الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الثاني وفيه فصلان
.
الفصل الأول: في بيان محاب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم
.
إن محاب الله تعالى ومحاب رسوله صلى الله عليه وسلم هي ما ذكرها الله تعالى في كتابه وذكرها رسوله صلى الله عليه وسلم في أحاديثه وتقريراته الصحيحة وهذه جملة منها تحت الأرقام الآتية:
1-
الصبر وهو حبس النفس على فعل محاب الله تعالى ومحاب رسوله صلى الله عليه وسلم حتى لا يترك منها محبوبا، وحبسها عن ترك مكاره الله ومكاره رسوله صلى الله عليه وسلم حتى لا يفعل مكروها منها أبدا وحبس النفس على ما قضاه الله وقدره لعبده من خير أو شر فلا جزع ولا سخط، وآية حب الله تعالى للخير وأهله هو قوله تعالى:{وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} 1
1 سورة آل عمران الآية 146.
2-
الإحسان وهو أداء العبادات على الوجه الذي بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أداءها بلا زيادة ولا نقصان، ولا تقديم ولا تأخير ويعين على هذا مراقبة العبد لله تعالى فيؤدي العبادة وكأنه ينظر إلى الله، أو أن الله ينظر إليه لقول الرسول صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام:"الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" 1
كما أن الإحسان هو الإحسان إلى الوالدين لقول الله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} 2
1 الحديث رواه مسلم والترمذي وأبو داود والنسائي.
2 سورة النساء الآية 36.
3-
التقوى وهو الخوف من الله عز وجل الحامل للعبد على فعل ما أمر الله بفعله وترك ما أمر الله بتركه فالمتقي عبد مطيع لله ورسوله بفعل المحاب لله ولرسوله، وترك مكاره الله ورسوله والحامل له على ذلك الإيمان وتقوى الله عز وجل وآية حب الله تعالى قوله عز وجل {فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} 1
4-
التوكل على الله تعالى وهو أن يقوم العبد بما أمر الله بالقيام به، أو أذن له فيه مفوضا أمر نجاحه أو خيبته إلى الله ربه سبحانه وتعالى.
هذا هو التوكل وأهله يحبهم الله تعالى، لقوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} 2
1 سورة آل عمران الآية 76.
2 سورة آل عمران الآية 159.
5-
الصوم وهو الإمساك عن الأكل والشرب والجماع طلبا لرضى الله تعالى ورغبة فيما عنده من النعيم والمقيم. مع مافي الصوم من فوائد صحية بدنية وكونه من محاب الله تعالى قول الرسول صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى: "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به" وقوله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك" 1
6-
التوبة وهي الإقلاع عن الذنب والعزم على عدم العودة إليه مع الاستغفار الدائم أي كلما ذكر الذنب استغفر الله، وآية كون التوبة من محاب الله تعالى قوله سبحانه وتعالى:{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} 2 أي من الذنوب وهم الذين يعملون من الصالحات ما تطهر به نفوسهم وتزكو أرواحهم فيحبه الله تعالى لذلك.
1 الحديث رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي.
2 سورة البقرة الآية 222.
7-
الدعاء وهو سؤال الله تعالى الحاجات الدنيوية والأخروية، والدعاء عبادة لذا أمر الله تعالى به عباده وواعدهم بالاستجابة إذ قال تعالى:{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} 1
وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى يحب الملحين في الدعاء" 2
8-
الذكر هو ذكر الله تعالى بأسمائه الحسنى، ويكون بالقلب واللسان أمر الله تعالى به في قوله:{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} 3
وأثنى على أهله في قوله: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ} 4
وللذكر أنواع جاءت بها السنة وبينتها منها قول: سبحان الله والحمد لله والله أكبر ومنها سبحان الله وبحمده سبحان الله
1 سورة غافر الآية 60
2 أخرجه الطبراني والبيهقي في شعب الإيمان.
3 سورة البقرة الآية 152.
4 سورة الأحزاب الآية 35.
العظيم، ومنها لا إله إلا الله وحده لاشريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ومنها لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ومنها سبحان الله وبحمده، ومنها لا إله إلا الله والله أكبر.
9-
الاستعاذة وهي قول العبد المؤمن أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وقوله أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، ولولا أنها من غير محاب تعالى لما أمر بها رسوله صلى الله عليه وسلم في قوله:{وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} 1
10-
عمل الصالحات وهو سائر العبادات القولية والقلبية والفعلية؛ إذ قال تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ} 2
1 سورة فصلت الآية 36.
2 سورة الأنبياء الآية 94.
فلولا أنه لا يحبها لم يرغب فيها ويواعد بالجزاء الكامل عليها وكيف لا يحبها وقد أمر بها في كتابه في غير موضع منه ومن ذلك قوله عز وجل: {وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} 1
11-
العدل وهو إعطاء كل ذي حق حقه بلا جور ولا حيف، ويكون في الحكم والقول لقوله تعالى:{وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} 2 والإقساط هو العدل وأخبر تعالى أنه يحب المقسطين.
12-
الوفاء بالعهود وهو عدم نقض العهد، ولا نقصه ولا تحريفه إذ قال تعالى في ثنائه على الصالحين من عباده:{وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا} 3 وقال: {وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ} 4 اللهم
1 سورة سبأ الآية 11
2 سورة الأنعام الآية 152.
3 سورة البقرة الآية 177.
4 سورة التوبة 111.
لا أحد، ففي هذين الخبرين الإلهيين دلالة واضحة على أن الله تعالى يحب الوفاء، وما أحبه الله وجب حبه على كل مؤمن ومؤمنة في هذه الحياة الدنيا.
13-
الصدق وهو خلاف الكذب، والصادق خلاف الكاذب، والصدق يكون في القول والعمل، وهو قطعا من محاب الله تعالى التي يجب على كل مؤمن ومؤمنة أن يحبها وقد أثنى تعالى على أهل الصدق بقوله:{وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ} 1 وقال تعالى: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً} 2 وأثنى على أنبيائه ورسله بقوله: {إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ} 3
1 سورة الأحزاب الآية 35.
2 سورة النساء الآية 87.
3 سورة مريم الآية 54.
14-
وهو إنفاق المال على الفقراء والمحتاجين وحيث يحب الله إنفاقه فيه كالوالدين والرباط والجهاد وما إلى ذلك، ومما يدل على حب الله تعالى قوله في ثنائه على عباده المؤمنين، والمتصدقين والمتصدقات وما أثنى تعالى على أهل التصدق إلا لأنه يحبه من عباده ويحبه لهم لتزكو نفوسهم وتطيب وتطهر فتصبح محبوبة لله عز وجل.
15-
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من محاب الله تعالى فعلى المؤمن أن يحب ما أحب الله ويكره ما يكرهه، وبذلك يتم إيمانه.
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مما أمر الله تعالى به، إذ قال:{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} 1 وقال في كتابه ما قاله لقمان الحكيم لابنه وهو: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ} 2
1 سورة آل عمران الآية 104.
2 سورة لقمان الآية 17.
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا ثم تدعونه فلا يستجيب لكم" 1 ويقول: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان" 2
16-
العفة وهي اسم مصدر عف يعف إذا كف عمالا يحل له كالزنا والربا والسرقة والغش والخداع والكذب والظلم والفحش وسؤال الناس أموالهم، والدليل على أن العفة من محاب الله تعالى التي يجب أن تحب بحبه تعالى، ثناؤه تعالى على أهل العفة وقوله:{وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ} 3 وفي الحديث الصحيح، "ومن يستعفف يعفه الله" 4 وهذا دليل أن العفة من محاب الله تعالى.
1 أخرجه الترمذي وقال حديث حسن.
2 أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه.
3 سورة الأحزاب الآية 35.
4 الحديث أخرجه البخاري ومسلم والدارمي وأحمد أيضا.
17-
الحب وهو حب كل ما يحب الله، لأن العبد الصالح يحب ما يحب سيده والله تعالى يحب عباده المؤمنين الصالحين ويحب ما يحببهم إلى الله تعالى من الاعتقادات والأقوال والأعمال والصفات والذوات، وقد بين تعالى محابه في كتابه وعلى لسان رسوله محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما فلنطلبها ونحبها ليحينا الله ربنا عز وجل.
18-
الإخلاص الذي هو إخلاص العبادة لله تعالى بحيث لا يشاركه فيها أحد من خلقه كائنا من كان ملكا مقربا أو نبيا مرسلا أو عبدا صالحا، وسواء كانت العبادة عقيدة أو قولا أو عملا. وآية حب الله تعالى للإخلاص أمره عباده به إذ قال تعالى:{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} 1 والدين هو ما تعبد الله تعالى به عباده المؤمنين من الاعتقادات والأقوال والأعمال والصفات.
1 سورة البينة الآية 5.
19-
القنوت وهو طاعة الله تعالى ودعاؤه، والقيام في الصلاة مع الإمساك عن الكلام، والتواضع لله عز وجل، وآية حب الله تعالى للقنوت ثناؤه على أهله من المؤمنين والمؤمنات أن قال عز وجل:{وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ} 1 ثناءه على عباده المؤمنين الصالحين. اللهم اجعلنا منهم واحشرنا في زمرتهم وارض عنا كما رضيت عنهم اللهم آمين.
20 -
الخشوع وهو التذلل لله تعالى والخضوع له عز وجل ومن مظاهر الخشوع في الصلاة وهو السكون وعدم الحركة بما هو خارج عن الصلاة، وأهل الخشوع ممن أثنى الله تعالى عليهم بقوله في عرض صفات أوليائه وصالحي عباده إذ قال تعالى:{وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ} 2 الآية من سورة الأحزاب، وهذه آية
1 سورة الأحزاب الآية 35.
2 سورة الأحزاب الآية 35.
محبته للخشوع، وما دام الله تعالى يحب الخشوع فهو يحب أهله وهم الخاشعون اللهم اجعلنا منهم.
العفو والصفح وهما من محاب الله تعالى، والعفو عدم المآخذة ممن استوجبها، والصفح كذلك والله تعالى عفو كريم يحب العفو كما ورد في الحديث الصحيح1 وقال تعالى في كتابه العزيز القرآن الكريم مخبرا عن نفسه:{فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} 2 فتولى تعالى أجر من عفا وأصلح من عباده وهذا دليل أن العفو من محاب الله تعالى والصفح كذلك.
22 -
حسن الخلق، والخلق هيئة راسخة في النفس تصدر عنها الأقوال والأفعال الإرادية الاختيارية من حسنة وسيئة فإن ربيت هذه الهيئة الإرادية الاختيارية من حسنة وسيئة فإن ربيت هذه الهيئة الإرادية على حب الخير وإيثار الفضيلة على الرذيلة، وحب الحسن الجميل من القول والفعل على حب القبيح والسيئ من الأقوال والأفعال كان الخلق حسنا، وصار صاحبه
1 أخرجه الترمذي والطبراني وأبو يعلى.
2 سورة الشورى الآية 40.
يحب الله تعالى، والله يحبه لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"البر حسن" 1 الخلق، وسئل عن أكثر ما يدخل الجنة فقال:"تقوى الله وحسن الخلق" وقال: "إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا" 2 ولولا أن الله يحب الإنفاق في سبيله ما أمر به عباده بقوله: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} 3
ولا واعد المنفق بالاتفاق عليه إذ قال في حديث قدسي:
1 الحديث رواه مسلم، الترمذي وأحمد وابن ماجه وإسناده حسن وصححه ابن حبان، والترمذي وإسناده حسن.
2 أخرجه الترمذي وأحمد وابن حبان.
3 سورة البقرة الآية 195.
"أنفق أنفق عليك" 1 كما أثنى على المنفقين في كتابه العزيز إذ قال في بيان صفات أهل طاعته ومرضاته: {وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} 2 لذا وجب على المؤمن أن يحب ما أحبه ربه تعالى من الإنفاق في سبيل الله، وبذلك يصبح من محابه تعالى ومن أحبه الله أسعده وما أشقاه، وأعزه وما أذله.
24-
العلم وهو معرفة الله تعالى ومعرفة محابه وكيف تؤدي ومكارهه وكيف يبتعد عنها وكيف تجتنب، وكون الله تعالى يحب العلم الشرعي وهو أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بطلبه والزيادة منه في قوله تعالى:{وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً} 3 وثناؤه على أهل العلم في
1 أخرجه البخاري ومسلم.
2 سورة آل عمران الآية 17.
3 سورة طه الآية 114.
قوله: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} 1 أي يرفعهم درجات فوق درجات غيرهم من غير أهل العلم.
فلولا حب الله تعالى للعلم لما أحب أهله من عباده فلذا كان طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم" 2 والمسلمة قطعا تابعة له، والمراد من العلم الواجب هو العلم الذي يعرف العبد به ربه حتى يحبه ويخشاه، ويعرف به محابها حتى يفعلها ويعرف به مكارهه حتى يتجنبها ويبتعد عنها فتزكوا نفسه وتطيب ويصبح بذلك أهلا لولاية الله تعال حقق اللهم لنا ذلك آمين.
24-
بر الوالدين وهو طاعتهما في المعروف، والإحسان إليهما وحرمة أذيتهما هذا البر هو من محاب الله تعالى، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عن أحب الأعمال إلى الله تعالى فيقول: "الصلاة على وقتها
1 سورة المجادلة الآية 11.
2 الحديث رواه ابن ماجه وغيره عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
وبر الوالدين والجهاد في سبيل الله" 1 ومن أدلة حب الله تعالى لبر الوالدين قوله في كتابه العزيز: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} 2 إذ ربط شكره تعالى بشكر الوالدين فدل هذا على حب الله تعالى لبر الوالدين فعلى كل مؤمن ومؤمنة أن يبر بوالديه، ويحب ما أحبه الله تعالى له وهو بر الوالدين.
25-
الحج والاعتمار بعد الصلاة، إذ فرض الله تعالى الصلاة وهي أول العبادات فقال تعالى:{وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} 3 وقال وفرض الحج في قوله عز وجل: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} 4 والرسول الكريم يقول: "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" 5 ويقول: "العمرة
1 أخرجه البخاري ومسلم.
2 سورة لقمان الآية 14.
3 سورة النور الآية 56.
4 سورة آل عمران الآية 97.
5 أخرجه الطبراني وأحمد.
إلى العمرة كفارة لما بينهما" 1 وسئل عن أفضل الأعمال فذكر منها "وحج مبرور" 2 ويكفي في بيان حب الله تعالى لأقام الصلاة وأداء الحج والعمرة قوله في كتابه وأقيموا الصلاة، ويقول:{وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} 3 والعمرة تابعة للحج إلا أنها دونه في الفرضية ويكفي في بيان فضل الحج أن الله تعالى يباهي بالحجاج الملائكة في عرفة وأن الحاج يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.
وأخيرا هذه بعض محاب الله تعالى والله تعالى أسأل أن يحبها كل مؤمن ويعمل بها ليسعد ويكمل. اللهم آمين.
1 رواه البخاري ومسلم ومالك والترمذي.
2 أخرجه البخاري والنسائي.
3 سورة آل عمران الآية 97.
قائمة المحاب:
هذه قائمة المحاب فلتحفظ:
1-
الصبر.
…
14- التصدق.
2-
الإحسان.
…
15- الأمر بالمعروف.
3-
التقوى.
…
16- العفة.
4-
التوكل على الله.
…
17- الحب.
5-
الصوم.
…
18- الإخلاص.
6-
التوبة.
…
19- القنوت.
7-
الدعاء.
…
20- الخشوع.
8-
الذكر.
…
21- العفو.
9-
الاستعاذة.
…
22- حسن الخلق.
10-
عمل الصالحات.
…
23- الإنفاق في سبيل الله.
11-
العدل.
…
24- العلم الشرعي.
12-
الوفاء.
…
25- بر الوالدين.
13-
الصدق.
…
26- الحج والعمرة والصلاة.