المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر ما يدل عليه قوله تعالى (ومغفرة) - تأملات قرآنية - المغامسي - جـ ١٢

[صالح المغامسي]

فهرس الكتاب

- ‌ تأملات في سورة الأنفال

- ‌خلاصة ما ذكر في تفسير بعض آيات سورة الأعراف

- ‌شذوذ قوم لوط وانتكاس فطرهم

- ‌آيات موسى عليه السلام التسع

- ‌ما يتعلق بحساب الأيام والليالي

- ‌الميقات الزماني والمكاني الذي جعله الله لموسى عليه السلام

- ‌سؤال موسى ربه أن ينظر إليه

- ‌المراد باصطفاء الله موسى على الناس

- ‌ذكر نسبة سورة الأنفال وموضوعها

- ‌ذكر الحادثة التي نزلت بعدها سورة الأنفال

- ‌بيان ما قيل في اقتران (يسألونك) بالواو وخلوها منها

- ‌ذكر حكمة تأخير جواب قسمة الغنائم في سورة الأنفال

- ‌تفسير قوله تعالى: (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم)

- ‌بيان قسمة الغنائم

- ‌بيان المراد بذوي القربى في قوله تعالى: (واعلموا أن ما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى)

- ‌حقيقة سماع أهل قليب بدر لكلام النبي

- ‌تفسير قوله تعالى: (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم

- ‌الخوف صفة المؤمنين

- ‌زيادة الإيمان بتلاوة كلام الله تعالى

- ‌التوكل وصلته بالإيمان

- ‌تفسير قوله تعالى: (الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون)

- ‌بيان أوقات الصلاة وحال الناس فيها

- ‌بيان فضيلة الإنفاق في سبيل الله

- ‌ذكر جزاء المؤمنين في الآخرة

- ‌ذكر ما يدل عليه قوله تعالى (ومغفرة)

- ‌بيان معنى قوله تعالى (ورزق كريم)

الفصل: ‌ذكر ما يدل عليه قوله تعالى (ومغفرة)

‌ذكر ما يدل عليه قوله تعالى (ومغفرة)

قال تعالى: {أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ} [الأنفال:4] وهذا دلالة على أن هؤلاء الذين هم المؤمنون حقاً لا يمكن أن يكونوا قد خلوا من الذنوب كلها، فهذا محال؛ إذ لا يمكن أن يخلو أحد من الذنوب كلها، فكلنا ومن قبلنا ومن بعدنا ذوو خطأ، ولن ندخل الجنة بأعمالنا، ولكن المؤمن قد شبهه النبي صلى الله عليه وسلم بالفرس المعقود حبله في مكان ثابت، فمهما بعد فإنه يعود إلى مكانه، فالمسلم مهما نأت به المعصية فإنه يفيء إلى ربه، ويرجع إلى مولاه، ويجدد التوبة، ويسأل الله غفران الذنوب، ويأتي بالحسنات علَّ الله أن يكفر بها ما سلف من الخطايا، قال الله:{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود:114].

وإن كنت قد ابتليت بنوع من المعاصي فليس الحل أن تبقى على تلك المعاصي، وتداهن أهلها، وتبقى معهم، بل الحل أن تتوب وترجع، ولأن تلقى الله وقد خلطت عملاً صالحاً وآخر سيئاً خير لك من أن تلقى الله وليس لك من العمل الصالح شيء، والمؤمن حصيف عاقل يعلم أن الله يغفر الذنوب ويقبل التوبة، والله جل وعلا يقول في الحديث القدسي:(يا عبادي! إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاًً فاستغفروني أغفر لكم).

فالله جل وعلا وسعت رحمته كل شيء، وباب توبته مفتوح، وهو -جل وعلا- يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، فلا انفكاك من التوبة والأوبة والرجوع إلى الله جل وعلا.

ص: 25