المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الجبهة الإسلامية القومية بالسودان - الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة - جـ ١

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌ أهل السنة والجماعة

- ‌التعريف:

- ‌أصول عقيدة أهل السنة والجماعة:

- ‌التوحيد العلمي الاعتقادي:

- ‌التوحيد الإرادي الطلبي (توحيد الألوهية)

- ‌ والتوسل ثلاثة أنواع:

- ‌ أفعال الناس عند القبور وزيارتها ثلاثة أنواع:

- ‌الإيمان:

- ‌الجماعة والإمامة:

- ‌أهم خصائص وسمات منهج أهل السنة والجماعة

- ‌الفرق العقائدية في الإسلام:

- ‌الشيعة الإمامية الاثنا عشرية

- ‌الإباضية

- ‌المعتزلة

- ‌الزيدية

- ‌الأشاعرة

- ‌الماتريدية

- ‌الحركات الإسلامية

- ‌جماعة أهل الحديث

- ‌جماعة أنصار السنة المحمدية

- ‌الإخوان المسلمون

- ‌الجماعة الإسلامية في شبه القارة الهندية

- ‌حركة الاتجاه الإسلامي بتونس"حزب النهضة

- ‌حزب السلامة الوطني (الرفاه الإسلامي)

- ‌الحزب الإسلامي الكردستاني

- ‌الجبهة الإسلامية القومية بالسودان

- ‌حماس (حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين)

- ‌الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالجزائر

- ‌الصوفية

- ‌تعريف الصوفية

- ‌مقدمة هامة

- ‌التأسيس وأبرز الشخصيات:

- ‌الصوفية ونسبة الاشتقاق

- ‌طلائع الصوفية:

- ‌ الطبقة الأولى:

- ‌ الطبقة الثانية

- ‌ الطبقة الثالثة:

- ‌ ظهور الفرق:

- ‌من أشهر رموز القرون التأخرة:

- ‌الأفكار والمعتقدات و‌‌مصادر التلقي:

- ‌مصادر التلقي:

- ‌الذوق:

- ‌الوجد:

- ‌الفناء

- ‌درجات السلوك:

- ‌المقامات والأحوال

- ‌‌‌مدارس الصوفية

- ‌مدارس الصوفية

- ‌ طرق الصوفية:

- ‌شطحات الصوفية:

- ‌تجاوزات بعض المنتسبين إلى الصوفية في الوقت الحاضر:

- ‌نقد الغزالي لفرقهم

- ‌أما الحلاج فيعتبر صاحب مدرسة الاتحاد

- ‌لقد أجمعت كل طرق الصوفية على ضرورة الذكر

- ‌الجذور الفكرية والعقائدية:

- ‌الانتشار ومواقع النفوذ:

- ‌طرق الصوفية

- ‌الصوفية وما تفرع عنها من طرق:

- ‌ الشاذلية

- ‌التيجانية

- ‌السنوسية

- ‌الختمية

- ‌البريلوية

- ‌الديوبندية

- ‌المهدية

- ‌جماعة التبليغ والدعوة

- ‌جماعات متأثرة بالصوفية:

- ‌النورسية

- ‌جماعات غالية

- ‌ جماعة التكفير والهجرة

- ‌حزب التحرير

- ‌الجماعة الإسلامية بمصر

- ‌جماعات عنصرية:

- ‌أمة الإسلام في الغرب

- ‌الفراخانية

- ‌الحركات الباطنية

- ‌اليزيدية

- ‌القرامطة

- ‌الإسماعيلية

- ‌النصيرية

- ‌الدروز

- ‌الحشاشون

- ‌البابية والبهائية

- ‌القاديانية

- ‌الحزب الجمهوري في السودان

- ‌الأحباش

- ‌الخمينية

- ‌أمل (أفواج المقاومة اللبنانية)

- ‌الأحزاب والحركات والاتجاهات المعاصرة

- ‌ القومية العربية

- ‌حزب الوفد في مصر

- ‌حركة تحرير المرأة

- ‌الحزب الديمقراطي الكردستاني

- ‌الحزب القومي السوري

- ‌البانتشاسيلا

- ‌حزب البعث العربي الاشتراكي

- ‌الناصرية

- ‌اليهودية وما تفرع عنها

- ‌اليهودية

- ‌يهود الدونمة

- ‌الماسونية

- ‌الصهيونية

- ‌أبناء العهد (بناي برث)

- ‌الروتاري

- ‌الليونز

- ‌ حيروت أو الحرية

- ‌الأنتراكت

- ‌الروتراكت (شباب الروتاري)

الفصل: ‌الجبهة الإسلامية القومية بالسودان

‌الجبهة الإسلامية القومية بالسودان

التعريف:

الجبهة (*) الإسلامية القومية: حركة إسلامية انبثقت من حركة (*) الإخوان المسلمين، واستقطبت بعض القوى الإسلامية في السودان لتكوين جبهة واحدة ضد الأحزاب (*) الأخرى، ثم بدأت تنحو منحاً بعيداً نسبيًّا عن منهج الإخوان المسلمين.

التأسيس وأبرز الشخصيات:

· مؤسس هذه الحركة هو الدكتور حسن عبد الله الترابي، من مواليد قرية ود الترابي بمقاطعة الجزيرة بالسودان 1932م. تلقى من والده علوم العربية والفقه، وأصول الأحكام وفقه المذاهب وعلوم القرآن والتفسير وقد حفظ القرآن ببضع قراءات.

ـ عمل محاضراً ثم عميداً لكلية القانون بجامعة الخرطوم، ثم نائباً عاماً ثم وزيراً للعدل، وأخيراً رئيساً للبرلمان السوداني.

ـ يتكلم ويكتب الإنجليزية والفرنسية ويقرأ الألمانية.

ـ قاد الحركة الإسلامية في السودان منذ الستينات كمراقب عام للإخوان المسلمين.

ـ اختير كأمين عام لجبهة الميثاق الإسلامي 1964م ـ 1969م والجبهة الإسلامية القومية 1985 ـ 1989م.

ـ تعرض في مجال العالم الإسلامي للحبس التحفظي لفترات تجاوزت السبع سنوات.

ـ نشرت له عدة مؤلفات في قضايا الدين والعبادة، والمرأة والمجتمع، والتجديد والدستور والحكم، وقضايا إسلامية وسياسية شتى.

للدكتور الترابي عدد من الآراء والانحرافات التي خالف فيها أحكام الإسلام وكانت سبباً في كثير من النقد الموجه للدكتور الترابي خاصة، ولأفكار الجبهة بصفة عامة.

ص: 231

تطور الحركة:

يرى أنصار الجبهة أنها أخذت عدة مراحل أو عهود حتى ظهرت بالشكل التالي ويمكن تلخيص أهم هذه العهود كالتالي:

· عهد التكوين: امتد هذا العهد منذ عام 1949م، وحتى عام 1955م، حيث تأسست رسميًّا بمؤتمر جامع عام 1954م، وكان كل اعتمادها على حركة الإخوان المسلمين بمصر في الثقافة والتنظيم والبناء الفردي والجماعي.

· عهد الظهور الأول: ويمتد من عام 1956م حتى عام 1959م، وهو عهد ما بعد الاستقلال في السودان، وفي هذا العهد ظهرت الدعوة لأول مرة بالصحف والخطب، وبرز الدعاة، وكانت القضية الأولى التي شغلت الحركة في هذا العهد هي قضية الدستور الإسلامي.

· عهد الكمون الأول: ويمتد من عام 1959م، وحتى 1964م. وهي فترة سلطة الفريق عبّود وزمرته العسكرية: وقد تخرجت في هذا العهد قيادات إسلامية كثيرة، ونشطت الحركة العمالية والنقابية.

· عهد الخروج العام: 1964 ـ 1969م: وهو عهد ثورة أكتوبر وقد أصبحت فيه الحركة محوراً لولاء شعبي منظم لأول مرة، فأقامت جبهة الميثاق الإسلامي، مؤسَّسةً على منهاج مكتوب وضعته الجماعة، وجمعت حوله الجماعات الإسلامية والأفراد في حركة (*) سياسية موحدة، وجرت فيه أكبر الحملات السياسية، وهي حملة الدستور الإسلامي.

وفي أواخر هذا العهد استفحلت الثنائية في الحركة الإسلامية بين التنظيم الأم الداخلي وبعض جبهاته الخارجية، إلا أن الحركة توحدت بعد ذلك وحسمت خلافاتها.

· عهد المجاهدة والنمو: 1969 ـ 1977م: وهو عهد الشطر الأول من سلطة جعفر نميري ونظام مايو، الذي أجهض الديمقراطية، والقوى الوطنية والحركة الإسلامية بدافعٍ من الشيوعية والقوى القومية العربية، فتعرضت الحركة لابتلاءات شديدة واضطهادات واعتقالات وتصفيات وإعدامات. وفي ظروف الاعتقال أصَّلت الحركة عملها في مجال الاعتقاد ونشر الدعوة وقضية المرأة.

· عهد المصالحة والتطور: 1977 ـ 1984م: وهو عهد مايو الأخير حيث بدأ نظام المصالحة الوطنية، وتصفية اتجاهات جعفر نميري اليسارية، وبدء الاتجاه إلى

ص: 232

الإسلام. وفي هذا العهد بدأ الوعي بقضية الجنوب في السودان، وتوجهت عناصر من الحركة (*) لتأسيس (منظمة الدعوة الإسلامية) لتُعنى بنشر الإسلام في المناطق المسلمة في السودان من خلال الدعوة والخدمة الاجتماعية.

وفي هذا العهد أيضاً نشط العمل النسوي، ودخلت المرأة بشكل كامل في الحركة الإسلامية.

وفي آخر هذا العهد كان تطبيق الشريعة الإسلامية (*) ، الذي أعلنه نميري وساعده الترابي فيه بقوة.

· عهد النضج: 1984 ـ 1987م: وفي هذا العهد بلغت الحركة من الوعي بذاتها وبالواقع من حولها قدراً كبيراً، وتأسست في هذا العهد (الجبهة (*) الإسلامية القومية) بناء على القاعدة الشعبية التي تعبَّأت منذ بدء تطبيق الشريعة.

الأفكار والمعتقدات:

· حركة الجبهة الإسلامية القومية، حركة إسلامية، أخذت جميع أفكارها الأصولية من حركة الإخوان المسلمين، وتربى أفرادها على مؤلفات الأستاذ البنا، وسيد قطب، ومحمد الغزالي، وأبو الأعلى المودودي، ومالك بن نبي

إلخ.

· من خصائص فكرة الدعوة في الجبهة نرى أنه:

ـ فكر مرتبط بالهوية الإسلامية، والبعد عن الانتماء إلى الولاءات الأخرى.

ـ فكر إحياء لمجد الإسلام، وذلك بإتمام الدين وإقامة جوانبه التي أُميتت أو ضعفت.

· موقف الحركة من الحرية والسلطة كان موقفاً وسطاً، فقد رحبت بالنظام الديمقراطي التعددي على عِلَاّته.

· وضعت استراتيجية استيعاب المجتمع، ومنافسة الأحزاب التقليدية ذات الولاء الجماهيري العريض. وفي هذا السبيل بدَّلت لوائح العضوية، فتجاوزت منهج الانتقاء الفردي، وأصبح متاحاً للناس أن يدخلوا في الجماعة أفواجاً لا أفراداً؛ فقد تدخل القبيلة والطائفة والفرقة كما يدخل الأفراد ولا يترتب عليهم في ذلك أدنى حرج، حتى لو دخلوا بما يحملون من ولاءات فرعية في الطرق الصوفية أو القبائل أو الأحزاب الفكرية والسياسية، إذا جعلوا الولاء الأعلى للجبهة الإسلامية.

وبهذا تحاول الجبهة (*) الإحاطة بالمجتمع التقليدي في السودان وأن توحِّده كله في إطارها.

ص: 233

ـ استفادت الجبهة الإسلامية القومية كثيراً من فكر التنظيم الأوروبي وتجاربه، فهو فكر إداري متقدم جدًّا ـ كما يقول الترابي ـ ولكنه ليس بديلاً للفكر الإسلامي.

· سادت الحركة روحُ الاجتهاد (*) وعلت فيها الصيحة لتجديد الدين (*) مما أوقعها في عدد من الانحرافات.

· تتجنب الحركة الجدال والمراء مع الاتجاهات الإسلامية الأخرى في المجتمع، وذلك في سبيل تأليف الجبهة الإسلامية الواحدة.

· المرأة لها دور فعال في الجبهة، وهي تقوم بأعمال كثيرة في مجال الدعوة والتنظيم والتعليم والجهاد، وعدد النساء يضاهي عدد الرجال في الحركة.

· وضعت الجبهة برنامجاً ثقافيًّا لإعداد الداعية المسلم، ضم البرنامج تسع فقرات وهي:

ـ علوم القرآن. ـ السنة النبوية. ـ السيرة النبوية.

ـ العقيدة. ـ الفقه. ـ أصول الفقه.

ـ التاريخ الإسلامي. ـ دراسات سودانية. ـ اللغة العربية.

ووزعت البرنامج على ثلاث مستويات متدرجة في أخذ البرنامج والاستفادة منه.

الانتشار ومواقع النفوذ:

انتشرت الحركة (*) بشكل واسع في السودان، ولها اتصالات وثيقة بحركة الاتجاه الإسلامي بتونس بشكل خاص، وقد ساندت الحركة الانقلاب العسكري الذي أتى بحكومة الفريق البشير إلى السلطة وهي الآن ساعدُ النظام الأيمن.

يتضح مما سبق:

أن الجبهة الإسلامية القومية في السودان، هي جبهة واحدة انبثقت من حركة الإخوان المسلمين، ولكنها الآن تعتبر تنظيماً مستقلاً عنها. فهي جبهة واحدة ضد كل الأحزاب تعمل لخدمة الإسلام باجتهادها الخاص. ومما يُؤسَف له أنها وقفت إلى جانب العراق البعثي المعتدي في أزمة الخليج رغم مواقفه المعروفة ضد الإسلام ورغم تناقض اتجاهاته مع الاتجاه العقائدي للجبهة، لتناقض القومية العربية مع عالمية الإسلام. ويبدو أن فكر الجبهة قد اتجه أخيراً إلى اتخاذ الانقلاب العسكري وسيلةً لاستلام السلطة، وهذا التفكير يتعارض مع ما يذهب إليه بعض

ص: 234

المفكرين الإسلاميين.

مراجع للتوسع:

ـ انحرافات الترابي، (ملف منوع يحتوي على ردود العلماء والدعاة عليه)، إعداد: سليمان الخراشي، منشور في موقع (صيد الفوائد) .

ـ الحركة الإسلامية في السودان، د. حسن الترابي.

ـ تجديد الفكر الإسلامي، د. حسن الترابي.

ـ البرنامج الثقافي للجبهة الإسلامية القومية، إصدار الجبهة الإسلامية القومية.

ـ الأصول الفكرية والعملية لوحدة العمل الإسلامي، إصدار الحركة الإسلامية بالسودان 1976م.

ـ شرح نظام الأحكام القضائية الإسلامي السوداني، د. محمد شتا أبو سعد 1985م، مطبعة جامعة القاهرة.

ـ حوار هادئ مع الترابي، الأمين الحاج.

ص: 235