المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌بيان كرامة الملائكة - تأملات قرآنية - المغامسي - جـ ١٣

[صالح المغامسي]

الفصل: ‌بيان كرامة الملائكة

‌بيان كرامة الملائكة

يقول الرب جل وعلا: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ} [الذاريات:24]، هذا يسمى أسلوب تفخيم، حتى يتهيأ النبي صلى الله عليه وسلم ليسمع الخطاب.

وكلمة (ضيف) تطلق على المذكر وعلى المؤنث، وعلى المفرد وعلى المثنى وعلى الجمع، وقوله تعالى:(المكرمين) معناه أنهم مكرمون أصلاً، ومكرمون عارضاً.

فهم مكرمون أصلاً؛ لأنهم ملائكة، والدليل قوله تعالى:{كِرَامًا كَاتِبِينَ} [الانفطار:11] وأوضح منها قوله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ} [الأنبياء:26]، فهذا نعت للملائكة بأنهم مكرمون أصلاً.

وهم مكرمون عارضاً لأنهم ضيوف، ومن شدة كرمه عليه السلام باشر بإكرامهم بنفسه، فهو الذي قدم الطعام، وهو الذي أدخلهم، وهو الذي دعاهم فقال:(ألا تأكلون) ومن عناية الرجل بضيفه أن يباشر هو بنفسه إكرام الضيف، فهذا معنى قول ربنا:{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنكَرُونَ} [الذاريات:24 - 25].

ص: 14