقضي القاضي أو يفتي وهو غضبان)
"التاريخ"(6/ 277) من طريق القاسم بن عبد الله بن عمر العمري عن أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري عن أبيه عن أبي سعيد به مرفوعا.
قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد، تفرد به القاسم بن عبد الله بن عمر"
وقال ابن عدي: لا أعلم رواه عن أبي طوالة غير القاسم هذا، وعامة روايات القاسم مما لا يتابع عليه"
وقال البيهقي: تفرد به القاسم العمري وهو ضعيف"
وقال الهيثمي: وفيه القاسم بن عبد الله بن عمر وهو متروك كذاب" المجمع 4/ 195
وقال الحافظ: وفيه القاسم العمري وهو متهم بالوضع" التلخيص 4/ 189
قلت: كذبه أحمد، وقال أبو حاتم وجماعة: متروك الحديث.
4554 -
"لا يقطع السارق إلا في ثمن المِجَن"
قال الحافظ: وأورد الطحاوي حديث سعد الذي أخرجه ابن مالك أيضًا وسنده ضعيف ولفظه: فذكره" (1)
ضعيف
أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 469) وأحمد (1/ 169) والدورقي في "مسند سعد"(24) وابن ماجه (2586) والبزار (1128) وأبو يعلى (799) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 163) والهيثم بن كليب (98) وابن عدي (4/ 1377) وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 57) وفي "الصحابة"(542) من طرق عن وهيب بن خالد البصري ثنا صالح أبو واقد عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه به مرفوعا.
ولفظ أحمد وغيره "تقطع اليد في ثمن المجن"
ولفظ البزار "تقطع اليد في ربع دينار"
ولفظ البيهقي "أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم قطع في مجن ثمنه خمسة دراهم"
واختلف فيه على وهيب، فرواه المعلي بن أسد العمي عن وهيب ثنا محمد بن عجلان عن محمد بن إبراهيم التيمي عن عامر بن سعد عن أبيه.
(1) 15/ 113 (كتاب الحدود- باب قول الله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} [المائدة: 38])
أخرجه الخطيب في "التلخيص"(1/ 165)
والأول أصح.
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن سعد عن النبي-صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه عن عامر إلا أبو واقد"
وقال البوصيري: هذا إسناد فيه أبو واقد واسمه صالح بن محمد بن زائدة الليثي وهو ضعيف الحديث، وضعفه ابن حبان وابن عدي والدارقطني وغيرهم" مصباح 3/ 111
4555 -
"لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفّتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (2700) من حديث أبي هريرة وأبي سعيد مرفوعا" (1)
4556 -
"لا يقل أحدكم: ربك، ولا يقل: ربي، ولكن ليقل: سيدي ومولاي"
قال الحافظ: وهو في الصحيح" (2)
أخرجه البخاري (فتح 6/ 104 - 106) ومسلم (2249) عن أبي هريرة.
4557 -
"لا يقل أحدكم: زرعت، ولكن ليقل: حرثت، ألم تسمع لقول الله تعالى {أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64)} [الواقعة: 64] "
قال الحافظ: حديث غير قوي أخرجه ابن أبي حاتم من حديث أبي هريرة، ورجاله ثقات إلا أنّ مسلم بن أبي مسلم الجَرْمي قال فيه ابن حبان: ربما أخطأ. وروى عبد بن حميد من طريق أبي عبد الرحمن السلمي بمثله من قوله غير مرفوع" (3)
صحيح
أخرجه أبو يعلى في "معجمه"(292) ثنا مسلم بن أبي مسلم الجَرْمي ثنا مخلد بن الحسين عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رفعه "لا يقولنّ أحدكم: زرعت، وليقل: حرثت"
قال محمد: قال أبو هريرة: ألم تسمع إلى قول الله عز وجل {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64)} .
(1) 13/ 466 (كتاب الدعوات- باب فضل ذكر الله عز وجل)
(2)
1/ 131 (كتاب الإيمان- باب سؤال جريل النبي-صلى الله عليه وسلم عن الإيمان)
(3)
5/ 401 (كتاب المزارعة- باب فضل الزرع)
وأخرجه ابن حبان (5723) عن أبي يعلى به.
وأخرجه البزار (كشف 1289) وابن جرير في "تفسيره"(27/ 198) والطبراني في "الأوسط"(8020) والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 411) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 267) والبيهقي (6/ 138) وفي "الشعب"(4851 و 4852) من طرق عن مسلم الجرمي قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن هشام إلا مخلد، تفرد به مسلم الجرمي به.
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن هشام إلا مخلد، تفرد به مسلم الجرمي"
وقال البيهقي: الحديث غير قوي"
وقال الهيثمي: وفيه مسلم بن أبي مسلم الجرمي ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 4/ 120
وقال الحافظ في "اللسان"(6/ 32): ليس فيه من ينظر فيه غير مسلم هذا"
قلت: وهو ثقة كما قال الخطيب في "تاريخ"(13/ 100) وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ. وباقي رجال الإسناد كلهم ثقات فهو إسناد صحيح.
وأما قول أبي عبد الرحمن السلمي فأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 296) ثنا أبي ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد عن عطاء عن أبي عبد الرحمن قال: لا تقولوا: زرعنا، ولكن قولوا: حرثنا.
وعطاء هو ابن السائب وكان قد اختلط، وحماد هو ابن سلمة واختلف في سماعه من عطاء فقيل: سمع منه قبل أن يختلط، وقيل: سمع منه بعد أن اختلط.
4558 -
"لا يقولن أحدكم: خبثت نفسي"
قال الحافظ: وفي الصحيح: فذكره" (1)
وذكره في موضع آخر وسكت عليه (2).
أخرجه البخاري (فتح 13/ 183) عن عائشة وعن سهل بن حنيف.
4559 -
"لا يقولنّ أحدكم صمت رمضان كله ولا قمته كله"
قال الحافظ: ثم أورد (أي النسائي) حديث أبي بكرة مرفوعا: فذكره" (3)
(1) 1/ 45 (باب كيف كان بدء الوحي)
(2)
3/ 268 (كتاب الصلاة- أبواب التهجد- باب عقد الشيطان على قافية الرأس)
(3)
5/ 14 (كتاب الصوم- باب هل يقال رمضان أو شهر رمضان)
أخرجه أحمد (5/ 39) وأبو داود (2415) وابن أبي الدنيا في "الصمت"(409) والبزار (3645) والنسائي (4/ 105) وفي "الكبرى"(2419) وابن خزيمة (2075) وابن حبان (3439) والمزي (29/ 6)
عن المُهَلب بن أبي حبيبة البصري
وأحمد (5/ 40 و 41 و 48 و 52) وابن أبي الدنيا في "الصمت"(410) والبزار (3643)
عن قتادة (1)
كلاهما عن الحسن عن أبي بكرة به مرفوعا.
والحسن هو البصري وقد أثبت (2) علي بن المديني له السماع من أبي بكرة كما قال الحافظ في "الفتح"(6/ 235) لكنّه كان مدلسًا ولم يذكر سماعا من أبي بكرة، والمهلب وقتادة ثقتان.
4560 -
"لا يقيمنّ أحدكم أخاه يوم الجمعة ثم يخالف إلى مقعده فيقعد فيه، ولكن يقول تفسحوا"
قال الحافظ: حديث صحيح أخرجه مسلم (2178) من طريق أبي الزبير عن جابر" (3)
4561 -
"لا يكون الرجل من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا لما به البأس"
قال الحافظ: وحسّن الترمذي من حديث عطية السعدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره" (4)
ضعيف
أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(591) وعبد بن حميد (484) عن أبي النضر
(1) رواه سعيد بن أبي عروبة وهمام بن يحيى العوذي عن قتادة، واختلف عن سعيد، فرواه محمد بن جعفر البصري وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف ومحمد بن أبي عدي البصري عن سعيد عن قتادة عن الحسن عن أبي بكرة، ورواه أبو بحر عبد الرحمن بن عثمان البكراوي عن سعيد عن رجل عن الحسن عن أبي بكرة.
أخرجه البزار (3644)
والأول أصح، وأبو بحر ضعفه ابن معين وغيره.
(2)
وقال بهز بن أسد: وسمع من أبي بكرة شيئًا (المراسيل ص 45)
(3)
3/ 43 (كتاب الجمعة- باب لا يقيم الرجل أخاه يوم الجمعة)
و13/ 303 (كتاب الاستئذان- باب إذا قيل لكم تفسحوا في المجلس فافسحوا)
(4)
1/ 54 (كتاب الإيمان- باب الإيمان وقول النبي-صلى الله عليه وسلم: بني الإسلام على خمس)
هاشم بن القاسم البغدادي ثنا أبو عقيل الثقفي عن عبد الله بن يزيد عن ربيعة بن يزيد وعطية بن قيس عن عطية السعدي- وكان من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم- مرفوعا "لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا لما به البأس"
وأخرجه ابن ماجه (4215) عن ابن أبي شيبة به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 168 - 169) ومن طريقه المزي (16/ 320) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به.
وأخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 158) والترمذي (2451) والدولابي في "الكنى"(2/ 34) وابن أبي حاتم في "التفسير"(8830 و 9245) والطبراني في "الكبير"(17/ 168 - 169) والحاكم (4/ 319) وابن بشران (542) وابن حزم في "الأحكام"(ص 977 - 978) والقضاعي (909 و 910 و 911 و 912) والبيهقي (5/ 335) وفي "الشعب"(5361) من طرق عن أبي النضر هاشم بن القاسم به.
ووقع في بعض الروايات: عن ربيعة بن يزيد عن عطية بن قيس.
وسقط من إسناد الحاكم: عن عبد الله بن يزيد.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه".
وقال الحاكم: صحيح الإسناد"
قلت: عبد الله بن يزيد الدمشقي قال الجوزجاني في "أحوال الرجال"(ص 163): أحاديثه منكرة، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله (الوهم والايهام 3/ 608)، وقال الحافظ في "التقريب": ضعيف.
- وأبو عقيل الثقفي اسمه عبد الله بن عقيل.
4562 -
"لا يمر القتل بذنب إلا محاه"
قال الحافظ: وللبزار عن عائشة مرفوعا: فذكره" (1)
حسن
أخرجه البزار (كشف 1545) وأبو الشيخ في "الطبقات"(261) وابن المقرئ في "المعجم"(291) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 36 و 191) من طرق عن عامر بن
(1) 1/ 74 (كتاب الإيمان- باب حدثنا أبو اليمان)
إبراهيم الأصبهاني ثنا يعقوب بن عبد الله القمي الأشعري ثنا عنبسة بن سعيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا "قتل الصبر لا يمر بذنب إلا محاه"
قال البزار: لا نعلمه يُروى عن النبي-صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه، ولا نعلم أسنده إلا يعقوب"
وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 6/ 266
قلت: إسناده حسن، يعقوب القمي وثقه الطبراني وابن حبان، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال الذهبي في "من تكلم فيه وهو موثق": صالح الحديث، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق يهم، وقال الدارقطني: ليس بالقوي.
والباقون ثقات، وعنبسة بن سعيد هو ابن الضُّريس الأسدي.
وللحديث شاهد عن أبي هريرة وآخر عن أنس.
فأما حديث أبي هريرة فأخرجه البزار (كشف 1544)
عن أحمد بن منصور
وابن عدي (4/ 1387)
عن أبي يعلى
قالا: ثنا صالح بن موسى بن عبد الله بن أبي طلحة الطلحي ثني عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا "قتل الرجل صبرا كفارة لما قبله من الذنوب"
قال البزار: حديث صالح بن موسى لا يُروى عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه، وصالح لين الحديث"
وقال الهيثمي: وفيه صالح بن موسى بن طلحة وهو متروك" المجمع 6/ 266
وأما حديث أنس فأخرجه العقيلي (1/ 118) من طريق أصرم بن غياث الخراساني عن عاصم الأحول عن أنس مرفوعا "لا يمر السيف بذنب إلا محاه"
وقال: لا يتابع أصرم عليه، وليس له من حديث عاصم أصل، وقد روي بغير هذا بإسناد لين"
وأسند عن البخاري قال: أصرم بن غياث منكر الحديث"
4563 -
"لا يمش في نعل واحدة"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (3/ 1662) من طريق ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنّه سمع جابرا يقول: إنّ النبي-صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (1)
ولفظه "لا تمش"
4564 -
"لا يمنع عبد زكاة ماله إلا جعل الله له شجاعا أقرع يطوق في عنقه"
ثم قرأ مصداقه في كتاب الله {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 180]
قال الحافظ: وروى أحمد والترمذي والنسائي وصححه ابن خزيمة من طريق أبي وائل عن عبد الله مرفوعا: فذكره" (2)
صحيح
أخرجه الشافعي في "الأم"(2/ 49) وفي "السنن المأثورة"(386) والحميدي (93) عن سفيان بن عُيينة قال: سمعت جامع بن أبي راشد وعبد الملك بن أعين سمعا أبا وائل يخبر عن ابن مسعود رفعه "ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله إلا مُثِّل (3) له يوم القيامة شجاع أقرع يفر منه وهو يتبعه حتى يطوقه في عنقه"
ثم قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران:180]
ومن طريق الشافعي أخرجه الطحاوي في "المشكل"(6147) والبيهقي (4/ 81) وفي "معرفة السنن"(6/ 10) والواحدي في "الوسيط"(1/ 527)
ومن طريق الحميدي أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(4578)
وأخرجه الترمذي (3012) وابن ماجه (1784)
عن محمد بن أبي عمر العدني
والبزار (1744)
عن الحسين بن أبي زيد البغدادي
(1) 12/ 428 (كتاب اللباس- باب لا يمشي في نعل واحدة)
(2)
9/ 298 (كتاب التفسير- سورة آل عمران- باب {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [آل عمران: 180] الآية)
(3)
وفي لفظ "جُعل"
قالا: ثنا ابن عيينة به.
وقال الطبري في "تفسيره"(4/ 192): حدثت عن ابن عيينة ثنا جامع وعبد الملك به.
ورواه غير واحد عن ابن عيينة فلم يذكروا عبد الملك بن أعين في إسناده، منهم:
1 -
أحمد (1/ 377)
2 -
مجاهد بن موسى الخوارزمي.
أخرجه النسائي (5/ 8 - 9) وفي "الكبرى"(2221 و 11084)
3 -
عبد الجبار بن العلاء البصري.
أخرجه ابن خزيمة (2256)
وخالفهم ابن المديني فرواه عن ابن عيينة عن جامع وعبد الملك عن أبي وائل عن ابن مسعود موقوفًا (1).
أخرجه ابن زنجويه في "الأموال"(1358)
والأول أصح.
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن جامع بن أبي راشد ولا عن عبد الملك إلا سفيان بن عُيينة"
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"
وقال المنذري: إسناده صحيح" الترغيب 1/ 538
قلت: وهو كما قالا.
واختلف فيه على أبي وائل، فرواه أبو إسحاق السبيعي عن أبي وائل عن ابن مسعود في قوله تعالى {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 180] قال: الرجل يكون له المال، فيبخل به في حياته، فإذا مات طوقه ثعبانا ينقر رأسه حتى يخلص إلى دماغه، يقول: أنا مالك الذي بخلت به.
موقوف.
(1) وفي سياقه ما يدل على أنه مرفوع فإنه قال فيه: ثم قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مصداقه من كتاب الله: فذكر الآية.
أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 213) وابن زنجويه في "الأموال"(1357) والطبري (4/ 191 و 191 - 192 و 192) وابن أبي حاتم (4579 و4580) والطبراني في "الكبير"(9122 و 9123 و 9124) والحاكم (1)(2/ 298 و 299) من طرق عن أبي إسحاق به.
وإسناده صحيح.
وتابعه عاصم بن بهدلة عن أبي وائل به.
أخرجه ابن أبي حاتم (4581) والطبراني (9125)
وإسناده حسن.
4565 -
حديث سمرة مرفوعا "لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال ولا الفجر المستطيل ولكن الفجر المستطير في الأفق"
قال الحافظ: قال ابن بطال: رواه وكيع، وقال الترمذي: هو حديث حسن ا. هـ وهو عند مسلم أيضًا" (2)
صحيح
أخرجه أحمد (5/ 13 - 14) والترمذي (706) والطبري في "تفسيره"(2/ 173) والطبراني في "الكبير"(6982) وابن عدي (6/ 2220) والبغوي في "شرح السنة"(435) من طرق عن أبي هلال عن سوادة بن حنظلة القشيري عن سمرة بن جندب به مرفوعا.
قال الترمذي: هذا حديث حسن"
قلت: أبو هلال واسمه محمد بن سليم الراسبي مختلف فيه، لكنّه لم ينفرد به بل تابعه عبد الله بن سوادة القشيري عن أبيه عن سمرة مرفوعا "لا يغرنكم من سحوركم أذان بلال، ولا بياض الأفق المستطيل هكذا، حتى يستطير هكذا"
أخرجه مسلم (2/ 770)
ورواه شعبة عن سوادة عن سمرة مرفوعا "لا يغرنكم نداء بلال، ولا هذا البياض حتى يبدو الفجر أو قال حتى ينفجر الفجر"
أخرجه مسلم أيضًا.
(1) وقال: صحيح على شرط الشيخين"
(2)
5/ 38 (كتاب الصوم- باب قول النبي-صلى الله عليه وسلم: لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال)
4566 -
"لا يموت لإحداكنّ ثلاثة من الولد فتحتسبهم إلا دخلت الجنة"
قال الحافظ: ولمسلم (4/ 2028) من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: فذكره" (1)
4567 -
"لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فيحتسبهم إلا كانوا جنة من النار"
قال الحافظ: وفي "الموطأ" عن أبي النضر السلمي رفعه: فذكره" (2)
أخرجه مالك في "الموطأ"(1/ 235) عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن أبيه عن أبي النضر السلمي رفعه "لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فيحتسبهم إلا كانوا له جنة من النار" فقالت امرأة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، أو اثنان؟ قال "أو اثنان".
قال ابن عبد البر: أبو النضر هذا مجهول في الصحابة والتابعين، واختلف الرواة للموطأ فيه فبعضهم يقول: عن أبي النضر السلمي، هكذا قال القعنبي وابن بكير وغيرهما، وبعضهم يقول: عن أبي النضر، وهو الأكثر والأشهر، وكذلك روى يحيى بن معين، وإن كانت النسخ أيضًا قد اختلفت عنه في ذلك، وهو مجهول لا يعرف إلا بهذا الخبر. وقد قيل فيه: عبد الله بن النضر، وقال بعضهم فيه: محمد بن النضر، ولا يصح، وقال بعض المتأخرين فيه: إنّه أنس بن مالك بن النضر، نسب إلى جده، وهذا جهل؛ لأنّ أنس بن مالك ليس بسلمي من بني سلمة، وإنّما هو من بني عدي بن النجار، وزعم قائل هذا أنّ أنس بن مالك يكنى أبا النضر وهذا مما لا يعلم ولا يعرف، وكنية أنس بن مالك أبو حمزة بالإجماع" التمهيد 13/ 87
4568 -
"لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظنّ بالله"
قال الحافظ: وهو عند مسلم (2877) من حديث جابر" (3)
4569 -
"لا يمين عليك، ولا نذر في معصية الرب، ولا في قطيعة الرحم، ولا فيما لا يملك"
(1) 3/ 362 (كتاب الجنائز- باب فضل من مات له ولد فاحتسب)
و3/ 387 (كتاب الجنائز- باب ما قيل في أولاد المسلمين)
(2)
3/ 362 (كتاب الجنائز- باب فضل من مات له ولد فاحتسب)
(3)
16/ 172 (كتاب الفتن- باب إذا أنزل الله بقوم عذابا)
و17/ 156 (كتاب التوحيد باب قول الله تعالي: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} [آل عمران: 28])
قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث عمر بلفظ: فذكره، وأخرجه أبو داود والنسائي من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مثله" (1)
أخرجه أبو داود (3272) والحاكم (4/ 300) والبيهقي (10/ 33 و 65 - 66) وفي "المعرفة"(14/ 191) من طرق عن يزيد بن زُريع ثنا حبيب المعلم عن عمرو بن شعيب عن سعيد بن المسيب أنّ أخوين من الأنصار كان بينهما ميراث، فسأل أحدهما صاحبه القسمة، فقال: إن عدت تسألني عن القسمة فكل مال لي في رتاج الكعبة، فقال له عمر: إنّ الكعبة غنية عن مالك، كفر عن يمينك وكلم أخاك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لا يمين عليك، ولا نذر في معصية الرب، وفي قطيعة الرحم، وفيما لا تملك"
وإسناده حسن، إن كان سعيد بن المسيب سمع من عمر فإنهم قد اختلفوا في سماعه منه.
ولم ينفرد حبيب المعلم به بل تابعه مطرف بن طريف الكوفي عن عمرو بن شعيب عن سعيد بن المسيب عن عمر مرفوعا "لا نذر ولا يمين في معصية الله، ولا في قطيعة رحم، ولا فيما لا يملك".
أخرجه ابن عدي (3/ 986) من طريق ذواد بن علبة عن مطرف به.
وقال: وهذا عن مطرف عجيب لا أعلم يرويه عنه غير ذواد بن علبة"
قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين وغيره.
وحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده سبق الكلام عليه عند حديث "لا نذر ولا يمين فيما لا يملك ابن آدم"
4570 -
"لا يمين في غضب"
قال الحافظ: وللطبراني في "الأوسط" عن ابن عباس رفعه: فذكره، وسنده ضعيف" (2)
تقدم الكلام عليه فانظر حديث "لا طلاق لمن لم ينكح"
4571 -
"لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده مظلمة حتى أقصّه منه حتى اللطمة" قلنا: يا رسول الله، كيف وإنّما نحشر حفاة عراة؟ قال "بالسيئات والحسنات"
(1) 14/ 397 (كتاب الإيمان والنذور- باب النذر فيما لا يملك)
(2)
14/ 373 (كتاب الإيمان والنذور- باب اليمين فيما لا يملك)
قال الحافظ: وأخرج أحمد والحاكم من حديث جابر بن عبد الله عن عبد الله بن أنيس رفعه: فذكره" (1)
له عن جابر طرق:
الأول: يرويه القاسم بن عبد الواحد المكي ثني عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب أنّ جابر بن عبد الله حدّثه قال: بلغني عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أسمعه منه، قال: فابتعت بعيرا، فشددت عليه رحلي، فسرت إليه شهرا حتى أتيت الشام (2)، فإذا هو عبد الله بن أنيس الأنصاري. قال: فأرسلت إليه أن جابرا على الباب. قال: فرجع إليّ الرسول فقال: جابر بن عبد الله؟ فقلت: نعم. قال: فرجع الرسول إليه فخرج إليّ فاعتنقني واعتنقته. قال: قلت: حديث بلغني أنّك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في المظالم (3) لم أسمعه، فخشيت أن أموت أو تموت قبل أن أسمعه. فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "يحشر الله العباد، أو قال: يحشر الله الناس (4) - قال: وأومأ بيده إلى الشام- عراة غُرلا بُهما"
قلت (5): ما بُهْما؟ قال "ليس معهم شيء" قال (6): فيناديهم بصوت يسمعه (7) مَن بَعُدَ كما يسمعه من قَرُبَ: أنا الملك أنا الديان (8)، لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة واحد من أهل النار يطلبه بمظلمة، ولا ينبغي لأحد من أهل النار يدخل النار واحد من أهل الجنة يطلبه بمظلمة حتى اللطمة".
قال: قلنا: كيف هو، وإنّما نأتي الله تعالى عراة غرلاً بُهْما؟.
قال "بالحسنات والسيئات"(9)(10)
(1) 14/ 188 (كتاب الرقاق- باب القصاص يوم القيامة)
(2)
وفي بعض الروايات "مصر"
(3)
وفي لفظ "القصاص"
(4)
زاد في حديث داود بن الوازع "يوم القيامة في صعيد واحد"
(5)
وفي حديث الطائفي "قال: قلت له: فما البهم؟ قال: سألت عنها جابر بن عبد الله فقال: الذين لا شيء معهم"
(6)
زاد في حديث الطائفي "ثم يجلس الله على كرسيه"
(7)
وفي حديث داود بن الوازع "يسمع الصوت أقصاهم كما يسمع أدناهم"
(8)
زاد في حديث الطائفي "لا ظلم اليوم"
(9)
وفي حديث داود بن الوازع "من أعمالكم"
(10)
زاد الحاكم "وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم"
أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(851) وأحمد (3/ 495) والبخاري في "الأدب المفرد"(970) وفي "خلق الأفعال"(463) وفي "التاريخ الكبير"(4/ 1/ 169 - 170) وابن أبي الدنيا في "الأهوال"(249) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 44 و 45) وابن أبي عاصم في "السنة"(514) وفي "الآحاد"(2034) وأبو يعلى كما في "فتح الباري"(17/ 234) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1605) والطحاوي في "المشكل"(3527) والخرائطي في "المساوئ"(643) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 135 - 136) والطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 331) والحاكم (2/ 437 - 438 و 4/ 574 - 575) وأبو نعيم في "الصحابة"(3999) وأبو ذر الهروي في "فوائده"(2) والبيهقي في "الأسماء"(ص 99 - 100 و 346 - 347) والخطيب في "الرحلة في طلب الحديث"(31) وفي "الجامع"(1686) وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(565 و 566) وفي "التمهيد"(23/ 232 - 233) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(2103) وابن بشكوال في "الغوامض"(738) وابن ناصر الدين الدمشقي في "مجلس في حديث جابر"(ص 29 - 30 و 31 - 32 و 32 - 33 و 33 - 35) والمزي في "تهذيب الكمال"(23/ 392 - 394) والحافظ في "تغليق التعليق"(5/ 355 /-356)
عن همام بن يحيى العَوْذِي
والروياني (1491)
عن محمد بن مسلم الطائفي
والطبراني في "الأوسط"(8588)
عن داود بن الوازع
والخطيب في "الرحلة"(32) وابن بشكوال (737) وابن ناصر الدين (ص 27 - 28)
عن عبد الوارث بن سعيد البصري (1)
أربعتهم عن القاسم بن عبد الواحد به (2).
(1) ولم يسم عبد الله بن أنيس.
(2)
ورواه داود بن عبد الرحمن العطار المكي عن القاسم بن عبد الواحد وسمي عبد الله بن أنيس: عبد الله بن أبي أنيسة.
أخرجه محمد بن الربيع الجيزي في "الصحابة الذين دخلوا مصر"(الإصابة 7/ 299)
قال ابن ناصر الدين الدمشقي: هذا غير محفوظ، والمشهور الأول" مجلس في حديث جابر ص 39 - 40
وقال الحافظ: وهو خطأ نشأ عن تحريف في اسم أبية" الإصابة 7/ 299
قال الحاكم: صحيح الإسناد"
وقال البيهقي: هذا حديث تفرد به القاسم بن عبد الواحد عن ابن عقيل، ولم يحتج بهما الشيخان البخاري ومسلم، ولم يخرجا هذا الحديث في الصحيح بإسناده، وإنّما أشار البخاري إليه في ترجمة الباب، واختلف الحفاظ في الاحتجاج بروايات ابن عقيل لسوء حفظه، ولم يثبت صفة الصوت في كلام الله عز وجل أو في حديث صحيح عن النبي-صلى الله عليه وسلم غير حديثه، وليس بنا ضرورة إلى اثباته"
وقال ابن ناصر الدين: هذا حديث حسن مداره على القاسم بن عبد الواحد وقد وثق فيما ذكره الذهبي.
وابن عقيل قال الترمذي: صدوق تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه. وحدّث عن البخاري أنّه قال: كان أحمد وإسحاق والحميدي يحتجون بحديثه"
وقال المنذري والعراقي: رواه أحمد بإسناد حسن" "الترغيب 4/ 404 - تخريج أحاديث الإحياء للحداد 6/ 2690
قلت: ابن عقيل مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، والقاسم بن عبد الواحد وثقه ابن حبان، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: يكتب حديثه، قلت: يحتج بحديثه؟ قال: يحتج بحديث سفيان وشعبة. وقال الذهبي في "المجرد": صالح، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.
والحديث علقه البخاري في موضعين من صحيحه: الأول في باب الخروج في طلب العلم من كتاب العلم وجزم به حيث قال: ورحل جابر بن عبد الله مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس في حديث واحد.
والثاني في باب قول الله تعالى {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} [سبأ: 23] من كتاب التوحيد ولم يجزم به حيث قال: ويذكر عن جابر عن عبد الله بن أنيس قال: سمعت النبي-صلى الله عليه وسلم يقول: يحشر الله العباد فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: أنا الملك، أنا الديان.
قال الحافظ: وادعى بعض المتأخرين أنّ هذا ينقض القاعدة المشهورة، أنّ البخاري حيث يعلق بصيغة الجزم يكون صحيحا، وحيث يعلق بصيغة التمريض يكون فيه علة لأنّه علقه بالجزم هنا -يعني في كتاب العلم- ثم أخرج طرفا من متنه في كتاب التوحيد بصيغة التمريض. وهذه الدعوى مردودة والقاعدة بحمد الله غير منتقضة، ونظر البخاري أدق من أن يعترض عليه بمثل هذا، فإنّه حيث ذكر الارتحال فقد جزم به لأنّ الإسناد حسن، وقد
اعتضد، وحيث ذكر طرفا من المتن لم يجزم به لأنّ لفظ الصوت مما يتوقف في إطلاق نسبته إلى الرب، ويحتاج إلى تأويل فلا يكفي فيه مجيء الحديث من طريق مختلف فيها ولو اعتضدت. ومن هنا يظهر شفوف علمه ودقة نظره، وحسن تصرفه، رحمه الله تعالى" فتح الباري 1/ 184
الثاني: يرويه الحجاج بن دينار عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: كان يبلغني عن النبي-صلى الله عليه وسلم حديثا في القصاص، وكان صاحب الحديث بمصر، فاشتريت بعيرا، فشددت عليه رحلا، فسرت حتى وردت مصر، فقصدت إلى باب الرجل الذي بلغني عنه الحديث، فقرعت الباب، فخرج إليّ مملوك له، فنظر في وجهي، ولم يكلمني، فقال: أعرابي بالباب، فقال: سله من أنت؟ فقلت: جابر بن عبد الله الأنصاري، فخرج إليّ مولاه، فلما تراءينا اعتنق أحدنا صاحبه، فقال: يا جابر ما جاءك؟ فقلت: حديث بلغني عن النبي-صلى الله عليه وسلم في القصاص، ولا أظنّ أحدا ممن مضى، وممن بقي أفهم له منك، قال: نعم يا جابر. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ الله يبعثكم يوم القيامة من قبوركم حفاة عراة بُهما، ينادي بصوت رفيع غير فظيع يُسْمِع من بَعُدَ كمن قَرُب، فيقول: أنا الديان. لا تظالم، اليوم، وعزتي لا يجاوزني اليوم ظلم ظالم، ولو لطمة كفّ بكفّ أو يد على يد. ألا وإنّ أشدّ ما أتخوف على أمتي من بعدي عمل قوم لوط، فلترقب أمتي العذاب، إذا تكافأ النساء بالنساء والرجال بالرجال"
قال: والرجل الذي حدّثه عبد الله بن أنيس.
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(156) عن الحسن بن جرير الصوري ثنا عثمان بن سعيد الصيداوي ثنا سليمان بن صالح ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن الحجاج بن دينار به.
وأخرجه تمام في "فوائده"(928) عن أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن زامل الأذرعي ثنا أبو علي الحسن بن جرير الصوري به.
ووقع عنده "السليم بن صالح"(1)
ومن طريقه أخرجه الحافظ في "تغليق التعليق"(5/ 356 - 357)
وقال في "فتح الباري"(1/ 184): إسناده صالح"
قلت: سليم بن صالح قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف.
(1) ووقع عنده في موضع آخر (31): سليمان بن صُلْح.
وابن ثوبان مختلف فيه، ضعفه أحمد وغيره، وقال أبو زرعة وغيره: لا بأس به، واختلف فيه قول ابن معين.
والحجاج وابن المنكدر ثقتان.
وعثمان بن سعيد لم أقف له على ترجمة.
والحسن بن جرير ترجمه الذهبي في "السير" ووصفه بالإمام المحدّث.
الثالث: يرويه مقاتل بن حيان البلخي عن أبي جارود العبسي أنّ جابر بن عبد الله قال: فذكر نحوه.
وزاد فيه "ولأقتصنّ للجَمّاء من القرناء، ولأسألنّ الحجر لم نكب الحجر، ولأسألنّ العود لم خدش صاحبه. في ذلك أنزل عليّ في كتابه {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا} [الأنبياء: 47] "
أخرجه الخطيب في "الرحلة"(33) من طريق يحيى بن النضر ثنا عيسى غُنْجار عن عمر بن الصبح عن مقاتل بن حيان به.
ومن طريقه أخرجه ابن ناصر الدين الدمشقي في "مجلس في حديث جابر"(ص 40 - 41)
وقال: هذا أوهى طرق هذا الحديث، وآفته من عمر بن صبح ذاك الكذاب، أحد الوضاعين"
قلت: ولم ينفرد به بل تابعه عثمان بن الساج عن مقاتل بن حيان به.
أخرجه ابن قدامة في "إثبات صفة العلو"(42) من طريق إسماعيل بن عيسى العطار أنبأ إسحاق بن بشر أني عثمان بن الساج به.
وإسحاق بن بشر هو أبو حذيفة البخاري قال الذهبي في "الميزان": تركوه، وكذبه ابن المديني، وقال ابن حبان: لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب، وقال الدارقطني: كذاب متروك.
4572 -
"لا ينبغي لجيفة مسلم أن تبقى بين ظهراني أهله"
قال الحافظ: ولأبي داود من حديث حصين بن وحوح مرفوعا: فذكره" (1)
(1) 3/ 427 (كتاب الجنائز- باب السرعة بالجنازة)
تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إني لا أرى طلحة إلا قد حدث فيه الموت
…
"
4573 -
"لا ينبغي للمصلي أن يشدّ رحاله إلى مسجد تُبتغى فيه الصلاة غير المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي"
قال الحافظ: روى أحمد من طريق شهر بن حوشب قال: سمعت أبا سعيد وذكرت عنده الصلاة في الطور فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وشهر حسن الحديث وإن كان فيه بعض الضعف" (1)
حسن
أخرجه أحمد (3/ 64) ثنا هاشم ثنا عبد الحميد ثني شهر قال: سمعت أبا سعيد الخدري وذكرت عنده صلاة في الطور فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا ينبغي للمطي أن تشدّ رحاله إلى مسجد ينبغي فيه الصلاة غير المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا، ولا ينبغي لامرأة دخلت الإسلام أن تخرج من بيتها مسافرة إلا مع بَعْل أو مع ذي محرم منها، ولا ينبغي الصلاة في ساعتين من النهار: من بعد صلاة الفجر إلى أن ترحل الشمس ولا بعد صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس، ولا ينبغي الصوم في يومين من الدهر يوم الفطر من رمضان ويوم النحر"
قال الهيثمي: رواه أحمد وشهر فيه كلام وحديثه حسن" المجمع 4/ 3
قلت: وهو كما قال، وعبد الحميد هو ابن بهرام وهو حسن الحديث كذلك، وهاشم هو ابن القاسم البغدادي ثقة مشهور، فالإسناد حسن.
4574 -
"لا ينبغي لمؤمن أن يذل نفسه"
سكت عليه الحافظ (2).
روي من حديث حذيفة بن اليمان ومن حديث ابن عمر ومن حديث ابن مسعود ومن حديث عليّ ومن حديث أبي بكرة ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس ومن حديث الحسن وقتادة مرسلًا
فأما حديث حذيفة فأخرجه أحمد (5/ 405) عن عمرو بن عاصم الكلابي عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن عن جندب عن حذيفة رفعه "لا ينبغي لمسلم أن يذل نفسه" قيل: وكيف يذل نفسه؟ قال "يتعرض من البلاء لما لا يطيق"
(1) 3/ 307 (كتاب الصلاة- أبواب التطوع- باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة)
(2)
16/ 163 (كتاب الفتن- باب الفتنة التي تموج كموج البحر)
ومن طريقه أخرجه الحافظ في "الأمالي المطلقة"(2/ 166)
وأخرجه ابن ماجه (4016) والترمذي (2254) وابن أبي الدنيا في "الأمر بالمعروف"(100) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1271) والبزار (2790) والدينوري في "المجالسة"(3494) وابن حبان في "الثقات"(8/ 481) وابن المقرئ في "المعجم"(1101) والقضاعي (866 و 867) والبيهقي في "الآداب"(1153) وفي "الشعب"(10331) والبغوي في "شرح السنة"(3601) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(650) من طرق عن عمرو بن عاصم به.
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن حذيفة إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد.
وقد رواه غير عمرو بن عاصم عن حماد، ولا نعلم رواه عن حماد أوثق من عمرو بن عاصم وبه يعرف"
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب"
وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر" العلل 2/ 138
وقال أيضًا: قد زاد عمرو بن عاصم في الإسناد جندبا وليس بمحفوظ، حدثنا أبو سلمة عن حماد وليس فيه جندب" العلل 2/ 306
وقال الحافظ: هذا حديث حسن"
قلت: عمرو بن عاصم وثقه ابن سعد وابن حبان وأبو نعيم الأصبهاني وغيرهم، وقال النسائي: ليس به بأس، ولم ينفرد بهذا الحديث بل تابعه غير واحد عن حماد بن سلمة به، منهم:
1 -
أبو حفص عمر بن موسى بن سليمان الحادي.
أخرجه ابن عدي (5/ 1710) وأبو الشيخ في "الأمثال"(151) وفي "العوالي"(23) والشجري في "أماليه"(2/ 153)
وقال ابن عدي: وهذا الحديث يعرف بعمرو بن عاصم عن حماد بن سلمة سرقه منه عمر بن موسى هذا.
قال: وعمر بن موسى ضعيف يسرق الحديث ويخالف في الأسانيد والضعف بين في رواياته"
قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ.
2 -
هُدبة بن خالد القيسي البصري.
أخرجه ابن عدي (6/ 2307) عن محمد بن عبد السلام بن النعمان ثنا هدبة به.
وقال: وهذا أيضًا ليس عن هدبة إنّما يعرف هذا بعمرو بن عاصم عن حماد بن سلمة، وقد ادعاه عمر بن موسى الحادي عم الكُديمي وهو ضعيف فرواه عن حماد، ثناه عبدان عنه، وأما الذي قال ابن عبد السلام ثنا هدبة، فقد أُبطل، وكان ممن يستمد من الوراقين يجيء فيأخذ رواية يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة فيقرؤها على ابن عبد السلام هذا بعلو عن هدبة وشيبان وغيرهما فيقرّ لهم به، وكان هذا عند البصريين سمعت جماعة يحكون فيه"
3 -
سعيد بن سليمان النشيطي.
أخرجه الخطابي في "العزلة"(ص 27) عن ابن داسة ثنا العباس بن الفضل الأسفاطي ثنا سعيد بن سليمان به.
وسعيد بن سليمان قال أبو حاتم: لا نرضاه وفيه نظر، وقال أبو زرعة: ليس بالقوي، وقال أبو داود: لا أحدّث عنه.
والحديث مداره على علي بن زيد بن جُدعان وهو ضعيف كما قال ابن معين والنسائي والدارقطني وغيرهم.
والحسن البصري مدلس ولم يذكر سماعا من جندب.
وأما حديث ابن عمر فأخرجه البزار (كشف 3323) عن زكريا بن يحيى الضرير البغدادي ثنا شبابة بن سَوَّار ثنا ورقاء عن عبد الكريم عن مجاهد عن ابن عمر رفعه "لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه" قلت: يا رسول الله، كيف يذل نفسه؟ قال "يتعرض من البلاء لما لا يطيق"
ورواه أبو الشيخ في "الأمثال"(152) عن البزار به.
ورواه (1) الطبراني في "الأوسط"(5353) عن محمد بن أحمد بن أبي خيثمة ثنا زكريا بن يحيى الضرير به.
(1) ورواه في "الكبير"(13507) أيضًا عن ابن أبي خيثمة ووقع في إسناده: ورقاء بن عمر عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد عن ابن عمر.
جعل ابن أبي نجيح مكان عبد الكريم فالله أعلم.
ومن طريقه أخرجه الحافظ في "الأمالي المطلقة"(2/ 168)
قال البزار: لا نعلمه يُروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد"
وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن مجاهد إلا عبد الكريم، تفرد به ورقاء، ولا يُروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد"
وقال الهيثمي: رواه البزار والطبراني في "الأوسط" و"الكبير" باختصار، وإسناد الكبير جيد ورجاله رجال الصحيح غير زكريا بن يحيى بن أيوب الضرير ذكره الخطيب (8/ 457) روى عن جماعة وروى عنه جماعة ولم يتكلم فيه أحد" المجمع 7/ 274 - 275
قلت: والباقون كلهم ثقات، وورقاء هو ابن عمر اليشكري، وعبد الكريم (1) هو ابن مالك الجزري.
وأما حديث ابن مسعود فأخرجه الخطابي في "العزلة"(ص 27) عن ابن الأعرابي ثنا الفضل بن يوسف الجعفي ثنا إبراهيم بن زياد العجلي ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن ابن مسعود مرفوعا "ليس لمؤمن أن يذل نفسه"
إبراهيم بن زياد العجلي قال أبو حاتم: مجهول (اللسان 1/ 61)
وأما حديث علي فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(7894) عن محمود بن محمد المروزي ثنا الخضر بن أصرم المروزي ثنا الجارود بن يزيد عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن عليّ رفعه "ليس للمسلم أن يذل نفسه قالوا: يا رسول الله، وكيف يذل نفسه؟ قال "يتعرض من البلاء لما لا يطيق"
وقال: لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا إسرائيل، تفرد به الجارود، ولا يروى عن علي إلا بهذا الإسناد"
وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" من طريق الخضر عن الجارود ولم ينسبا ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات" المجمع 7/ 275
وقال الحافظ: وفي إسناده من لا يعرف" الأمالي المطلقة 2/ 168
قلت: والجارود بن يزيد أظنه العامري النيسابوري كذبه أبو حاتم وغيره.
وأما حديث أبي بكرة فأخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 773) عن
(1) ذكر الحافظ في "الأمالي المطلقة" أنّ عبد الكريم هو ابن أبي المُخَارق فإن كان كذلك فالإسناد ضعيف لضعف ابن أبي المخارق هذا.
الخليل بن زكريا الشيباني ثنا حبيب بن الشهيد ثنا الحسن ثني أبو بكرة رفعه "ليس للمؤمن أن يذل نفسه" قالوا: وكيف يذلها يا رسول الله؟ قال "يتكلف من البلاء ما لا يطيق"
وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(6418) عن أبي بكر أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي ثنا الحارث به.
والخليل بن زكريا قال العقيلي: يحدث بالبواطيل عن الثقات، وقال ابن عدي: عامة حديثه لم يتابعه عليه أحد.
واختلف فيه على الحسن كما سيأتي.
وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(23/ 284) من طريق عبد الله بن أبي حسّان عن ابن لهيعة عن الأعرج عن أبي هريرة رفعه "لا يحل لمؤمن أن يذل نفسه" قالوا: يا رسول الله، وما إذلاله نفسه؟ قال "يتعرض من البلاء لما لا يقوم له"
وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.
وأما حديث ابن عباس فأخرجه الداني في "الفتن"(148) من طريق إبراهيم بن عبيد الله الرقي عن محمد بن زياد عن ميمون بن مهران عن ابن عباس مرفوعا "لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه" قالوا: يا رسول الله، وما الإذلال؟ قال "يتعرض للسلطان وليس له منه النصف"
ومحمد بن زياد هو اليشكري الطحان الكوفي كذبه أحمد وابن معين والفلاس والجوزجاني وأبو زرعة والنسائي والدارقطني.
وأما حديث الحسن وقتادة فأخرجه عبد الرزاق (20721) عن مَعْمر بن راشد عن الحسن وقتادة مرفوعا "لا ينبغي لمؤمن أن يذل نفسه" قال: وكيف يذل نفسه؟ قال "يتعرض من البلاء بما لا يطيق"
هذا مرسل رواته ثقات.
وله طرق أخرى عن الحسن:
الأول: قال أبو يعلى (1411): ثنا قَطَن بن نُسَيْر ثنا جعفر بن سليمان ثنا المُعَلّى بن زياد عن الحسن مرفوعا "ليس للمؤمن أن يذل نفسه" قيل: وما إذلاله نفسه؟ قال "يتعرض من البلاء لما لا يطيق"
قطن بن نسير مختلف فيه: وثقه ابن حبان واحتج به مسلم، وقال ابن عدي: يسرق الحديث ويوصله، وكان أبو زرعة يحمل عليه.
وتابعه إسحاق بن إبراهيم المروزي ثنا جعفر بن سليمان به.
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأمر بالمعروف"(35)
وجعفر بن سليمان الضُّبَعِي صدوق، ومعلي بن زياد القُرْدُوسِي وثقه البزار وأبو حاتم وابن حبان واختلف فيه قول ابن معين.
الثاني: قال ابن وضاح في "البدع"(ص 94): ثنا محمد بن سعيد ثنا أسد بن موسى ثنا أيوب بن خوط ثنا الحسن رفعه "ليس بمؤمن من أذل نفسه" قيل: يا رسول الله، وكيف يذل نفسه؟ قال "يتعرض للبلاء الذي لاطاقة له به".
أيوب بن خوط قال النسائي: متروك الحديث.
الثالث: يرويه شعيب بن أيوب الصريفيني ثنا أبو داود عن سفيان أظنه عن يونس عن الحسن.
أخرجه البيهقي في "الشعب"(10330)
ورواته ثقات، وأبو داود هو عمر بن سعد الحفري، وسفيان هو الثوري.
4575 -
"لا ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل"
قال الحافظ: وعند أحمد والنسائي والطبراني وصححه الحاكم من طريق أبي الزناد عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس عن النبي-صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (1)
تقدم الكلام عليه في حرف الراء فانظر حديث "رأيت كأني في درع حصينة
…
"
4576 -
"لا ينبغي لنبي أن يقول: أنا خير من يونس بن مَتَّى"
قال الحافظ: وقد وقع في حديث عبد الله بن جعفر عند الطبراني بلفظ: فذكره" (2)
أخرجه أحمد وابنه (1/ 205) وأبو داود (4670) والبزار (2234 و 2235 و 2236) وأبو يعلى (6793) والطبراني في "الكبير"(13/حديث رقم 196) والبيهقي في "الدلائل"(5/ 497) من طرق عن محمد بن إسحاق المدني عن إسماعيل بن أبي حكيم عن القاسم بن محمد عن عبد الله بن جعفر به مرفوعا.
واللفظ للطبراني.
(1) 16/ 81 (كتاب التعبير- باب إذا رأى بقرا تنحر)
(2)
7/ 262 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول الله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139)} [الصافات: 139])
ولفظ البزار "لا ينبغي لعبد"
ولفظ أبي يعلى "لا يقولنّ أحد
…
"
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عبد الله بن جعفر إلا بهذا الإسناد"
قلت: ابن إسحاق صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من إسماعيل، وإسماعيل والقاسم ثقتان.
وللحديث شاهد عن ابن مسعود وغيره عند البخاري في الباب المذكور، فيتقوى بها.
4577 -
"لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة، ولا يفضي الرجل إلى الرجل في الثوب الواحد، ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد".
قال الحافظ: وعند مسلم وأصحاب السنن من حديث أبي سعيد: فذكره" (1)
أخرجه مسلم (338) وأبو داود (4018) وابن ماجه (661) والترمذي (2793)
4578 -
"لا ينظر الله إلى رجل أتى رجلًا أو امرأة في الدبر"
قال الحافظ: أخرجه الترمذي وصححه ابن حبان من حديث ابن عباس" (2)
يرويه الضحاك بن عثمان بن عبد الله الحزامي عن مَخْرَمَة بن سليمان الأسدي عن كريب بن أبي مسلم الهاشمي عن ابن عباس واختلف عنه:
- فرواه أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر عن الضحاك بن عثمان فرفعه.
أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 251 - 252) وأبو سعيد الأشج في "حديثه"(83) والترمذي (1165) والبزار (تلخيص الحبير 3/ 181) والنسائي في "الكبرى"(9001) وابن الجارود (729) وأبو يعلى (2378) والخرائطي في "المساوئ"(468) وابن حبان (4203 و 4204 و 4418) وابن عدي (3/ 1130) والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 327)
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب"
وقال ابن عدي: لا أعلم يرويه غير أبي خالد الأحمر"
وقال بعد أن ذكر له هذا الحديث وغيره: وأبو خالد الأحمر له أحاديث صالحة ما
(1) 11/ 252 (كتاب النكاح- باب لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها)
(2)
9/ 257 (كتاب التفسير- سورة البقرة- باب: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223])
أعلم له غير ما ذكرت مما فيه كلام، ويحتاج فيه إلى بيان، وإنما أتى هذا من سوء حفظه فيغلط ويخطئ، وهو في الأصل كما قال ابن معين: صدوق وليس بحجة"
وقال البزار: لا نعلمه يُروى عن ابن عباس بإسناد أحسن من هذا، تفرد به أبو خالد الأحمر عن الضحاك بن عثمان عن مخرمة بن سليمان عن كريب"
- ورواه وكيع عن الضحاك بن عثمان فأوقفه (1).
أخرجه النسائي في "الكبرى"(9002) عن هناد بن السري عن وكيع به.
وهذا أصح لأنّ وكيعا أثبت من أبي خالد الأحمر.
وإسناده صحيح رواته ثقات.
قال الحافظ: وهو أصح عندهم من المرفوع" التلخيص الحبير 3/ 181
طريق أخرى: قال عمر بن يونس: ثنا سليمان بن أبي سليمان الزهري عن ابن أبي كثير عن طاوس عن ابن عباس رفعه "لا ينظر الله إلى من أتى امرأة في دبرها"
أخرجه ابن عدي (3/ 1109)
وسليمان بن أبي سليمان قال أبو حاتم: شيخ ضعيف، وقال ابن عدي: يروي عن يحيى بن أبي كثير أحاديث ليست بمحفوظة، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما خالف.
4579 -
حديث عثمان "لا يَنكح المحرم ولا يُنْكَح"
قال الحافظ: أخرجه مسلم (1409")(2)
4580 -
"لا ينهق الحمار حتى يرى شيطانا أو يتمثل له شيطان، فإذا كان ذلك فاذكروا الله وصلوا علي"
قال الحافظ: وروى الطبراني من حديث أبي رافع رفعه: فذكره" (3)
ضعيف جدًا
(1) ولفظه "لا ينظر الله يوم القيامة إلى رجل أتى بهيمة أو امرأة في دبرها"
(2)
11/ 69 (كتاب النكاح- باب نكاح المحرم)
و4/ 423 (كتاب الحج- أبواب المحصر وجزاء الصيد- باب تزويج المحرم)
(3)
7/ 162 (كتاب بدء الخلق- باب خير مال المسلم غنم)
أخرجه ابن السني في "اليوم والليلة"(314) عن محمد بن أحمد بن المهاجر ثنا محمد بن الحسن بن بيان ثنا معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع ثنا محمد عن أبيه عبيد الله عن أبي رافع رفعه "لن ينهق الحمار حتى يرى شيطانا، فإذا كان ذلك فاذكروا الله عز وجل وصلوا عليّ"
وإسناده واه، معمر بن محمد بن عبيد الله قال ابن معين: ما كان بثقة ولا مأمون، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به.
ومحمد بن عبيد الله قال ابن معين: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث جدًا ذاهب، وقال الدارقطني: متروك.
4581 -
"لا يورد مُمْرِض على مُصح"
سكت عليه الحافظ (1).
أخرجه البخاري (فتح 12/ 356) عن أبي هريرة مرفوعا "لا توردوا الممرض على المصح"
4582 -
نزلت براءة وقد بعث النبي-صلى الله عليه وسلم عليا على الحج فقيل: لو بعثت بها إلى أبي بكر، فقال "لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي" ثم دعا عليا فقال "أخرج بصدر براءة وأذن في الناس يوم النحر بمنى إذا اجتمعوا"
قال الحافظ: وقد ذكر ابن إسحاق بإسناد مرسل قال: فذكره" (2)
مرسل
أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام"(2/ 545 - 546) قال: حدثني حكيم بن حكيم بن عباد بن حُنيف عن أبي جعفر محمد بن علي أنّه قال: لما نزلت براءة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كان بعث أبا بكر الصديق ليقيم للناس الحج، قيل له: يا رسول الله، لو بعثت بها إلى أبي بكر، فقال: فذكر الحديث وزاد "أنّه لا يدخل الجنة كافر، ولا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فهو له إلى مدته"
وأخرجه الطبري في "تفسير"(9/ 65) من طريق سلمة بن الفضل الأبرش ثنا ابن إسحاق به.
وابن إسحاق وحكيم بن حكيم صدوقان، وأبو جعفر ثقة.
(1) 12/ 267 (كتاب الطب- باب الجذام)
(2)
9/ 145 (كتاب المغازي- حج أبي بكر بالناس في سنة تسع)
4583 -
"لا يؤم الغلام حتى يحتلم"
قال الحافظ: رواه عبد الرزاق من حديث ابن عباس مرفوعا وإسناده ضعيف" (1)
موقوف
أخرجه عبد الرزاق (3847) عن إبراهيم بن محمد عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس موقوفًا.
وأخرجه البيهقي (3/ 225) من طريق يحيى بن آدم الكوفي عن ابن أبي يحيى عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس موقوفًا.
وإبراهيم بن محمد هو ابن أبي يحيى الأسلمي كذبه يحيى القطان وابن معين وابن المديني وابن حبان.
4584 -
حديث أبي هريرة: لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به"
قال الحافظ: أخرجه الحسن بن سفيان وغيره، ورجاله ثقات، وقد صححه النووي في آخر الأربعين" (2)
ضعيف
يرويه نعيم بن حماد المروزي واختلف عنه:
- فقال غير واحد: ثنا نعيم بن حماد ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن عقبة بن أوس عن ابن عمرو به مرفوعا.
منهم:
1 -
محمد بن الحسن الأعين.
أخرجه الحسن بن سفيان في "الأربعين"(9) والخطيب في "التاريخ"(4/ 369) والهروي في "ذم الكلام"(ق 35/ أ) والبغوي في "شرح السنة"(104) وفي "الشمائل"(1234) والسلفي في "معجم السفر"(1265) وفي "الأربعين البلدانية"(45)
2 -
أبو زيد عبد الرحمن بن حاتم المرادي (3).
أخرجه أبو نعيم في "الأربعين" كما في "جامع العلوم"(ص 393)
(1) 2/ 326 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب إمامة العبد والمولى)
(2)
17/ 51 (كتاب الاعتصام- باب ما يذكر من ذم الرأي)
(3)
وزاد "لا يزيغ عنه"
3 -
جعفر بن محمد بن فضيل.
أخرجه البيهقي في "المدخل"(209)
- وقال غير واحد: ثنا نعيم بن حماد ثنا عبد الوهاب الثقفي ثنا بعض مشيختنا هشام أو غيره عن ابن سيرين عن عقبة بن أوس عن ابن عمرو.
منهم:
1 -
محمد بن مسلم بن واره.
أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(15) وابن بطة في "الابانة"(279) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة"(1/ 251)
2 -
أبو الأحوص محمد بن الهيثم بن حماد الثقفي.
أخرجه ابن بطة (279)
3 -
أحمد بن مهدي.
أخرجه أبو القاسم (1) الأصبهاني في "الترغيب"(30)
- وقال أبو حاتم الرازي وعثمان بن سعيد الدارمي: ثنا نعيم بن حماد ثنا عبد الوهاب الثقفي: سمعت بعض أشياخنا يقول: ثنا هشام بن حسان أو غيره عن ابن سيرين عن عقبة بن أوس أنّ ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره.
أخرجه الهروي (ق 35 - 36)
قال البيهقي: تفرد به نعيم بن حماد"
وقال النووي: حديث حسن صحيح، رويناه في كتاب "الحجة" بإسناد صحيح" الأربعون النووية
وقال ابن رجب: قلت: تصحيح هذا الحديث بعيد جدًا من وجوه، منها:
1 -
أنّه حديث يتفرد به نعيم بن حماد، وهو وإن كان وثقه جماعة من الأئمة، وخرّج له البخاري (2) فإنّ أئمة الحديث كانوا يحسنون به الظن، لصلابته في السنة، وتشدده في الرد على أهل الأهواء، وكانوا ينسبونه إلى أنّه يَهِم، ويُشَبَّه عليه في بعض الأحاديث، فلما كثر عثورهم على مناكيره، حكموا عليه بالضعف.
(1) سقط من إسناده "عبد الوهاب الثقفي" وجعله عن ابن عمر.
(2)
مقرونا بغيره كما قال المزي في "تهذيب الكمال"(29/ 467)
ثم ذكر تضعيفه عن ابن معين وصالح جزرة والنسائي وأبي عروبة وغيرهم.
وقال: وأين كان أصحاب عبد الوهاب الثقفي، وأصحاب هشام بن حسان، وأصحاب ابن سيرين عن هذا الحديث حتى يتفرد به نعيم.
2 -
ومنها أنّه قد اختلف على نعيم في إسناده، فروي عنه عن الثقفي عن هشام، وروي عنه عن الثقفي ثنا بعض مشيختنا هشام أو غيره، وعلى هذه الرواية فيكون شيخ الثقفي غير معروف عينه، وروي عنه عن الثقفي ثنا بعض مشيختنا ثنا هشام أو غيره، فعلى هذه الرواية فالثقفي رواه عن شيخ مجهول، وشيخه رواه عن غير معين، فتزداد الجهالة في إسناده.
3 -
ومنها أنّ في إسناده عقبة بن أوس السدوسي البصري وثقه العجلي وابن سعد وابن حبان، وقال ابن عبد البر: هو مجهول.
وقال الغلابي في "تاريخه": يزعمون أنّه لم يسمع من ابن عمرو، وإنّما يقول: قال ابن عمرو، فعلى هذا تكون رواياته عن ابن عمرو منقطعة" جامع العلوم ص 394 - 395
4585 -
حديث جابر الجُعْفي عن الشعبي مرفوعا "لا يَؤُمَّنَّ أحد بعدي جالسا"
قال الحافظ: واعترضه الشافعي فقال: قد علم من احتج بهذا أن لا حجة فيه لأنّه مرسل ومن رواية رجل يرغب أهل العلم من الرواية عنه، يعني جابرا الجعفي" (1)
ضعيف
أخرجه عبد الرزاق (4087) عن سفيان الثوري و (4088) عن إسرائيل بن يونس كلاهما عن جابر عن الشعبي مرفوعا "لا يؤمن رجل بعدي جالسا"
وأخرجه الدارقطني (1/ 398) ومن طريقه البيهقي (3/ 80) من طريق محمد بن ربيعة الكوفي عن سفيان عن جابر عن الشعبي.
وأخرجه البيهقي (3/ 80) من طريق ابن أبي أويس ثني سفيان بن عُيينة عن رجل عن الشعبي.
قال الشافعي: الحديث منقطع عن رجل مرغوب الرواية عنه، لا يثبت بمثله حجة على أحد" الرسالة ص 255 - 256
وروى البيهقي من طريق الربيع عن الشافعي قال: قد علم الذي احتج بهذا أن ليست فيه حجة، وأنّه لا يثبت لأنّه مرسل، ولأنّه عن رجل يرغب الناس عن الرواية عنه"
(1) 2/ 316 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب إنّما جعل الإمام ليؤتم به)
وقال ابن حبان: وهذا لو صح إسناده، لكان مرسلًا، والمرسل من الخبر وما لم يرو سيان في الحكم عندنا" الإحسان 5/ 473 - 474
وقال الدارقطني: لم يروه غير جابر الجعفي عن الشعبي وهو متروك، والحديث مرسل لا تقوم به حجة"
وقال ابن حزم: الحديث باطل لأنّه رواية جابر الجعفي الكذاب المشهور بالقول برجعة علي رضي الله عنه، وهو مرسل مع ذلك" المحلى 3/ 91
وقال البيهقي في "المعرفة"(4/ 146): جابر بن يزيد الجعفي متروك عند أهل العلم بالحديث في روايته، مذموم في رأيه ومذهبه، واختلف في هذا الحديث عليه، فروي عن ابن عيينة عن جابر كما تقدم، ورواه إبراهيم بن طهمان عن جابر عن الحكم قال: كتب عمر: لا يؤمن أحد جالسا بعد النبي-صلى الله عليه وسلم، وهذا مرسل موقوف، وراويه عن الحكم ضعيف"
وقال ابن عبد البر: حديث لا يصح عند أهل العلم بالحديث، إنّما يرويه جابر الجعفي عن الشعبي مرسلًا، وجابر الجعفي لا يحتج بشيء يرويه مسندا، فكيف بما يرويه مرسلًا" التمهيد 6/ 143
وقال أيضًا: هذا حديث مرسل ضعيف، لا يرى أحد من أهل العلم كتابه ولا روايته، وهو حديث انفرد به جابر الجعفي، فرواه عن الشعبي عن النبي-صلى الله عليه وسلم، وجابر قد تكلم فيه ابن عيينة، ومراسيل الشعبي ليست عندهم بشيء" التمهيد 22/ 320
وقال ابن المنذر: وهذا خبر واه تحيطه العلل، جابر متروك الحديث، والحديث مرسل، وهو مخالف للأخبار الثابتة عن النبي-صلى الله عليه وسلم كثيرا" الأوسط 4/ 208 - 209
وفي "طرح التثريب"(2/ 340): الحديث ضعيف جدًا، وهو مرسل، وجابر بن يزيد ضعيف جدًا، وروي أيضًا من رواية عبد الملك بن حبيب عمن أخبره عن مجالد عن الشعبي، ومجالد ضعيف وفي السند إليه من لم يسم فلا يصح الاحتجاج به.
وقال ابن عبد البر: هو حديث لا يصح عند أهل العلم بالحديث، إنّما يرويه جابر الجعفي عن الشعبي، وجابر الجعفي لا يحتج بما يرويه مسندا فكيف بما يرويه مرسلًا.
وقال ابن العربي: لا يصح" انتهى من طرح التثريب.
وقال الحافظ في "الدراية"(1/ 173): وهذا مع إرساله، من رواية جابر الجعفي أحد الضعفاء"
وذكره النووي في "الخلاصة"(2/ 683 - 684) وقال: رواه الدارقطني والبيهقي وضعفاه بأنّه مرسل، والجعفي متفق على ضعفه وتَرْك روايته"