المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌حرف الياء 4586 - حديث جابر في قصة الرجل الذي جاء - أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) - جـ ٩

[نبيل البصارة]

الفصل: ‌ ‌حرف الياء 4586 - حديث جابر في قصة الرجل الذي جاء

‌حرف الياء

4586 -

حديث جابر في قصة الرجل الذي جاء ببيضة من ذهب أصابها في معدن فقال: يا رسول الله، خذها مني صدقة فوالله ما لي مال غيرها، فأعرض عنه، فأعاد، فحذفه بها، ثم قال "يأتي أحدكم بماله لا يملك غيره فيتصدق به ثم يقعد بعد ذلك يتكفف الناس، إنّما الصدقة عن ظهر غنى"

قال الحافظ: هو عند أبي داود وصححه ابن خزيمة" (1)

أخرجه عبد بن حميد (1120و 1121) والدارمي (1666) وأبو داود (1673 و 1674) وأبو يعلى (2084) وابن خزيمة (2441) والطحاوي في "المشكل"(4771) وابن حبان (3372) والحاكم (1/ 413) والبيهقي (4/ 154 و181) من طرق عن محمد بن إسحاق بن يسار المدني عن عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان الظَّفَري عن محمود بن لَبِيْد عن جابر بن عبد الله قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل بمثل البيضة من الذهب أصابها في بعض المغازي، فجاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم-من ركنه الأيمن فقال: يا رسول الله، خذها مني صدقة فوالله ما لي غيرها، فأعرض عنه، ثم جاءه عن ركنه الأيسر، فقال مثل ذلك، فجاءه من بين يديه، فقال مثل ذلك، فقال "هاتها" مغضبا، فحذفه بها حذفة ولو أصابه لَعَقَرَهُ أو أوجعه، ثم قال "يأتي أحدكم بماله لا يملك غيره فيتصدق به ثم يقعد بعد ذلك يتكفف الناس، إنّما الصدقة عن ظهر غنى، خذ الذي لك لا حاجة لنا به" فأخذ الرجل ماله فذهب.

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

قلت: ابن إسحاق صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من عاصم بن عمر، وحديثه في مسلم في المتابعات، وعاصم بن عمر ثقة، ومحمود بن لبيد مختلف في صحبته.

(1) 5/ 469 (كتاب الاستقراض- باب من ردّ أمر السفيه والضعيف العقل)

ص: 6545

4587 -

"يأتي الشهداء والمتوفون بالطاعون، فيقول أصحاب الطاعون: نحن شهداء، فيقال: انظروا فإن كان جراحهم كجراح الشهداء تسيل دمًا وريحا كريح المسك فهم شهداء، فيجدونهم كذلك"

قال الحافظ: أخرج أحمد بسند حسن عن عتبة بن عبد السلمي رفعه: فذكره، وله شاهد من حديث العرباض بن سارية أخرجه أحمد أيضًا والنسائي بسند حسن أيضًا بلفظ "يختصم الشهداء والمتوفون على فرشهم إلى ربنا عز وجل في الذين ماتوا بالطاعون، فيقول الشهداء: أخواننا قتلوا كما قتلنا، ويقول الذين ماتوا على فرشهم: إخواننا ماتوا على فرشهم كما متنا. فيقول الله-عز وجل: انظروا إلى جراحهم، فإن أشبهت جراح المقتولين فإنّهم منهم، فإذا جراحهم أشبهت جراحهم" زاد الكلاباذي في "معاني الأخبار" من هذا الوجه في آخره "فيلحقون بهم"(1)

حديث عتبة بن عبد السلمي أخرجه أحمد (4/ 185) والطبراني في "الكبير"(14/ 118 - 119) وفي "مسند الشاميين"(1630) من طرق عن إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن عتبة بن عبد به مرفوعا.

قال المنذري: رواه الطبراني بإسناد لا بأس به، فيه إسماعيل بن عياش روايته عن الشاميين مقبولة، وهذا منها، ويشهد له حديث العرباض" الترغيب 2/ 338

وقال الهيثمي: وفيه إسماعيل بن عياش وفيه كلام، وحديثه عن أهل الشام مقبول، وهذا منه" المجمع 2/ 314

وقال الحافظ: هذا حديث حسن، رواته موثقون. وإسماعيل بن عياش وإن كان فيه مقال، لكن الجمهور على أنّ روايته عن الشاميين قوية، وهذا منها" بذل الماعون ص 196 - 197.

قلت: رواته ثقات لكن لا أدري أسمع شريح بن عبيد من عتبة بن عبد أم لا، فإنّه لم يذكر سماعا منه، ولم أر أحدا صرّح بسماعه منه، وقد اطلعت على رواياته عن عتبة بن عبد في مسند أحمد وفي معجم الطبراني الكبير فلم أره صرّح بالسماع في شيء منها، بل رأيت في مسند أحمد (4/ 185) حديثا بهذا الإسناد وذكر فيه بين شريح بن عبيد وبين عتبة بن عبد رجلًا مما يقوي أنّه لم يسمع منه، والله أعلم.

وأما حديث العرباض بن سارية فأخرجه أحمد (4/ 128 - 129) والطبراني في

(1) 12/ 303 (كتاب الطب- باب أجر الصابر على الطاعون)

ص: 6546

"الكبير"(18/ 250) وفي "مسند الشاميين"(1177) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 221) من طرق عن إسماعيل بن عياش عن بَحير بن سعد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن أبي بلال الخزاعي عن العرباض بن سارية مرفوعا "يختصم الشهداء والمتوفون على فرشهم إلى الله عز وجل في الذين ماتوا من الطاعون، فيقول الشهداء: إخواننا قتلوا، ويقول المتوفون على فرشهم: إخواننا ماتوا على فرشهم كما متنا، فيقضي الله عز وجل بينهم أن انظروا إلى جراحات المطعنين فإن أشبهت جراحات الشهداء فهم منهم، فينظرون إلى جراح المطعنين فإذا هم قد أشبهت، فيلحقون معهم".

وأخرجه أحمد (4/ 128) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 346 - 347) والنسائي (6/ 32) والطبراني في "الكبير"(18/ 250) وفي "مسند الشاميين"(1177) وابن بشران (71) والبيهقي في "الشعب"(9416) من طرق عن بقية بن الوليد ثني بحير بن سعد به.

قال أبو نعيم: غريب من حديث عبد الله عن العرباض، تفرد به خالد"

وقال الحافظ: هذا حديث حسن صحيح، وبقية صدوق ليس فيه قادح إلا تدليسه، وقد صرّح بالتحديث في هذه الطريق فأمن تدليسه، وابن أبي بلال المذكور في الإسناد، شامي ثقة"

وقال في "التقريب": عبد الله بن أبي بلال مقبول.

أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى خالد بن معدان.

4588 -

حديث نافع بن جبير عن ابن عباس رفعه "يأتي المقتول معلقا رأسه بإحدى يديه ملببا قاتله بيده الأخرى، تَشْخُبُ أوداجه دمًا حتى يقفا بين يدي الله"

سكت عليه الحافظ (1).

صحيح

وله عن ابن عباس طرق:

الأول: يرويه نافع بن جبير بن مُطعم عن ابن عباس رفعه "يأتي المقتول معلقا رأسه بإحدى يديه ملببا قاتله باليد الأخرى تشخُب أوداجه دمًا حتى يرفعا إلى العرش فيقول المقتول لله: ربّ هذا قتلني، فيقول الله للقاتل: تعست، ويذهب به إلى النار"

(1) 14/ 187 (كتاب الرقاق- باب القصاص يوم القيامة)

ص: 6547

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال"(229) وابن أبي عاصم في "الديات"(ص 30) والطبراني في "الكبير"(10742) و"الأوسط"(4229) من طرق عن إسماعيل بن أبي أويس قال: حدثني أبي عن عبد الله بن الفضل الهاشمي عن نافع بن جبير به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عبد الله بن الفضل إلا أبو أويس، تفرد به إسماعيل"

قلت: إسماعيل وأبوه مختلف فيهما، وعبد الله ونافع ثقتان.

الثاني: يرويه عمرو بن دينار عن ابن عباس رفعه "يجيء المقتول بالقاتل يوم القيامة، ناصيته ورأسه بيده، وأوداجه تشخُب دما، يقول: يا ربّ هذا قتلني، حتى يدنيه من العرش"

أخرجه الترمذي (3029) عن الحسن بن محمد الزعفراني

والنسائي (7/ 80) وفي "الكبرى"(3468) عن محمد بن رافع النيسابوري

قالا: ثنا شَبَابة بن سَوّار ثنا ورقاء بن عمر عن عمرو بن دينار به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقد روى بعضهم هذا الحديث عن عمرو بن دينار عن ابن عباس نحوه ولم يرفعه"

قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين.

الثالث: يرويه سالم بن أبي الجَعْد الكوفي قال: سمعت ابن عباس رفعه "يؤتى بالمقنول يوم القيامة متعلقا بالقاتل، تشخب أوداجه دمًا، حتى ينتهي به إلى العرش فيقول: يا رب سل هذا فيم قتلني"

أخرجه الحميدي (488) والحسين المروزي في "زيادات الزهد"(1359) عن سفيان بن عيينة ثنا عمار الدهني ويحيى بن عبد الله الجابر أنهما سمعا سالم بن أبي الجعد به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الديات"(ص30 - 31) عن محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ثنا سفيان به.

ورواه أحمد (1/ 222) عن سفيان فلم يذكر يحيى الجابر.

وتابعه:

ص: 6548

1 -

محمد بن الصباح الجرجرائي.

أخرجه ابن ماجه (2621)

2 -

قتيبة بن سعيد البلخي.

أخرجه النسائي (7/ 78 و 8/ 56 - 57) وفي "الكبرى"(3462 و 7072)

وإسناده صحيح.

ولم ينفرد سفيان بن عيينة به بل تابعه:

1 -

عمار بن رُزيق الضبي عن عمار الدهني به.

أخرجه الطبري في "تفسيره"(5/ 218 - 219)

2 -

عَبيدة بن حُميد الضبي عن عمار الدهني به.

أخرجه الواحدي في "الوسيط"(2/ 96)

3 -

سفيان الثوري عن يحيى الجابر به.

أخرجه أحمد (1/ 364)

4 -

شعبة عن يحيى الجابر به.

أخرجه أحمد (1/ 240)

5 -

عبد الواحد بن زياد العبدي البصري عن يحيى الجابر به.

أخرجه أحمد (1/ 294)

6 -

عمرو بن قيس المُلائي عن يحيى الجابر به.

أخرجه الطبري (5/ 218) وأبو طاهر المخلص في "الجزء الثاني من السادس من حديثه"(61)

7 -

جرير بن عبد الحميد الرازي عن يحيى الجابر به.

أخرجه الطبري (5/ 218) والمخلص (62)

وخالفهم همام رواه عن يحيى الجابر عن رجل عن سالم بن أبي الجعد عن ابن عباس.

أخرجه الطبري (5/ 218)

والأول أصح.

ص: 6549

4589 -

"يأتي أيام للعامل فيهن أجر خمسين" قيل: منهم أو منا يا رسول الله؟ قال "بل منكم"

قال الحافظ: وروى أبو داود والترمذي من حديث أبي ثعلبة رفعه: فذكره، وهو شاهد لحديث "مثل أمتي مثل المطر"(1)

يرويه عتبة بن أبي حكيم الهَمْداني الشَّعباني واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن عتبة بن أبي حكيم ثني عمرو بن جارية اللخمي عن أبي أمية الشعباني قال: أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت: كيف تصنع بهذه الآية؟ قال: آيَّةُ آية؟ قلت: قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105] قال: أما والله لقد سألت عنها خبيرا، سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "بل أنتم ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شحا مطاعا، وهوى متبعا، ودنيا مُؤْثَرَة، واعجابَ كل ذي رأي برأيه، ورأيت أمرا لا يدان لك به، فعليك نفسك، ودع عنك أمر العوام، فإنّ من وراءك أيام الصبر، الصبر فيهنّ مثل قبض على الجمر، للعامل فيهنّ كأجر خمسين رجلًا يعملون مثل عمله"

أخرجه أبو عبيد في "الناسخ"(524) وابن ماجه (4014) والطحاوي في "المشكل"(1171) والطبراني في "مسند الشاميين"(754) والداني في "الفتن"(293)

عن صدقة بن خالد الدمشقي

والطحاوي (1173) وابن أبي حاتم في "التفسير"(6915) والحاكم (4/ 322) والبيهقي (10/ 91 - 92) وفي "الشعب"(7148) وفي "الآداب"(202) وفي "الاعتقاد"(ص252 - 253) والواحدي في "الوسيط"(2/ 239 - 240) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1605)

عن محمد بن شعيب بن شابور الدمشقي

والطبري في "تفسيره"(7/ 97)

عن أيوب بن سويد الرملي

والداني (295)

عن بقية بن الوليد

كلهم عن عتبة بن أبي حكيم به.

(1) 8/ 6 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب فضائل أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم)

ص: 6550

زاد أيوب بن سويد في حديثه "قالوا: يا رسول الله، كأجر خمسين عاملا منهم؟ قال: لا، كأجر خمسين عاملا منكم".

- ورواه عبد الله بن المبارك عن عتبة بن أبي حكيم واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن ابن المبارك عن عتبة بن أبي حكيم عن عمرو بن جارية عن أبي أمية الشعباني عن أبي ثعلبة، منهم:

1 -

أبو الربيع سليمان بن داود العتكي الزهراني.

أخرجه أبو داود (4341) وابن أبي عاصم في "الزهد"(266) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(383) وابن حبان (385) وابن بطة في "الإبانة"(746) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 30) والبيهقي (10/ 91 - 92) وفي "الشعب"(9278) وابن عبد البر فى "التمهيد"(24/ 316) والمزي (21/ 563).

2 -

سعيد بن يعقوب الطالقاني.

أخرجه الترمذي (3058) والطبراني في "الكبير"(22/ 220) وفي "مسند الشاميين"(753) وعبد الغني المقدسي في "الأمر بالمعروف"(38) والمزي (33/ 54 - 55)

3 -

محمد بن عيسى ابن الطباع البغدادي.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 220) وفي "مسند الشاميين"(753) وعبد الغني المقدسي (38).

4 -

عبد الرحمن بن مهدي.

أخرجه ابن وضاح في "البدع"(ص 76 - 77) وابن نصر في "السنة"(ص 9) وابن بطة (746) والداني (294).

5 -

عيسى بن نصر.

أخرجه البغوي في "شرح السنة"(4156) وفي "التفسير"(2/ 101).

6 -

عبد الله بن عثمان عبدان المروزي.

أخرجه البخاري في "خلق الأفعال"(224) وفي "التاريخ الكبير"(4/ 2/ 426). وعبد الغني المقدسي (19).

7 -

سويد بن نصر المروزي.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(753).

ص: 6551

8 -

حبان بن موسى المروزي.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(753)

9 -

أحمد بن جميل المروزي.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات"(41) وفي "الصبر"(2) وفي "الأمر بالمعروف"(2)

• ورواه الوليد بن مسلم عن ابن المبارك فلم يذكر عمرو بن جارية. أخرجه الطبري (7/ 97).

• ورواه زهير بن عباد عن ابن المبارك فلم يذكر أبا أمية الشعباني. أخرجه ابن وضاح في "البدع"(ص 71).

- ورواه صدقة بن يزيد الخراساني عن عتبة بن أبي حكيم فلم يذكر عمرو بن جارية. أخرجه الطحاوي (1172) والبيهقي في "الشعب"(7147).

والأول أصح.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: عمرو بن جارية ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما وابن حبان في "الثقات" ولم يذكروا عنه راويا إلا عتبة بن أبي حكيم فهو مجهول (1)، وعتبة مختلف فيه، وأبو أمية قال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله.

وللحديث شاهد عن ابن مسعود وعن عتبة بن غزوان وعن ابن عمر.

فأما حديث ابن مسعود فأخرجه البزار (1776) عن أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي ثنا سهل بن عامر البجلي ثنا ابن نمير عن الأعمش عن زيد بن وهب عن ابن مسعود مرفوعا "إن من وراءكم أيام الصبر، الصبر فيهنّ كقبض على الجمر، للعامل فيها أجر خمسين" قالوا: يا رسول الله، خمسين منهم أو خمسين منا؟ قال "خمسون منكم".

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10394) عن أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة البغدادي ومحمد بن العباس الأخرم الأصبهاني قالا: ثنا أحمد بن عثمان بن حكيم به.

(1) قال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله، ولا يعرف روى عنه غير عتبة" الوهم والإيهام 3/ 603

ص: 6552

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن ابن مسعود إلا من هذا الوجه"

وقال الهيثمي: ورجال البزار رجال الصحيح غير سهل بن عامر البجلي وثقه ابن حبان" المجمع 7/ 282

قلت: وقال البخاري: منكر الحديث لا يكتب حديثه، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث روى أحاديث بواطيل أدركته بالكوفة وكان يفتعل الحديث، وقال ابن عدي: أرجو أنّه لا يستحق ولا يستوجب تصريح كذبه.

وأما حديث عتبة بن غزوان فأخرجه ابن نصر في "السنة"(ص 9) عن أبي حاتم الرازي.

والطبراني في "الكبير"(17/ 117) عن بكر بن سهل الدمياطي.

قالا: ثنا عبد الله بن يوسف التِّنِّيسي ثنا خالد بن يزيد بن صبيح المري عن إبراهيم بن أبي عبلة عن عتبة بن غزوان أخي بني مازن بن صعصعة وكان من الصحابة مرفوعًا "إنّ من ورائكم أيام الصبر، للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم" قالوا: يا نبي الله، أو منهم، قال "بل منكم".

إبراهيم بن أبي عبلة لم يسمع من عتبة بن غزوان فالإسناد منقطع.

وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن وضاح في "البدع"(ص70) ثنا محمد بن يحيي ثنا أسد بن موسى ثني عدي بن الفضل عن محمد بن عجلان عن عبد الرحمن عن ابن عمر مرفوعًا "إنّ من بعدكم أياما، الصابر فيها المتمسك بمثل ما أنتم عليه اليوم له أجر خمسين منكم" قيل: يا رسول الله، منهم، قال "بل منكم".

وإسناده ضعيف لضعف عدي بن الفضل.

4590 -

"يأتي على الناس زمان يكون الربا فمن لم يأكله أصابه من غباره"

قال الحافظ: أخرجه النسائي من وجه آخر عن أبي هريرة مرفوعًا" (1)

ضعيف

(1) 5/ 216 (كتاب البيوع - باب قول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً} [آل عمران: 130])

ص: 6553

أخرجه أحمد (2/ 494) والبخاري في "الكبير"(2/ 1/ 469) وأبو داود (3331) وابن ماجه (2278) والنسائي (7/ 215) وأبو يعلى (6233 و6241) وابن عدي (4/ 1647) والحاكم (1)(2/ 11) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 254) وأبو عمرو الداني في "الفتن"(240) والبيهقي (5/ 275 - 276 و276) والخطيب في "الجامع"(1272) والبغوي في "شرح السنة"(2055) والمزي (10/ 417) من طريق سعيد بن أبي خيرة البصري عن الحسن عن أبي هريرة به مرفوعًا.

قال الحاكم: قد اختلف أئمتنا في سماع الحسن من أبي هريرة فإن صح سماعه منه فهذا حديث صحيح"

قلت: قد صرّح الحاكم في "معرفة علوم الحديث"(ص 111) بعدم سماع الحسن من أبي هريرة، وهو قول الأكثر، منهم: أيوب السختياني، ويونس بن عبيد، وعلي بن زيد، وابن المديني، وعبد الله بن أحمد، وأبو حاتم وابنه، وأبو زرعة، والترمذي، والخطيب.

وقال الحافظ في "الفتح"(7/ 247): لم يسمع الحسن من أبي هريرة عند الحفاظ النقاد، وما وقع في بعض الروايات مما يخالف ذلك فهو محكوم بوهمه عندهم"

وقال في "التلخيص"(1/ 24): لم يسمع منه على الأصح"

فعلى هذا فالإسناد ضعيف لانقطاعه، وسعيد بن أبي خيرة ذكره ابن حبان في "الثقات" وحده، وفي "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث. طريق أخرى: قال ابن وهب: أخبرني مسلمة بن علي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن مكحول عن أبي هريرة مرفوعًا نحوه.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(571)

ومسلمة بن علي هو الخشني وهو متروك.

4591 -

"يأتي على الناس زمان يدعو الرجل ابن عمه وقريبه هلّم إلى الرخاء، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون"

قال الحافظ: حديث أبي هريرة عند مسلم (1381): فذكره" (2)

(1) سقط من إسناده "عن سعيد بن أبي خيرة".

(2)

4/ 464 (كتاب الحج -فضائل المدينة- باب من رغب عن المدينة).

ص: 6554

4592 -

"يأتي على الناس زمان يكون خير الناس فيه منزلة من أخذ بعنان فرسه في سبيل الله يطلب الموت في مظانه، ورجل في شعب من هذه الشعاب يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويدع الناس إلا من خير".

قال الحافظ: ويؤيد ذلك رواية بَعْجَة بن عبد الله عن أبي هريرة مرفوعًا: فذكره، أخرجه مسلم (1899) وابن حبان (4600) من طريق أسامة بن زيد الليثي عن بعجة" (1)

4593 -

عن ورقة بن نوفل قال: قلت: يا محمد، أخبرني عن هذا الذي يأتيك؟ قال "يأتيني من السماء جناحاه لؤلؤ، وباطن قدميه أخضر".

قال الحافظ: في رواية ابن منده في "الصحابة" من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس عن ورقة بن نوفل قال: فذكره" (2)

ضعيف جدًا.

أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(3/ 181) والطبراني في "الكبير"(22/ 411) و"الأوسط"(8935) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" وابن السكن في "الصحابة" كما في "الإصابة"(10/ 304) وابن عدي (3/ 1000) وأبو نعيم في "الصحابة"(6517) وابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 447) من طريق روح بن مسافر البصري عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن ورقة بن نوفل به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الأعمش إلا روح بن مسافر".

قلت: رواه أيوب بن فرقد عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله الرازي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال ورقة.

أخرجه أبو نعيم في "الدلائل"(169) وفي "أخبار أصبهان"(1/ 262) من طريق سليمان بن داود الشاذكوني ثنا أيوب بن فرقد به.

والشاذكوني قال ابن معين: يضع الحديث، وروح بن مسافر قال أحمد: متروك الحديث، وقال الحاكم: روى عن الأعمش أحاديث موضوعة، وقال ابن حبان: كان ممن يروى الموضوعات عن الأثبات، وقال أبو حاتم وغيره: ضعيف.

(1) 6/ 347 (كتاب الجهاد - باب أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه).

(2)

10/ 349 (كتاب التفسير: سورة {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1]- باب حدثنا يحيى بن بكير).

ص: 6555

4594 -

"يأجوج أمة، ومأجوج أمة، كل أمة أربعمائة ألف رجل، لا يموت أحدهم حتى ينظر إلى ألف رجل من صلبه كلهم قد حمل السلاح، لا يمرون على شيء إذا خرجوا إلا أكلوه ويأكلون من مات منهم".

قال الحافظ: روى ابن مردويه والحاكم من حديث حذيفة مرفوعًا: فذكره" (1).

وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه ابن عدي وابن أبي حاتم والطبراني في "الأوسط" وابن مردويه من حديث حذيفة رفعه: قال: فذكره، وهو من رواية يحيى بن سعيد العطار عن محمد بن إسحاق عن الأعمش، والعطار ضعيف جدًا، ومحمد بن إسحاق قال ابن عدي: ليس هو صاحب المغازي بل هو العكاشي قال: والحديث موضوع، وقال ابن أبي حاتم: منكر. قلت: لكن لبعضه شاهد صحيح أخرجه ابن حبان من حديث ابن مسعود رفعه "إنّ يأجوج ومأجوج أقل ما يترك أحدهم لصلبه ألفا من الذرية" وللنسائي من رواية عمرو بن أوس عن أبيه رفعه "إنّ يأجوج ومأجوج يجامعون ما شاءوا، ولا يموت رجل منهم إلا ترك من ذريته ألفا فصاعدا" وأخرج الحاكم وابن مردويه من طريق عبد الله بن عمر و"إنّ يأجوج ومأجوج من ذرية آدم، ووراءهم ثلاث أمم، ولن يموت منهم رجل إلا ترك من ذريته ألفا فصاعدا" وأخرج عبد بن حميد بسند صحيح عن عبد الله بن سلام مثله" (2).

روي من حديث حذيفة ومن حديث ابن مسعود ومن حديث أوس بن أبي أوس ومن حديث عبد الله بن عمرو ومن حديث عبد الله بن سلام قوله.

فأما حديث حذيفة فله عنه طريقان:

الأول: يرويه الأعمش عن شقيق بن سلمة عن حذيفة قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يأجوج ومأجوج فقال "إنه كل أمة أربع مائة ألف أمة، لا يموت الرجل منهم حتى ينظر إلى ألف ذكر بين يديه من صلبه كلٌ قد حمل السلاح" قلت: يا رسول الله، صفهم لنا؟ قال "هم ثلاثة أصناف: صنف منهم أمثال الأرز" قلت: وما هو الأرز؟ فقال "شجرة الصنوبر، شجرة بالشام طول الشجرة عشرون ومائة ذراع في السماء، وصنف منهم عرضه وطوله سواء عشرون ومائة ذراع في السماء، هم الذين لا يقوم لهم الجبل ولا حديد، وصنف منهم يفترش أحدهم أذنه ويلتحف بالأخرى ولا يمرون بقليل ولا بكثير ولا بجمل ولا بخنزير إلا أكلوه، ومن مات منهم أكلوه، مقدمتهم بالشام وساقتهم بخراسان يشربون أنهار المشرق وبحيرة طبرية"

(1) 7/ 195 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ} [الكهف: 83]).

(2)

16/ 221 - 222 (كتاب الفتن - باب يأجوج ومأجوج).

ص: 6556

أخرجه المحاملي (321) والطبراني في "الأوسط"(3867) وابن عدي (6/ 2177) واللفظ له والواحدي في "الوسيط"(3/ 166) وابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 206 - 207) من طرق عن يحيى بن سعيد العطار ثنا محمد بن إسحاق عن الأعمش به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الأعمش إلا محمد بن إسحاق، ولا عن محمد بن إسحاق إلا يحيى بن سعيد العطار".

وقال ابن عدي: هذا الحديث منكر موضوع".

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه يحيى بن سعيد العطار وهو ضعيف" المجمع 8/ 6.

قلت: ومحمد بن إسحاق هو العكاشي قال ابن معين وأبو حاتم: كذاب، وقال ابن حبان: يضع الحديث على الثقات، وقال الدارقطني: متروك يضع.

الثاني: يرويه منصور بن المُعتمر عن ربعي بن حِرَاش قال: سمعت حذيفة بن اليمان رفعه "أول الآيات: الدجال، ونزول عيسى، ونار تخرج من قعر عدن أبين، تسوق الناس إلى المحشر، تقيل معهم إذا قالوا، والدخان، والدابة، ثم يأجوج ومأجوج".

قال حذيفة: قلت: يا رسول الله، وما يأجوج ومأجوج؟ قال "يأجوج ومأجوج أمم كل أمة أربع مائة ألف، لا يموت الرجل منهم حتى يرى ألف عين تطرف بين يديه من صلبه الحديث وفيه طول.

أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(17/ 87 - 88) ثني عصام بن رواد بن الجراح ثني أبي ثنا سفيان الثوري ثنا منصور بن المعتمر به.

وأورد بعضه في (25/ 114) وقال: حدثني محمد بن خلف العسقلاني أنّه سأل روادا عن هذا الحديث هل سمعه من سفيان؟ فقال له: لا، فقلت له: فقرأته عليه؟ فقال: لا، فقلت له: فقرىء عليه وأنت حاضر فأقر به، فقال: لا، فقلت: فمن أين جئت به؟ قال: جاءني به قوم فعرضوه علي وقالوا لي: اسمعه منا فقرءوه علي، ثم ذهبوا فحدثوا به عني.

قلت: فعلى هذا فالإسناد ضعيف.

ورواه عبد الرحمن بن هانىء الكوفي عن الثوري عن قيس بن مسلم عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال: فذكر حديثا طويلًا وفيه سؤاله عن يأجوج ومأجوج.

أخرجه أبو عمرو الداني في "الفتن"(596 و676)

وفي إسناده من لا يعرف، وعبد الرحمن بن هانىء قال ابن معين: ليس بثقة، كان يكذب، يروي عن الثوري أحاديث موضوعة.

ص: 6557

وأما حديث ابن مسعود فأخرجه ابن حبان (6828) أنا أبو عَروبة ثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة ثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي عن ابن مسعود مرفوعًا "إنّ يأجوج ومأجوج أقل ما يترك أحدهم لصلبه ألفا من الذرية، وإنّ من ورائهم أمما ثلاثة: منسك، وتأويل، وتاريس، لا يعلم عددهم إلا الله"

أبو إسحاق هو السبيعي وهو موصوف بالتدليس والاختلاط ولم يذكر سماعا من عمرو بن ميمون، ولم أر أحدا صرّح بسماع زيد بن أبي أنيسة منه أهو قبل الاختلاط أم بعده.

وأما حديث أوس بن أبي أوس فأخرجه النسائي في "الكبرى"(11334) عن أبي داود سليمان بن سيف الحراني ثنا سهل بن حماد ثنا شعبة عن النعمان بن سالم عن ابن عمرو بن أوس عن أبيه عن جده أوس مرفوعًا "إنّ يأجوج ومأجوج لهم نساء يجامعون ما شاءوا، وشجر يلقحون ما شاءوا، فلا يموت منهم رجل إلا ترك من ذريته ألفا فصاعدا".

واختلف فيه على سهل بن حماد البصري، فرواه محمد بن المثنى عنه ثنا شعبة عن النعمان بن سالم قال: سمعت نافع بن جبير بن مطعم يقول: قال ابن عمرو: فذكره، وهو موقوف.

أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(17/ 88).

وأما حديث ابن عمرو فأخرجه الطيالسي (منحة 2/ 219 - 220) ثنا المغيرة بن مسلم وكان صدوقا مسلما ثني أبو إسحاق عن وهب بن جابر عن ابن عمرو مرفوعًا "إنّ يأجوج ومأجوج من ولد آدم، وانهم لو أرسلوا إلى الناس لأفسدوا عليهم معايشهم، ولن يموت منهم أحد إلا ترك من ذريته ألفا فصاعدا، وإنّ من ورائهم ثلاث أمم: تاويل وتاربس ومنسك".

ومن طريقه أخرجه الطبراني كما في "تفسير ابن كثير"(3/ 106).

قال ابن كثير: هذا حديث غريب بل منكر ضعيف".

وقال في "البداية"(2/ 110): وهو حديث غريب جدًا، وإسناده ضعيف، وفيه نكارة شديدة".

وقال في "النهاية"(ص 125): وهذا حديث غريب، وقد يكون من كلام ابن عمرو من الزاملتين والله أعلم".

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" ورجاله ثقات" المجمع 8/ 6.

ص: 6558

قلت: أبو إسحاق هو السبيعي وكان قد اختلط، والمغيرة بن مسلم هو القَسْمَلي وهو ثقة كما قال ابن معين وغيره ولم أر من صرّح بسماعه من أبي إسحاق أهو قبل الاختلاط أم بعده.

وخالفه شعبة وهو ممن روى عن أبي إسحاق قبل اختلاطه فرواه عن أبي إسحاق عن وهب بن جابر عن ابن عمرو موقوفًا.

أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(17/ 88). عن محمد بن جعفر غُندر؟

والحاكم (4/ 490) عن عاصم بن علي الواسطي.

قالا: ثنا شعبة به.

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين".

قلت: عاصم بن علي هو ابن عاصم بن صهيب الواسطي احتج به البخاري دون مسلم، وهو مختلف فيه والأكثر على توثيقه، ووهب بن جابر وثقه ابن معين والعجلي وابن حبان، وقال ابن المديني والنسائي: مجهول.

والحديث رواه مَعْمر بن راشد عن أبي إسحاق فأسقط وهب بن جابر.

أخرجه ابن جرير (17/ 89).

وحديث شعبة أصح لأنّه روى عن أبي إسحاق قبل اختلاطه.

وأما حديث عبد الله بن سلام فأخرجه ابن جرير (17/ 88) عن محمد بن عمارة ثنا عبيد الله بن موسى أنا زكريا عن عامر عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن سلام قال: ما مات أحد من يأجوج ومأجوج إلا ترك ألف ذرء فصاعدا".

محمد بن عمارة لم أقف له على ترجمة، وباقي رجال الإسناد كلهم ثقات، وزكريا هو ابن أبي زائدة، وعامر هو ابن شراحيل الشعبي.

4595 -

"يأكل أهل الجنة ويشربون ولا يبولون ولا يتغوطون طعامهم ذلك جشاء كرشح المسك".

قال الحافظ: ولمسلم (2835) من حديث جابر: فذكره" (1)

(1) 7/ 132 (كتاب بدء الخلق - باب ما جاء في صفة الجنة).

ص: 6559

4596 -

حديث ابن عمر قال: لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح رأى الناس يلطمن وجوه الخيل فتبسم إلى أبي بكر فقال "يا أبا بكر، كيف قال حسان؟ " فأنشده قوله:

عدمت إن لم تروها

ينازعن الأسنة مسرجات

تثير النقع موعدها كداء

يلطمهن بالخمر النساء

فقال "أدخلوها من حيث قال حسان"

قال الحافظ: وعند البيهقي بإسناد حسن من حديث ابن عمر قال: فذكره" (1)

أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(شفاء الغرام 2/ 142 - 143) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عمر 2/ 664) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 296) والحاكم (3/ 72) والبيهقي في "الدلائل"(5/ 66) من طرق عن إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا معن بن عيسى القزاز ثنا عبد الله بن عمر بن حفص عن نافع عن ابن عمر قال: فذكره.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: رجاله ثقات غير عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي المدني فهو مختلف فيه، وثقه جماعة وضعفه آخرون حتى قال الذهبي: وحديثه يتردد فيه الناقد، أمّا إن تابعه شيخ في روايته فذلك حسن قوي إن شاء الله (السير 7/ 341).

4597 -

عن عمر قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق فوافق ذلك مالًا عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما، فجئت بنصف مالي وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال له النبي-صلى الله عليه وسلم:"يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك؟ " قال: أبقيت لهم الله ورسوله.

قال الحافظ: أخرجه أبو داود وصححه الترمذي والحاكم من طريق زيد بن أسلم عن أبيه: سمعت عمر يقول: فذكره، تفرد به هشام بن سعد عن زيد، وهشام صدوق فيه مقال من جهة حفظه" (2)

(1) 9/ 70 (كتاب المغازي - باب أين ركز النبي-صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح).

(2)

4/ 37 (كتاب الزكاة - باب لا صدقة إلا عن ظهر غني).

ص: 6560

له عن عمر طريقان:

الأول: يرويه زيد بن أسلم عن أبيه قال: سمعت عمر قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق، فوافق ذلك مالاً عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما، فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما أبقيت لأهلك؟ " قلت: مثله: قال: فأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال "يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك؟ " فقال: أبقيت لهم الله ورسوله، فقلت: لا أسابقك إلى شيء أبدا.

أخرجه عبد بن حميد (14) والدارمي (1667) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم به.

وأخرجه أبو داود (1678) والترمذي (3675) وابن أبي عاصم في "السنة"(1240) والبزار (270) والحاكم (1/ 414) واللالكائي في "السنة"(2429) والبيهقي (4/ 180 - 181) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 32) وفي "الأربعين على مذهب المتحققين"(3) وفي "فضائل الخلفاء"(47) من طرق عن أبي نعيم (1) به.

قال الترمذي: حديث حسن صحيح".

وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط مسلم".

قلت: رواته ثقات غير هشام بن سعد المدني فهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وقوى أبو داود روايته عن زيد بن أسلم فقال: هشام بن سعد أثبت الناس في زيد بن أسلم.

الثاني: يرويه عبد الله بن عمر العمري عن نافع عن ابن عمر عن عمر قال: فذكر نحوه.

أخرجه البزار (159) عن محمد بن عيسى ثنا إسحاق بن محمد الفروي ثنا عبد الله بن عمر به.

وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن ابن عمر عن عمر إلا من هذا الوجه، وقد رواه زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم"

قلت: والفروي والعمري مختلف فيهما.

ولم ينفرد به الفروي بل تابعه يحيى بن محمد بن حكيم المدني ثنا عبد الله بن عمر به.

أخرجه الدينوري في "المجالسة"(2239) والقطيعي في "زوائد فضائل الصحابة"(527)

(1) وتابعه القاسم بن الحكم العُرَني عن هشام بن سعد به. أخرجه ابن شاهين في "السنة"(112)

ص: 6561

4598 -

"يا أبا ذر، أترى كثرة المال هو الغنى؟ " قلت: نعم، قال "وترى قلة المال هو الفقر؟ " قلت: نعم يا رسول الله، قال "إنما الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب".

قال الحافظ: ولابن حبان من حديث أبي ذر قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره" (1)

صحيح

وله عن أبي ذر طرق:

الأول: يرويه عبد الرحمن بن جُبير بن نُفير الحمصي عن أبيه عن أبي ذر مرفوعًا به.

أخرجه ابن حبان (685) عن محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني ثنا حرملة بن يحيى ثنا ابن وهب ثني معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير به.

وإسناده حسن رواته كلهم ثقات غير حرملة بن يحيي التجيبي المصري وهو صدوق كما قال الذهبي في "الكاشف" و"المغني" و"السير" والحافظ في "التقريب"، وجبير بن نفير سمع أبا ذر كما قال البخاري في "التاريخ الكبير".

ولم ينفرد ابن وهب به بل تابعه:

1 -

عبد الله بن صالح المصري كاتب الليث.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2020) والحاكم (4/ 327) والبيهقي في "الشعب"(9861)

وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري".

قلت: معاوية بن صالح لم يخرج له البخاري في الصحيح شيئًا، وعبد الله بن صالح استشهد به البخاري، وقيل: إنّه روى عنه في الصحيح، وهو مختلف فيه ولا بأس به في المتابعات.

2 -

الليث بن سعد.

أخرجه النسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف"(9/ 157) عن عبد الرحمن بن محمد بن سلام البغدادي عن حجاج بن محمد عن الليث به.

وإسناده صحيح.

الثاني: يرويه نعيم بن عبد الله مولى عمر بن الخطاب أنّه سمع أبا زينب مولى حازم

(1) 14/ 50 (كتاب الرقاق - باب الغنى غنى النفس).

ص: 6562

الغفاري يقول: سمعت أبا ذر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا أبا ذر، تقول كثرة المال الغنى؟ " قلت: نعم، قال "تقول قلة المال الفقر؟ " قلت: نعم، قال ذلك ثلاثًا، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الغنى في القلب، والفقر في القلب، من كان الغنى في قلبه لا يضره ما لقي من الدنيا، ومن كان الفقر في قلبه فلا يغنيه ما أكثر له في الدنيا وإنّما يضرّ نفسه شحّها".

أخرجه الطبراني في "الكبير"(1643) عن علي بن المبارك الصنعاني ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثنا إسماعيل بن عبد الله بن خالد بن سعيد بن أبي مريم عن أبيه عن جده عن نعيم بن عبد الله به.

قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه" المجمع 10/ 237.

قلت: علي بن المبارك ذكره الذهبي في "تاريخ الإِسلام" ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا، وإسماعيل بن أبي أويس مختلف فيه، وإسماعيل بن عبد الله بن خالد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: لا أعلم روى عنه إلا إسماعيل بن أبي أويس وأرى في حديثه ضعف وهو مجهول. وعبد الله بن خالد ذكره ابن شاهين في "الثقات" وقال: قال أحمد بن صالح: ثقة. وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال. وخالد بن سعيد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن المديني: لا نعرفه، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول، ونعيم بن عبد الله وثقه ابن معين وأبو حاتم وابن سعد وغيرهم، وأبو زينب مولى حازم قال الحافظ في "التقريب": مجهول.

الثالث: يرويه الأعمش عن أبي صالح عن أبي ذر قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم "يا أبا ذر، أترى كثرة المال هو الغنى؟ " قلت: نعم هو الغنى. ثم قال "ترى قلة المال هو الفقر؟ " قلت: نعم هو الفقر، قال "الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب".

أخرجه أبو الشيخ في "الأمثال"(76) عن محمد بن يحيي المروزي ثنا ابن حميد ثنا زافر عن إسرائيل عن الأعمش به.

وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد الرازي.

4599 -

"يا أبا ذر، ما السموات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة".

قال الحافظ: وفي حديث أبي ذر الطويل الذي صححه ابن حبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، وله شاهد عن مجاهد أخرجه سعيد بن منصور في "التفسير" بسند صحيح عنه" (1)

(1) 17/ 182 (كتاب التوحيد - باب وكان عرشه على الماء).

ص: 6563

هو قطعة من حديث طويل تقدم الكلام عليه في حرف الصاد فانظر حديث "الصلاة خير موضوع".

4600 -

حديث أبي موسى أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال له "يا أبا موسى لقد أوتيت من مزامير آل داود".

قال الحافظ: ذكره البخاري في كتاب "خلق أفعال العباد"(1).

قلت: وأخرجه في "الصحيح"(فتح 10/ 469 - 470).

4601 -

قال عبادة: يا أبا هريرة، إنك لم تكن معنا إذ بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في النشاط والكسل، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أن نقول بالحق ولا نخاف في الله لومة لائم، وعلى أن ننصر رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم علينا يثرب فنمنعه مما نمنع منه أنفسنا وأزواجنا وأبناءنا ولنا الجنة، فهذه بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي بايعناه عليها.

قال الحافظ: أخرجه أحمد والطبراني من وجه آخر عن عبادة أنه جرت له قصة مع أبي هريرة عند معاوية بالشام فقال: فذكره" (2).

هو قطعة من حديث أخرجه أحمد وغيره من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه عن عبادة، وقد تقدم الكلام عليه في حرف السين فانظر حديث "سيكون عليكم أمراء يأمرونكم بما لا تعرفون".

4602 -

عن أبي هريرة قال: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بعث على إحدى الجنبتين خالد بن الوليد وبعث الزبير على الأخرى وبعث أبا عبيدة على الحُسَّر -بضم المهملة وتشديد السين المهملة أي الذين بغير سلاح- فقال لي "يا أبا هريرة، اهتف لي بالأنصار" فهتف بهم فجاءوا فأطافوا به فقال لهم "أترون إلى أوباش قريش وأتباعهم؟ ثم قال بإحدى يديه على الأخرى "احصدوهم حصدا حتى توافوني بالصفا"

قال أبو هريرة: فانطلقنا فما نشاء أن نقتل أحدا منهم إلا قتلناه، فجاء أبو سفيان فقال: يا رسول الله، أبيحت خضراء قريش لا قريش بعد اليوم. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أغلق بابه فهو آمن".

(1) 17/ 302 (كتاب التوحيد - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: الماهر بالقرآن مع سفرة الكرام البررة).

(2)

1/ 73 (كتاب الإيمان - باب حدثنا أبو اليمان).

ص: 6564

قال الحافظ: وروى أحمد (2/ 538) ومسلم (1780) والنسائي (1) من طريق عبد الله بن رباح عن أبي هريرة قال: فذكره" (2).

4603 -

"يا ابن عباس ركعتان بعد المغرب أدبار السجود".

قال الحافظ: وروى الطبري من وجه آخر عن ابن عباس قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره، وإسناده ضعيف" (3).

ضعيف.

أخرجه الترمذي (3275) والطبري في "تفسيره"(26/ 181) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 230) والطبراني في "الأوسط"(7454) وابن عدي (3/ 1008) والحاكم (1/ 320) والواحدي في "الوسيط"(4/ 171 - 172) من طرق عن محمد بن فضيل الكوفي عن رشدين بن كريب عن أبيه عن ابن عباس مرفوعًا "إدبار النجوم الركعتان قبل الفجر، وأدبار السجود الركعتان بعد المغرب".

قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه من حديث محمد بن فضيل عن رشدين".

وقال الحاكم: صحيح الإسناد".

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: رشدين ضعفه أبو زرعة والدارقطني".

وقال ابن كثير: غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه، ورشدين بن كريب ضعيف، ولعله من كلام ابن عباس موقوفًا عليه".

قلت: ورشدين ضعفه غير من تقدم: أحمد وابن معين وابن المديني وابن نمير وأبو حاتم والنسائي والبخاري ويعقوب بن سفيان وابن حبان.

وللحديث شاهد عن علي أخرجه مسدد في "مسنده" كما في "المطالب العالية"(3738) ثنا عبد الوارث عن محمد بن إسحاق عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال: وسألته -يعني النبي صلى الله عليه وسلم عن -إدبار النجوم- و -أدبار السجود- فقال "أدبار السجود: الركعتان بعد المغرب، وإدبار النجوم: الركعتان قبل الغداة"

(1) في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف"(10/ 134).

(2)

7/ 219 (كتاب المغازي - باب أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح).

(3)

10/ 220 (كتاب التفسير - سورة ق - باب قوله: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} [ق: 39]).

ص: 6565

قال البوصيري: سنده ضعيف لضعف الحارث الأعور وتدليس ابن إسحاق" مختصر الاتحاف 2/ 406.

وله شاهد آخر عن أبي هريرة، يرويه حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جُدْعان عن أوس بن خالد عن أبي هريرة كما في "المستدرك".

وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد.

4604 -

عن ابن عمر قال: رآني النبي صلى الله عليه وسلم أسبلت إزاري فقال: "يا ابن عمر، كل شيء يمس الأرض من الثياب في النار".

قال الحافظ: لكن أخرج الطبراني من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل عن ابن عمر قال: فذكره" (1)

أخرجه أحمد (2/ 96) وأبو يعلى (5714) والطحاوي في "المشكل"(4348) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن عمر بن الخطاب ص 41 - 42).

عن عبيد الله بن عمرو الرقي

والطبراني في "الكبير"(13433)

عن سفيان الثوري

كلاهما عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن ابن عمر قال: كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم حلّة من حلل السِّيَرَاء أهداها له فيروز، فلبست الإزار فأغرقني طولا وعرضا، فسحبته ولبست الرداء فتقنعت به، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعاتقي، فقال "يا عبد الله، ارفع الإزار، فإنّ ما مست الأرض من الإزار إلى ما أسفل من الكعبين في النار".

لفظ حديث عبيد الله بن عمرو.

ولفظ حديث سفيان "كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم قبطية، وكسى أسامة بن زيد حلة سيراء، فنظر فرآني أسبلت، فجاء فأخذ بمنكبي، فقال "يا ابن عمر، كل شيء يمس الأرض من الثياب في النار"

قال الهيثمي: وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وحديثه حسن، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 123.

قلت: عبد الله بن محمد بن عقيل مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

(1) 12/ 370 (كتاب اللباس - باب ما أسفل من الكعبين فهو في النار).

ص: 6566

4605 -

"يا أُبي أُرسل اليّ أن اقرأ القرآن على حرف".

قال الحافظ: أخرج النسائي من طريق عكرمة بن خالد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة، فبينما أنا في المسجد إذ سمعت رجلًا يقرؤها يخالف قراءتي، الحديث. ولمسلم من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب قال: كنت في المسجد فدخل رجل يصلي فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إنّ هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ودخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه، فأمرهما فقرءا فحسّن النبي صلى الله عليه وسلم شأنهما، قال: فسقط في نفسي ولا إذ كنت في الجاهلية، فضرب في صدري ففضت عرقا وكأنّما انظر إلى الله فرقا، فقال لي: فذكره.

وعند الطبري في هذا الحديث: فوجدت في نفسي وسوسة الشيطان حتى احمرّ وجهي، فضرب في صدري وقال "اللهم اخسأ عنه الشيطان".

وعند الطبري من وجه آخر عن أبي أن ذلك وقع بينه وبين ابن مسعود، وأنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال "كلاكما محسن" قال أبي: فقلت: ما كلانا أحسن ولا أجمل، قال: فضرب في صدري، الحديث.

وبين مسلم من وجه آخر عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي المكان الذي نزل فيه ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم، ولفظه: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار فأتاه جبريل فقال: إنّ الله يأمرك أن تقرىء أمتك القرآن على حرف" الحديث. وبيّن الطبري من هذه الطريق أنّ السورة المذكورة سورة النحل.

وقال: في رواية مسلم عن أبي "فرددت إليه أن هوّن على أمتي" وفي رواية له "إنّ أمتي لا تطيق ذلك".

ولأبي داود من وجه آخر عن أبي "فقال لي الملك الذي معي: قل على حرفين، حتى بلغت سبعة أحرف".

وفي رواية للنسائي من طريق أنس عن أبي بن كعب "إن جبريل وميكائيل أتياني، فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائيل: استزده".

ولأحمد من حديث أبي بكرة نحوه.

وقال: في حديث أبي: ثم أتاه الثانية فقال: على حرفين، ثم أتاه الثالثة فقال: على ثلاثة أحرف، ثم جاءه الرابعة فقال: إنّ الله يأمرك أن تقرىء أمتك على سبعة أحرف، فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا"

ص: 6567

وفي رواية للطبري "على سبعة أحرف من سبعة أبواب من الجنة" وفي أخرى له "من قرأ حرفا منها فهو كما قرأ".

وفي رواية أبي داود "ثم قال: ليس منها إلا شاف كاف إن قلت: سميعا عليما عزيزا حكيما ما لم نختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب".

وللترمذي من وجه آخر "أنّه صلى الله عليه وسلم قال: يا جبريل، إني بعثت إلى أمّة أميين، منهم العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية والرجل الذي لم يقرأ كتابا قط" الحديث.

وقال: وفي حديث أبي بكرة عند أحمد "كلها كاف شات، كقولك: هلم وتعال ما لم تختم".

وقال: تقدم في حديث أبي بن كعب أنّ جبريل لقي النبي صلى الله عليه وسلم وهو عند أضاة بني غفار فقال: إنّ الله يأمرك أن تقرىء أمتك القرآن على حرف، فقال "أسأل الله معافاته ومغفرته فإن أمتي لا تطيق ذلك".

الحديث أخرجه مسلم" (1).

حديث أبي بن كعب له عنه طرق:

الأول: يرويه ابن عباس عن أبي بن كعب قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة، فبينا أنا في المسجد جالس إذ سمعت رجلًا يقرؤها يخالف قراءتي، فقلت له: من علّمك هذه السورة؟ فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: لا تفارقني حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته فقلت: يا رسول الله، إن هذا خالف قراءتي في السورة التي علمتني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اقرأ يا أبي" فقرأتها، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "أحسنت" ثم قال للرجل "اقرأ" فقرأ فخالف قراءتي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "أحسنت" ثم قال "يا أُبيّ، إنّه أنزل القرآن على سبعة أحرف، كلهنّ شاف كاف".

أخرجه النسائي (2/ 118) وفي "الكبرى"(1012) عن عمرو بن منصور النسائي ثنا أبو جعفر بن نفيل قال: قرأت على معقل بن عبيد الله عن عكرمة بن خالد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به (2).

وقال: معقل بن عبيد الله ليس بذاك القوي"

(1) 10/ 398 و399 و403 (كتاب فضائل القرآن - باب أنزل القرآن على سبعة أحرف).

(2)

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(8/ 286 - 287) من طريق جعفر بن محمد الفريابي أنا أبو جعفر النفيلي به.

ص: 6568

قلت: ذكره في "الكنى" فقال: صالح (تهذيب التهذيب) وقال في موضع آخر: ليس به بأس (تهذيب الكمال) ووثقه أحمد وابن معين في أكثر الروايات عنه، وقال ابن عدي: حسن الحديث، وقال الذهبي في "الميزان": هو عند الأكثرين صدوق لا بأس به.

والباقون كلهم ثقات فالإسناد حسن، وأبو جعفر اسمه عبد الله بن محمد.

الثاني: يرويه حُميد الطويل عن أنس بن مالك واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن حميد عن أبي عن أبي بن كعب قال: ما حكَّ في صدري شيء منذ أسلمت إلا أني قرآت آية وقرأها آخر غير قراءتي فقلت: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، أقرأتني كذا وكذا، قال "نعم" وقال الآخر: ألم تقرئني كذا وكذا؟ قال "نعم، إنّ جبريل وميكائيل أتياني فقعد جبريل عن يميني، وقعد ميكائيل عن يساري، فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، كل حرف شاف كاف".

منهم:

1 -

يحيى بن سعيد القطان.

أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 336) وأحمد (5/ 114 و122) والنسائي (2/ 118 - 119) وفي "الكبرى"(1013).

2 -

يزيد بن هارون الواسطي.

أخرجه أبو عبيد (ص 336) وابن أبي شيبة (10/ 517) وعبد بن حميد (164) والهيثم بن كليب (1425) وابن حبان (737).

3 -

محمد بن أبي عدي البصري.

أخرجه الطبري في "تفسيره"(1/ 15).

4 -

محمد بن ميمون الزعفراني.

أخرجه الطبري (1/ 15).

5 -

يحيى بن أيوب المصري.

أخرجه الطبري (1/ 15).

6 -

بشر بن المفضل البصري.

أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(5/ 122).

ص: 6569

7 -

المعتمر بن سليمان التيمي.

أخرجه عبد الله بن أحمد (5/ 122).

8 -

عبد الله بن بكر السهمي.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(3111).

ورواته ثقات.

وقال البوصيري: سنده صحيح" مختصر الإتحاف 8/ 456.

- وقال حماد بن سلمة: عن حميد عن أنس عن عبادة بن الصامت عن أبي بن كعب.

أخرجه أحمد (5/ 114) والطبري (1/ 15 - 16) والطحاوي (3096 و3097) والهيثم (1426 و1427) وابن حبان (742) والطبراني في "الأوسط"(5246) وتمام (1706).

وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن حميد إلا حماد بن سلمة".

الثالث: يرويه عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب.

وعن عبد الرحمن غير واحد، منهم:

أ- عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 516) وأحمد (5/ 127) ومسلم (820) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(5/ 128 - 129) والطبري (1/ 16 و16 - 17 و30) وابن حبان (740) والبيهقي (2/ 383 - 384) والبغوي في "شرح السنة"(1227) وفي "الشمائل"(82) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن جده عن أُبي قال: كنت في المسجد فدخل رجل يصلي، فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ودخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه، فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرآ، فحسّن النبي صلى الله عليه وسلم شأنهما، فسقط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد غشيني ضرب في صدري، ففضت عرقا، وكأنما انظر إلى الله عز وجل فرقا، فقال لي "يا أبي، أرسل إليّ: أن اقرأ القرآن على حرف، فَرَدَدْت إليه: أن هوّن على أمتي، فردّ إليّ الثانية: اقرأه على حرفين، فرددت إليه: أن هوّن على أمتي، فرد إليّ الثالثة: اقرأه على سبعة أحرف فلك بكل ردّة رددتكها مسألة تسألنيها، فقلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخّرت الثالثة ليوم يَرغب إلي الخلق كلهم حتى إبراهيم صلى الله عليه وسلم".

ص: 6570

ب- مجاهد بن جبر.

رواه الحكم بن عتيبة عن مجاهد واختلف عنه:

- فقال محمد بن جُحَادة الكوفي: عن الحكم عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى

عن أُبي بن كعب أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بِأَضَاة بني غفار فقال: يا محمد، إنّ الله يأمرك أن تقّرىء أمتك هذا القرآن على حرف واحد، فقال صلى الله عليه وسلم "أسال الله معافاته ومغفرته، أو معونته ومعافاته، سل لهم التخفيف، فإنهم لن يطيقوا ذلك" فانطلق، ثم رجع فقال: إنّ الله يأمرك أن تقرىء أمتك هذا القرآن على حرفين، فقال "أسال الله معافاته ومغفرته، أو معونته ومعافاته، سل لهم التخفيف فإنّهم لن يطيقوا ذلك" فانطلق، ثم رجع فقال: إنّ الله يأمرك أن تقرىء أمتك هذا القرآن على ثلاثة أحرف، قال "أسال الله معافاته ومغفرته، أو معونته ومعافاته، سل لهم التخفيف، فإنّهم لن يطيقوا ذلك" قال: فانطلق، ثم رجع فقال: إنّ الله يأمرك أن تقرأ هذا القرآن على سبعة أحرف فمن قرأ حرفا منها فهو كما قرأ".

أخرجه عبد الله بن أحمد (5/ 128) والطبري (1/ 17 و19 - 20) وابن حبان (738) والطبراني في "الكبير"(535) وابن عبد البر في "التمهيد"(8/ 287 - 288) من طرق عن عبد الوارث بن سعيد البصري عن محمد بن جحادة به.

وإسناده صحيح.

- ورواه شعبة عن الحكم واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن شعبة عن الحكم عن مجاهد عن عبد الرحمن عن أُبي، منهم:

1 -

أبو داود الطيالسي في "مسنده"(ص 76).

2 -

محمد بن جعفر غُندر.

أخرجه أحمد (5/ 127 - 128) وابنه (5/ 128) ومسلم (821) وأبو داود (1478) والفاكهي (1) في "أخبار مكة"(2904) والنسائي (2/ 117 - 118) وفي "الكبرى"(1011)

3 -

موسى بن داود الضبي. أخرجه الطبري (1/ 17).

4 -

شَبَابة بن سَوّار المدائني. أخرجه الطبري (1/ 17) والطحاوي (3117).

(1) سقط من إسناده: عن مجاهد.

ص: 6571

5 -

معاذ بن معاذ العنبري. أخرجه مسلم (1/ 563).

6 -

عبد الرحمن بن زياد الرصاصي. أخرجه الطحاوي (3117).

7 -

يحيى بن عباد الضبعي. أخرجه البيهقي (2/ 384).

• ورواه حجاج بن محمد الأعور عن شعبة فلم يذكر مجاهدا.

أخرجه أبو عبيد (ص 337).

• ورواه محمد بن أبي عدي البصري عن شعبة عن الحكم عن مجاهد عن عبد الرحمن مرسلًا.

أخرجه الطبري (1/ 17).

وحديث الطيالسي ومن تابعه أصح (1).

- ورواه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الحكم عن عبد الرحمن عن أبي ولم يذكر مجاهدا.

أخرجه الطبري (1/ 16 - 17 و17).

ومحمد بن عبد الرحمن ضعيف.

ت- عبيد الله بن عمر.

أخرجه الطبري (1/ 17 - 18) عن يونس بن عبد الأعلى المصري أنا ابن وهب أني هشام بن سعد عن عبيد الله بن عمر عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب أنّه قال: سمعت رجلًا يقرأ في سورة النحل قراءة تخالف قراءتي، ثم سمعت آخر يقرؤها قراءة تخالف ذلك وذكر الحديث بطوله.

ورواته ثقات غير هشام بن سعد المدني وهو مختلف فيه.

(1) ولم ينفرد الحكم به بل تابعه بكير بن الأخنس الكوفي عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن أبي مرفوعًا "أنزل القرآن على سبعة أحرف".

أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"(228) عن أبي العباس أحمد بن محمد بن عبد الله الجمال ثنا أبو مسعود أنا يحيى بن آدم ثنا قطبة بن عبد العزيز عن الأعمش عن بكير به.

ص: 6572

ث- زُبَيْد بن الحارث اليامي.

أخرجه عبد الله بن أحمد (5/ 128) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 38) من طريق الحسن بن محمد بن أعين الحراني ثنا عمر بن سالم الأفطس عن أبيه عن زبيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أُبي بن كعب أنّ جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في أَضَاة بني غفار فقال: يا محمد، إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف، فلم يزل يزيده حتى بلغ سبعة أحرف.

قال أبو نعيم: غريب من حديث زبيد، تفرد به ابن أعين عن ابن سالم".

قلت: عمر بن سالم ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.

والباقون ثقات.

ج- عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 252) من طريق عمار بن رزيق الكوفي عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال: قال أبي: انطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب بيده صدري، ثم قال "أعيذك بالله من الشك والتكذيب" قال: ففضت عرقا وكأني انظر إلى ربي فرقا.

وإسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن.

ح- ورواه سَيَّار أبو الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلي مرسلاً.

أخرجه الطبري (1/ 18) من طريق المعتمر بن سليمان التيمي قال: سمعت عبيد الله بن عمر عن سيار به.

ورواته ثقات.

الرابع: يرويه سليمان بن صُرَد الخزاعي عن أبي بن كعب قال: قرأت آية وقرأ ابن مسعود خلافها، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: ألم تقرئني آية كذا وكذا؟ قال "بلى" فقال ابن مسعود: ألم تقرئنيها كذا وكذا؟ فقال "بلى، كلاكما محسن مجمل" قلت: ما كلانا أحسن ولا أجمل، فضرب صدري فقال "يا أبي بن كعب إني أقرئت القرآن فقيل لي: على حرف أو حرفين، فقال الملك الذي معي: على حرفين، فقلت: على حرفين، فقال: على حرفين أو ثلاثة، فقال الملك الذي معي: على ثلاثة، فقلت: على ثلاثة، حتى بلغ سبعة أحرف ليس منها إلا شاف كاف إن قلت: غفورا رحيما أو قلت: سميعا عليما أو عليما سميعا فالله كذلك ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب".

ص: 6573

أخرجه أحمد وابنه (5/ 124) وأبو داود (1477) والطحاوي (3112 و3113) والبيهقي (2/ 384) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 166) من طرق عن همام بن يحيى البصري ثنا قتادة ثني يحيى بن يَعْمَر عن سليمان بن صرد به.

ورواته ثقات.

- ورواه أبو إسحاق السبيعي واختلف عنه:

• فقال إسرائيل بن يونس: عن أبي إسحاق عن صقير العبدي عن سليمان بن صرد عن أُبي.

أخرجه أبو عبيد (ص 336) وعبد الله بن أحمد (5/ 124) والطبري (1/ 15) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 165) وابن عبد البر في "التمهيد"(8/ 284 - 286) من طرق عن إسرائيل به.

ورواته ثقات غير صقير ويقال سقير ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكرا عنه راويا إلا أبا إسحاق السبيعي، وقال الحسيني في "الإكمال": مجهول.

• ورواه العوام بن حوشب الواسطي عن أبي إسحاق واختلف عنه:

فرواه يزيد بن هارون الواسطي عن العوام عن أبي إسحاق عن سليمان بن صرد عن أبي.

أخرجه أبو عبيد (ص 336) والنسائي في "اليوم والليلة"(670) والخطابي في "الغريب"(1/ 587).

ورواه إسحاق بن يوسف الأزرق عن العوام فلم يذكر أبيا.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(671).

• ورواه شريك بن عبد الله القاضي عن أبي إسحاق واختلف عنه:

فرواه محمد بن جعفر الوركاني عن شريك عن أبي إسحاق عن سليمان عن أُبي.

أخرجه عبد الله بن أحمد (5/ 124).

ورواه إسماعيل بن موسى السُّدِّي عن شريك فلم يذكر أبيا.

أخرجه الطبري (1/ 14) والطحاوي (3114).

ص: 6574

• ورواه زيد بن أبي أنيسة الجزري عن أبي إسحاق فلم يذكر أبيا.

أخرجه الطحاوي (3115) والطبراني في "الأوسط"(1189).

وأبو إسحاق مدلس وقد عنعن، وكان قد اختلط أيضًا، وسماع شريك منه قبل اختلاطه، وشريك مختلف فيه واختلف عنه كما تقدم.

الخامس: يرويه عاصم بن أبي النَّجُود عن زر بن حبش واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن عاصم عن زر عن أبي بن كعب قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام عند أحجار المِرَاء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: إني بعثت إلى أمة أميين فيهم الشيخ الفاني والعجوزة الكبيرة والغلام، قال: فمرهم فليقرءوا القرآن على سبعة أحرف".

منهم:

1 -

زائدة بن قدامة الكوفي.

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 581) وأحمد (5/ 132) والطبري (1/ 16) وابن حبان (739)

2 -

أبو عَوَانة الوَضّاح بن عبد الله الواسطي. أخرجه الحربي في "الغريب"(1/ 84) والبزار (2909).

3 -

أبو معاوية محمد بن خازم الضرير. أخرجه الهيثم بن كليب (1480).

- ورواه حماد بن سلمة عن عاصم واختلف عنه:

• فرواه الطيالسي (ص 73) عن حماد عن عاصم عن زر عن أبي (1).

• ورواه غير واحد عن حماد عن عاصم عن زر عن حذيفة بن اليمان، منهم:

1 -

عفان بن مسلم البصري. أخرجه أحمد (5/ 391 و400) والطبراني في "الكبير"(3018).

2 -

عبد الصمد بن عبد الوارث البصري. أخرجه أحمد (5/ 405 - 406).

(1) قال البوصيري: رواته ثقات" مختصر الإتحاف 8/ 453. قلت: عاصم مختلف فيه.

ص: 6575

3 -

هُدْبة بن خالد البصري. أخرجه البزار (2908).

4 -

منصور بن سقير البغدادي. أخرجه الطحاوي (3098).

- ورواه شيبان بن عبد الرحمن النحوي عن عاصم واختلف عنه:

• فرواه الحسن بن موسى الأشيب عن شيبان عن عاصم عن زر عن أبي.

أخرجه الترمذي (2944).

وتابعه عبيد الله بن موسى العبسي ثنا شيبان به.

أخرجه الهيثم بن كليب (1481).

وإسناده حسن للخلاف في عاصم.

وقال الترمذي: حسن صحيح".

• ورواه أبو النضر هاشم بن القاسم البندادي عن شيبان عن عاصم عن زر عن حذيفة.

أخرجه أبو عبيد (ص 338).

وأما حديث أبي بكرة فأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 517) وفي "مسنده"(إتحاف الخيرة 7942) وأحمد (5/ 41 و51) والبزار (3622) والطبري (1/ 18 و22) والطحاوي في "المشكل"(3118) من طرق عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جُدْعان عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه أن جبريل عليه السلام قال: يا محمد اقرأ القرآن على حرف، قال ميكائيل عليه السلام: استزده، فاستزاده، قال: اقرأه على حرفين، قال ميكائيل: استزده، فاستزاده حتى بلغ سبعة أحرف، قال: كل شاف كاف ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب نحو قولك: تعال وأقبل، وهلم واذهب، وأسرع وأعجل".

تابعه عبد الوارث بن سعيد البصري عن علي بن زيد به.

أخرجه مسدد (إتحاف الخيرة 7941).

وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد.

ص: 6576

4606 -

حديث سعيد بن أبي راشد أنّ النبي صلى الله عليه وسلم عرض على التنوخي رسول هرقل الإِسلام فامتنع فقال له "يا أخا تنوخ، إليّ كتبت إلى ملككم بصحيفة فأمسكها فلن يزال الناس يجدون منه بأسا ما دام في العيش خير".

سكت عليه الحافظ (1).

هو قطعة من حديث طويل تقدم الكلام عليه في حرف القاف فانظر حديث: "قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك".

4607 -

حديث أم سلمة قالت: رأى النبي صلى الله عليه وسلم غلاما لنا يقال له أفلح، إذا سجد نفخ، فقال "يا أفلح ترب وجهك".

قال الحافظ: أخرجه الترمذي وقال: ضعيف الإسناد" (2).

تقدم الكلام عليه في حرف التاء فانظر حديث "ترب وجهك".

4608 -

عن ابن عباس أنّ المشركين سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو "يا الله، يا رحمن" فقالوا: كان محمد يأمرنا بدعاء إله واحد وهو يدعو إلهين، فنزلت" (3).

قال الحافظ: أخرجه ابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس، وأخرج عن عائشة بسند آخر نحوه" (4).

حديث ابن عباس أخرجه الطبري في "تفسيره"(15/ 182) عن القاسم بن الحسن ثنا الحسين ثني محمد بن كثير عن عبد الله بن واقد عن أبي الجوزاء عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ساجدا يدعو "يا رحمن يا رحيم" فقال المشركون: هذا يزعم أنه يدعو واحدا، وهو يدعو مثنى مثنى، فأنزل الله تعالى {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الإسراء: 110] الآية.

الحسين هو ابن داود المصيصي يلقب بِسُنَيْد وهو مختلف فيه، وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه النسائي وغيره.

ومحمد بن كثير هو المصيصي وهو مختلف فيه كذلك، وثقه ابن سعد وغيره، وضعفه أحمد وغيره.

(1) 1/ 49 (باب كيف كان بدء الوحي).

(2)

3/ 328 (كتاب الصلاة - أبواب العمل في الصلاة - باب ما يجوز من البصاق والنفخ في الصلاة).

(3)

يعني قوله تعالى {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} [الإسراء:110] الآية.

(4)

17/ 129 (كتاب التوحيد - باب قول الله تبارك وتعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} [الإسراء:110]).

ص: 6577

وعبد الله بن واقد هو الهروي الخراساني وهو ثقة كما قال أحمد وغيره، وكذا أبو الجوزاء واسمه أوس بن عبد الله.

وشيخ الطبري لم أقف له على ترجمة.

وأما حديث عائشة فأخرجه ابن مردويه وابن أبي حاتم كما في "الدر المنثور"(5/ 347).

4609 -

عن جابر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أمّ مبشر فقال: "يا أم مبشر، من مات له ثلاثة من الولد دخل الجنة" فقلت: يا رسول الله، واثنان؟، فسكت، ثم قال "نعم واثنان".

قال الحافظ: رواه الطبراني من طريق ابن أبي ليلى عن أبي الزبير عن جابر" (1).

أخرجه ابن بشكوال في "الغوامض"(104) من طريق عثمان بن أبي شيبة ثنا أبو الجواب ثنا عمار بن رزيق عن ابن أبي ليلى عن أبي الزبير عن جابر به.

وإسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبو الزبير مدلس ولم يذكر سماعا من جابر.

4610 -

عن عمرو بن عوف أنّ النبي صلى الله عليه وسلم سمع وهو في المسجد كلاما فقال "يا أنس، اذهب إلى هذا القائل فقل له يستغفر لي" فذهب إليه فقال: قل إنّ الله فضلك على الأنبياء بما فضل به رمضان على المشهور، قال: فذهبوا ينظرون فإذا هو الخضر".

قال الحافظ: حديث ضعيف أخرجه ابن عدي من طريق كثير بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده، وإسناد ضعيف.

وروى ابن عساكر من حديث أنس نحوه بإسناد أوهى منه" (2).

ضعيف جدًا.

روي من حديث عمرو بن عوف ومن حديث أنس.

فأما حديث عمرو بن عوف فأخرجه ابن عدي (6/ 2083) من طريق عبد الله بن نافع الصائغ عن كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في المسجد فسمع كلاما

(1) 3/ 364 (كتاب الجنائز - باب فضل من مات له ولد فاحتسب).

(2)

7/ 245 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب حديث الخضر مع موسى عليه السلام.

ص: 6578

من ورائه فإذا هو بقائل يقول: اللهم أعني على ما ينجيني مما خوفتني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمع ذلك "ألا تضم إليها أختها" فقال الرجل: اللهم ارزقني شوقة الصادقين إلى ما شوقتهم إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك وكان معه "اذهب يا أنس إليه فقل له: يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم استغفر لي" فجاءه أنس فبلغه، فقال الرجل: يا أنس أنت رسولُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إليّ؟ فقال: كما أنت، فرجع فاستثبته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قل له نعم" فقال له: اذهب فقل له إنّ الله فضلك على الأنبياء بمثل ما فضل به رمضان على الشهور، وفضل أمتك على الأمم بمثل ما فضل به يوم الجمعة على سائر الأيام، فذهبوا ينظرون فإذا هو الخضر: عليه السلام.

قال ابن عدي: عامة ما يرويه كثير بن عبد الله لا يتابع عليه".

قلت: كذبه الشافعي وأبو داود، وقال ابن حبان: روى عن أبيه عن جده نسخة موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب، وقال ابن عبد البر: مجمع على ضعفه.

وقال ابن كثير في "البداية"(1/ 331): رواه ابن عساكر، وكثير بن عبد الله كذاب".

وقال الحافظ في "الإصابة"(3/ 117): كثير بن عبد الله ضعفه الأئمة".

وأما حديث أنس فله عنه طرق:

الأول: يرويه الوضاح بن عباد الكوفي ثنا عاصم بن سليمان الأحول ثني أنس بن مالك قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الليالي أحمل له الطهور إذ سمع مناديا، فقال "يا أنس صه" فقال: اللهم أعني على ما ينجيني مما خوفتني منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لو قال أختها" فكأنّ الرجل لقن ما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: وارزقني شوق الصادقين إلى ما شوقتهم إليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "يا أنس ضع الطهور وائت هذا المنادي فقل له أن يدعو لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعينه على ما ابتعثه به، وادع لأمته أن يأخذوا ما أتاهم به نبيهم بالحق" فأتيته فقلت: أدع لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعينه الله على ما ابتعثه به، وادع لأمته أن يأخذوا ما أتاهم نبيهم بالحق، فقال: ومن أرسلك؟ فكرهت أن أعلمه، ولم أستاذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: وما عليك رحمك الله بما سألتك؟ فقال: أولا تخبرني من أرسلك؟ فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما قال، فقال "قل له أنا رسولُ رسول الله صلى الله عليه وسلم" فقال لي: مرحبا برسول الله، ومرحبا برسوله، أنا أحق أن آتيه، أقرىء رسول الله السلام، وقل له: الخضر يقرئك السلام ويقول لك: إن الله قد فضلك على النبيين كما فضّل شهر رمضان على سائر المشهور، وفضّل أمتك على الأمم كما فضل يوم الجمعة على سائر الأيام. فلما وليت عنه سمعته يقول: اللهم اجعلني من هذه الأمة المرحومة المرشدة المتاب عليها.

ص: 6579

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3095) وابن عساكر وأبو الحسين بن المنادي كما في "الإصابة"(3/ 110 - 116) من طرق عن محمد بن سلام المَنْبِجِي ثنا وضاح بن عباد به.

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أنس إلا عاصم الأحول، ولا عن عاصم إلا الوضاح بن عباد، تفرد به محمد بن سلام".

وقال أبو الحسين بن المنادي: هذا حديث واه بالوضاح وغيره، وهو منكر الإسناد سقيم المتن".

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه الوضاح بن عباد الكوفي تكلم فيه أبو الحسين بن المنادي، وشيخ الطبراني بشر بن علي بن بشر العمي لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 8/ 212.

الثاني: يرويه أبو خالد مؤذن مسجد مسلية ثنا أبو داود عن أنس فذكر نحوه.

أخرجه ابن عساكر كما في "الإصابة"(3/ 119).

وأبو داود هو نفيع بن الحارث الأعمى قال ابن عبد البر: أجمعوا على ضعفه، وكذبه بعضهم، وأجمعوا على ترك الرواية عنه.

وقال ابن كثير في "البداية"(1/ 331): رواه ابن عساكر، وأبو داود الأعمى نفيع كذاب وضاع، قال أبو الحسين بن المنادي: وأهل الحديث متفقون على أنّه حديث منكر الإسناد سقيم المتن يتبين فيه أثر الصنعة".

الثالث: يرويه حاتم بن أبي رواد عن معاذ بن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن أنس قال: فذكر نحوه.

أخرجه ابن شاهين كما في "الإصابة"(3/ 119) عن موسى بن أنس بن خالد بن عبد الله بن أبي طلحة بن موسى بن أنس بن مالك.

والدارقطني في "الأفراد" كما في "الإصابة" عن أحمد بن العباس البغوي.

كلاهما عن أنس بن خالد بن عبد الله بن أبي طلحة ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا حاتم بن أبي رواد به.

قال الحافظ: ومحمد بن عبد الله هذا هو أبو سلمة الأنصاري وهو واهي الحديث جدًا".

ص: 6580

4611 -

"يا أنّة أخرج من المدينة إلى حمراء الأسد وليكن بها منزلك".

قال الحافظ: وذكر الباوردي في "الصحابة" من طريق إبراهيم بن مهاجر عن أبي بكر بن حفص أن عائشة قالت لمخنَّث كان بالمدينة يقال له أنّة: ألا تدلنا على امرأة نخطبها على عبد الرحمن بن أبي بكر؟ قال: بلى، فوصف امرأة تقبل بأربع وتدبر بثمان، فسمعه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: فذكره" (1).

مرسل

وذكره في "الإصابة"(1/ 120) وزاد فيه "لا تدخلن المدينة إلا أن يكون للناس عيد".

والحديث أخرجه ابن بشكوال في "المبهمات"(69) من طريق محمد بن أحمد بن يحيي القاضي ثنا أبو منصور محمد بن سعد الباوردي ثنا مطين ثنا هناد بن السري ثنا أبو الأحوص (2) عن إبراهيم بن مهاجر عن أبي بكر بن حفص به.

وإبراهيم بن مهاجر مختلف فيه، وثقه ابن سعد وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، واختلف فيه قول النسائي.

وأبو بكر واسمه عبد الله بن حفص وثقه النسائي وغيره، ولم يدرك هذه القصة لأنّه تابعي.

4612 -

حديث عمران بن حصين أنّه صلى الله عليه وسلم كان يصلي بمكة ركعتين ويقول: "يا أهل مكة أتموا فإنا قوم سَفْرٌ".

قال الحافظ: وأجيب بأنّ الترمذي روى من حديث عمران بن حصين: فذكره، وكأنه ترك إعلامهم بذلك بمنى استغناء بما تقدم بمكة. قلت: وهذا ضعيف لأنّ الحديث من رواية علي بن زيد بن جُدْعان وهو ضعيف" (3).

ضعيف

أخرجه الطيالسي (ص 113) والشافعي في "السنن المأثورة"(12) وابن أبي شيبة (2/ 450 و453) وأحمد (4/ 430 و431 و432 و440) وأبو داود (1229) والترمذي (545) وأبو على الطوسي في "مختصر الأحكام"(516) وابن المنذر في "الأوسط"(4/ 337 و365) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 417) والطبراني في "الكبير"(18/ 208 و209) والبيهقي (3/ 135 - 136 و153) وفي "الدلائل"(5/ 105) وفي "معرفة السنن"(4/ 242 - 243) من

(1) 11/ 248 (كتاب النكاح - باب ما ينهى من دخول المتشبهين بالنساء على المرأة).

(2)

اسمه سلام بن سليم.

(3)

3/ 217 (كتاب الصلاة - أبواب التقصير - باب الصلاة بمنى).

ص: 6581

طرق عن علي بن زيد بن جدعان القرشي عن أبي نَضْرة قال: سأل شاب عمران بن حصين عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر فقال: إنّ هذا الفتى يسألني عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر فاحفظوهنّ عني، ما سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرا قط إلا صلى ركعتين حتى يرجع، وشهدت معه حنين والطائف فكان يصلي ركعتين، ثم حججت معه واعتمرت فصلى ركعتين، ثم قال "يا أهل مكة أتموا الصلاة فإنا قوم سفر" ثم حججت مع أبي بكر واعتمرت فصلى ركعتين ركعتين قال: يا أهل مكة أتموا فإنا قوم سفر. ثم حججت مع عمر واعتمرت فصلى ركعتين ركعتين، ثم قال: يا أهل مكة أتموا فإنها قوم سفر. ثم حججت مع عثمان واعتمرت فصلى ركعتين ركعتين، ثم إنّ عثمان أتم رضي الله عنهم.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح".

قلت: بل ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، لكنّه لم ينفرد به بل تابعه يحيى بن أبي كثير عن أبي نضرة به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 209) ثنا إدريس بن عبد الكريم الحداد ثنا الحكم بن موسى ثنا سويد بن عبد العزيز ثنا ياسين الزيات عن يحيى بن أبي كثير به. وزاد "إلا المغرب".

وإسناده ضعيف جدًا، ياسين بن معاذ الزيات متروك الحديث، قاله النسائي وأبو داود، وقال البخاري: منكر الحديث.

4613 -

"يا أهل مكة لا تقصروا الصلاة في أدنى من أربعة بُرُد من مكة إلا عُسْفَان".

قال الحافظ: أخرجه الدارقطني وابن أبي شيبة من طريق عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه وعطاء عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، وهذا إسناد ضعيف من أجل عبد الوهاب" (1).

ضعيف مرفوعًا صحيح موقوفا

أخرجه الطبراني في "الكبير"(11162) والدارقطني (1/ 387) والبيهقي (3/ 137 - 138) وفي "معرفة السنن"(4/ 249) من طريق إسماعيل بن عياش عن عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه وعطاء بن أبي رباح عن ابن عباس به مرفوعًا.

قال البيهقي: هذا حديث ضعيف، إسماعيل بن عياش لا يحتج به، وعبد الوهاب بن مجاهد ضعيف بمرة، والصحيح أنّ ذلك من قول ابن عباس".

(1) 3/ 220 (كتاب الصلاة - أبواب التقصير - باب في كم يقصر الصلاة).

ص: 6582

وقال في "المعرفة": حديث ابن عباس مرفوعًا ليس بشيء، وإسماعيل بن عياش غير محتج به، ورواياته عن غير أهل الشام ضعيفة، وعبد الوهاب بن مجاهد ضعيف بمرة، والصحيح موقوف".

وقال النووي في "الخلاصة"(2/ 731): إسناده ضعيف جدًا، والصحيح أنّه موقوف على ابن عباس".

وقال الحافظ في "التلخيص"(2/ 46): إسناده ضعيف فيه عبد الوهاب بن مجاهد وهو متروك، رواه عنه إسماعيل بن عياش وروايته عن الحجازيين ضعيفة، والصحيح عن ابن عباس قوله".

قلت: وهو كما قالوا، وقد رواه جماعة عن عطاء عن ابن عباس موقوفًا، منهم:

1 -

عمرو بن دينار عن عطاء قال: سألت ابن عباس أقصر الصلاة إلى عرفة؟ قال: لا، قلت: إلى مني؟ قال: لا، ولكن إلى جُدة وإلى عسفان وإلى الطائف، فإن قدمت على أهل لك أو على ماشية فأتم الصلاة.

أخرجه الشافعي في "الأم"(1/ 162) وعبد الرزاق (4297) وابن أبي شيبة (2/ 445) عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار به.

ومن طريق الشافعي أخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(4/ 347 و364) والبيهقي (3/ 137 و155 - 156) وفي "الصغرى"(573) وفي "المعرفة"(4/ 245 و246).

وإسناده صحيح كما قال الحافظ في "التلخيص"(2/ 46).

ولم ينفرد ابن عيينة به بل تابعه رَوْح بن القاسم البصري عن عمرو بن دينار به.

أخرجه البيهقي (3/ 156).

2 -

ابن جريج عن عطاء قال: سألت ابن عباس فقلت: أقصر الصلاة إلى عرفة أو إلى منى؟ قال: لا، ولكن إلى الطائف، وإلى جدة، ولا تقصروا الصلاة إلا في اليوم التام، ولا تقصر فيما دون اليوم، فان ذهبت إلى الطائف أو إلى جدة أو إلى قدر ذلك من الأرض، إلى أرض لك أو ماشية فاقصر الصلاة، فإذا قدمت فأوف.

أخرجه عبد الرزاق (4296) وابن المنذر في "الأوسط"(4/ 348 - 349).

وإسناده صحيح.

ص: 6583

3 -

ربيعة الجرشي عن عطاء قال: قلت لابن عباس: أقصر إلى عرفة؟ فقال: لا، قلت: أقصر إلى مر؟ قال: لا، قلت: أقصر إلى الطائف وإلى عسفان؟ قال: نعم وذلك ثمانية وأربعون ميلا، وعقد بيده.

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 445) عن وكيع ثنا هشام بن الغاز عن ربيعة الجرشي به.

وإسناده صحيح.

4 -

الأوزاعي عن عطاء قال: قلت لابن عباس أقصر بعرفة؟ قال: لا.

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 445) ثنا وكيع عن الأوزاعي به.

وإسناده صحيح.

4614 -

"يا أيها السائل عن المسكر لا تشربه ولا تسقه أحدا من المسلمين".

قال الحافظ: وعن طلق بن علي رواه ابن أبي شيبة بلفظ: فذكره، وعن صحار العبدي أخرجه الطبراني بنحو هذا". (1)

صحيح

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 102 - 103) وفي "مسنده"(إتحاف الخيرة 5121) ثنا ملازم بن عمرو عن سراج بن عقبة عن عمته خالدة بنت طلق قال: حدثني أبي قال: كنا جلوسا عند نبي الله صلى الله عليه وسلم فجاء صحار عبد القيس فقال: يا رسول الله، ما ترى في شراب نصنعه من ثمارنا؟ قال: فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم حتى سأله ثلاث مرات، ثم قام بنا النبي صلى الله عليه وسلم فصلى، فلما قضى الصلاة قال "من السائل عن المسكر؟ يا أيها السائل عن المسكر لا تشربه ولا تسقه أحدا من المسلمين، فوالذي نفس محمد بيده ما شربه قط رجل ابتغاء لذة سكره فيسقيه الله خمرا يوم القيامة".

وأخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 2/ 205) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه أحمد في "الأشربة"(32) وفي "المسند"(إتحاف الخيرة 5/ 439).

عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري.

والطبراني في "الكبير"(8259).

عن الحسن بن الربيع الكوفي.

(1) 12/ 143 (كتاب الأشربة - باب الخمر من العسل).

ص: 6584

قالا: ثنا ملازم بن عمرو السحيمي به.

قال الهيثمي: رجال أحمد ثقات" المجمع 5/ 70.

قلت: وإسناده صحيح، وخالدة بنت طلق وثقها العجلي وابن حبان، وذكرها ابن خلفون في "الثقات" وقال: وثقها ابن صالح. يعني أحمد بن صالح المصري.

وحديث صحار العبدي أخرجه الطبراني في "الكبير"(7405) عن أحمد بن رشدين المصري ثني أبي عن أبيه عن جده رشدين بن سعد عن عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن منصور بن أبي منصور حدّثه أنّ صحار بن صخر العبدي حدثه أنّه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّا بأرض كثيرة أخبازها وبقولها ونشرب النبيذ على ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "اشربوا منه ما لا يذهب العقل والمال".

قال الهيثمي: ورشدين بن سعد ضعفه الجمهور، وقد وثق، ومنصور بن أبي منصور مجهول" المجمع 5/ 66.

4615 -

"يا أيها الناس إنّ الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا} [المؤمنون: 51] وقال {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة: 172] الحديث".

قال الحافظ: أخرجه مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وهو من رواية فضيل بن مرزوق وقد قال الترمذي: إنه انفرد به. وهو ممن انفرد مسلم بالاحتجاج به دون البخاري وقد وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: يهم كثيرا ولا يحتج به، وضعفه النسائي، وقال ابن حبان: كان يخطىء على الثقات، وقال الحاكم: عيب على مسلم إخراجه" (1).

حسن

أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(456) وعبد الرزاق (8839) وإسحاق في "مسند أبي هريرة"(199) وأحمد (2/ 328) والدارمي (2720) ومسلم (1015) والترمذي (2989) وابن أبي الدنيا (2) في "إصلاح المال"(5) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2094) وابن عدي (1/ 264) وابن مندة في "التوحيد"(296) وابن بشران (92) والبيهقي (3/ 346) وفي "الشعب"(1118 و1119 و5353 و5354) وفي "الآداب"(620) وأبو محمد

(1) 11/ 447 (كتاب الأطعمة وقول الله تعالى: {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة:57]).

(2)

ذكره موقوفًا.

ص: 6585

البغوي في "شرح السنة"(2028) وابن عساكر (1) في "معجم الشيوخ"(247) من طريق فضيل بن مرزوق الكوفي ثني عدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة به مرفوعًا وزاد: ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب! يا رب! ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام. فأنى يستجاب لذلك؟ ".

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وإنما نعرفه من حديث فضيل بن مرزوق".

قلت: وهو مختلف فيه ولا ينزل حديثه عن رتبة الحسن فقد وثقه السفيانان وابن معين والعجلي ويعقوب بن سفيان وابن خراش وغيرهم، وقال البخاري: مقارب الحديث، وقال ابن عدي: له أحاديث حسان وأرجو أنّه لا بأس به، وضعفه النسائي وغيره.

4616 -

"يا أيها الناس، إنّ ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، خيركم عند الله أتقاكم".

قال الحافظ: وروى أحمد والحارث وابن أبي حاتم من طريق أبي نَضْرة: حدثني من شهد خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بمنى وهو على بعير يقول: فذكره" (2).

صحيح

يرويه سعيد بن إياس الجُرَيري عن أبي نضرة المنذر بن مالك بن قُطَعَة واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن سعيد الجريري عن أبي نضرة: حدثني من سمع خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في وسط أيام التشريق فقال "يا أيها الناس ألا إنّ ربكم واحد، وإنّ أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى أبلغت" قالوا: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال "أي يوم هذا؟ " قالوا: يوم حرام، ثم قال "أي شهر هذا؟ " قالوا: شهر حرام، ثم قال "أي بلد هذا؟ " قالوا: بلد حرام، قال "فإنّ الله قد حرّم بينكم دماءكم وأموالكم" قال: ولا أدري قال أو أعراضكم أم لا "كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، أبلغت" قالوا: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال "ليبلغ الشاهد الغائب".

أخرجه ابن المبارك في "مسنده"(239) عن الجريري به.

وأخرجه أحمد (5/ 411) عن إسماعيل بن علية عن الجريري به (3).

(1) وقال: صحيح".

(2)

7/ 336 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب المناقب).

(3)

رواه يعقوب بن إبراهيم الدورقي عن إسماعيل بن علية ثني الجريري عن أبي نضرة قال: حدثني أبي قال: حدثني من شهد خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم

=

ص: 6586

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 266.

قلت: وإسناده صحيح رواته ثقات، وإسماعيل بن علية سمع من الجريري قبل اختلاطه (1).

وأخرجه الحارث (51) عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ثنا سعيد الجريري به.

ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(7300).

وأخرجه أبو عمرو المديني في "حجة الوداع"(16) عن أبي بكر يحيي بن محمد بن أبي طالب البغدادي أنا عبد الوهاب الخفاف به. قال البوصيري في "الإتحاف"(2/ 112): هذا إسناد رجاله ثقات إلا سعيد بن إياس اختلط بأخرة ولم يعلم حال عبد الوهاب بن عطاء هل روى عنه قبل الاختلاط أو بعده فيتوقف في حديثه".

- وقال أبو قلابة شيبة القيسي: عن الجريري عن أبي نضرة عن جابر قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في وسط أيام التشريق خطبة الوداع فقال: فذكره.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(3/ 100). عن الحسن بن سفيان النسوي.

والبيهقي في "الشعب"(4774). عن محمد بن الفضل بن جابر السقطي.

قالا: ثنا العلاء بن مسلمة الهذلي البصري ثنا شيبة أبو قلابة به.

قال أبو نعيم: غريب من حديث أبي نضرة عن جابر، لم نكتبه إلا من حديث أبي قلابة عن الجريري عنه".

وقال البيهقي: في هذا الإسناد بعض من يجهل".

قلت: شيبة القيسي لم أر من ترجمه.

= أخرجه ابن الجوزي في "مثير الغرام"(ص 340) من طريق الحسين بن إسماعيل المَحَاملي ثنا الدورقي به. ومن هذا الطريق أخرجه ابن عساكر في "معجم الشيوخ"(1045) ووقع عنده: حدثني أو قال.

وهو الصواب.

(1)

الحديث ذكره شيخ الإِسلام ابن تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم"(1/ 363 - 364) وقال: إسناده صحيح".

ص: 6587

- وقال جعفر بن سليمان الضُّبَعِي: عن الجريري عن أبي نضرة قال: ولا أعلمه إلا عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبة خطبها: إن أباكم واحد، وإنّ دينكم واحد، أبوكم آدم، وآدم خلق من تراب".

أخرجه البزار (كشف 2044 و3583) عن يحيي بن محمد بن السكن البصري ثنا حَبّان بن هلال ثنا جعفر بن سليمان به.

وقال: لا نعلمه يروى عن أبي سعيد إلا من هذا الوجه".

وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 84.

قلت: وإسناده حسن، يحيى بن محمد صدوق، والباقون ثقات.

- وقال أبو المنذر الوراق: عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد رفعه "إنّ ربكم واحد، وأباكم واحد، ولا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا أحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى".

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4746) وأبو الشيخ في "التوبيخ"(245) عن أبي يحيى عبد الرحمن بن سلم الرازي ثنا سهل بن عثمان ثنا أبو المنذر به.

وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الجريري إلا أبو المنذر الوراق، تفرد به سهل بن عثمان، ولا يروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد".

قلت: وأبو المنذر الوراق واسمه يوسف بن عطية قال أبو حاتم وغيره: ضعيف، وقال النسائي: ليس بثقة.

4617 -

"يا أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرى له".

قال الحافظ: أخرجه مسلم (479) وأبو داود (876) والنسائي (2/ 148) من طريق إبراهيم بن عبد الله بن معبد عن أبيه عن ابن عباس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كشف الستارة ورأسه معصوب في مرضه الذي مات فيه والناس صفوف خلف أبي بكر فقال: فذكره (1).

4618 -

عن أبي سعيد: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر حديثا، فقال "يا أيها الناس، إني فرطكم على الحوض، فإذا جئتم قال رجل: يا رسول الله، أنا فلان بن فلان، وقال آخر: أنا فلان بن فلان، فأقول: أما النسب فقد عرفته، ولعلكم أحدثتم بعدي وارتددتم".

(1) 16/ 29 (كتاب التعبير - باب المبشرات).

ص: 6588

قال الحافظ: أخرج أبو يعلى بسند حسن عن أبي سعيد: فذكره، ولأحمد والبزار نحوه من حديث جابر" (1).

حديث أبي سعيد يرويه عبد الله بن محمد بن عقيل واختلف عنه:

- فقال عبيد الله بن عمرو الرقي: عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن حمزة بن أبي سعيد الخدري عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر "ما بال أقوام يقولون: إنّ رحم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنفع يوم القيامة، بلى والله إنّ رحمي لموصولهُ في الدنيا والآخرة، وإني أيها الناس فرط لكم يوم القيامة على الحوض، فإذا جئتم قال رجل: يا رسول الله أنا فلان بن فلان، وبقول آخر: يا رسول الله، أنا فلان بن فلان، فأقول: أما النسب فقد عرفته، ولكنكم أحدثتم بعدي وارتددتم القهقرى".

أخرجه أحمد (3/ 18 و62) وعبد بن حميد (986) عن زكريا بن عدي الكوفي ثنا عبيد الله بن عمرو به.

وتابعه عمرو بن ثابت بن هُرْمز البكري عن عبد الله بن محمد بن عقيل به.

أخرجه الطيالسي (ص 294 - 295).

- وقال شريك بن عبد الله القاضي: عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد.

أخرجه أحمد (3/ 39) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي ثنا شريك به.

وشريك سيء الحفظ.

- ورواه أبو عامر عبد الملك بن محمد العَقَدي عن زهير بن محمد التميمي واختلف عنه.

• فقال أحمد (3/ 18): ثنا أبو عامر ثنا زهير عن عبد الله بن محمد عن حمزة بن أبي سعيد عن أبيه.

• وقال أبو خيثمة زهير بن حرب النسائي: ثنا أبو عامر عن زهير عن عبد الله بن محمد عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه.

أخرجه أبو يعلى (1238) عن زهير بن حرب به.

(1) 14/ 175 - 176 (كتاب الرقاق - باب الحشر).

ص: 6589

وعبد الله بن محمد بن عقيل مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

وأما حديث جابر فله عنه طريقان:

الأول: يرويه أبو الزبير محمد بن مسلم المكي أنه سمع جابر بن عبد الله رفعه "أنا على الحوض انظر من يرد عليّ، فيؤخذ ناس دوني فأقول: يا رب مني ومن أمتي، فيقال: وما يدريك ما عملوا بعدك، ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم".

أخرجه أحمد (3/ 384) عن رَوح بن عبادة البصري ثنا زكريا بن إسحاق ثنا أبو الزبير به.

قال ابن كثير: هذا إسناد صحيح على شرط مسلم" النهاية ص 194.

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 364.

قلت: وهو كما قالا.

الثاني: يرويه مجالد بن سعيد الهمداني عن الشعبي عن جابر رفعه "إنكم اليوم على دين، وإنه سيرفع لي أقوام عند الحوض، فأقول: أي رب أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعد ذلك، فلا ترجعوا على أعقابكم القهقرى".

أخرجه البزار (كشف 3479) عن عمرو بن علي الفلاس ثنا يحيى ثنا مجالد به.

قال الهيثمي: فيه ضعف" المجمع 10/ 364.

قلت: مجالد ليس بالقوي.

4619 -

"يا أيها الناس، إني قد كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء، وإنّ الله قد حرّم ذلك إلى يوم القيامة".

قال الحافظ: أخرج أبو داود من طريق الزهري قال: كنا عند عمر بن عبد العزيز فتذاكرنا متعة النساء، فقال رجل يقال له: ربيع بن سبرة: أشهد على أبي أنّه حدّث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنها في حجة الوداع.

وقال: والمشهور في تحريمها أنّ ذلك كان في غزوة الفتح كما أخرجه مسلم من حديث الربيع بن سبرة عن أبيه. وفي رواية عن الربيع أخرجها أبو داود أنّه كان في حجة الوداع.

وقال: وفي سياق مسلم أنّهم لم يخرجوا من مكة حتى حرمت ولفظه: إنّه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الفتح فأذن لنا في متعة النساء فخرجت أنا ورجل من قومي، فذكر قصة

ص: 6590

المرأة إلى أن قال: ثم استمتعت منها فلم أخرج حتى حرّمها" وفي لفظ له "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائماً بين الركن والباب وهو يقول بمثل حديث ابن نمير. وكان تقدم في حديث ابن نمير أنّه قال: فذكره، وفي رواية "أمرنا بالمتعة عام الفتح حين دخلنا مكة ثم لم نخرج حتى نهانا عنها" وفي رواية له "أمر أصحابه بالتمتع من النساء" فذكر القصة، قال: فكن معنا ثلاثا، ثم أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بفراقهن. وفي لفظ "فقال: إنها حرام من يومكم هذا إلى يوم القيامة".

وقال: قال ابن بطال: ويرده قوله صلى الله عليه وسلم "فمن كان عنده منهنّ شيء فليخلّ سبيلها". قلت: وهو في حديث الربيع بن سبرة عن أبيه عند مسلم" (1).

أخرجه مسلم (1406) وأبو داود (2072) من طرق عن الربيع بن سبرة عن أبيه.

4620 -

"يا أيها الناس تعلموا، فإنّ العلم بالتعلم، والفقه بالتفقه، ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين".

قال الحافظ: أورده ابن أبي عاصم والطبراني من حديث معاوية بلفظ: فذكره، إسناده حسن لأنّ فيه مبهما اعتضد بمجيئه من وجه آخر، وروى البزار نحوه من حديث ابن مسعود موقوفًا، ورواه أبو نعيم الأصبهاني مرفوعًا، وفي الباب عن أبي الدرداء وغيره" (2)

روي من حديث معاوية بن أبي سفيان ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أبي الدرداء ومن حديث أنس بن مالك ومن حديث ابن مسعود موقوفًا.

فأما حديث معاوية فأخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 395) عن أحمد بن المعلى الدمشقي (3) ثنا هشام بن عمار ثنا صدقة بن خالد ثنا عتبة بن أبي حكيم عمن حدّثه عن معاوية رفعه "يا أيها الناس إنما العلم بالتعلم، والفقه بالتفقه، ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، وإنّما يخشى الله من عباده العلماء".

ومن هذا الطريق أخرجه ابن أبي عاصم في "العلم" كما في "التهذيب"(7/ 95)

(1) 11/ 70 و72 و73 و77 (كتاب النكاح - باب نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نكاح المتعة آخرا).

(2)

1/ 170 (كتاب العلم - باب العلم قبل القول والعمل).

(3)

هكذا رواه أحمد بن المعلى عن هشام بن عمار عن صدقة بن خالد عن عتبة بن أبي حكيم عمن حدّثه عن معاوية، وخالفه أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي فرواه عن هشام بن عمار عن صدقة بن خالد عن عتبة بن أبي حكيم ثني مكحول عمن حدّثه عن معاوية.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(758).

ص: 6591

وفيه الذي لم يسم، لكنّه جاء مسمى في رواية أخرى فقال الخطيب في "الفقيه" (1/ 5): أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسين بن أحمد الحرشي الحيري ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم أنا أبو العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي أني محمد بن شعيب بن شابور عن عتبة بن أبي حكيم الهمذاني عن مكحول عن معاوية به.

وإسناده منقطع، قال أبو حاتم: مكحول لم يسمع من معاوية. المراسيل ص 212

وعتبة بن أبي حكيم مختلف فيه: وثقه جماعة وضعفه آخرون.

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن أبي الدنيا في "الحلم"(2) والخطيب في "التاريخ"(9/ 127) وابن الجوزي في "العلل"(93) من طريق إسماعيل بن مجالد بن سعيد عن عبد الملك بن عمير عن رجاء بن حَيْوة عن أبي هريرة مرفوعًا "إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، ومن يتحرّ الخير يعطه، ومن يتق الشر يوقه".

هكذا رواه إسماعيل بن مجالد عن عبد الملك عن رجاء عن أبي هريرة، وخالفه سفيان الثوري فرواه عن عبد الملك عن رجاء عن أبي الدرداء، فجعله من مسند أبي الدرداء.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2684) والدارقطني في "العلل"(6/ 219 - 220) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 174) والخطيب في "التاريخ"(5/ 201) والعسكري في "الأمثال" كما في "المقاصد"(ص 107) وابن شاهين في "الترغيب"(242) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1186) من طريق محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني ثنا سفيان الثوري به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن سفيان إلا محمد بن الحسن".

وقال أبو نعيم: غريب من حديث الثوري عن عبد الملك، تفرد به محمد بن الحسن".

وقال الهيثمي: وفيه محمد بن الحسن بن أبي يزيد وهو كذاب" المجمع 1/ 128.

قلت: وخالفه ابن وهب فرواه عن الثوري عن عبد الملك عن رجاء عن أبي الدرداء موقوفًا.

أخرجه ابن عبد البر في "الجامع"(903) أنا عبد الرحمن بن يحيي ثنا علي بن محمد ثنا أحمد بن أبي سليمان ثنا سحنون ثنا ابن وهب به.

ص: 6592

وهكذا رواه جماعة عن عبد الملك بن عمير عن رجاء بن حيوة عن أبي الدرداء موقوفا، منهم:

1 -

جرير بن عبد الحميد الرازي.

أخرجه أبو خيثمة في "العلم"(114) ثنا جرير به.

ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "الجامع"(617).

وإسناده ضعيف لانقطاعه.

قال الحافظ في "التهذيب": رجاء بن حيوة روايته عن أبي الدرداء مرسلة".

2 -

أبو عَوَانة الوَضاح بن عبد الله الواسطي.

أخرجه ابن حبان في "روضة العقلاء"(ص 185) أنبأ محمد بن علي الصيرفى ثنا ابن أبي الشوارب ثنا أبو عوانة به.

شيخ ابن حبان لم أقف له على ترجمة والباقون كلهم ثقات.

3 -

عبيد الله بن عمرو الرقي.

أخرجه البيهقي في "المدخل"(385) من طريق هلال بن العلاء بن هلال ثنا أبي عن عبيد الله بن عمرو به.

وإسناده ضعيف لضعف العلاء بن هلال الرقي.

وقال الدارقطني في "العلل"(6/ 219): الموقوف هو المحفوظ".

وأما حديث أنس فأخرجه العسكري في "الأمثال" كما في "المقاصد".

(ص 107) من طريق محمد بن الصلت ثنا عثمان البري عن قتادة عن أنس مرفوعًا "إنّما العلم بالتعلم".

وإسناده ضعيف لضعف عثمان بن مقسم البري.

وأما حديث ابن مسعود فيرويه أبو الأحوص عوف بن مالك الجُشَمي عنه قال: إنّ أحدًا لا يولد عالمًا، وإنّما العلم بالتعلم.

أخرجه وكيع في "الزهد"(518) وأبو خيثمة في "العلم"(115) وابن أبي شيبة (8/ 730)

والبزار (كشف 158 و159) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(ص 301 - 302) والبيهقي في "المدخل"(377) وابن عبد البر في "الجامع"(615 و616) من طريقين عن أبي الأحوص به.

وإسناده صحيح.

ص: 6593

4621 -

"يا أيها الناس، توبوا إلى الله فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة".

قال الحافظ: وللنسائي في حديث الأغر المزني رفعه: فذكره، وهو عنده وعند مسلم بلفظ "إنه ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله كل يوم مائة مرة"(1).

أخرجه مسلم (4/ 2075 - 2076) والنسائي في "اليوم والليلة"(447) من طريق شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي بردة عن الأغر باللفظ الأول.

وأخرجه مسلم (2702) والنسائي (442) من طريق ثابت بن أسلم البُنَاني عن أبي بردة عن الأغر باللفظ الثاني.

4622 -

"يا أيها الناس خذوا من العلم قبل أن يقبض وقبل أن يرفع من الأرض". الحديث وفي آخره "ألا إن ذهاب العلم ذهاب حملته، ثلاث مرات".

قال الحافظ: الحديث الذي رواه أبو أمامة قال: لما كان في حجة الوداع قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على جمل آدم، فقال: فذكره، أخرجه أحمد والطبراني والدارمي.

وقال: وبقيته: فسأله أعرابي فقال: يا نبي الله، كيف يرفع العلم منا وبين أظهرنا المصاحف، وقد تعلمنا ما فيها وعلمناها أبناءنا ونساءنا وخدمنا؟ فرفع إليه رأسه وهو مغضب فقال "وهذه اليهود والنصارى بين أظهرهم المصاحف لم يتعلقوا منها بحرف فيما جاءهم به أنبياؤهم" ولهذه الزيادة شواهد من حديث عوف بن مالك وابن عمر وصفوان بن عسال وغيرهم، وهي عند الترمذي والطبراني والدارمي والبزار بألفاظ مختلفة، وفي جميعها هذا المعنى" (2).

حديث أبي أمامة وحديث ابن عمر تقدم الكلام عليهما في حرف الخاء فانظر حديث "خذوا العلم قبل أن يقبض".

وحديث عوف بن مالك يرويه جبير بن نُفير الحمصي واختلف عنه:

- فقال الوليد بن عبد الرحمن الجرشي: ثنا جبير بن نفير ثني عوف بن مالك قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فنظر في السماء ثم قال "هذا أوان العلم أن يرفع" فقال له رجل من الأنصار يقال له: زياد بن لبيد: أيرفع العلم يا رسول الله وفينا (3) كتاب الله وقد علمناه أبناءنا ونسائنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن كنت

(1) 13/ 346 (كتاب الدعوات - باب استغفار النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم والليلة).

(2)

17/ 45 و47 - 48 (كتاب الاعتصام - باب ما يذكر من ذم الرأي).

(3)

وفي حديث الليث: وقد أُثبت ووعته القلوب؟

ص: 6594

لأظنك من أفقه أهل المدينة" ثم ذكر ضلالة أهل الكتابين وعندهما ما عندهما من كتاب الله عز وجل.

فلقي جبيرُ بن نفير شدادَ بن أوس بالمصلى فحدثه هذا الحديث عن عوف بن مالك، فقال: صدق عوف.

ثم قال: وهل تدري ما رفع العلم؟ قلت: لا أدري، قال: ذهاب أوعيته، وهل تدري أيّ العلم أوّل أن يرفع؟ قلت: لا أدري، قال: الخشوع حتى لا تكاد ترى خاشعا.

أخرجه أحمد (6/ 26 - 27) والبخاري في "خلق الأفعال"(339) والطحاوي في "المشكل"(302) والطبراني في "مسند الشاميين"(56) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 138 و247) وابن عبد البر في "العلم"(1020) وفي "الإستيعاب"(4/ 37 - 38).

عن محمد بن حمير الحمصي

واللفظ لحديثه.

والبخاري في "خلق الأفعال"(337 و338) والبزار (كشف 232) والنسائي في "الكبرى"(5909) والطحاوي (301) وابن حبان (4572) والطبراني في "الكبير"(18/ 43 - 44) وفي "مسند الشاميين"(55) والحاكم (1/ 98 - 99) والبيهقي في "المدخل"(853) والخطيب في "الاقتضاء"(89) والهروي في "ذم الكلام"(ق 10/ ب)

عن الليث بن سعد.

والطحاوي (303).

عن يحيى بن أيوب المصري.

ثلاثتهم عن أبي إسماعيل إبراهيم بن أبي عبلة العقيلي عن الوليد بن عبد الرحمن به.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح، وقد احتج الشيخان بجميع رواته".

قلت: إسناده صحيح لكن لم يخرج البخاري للوليد بن عبد الرحمن في الصحيح شيئًا.

- ورواه عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه واختلف عنه:

• فقال معاوية بن صالح الحمصي: عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن أبي الدرداء قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشخص ببصره إلى السماء، ثم قال "هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء" فقال زياد بن لبيد الأنصاري: يا رسول الله،

ص: 6595

وكيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن؟ فوالله لنقرأنه ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا، فقال "ثكلتك أمك يا زياد إن كنت لأعدك من فقهاء أهل المدبنة، هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى، فماذا يغني عنهم؟ ".

قال جبير: فلقيت عبادة بن الصامت فقلت: ألا تسمع ما يقول أخوك أبو الدرداء؟ فأخبرته بالذي قال، قال: صدق أبو الدرداء إن شئت لأحدثنك بأول علم يرفع من الناس: الخشوع، يوشك أن تدخل مسجد الجماعة فلا ترى فيه رجلًا خاشعا.

أخرجه الدارمي (294) عن عبد الله بن صالح المصري ثني معاوية به.

وأخرجه الترمذي (2653) عن الدارمي به.

وأخرجه الطحاوي (304) والطبراني في "مسند الشاميين"(2022) والحاكم (1/ 99) وأبو نعيم في "الصحابة"(3039) وفي "الإمامة"(65) والبيهقي في "المدخل"(854) من طرق عن عبد الله بن صالح به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ومعاوية بن صالح ثقة عند أهل الحديث، ولا نعلم أحدا تكلم فيه غير يحيي بن سعيد القطان، وروى بعضهم هذا الحديث عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم".

وقال الحاكم: هذا إسناد صحيح، ولعل متوهما أنّ جبير بن نفير رواه مرة عن عوف بن مالك ومرة عن أبي الدرداء فيصير به الحديث معلولا، وليس كذلك فإنّ رواة الإسنادين جميعًا ثقات، وجبير بن نفير الحضرمي من أكابر تابعي الشام، فإذا صح الحديث عنه بالإسنادين جميعًا فقد ظهر أنه سمعه من الصحابيين جميعًا".

قلت: الإسناد الأول عندي أصح لأنّ عبد الله بن صالح مختلف فيه، قواه ابن معين وغيره، وضعفه أحمد بن حنبل وأحمد بن صالح وابن المديني والنسائي وأبو أحمد الحاكم وابن حبان.

• ورواه صفوان بن عمرو الحمصي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه مرسلًا.

أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(2/ 76) قال: قال علقمة عن صفوان به.

قال ابن كثير: هكذا أورده ابن أبي حاتم معلقا من أول إسناده، مرسلًا في آخره".

• وقيل: عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك كما تقدم في كلام الترمذي.

ص: 6596

- ورواه أبو الزاهرية حُدير بن كريب الحمصي عن جبير بن نفير عن زياد بن لبيد مرفوعا.

أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(1/ 234) من طريق عثمان بن سماك الحمصي ثنا سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية به.

وسعيد بن سنان هو الشامي قال ابن معين: ليس بثقة، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث.

وحديث صفوان بن عسال أخرجه الطبراني في "الكبير"(7398) عن أحمد بن المعلى الدمشقي وعبدان بن أحمد الأهوازي قالا: ثنا هشام بن عمار ثنا مسلمة بن علي عن الأوزاعي عن يحيي بن أبي كثير عن أبي سلمة عن صفوان بن عسال قال: حضّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على طلب العلم قبل ذهابه، فقال رجل: كيف يذهب وقد تعلمناه وعلمناه أبناءنا؟ فغضب وقال "أو ليس التوراة والإنجيل في يد أهل الكتاب، فهل يغني عنهم شيئًا؟ "

وإسناده ضعيف جدًا، مسلمة بن علي هو الخُشَني قال النسائي وغيره: متروك الحديث.

وفي الباب أيضًا عن زياد بن لبيد وعن وحشي بن حرب.

فأما حديث زياد بن لبيد فله عنه طريقان:

الأول: يرويه سالم بن أبي الجَعْد الكوفي عن زياد بن لبيد قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا فقال "ذلك عند أوان ذهاب العلم" قلت: يا رسول الله، وكيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرئه أبناءنا ويقرئه أبناؤنا أبناءهم إلى يوم القيامة؟ فقال "ثكلتك أمك زياد إن كنت لأراك من أفقه رجل بالمدينة أو ليس هذه اليهود والنصارى يقرؤون التوراة والإنجيل ولا يعملون بشيء منهما".

أخرجه أبو خيثمة في "العلم"(52) وابن أبي شيبة في "مسنده"(مصباح الزجاجة 4/ 194) وفي "مصنفه"(10/ 536 - 537) وأحمد (18/ 24 - 219 و160) والبخاري في "الكبير"(2/ 1/ 344) وابن ماجه (4048) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1999) والطبري في "المنتخب"(ص 575) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(885) والطحاوي في "المشكل"(305) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 234) والطبراني في "الكبير"(5290 و5291) والحاكم (3/ 590) وأبو نعيم في "الصحابة"(3040) وفي "الإمامة"(64) وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 274) والمزي (9/ 508).

عن الأعمش

ص: 6597

وأحمد (4/ 219) وأبو القاسم البغوي (887) والطبراني في "الكبير"(5292) والحاكم (1/ 100).

عن عمرو بن مرة الكوفي.

كلاهما عن سالم بن أبي الجعد به.

قال البخاري: لا أرى سالما سمع من زياد".

وقال في "الأوسط"(1/ 120): وهو مرسل لا يصح".

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين".

وقال ابن كثير: هذا إسناد صحيح" التفسير 2/ 76.

وقال البوصيري: رجال إسناده ثقات إلا أنه منقطع، قال البخاري في "التاريخ الصغير": لم يسمع سالم بن أبي الجعد من زياد بن لبيد، وكذا قال الذهبي في "الكاشف" في ترجمة زياد" المصباح 4/ 194.

قلت: وكذا قال الحافظ في "الإصابة"(4/ 33)، وقول الحاكم: على شرط الشيخين، وهم، لأنّ الشيخين لم يخرجا رواية سالم عن زياد.

الثاني: يرويه أبو طُوَالة عبد الله بن عبد الرحمن بن مَعْمر الأنصاري عن زياد بن لبيد قال: قلت: يا رسول الله، كيف يقبض العلم ونحن نقرأ القرآن ونعلمه أبناءنا ونساءنا وأزحانا؟ قال "والله إن كنت لأحسبك يا زياد لمن فقهاء المسلمين، ألست تعلم أنّ التوراة والإنجيل أنزلت على اليهود والنصارى فما نفعهم إذ لم يعملوا به".

أخرجه الطبراني في "الكبير"(5293) عن محمود بن محمد الواسطى ثنا وهب بن بقية أنا خالد بن عبد الله عن أبي طوالة به.

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(3/ 1205 - 1206) عن الطبراني به.

قال الحافظ: وهو منقطع بين أبي طوالة وزياد" الإصابة 4/ 34.

وأما حديث وحشي بن حرب فأخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 137) عن محمد بن يحيى بن منده الأصبهاني ثنا إسحاق بن زيد الخطابي ثنا محمد بن سليمان بن أبي داود ثنا وحشي بن حرب بن وحشي عن أبيه عن جده مرفوعًا "يوشك العلم أن يختلس من الناس حتى لا تقدرون منه على شيء" فقال زياد بن لبيد: وكيف يختلس منا العلم وقد قرأنا القرآن وأقرأناه أبناءنا؟ قال "ثكلتك أمك با ابن لبيد هذه التوراة والإنجيل بأيدي اليهود والنصارى ما يرفعون بها رأسا".

ص: 6598

قال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 1/ 201.

قلت: حرب بن وحشي ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال البزار: مجهول في الرواية، وقال صالح جزرة: لا يشتغل به، وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى ابنه وحشي.

وابنه وحشي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال العجلي: لا بأس به، وقال صالح جزرة: لا يشتغل به، وقال الذهبي في "الكاشف": لين، وقال الحافظ في "التقريب": مستور.

ومحمد بن سليمان هو الحراني المعروف ببومة مختلف فيه.

وإسحاق بن زيد ذكره ابن حبان في "الثقات".

وابن منده إمام كبير حافظ مجود كما في "السير".

4623 -

"يا أيها الناس على كل أهل بيت في كل عام أضحية وعتيرة، هل تدرون ما العتيرة؟ هي التي يسمونها الرجيبة".

قال الحافظ: وأما الحديث الذي أخرجه أصحاب السنن من طريق أبي رملة عن مخنف بن محمد بن سليم قال: كنا وقوفا مع النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة فسمعته يقول: فذكره، فقد ضعفه الخطابي، لكن حسنه الترمذي، وجاء من وجه آخر عن عبد الرزاق عن مخنف بن سليم" (1).

تقدم الكلام عليه في حرف العين فانظر حديث "على كل أهل بيت أضحية".

4624 -

"يا بني شيبة، كلوا مما يصل اليكم من هذا البيت بالمعروف".

قال الحافظ: وروى ابن عائذ من طريق علي بن أبي طلحة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (2).

4625 -

"يا بني عبد مناف من وَلِيَ منكم من أمر الناس شيئًا فلا يمنعنّ أحدا طاف بهذا البيت وصلى أي ساعة شاء من ليل أو نهار".

قال الحافظ: رواه الشافعي وأصحاب السنن وصححه الترمذي وابن خزيمة وغيرهما من حديث جبير بن مطعم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (3).

صحيح

(1) 12/ 15 (كتاب العقيقة - باب العتيرة).

(2)

9/ 79 (كتاب المغازي - باب دخول النبي صلى الله عليه وسلم من أعلى مكة).

(3)

4/ 234 (كتاب الحج - باب الطواف بعد الصبح والعصر).

ص: 6599

ورد من حديث جببر بن مطعم ومن حديث ابن عباس ومن حديث ابن عمر ومن حديث عبد الرحمن بن سابط مرسلًا.

فأما حديث جبير بن مطعم فله عنه طرق:

الأول: يرويه أبو الزبير محمد بن مسلم المكي واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن أبي الزبير أنَّه سمع عبد الله بن باباه (1) يخبر عن جبير بن مطعم به مرفوعًا.

منهم:

1 -

سفيان بن عيينة.

أخرجه الشافعي في "الأم"(1/ 131) وفي "اختلاف الحديث"(ص 127) وفي "الرسالة"(ص 325) والحميدي (561) وابن أبي شيبة (14/ 257) وأحمد (4/ 80) والدارمي (1932) والأزرقي في "أخبار مكة"(2/ 19) وأبو داود (1894) وابن ماجه (1254) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 206) والترمذي (868) والفاكهي في "أخبار مكة"(487) والبزار (3451) والنسائي (1/ 228 و5/ 176) وفي "الكبرى"(1561 و3946) وأبو يعلى (7396 و7415) وابن خزيمة (1280) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(796) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 186) وابن حبان (1552 و1554) والطبراني في "الكبير"(1600) والدارقطني (1/ 423 و2/ 266) والحاكم (1/ 448) والبيهقي (2/ 461 و5/ 92) وفي "الصغرى"(934 و935) وفي "معرفة السنن"(3/ 432) وابن عبد البر في "التمهيد"(13/ 44 - 45) والخطيب في "الفقيه"(1/ 109) وفي "الموضح"(1/ 310) والبغوي في "شرح السنة"(780).

2 -

ابن جريج.

أخرجه عبد الرزاق (9004) وأحمد (4/ 81 و84) وابن خزيمة (1280) والطبراني في "الكبير"(1599) والدارقطني (2/ 266) والخطيب في "الموضح"(1/ 310 - 131 و311).

3 -

عمرو بن الحارث المصري.

أخرجه الفاكهي (488) وابن حبان (1553) والطبراني (1601).

- وقال الجراح بن منهال الجزري: عن أبي الزبير عن نافع بن جبير بن مطعم سمع أباه جبير بن مطعم.

(1) وسماه بعضهم: بابيه.

ص: 6600

أخرجه الدارقطني (1/ 424).

والجراح بن منهال قال البخاري ومسلم: منكر الحديث، وقال أبو حاتم والنسائي: متروك الحديث، زاد أبو حاتم: ذاهب الحديث لا يكتب حديثه، وكذبه غير واحد.

- وقال معقل بن عبيد الله الجزري: عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله.

أخرجه الدارقطني (1/ 424) عن الحسين بن أحمد بن سعيد الرهاوي ثنا أبو عوانة أحمد بن أبي معشر ثنا عبد الرحمن بن عمرو ثنا معقل به.

والحسين بن أحمد وأحمد بن أبي معشر لم أر من ترجمهما، وعبد الرحمن بن عمرو هو الحراني قال أبو زرعة: شيخ.

ولم ينفرد معقل به بل تابعه أيوب السختياني عن أبي الزبير وأظنه عن جابر.

أخرجه الدارقطني (1/ 424) عن عبد الله بن محمد بن إسحاق المروزي ثنا حفص بن عمرو الرَّبَالي ثنا عبد الوهاب الثقفي ثنا أيوب به.

قال الحافظ: وهو معلول، فإنّ المحفوظ عن أبي الزبير عن عبد الله بن باباه عن جبير، لا عن جابر" التلخيص 1/ 190.

- وقال ثمامة بن عبيدة البصري: عن أبي الزبير عن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6331) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 273) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 121 - 122).

وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن علي بن عبد الله بن عباس إلا أبو الزبير، تفرد به ثمامة".

وقال أبو نعيم: تفرد به ثمامة عن أبي الزبير".

قلت: وثمامة قال أبو حاتم: منكر الحديث، ضعفه ابن المديني ونسبه إلى الكذب. وذكره البخاري والعقيلي والدولابي وابن الجارود في "الضعفاء".

وحديث سفيان بن عيينة ومن تابعه أصح.

قال البيهقي: أقام ابن عيينة إسناده، ومن خالفه في إسناده لا يقاومه، فرواية ابن عيينة أولى أن تكون محفوظة".

وقال الترمذي: حديث حسن صحيح".

ص: 6601

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" (1).

قلت: إسناده صحيح، وعبد الله بن باباه سمع جبير بن مطعم، إلا أنّ مسلما لم يخرج روايته عن جبير بن مطعم.

ولم ينفرد أبو الزبير به بل تابعه عبد الله بن أبي نجيح المكي عن عبد الله بن باباه قال: سمعت جبير بن مطعم به.

أخرجه أحمد (4/ 82 و83) ويعقوب بن سفيان (2/ 206) والبزار (3452) والطبراني (1602) والبيهقي (5/ 110) والخطيب في "الموضح"(1/ 309 - 310 و310) من طرق عن محمد بن إسحاق المدني ثني عبد الله بن أبي نجيح به.

وإسناده حسن، ابن إسحاق صدوق، وابن أبي نجيح وابن باباه ثقتان.

الثاني: يرويه نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه.

ورواه عن نافع بن جبير غير واحد، منهم:

1 -

عمرو بن دينار.

أخرجه البزار (3450) والطبراني (1567) والدارقطني (1/ 425). عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير.

والدارقطني (1/ 425) عن يزيد بن هارون الواسطي.

كلاهما عن إسماعيل بن مسلم عن عمرو بن دينار به.

وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن مسلم المكي.

2 -

عكرمة بن خالد.

أخرجه الدارقطني (1/ 424 و2/ 266) من طريق يحيي بن عبد الله بن الضحاك البَابَلُتِّي ثنا عمرو بن قيس عن عكرمة بن خالد به.

وإسناده ضعيف لضعف البابلتي.

(1) وقال النووي في "الخلاصة"(1/ 272): صحيح".

ص: 6602

3 -

عطاء بن أبي رباح.

أخرجه العقيلي (3/ 72) والدارقطني (1/ 425) من طريق خلاد بن يحيي بن صفوان السُّلمي ثنا عبد الوهاب بن مجاهد ثني عطاء به.

وإسناده ضعيف لضعف عبد الوهاب بن مجاهد بن جبر المكي.

الثالث: يرويه رجاء صاحب الدكي عن مجاهد أبي الحجاج عن جبير بن مطعم.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(1603) عن العباس بن حمدان الحنفي ثنا يحيي بن حكيم ثنا الفضل بن قرة بن أخي الحسن بن أبي جعفر ثنا رجاء به.

والفضل بن قرة لم أقف له على ترجمة، ورجاء صاحب الدكي أظنه ابن الحارث، فقد قال سريج بن النعمان البغدادي: ثنا أبو الوليد العدني ثنا رجاء أبو سعيد ثنا مجاهد عن ابن عباس به.

أخرجه الدارقطني (1/ 425 - 426).

ورجاء هو ابن الحارث أبو سعيد ضعفه ابن معين وغيره كما في "الميزان".

وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير"(11359) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ثنا حسان بن إبراهيم عن إبراهيم الصائغ ثني عطاء عن ابن عباس مرفوعا "يا بني عبد مناف إن وليتم هذا الأمر بعدي فلا تمنعت أحدا طاف بهذا البيت أو صلى أية ساعة شاء من ليل أو نهار".

وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات، وإبراهيم هو ابن ميمون الصائغ.

ورواه ابن خزيمة عن ابن أبي الشوارب فقال فيه: عن إبراهيم بن يزيد بن مردانبة عن عطاء عن ابن عباس.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 186).

والأول أصح لأنّ إبراهيم الصائغ مذكور في الرواة عن عطاء، وحسان بن إبراهيم مذكور في الرواة عن إبراهيم الصائغ، بخلاف ابن مردانبة فإنّه لم يذكر في الرواة عن عطاء، ولم يذكر حسان بن إبراهيم في الرواة عنه.

ولم ينفرد إبراهيم الصائغ به بل تابعه:

1 -

ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس به.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(501) و"الصغير"(55) من طريق سليم بن مسلم الخشاب ثنا ابن جريج به.

ص: 6603

وقال: لم يروه عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس إلا سليم بن مسلم".

قلت: ذكره النسائي في "الضعفاء" فقال: متروك الحديث، وقال ابن معين: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث.

وخالفه غير واحد رووه عن ابن جريج عن عطاء مرسلًا، منهم:

أ- عبد الرزاق (9003).

ب- عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد المكي.

أخرجه الشافعي في "الأم"(1/ 131) وفي "اختلاف الحديث"(ص 127 - 128) وفي "الرسالة"(ص 325 - 326).

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "المعرفة"(3/ 433).

ت- مسلم بن خالد الزَّنْجي.

أخرجه الشافعي في "الأم"(1/ 131) وفي "اختلاف الحديث"(ص 127 - 128).

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "المعرفة"(3/ 433).

2 -

طلحة بن عمرو المكي عن عطاء عن ابن عباس به.

أخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 387) عن أبي نعيم الفضل بن دكين ثنا طلحة به.

وأخرجه الفاكهي (489) من طريق الفضل بن موسى المروزي ثنا طلحة به.

وإسناده ضعيف لضعف طلحة بن عمرو.

وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5562) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا الحسن بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ثنا عمران بن محمد عن ابن أبي ليلى عن عبد الكريم عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعًا "يا بني عبد مناف لا أعرفنكم ما منعتم أحدا يطوف بالبيت أن يصلي أي ساعة شاء من ليل أو نهار".

وقال: لا يُروى هذا الحديث عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد، تفرد به الحسن بن عبد الرحمن بن أبي ليلى".

قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث إذا لم يكن في إسناد خبره ضعيف، وقال أبو حاتم صدوق.

ص: 6604

وعمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ: مقبول.

وأبوه ضعيف لسوء حفظه وكثرة خطأه.

والباقون ثقات.

وأما حديث عبد الرحمن بن سابط فأخرجه مسدد (المطالب 1219) عن يحيي بن سعيد القطان ثنا الحسن بن يزيد أبو يونس القوي قال: سمعت عبد الرحمن بن سابط يقول: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة يمشي التفت إلى البيت فقال: والله لا أعلم بيتا وضعه الله تعالى في الأرض أحبّ إليّ منك، ولا بلدة أحب إلي منك، وما خرجت عنك رغبة، ولكن أخرجني الذين كفروا، ثم نادى: يا بني عبد مناف، لا يحل لعبد أن يمنع عدا يطوف بهذا الببت أي ساعة شاء من ليل أو نهار".

ورواته ثقات.

4626 -

حديث أبي أمامة قال: لما نزلت {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ} [الشعراء: 214] جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بني هاشم ونساءه وأهله فقال: "يا بني هاشم اشتروا أنفسكم من النار واسعوا في فكاك رقابكم، يا عائشة بنت أبي بكر، يا حفصة بنت عمر، يا أم سلمة، فذكر حديثا طويلًا.

قال الحافظ: عند الطبراني من حديث أبي أمامة قال: فذكره" (1).

ضعيف.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(7890) ثنا أحمد بن المعلى الدمشقي ثنا هشام بن عمار ثنا صدقة بن خالد ثنا عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة قال: فذكره.

قال الهيثمي: وفيه علي بن يزيد وهو متروك" المجمع 7/ 86.

وقال الساجي: اتفق أهل العلم على ضعف علي بن يزيد الألهاني".

4627 -

حديث ثوبان قال: ذبح النبي صلى الله عليه وسلم أضحيته ثم قال لي: "يا ثوبان أصلح لحم هذه" فلم أزل أطعمه منه حتى قدم المدينة.

قال الحافظ: أخرج مسلم (1975) من حديث ثوبان قال: فذكره" (2).

(1) 10/ 118 (كتاب التفسير - سورة الشعراء - باب {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ (214)} [الشعراء:214]).

(2)

11/ 485 (كتاب الأطعمة - باب ما كان السلف يدخرون في بيوتهم).

ص: 6605

4628 -

عن جابر قال: سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قوت كل رجل منا تمرة كل يوم، فكان يمصها، وكنا نختبط بقسينا ونأكل، وسرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلنا واديًا أفيح، فذكر قصة الشجرتين اللتين التقتا بأمر النبي صلى الله عليه وسلم حتى تستر بهما عند قضاء الحاجة، وفيه قصة القبرين اللذين غرس في كل منهما غصنا، وفيه: فأتينا العسكر فقال "يا جابر، ناد الوضوء" فذكر القصة بطولها في نبع الماء من بين أصابعه، وفيه: وشكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع، فقال "عسى الله أن يطعمكم" فأتينا سيف البحر فزجر البحر زجرة فألقى دابة فأورينا على شقها النار فاطبخنا واشتوينا وأكلنا وشبعنا" وذكر أنه دخل هو وجماعة في عينها، وذكر قصة الذي دخل تحت ضلعها ما يطأطىء رأسه وهو أعظم رجل في الركب على أعظم جمل.

قال الحافظ: وقع في أواخر صحيح مسلم (3006) في الحديث الطويل من طريق الوليد بن عبادة بن الصامت أنهم دخلوا على جابر فروأه يصلي في ثوب، الحديث.

وفيه قصة النخامة في المسجد، وفيه: أنهم خرجوا في غزاة ببطن بواط، وفيه قصة الحوض، وفيه قيام المأمومين خلف الإمام، كل ذلك مطول، وفيه قال: فذكره" (1).

4629 -

عن عكرمة قال: أبطأ جبريل في النزول أربعين يوما، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"يا جبريل، ما نزلت حتى اشتقت إليك" قال: أنا كنت أشوق إليك ولكني مأمور، وأوحى الله إلى جبريل: قل له {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ} [مريم: 64] ".

قال الحافظ: وروى عبد بن حميد وابن أبي حاتم من طريق عكرمة قال: فذكره" (2).

مرسل.

أخرجه ابن أبي حاتم سنين "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(3/ 130) من طريق الحكم بن أبان العدني عن عكرمة قال: فذكره.

قال ابن كثير: غريب".

4630 -

حديث عصمة بن مالك قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض سكك المدينة فانتهى إلى سباطة قوم فقال "يا حذيفة استرني".

قال الحافظ: رواه الطبراني" (3).

(1) 12/ 39 (كتاب الذبائح - باب قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ} [المائدة: 96]).

(2)

10/ 44 (كتاب التفسير: سورة مريم - باب قوله {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ} [مريم: 64]).

(3)

1/ 342 (كتاب الوضوء - باب البول عند صاحبه والتستر بالحائط).

ص: 6606

أخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 179) عن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد المصري ثنا خالد بن عبد السلام الصدفي ثنا الفضل بن المختار عن عبد الله بن موهب عن عصمة بن مالك الخطمي قال: فذكره، وزاد: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فبال قائما، ثم دعا بماء فتوضأ ومسح على الخف وصلّى.

قال الهيثمي: وفيه الفضل بن المختار وهو منكر الحديث يحدث بالأباطيل" المجمع 1/ 257.

4631 -

حديث علي قال: قاتلت يوم بدر شيئًا من قتال ثم جئت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في سجوده "يا حي يا قيوم" فرجعت فقاتلت ثم جئت فوجدته كذلك.

قال الحافظ: رواه النسائي والحاكم" (1).

أخرجه ابن سعد (2/ 26) أنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي أنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن مَوْهَب ثني إسماعيل بن عون بن عبيد الله بن أبي رافع عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه محمد بن عمر عن علي بن أبي طالب قال: لما كان يوم بدر قاتلت شيئًا من قتال ثم جئت مسرعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأنظر ماذا فعل، فإذا هو ساجد يقول "يا حي يا قيوم، يا حي يا قيوم" لا يزيد عليهما، ثم رجعت إلى القتال، ثم جئت وهو ساجد يقول ذلك، ثم ذهبت إلى القتال، ثم رجعت وهو ساجد يقول ذلك، ففتح الله عليه.

وأخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(611) وأبو يعلى (530) عن محمد بن بشار ثنا عبيد الله بن عبد المجيد به.

- ورواه محمد بن المثنى ومحمد بن معمر البحراني عن عبيد الله بن عبد المجيد فقالا فيه: عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه محمد بن عمر عن أبيه عن علي.

أخرجه البزار (662).

- ورواه محمد بن سنان القزاز عن عبيد الله بن عبد المجيد فقال فيه: عن عبد الله بن محمد بن عمر عن أبيه عن جده عن علي.

أخرجه البيهقي في "الدلائل"(3/ 49).

وحديث محمد بن المثنى ومحمد بن معمر أصح، ومحمد بن سنان موافق لهما فيما قالاه.

(1) 8/ 291 (كتاب المغازي - باب قول الله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ} [الأنفال: 9]).

ص: 6607

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد".

وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 10/ 147.

قلت: عبيد الله بن عبد المجيد قال ابن معين وغيره: ليس به بأس، وعبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مَوْهَب مختلف فيه، وإسماعيل بن عون لم أر من وثقه، وقد ترجمه الحافظ في "التهذيب" وغيره فلم يذكروا عنه راويا إلا عبيد الله بن عبد الرحمن فهو مجهول، وعبد الله بن محمد بن عمر وثقه الدارقطني وغيره، ومحمد بن عمر بن علي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وعمر بن علي وثقه العجلي وابن حبان والدارقطني.

4632 -

عن يونس بن محمد بن فضالة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاهم في بني ظفر ومعه ابن مسعود وناس من أصحابه فأمر قارئا فقرأ فأتى على هذه الآية {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (41)} [النساء: 41] فبكى حتى ضرب لحياه ووجنتاه فقال "يا رب هذا على من أنا بين ظهريه فكيف بمن لم أره".

قال الحافظ: أخرجه ابن أبي حاتم والطبراني وغيرهما" (1).

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/16) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(5344) وابن قانع في "الصحابة"(3/ 21 - 22) والطبراني في "الكبير"(19/ 243 - 244) وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" وابن شاهين في "معجم الصحابة" كما في "الإصابة"(9/ 105) وأبو نعيم في "الصحابة"(664) من طريقين عن فضيل بن سليمان البصري النميري ثنا يونس بن محمد بن فضالة الظفري الأنصاري عن أبيه وكان ممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاهم في مسجد بني ظفر وذكر الحديث.

قال ابن شاهين: لا أعلم روى محمد بن فضالة غير هذا الحديث".

وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 7/ 4.

قلت: فضيل بن سليمان مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، ويونس بن محمد ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.

(1) 10/ 476 (كتاب فضائل القرآن - باب البكاء عند قراءة القرآن).

ص: 6608

وللحديث شاهد عن لبيبة الأنصاري أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (41)} [النساء: 41] بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال "يا رب هذا شهدت على من أنا بين ظهريه فكيف بمن لم أر؟ ".

أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 221) ثنا القاسم بن عباد ثنا إسحاق بن بهلول ثنا ابن أبي فُديك عن يحيى بن عبد الرحمن بن لبيبة عن أبيه عن جده به.

قال الهيثمي: وعبد الرحمن بن لبيبة لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 7/ 5.

قلت: وشيخ الطبراني لم أقف له على ترجمة.

4633 -

"يا سعد، إن كنت خلقت للجنة فما طال من عمرك أو حسن من عملك فهو خير لك".

قال الحافظ: حديث أبي أمامة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لسعد: فذكره، أخرجه (1) بسند لين" (2).

ضعيف.

أخرجه أحمد (5/ 267) والطبراني في "الكبير"(7870) من طريق مُعان بن رفاعة الشامي ثنا علي بن يزيد عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة قال: جلسنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ورققنا، فبكى سعد بن أبي وقاص فأكثر البكاء فقال: يا ليتني مت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "يا سعد، أعندي تتمنى الموت" فردد ذلك ثلاث مرات، ثم قال "يا سعد إن كنت خلقت للجنة فما طال عمرك أو حسن من عملك فهو خير لك، وإن تك خلقت للنار فبئست الشيىء تتعجل إليه".

قال الهيثمي: وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف" المجمع 10/ 203.

قلت: وهو كما قال.

4634 -

حديث المغيرة بن شعبة: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ برداء سفيان بن سهل وهو يقول: "يا سفيان لا تسبل فإنّ الله لا يحب المسبلين".

قال الحافظ: وأخرج النسائي وابن ماجه وصححه ابن حبان من حديث المغيرة بن شعبة: فذكره" (3).

(1) سقط من الكتاب ذكر من أخرج الحديث.

(2)

12/ 235 (كتاب المرضى - باب تمني المريض الموت).

(3)

12/ 378 (كتاب اللباس - باب من جر ثوبه من الخيلاء).

ص: 6609

يرويه شريك بن عبد الله القاضي عن عبد الملك بن عمير واختلف عنه في شيخ عبد الملك بن عمير:

- فقال أبو النضر هاشم بن القاسم البغدادي: ثنا شريك عن عبد الملك عن حصين عن المغيرة بن شعبة قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بحُجْزَة سفيان بن أبي سهل وهو يقول "يا سفيان بن أبي سهل لا تسبل إزارك فإنّ الله لا يحب المسبلين".

أخرجه أحمد (4/ 246 و250).

وتابعه علي بن الجَعْد الجوهري عن شريك به.

أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2326).

- وقال محمد بن عمر بن مطرف الهاشمي أبو المطرف بن أبي الوزير: عن شريك عن عبد الملك عن حصين بن عقبة عن المغيرة.

أخرجه ابن حبان (5442).

- وقال أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي: ثنا شريك عن عبد الملك عن حصين بن قبيصة عن المغيرة.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 423).

- وقال موسى بن داود الضَّبِّي: عن شريك عن عبد الملك عن قبيصة بن جابر عن المغيرة.

أخرجه أحمد (4/ 250) وابن منده كما في "النكت الظراف"(8/ 473).

وتابعه يحيى بن عبد الحميد الحماني في "مسنده"(النكت الظراف 8/ 473) عن شريك به.

ومن طريقه أخرجه الطبراني (20/ 423) وأبو نعيم في "الصحابة"(3508).

- ورواه يزيد بن هارون الواسطي عن شريك واختلف عنه:

• فقال أحمد (4/ 250 و253): ثنا يزيد بن هارون ثنا شريك عن عبد الملك عن حصين بن عقبة عن المغيرة.

• وقال العباس بن عبد العظيم البصري: ثنا يزيد بن هارون أنا شريك عن عبد الملك بن عمير عن حصين بن قبيصة عن المغيرة.

ص: 6610

أخرجه النسائي في "الكبرى"(9704).

وتابعه ابن أبي شيبة (8/ 395) عن يزيد بن هارون به.

ورواه ابن ماجه (3574) عن ابن أبي شيبة به (1).

قال الحافظ في "الإصابة"(4/ 208): حصين بن عقبة أصح".

قلت: وحصين هذا ذكره ابن حبان في "الثقات"، وشريك مختلف فيه ونسبه غير واحد لسوء الحفظ.

4635 -

حديث بشر بن الخَصَاصِية أنّ النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا يمشي بين القبور وعليه نعلان سبتيتان فقال "يا صاحب السّبْتِيَّتين ألق نعليك".

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي وصححه الحاكم" (2).

وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه أحمد وأبو داود وصححه الحاكم" (3).

صحيح.

أخرجه الطيالسي (ص 153) ثنا الأسود بن شيبان ئني خالد بن سُمَير ثني بشر بن نهيك قال: حدثنا بشير رسول الله صلى الله عليه وسلم بشير بن الخصاصية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سماه بشيرا وكان اسمه قبل ذلك زَحْم.

قال: بينما أنا أماشي رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذ بيده أو قال اَخذ بيدي إذ قال لي "يا ابن الخصاصية ما أصبحت تنقم على الله أصبحت تماشي رسول الله صلى الله عليه وسلم" قال: قلت: لا أنقم على الله شيئًا بأبي أنت وأمي، كل خير صنع الله بي، كل خير صنع بي، قال: فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبور المشركين فقال "سبق هؤلاء خيرا كثيراً" ثم أتى على قبور المسلمين فقال "أدرك هؤلاء خيراً كثيرًا، أدرك هؤلاء خيرًا كثيرًا" ثم حانت من رسول الله صلى الله عليه وسلم نظرة فإذا رجل يمشي بين القبور في نعلين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا صلحب السبتيتين ألق سبتيتيك" فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى بهما.

ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 510) وابن حبان (3170) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1175).

(1) ورواه عبيد بن غنام الكوفي عن ابن أبي شيبة فقال فيه: عن حصين بن عقبة. أخرجه الطبراني (20/ 423 - 424).

(2)

3/ 449 (كتاب الجنائز - باب الميت يسمع خفق النعال).

(3)

12/ 426 (كتاب اللباس - باب النعال السبتية).

ص: 6611

وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 396) وأحمد (5/ 83 و224) وابن ماجه (1568) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1651) والنسائي (4/ 78 - 79) وفي "الكبرى"(2175) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 510) والحاكم (1/ 373).

عن وكيع وأحمد (5/ 84) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري.

وأحمد (5/ 83 - 84) عن يزيد بن هارون الواسطي.

والبخاري في "لأدب المفرد"(775) وأبو داود (3230) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 88 - 89) والطبراني في "الكبير"(1230) وابن عبد البر في "التمهيد"(21/ 78 - 79) والمزي (8/ 90 - 91).

عن سهل بن بكار الدارمي.

والبخاري (1) في "الأدب المفرد"(829) وابن عبد البر (21/ 78 و79 - 80) عن سليمان بن حرب البصري.

والحاكم (1/ 373) والبيهقي (4/ 80) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل.

والطبراني في "الكبير"(1230) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1175) والمزي (8/ 90 - 91). عن حجاج بن منهال البصري.

وابن سعد (7/ 55) والطبراني في "الكبير"(1230) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1175) والمزي (8/ 90 - 91) عن مسلم بن إبراهيم البصري.

وابن حبان (3170)

(1) سقط من إسناده: بشير بن الخصاصية، والصواب إثباته فقد أخرجه ابن سعد (7/ 55) عن سليمان بن حرب فأثبته.

ص: 6612

عن عبد الرحمن بن مهدي وابن عبد البر (21/ 79 - 80) عن عفان بن مسلم البصري كلهم عن الأسود بن شيبان به.

وقال أبو عبيد في "الغريب"(2/ 50) بلغني عن الأسود بن شيبان به.

قال عبد الرحمن بن مهدي: كنت كون مع عبد الله بن عثمان في الجنائز فلما بلغ المقابر حدثته بهذا الحديث فقال: حديث جيد ورجل ثقة. ثم خلع نعليه فمشى بين القبور" الإحسان لابن حبان 7/ 442 - سنن ابن ماجه 1/ 500.

قوله "ورجل ثقة" قال الحافظ في "التهذيب"(1/ 340): يعني الأسود بن شيبان.

وقال الحاكم: صحيح الإسناد".

وقال البيهقي: هذا حديث قد رواه جماعة عن الأسود بن شيبان، ولا يعرف إلا بهذا الإسناد".

قلت: وهو إسناد صحيح رجاله ثقات، وخالد بن سمير تفرد بالرواية عنه الأسود بن شيبان لكن وثقه النسائي والعجلي وابن حبان.

وقال النووي في "الخلاصة"(2/ 1070): إسناده حسن".

4636 -

عن قَسَامة بن زهير قال: بلغني أنّه صلى الله عليه وسلم وضع أصابعه في أذنه ورفع صوته وقال "يا صباحاه".

قال الحافظ: وعند الطبري من مرسل قسامة بن زهير قال: فذكره، ووصله مرة أخرى عن قسامة عن أبي موسى الأشعري، وأخرجه الترمذي موصولا" (1).

يرويه عوف بن أبي جميلة الأعرابي واختلف عنه:

- فقال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري النحوي: عن عوف عن قَسَامة بن زهير: حدثني الأشعري قال: لما نزل -وأنذر عشيرتك الأقربين- وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبعيه في أذنيه فرفع من صوته فقال "يا بني عبد مناف، يا صباحاه"

(1) 10/ 119 - 120 (كتاب التفسير: سورة الشعراء - باب {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)} [الشعراء: 214]).

ص: 6613

أخرجه الترمذي (3186) والطبري في "تفسيره"(19/ 120) عن عبد الله بن أبي زياد الحكم القَطَواني ثنا أبو زيد الأنصاري به.

وإسناده حسن، أبو زيد الأنصاري صدوق، والباقون ثقات.

قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه من حديث أبي موسى، وقد رواه بعضهم عن عوف عن قسامة بن زهير عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، ولم يذكروا فيه عن أبي موسى، وهو أصح، ذاكرت به محمد بن إسماعيل فلم يعرفه من حديث أبي موسى".

- وقال أبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل: ثنا عوف عن قسامة قال: أظنه عن الأشعري.

أخرجه الطبري (19/ 120) عن محمد بن بشار ثني أبو عاصم به.

ورواته ثقات.

- وقال عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي ومحمد بن جعفر غُنْدر: عن عوف عن قسامة قال: بلغني أنّه لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)} [الشعراء: 214].

أخرجه الطبري (19/ 120) عن محمد بن بشار ثنا عبد الوهاب ومحمد بن جعفر به.

وهذا مرسل رواته ثقات.

4637 -

"يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة، فإنها تسدّ من الجائع مسدّها من الشبعان".

قال الحافظ: وله (أي أحمد) من حديث عائشة بإسناد حسن: فذكره. ولأبي يعلى من حديث أبي بكر الصديق نحوه وأتم منه بلفظ "تقع من الجائع موقعها من الشبعان"(1).

روي من حديث عائشة ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أبي بكر الصديق.

فأما حديث عائشة فأخرجه أحمد (6/ 79) ثنا محمد بن عبد الله ثنا كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: فذكره.

وأخرجه ابن شاهين في "الترغيب"(378) من طريق أحمد بن أبي سريج الرازي ثنا أبو أحمد الزبيري -وهو محمد بن عبد الله- به.

قال البوصيري: إسناده حسن" إتحاف الخيرة 3/ 364.

(1) 4/ 26 (كتاب الزكاة - باب اتقوا النار ولو بشق تمرة).

ص: 6614

قلت: كثير بن زيد هو الأسلمي مختلف فيه، والمطلب بن عبد الله هو ابن حَنْطب المخزومي ثقة كما قال الدارقطني وغيره إلا أنّه اختلف في روايته عن عائشة، فقال أبو حاتم: روايته عن عائشة مرسلة ولم يدركها، وسئل أبو زرعة: سمع المطلب من عائشة؟ فقال: نرجو أن يكون سمع منها.

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه العقيلي (2/ 215) وابن عدي (4/ 1406) من طريق محمد بن عبد الملك الواسطي ثنا صلة بن سليمان ثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعًا "اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإنها تسدّ من الجائع مسدّها من الشبعان".

قال ابن عدي: هذا الحديث لصلة لا يحدث به غيره ولا أعلم يرويه عن محمد بن عمرو غيره".

وقال العقيلي: لا يتابع على هذا الحديث ولا على كثير من حديثه".

قلت: صلة بن سليمان كذبه ابن معين وأبو داود، وقال النسائي وأبو حاتم: متروك الحديث.

وأما حديث أبي بكر فأخرجه البزار (1/ 160 و195) وأبو يعلى (85) ثنا محمد بن إسماعيل بن علي الوساوسي ثنا زيد بن الحباب العُكْلي عن عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل عن شرحبيل بن سعد عن جابر بن عبد الله عن أبي بكر مرفوعًا "اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإها تقيم العوج، وتدفع ميتة السوء، وتقع من الجائع موقعها من الشبعان".

وأخرجه الخطابي في "الغريب"(1/ 345) من طريق سهل بن أحمد بن عثمان الواسطي ثنا الوساوسي به.

قال البزار: وهذا الحديث إنما حدّث به رجل كان بالبصرة عن زيد بن الحباب وكان متهما فيه يقال: إنه ليس له أصل من هذا الوجه فأمسكنا عن ذكره".

وقال أيضًا: وهذا الحديث لا نعلم حدّث به أحد عن زيد بن الحباب إلا محمد بن إسماعيل هذا، ولم يتابعه عليه أحد، ولا يروى عن أبي بكر إلا من هذا الوجه، ولا يحفظ هذا الكلام بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه وحده فلذلك كتباه وبينا العلة فيه".

وقال الدارقطني في "العلل"(1/ 222): لم يتابع عليه الوساوسي وهو ضعيف".

وقال الهيثمي: وفيه محمد بن إسماعيل الوساوسي وهو ضعيف جدًا" المجمع 3/ 105.

قلت: لم ينفرد به بل تابعه غير واحد من الكذابين عن زيد بن الحباب به، منهم:

1 -

محمد بن يزيد المستملي. أخرجه ابن عدي (6/ 2285).

ص: 6615

وقال: وهذا حديث الوساوسي عن زيد بن حباب سرقه منه محمد بن يزيد وغيره من الضعفاء.

وقال: محمد بن يزيد المستملي يسرق الحديث ويزيد فيها ويضع".

2 -

محمد بن الوليد بن أبان القلانسي. أخرجه ابن عدي (6/ 2289).

وقال: وهذا سرقه القلانسي من الوساوسي وهو حديثه عن زيد، وهكذا سرقه المستملي من الوساوسي.

وقال: القلانسي يضع الحديث ويوصله ويسرق ويقلب الأسانيد والمتون".

4638 -

عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى القمر فقال: "يا عائشة، استعيذي بالله من شرّ هذا، هذا الغاسق إذا وقب".

قال الحافظ: أخرجه الترمذي والحاكم من طريق أبي سلمة عن عائشة، وإسناده حسن" (1).

حسن.

أخرجه الطيالسي (ص 208) ثنا ابن أبي ذئب ثني خالي الحارث عن أبي سلمة عن عائشة قالت: أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القمر فقال "استعيذي بالله من شرّه فإنّه الغاسق إذا وقب".

وأخرجه أحمد (6/ 237) والطبري في "تفسيره"(30/ 352) عن يزيد بن هارون الواسطي وإسحاق بن راهويه في "مسند عائشة"(529) عن عثمان بن عمر بن فارس العبدي وأحمد (6/ 206) والطبري (30/ 352) والبغوي في "شرح السنة"(1367) عن وكيع والحربي في "الغريب"(2/ 715)

(1) 10/ 373 (كتاب التفسير - سورة الفلق).

ص: 6616

عن عاصم بن علي الواسطي والطحاوي في "المشكل"(1771) وأبو الشيخ في "العظمة"(677) عن عبد الله بن وهب والحاكم (2/ 540 - 541) عن آدم بن أبي إياس العسقلاني والطحاوي في "المشكل"(1772) عن أسد بن موسى المصري وأحمد (6/ 61) والنسائي في "اليوم والليلة"(306) والطبري (30/ 352) والطحاوي (1773) وابن السني (648) عن سفيان الثوري وأبو يعلى (4440) عن محمد بن بحر الهجيمي البصري كلهم عن ابن أبي ذئب عن خاله الحارث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة به.

وهكذا رواه أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي عن ابن أبي ذئب به.

أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(1517) عنه به.

وأخرجه الترمذي (3366) عن محمد بن المثنى ثنا عبد الملك بن عمرو به.

ورواه أحمد (6/ 215 و252) عن عبد الملك بن عمرو ثنا ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن والمنذر بن أبي المنذر عن أبي سلمة عن عائشة به.

فزاد فيه "المنذر بن أبي المنذر".

وتابعه محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الأسدي ثنا أبو عامر العقدي به.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(305)

وتابعه إبراهيم بن مرزوق بن دينار الأموي البصري ثنا أبو عامر العقدي به.

أخرجه الطحاوي (1773)

ص: 6617

وخالف الجميع محمد بن سنان القزاز فرواه عن أبي عامر العقدي عن ابن أبي ذئب عن الحارث عن عائشة، ولم يذكر أبا سلمة.

أخرجه الطبري (30/ 352).

والأول أصح.

قال الترمذي: حسن صحيح".

وقال الحاكم: صحيح الإسناد".

قلت: الحارث بن عبد الرحمن هو القرشي العامري لم يرو عنه غير ابن أبي ذئب. قاله ابن معين وابن المديني وغيرهما، ولذلك قال ابن المديني: مجهول، وقواه غيره فقد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أحمد: لا أرى به بأسا، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال ابن معين: مشهور، وقال الذهبي في "الميزان" والحافظ في "التقريب": صدوق، فهو حسن الحديث، وتابعه المنذر بن أبي المنذر كما تقدم، والمنذر ذكره ابن حبان في "الثقات".

وابن أبي ذئب وأبو سلمة بن عبد الرحمن ثقتان فالإسناد حسن.

4639 -

"يا عائشة إياك ومُحَقَّرَات الذنوب، فإن لها من الله طالبا".

قال الحافظ: وعند النسائي وابن ماجه عن عائشة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: فذكره، وصححه ابن حبان" (1).

صحيح.

أخرجه إسحاق في "مسند عائشة"(577) وأحمد (6/ 151) والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف"(12/ 250) وأبو يعلى كما في "مصباح الزجاجة"(4/ 245) والطحاوي في "المشكل"(4005) والدينوري في "المجالسة"(1700) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي وابن أبي شيبة (13/ 229) وابن ماجه (4243) وابن حبان (5568) عن خالد بن مخلد القَطَواني والطحاوي في "المشكل"(4006) والطبراني في "الأوسط"(2398) وأبو الشيخ في

(1) 14/ 113 (كتاب الرقاق - باب ما يتقى من محقرات الذنوب).

ص: 6618

"الطبقات"(374) وأبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين"(81) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 168) والقضاعي (955) والبيهقي في "الشعب"(6875) عن عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي وأحمد (6/ 70) عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم والطحاوي في "المشكل"(4004) عن عبد الرحمن بن مهدي (1) وأحمد (6/ 70) والدارمي (2729) عن منصور بن سلمة الخزاعي والطحاوي (4004) عن عبد الله بن محمد الفهمي والطبراني في "الأوسط"(3788) عن إسماعيل بن أبي أويس والحارث (2) في "مسنده"(بغية الباحث 1074) ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية"(3/ 168) عن محمد بن عمر الواقدي كلهم عن سعيد بن مسلم بن بَانك قال: سمعت عامر بن عبد الله بن الزبير يقول: حدثني عوف بن الحارث بن الطفيل أن عائشة أم المؤمنين أخبرته أنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: فذكره.

وفي حديث خالد بن مخلد "ومحقرات الأعمال".

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عائشة إلا بهذا الإسناد، تفرد به سعيد".

وقال أبو نعيم: تفرد به سعيد عن عامر".

(1) وسمى عوفا: فلان بن الحارث.

(2)

وقع عنده "عن عبد الرحمن بن الحارث عن عائشة" ولعله خطأ من الناسخ، والله تعالى أعلم.

ص: 6619

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 4/ 245.

قلت: وهو كما قال، وعوف بن الحارث وثقه ابن حبان واحتج به البخاري.

4640 -

حديث ابن عباس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يا عباس افد نفسك وابن أخويك عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحارث وحليفك عتبة بن عمرو فإنّك ذو مال" قال: إني كنت مسلما ولكنّ القوم استكرهوني، قال "الله أعلم بما تقول، إن كنت ما تقول حقا فإنّ الله يجزيك، ولكن ظاهر أمرك أنّك كنت علينا".

قال الحافظ: أخرجه ابن إسحاق" (1).

يرويه محمد بن إسحاق المدني واختلف عنه:

- فقال يزيد بن هارون الواسطي: قال ابن إسحاق: حدثني من سمع عكرمة عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم للعباس "يا عباس افد نفسك وابن أخيك عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحارث وحليفك عتبة بن جحدم أحد بني الحارث بن فهر" قال: فأبى، وقال: إني قد كنت مسلما قبل ذلك، وإنّما استكرهوني، قال "الله أعلم بشأنك، إن يك ما تدعي حقا فالله يجزيك بذلك، وأما ظاهر أمرك نفد كان علينا فافد نفسك" وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ منه عشرين أوقية ذهب، فقال: يا رسول الله، احسبها لي من فداي، قال "لا، ذاك شيء أعطاناه الله منك" قال: فإنه ليس لي مال، قال "فأين المال الذي وضعته بمكة حبث خرجت عند أم الفضل وليس معكما أحد غيركما فقلت: إن أصبت في سفري هذا فللفضل كذا ولقثم كذا ولعبد الله كذا؟ " قال: فوالذي بعثك بالحق ما علم بهذا أحد من الناس غيري وغيرها وإني لأعلم أنّك رسول الله.

أخرجه أحمد (1/ 353) عن يزيد به.

وإسناده ضعيف للذي لم يسم.

- وقال محمد بن سلمة الحراني: عن ابن إسحاق قال: حدثني بعض أصحابنا عن مِقْسم عن ابن عباس.

أخرجه أبو نعيم في "الدلائل"(409)

وإسناده كسابقه.

- وقال سلمة بن الفضل الأبرش: قال ابن إسحاق: عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس.

(1) 8/ 324 (كتاب المغازي - باب حدثني خليفة).

ص: 6620

أخرجه الطبري في "تاريخه"(2/ 465 - 466).

وإسناده ضعيف جدًا، الكلبي واسمه محمد بن السائب قال مسلم وغيره: متروك الحديث، وكذبه غير واحد.

- ورواه أحمد بن عبد الجبار العُطَاردي عن يونس بن بكير عن ابن إسحاق واختلف عنه:

• فقال أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم: أنا أحمد بن عبد الجبار أنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال: حدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير، وحدثني الزهري ومحمد بن يحيى بن حبان وعاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر قالوا:

أخرجه البيهقي في "الدلائل"(3/ 142 - 143).

• وقال رضوان بن أحمد الصيدلاني: ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال: حدثني الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس عن عكرمة عن ابن عباس.

أخرجه ابن عساكر (ترجمة العباس بن عبد المطلب ص 118 - 119).

- ورواه غير واحد عن ابن إسحاق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

منهم:

1 -

إبراهيم بن سعد الزهري. أخرجه ابن سعد (4/ 13 - 14).

2 -

هارون بن أبي عيسى الشامي. أخرجه ابن سعد (4/ 13 - 14).

3 -

عبد الله بن إدريس الأودي. أخرجه يعقوب بن سفيان (1/ 506).

4641 -

"يا علي اخلفني في أهلي واضرب وخذ وعظ" ثم دعا نساءه فقال "اسمعنَ لعليّ وأطعن".

قال الحافظ: في رواية عطاء بن أبي رباح مرسلًا عند الحاكم في "الإكليل" فقال: فذكره" (1).

(1) 9/ 176 (كتاب المغازي - باب غزوة تبوك).

ص: 6621

4642 -

عن جابر قال: حملني خالي الحر بن قيس في السبعين راكبًا الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار فخرج إلينا معه العباس عمه فقال "يا عمّ خذ لي على أخوالك".

قال الحافظ: رواه ابن عساكر بإسناد حسن" (1).

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أسألكم لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا".

4643 -

عن ربعي بن حِرَاش أنّ عثمان خطب إلى عمر بنته فردّه، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فلما راح إليه عمر قال "يا عمر، ألا أدلك على ختن خير من عثمان، وأدل عثمان على ختن خير منك؟ " قال: نعم يا نبي الله، قال "تزوجني بنتك وأزوج عثمان بنتي".

قال الحافظ: ووقع في رواية ربعي بن حراش عن عثمان عند الطبري وصححه هو والحاكم: فذكره. قال الحافظ الضياء: إسناده لا بأس به لكن في الصحيح أنّ عمر عرض على عثمان حفصة فرد عليه: قد بدا لي أن لا أتزوج. قلت: أخرج ابن سعد من مرسل الحسن نحو حديث ربعي، ومن مرسل سعيد بن المسيب أتم منه، وزاد في آخره: فخار الله لهما جميعًا" (2).

حسن.

وحديث عثمان أخرجه الحاكم (3/ 106 - 107) والبيهقي في "الدلائل"(3/ 159) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(181) وابن عساكر (ترجمة عثمان بن عفان ص 31 و31 - 32) من طرق عن عبيد الله بن موسى الكوفي ثنا عبيد بن الطفيل أبو سيدان ثني ربعي بن حِراش عن عثمان أنّه خطب إلى عمر ابنته فردّه، وذكر الحديث.

وإسناده حسن، عبيد صدوق، وعبيد الله وربعي ثقتان.

وقال الحاكم: صحيح الإسناد".

وتعقبه الذهبي فقال: ما في الصحيحين بخلاف هذا من أن عمر هو الذي عرضها على عثمان فامتنع".

قال الحافظ: ويحتمل في الجمع بينهما أن يكون عثمان خطب أولًا إلى عمر فردّه كما في رواية ربعي، وسبب رده يحتمل أن يكون من جهتها وهي أنّها لم ترغب في التزوج

(1) 8/ 221 - 222 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب وفود الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمكة).

(2)

11/ 80 - 81 (كتاب النكاح - باب عرض الإنسان ابنته أو أخته على أهل الخير).

ص: 6622

عن قرب من وفاة زوجها، ويحتمل غير ذلك من الأسباب التي لا غضاضة فيها على عثمان في رد عمر له، ثم لما ارتفع السبب بادر عمر فعرضها على عثمان رعاية لخاطره كما في حديث الباب، ولعل عثمان بلغه ما بلغ أبا بكر من ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لها فصنع كما صنع من ترك إفشاء ذلك ورد على عمر بجميل".

وأما حديث الحسن فأخرجه ابن سعد (8/ 82 - 83) أنا إسماعيل بن إبراهيم عن يونس عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت بعض بناته عند عثمان فتوفيت فلقيه عمر فرآه حزينا ورأى من جزعه فقال له وعرض عليه حفصة، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لقيت عثمان فرأيت من جزعه فعرضت عليه حفصة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "ألا أدلك على ختن هو خير من عثمان، وأدل عثمان على ختن هو خير له منك؟ " قال: بلى يا رسول الله، فتزوج النبي صلى الله عليه وسلم حفصة، وزوج بنتا له عثمان.

ورواته ثقات، ويونس هو ابن عبيد.

وأما حديث سعيد بن المسيب فأخرجه ابن سعد (8/ 83) عن سليمان بن حرب البصري ثنا حماد بن سلمة وحماد بن زيد عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال: أيّمت حفصة من زوجها، وأيّم عثمان من رقية، فمرّ عمر بعثمان وهو كئيب حزين فقال: هل لك في حفصة فقد فرطت عدتها من فلان؟ فلم يحر إليه شيئًا. قال: فذهب عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال "خيرا من ذلك، زوجني حفصة وأزوجه أم كلثوم أختها" قال: فتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم-حفصة، وزوج عثمان أم كلثوم.

زاد حماد بن زيد في حديثه: قال سعيد: فخار الله لهما جميعًا، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لحفصة خيرا من عثمان، وكانت بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان خيرا من حفصة بنت عمر.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(19/ 81) من طريق موسى بن إسماعيل التبوذكي ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد به.

وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدْعان.

4644 -

حديث عمر قال: اتهموا الرأي على الدين فلقد رأيتني أرد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم برأي وما ألوت عن الحق، وفيه قال: فرضي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبيت حتى قال لي "يا عمر، تراني رضيت وتأبى".

قال الحافظ: أخرجه البزار" (1).

حسن

(1) 6/ 273 (كتاب الشروط - باب الشروط في الجهاد).

ص: 6623

أخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(11/ 315 - 316) والطبراني في "الكبير"(82) والبيهقي في "المدخل"(217).

عن علي بن عبد العزيز البغوي.

والبزار (148) وأبو يعلى (المقصد العلي 63) والدولابي في "الكني"(2/ 69 - 70) واللالكائي في "السنة"(208) والهروي في "ذم الكلام"(ق 31/ ب). عن أبي موسى محمد بن المثنى البصري والهروي (ق 31/ب) عن يحيى بن حكيم المُقَوّم البصري والقطيعي في زيادات "فضائل الصحابة"(558) وفي "جزء الألف دينار"(303) وأبو نعيم في "الصحابة"(213) عن محمد بن يونس الكُدَيمي وأبو الشيخ في "الأقران"(211) وابن حزم في "الأحكام"(ص 1022 - 1023) عن محمد بن بشار البصري وأبو الشيخ في "الأقران"(211) عن أبي حفص عمرو بن علي الفلاس.

قالوا: ثنا يونس (1) بن عبيد الله أبو عبد الرحمن العُمَيْري ثنا مبارك بن فضالة ثنا عبيد الله بن عمر أني نافع عن ابن عمر عن عمر قال: يا أيها الناس اتهموا الرأي على الدين فلقد رأيتني أرد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم برأيي اجتهادا فوالله ما آلو عن الحق وذلك يوم أبي جندل والكتاب بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل مكة فقال "اكتبوا باسم الله الرحمن الرحيم" فقالوا: ترانا صدقناك بما تقول؟ ولكنّك تكتب باسمك اللهم. فرضي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبيت حتى قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "تراني أرضى وتأبى أنت" قال: فرضيت.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عمر إلا من هذا الوجه ولم يشارك مبارك في روايته عن عبيد الله في هذا الحديث أحدا، وقد رواه غير عمر".

قلت: مبارك بن فضالة صدوق يدلس وقد صرّح بالتحديث من عبيد الله بن عمر عند

(1) وعند أبي يعلى "يونس بن عبيد أبو عبيد الترجماني" وهو خطأ.

ص: 6624

أبي يعلى فانتفى التدليس، ويونس بن عبيد الله قال أبو زرعة: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطىء، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، فالإسناد حسن.

4645 -

عن عمرو بن العاص قال: بعث إليّ النبي صلى الله عليه وسلم يأمرني أن آخذ ثيابي وسلاحي، فقال "يا عمرو، إني أريد أن أبعثك على جيش فيغنمك الله ويسلمك" قلت: إني لم أسلم رغبة في المال، قال "نِعْم المال الصالح للمرء الصالح".

قال الحافظ: وروى أحمد والبخاري في "الأدب" وصححه أبو عوانة وابن حبان والحاكم من طريق عُلَي بن رباح عن عمرو بن العاص قال: فذكره" (1).

صحيح

أخرجه أحمد (4/ 197) عن عبد الرحمن بن مهدي وابن أبي شيبة (7/ 17 - 18) وفي "مسنده"(إتحاف الخيرة 6344) وأحمد (4/ 202) وفي "فضائل الصحابة"(1745) وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال"(43) وأبو يعلى (7336) وأبو بكر الخلال في "الحث على التجارة"(54) وابن حبان (3211) عن وكيع وابن قانع في "الصحابة"(2/ 213 - 214) عن الليث بن سعد وأحمد (4/ 197) والبخاري في "الأدب المفرد"(299) وأبو محمد الفاكهي في "حديثه"(14) والحاكم (2/ 2) وأبو نعيم في "الصحابة"(4995) والضياء المقدسي في "حديث أبي عبد الرحمن المقري"(31) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري وأبو عبيد في "الغريب"(1/ 93 - 94) والقضاعي (1315) والبغوي في "شرح السنة"(2495) عن سعيد بن عبد الرحمن الجمحي

(1) 9/ 137 - 138 (كتاب المغازي - باب غزوة ذات السلاسل).

ص: 6625

وابن حبان (3210) عن أبي أحمد محمد عبد الله الزبيري والطحاوي في "المشكل"(6057) عن شعيب بن الليث بن سعد وابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 163) والطبراني في "الأوسط"(3213 و9008) والحاكم (2/ 236) عن أبي صالح عبد الله بن صالح المصري والطحاوي في "المشكل"(6056) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي.

كلهم عن موسى بن عُلَي بن رباح اللخمي: سمعت أبي يقول: سمعت عمرو بن العاص قال: بعث إليّ النبي صلى الله عليه وسلم فأمرني أن آخذ علي ثيابي وسلاحي ثم آتيه.

ففعلت. فأتيته وهو يتوضأ، فصعّد إليّ البصر ثم طأطأ، ثم قال "يا عمرو، إني أريد أن أبعثك على جيش فيغنمك الله، وأزعَبُ لك زَعْبَةَ من المال صالحة".

قلت: إني لم أسلم رغبة في المال: إنما أسلمت رغبة في الإِسلام فأكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال "يا عمرو، نِعْم (1) المال الصالح للمرء الصالح".

وخالفهم عبد الله بن المبارك فرواه عن موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص عن عمرو بن العاص به.

فزاد فيه عن أبي قيس.

أخرجه ابن حبان في "روضة العقلاء"(ص 199) عن أحمد بن محمد بن الحسين ابن بنت الحسن بن عيسى بن ماسرجس ثنا جدي ثنا ابن المبارك به.

والأول أصح فقد صرّح علي بن رباح بالسماع من عمرو بن العاص (2).

(1) وفي لفظ "نِعِما".

(2)

وأما ابن حبان فقال: سمع هذا الخبر عُلَي بن رباح عن عمرو بن العاص، وسمعه من أبي قيس مولى عمرو عن عمرو، فالطريقان جميعًا محفوظان" الإحسان 8/ 7.

ص: 6626

والحديث قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم".

قلت: وهو كما قال.

4646 -

عن ابن مسعود قال: كنت أرعى غنما لعقبة بن أبي مُعَيط فمرّ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، فقال "يا غلام هل من لبن" قلت: نعم، ولكني مؤتمن.

قال الحافظ: أخرجه أحمد وابن حبان من طريق عاصم عن زر عن ابن مسعود" (1).

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّك لغلام معلم".

4647 -

"يا فاطمة احلقي رأسه وتصدقي بزنة شعره".

قال الحافظ: وفي حديث علي عند الترمذي والحاكم في حديث العقيقة عن الحسن والحسين: فذكره، قال: فوزناه فكان درهما أو بعض درهم" (2).

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 235) عن عبد الأعلي بن عبد الأعلى البصري عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن محمد بن علي بن الحسين عن علي بن أبي طالب قال: عَقَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن بشاة وقال "يا فاطمة احلقي رأسه وتصدقي بزنة شعره فضة" فوزنوه فكان وزنه درهما أو بعض درهم.

وأخرجه الترمذي (1519) عن محمد بن يحيى القُطَعي ثنا عبد الأعلى به.

وقال: هذا حديث حسن غريب، وإسناده ليس بمتصل، وأبو جعفر محمد بن علي بن الحسين لم يدرك علي بن أبي طالب".

وقال البيهقي: وهذا منقطع" السنن 9/ 304.

قلت: اختلف في هذا الحديث على ابن إسحاق، فرواه يعلي بن عبيد الطنافسي عنه عن عبد الله بن أبي بكر عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن علي.

أخرجه الحاكم (4/ 237) وسكت عليه.

وقال البيهقي: لا أدري محفوظ هو أم لا".

قلت: فيه عنعنة ابن إسحاق فإنّه كان مدلسًا.

(1) 8/ 10 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب المهاجرين).

(2)

12/ 13 (كتاب العقيقة - باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة).

ص: 6627

4648 -

عن أبي هريرة قال: لما نزلت {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)} [الشعراء: 214] دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا فاجتمعوا فعمّ وخصّ إلى أن قال: "يا فاطمة أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لكم من الله شيئًا غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها".

قال الحافظ: أخرجه مسلم (204) من طريق موسي بن طلحة عن أبي هريرة" (1).

4649 -

عن عبد الرحمن بن وعلة قال:. سألت ابن عباس عن بيع الخمر فقال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم صديق من ثقيف أو دوس فلقيه يوم الفتح براوية خمر يهديها إليه، فقال "يا فلان، أما علمت أنّ الله حرّمها" فأقبل الرجل على غلامه فقال: بعها، فقال "إنّ الذي حرّم شربها حرّم بيعها".

قال الحافظ: رواه أحمد (1/ 244)، وأخرجه مسلم (1579) من وجه آخر عن ابن وعلة نحوه" (2).

4650 -

حديث أنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم سأل رجلًا من أصحابه "يا فلان هل تزوجت؟ " قال: لا، وليس عندي ما أتزوج به، قال "ليس معك {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1] الحديث".

قال الحافظ: أخرجه ابن أبي شيبة والترمذي" (3).

ضعيف

أخرجه أحمد (3/ 221) وابن الضريس في "فضائل القرآن"(297) والترمذي (2895) من طرق عن سلمة بن وَرْدان المدني قال: سمعت أنس بن مالك قال: سأل النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا من أصحابه فقال "يا فلان هل تزوجت؟ " فقال: لا، وليس عندي ما أتزوج به، فقال "أليس معك {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص:1]؟ " قال: بلى، قال "ثلث القرآن" قال "أليس معك {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافرون: 1]؟ " قال: بلى، قال "ربع القرآن" قال "أليس معك" {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1)} [الزلزلة: 1]؟ " قال: بلى، قال "ربع القرآن" قال "أليس معك آية الكرسي؟ " قال بلى، قال "ربع القرآن، تزوج، تزوج، تزوج".

قال الترمذي: هذا حديث حسن".

(1) 13/ 28 (كتاب الأدب - باب تبل الرحم ببلالها).

(2)

9/ 348 (كتاب التفسير - سورة المائدة - باب {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93]).

(3)

11/ 119 (كتاب النكاح - باب التزويج على القرآن).

ص: 6628

وقال الهيثمي: رواه أحمد، وسلمة ضعيف" المجمع 7/ 147.

قلت: وكذا قال أحمد وأبو داود والنسائي والعجلي والدارقطني: هو ضعيف.

4651 -

عن نافع بن كيسان الثقفي عن أبيه أنّه كان يتجر في الخمر، وأنّه أقبل من الشام فقال: يا رسول الله، إني جئتك بشراب جيد، فقال "يا كيسان إنها حرمت بعدك" قال: فأبيعها؟ فقال "إنّها حرّمت وحرّم ثمنها".

قال الحافظ: رواه أحمد" (1).

حسن

أخرجه ابن وهب في "الموطأ"(50) ومن طريقه الروياني (681) وابن بشكوال في "الغوامض"(45) عن ابن لهيعة وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(2034) عن عثمان بن صالح السهمي وأحمد (4/ 335 - 336) وأبو نعيم في "الصحابة"(5876) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 506) عن قتيبة بن سعيد البلخي وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2641) عن الوليد بن مسلم الدمشقي والطبراني في "الكبير"(19/ 195) و"الأوسط"(3149) وأبو نعيم في "الصحابة"(5877) عن شعيب بن يحيى المصري وابن بشكوال في "الغوامض"(45) عن يحيي بن عبد الله بن بكير المصري

(1) 9/ 348 (كتاب التفسير - سورة المائدة - باب {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93]).

ص: 6629

كلهم عن ابن لهيعة (1) عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي أنّ نافع بن كيسان الدمشقي حدّثه أن أباه كيسان حدّثه أنّه كان يتجر بالخمر فذكر الحديث.

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن كيسان إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة".

قلت: وهو ضعيف، وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي وثقه ابن معين وأبو حاتم وغيرهما.

وتابعه محمد بن عبد الله الطائفي عن نافع بن كيسان به.

أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 387) والطبراني في "الكبير"(19/ 196) وأبو نعيم في "الصحابة"(5878) والخطيب في "المتفق والمفترق"(174) من طريق يحيي بن أبي كثير عن إسماعيل بن أبي خالد الفدكي عن محمد بن عبد الله الطائفي به.

قال الهيثمي: وفيه نافع بن كيسان وهو مستور" المجمع 4/ 88.

قلت: اختلف في صحبته: فذكره طائفة في الصحابة، وذكره جماعة في التابعين.

وللحديث طريق أخرى يرويها عامر بن يحيى المَعَافري أنّ رجلًا حدثه أن كيسان حدّثه.

أخرجه ابن السكن كما في "الإصابة"(8/ 320) هكذا.

ورواه ابن وهب في "الموطأ"(51) عن عمرو بن الحارث المصري أن عامر بن يحيى المعافري حدثه أنّ رجلين من أهل مكة، وذكر الحديث مرسلًا.

وللحديث شواهد فيتقوى بها، منها: ما أخرجه مسلم (1579) من طريق عبد الرحمن بن وعلة أنّه سأل ابن عباس عما يعصر من العنب؟ فقال ابن عباس: إنّ رجلًا أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم راوية خمر. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "هل علمت أن الله قد حرّمها؟ " قال: لا.

فسارّ انسانا. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "بم ساررته؟ " فقال: أمرته ببيعها؟ فقال "إنّ الذي حرّم شربها حرّم بيعها" قال: ففتح المزاد حتى ذهب ما فيها.

ومنها عن تميم الداري وقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة عند حديث "أشعرت أنّها قد حرّمت بعدك".

وذكر الهيثمي أيضًا شواهد أخرى فانظرها في "المجمع"(4/ 88 و89 و90)

(1) وعلقه البخاري في "الكبير"(4/ 1/ 233) عن ابن لهيعة به.

ص: 6630

4652 -

"يا معاذ، إني والله لأحبك فلا تدع دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك".

قال الحافظ: ثبت عن معاذ بن جبل أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال له: فذكره، أخرجه أبو داود والنسائي وصححه ابن حبان والحاكم" (1).

صحيح

وله عن معاذ طريقان:

الأول: يرويه عقبة بن مسلم التُّجِيْبي عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن حَيْوة بن شريح قال: سمعت عقبة بن مسلم يقول: ثني أبو عبد الرحمن الحبلي عن الصُّنَابحي عن معاذ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده يوما، فقال "يا معاذ، إني والله لأحبك" فقال معاذ: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، وأنا والله أحبك، فقال "أوصيك يا معاذ، لا تدع في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك".

وأوصى بذلك معاذُ الصنابحيَّ، وأوصى بذلك الصنابحيُّ أبا عبد الرحمن، وأوصى بذلك أبو عبد الرحمن عقبة بن مسلم.

أخرجه إسحاق في "مسنده"(نتائج الأفكار 2/ 282) وأحمد (5/ 244 - 245) وعبد بن حميد (120) وأبو داود (1522) والبزار (2661) والنسائي في "اليوم والليلة"(109) وابن خزيمة (751) وابن المنذر في "الأوسط"(3/ 228) وابن حبان (2020 و2021) والطبراني في "الكبير"(20/ 60) وفي "الدعاء"(654) والحاكم (1/ 273 و3/ 273 - 274) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 241 و5/ 130) والبيهقي في "الدعوات"(88) وفي "السنن الصغرى"(18) وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 432) والشجري في "أماليه"(1/ 239) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1290) والمؤيد الطوسي في "الأربعين"(ص 100) والضياء المقدسي في "حديث أبي عبد الرحمن المقرىء"(49) والذهبي في "معجم الشيوخ"(2/ 351) والحافظ في "نتائج الأفكار"(2/ 281 - 282).

عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري.

(1) 13/ 382 (كتاب الدعوات - باب الدعاء بعد الصلاة).

ص: 6631

وأحمد (5/ 247) والبخاري في "الأدب المفرد"(690) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(2095) والهيثم بن كليب (1343) والطبراني في "الدعاء"(654) وعبد الغني المقدسي في "الدعاء"(81) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل والنسائي (3/ 45 - 46) عن عبد الله بن وهب وابن السني في "اليوم والليلة"(118) عن يحيي بن يعلى الأسلمي القطواني والذهبي في "معجم الشيوخ"(2/ 350) عن الحكم بن عبدة خمستهم عن حيوة بن شريح به.

- ورواه ابن لهيعة عن عقبة بن مسلم فلم يذكر الصنابحي.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 125) من طريق سعيد بن كثير بن عُفير المصري ثنا ابن لهيعة به.

وابن لهيعة ضعيف، والصحيح الأول.

قال الحاكم في الموضع الأول: صحيح على شرط الشيخين".

وقال في الموضع الثاني: صحيح الإسناد".

وقال النووي: إسناده صحيح" الأذكار ص 69 - الخلاصة 1/ 468.

وقال المؤيد الطوسي: حديث عزيز حسن".

وقال الحافظ: هذا حديث صحيح. وتعقب الحاكمَ على قوله "على شرطهما" فقال: أمّا صحيح فصحيح، وأما الشرط ففيه نظر، فإنهما لم يخرجا لعقبة، ولا البخاري لشيخه، ولا أخرجا من رواية الصنابحي عن معاذ شيئًا".

قلت: وهو كما قال، والصنابحي اسمه عبد الرحمن بن عُسَيْلَة.

الثاني: يرويه ضمضم بن زرعة الحمصي عن شريح بن عبيد عن معاذ قال: فذكر نحوه.

ص: 6632

أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 111) وفي "مسند الشاميين"(1650) عن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الحمصي ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش ثنا أبي عن ضمضم به.

وأخرجه في "الكبير" أيضًا عن إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي ثنا عبد الوهاب بن الضحاك ثنا إسماعيل بن عياش عن ضمضم به.

وكلا الاسنادين ضعيف، محمد بن إسماعيل بن عياش قال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه شيئا حملوه على أن يحدّث فحدّث، وقال أبو داود: لم يكن بذاك، وسألت عمرو بن عثمان عنه فذمه.

وإبراهيم بن محمد الحمصي قال الذهبي في "الميزان": شيخ للطبراني غير معتمد.

وعبد الوهاب بن الضحاك متهم بوضع الحديث.

4653 -

"يا معاذ لا تكن فتانا".

قال الحافظ: ولأحمد في حديث معاذ بن رفاعة: فذكره" (1).

وقال أيضًا: أخرجه أحمد من رواية معاذ بن رفاعة عن رجل من بني سلمة يقال له سليم أنّه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله، إنّا نظل في أعمالنا فنأتي حين نمسي فنصلي فيأتي معاذ بن جبل فينادي بالصلاة فنأتيه فيطول علينا. الحديث، وفيه أنّه استشهد بأحد، وهذا مرسل لأنّ معاذ بن رفاعة لم يدركه، وقد رواه الطحاوي والطبراني من هذا الوجه عن معاذ بن رفاعة أنّ رجلًا من بني سلمة فذكره مرسلًا" (2).

أخرجه أحمد (5/ 74) عن عفان بن مسلم البصري ثنا وهيب ثنا عمرو بن يحيي عن معاذ بن رفاعة الأنصاري عن رجل من بني سلمة يقال له سليم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنّ معاذ بن جبل يأتينا بعدما ننام ونكون في أعمالنا بالنهار فينادي بالصلاة فنخرج إليه فيطول علينا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا معاذ بن جبل لا تكن فتانا، إمّا أن تصلي معي، واما أن تخفف على قومك" ثم قال "يا سليم، ماذا معك من القرآن؟ " قال: إني أسال الله الجنة وأعوذ به من النار، والله ما أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وهل تصير دندنتي ودندنة معاذ إلا أن نسأل الله الجنة ونعوذ به من النار".

ثم قال سليم: سترون غدا إذا التقى القوم إن شاء الله.

(1) 2/ 337 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب إذا طول الإمام).

(2)

2/ 335 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب إذا طول الإمام).

ص: 6633

قال: والناس يتجهزون إلى أحد فخرج وكان في الشهداء رحمة الله ورضوانه عليه.

ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 443) ووقع عنده: أن رجلًا من بني سلمة.

وأخرجه ابن عبد البر في "الاستيعاب"(4/ 249) من طريق موسى بن إسماعيل عن عمرو بن يحيى المازني وقال فيه: عن رجل من بني سلمة.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 409) والطبراني في "الكبير"(6391) وأبو نعيم في "الصحابة"(3451) وابن بشكوال في "الغوامض"(302) من طريق سليمان بن بلال المدني عن عمرو بن يحيي وقال فيه: أن رجلًا من بني سلمة.

قال الهيثمي: ورجال أحمد ثقات، ومعاذ بن رفاعة لم يدرك الرجل الذي من بني سلمة لأنّه استشهد بأحد، ومعاذ تابعي" المجمع 2/ 27.

وقال الحافظ: وهو منقطع فإنّ معاذ بن رفاعة لم يدركه، والإسناد الذي فيه: أنّ رجلًا من بني سلمة، مع إرساله أصح" الإصابة 4/ 248.

4654 -

حديث ابن مسعود أن عمر قال: يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر أن يؤم بالناس؟ فأيّكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر؟، فقالوا: نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر.

قال الحافظ: ووقع في حديث ابن مسعود عند أحمد والنسائي من طريق عاصم عن زر بن حبيش عنه: فذكره، وسنده حسن. وله شاهد من حديث سالم بن عبيد أخرجه النسائي أيضًا، وآخر من طريق رافع بن عمرو الطائي أخرجه الإسماعيلي في "مسند عمر" بلفظ: فأيكم يجترىء أن يتقدم أبا بكر؟ فقالوا: لا، أينا. وأصله عند أحمد وسنده جيد" (1).

صحيح

وحديث ابن مسعود أخرجه ابن سعد (2/ 224 و3/ 178 - 179) وابن أبي شيبة (2/ 330 - 331 و14/ 567) وأحمد (1/ 21 و396) وفي "فضائل الصحابة"(190) ويعقوب بن سفيان (1/ 454) وابن أبي عاصم في "السنة"(1193) ومحمد بن عاصم في "جزئه"(11) والنسائي (2/ 58) وفي "الكبرى"(853) والحاكم (3/ 67) وأبو نعيم في "فضائل الخلفاء"(185) والبيهقي (8/ 152) وفي "المدخل"(56) وابن عبد البر في "التمهيد"(22/ 128 - 129)

(1) 15/ 166 (كتاب الحدود - باب رجم الحبلى من الزنا).

ص: 6634

عن حسين بن علي الجعفي وأحمد (1/ 21 و405) وفي "الفضائل"(190) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 5676) وأبو نعيم في "الحلية "(4/ 188) وابن عبد البر (22/ 129) عن معاوية بن عمرو الأزدي والبيهقي في "المدخل"(56) عن محمد بن كثير الثقفي الصنعاني ثلاثتهم عن زائدة بن قدامة الكوفي عن عاصم بن أبي النَّجُود عن زر بن حبيش عن ابن مسعود قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير، قال: فأتاهم عمر فقال: يا معاشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر أن يصلي بالناس؟ قالوا: بلى، قال: فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر، فقالوا: نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر.

قال الحاكم: صحيح الإسناد".

قلت: إسناده حسن للخلاف في عاصم.

ولم ينفرد زائدة به بل تابعه شيبان بن عبد الرحمن التميمي عن عاصم به.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(4/ 188) وفي "فضائل الخلفاء"(185) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا شيبان وزائدة عن عاصم به.

واسماعيل قال ابن عدي وغيره: ضعيف.

ولم ينفرد عاصم به بل تابعه إسماعيل بن أبي خالد عن زر عن ابن مسعود به.

أخرجه ابن عبد البر (22/ 127) وفي "الاستيعاب"(6/ 390 - 391) من طريقين عن أبي بكر محمد بن أحمد بن يزيد أبي العوام الرياحي ثني أبي ثنا محمد بن يزيد الواسطي ثنا إسماعيل بن أبي خالد به.

وإسناده حسن، محمد بن أحمد قال الدارقطني: صدوق (سير الأعلام 13/ 7) وأبوه وثقه الخطيب (التاريخ 5/ 227) والباقون ثقات.

وحديث سالم بن عبيد أخرجه عبد بن حميد (365) وابن ماجه (1234) ويعقوب بن سفيان (1/ 454 - 455) والترمذي في "الشمائل"(379) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1299) والنسائي في "الكبرى"(7119 و11219) وابن خزيمة (1541 و1624) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1057) والطبراني في "الكبير"(6367) وأبو نعيم في "الصحابة"(3433 و3434) والواحدي في "الوسيط"(2/ 498) من طرق عن سلمة بن نبيط

ص: 6635

الكوفي عن نعيم بن أبي هند عن نُبَيْط بن شَريط عن سالم بن عبيد قال: أُغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه فأفاق فقال "حضرت الصلاة؟ " قالوا: نعم، فقال "مروا بلالًا فليؤذن، ومروا أبا بكر فليصل للناس أو بالناس" وذكر الحديث وفيه طول وقال في آخره:

واجتمع المهاجرون يتشاورون فقالوا: انطلقوا بنا إلى إخواننا من الأنصار ندخلهم معنا في هذا الأمر. فقالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير، فقال عمر: من له مثل هذا {إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40] من هما؟ ثم بسط يده فبايعه وبايعه الناس بيعة حسنة جميلة.

قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 5/ 183.

وقال البوصيري: سنده صحيح" إتحاف الخيرة 3/ 321.

وقال في "مصباح الزجاجة"(1/ 146): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات".

قلت: وهو كما قالا.

وحديث رافع بن عمرو أخرجه أبو موسى المديني في "اللطائف"(3) من طريق أبي محمد أنس بن أبي أنيسة الرُّهاوي ثنا الوليد بن مسلم عن يزيد بن سعيد بن ذي عصوان عن عبد الملك بن عمير عن رافع بن عمرو الطائي عن أبي بكر الصديق أنّ عمر قال للأنصار يوم السقيفة: أتعلمون أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر أن يصلي بالناس؟ قالوا: نعم، قال: فأيكم تطيب نفسه أن يؤم أبا بكر؟ قالوا: لا، أينا.

وإسناده ضعيف، الوليد وعبد الملك مدلسان وقد عنعنا، ويزيد ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ.

وأنس الرهاوي لم أقف له على ترجمة.

4655 -

عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ} [النور: 4] الآية قال سعد بن عبادة: أهكذا أنزلت؟ فلو وجدت لكاع متفخذها رجل لم يكن لي أن أحركه ولا أهيجه حتى آتي بأربعة شهداء، فوالله لا آتي بأربعة شهداء حتى يقضي حاجته. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا معشر الأنصار، ألا تسمعون ما يقول سيدكم؟ " قالوا: يا رسول الله، لا تلمه فإنه رجل غيور، والله ما تزوج امرأة قط إلا عذراء، ولا طلق امرأة فاجترأ رجل منا أن يتزوجها من شدة غيرته. فقال سعد: والله إني لأعلم يا رسول الله إنها لحق وأنها من عند الله ولكني عجبت.

ص: 6636

قال الحافظ: وفي حديث ابن عباس عند أحمد واللفظ له وأبي داود والحاكم: فذكره" (1).

أخرجه الطيالسي (ص 347 - 348) عن عباد بن منصور البصري قال: ثنا عكرمة عن ابن عباس قال: فذكره.

وزاد: فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك إذ جاء هلال بن أمية الواقفي وهو أحد الثلاثة الذين تاب الله عليهم فقال: فذكر قصة اللعان.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 394 - 395) وفي "معرفة السنن"(11/ 167) وفي "الصغرى"(2755 و2756).

ولم ينفرد به بل تابعه:

1 -

يزيد بن هارون الواسطي.

أخرجه أحمد (1/ 238 - 239) وأبو داود (2256) وأبو يعلى (2740) والبيهقي (7/ 395 و409 - 410) وابن عبد البر في "التمهيد"(6/ 205) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 478 - 479) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 180 - 181).

2 -

النضر بن شميل المازني.

أخرجه الطبري في "تفسيره"(18/ 82 - 83).

قال الهيثمي: مداره على عباد بن منصور وهو ضعيف" المجمع 5/ 11 - 12.

قلت: ضعفه ابن معين والجمهور، وقواه البخاري والعجلي.

- ورواه أيوب السَّخْتياني عن عكرمة واختلف عنه:

• فقال حماد بن زيد: ثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكر قصة سعد.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(8226) عن الحسن بن أحمد الكِرماني ثنا أبو الربيع ثنا حماد (2) به.

وإسناده حسن، الحسن بن أحمد صدوق، والباقون ثقات، وأبو الربيع اسمه سليمان بن داود الزهراني.

(1) 11/ 232 (كتاب النكاح - باب الغيرة).

(2)

ومن طريق حماد أخرجه ابن أبي حاتم وابن المنذر وابن مردويه في "تفاسيرهم"(فتح الباري 11/ 368).

ص: 6637

ولم ينفرد حماد به بل تابعه جرير بن حازم البصري عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكر قصة اللعان.

أخرجه الطبري (18/ 83 - 84) والحاكم (2/ 202) والبيهقي (7/ 395) وفي "معرفة السنن"(11/ 133 - 134) من طريق حسين بن محمد المَرُّوْذِي ثنا جرير بن حازم به.

وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه بهذه السياقة إنّما أخرجا حديث هشام بن حسان عن عكرمة (1) مختصرا".

قلت: وهو كما قال.

• ورواه إسماعيل بن علية عن أيوب عن عكرمة مرسلًا قال: فذكر قصتي سعد واللعان.

أخرجه الطبري (18/ 82) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا ابن علية به.

ورواته ثقات.

وتابعه مَعْمر بن راشد عن أيوب عن عكرمة مرسلًا في ذكر القصتين.

أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(12444) وفي "تفسيره"(3/ 53 - 54).

ورواته ثقات.

قال الترمذي: سألت محمدا قلت: روى عباد بن منصور هذا الحديث عن عكرمة عن ابن عباس مثل حديث هشام، وروى أيوب عن عكرمة أنّ هلال بن أمية مرسلًا. فأي الروايات أصح؟

فقال: حديث عكرمة عن ابن عباس هو محفوظ، ورآه حديثا صحيحا" العلل 1/ 474.

4656 -

عن أبي أمامة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على مشيخة من الأنصار بيض لحاهم فقال "يا معشر الأنصار حمِّروا وصفِّروا وخالفوا أهل الكتاب".

قال الحافظ: ولأحمد بسند حسن عن أبي أمامة قال: فذكره، وأخرج الطبراني في "الأوسط" نحوه من حديث أنس" (2).

حسن

(1) يعني عن ابن عباس في قصة اللعان (فتح 11/ 368).

(2)

12/ 476 (كتاب اللباس - باب الخضاب).

ص: 6638

أخرجه أحمد (5/ 264 - 265) ثنا زيد بن يحيي ثنا عبد الله بن العلاء بن زَبْر ثني القاسم قال: سمعت أبا أمامة يقول: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على مشيخة من الأنصار بيض لحاهم فقال "يا معشر الأنصار حمِّروا وصفِّروا وخالفوا أهل الكتاب" قال: فقلنا: يا رسول الله، إنّ أهل الكتاب يتسرولون ولا يأتزرون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تسرولوا وأتزروا وخالفوا أهل الكتاب" قال: فقلنا يا رسول الله، إنّ أهل الكتاب يتخففون ولا ينتعلون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم"فتخففوا وانتعلوا وخالفوا أهل الكتاب" قال: فقلنا: يا رسول الله، إنّ أهل الكتاب يقصون عثانينهم ويوفرون سبالهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "قصّوا سبالكم ووفروا عثانينكم وخالفوا أهل الكتاب".

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7924) من طريق سليمان بن موسى الخبائري ثنا زيد بن يحيي بن عبيد الدمشقي ثنا عبد الله بن العلاء بن زبر ثني القاسم بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن قال: سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: فذكر الحديث.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(5987) من طريق عيسى بن هلال الحمصي ثنا زيد بن عبيد به.

وسند أحمد حسن كما قال الحافظ: فزيد بن يحيي وعبد الله بن العلاء ثقتان، والقاسم بن عبد الرحمن صدوق.

وأما حديث أنس فأظنه الذي أخرجه الطبراني في "الأوسط"(142) عن أحمد بن يحيي بن خالد بن حيان الرقي ثنا يحيي بن بكير ثني عبد الله بن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أنس قال: كنا يوما عند النبي صلى الله عليه وسلم، فدخلت عليه اليهود، فرآهم بيض اللحى، فقال "ما لكم لا تغيرون" فقيل: إنّهم يكرهون. فقال النبي صلى الله عليه وسلم"لكنَّكم غَيِّرُوا، وإياي والسّواد".

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن سعد بن إسحاق إلا ابن لهيعة".

قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين وغيره.

4657 -

"يا معشر التجار، إنّ البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة"

قال الحافظ: وفي "السنن" من حديث قيس بن أبي غَرَزَة بفتح المعجمة والراء والزاي مرفوعا: فذكره" (1).

صحيح

(1) 5/ 219 - 220 (كتاب البيوع - باب ما يكره من الحلف في البيع).

ص: 6639

يرويه أبو وائل شقيق بن سلمة الكوفي قال: سمعت قيس بن أبي غرزة يقول: كنا نُسمى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم السماسرة، فمرّ بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمانا باسم هو أحسن منه فقال "يا معشر التجار، إن هذا البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة".

أخرجه عبد الرزاق (15961) وابن أبي شيبة (7/ 21) وأحمد (6/ 4 و280) وأبو دواد (3326) وابن ماجه (2145) والترمذي (3/ 505) والطحاوي في "المشكل"(2079 و2080 و2081) وابن البختري في "حديثه"(559) وابن الأعرابي في "معجمه"(ص 228 - 229) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 345) والطبراني في "الكبير"(18/ 355) و"الأوسط"(4482) وأبو نعيم في "الصحابة"(5698) والبيهقي (5/ 265 - 266) وفي "الصغرى"(1857) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(801) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 439) والمزي (24/ 75)

عن الأعمش

والبخاري في "الكبير"(4/ 1/ 144) والنسائي (7/ 14 - 15 و217) وفي "الكبرى"(4742 و6055) والطبراني في "الكبير"(18/ 358) و"الأوسط"(4016) والحاكم (2/ 5) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 125 - 126) وفي "الصحابة"(5698)

عن منصور بن المعتمر

وأحمد (4/ 6) والنسائي (7/ 14) وفي "الكبري"(4741) وابن قانع (2/ 345) والحاكم (2/ 5) والطبراني في "الكبير"(18/ 354 و354 - 355)

عن مغيرة بن مِقْسَم الكوفي

والطيالسي (ص 167) وعبد الرزاق (15962) وأحمد (4/ 6) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(565) وفي "الصحابة"(1963) والطحاوي في "المشكل"(2080 و2081) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 344 - 345 و345) والطبراني في "الكبير"(18/ 355 و355 - 356 و356) وابن عدي (2/ 814) والحاكم (5/ 2 - 6) وفي "علوم الحديث"(ص 158) والبيهقي (5/ 266)

عن حبيب بن أبي ثابت

والحميدي (438) وأحمد (4/ 6) وأبو داود (3327) والترمذي (1208) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1014 و1015) والنسائي في "الكبري"(4740) وابن الجارود (557) والطبراني في "الكبير"(18/ 356 و357) والحاكم (2/ 5) والخطيب في "تاريخه"(5/ 75)

ص: 6640

عن عاصم بن بهدلة

والحميدي (438) وأحمد (4/ 6) وأبو داود (3327) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1014 و1015) والنسائي في "الكبرى"(4740) وابن الجارود (557) والطبراني في "الكبير"(18/ 357) والحاكم (2/ 5) والخطيب في "تاريخه"(5/ 75)

عن جامع بن أبي راشد الكوفي

والحميدي (438) وأبو داود (3327) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1014 و1015) والنسائي في "الكبرى"(4739 و4740) وابن الجارود (557) والطبراني في "الكبير"(18/ 357) والحاكم (2/ 5) والجورقاني في "الأباطيل"(508)

عن عبد الملك بن أَعْيَن الكوفي

والطبراني في "الصغير"(130) و"الأوسط"(1254) والخطيب (5/ 203 - 204)

عن ميمون أبي حمزة الكوفي

والطبراني في "الكبير"(18/ 357) و"الأوسط"(5480)

عن الحكم بن عتيبة

و (18/ 358)

عن حبيب بن حسان

وعن عبيدة بن مُعَتِّب الكوفي

وعن يزيد الفخم

وعن حبيب بن زيد الأنصاري

كلهم عن أبي وائل به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح".

وقال أيضًا وكذا الجورقاني: هذا حديث صحيح".

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه لما قدمت ذكره من تفرد أبي وائل بالرواية عن قيس بن أبي غرزة".

وقال في "المعرفة": قيس بن أبي غرزة ليس له راو غير أبي وائل".

ص: 6641

قلت: لم ينفرد به أبو وائل بل تابعه:

1 -

قيس بن أبي حازم.

قال الخطيب (5/ 75): أنا أبو بكر البرقاني أنا الدارقطني ثنا أحمد بن محمد بن عمار القطان ثنا عبد الله بن محمد بن أيوب ثنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن قيس بن أبي غرزة به.

قال الدارقطني: حديث إسماعيل عن قيس تفرد به عبد الله بن أيوب ولم نكتبه إلا عن شيخنا هذا وكان من الثقات".

واختلف فيه على عبد الله بن محمد بن أيوب، فرواه محمد بن أحمد بن محمد بن عيسى بن عمار العطار عنه ثنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل عن قيس بن أبي غرزة، لم يذكر قيس بن أبي حازم.

أخرجه ابن جميع الصيداوي في "معجمه"(ص 63) عن العطار به.

2 -

زيد بن وهب الكوفي.

روى الخطيب (7/ 287) من طريق المحاملي ثنا الحسن بن أيوب المدائني ثنا عبد الله بن سلمة ثنا الأعمش عن يزيد بن وهب عن قيس بن أبي غرزة به.

وإسناده ضعيف جدًا، عبد الله بن سلمة هو الأفطس وهو متروك، قاله النسائي وأبو حاتم وغيرها.

4658 -

عن أسماء بنت يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى النساء وأنا معهن، فقال:"يا معشر النساء، إنّكنّ أكثر حطب جهنم" فناديت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت عليه جريئة، لم يا رسول الله؟ قال "لأنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير".

قال الحافظ: أخرجه البيهقي والطبراني وغيرهما من طريق شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد" (1).

حسن

أخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 168) وابن عساكر (ترجمة أسماء بنت يزيد بن السكن ص 33) من طرق عن داود بن عبد الرحمن العطار عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج والنساء في جانب المسجد،

(1) 3/ 120 (كتاب العيدين - باب موعظة الإمام النساء يوم العيد).

ص: 6642

وأنا فيهن، فسمع ضوضاءهنّ فقال "يا معشر النساء، أنتنّ أكثر حطب جهنم" قالت: فناديت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنت جريئة على كلامه، فقلت: يا رسول الله، بماذا؟ قال "إنّكنّ إذا أُعطيتنّ لم تشكرن، وإذا ابتلبتنّ لم تصبرنّ، وإذا أمسك عنكنّ شكوتنّ. وإياكنّ وكفر المنعمين" فقلت: يا رسول الله، وما المنعمون؟ قال "المرأة تكون تحت الرجل قد ولدت الولدين والثلاثة، فتقول: ما رأيت منك خيرا قط".

وإسناده حسن، داود العطار ثقة، وابن خثيم وشهر صدوقان.

ولم ينفرد داود العطار به بل تابعه يحيى بن سليم الطائفي عن ابن خثيم به.

أخرجه الطبراني (24/ 168).

4659 -

عن سعيد بن أبي سندر الأسلمي عن رجل من قومه قال: كان معنا رجل يقال له أحمر كان شجاعا وكان إذا نام غط فإذا طرقهم شيء صاحوا به فيثور مثل الأسد، فغزاهم قوم من هذيل في الجاهلية فقال لهم ابن الأثوع -وهو بالثاء والعين المهملة- لا تعجلوا حتى انظر فإن كان أحمر فيهم فلا سبيل إليهم فاستمع فإذا غطيط أحمر فمشى إليه حتى وضع السيف في صدره فقتله وأغاروا على الحي، فلما كان عام الفتح وكان الغد من يوم الفتح أتى ابن الأثوع الهذلي حتى دخل مكة وهو على شركه فرأته خزاعة فعرفوه فأقبل خراش بن أمية فقال: أخرجوا عن الرجل فطعنه بالسيف في بطنه فوقع قتيلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا معشر خزاعة ارفعوا أيديكم عن القتل، ولقد قتلتم قتيلا لأدينه".

قال الحافظ: قال ابن إسحاق في "المغازي": حدثني سعيد بن أبي سندر الأسلمي عن رجل من قومه قال: فذكره.

قال ابن إسحاق: وحدثني عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي عن سعيد بن المسيب قال: لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ما صنع خراش بن أمية قال "إنّ خراشا لقتال" يعيبه بذلك" (1).

الحديث في سيرة ابن هشام (المجلد الثاني ص 414 - 415) عن ابن إسحاق به.

وسعيد بن أبي سندر لم أعرفه.

وله شاهد عن أبي شريح الخزاعي أخرجه ابن إسحاق أيضًا بإسناد حسن.

وانظر الإرواء 7/ 276 - 279

(1) 15/ 226 (كتاب الديات - باب من قتل له قتيل فهو بخير النظرين).

ص: 6643

4660 -

"يا معشر قريش إنّكم أهل هذا الأمر ما لم تحدثوا، فإذا غيرتم بعث الله عليكم من يلحاكم كما يلحى القضيب".

قال الحافظ: فعند أحمد وأبي يعلى من حديث ابن مسعود رفعه: فذكره، ورجاله ثقات إلا أنه من رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن عم أبيه عبد الله بن مسعود ولم يدركه، هذه رواية صالح بن كيسان عن عبيد الله، وخالفه حبيب بن أبي ثابت فرواه عن القاسم بن محمد بن عبد الرحمن عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي مسعود الأنصاري ولفظه "لا يزال هذا الأمر فيكم وأنتم ولاته" الحديث أخرجه أحمد، وفي سماع عبيد الله من أبي مسعود نظر مبني على الخلاف في سنة وفاته، وله شاهد من مرسل عطاء بن يسار أخرجه الشافعي والبيهقي من طريقه بسند صحيح إلى عطاء ولفظه "قال لقريش: أنتم أولى الناس بهذا الأمر ما كنتم على الحق إلا أن تعدلوا عنه فتلحون كما تلحى هذه الجريدة" (1).

أخرجه أحمد (1/ 458) وابن أبي عاصم في "السنة"(1500) وأبو يعلى (5024) والخطيب في "التاريخ"(10/ 176 - 177) من طرق عن إبراهيم بن سعد المدني عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب ثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنّ ابن مسعود قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في قريب من ثمانين رجلًا من قريش ليس فيهم إلا قرشي لا والله ما رأيت صفيحة وجوه رجال قط أحسن من وجوههم يومئذ، فذكروا النساء فتحدثوا فيهنّ فتحدث معهم حتى أحببت أن يسكت، قال: ثم أتيته فتشهد ثم قال "أما بعد يا معشر قريش فإنّكم أهل هذا الأمر ما لم تعصوا اله فإذا عصيتموه بعث إليكم من يلحاكم كما يلحى هذا القضيب" لقضيب في يده، ثم لحا قضيبه فإذا هو أبيض يصلد.

ورواته ثقات إلا أن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة لم يدرك ابن مسعود.

قال المزي: روى عبيد الله بن عبد الله عن عم أبيه عبد الله بن مسعود مرسل" تهذيب الكمال.

والحديث رواه حبيب بن أبي ثابت واختلف عنه:

- فقال الأعمش: عن حبيب بن أبي ثابت عن القاسم بن الحارث عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقريش: "لا يزال هذا الأمر فيكم وأنتم ولاته ما لم تحدثوا أحداثا فيسلط عليكم شرار خلقه فيلتحوكم كما يلتحى القضيب".

(1) 16/ 233 (كتاب الأحكام - باب الأمراء من قريش).

ص: 6644

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1118) عن أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني ثنا أبو يحيى الحِمّاني عن الأعمش به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 262 - 263) من طرق عن أبي كريب به، والسياق له.

وتابعه حمزة بن حبيب الزيات عن حبيب بن أبي ثابت به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 262) من طريق عثمان بن أبي شيبة ثنا الوليد بن عقبة الشيباني ثنا حمزة الزيات به.

- وقال شعبة: عن حبيب بن أبي ثابت عن عبيد الله بن القاسم أو القاسم بن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي مسعود.

أخرجه أحمد (4/ 118) عن محمد بن جعفر غُنْدر ثنا شعبة به.

- ورواه سفيان الثوري عن حبيب واختلف عنه:

• فقال معاوية بن هشام الكوفي: ثنا سفيان عن حبيب عن القاسم بن الحارث عن عبد الله (1) بن عبد الله بن عتبة عن أبي مسعود.

أخرجه أحمد (2)(5/ 274).

• وقال أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري: عن سفيان عن حبيب عن القاسم بن الحارث عن عبد الله بن عتبة عن أبي مسعود.

أخرجه أحمد (3)(5/ 274).

وتابعه الحسين بن حفص الأصبهاني ثنا سفيان به.

أخرجه الحاكم (4/ 502 - /503).

• ورواه أبو نعيم الفضل بن دُكين عن سفيان واختلف عنه:

فرواه أحمد (4)(5/ 274 و274 - 275) عن أبي نعيم فقال: عن عبد الله بن عتبة.

(1) هكذا في "المسند": عبد الله، وفي "تعجيل المنفعة": عبيد الله.

(2)

انظر "تعجيل المنفعة" 2/ 126 و127.

(3)

انظر "تعجيل المنفعة" 2/ 126 و127.

(4)

انظر "تعجيل المنفعة" 2/ 126 و127.

ص: 6645

وتابعه ابن أبي شيبة عن أبي نعيم به.

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1119).

ورواه علي بن عبد العزيز البغوي عن أبي نعيم فقال: عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 262).

قال الحافظ: هذا جميع ما أورده أحمد لهذا الحديث، وقصد بذلك بيان الاختلاف على شعبة وعلى سفيان، وسفيان أحفظ من شعبة، ولا سيما في الأسماء، والقاسم بن الحارث هذا هو ابن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام نسب إلى جد أبيه، والذي وقع لشعبة أنّه القاسم بن عبيد الله الصواب فيه: القاسم عن عبيد الله، فعبيد الله شيخه، لا أبوه" التعجيل 2/ 126 - 127.

وقال الحاكم لما ذكره: صحيح الإسناد".

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح خلا القاسم بن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث وهو ثقة" المجمع 2/ 193.

قلت: القاسم ذكره ابن حبان في "الثقات" ولم يذكر عنه راوبا إلا حبيب بن أبي ثابت فهو مجهول، وذكره الذهبي في "الميزان" وقال: غير معروف، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث.

وأما حديث عطاء بن يسار فأخرجه الشافعي في "مسنده"(ص 278) عن محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك، عن ابن أبي ذئب عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن عطاء بن يسار أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقريش "أنتم أولى الناس بهذا الأمر ما كنتم مع الحق إلا أن تعدلوا عنه فتلحون كما نلحى هذه الجريدة -يشير إلى جريدة في يده-".

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "المعرفة"(1/ 155).

وشريك صدوق، والباقون ثقات.

4661 -

دعائه صلى الله عليه وسلم "يا مقلب القلوب ثبت قلب على دينك".

سكت عليه الحافظ (1).

صحيح

(1) 17/ 148 (كتاب الاعتصام - باب مقلب القلوب).

ص: 6646

ورد من حديث النواس بن سمعان ومن حديث أنس ومن حديث بلال ومن حديث شهاب الجرمي ومن حديث عائشة ومن حديث أم سلمة ومن حديث أسماء ومن حديث عروة بن الزبير مرسلًا.

فأما حديث النواس فأخرجه أحمد (4/ 182) وابن ماجه (199) وعثمان الدارمي في "الرد على المريسي"(ص 62) وابن أبي عاصم في "السنة"(226 و237 و796) وعبد الله بن أحمد في "السنة"(1224) والنسائي في "الكبرى"(7738) والطبري في "التفسير"(3/ 188) وابن خزيمة في "التوحيد"(1/ 188 - 190) وابن حبان (943) والطبراني في "مسند الشاميين"(582) وفي "الدعاء"(1262) والآجري في "الشريعة"(734) والدارقطني في "الصفات"(43) وابن بطة في "الإبانة"(المختار 202) وابن منده في "الرد على الجهمية"(68) وفي "التوحيد"(275 و511) والحاكم (1/ 525 و2/ 289 و4/ 321) والبيهقي في "الإعتقاد"(ص 152) وفي "الأسماء"(ص 188 و428) والخطيب في "التاريخ"(8/ 406 - 407) والبغوي في "شرح السنة"(89) وفي "التفسير"(1/ 322 - 323) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة"(263) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(539) من طرق (1) عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي قال: سمعت بسر بن عبيد الله الحضرمي يقول: سمعت أبا إدريس الخولاني يقول: حدثني النواس بن سمعان رفعه "ما من قلب إلا بين أصبعين من أصابع الرحمن، إن شاء أقامه، وإن شاء أزاغه".

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك".

وقال "والميزان بيد الرحمن، يرفع (2) أقواما ويخفض آخرين إلى يوم القامة".

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم".

وقال ابن منده: حديث ثابت، رواه الأئمة المشاهير ممن لا يمكن الطعن علي واحد منهم".

وقال البوصيري: إسناده صحيح" مصباح الزجاجة 1/ 27.

قلت: وهو كما قالوا إلا أن الشيخين لم يخرجا رواية أبي إدريس عن النواس.

(1) رواه مسلمة بن علي الخشني عن عبد الرحمن بن يزيد قال: حدثني رجل عن النواس.

أخرجه ابن أبي زمنين في "السنة"(19)

ومسلمة متروك.

(2)

وفي لفظ: يرفعه ويخفضه.

ص: 6647

واختلف فيه على بسر بن عبيد الله، فرواه الوليد بن سليمان بن أبي السائب الدمشقي عن بسر عن أبي إدريس عن نعيم بن همار.

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(228) وفي "الآحاد"(1278) وأبو نعيم في "الصحابة"(6397) من طرق عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي ثنا الوليد بن سليمان به.

قال أبو نعيم: كذا قال الوليد: عن نعيم بن همار، وقال غيره: عن النواس بن سمعان بدل نعيم".

قلت: حديث عبد الرحمن بن يزيد أصح، فقد رواه الوليد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الدمشقي أنّ أبا إدريس الخولاني حدثهم أن النواس حدثهم به.

أخرجه ابن منده في "التوحيد"(512) والبيهقي في "القضاء والقدر"(316) من طريق عبد الله بن سالم الحمصي عن محمد بن الوليد الزبيدي ثنا الوليد به.

وقال ابن منده: هذا إسناد متصل صحيح".

وأما حديث أنس فيرويه الأعمش واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" فقالوا: يا رسول الله، آمنا بك وبما جئت به، فهل تخاف علينا؟ قال "نعم، إن القلوب ببن أصبعين من أصابع الله يقلبها".

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 209) وفي "الإيمان"(55) وأحمد بن حنبل (3/ 112) وأحمد بن منيع (مصباح الزجاجة 4/ 139) والترمذي (2140) وابن أبي عاصم في "السنة"(232) وأبو يعلى (3687و3688) والطبري (3/ 188) وابن منده في "التوحيد"(519) والحاكم (1/ 526) والبيهقي في "القضاء والقدر"(382) والبغوي في "شرح السنة"(88)

عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير

وأحمد (3/ 257) وابن منده في "التوحيد"(516) والبيهقي في "الشعب"(742)

عن عبد الواحد بن زياد العبدي

وابن منده في "التوحيد"(517 و518) والبيهقي (1) في "القضاء والقدر"(383)

(1) ووقع في روايته: عن أبي سفيان ويزيد الرقاشي عن أنس.

ص: 6648

عن أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي

ثلاثتهم عن الأعمش به.

قال الترمذي: حديث حسن".

وقال الحاكم: إسناده صحيح".

قلت: أبو سفيان واسمه طلحة بن نافع صدوق كما قال الذهبي في "سير الأعلام"، ولم يذكر سماعا من أنى، ولم أر أحدا صرح بسماعه منه إلا ما قاله أبو حاتم: يحتمل (المراسيل ص 100).

والباقون ثقات إلا أنّ ابن حبان قال في "الثقات": كان الأعمش يدلس عن أبي سفيان.

- ورواه سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر.

أخرجه أبو يعلى (2318) والطبري (3/ 188) والخرائطي في "اعتلال القلوب"(ص 41) والدارقطني في "الصفات"(41) وابن منده في "الرد على الجهمية"(69) وفي "التوحيد"(514) والبيهقي في "الشعب"(741) والجورقاني في "الأباطيل"(38) من طرق عن سفيان به.

قال الجورقاني: هذا حديث صحيح، رجاله كلهم ثقات أثبات".

وقال ابن منده: هذا حديث ثابت باتفاق".

قلت: إسناده على شرط مسلم، وقد أخرج البخاري لأبي سفيان مقرونا بغيره.

- ورواه فضيل بن عياض عن الأعمش واختلف عنه:

• فقال محمد بن زنبور المكي: ثنا فضيل بن عياض عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس.

أخرجه الآجري في "الشريعة"(731) والدارقطني في "الصفات"(40)

وتابعه محمد بن زياد بن عبيد الله الزيادي ثنا فضيل به.

أخرجه ابن بطة في "الإبانة"(المختار 206)

• وقال سويد بن سعيد الحَدَثاني: ثنا فضيل بن عياض ثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر.

ص: 6649

أخرجه ابن منده في "التوحيد"(515)

والأول أصح.

قال الترمذي: وحديث أبي سفيان عن أنس أصح".

- ورواه غير واحد عن الأعمش عن يزيد الرقاشي عن أنس، منهم:

1 -

عبد الله بن نمير. أخرجه ابن ماجه (3834) والدارقطني في "الصفات"(42).

2 -

إبراهيم بن عيينة الكوفي. أخرجه الآجري (732).

3 -

سليمان التيمي.

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(1261) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(317).

وهذا محفوظ أيضًا عن الأعمش.

قال البخاري في "الأدب المفرد"(683): ثنا الحسن بن الربيع ثنا أبو الأحوص عن الأعمش عن أبي سفيان ويزيد عن أنس قال: فذكره.

وأخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الحجة"(264) من طريق جعفر بن محمد بن شاكر البغدادي ثنا الحسن بن الربيع به إلا أنه قال: عن أبي سفيان وغيره.

- وقال إسماعيل بن عمرو البجلي: ثنا قيس بن الربيع عن الأعمش عن ثابت البُنَاني عن أنس.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(759) وأبو الشيخ في "العوالي"(28).

وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل وقيس.

وأما حديث بلال فأخرجه عبد بن حميد (359) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي ثنا شعبة عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن بلال أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك".

ورواته ثقات إلا أنه منقطع.

قال أبو الفضل بن عمار الشهيد في "علل أحاديث مسلم"(ص 66): عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يلق بلالًا.

ص: 6650

واختلف فيه على شعبة، فرواه محمد بن جعفر غُنْدر عن شعبة فلم يذكر بلالًا.

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 210) وفي "الإيمان"(58).

وأما حديث شهاب الجرمي فأخرجه الترمذي (3587) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 337 و2/ 330) وأبو نعيم في "الصحابة"(3741) من طريق سعيد بن سفيان الجَحْدَري ثنا أبو معدان عبد الله بن معدان أخبرني عاصم بن كليب الجرمي عن أبيه عن جده قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي وقد وضع يده اليسرى على فخذه اليسرى، ووضع يده اليمني على فخذه اليمنى وقبض أصابعه وبسط السبابة وهو يقول "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك".

قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه".

قلت: سعيد بن سفيان مختلف فيه، وأبو معدان قال ابن معين: صالح، وعاصم وأبوه ثقتان.

- ورواه محمد بن حمران بن عبد العزيز القيسي واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن محمد بن حمران ثنا أبو معدان عن عاصم بن كليب عن أبيه عن جده، منهم:

1 -

معلي بن أسد العَمِّي:

أخرجه الطبراني في "الكبير"(7232) وفي "الدعاء"(1)(1263) وابن عدي (6/ 2252).

2 -

عقبة بن مُكْرم البصري. أخرجه ابن قانع (1/ 337).

3 -

خليفة بن خياط. أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(3740).

• وقال سيار (2): ثنا محمد بن حمران ثنا صفوان عن عاصم عن أبيه عن جده.

(1) ووقع فيه: ثنا أبو معدان واسمه عامر بن مرة مكي.

(2)

وفي "المطالب": شبابة.

وأظنه: شباب، وهو لقب خليفة بن خياط، والله أعلم.

ص: 6651

أخرجه أبو يعلى (المطالب 539 - إتحاف الخيرة 1991)

ومحمد بن حمران مختلف فيه، قواه أبو زرعة وغيره، وتكلم فيه ابن المديني وغيره.

وأما حديث عائشة فله عنها طرق:

الأول: يرويه الحسن البصري عن عائشة قالت: دعوات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر يدعو بها "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" فقلت: يا رسول الله، إنك تكثر تدعو بهذا الدعاء، فقال "إنّ قلب الآدمي بين أصبعين من أصابع الله عز وجل، فإذا شاء أزاغه، وإذا شاء أقامه".

أخرجه أحمد (6/ 91) والنسائي في "الكبري"(7737) والآجري (321) وأبو الطاهر الذهلي في "حديثه"(21) والهروي في "الأربعين"(26) من طرق عن حماد بن زيد ثنا يونس والمعلي بن زياد وهشام عن الحسن به.

ومن هذا الطريق أخرجه ابن بطة في "الإبانة"(1305، المختار 205) لكنّه يذكر هشاما.

قال العراقي: إسناده جيد" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 4/ 1569.

كذا قال، وقد قال المزي في "التهذيب" (6/ 97): لم يصح للحسن سماع من عائشة.

الثاني: يرويه علي بن زيد بن جُدْعان واختلف عنه:

- فقال حماد بن سلمة: ثنا علي بن زيد عن أم محمد القرشية عن عائشة.

أخرجه أحمد (6/ 250 - 251) والدارمي في "الرد على المريسي"(ص 61) وابن أبي عاصم في "السنة"(231 و240) وأبو يعلى (4669) والخرائطي (1) في "اعتلال القلوب"(ص 41) والطبراني في "الدعاء"(1259) والآجري (733) وابن بشران (1117) من طرق عن حماد به.

وتابعه همام بن يحيى البصري عن علي بن زيد به.

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 210) وفي "الإيمان"(57).

- وقال مبارك بن فضالة: عن علي بن زيد عن ابن أبي مليكة عن عائشة.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1553) من طريق إبراهيم بن بسطام الزعفراني ثنا المعلي بن الفضل القشيري ثنا مبارك بن فضالة به.

(1) وقع عنده: حماد بن زيد.

ص: 6652

وقال: لم يرو هذا الحديث عن مبارك إلا معلى، تفرد به إبراهيم".

قلت: رواه النضر بن شميل المازني عن مبارك بن فضالة عن علي بن زيد عمن سمع عائشة.

أخرجه إسحاق في "مسند عائشة"(1369).

وحديث حماد أصح، وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد.

الثالث: يرويه صالح بن محمد بن زائدة المدني عن أبي سلمة عن عائشة قالت: ما رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه في السماء إلا قال "يا مصرف القلوب ثبث قلبي على طاعتك".

أخرجه أبو يعلى (4824) وابن عدي (4/ 1377).

وصالح قال ابن معين وغيره: ضعيف الحديث.

الرابع: يرويه قتادة عن أبي حسان الأعرج عن عائشة قالت: فذكرت الحديث بنحو حديث الحسن البصري.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2701).

عن العباس بن الوليد الخلال

والخطيب في "تالي التلخيص"(165)

عن عباس بن عبد الله الترقفي

قالا: ثنا زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي ثنا سعيد بن بشير عن قتادة به.

وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن بشير، وقتادة مدلس وقد عنعن.

وأما حديث أم سلمة فله عنها طرق:

الأول: يرويه شهر بن حوشب قال: دخلت على أم سلمة فقلت: أخبريني بأكثر ما كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" فقلت: يا رسول الله، إنك تكثر أن تدعو بهذا الدعاء، فقال "إن قلب ابن آدم ببن أصبعي الرحمن عز وجل، ما شاء أقام، وما شاء أزاغ".

أخرجه الطيالسي (ص 224) عن أبي كعب عبد ربه بن عبيد صاحب الحرير عن شهر بن حوشب به.

وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 209 - 210) وفي "الإيمان"(56) وأحمد (6/ 315)

ص: 6653

وفي "السنة"(222) والترمذي (3522) وابن أبي عاصم (230 و239) وأبو يعلى (6919 و6986) والطبراني في "الكبير"(23/ 334) وفي "الأوسط"(2402) وفي "الدعاء"(1257) والمزي (16/ 482 - 483 و483) من طرق عن أبي كعب به.

وأخرجه إسحاق (1879) وأحمد (6/ 294 و301 - 302) وعبد بن حميد (1534) والدارمي في "الرد على المريسي"(ص 62) والطبري (3/ 187 و187 - 188 و189) وابن خزيمة في "التوحيد"(1/ 191) وابن أبي حاتم في "التفسير"(سورة آل عمران 145) وابن الأعرابي (1667) والآجري (729) والطبراني في "الكبير"(23/ 338) وفي "الأوسط"(9428) وفي "الدعاء"(1258) وابن بطة في "الإبانة"(1304) من طرق عن شهر به.

وقال الترمذي: حديث حسن".

وهو كما قال.

وزاد أحمد (1) في رواية عنده: قالت: قلت: يا رسول الله، ألا تعلمني دعوة أدعو بها لنفسي، قال "بلى، قولي: اللهم رب محمد النبي محمد النبي اغفر لي ذنبي، وأذهب غيظ قلبي، وأجرني من مضلات الفتن ما أحييتنا".

قال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 10/ 176

وهو كما قال.

الثاني: يرويه الحسن البصري عن أمه عن أم سلمة رفعته "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، ولا دبن إلا دينك" قلت: يا رسول الله، قلوب العباد بيد الله؟ قال "نعم، ببن أصبعين من أصابع الله، فإذا أراد أن يقلّب قلبَ عبد قَلَّبَه".

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(5326) عن محمد بن أحمد بن أبي خيثمة ثنا الحسين بن علي بن يزيد الصدائي ثنا جميع بن محمد عن عباد بن راشد عن الحسن به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عباد بن راشد إلا جميع بن محمد، تفرد به الصدائي".

قلت: جميع بن محمد لم أقف له على ترجمة، وعباد بن راشد مختلف فيه، والباقون ثقات.

وأخرجه الآجري (730) والطبراني في "الكبير"(23/ 366) من طريق الوليد بن مسلم ثنا سالم الخياط قال: سمعت الحسن يحدث عن أمه عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان

(1) 6/ 301 - 302

ص: 6654

يكثر أن يقول "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" فقلت: يا رسول الله، ما أكثر ما تدعو بهذا الدعاء، فقال "يا أم سلمة إن قلب ابن آدم بين أصبعين من أصابع رب العالمين، إذا شاء أقامه، وإذا شاء أزاغه".

وإسناده ضعيف لضعف سالم بن عبد الله الخياط.

الثالث: يرويه عطاء بن عجلان البصري عن أبي نَضْرة عن أبي هريرة عن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاة المغرب يدخل فيصلي ركعتين ثم يقول فيما يدعو "يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك" فقلت: يا رسول الله، أتخشى على قلوبنا من شيء؟ قال "ما من إنسان إلا قلبه بين أصبعين من أصابع الله عز وجل، فإن استقام أقامه، وإن زاغ أزاغه".

أخرجه ابن السني في "اليوم والليلة"(658)

وعطاء بن عجلان كذبه ابن معين والفلاس، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث.

وأما حديث أسماء فأخرجه الطبري (1)(3/ 187) عن أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني ثنا وكيع عن عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن أسماء عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو حديث أم سلمة.

وإسناده حسن.

وأما حديث عروة فأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 405) من طريق عبد الرزاق أنا مَعْمَر عن هشام عن أبيه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول "يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك" قالت له أم سلمة: ما أكثر ما تقول: يا مقلب القلوب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إنّ القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء".

ورواته ثقات.

4662 -

"يا نساء المؤمنين تهادوا ولو بِفِرْسِن شاة، فإنّه يُثبت المودة ويذهب الضغائن".

قال الحافظ: رواه الطبراني من حديث عائشة" (2).

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(5937) عن محمد بن محمد التمار البصري ثنا شيبان بن فَرُّوخ ثنا الطيب بن سلمان قال: سمعت عَمْرة تقول: سمعت عائشة تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

(1) رواه الطبري أيضًا عن أبي كريب عن وكيع عن عبد الحميد عن شهر عن أم سلمة.

(2)

6/ 125 (كتاب الهبة - باب رقم 1).

ص: 6655

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عمرة بنت أرطأة -وهي العدوية بصرية، وليس بعمرة بنت عبد الرحمن- إلا الطيب بن سلمان المؤدب، ويُكنى أبا حذيفة، بصري ثقة".

قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: ضعيف.

ومحمد التمار ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ.

وشيبان بن فروخ قال أبو داود وغيره: صدوق.

4663 -

حديث ابن عباس مرّ يهودي بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال "يا يهودي حدثنا" فقال: كيف تقول يا أبا القاسم إذا وضع الله السموات على ذه، والأرضين على ذه، والماء على ذه، والجبال على ذه، وسائر الخلق على ذه؟ وأشار أبو جعفر -يعني أحد رواته- بخنصره أولًا ثم تابع حتى بلغ الإبهام.

قال الحافظ: ووقع في حديث ابن عباس عند الترمذي: فذكره، قال الترمذي: حديث حسن غريب صحيح، ووقع في مرسل مسروق عند الهروي مرفوعًا نحو هذه الزيادة" (1).

أخرجه الترمذي (3240) والطبري في "تفسيره"(24/ 26) وابن خزيمة في "التوحيد"(1/ 184 - 185) وابن أبي عاصم في "السنة"(545) وابن منده في "الرد على الجهمية"(65)

عن محمد بن الصلت الكوفي

وأحمد (1/ 251 و324) وابنه في "السنة"(494)

عن حسين بن حسن الأشقر

قالا: ثنا أبو كدينة عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن ابن عباس قال: فذكره، وزاد في آخره "فأنزل الله {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام: 91] ".

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه، وأبو كدينة اسمه يحيى بن المهلب.

قال: رأيت محمد بن إسماعيل روى هذا الحديث عن الحسن بن شجاع عن محمد بن الصلت".

(1) 17/ 169 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75]).

ص: 6656

ولم ينفرد أبو كدينة به بل تابعه عمران بن عيينة الكوفي عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن ابن عباس قال: فذكر نحوه.

أخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة"(493).

وعطاء بن السائب صدوق اختلط، ولم أر أحدا صرّح بسماع أبي كدينة وعمران بن عيينة منه أهو قبل الاختلاط أم بعده.

وخالفهما حماد بن سلمة فرواه عن عطاء بن السائب عن أبي السائب وعن أبي الضحى عن مسروق مرسلًا.

أخرجه ابن منده في "الرد على الجهمية"(66) أنا أبو عمرو مولى بني هاشم ثنا محمد بن عبد الوهاب العسقلاني ثنا آدم ثنا حماد بن سلمة به.

وحماد بن سلمة ممن روى عن عطاء بن السائب قبل اختلاطه في قول الجمهور، وأبو عمرو مولى بني هاشم هو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم المديني الأصبهاني يعرف بابن ممك قال أبو نعيم: حسن المعرفة بالحديث (أخبار أصبهان 1/ 122) وقال الذهبي: محدّث رحال صدوق (السير 15/ 306) ومحمد بن عبد الوهاب لم أجده، وآدم هو ابن أبي إياس ثقة مشهور.

4664 -

"يبايع لرجل بين الركن والمقام، ولن يستحلّ هذا البيت إلا أهله، فإذا استحلوه، فلا تسأل عن هلكة العرب، ثم تجيء الحبشة، فيخربونه خرابا لا يعمر بعده أبدا، وهم الدين يستخرجون كنزه".

قال الحافظ: ووقع هذا الحديث عند أحمد من طريق سعيد بن سمعان عن أبي هريرة بأتم من هذا السياق ولفظه: فذكره" (1).

صحيح

أخرجه الطيالسي (ص 312 - 313) عن ابن أبي ذئب أني سعيد بن سمعان قال: سمعت أبا هريرة يحدث أبا قتادة وهو يطوف بالبيت فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وأخرجه ابن أبي شيبة (15/ 52 - 53) وأحمد (2/ 291 و312 و328 و351) والفاكهي في "أخبار مكة"(763 و1033) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2911) وابن حبان (6827) والحاكم (4/ 452 - 453) من طرق عن ابن أبي ذئب به.

(1) 4/ 207 (كتاب الحج - باب هدم الكعبة).

ص: 6657

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين".

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: ما خرجا لابن سمعان شيئًا ولا روى عنه غير ابن أبي ذئب، وقد تكلم فيه".

وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 3/ 298.

قلت: وإسناده صحيح، وسعيد بن سمعان وإن لم يخرج له الشيخان فقد وثقه العجلي والنسائي وابن حبان والدارقطني، ولم أر أحدا تكلم فيه إلا الأزدي، والأزدي متكلم فيه، وروى عنه غير ابن أبي ذئب: أبو سعيد سابق بن عبد الله الجزري الرقي كما في "التهذيب".

والحديث أخرجه الأزرقي في "أخبار مكة"(1/ 278) عن جده ثنا سعيد بن سالم عن عثمان بن ساج أني رجل عن سعيد بن سمعان (1) أنّه سمع أبا هريرة يحدث أبا قتادة رفعه: فذكره.

وسعيد بن سالم وعثمان بن عمرو بن ساج مختلف فيهما.

4665 -

"يُبعث صاحب النخامة يوم القيامة وهي في وجهه".

قال الحافظ: وفي رواية لابن خزيمة من حديث ابن عمر مرفوعًا: فذكره" (2).

أخرجه ابن خزيمة (1313) عن الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ثنا شبابة ثنا عاصم بن محمد عن محمد بن سُوقة عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا "يبعث صاحب النخامة في القبلة يوم القيامة وهي في وجهه".

وأخرجه ابن حبان (333) عن عبد الرحمن بن زياد الكناني ثنا الحسن بن محمد بن الصباح به.

هكذا رواه ابن خزيمة والكناني عن الحسن بن محمد بن الصباح عن شبابة بن سوّار عن عاصم بن محمد به.

وخالفهما البزار (كشف 413) فرواه عن الحسن بن محمد بن الصباح ثنا شبابة بن سوّار ثنا عاصم بن عمر به.

فسمى شيخ شبابة: عاصم بن عمر.

(1) في المطبوع "إسماعيل" ولعله خطأ.

(2)

2/ 54 (كتاب الصلاة - باب حك البزاق باليد من المسجد).

ص: 6658

ولم ينفرد الحسن بن محمد بن الصباح به بل تابعه يحيى بن أيوب عن شبابة بن سوّار عن عاصم بن محمد.

على الوجه الأول.

أخرجه ابن الأعرابي (ق 237/ ب).

وتابع شبابة على الوجه الثاني أبو أحمد حسين بن محمد المرُّوذي.

قال ابن خزيمة (1312): ثنا الجوهري ثنا حسين بن محمد أبو أحمد عن عاصم بن عمر به.

واختلف فيه على محمد بن سوقة، فرواه جماعة عنه عن نافع عن ابن عمر موقوفًا.

أخرجه ابن خزيمة (1312) من طريق مروان بن معاوية الفزاري وعبد الله بن نمير ويعلي بن عبيد الطنافسي عن محمد بن سوقة به.

وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 365) عن أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر عن محمد بن سوقة به.

4666 -

حديث جابر رفعه "يُبعث كل عبد على ما مات عليه".

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2878)(1).

4667 -

"يَبعث الله الناس فيكسوني ربي حلة خضراء فأقول ما شاء الله أن أقول فذلك المقام المحمود"

قال الحافظ: ووقع في صحيح ابن حبان من حديث كعب بن مالك مرفوعًا: فذكره" (2).

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أكون أنا وأمتي على تل".

4668 -

"يبعثون على نياتهم".

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2882 و2884) من حديث عائشة وأم سلمة" (3)

(1) 14/ 172 (كتاب الرقاق - باب الحشر) و16/ 132 (كتاب الفتن - باب إذا أنزل الله بقوم عذابا).

(2)

2/ 236 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب الدعاء عند النداء).

(3)

1/ 12 (باب كيف كان بدء الوحي).

ص: 6659

4669 -

عن عبد الله بن عمرو رفعه "يبقى الناس بعد طلوع الشمس من مغربها عشرين ومائة سنة".

قال الحافظ: رفع هذا لا يثبت، وقد أخرجه عبد بن حميد في "تفسيره" بسند جيد عن عبد الله بن عمرو موقوفا، وقد ورد عنه ما يعارضه، فأخرج أحمد ونعيم بن حماد من وجه آخر عن عبد الله بن عمرو رفعه "الآبات خرزات منظومات في سلك، إذا انقطع السلك تبع بعضها بعضا" وأخرج الطبراني من وجه آخر عن عبد الله بن عمرو رفعه "إذا طلعت الشمس من مغربها خرّ ابليس ساجدا ينادي: إلهي، مرني أن أسجد لمن شئت"(1).

الموقوف أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن"(1849 و1979) وابن أبي شيبة (15/ 179) عن وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي خيثمة (2) عن ابن عمرو قال: فذكره.

وأخرجه أبو عمرو الداني في "الفتن"(713) من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي عن إسماعيل بن أبي خالد به.

وأبو خيثمة مما عرفته.

وأما حديث "الآيات خرزات منظومات في سلك".

فأخرجه أحمد (2/ 219)

عن مؤمل بن إسماعيل البصري

والبخاري في "الكبير"(2/ 1/ 144)

عن رَوح بن عبادة البصري

قالا: ثنا حماد ثنا علي بن زيد عن خالد بن الحويرث عن ابن عمرو به مرفوعا.

- ورواه يزيد بن هارون الواسطي واختلف عنه:

• فقال ابن أبي شيبة (15/ 63): ثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن خالد بن الحويرث عن ابن عمرو.

وتابعه:

1 -

أحمد بن سنان القطان الواسطي.

(1) 14/ 140 (كتاب الرقاق - باب حدثنا أبو اليمان).

(2)

وقع عند نعيم في الموضع الأول: عن خيثمة.

ص: 6660

أخرجه أبو الشيخ (1) في "الأمثال"(264)

2 -

شعيب (2).

أخرجه الرامهرمزي في "الأمثال"(89)

• وقال سعيد بن مسعود المروزي: ثنا يزيد بن هارون أنبأ ابن عون عن خالد بن الحويرث عن ابن عمرو.

أخرجه الحاكم (4/ 473 - 474)

وخالد بن الحويرث مجهول، قال ابن معين: لا أعرفه، وقال ابن عدي: إذا كان يحيى لا يعرفه فلا يكون له شهرة ولا يعرف. وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.

لكن للحديث شاهد صحيح يتقوى به، أخرجه الحاكم (4/ 546) عن أبي عمرو عثمان بن أحمد بن السماك الزاهد ثنا حنبل بن إسحاق بن حنبل ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة عن حميد عن أنس مرفوعاً "الأمارات خرزات" الحديث.

قال الحاكم: صحيح الإسناد".

قلت: وهو كما قال، فابن السماك قال الخطيب: كان ثقة ثبتا، وقال الدارقطني: كان من الثقات، ووثقه عمر بن أحمد الواعظ وابن الفضل القطان.

وحنبل بن إسحاق قال الخطيب: كان ثقة ثبتا، وقال الدارقطني: صدوق.

وموسى بن إسماعيل هو التبوذكي وهو ثقة، وكذا حماد وحميد.

وأما حديث "إذا طلعت الشمس من مغربها خرّ إبليس ساجدا ينادي".

فأخرجه الطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 111) و"الأوسط"(94) عن أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي ثنا إسحاق بن إبراهيم بن زبريق الحمصي ثنا عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار ثنا ابن لهيعة عن حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن ابن عمرو به مرفوعا.

وقال: لا يُروى هذا الحديث عن ابن عمرو إلا بهذا الإسناد، تفرد به عثمان بن سعيد".

(1) ووقع عنده: عن خالد بن الحارث.

(2)

أظنه: ابن يوسف النسائي.

ص: 6661

وقال ابن كثير: وهذا غريب جدا، ورفعه فيه نكارة، ولعله من الزاملتين اللتين أصابهما عبد الله بن عمرو يوم اليرموك من كتب أهل الكتاب فكان يحدث منهما أشياء غرائب" الفتن ص 136.

وقال في "التفسير"(2/ 195): هذا حديث غريب جداً، وسنده ضعيف، ولعله من الزاملتين اللتين أصابهما عبد الله بن عمرو يوم اليرموك، فأما رفعه فمنكر".

وقال الهيثمي: وفيه إسحاق بن إبراهيم بن زبريق وهو ضعيف" المجمع 8/ 8.

قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وأما إسحاق بن إبراهيم فهو ابن العلاء بن الضحاك بن زبريق الحمصي الزبيدي وهو مختلف فيه، وثقه مسلمة، وقال ابن معين: لا بأس به، وكذبه محمد بن عوف الحمصي، وقال أبو داود: ليس هو بشيء.

4670 -

حديث أبي بكرة: قال رجل: يا رسول الله، أرأيت إن أكرهت حتى ينطلق بي إلى أحد الصفين فجاء سهم أو ضربني رجل بسيف؟ قال "يبوء بإثمه وإثمك".

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2887)(1)

4671 -

"ينبع الدجال سبعون ألفا من يهود أصبهان".

قال الحافظ: أخرجه مسلم عن أبي هريرة مرفوعا" (2)

أخرجه مسلم (2944) عن أنس مرفوعا "يتبع الدجال من يهود أصبهان شعون ألفا عليهم الطيالسة".

4672 -

حديث النواس بن سمعان في قصة الدجال "يتبعه الدجال وعليهم الطيالسة".

قال الحافظ: وقد ثبت عند مسلم من حديث النواس بن سمعان في قصة الدجال: فذكره" (3).

قلت: أخرجه مسلم (2944) من حديث أنس.

4673 -

"يتعاقبون فيكم ملائكة".

سكت عليه الحافظ (4).

أخرجه البخاري (فتح 2/ 173 - 176) من حديث أبي هريرة.

(1) 16/ 137 (كتاب الفتن - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ترجعوا بعدي كفارا).

(2)

17/ 194 (كتاب الاعتصام - باب من رأى ترك النكير من النبي صلى الله عليه وسلم حجة).

(3)

12/ 389 (كتاب اللباس - باب التقنع).

(4)

11/ 165 (كتاب النكاح - باب حسن المعاشرة مع الأهل).

ص: 6662

4674 -

"يتقارب الزمان حتى تكون السنة كالشهر، والشهر كالجمعة، والجمعة كاليوم، واليوم كالساعة، والساعة كاحتراق السعفة".

قال الحافظ: ثبت في الحديث الآخر عند مسلم وغيره: فذكره" (1).

تقدم الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان".

والحديث لم أره عند مسلم.

4675 -

حديث أبي أيوب قال: قلت: يا رسول الله، هذا السلام فما الإستئناس؟ قال:"يتكلم الرجل بتسبيحة أو تكبيرة ويتنحنح فيؤذن أهل البيت".

قال الحافظ: وأخرج ابن أبي حاتم بسند ضعيف من حديث أبي أيوب قال: فذكره" (2).

ضعيف جدا

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 607) ثنا عبد الرحيم بن سليمان عن واصل بن السائب عن أبي سَوْرَة عن أبي أيوب الأنصاري قال: قلت: يا رسول الله، هذا السلام فما الاستئناس؟ قال:"يتكلم الرجل بتسبيحة وتكبيرة وتحميدة ويتنحنح ويؤذن أهل البيت".

وأخرجه ابن ماجه (3707) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4065) عن عبيد بن غنام الكوفي.

وابن أبي حاتم في "تفسيره"(14348) عن أبيه.

قالا: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة به.

ورواه القاسم بن مالك الكوفي عن واصل بن السائب عن أبي سورة عن أبي أيوب بلفظ "الاستئناس أن تدعو الخادم حتى يستأنس أهل البيت الذين تستأذن عليهم".

قال ابن كثير: هذا حديث غريب" التفسير 3/ 281.

وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف. أبو سورة قال فيه البخاري: منكر الحديث يروي عن أبي أيوب مناكير لا يتابع عليه" مصباح الزجاجة 4/ 110.

(1) 16/ 63 (كتاب التعبير - باب القيد في المنام).

(2)

13/ 243 (كتاب الاستئذان - باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ} [النور: 27]).

ص: 6663

قلت: وقال فيه البخاري أيضاً: لا يعرف له سماع من أبي أيوب" علل الترمذي 1/ 115.

وقال الترمذي: يضعف في الحديث، ضعفه يحيى بن معين جدا.

وقال الساجي: منكر الحديث، وقال الدارقطني: مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وواصل بن السائب هو الرقاشي أبو يحيى البصري قال البخاري وأبو حاتم وغيرهما: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث.

4676 -

"يجتمع الخضر وإلياس كل عام في الموسم فيحلق كل واحد منهما رأس صاحبه ويفترقان عن هؤلاء الكلمات: بسم الله ما شاء الله".

قال الحافظ: وروى الدارقطني في "الأفراد" من طريق عطاء عن ابن عباس مرفوعا: فذكره، في إسناده محمد بن أحمد بن زبد بمعجمة ثم موحدة ساكنة وهو ضعيف، وروى ابن عساكر من طريق هشام بن خالد عن الحسن بن يحيي عن ابن أبي روّاد نحوه وزاد "ويشربان من ماء زمزم شربة تكفيهما إلى قابل" وهذا معضل، ورواه أحمد في "الزهد" بإسناد حسن عن ابن أبي روّاد وزاد "إنّهما يصومان رمضان ببيت المقدس" وروى الطبري من طريق عبد الله بن شوذب نحوه" (1).

ضعيف

أخرجه العقيلي (1/ 224) وابن عدي (2/ 740) وإبراهيم بن محمد المزكي في "فوائده" تخريج الدارقطني (اللآلىء 1/ 166 - 167 واللسان 2/ 206 والإصابة 3/ 120) وابن عساكر كما في "البداية والنهاية"(1/ 333) وابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 195 و195 - 196) وفي "مثير الغرام"(ص 194) من طرق عن محمد بن أحمد بن زيد (2) المزاري ثنا عمرو بن عاصم ثنا الحسن بن رزين ثنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا "يلتقي الخضر وإلياس في كل موسم، فإذا أرادا أن يتفرقا، تفرقا على هذه الكلمات: بسم الله ما شاء الله لا يسوق الخير إلا الله، ولا يصرف السوء إلا الله، ما شاء الله، ما تكن من نعمة فمن الله، ما شاء الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، فمن قالها إذا أمسى آمن من الحرق، والغرق، والشرق، حتى يصبح، ومن قالها إذا أصبح ثلاث مرات آمن من الحرق والغرق والشرق حتى يمسي".

(1) 7/ 245 - 246 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب حديث الخضر مع موسي (1) عليه السلام.

(2)

وقيل: ابن زبدة، وقيل: ابن زبدا.

ص: 6664

واختلف فيه على الحسن بن رزين، فرواه محمد بن كثير العبدي عنه عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس موقوفا.

أخرجه العقيلي (1/ 225)

وقال: الحسن بن رزين بصري مجهول في الرواية ولا يتابع عليه مسندا ولا موقوفا".

وقال ابن عدي: لا أعلم يروي هذا عن ابن جريج بهذا الإسناد غير الحسن بن رزين هذا وليس بالمعروف، وهو من رواية عمرو بن عاصم عنه، وهذا الحديث بهذا الإسناد منكر.

وقال: حدّث الحسن بن رزين عن ابن جريج بما ليس بمحفوظ عن ابن جريج".

وقال الدارقطني في "الأفراد"(1): هذا حديث غريب من حديث ابن جريج لم يحدّث به غير الحسن بن رزين".

وقال ابن المنادي (2): هذا حديث واه بالحسن بن رزين".

ولم ينفرد به بل تابعه مهدي بن هلال البصري ثني ابن جريج فذكره بلفظ "يجتمع البري والبحري إلياس والخضر كل عام بمكة، قال ابن عباس: بلغنا أنّه يحلق أحدهما رأس صاحبه، ويقول أحدهما للآخر: قل بسم الله الخ، وزاد: قال ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من عبد فالها في كل يوم إلا أمن من الحرق والغرق والشرق وكل شيء يكرهه حتى يمسي، وكذلك حتى يصبح".

أخرجه ابن الجوزي في "الواهيات"(الإصابة 3/ 120 - اللآلىء 1/ 167) من طريق أحمد بن عمار ثنا محمد بن مهدي ثنا مهدي بن هلال به.

وقال: أحمد بن عمار متروك عند الدارقطني، ومهدي بن هلال مثله، وقال ابن حبان: مهدي بن هلال يروي الموضوعات".

وقال الحافظ في "الإصابة": الحديث واه جدا".

وحديث عبد العزيز بن أبي روّاد له عنه طريقان:

الأول: يرويه علي بن الحسين بن ثابت الدوري عن هشام بن خالد عن الحسن بن يحيى الخُشَنِي عن ابن أبي روّاد قال: إلياس والخضر يصومان شهر رمضان ببيت المقدس، ويحجان في كل سنة، ويشربان من ماء زمزم شربة واحدة تكفيهما إلى مثلها من قابل.

(1) الإصابة 3/ 120 - البداية والنهاية 1/ 333.

(2)

الإصابة 3/ 120 - البداية والنهاية 1/ 333.

ص: 6665

أخرجه ابن عساكر (البداية 1/ 333 - الإصابة 3/ 125).

والحسن بن يحيي مختلف فيه، قواه أحمد وغيره، وضعفه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين.

الثاني: يرويه ضَمْرة بن ربيعة عن السري بن يحيي عن ابن أبي روّاد قال: إلياس والخضر يصومان شهر رمضان ببيت المقدس، ويوافيان الموسم في كل عام.

أخرجه أحمد وابنه في "زوائد "الزهد" (الإصابة 3/ 121 و125).

وحديث عبد الله بن شوذب أخرجه الطبري في "تاريخه"(1/ 365) عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ثنا محمد بن المتوكل ثنا ضمرة بن ربيعة عن عبد الله بن شوذب قال: الخضر من ولد فارس، وإلياس من بني إسرائيل، يلتقيان في كل عام بالموسم.

4677 -

حديث علي رفعه "يجزىء عن الجماعة إذا مرّوا أن بسلم أحدهم، ويجزىء عن الجلوس أن يردّ أحدهم".

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والبزار، وفي سنده ضعف، لكن له شاهد من حديث الحسن بن علي عند الطبراني، وفي سنده مقال، وآخر مرسل في "الموطأ" عن زيد بن أسلم" (1).

ضعيف

روي من حديث علي ومن حديث الحسن بن علي ومن حديث أبي سعيد.

فأما حديث علي فأخرجه أبو داود (5210) عن الحسن بن علي الحُلْواني ثنا عبد الملك بن إبراهيم الجُدِّي ثنا سعيد بن خالد الخزاعي ثني عبد الله بن الفضل عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي به مرفوعا.

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "سننه"(9/ 48 - 49) وفي "الآداب"(281)

وأخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده"(781) ومن طريقه المزي في "التهذيب"(10/ 411) عن محمد بن بشر ثنا الحسن بن علي الحلواني به.

ولم ينفرد الجدي به بل تابعه يعقوب بن إسحاق الحضرمي عن سعيد بن خالد به.

(1) 13/ 242 (كتاب الاستئذان - باب بدء السلام).

ص: 6666

أخرجه البزار (534) وأبو يعلى (441) وابن السني في "اليوم والليلة"(224) وابن عبد البر في "التمهيد"(5/ 290).

قال الدارقطني في "العلل"(4/ 22): الحديث غير ثابت، تفرد به سعيد بن خالد المدني عن عبد الله بن الفضل، وسعيد بن خالد ليس بالقوي".

وقال ابن عبد البر: حديث حسن لا معارض له. وسعيد بن خالد هذا، هو الخزاعي، مدني، ليس به بأس عند بعضهم، وقد ضعفه جماعة منهم: أبو زرعة وأبو حاتم ويعقوب بن شيبة، وجعلوا حديثه هذا منكرا، لأنه انفرد فيه بهذا الإسناد. على أنّ عبد الله بن الفضل لم يسمع من عبيد الله بن أبي رافع، بينهما الأعرج في غير ما حديث، فالله أعلم، وسائر الإسناد أشهر من أن يحتاج إلى ذكرهم".

قلت: القول ما قاله الدارقطني فقد قال البخاري: سعيد بن خالد فيه نظر، وقال أبو زرعة: ضعيف، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال ابن حبان: كان ممن يخطىء حتى فحش خطأه لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد.

وأما حديث الحسن بن علي فأخرجه الطبراني في "الكبير"(2730) ثنا إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا كثير بن يحيي ثنا حفص بن عمر الرقاشي ثنا عبد الله بن حسن بن حسن بن علي عن أبيه عن جده قال: قيل: يا رسول الله، القوم يأتون الدار فيستأذن واحد منهم أيجزىء عنهم جميعا؟ قال "نعم" قيل: فيرد رجل من القوم أيجزىء عن الجميع؟ قال "نعم" قيل: القوم يقرون فيسلم واحد منهم أيجزىء عن الجميع؟ قال "نعم" قيل: فيردّ رجل من القوم أيجزىء من الجميع؟ قال "نعم".

قال الهيثمي: وفيه كثير بن يحيي وهو ضعيف" المجمع 8/ 35.

قلت: بل هو صدوق كما قال أبو زرعة، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وذكره ابن حبان في "الثقات". وهو كثير بن يحيي بن كثير أبو مالك البصري.

واختلف عيه في هذا الحديث، فرواه محمد بن علي الأهوازي عنه ثنا حفص بن عمرو بن زريق القرشي المدني ثنا عبد الرحمن بن الحسن عن أبيه عن جده عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال: فذكر الحديث.

أخرجه ابن السني في "اليوم والليلة"(234) عن محمد بن خالد الراسبي ثنا محمد بن علي الأهوازي به.

وإسناده من شيخ ابن السني إلى جد عبد الرحمن بن الحسن لم أعرفهم إلا كثير بن

ص: 6667

يحيي وهو صدوق كما تقدم، واختلف فيه على زيد بن أسلم، فرواه عباد بن كثير عنه عن عطاء بن يسار عن ابن عباس مرفوعا.

أخرجه أبو محمد الجوهري في "حديث ابن حيويه" كما في "الإرواء"(3/ 243) وعباد بن كثير متروك كما في "التقريب".

ورواه مالك في "الموطأ"(2/ 959) عن زيد بن أسلم مرسلا.

وتابعه ابن جريج عن زيد بن أسلم به.

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(5/ 291)

وتابعه معمر بن راشد عن زيد بن أسلم به.

أخرجه عبد الرزاق (19443)

وهذا أصح.

4678 -

قصة أبي لبابة حيث قال: إنّ من توبتي أن أنخلع من مالي كله صدقة لله ورسوله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "يجزىء عنك الثلث".

قال الحافظ: رواه أحمد" (1).

يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه:

- فقال ابن جريج: أخبرني ابن شهاب أن الحسين بن السائب بن أبي لبابة أخبره أنّ أبا لبابة بن عبد المنذر لما تاب الله عليه قال: يا رسول اللأ إنّ من توبتي أن أهجر دار قومي وأساكنك وأني أنخلع من مالي صدقة لله ولرسوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يجزىء عنك الثلث".

أخرجه أحمد (3/ 452 - 453 و502) عن رَوح بن عبادة البصري ثنا ابن جريج به.

الحسين بن السائب ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يروي المراسيل، والباقون ثقات.

- وقال يونس بن يزيد الأيلي: عن ابن شهاب أني بعض بني السائب بن أبي لبابة أنّ أبا لبابة حين ارتبط فتاب الله عليه قال: فذكر نحوه، وزاد "من مالك".

أخرجه البيهقي (10/ 67) من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري أنبا ابن وهب أني يونس به.

(1) 9/ 186 (كتاب المغازي - حديث كعب بن مالك).

ص: 6668

وأخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 386) من طريق الليث بن سعد ثني يونس به.

- وقال إسماعيل بن أمية الأموي: عن الزهري عن عبد الرحمن بن أبي لبابة أنّ أبا لبابة أخبره أنّه لما رضي عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

أخرجه الدارمي (1665) عن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي دحيم ثنا سعيد بن مسلمة عن إسماعيل بن أمية به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1896) من طريق علي بن ميمون الرقي ثنا سعيد بن مسلمة عن إسماعيل بن أمية عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن أبي لبابة أنّه أخبره أنّ أبا لبابة لما رضي عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن مسلمة الأموي.

- وقال أسامة بن زيد الليثي: عن الزهري ثني بعض بني السائب بن أبي لبابة عن أبي لبابة.

أخرجه ابن أبي عاصم (1898) عن يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا عبد الله بن موسى عن أسامة بن زيد به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4510) عن أحمد بن عمرو الخلال ثنا يعقوب بن حميد به.

- ورواه سفيان بن عيينة عن الزهري واختلف عنه:

• فقال عبيد الله بن عمر القواريري: ثنا سفيان عن الزهري عن ابن كعب بن مالك عن أبيه أو أبو لبابة أو من شاء الله أنّه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: فذكره.

أخرجه أبو داود (3319) عن عبيد الله بن عمر القواريري به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 68)

• وقال سعيد بن منصور (988): ثنا سفيان عن الزهري عن ابن كعب بن مالك أنّ أبا لبابة قال: يا رسول الله،

- ورواه محمد بن حرب الأبرش عن محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري واختلف عنه:

• فقال الربيع بن روح الحمصي: ثنا محمد بن حرب ثنا الزبيدي عن الزهري عن حسين بن السائب بن أبي لبابة أنّ جده حدّثه أنّ أبا لبابة حين تاب الله عليه

ص: 6669

أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 385) عن الربيع بن روح به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (4/ 181)

• وقال محمد بن مُصَفى الحمصي: ثنا محمد بن حرب ثنا الزبيدي عن الزهري عن حسين بن السائب بن أبي لبابة أنّ جده أو عن جده -الشك من ابن أبي عاصم- أنّ أبا لبابة لما تاب الله عليه

أخرجه ابن أبي عاصم (1899) عن محمد بن مصفى به.

• ورواه كثير بن عبيد المَذْحِجِي عن محمد بن حرب واختلف عنه:

فقال ابن أبي عاصم (1897): ثنا كثير بن عبيد ثنا محمد بن حرب ثنا الزبيدي عن الزهري ثني بعض بني السائب بن أبي لبابة قال: فزعم حسين أنّ أبا لبابة قال:

وقال محمد بن عبيد الله بن الفضل الكَلاعي: ثنا كثير بن عبيد ثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن الزهري عن حسين بن السائب بن أبي لبابة أنّ جده أبا لبابة حين تاب الله عليه

أخرجه ابن حبان (3371)

- ورواه محمد بن أبي حفصة البصري عن الزهري واختلف عنه:

• فقال عبد الله بن المبارك: عن محمد بن أبي حفصة عن الزهري عن الحسين بن السائب بن أبي لبابة عن أبيه قال: لما تاب الله على أبي لبابة

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 385 - 386) والطبراني في "الكبير"(4509) وأبو نعيم في "الصحابة"(1207 و3489)

• وقال سعدان بن يحيي اللخصي: عن ابن أبي حفصة عن الزهري عن حشين بن السائب بن أبي لبابة أو غيره.

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 386)

- ورواه معمر بن راشد عن الزهري واختلف عنه:

• فرواه محمد بن ثور الصنعاني عن معمر عن الزهري مرسلا.

أخرجه الطبري في "تفسيره"(11/ 15) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا محمد بن ثور به.

ورواته ثقات.

ص: 6670

وتابعه أبو سفيان محمد بن حميد المَعْمَرِي عن معمر عن الزهري به.

أخرجه الطبري في "تفسيره"(9/ 221) عن القاسم بن الحسن ثنا الحسين ثني أبو سفيان به.

• ورواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أني ابن كعب بن مالك قال: كان أبو لبابة أخرجه أبو داود (3320) عن محمد بن المتوكل العسقلاني (1) ثنا عبد الرزاق به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 68)

- وقال عثمان بن حفص بن عمر بن خلدة الأنصاري: عن ابن شهاب أنّه بلغه أنّ أبا لبابة أخرجه مالك في "الموطأ"(2/ 481) عن عثمان بن حفص به.

- وقال إبراهيم بن إسماعيل بن علية البصري: عن إسماعيل بن علية عن الزهري عن ابن لكعب بن مالك عن أبيه وعن ابن أبي لبابة عن أبيه.

قاله ابن عبد البر في "التمهيد"(20/ 83).

4679 -

"يجمع الناس في صعيد واحد فيقال: يا محمد، فأقول لبيك وسعديك والخير في يديك، والمهدي من هديت، وعبدك بين بديك، وبك وإليك، تباركت وتعاليت، سبحانك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك".

قال الحافظ: في النسائي ومصنف عبد الرزاق ومعجم الطبراني من حديث حذيفة رفعه: فذكره، زاد عبد الرزاق "سبحانك رب البيت" فذلك قول {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79] قال ابن منده في كتاب "الإيمان": هذا حديث مجمع على صحة إسناده وثقة رجاله" (2).

موقوف صحيح

أخرجه الطيالسي (ص 55) وعبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 387) وأسد بن موسى في "الزهد"(61) ومسدد (المطالب 4561/ 1 - الاتحاف 7735) وابن أبي شيبة (11/ 484) وابن أبي عمر (المطالب 4565/ 2 - الاتحاف 7736) وابن أبي الدنيا في "الأهوال"(194) والحارث (1129) والبزار (2926) والنسائي في "الكبرى"(11294) وأبو يعلى (المطالب 4565/ 4 - الاتحاف 8/ 105) والطبري في "تفسيره"(5/ 144 و145) والآجري في

(1) رواه إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق (المصنف 5/ 406) فلم يذكر ابن كعب بن مالك.

(2)

14/ 231 (كتاب الرقاق - باب صفة الجنة والنار).

ص: 6671

"الشريعة"(1092 و1093) وابن منده في "الإيمان"(929 و930 و931) وابن أبي زمنين في "السنة"(99) والحاكم (2/ 363 - 364) واللالكائي (2086 و2095) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 278) من طرق عن أبي إسحاق السبيعي ثنا صلة بن زفر قال: سمعت حذيفة يقول: فذكره موقوفا.

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين".

وقال ابن منده: هذا إسناد مجمع على صحته وقبول رواته".

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 377.

وقال البوصيري: رواته ثقات" مختصر الاتحاف 8/ 387.

قلت: وهو كما قالوا، فقد رواه عن أبي إسحاق جماعة منهم شعبة والثوري ومعمر وإسرائيل وأبو الأحوص وأبو بكر بن عياش ويونس بن أبي إسحاق وشريك بن عبد الله النخعي، وشعبة والثوري ممن سمع من أبي إسحاق قبل اختلاطه.

وخالفهم عبد الله بن المختار البصري فرواه عن أبي إسحاق عن صلة عن حذيفة مرفوعا.

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(789) واللالكائي (2094) من طريق حماد بن سلمة عن عبد الله بن المختار به.

قال أبو حاتم: لا يرفع هذا الحديث إلا عبد الله بن المختار، والموقوف أصح" العلل 2/ 217.

قلت: تابعه ليث بن أبي سليم عن أبي إسحاق به.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1062) والحاكم (4/ 573) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 349) من طريق موسى بن أعْيَن الجَزَري عن ليث به.

لكن ليث قال ابن معين وغيره: ضعيف.

4680 -

حديث حذيفة وأبي هريرة معا "يَجمع الله الناس يوم القيامة فيقوم المؤمنون حتى تزلف لهم الجنة فيأتون آدم فيقولون: يا أبانا استفتح لنا الجنة".

قال الحافظ: أخرجه مسلم (195).

وقال: وفي رواية حذيفة "لست بصاحب ذاك".

وقال: وفي رواية حذيفة وأبي هريرة معا "هل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم آدم"

ص: 6672

وقال: ووقع في رواية حذيفة المقرونة "لست بصاحب ذاك، إنما كنت خليلا من وراء وراء".

وقال: وفي رواية حذيفة المقرونة "اعمدوا إلى موسى".

وقال: وقع في حديث حذيفة المقرون بحديث أبي هريرة بعد قوله "فيأتون محمدا فيقوم فيؤذن له. وترسل الأمانة والرحم فيقومان جنبي الصراط يمينا وشمالا فيمرّ أولكم كالبرق".

وقال: وفي حديث حذيفة وأبي هريرة معا "فيمر أولهم كمرّ البرق، ثم كمرّ الريح، ثم كمرّ الطير وشدّ الرجال، تجري بهم أعمالهم".

وقال: وفي رواية حذيفة وأبي هريرة معا "وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به"(1).

4681 -

حديث أم بلال بنت هلال عن أبيها رفعه "يجوز الجَذَع من الضأن أضحية".

قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه" (2).

أخرجه أحمد (6/ 368) عن علي بن بحر البغدادي.

وابن ماجه (3139) وأبو نعيم في "الصحابة"(6551) عن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي.

والطحاوي في "المشكل"(5723) عن عبد الله بن وهب.

وابن قانع في"الصحابة"(3/ 203) عن هارون بن موسى الفَرْوي.

أربعتهم عن أبي ضَمْرة أنس بن عياض المدني ثني محمد بن أبي يحيي مولى الأسلميين عن أمه قالت: حدثتني أم بلال بنت هلال عن أبيها رفعه "يجوز الجذع من الضأن أضحية".

(1) 14/ 225 و226 و227 و228 و229 و232 (كتاب الرقاق - باب صفة الجنة والنار).

و14/ 249 و249 - 250 (كتاب الرقاق - باب الصراط جسر جهنم).

(2)

12/ 111 (كتاب الأضاحي - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بردة: ضح بالجذع من المعز).

ص: 6673

قال الحافظ في "الإصابة"(10/ 254): سنده حسن".

قلت: اختلف فيه على أنس بن عياض: فقيل: عنه عن محمد بن أبي يحيي عن أمه عن أم بلال ليس فيه عن أبيها.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(25/ 164) عن إبراهيم بن حمزة الزبيري.

والبيهقي (9/ 271) عن إبراهيم بن المنذر الحزامي.

قالا: ثنا أنس بن عياض به.

وتابعه يحيي بن سعيد القطان عن محمد بن أبي يحيي عن أمه عن أم بلال مرفوعا "ضحوا بالجذع من الضأن فإنّه جائز".

أخرجه مسدد (إتحاف الخيرة 6495) وأحمد (6/ 368) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(3395) والطبراني في "الكبير"(4/ 164) والبيهقي (9/ 271) وابن السكن كما في "الإصابة"(13/ 113) وابن الأثير في "أسد الغابة"(6/ 307)

قال ابن حزم: حديث أم بلال هو عن أم محمد بن أبي يحيى ولا يدرى من هي عن أم بلال وهي مجهولة ولا ندري لها صحبة أم لا" المحلى 8/ 21.

وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 4/ 19.

قلت: أم محمد بن أبي يحيي لم أر من روى عنها إلا ابنها فهي مجهولة، وذكرها الحافظ في "التقريب": وقال: مقبولة. أي عند المتابعة وإلا فلينة الحديث، وأم بلال بنت هلال قال العجلي: تابعية ثقة، وقال الحافظ في "التقريب": ثقة من الثانية ويقال لها صحبة، وقال الذهبي في "الميزان": لا تعرف.

4682 -

"يجيء الدجال فيصعد أُحدا فيتطلع فينظر إلى المدينة فيقول لأصحابه: ترون إلى هذا القصر الأبيض هذا مسجد أحمد، ثم يأتي المدينة فيجد بكل نقب من نقابها ملكا مصلتا سيفه، فيأتي سبخة الجرت فيضرب رواقه ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات فلا يبقى منافق ولا منافقة، ولا فاسق ولا فاسقة إلا خرج إليه فتخلص المدينة فذلك يوم الخلاص".

قال الحافظ: وفي حديث محجن بن الأدرع عند أحمد والحاكم رفعه: فذكره" (1)

(1) 16/ 207 (كتاب الفتن - باب ذكر الدجال).

ص: 6674

أخرجه أحمد (4/ 338) عن يونس بن محمد المؤدب ثنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن عبد الله بن شقيق عن محجن بن الأدرع أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس فقال "يوم الخلاص وما يوم الخلاص، يوم الخلاص وما يوم الخلاص، يوم الخلاص وما يوم الخلاص" ثلاثا، فقيل له: وما يوم الخلاص؟ قال "يجيء الدجال فيصعد أحدا" الحديث.

وأخرجه حنبل بن إسحاق في "الفتن"(13) عن حجاج بن المنهال البصري ثنا حماد به.

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 308.

قلت: وهو كما قال، إلا أنّه قد اختلف فيه على حماد بن سلمة، فرواه موسى بن إسماعيل البصري عنه عن خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق عن محجن بن الأدرع.

أخرجه الحاكم (4/ 543)

وقال: صحيح على شرط مسلم".

قلت: وهذا الاختلاف لا يضر لأنّ كلا من الجريري والحذاء ثقتان، وكذا باقي رجال الاسنادين إلا أنه يخشى من الانقطاع بين عبد الله بن شقيق وبين محجن بن الأدرع فإني لم أر أحدا صرح بسماعه منه، ويقوي الانقطاع أنّ عبد الله (1) بن شقيق يروي عن محجن بن الأدرع بواسطة وهو رجاء بن أبي رجاء الباهلي. انظر مسند أحمد 4/ 338 و5/ 32.

وللحديث شاهد عن جابر بن عبد الله قال: أشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم على فلق من أفلاق الحرّة ونحن معه فقال "نعمت الأرض المدينة إذا خرج الدجال على كلل نقب من أنقابها ملك لا يدخلها فإذا كان كذلك رجفت المدينة بأهلها ثلاث رجفات لا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه، وأكثر من يخرج إليه النساء، وذلك يوم التخليص، وذلك يوم تنفي المدينة الخبث كما ينفي الكبير خبث الحديد يكون معه سبعون ألفا من اليهود، على كل رجل منهم ساج وسيف محلى فتضرب رقبته بهذا الضرب الذي عند مجتمع السيول. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما كانت فتنة ولا تكون حتى تقوم الساعة أكبر من فتنة الدجال، ولا من نبي إلا وقد حذّر أمته ولأخبرنكم بشيء ما أخبره نبي أمته قبلي" ثم وضع يده على عينه ثم قال "أشهد أنّ الله عز وجل ليس بأعور".

أخرجه أحمد (3/ 292) ثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو ثنا زهير عن زيد بن أسلم عن جابر به.

(1) رواه أبو بشر جعفر بن إياس عن عبد الله بن شقيق عن رجاء بن أبي رجاء عن محجن.

انظر حديث "خير دينكم أيسره" في حرف الخاء.

ص: 6675

وإسناده منقطع. قال ابن معين: لم يسمع زيد بن أسلم من جابر، وقال علي بن الحسين بن الجنيد: زيد بن أسلم عن جابر مرسل.

طريق أخرى: قال الطبراني في "الأوسط"(2186): ثنا أحمد بن زهير التُّسْتَري ثنا جعفر بن النضر الواسطي ثنا علي بن عاصم عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن جابر مرفوعا "يا أهل المدينة، اذكروا يوم الخلاص" قالوا: وما يوم الخلاص؟ قال "يقبل الدجال حتى ينزل بذباب فلا يبقى بالمدينة مشرك ولا مشركة ولا كافر، ولا منافق ولا منافقة، ولا فاسق ولا فاسقة إلا خرج إليه، وبخلص المؤمنون. فذلك يوم الخلاص".

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن سعيد الجريري إلا علي بن عاصم".

قلت: هو الواسطي ذكره البخاري والعقيلي وأبو زرعة وابن حبان والنسائي في الضعفاء.

4683 -

"يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال يغفرها الله لهم ويضعها على اليهود والنصارى".

قال الحافظ: وفي حديث الباب وما بعده دلالة على ضعف الحديث الذي أخرجه مسلم (4/ 2120) من رواية غيلان بن جرير عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه رفعه: فذكره، فقد ضعفه البيهقي وقال: تفرد به شداد أبو طلحة. وقد أخرج أصل الحديث مسلم (4/ 2119) من وجه آخر عن أبي بردة بلفظ "إذا كان يوم القيامه دفع الله إلى كل مسلم يهوديا أو نصرانيا فيقول: هذا فداؤك من النار" قال البيهقي: ومع ذلك فضعفه البخاري وقال: الحديث في الشفاعة أصح" (1).

قلت: شداد هو ابن سعيد أبو طلحة الراسبي البصري وهو مختلف فيه والأكثر على توثيقه، وليس له عند مسلم غير هذا الحديث كما قال المزي في "تهذيب الكمال".

قال الحافظ في "تهذيب التهذيب": قلت: لكنه في الشواهد.

4684 -

"يحبس أهل الجنة بعدما يجوزون الصراط حتى يؤخذ لبعضهم من بعض ظلاماتهم في الدنيا ويدخلون الجنة وليس في قلوب بعضهم على بعض غل".

قال الحافظ: ولأصل الحديث شاهد من مرسل الحسن أخرجه ابن أبي حاتم بسند صحيح عنه قال: بلغي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (2).

مرسل

ذكره السيوطي في "الدر المنثور"(3/ 457) ونسبه لابن أبي حاتم أيضا.

(1) 14/ 188 - 189 (كتاب الرقاق - باب القصاص يوم القيامة).

(2)

14/ 191 (كتاب الرقاق - باب القصاص يوم القيامة).

ص: 6676

4685 -

"يُحشر الناس حفاة عراة بُهْمَا".

سكت عليه الحافظ (1).

تقدم تخريجه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا ينبغي لأخد من أهل الجنة أن يدخل الجنة".

4686 -

"يحشر الناس حفاة عراة فيقول الله تعالى: "ألا أرى خليلي عريانا؟ فيكسى إبراهيم ثوبا أبيض فهو أول من يكسى"".

قال الحافظ: وفي مرسل عبيد بن عمر عند جعفر الفريابي: فذكره" (2).

4687 -

"يحشر الناس حفاة عراة كما بدئوا".

قال الحافظ: ووقع في حديث أم سلمة عند ابن أبي الدنيا: فذكره" (3)

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 237) وابن أبي الدنيا في "الأهوال"(119) وفي "القبور"(70) عن سعيد بن سليمان الواسطي عن عبد الحميد بن سليمان ثنا محمد بن أبي موسى عن عطاء بن يسار عن أم سلمة مرفوعا "يحشر الناس حفاة عراة كلما بدئوا" قلت: يا رسول الله، هل ينظر بعضنا إلى بعض؟ قال "شغل الناس" قلت: وما شغلهم؟ قال "تنشر الصحف فيها مثاقيل الدر ومثاقيل الخردل".

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(837) عن أحمد بن يحيي الحلواني ثنا سعيد بن سليمان به.

وقال: لا يروى هذا الحديث عن أم سلمة إلا بهذا الإسناد، تفرد به سعيد بن سليمان".

وقال البوصيري: إسناده صحيح" مختصر الاتحاف 10/ 579.

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير محمد بن أبي موسى وهو ثقة" المجمع 10/ 332.

قلت: ترجمه البخاري (4) وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا

(1) 1/ 131 (كتاب الإيمان - باب سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان).

(2)

14/ 173 (كتاب الرقاق - باب الحشر).

(3)

14/ 173 (كتاب الرقاق - باب الحشر).

(4)

قال البخاري: محمد بن أبي موسى ويقال ابن أبي عياش عن عطاء بن يسار عن سودة، قاله أبو أويس".

ص: 6677

تعديلا، وعبد الحميد بن سليمان هو الخزاعي لم يخرج له الشيخان شيئاً، وهو ضعيف كما قال ابن المديني وغيره، وقال ابن معين وغيره ت ليس بثقة، وقال أبو زرعة: واهي الحديث.

4688 -

"يحشر الناس على أرض عفراء كقرصة النقي"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه البخاري (فتح 4/ 163) من حديث سهل بن سعد.

4689 -

"يحشر الناس على ثلاثة أصناف: صنف على الدواب، وصنف على أقدامهم، وصنف على وجوههم" فقيل: فكيف يمشون على وجوههم؟ الحديث.

قال الحافظ: وفي حديث أبي هريرة عند البزار: فذكره" (2).

يرويه علي بن زيد بن جدعان واختلف عنه:

- فقال حماد بن سلمة: عن علي بن زيد عن أوس بن خالد عن أبي هريرة مرفوعا يحشر الناس يوم القيامة على ثلاثة أصناف: ركبانا، ومشاة، وعلى وجوههم" فقال رجل: يا رسول الله، ويمشون على وجوههم، قال "الذي أمشاهم على أرجلهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم".

أخرجه الطيالسي (ص 334) عن حماد به.

وأخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة"(129) وأحمد (2/ 354 و363) والترمذي (3142) من طرق عن حماد به.

وزادوا فيه "أما إنهم يتقون بوجوههم كل حدب وشوك"

قال الترمذي: هذا حديث حسن".

- وقال بشر بن المفضل البصري: ثنا علي بن زيد ثني أوس بن أوس عن أبي هريرة مرفوعا.

= قلت: أخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 34) والبيهقي في "البعث" كما في "النهاية" لابن كثير (ص 161) من طريق إسماعيل بن أبي أويس ثني أبي عن محمد بن أبي عياش عن عطاء بن يسار عن سودة بنت زمعة مرفوعا "يبعث الناس حفاة عراة غرلا، قد ألجمهم العرق، فبلغ شحوم الأذان" فقلت: يا رسول الله، واسوءتاه ينظر بعضنا إلى بعض، قال "يشغل الناس عن ذلك، لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه"

قال ابن كثير: إسناده جيد"

قلت: أبو أويس قال النسائي وغيره: ليس بالقوي.

(1)

11/ 480 (كتاب الأطعمة - باب النفخ في الشعير).

(2)

10/ 109 (كتاب التفسير: سورة الفرقان - باب قوله: {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ} [الفرقان: 34]).

ص: 6678

أخرجه إسحاق (128) أنا بشر بن المفضل به.

ورواه غير واحد عن بشر بن المفضل فقالوا فيه: أوس بن أبي أوس، منهم:

1 -

محمد بن هشام السدوسي. أخرجه ابن أبي داود في "البعث"(22).

2 -

محمد بن عيسى ابن الطباع البغدادي. أخرجه الخطيب في "الموضح"(1/ 453 - 454).

3 -

أبو حفص عمرو بن علي الفلاس. أخرجه الخطيب أيضا (1/ 454).

4 -

زياد بن يحيى الحساني. أخرجه الخطيب كذلك.

قال أبو حفص عمرو بن علي الفلاس: أوس بن أبي اوس هو أوس بن خالدا" (1).

- وقال منصور بن زاذان الواسطي: عن علي بن زيد عن أبي خالد عن أبي هريرة قال: يحشر الناس يوم القيامة على ثلاثة أصناف موقوف.

أخرجه الطبري في "تفسيره"(19/ 12 - 13).

وأبو خالد هو أوس بن خالد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكر عنه راويا إلا علي بن زيد، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال له ثلاثة أحاديث عن أبي هريرة منكرة، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.

وعلي بن زيد قال ابن معين وغير واحد: ضعيف.

وإنّما حسّن الترمذي الحديث لشواهده.

فمن شواهده:

1 -

حديث أنس أنّ رجلاً قال: يا نبي الله، يحشر الكافر على وجهه؟ قال "أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادرا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة؟ ".

أخرجه البخاري (فتح 14/ 170 - 171)

(1) وكذلك قال أبو حاتم (الجرح 1/ 305/1) والمزي (التهذيب 3/ 388).

وفرق بينهما ابن حبان في "الثقات"(4/ 43 و44) والذهبي في "الميزان"(1/ 277).

والصواب أنّهما واحد.

ص: 6679

2 -

حديث معاوية بن حيدة مرفوعا "إنّكم محشورون -ونحا بيده نحو الشام- رجالا وركبانا، وتجرون علي وجوهكم".

وقد تقدم في حرف الهمزة.

3 -

حديث أبي ذر قال: حدثني الصادق المصدوق أنّ الناس يحشرون يوم القيامة على ثلاثة أفواج: فوج طاعمين كاسين راكبين، وفوج يمشون، وفوج تسحبهم الملائكة على وجوههم"

وقد تقدم في حرف الهمزة أيضا.

4690 -

عن أم قيس بنت محصن وهي أخت عكاشة أنّها خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى البقيع فقال "يُحشر من هذه المقبرة سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب كأنّ وجوههم القمر ليلة البدر" فقام رجل فقال: يا رسول الله، وأنا، قال "وأنت" فقام آخر فقال: وأنا، قال "سبقك بها عكاشة" قال: قلت لها: لِمَ لَمْ يقل للآخر؟ فقالت: أراه كان منافقا.

قال الحافظ: أخرجه الطبراني ومحمد بن سنجر في "مسنده" وعمر بن شبة في "أخبار المدينة" من طريق نافع مولى حمنة عن أم قيس بنت محصن" (1)

ضعيف

أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(1/ 91 - 92 و92) والطبراني في "الكبير"(25/ 181 - 182) من طرق عن أبي عاصم سعد بن زياد مولى سليمان بن علي ثني نافع مولى حمنة بنت شجاع حدثتني أم قيس بنت محصن قالت: لو رأيتني ورسول الله صلى الله عليه وسلم آخذ بيدي في سكة من سكك المدينة كل البشر فيه حتى أتينا البقيع فقال "يا أم قيس، يبعث من هذه القبور سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب، كان وجوههم القمر ليلة البدر" قالت: فقام رجل فقال: يا رسول الله، وأنا. قال "وأنت" فقام آخر فقال: يا رسول الله، وأنا. قال "سبقك عكاشة". قال: فقلت لها: ما له لم يقل للآخر؟ قالت: أراه كان منافقا.

قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه" المجمع 4/ 13

قلت: سعد بن زياد ذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 378) وقال أبو حاتم: يكتب حديثه وليس بالمتين، ونافع مولى حمنة بنت شجاع ذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 470) وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.

(1) 14/ 205 (كتاب الرقاق - باب يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب).

ص: 6680

4691 -

"يَحشر الله العباد، -وأومأ بيده نحو الشام- عراة حفاة غُرلا بُهْمَا" قلنا: وما بُهْمَا؟ قال "ليس معهم شيء".

قال الحافظ: ووقع في حديث عبد الله بن أنيس عند أحمد والحاكم بلفظ: فذكره" (1).

تقدم الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا ينبغي لأحد من أهل الجنّة أن يدخل الجنّة".

4692 -

"يَحشر الله الناس يوم القيامة عراة"

قال الحافظ: أخرجه المصنف (أي البخاري) في "الأدب المفرد" وأحمد وأبو يعلى في "مسنديهما" من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل أنّه سمع جابر بن عبد الله يقول: بلغني عن رجل حديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاشتريت بعيرا ثم شددت رحلي فسرت إليه شهرا حتى قدمت الشام، فإذا عبد الله بن أنيس، فقلت للبواب: قل له جابر على الباب. فقال: ابن عبد الله؟ قلت: نعم. فخرج فاعتنقني، فقلت: حديث بلغني عنك أنّك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخشيت أن أموت قبل أن أسمعه. فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره. وله طريق أخرى أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" وتمام في "فوائده" من طريق الحجاج بن دينار عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: كان يبلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث في القصاص وكان صاحب الحديث بمصر، فاشتريت بعيرا فسرت حتى وردت مصر، فقصدت إلى باب الرجل فذكر نحوه، وإسناده صالح، وله طريق ثالثة أخرجها الخطيب في "الرحلة" من طريق أبي الجارود العنسي عن جابر قال: بلغني حديث في القصاص، فذكر الحديث نحوه وفي إسناده ضعف" (2)

تقدم الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا ينبغي لأحد من أهل الجنّة أن بدخل الجنّة".

4693 -

"يحمل الناس على الصراط فينجي الله من شاء برحمته ثم يؤذن في الشفاعة للملائكة والنبيين والشهداء والصديقين فيشفعون ويخرجون".

قال الحافظ: وفي حديث أبي بكرة عند ابن أبي عاصم والبيهقي مرفوعا: فذكره" (3).

(1) 14/ 176 (كتاب الرقاق - باب الحشر).

(2)

1/ 183 - 184 (كتاب العلم - باب الخروج في طلب العلم).

(3)

14/ 252 (كتاب الرقاق - باب الصراط جسر جهنم).

ص: 6681

أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 177 - 178) وأحمد وابنه (4315) والبخاري في "الكنى"(ص 37) وابن أبي عاصم في "السنة"(837 و838) والبزار (3671 و3697) والدولابي في "الكنى"(1/ 195) والطبراني في "الصغير"(929) من طرق عن سعيد بن زيد قال: سمعت أبا سليمان العصري يقول: ثني عقبة بن صُهْبان قال: سمعت أبا بكرة رفعه "يحمل الناس على الصراط يوم القيامة، فتتقادع بهم جنبتا الصراط تقادع الفراش في النار، فينجي الله برحمته من يشاء، ثم إنّه يؤذن في الشفاعة للملائكة والنبيين والشهداء والصديقين، فيشفعون ويخرجون من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان".

قال أبو سليمان العصري: فلقيت أبا بكرة في جنازة فسألته عن هذا الحديث فحدثني كما حدثني.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدا يرويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير أبي بكرة بهذا اللفظ، وإسناد هذا الحديث كلهم بصريون".

وقال الطبراني: لا يروى عن أبي بكرة إلا بهذا الإسناد".

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 359.

قلت: سعيد بن زيد هو ابن درهم الأزدي وهو مختلف فيه: وثقه جماعة وضعفه آخرون، وأبو سليمان العصري واسمه كعب بن شبيب (1) قال ابن معين: ثقة (الجرح والتعديل 4/ 2 / 380) ولم يخرج له الشيخان شيئا، وعقبة بن صهبان وثقه أبو داود وغيره.

4694 -

عن ابن عباس مرفوعا "يحول بين المؤمن وبين الكفر، ويحول بين الكافر وبين الهدى"

قال الحافظ: أخرجه ابن مردويه بسند ضعيف" (2)

أخرجه ابن مردويه في "تفسيره" كما في "الدر المنثور"(4/ 45) عن ابن عباس قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية {يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} [الأنفال: 24] قال: "يحول بين المؤمن والكفر، ويحول بين الكافر وبين الهدى"

قال ابن كثير: لا يصح لضعف إسناده" التفسير 2/ 298

(1) البحر الزخار 9/ 139، الكنى للدولابي 1/ 195.

(2)

14/ 317 (كتاب القدر - باب {يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} [الأنفال: 24]).

ص: 6682

4695 -

"يختصم الشهداء والمتوفون على الفرش في الذين يتوفون من الطاعون فيقول: انظروا إلى جراحهم فإن أشبهت جراح المقتولين فإنّهم معهم ومنهم، فإذا جراحهم قد أشبهت جراحهم"

قال الحافظ: وفي حديث العرباض بن سارية عند النسائي وأحمد، ولأحمد من حديث عتبة بن عبد نحوه مرفوعا: فذكره" (1)

انظر حديث "يأتي الشهداء والمتوفون بالطاعون"

4696 -

"يخرج أقوام من أمتي بمرقون من الدين مروق السهم من الرمية يقنلهم عليّ بن أبي طالب"

قال الحافظ: وأخرج الطبراني في "الأوسط" من طريق عامر بن سعد قال: قال عمار لسعد: أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره، قال: إي والله" (2).

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1329) ثنا محمد بن مسلم بن واره ثنا يحيى بن قزعة ثنا عمر بن أبي عائشة المديني قال: سمعت ابن مسمار مولى آل سعد بن أبي وقاص يذكر عن عامر بن سعد أنّ عمار بن ياسر قال لسعد بن أبي وقاص: مالك لا تخرج فتقاتل مع علي بن أبي طالب، أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال فيه؟ قال "يخرج قوم من أمتي يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية يقتلهم علي بن أبي طالب ثلاثا" قال: صدقت والله لقد سمعته ولكني أحببت العزلة حتى أجد سيفا يقطع الكافر وينبو عن المؤمن.

وأخرجه أبو محمد الفاكهي في "الفوائد"(119) عن أبي يحيي عبد الله بن أحمد بن زكريا بن الحارث بن أبي مسرة المكي ثنا يحيى بن قزعة به.

وأخرجه ابن بشران (1044) عن أبي محمد الفاكهي به.

قال الهيثمي: رواه الطبراني في"الكبير، و"الأوسط" (3647) وفيه عمر بن أبي عائشة ذكره الذهبي في "الميزان" وذكر له هذا الحديث وقال: هذا حديث منكر" المجمع 6/ 235.

قلت: وباقي رجاله كلهم ثقات، وابن مسمار اسمه بكير.

4697 -

حديث عبد الله بن عمرو رفعه "يخرج الدجال" إلى أن قال "ثم ينفخ في الصور أخرى فإذا هم قيام ينظرون، ثم يقال: أخرجوا بعث النار" وفيه "فيقال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون، فذاك يوم يجعل الولدان شيبا"

(1) 6/ 384 (كتاب الجهاد - باب الشهادة سبع سوى القتل).

(2)

15/ 325 (كتاب استتابة المرتدين - باب من ترك قتال الخوارج للتألف).

ص: 6683

قال الحافظ: وقع في حديث عبد الله بن عمرو عند مسلم (2940) رفعه: فذكره.

وقال: أخرجه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو في أشراط الساعة إلى أن ذكر النفخ في الصور، إلى أن قال "ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون - ثم يقال: أخرجوا بعث النار. فذكره، قال: نذاك يوم يجعل الولدان شيبا" (1)

4698 -

حديث عبد الله بن عمرو رفعه "يخرج الدجال في أمتي" الحديث، وفيه "فيبعث الله عيسى بن مريم فيطلبه فيهلكه ثم يمكث الناس سبع سنين، ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشام فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال حبة من خير أو إيمان إلا قبضته" وفيه "فيبفى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع، لا يعرفون معروفا، ولا ينكرون منكرا، فيتمثل لهم الشيطان فيأمرهم بعبادة الأوثان، ثم ينفخ في الصور".

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2940)(2)

4699 -

"يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين لا أدري أربعين يوما أو أربعين شهرا أو أربعين عاما"

قال الحافظ: وله (أي مسلم 2940) عن عبد الله بن عمرو: فذكره، وأخرجه الطبراني من وجه آخر عن عبد الله بن عمرو بلفظ "يخرج -يعني الدجال- فيمكث في الأرض أربعين صباحا يرد فيها كل منهل إلا الكعبة والمدينة وبيت المقدس"(3)

قلت: رواية الطبراني ذكرها الهيثمي في "المجمع"(7/ 350) بلفظ "ما شبّه عليكم منه فإنّ الله عز وجل ليس بأعور يخرج فيكون في الأرض أربعين صباحا يرد منها كل منهل إلا الكعبة وبيت المقدس والمدينة".

قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم".

4700 -

"يخرج في آخر الزمان قوم".

قال الحافظ: وفي حديث أبي برزة عند النسائي: فذكره" (4).

هو قطعة من حديث طويل أخرجه النسائي (7/ 109 - 110) وغيره، وقد تقدم في حرف الهاء فانظر حديث "هم شرار الخلق والخليقة".

(1) 14/ 181 (كتاب الرقاق - باب إن زلزلة الساعة شيء عظيم).

(2)

16/ 189 (كتاب الفتن - باب تغيير الزمان حتى يعبدوا الأوثان).

(3)

16/ 220 (كتاب الفتن - باب لا يدخل الدجال المدينة).

(4)

15/ 315 (كتاب استتابة المرتدين - باب قتل الخوارج).

ص: 6684

4701 -

"يخرج قوم هلكى لا يفلحون، قائدهم امرأة في الجنة"

قال الحافظ: وأخرج أبو بكر بن أبي شيبة من طريق عمر بن الهَجَنَّع عن أبي بكرة وقيل له: ما منعك أن تقاتل مع أهل البصرة يوم الجمل؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره" (1).

ضعيف

أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 265 - 266) وفي "مسنده"(المطالب 1/ 4411) والبخاري في "الكبير"(3/ 2/ 205) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين عن عبد الجبار بن عباس عن عطاء بن السائب عن عمر بن الهجنع عن أبي بكرة قال: قيل له: ما منعك أن تكون قاتلت على بصيرتك يوم الجمل؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "يخرج قوم هلكى لا يفلحون، قائدهم امرأة، قال: هم في الجنة".

وأخرجه البزار (3688) والعقيلي (3/ 196) وابن الأعرابي (ق 77 / أ) والبيهقي في "الدلائل"(6/ 412 - 413) وابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 10) وأبو منصور بن عساكر في "الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين"(ص 119 - 120) من طرق عن أبي نعيم الفضل بن دكين به.

قال البزار: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا عن أبي بكرة، وعمر بن الهجنع لا نعلم روى عنه غير عطاء، وقد رواه بعضهم عن عطاء فقال: عن بلال بن بقطر عن أبي بكرة، ولا نعلم أحدا تابع عبد الجبار على روايته وهو كوفي روى عنه جماعة".

وقال العقيلي: لا يتابع عمر بن الهجنع على هذا الحديث ولا يعرف إلا به، وعبد الجبار بن العباس من الشيعة".

وقال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع، والمتهم بوضعه عبد الجبار فإنه كان من كبار الشيعة، قال أبو نعيم الفضل بن دكين: لم يكن بالكوفة أكذب منه".

وقال ابن كثير: هذا حديث منكر جدا" البداية والنهاية 6/ 212.

قلت: عمر بن الهجنع ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف.

وعطاء بن السائب صدوق اختلط بأخرة، ولم يُذكر عبد الجبار بن عباس فيمن روى عنه قبل اختلاطه.

(1) 16/ 165 - 166 (كتاب الفتن - باب حدثنا عثمان بن الهيثم).

ص: 6685

وعبد الجبار مختلف فيه.

وتابعه عامر بن السِّمْط الكوفي عن عطاء بن السائب عن عمر بن عبد الله بن هجنع عن أبي بكرة مرفوعا "تكون بعدي فتنة قائدتهم امرأة، لا يفلحون".

أخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 487).

وعامر بن السمط ثقة لكنه لم يُذكر فيمن روى عن عطاء قبل الإختلاط.

4702 -

"يخرج مسيح الضلالة فيبلغ ما شاء الله أن يبلغ من الأرض في أربعين يوما فيلقى المؤمنون منه شدة شديدة".

قال الحافظ: وأخرج البزار بسند جيد عن أبي هريرة: سمعت أبا القاسم الصادق المصدوق يقول: فذكره" (1).

صحيح

أخرجه البزار (كشف 3396) ثنا علي بن المنذر ثنا محمد بن فضيل عن عاصم بن كليب عن أبيه عن أبي هريرة قال: سمعت أبا القاسم الصادق المصدوق يقول:

"يخرج الأعور الدجال، مسيح الضعلة قبل المشرق في زمن اختلاف من الناس، وفرقة، فيبلغ ما شاء الله أن يبلغ من الأرض في أربعين يوما، الله أعلم ما مقدارها؟ فيلقى المؤمنون شدة شديدة، ثم ينزل عيسى بن مريم من السماء فيؤم الناس فإذا رفع رأسه من ركعته قال: سمع الله لمن حمده، قتل الله المسيح الدجال، وظهر المؤمنون".

فاحلف إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا القاسم الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم قال "إنّه لحق، وأما إنّه قريب، فكل ما هو آن قريب".

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير علي بن المنذر وهو ثقة" المجمع 7/ 349.

قلت: إسناده صحيح رواته ثقات إلا أنّ الشيخين لم يخرجا لكليب بن شهاب الجرمي شيئا.

ولم ينفرد ابن فضيل به بل تابعه:

1 -

عبد الواحد بن زياد البصري. أخرجه إسحاق في "مسنده"(262).

(1) 16/ 215 (كتاب الفتن - باب ذكر الدجال).

ص: 6686

2 -

صالح بن عمر الواسطي. أخرجه ابن حبان (6812).

4703 -

"يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة من إيمان"

قال الحافظ: قال الداودي: ثبت في حديث الشفاعة: فذكره" (1).

أخرجه البخاري (فتح 17/ 252 - 254) من حديث أنس.

4704 -

"يد الله فوق يد المعطِي، ويد المعطِي فوق يد المعطَى، ويد المعطَى أسفل من الأيدي".

قال الحافظ: وللطبراني بإسناد صحيح عن حكيم بن حزام مرفوعا: فذكره، وللطبراني من حديث عدي الجذامي مرفوعا مثله" (2)

حديث حكيم بن حزام أخرجه أحمد (3/ 402)

عن يزيد بن هارون الواسطي

والطبراني في "الكبير"(3095)

عن عاصم بن علي الواسطي

والحاكم (3/ 484)

عن عبد الله بن وهب

ثلاثتهم عن ابن أبي ذئب عن مسلم بن جندب عن حكيم بن حزام قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم من المال فألحفت فقال "يا حكيم، ما أكثر مسئلتك، يا حكيم، إنّ هذا المال خضرة حلوة، وإنّما هو مع ذلك أوساخ أيدي الناس، ويد الله فوق يد المعطِي، ويد المعطِي فوق يد المعطَى، وأسفل الأيدي يد المعطَى".

قال الحاكم: صحيح الإسناد".

قلت: رجاله ثقات إلا أنّه يخشى من الانقطاع بين مسلم بن جندب وبين حكيم بن حزام فقد قال الذهبي: لا أحسب رواية مسلم عن حكيم وأبي هريرة إلا منقطعة" معرفة القراء 1/ 66

(1) 16/ 241 (كتاب الأحكام - باب السمع والطاعة للإمام).

(2)

4/ 40 (كتاب الزكاة - باب لا صدقة إلا عن ظهر غني).

ص: 6687

وأما حديث عدي الجذامي فأخرجه سعيد بن منصور كما في "الإصابة"(6/ 408) ومن طريقه الطبراني (17/ 110) قال: ثنا حفص بن ميسرة عن عبد الرحمن بن حرملة عن عدي الجذامي أنّه لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فقال: يا رسول الله، كانت لي امرأتان فاقتتلتا فرميت إحداهما فقتلتها، فقال "اعقلها ولا ترثها" فكأني انظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقة حمراء جدعاء وهو يقول "يا أيها الناس تعلموا فينما الأيدي ثلاثة: فيد الله العليا، ويد المعطِي الوسطى، ويد المعطَى السفلى، فتعففوا ولو بحزم الحطب ألا هل بلغت؟ ألا هل بلغت".

هكذا رواه حفص بن ميسرة العقيلي عن عبد الرحمن بن حرملة عن عدي الجذامي.

وخالفه غير واحد رووه عن عبد الرحمن بن حرملة ثني رجل من جذام عن رجل منهم يقال له عدي عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله، منهم:

1 -

وهيب بن خالد البصري. أخرجه أبو يعلى (6859) والطبراني في "الكبير"(17/ 110)

وسقط من إسناد أبي يعلى "ثني رجل من جذام"

2 -

محمد بن يحيى المازني. أخرجه عبد الرزاق (17802) عنه به.

ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(17/ 111) وأبو نعيم في "الصحابة"(5501).

3 -

يحيى بن أيوب المصري. أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 294).

- ورواه محمد بن فليح بن سليمان الخزاعي عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب أنّ رجلاً من جذام يقال له عدي كان بين امرأتين له

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(5502).

4705 -

"يد المعطي العليا"

قال الحافظ: حديث طارق المحاربي عند النسائي قال: قدمنا المدينة فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر يخطب الناس وهو يقول: فذكره، ولابن أبي شيبة والبزار من طريق ثعلبة بن زهدم مثله" (1).

صحيح

(1) 4/ 40 (كتاب الزكاة - باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى).

ص: 6688

ورد من حديث طارق المحاربي ومن حديث ثعلبة بن زَهْدَم الحنظلي ومن حديث أبي رِمْثَة.

فأما حديث طارق المحاربي فأخرجه النسائي (5/ 45 - 46) وفي "الكبرى"(2311 و7043) وابن حبان (3341 و6562).

عن الفضل بن موسى المروزي السِّيْنَاني

وأبو يعلى في "المفاريد"(109)

عن سنان بن هارون الكوفي

والدراقطني (3/ 44 - 45)

عن عبد الله بن نمير

والحاكم (2/ 611 - 612)

عن يونس بن بكير الشيباني

كلهم عن يزيد بن زياد بن أبي الجَعْد عن أبي صخرة جامع بن شداد عن طارق المحاربي قال: فذكر حديثا وقال فيه: فلما كان من الغد دخلنا المدينة، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر يخطب الناس وهو يقول "يد المعطي العلبا، وابدأ بمن تعول، أمك وأباك، وأختك وأخاك، وأدناك أدناك" فقام رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله، هؤلاء بنو ثعلبة بن يربوع الذين قتلوا فلانا في الجاهلية، فخذ لنا بثأرنا، فرفع يديه حتى رأينا بياض إبطيه، فقال "ألا لا يجني والد على ولده".

قال الحاكم: صحيح الإسناد".

قلت: وهو كما قال، وجامع بن شداد سمع من طارق المحاربي كما قال البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 240 - 241).

والحديث تقدم أيضا في حرف الراء فانظر حديث "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب بمنى على بعير وعليه برد أحمر".

وأما حديث ثعلبة بن زهدم فأخرجه (1) يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(3/ 86) ثني قبيصة ثنا سفيان عن أشعث بن أبي الشعثاء عن الأسود بن هلال عن ثعلبة بن زهدم قال:

(1) وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(634) وهناد في "الزهد"(963) عن قبيصة به.

ص: 6689

قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم نفر من بني تميم. قال: انتهينا إليه وهو يقول "يد المعطط العليا، ابدأ بمن تعول، أمك وأباك، وأختك وأخاك، ثم أدناك أدناك".

فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، هؤلاء بنو ثعلبة بن يربوع الذين أصابوا فلانا في الجاهلية. فهتف النبي صلى الله عليه وسلم "ألا إنّها لا تجني نفس على أخرى".

ومن طريقه أخرجه البيهقي (8/ 345).

وأخرجه البزار (كشف 917) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(272) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 125) والطبراني في "الكبير"(1384) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1362) من طرق عن قبيصة بن عقبة الكوفي به.

ولم ينفرد قبيصة به بل تابعه غير واحد عن سفيان، منهم:

1 -

محمد بن يوسف الفريابي. أخرجه الطبراني في "الكبير"(1384) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1362).

2 -

بشر بن السري البصري. أخرجه النسائي (8/ 47) وفي "الكبرى"(7037).

3 -

معاوية بن هشام الكوفي. أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 212) والنسائي (8/ 47) وفي "الكبرى"(7038).

واختلف فيه على أشعث:

• فقال شعبة: عن الأشعث بن أبي الشعثاء (1) قال: سمعت الأسود بن هلال يحدث عن رجل من بني ثعلبة بن يربوع، ولم يسمه.

أخرجه الطيالسي (ص 177) ثنا شعبة به.

ومن طريقه أخرجه النسائي (8/ 47 - 48) وفي "الكبرى"(7039)

وأخرجه النسائي (8/ 48) وفي "الكبرى"(7040)

عن أبي عتّاب سهل بن حماد البصري

وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1176) وأبو نعيم في "الصحابة"(7183)

(1) في بعض الروايات أشعث بن سليم وهو ابن أبي الشعثاء.

ص: 6690

عن محمد بن جعفر غندر

قالا: ثنا شعبة به.

• وقال أبو عوانة الوضاح بن عبد الله الواسطي: عن الأشعث عن أبيه عن رجل من بني ثعلبة بن يربوع قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته وهو يكلم الناس يقول: فذكر الحديث.

أخرجه أحمد (4/ 64 - 65 و5/ 377) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1175) والنسائي (8/ 48) وفي "الكبرى"(7041)

وتابعه أبو الأحوص سلام بن سليم الكوفي عن الأشعث به.

أخرجه هناد في "الزهد"(962) والنسائي (8/ 48) وفي "الكبرى"(7042) وابن عبد البر في "التمهيد"(15/ 248).

وأما حديث أبي رمثة فأخرجه أحمد (4/ 163) عن يزيد بن هارون الواسطي و (2/ 226) عن أبي قَطَن عمرو بن الهيثم البصري وعن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي والدولابي في "الكنى"(1/ 29) عن أبي داود الطيالسي والطبراني في "الكبير"(22/ 283 - 284) عن حجاج بن نُصير البصري والبيهقي في "الشعب"(7460) عن عبد الله بن رجاء البصري والحاكم (4/ 150 - 151) عن جعفر بن عون الكوفي كلهم عن المسعودي عن إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب ويقول "يد المعطي العليا، أمك وأباك، وأختك وأباك، وأدناك فأدناك" قال: فدخل نفر من بني ثعلبة بن يربوع فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، هؤلاء النفر اليربوعيون الذين قتلوا فلانا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا لا تجني نفس على أخرى" مرتين.

ص: 6691

وإسناده صحيح رواته ثقات، والمسعودي واسمه عبد الرحمن بن عبد الله كان قد اختلط وسماع عبد الله بن رجاء وجعفر بن عون وعمرو بن الهيثم منه قبل اختلاطه.

ولم ينفرد المسعودي به بل تابعه عبد الملك بن عمير الكوفي ثنا إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعنده ناس من ربيعة يختصمون في دم، فقال "اليد العليا أمك وأبوك، وأختك وأخوك، وأدناك أدناك" قال: فنظر فقال "من هذا معك أبا رمثة؟ " قلت: ابني، قال:"أما إنّه لا يجني عليك ولا تجني عليه" وذكر قصة الخاتم.

أخرجه أحمد (2/ 226) عن يونس بن محمد المؤدب ثنا حماد بن سلمة عن عبد الملك به.

وإسناده صحيح.

طريق أخرى: قال حماد بن سلمة: عن عاصم بن بهدلة عن أبي رمثة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعنده ناس من ربيعة يختصمون في دم وهو يقول "اليد العليا خير من اليد السفلى، أمك وأباك، وأختك وأخاك، ثم أدناك أدناك" ثم قال "من هذا معك يا أبا رمثة؟ " فقلت: ابني، فقال "أما إنّه لا يجني عليك ولا تجني عليه" فنظرت فإذا في نغض كتفه مثل بعرة البعير أو بيضة الحمام، فقلت: ألا أداويك من هذا فإنّا أهل بيت يتطبب، فقال "يداويها الذي وضعها".

أخرجه أحمد (2/ 226) عن يونس بن محمد المؤدب والطبراني في "الكبير"(22/ 278) والسياق له عن حجاج بن منهال البصري قالا: ثنا حماد بن سلمة به.

وإسناده حسن إن كان عاصم سمع من أبي رمثة.

4706 -

"يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام" وفي رواية "بأربعين سنة"

سكت عليه الحافظ (1).

صحيح

(1) 6/ 20 - 21 (كتاب التعبير - باب رؤيا الصالحين).

ص: 6692

ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عمرو ومن حديث أبي سعيد ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي الدرداء ومن حديث عثمان بن عمرو بن أبي العاص ومن حديث أنس ومن حديث سهل بن سعد ومن حديث عبيد بن عمير مرسلا.

فأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق:

الأول: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا "يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم -خمسمائة سنة-".

أخرجه أحمد (2/ 296 و451) والخطيب في "الموضح"(2/ 351) عن يزيد بن هارون وأحمد (2/ 343) عن حماد بن سلمة وهناد في "الزهد"(589) وابن حبان (676) عن عبدة بن سليمان الكلابي والترمذي (2354) عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي وابن أبي شيبة (13/ 246) وابن ماجه (4122) وابن عبد البر في "الجامع"(1352) عن محمد بن بشر العبدي وابن المقرىء في "المعجم"(240) والخطيب في التاريخ" (7/ 225) وفي "الموضح" (2/ 209) عن زائدة بن قدامة الكوفي والترمذي (2353) والنسائي في "الكبرى" (11348) وأبو يعلى (6018) وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 91) وابن بشران (84) والبيهقي في "البعث" (408) وفي "الشعب" (9897) والخطيب في "التاريخ" (5/ 34)

عن سفيان الثوري (1)

(1) هكذا رواه قبيصة بن عقبة الكوفي ومؤمل بن إسماعيل البصري والأسود بن عامر الشامي وخلاد بن يحيي الكوفي ومحمد بن يوسف الفريابي وثابت بن محمد العابد الكوفي عن سفيان بهذا اللفظ. =

ص: 6693

كلهم عن محمد بن عمرو به.

ورواه محمد بن صبيح بن السماك الكوفي عن محمد بن عمرو بلفظ "بمائة عام"

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(8/ 212)

وقال: كذا رواه ابن السماك عن محمد، ورواه ابن السماك عن الثوري عن محمد وقال "بنصف يوم مقداره خمسمائة سنة"

قلت: حديث يزيد بن هارون ومن تابعه أصح، وإسناده حسن للخلاف المعروف في محمد بن عمرو.

وقال الترمذي: هذا حديث صحيح".

وقال أيضاً: هذا حديث حسن صحيح".

الثاني: يرويه الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة به مرفوعا.

أخرجه أحمد (2/ 512 - 513) وسمويه في "الفوائد"(27) وقاسم المطرز في "الفوائد"(88 و89) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 308 - 307) وفي "أخبار أصبهان"(2/ 59) والبيهقي في "البعث"(409) من طرق عن أبي بكر بن عياش عن الأعمش.

قال أبو نعيم: غريب من حديث الأعمش لم يروه عنه إلا أبو بكر".

قلت: وهو مختلف فيه والأكثر على توثيقه وصرّح غير واحد بأنّه كثير الغلط، ورواية الأعمش عن أبي صالح بالعنعنة محمولة على الاتصال كما في "الميزان" فالإسناد حسن.

الثالث: يرويه سعيد بن إياس الجُرَيري عن أبي نضرة المنذر بن مالك واختلف عنه:

- فقال سعيد (1): عن الجريري قال: سمعت أبا نضرة عن شتير (2) بن نهار عن أبي هريرة مرفوعا "يدخل فقراء أمتي الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم" وتلا {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [الحج: 47].

= ورواه يوسف بن أسباط الشيباني عن سفيان بلفظ "بمائة عام".

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(8/ 250).

ويوسف بن أسباط موصوف بكثرة الغلط، قال البخاري في "الكبير" (4/ 2/ 385): قال صدقة: دفن يوسف كتبه فكان بعد يقلب عليه فلا يجيء به كما ينبغي.

(1)

وفي بعض نسخ المسند: شعبة.

(2)

قال الدارقطني: مجهول، وقال الذهبي في "الميزان": نكرة، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق.

ص: 6694

أخرجه أحمد (2/ 519) ثنا سليمان بن داود أنا سعيد به.

وتابعه حماد بن سلمة عن الجريري به.

أخرجه البيهقي في "البعث"(407) من طريق أبي نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار ثنا حماد بن سلمة به.

ورواه داود بن شبيب القرشي عن حماد بن سلمة فقال: عن شمير بن نهار عن أبي هريرة.

أخرجه البيهقي في "البعث"(406).

- ورواه إسماعيل بن علية عن الجريري واختلف عنه:

• فقال علي بن المديني: ثنا إسماعيل ثنا الجريري عن أبي نضرة عن شتير بن نهار عن أبي هريرة قوله.

أخرجه الشجري في "أماليه"(2/ 205)

• وقال الحسين المروزي في "زيادات الزهد"(1476): أنا إسماعيل أنا الجريري عن أبي نضرة عن رجل عن أبي هريرة قوله.

- وقال عدي بن الفضل البصري: عن الجريري عن أبي نضرة عن عقيل بن سمير عن أبي هريرة مرفوعا.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8860) عن مقدام بن داود الرعيني ثنا أسد بن موسى ثنا عدي بن الفضل به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الجريري إلا عدي بن الفضل، تفرد به أسد بن موسى".

قلت: وعدي بن الفضل قال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وقال أبو حاتم وغيره: متروك الحديث.

الرابع: يرويه محمد بن زيد عن أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعا "إنّ فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم، وذلك خمسمائة عام".

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 99 - 100) من طريق عبد الملك بن أبي كريب عن سفيان الثوري عن محمد بن زيد به.

وقال: هذا حديث غريب من حديث الثوري عن محمد بن زيد ويقال: هو العبدي تفرد به عبد الملك".

ص: 6695

قلت: عبد الملك هذا لم أر من ترجمه.

وأما حديث ابن عمرو فله عنه طريقان:

الأول: يرويه ابن وهب أني أبو هانىء سمع أبا عبد الرحمن الحُبُلي يقول: سمعت عبد الله بن عمرو وسأله رجل فقال: ألسنا من فقراء المهاجرين؟ فقال له عبد الله: ألك امرأة تأوي إليها؟ قال: نعم، قال: ألك مسكن تسكنه؟ قال: نعم، قال: فأنت من الأغنياء، قال: فإنّ لي خادما، قال: فأنت من الملوك.

قال أبو عبد الرحمن: وجاء ثلاثة نفر إلى عبد الله بن عمرو وأنا عنده فقالوا: يا أبا محمد، إنّا والله ما نقدر على شيء. لا نفقة، ولا دابة، ولا متاع. فقال لهم: ما شئتم. إن شئتم رجعتم إلينا فأعطيناكم ما يسّر الله لكم، وإن شئتم ذكرنا أمركم للسلطان، وإن شئتم صبرتم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفا" قالوا: فإنّا نصبر لا نسأل شيئا.

أخرجه مسلم (2979)

وتابعه حيوة بن شريح المصري ثنا أبو هانىء به، إلا أنّه قال "بسبعين أو أربعين خريفا"

أخرجه ابن حبان (678)

الثاني: يرويه معاوية بن صالح الحمصي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن ابن عمرو قال: بينا أنا جالس في المسجد ونفر جلوس، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد نصف النهار، فانطلق إليهم فجلس معهم، فلما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم جلس إليهم قمت إليه، فأدركت من حديثه وهو يقول "بشر فقراء المهاجرين، إنّهم ليدخلون الجنة قبل الأغنياء بأربعين عاما".

أخرجه الدارمي (2847) والبيهقي في "البعث"(411) والطبراني في "مسند الشاميين"(2025). عن عبد الله بن صالح المصري وابن حبان (677) عن ابن وهب قالا: ثني معاوية بن صالح به.

وإسناده صحيح.

ص: 6696

وأما حديث أي سعيد فله عنه طريقان:

الأول: يرويه عطية العوفي عن أبي سعيد مرفوعا "فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بخمسمائة سنة"

أخرجه الترمذي (2351) عن محمد بن موسى البصري ثنا زياد بن عبد الله عن الأعمش عن عطية به.

وأخرجه ابن ماجه (4123) عن ابن أبي شيبة ثنا بكر بن عبد الرحمن عن عيسى بن المختار عن محمد بن أبي ليلى عن عطية به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه".

قلت: بل ضعيف لضعف عطية العوفي.

الثاني: يرويه المعلي بن زياد القُرْدوسي عن العلاء بن بشير المزني عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد مرفوعا "أبشروا يا معشر صعاليك المهاجرين بالنور التام يوم القيامة، تدخلون الجنة قبل أغنياء الناس بنصف يوم وذاك خمسمائة سنة".

أخرجه أحمد (63/ 3 و96) وفي "الزهد"(ص 47 - 48) وأبو داود (3666) والسياق له وأبو يعلى (1151) والطبراني في "الأوسط"(8861) والبيهقي في "الدلائل"(1/ 351 - 352) وفي "الشعب"(10010) والبغوي في "شرح السنة"(4/ 191 - 192 و192) والمزي (22/ 476 - 478) من طرق عن المعلي بن زياد به.

والعلاء بن بشير ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته ولم يذكر عنه راويا إلا المعلي بن زياد، وقال ابن المديني: مجهول لم يرو عنه غير المعلى، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.

ولم ينفرد به بل تابعه زيد بن الحواري العمي عن أبي الصديق عن أبي سعيد به وزاد "قلنا: ومن هم يا رسول الله؟ قال "هم الذين إذا كان مهلكا بعثوا فيه، وإذا كان مغنما بعثوا غيرهم، الذين يحجبون عن الأبواب".

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(84)

وزيد العمي قال النسائي وغيره: ضعيف.

وأما حديث جابر فأخرجه أحمد (3/ 324) وعبد بن حميد (1117) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري ثنا سعيد بن أبي أيوب ثني عمرو بن جابر أبو زرعة الحضرمي قال: سمعت جابر بن عبد الله رفعه "يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفا"

ص: 6697

وأخرجه الترمذي (2355) عن العباس بن محمد الدوري والبيهقي في "البعث"(415) عن السري بن خزيمة الأبِيْوَردي قالا: ثنا عبد الله بن يزيد المقري به.

وقال الترمذي: هذا حديث حسن".

قلت: بل ضعيف لضعف عمرو بن جابر الحضرمي.

قال ابن حبان: ينفرد عن جابر بأشياء ليست من حديثه، لا يحل الاحتجاج بخبره ولا الرواية عنه إلا على وجه التعجب.

وقال النسائي: ليس بثقة.

وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان:

الأول: يرويه موسى بن عبيدة الرَّبَذِي عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعا "ألا أبشركم يا معشر الفقراء، إنّ فقراء المسلمبن يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم خمسمائة عام".

أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 244) والحسين المروزي في "زيادات الزهد"(1477) وعبد بن حميد (797) وابن ماجه (4124) والبزار (كشف 3094) وابن عبد البر في "الجامع"(1351) والمزي (4/ 264) من طرق عن موسى بن عبيدة به.

قال البزار: لا نعلمه يُروى عن ابن عمر إلا من هذا الوجه، وعلته موسى بن عبيدة".

وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الربذي" المصباح 4/ 217.

الثاني: يرويه الوضين بن عطاء الدمشقي عن سالم بن عبد الله عن أبيه مرفوعا "يدخل فقراء أمتي الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا" قالوا: من هم يا رسول الله؟ صفهم لنا. قال "هم الشعثة رؤوسهم، الدنسة ثيابهم، الذين لا يؤذن لهم على السدات، ولا ينكحون المتنعمات، توكل بهم مشارق الأرض ومغاربها، يَعطون كل الذي عليهم، ولا يُعطون كل الذي لهم".

أخرجه الطبراني في "الكبير"(13223) وفي "مسند الشاميين"(649) والإسماعيلي

ص: 6698

في "معجمه"(1/ 367 - 368) من طريق علي بن بحر القطان ثنا قتادة بن الفضيل الرهاوي: سمعت أبا حاضر يحدث عن الوضين به.

وأبو حاضر قال أبو حاتم: مجهول (الجرح 4/ 2/ 362).

وأما حديث أبي الدرداء فأخرجه ابن عدي (69412) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني ثنا ابن أبي الخوار ثنا مغيرة بن زياد ثنا إسماعيل بن عبيد بن عبد الله قال: سمعت أم الدرداء تروي عن أبي الدرداء رفعه "يدخل فقراء أمتي الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا".

وإسناده ضعيف، ابن أبي الخُوار واسمه حميد بن حماد قال أبو داود وابن قانع: ضعيف، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ليس بالمشهور، وقال ابن عدي: يحدث عن الثقات بالمناكير، وقال الدارقطني: يعتبر به، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ.

ومغيرة بن زياد هو الموصلي مختلف فيه.

وأما حديث عثمان بن عمرو بن أبي العاص فأخرجه المحاملي في "أماليه"(405) عن محمد بن خلف الحدادي المقرىء ثنا الهذيل بن عمير بن التعريف الهمذاني ثنا يعقوب القمي عن حفص بن حميد عن أبي المرقع قال: أتينا عثمان بن عمرو بن أبي العاص فسألناه أن يحدثنا بما حدّث به اخواننا من أهل الكوفة، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "يدخل ففراء أمتي الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم، وذلك خمسمائة عام، المقهورون المستأثر عليهم المتقى بهم ما يكره".

ومن طريقه أخرجه الخطيب في "التاريخ"(14/ 79).

وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة"(2/ 255) من طريق عامر بن إبراهيم الأصبهاني عن يعقوب القمي به، لكنّه قال "بأربعين عاما".

وأبو المرقع لم أقف له على ترجمة، وحفص بن حميد هو أبو عبيد القمي قال ابن معين: صالح، وقال ابن المديني: مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ويعقوب بن عبد الله القمي صدوق.

وأما حديث أنس فقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا".

وأما حديث عبيد بن عمير فأخرجه هناد في "الزهد"(590) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي عن الأعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمير رفعه "يجيء فقراء المهاجرين يوم

ص: 6699

القيامة على أكوارهم التي هاجروا عليها، فيقال لهم: انطلقوا، فادخلوا الجنة، فيذهبون ليدخلوا الجنة، فيقول لهم الملائكة: انتظروا حتى تحاسبوا، فيقولون: وهل أعطيتمونا شيئا فتحاسبونا عليه!! فينظرون فيما قالوا، فلا يجدونهم تركوا شيئاً إلا كوارهم التي هاجروا عليها، فيدخلون الجنة قبل الأغنياء بخمس مائة عام".

واختلف فيه على الأعمش فرواه وكيع في "الزهد"(143) وعنه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(13/ 444 - 445) عن الأعمش عن حكيم بن جبير عن مجاهد عن عبيد بن عمير قوله.

وتابعه جرير بن عبد الحميد الرازي عن الأعمش به.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(3/ 272)

وإسناده ضعيف لضعف حكيم بن جبير الأسدي.

وأما حديث سهل بن سعد فأخرجه ابن البختري في "حديثه"(311) عن هيذام بن قتيبة المروزي ثنا الوليد بن صالح ثنا عطّاف بن خالد وأبو معشر مثله عن أبي حازم عن سهل بن سعد مرفوعا "إنّ الله يُدخل فقراء أمتي الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم" قالوا: يا رسول الله، فما نصف يوم؟ قال "خمسمائة عام".

وإسناده صحيح، والوليد بن صالح هو النَّخَّاس الضبي، وعطاف بن خالد هو المخزومي، وأبو معشر هو نجيح بن عبد الرحمن السندي، وأبو حازم هو سلمة بن دينار المدني.

4707 -

عن جرير قال: لما دنوت من المدينة أنخت ثم لبست حلتي فدخلت فرماني الناس بالحدق فقلت: هل ذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: نعم ذكرك بأحسن ذكر، فقال "يدخل عليكم رجل من خير ذي يمن على وجهه مسحة ملك".

قال الحافظ: وروى أحمد وابن حبان من طريق المغيرة بن شبيل عن جرير قال: فذكره" (1).

صحيح

وله عن جرير بن عبد الله طرق:

الأول: يرويه يونس بن أبي إسحاق عن المغيرة بن شبيل بن عوف عن جرير بن

(1) 8/ 132 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب ذكر جرير بن عبد الله).

ص: 6700

عبد الله قال: لما دنوت من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنخت راحلتي وحللت عيبتي فلبست حلتي فدخلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فسلم عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فرماني الناس بالحدق فقلت لجليسي: يا عبد الله هل ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمري شيئا؟ قال: نعم ذكرك بأحسن الذكر، بينما هو يخطب إذ عرض له في خطبته فقال "إنّه سيدخل عليكم من هذا الباب أو من هذا الفج من خير ذي يمن وإنّ على وجهه لمسحة ملك" فحمدت الله على ما أبلاني.

أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 152 - 153) وأحمد (4/ 360) والطبراني في "الكبير"(2483) وابن بشران (634).

عن أبي نعيم الفضل بن دُكين

وأحمد (4/ 359 - 360)

عن أبي قَطَن عمرو بن الهيثم البصري

والنسائي في "الكبرى"(8304) وابن خزيمة (1798) وابن حبان (7199) والحاكم (1/ 285) والبيهقي (3/ 222) وفي "الدلائل"(5/ 346 - 347)

عن الفضل (1) بن موسى السِّيْنَاني

وأحمد (4/ 364)

عن إسحاق بن يوسف الأزرق

والحاكم (1/ 285) والبيهقي في "الدلائل"(5/ 346 - 347)

عن شبابة بن سوّار المدائني

وأبو نعيم في "الصحابة"(1609)

عن عبد العزيز بن أبان القرشي

وابن خزيمة (1797)

عن سلم بن قتيبة الفريابي

كلهم عن يونس بن أبي إسحاق به.

قال أبو قطن: فقلت له: سمعته من المغيرة بن شبيل؟ قال: نعم.

(1) والسياق له.

ص: 6701

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين".

قلت: لم يخرج الشيخان للمغيرة بن شبيل شيئا، ولم يخرج البخاري ليونس بن أبي إسحاق شيئا، ويونس صدوق، والمغيرة ثقة لكنّه لم يذكر سماعا من جرير فلا أدري أسمع منه أم لا.

الثاني: يرويه سفيان بن عيينة قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد قال: سمعت قيس بن أبي حازم يقول: سمعت جرير بن عبد الله رفعه "يطلع عليكم من هذا الباب رجل من خير ذي يمن على وجهه مسحة ملك" فطلع جرير بن عبد الله.

أخرجه الحميدي (800) عن سفيان به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2523) والنسائي في "الكبرى"(8302) والطبراني في "الكبير"(2258) من طرق عن سفيان به.

وإسناده صحيح رواته ثقات.

الثالث: يرويه قابوس بن أبي ظَبيان الكوفي عن أبيه عن جرير قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يوما، فقال "قد جاءكم من خبر ذي يمن من على وجهه مسحة ملك".

أخرجه الطبراني في "الكبير"(2498) عن البزار ثنا أحمد بن محمد بن يحيي بن سعيد القطان ثنا سويد بن عمرو الكلبي ثنا أبو كدينة يحيى بن المهلب عن قابوس به.

ورواته ثقات غير قابوس بن أبي ظبيان وهو مختلف فيه، وثقه يعقوب بن سفيان وغيره، وضعفه أبو حاتم وغيره، واختلف فيه قول ابن معين.

4708 -

"يدخل من أهل القبلة النار من لا يحصي عددهم إلا الله بما عصوا الله واجترءوا على معصيته وخالفوا طاعته، فيؤذن لي في الشفاعة فأثني على الله ساجدا كما أثني عليه قائما فيقال لي: ارفع رأسك".

قال الحافظ: ووقع في حديث عبد الله بن عمرو عند الطبراني بسند حسن رفعه: فذكره" (1).

أخرجه الطبراني في "الصغير"(103) عن أحمد بن محمد بن مقاتل الرازي ثنا الحسين بن عيسى بن ميسرة ثنا أبو زهير عبد الرحمن بن مَغراء ثنا عيسى الجهني عن عبد الله بن ميسرة الزراد عن مجاهد أنّه سمع عبد الله بن عمرو رفعه قال: فذكره.

(1) 14/ 252 (كتاب الرقاق - باب الصراط جسر جهنم).

ص: 6702

وزاد "وسل تعطه واشفع تشفع".

قال المنذري: رواه الطبراني في "الكبير" و"الصغير" بإسناد حسن" الترغيب 4/ 436 - 437.

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" و"الصغير" وإسناده حسن" المجمع 10/ 376.

قلت: أحمد بن محمد بن مقاتل ترجمه الخطيب في "التاريخ" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، والحسين بن عيسى قال أبو حاتم: صدوق (الجرح)، وعبد الرحمن بن مغراء مختلف فيه، وعيسى الجهني لم أقف له على ترجمة، وعبد الملك ومجاهد ثقتان.

4709 -

"يَدْرُسُ الإِسلام كما يدرس وَشْيُ الثوب، حتى لا يُدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة، ويبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوزة الكبيرة ويقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة: لا إله إلا الله، فنحن نقولها".

قال الحافظ: وحديث حذيفة بن اليمان عند ابن ماجه: فذكره" (1).

وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه أحمد وصححه الحاكم عن حذيفة رفعه: فذكره" (2).

صحيح

يرويه أبو مالك سعد بن طارق الأشجعي عن ربعي بن حِرَاش عن حذيفة واختلف عنه:

- فقال أبو معاوية محمد بن خازم الضرير: عن أبي مالك عن ربعي عن حذيفة مرفوعا به وزاد بعد قوله: ولا صدقة "وليسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية"

أخرجه ابن ماجه (4049) والبزار (2838) والحاكم (4/ 473 و545)

وقال: صحيح على شرط مسلم".

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 4/ 194.

- ورواه محمد بن فضيل في "الدعاء"(15) عن أبي مالك عن ربعي عن حذيفة موقوفا.

(1) 16/ 197 - 198 (كتاب الفتن - باب حدثنا مسدد).

(2)

17/ 48 (كتاب الإعتصام - باب ما يذكر من ذم الرأي).

ص: 6703

وأخرجه الحاكم (4/ 505) من طريق واصل بن عبد الأعلى الكوفي ثنا ابن فضيل به.

وقال: صحيح على شرط مسلم".

- ورواه أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري عن أبي مالك واختلف عنه:

• فرواه مسدد في "مسنده"(المصباح 4/ 194) عن أبي عوانة مرفوعا.

• ورواه أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري عن أبي عوانة موقوفا.

أخرجه البزار (2839)

والمرفوع هو الصواب.

4710 -

"يرحم الله المحلقين".

قال الحافظ: قال ابن إسحاق: فحدثني عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال: حلق رجال يومئذ وقصّر آخرون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، قالوا: والمقصرين، الحديث، وفي آخره: قالوا: يا رسول الله لم ظاهرت للمحلقين دون المقصرين؟ قال: لأنهم لم بشكوا" (1).

تقدم الكلام عليه في حرف السين فانظر حديث "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر لأهل الحديبية، للمحلقين ثلاثاً، وللمقصرين مرّة".

4711 -

أنّ بلالا أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتسحر فقال: الصلاة يا رسول الله قد والله أصبحت، قال "يرحم الله بلالا، لولا بلال لرجونا أن يرخص لنا حتى تطلع الشمس".

قال الحافظ: رواه عبد الرزاق بإسناد رجاله ثقات" (2).

مرسل

أخرجه عبد الرزاق (7608) عن ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن حكيم بن جابر قال: جاء بلال إلى النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم يتسحر فقال: الصلاة يا رسول الله، قال: فثبت كما هو يأكل، ثم أتاه فقال: الصلاة وهو على حاله، ثم أتاه الثالثة فقال: الصلاة يا رسول الله قد والله أصبحت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "يرحم الله بلالا، لولا بلال لرجونا أن يرخص لنا حتى تطلع الشمس"

(1) 6/ 275 (كتاب الصلح - باب الشروط في الجهاد).

(2)

5/ 37 (كتاب الصوم - باب قول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187]).

ص: 6704

ورجاله ثقات، وحكيم بن جابر هو ابن طارق بن عوف الأحمسي.

واختلف فيه على إسماعيل بن أبي خالد، فرواه سوار بن مصعب الكوفي عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن علي بن أبي طالب قال: دخل علقمة بن علاثة على النبي صلى الله عليه وسلم فدعا له برأس وجعل يأكل معه، فجاءه بلال فدعاه إلى الصلاة فلم يجب، فرجع فمكث في المسجد ما شاء الله، ثم جاء فقال: الصلاة يا رسول الله قد والله أصبحت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يرحم الله بلالا، لولا بلال لرجونا أن يرخص لنا ما بيننا وبين طلوع الشمس" فقال عليّ: لولا أنّ بلالا حلف لأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقول له جبريل ارفع يديك".

أخرجه البزار (573)

وقال: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن إسماعيل عن قيس إلا سوار بن مصعب وهو لين الحديث".

وقال الهيثمي: وفيه سوار بن مصعب وهو ضعيف" المجمع 3/ 152.

4712 -

عن سلمة بن الأكوع أنّه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وعطس عنده رجل فقال له: "يرحمك الله" ثم عطس أخرى فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "الرجل مزكوم".

قال الحافظ: قال النووي في "الأذكار": روينا في صحيح مسلم (2993) وأبي داود (5037) والترمذي (2743) عن سلمة بن الأكوع: فذكره.

هذا لفظ رواية مسلم. وأما أبو داود والترمذي فقالا: قال سلمة: عطس رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم وأنا شاهد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "يرحمك الله" ثم عطس الثانية أو الثالثة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يرحمك الله، هذا رجل مزكوم" اهـ كلامه ونقلته من نسخة عليها خطه بالسماع عليه. والذي نسبه إلى أبي داود والترمذي من إعادة قوله صلى الله عليه وسلم للعاطس يرحمك الله ليس في شيء من نسخهما كما سأبينه فقد أخرجه أيضاً أبو عوانة وأبو نعيم في مستخرجيهما والنسائي (223) وابن ماجه (3714) والدارمي (2664) وأحمد (4/ 46) وابن أبي شيبة (8/ 685) وابن السني (249) وأبو نعيم أيضاً في عمل اليوم والليلة، وابن حبان في صحيحه (603)، والبيهقي في الشعب كلهم من رواية عكرمة بن عمار عن إياس بن سلمة عن أبيه وهو الوجه الذي أخرجه منه مسلم وألفاظهم متفاوتة، وليس عند أحد منهم إعادة يرحمك الله في الحديث. وكذلك ما نسبه إلى أبي داود والترمذي أن عندهما ثم عطس الثانية أو الثالثة فيه نظر فإنّ لفظ أبي داود "أنّ رجلاً عطس" والباقي مثل سياق مسلم سواء إلا أنّه لم يقل أخرى، ولفظ الترمذي مثل ما ذكره النووي إلى قوله: ثم عطس فإنّه ذكره

ص: 6705

بعده مثل أبي داود سواء، وهذه رواية ابن المبارك عنده. وأخرجه من رواية يحيي القطان فأحال به على رواية ابن المبارك فقال نحوه إلا أنّه قال له في الثانية أنت مزكوم، وفي رواية شعبة قال يحيي القطان، وفي رواية عبد الرحمن بن مهدي قال له في الثالثة أنت مزكوم، وهؤلاء الأربعة رووه عن عكرمة بن عمار وأكثر الروايات المذكورة ليس فيها تعرض للثالثة. ورجح الترمذي رواية من قال في الثالثة على رواية من قال في الثانية. وقد وجدت الحديث من رواية يحيى القطان يوافق ما ذكره النووي وهو ما أخرجه قاسم بن أصبغ في مصنفه وابن عبد البر (17/ 326) من طريقه قال: حدثنا محمد بن عبد السلام: حدثنا محمد بن بشار: حدثنا يحيي القطان: حدثنا عكرمة فذكره بلفظ "عطس رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فشمته، ثم عطس فشمته، ثم عطس فقال له في الثالثة "أنت مزكوم" هكذا رأيت فيه ثم عطس فشمته. وقد أخرجه الإِمام أحمد (4/ 50) عن يحيي القطان ولفظه "ثم عطس الثانية والثالثة فقال النبي صلى الله عليه وسلم "الرجل مزكوم". وهذا اختلاف شديد في لفظ هذا الحديث لكن الأكثر على ترك ذكر التشميت بعد الأولى. وأخرجه ابن ماجه (3714) من طريق وكيع عن عكرمة بلفظ آخر قال "يشمت العاطس ثلاثا فما زاد فهو مزكوم" وجعل الحديث كله من لفظ النبي صلى الله عليه وسلم.

وأفاد تكرير التشميت وهي رواية شاذة لمخالفة جميع أصحاب عكرمة بن عمار في سياقه ولعل ذلك من عكرمة المذكرر لما حدث به وكيعا فإنّ في حفظه مقالا، فإن كانت محفوظة فهو شاهد قوى لحديث أبي هريرة" (1).

4713 -

عن أم سلمة قالت: عطس رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: الحمد لله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "يرحمك الله" وعطس آخر فقال: الحمد لله رب العالمين حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه، فقال "ارتفع هذا على هذا تسع عشرة درجة".

قال الحافظ: أخرج أبو جعفر الطبري في "التهذيب" بسند لا بأس به عن أم سلمة: فذكره" (2).

4714 -

حديث ابن عباس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم خطب امرأة من قومه يقال لها: سودة، وكان لها خمسة صبيان أو ستة من بعل لها مات، فقالت له: ما يمنعني منك إلا أن لا تكون أحبّ البرية إليّ إلا أني أكرمك أن تضغو هذه الصبية عند رأسك، فقال:"يرحمك الله، إنّ خير نساء ركبن أعجاز الإبل صالح نساء قريش".

(1) 13/ 228 (كتاب الأدب - باب تشميت العاطس إذا حمد الله).

(2)

13/ 223 (كتاب الأدب - باب الحمد للعاطس).

ص: 6706

قال الحافظ: وأما حديث ابن عباس فأخرجه أحمد أيضا من طريق شهر بن حوشب حدثني ابن عباس: فذكره، الحديث وسنده حسن، وله طريق أخرى أخرجها قاسم بن ثابت في "الدلائل" من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس باختصار القصة" (1).

حسن

أخرجه أحمد (1/ 318 - 319) وأبو يعلى (2686) والطبراني في "الكبير"(13014) وابن منده في "معرفة الصحابة" كما في "لإصابة"(12/ 325) وأبو نعيم في "الصحابة"(7696) والحافظ في "تغليق التعليق"(4/ 482 - 483) من طرق عن عبد الحميد بن بهرام الفزاري ثنا شهر بن حوشب ثني عبد الله بن عباس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم خطب امرأة من قومه يقال لها سودة وكانت مصبية وكانت لها خمسة صبية أو ستة من بعل لها مات، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما يمنعك مني؟ " قالت: والله يا نبي الله ما يمنعني منك إلا أن تكون أحب البرية إليّ ولكني أكرمك أن تضغو هؤلاء الصبية عند رأسك بكرة وعشية، قال "أما يمنعك مني شيء غير ذلك؟ " قالت: لا والله، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم "يرحمك الله، إنّ خير نساء ركبن أعجاز الإبل صالح نساء قريش، أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على بعل في ذات يده".

وإسناده حسن، شهر بن حوشب صدوق، وعبد الحميد بن بهرام ثقة.

قال الحافظ: هذا حديث حسن، وقد قوى الإمام أحمد حديث شهر بن حوشب إذا كان من رواية عبد الحميد بن بهرام عنه، وحسّن الترمذي حديثا غير هذا، تفرد به عبد الحميد عن شهر عن ابن عباس.

وله طريق أخرى أخرجها قاسم بن ثابت في "الدلائل" من طريق الحكم بن أبان العدني عن عكرمة عن ابن عباس رفعه "خير من ركب الإبل نساء قريش، أشفقه على ولد، وأعطفه على زوج في ذات يده" تغليق التعليق 4/ 483.

4715 -

"يرد عليّ الحوض أطولكن يدا".

قال الحافظ: ومن حديث ميمونة أم المؤمنين في "الأوسط" للطبراني ولفظه: فذكره" (2).

ضعيف جدا

(1) 11/ 440 (كتاب النفقات - باب حفظ المرأة زوجها في ذات يده).

(2)

14/ 264 (كتاب الرقاق - باب في الحوض).

ص: 6707

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2318) عن إبراهيم بن أبي سفيان القيسراني ثنا فديك بن سليمان ثنا مسلمة بن علي عن الأوزاعي عن الزهري عن يزيد بن الأصم عن ميمونة قالت: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن جلوس، فقال "أولكنّ ترد عليّ الحوض أطولكن يدا" فجعلنا نقدر أذرعنا أيتنا أطول يدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليس ذاك أعني، إنّما أعني أصنعكنّ يدا".

وقال: لم يرو هذا الحديث عن الأوزاعي إلا مسلمة، تفرد به فديك بن سليمان".

وقال الهيثمي: وفيه مسلمة بن علي وهو ضعيف" المجمع 9/ 248.

قلت: هو الخشني قال البخاري وغيره: منكر الحديث، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث.

4716 -

حديث ابن عمر "يسألك أخوك أن تستغفر له فلا تفعل؟ " فقال: والذي بعثك بالحق ما من مرّة يسألني إلا وأنا أستغفر له، وما خلق الله من أحد أحبّ إليّ منه بعدك، فقال أبو بكر: وأنا والذي بعثك بالحق كذلك".

قال الحافظ: ووقع في حديث ابن عمر عند الطبراني: فذكره" (1).

أخرجه الطبراني في "الكبير"(13383) وابن عدي (4/ 589) عن زكريا بن يحيى الساجي ثنا أبو الربيع الزهراني ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر حدثني أبي وعبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أنّ أبا بكر الصديق نال من عمر شيئا، ثم قال: استغفر لي يا أخي، فتصمّت عمر، فقال له ذلك مرارا، فتصمّت عمر، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم وانتهوا إليه وجلسوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يسألك أخوك أن تستغفر له فلا تفعل؟ " فقال: والذي بعثك بالحق نبيا ما من مرّة يسألني إلا وأنا أستغفر له، وما من خلق الله بعدك أحد أحبّ إليّ منه، فقال أبو بكر: وأنا والذي بعثك بالحق ما من أحد بعدك أحبّ إليّ منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تؤذوني في صاحبي، فإنّ الله عز وجل بعثني بالهدى ودين الحق فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدقت، ولولا أنّ الله عز وجل سماه صاحبا لاتخذته خليلا، ولكن أخوة الله، ألا فسدوا كل خوخة إلا خوخة ابن أبي قحافة".

قال ابن عدي: وهذا لم يروه عن عبيد الله وعن عبد الله جميعا غير عبد الرحمن بن عبد الله العمري"

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 9/ 45.

(1) 8/ 21 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذا خليلا).

ص: 6708

قلت: عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر لم يخرج له صاحبا الصحيح شيئا، بل هو كذاب كما قال أحمد وابن معين وأبو حاتم، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث.

4717 -

"يستجاب لأحدكم ما لم يقل دعوت فلم يستجب لي"

قال الحافظ: أخرجه مالك" (1).

أخرجه مالك (1/ 213) ومن طريقه البخاري (فتح 13/ 390).

4718 -

حديث أم سلمة مرفوعا "يستعمل عليكم أمراء بعدي، فمن كره فقد برىء، ومن أنكر فقد سلم، ولكن من رضي وتابع"

سكت عليه الحافظ (2).

أخرجه مسلم (1854).

4719 -

"يسروا ولا تعسروا"

سكت عليه الحافظ (3).

أخرجه البخاري (فتح 1/ 172) من حديث أنس.

4720 -

"يسعك طوافك لحجك وعمرتك"

قال الحافظ: وروى مسلم (2/ 879) من طريق طاوس عن عائشة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: فذكره" (4)

4721 -

"يسلم الراكب على الراجل، والراجل على الجالس، والأقل على الأكثر، فمن أجاب كان له، ومن لم يجب فلا شيء عليه"

قال الحافظ: حديث عبد الرحمن بن شبل بكسر المعجمة وسكون الموحدة بعدها لام بزيادة أخرجه عبد الرزاق وأحمد بسند صحيح بلفظ: فذكره" (5).

أخرجه عبد الرزاق (19444) عن معمر بن راشد عن يحيي بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن جده قال: كتب معاوية إلى عبد الرحمن بن شبل أن علم الناس ما سمعت من

(1) 13/ 340 (كتاب الدعوات وقول الله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]).

(2)

16/ 163 (كتاب الفتن - باب الفتنة التي تموج كموج البحر).

(3)

17/ 19 (كتاب الإعتصام - باب الإقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم).

(4)

4/ 241 (كتاب الحج - باب طواف القارن).

(5)

13/ 251 (كتاب الاستئذان - باب يسلم الماشي على القاعد).

ص: 6709

رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجمعهم فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تعلموا القرآن، فإذا تعلمتموه فلا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به".

ثم قال: "إنّ التجار هم الفجار" قالوا: يا رسول الله، أليس قد أحلّ الله البيع وحرّم الربا، قال "بلى، ولكنّهم يحلفون ويأثمون"

ثم قال: "إنّ الفساق هم أهل النار" قالوا: يا رسول الله، ومن الفساق؟ قال:"النساء" قالوا: أو ليس بأمهاتنا، وبناتنا، وأخواتنا؟ قال "بلى، ولكنّهنّ إذا أعطين لم يشكرنّ، وإذا ابتلين لم يصبرنّ. ثم ليسلم الراكب على الراجل، والراجل على الجالس، والأقل على الأكثر، من أجاب السلام كان له، ومن لم يجب فلا شيء له".

وأخرجه أحمد (3/ 444) وعبد بن حميد في "المنتخب"(314) عن عبد الرزاق به (1).

هكذا رواه معمر عن يحيي بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن جده قال: كتب معاوية إلى عبد الرحمن بن شبل.

وخالفه غير واحد رووه عن يحيي بن أبي كثير ثنا زيد بن سلام عن جده أبي سلام عن أبي راشد الحبراني عن عبد الرحمن بن شبل، فزادوا في إسناده عن أبي راشد الحبراني.

منهم:

1 -

علي بن المبارك الهُنَائي.

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(992) ثنا سعيد بن الربيع ثنا علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير بالفقرة الأخيرة منه.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(8477) من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي ثنا علي بن المبارك به.

2 -

همام بن يحيى البصري. أخرجه أحمد (3/ 444).

3 -

أبان بن يزيد العطار. أخرجه أحمد وغيره.

واختلف فيه على يحيى بن أبي كثير أيضا (2).

(1) تقدم الكلام على هذا الحديث في حرف الهمزة فانظر حديث "اقرءوا القرآن ولا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه".

(2)

انظر حديث "اقرءوا القرآن ولا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه".

ص: 6710

4722 -

"يسلم الرجال على النساء، ولا يسلم النساء على الرجال".

قال الحافظ: وأخرج أبو نعيم في "عمل اليوم والليلة" من حديث واثلة مرفوعا: فذكره، وسنده واه" (1).

ضعيف جدا

أخرجه ابن حبان في "المجروحين"(1/ 190) وابن السني في "اليوم والليلة"(244) والجورقاني في "الأباطيل"(669 و670) من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا بشر بن عون ثنا بكار بن تميم عن مكحول عن واثلة بن الأسقع به مرفوعا.

قال ابن حبان: روى بشر بن عون عن بكار بن تميم عن مكحول عن واثلة نسخة فيها ستمائة حديث كلها موضوعة لا يجوز الاحتجاج به بحال".

وقال الجورقاني: هذا حديث منكر شبيه بالباطل، قال أبو حاتم: بكار بن تميم وبشر بن عون مجهولان".

وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "العلل المتناهية 2/ 234

وقال ابن طاهر في "تكملة الإكمال": بشر بن عون أحاديثه نسخة موضوعة" اللسان 2/ 28.

4723 -

"يسلم الفارس على الماشي، والماشي على القائم".

قال الحافظ: وقد اجتمعا في حديث فَضَالة عند البخاري في "الأدب المفرد" والترمذي وصححه والنسائي وصححه ابن حبان بلفظ: فذكره" (2).

صحيح

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(996) والنسائي في "اليوم والليلة"(338) وابن حبان (497) والطبراني في "الكبير"(18/ 312) وابن السني (217)

عن عبد الله بن وهب

وأحمد (9/ 16) والبخاري في "الأدب المفرد"(998 و999) والدارمي (2637) والترمذي (2705) والطبراني في "الكبير"(18/ 312)

(1) 13/ 270 (كتاب الاستئذان - باب تسليم الرجال على النساء).

(2)

13/ 252 (كتاب الاستئذان - باب يسلم الضمير على الكبير).

ص: 6711

عن حيوة بن شريح المصري

وأحمد (6/ 20) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 183)

عن ابن لهيعة

ثلاثتهم عن أبي هانىء حميد بن هانىء الخولاني أنّ أبا علي عمرو بن مالك المصري الجَنْبي حدّثه عن فضالة بن عبيد رفعه "يسلم الفارس على الماشي، والماشي على القائم، والقليل على الكثير".

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح".

قلت: وهو كما قال.

4724 -

"يسمع عنده كدوي النحل"

ذكر الحافظ أنّه من حديث عمر ولم يتكلم عليه بشيء (1).

ضعيف

أخرجه أحمد (1/ 34) ثنا عبد الرزاق أني يونس بن سليم قال: أملى عليّ يونس بن يزيد الأيلي عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القاري قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: كان إذا نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي يسمع عند وجهه دوي كدوي النحل فمكثنا ساعة فاستقبل القبلة ورفع يديه فقال "اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وارض عنا وأرضنا" ثم قال "لقد أنزلت عليّ عشر آيات من أقامهنّ دخل الجنة" ثم قرأ علينا {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1)} [المؤمنون: 1] حتى ختم العشر".

ومن طريقه أخرجه الحاكم (1/ 535 و2/ 392) والبيهقي في "الدلائل"(7/ 54 - 55) ولم ينفرد أحمد به بل تابعه غير واحد عن عبد الرزاق به منهم:

1 -

إسحاق بن راهوية.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(1439) والطحاوي في "المشكل"(4100 و4101 و4102) والعقيلي (4/ 460 - 461) وأبو نعيم في "الدلائل"(172).

2 -

زهير بن محمد بن قمير المروزي. أخرجه البزار (301).

(1) 1/ 22 (باب كيف كان بدء الوحي).

ص: 6712

3 -

محمد بن أبان البلخي. أخرجه الترمذي (5/ 326).

4 -

الحسين بن مهدي الأبلي. أخرجه البزار (301).

5 -

محمد بن حماد الأبيوردي. أخرجه البيهقي في "الدلائل"(7/ 54 - 55) والواحدي في "الوسيط"(3/ 283) والمزي (32/ 509 - 510).

6 -

أبو عبد الله مهنا بن يحيى. أخرجه ابن عدي (7/ 2632).

7 -

إسحاق بن إبراهيم بن عباد الدَّبَري. أخرجه الحاكم (1/ 535) عن أبي عبد الله محمد بن علي الصنعاني عن الدبري به.

واختلف فيه على الدبري، فرواه العقيلي (4/ 460) عنه عن عبد الرزاق عن يونس بن سليم عن الزهري به.

ليس فيه عن يونس بن يزيد الأيلي.

وتابعه أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن بشر الأعرابي ثنا الدبري أنا عبد الرزاق (المصنف 6038) به.

وهكذا رواه غير واحد عن عبد الرزاق به، منهم:

1 -

عبد بن حميد. أخرجه في "المنتخب"(15) وعنه الترمذي (3173).

2 -

يحيى بن موسى البلخي. أخرجه الترمذي (3173).

وقال: الحديث الأول أصح، سمعت إسحاق بن منصور يقول: روى أحمد بن حنبل وابن المديني وإسحاق بن راهويه عن عبد الرزاق عن يونس بن سليم عن يونس بن يزيد عن الزهري هذا الحديث.

قال الترمذي: ومن سمع من عبد الرزاق قديما فإنهم إنّما يذكرون فيه عن يونس بن

ص: 6713

يزيد وبعضهم لا يذكر فيه عن يونس بن يزيد، ومن ذكر فيه يونس بن يزيد فهو أصح، وكان عبد الرزاق ربما ذكر في هذا الحديث يونس بن يزيد وربما لم يذكره، وإذا لم يذكر فيه يونس فهو مرسل".

وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الإسناد".

وقال النسائي: هذا حديث منكر، لا نعلم أحدا رواه كير يونس بن سليم، ويونس بن سليم لا نعرفه".

وقال العقيلي: لا يتابع يونس بن سليم الصنعاني على حديثه ولا يعرف إلا به".

وقال الحاكم: صحيح الإسناد".

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: سئل عبد الرزاق عن شيخه ذا فقال: أظنه لا شيء".

قلت: وقال عبد الرزاق أيضاً: هو خير (1) من عمرو بن برق، فقال أحمد بن حنبل: فلما ذكر هذا عند ذلك، علمت أن ذا ليس بشيء" التاريخ الصغير 2/ 258 - 259.

وقال ابن عدي: يونس بن سليم ليس بالمعروف".

وقال ابن معين: ما أعرفه، وقال الذهبي في "الكاشف": واه، وقال في "الديوان": ينفرد بحديث منكر، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات" وحده.

4725 -

"يسمعون كما تسمعون ولكن لا يجيبون"

قال الحافظ: وللطبراني من حديث ابن مسعود مثله بإسناد صحيح، ومن حديث عبد الله بن سيدان نحوه، وفيه "قالوا: يا رسول الله، وهل يسمعون؟ قال: فذكره، وفي حديث ابن مسعود "ولكنّهم لا يجيبون"(2).

حديث ابن مسعود أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(884) عن أبي الشعثاء علي بن الحسن بن سليمان الحضرمي ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن أشعث بن سوّار عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال: كنا عند ابن مسعود في بيت المال قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على القليب قليب بدر فقال "يا فلان، يا فلان هل وجدتم وما وعد ربكم

(1) وفي "علل أحمد"(1/ 117 و2/ 178 و243): هو أمثل.

(2)

8/ 305 (كتاب المغازي - باب قتل أبي جهل).

ص: 6714

حقاً؟ " قالوا: يا رسول الله، هل يسمعون؟ قال "ما أنتم لأسمع لما أقول منهم، ولكنّهم اليوم لا يجيبون".

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(10320) من طريق عبد الرحيم بن سليمان الأشل عن أشعث بن سوار به.

قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 91.

قلت: أشعث إنّما أخرج له مسلم في المتابعات كما قال المزي (3/ 270) وهو ضعيف كما قال أبو داود وجماعة، وقواه بعضهم، واختلف فيه قول ابن معين.

وأبو إسحاق مدلس ولم يذكر سماعا من عمرو بن ميمون، وقد اختلط بأخرة أيضا.

وحديث عبد الله بن سيدان أخرجه الطبراني في "الكبير"(6715) عن عبد الوارث بن ابراهيم أبي عبيدة العسكري ثنا يونس بن موسى الشامي ثنا الحسين بن حماد ثنا عبيد الله بن الغسيل عن عبد الله بن سيدان عن أبيه قال: أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على أهل القليب فقال "يا أهل القليب هل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ " فقالوا: يا رسول الله، وهل يسمعون؟ قال "يسمعون كما تسمعون ولكن لا بجيبون".

قال الهيثمي: وعبد الله بن سيدان مجهول" المجمع 6/ 91.

4726 -

"يسمونهم محمدا ثم يلعنونهم"

قال الحافظ: أخرجه (أي الطبري) من طريق الحكم بن عطية عن ثابت عن أنس رفعه: فذكره، وهو حديث أخرجه البزار وأبو يعلى أيضاً وسنده لين" (1).

وذكره في موضع آخر وقال: قال الطبري: وهو ضعيف لأنّه من رواية الحكم بن عطية عن ثابت عن أنس" (2).

أخرجه الطيالسي (المطالب 1/ 2816) عن الحكم بن عطية عن ثابت عن أنس مرفوعا "تسمونهم محمدا ثم تلعنوهن".

ومن طريقه أخرجه البزار (كشف 1987) وأبو يعلى (3386) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند طلحة بن عبيد الله 743) وأبو عروبة الحراني في "حديثه"(47) وابن عدي (2/ 623) والكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 80) والحاكم (4/ 293) وأبو القاسم

(1) 13/ 193 (كتاب الأدب - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي).

(2)

13/ 201 (كتاب الأدب - باب من سمي بأسماء الأنبياء).

ص: 6715

الأصبهاني في "الترغيب"(598) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(212).

وأخرجه عبد بن حميد (1264) والطبري (مسند طلحة 742) والعقيلي (1/ 258 - 259) والحسين بن بكير في "فضائل التسمية بأحمد"(20) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 286) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(455) وأبو عبد الله الدقاق في "معجمه"(3) من طرق عن الحكم بن عطية العيشي البصري عن ثابت البُنَاني عن أنس به مرفوعا.

قال البزار: لا نعلم رواه عن ثابت إلا الحكم، وهو بصري لا بأس به حدّث عن ثابت بأحاديث وتفرد بهذا".

وقال الحاكم: تفرد به الحكم بن عطية عن ثابت".

وقال الذهبي: قلت: الحكم وثقه بعضهم وهو لين".

قلت: وثقه ابن معين، وضعفه النسائي وغيره.

قال ابن القطان الفاسي: فالحديث من أجله حسن" الوهم والإيهام 4/ 616.

4727 -

عن أسماء بنت يزيد قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وذكر سدرة المنتهى "يسير الراكب في ظل الفيء منها مائة سنة أو يستظل بظلها الراكب مائة سنة".

قال الحافظ: في حديث أسماء بنت يزيد عند الترمذي ولفظها: فذكره" (1).

حسن

أخرجه هناد في "الزهد"(115) عن يونس بن بكير الشيباني ثنا محمد بن إسحاق ثني يحيي بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر سدرة المنتهى فقال "يسير في ظل الفَنَن منها الراكب مائة سنة أو قال يستظل في ظل الفنن منها مائة راكب -شك يحيى- فيها فراش الذهب كأن ثمرها القلال".

وأخرجه الترمذي (2541) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(3141) وأبو يعلى كما في "النهاية" لابن كثير (365) والطبري في "التفسير"(27/ 54 - 55) والطبراني في "الكبير"(24/ 87 - 88) وأبو نعيم في "صفة الجنة"(435) والحاكم (2/ 469) والبغوي في "التفسير"(6/ 259) من طرق عن يونس بن بكير به.

(1) 14/ 215 (كتاب الرقاق - باب صفة الجنة والنار).

ص: 6716

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب".

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم".

قلت: إسناده حسن، يونس ومحمد صدوقان، ويحيى وعباد ثقتان.

وليس الحديث على شرط مسلم لأنّ مسلما لم يخرج ليحيى بن عباد شيئا.

4728 -

"يشرب ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها"

قال الحافظ: لابن ماجه من حديث ابن محيريز عن ثابت بن السمط عن عبادة بن الصامت رفعه: فذكره، ورواه أحمد بلفظ "ليستحلنّ طائفة من أمتي الخمر" وسنده جيد، ولكن أخرجه النسائي من وجه آخر عن ابن محيريز فقال عن رجل من الصحابة" (1).

تقدم الكلام عليه في حرف اللام فانظر حديث "ليشربنّ ناس الخمر يسمونها بغير اسمها".

4729 -

"يشمت العاطس ثلاثا فإن زاد فإن شئت فشمته وان شئت فلا"

قال الحافظ: قال النووي: وأما الذي روينا في سنن أبي داود والترمذي عن عبيد بن رفاعة الصحابي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، فهو حديث ضعيف قال فيه الترمذي: هذا حديث غريب وإسناده مجهول. قلت: إطلاقه عليه الضعف ليس بجيد إذ لا يلزم من الغرابة الضعف وأما وصف الترمذي إسناده بكونه مجهولا فلم برد جميع رجال الإسناد فإنّ معظمهم موثقون وإنّما وقع في روايته تغيير اسم بعض رواته وإبهام اثنين منهم وذلك أنّ أبا داود والترمذي أخرجاه معا من طريق عبد السلام بن حرب عن يزيد بن عبد الرحمن ثم اختلفا فأما رواية أبي داود ففيها عن يحيي بن إسحاق بن أبي طلحة عن أمه حميدة أو عبيدة بنت عبيد بن رفاعة عن أبيها، وهذا إسناد حسن والحديث مع ذلك مرسل كما سأبينه، وعبد السلام بن حرب من رجال الصحيح، ويزيد هو أبو خالد الدالاني وهو صدوق في حفظه شيء، ويحيى بن إسحاق وثقه يحيي بن معين، وأمه حميدة روى عنها أيضا زوجها إسحاق بن أبي طلحة وذكرها ابن حبان في ثقات التابعين، وأبوها عبيد بن رفاعة ذكروه في الصحابة لكونه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وله رؤية. قاله ابن السكن، قال: ولم يصح سماعه، وقال البغوي: روايته مرسلة وحديثه عن أبيه عند الترمذي والنسائي وغيرهما، وأما رواية الترمذي ففيها عن عمر بن إسحاق بن أبي طلحة عن أمه عن أبيها، كذا سماه عمر ولم يسم أمه ولا أباها وكأنّه لم يمعن النظر فمن ثم قال: إنّه إسناد مجهول، وقد تبين أنّه ليس

(1) 12/ 150 (كتاب الأشربة - باب ما جاء فيمن يستحل الخمر).

ص: 6717

بمجهول وأنّ الصواب يحيي بن إسحاق لا عمر فقد أخرجه الحسن بن سفيان وابن السني وأبو نعيم وغيرهم من طريق عبد السلام بن حرب فقالوا: يحيى بن إسحاق، وقالوا: حميدة بغير شك. وهو المعتمد" (1).

أخرجه أبو داود (5036) عن هارون بن عبد الله البغدادي ثنا مالك بن إسماعيل ثنا عبد السلام بن حرب عن يزيد بن عبد الرحمن عن يحيي بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أمه حميدة أو عبيدة بنت عبيد بن رفاعة الزرقي عن أبيها رفعه "تشمت العاطس ثلاثا، فإن شئت أن تشمته فشمته، وإن شئت فكف".

ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 539).

هكذا رواه هارون بن عبد الله عن مالك بن إسماعيل فقال فيه: عن أمه حميدة أو عبيدة على الشك.

ورواه جمعة بن عبد الله البلخي عن مالك بن إسماعيل فقال فيه: عن أمه حميدة - ولم يشك.

أخرجه الحسن بن سفيان في "مسنده" كما في "النكت الظراف"(7/ 225).

واختلف فيه على عبد السلام بن حرب المُلائي، فرواه إسحاق بن منصور السلولي الكوفي عنه عن يزيد بن عبد الرحمن عن عمر بن إسحاق بن أبي طلحة عن أمه عن أبيها.

فسمى شيخ يزيد بن عبد الرحمن عمرا ولم يسم أمه ولا أبيها.

أخرجه الترمذي (2744) وأبو بكر الشافعي في "فوائده"(651).

وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وإسناده مجهول".

ورواه أبو نعيم الفضل بن دُكَين عن عبد السلام بن حرب عن أبي خالد الدالاني وهو يزيد بن عبد الرحمن عن يحيي بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أمه حمنة عن أبيها رفاعة بن رافع.

فسمى أم يحيى بن إسحاق حمنة، وسمى أبوها رفاعة.

أخرجه ابن السني (252)

(1) 13/ 229 (كتاب الأدب - باب تشميت العاطس إذا حمد الله).

ص: 6718

4730 -

حديث أبي هريرة "يشمته واحدة واثنتين وثلاثا، وما كان بعد ذلك فهو زكام"

قال الحافظ: أخرج البخاري في "الأدب المفرد" من طريق محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: يشمته واحدة واثنتين وثلاثا، وما كان بعد ذلك فهو زكام" هكذا أخرجه موقوفا من رواية سفيان بن عيينة عنه، وأخرجه أبو داود من طريق يحيي القطان عن ابن عجلان كذلك، ولفظه "شمت أخاك" وأخرجه من رواية الليث عن ابن عجلان وقال فيه: لا أعلمه إلا رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

قال أبو داود: ورفعه موسى بن قيس عن ابن عجلان أيضا" (1)

يرويه محمد بن عجلان المدني عن سعيد المقبري عن أبي هريرة واختلف عن ابن عجلان:

- فرواه غير واحد عن ابن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة مرفوعا.

منهم:

1 -

محمد بن عبد الرحمن بن مجبر البصري. أخرجه الطبراني في "الدعاء"(2000) وابن عدي (6/ 2197).

وابن مجبر قال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، وقال أبو زرعة: واهي الحديث.

2 -

موسى بن موسى الأنصاري.

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(1998) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا أبو نعيم ثنا موسى به.

وموسى هذا لم أر من ترجمه.

3 -

موسى بن قيس الحضرمي.

قاله أبو داود (5/ 290)

وموسى هذا وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: لا بأس به.

- ورواه الليث بن سعد عن ابن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة - قال: لا أعلمه إلا أنه رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

(1) 13/ 227 (كتاب الأدب - باب تشميت العاطس إذا حمد الله).

ص: 6719

أخرجه أبو داود (5035) والطبراني في "الدعاء"(1999) وابن السني في "اليوم والليلة"(250) والبيهقي في "الشعب"(8916) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 327) من طرق عن الليث به.

وإسناده صحيح.

- ورواه يحيى القطان عن ابن عجلان موقوفا.

أخرجه أبو داود (5034) والبيهقي في "الشعب"(8915) وابن عبد البر (17/ 327) وتابعه حماد بن مسعدة البصري أنا ابن عجلان به.

أخرجه ابن عبد البر (17/ 327) وإسناده صحيح.

- ورواه سفيان بن عيينة عن ابن عجلان واختلف عنه:

• فرواه قتيبة بن سعيد البلخي عن سفيان موقوفا. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(939).

• ورواه إبراهيم بن بشار الرمادي عن سفيان فقال فيه: عن أبي هريرة يبلغ به. أخرجه الطبراني في "الدعاء"(2001).

4731 -

"يصبح على كل سُلامَى من أحدكم صدقة"

قال الحافظ: ولمسلم (720) من حديث أبي ذر مرفوعا: فذكره" (1).

4732 -

"يصلي قائما، فإن نالته مشقة فجالسا، فإن نالته مشقة صلّى نائما"

قال الحافظ: ويدل للجمهور أيضاً حديث ابن عباس عند الطبراني بلفظ: فذكره" (2).

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4009) عن علي بن سعيد بن بشير الرازي ثنا محمد بن يحيي بن فياض الزِّمَّاني ثنا حلبس بن محمد الضبعي ثنا ابن جريج عن عطاء ونافع عن ابن عباس مرفوعا "يصلي المريض قائما، وذكر الحديث وزاد فيه: يومىء برأسه، فإن نالته مشقة سَبّح"

(1) 4/ 50 و51 (كتاب الزكاة - باب على كل مسلم صدقة).

(2)

3/ 242 (كتاب الصلاة - أبواب التقصير - باب إذا لم يطق قاعدا صلى على جنب).

ص: 6720

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا حلبس، تفرد به محمد بن يحيي بن فياض".

وقال الهيثمي: حلبس بن محمد لم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 2/ 149.

قلت: حلبس بن محمد ترجمه ابن عدي في "الكامل"(2/ 862) وقال: منكر الحديث عن الثقات، وقال الذهبي في "الميزان": متروك الحديث.

وعلي بن سعيد مختلف فيه، والباقون ثقات.

4733 -

"يطبع المؤمن على كل شيء إلا الخيانة والكذب"

قال الحافظ: وأخرج البزار من حديث سعد بن أبي وقاص رفعه قال: فذكره، وسنده قوي، وذكر الدارقطني في "العلل" أنّ الأشبه أنّه موقوف، وشاهد المرفوع من مرسل صفوان بن سليم في "الموطأ"(1).

ضعيف مرفوعا صحيح موقوفا

روي من حديث سعد بن أبي وقاص ومن حديث أبي أمامة ومن حديث ابن عمر ومن حديث عبد الله بن أبى أوفى.

فأما حديث سعد فأخرجه ابن أبي الدنيا في "المكارم"(144) وفي "الصمت"(472) وأبو يعلى (711) وفي "المعجم"(167) قالا: ثنا داود بن رشيد ثنا علي بن هاشم بن البريد: سمعت الأعمش ذكره عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد عن أبيه رفعه "على كل خلة يطبع أو يطوى المؤمن إلا الخيانة والكذب".

وأخرجه أبو الشيخ في "الأقران"(75) عن أبي يعلى به.

وأخرجه البزار (1139) وابن عدي (1/ 44) وأبو الشيخ (75) وابن شاهين في "جزء من حديثه"(36) والقضاعي (589 و591) والبيهقي (10/ 197) وفي "الشعب"(4469) من طرق (2) عن داود بن رشيد الخوارزمي به.

(1) 13/ 121 (كتاب الأدب - باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)} [التوبة: 119]).

(2)

رواه حاتم بن يونس الجرجاني عن داود بن رشيد عن علي بن هاشم عن الأعمش عن سلمة بن كهيل عن مصعب بن سعد عن أبيه.

أخرجه أبو الشيخ في "الأقران"(76).

وقال: أخطأ فيه حاتم، والصحيح عن أبي إسحاق".

ص: 6721

قال البزار: وهذا الحديث يروى عن سعد من غير وجه موقوفا، ولا نعلم أحداً أسنده إلا علي بن هاشم عن الأعمش عن أبي إسحاق بهذا الإسناد".

وقال ابن عدي: وهذا الحديث عن الأعمش عن أبي إسحاق غريب، لا أعلمه رواه عن الأعمش غير علي بن هاشم ولا عن علي غير داود".

قلت: رواه غير داود بن رشيد عن علي بن هاشم:

قال الدورقي في "مسند سعد"(65): ثنا عبد الرحمن بن عبد الله ثني علي بن هاشم بن البريد: سمعت الأعمش ذكره عن مصعب بن سعد عن أبيه به.

هكذا قال عبد الرحمن بن عبد الله: عن علي بن هاشم عن الأعمش عن مصعب بن سعد عن أبيه ولم يذكر أبا إسحاق (1).

والأول أصح لأنّ داود بن رشيد ثقة والزيادة من الثقة مقبولة.

قال المنذري والهيثمي: رواه البزار وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح" الترغيب 3/ 595 - المجمع 1/ 92.

قلت: أبو إسحاق هو السبيعي وهو مدلس وقد عنعن.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه سلمة بن كهيل الكوفي عن مصعب بن سعد عن أبيه به مرفوعا.

أخرجه ابن عدي (1/ 240 - 241) وابن شاهين في "جزء من حديثه"(34 و35) والبيهقي في "الشعب"(4470) من طريق أبي شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي عن سلمة به.

وأبو شيبة متروك الحديث، قاله النسائي وغيره.

وخالفه شعبة وسفيان فروياه عن سلمة بن كهيل عن مصعب بن سعد عن أبيه موقوفا.

فأما حديث شعبة (2) فأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(828) والخلال في "السنة"(1524) وابن بطة في "الإبانة"(909) والبيهقي (10/ 197).

(1) وهكذا رواه حمزة الزيات عن الأعمش فلم يذكر أبا إسحاق. قاله الدارقطني في "العلل"(4/ 329).

(2)

رواه ابن المبارك وعمرو بن مرزوق البصري ومحمد بن جعفر غندر عن شعبة عن سلمة بن كهيل عن مصعب بن سعد عن أبيه.

وخالفهم جرير بن حازم البصري فرواه عن شعبة عن سعد ولم يذكر سلمة بن كهيل ولا مصعب بن سعد.

أخرجه ابن وهب في "الجامع"(509).

والأول أصح.

ص: 6722

وأما حديث سفيان فأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 592 و11/ 18) وفي "الإيمان"(81) والخلال (1525 و1528) والدارقطني في "العلل"(4/ 331) وابن بطة في "الإبانة"(906 و907) من طريقين عن سفيان به (1).

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(490) من طريق ابن المبارك أنبأ سفيان وشعبة به.

قال الدارقطني: الموقوف أشبه بالصواب".

وقال البيهقي: هذا موقوف وهو الصحيح".

وقال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عن حديث علي بن هاشم فقال: هذا يروى عن سعد موقوف" العلل 2/ 328 - 329.

قلت: والموقوف إسناده صحيح.

وأما حديث أبي أمامة فله عنه طريقان:

الأول: يرويه وكيع قال: سمعت الأعمش قال: حُدثت عن أبي أمامة رفعه "يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب".

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 593) وفي "المسند"(إتحاف الخيرة 221) وفي "الإيمان"(82) وأحمد (5/ 252) وابن أبي عاصم في "السنة"(114).

وإسناده ضعيف لانقطاعه.

قال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع" إتحاف الخيرة 1/ 166.

الثاني: يرويه بقية بن الوليد ثني طلحة القرشي عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة رفعه "إنّ المؤمن ليطبع على خلال شتى: على الجود والبخل وحسن الخلق، ولا يطبع المؤمن على الكذب، ولا يكون المؤمن كذابا".

أخرجه ابن عدي (1/ 44).

وقال: وطلحة القرشي هو الذي يروي عنه بقية هو طلحة بن زيد أبو مسكين الرقي ضعيف".

قلت: وقال أحمد وابن المديني وأبو داود: طلحة بن زيد يضع الحديث.

(1) رواه يحيى القطان ووكيع عن سفيان به.

ص: 6723

وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(115) والطبراني في "الكبير" وابن عدي (1/ 44 و4/ 1630) والقضاعي (590) والبيهقي في "الشعب"(4471) من طريق عبيد الله بن الوليد الوصافي عن محارب بن دِثَار عن ابن عمر مرفوعا "يطبع المؤمن على كل شيء إلا الخيانة والكذب".

قال ابن عدي: وهذا الحديث للوصافي عن محارب عن ابن عمر هو الذي يرويه ولا يتابع عليه وهو ضعيف جدا يتبين ضعفه على حديثه".

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" وفيه عبيد الله بن الوليد وهو ضعيف" المجمع 1/ 93.

وأما حديث ابن أبي أوفى فأخرجه ابن بشران (887) والبيهقي في "الشعب"(4886) من طريق سريج بن النعمان البغدادي ثنا سعيد بن زَرْبي عن ثابت البُنَاني عن ابن أبي أوفى مرفوعا "المؤمن يطبع على كل خلق إلا الكذب والخيانة".

قال البيهقي: سعيد بن زربي من الضعفاء".

وأما حديث صفوان بن سليم الذي أشار إليه الحافظ فأخرجه مالك (2/ 990) عنه أنّه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أيكون المؤمن جبانا؟ فقال "نعم" فقيل له: أيكون المؤمن بخيلا؟ فقال "نعم" فقيل له: أيكون المؤمن كذابا؟ فقال "لا".

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب"(4472).

قال ابن عبد البر: لا أحفظ هذا الحديث مسندا بهذا اللفظ من وجه ثابت وهو حديث حسن" التمهيد 16/ 253.

4734 -

"يطلع عليكم أهل اليمن كأنّهم السحاب هم خير أهل الأرض"

قال الحافظ: وعن جبير بن مطعم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، أخرجه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني" (1).

حسن

أخرجه الطيالسي (ص 127) عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب عن خاله الحارث بن عبد الرحمن عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق بين مكة والمدينة، فقال "يوشك أن بطلع عليكم من أهل اليمن كأنّها قطع سحاب

(1) 9/ 163 (كتاب المغازي - باب قدوم الأشعرين وأهل اليمن).

ص: 6724

أو قطعة سحاب، هم خيار من في الأرض" فقال رجل من الأنصار: ولا نحن يا رسول الله؟ فسكت، ثم قال: ولا نحن يا رسول الله؟ فسكت، ثم قال "إلا أنتم" كلمة ضعيفة.

وأخرجه البزار (3428) عن عمرو بن علي الفلاس عن الطيالسي به.

وتابعه يزيد بن هارون عن ابن أبي ذئب به.

أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 183 - 184) وأحمد (4/ 84) والحارث (بغية الباحث 1037) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2258) والبزار (3429) وأبو يعلى (7401) والطبراني في "الكبير"(1549) والبيهقي في "الدلائل"(5/ 353).

وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه، ولا نعلم لجبير بن مطعم طريقا غير هذا الطريق".

قلت: وهو طريق حسن فإنّ رواته ثقات غير الحارث بن عبد الرحمن القرشي العامرى خال ابن أبي ذئب فإنّه صدوق كما في "الميزان" و"التقريب"(1).

ولم ينفرد به بل تابعه الحارث بن أبي ذباب عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه به.

أخرجه أحمد (4/ 82) والطبراني في "الكبير"(1550) من طريق ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد الحضرمي عن ابن أبي ذباب به.

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.

4735 -

"يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات: فأما عرضتان فجدال ومعاذير، وأما العرضة الثالثة فعند ذلك تطير الصحف في الأيدي فآخذ بيمينه وآخذ بشماله"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي من رواية علي بن علي الرفاعي عن الحسن عن أبي هريرة رفعه: فذكره، قال الترمذي: لا يصح لأنّ الحسن لم يسمع من أبي هريرة، وقد رواه بعضهم عن علي بن علي الرفاعي عن الحسن عن أبي موسى انتهى وهو عند ابن ماجه وأحمد من هذا الوجه مرفوعا، وأخرجه البيهقي في "البعث" بسند حسن عن عبد الله بن مسعود موقوفا" (2)

يرويه علي بن علي الرفاعي عن الحسن البصري واختلف عنه:

- فرواه وكيع عن علي بن علي واختلف عنه:

(1) وقال البوصيري: رواته ثقات" مختصر الإتحاف 9/ 330.

(2)

14/ 194 (كتاب الرقاق - باب من نوقش الحساب عذب).

ص: 6725

• فقال أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني: ثنا وكيع عن علي بن علي عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعا به.

أخرجه الترمذي (2425).

وقال: ولا يصح هذا الحديث من قبل أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة".

• وقال غير واحد: ثنا وكيع عن علي بن علي عن الحسن عن أبي موسى مرفوعا.

منهم:

1 -

أحمد في "مسنده"(4/ 414) ومن طريقه أخرجه عبد الغني المقدسي في "ذكر النار"(19).

2 -

ابن أبي شيبة. أخرجه ابن ماجه (4277).

3 -

يوسف بن موسى القطان. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال"(282)

• ورواه الحسن بن قَزَعة الباهلي عن وكيع واختلف عنه:

فقال البزار (3073): أنا الحسن بن قزعة أنا وكيع عن علي بن علي عن الحسن عن أبي موسى مرفوعا.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد عن أبي موسى".

وقال الطبري في "تفسيره"(29/ 59): ثنا الحسن بن قزعة ثنا وكيع ثنا علي بن علي عن الحسن عن أبي موسى قوله.

- ورواه علي بن الجعد الجوهري عن علي بن علي عن الحسن عن أبي موسى موقوفا.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال"(283).

وتابعه ابن المبارك في "الزهد"(زوائد نعيم 395) عن علي بن علي به.

قال الدارقطني: الموقوف هو الصحيح" العلل 7/ 251.

وقال الترمذي: ولا يصح هذا الحديث من قبل أنّ الحسن لم يسمع من أبي موسى"

ص: 6726

وقال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات إلا أنّه منقطع. الحسن لم يسمع من أبي موسى، قاله ابن المديني وأبو حاتم وأبو زرعة" المصباح 4/ 254.

وقال ابن كثير: وقد وقع في مسند أحمد التصريح بسماعه منه والله أعلم، وقد يكون الحديث عنده عن أبي موسى وأبي هريرة والله أعلم" الفتن ص 294.

قلت: رواه عقبة بن عبد الله الأصم الرفاعي عن الحسن قال: سمعت أبا موسى الأشعري.

أخرجه ابن أبي الدنيا كما في "الفتن" لابن كثير (ص 294) عن أبي نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار ثنا عقبة به.

وهذا لا حجة فيه لأنّ عقبة الأصم قال ابن معين والنسائي: ليس بثقة، وقال الفلاس: كان ضعيفا واهي الحديث ليس بالحافظ، وقال أبو داود ويعقوب بن سفيان: ضعيف.

وقد تتبعت الأحاديث التي رواها الحسن عن أبي موسى في مسند أحمد فلم أره صرّح في واحد منها بالسماع منه، والله أعلم.

وللحديث شاهد عن ابن مسعود موقوفا وآخر عن قتادة قوله وعنه أيضا مرسلا.

فأما حديث ابن مسعود فأخرجه الطبري (29/ 59) عن مجاهد بن موسى الخوارزمي ثنا يزيد ثنا سَليم بن حيان عن مروان الأصفر عن أبي وائل عن ابن مسعود قال: يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات: عرضتان معاذير وخصومات، والعرضة الثالثة تطير الصحف في الأيدي.

وإسناده صحيح رواته ثقات.

وأما قول قتادة فيرويه معمر بن راشد عن قتادة في قوله تعالى {تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ} [الحاقة: 18] قال: تعرضون ثلاث عرضات: فأما عرضتان ففيهما الخصومات والمعاذير، وأما الثالثة فتطاير الصحف في الأيدي.

أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 314) عن معمر به.

وأخرجه الطبري (29/ 60) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا محمد بن ثور الصنعاني عن معمر عن قتادة به.

ورواته ثقات.

ص: 6727

وأما حديث قتادة مرسلاً فأخرجه الطبري (29/ 59 - 60) عن بشر بن معاذ العَقَدي ثنا يزيد بن زُريع ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، قوله {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (18)} [الحاقة: 18] ذكر لنا أنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول "يعرض الناس ثلاث عرضات يوم القيامة: فأما عرضتان ففيهما خصومات ومعاذير وجدال، وأما العرضة الثالثة فتطير الصحف في الأيدي".

رواته ثقات.

4736 -

"يعرفني الله نفسه فأسجد له سجدة يرضى بها عني، ثم أمتدحه بمدحة يرضى بها عني، ثم يؤذن لي في الكلام، ثم تمر أمتي على الصراط وهو منصوب بين ظهراني جهنم، فيمرورن".

قال الحافظ: وفي حديث أبي بن كعب عند أبي يعلى رفعه: فذكره" (1).

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(734) وأبو يعلى (المطالب 4557) والطبراني كما في "النهاية" لابن كثير (ص 236) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 307 - 308) والدارقطني في "الصفات"(5) من طرق عن عبد الغفار بن القاسم الأنصاري عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب به مرفوعا.

وتمامه "أسرع من الطرف والسهم، ثم أسرع من أجود الخيل، حتى يخرج الرجل منها حبوا، وهي الأعمال، وجهنم تسأل المزيد حتى يضع الجبار قدمه فيها فينزوي بعضها إلى بعض وتقول: قط قط، وأنا على الحوض" قيل: وما الحوض يا رسول الله؟ قال "والذي نفسي بيده إنّ شرابه أبيض من اللبن، وأحلى من العسل، وأبرد من الثلج، وأطيب ريحا من المسك، وآنيته كثر من عدد النجوم، لا يشرب منه إنسان فيظما أبدا، ولا يصرف فيروى أبدا".

عبد الغفار بن القاسم قال ابن المديني وأبو داود: يضع الحديث، وقال ابن معين: ليس بثقة، وقال النسائي: متروك الحديث.

4737 -

"يعطى كل مسلم رجلا من اليهود والنصارى فيقال: هذا فداؤك من النار".

قال الحافظ: حديث أبي موسى في صحيح مسلم (2767): فذكره" (2).

4738 -

"يعظم أهل النار في النار حتى إنّ بين شحمة أذن أحدهم إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام".

(1) 14/ 231 و232 (كتاب الرقاق - باب صفة الجنة والنار).

(2)

10/ 218 (كتاب التفسير: سورة ق - باب قوله {وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} [ق: 30]).

ص: 6728

قال الحافظ: وفي حديث ابن عمر عند أحمد من رواية مجاهد عنه مرفوعا: فذكره، وللبيهقي في "البعث" من وجه آخر عن مجاهد عن ابن عباس "مسيرة سبعين خريفا"(1).

أخرجه أحمد (2/ 26) وعبد بن حميد (808) والطبراني في "الكبير"(13482) و"الأوسط"(2431) وعبد الغني المقدسي في "ذكر النار"(65) من طرق عن أبي يحيي عمران بن زيد التغلبي الطويل ثني أبو يحيي القتات عن مجاهد عن ابن عمر به مرفوعا وزاد "وإنّ غلظ جلده سبعون ذراعا، وإنّ ضرسه مثل أحد".

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي يحيى إلا عمران".

وقال الهيثمي: في أسانيدهم أبو يحيي القتات وهو ضعيف وفيه خلاف، وبقية رجاله أوثق منه" المجمع 10/ 391.

قلت: أبو يحيى القتات والراوي عنه مختلف فيهما.

4739 -

"يعقّ عن الغلام ولا يُمس رأسه بدم"

قال الحافظ: وأخرج ابن ماجه من رواية أيوب بن موسى عن يزيد بن عبد الله المزني أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، وهذا مرسل فإنّ يزيد لا صحبة له، وقد أخرجه البزار من هذا الوجه فقال: عن يزيد بن عبد الله المزني عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك فقالوا: إنّه مرسل" (2).

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(1052) عن يونس بن عبد الأعلى المصري.

وأبو نعيم في "الصحابة"(4776) عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرح المصري.

والطبراني في"الكبير"(13 / حديث رقم 475) عن عبد العزيز بن مقلاص المصري.

وحرملة بن يحيي التجيبي والطبراني في "الأوسط"(335)

(1) 14/ 214 (كتاب الرقاق - باب صفة الجنة والنار).

(2)

12/ 11 (كتاب العقيقة - باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة).

ص: 6729

عن أحمد بن صالح المصري وابن قانع في "الصحابة"(2/ 188) عن أحمد بن عيسى المصري قالوا: ثنا عبد الله بن وهب أني عمرو بن الحارث عن أيوب بن موسى عن يزيد بن عبد المزني عن أبيه به مرفوعا.

- ورواه يعقوب بن حميد بن كاسب عن ابن وهب واختلف عنه:

• فقال ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1108): ثنا يعقوب بن حميد ثنا ابن وهب أني عمرو بن الحارث أن أيوب بن موسى حدّثه عن يزيد بن عبد المزني عن أبيه.

ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 517).

• ورواه ابن ماجه (3166) عن يعقوب بن حميد فلم يذكر عن أبيه.

قال الحافظ في "التهذيب"(6/ 457): سقط قوله "عن أبيه" من كتاب ابن ماجه".

وقال البوصيري: إسناده حسن لأنّ يعقوب بن حميد مختلف فيه، وباقي رجال الإسناد على شرط الشيخين" المصباح 3/ 231.

قلت: الأول (1) أصح، وقد أعلّ بالإرسال، وبجهالة يزيد بن عبد.

قال البخاري: عبد المزني والد يزيد عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ابنه يزيد، أراه مرسلا، في العقيقة" التاريخ الكبير 3/ 2/ 119.

وقال أبو حاتم نحوه. الجرح 3/ 1/ 93.

ويزيد بن عبد لم يرو عنه إلا أيوب بن موسى فهو مجهول.

قال الحافظ في "التقريب": مجهول الحال، ووهم من ذكره في الصحابة وإنّما روى عن أبيه.

وليس هو على شرط البخاري ومسلم لأنّهما لم يخرجا له شيئا، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.

(1) قال المزي: وهو الصحيح" تهذيب الكمال 32/ 200.

ولم ينفرد ابن وهب به بل تابعه رشدين بن سعد المصري عن عمرو بن الحارث به.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(4775).

ص: 6730

4740 -

عن أنس رفعه "يعق عنه من الإبل والبقر والغنم".

قال الحافظ: أخرجه الطبراني وأبو الشيخ" (1).

موضوع

أخرجه الطبراني في "الصغير"(229) عن إبراهيم بن أحمد بن مروان الواسطي ثنا عبد الملك بن معروف الخياط الواسطي ثنا مسعدة بن اليسع عن حريث بن السائب عن الحسن عن أنس مرفوعا "من ولد له غلام فَلْيَعُقَّ عنه من الإبل أو البقر أو الغنم".

وقال: لم يروه عن حريث إلا مسعدة، تفرد به عبد الملك بن معروف".

وقال الهيثمي: فيه مسعدة بن اليسع وهو كذاب" المجمع 4/ 58.

قلت: قال أبو داود: ليس بشيء كان من الكذابين، وقال أبو حاتم: ذاهب منكر الحديث لا يشتغل به يكذب على جعفر بن محمد عندي، وقال أحمد: ليس بشيء خرقنا حديثه وتركنا حديثه منذ دهر، وقال الذهبي: هالك.

وشيخ الطبراني قال الدارقطني: ليس بالقوي.

وعبد الملك بن معروف ترجمه بحشل في "تاريخ واسط" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

واختلف فيه على حريث بن السائب، فرواه مسلم بن إبراهيم الفراهيدي عن حريث عن الحسن أنّ أنسا كان يعق عن ولده الجزر.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال"(64) عن الحسين بن محمد السعدي ثنا مسلم به.

وهذا أصح.

4741 -

عن ابن عمر قال: اجتمع اليهود والمسلمون فعطس النبي صلى الله عليه وسلم فشمته الفريقان جميعا، فقال للمسلمين "يغفر الله لكم ويرحمنا وإياكم" وقال لليهود "يهديكم الله ويصلح بالكم".

قال الحافظ: أخرجه البيهقي في "الشعب" وقال: تفرد به عبد الله بن عبد العزيز بن أبي روّاد عن أبيه عن نافع، وعبد الله ضعيف" (2).

ضعيف

(1) 12/ 10 (كتاب العقيقة - باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة).

(2)

13/ 233 (كتاب الأدب - باب إذا عطس كيف يشمت؟).

ص: 6731

أخرجه البيهقي في "الشعب"(8909) من طريق عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد ثني أبي عن نافع عن ابن عمر به.

وقال: تفرد به عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد عن أبيه، وهو ضعيف".

4742 -

"يفتح يأجوج ومأجوج فيعمون الأرض وتنحاز منهم المسلمون فيظهرون على أهل الأرض فيقول قائلهم: هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم فيهز آخر حربته إلى السماء فترجع مخضبة بالدم فيقولون: قد قتلنا أهل السماء، فبينما هم كذلك إذ بعث الله عليهم دواب كنغف الجراد فتأخذ بأعناقهم فيموتون موت الجراد يركب بعضهم بعضا".

قال الحافظ: وعند عبد بن حميد من حديث أبي سعيد رفعه: فذكره" (1).

حسن

أخرجه أحمد (3/ 77) وابن ماجه (4079) وأبو يعلى (1144 و1351) وابن حبان (6830) والطبري في "تفسيره"(16/ 21 و17/ 90) والحاكم (2/ 245 و4/ 489 - 490) من طرق عن محمد بن إسحاق المدني ثني عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري الظفري عن محمود بن لبيد أخي بني عبد الأشهل عن أبي سعيد الخدري مرفوعا "يُفتح يأجوج ومأجوج على الناس كما قال الله {وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} [الأنبياء: 96] فيغشون الناس. وينحاز المسلمون عنهم إلى مدائنهم وحصونهم ويضمون إليهم مواشيهم ويشربون مياه الأرض حتى إنّ بعضهم ليمرّ بالنهر فيشربون ما فيه حتى يتركوا يبسا، حتى إنّ من بعدهم ليمرّ بذلك النهر فيقول: قد كان هاهنا ماء مرّة. حتى إذا لم يبق من الناس إلا أحد في حصن أو مدينة قال قائلهم: هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم، بقي أهل السماء. قال: ثم يهزّ أحدهم حربته، ثم يرمي بها إلى السماء، فترجع إليه متخضبة دما للبلاء والفتنة، فبينما هم على ذلك بعث الله دودا في أعناقهم كنغف الجراد الذي يخرج في أعناقهم، فيصبحون موتى لا يسمع لهم حس، فيقول المسلمون: ألا رجل يشتري لنا نفسه فينظر ما فعل هؤلاء العدو؟ قال: فتجرد رجل منهم لذلك محتسبا لنفسه قد أطابها على أنّه مقتول، فيجدهم موتى بعضهم على بعض، فينادي: يا معشر المسلمين، ألا أبشروا فإنّ الله قد كفاكم عدوكم. فيخرجون من مدائنهم وحصونهم، ويسرحون مواشيهم فلا يكون لها رعي إلا لحومهم فتشكر كأحسن ما شكرت عن شيء من النبات أصابته قط"

(1) 16/ 226 (كتاب الفتن - باب يأجوج ومأجوج).

ص: 6732

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم".

وقال ابن كثير: وهو إسناد جيد" النهاية ص 124.

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" مصباح الزجاجة 4/ 200.

قلت: بل هو حسن للخلاف المعروف في ابن إسحاق وقد أخرج له مسلم في المتابعات.

4743 -

عن ليلى امرأة بشير بن الخصاصية قالت: أردت أن أصوم يومين مواصلة فمنعني بشير وقال: إنّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا وقال: "يفعل ذلك النصارى، ولكن صوموا كما أمركم الله تعالى، أتموا الصيام إلى الليل فإذا كان الليل فأفطروا".

قال الحافظ: حديث بشير بن الخصاصية وقد أخرجه أحمد والطبراني وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم في "تفسيرهما" بإسناد صحيح إلى ليلى امرأة بشير بن الخصاصية قالت: فذكره، لفظ ابن أبي حاتم" (1).

أخرجه الطيالسي (ص 153 - 154) عن عبيد الله بن إياد بن لقيط السدوسي عن أبيه عن ليلى امرأة بشير بن الخصاصية عن بشير به.

وأخرجه أحمد (5/ 225) وعبد بن حميد في "المنتخب"(429) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(1689) والطبراني في "الكبير"(1231) من طرق عن عبيد الله بن إياد بن لقيط به.

قال البوصيري: رواه الطيالسي بسند الصحيح" إتحاف الخبرة 3/ 440.

وقال الهيثمي: ليلى لم أجد من ذكرها، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 158.

قلت: ليلى ذكرها ابن حبان في ثقات التابعين 5/ 346 ولم يذكر عنها راويا إلا إياد بن لقيط، وإياد وابنه عبيد الله ثقتان احتج بهما مسلم في "صحيحه".

4744 -

حديث أبي سعيد "يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فانّ منزلك عند آخر آية تقرؤها".

قال الحافظ: أخرجه أبو داود وصححه الترمذي وابن حبان" (2)

(1) 5/ 105 (كتاب الصوم - باب الوصال).

(2)

17/ 186 (كتاب التوحيد - باب وكان عرشه على الماء).

ص: 6733

تكلمت عليه في تخريجي لأحاديث "التبيان في آداب حملة القرآن" للإمام النووي فراجعه.

4745 -

"يقبض الله العلماء ويقبض العلم معهم، فتنشأ أحداث ينزو بعضهم على بعض نزو العير على العير، ويكون الشيخ فيهم مستضعفا".

قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط" من حديث أبي سعيد الخدري، وسنده ضعيف" (1).

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1913) عن أحمد بن طاهر بن حرملة المصري ثنا أحمد بن الربيع النوفلي ثنا عبد العزيز بن عبد الرحمن بن وهب بن مسلم ثنا حجاج بن رشدين عن أبيه عن عمرو بن الحارث عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد مرفوعا "يقبض الله عز وجل العلماء قبضا، ويقبض العلم معهم، فينشأ أحداث ينزو بعضهم على بعض نزو العير على العير، ويكون الشيخ فيهم مستضعفا".

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عمرو بن الحارث إلا رشدين، تفرد به الحجاج بن رشدين".

وقال الهيثمي: وفيه حجاج بن رشدين بن سعد، عن أبيه، والحجاج ضعفه ابن عدي، ولم يوثقه أحد، وأبوه اختلف في الاحتجاج به، وأكثر على تضعيفه" المجمع 1/ 201.

قلت: وأحمد بن طاهر بن حرملة كذبه الدارقطني وابن عدي وأحمد بن الحسن المدائني (اللسان).

4746 -

"يقتل المحرم الحيّة والذئب"

قال الحافظ: حديث مرسل أخرجه ابن أبي شيبة وسعيد بن منصور وأبو داود من طريق سعيد بن المسيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، ورجاله ثقات" (2).

مرسل

يرويه عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي عن سعيد بن المسيب واختلف عنه:

- فرواه غير واحد عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب مرفوعا.

(1) 17/ 47 (كتاب الاعتصام - باب ما يذكر من ذم الرأي).

(2)

4/ 407 (كتاب الحج - أبواب المحصر - باب ما يقتل المحرم من الدواب).

ص: 6734

منهم:

1 -

يحيى بن سعيد القطان. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 55) وأبو داود في "المراسيل"(تحفة الأشراف 13/ 208).

2 -

سفيان الثوري. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 55).

3 -

محمد بن أبي يحيى. أخرجه عبد الرزاق (8384).

4 -

يحيى بن أيوب المصري. أخرجه البيهقي (5/ 210).

5 -

يزيد بن عياض الليثي. أخرجه البيهقي (5/ 210).

6 -

حفص بن ميسرة العقيلي. أخرجه البيهقي (5/ 210).

- ورواه حاتم بن إسماعيل المدني عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب قوله.

أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 55)

والأول أصح، وابن حرملة مختلف فيه.

4747 -

"يقتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة" فذكر الحديث في المهدي.

قال الحافظ: وقد أخرج ابن ماجه عن ثوبان رفعه قال: فذكره" (1).

يرويه أبو قلابة عبد الله بن زيد الجَرْمي واختلف عنه:

- فرواه خالد الحذاء عن أبي قلابة واختلف عنه:

• فقال سفيان الثوري: عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرَّحَبي عن ثوبان مرفوعا "يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونكم قتلا لم يُقتَلْهُ قوم".

(1) 16/ 194 (كتاب الفتن - باب خروج النار).

ص: 6735

ثم ذكر شيئا لا أحفظه فقال "إذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج فإنّه خليفة الله المهدي".

أخرجه ابن ماجه (4084) عن محمد بن يحيى الذهلي وأحمد بن يوسف السلمي والبيهقي في "الدلائل"(6/ 515) عن إبراهيم بن سويد الشبامي ويعقوب بن حميد بن كاسب وأبي جعفر محمد بن مسعود النيسابوري كلهم عن عبد الرزاق عن الثوري به.

ورواه أحمد بن منصور الرمادي عن عبد الرزاق فلم يذكر أبا أسماء الرحبي.

أخرجه الداني في "الفتن"(548).

والأول أصح.

قال البيهقي: تفرد به عبد الرزاق عن الثوري".

وقال ابن كثير: وهذا إسناد قوي صحيح" الفتن ص 30.

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 4/ 204.

قلت: وهو كما قالا، وأبو قلابة سمع من أبي أسماء، وأبو أسماء سمع من ثوبان.

ولم ينفرد عبد الرزاق به بل تابعه الحسين بن حفص الهمداني عن الثوري به.

أخرجه الحاكم (4/ 463 - 464).

وقال: صحيح على شرط الشيخين".

قلت: هو على شرط مسلم وحده لأنّ البخاري لم يخرج للحسين بن حفص ولا لأبي أسماء عمرو بن مرثد الرحبي في الصحيح شيئا.

• وقال عبد الوهاب بن عطاء الخفاف: عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان قال: إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فأتوها ولو حبوا فإنّ فيها خليفة الله المهدي. موقوف

ص: 6736

أخرجه الحاكم (4/ 502) وعنه البيهقي في "الدلائل"(6/ 516) قال: أنا الحسين بن يعقوب بن يوسف العدل ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا عبد الوهاب بن عطاء به.

وقال: صحيح على شرط الشيخين".

قلت: لم يخرج الشيخان رواية يحيي بن أبي طالب عن عبد الوهاب بن عطاء، ولم يخرج مسلم رواية عبد الوهاب عن خالد الحذاء، ولم يخرج البخاري لأبي أسماء في الصحيح شيئا.

- ورواه شريك بن عبد الله القاضي عن علي بن زيد بن جُدْعان عن أبي قلابة واختلف عنه:

• فقال كثير بن يحيى: ثنا شريك عن علي بن زيد عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان مرفوعا "إذا أقبلوا برايات السود من عقب خراسان فأتوها ولو حبوا فإنّ فيها خليفة الله المهدي".

أخرجه البيهقي في "الدلائل"(6/ 516).

وقال: ليس بالقوي".

قلت: علي بن زيد قال ابن معين وغيره: ضعيف، وقال أحمد وغيره: ليس بالقوي.

• وقال وكيع: عن شريك عن علي بن زيد عن أبي قلابة عن ثوبان مرفوعا به ولم يذكر أبا أسماء.

أخرجه أحمد (5/ 277) عن وكيع به.

ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "العلل"(1445).

قال الذهبي في "الميزان"(3/ 128): قلت: أراه منكرا، وقد رواه الثوري العزيز بن المختار عن خالد الحذاء عن أبي قلابة فقال: عن أبي أسماء عن ثوبان".

4748 -

"يقتل عمارا الفئة الباغية".

قال الحافظ: أخرجه أحمد وغيره" (1).

انظر الحديث في حرف التاء "تقتل عمارا الفئة الباغية"

(1) 16/ 151 (كتاب الفتن - باب التعرب في الفتنة).

ص: 6737

4749 -

عن ابن عمر قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة فمرّ رجل فقال: "يقتل هذا يومئذ ظلما" قال: فنظرت فإذا عثمان.

قال الحافظ: روى أحمد من طريق كليب بن وائل عن ابن عمر قال: فذكره. إسناده صحيح" (1).

أخرجه أحمد (2/ 115) وفي "فضائل الصحابة"(24) وابنه في زوائده على "فضائل الصحابة"(796) وأبو أمية الطرسوسي في "مسند ابن عمر"(28) والترمذي (2708) وابن عساكر (ترجمة عثمان ص 274 و275) والمزي (12/ 157).

عن الأسود بن عامر الشامي شاذان

وابن الأعرابي (ق 48/ أ) وابن عساكر (ص 275)

عن جندل بن والق الكوفي

قالا: ثنا سنان بن هارون التميمي عن كليب بن وائل عن ابن عمر به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن عمر".

قلت: سنان بن هارون مختلف فيه، ضعفه النسائي وغيره، وقواه العجلي وغيره، وكليب بن وائل وثقه ابن معين وغيره، وقال البخاري: سمع ابن عمر.

4750 -

حديث الخوارج "يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم".

سكت عليه الحافظ (2).

أخرجه البخاري (فتح 17/ 191 - 192) من حديث أبي سعيد.

4751 -

عن جابر قال: جاءت امرأة سعد بن الربيع فقالت: يا رسول الله، هاتان ابنتا سعد بن الربيع قتل أبوهما معك في أحد وإنّ عمّهما أخذ مالهما، قال "يقضي الله في ذلك" فنزلت آية الميراث، فأرسل إلى عمهما فقال "أعط ابنتي سعد الثلثين وأمهما الثمن فما بقي فهو لك".

قال الحافظ: أخرج أحمد وأصحاب السنن وصححه الحاكم من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر قال: فذكره" (3)

(1) 8/ 37 - 38 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذا خليلا).

(2)

17/ 148 (كتاب الإعتصام - باب إن لله مائة اسم إلا واحدة).

(3)

9/ 312 (كتاب التفسير - سورة النساء - باب {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ} [النِّساء: 11]). و15/ 15 (كتاب الفرائض - باب ميراث البنات).

ص: 6738

أخرجه أحمد (3/ 352) والترمذي (2092) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 395) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(4892) والخطابي في "المعالم"(3/ 315) والحاكم (4/ 333 - 334 و342) والبيهقي (6/ 216) وفي "الصغرى"(2286)

عن عبيد الله بن عمرو الرقي

وابن ماجه (2720)

عن سفيان بن عيينة

وأبو داود (2892) وأبو يعلى (2039) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 395) وابن أبي حاتم (4930) والدارقطني (4/ 79) والبيهقي (6/ 229)

عن داود بن قيس المدني

وفي رواية عن داود بن قيس وغيره من أهل العلم

وفي رواية عن داود بن قيس ويزيد بن عياض

والدراقطني (4/ 79)

عن فرات بن سليمان

وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 96 - 97)

عن عمرو بن ثابت البكري

كلهم عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب عن جابر قال: فذكره.

• ورواه مسدد عن بشر بن المفضل عن عبد الله بن محمد بن عقيل فقال فيه "ابنتا ثابت بن قيس بن شماس".

أخرجه أبو داود (2891) والبيهقي (6/ 229).

• ورواه أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي عن بشر بن المفضل فقال فيه "هاتان ابنتا ثابت بن قيس أو قالت سعد بن الربيع" على الشك.

أخرجه الدارقطني (4/ 78) ومن طريقه الواحدي في "أسباب النزول"(ص 83)

• ورواه أيوب بن سليم الأعور عن بشر بن المفضل مختصرا.

أخرجه الدارقطني (4/ 79)

قال أبو داود: أخطأ بشر فيه إنّما هما ابنتا سعد بن الربيع، وثابت بن قيس قتل يوم اليمامة"

ص: 6739

ولما ذكر رواية داود بن قيس قال: وهذا هو أصح"

وقال الخطابي: وقولها "وهاتان ابنتا ثابت بن قيس قد قتل معك يوم أحد" غلط من بعض الرواة وإنما هي امرأة سعد بن الربيع وابنتاه، قتل سعد بأحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقي ثابت بن قيس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شهد اليمامة في عهد أبي بكر الصديق".

وقال البيهقي: قوله ثابت بن قيس خطأ إنما هو سعد بن الربيع".

وأما إسناد الحديث فقال الحاكم: صحيح الإسناد".

قلت: عبد الله بن محمد بن عقيل مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

4752 -

"يقول إبراهيم: يا رباه، حَرَّقْتَ بنيّ، فيقول: أخرجوا"

قال الحافظ: وعند أبي عوانة والبيهقي وابن حبان في حديث حذيفة: فذكره" (1).

صحيح

أخرجه أبو عوانة (1/ 175) وابن حبان (7378) من طريق سريج بن يونس البغدادي ثنا مروان بن معاوية ثنا أبو مالك الأشجعي عن ربعي بن حِرَاش عن حذيفة مرفوعا "يقول إبراهيم يوم القيامة: يا ربّاه، فيقول الرب جل وعلا: يا لبيكاه، فيقول إبراهيم: يا ربّ، حرقت بنيّ، فيقول: أخرجوا من النار من كان في قلبه ذرة أو شعيرة من إيمان".

وإسناده صحيح، وأبو مالك اسمه سعد بن طارق.

وله شاهد من حديث عبد الله بن سلام أخرجه الطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 396) عن إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا أبو داود ثنا شعبة عن منصور عن خرشة بن الحر قال: قدمت المدينة فلقيت عبد الله بن سلام فقال: ألا أحدثك حديثا هو في كتاب الله؟ فذكر قوما يخرجون من النار يقول إبراهيم: يا رب حرقت بني، فيخرجون منها.

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 381.

قلت: وإسناده صحيح.

4753 -

"يقول الرب عز وجل: من شغله القرآن عن ذكري وعن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين، وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه"

(1) 14/ 252 (كتاب الرقاق - باب الصراط جسر جهنم).

ص: 6740

قال الحافظ: أخرجه الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، ورجاله ثقات إلا عطية العوفي ففيه ضعف" (1).

انظر حديث "يقول الله تعالى: من شغله ذكري".

4754 -

"يقول العاطس: الحمد لله على كل حال".

قال الحافظ: وللنسائي من حديث عليّ رفعه: فذكره، وابن السني من حديث أبي أيوب مثله" (2).

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال"

4755 -

"يقول الله عز وجل: المجاهد في سبيلي هو علي ضامن إن رجعته رجعته بأجر أو غنيمة".

قال الحافظ: أخرجه الترمذي من حديث عبادة بلفظ: فذكره، الحديث وصححه الترمذي" (3).

حسن

أخرجه الترمذي (1620) عن محمد بن عبد الله بن بَزِيع البصري ثنا المعتمر بن سليمان ثني مرزوق أبو بكر عن قتادة عن أنس مرفوعا "قول الله عز وجل: المجاهد في سبيل الله هو علي ضامن، إن قبضته أورثته الجنة، وإن رجعته رجعته بأجر أو غنيمة".

وقال: صحيح غريب من هذا الوجه".

قلت: مرزوق أبو بكر الباهلي صدوق كما في "التقريب" والباقون كلهم ثقات إلا أنّ فيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلسا.

وللحديث شاهد عن أبي هريرة مرفوعا "تكفل الله لمن جاهد في سببله، لا يخرجه إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلماته: بأن يدخله الجنة، أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجر أو غنيمة".

أخرجه البخاري (فتح 7/ 28) والنسائي (6/ 15)

(1) 10/ 442 (كتاب فضائل القرآن - باب فضل القرآن على سائر الكلام).

(2)

13/ 222 (كتاب الأدب - باب الحمد للعاطس).

(3)

6/ 348 (كتاب الجهاد - باب أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله).

ص: 6741

وهو عند مسلم (1876) بلفظ "تضمن الله لمن خرج في سبيله، لا يخرجه إلا جهادا في سبيلي، وإيمانا بي، وتصديقا برسلي. فهو عليّ ضامن أن أدخله الجنة، أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه، نائلا ما نال من أجر أو غنيمة".

4756 -

"يقول الله: أنى يعجزني ابن آدم وقد خلقتك من قبل من مثل هذه، فإذا بلغت نفسك إلى هذه -وأشار إلى حلقه- قلت: أتصدق، وأنى أوان الصدقة".

قال الحافظ: ووقع في طريق بُسر بن جِحَاش -وهو بضم الموحدة وسكون المهملة وأبوه بكسر الجيم وتخفيف المهملة وآخره شين معجمة- عند أحمد وابن ماجه وصححه واللفظ لابن ماجه قال: بزق النبي صلى الله عليه وسلم في كفه ثم وضع أصبعه السبابة وقال: فذكره، وزاد في رواية أبي اليمان "حتى إذا سويتك وعدلتك مشيت بين بردين وللأرض منك وئيد فجمعت ومنعت، حتى إذا بلغت التراقي قلت: لفلان كذا وتصدقوا بكذا"(1).

أخرجه ابن سعد (7/ 427) وأحمد (4/ 210 و210 - 211) والبخاري في "الكبير"(1/ 2/ 123) وابن ماجه (2707) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(869 و870) وابن أبي الدنيا في "التواضع"(245) والخرائطي في "المساوىء"(579 و580) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 76) والطبراني في "الكبير"(1193) وفي "مسند الشاميين"(1080) والحاكم (2/ 502 و4/ 323) وابن بشران في "الأمالي"(646) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1200 و1202) والبيهقي في "الشعب"(3198) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب"(1655) وفي "الحجة"(221) وعبد الغني المقدسي في "التوحيد"(39 و40) وابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 215) والمزي (4/ 71 - 72) من طرق عن حَرِيز بن عثمان الرحبي ثني عبد الرحمن بن ميسرة عن جبير بن نفير عن بسر بن جحاش أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بصق يوما على كفه، ووضع عليها أصبعه ثم قال: يقول الله: يا ابن آدم أنّى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه حتى إذا سويتك وعدّلتك مشيت بين بردين وللأرض منك وئيد، فجمعت ومنعت حتى إذا بلغت نفسك هذه -وأشار إلى حلقه- قلت: أتصدق، وأنّى أوان الصدقة".

قال الحاكم: صحيح الإسناد".

وقال البوصيري: إسناده صحيح رجاله ثقات" المصباح 3/ 143.

وقال عبد الغني المقدسي: حديث حسن".

قلت: عبد الرحمن بن ميسرة وثقه العجلي وابن حبان، وقال أبو داود: شيوخ حريز كلهم ثقات، وقال ابن المديني: مجهول لم يرو عنه غير حريز بن عثمان.

(1) 6/ 303 (كتاب الوصايا - باب الصدقة عند الموت).

ص: 6742

وجبير بن نفير لم يذكر سماعا من بسر بن جحاش فلا أدري أسمع منه أم لا.

ولم ينفرد حريز به بل تابعه ثور بن يزيد الرحبي عن عبد الرحمن بن ميسرة به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(1194) وفي "مسند الشاميين"(469) عن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي ثنا أبي عن أبيه ثني ثور بن يزيد به.

وأخرجه أبو نعيم في "المعرفة"(1201) عن الطبراني به.

وإسناده ضعيف لضعف أحمد بن محمد بن يحيى.

4757 -

حديث عمر رفعه "يقول الله تعالى: من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين".

ذكر الحافظ أنّ البخاري ذكره في كتاب "خلق أفعال العباد"(1).

انظر الحديث الآتي.

4758 -

حديث ابن عمر رفعه "يقول الله تعالى: من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين".

قال الحافظ: أخرجه الطبراني بسند لين" (2)

روي في من حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث عمر بن الخطاب ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث حذيفة بن اليمان ومن حديث حكيم بن حزام ومن حديث أنس ومن حديث عمرو بن مرة مرسلا.

فاما حديث أبي سعيد فأخرجه عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي (3359) والترمذي (2926) وعبد الله بن أحمد في "السنة"(1/ 149 - 150) وعثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية"(ص 135 و161) وابن نصر في "قيام الليل"(مختصره للمقريزي ص 156) والبزار كما في "فضائل القرآن" لابن كثير (ص 54) والعقيلي (4/ 49) وابن حبان في "المجروحين"(2/ 277) والطبراني في "الدعاء"(1851) وابن بطة في "الإبانة"(الرد على الجهمية 1/ 224 - 225 و225 - 226 و226) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 106) وأبو الفضل الرازي في "فضائل القرآن"(26 و27) والبيهقي في "الأسماء"(ص 307) و"الإعتقاد"(ص 101 - 102) و"الشعب"(1860) وابن الأنباري في "الوقف والابتداء" كما

(1) 17/ 269 (كتاب التوحيد - باب ذكر الله بالأمر).

(2)

13/ 383 (كتاب الدعوات - باب الدعاء بعد الصلاة).

ص: 6743

في "اللآلىء"(2/ 342 - 343) والشجري في "أماليه"(1/ 78) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(350) من طرق عن محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني عن عمرو بن قيس الملائي عن عطية عن أبي سعيد مرفوعا "يقول الرب عز وجل: من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين، وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه".

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب".

وقال العقيلي: لا يتابع الهمداني عليه".

وقال البزار: تفرد به محمد بن الحسن ولم يتابع عليه".

وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر، ومحمد بن الحسن ليس بالقوي" العلل 2/ 82.

وقال الذهبي: حسنه الترمذي فلم يحسن" الميزان 3/ 515.

وقال الحافظ في "أماليه": هذا حديث حسن" اللآلىء 2/ 342.

قلت: الحديث إسناده ضعيف، محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني ضعفه أحمد وأبو داود ويعقوب بن سفيان وابن حبان، وقال النسائي: متروك، وكذبه بعضهم.

لكنّه لم ينفرد به بل تابعه الحكم بن بشير النّهدي الكوفي عن عمرو بن قيس به.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(4/ 581) من طريق محمد بن حميد الرازي ثنا الحكم بن بشير به.

ومحمد بن حميد الرازي كذبه أبو زرعة وابن وارة وابن خراش وإسحاق بن منصور الكوسج وصالح جزرة والنسائي، وقال أبو علي النيسابوري: قلت لابن خزيمة: لو حدّث الأستاذ عن محمد بن حميد فإنّ أحمد قد أحسن الثناء عليه، فقال: إنّه لم يعرفه ولو عرفه كما عرفناه ما أثنى عليه أصلا.

وفي "المجروحين" لابن حبان 2/ 204 ما يدل على أنّ رجع عن الثناء عليه.

وعطية هو ابن سعد العوفي وهو ضعيف مدلس وقد عنعن.

وأما حديث عمر بن الخطاب فأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد"(ص 174 - 175) وفي "الكبير"(1/ 2 / 115) والطبراني في "الدعاء"(1850).

عن أبي نعيم ضرار بن صُرَد الكوفي

والطبراني في "الدعاء"(1850) والكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 250) وابن

ص: 6744

شاهين في "الترغيب"(153) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(215) والقضاعي (1455) وابن عساكر في "تاريخه"(7/ 375 - 376) وفي "معجم الشيوخ"(301) والمزي (13/ 197) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(3/ 996).

عن يحيي بن عبد الحميد الحِمّاني وهو في "مسنده" كما في "الفتح"(10/ 442).

والطبراني في "الدعاء"(1850) والبيهقي في "الشعب"(567 و3786) وفي "فضائل الأوقات"(194).

عن عثمان بن زفر الكوفي (1)

قالوا: ثنا صفوان بن أبي الصهباء عن بكير بن عتيق عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده مرفوعا "يقول الله عز وجل: من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل مما أعطي السائلين".

قال ابن حبان: هذا موضوع ما رواه إلا صفوان بن أبي الصهباء بهذا الإسناد، وعطية عن أبي سعيد" المجروحين 1/ 376.

والحديث ذكره ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 165) وذكر كلام ابن حبان المتقدم.

وتعقبه الحافظ فقال: لم يصب واستند إلى ذكر ابن حبان لصفوان في "الضعفاء"(2) ولم يستمر ابن حبان على ذلك بل ذكر صفوان في كتاب "الثقات"، وذكره البخاري في "التاريخ" ولم يحك فيه جرحا، وذكره ابن شاهين في "الثقات" وكذا ابن خلفون وقال: أرجو أن يكون صدوقا، ووثقه ابن معين، وشيخه ثقة" اللآلىء 2/ 342.

وأما حديث جابر فأخرجه القضاعي (584) والبيهقي في "الشعب"(568) والأصبهاني في "الترغيب"(1364) من طرق عن أبي سفيان سعيد بن يحيي الحميري عن الضحاك بن حمرة عن أبي الزبير (3) عن جابر مرفوعا "قال الله جل وعز: من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين".

الضحاك بن حمرة مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

(1) أخرجاه من طرق عنه.

(2)

قال ابن حبان: منكر الحديث يروي عن الاثبات ما لا أصل له من حديث الثقات لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات من الروايات".

(3)

وقع عند البيهقي يزيد بن خمير مكان أبي الزبير، وأسقطه الأصبهاني.

ص: 6745

وأما حديث حذيفة فأخرجه محمد بن هارون الحضرمي في "الفوائد"(41 - منتقاه للمزي) عن أبي مسلم عبد الرحمن بن واقد الواقدي البغدادي ثنا سفيان بن عيينة عن منصور عن ربعي عن حذيفة مرفوعا "قال الله تعالى: من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته قبل أن يسألني".

ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 313).

وقال: غريب، تفرد به أبو مسلم عن ابن عيينة".

قلت: أبو مسلم ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال ابن عدي: حدّث بالمناكير عن الثقات ويسرق الحديث.

وأما حديث حكيم بن حزام فأخرجه أبو الشيخ (1) في "طبقات الأصبهانيين"(305) عن أحمد بن محمود بن صبيح الأصبهاني ثنا عامر بن أسيد ثنا محمد بن الصباح البزار ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن مالك بن الحارث عن عبد الله بن عصمة عن حكيم بن حزام مرفوعا "قال الله تعالى: إذا شغل عبدي بذكري عن مسألتي، أعطيته أفضل ما أعطي السائلين".

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 38) عن أبي أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا أحمد بن محمود بن صبيح به.

أخرجاه في ترجمة عامر بن أسيد بن واضح الواضحي ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.

وأما حديث أنس فقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة".

وأما حديث عمرو بن مرة فأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 237) ثنا ابن نمير عن موسى بن مسلم عن عمرو بن مرة مرفوعا "من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته فوق ما أعطي السائلين".

وهو مرسل رجاله ثقات.

4759 -

حديث أبي ذر رفعه "يقول الله تعالى: من عمل حسنة فجزاؤه عشر أمثالها" وفيه "ومن تقرب إليه شبرا" الحديث وفي آخره "ومن أتاني يمشي أتيته هرولة، ومن أتانى بقُرَاب الأرض خطيئة لم يشرك بي شيئا جعلتها له مغفرة"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2687)(2)

(1) ومن طريقه أخرجه الشجري في "أماليه"(1/ 256).

(2)

17/ 296 (كتاب التوحيد - باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وروايته عن ربه).

ص: 6746

4760 -

حديث أبي ذر رفعه "يقول الله: من عمل حسنة فله عشر أمثالها وأزيد".

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2687)(1).

4761 -

"يقول الله لآدم: يا آدم، أنت اليوم عدل بيني وبين ذريتك، قم فانظر ما يرفع إليك من أعمالهم".

قال الحافظ: وقد أخرج ابن أبي الدنيا من مرسل الحسن قال: فذكره" (2).

أظنه الحديث الذي أخرجه الطبري في "التفسير" و"التهذيب" من طريق عوف الأعرابي عن الحسن قال: فذكر حديثا طويلا إلا أن الطبري لم يسقه بتمامه.

وقد تقدم الكلام عليه في حرف الهاء فانظر حديث "هل تدرورن أي يوم ذاك؟ ".

4762 -

حديث عائشة: كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل البطيخ بالرطب، فيقول: يكسر حرّ هذا ببرد هذا، وبردَ هذا بحرّ هذا".

قال الحافظ: عند أبي داود من حديث عائشة بلفظ: فذكره" (3).

أخرجه أبو داود (3836) عن سعيد بن نُصير ثنا أبو أسامة ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 281) وفي "الشعب"(5592).

وسعيد بن نصير هو البغدادي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب": صدوق. ومن فوقه كلهم ثقات، لكن لم أر الزيادة التي في آخر الحديث "يكسر حر هذا" إلا من هذا الطريق، وقد رواه جماعة عن هشام بن عروة فلم يذكروا فيه هذه الزيادة، منهم:

1 -

سفيان بن عيينة. أخرجه الحميدي (255) وابن أبي داود في "مسند عائشة"(21).

2 -

سفيان الثوري.

أخرجه الترمذي (1843) وفي "الشمائل"(189) والنسائي في "الكبرى"(تحفة الأشراف 2/ 148) وابن حبان (5246) والبغوي في "الشمائل"(987) وفي "شرح السنة"(2894)

(1) 14/ 109 (كتاب الرقاق - باب من هم بحسنة أو بسيئة).

(2)

14/ 179 (كتاب الرقاق - باب إنّ زلزلة الساعة شيء عظيم).

(3)

11/ 506 - 507 (كتاب الأطعمة - باب جمع اللونين أو الطعامين بمرة).

ص: 6747

3 -

إبراهيم بن حميد الرؤاسي. أخرجه النسائي في "الكبرى"(6722) وأبو بكر الأبهري في "الفوائد"(57).

4 -

وهيب بن خالد البصري.

أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 215) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 103) والبيهقي في "الشعب"(5591) وفي "الآداب"(665).

5 -

محمد بن خازم الكوفي. أخرجه أبو الشيخ (ص 216).

6 -

يحيى بن هاشم الكوفي. وزاد "والقثاء بالملح" أخرجه أبو الشيخ (ص 216) والبغوي في "الشمائل"(989).

وقال: يحيى بن هاشم ضعيف".

7 -

قيس بن الربيع الكوفي. أخرجه أبو الشيخ (ص 215).

8 -

عيسى بن يونس الكوفي. أخرجه ابن حبان (5247).

9 -

صالح بن بيان السيرافي. أخرجه ابن حبان في "الثقات"(9/ 7).

10 -

داود بن نصير الطائي.

أخرجه أبو الشيخ (ص 216) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 367) من طريق محمد بن خلف الحداد ثنا إسحاق بن منصور ثنا داود الطائي به.

واختلف فيه على إسحاق بن منصور، فرواه أحمد بن يحيي الصوفي عنه فجعله عن عروة مرسلا.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(6723) وفي "مجلسين من املاءه"(32).

والأول أصح لأنّ الذي وصل الحديث وهو محمد بن خلف ثقة.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب".

قلت: هو حسن باعتبار إسناد الترمذي فإنّه رواه من طريق معاوية بن هشام القصار

ص: 6748

عن سفيان الثوري، ومعاوية صدوق حسن الحديث، وإسناد غير الترمذي كالحميدي صحيح (1).

وكذا صحح إسناده الحافظ في "الفتح"(11/ 506).

ولم ينفرد هشام بن عروة به بل تابعه ابن شهاب الزهري عن عروة عن عائشة به.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(6727) عن محمد بن مسلم بن وارة عن محمد بن عبد العزيز الرملي المعروف بابن الواسطي عن عبد الله بن يزيد بن الصلت عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن رومان عن الزهري به.

وقال: ليس هو بمحفوظ من حديث الزهري" تحفة الأشراف 12/ 101.

قلت: اختلف فيه على محمد بن عبد العزيز الرملي، فرواه محمد بن يحيي الذهلي عنه فلم يذكر الزهري.

أخرجه الترمذي في "الشمائل"(191).

وتابعه صالح بن مسمار السُّلمي عن الرملي به.

أخرجه أبو الشيخ (ص 216 - 217).

وإسناده ضعيف لضعف عبد الله بن يزيد بن الصلت، والرملي مختلف فيه.

4763 -

حديث أبي هريرة "يكون أسعد الناس في الدنيا لكع بن لكع".

سكت عليه الحافظ (2).

تقدم الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع".

(1) واختلف فيه على هشام بن عروة، فرواه عمرو بن عبد الغفار الفقيمي عنه عن أبيه عن عبد الله بن جعفر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل البطيخ بالرطب".

أخرجه الطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 182) عن البزار (2240) ثنا إبراهيم بن مالك البغدادي ثنا عمرو بن عبد الغفار به.

والفقيمي قال أبو حاتم: ضعيف الحديث متروك الحديث، وقال العقيلي: منكر الحديث.

واللفظ المذكور للطبراني، ولفظ البزار "يأكل القثاء بالرطب".

• ورواه وكيع عن هشام عن أبيه مرسلا.

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 323 - 324)

(2)

5/ 245 (كتاب البيوع - باب ما ذكر في الأسواق).

ص: 6749

4764 -

"يكون الناس مجدبين فينزل الله عليهم رزقا من السماء من رزقه فيصبحون مشركين يقولون: مطرنا بنوء كذا".

قال الحافظ: ولأحمد من رواية نصر بن عاصم الليثي عن معاوية الليثي مرفوعا: فذكره" (1).

أخرجه الطيالسي (ص 178) عن عمران بن داود القطان عن قتادة عن نصر بن عاصم الليثي عن معاوية الليثي مرفوعا "يصبح الناس مجدبين فيأتيهم الله برزق من عنده فيصبحون مشركين فيقولون: مطرنا بنوء كذا وكذا".

وأخرجه أحمد (3/ 429) عن الطيالسي به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(940) والبزار (كشف 663) وأبو نعيم في "الصحابة"(6072) وابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 214) من طرق عن الطيالسي به.

وأخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 1/ 329) عن عمرو بن مرزوق البصري ثنا عمران القطان به.

وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(2216) وابن قانع في "الصحابة"(3/ 77) والطبراني في "الكبير"(19/ 430) وفي "الأوسط"(2549) وأبو نعيم في "الصحابة"(6072) والواحدي في "الوسيط"(4/ 240 - 241) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(81) من طرق عن عمرو بن مرزوق به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن قتادة إلا عمران".

قلت: وهو مختلف فيه، وقتادة مدلس وقد عنعن، ونصر بن عاصم وثقه النسائي وغير واحد لكن لم يذكر سماعا من معاوية الليثي فلا أدري أسمع منه أم لا.

4765 -

"يكون بعد المهدي القحطافي، والذي بعثني بالحق ما هو دونه"

قال الحافظ: وأخرج أيضا (أي نعيم بن حماد في "الفتن") من طريق عبد الرحمن بن قيس بن جابر الصدفي عن أبيه عن جده مرفوعا: فذكره، ضعيف الإسناد" (2).

ضعيف

(1) 3/ 177 (كتاب الصلاة - أبواب الاستسقاء - باب قول الله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82)} [الواقعة: 82]).

(2)

7/ 356 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب ذكر قحطان).

ص: 6750

أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن"(1221) عن رشدين بن سعد المصري والوليد بن مسلم الدمشقي عن ابن لهيعة قال: حدثني عبد الرحمن بن قيس الصدفي عن أبيه عن جده به مرفوعا.

وأخرجه في موضع آخر (1209) عن الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة عن عبد الرحمن بن قيس بن جابر الصدفي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "القحطاني بعد المهدي، وما هو دونه".

وإسناده ضعيف لضعف رشدين وابن لهيعة، والوليد بن مسلم مدلس وقد عنعن، وعبد الرحمن بن قيس ترجمه ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ونعيم بن حماد مختلف فيه.

4766 -

"يكون في آخر هذه الأمة خسف ومسخ وقذف".

قال الحافظ: وللترمذي من حديث عائشة مرفوعا: فذكره، ولابن أبي خيثمة من طريق هشام بن الغاز بن ربيعة الجرشي عن أبيه عن جده رفعه "يكون في أمتي الخسف والمسخ والقذف" الحديث، وورد فيه أيضا عنه عن علي وعن أبي هريرة عند

(1) وعن عثمان عند

(2) وعن ابن مسعود وابن عمر وابن عمرو وسهل بن سعد عند ابن ماجه، وعن أبي أمامة عند أحمد، وعن عبادة عند ولده، وعن أنس عند البزار، وعن عبد الله بن بسر وسعيد بن أبي راشد عند الطبراني في "الكبير"، وعن ابن عباس وأبي سعيد عنده في "الصغير"، وفي أسانيدها مقال غالبا لكن يدل مجموعها على أنّ لذلك أصلا" (3).

حديث عائشة أخرجه الترمذي (2185) عن أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني ثنا صيفي بن ربعي عن عبد الله بن عمر عن عبيد الله بن عمر عن القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعا به وزاد "قلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال "نعم إذا ظهر الخبث".

وأخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده"(521) وأبو بكر الأبهري في "الفوائد"(36) والداني في "الفتن"(341) والشجري في "أماليه"(2/ 269) والمزي (13/ 248) من طرق عن أبي كريب به.

قال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث عائشة لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وعبد الله بن عمر تكلم فيه يحيى بن سعيد من قبل حفظه".

(1) بياض في المطبوع.

(2)

بياض في المطبوع.

(3)

9/ 362 (كتاب التفسير - سورة الأنعام - باب {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} [الأنعام: 59]).

ص: 6751

قلت: عبد الله بن عمر هو ابن حفص العمري وهو مختلف فيه، قواه أحمد بن حنبل وأحمد بن صالح وابن معين وابن عدي والعجلي وغيرهم، وضعفه يحيى القطان وابن المديني والبخاري والنسائي وابن حبان وغيرهم.

وصيفي بن ربعي قال أبو حاتم: صالح الحديث ما أرى بحديثه بأسا، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطىء.

والباقون ثقات.

طريق أخرى: قال ابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي"(4): ثني الحسن بن محبوب ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم ثنا أبو معشر عن محمد بن المنكدر عن عائشة مرفوعا "يكون في أمتي خسف ومسخ وقذف" قالت عائشة: يا رسول الله، وهم يقولون: لا إله إلا الله. قال "إذا ظهرت القيان، وظهر الربا، وشربت الخمر، ولبس الحرير كان ذا عند ذا".

وإسناده ضعيف لضعف أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي.

وحديث ربيعة الجرشي أخرجه ابن أبي خيثمة (الإصابة 3/ 269) من طريق هشام بن الغاز بن ربيعة الجرشي عن أبيه عن جده قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "يكون في آخر أمتي الخسف والقذف والمسخ".

وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(766) عن أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب ثنا علي بن بحر ثنا قتادة بن الفضيل قال: سمعت هشام بن الغاز به.

وزاد: قالوا: بم يا رسول الله؟ قال "باتخاذهم القينات وشربهم الخمور".

وأخرجه الدولابي في "الكنى"(1/ 52) والطبراني في "الكبير"(3410) من طريقين عن علي بن بحر بن بَرّي القطان ثنا قتادة بن الفضيل بن قتادة الجرشي قال: سمعت هشام بن الغاز يحدث عن أبيه عن جده أنّه قال: فذكره، وزاد "قلت: فيم يا رسول الله؟ قال: باتخاذهم القينات وشربهم الخمور".

وعلي بن بحر وثقه ابن معين وجماعة، وقتادة بن الفضيل ذكره ابن حبان وابن شاهين في "الثقات" وقال ابن شاهين: كان ثقة، وهشام بن الغاز وثقه ابن سعد وغيره، والغاز بن ربيعة ذكره ابن حبان في "الثقات".

وحديث علي أخرجه الترمذي (2210) وابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي"(5) وابن حبان في "المجروحين"(2/ 206 - 207) والطبراني في "الأوسط"(472) وابن بشران (1248) والداني في "الفتن"(320) والخطيب في "التاريخ"(3/ 157 - 158) والشجري

ص: 6752

في "أماليه"(2/ 265) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1239) وابن الجوزي في "العلل"(1421) من طرق عن أبي فضالة الفرج بن فضالة الشامي عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد (1) بن علي عن علي مرفوعا "إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حلّ بها البلاء" فقيل: وما هنّ يا رسول الله؟ قال "إذا كان المغنم دُوَلا، والأمانة مَغْنَما، والزكاة مَغْرَما، وأطاع الرجل زوجته وعقّ أمّه، وبرّ صديقه وجفا أباه، وارتفعت الأصوات في المساجد، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأُكرم الرجل مخافة شرّه، وشُربت الخمور، ولُبس الحرير، واتخذت القينات والمعازف، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء أو خسفا ومسخا".

قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث عليّ إلا من هذا الوجه، ولا نعلم أحدا رواه عن يحيى بن سعيد الأنصاري غير الفرج بن فضالة، والفرج بن فضالة قد تكلم فيه بعض أهل الحديث وضعفه من قبل حفظه".

وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن يحيى إلا فرج بن فضالة".

وقال البرقاني عن الدارقطني: هذا باطل. قلت: من جهة الفرج؟ قال: نعم" تاريخ بغداد 12/ 396.

طريق أخرى: قال ابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي"(6): ثنا عبد الجبار بن عاصم أبو طالب ثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن التميمي عن عباد بن أبي علىّ عن عليّ مرفوعا "يمسخ طائفة من أمتي قردة، وطائفة خنازير، وبخسف بطائفة، ويرسل على طائفة الريح العقيم بأنهم شربوا الخمر، ولبسوا الحرير، واتخذوا القيان، وضربوا بالدفوف".

عبد الرحمن التميمي لم أعرفه، وعباد بن أبي علي ذكره ابن حبان في "الثقات"، ولم يذكر سماعا من علي فلا أدري أسمع منه أم لا، وعبد الجبار وإسماعيل ثقتان.

وحديث أبي هريرة له عنه طرق:

الأول: يرويه كثير بن زيد الأسلمي عن الوليد بن رباح الدوسي عن أبي هريرة مرفوعا "لا تقوم الساعة حتى يكون في أمتي خسف ومسخ وقذف".

أخرجه ابن حبان (6759) عن محمد بن عبد الرحمن السامي ثنا إبراهيم بن حمزة الزبيدي عن كثير بن زيد به.

(1) ووقع عند الترمذي وحده: عن محمد بن عمر بن علي.

ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي فى "التلبيس"(ص 261)

ص: 6753

وإسناده حسن، وكثير بن زيد سمع من الوليد بن رباح، والوليد بن رباح سمع من أبي هريرة. قاله البخاري (علل الترمذي 2/ 677)

الثاني: يرويه سليمان بن داود اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا "والذي بعثني بالحق لا تنقضي الدنيا حتى يقع بهم الخسف، والمسخ، والقذف" قالوا: ومتى ذاك يا نبي الله؟ قال "إذا رأيت النساء ركبن السروج، وكثرت القينات، وشُهد بشهادات الزور، وشرب المصلون في آنية أهل الشرك الذهب والفضة، واستغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء فاستدفروا واستعدوا، وأومأ بيده فوضعها على جبهته يستر وجهه".

أخرجه البزار (كشف 3405) والطبراني في "الأوسط"(5057) والحاكم (4/ 437) والشجري (2/ 265).

وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير إلا سليمان بن داود اليمامي".

وقال البزار: سليمان لا يتابع على حديثه، وليس بالقوي".

وقال الهيثمي: وفيه سليمان بن داود اليمامي وهو متروك" المجمع 8/ 10.

وقال الذهبي: سليمان هو اليمامي ضعفوه، والخبر منكر" تلخيص المستدرك 4/ 437.

الثالث: يرويه حسان بن أبي سنان عن رجل عن أبي هريرة مرفوعا "يمسخ قوم من هذه الأمة في آخر الزمان قردة وخنازير" قالوا: يا رسول الله، أليس يشهدون أن لا إله إلا الله وأنّ محمدا رسول الله؟ قال "بلى، ويصومون ويصلون ويحجون" قال: فما بالهم؟ قال "اتخذوا المعازف والدفوف والقينات فباتوا على شربهم ولهوهم فأصبحوا قد مسخوا قردة وخنازير".

أخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي"(8) عن عبيد الله بن عمر الجشمي ثنا سليمان بن سالم أبو داود ثنا حسان بن أبي سنان به.

وإسناده ضعيف جدا، سليمان بن سالم هو الحراني قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث جدا.

وللحديث طريق رابعة تقدم الكلام عليها عند حديث "لا تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة منافقوها".

وحديث عثمان لم أقف عليه الآن.

ص: 6754

وحديث ابن مسعود أخرجه ابن ماجه (4059)

عن نصر بن علي الجهضمي

والبزار (1457)

عن محمد بن معمر البحراني

قالا: ثنا أبو أحمد ثنا بشير بن سلمان عن سيار عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود مرفوعا "يكون في أمتي خسف ومسخ وقذف" لفظ البزار.

ولفظ ابن ماجه "بين يدي الساعة مسخ".

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد".

وقال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات إلا أنّه منقطع، وسيار أبو الحكم لم يحدث عن طارق بن شهاب، قاله أحمد" المصباح 4/ 198.

قلت: اختلف في سيار الذي يروي عن طارق بن شهاب وعنه بشير بن سلمان:

فقيل: هو أبو الحكم (1)، قاله البخاري (التاريخ الكبير 2/ 2 / 161) وابن أبي حاتم (الجرح 2/ 1/ 255) وابن حبان (الثقات 6/ 421) وأبو أحمد الحاكم (الكنى 4/ 19) ومسلم (الكنى ص 102) والدولابي (الكنى 1/ 154) وابن عبد البر (الكنى 1/ 561).

وقيل: هو أبو حمزة (2)، قاله أحمد (العلل 1/ 125 و233 - المسند 1/ 442) وأبو داود (تهذيب الكمال 12/ 316) والدارقطني (العلل 5/ 116).

قال الحافظ في "التقريب": وهو الصواب.

وحديث ابن عمر أخرجه الترمذي (2152) عن محمد بن بشار.

وابن ماجه (4061) عن محمد بن بشار ومحمد بن المثنى.

قالا: ثنا أبو عاصم ثنا حيوة بن شريح أني أبو صخر ثني نافع أنّ رجلاً أتى ابن عمر فقال: إنّ فلانا يقرؤك السلام، قال: إنّه بلغني أنّه قد أحدث، فإن كان قد أحدث، فلا تقرئه مني السلام فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "يكون في أمتي أو في هذه الأمة مسخ وخسف وقذف" وذلك في أهل القدر.

(1) وثقه أحمد وابن معين والنسائي وغيرهم.

(2)

ذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 421).

ص: 6755

وأخرجه عثمان الدارمي في "الرد على المريسي"(ص 207) وابن البختري في "الأمالي"(173) من طريق ابن المبارك عن حيوة به.

ولفظه "سيكون في أمتي مسخ، وذلك في قدرية وزنديقية"

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، وأبو صخر اسمه حميد بن زياد"

قلت: سئل أحمد عنه فقال: ليس به بأس، واختلف فيه قول ابن معين، والباقون ثقات.

وأخرجه الترمذي (2153) من طريق رشدين بن سعد المصري عن أبي صخر بلفظ "يكون في أمتي خسف ومسخ، وذلك في المكذبين بالقدر".

ومن هذا الطريق أخرجه أحمد (2/ 108) أيضا بنحوه وزاد "والزنديقية".

وأخرجه ابن عدي (5/ 685 و4/ 1469) من طريق ابن لهيعة عن أبي صخر بلفظ "سيكون في أمتي مسخ وقذف" يعني الزنادقة والقدرية.

وهكذا رواه ابن وهب عن أبي صخر بهذا اللفظ إلا أنه قال: الزنديقية والقدرية.

أخرجه أحمد (2/ 136 - 137) وابن بطة في "الإبانة"(1518 و1607 و1885) وابن بشران (1487) واللالكائي (1135).

ورواه سعيد بن أبي أيوب المصري عن أبي صخر بلفظ "إنّه سيكون في أمتي أقوام يكذبون بالقدر".

أخرجه أحمد (2/ 90) وفي "السنة"(917) وأبو داود (4613) والحاكم (1/ 84) والبيهقي (10/ 205) وفي "الدلائل"(6/ 548) وفي "القضاء والقدر"(416 و417).

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم".

وحديث ابن عمرو أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 42) وأحمد (2/ 163) وابن ماجه (4062) والبزار (2376) وابن عدي (6/ 2135) وأبو الشيخ في "حديث أبي الزبير عن غير جابر"(17 و21) والحاكم (4/ 445) وعبد الغني المقدسي في "الأمر بالمعروف"(13 و14) من طرق عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن أبي الزبير عن ابن عمرو مرفوعا "يكون في أمتي خسف ومسخ وقذف".

قال الحاكم: إن كان أبو الزبير سمع من ابن عمرو فإنّه صحيح على شرط مسلم".

وقال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات غير أنّه منقطع، أبو الزبير واسمه محمد بن

ص: 6756

مسلم بن تدرس لم يسمع من ابن عمرو. قاله ابن معين، وقال أبو حاتم: مرسل لم يلقه" المصباح 4/ 198.

وحديث سهل بن سعد أخرجه عبد بن حميد (452) وابن ماجه (4060) وابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي"(1) والروياني (1043) والطبراني في "الكبير"(5810) والخطيب في "التاريخ"(10/ 272 - 273) من طرق عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم المدني عن أبي حازم بن دينار عن سهل بن سعد مرفوعا "يكون في أمتي خسف وقذف ومسخ" قيل: يا رسول الله، متى؟ قال "إذا ظهرت المعازت والقينات واستحلت الخمر".

قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم" المصباح 4/ 198.

وحديث أبي أمامة أخرجه عبد الله بن أحمد (5/ 329) عن إسحاق بن منصور الكوسج أنا الفضل بن دكين ثنا صدقة بن موسى عن فرقد السبخي ثنا أبو منيب الشامي عن أبي عطاء عن عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وحدثني شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وحدثني عاصم بن عمرو البجلي عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وحدثني سعيد بن المسيب أو حدثت عنه عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "والذي نفس محمد بيده ليبيتنّ ناس من أمتي على أشر وبطر ولعب ولهو فيصبحوا قردة وخنازير باستحلالهم المحارم والقينات وشربهم الخمر، وكلهم الربا، ولبسهم الحرير".

وأخرجه أحمد (5/ 259) عن سيار بن حاتم البصري عن جعفر بن سليمان عن فرقد قال: حدثني عاصم بن عمرو البجلي عن أبي أمامة.

وحدثني قتادة عن سعيد بن المسيب.

وحدثني به إبراهيم النخعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي"(3) عن عبيد الله بن عمر الجشمي ثنا جعفر بن سليمان ثنا فرقد السبخي ثني قتادة عن سعيد بن المسيب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وحدثني عاصم بن عمرو البجلي عن أبي أمامة مرفوعا "يبيت قوم من هذه الأمة على طعام وشراب ولهو فيصبحوا وقد مسخوا قردة وخنازير وليصيبهم خسف وقذف حتى يصبح الناس فيقولون: خسف الليلة ببني فلان خسف الليلة ببني فلان، وليرسلنّ عليهم حاصبا حجارة من السماء كما أرسلت على قوم لوط على من فيها وعلى دور فيها، وليرسلنّ عليهم

ص: 6757

الريح العقيم التي أهلكت عاد لشربهم الخمر وكلهم الربا واتخاذهم القينات ولبسهم الحرير" (1).

وأخرجه أيضا (14) عن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي ثنا علي بن الحسن بن شقيق عن الحسين بن واقد عن علي بن ثابت عن فرقد السبخي عن أبي أمامة قال: يبيت قوم على شرب الخمور وضرب القيان فيصبحون قردة.

ومن طريقه أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1233).

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7997) من طريق الصعق بن حزن البصري ثنا فرقد السبخي عن عاصم بن عمرو البجلي عن أبي أمامة مرفوعا "ليبيتن أقوام من أمتي على أكل ولهو ولعب ثم ليصبحنّ قردة وخنازير".

وفرقد السبخي قال النسائي وغير واحد: ضعيف.

وحديث عبادة تقدم.

وحديث أنس أخرجه البزار (كشف 3404) وأبو يعلى (3945) والداني في "الفتن"(338) من طريق مبارك بن سحيم أبي سحيم مولى عبد العزيز بن صهيب عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس مرفوعا "سيكون في هذه الأمة خسف، ومسخ، ورجف، وقذف".

قال البزار: مبارك له مناكير لا يتابع عليها وما سمع شيئا من مولاه".

وقال الهيثمي: وفيه مبارك بن سحيم وهو متروك" المجمع 8/ 10.

طريق أخرى: قال ابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي"(7): ثنا أبو عمرو هارون بن عمر القرشي ثنا الحصيب بن كثير عن أبي بكر الهذلي عن قتادة عن أنس مرفوعا "ليكوننّ في هذه الأمة خسف وقذت ومسخ وذلك إذا شربوا الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا بالمعازف".

(1) وأخرجه الطيالسي (ص 155) عن جعفر بن سليمان عن فرقد عن عاصم بن عمرو عن أبي أمامة به.

ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(6/ 295 - 296).

وأخرجه أبو نعيم أيضا والخرائطي في "المساوىء"(283) من طريقين عن عبيد الله بن عمر القواريري -وهو الجشمي- ثنا جعفر بن سليمان عن فرقد ثنى عاصم بن عمرو عن أبي أمامة به.

وتابعه محمد بن عبد الله الرقاشي ثنا جعفر بن سليمان به.

أخرجه الحاكم (4/ 515) وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم لجعفر فأما فرقد فإنهما لم يخرجاه".

قلت: وفرقد ضعيف كما تقدم.

ص: 6758

أبو بكر الهذلي قال ابن معين والنسائي: ليس بثقة.

وحديث عبد الله بن بسر أخرجه الطبراني كما في "المجمع"(8/ 11).

ولفظه "إنّه يكون في آخر هذه الأمة قوم بينا هم في شرب الخمر وضرب المعازف حتى [] (1) الله عليهم فيعودوا قردة وخنازير".

قال الهيثمي: وفيه جماعة لم أعرفهم".

وحديث سعيد بن أي راشد أخرجه البزار (كشف 3402) وأبو القاسم البغوي (975) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 264) والطبراني (2) في "الكبير"(5537) وابن عدي (5/ 1782) وأبو نعيم في "الصحابة"(3275).

عن أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني.

وابن عساكر (40/ 336 - 337).

عن أبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج.

قالا: ثنا عمرو بن مجمع عن يونس بن خباب عن عبد الرحمن بن سابط عن سعيد بن أبي راشد مرفوعا "يكون في أمتي خسف، ومسخ، وقذف".

قال ابن عدي: وهذا الحديث ليونس بن خباب بإسناده لا أعلم يرويه عن يونس غير عمرو بن مجمع، على أن يونس بن خباب ضعيف مثله، ولعمرو غير ما ذكرت وعامة ما يرويه لا يتابع عليه إما إسنادا وإما متنا".

وقال الهيثمي: وفيه عمرو بن مجمع وهو ضعيف" المجمع 8/ 11.

قلت: واختلف فيه على عبد الرحمن بن سابط، فرواه عمرو بن مرة المرادي الكوفي عن عبد الرحمن بن سابط مرسلا.

أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 164) وابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي"(9) والداني (347).

وتابعه ليث بن أبي سليم عن عبد الرحمن بن سابط مرسلا.

(1) بياض في المطبوع.

(2)

رواه من طريقين عن أبي كريب ووقع عنده في الطريق الأول: عن عبد الرحمن بن راشد، ووقع عنده في الطريق الثاني: عبد الرحمن بن سائب.

ص: 6759

أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن"(1716) والداني (347).

وحديث ابن عباس أخرجه الطبراني في "الصغير"(168) عن أحمد بن محمد الجَمَّال الأصبهاني ثنا علي بن يونس الأصبهاني ثنا أبو داود الطيالسي ثنا جعفر بن سليمان الضُّبَعِي ثنا فرقد السبخي عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس مرفوعا "ليبيتنّ قوم من هذه الأمة على طعام وشراب ولهو، ويصبحوا قد مسخوا قردة وخنازير"(1).

وقال: لم يروه عن قتادة إلا فرقد، ولا عن فرقد إلا جعفر، ولا عن جعفر إلا أبو داود، تفرد به علي بن يونس".

ورواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 125 - 126) عن الطبراني به وقال: غريب من حديث قتادة عن سعيد، تفرد به علي بن يونس عن أبي داود".

قلت: رواه عبيد الله بن عمر الجشمي عن جعفر بن سليمان عن فرقد عن قتادة عن سعيد بن المسيب مرسلا، وقد تقدم.

ورواه صدقة بن موسى عن فرقد ثني سعيد بن المسيب أو حدثت عنه عن ابن عباس.

وقد تقدم أيضا.

وفرقد ضعيف.

وحديث أبي سعيد أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6901) و"الصغير"(973) عن محمد بن المعافى بن أبي حنظلة الصيداوي ثنا محمد بن صدقة الجيلاني ثنا محمد بن خالد الوهبي ثنا زياد بن أبي زياد الجصاص عن أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعا "يكون في هذه الأمة خسف، ومسخ، وقذف في متخذي القيان، وشاربي الخمر، ولابسي الحرير".

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن زياد الجصاص إلا محمد بن خالد الوهبي، تفرد به محمد بن صدقة".

وقال الهيثمي: وفيه زياد الجصاص وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات" المجمع 8/ 11.

وفي الباب عن جابر وعن عمران بن حصين.

فأما حديث جابر فأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(484) ثنا حاتم ثنا الحسن بن

(1) وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(6/ 296) عن القاضي أبي أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا أحمد بن محمد بن عبد الله الجمال ثنا علي بن يونس به.

ص: 6760

جعفر ثنا المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر مرفوعا "يكون في آخر أمتي مسخ وقذف وخسف، ويبدأ بأهل المظالم".

وإسناده ضعيف لضعف المنكدر بن محمد.

وأما حديث عمران فأخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي"(2) والروياني (142) والداني (340) والشجري (2/ 259 و272).

عن أبي موسى إسحاق بن إبراهيم الهروي

والترمذي (2212)

عن عباد بن يعقوب الكوفى

قالا: ثنا عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن هلال بن يساف عن عمران مرفوعا "يكون في أمتي قذف ومسخ وخسف" قيل: يا رسول الله، ومتى ذلك؟ قال "إذا ظهرت المعازف، وكثرت المغنيات، وشربت الخمور".

قال الترمذي: وقد روي هذا الحديث عن الأعمش عن عبد الرحمن بن سابط عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل، وهذا حديث غريب".

قلت: عبد الله بن عبد القدوس قال ابن معين: ليس بشيء، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال أبو داود: ضعيف الحديث، وقواه بعضهم.

4767 -

"يكون قوم في أواخر الزمان يخضبون كحواصل الحمام لا يجدون ريح الجنة".

قال الحافظ: ولأبى داود وصححه ابن حبان من حديث ابن عباس مرفوعا: فذكره، وإسناده قوي إلا أنّه اختلف في رفعه ووقفه وعلى تقدير ترجيح وقفه فمثله لا يقال بالرأي فحكمه الرفع" (1)

انظر الحديث الذي بعده.

4768 -

حديث ابن عباس رفعه "يكون قوم يخضبون بالسواد لا يجدون ريح الجنة"

سكت عليه الحافظ (2).

صحيح

(1) 7/ 310 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب ما ذكر عن بني إسرائيل).

(2)

12/ 476 (كتاب اللباس - باب الخضاب).

ص: 6761

وله عن ابن عباس طريقان:

الأول: يرويه عبد الكريم بن مالك الجزري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا "يكون قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام، لا يَريحون رائحة الجنة".

أخرجه أحمد (1/ 273)

عن حسين بن محمد المروذي

وأحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني

وابن سعد (1/ 441) وابن أبي خيثمة في "تاريخه"(أخبار المكيين 384) وأبو يعلى (2603) وأبو عمرو الداني في "الفتن"(319) والبيهقي في "الشعب"(5997)

عن عبد الله بن جعفر الرقي

وأبو داود (4212)

عن أبي توبة الربيع بن نافع الحلبي

والنسائي (8/ 119) وفي "الكبرى"(9346)

عن عبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي

والطبراني في "الكبير"(12254) والبيهقي (7/ 311) وفي "الآداب"(822) والبغوي في "شرح السنة"(3180)

عن عمرو بن خالد الحراني

والحكيم الترمذي في "المنهيات"(ص 199) والطبراني (12254)

عن جندل بن والق التغلبي

والطحاوي في "المشكل"(3699)

عن علي بن معبد بن شداد الرقي

والبيهقي في "الشعب"(5997)

عن العلاء بن هلال الرقي

وابن شاهين في "الناسخ"(618) والشجري في "أماليه"(2/ 250)

عن أبي نعيم عبيد بن هشام الحلبي

ص: 6762

وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 55)

عن هاشم بن الحارث الرمادي

كلهم عن عبيد الله بن عمرو الرقي عن عبد الكريم الجزري به.

وخالفهم عبد الجبار بن عاصم أبو طالب النسائي فرواه عن عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس موقوفا.

أخرجه ابن شاهين في "الناسخ"(618) وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 55)

والأول أصح.

قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والمتهم به عبد الكريم بن أبي المُخَارِق أبو أمية البصري. قال أيوب السَّخْتياني: والله إنّه لغير ثقة، وقال يحيى: ليس بشيء، وقال أحمد بن حنبل: ليس بشيء يشبه المتروك، وقال الدارقطني: متروك"

وتعقبه الحافظ فقال: قلت: وأخطأ في ذلك فإنّ الحديث من رواية عبد الكريم الجزري الثقة المخرج له في "الصحيح" القول المسدد ص 55.

قلت: وهو كما قال، والحديث إسناده صحيح رواته ثقات.

الثاني: يرويه عبد الكريم بن أبي المخارق أبو أمية عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا "يكون في آخر الزمان قوم بخضبون (1) بالسواد لا ينظر الله إليهم يوم القيامة".

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3815) عن هشام الدَّسْتُوائي والحكيم الترمذي في "المنهيات"(ص 199) واللفظ له عن أبي حمزة كلاهما عن عبد الكريم به.

وإسناده ضعيف لضعف عبد الكريم بن أبي المخارق.

4769 -

"يمكث أبوا الدجال ثلاثين عاما لا يولد لهما، ثم يولد لهما غلام أعور أضر شيء وأقله نفعا".

قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث أبي بكرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره،

(1) ولفظ الطبراني "يسودون أشعارهم".

ص: 6763

ونعت أباه وأمه، قال: فسمعنا بمولود ولد في اليهود فذهبت أنا والزبير بن العوام فدخلنا على أبويه فإذا النعت فقلنا: هل لكما من ولد؟ قالا: مكثنا ثلاثين عاما لا يولد لنا ثم ولد لنا غلام أضر شيء وأقله نفعا" الحديث قال البيهقي: تفرد به علي بن زيد بن جُدْعَان وليس بالقوي"(1).

وذكره في موضع آخر وقال: وللترمذي عن أبي بكرة مرفوعا: فذكره" (2).

ضعيف

أخرجه الطيالسي (ص 116) عن حماد بن سلمة

وأخرجه ابن أبي شيبة (15/ 139 - 140) وأحمد (5/ 40 و49 - 50 و51 - 52) وحنبل بن إسحاق في "الفتن"(9 و40) والترمذي (2248) والبزار (3628) وعبد الغني المقدسي في "أخبار الدجال"(24 و25) من طرق عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه مرفوعا "يمكث أبو الدجال وأمه ثلاثين عاما لا يولد لهما ولد، ثم يولد لهما غلام أعور أضر شيء وأقله منفعة، تنام عيناه ولا ينام قلبه" ثم نعت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه فقال "أبوه طوال ضرب اللحم كأنّ أنفه منقار، وأمه فرضاخية طويلة اليدين" فقال أبو بكرة: فسمعنا بمولود في اليهود بالمدينة، فذهبت أنا والزبير بن العوام حتى دخلنا على أبويه، فإذا نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهما، فقلنا: هل لكما ولد؟ فقالا: مكثنا ثلاثين عاما لا يولد لنا ولد، ثم ولد لنا غلام أضر شيء وأقله منفعة، تنام عيناه ولا ينام قلبه، قال: فخرجنا من عندهما فإذا هو منجدل في الشمس في قطيفة له وله همهمة فتكشف عن رأسه فقال: ما قلتما؟ قلنا: وهل سمعت ما قلنا؟ قال: نعم، تنام عيناي ولا ينام قلبي.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدا يرويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير أبي بكرة، ولا نعلم له إسنادا غير هذا الإسناد، ولا نعلم حدّث به إلا حماد بن سلمة وحده".

وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة".

قلت: بل ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان.

4770 -

رواية رفاعة الجهني "ينزل الله إلى السماء الدنيا فيقول: لا يسأل عن عبادي غيري".

(1) 17/ 91 (كتاب الاعتصام - باب من رأى ترك النكير من النبي صلى الله عليه وسلم حجة).

(2)

6/ 513 (كتاب الجهاد - باب كيف يعرض الإسلام على الصبي).

ص: 6764

ذكر الحافظ أنّه عند النسائي (1).

تقدم الكلام عليه في حرف الكاف فانظر حديث "كان إذا حلف قال: والذي نفسي بيده".

4771 -

"ينزل عيسى بن مريم مصدقا بمحمد على ملته"

قال الحافظ: وللطبراني من حديث عبد الله بن مغفل: فذكره" (2).

أخرجه العقيلي (4/ 133) عن محمد بن إبراهيم بن جناد.

والطبراني في "الأوسط"(4577) عن عبدان بن أحمد الأهوازي.

قالا: ثنا عمرو بن العباس الرازي ثنا محمد بن مروان العقيلي ثنا يونس بن عبيد عن الحسن عن عبد الله بن مغفل مرفوعا "ما أهبط الله إلى الأرض منذ خلق آدم إلى أن تقوم الساعة فتنة أعظم من فتنة الدجال، وقد قلت فيه قولا لم يقله أحد قبلي، إنّه آدم جَعْد ممسوح عين اليسار، على عينه ظَفَرَة غليظة، وإنّه يبرىء الأكمه والأبرص، ويقول: أنا ربكم، فمن قال: ربي الله، فلا فتنة عليه، ومن قال: أنت ربي فقد افْتُتِن، يلبث فيكم ما شاء الله، ثم ينزل عيسى بن مريم مصدقا لمحمد صلى الله عليه وسلم وعلى مِلّته إماما مهديا وحكما عدلا، فيقتل الدجال".

قال العقيلي: لا يتابع محمد بن مروان عليه".

وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن يونس بن عبيد إلا محمد بن مروان، تفرد به عمرو بن العباس".

وقال الهيثمي: ورجاله ثقات وفي بعضهم ضعف لا يضر" المجمع 7/ 336.

قلت: عمرو بن العباس ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما خالف.

ومحمد بن مروان مختلف فيه، وثقه أبو داود وغيره، وضعفه العقيلي وغيره.

والحسن وهو البصري مدلس ولم يذكر سماعا من عبد الله بن مغفل.

(1) 3/ 272 - 273 (كتاب الصلاة - أبواب التهجد - باب الدعاء والصلاة من آخر الليل).

(2)

7/ 302 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب نزول عيسى بن مريم).

ص: 6765

4772 -

حديث علىّ مرفوعا "ينضح بول الغلام، ويغسل بول الجارية"

قال الحافظ: أخرجه أحمد وأصحاب السنن إلا النسائي من طريق هشام عن قتادة عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه عنه. قال قتادة: هذا ما لم يطعما الطعام. وإسناده صحيح، ورواه سعيد عن قتادة فوقفه وليس ذلك بعلة قادحة" (1).

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنما يغسل من بول الأنثى".

4773 -

"يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبيح الله"

قال الحافظ: وفي رواية الطبراني من طريق أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه: فذكره" (2).

ضعيف مرفوعا صحيح موقوفا.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(10278) من طريق محمد بن مُصَفى الحمصي ثنا بقية بن الوليد عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل: من أكرم الناس؟ قال "يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبيح الله".

ومن هذا الطريق أخرجه ابن المظفر في "غرائب شعبة"(الضعيفة للألباني 1/ 341 - العلل للدارقطني 5/ 321 مع الهامش) ووقع عنده: عن بقية ومعاوية بن حفص عن شعبة.

وإسناده ضعيف لأنّ أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه.

واختلف فيه على شعبة:

فرواه غير واحد عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص قال: افتخر رجل عند ابن مسعود، فقال: أنا فلان بن فلان ابن الأشياخ الكرام، فقال ابن مسعود: ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله.

أخرجه الطبري في "تفسيره"(23/ 81)

عن محمد بن جعفر غُنْدَر

والطبراني في "الكبير"(8916)

عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي

(1) 1/ 338 (كتاب الوضوء - باب بول الصبيان).

(2)

7/ 228 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت).

ص: 6766

ومحمد بن كثير العبدي

وعمرو بن مرزوق البصري

كلهم عن شعبة به.

قال الدارقطني: وهذا أصح" العلل 6/ 321.

وقال ابن كثير: وهذا صحيح عن ابن مسعود" التفسير 4/ 17.

قلت: وهو كما قالا، وأبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وأبو الأحوص هو عوف بن مالك الجُشَمي.

4774 -

حديث ابن عباس: قالوا: يا رسول الله، من السيد؟ قال:"يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبيح الله" قالوا: فما في أمتك سيد؟ قال "رجل أُعطي مالا حلالا، ورزق سماحة".

قال الحافظ: رواه الطبراني، وإسناده ضعيف" (1).

ضعيف جدا

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7002) عن محمد بن نصر الهمداني ثنا هشام بن عمار ثنا سعيد بن يحيى اللخمي ثنا نافع السلمي عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال: قيل: يا رسول الله، من السيد؟ قال "ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم" قالوا: فما في أمتك سيد؟ قال "بلى، رجل أُعطي مالا حلالا، ورزق سماحة، فأدنى الفقير وقلت شكاته في الناس".

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ابن عباس إلا عطاء، ولا رواه عن عطاء إلا نافع أبو هرمز، تفرد به سعيد بن يحيى اللخمي".

وقال الهيثمي: وفيه نافع أبو هرمز وهو متروك" المجمع 8/ 202.

4775 -

"يوشك أن تَدَاعى عليكم الأمم كما تداعى الأكَلَه على قَصْعَتها".

سكت عليه الحافظ (2).

صحيح

(1) 7/ 228 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت).

(2)

16/ 223 (كتاب الفتن - باب يأجوج ومأجوج).

ص: 6767

ورد من حديث ثوبان ومن حديث أبي هريرة

فأما حديث ثوبان فله عنه طرق:

الأول: يرويه أبو أسماء عمرو بن مرثد الرَّحبي عن ثوبان مرفوعا "يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها" قلنا: يا رسول الله، أمن قلة بنا يومئذ؟ قال "أنتم يومئذ كثير ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل، تنتزع المهابة من قلوب عدوكم، ويجعل في قلوبكم الوَهْن" قلنا: وما الوهن؟ قال "حب الحياة (1)، وكراهية الموت".

أخرجه أحمد (5/ 278) وابن أبي الدنيا في "العقوبات"(5) والطبراني في "الكبير"(1452) ومحمد بن مخلد في "حديث ابن السماك"(51) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 182) من طرق عن مبارك بن فضالة ثنا مرزوق أبو عبد الله الشامي الحمصي أنا أبو أسماء به.

وإسناده حسن، مبارك ومرزوق صدوقان، وأبو أسماء ثقة.

الثاني: يرويه أبو عبد السلام عن ثوبان به مرفوعا.

أخرجه أبو داود (4297) وابن أبي عاصم في "الزهد"(268) والروياني (654) والطبراني في "مسند الشاميين"(600) والبغوي في "شرح السنة"(4224) والمزي (13/ 46 - 47) من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي ثني أبو عبد السلام به.

وأبو عبد السلام ذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 563)، وقد قيل: هو صالح بن رستم الدمشقي، وفرق البخاري وغيره بينهما.

الثالث: يرويه أبو عزرة عن ثوبان.

أخرجه البخاري في "الكنى"(ص 60) عن إبراهيم بن موسى الرازي عن الأعمش عن أبي عزرة به.

أخرجه في ترجمة أبي عزرة هذا ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

الرابع: يرويه عمرو بن عبيد التميمي العبشمي عن ثوبان.

أخرجه الطيالسي (ص 133) عن أبي الأشهب جعفر بن الحارث الواسطي عن عمرو بن عبيد به.

(1) وفي لفظ "الدنيا"

ص: 6768

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب"(9887) والخطيب في "المتفق"(1160).

وقال: عمرو بن عبيد حدث عن ثوبان، ولم يذكر في الحديث سماعه منه، روى عنه أبو الأشهب جعفر بن الحارث، ولا يحفظ له غير هذا الحديث الواحد، ورواه عبد الصمد بن عبد الوارث عن أبي الأشهب كرواية الطيالسي عنه".

قلت: أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 2 / 253) عن عبيدة ثنا عبد الصمد به.

وعمرو بن عبيد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وأبو الأشهب وثقه يزيد بن هارون وغيره.

الخامس: يرويه ثور بن يزيد الحمصي عن الأزهر الألهاني عن ثوبان.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد"(269) عن هشام بن عمار أنا يحيى بن حمزة أنا ثور به.

والأزهر الألهاني ذكره ابن حبان في "الثقات"، والباقون ثقات.

السادس: يرويه عمرو بن قيس المُلائي الكوفي عن رجل -قال: حسبت أنه عمرو بن مرة- عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان.

أخرجه ابن الأعرابي (2228) عن أبي الحسن علي بن داود القنطري ثنا عبد الله بن صالح ثني الليث بن سعد عن علي بن زرارة الحضرمي الكوفي عن عمرو بن قيس به.

وإسناده ضعيف، قال أحمد وغيره: سالم لم يسمع من ثوبان. وعلي بن زرارة أظنه المترجم في "الجرح والتعديل"(3/ 1/ 187) قال أبو حاتم: ضعيف. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وعبد الله بن صالح هو المصري كاتب الليث مختلف فيه.

وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان:

الأول: يرويه شبيل بن عوف الأحمسي عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لثوبان "كيف أنت يا ثوبان إذ تداعت عليكم الأمم كتداعيكم على قصعة الطعام يصيبون منه" قال ثوبان: بأبي وأمي يا رسول الله أمن قلة بنا؟ قال "لا، أنتم يومئذ كثير ولكن يلقى في قلوبكم الوهن" قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال "حبكم الدنيا، وكراهيتكم القتال".

أخرجه أحمد (2/ 359) عن أبي جعفر محمد بن جعفر المدائني أنا عبد الصمد بن حبيب الأزدي عن أبيه حبيب بن عبد الله عن شبيل به.

ص: 6769

وأخرجه ابن أبي عاصم في ""الزهد" (270) عن أحمد بن محمد بن نَيزك البغدادي أنا محمد بن جعفر به.

قال الهيثمي: إسناده جيد" المجمع 7/ 287.

قلت: أبو جعفر المدائني وعبد الصمد بن حبيب مختلف فيهما، وحبيب بن عبد الله قال الذهبي وغيره: مجهول، وشبيل ثقة.

الثاني: يرويه قيس بن أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعا "يوشك أن تداعى الأمم على أمتي كما تداعى على الثريد أكَلَتُهُ".

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7211) عن محمد بن سعيد بن جابان الجنديسابوري ثنا محمود بن غيلان ثنا مؤمل بن إسماعيل ثنا عبد العزيز بن مسلم عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن إسماعيل إلا عبد العزيز، ولا عن عبد العزيز إلا مؤمل، تفرد به محمود".

قلت: شيخ الطبراني لم أقف له على ترجمة، ومؤمل بن إسماعيل صدوق كثير الخطأ، والباقون ثقات.

وعبد العزيز بن مسلم هو القَسْمَلي، واختلف عنه:

فرواه عيسى بن إبراهيم البِرَكِي عن عبد العزيز عن ضرار بن عمرو عن أبي رافع عن أبي هريرة مرفوعا.

أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 2/ 340).

وقال: وهذا أصح".

4776 -

"يوشك أن تستحل أمتي فروج النساء والحرير".

قال الحافظ: وقع في "الزهد" لابن المبارك من حديث علي بلفظ: فذكره" (1).

4777 -

"يوشك أن يحسر الفرات عن جبل من ذهب فإذا سمع به الناس ساروا إليه فيقول من عنده: لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذهبنّ به كله. قال: فيقتتلون عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون".

(1) 12/ 154 (كتاب الأشربة - باب ما جاء فيمن يستحل الخمر).

ص: 6770

قال الحافظ: وأخرج مسلم (2895) أيضا عن أبي بن كعب قال: لا يزال الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره" (1).

4778 -

"يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم".

قال الحافظ: ولمسلم (2913) عن جابر أيضا مرفوعا: فذكره، قالوا: بم ذلك؟ قال: من قبل العجم يمنعون ذلك" (2).

قلت: هو عن جابر قوله.

4779 -

"يوم الثلاثاء يوم الدم وفيه ساعة لا يرقأ فيها"

قال الحافظ: وأخرج أبو داود من حديث أبي بكرة أنّه كان يكره الحجامة يوم الثلاثاء وقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (3).

ضعيف

أخرجه أبو داود (3862) ومن طريقه البيهقي (9/ 340) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي.

وأخرجه العقيلي (1/ 150) ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(1730) عن عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة المكي ثنا موسى بن إسماعيل.

وأخرجه المزي (35/ 296) من طريق إسماعيل بن عبد الله العبدي ثنا موسى بن إسماعيل (4).

ثنا أبو بكرة بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة حدثتني عمتي كَيِّسَة بنت أبي بكرة أنّ أباها كان ينهي أهله عن الحجامة يوم الثلاثاء، ويزعم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ يوم الثلاثاء يوم الدم وفيه ساعة لا يرقأ.

قال العقيلي: لا يتابع بكار بن عبد العزيز على هذا الحديث وليس في هذا الباب في اختيار يوم للحجامة شيء يثبت".

(1) 16/ 194 (كتاب الفتن - باب خروج النار).

(2)

7/ 90 (كتاب فرض الخمس - باب إثم من عاهد ثم غدر).

(3)

12/ 256 (كتاب الطب - باب أية ساعة يحتجم).

(4)

واختلف عن موسي بن إسماعيل، فرواه الحكيم الترمذي في "المنهيات"(ص 99) عن أبيه عن موسي بن إسماعيل عن بكار بن عبد العزيز عن أبيه عن أبي بكرة.

وهكذا رواه أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن بكار إلا أنه أوقفه على أبي بكرة.

أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس 1/ 534).

ص: 6771

وقال البيهقي: إسناده ليس بالقوي".

وقال البوصيري: رواه أبو داود وسكت عليه فهو عنده حديث صالح، وأبو بكرة بن بكار مختلف فيه، وباقي رجال الإسناد ثقات، وهذا الحديث أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" وضعفه بأبي بكرة بكار بن عبد العزيز، وليس له دليل على وضعه، وإنّما حقه أن يذكر في مطلق الضعف" كتاب الحجامة ص 75 و76.

قلت: الحديث إسناده ضعيف. كيسة بنت أبي بكرة لم يرو عنها إلا بكار بن عبد العزيز كما في "الميزان" فهي مجهولة، وقال الحافظ في "التقريب": لا يعرف حالها.

وبكار بن عبد العزيز مختلف فيه.

واختلف عنه، فقال خالد بن خِداش البصري: ثنا بكار بن عبد العزيز قال: أرسلني أبي إلى عمتي كَيّسة، فقال لها: هل تحفظين ما كان أبو بكرة يقول في الحجامة يوم الثلاثاء؟ قالت: أحفظه كأنه أمس، كان ينهى عنها أشدّ النهي، ويقول: فيها ساعة لا يرقأ فيها الدم. موقوف.

أخرجه الدارقطني في "المؤتلف"(4/ 1973).

4780 -

"يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة"

قال الحافظ: وقد روى أبو داود والنسائي وصححه الحاكم من حديث جابر مرفوعا: فذكره" (1).

وقال في موضع آخر: وثبت مثله في حديث جابر رفعه: فذكره" (2).

صحيح

أخرجه أبو داود (1048) والنسائي (3/ 81) وفي "الكبرى"(1697) والطبراني في "الدعاء"(184) والحاكم (1/ 279) والبيهقي (19/ 250) وفي "فضائل الأوقات"(252) وفي "الشعب"(2715) وابن عبد البر في "التمهيد"(19/ 20) والحافظ في "نتائج الأفكار"(2/ 411) من طرق عن ابن وهب أني عمرو بن الحارث أنّ الجُلاح مولى عبد العزيز أخبره أنّ أبا سلمة بن عبد الرحمن حدّثه عن جابر مرفوعا "يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة، فيها ساعة لا يوجد فيها عبد مسلم يسأل الله شيئا إلا آتاه إياه، فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر"

(1) 3/ 19 (كتاب الجمعة - باب فضل الجمعة).

(2)

14/ 133 (كتاب الرقاق - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: بعثت أنا والساعة كهاتين).

ص: 6772

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم فقد احتج بالجلاح أبو كثير ولم يخرجاه" (1).

وقال الحافظ: هذا حديث صحيح".

قلت: إسناده صحيح إلا أنه اختلف فيه على أبي سلمة بن عبد الرحمن، وقد تقدم ذكر هذا الاختلاف في حرف الهمزة عند حديث "إنّ النّهار ثنتا عشرة ساعة".

4781 -

(يوم الجمعة فيه طبعت طينة آدم، وفي آخر ثلاث ساعات منه ساعة من دعا الله فيها استجيب له".

قال الحافظ: وهو في مسند أحمد من طريق علي بن أبي طلحة عن أبي هريرة مرفوعا، وفي إسناده فرج بن فضالة وهو ضعيف، وعلي لم يسمع من أبي هريرة" (2).

ضعيف

أخرجه أحمد (2/ 311) ثنا هاشم ثنا الفرج بن فضالة ثنا علي بن أبي طلحة عن أبي هريرة قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: لأي شيء سمي يوم الجمعة؟ قال: "لأنّ فيها طبعت طينة أبيك آدم، وفيها الصعقة، والبعثة، وفبها البطشة، وفي آخر ثلاث ساعات منها ساعة من دعا الله عز وجل فيها استجيب له".

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 2/ 164.

قلت: الفرج بن فضالة ليس من رجال الصحيح وهو ضعيف كما قال ابن المديني والنسائي والدارقطني وغيرهم، وعلي بن أبي طلحة مختلف فيه ولم يسمع من أبي هريرة كما قال الحافظ فالإسناد ضعيف.

4782 -

"يوم الجمعة يوم عيد فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيامكم إلا أن تصوموا قبله أو بعده".

قال الحافظ: رواه الحاكم وغيره من طريق عامر بن لدين عن أبي هريرة مرفوعا" (3).

أخرجه أحمد (2/ 303) وابن خزيمة (2161) والحاكم (1/ 437)

عن عبد الرحمن بن مهدي

(1) وقال النووي في "الخلاصة"(2/ 755): إسناده صحيح".

(2)

3/ 69 (كتاب الجمعة - باب الساعة التي في يوم الجمعة).

(3)

5/ 139 (كتاب الصوم - باب صوم يوم الجمعة).

ص: 6773

وأحمد (2/ 532)

عن حماد بن خالد الخياط

والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 79) والبيهقي في "الشعب"(3584) وفي "فضائل الأوقات"(287)

عن عبد الله بن وهب

وابن خزيمة (2166) والحاكم (1/ 437)

عن زيد بن الحباب

والبخاري في "الكنى"(ص 15)

عن عبد الله بن صالح المصري

كلهم عن معاوية بن صالح عن أبي بشر عن عامر بن لُدَين الأشعري أنّه سمع أبا هريرة رفعه: فذكره.

وخالفهم أسد بن موسى المصري فرواه عن معاوية بن صالح ثني أبو بشر مؤذن دمشق عن عامر بن لدين الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

لم يذكر أبا هريرة.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2512) والبزار (كشف 1069) وابن شاهين في "الصحابة" كما في "أسد الغابة"(3/ 138).

وقال البزار: لا نعلم أسند عامر بن لدين إلا هذا".

وقال الهيثمي: رواه البزار وإسناده حسن" المجمع 3/ 199.

قلت: الأول أصح.

قال الحافظ في "الإصابة"(7/ 29): هكذا أورده ابن شاهين من طريق أسد بن موسى وهو خطأ نشأ عن سقط، وإنّما رواه معاوية بن صالح بهذا السند عن عامر عن أبي هريرة قال: سمعت".

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه إلا أنّ أبا بشر هذا لم أقف على اسمه وليس ببيان بن بشر ولا بجعفر بن أبي وحشية".

وقال الذهبي: قلت: أبو بشر مجهول".

ص: 6774

وقال ابن خزيمة: أبو بشر هذا شامي ليس بأبي بشر جعفر بن أبي وحشية صاحب شعبة وهشيم".

قلت: وثقه العجلي، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث.

وعامر بن لدين الأشعري ذكره بعضهم في الصحابة لرواية أسد بن موسى والصحيح أنّه من التابعين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحكى الحافظ في"التعجيل" و"الإصابة" توثيقه عن العجلي، ولم أره في كتابه "تاريخ الثقات".

4783 -

"يوم الحج الأكبر يوم النحر"

قال الحافظ: وفي رواية الترمذي من حديث علي مرفوعا وموقوفا: فذكره، ورجح الموقوف" (1).

موقوف صحيح

أخرجه الترمذي (3088) ثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا أبي عن أبيه عن محمد بن إسحاق عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يوم الحج الأكبر فقال "يوم النحر".

وأخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير"(9226) عن أبي معمر عبد الله بن عمرو المُقْعَد ثنا عبد الوارث ثنا محمد بن إسحاق به.

هكذا رواه محمد بن إسحاق عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي مرفوعا، وخالفه جماعة رووه عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي موقوفا، منهم:

1 -

سفيان بن عيينة.

أخرجه الترمذي (3089) والطبري في "تفسيره"(10/ 70)

2 -

سفيان الثوري.

أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 2/ 267)

ومن طريقه أخرجه الطبري (10/ 72) لكنّه أسقط منه الحارث.

وأخرجه (10/ 69) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد عن الثوري فأثبته.

(1) 9/ 391 (كتاب التفسير - سورة براءة - باب وأذان من الله ورسوله).

ص: 6775

3 -

مالك بن مِغْوَل. أخرجه الطبري (10/ 70).

4 -

مَعْمر بن راشد. أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 2 / 266) عنه به.

واختلف على معمر فيه، فرواه محمد بن ثور الصنعاني عنه عن أبي إسحاق عن علي ولم يذكر الحارث.

أخرجه الطبري (10/ 72)

والأول أصح لأنّ الزيادة من الثقة مقبولة.

5 -

شتير. أخرجه الطبري (10/ 70).

6 -

الأجلح بن عبد الله الكندي. أخرجه الطبري (10/ 69).

7 -

عنبسة (1). أخرجه الطبري (10/ 69).

قال الترمذي: هذا الحديث أصح من حديث محمد بن إسحاق لأنّه روي من غير وجه هذا الحديث عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي موقوفا، ولا نعلم أحدا رفعه إلا ما روي عن محمد بن إسحاق".

قلت: وهو كما قال إلا أنّ إسناد الحديث ضعيف لضعف الحارث الأعور، لكنه لم ينفرد به عن علي بل تابعه:

1 -

يحيى بن الجزار الكوفي.

أخرجه الطبري (10/ 70) من طريقين عن شعبة عن الحكم قال: سمعت يحيى بن الجزار يحدث عن علي أنّه خرج يوم النحر على بغلة بيضاء يريد الجبانة فجاءه رجل فأخذ بلجام بغلته فسأله عن الحج الأكبر فقال: هو يومك هذا، خلّ سبيلها.

(1) أظنه ابن سعيد بن الضريس.

ص: 6776

وإسناده صحيح، وقد سمع يحيى بن الجزار هذا الحديث من علي. قاله شعبة (انظر التهذيب 11/ 192).

والحكم هو ابن عتيبة.

2 -

الشعبي.

أخرجه الطبري (10/ 71) ثني يعقوب ثنا هشيم عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن علي قال: يوم الحج الأكبر يوم النحر.

وإسناده منقطع. قال الحاكم: لم يسمع الشعبي من علي إنما رآه رؤية.

وقال الدارقطني: لم يسمع منه إلا حرفا واحدا ما سمع غيره.

4784 -

"يوم عرفة ويوم النحر وأيام مني عبدنا أهل الإِسلام"

قال الحافظ: رواه أصحاب السنن عن عقبة بن عامر مرفوعا" (1).

صحيح

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 104 و4/ 21) وأحمد (4/ 152) والدارمي (1771) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 195) وأبو داود (2419) والترمذي (773) والفريابي في "العيدين"(11) والنسائي (5/ 203) وفي "الكبرى"(2829 و4181) والروياني (200 و 203) وابن خزيمة (2100) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عمر (1/ 346 و347) والطحاوي في "شرح المعاني"(71/ 2) وفي "المشكل"(4/ 111) وأبو محمد الفاكهي في "حديثه"(17) وابن حبان (3603) والطبراني في "الكبير"(17/ 291) والحاكم (1/ 434) والبيهقي (4/ 298) وفي "فضائل الأوقات"(216) وابن عبد البر في "التمهيد"(12/ 126 و21/ 163 و23/ 69 - 70) والشجري في "أماليه"(2/ 64) والبغوي في "شرح السنة"(1796) من طرق عن موسى بن عُلي بن رباح قال: سمعت أبي أنّه سمع عقبة بن عامر رفعه "يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإِسلام، وهي أيام أكل وشرب".

قال الترمذي: حسن صحيح".

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم".

قلت: وهو كما قالا.

وقد تقدم في حرف الهمزة "أيام في عيدنا أهل الإِسلام".

(1) 5/ 142 (كتاب الصوم - باب صوم يوم عرفة).

ص: 6777

4785 -

"يوم يقوم الناس لرب العالمين، قال: مقدار نصف يوم من خمسين ألف سنة فيهون ذلك على المؤمن كتدلي الشمس إلى أن تغرب".

قال الحافظ: وأخرج أبو يعلى وصححه ابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، وأخرجه أحمد وابن حبان نحوه من حديث أبي سعيد، والبيهقي في "البعث" من طريق عبد الله بن الحارث عن أبي هريرة "يحشر الناس قياما أربعين سنة شاخصة أبصارهم إلى السماء فيلجمهم العرق من شدة الكرب"(1).

صحيح

وحديث أبي هريرة أخرجه أبو يعلى (6025) وابن حبان (7333) وعبد الغني المقدسي في "ذكر النار"(29 و30) من طرق عن الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي ثني يحيى بن أبي كثير ثنا أبو سلمة عن أبي هريرة مرفوعا "يقوم الناس لرب العالمين مقدار نصف يوم من خمسين ألف سنة، فيهون ذلك اليوم على المؤمن كتدلي الشمس للغروب إلى أن تغرب".

وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات.

وأما حديث أبي سعيد فأخرجه الطبري في "تفسيره"(72/ 29) ابن حبان (7334)

عن عمرو بن الحارث المصري

وأحمد (3/ 75) وأبو يعلى (1390) وعبد الغني المقدسي (31)

عن ابن لهيعة

كلاهما عن درّاج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال -يوم كان مقداره خمسين ألف سنة- فقيل: ما أطول هذا اليوم؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم "والذي نفسي بيده إنّه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يليها في الدنيا".

دراج أبو السمح مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره، واختلف في روايته عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، فقواها ابن معين، وضعفها أحمد وأبو داود.

4786 -

"يؤتى بالرجل يوم القيامة فيقال: اعرضوا عليه صغار ذنوبه"

(1) 14/ 184 - 185 (كتاب الرقاق - باب قول الله تعالى: {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ}).

ص: 6778

قال الحافظ: وفي حديث أبي ذر عند مسلم (190): فذكره" (1).

4787 -

"يوتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها".

قال الحافظ: حديث ابن مسعود رفعه في قوله تعالي -وجيء يومئذ بجهنم- قال: فذكره، أخرجه مسلم (2842) والترمذي" (2).

4788 -

"يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود وله لسان ذلق يشهد لمن استلمه بالتوحيد".

قال الحافظ: وقد روى الحاكم من حديث أبي سعيد أن عمر لما قال هذا قال له علي بن أبي طالب: إنّه يضر وينفع، وذكر أنّ الله لما أخذ المواثيق على ولد آدم كتب ذلك في رقّ وألقمه الحجر، قال: وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره، وفي إسناده أبو هارون العبدي وهو ضعيف جدا" (3).

موضوع

أخرجه الحاكم (1/ 457 - 458) والبيهقي في "شعب الإيمان"(3749) من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد العَمّي عن أبي هارون الجدي عن أبي سعيد قال: حججنا مع عمر بن الخطاب، فلما دخل الطواف استقبل الحجر فقال: إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك، ثم قبله، فقال له علي بن أبي طالب: بلى، يا أمير المؤمنين إنّه يضر وينفع. قال: بم؟ قال: بكتاب الله عز وجل، قال: وأين ذلك من كتاب الله؟ قال: قال الله عز وجل {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} [الأعراف: 172] خلق الله آدم، ومسح على ظهره، فقررهم بأنّه الرب، وأنّهم العبيد، وأخذ عهودهم ومواثقيهم، وكتب ذلك في رقّ، وكان لهذا الحجر عينان ولسان. فقال له: افتح فاك، قال: ففتح فاه، فالقمه ذلك الرق، فقال: اشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة. وإني أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود، وله لسان ذلق، يشهد لمن يستلمه بالتوحيد" فهو يا أمير المؤمنين يضر وينفع. فقال عمر: أعوذ بالله أن أعش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن.

قال الحاكم: ليس هو من شرط الشيخين فإنّهما لم يحتجا بأبي هارون عمارة بن جوين العبدي".

(1) 14/ 194 (كتاب الرقاق - باب من نوقش الحساب عذب).

(2)

10/ 331 (كتاب التفسير - سورة والفجر).

(3)

4/ 208 (كتاب الحج - باب ما ذكر في الحجر الأسود).

ص: 6779

وقال الذهبي: قلت: أبو هارون ساقط".

وقال البيهقي: أبو هارون العبدي غير قوي".

قلت: كذبه حماد بن زيد وابن معين وابن علية وعثمان بن أبي شيبة والجوزجاني وصالح جزرة.

4789 -

حديث خباب رفعه "يؤجر الرجل في نفقته كلها إلا التراب أو قال البناء".

قال الحافظ: أخرجه الترمذي وصححه، وأخرج له شاهدا عن أنس بلفظ "إلا البناء فلا خير فيه"(1).

له عن خباب طرق:

الأول: يرويه شريك بن عبد الله القاضي عن أبي إسحاق السبيعي عن حارثة بن مُضَرِّب قال: أتينا خبابا نعوده وقد (2) اكتوى سبع كيات (3) فقال: لقد تطاول مرضي (4)، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لا تمنوا الموت" لتمنيت، وقال (5)"يؤجر الرجل في نفقته كلها إلا التراب أو قال في البناء".

أخرجه الترمذي (2483) واللفظ له

عن علي بن حجر المروزي

وابن ماجه (4163) والطبراني في "الكبير"(3670)

عن إسماعيل بن موسى الفزاري الكوفي

والطبراني (3670 و3675) والقضاعي (1046)

عن محمد بن سعيد بن سليمان الكوفي ابن الأصبهاني

والطبراني (3675)

عن محمد بن الطفيل الكوفي

كلهم عن شريك به.

(1) 13/ 336 (كتاب الاستئذان - باب ما جاء في البناء).

(2)

زاد القضاعي "وفي بيته حائط يبنى".

(3)

زاد الطبراني "في بطنه".

(4)

ولفظ ابن ماجه "سقمي".

(5)

زاد الطبراني والقضاعي "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول".

ص: 6780

ورواه الأسود بن عامر الشامي عن شريك فلم يذكر قوله "يؤجر الرجل".

أخرجه أحمد (5/ 109).

قال الترمذي: حسن صحيح".

قلت: شريك مختلف فيه، ونسبه غير واحد إلى سوء الحفظ وإلى الاختلاط وإلى التدليس.

وقال ابن حبان: كان في آخر أمره يخطىء فيما يروي، تغير عليه حفظه فسماع المتقدمين عنه الذين سمعوا منه بواسط ليس فيه تخليط، مثل يزيد بن هارون وإسحاق الأزرق، وسماع المتأخرين عنه بالكوفة فيه أوهام كثيرة" الثقات 6/ 444.

وليس في رواة هذا الحديث عن شريك من هو واسطي، فعليّ بن حجر مروزي، والأسود بن عامر شامي نزل بغداد، والباقون كوفيون.

وقد رواه غير واحد عن أبي إسحاق فلم يذكروا قوله "يؤجر الرجل" منهم:

1 -

معمر بن راشد. أخرجه عبد الرزاق (20635) والطبراني (3668).

2 -

شعبة.

أخرجه الطيالسي (ص 141) وأحمد (110/ 5) والترمذي (970) والطبراني (3669) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 144).

3 -

يونس بن أبي إسحاق. أخرجه ابن سعد (3/ 166).

4 -

إسرائيل بن يونس.

أخرجه أحمد (5/ 111 و6/ 395 - 396) والطبراني (3671) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 145).

5 -

الأعمش.

أخرجه البزار (2135) والطبراني (3672) وأبو الشيخ في "الأقران"(81) والحاكم (3/ 383) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 144 - 145).

وقال الحاكم: صحيح الإسناد".

ص: 6781

وهو كما قال.

الثاني: يرويه عبيد الله بن زَحْر الإفريقي عن علي بن يزيد الألهاني عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة عن خباب رفعه "ما أنفق المؤمن من نفقة إلا أجر فيها إلا النفقة في هذا التراب"

أخرجه ابن أبي الدنيا في "قصر الأمل"(238) والبزار (2121 و2139) والطبراني في "الكبير"(3620).

وإسناده ضعيف لضعف علي بن يزيد الألهاني.

الثالث: يرويه إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: دخلنا على خباب وقد اكتوى فقال: لولا أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به، قال: وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ المؤمن يؤجر في كل شيء إلا البناء في هذا التراب".

أخرجه البزار (2125) عن أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني ثنا أبو معاوية عن إسماعيل به (1).

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب"(10232).

وقال: رفعه غريب بهذا الإسناد".

وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدا رفعه عن إسماعيل عن قيس من أوله إلى آخره إلا أبو معاوية، وقد روى غير واحد صدر الحديث عن إسماعيل عن قيس عن خباب أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت، وأما أنّ المؤمن يؤجر في كل شيء إلا البناء في هذا التراب، فلا نعلم أحدا جمعها إلا أبو معاوية".

قلت: جمعها أيضا إسماعيل بن مجالد.

قال الطبراني (3645): ثنا عبدان بن أحمد ثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد ثنا أبى عن بيان بن بشر وابن أبي خالد عن قيس قال: دخلنا على نجاب نعوده وقد اكتوى فقال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ندعو بالموت، ولولا ذلك لدعوت، وهو يعالج حائطا له فقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إنّ المسلم يؤجر في نفقته كلها إلا ما يجعله في التراب".

وإسناده ضعيف لضعف عمر بن إسماعيل بن مجالد.

(1) وأخرجه هناد في "الزهد"(722) عن أبي معاوية به.

وأخرجه ابن حبان (3243) من طرقي يزيد بن خالد بن يزيد بن مَوْهَب ثنا أبو معاوية به.

ص: 6782

ورواه إسماعيل بن عياش عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن خباب مرفوعا "كل نفقة ينفقها العبد يؤجر فيها إلا البنيان".

أخرجه الطبراني في "الكبير"(3641).

وإسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها فإنّ إسماعيل بن أبي خالد كوفي.

ورواه غير واحد عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم فجعلوا قوله "المسلم يؤجر في كل شيء خلا ما يجعل في هذا التراب" موقوفا على خباب، منهم:

1 -

وكيع.

أخرجه أحمد (5/ 109) عن وكيع به.

ورواه غير واحد عن وكيع فلم يذكروا قوله "المسلم يؤجر" منهم:

أ- يحيى بن موسى البلخي.

أخرجه البخاري (فتح 14/ 25).

ب- إسحاق بن راهوية.

أخرجه مسلم (2681).

ت- يحيى بن عبد الحميد الحماني.

أخرجه الطبراني (3637).

2 -

يزيد بن هارون الواسطي.

أخرجه أحمد (5/ 110 - 111) والهيثم بن كليب (1001).

3 -

محمد بن يزيد الواسطي.

أخرجه أحمد (5/ 111).

4 -

سفيان بن عيينة.

أخرجه الحميدي (154) ومسلم (1)(2681) والهيثم بن كليب (1002) وابن حبان (2999) والطبراني (3633) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 146).

(1) لم يذكر في روايته قوله "المسلم يؤجر".

ص: 6783

5 -

شعبة.

أخرجه البخاري (فتح 12/ 233 - 234) وابن أبي الدنيا في "قصر الأمل"(247) وأبو القاسم (1) البغوي في "الجعديات"(702) والهيثم بن كليب (1003) والبيهقي (3/ 377) وفي "الشعب"(10231).

6 -

زيد بن أبي أنيسة الجزري. أخرجه الطبراني (3632).

- ورواه غير واحد عن إسماعيل بن أبي خالد فلم يذكروا قوله "المسلم يؤجر في كل شيء" منهم:

1 -

يحيى القطان. أخرجه أحمد (5/ 112 و6/ 395) والبخاري (فتح 13/ 400) والنسائي (4/ 4)، والطبراني (3634).

2 -

يعلي بن عبيد الطنافسي. أخرجه ابن سعد (3/ 166).

3 -

عبدة بن سليمان الكلابي. أخرجه البخاري (فتح 16/ 349).

4 -

عبد الله بن ادريس الكوفي. أخرجه مسلم (2681) والطبراني (3636).

5 -

جرير بن عبد الحميد الرازي. أخرجه مسلم (2681).

6 -

عبد الله بن نمير. أخرجه مسلم (2681)

7 -

معتمر بن سليمان التيمي. أخرجه مسلم (2681).

(1) لم يذكر في روايته قوله "المسلم يؤجر".

ص: 6784

8 -

أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي. أخرجه مسلم (2681).

9 -

عبد الله بن المبارك. أخرجه الطبراني (3637).

وأما حديث أنس فأخرجه الترمذي (2482) عن محمد بن حميد الرازي ثنا زافر بن سليمان عن إسرائيل عن شبيب بن بشر عن أنس مرفوعا "النفقة كلها في سبيل الله إلا البناء فلا خير فيه".

وقال: هذا حديث غريب".

قلت: إسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد.

ورواه الحسن بن عرفة عن زافر بن سليمان واختلف عنه:

- فقال ابن أبي الدنيا في "قصر الأمل"(230): ثنا الحسن بن عرفة ثنا زافر عن إسرائيل عن شبيب عن أنس به.

وتابعه عبد الله بن ميمون بن الأصبغ ثنا الحسن بن عرفة به.

أخرجه ابن عدي (3/ 1087).

- وقال عبد الله بن أبي سفيان وعلي بن إبراهيم بن المعتصم: ثنا الحسن بن عرفة ثنا زافر عن إسرائيل عن شبيب بن بشر مرسلا.

أخرجه ابن عدي (3/ 1088).

وزافر بن سليمان مختلف فيه: وثقه أحمد وابن معين وأبو داود، وذكره البخاري وأبو زرعة والنسائي والعقيلي وابن حبان في الضعفاء.

4790 -

"يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانت قراءتهم سواء فليؤمهم أقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فليؤمهم أكبرهم سنا".

قال الحافظ: أخرجه مسلم (673) من رواية أبي مسعود الأنصاري مرفوعا" (1).

(1) 2/ 311 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب إذا استووا في القراءة فليؤمهم أكبرهم).

و10/ 427 (كتاب فضائل القرآن - باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم).

ص: 6785

4791 -

"يؤمهم أقرؤهم لكتاب الله".

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه مسلم (673) من حديث أبي مسعود الأنصاري ولفظه "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله".

4792 -

"اليد المعطية هي العليا، والسائلة هي السفلى".

قال الحافظ: ولأحمد والبزار من حديث عطية السعدي: فذكره" (2).

أخرجه عبد الرزاق (20055) عن معمر بن راشد عن سماك بن الفضل عن عروة بن محمد عن أبيه عن جده مرفوعا "اليد المنطية خير من اليد السفلى".

وأخرجه أحمد (3)(4/ 226) وعبد بن حميد (485) عن عبد الرزاق به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1264) والبزار (كشف 916) والطبراني في "الكبير"(17/ 166) من طرق عن عبد الرزاق به.

وسماك بن الفضل هو الخولاني اليماني الصنعاني وثقه النسائي وغيره، ولم ينفرد بهذا الحديث عن عروة بن محمد بل تابعه:

1 -

عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي قال: ثني عروة بن محمد بن عطية عن أبيه عن جده عطية بن سعد قال: وفدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من بني سعد، وكنت أصغرهم فخلفوني في رحالهم، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضوا حوائجهم، فقال "بقي أحد؟ " قالوا: نعم يا رسول الله، غلام بقي في رحالنا، فأمرهم أن يدعوني فأتيته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما أنطاك الله فلا تسأل الناس شيئا، فإنّ اليد العليا هي المنطية وإنّ اليد السفلى هي المنطاة، وإنّ الله هو المسؤول والمنطي". فكلمني رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغتنا.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1268) ودعلج السجزي في "المنتقى من مسند المقلين"(2) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 307 - 308) والطبراني في "الكبير"(17/ 166 - 167) واللفظ له وفي "مسند الشاميين"(603) وأبو نعيم في "الصحابة"(4/ 2214) والبيهقي (4/ 198) من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به.

(1) 5/ 156 (صلاة التراويح - باب فضل من قام رمضان).

(2)

4/ 40 (كتاب الزكاة - باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى).

(3)

رواه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 308) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي به.

ص: 6786

وعبد الرحمن بن يزيد وثقه ابن معين وغيره.

2 -

عبد الله بن نعيم القَيْنِي الشامي عن عروة بن محمد عن أبيه عن جده أنّه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد قومه فلما دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "هل قدم عليكم أحد غيركم؟ " قالوا: نعم فتى منا خلفناه في رحالنا، قال "فأرسلوا إليه"، فلما دخلت عليه وهم عنده استقبلني فقال "إنّ البد المنطية هي العليا، وإنّ السائلة هي السفلى، وما استغنيت فلا تسأل، فإنّ مال الله مسؤول ومنطى".

أخرجه الطبراني في "الكبير"(7/ 169) ثنا عمر بن عبد العزيز بن مقلاص ثني أبي ثنا ابن وهب أني عاصم بن عبد الله بن نعيم عن أبيه به.

وعبد الله بن نعيم ذكره ابن حبان في "الثقات" ونقل ابن خلفون توثيقه عن ابن نمير، وقال ابن معين: مظلم (1)، وقال الذهبي في "الديوان": ليس بشيء.

وعروة بن محمد ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان يخطىء، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.

وأبوه قيل: إنّ له صحبة، والصحيح أنّ الصحبة لأبيه. قاله المزي في "التهذيب" وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وذكره البغوي في "الصحابة" وقال: لا أحسب لمحمد صحبة، وفي "التقريب": صدوق ووهم من زعم أنّ له صحبة.

4793 -

"اليقين الإيمان كله، والصبر نصف الإيمان".

قال الحافظ: أخرجه أبو نعيم في "الحلية" والبيهقي في "الزهد" من حديثه (أي ابن مسعود) مرفوعا ولا يثبت رفعه" (2).

أخرجه ابن الأعرابي (ق 57 / ب) وتمام (ق 75/ أ) والقضاعي (158) والحافظ في "تغليق التعليق"(2/ 22 - 23).

عن محمد بن عيسى بن السكن بن أبي قماش.

وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 34) والحافظ في "اللسان"(5/ 152) وفي "تغليق التعليق"(2/ 23).

عن عبد الله بن صالح

(1) قال النباتي: يعني أنّه ليس بمشهو" تهذيب التهذيب 6/ 57.

(2)

1/ 54 (كتاب الإيمان - باب الإيمان).

ص: 6787

وابن شاهين في "الترغيب"(270)

عن محمد بن أحمد بن نصر الترمذي

والخطيب في "التاريخ"(13/ 226) وابن الجوزي في "العلل"(1364)

عن مطيع بن عبد الله بن مطيع

والشجري في "أماليه"(1/ 127 و2/ 194) وأبو الحسن بن صخر في "فوائده"(تغليق التعليق 2/ 23).

عن عبد الله بن إسحاق بن حماد المدائني

والبيهقي في "الشعب"(9265)

عن جعفر بن محمد بن سليمان الخلال

قالوا: ثنا يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا محمد بن خالد المخزومي عن سفيان الثوري عن زبيد الأيامي عن أبي وائل عن ابن مسعود به مرفوعا.

ورواه أبو همار البكراوي عن ابن كاسب فقال: عن زبيد عن مرّة عن ابن مسعود.

أخرجه اللالكائي في "السنة"(1682).

قال البيهقي: تفرد به يعقوب عن المخزومي، والمحفوظ عن ابن مسعود من قوله غير مرفوع".

وقال في "الزهد": تفرد به يعقوب بن حميد عن محمد بن خالد هذا.

ثم حكى عن الحافظ أبي علي النيسابوري أنّه قال: هذا حديث منكر، لا أصل له من حديث زبيد ولا من حديث الثوري" التغليق 2/ 23 - اللسان 5/ 152.

وقال أبو نعيم والخطيب وابن الجوزي: تفرد به المخزومي عن سفيان الثوري".

وقال ابن الجوزي أيضاً: ومحمد بن خالد مجروح، وقال يحيى والنسائي: يعقوب بن حميد ليس بشيء".

وقال الحافظ: ويعقوب بن حميد قد ضعف، ومحمد بن خالد ما عرفته، وفي طبقته محمد بن خالد المخزومي. ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما رفع وأسند، فهو هو.

وقول ابن الجوزي: وهو مجروح، لم يذكر من جرحه. وفي الجملة رفع الحديث خطأ".

ص: 6788

وقال العراقي: سنده حسن" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 2/ 603.

قلت: ابن كاسب مختلف فيه، ومحمد بن خالد المخزومي ذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 59) على قاعدته ولم يذكر عنه راويا إلا ابن كاسب فهو مجهول.

وقد ورد الحديث عن ابن مسعود موقوفا.

أخرجه وكيع في "الزهد"(203) عن الأعمش عن أبي ظبيان عن علقمة قال: قال ابن مسعود: فذكره.

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب"(47 و9266).

وأخرجه ابن أبي خيثمة في "تاريخه"(تغليق التعليق 2/ 21 - 22) وعبد الله بن أحمد في "السنة"(817) والخلال في "السنة"(1509) والطبراني في "الكبير"(8544) والحاكم (2/ 446) والشجري في "أماليه"(2/ 194) والحافظ في "تغليق التعليق"(2/ 22) من طرق عن الأعمش به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد".

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 1/ 57.

وقال الحافظ: هذا موقوف صحيح".

وقال البيهقي: وقد روي هذا من وجه آخر غير قوي مرفوعا".

4794 -

"اليمين علي نية المستحلف".

قال الحافظ: أخرجه مسلم (1653) عن أبي هريرة مرفوعا، وفي لفظ له "يمينك على ما يصدقك به صاحبك"(1)

(1) 15/ 361 (كتاب الحيل - باب في ترك الحيل).

ص: 6789