الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هديه صلى الله عليه وسلم في قيام الليل
(*)
لم يكن صلى الله عليه وسلم يدع قيام الليل حضرًا ولا سفرًا، وكان قيامه صلى الله عليه وسلم، بالليل إحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة، وكان صلى الله عليه وسلم يصلي أول الليل أربع ركعات أو ست ركعات ثم يأوي إلى فراشه، وكان إذا استيقظ بدأ بالسواك ثم يذكر الله ويقول عند استيقاظه:«الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور» ثم يتطهر، ثم يصلي ركعتين خفيفتين، وكان صلى الله عليه وسلم يقوم تارة إذا انتصف الليل، أو قبله بقليل، أو بعده بقليل، وربما كان يقوم إذا سمع الصارخ -وهو الديك- وهو إنما يصيح في النصف الثاني، كان يقطع ورده تارة، ويصله تارة وهو الأكثر.
قيامه بالليل ووتره أنواع فمنها:
النوع الأول: أنه صلى الله عليه وسلم يقطع ورده تارة ويصله تارة كما قال ابن عباس في حديث بيته عنده، أنه صلى الله عليه وسلم استيقظ فتسوك، وتوضأ، وهو يقول:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [سورة آل عمران، الآية: 190]، فقرأ هؤلاء الآيات حتى ختم السورة، ثم قام فصلى ركعتين أطال فيهما القيام والركوع والسجود، ثم انصرف، فنام حتى نفخ ثم فعل ذلك ثلاث مرات بست ركعات، كل ذلك يستاك ويتوضأ، ويقرأ هؤلاء الآيات، ثم أوتر بثلاث فأذن المؤذن، فخرج إلى الصلاة وهو يقول: «اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي لساني نورًا، واجعل في سمعي نورًا، واجعل في بصري نورًا، واجعل من خلفي نورًا، ومن
أمامي نورًا، واجعل من فوقي نورًا، ومن تحتي نورًا، اللهم أعطني نورًا» رواه مسلم، ولم يذكر ابن عباس افتتاحه بركعتين خفيفتين كما ذكرته عائشة، فإما أنه كان يفعل هذا تارة، وهذا تارة، وإما أن تكون عائشة حفظت ما لم يحفظه ابن عباس.
النوع الثاني: الذي ذكرته عائشة أنه كان يفتتح صلاته بركعتين خفيفتين، ثم يتم ورده إحدى عشرة ركعة، يسلم من كل ركعتين ويوتر بركعة.
النوع الثالث: ثلاث عشرة ركعة كذلك.
النوع الرابع: يصلي ثماني ركعات، يسلم من كل ركعتين، ثم يوتر بخمس سردًا متواليًا، لا يجلس في شيء إلا في آخرهن.
النوع الخامس: تسع ركعات، يسرد منهن ثمانيًا لا يجلس في شيء منهن إلا في الثامنة، يجلس يذكر الله تعالى ويحمده ويدعوه، ثم ينهض ولا يسلم ثم يصلي التاسعة ثم يقعد ويتشهد ويسلم ثم يصلي ركعتين جالسًا بعدما يسلم.
النوع السادس: يصلي سبعًا كالتسع المذكورة، ثم يصلي بعدها ركعتين جالسًا.
النوع السابع: أنه كان يصلي مثنى مثنى، ثم يوتر بثلاث لا يفصل بينهن.
النوع الثامن: ما رواه النسائي عند حذيفة، أنه صلى عند النبي صلى الله عليه وسلم، في رمضان فركع فقال في ركوعه:«سبحان ربي العظيم» مثل ما كان قائمًا، ثم جلس يقول:«رب اغفر لي، رب اغفر لي»
مثل ما كان قائمًا ثم سجد فقال: «سبحان ربي الأعلى» مثل ما كان قائمًا فما صلى إلا أربع ركعات حتى جاء بلال يدعوه إلى الصلاة.
وأوتر أول الليل، ووسطه، وآخره، وقام ليلة تامة بآية يتلوها ويرددها حتى الصباح وهي:{إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ} [سورة المائدة، الآية: 118].