الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد المالك ابن بيهى الحاحي
وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي عبد المالك بن بيهي الحاحي عامل قيادة سوس ومدينة الصويرة، بقى على ذلك مدة إلى أن وقع إعفاؤه عام أحد عشر ومائتين وألف. كان أستاذا في علم القراءات مع الدين المتين والعمل الصالح، بقى على حاله إلى أن توفي عن نحو مائة سنة في بوترارت من بلاد حاحة وأقبر بضريح سيدي أحمد بن حامد، ثم نقل إلى داخل قبة سيدي مكدول بمدينة الصويرة أفاد ذلك في كتاب إيقاظ السريرة (ص.52).
محمد بن إبراهيم الزداعي
وفي هذه العشرة أو قريب منها توفي محمد بن إبراهيم الزداعي المراكشي الفقيه العلامة المشارك، كان متصلا بالمولى سليمان وحج مع ولده المولى إبراهيم، وتذاكر مع الشيخ محمد ابن عبد الوهاب في الحجاز واقتنع بآرائه، ولما أتى إلى المغرب صار ينشر المذهب الوهابي، فكان العلماء ينسبونه إلى الانحراف في الدين. توفي ببلده مراكش.
حوادث
استبدال بعض القضاة بفاس
في رابع صفر عزل الشيخ علي التسولي عن القضاء بفاس وتولى مكانه الشيخ عبد الهادي بن عبد الله العلوي الحسني مرة ثانية وبقى إلى أن توفي عام اثنين وسبعين ومائتين وألف كما ياتي.
ظهور الوباء بالمغرب
وفي يوم الثلاثاء مهل رجب ظهر بجميع أنحاء المغرب المرض المسمى بالوباء-أعاذنا الله منه-، وكان على أنواع منهم من يصيبهم في رجله ثم يصير إلى قلبه يموت، ومنهم من يصيبه في رأسه ثم يصير إلى قلبه فيموت.
منع اليهود من بناء حمام بحارتهم
وفي هذا السنة رام اليهود سكان الملاح بفاس الجديد أن يبنوا حماما بحارتهم ورفعوا طلبهم إلى السلطان المولى عبد الرحمان بن هشام، فأصدر أمره لعلماء الوقت بالإفتاء في ذلك، فأفتوا بأنه لا يمكّنهم من ذلك وأنه لا نص في المسألة ولكن الظواهر والتعليقات تشير إلى المنع. فممن أفتى بذلك القاضي مولاي عبد الهادي العلوي والسيد علي التسولي والسيد محمد السوسي والسيد عبد القادر الكوهن وسيدي محمد بن عبد الرحمان الحجرتي وسيدي بدر الدين الحمومي وسيدي عبد السلام بوغالب وسيدي عبد الواحد ابن سودة وأبو عبد الله محمد الشفشاوني وأبو العبّاس أحمد المريي وأبو زيد عبد الرحمان الحلو وسيدي العربي الزرهوني. وهذا الأخير رجع وكتب أوراقا بالإباحة وبعث بها إلى السلطان فردها إلى العلماء
فنقضوها عروة عروة. فلما وصله ذلك أمر بالفقيه الزرهوني المذكور بأن يطاف به في الأسواق ونهب داره ثم وجهه إلى ثغر الصويرة وبقى بها إلى أن توفي هناك. انتهى من الروض الطيب العرف.
وتأتي وفاة الشيخ الزرهوني عام ستين ومائتين وألف. ورحم الله الشيخ الزرهوني حيث أفتى بإباحة ذلك فلا معنى لمنعهم منه عقلا ولا قانونا وقد صرحوا أنه لا نص في ذلك، وحيث لا نص فلا شك أن الأصل الإباحة. وقد ظلم الشيخ الزرهوني بتغريبه عن بلاده والأمر لله.
وانظر بعض نصوص هذه الفتاوى في المعيار الصغير للشيخ المهدي الوزاني المطبوع على الحجر.