الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تراجم هذه الطبقة مرتبة على حروف الْمُعْجَمِ:
"حَرْفُ الأَلِفِ":
1-
إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدِ الرُّؤَاسِيُّ الْكُوفِيُّ1 -خ. م. ت. ن- شَيْخٌ ثِقَةٌ.
يروي عن: إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وهشام بن عُرْوَةَ، وَثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ.
وعنه: شهاب بن عباد، وإسحاق بن منصور السلولي، وزكريا بن عدي، وغيرهم.
مات سنة ثمان وسبعين ومائة.
2-
إبراهيم بن سعيد المديني2.
روى عَنْ: نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، فِي الإِحْرَامِ.
وَعَنْهُ: زَكَرِيَّا زَحْمَوَيْهِ، وَقُتَيْبَةُ.
3-
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُوَيْدٍ الْمَدَنِيُّ3. خ. د.
عَنْ: أُنَيْسِ بْنِ أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، وَعَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ وعنه: ابن وهب، وسعيد بن أبي مريم.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
4-
إِبْرَاهِيمُ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْعَبَّاسِيُّ الْهَاشِمِيُّ4.
وَلِيَ إِمْرَةَ دِمَشْقَ لِلْمَهْدِيِّ، ثُمَّ وَلِيَ مِصْرَ لِلرَّشِيدِ، وَتَزَوَّجَ بِأُخْتِ الرَّشِيدِ عَبَّاسَةَ.
حَكَى عنه: ابن وهب.
1 انظر الطبقات الكبرى "6/ 383"، والجرح والتعديل "2/ 93"، والتاريخ الكبير "1/ 280"، وتهذيب الكمال "2/ 78، 79".
2 انظر الكامل في الضعفاء "1/ 257"، وتهذيب الكمال "2/ 98، 99"، وميزان الاعتدال للمصنف "1/ 35"، والمغني في الضعفاء "1/ 15، 88".
3 انظر الجرح والتعديل "2/ 104"، والتاريخ الكبير "1/ 291"، والثقات لابن حبان "6/ 12"، وتهذيب الكمال "2/ 102، 103".
4 انظر تاريخ الطبري "8/ 148"، والكامل في التاريخ "6/ 61، 74"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "8، 243، 244".
يُرْوَى أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْمَهْدِيِّ قَالَ: تَأَخَّرَ جِبْرِيلُ بْنُ بِخْتَيْشُوعَ عَنِ الرَّشِيدِ فَشَتَمَهُ، فَقَالَ: تَشَاغَلْتُ بِإِبْرَاهِيمَ بْنِ صَالِحٍ لِأَنَّهُ يَمُوتُ، فَبَكَى وَجَزَعَ وَلَمْ يَأْكُلْ.
فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ الْبَرْمَكِيُّ: جِبْرِيلُ أَعْلَمُ بِطِبِّ الرُّومِ، وَابْنُ بَهْلَةَ أَعْلَمُ بِطِبِّ الْهِنْدِ.
قَالَ: فَبَعَثَ الرَّشِيدُ بِابْنِ بَهْلَةَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ، فَرَجِعَ وَحَلَفَ لَهُ إِنَّهُ لا يَمُوتُ فِي عِلَّتِهِ، فَأَكَلَ الرَّشِيدُ وَسَكَنَ، فَلَمَّا أَمْسَوْا جَاءَهُ الْمَوْتُ فبَكَى، يَعْنِي الرَّشِيدَ، وَقَالَ: ابْنُ عَمِّي فِي الْمَوْتِ وَأَنَا آكُلُ وَأَتَمَتَّعُ، ثُمَّ تَقَيَّأَ1 مَا أَكَلَ، وَبَكَّرَ لِحُضُورِ الْجِنَازَةِ إِلَى دَارِ إِبْرَاهِيمَ، فَأَتَاهُ ابْنُ بَهْلَةَ فَقَالَ: اللَّهَ اللَّهَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ تُطَلَّقَ نِسَائِي وَتُعْتَقَ أَرِقَّائِي، ابْنُ عَمِّكَ لَمْ يَمُتْ فَقَامَ الرَّشِيدُ مَعَهُ، فَنَخَسَهُ ابْنُ بَهْلَةَ بِمَسَلَّةٍ تَحْتَ ظُفْرِهِ، فَحَرَّكَ يَدَهُ، ثُمَّ أَمَرَ بِنَزْعِ الْكَفَنِ عَنْهُ، ثُمَّ دَعَا بِمِنْفَخَةٍ وَكُنْدُسٍ، فَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ، فَعَطَسَ وَفَتَحَ عَيْنَيْهِ، فَرَأَى الرَّشِيدَ فَأَخَذَ يَدَهُ فَقَبَّلَهَا.
فَقَالَ: كَيْفَ حَالُكَ؟.
فَقَالَ: قَدْ كُنْتُ فِي أَلَذِّ نَوْمَةٍ، فَعَضَّ شَيْءٌ إِصْبَعِي فَآلَمَنِي.
قَالَ: ثُمَّ عُوفِيَ مِنْ عِلَّتِهِ وَزَوَّجَهُ بِعَبَّاسَةَ أُخْتِهِ، وَوَلاهُ إِمْرَةَ مِصْرَ وَبِهَا مَاتَ، فَكَانُوا يَقُولُونَ: رَجُلٌ تُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ وَدُفِنَ بِمِصْرَ، مَنْ هُوَ؟.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: حَدَّثَنِي أَخِي مُحَمَّدٌ قَالَ: دَخَلَ عَبَّادٌ الْخَوَّاصُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ صَالِحٍ وَهُوَ أَمِيرُ فِلَسْطِينَ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: عِظْنِي.
قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الأَعْمَالَ مِنَ الأَحْيَاءِ تُعْرَضُ عَلَى أَقَارِبِهِمْ مِنَ الْمَوْتَى، فَانْظُرْ مَاذَا يُعْرَضُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ عَمَلِكَ، فَبَكَى إِبْرَاهِيمُ.
قِيلَ: مَاتَ بِمِصْرَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. أَرَّخَهُ ابْنُ يُونُسَ.
5-
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي شَيْبَانَ الْعَنْسِيُّ2، بنون، الدمشقي.
عن: زيادة بْنِ أَبِي سَوْدَةَ، وَعَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، وَيُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ.
وَعَنْهُ: أَبُو مُسْهِرٍ، وَالْهَيْثَمُ بن خارجة، وهشام بن عمار، وجماعة.
1 تقيأ: أي تكلف القيء، والقيء ما قذفته المعدة من الفم.
2 انظر الجرح والتعديل "2/ 105، 106"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 292".
قَالَ أبو حاتم: لا بأس بِهِ.
وقال أَبُو مُسْهِرٍ: ثِقَةٌ.
قُلْتُ: يُكَنَّى أَبَا إِسْمَاعِيلَ.
وَقِيلَ: أَبُو أُمَيَّةَ.
6-
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُقْبَةَ1.
أَبُو رِزَامٍ الرَّاسِبِيُّ، بَصْرِيٌّ مُقِلٌّ.
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَكَبْشَةَ بِنْتِ كَعْبٍ.
وَعَنْهُ: مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَمُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ، وَغَيْرُهُمَا.
مَا ضَعَّفَهُ أَحَدٌ.
7-
آدَمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ الأُمَوِيُّ2.
شَاعِرٌ مَاجِنٌ ثُمَّ إِنَّهُ نَسَكَ وَقَدْ تَوَهَّمَ فِيهِ الْمَهْدِيُّ الزَّنْدَقَةَ لِمُجُونِهِ وَقَوْلِهِ فِي الْخَمْرِ:
اسْقِنِي وَاسْقِ خَلِيلَيَّ
…
فِي مَدَى اللَّيْلِ الطَّوِيلِ
قَهْوَةً صَهْبَاءَ صِرْفًا
…
سُبِيَتْ مِنْ نَهْرِ بِيلِ
قُلْ لِمَنْ يُلْحَاكَ فِيهَا
…
مِنْ فَقِيهٍ أَوْ نَبِيلِ
أَنْتَ دَعْهَا وَارْجُ أُخْرَى
…
مِنْ رَحِيقِ السَّلْسَبِيلِ
فَضُرِبَ ثَلاثَمِائَةِ سَوْطٍ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لا أُقِرُّ عَلَى نَفْسِي بِبَاطِلٍ، وَاللَّهِ مَا كَفَرْتُ بِاللَّهِ طَرْفةَ عَيْنٍ، وَلَكِنِّيَ كُنْتُ فَتًى أَشْرَبُ النَّبِيذَ.
ثُمَّ إِنَّهُ صَلُحَ حَالُهُ. سامحه الله تعالى.
8-
إسحاق بن إبراهيم3 -د. ت. ق- أبو يعقوب الثقفي الكوفي.
1 انظر الجرح والتعديل "2/ 118"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 306"، وميزان الاعتدال للمصنف "1/ 49".
2 انظر تاريخ بغداد للخطيب "7/ 25-27".
3 انظر الجرح والتعديل "2/ 207"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 378"، والثقات لابن حبان "8/ 106"، وتهذيب الكمال "2/ 395".
عَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَعَبْدِ الْمَلَكِ بْنِ عُمَيْرٍ.
أَحَادِيثُهُ غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ يَرْوِي عَنْهُ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَسَعْدَوَيْهِ، وَعَمَّارٌ أَبُو يَاسِرٍ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: رَوَى عَنِ الثقات ما لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ.
9-
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نِسْطَاسٍ1.
أَبُو يَعْقُوبَ الْمَدَنِيُّ، مَوْلَى كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ الْكِنْدِيُّ.
رَأَى سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ، وَرَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ مُصْعَبٍ، وَسَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: مَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَطَّارُ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، وَالْحُمَيْدِيُّ، وَطَائِفَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ: ضَعِيفٌ.
يعقوب بن محمد الزهري: ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نِسْطَاسٍ، نَا نُوحُ بْنُ أَبِي بِلالٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ صَلَّى فِي مَسْجِدِ قِبَاءٍ كَانَ لَهُ كَأَجْرِ عُمْرَةٍ"2.
10-
إِسْحَاقُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ3.
يَرْوِي عَنِ: ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وغيره.
1 انظر الجرح والتعديل "2/ 206"، والتاريخ الكبير "1/ 380"، والضعفاء للنسائي "285"، والكامل لابن عدي "1/ 38".
2 حديث إسناده ضعيف والمتن صحيح.
أما من جهة الإسناد فصاحب الترجمة ضعيف والمتن صح بوجه آخر أخرجه النسائي "699"، وابن ماجه "1412"، وأحمد "3/ 487".
3 انظر الجرح والتعديل "2/ 228"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 398"، والثقات لابن حبان "6/ 48"، وتهذيب الكمال "2/ 456".
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَيَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
11-
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَدِينِيُّ1.
هُوَ غَيْرُ ابْنِ عُقْبَةَ الْمُتَقَدِّمُ ذِكْرُهُ فِي الْمَاضِينَ.
رَوَى عَنْ: شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو مَعْمَرٍ الْقَطِيعِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَصَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التِّرْمِذِيُّ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هُوَ صَاحِبُ الرَّقِيقِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: رَأَيْتُهُ مُسْتَقِيمَ الْحَدِيثِ.
12-
إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ2.
هُوَ أَخُو مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ، أَبُو إِسْحَاقَ، مَوْلَى الأَنْصَارِ، مِنْ كِبَارِ عُلَمَاءِ الْمَدِينَةِ فِي الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، وَأَبِي طُوَالَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَرَبِيعَةَ الرَّأْيِ، وَالْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَطَبَقَتِهِمْ، وَقَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى شَيْبَةَ بْنِ نِصَاحٍ، ثُمَّ عَرَضَ عَلَى نَافِعٍ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ جَمَّازٍ، وَتَصَدَّرَ لِلإِقْرَاءِ وَالْحَدِيثِ.
وَقِيلَ: بَلْ كُنْيَتُهُ أَبُو إِبْرَاهِيمَ.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلامِ الْبِيكَنْدِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، وَقُتَيْبَةُ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ السكوني، ومحمد بن زنبور، وداوود بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، وَأَبُو عُمَرَ الدُّورِيُّ.
وَكَانَ أَقْرَأُ مَنْ بَقِيَ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ نَافِعٍ، وَهُوَ آخِرُ أَصْحَابِ شَيْبَةَ وَفَاةً، وَسَكَنَ بَغْدَادَ يُؤَدِّبُ عليًّا ولد المهدي.
1 انظر الجرح والتعديل "2/ 155"، والتاريخ الكبير "1/ 341"، والثقات لابن حبان "6/ 34".
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 327"، والجرح والتعديل "2/ 162، 163"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 349، 350"، والثقات لابن حبان "6/ 44".
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ، هُوَ أَثْبَتُ مِنَ ابْنِ أَبِي حَازِمٍ، وَمِنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيِّ.
قَرَأْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْهَاشِمِيِّ: أَخْبَرَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَطِيعِيُّ؛ وَقَرَأْتُ عَلَى عِيسَى بْنِ يَحْيَى، أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْمُقَيَّرِ قَالا: أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبَّاسِيُّ: قَالَ ابْنُ الْمُقَيَّرِ إِجَازَةً: أَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفَقِيهُ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فِرَاسٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّيْبُلِيُّ، نَا أَبُو صَالِحٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الأَزْهَرِ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من اقْتَنَى كَلْبًا إِلا كَلْبَ ضَارِيَةٍ أَوْ كَلْبَ مَاشِيَةٍ، نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ"1. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، مِنْ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا.
وَقَدْ أَخَذَ الْقُرْآنَ عَنْهُ: الْكِسَائِيُّ، وَالدُّورِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ داود الْهَاشِمِيُّ، وَأَسْنَدَ لَهُمْ قِرَاءَتَهُ عَنْ نَافِعٍ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: ثِقَةٌ.
13-
إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا الخلقاني2 -ع.
أبو زياد الكوفي.
عن: عاصم الأحوال، وَالْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، وَحَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدُّولابِيُّ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَلُوَيْنُ، وَآخَرُونَ.
وَهُوَ صَدُوقٌ يَتَشَيَّعُ.
اخْتَلَفَ قَوْلُ ابْنِ مَعِينٍ فِيهِ، فَمَرَّةً قَالَ: ضعيف، ومرة وثقه.
1 "حديث صحيح": أخرجه مسلم "1575"، وهو في البخاري "2322".
2 انظر الطبقات الكبرى "7/ 326"، والتاريخ الكبير "1/ 355"، والجرح والتعديل "2/ 170"، والثقات لابن حبان "6/ 44"، والضعفاء لابن عدي "1/ 311".
وَمَرَّةً يَقُولُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مُقَارَبُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْمَيْمُونِيُّ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ: مَا هُوَ؟ قَالَ: أَمَّا الأَحَادِيثُ الْمَشْهُورَةُ الَّتِي يَرْوِيهَا فَهُوَ فِيهَا مُقَارَبُ الْحَدِيثِ، وَلَكِنَّهُ لَيْسَ يَنْشَرِحُ الصَّدْرُ لَهُ هُوَ شَيْخٌ لَيْسَ يُعْرَفُ، يَعْنِي بِالطَّلَبِ.
قَالَ الْخَطِيبُ فِي تَارِيخِهِ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ مُرَّةَ، أَبُو زِيَادٍ الْخُلْقَانِيُّ مَوْلَى بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، كُوفِيٌّ يُلَقَّبُ شَقُوصًا: نَزَلَ بَغْدَادَ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ فِي تَرْجَمَتِهِ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ أَبَانٍ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، حَدَّثَنِي خَالِي إِبْرَاهِيمُ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ الْخُلْقَانِيَّ "شَقُوصًا"1 يَقُولُ: الَّذِي نَادَى مِنْ جَانِبِ الطُّورِ عَبْدَهُ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ.
قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ.
قُلْتُ: إِسْنَادُهَا مُظْلِمٌ، وَلَعَلَّ إِسْمَاعِيلُ شَقُوصًا هَذَا آخَرُ زِنْدِيقٌ لَعِينٌ غَيْرُ صَاحِبِ التَّرْجَمَةِ، فَإِنَّ هَذَا الْكَلامَ لا يَصْدُرُ مِنْ رَافِضِيٍّ، فَضْلا عَنْ مُسْلِمٍ مُبْتَدِعٍ، أَوْ أَنَّهُ قَالَ ثُمَّ تَابَ وَجَدَّدَ إِسْلامَهُ، أَوْ أَنَّ الرَّاوِي كَذَّبَهَا.
تُوُفِّيَ الْخُلْقَانِيُّ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ، وَلَهُ خَمْسٌ وَسِتُّونَ سَنَةً.
14-
إِسْمَاعِيلُ بْنُ زِيَادٍ السَّكُونِيُّ2 -ق.
قَاضِي الْمَوْصِلِ.
رَوَى عَنْ: ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَغَالِبٍ الْقَطَّانِ.
وَعَنْهُ: نَائِلُ بْنُ نَجِيحٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الشعيري، وعيسى غنجار، وآخرون.
1 ساقطة في نسخة الضعفاء للعقيلي، وكذلك الضعفاء للمؤلف.
2 انظر المجروحين لابن حبان "1/ 129"، والضعفاء لابن عدي "1/ 308"، وتهذيب الكمال "3/ 69، 97".
وَهُوَ هَالِكٌ لَيْسَ بِثِقَةٍ، وَيُقَالُ لَهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، كُوفِيُّ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كَذَّابٌ مَتْرُوكٌ يَضَعُ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ زِيَادٍ دَجَّالٌ، لا يَحِلُّ ذِكْرُهُ فِي الْكُتُبِ إِلا عَلَى سَبِيلِ الْقَدْحِ فِيهِ.
رَوَى عَنْ غَالِبٍ الْقَطَّانِ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أَبْغَضُ الْكَلامِ إِلَى اللَّهِ الْفَارِسِيَّةُ؛ وَكَلامُ الشَّيَاطِينِ الْخُوزِيَّةُ، وَكَلامُ أَهْلِ النَّارِ الْبُخَارِيَّةُ، وَكَلامُ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْعَرَبِيَّةُ"1.
15-
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسْطَنْطِينَ2.
شَيْخُ الإِقْرَاءِ بمكة، أبو إسحاق المكي، مولى بني مَخْزُومٍ.
وَيُقَالُ لَهُ: إِسْمَاعِيلُ الْقِسْطُ.
هُوَ آخِرُ مَنْ بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ، فَإِنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ، وَقَرَأَ عَلَى صَاحِبَيْهِ شِبْلٍ، وَمَعْرُوفٍ.
وَحَدَّثَ عَنْ: عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ.
وَأَقْرَأَ النَّاسَ مُدَّةً.
قَرَأَ عَلَيْهِ: أَبُو الإِخْرِيطِ وَهْبُ بْنُ وَاضِحٍ، وَعِكْرِمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَالشَّافِعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَبْعُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَزِيعٍ.
وَسَمِعَ مِنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى اللُّؤْلُؤِيُّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي عَبَّادٍ الْقَلْزُمِيُّ، وَأَبُو قُرَّةَ مُوسَى بْنُ طَارِقٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَقَدِ اخْتَلَفَ النَّاقِلُونَ لِمَوْتِهِ، فَقِيلَ: سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ سَنَةَ: تِسْعِينَ وَمِائَةٍ، تَصَحَّفَتِ الْوَاحِدَةُ بِالأُخْرَى، وأنا إلى السبعين أميل.
1 "حديث موضوع": قال ابن حبان: هذا موضوع لا أصل له من كَلامَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ولا أبو هريرة حدث به ولا المقبري رواه وغالب القطان ذكره بهذا الإسناد.
2 انظر الجرح والتعديل "2/ 180"، والثقات لابن حبان "6/ 39".
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي "الثِّقَاتِ"1 مُخْتَصَرًا.
16-
إِسْمَاعِيلُ بْنُ قَيْسٍ2.
أَبُو سَعْدٍ الْقَيْسِيُّ.
عَنْ: عِكْرِمَةَ، وَنَافِعٍ، وَعَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَالْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَعَنْهُ: مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَغَيْرُهُمْ.
وَهُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. وَهُوَ غَيْرُ:
17-
إِسْمَاعِيلَ بْنِ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ الْمَدَنِيِّ3.
الْمُكَنَّى بِأَبِي مُصْعَبٍ الَّذِي قَالَ فِيهِ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
كَانَ قَدْ أَتَى عَلَيْهِ إِحْدَى وَتِسْعُونَ سَنَةً.
يَرْوِي عَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْدِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنُ بْنُ شَيْبَةَ الْحِزَامِيُّ.
ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ الذَّهَبِيِّ لِلتَّمَيِيزِ.
رَوَى عَنْ: يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي حَازِمٍ الْمَدِينِيِّ.
18-
إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُخْتَارٍ الْكُوفِيُّ4.
عَنْ: عَطِيَّةَ الْعَوْفِيُّ.
وَرَأَى مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ: يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيُّ، وَبَشِيرُ بْنُ يزيد. قال أبو حاتم: شيخ.
1 "6/ 39".
2 انظر الجرح والتعديل "2/ 193، 194"، والثقات لابن حبان "6/ 35"، وميزان الاعتدال "1/ 246".
3 انظر الجرح والتعديل "2/ 193"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 370"، والمجروحين "1/ 127"، والضعفاء لابن عدي "1/ 296".
4 انظر الجرح والتعديل "2/ 200، 201"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 374"، والثقات لابن حبان "6/ 32".
إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ.
فِي الآتِيَةِ.
19-
إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْيَسَعَ1.
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيُّ الْفَقِيهُ.
أَخَذَ عَنْ: أَبِي حَنِيفَةَ.
وَرَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، وَجَمَاعَةٌ.
وولي قضاء مصر بَعْدَ ابْنِ لَهِيعَةَ.
قَالَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: كَانَ مِنْ خَيْرِ قُضَاتِنَا، وَكَانَ مَذْهَبُهُ إِبْطَالُ الأَحْبَاسِ، فَتَبَرَّمَ بِهِ أَهْلُ مِصْرَ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: كَانَ فَقِيهًا مَأْمُونًا.
قُلْتُ: تَوَلَّى الْقَضَاءَ ثَلاثَةَ أَعْوَامٍ، وَعُزِلَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
سَعَى فِي عَزْلِهِ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، كَذَا قِيلَ، وَهَذَا لا يَسْتَقِيمُ، لِأَنَّ اللَّيْثَ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ.
وَبَلَغَنَا أَنَّهُمْ إِنَّمَا سَعَوْا فِيهِ لِأَنَّهُ أَحْدَثَ أَحْكَامًا مَا أَلِفُوهَا.
20-
أُمَيَّةُ بْنُ شِبْلٍ الصَّنْعَانِيُّ2.
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاوُسٍ، وَالْحَكَمُ بْنُ أَبَانٍ.
وَعَنْهُ: هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذِّمَّارِيُّ.
قَالَ: ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَهٌ.
21-
أُمَيَّةُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ.
عن: أبي المصبح المقرائي، ومكحول.
1 انظر الجرح والتعديل "2/ 204"، وأخبار القضاة لوكيع "3/ 236".
2 انظر الجرح والتعديل "2/ 302"، والتاريخ الكبير "2/ 11"، والثقات لابن حبان "8/ 123"، وميزان الاعتدال "1/ 276".
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، وَبَقِيَّةُ من الْوَلِيدِ، وَغَيْرُهُمْ.
وَيَنْبَغِي أَنْ يُحَوَّلَ إِلَى طَبَقَةِ الأَوْزَاعِيِّ.
22-
أَيُّوبُ بْنُ جَابِرٍ السُّحَيْمِيُّ الْيَمَامِيُّ ثُمَّ المدني1.
أبو سليمان، وهو أَخُو مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ.
رَوَى عَنِ: الْكُوفِيِّينَ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَآدَمَ بْنِ عَلِيٍّ، وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ يَعْقُوبُ الطَّالَقَانِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ مِرْدَاسٍ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سعيد، ولوين، وآخرون.
وقال أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: حَدِيثُهُ يُشْبِهُ حَدِيثَ أَهْلِ الصِّدْقِ.
وَقَالَ أَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ: صَالِحٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْس بِشَيْءٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ.
محمد بن جعفر الوحاطي: نَا أَيُّوبُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اشْرَبُوا فِيمَا بَدَا لَكُمْ وَلا تَسْكَرُوا"2.
قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: لا يَصِحُّ فِي هَذَا الْمَتْنِ شَيْءٌ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: أَيُّوبُ بْنُ جَابِرِ بْنِ سَيَّارِ بْنِ طَلْقٍ الْحَنَفِيُّ السُّحَيْمِيُّ.
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَاصِمٍ، وَبِلالِ بْنِ الْمُنْذِرِ وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ السَّمَرْقَنْدِيُّ.
يخطيء حَتَّى خَرَجَ عَنْ حَدِّ الاحْتِجَاجِ بِهِ لِكَثْرَةِ وهمه.
1 انظر الجرح والتعديل "2/ 242، 243"، والتاريخ الكبير "1/ 410"، والمجروحين "1/ 167"، وتهذيب الكمال "3/ 463-467".
2 "إسناده ضعيف": أخرجه الطبراني في الكبير "8/ 403"، والعقيلي في الضعفاء "1/ 114"، وصاحب الترجمة أيوب بن جابر ضعفه العلماء.
23-
أيُّوبُ بْنُ سَيَّارٍ الزُّهْرِيُّ1.
أَبُو سَيَّارٍ.
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَشُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ.
وَعَنْهُ: الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَشَبَّابَةُ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَغَيْرُهُمْ.
ضَعَّفُوهُ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مَدَنِيٌّ، يَقْلِبُ الأَسَانِيدَ، وَيَرْفَعُ الْمَرَاسِيلَ.
وَرَوَى عباس، عن ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الحديث.
24-
أيوب بن عتبة2 -ق.
أبو يحيى اليمامي، قَاضِي الْيَمَامَةِ.
عَنْ: قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، وَإِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: الأَسْوَدُ بن عامر شَاذَانَ، وَحَجَّاجٌ الأَعْوَرُ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَسَعْدَوَيْهِ الْوَاسِطِيُّ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَآدَمُ بْنُ أَبِي إياس، ومحمود بن محمد الظَّفَرِيِّ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ عِنْدَهُمْ.
وَقَالَ بَعْضُ الْحُفَّاظِ: أَكْثَرَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَكِتَابُهُ صَحِيحٌ عَنْهُ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بالقوي.
1 انظر الجرح والتعديل "2/ 248"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 417"، والمجروحين لابن حبان "1/ 171".
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "5/ 556"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 420"، والمجروحين لابن حبان "1/ 169، 170".
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ1: فِيهِ لِينٌ، حَدَّثَ مِنْ حِفْظِهِ فَغَلَطَ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يُخْطِئُ كَثِيرًا حَتَّى فَحُشَ الْخَطَأُ مِنْهُ، وَهُوَ الَّذِي رَوَى عَنْهُ عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْحَبَشَةِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: فُضِّلْتُمْ عَلَيْنَا بِالأَلْوَانِ وَالصُّوَرِ وَالنُّبُوَّةِ، أَفَرَأَيْتَ إِنْ آمَنْتُ بِكَ وَعَمِلْتُ بِمِثْلِ مَا عَمِلْتَ إِنِّي لَكَائِنٌ مَعَكَ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ:"نَعَمْ". ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ ليُرى بَيَاضُ الأَسْوَدِ فِي الْجَنَّةِ مِنْ مَسِيرَةِ أَلْفِ سَنَةٍ". الْحَدِيثَ بِطُولِهِ رَوَاهُ عَفِيفُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْهُ، وَهُوَ بَاطِلٌ وَقَدْ مَرَّ أَيُّوبُ فِي طَبَقَةِ السِّتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَقِيلَ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَنَبَّهْتُ عَلَيْهِ فِي الطَّبَقَةِ الْمَارَّةِ.
"حرف الْبَاءِ":
25-
الْبَخْتَرِيُّ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ سَلْمَانَ الكلبي2 -ق.
شامي من أهل ناحية الْقَلَمُونِ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وعن سعد بْنِ مُسْهِرٍ.
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَسُلَيْمَانُ ابْنُ بِنْتِ شُرَحْبِيلَ، وَمُحَمَّدُ بن أبي السَّرِيّ العسقلاني.
ضعفه أبو حاتم.
وقال ابن عدي: له عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَدْرَ عِشْرِينَ حَدِيثًا عَامَّتُهَا مَنَاكِيرُ، مِنْهَا:"أَشْرِبُوا أَعْيُنَكُمُ الْمَاءَ"3.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ: رَوَى عَنْ أَبِيهِ موضوعات.
1 انظر المجروحين "1/ 169، 170".
والحديث ضعيف جدًّا وقد أخرجه ابن حبان في المجروحين كما تقدم، وأيوب بن عتبة ضعفه العلماء كما تقدم.
2 انظر الجرح والتعديل "2/ 447"، والمجروحين لابن حبان "1/ 202، 203"، والضعفاء لابن عدي "2/ 490، 491".
3 "حديث ضعيف": أخرجه ابن عدي في الضعفاء "2/ 490"، والذهبي في الميزان ومن قبله ابن الجوزي في العلل المتناهية "1/ 349"، وعلته صاحب الترجمة.
قال هشام بن عمار: ذهبنا إليه إِلَى الْقَلَمُونِ فِي مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ الأَفَاعِي.
26-
بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ الْكُوفِيُّ الْمُؤَدِّبُ1.
عَنْ: أَبِي روق عطية بن الحارث الهمذاني، وَأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ الأَسَدِيُّ، وَعَوْنُ بْنُ سَلامٍ، وَجُبَارَةَ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَمِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ أَرَ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا.
قُلْتُ: مَا خَرَّجُوا لَهُ.
27-
بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ2 -م. د. ن.
الإِمَامُ أَبُو أَحْمَدَ الأَزْدِيُّ السَّلِيمِيُّ الْبَصْرِيُّ، الزَّاهِدُ الْعَابِدُ.
عَنْ: أَيُّوبَ، وَشُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَالْجُرَيْرِيِّ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ إِسْمَاعِيلُ، وَبِشْرٌ الْحَافِيُّ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيُّ، وَالْقَوَارِيرِيُّ.
وَمِنَ الْقُدَمَاءِ: الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ.
قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أُقَدِّمُهُ عَلَيْهِ فِي الْوَرَعِ وَالرِّقَّةِ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَخْوَفَ للَّهِ مِنْهُ، كَانَ يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَمِائَةِ رَكْعَةٍ.
وَقَالَ الْقَوَارِيرِيُّ: هُوَ أَفْضَلُ مَنْ رَأَيْتُ مِنَ الْمَشَايِخِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ ثِقَةٌ وَزِيَادَةٌ.
وَقَالَ غَسَّانُ الْغِلابِيُّ: كَانَ بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ إِذَا رأيت وجهه ذكرت الآخرة، رجل
1 انظر الجرح والتعديل "2/ 362"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 80"، والمجروحين لابن حبان "1/ 188، 189".
2 انظر الجرح والتعديل "2/ 365"، والتاريخ الكبير "2/ 84"، والثقات لابن حبان "8/ 140"، وتهذيب الكمال "4/ 151-154".
مُنْبَسِطٌ لَيْسَ بِمُتَمَاوِتٍ، ذَكِيٌّ، فَقِيهٌ.
وَقَالَ عَبَّاسٌ النَّرْسِيُّ: رُبَّمَا قَبَضَ بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ عَلَى لِحْيَتِهِ وَيَقُولُ: أَطْلُبُ الرِّئَاسَةَ بَعْدَ سَبْعِينَ سَنَةً.
وَعَنْ غَسَّانَ بْنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: قِيلَ لِبِشْرِ بْنِ مَنْصُورٍ: يَسُرُّكَ أَنَّ لَكَ مِائَةَ أَلْفٍ؟ فَقَالَ: لِأَنْ تُنْدَرَ عَيْنَايَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ.
قَالَ شَيْخُنَا فِي التَّهْذِيبِ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَخْوَفَ لِلَّهِ مِنْ بِشْرِ بْنِ مَنْصُورٍ.
كَانَ يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَمِائَةِ رَكْعَةٍ، وَكَانَ قَدْ حَفَرَ قَبْرَهُ وَخَتَمَ فِيهِ الْقُرْآنَ، وَكَانَ وِرْدُهُ ثُلُثَ القرآن.
وكان ضيغم صديقًا لَهُ فَمَاتَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ.
وَقَالَ غَسَّانُ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي بِشْرٌ قَالَ: مَا رَأَيْتُ عَمِّي فَاتَتْهُ التَّكْبِيرَةُ الأُولَى، وَأَوْصَانِي فِي كُتُبِهِ أَنْ أَغْسِلَهَا أَوْ أَدْفِنَهَا.
قَالَ غَسَّانُ: وَكُنْتُ أَرَاهُ إِذَا زَارَهُ الرَّجُلُ مِنْ إِخْوَانِهِ قَامَ مَعَهُ حَتَّى يَأْخُذَ بِرِكَابِهِ، فَعَلَ بِي ذَلِكَ كَثِيرًا.
رَوَاهَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، عَنْ غَسَّانَ، ثُمّ قَالَ الدَّوْرَقِيُّ: نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمَهْدِيِّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْخَالِقِ أَبُو هَمَّامٍ قَالَ: قَالَ بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ: أَقِلَّ مِنْ مَعْرِفَةِ النَّاسِ فَإِنَّكَ لا تَدْرِي مَا يَكُونُ، فَإِنْ كَانَ يَعْنِي فَضِيحَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، كَانَ مَنْ يَعْرِفُكَ قَلِيلا.
وَثَنَا سَهْلُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: كَانَ بِشْرٌ يُصَلِّي فَطَوَّلَ، وَرَجُلٌ وَرَاءَهُ يَنْظُرُ، فَفَطِنَ لَهُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: لا يُعْجِبُكَ مَا رَأَيْتَ مِنِّي، فَإِنَّ إِبْلِيسَ قَدْ عَبْدَ اللَّهَ كَذَا وَكَذَا مَعَ الْمَلائِكَةِ.
وَعَنْ بِشْرٍ قَالَ: مَا جَلَسْتُ إِلَى أَحَدٍ فَتَفَرَّقْنَا إِلا عَلِمْتُ بِأَنِّي لَوْ لَمْ أَقْعُدْ مَعَهُ كَانَ خَيْرًا لِي.
قَالَ سَيَّارٌ: نَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَ: رَأَيْتُ بِشْرَ بْنَ مَنْصُورٍ فِي الْمَنَامِ فَقُلْتُ: مَا صَنَعَ اللَّهُ بِكَ؟ قَالَ: وَجَدْتُ الأَمْرَ أَهْوَنَ مِمَّا كُنْتُ أَحْمِلُ عَلَى نَفْسِي.
قُلْتُ: مَاتَ بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ رحمه الله سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
28-
بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ الْحَنَّاطُ1 -ق.
شَيْخٌ مَجْهُولٌ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، نَعَمْ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ.
تَقَوَّى.
29-
بَشِيرُ بْنُ طَلْحَةَ الْخُشَنِيُّ2.
شَامِيٌّ.
رَوَى عَنْ: خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، وَأَبُو تَوْبَةَ الْحَلَبِيُّ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
30-
بَشِيرُ بْنُ مَيْمُونٍ الْوَاسِطِيُّ3.
أَبُو ضَيْفِيٍّ.
عَنْ: مُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَالْمَقْبُرِيِّ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَطَائِفَةٌ.
تَرَكُوهُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
فَمِنْ مَنَاكِيرِهِ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، نَا بَشِيرٌ، نَا مُجَاهِدٌ، عَنْ أبي هريرة مرفوعًا:
1 انظر الجرح والتعديل "2/ 365"، وتهذيب الكمال "4/ 154"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "1/ 325".
2 انظر الجرح والتعديل "2/ 375"، والتاريخ الكبير "2/ 99"، والثقات لابن حبان "8/ 151"، وميزان الاعتدال للمصنف "1/ 329".
3 انظر الجرح والتعديل "2/ 379"، والتاريخ الكبير "2/ 105"، والمجروحين لابن حبان "1/ 192".
"مَا مِنْ صَدَقَةٍ أَفْضَلُ مِنْ صَدَقَةٍ عَلَى مَمْلُوكٍ عِنْدَ مَلِيكِ سُوءٍ"1.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: قَدِمَ فَكَتَبْنَا عَنْهُ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يُخْطِئُ كَثِيرًا، رَوَى عَنْهُ: قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ.
قُلْتُ: كَأَنَّهُ بَقِيَ إِلَى بِضْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
31-
بَكْرُ بْنُ حُمْرَانَ الرِّفَاعِيُّ2.
عَنْ: عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَداود بْنِ أَبِي هِنْدٍ.
وَعَنْهُ: الطَّيَالِسِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، وَعَفَّانُ، وَخَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، وَعَدَّةٌ.
مَا عَلِمْتُ بِهِ جَرْحًا.
32-
بَكْرُ بْنُ مُضَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ3 -ع. سوى ق.
الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ الْمِصْرِيُّ، مَوْلَى شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ.
رَوَى عَنْ: أَبِي قَبِيلٍ الْمَعَافِريِّ، وَيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، وَجَعْفَرِ بْنِ رَبَيْعَةَ، وَابْنِ عَجْلانَ، وعمرو بن الحارث، وطائفة.
وعنه: ابنه إسحاق، وابن وهب، وعبد الرحمن بن القاسم، وقتيبة بن سعيد، وآخرون.
وكان من الثقات العباد.
ولد سنة مائة.
قال الحارث بن مسكين: كان ابن القاسم لا يُقَدِّمُ عَلَى بَكْرِ بْنِ مُضَرٍ مِنْ أَهْلِ الْفُسْطَاطِ أَحَدًا، وَقَدْ رَأَيْتُهُ وَأَنَا حَدَثٌ، فَحَدَّثَنِي ابْنُهُ إِسْحَاقُ قَالَ: مَا كُنْتُ أَرَى أَبِي يَجْلِسُ فِي الْبَيْتِ عَلَى طِنْفِسَةٍ، مَا كَانَ يَجْلِسُ إِلا على حصير، وكان طويل الحزن.
1 "حديث منكر": أخرجه العقيلي في الضعفاء "1/ 145" وفي إسناده صاحب الترجمة وقد أورده الذهبي كما تقدم من مناكيره.
2 انظر الجرح والتعديل "2/ 382-384"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 88"، والثقات لابن حبان "8/ 164".
3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 517"، والجرح والتعديل "2/ 392، 393"، والتاريخ الكبير "2/ 95".
وَأَحْيَانًا تَطِيبُ نَفْسُهُ فَيَفْرَحُ، فَرُبَّمَا جَاءَ الرَّجُلُ يَسْأَلُهُ الْمَسْأَلَةَ فَيُعَلِّمَهُ وَيَرْجِعُ إِلَى حَالِهِ وَيَتَغَيَّرُ، ويقول: ما لي وَلِهَذَا؟
فَنَقُولُ لَهُ: أَفَتَصْرِفُهُ؟ فَيَقُولُ: أَوَ يَحِلُّ لِي، أَوَ يَحِلُّ لِي؟ وَرُبَّمَا جَاءَهُ الأَحْدَاثُ يَطْلُبُونَ مِنْهُ الْحَدِيثَ، فَيَقُولُ لَهُمْ: تَعَلَّمُوا الْوَرَعَ.
قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الْمُعِزِّ بْنِ مُحَمَّدٍ: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَنَا مُحَلَّمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَنَا الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ السِّجْزِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، نَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، نَا بَكْرُ بْنُ مُضَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ يَزِيدَ مَوْلَى سَلَمَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184] ، كَانَ مَنْ أَرَادَ مِنَّا أَنْ يُفْطِرَ وَيَفْتَدِيَ، حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ الَّتِي بَعْدَهَا فَنَسَخَتْهَا1، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَأَبُو داود، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، خَمْسَتُهُمْ عَنْ قُتَيْبَةَ، فَوَافَقْنَاهُمْ بِعُلُوِّ دَرَجَةٍ.
مَاتَ بَكْرٌ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
"حرف التَّاءِ":
33-
تَمَّامُ بْنُ بَزِيعٍ2.
أَبُو سَهْلٍ.
عَنِ: الْحَسَنِ، وَالْعَاصِي الطُّفَاوِيِّ.
وَعَنْهُ: مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ومحمد بن بَكْرٍ الْحَضْرَمِيُّ، وَغَيْرُهُمْ، قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: هُوَ أَبُو سَهْلٍ السَّعْدِيُّ مَوْلاهُمْ، سَمِعَ: مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ، وَالْحَسَنَ، وَالْعَاصَ بن عمر.
1 "خبر صحيح": أخرجه البخاري "8/ 136"، ومسلم "1145"، وأبو داود "2315"، والنسائي "4/ 190".
2 انظر الجرح والتعديل "2/ 445"، والتاريخ الكبير "2/ 157"، والمجروحين لابن حبان "1/ 203".
نَا عَنْهُ: مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي بَكْرٍ.
قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: تَمَّامُ بْنُ بَزِيعٍ الشَّقَرِيُّ.
مِنْ حَدِيثِهِ: مَا ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، ثَنَا تَمَّامُ بْنُ بَزِيعٍ الشَّقَرِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِكُلِّ مَجْلِسٍ شَرَفًا، وَإِنَّ أَشْرَفَ الْمَجَالِسِ مَا اسْتُقْبِلَ بِهِ الْقِبْلَةَ، وَإِنَّمَا تُجَالِسُونَ بِالأَمَانَةِ وَاقْتُلُوا الْحَيَّةَ وَالْعَقْرَبَ فِي الصَّلاةِ"1. الْحَدِيثُ.
قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: رَوَاهُ هِشَامٌ أَبُو الْمِقْدَامِ، وعيسى بْنُ مَيْمُونٍ، وَمُصَارِفُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، ولم يحدث بع عَنْهُ ثِقَةٌ.
"حرف الثَّاءِ":
34-
ثُمَامَةُ بْنُ عُبَيْدَةَ2.
أَبُو خَلِيفَةَ الْعَبْدِيُّ، بَصْرِيُّ.
رَوَى عَنْ: ثَابِتٍ، وأبي الزبير.
وعنه: زيد بْنُ الْحُبَابِ، وَالْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، وَآخَرُونَ.
نَسبَهُ الْمَدِينِيُّ إِلَى الْكَذِبِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: وَلَحِقَهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَدَنِيُّ.
"حرف الْجِيمِ":
35-
جَابِرُ بْنُ غانم السلفي الخشني3.
1 "إسناده ضعيف جدا": أخرجه العقيلي في الضعفاء "1/ 170"، وفي إسناده تمام بن بزيع قال الدارقطني: متروك.
2 انظر الجرح والتعديل "2/ 467"، والتاريخ الكبير "2/ 178"، والمجروحين "1/ 207"، وميزان الاعتدال "1/ 372".
3 انظر الجرح والتعديل "2/ 501"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 209"، والثقات لابن حبان "6/ 142، 143".
عَنْ: سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، وَأَسَدِ بْنِ وَدَاعَةٍ، وَشَبِيبِ بْنِ نُعَيْمٍ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَعِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.
قُلْتُ: لَمْ يُضَعِّفْهُ أَحَدٌ.
36-
جَارِيَةُ بْنُ هَرِمٍ1.
أَبُو شَيْخٍ الْفُقَيْمِيُّ الْبَصْرِيُّ.
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ الْحُبْرَانِيِّ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَأَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَوِ ابْنِ سَوَّارٍ.
رَوَى عَنْهُ: عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ الرَّاسِبِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ بِسْطَامٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدَةَ الضَّبِّيُّ، وَزِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ.
قَالَ ابْنُ المديني: كتبنا عنه أسامي كان ضَعِيفًا، تَرَكْنَاهُ. وَكَانَ رَأْسًا فِي الْقَدَرِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَحَادِيثُهُ كُلُّهَا لا يُتَابِعُهُ عَلَيْهَا الثِّقَاتُ.
37-
الْجَرَّاحُ بْنُ الضَّحَّاكِ الْكِنْدِيُّ الْكُوفِيُّ2 ثُمَّ الرَّازِيُّ.
عَنْ: عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، وَغَيْرِهِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ، صَالِحُ الْحَدِيثِ.
رَوَى عَنْهُ: إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الإسفذني، ومحمد بن المعلى.
1 انظر الجرح والتعديل "2/ 520"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 238"، والثقات لابن حبان "8/ 165".
2 انظر الجرح والتعديل "2/ 524"، والتاريخ الكبير "2/ 228"، والثقات لابن حبان "6/ 149"، وتهذيب الكمال "4/ 514، 515".
38-
الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ الرُّؤَاسِيُّ1 الْكُوفِيُّ.
وَالِدُ وَكِيعٍ، وَنَاظِرُ بَيْتِ الْمَالِ بِبَغْدَادَ لِهَارُونَ الرَّشِيدِ.
رَوَى عن جابر: جابر الجعفي، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُسَدَّدٌ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعِدَّةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو داود.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ أَجِدْ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: كَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ.
وَأَمَّا الْخَطِيبُ فَرَوَى عَنِ الْبَرْقَانِيِّ أَنَّهُ سَأَلَ الدَّارَقُطْنِيَّ، عَنِ الْجَرَّاحِ بْنِ مَلِيحٍ الرُّؤَاسِيِّ، فَقَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
فَقُلْتُ: يُعْتَبَرُ بِهِ؟ قَالَ: لا.
وَقَالَ ابْنُ قَانِعٍ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
39-
الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ الْبَهْرَانِيُّ الْحِمْصِيُّ2.
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ الْبَهْرَانِيِّ، وَحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيِّ، وَبَكْرِ بْنِ زُرْعَةَ صَاحِبِ أَبِي عُتْبَةَ الْخَوْلانِيِّ، وَأَرْطَأَةَ بْنِ الْمُنْذِرِ.
وَعَنْهُ: الْحَسَنُ بْنُ حُمَيْدٍ الْحَرَّازِيُّ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ خارجة، وهشام بْن عمّار، وسُليمان ابن بِنْت شُرَحْبِيل، وموسى بن أيوب النصيبي.
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 380"، والجرح والتعديل "2/ 523"، والضعفاء لابن عدي "2/ 584، 585".
2 انظر الجرح والتعديل "2/ 523، 524"، والتاريخ الكبير "2/ 228"، والجرح والتعديل "2/ 523".
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو حاتم: صالح الحديث.
وقال ابن مَعِين: لا أَعْرِفُهُ.
40-
جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاس بْن عَبْد الْمُطَّلِبِ1.
الأَمِيرُ الْهَاشِمِيُّ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: ابْنَاهُ؛ الْقَاسِمُ وَيَعْقُوبُ، وَالأَصْمَعِيُّ.
وَكَانَ جَوَادًا مُمَدَّحًا، عَالِمًا فَاضِلا، أَحَدَ الْمَوْصُوفِينَ بِالشَجَاعَةِ وَالْفُرُوسِيَّةِ.
مَوْلِدُهُ بِالشَّرَاةِ مِنَ الْبَلْقَاءِ، وَقَدْ وَلِيَ إِمْرَةَ الْحِجَازِ وَإِمْرَةَ الْبَصْرَةِ.
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْرَمَ أَخْلاقًا وَلا أَشْرَفَ أَفْعَالا مِنْهُ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: وَلِيَ الْبَصْرَةَ ثَلاثَةَ أَشْهُرٍ وَعُزِلَ.
وَقَدْ مُدِحَ بِأَشْعَارٍ كَثِيرَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ مَآثِرُ كَثِيرَةٌ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ وَقَفَ عَلَى الْمُنْقَطِعِينَ وَأَعْقَابِهِمْ، وَأَوَّلُ مَنْ نَقَلَهُمْ عَنْ أَوْطَانِهِمْ وَأَمْصَارِهِمْ.
وَكَانَ قَدْ عَلِمَ عِلْمًا حَسَنًا.
قَالَ خليفة: عزل عبد الله بن الربيع الحارثي عَنِ الْمَدِينَةَ، فَوَلِيَهَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثَلاثَ سِنِينَ، وَعُزِلَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ بِالْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ الْعَلَوِيِّ.
وَرُوِيَ أَنَّهُ أَجَازَ قُدَامَةَ بْنَ مُوسَى عَلَى ثَمَانِيَةِ أَبْيَاتٍ ثَمَانِمِائَةَ دِينَارٍ.
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: غَسَّلْتُ جَعْفَرَ بْنَ سُلَيْمَانَ وَزَرَرْتُ عَلَيْهِ قَمِيصَهُ حين أَلْبَسْتُهُ الْكَفَنَ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ أَوْ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
41-
جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ2 -م. ع.
1 انظر تاريخ خليفة "6/ 422، 423"، والكامل في التاريخ "5/ 549"، وسير أعلام النبلاء "8/ 212-214".
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 288"، والجرح والتعديل "2/ 481"، والثقات لابن حبان "6/ 140"، وتاريخ الطبري "1/ 344-444".
الإِمَامُ أَبُو سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ الْبَصْرِيُّ، كَانَ يَنْزِلُ فِي بَنِي ضُبَيْعَةَ فَنُسِبَ إِلَيْهِمْ.
رَوَى عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَأَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، وَيَزِيدَ الرِّشْكُ، وَمَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، وَالْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ، وَطَائِفَةٍ كَبِيرَةٍ.
وَعَنْهُ: سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَقُتَيْبَةُ، وَبَشِيرُ بْنُ هِلالٍ الصَّوَّافُ، وَمُسَدَّدٌ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَلُوَيْنُ، وَغَيْرُهُمْ. وَهُوَ مِنْ عُبَّادِ الشِّيعَةِ وَصَالِحِيهِمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَلَيَّنَهُ غَيْرُهُ.
وَقَدْ حَجَّ وَذَهَبَ إِلَى صَنْعَاءِ الْيَمَنِ، فَأَكْثَرَ عَنْهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَحَمَلَ عَنْهُ رَأْيَهُ وَتَشَيَّعَ بِهِ.
وَقَدْ قِيلَ لِجَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ: تَشْتُمُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ؟ قَالَ: لا، وَلَكِنْ بُغْضًا يَا لَكَ.
وَفِي صِحَّةِ هَذِهِ عَنْهُ نَظَرٌ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ رَافِضِيًّا، حَاشَاهُ.
وَقَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ: قَوْلُهُ بُغْضًا يَا لَكَ إِنَّمَا عَنِيَ بِهِ جَارَيْنِ لَهُ، كَانَ قَدْ تَأَذَّى بِهِمَا اسْمُهُمَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ.
قَالَ عَلِيُّ بن المديني: أكثر جعفر بن سليمان عَنْ ثَابِتٍ، وَكَتَبَ عَنْهُ مَرَاسِيلَ فِيهَا مَنَاكِيرُ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً فِيهِ ضَعْفٌ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعْدٍ لا يُحدِّثُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ وَلا يَكْتُبُ حَدِيثَهُ، وَكَانَ عِنْدَنَا ثِقَةً.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ: كُنَّا فِي مَجْلِسِ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ.
فَقَالَ: مَنْ أَتَى جَعْفَرَ بْنَ سُلَيْمَانَ وَعَبْدَ الْوَارِثِ فَلا يَقْرَبْنِي، وَكَانَ التَّنُّورِيُّ يُنْسَبُ إِلَى الاعْتِزَالِ، وَكَانَ جَعْفَرُ يُنْسَبُ إِلَى الرفض.
وروى عباس، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ يَسْتَضْعِفُهُ.
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ: سَمِعْتُ عَمِّي عُمَرَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ: رَأَيْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ فِي مَسْجِدِنَا يَقُولُ لِجَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ: رَأَيْتَ أَيُّوبَ؟ قَالَ: نَعَمْ.
وَرَأَيْتَ ابْنَ عَوْنٍ؟ قال: نعم.
قَالَ: فَرَأَيْتَ يُونُسَ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: كَيْفَ لَمْ تُجَالِسْهُمْ وَجَالَسْتَ عَوْفًا. وَاللَّهِ مَا رَضِيَ عَوْفٌ بِبِدْعَةٍ حَتَّى كَانَتْ فِيهِ بِدْعَتَانِ. كَانَ قَدَرِيًّا وَشِيعِيًّا.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ فِي الضُّعَفَاءِ لَهُ: جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَرَشِيُّ، كَانَ يَنْزِلُ بِبَنِي ضُبَيْعَةَ، يُخَالِفُ فِي بَعْضِ حَدِيثِهِ.
وَقَالَ السَّعْدِيُّ: رَوَى مَنَاكِيرَ، وَهُوَ مُتَمَاسِكٌ لا يَكْذِبُ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ: صَحِبَ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ، وَمَالِكَ بْنَ دِينَارٍ، وَأَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ، وَفَرْقَدًا السَّبَخِيَّ، وَشُمَيْطَ بْنَ عَجْلانَ.
رَوَى عَنْهُ، سَيَّارٌ قَالَ: اخْتَلَفْتُ إِلَى مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ عَشْرَ سِنِينَ، وَإِلَى ثَابِتٍ عَشْرَ سِنِينَ.
وَرَوَى سُلَيْمَانُ الشَّاذَكُونِيُّ: ثَنَا جَعْفَرٌ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: إِنَّ الْقَلْبَ إِذَا لَمْ يَحْزَنْ خَرِبَ، كَمَا أَنَّ الْبَيْتَ إِذَا لَمْ يُسْكَنْ خَرِبَ، لَوْ أَنَّ قَلْبِي يَصْلُحُ عَلَى كُنَاسَةٍ لَذَهَبْتُ حَتَّى أجلس عليها.
إن العلم إِذَا لَمْ يَعْمَلْ بِعِلْمِهِ زَلَّتْ مَوْعِظَتُهُ عَنِ الْقُلُوبِ.
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ، أَنَا ابْنُ خَلِيلٍ، أَنَا اللَّبَّانُ، أَنَا الْحَدَّادُ، أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، نَا مُسَدَّدٌ، نَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَلِيَّا، فَأَصَابَ عليٌّ جَارِيَةً فَأَنْكَرُوا عَلَيْهِ. قَالَ: فَتَعَاقَدَ أَرْبَعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ قَالُوا: إِذَا لَقِيَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرْنَاهُ. وَكَانَ المسلمون إذا قدموا من سفر بدءوا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا قَدِمْتُ السَّرِيَّةُ سَلَّمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ أَحَدُ الأَرْبَعَةِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَمْ تَرَ أَنَّ عَلِيَّا صَنَعَ كَذَا وَكَذَا؟ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعْرَفُ الْغَضَبُ مِنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ:"مَا تُرِيدُونَ مِنْ عَلِيٍّ"؟ ثَلاثَ مَرَّاتٍ: "إِنَّ عَلِيَّا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ وَهُوَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي"1. رَوَاهُ قُتَيْبَةُ، وَبِشْرُ بن هلال، وطائفة، عن جعفر، ولم يتابعه عليه أحد.
1 أخرجه النسائي في الكبرى "8090، 8399، 8420"، والترمذي "3712"، والحاكم "3/ 110، 111"، وابن حبان "2203".
أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ، وَالتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَعَفَّانُ عَنْهُ.
وَإِسْنَادُهُ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَإِنَّمَا لَمْ يُخَرِّجْهُ فِي صَحِيحِهِ لِنَكَارَتِهِ.
مَاتَ جَعْفَرٌ الضُّبَعِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
42-
جَمِيلُ بْنُ عُبَيْدٍ1.
بَصْرِيٌّ.
عَنِ: الْحَسَنِ، وَإِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَهُوَ طَائِيٌّ.
43-
جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ بْنِ عُبَيْدٍ2 -خ. م. د. ن.
أَبُو مُخَارِقٍ، وَقِيلَ أَبُو مِخْرَاقٍ، وَهُوَ أَصَحُّ، الضُّبَعِيُّ الْبَصْرِيُّ.
أَحَدُ الثِّقَاتِ، رَوَى عَنْ: نَافِعٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ رَفِيقِهِ.
وعنه: ابن أخيه عبد الله بن محمد بْنِ أَسْمَاءَ، وَابْنُ أُخْتِهِ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، وَمُسَدَّدٌ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ فِي تَارِيخِهِ، فَمَا زَادَ فِيهِ عَلَى قَوْلِ يَحْيَى هَذَا.
تُوُفِّيَ جُوَيْرِيَةُ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
1 انظر الجرح والتعديل "2/ 519"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 216"، والثقات لابن حبان "6/ 147".
2 نظر الطبقات الكبرى "7/ 281"، والجرح والتعديل "2/ 531"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 241"، والثقات لابن حبان "6/ 153".
"حرف الحاء":
44-
حاتم بن شفي الهمذاني1.
أَبُو فَرْوَةَ الدِّمَشْقِيُّ.
عَنْ: مَكْحُولٍ، وَحَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ.
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَسُلَيْمَانُ ابْنُ بِنْتِ شُرَحْبِيلَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
45-
الْحَارِثُ بْنُ الصَّلْتِ الْمَدَنِيُّ الأَعْوَرُ.
الْمُؤَذِّنُ.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وَعَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ الْمُغِيرَةِ.
وَعَنْهُ: الْقَعْنَبِيُّ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَغَيْرُهُمْ.
مَحَلُّهُ الصِّدْقُ.
46-
الْحَارِثُ بْنُ عبيد2 -م. د. ت.
أبو قدامة الإيادي البصري.
عَنْ: أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَغَيْرِهِمَا.
لَيْسَ بِالْمُكْثِرِ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وسعيد بن منصور، ويحيى بن يحيى، ومسدد، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَعَدَدٌ كَثِيرٌ.
وَهُوَ حَسَنُ الْحَدِيثِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ، وَالنَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُمَا: لَيْسَ بالقوي.
1 انظر الجرح والتعديل "3/ 81"، والمجروحين لابن حبان "1/ 224"، والضعفاء لابن عدي "2/ 607-609"، وتهذيب الكمال "5/ 258-260".
2 انظر الجرح والتعديل "3/ 81"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 275"، والمجروحين لابن حبان "1/ 224".
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ ابْنَ مَعِينٍ عَنْهُ فَقَالَ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ. وَسَأَلْتُ أَبِي فَقَالَ: هُوَ مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْفَلاسُ، قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: كَانَ مِنْ شُيُوخِنَا، وَمَا رَأَيْتُ إلا خيرًا.
47-
الحارث بن عمير البصري1 -ع- أبو عمير، نَزِيلُ مَكَّةَ.
عَنْ: أَيُّوبَ وَأَبِي طُوَالَةَ، وَحُمَيْدٍ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ حَمْزَةُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَاحْتَجَّ بِهِ النَّسَائِيُّ، وَمَا عَلِمْتُ أَحَدًا مِنَ الْمُتَقَدِّمِينَ ضَعَّفَهُ قَبْلَ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ، وَأَجَادَ.
وَقَالَ الْحَاكِمُ: رَوَى عَنْ حُمَيْدٍ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ أحاديث موضوعة.
وقال ابن حبان: كان ممن يروي عَنِ الأَثْبَاتِ الأَشْيَاءَ الْمَوْضُوعَةَ، ثُمَّ سَاقَ لَهُ حَدِيثَ:"إِنَّ آيَةَ الْكُرْسِيِّ، وَشَهِدَ اللَّهُ، وَالْفَاتِحَةَ، مُعَلَّقَاتٌ بِالْعَرْشِ" الْحَدِيثَ بِطُولِهِ2.
وَحَكَمَ ابْنُ حِبَّانَ بِوَضْعِهِ، ثُمَّ ذَكَرَ لَهُ عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ حَدِيثًا فِي فَضْلِ الرِّبَاطِ، لا يُحْتَمَلُ.
48-
الْحُبَابُ بْنُ مُوسَى السَّعِيدِيُّ الْكُوفِيُّ3.
مِنْ آلِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الأُمَوِيِّ.
لَهُ عَنْ: هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ.
وَعَنْهُ: عُبَيْدُ بْنُ عُمَرَ الْمُحَارِبِيُّ، وَأَبُو النَّضْرِ هَاشِمٌ، وَعَبْدُ الحميد بن صالح.
1 انظر الجرح والتعديل "3/ 83، 84"، والتاريخ الكبير للبخاري "2، 276"، والمجروحين لابن حبان "1/ 223، 224"، وتهذيب الكمال "5/ 269، 270".
2 انظر في المجروحين له.
3 انظر أنساب الأشراف للبلاذري "3/ 24"، والإكمال لابن ماكولا "2/ 141".
49-
حبان بن علي العنزي1 -ق.
أبو علي الكوفي، أَخُو مَنْدَلِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بن عمير، وليث بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي زَيَّادٍ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَخَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، وَلُوَيْنُ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدُّولابِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
وَكَانَ أَحَدَ الْفُقَهَاءِ الْعُلَمَاءِ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ عِنْدَهُمْ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ مَنْدَلِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. قُلْتُ: فَأَخُوهُ؟ قَالَ: صَدُوقٌ.
قُلْتُ: أَيُّهُمَا أَعْجَبُ إِلَيْكَ؟ قَالَ: كِلاهُمَا، وتمرَّى2، كَأَنَّهُ يُضَعِّفُهُمَا.
وَقَالَ حُجْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ: مَا رَأَيْتُ بِالْكُوفَةِ فَقِيهًا أَفْضَلَ مِنْ حِبَّانَ بْنَ عَلِيٍّ.
قَالَ الْخَطِيبُ: كَانَ قَدْ أَشْخَصَهُ الْمَهْدِيُّ وَأَخَاهُ مِنَ الْكُوفَةِ، فلما دخلا عليه قال: أيكما مندل؟ قال مِنْدَلٌ: هَذَا حِبَّانُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: فِيهِمَا ضَعْفٌ، وَهُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ.
مَاتَ حِبَّانُ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ.
50-
حُبَيِّبُ بْنُ حُبَيِّبٍ الْكُوفِيُّ3.
مُثْقَلٌ، هُوَ أَخُو حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ.
رَوَى عَنْ: أَبِي إسحاق السبيعي.
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 381"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 88، 89"، وتاريخ الطبري "2/ 388".
2 أي كأنه شك.
3 انظر الجرح والتعديل "3/ 309"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 126"، والضعفاء لابن عدي "2/ 821".
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ.
51-
حُدَيْجُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجِ بْنِ الرُّحَيْلِ الْجُعْفِيُّ1 الْكُوفِيُّ.
أَخُو زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ.
عَنْ: أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ، وَأَبِي إِسْحَاقَ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَلُوَيْنُ.
وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: يَتَكَلَّمُونَ فِي بَعْضِ حَدِيثِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ، يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي كِتَابِ "الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ" لِلنَّسَائِيِّ.
مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ تقريبًا.
52-
حرب بن أبي العالية2 -د. ن.
أبو معاذ البصري.
عَنِ: الْحَسَنِ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، وَبَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَقُتَيْبَةُ، وَلُوَيْنُ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، فِي رِوَايَةِ عَبَّاسٍ الدُّورِيِّ.
رَوَى أَحْمَدُ بْنُ زهير عنه: ضعيف.
1 انظر الطبقات الكبرى "6/ 337"، والجرح والتعديل "3/ 310، 311"، والتاريخ الكبير "3/ 115"، والمجروحين لابن حبان "1/ 271".
2 الجرح والتعديل "3/ 251"، والتاريخ الكبير "3/ 64، 65"، والثقات لابن حبان "6/ 232"، وتهذيب الكمال "5/ 256".
وَلَهُ فِي الْكِتَابَيْنِ حَدِيثٌ وَاحِدٌ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَرْبِ بْنِ أَبِي الْعَالِيَةِ، فَقَالَ: رَوَى عَنْ هُشَيْمٍ، مَا أَدْرِي لَهُ أَحَادِيثَ. فَإِنَّهُ ضَعَّفَهُ.
قَالَ الْفَلاسُ: هُوَ حَرْبُ بْنُ مِهْرَانَ.
53-
حَزْمُ بْنُ أَبِي حزم مِهْرَانَ الْقُطَعِيُّ1 -خ.
هُوَ أَخُو سُهَيْلٍ، بَصْرِيٌّ صَدُوقٌ.
رَوَى عَنِ: الْحَسَنِ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، وَمَيْمُونِ بْنِ سِيَاهٍ، وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كُرَيْزٍ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَخَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، وَمُسدَّدٌ، وَالْقَوَارِيرِيُّ، وَهُدْبَةُ، وَلُوَيْنُ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ.
يَقَعُ حَدِيثُهُ عَالِيًا فِي "جُزْءِ الْمَغَارِ".
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
54-
الْحَسَنُ بْنُ عَيَّاشِ بْنِ سَالِمٍ2 -م. ت. ن.
أَخُو أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ الْكُوفِيُّ.
كَانَ وَصِيَّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ رَوَى عَنِ: الأَعْمَشِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، وَجَعْفَرٍ الصَّادِقِ، والطبقة.
وعنه: ابن المبارك، ويحيى بن آدم، وابن مهدي، وقبيصة، وأحمد بن يونس، وغيرهم.
وثقه ابن معين، والنسائي.
1 الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 284"، والجرح والتعديل "3/ 294"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 111".
2 نظر الجرح والتعديل "3/ 29، 30"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 302"، وتهذيب الكمال "6/ 291-294".
ومات كهلا1 في سنة اثنتين وسبعين ومائة.
له في "صحيح مسلم" حديث واحد.
55-
حسين بن عبد الله بن ضميرة الحميري2 المدني.
نزيل ينبع.
روى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَأَبُو مصعب الزهري.
قال ابن خزيمة: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَمِمَّنْ يَرْوِي عَنْهُ: أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ.
سَاقَ ابْنُ عَدِيٍّ فِي تَرْجَمَتِهِ عِدَّةَ أَحَادِيثَ.
قَالَ أَبُو مُصْعَبٌ: تَقَدَّمَ مَالِكٌ حِينَ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ يَصِلُ الصَّفَّ فَوَجَدَ الْحُسَيْنَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضُمَيْرَةَ فَقَالَ لَهُ: حَدِّثْنِي بِحَدِيثِ أَبِيكَ، عَنْ جَدِّكَ، عَنْ عَلِيٍّ، مِنَ الْوِتْرِ. فَذَكَرَهُ لَهُ.
وَمَتْنُهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان يُوتِرُ بِثَلاثٍ: فِي الأُولَى بِالْحَمْدِ وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدْ. وَفِي الثَّانِيَةِ بِالْحَمْدِ وَقُلْ يَا أيها الكافرون. وفي الثالثة بالحمد وقل هو والمعوذتين.
فَقَالَ مَالِكٌ: اللَّهُ أَكْبَرُ، الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي وَافَقَ وِتْرِي وِتْرَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ3.
قُلْتُ: هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ حُسَيْنًا ثِقَةُ مَالِكٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ داود السِّمْنَانِيُّ: نَا مَهْدِيُّ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: ثنا
1 أي: كبير السن.
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "9/ 452"، والجرح والتعديل "3/ 57، 58"، والتاريخ الكبير "2/ 388".
3 "حديث ضعيف جدًّا": أخرجه ابن عدي في الضعفاء "2/ 768"، وفي إسناده الحسين بن عبد الله ضعفه العلماء.
مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: إِنَّ هُنَا قَوْمًا يُحَدِّثُونَ يَكْذِبُونَ: حُسَيْنُ بْنُ ضُمَيْرَةَ.
قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى: سَمِعْتُ ابْنَ مَهْدِيٍّ يُحَدِّثُ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضُمَيْرَةَ.
56-
حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ الْوَاسِطِيُّ1 -خ. د. ت. ن.
عَنْ: حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَحُسَيْنِ بْنِ قَيْسٍ الرَّحَبِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى.
وَعَنْهُ: مُسدَّدٌ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ، وَحُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ.
57-
حَفْصُ بْنُ جُمَيْعٍ الْعِجْلِيُّ الْكُوفِيُّ2 -ق.
عَنْ: سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَأَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، وَجَمَاعَةٌ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يُحْتَجُّ به.
58-
حفص المقرئ3 -ت. ق.
هُوَ حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَسَدِيُّ الْغَاضِرِيُّ الْكُوفِيُّ، أَبُو عُمَرَ شَيْخُ الْقُرَّاءِ، وَيُقَالُ لَهُ: حَفْصُ بْنُ أَبِي داود، وَكَانَ حُجَّةً فِي الْقِرَاءَةِ، وَاهِيًا فِي الْحَدِيثِ.
قَرَأَ عَلَى: زَوْجِ أُمِّهِ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ.
وَرَوَى عَنْ: عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وابن إسحاق، وكثير بن زاذان، ومحارب بن دثار، وإسماعيل السدي، وليث بن أبي سليم، وطائفة.
1 انظر الجرح والتعديل "3/ 197"، والتاريخ الكبير "3/ 10"، والثقات لابن حبان "8/ 208"، وتهذيب الكمال "6/ 546".
2 انظر الجرح والتعديل "3/ 170، 171"، وتهذيب الكمال "7/ 6، 7"، والمجروحين لابن حبان "1/ 256".
3 انظر الجرح والتعديل "3/ 73"، والتاريخ الكبير "2/ 363"، والمجروحين "1/ 255"، وتهذيب التهذيب "2/ 400".
قرأ عليه: عمرو بن الصباح، وعبيد بن الصباح، وأبو شعيب القواس، وحمزة بن القاسم، وحسين بن محمد المروذي، وخلف الحداد، وسمى أبو عمرو الداني خلقا ممن أخذ القراءة عَنْ حَفْصٍ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: بَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ، وَأَدْهَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ.
وَعَمْرُو بْنُ النَّاقِدِ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، وَهُبَيْرَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمَّارُ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَا بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ. تَرَكُوهُ.
وَقَالَ خَلَفٌ الْبَزَّارُ: مَوْلِدُ حَفْصٍ سَنَةَ تِسْعِينَ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ جَلَسَ إِلَى الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَسَأَلَهُ.
قَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَقَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى عَاصِمٍ مَرَّاتٍ، وَجَوَّدَهُ. وَكَانَ الْقُدَمَاءُ يَعُدُّونَ حَفْصًا فِي الإِتْقَانِ لِلْحُرُوفِ فَوْقَ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، وَيَصِفُونَهُ بِالضَّبْطِ.
وَقَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ: حَدَّثَ حَفْصٌ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ وَجَمَاعَةٍ أَحَادِيثَ بَوَاطِيلَ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ أَحَادِيثِهِ غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ.
وَقَالَ أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ: كَانَ حَفْصٌ أَعْلَمَهُمْ بِقِرَاءَةِ عَاصِمٍ.
قُلْتُ: إِنَّمَا دَخَلَ عَلَيْهِ الداخل في الحديث لتهاونه به.
قال أحمد بن حنبل: نَا يَحْيَى الْقَطَّانُ قَالَ: ذَكَرَ شُعْبَةُ حَفْصَ بْنَ سُلَيْمَانَ فَقَالَ: كَانَ يَأْخُذُ كُتُبَ النَّاسِ وَيَنْسَخُهَا، أَخَذَ مِنِّي كِتَابًا فَلَمْ يَرُدَّهُ، وَكَانَ يَسْتَعِيرُ الْكُتُبَ.
وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَفْصٌ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: نَا مُحَمَّدٌ، نَا الْحَسَنُ، نَا شَبَّابَةُ قَالَ: قُلْتُ لأبي بكر بن عياش: أبو عمر رَأَيْتَهُ عِنْدَ عَاصِمٍ؟
فَقَالَ: لا.
مَاتَ حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
59-
حَفْصُ بْنُ صُبَيْحٍ الأَزْرَقُ1.
عَنْ: بشير بن زيد، و"عطاء بْنِ السَّائِبِ".
وَعَنْهُ: رَبَاحُ بْنُ خَالِدٍ، وَقُبَيْصَةُ بن عقبة، وأبو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ.
60-
الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ2.
أَبُو مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ، وَهُوَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ.
عَنْ: عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، وَإِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ، وَعَاصِمِ بْنَ أَبِي النُّجُودِ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ الْخُرَاسَانِيِّ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، وَأَبُو مَعْمَرٍ الْقَطِيعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدُّولابِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ الزَّمِّيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ.
وَرَوَى عَنْهُ مِنَ الْقُدَمَاءِ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ؛ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، تَرَكُوهُ.
وَقَالَ ابْنُ عَديٍّ: عَامَّةُ أَحَادِيثِهِ غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ.
قُلْتُ: مَاتَ فِي حُدُودِ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ يَحْيَى: كَانَ مَرْوَانُ يَقُولُ: أَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبِي لَيْلَى، وَهُوَ ابْنُ ظُهَيْرٍ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، نَا الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: جَاءَ بُسْتَانُ الْيَهُودِيُّ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! أَخْبِرْنِي عَنِ النجوم التي رآها يوسف أنها
1 انظر الجرح والتعديل "3/ 175"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 370"، والثقات لابن حبان "6/ 199".
2 انظر الجرح والتعديل "3/ 118"، والمجروحين لابن حبان "1/ 250، 251"، وتهذيب الكمال "7/ 99-103".
سَاجِدَةٌ لَهُ، فَلَمْ يُجِبْهُ حَتَّى أَتَاهُ جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَهُ، فَأَرْسَلَ إِلَى الْيَهُودِيِّ فَقَالَ:"إِنْ أَخْبَرْتُكَ بِأَسْمَائِهَا تُسْلِمْ"؟ قَالَ: أَخْبِرْنِي.
قَالَ: "حِرْقَانُ، وَطَارِقٌ، وَالذَّيَّالُ، وَذُو الْكَنَفَاتِ، وَذُو الْفُرُعِ، وَوَثَّابٌ، وَعَمُودَانُ، وَقَابِسٌ، وَالصَّرُوحُ، وَالْمُصَبِّحُ، وَالْفُلَيْقُ، وَالضِّيَاءُ، وَالنُّورُ".
يَعْنِي أَبَاهُ وَأُمَّهُ رَآهَا فِي أُفُقِ السَّمَاءِ أَنَّهَا سَاجِدَةٌ لَهُ.
فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: هَذِهِ وَاللَّهِ أَسْمَاؤُهَا1.
61-
الحكم بن عبد الله بن خطاف2 -ق.
أبو سلمة العاملي الأزدي، وقيل: الدمشقي.
عَنِ: الزُّهْرِيِّ، وَعُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَذَّابٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
62-
الْحَكَمُ بْنُ عَبْدَةَ3 -ق.
بَصْرِيٌّ نَزَلَ مِصْرَ.
رَوَى عَنْ: أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَرَبِيعَةَ الرَّأْيِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَإِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى الْخَوْلانِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ بكير.
فيه لين.
63-
الحكم بن عمرو4.
1 "حديث موضوع": أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات "1/ 146"، وقال: حديث موضوع عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وكان واضعه قصد شين الإسلام بمثل هذا، وفيه جماعة ليسوا بشيء.
2 انظره في الكنى.
3 انظر تهذيب الكمال "7/ 112، 113"، وميزان الاعتدال للمصنف "1/ 577"، وتهذيب التهذيب "2/ 432".
4 انظر الجرح والتعديل "3/ 123"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 335"، والضعفاء لابن عدي "2/ 625"، وميزان الاعتدال للمصنف "1/ 578".
وَيُقَالُ: ابْنُ عُمَرَ الرُّعَيْنِيُّ الْحِمْصِيُّ.
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ، فَهُوَ بِهَذَا الاعْتِبَارِ تَابِعِيٌّ.
وَعَنْ: عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَقَتَادَةَ.
وَعَنْهُ: خَالِدُ بْنُ مِرْدَاسٍ، وَيَحْيَى بْنُ "صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ"، وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، وَجَمَاعَةٌ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
"أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ المنعم"، بن أَبِي الْيُمْنِ الْكِنْدِيِّ أَنَّ أَبَا الْفَتْحِ الْبَيْضَاوِيَّ أَخْبَرَهُمْ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، أَبُو الْحُسَيْنِ أحمد بن محمد البزاز، أَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، نَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، نَا خَالِدُ بْنُ مِرْدَاسٍ إِمْلاءً سَنَةَ ثلاثين ومائتين: نا الحكم بن عمرو وقال: صَلَّيْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَكَانَ يَجْهَرُ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ كُلِّ سُورَةٍ يَقْرَؤُهَا.
64-
الْحَكَمُ بْنُ فُضَيْلٍ1.
أَبُو مُحَمَّدٍ الواسطي.
عن: خالد الحذاء، وسيار أَبِي الْحَكَمِ، وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، وَيَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ.
وَعَنْهُ: عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ: كَانَ مِنْ أَعْبَدِ أَهْلِ زَمَانِهِ.
وَقَالَ أَبُو داود: ثِقَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يُخَالِفُ الثِّقَاتِ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ، وَمِثْلُهُ يَحْيَى بْنُ فُضَيْلٍ، وَالْبَاقُونَ فُضَيْلٌ، بِضَمٍّ مُعْجَمَةٍ.
65-
الْحَكَمُ بْنُ هِشَامٍ الثَّقَفِيُّ الْعُقَيْلِيُّ2 -ن. ت.
1 انظر الجرح والتعديل "3/ 126، 127"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 339"، والثقات لابن حبان "8/ 193".
2 انظر الجرح والتعديل "3/ 130"، والتاريخ الكبير للبخاري "2/ 341"، وتهذيب الكمال "7/ 155-159"، وميزان الاعتدال "1/ 582".
كُوفِيٌّ نَزَلَ دِمَشْقَ.
وَرَوَى عَنْ: قَتَادَةَ، وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَبُو مسهر، والهيثم بن خارجة، وهشام بن عمار، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَرَادِيسِيُّ.
وَكَانَ شَرِيفَ النَّفْسِ متعففًا.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ الْعِجْلِيُّ: كَانَ ثِقَةً حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كَانَ الْحَكَمُ فَقِيرًا فَيُدْعَى إِلَى الطَّعَامِ وَهُوَ جَائِعٌ، فَيَلْبَسُ مِطْرَفَ خَزٍّ عَتِيقًا، ثُمَّ يَدْخُلُ الْعُرْسَ فَيُبَارِكُ وَلا يَأْكُلُ. وَكَانَ عَسِرًا فِي الْحَدِيثِ ثُمَّ إِنَّهُ انْبَسَطَ.
وَكَانَ مُؤَاخِيًا لِأَبِي حَنِيفَةَ.
وَرَوَى سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ الْعِجْلِيِّ قَالَ: أَقْبَلَ الْحَكَمُ بْنُ هِشَامٍ يُرِيدُ مِنْدَلا، فَلَمَّا جَلَسَ قَالَ لَهُ أَصْحَابُ مَنْدَلٍ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، مَا تَقُولُ فِي عُثْمَانَ؟ قَالَ: كَانَ وَاللَّهِ خِيَارُ الْخِيَرَةِ، أَمِيرُ الْبَرَرَةِ، قتيل الفجرة، منصور النضرة، مَخْذُولُ الْخَذَلَةِ، أَمَّا خَاذِلُهُ فَقَدْ خُذِلَ، وَأَمَّا قَاتِلُهُ فَقَدْ قُتِلَ، وَأَمَّا نَاصِرُهُ فَقَدْ نُصِرَ.
قَالُوا لَهُ: فَعَلِيٌّ خَيْرٌ أَمْ مُعَاوِيَةُ؟ قَالَ: بَلْ عَلِيٌّ رضي الله عنه.
قَالُوا: فَأَيُّهُمَا كَانَ أَحَقُّ بِالْخِلافَةِ؟ قَالَ: كَانَ أَحَقُّ بِالْخِلافَةِ مَنْ جَعَلَهُ اللَّهُ خَلِيفَةً.
أَبُو مُسْهِرُ: نَا الْحَكَمُ بْنُ هِشَامٍ الْعُقَيْلِيُّ قَالَ: مَنْ أَغْرَقَ فِي الْحَدِيثِ فَلْيُعِدَّ لِلْفَقْرِ جِلْبَابًا، فَلْيَأْخُذْ مِنْهُ أَحَدُكُمْ بِقَدْرِ الطَّاقَةِ، وَلْيَحْتَرَفْ حَذَرَ الْفَاقَةِ.
الأَصْمَعِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ: يُقَالُ خَمْسَةٌ قَبِيحَةٌ: الْفُتُوَّةُ فِي الشُّيُوخِ، وَالْحِرصُ فِي الزُّهَّادِ، وَقِلَّةُ الْحَيَاءِ فِي ذَوِي الْحَسَبِ، وَالْبُخْلُ فِي ذَوِي الْمَالِ، وَالْحِدَّةُ فِي السُّلْطَانِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: الْحَكَمُ بْنُ هِشَامٍ الثَّقَفِيُّ لا يحتج به.
66-
حَكِيمُ بْنُ نَافِعٍ1.
أَبُو جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ عَنْ: عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَمُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَالأَعْمَشِ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ، وَالنُّفَيْلِيُّ، وَأَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ وَمُعَافَى بْنُ سُلَيْمَانَ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ. لَيْسَ بِشَيْءٍ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَجَاءَ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ فِيهِ ثَلاثَةُ أَقْوَالٍ؛ أَحَدُهَا: ثِقَةٌ.
67-
حَمَّادُ بْنُ زَيْدِ بْنِ دِرْهَمِ بْنِ الإِمَامِ إِسْمَاعِيلَ الأَزْدِيُّ2 -ع.
مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ الأَزْرَقُ الضَّرِيرُ الْحَافِظُ، أَحَدُ الأَعْلامِ، مَوْلَى آلِ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ.
كَانَ جَدُّهُ دِرْهَمُ مِنْ سَبْيِ سِجِسْتَانَ.
رَوَى حَمَّادُ عَنْ: أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْقُرَشِيَّيْنِ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَأَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ، وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَخَلْقٍ.
وَعَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَعَبْدُ الْوَارِثِ، وعبد الرحمن بْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُسدَّدٌ، وَالْقَوَارِيرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيُّ، وَعَارِمٌ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حَسَّابٍ، وَقُتَيْبَةُ، وَأُمَمٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: أَئِمَّةُ النَّاسِ فِي زَمَانِهِمْ أَرْبَعَةٌ: الثَّوْرِيُّ بِالْكُوفَةِ، وَمَالِكٌ بِالْحِجَازِ، وَالأَوْزَاعِيُّ بِالشَّامِ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ بِالْبَصْرَةِ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ أَحَدٌ فِي أَيُّوبَ أثبت من حماد بن زيد.
1 انظر الجرح والتعديل "3/ 207"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 18"، والثقات لابن شاهين "109".
2 انظر الطبقات الكبرى "7/ 286، 287"، والجرح والتعديل "3/ 137-139"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 25"، والثقات لابن حبان "6/ 217"، وتهذيب الكمال "7/ 239-252".
وقال يحيى بن يحيى: ما رأيت شخصًا أَحْفَظَ مِنْهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ مِنْ أَئِمَّةِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الدِّينِ، هُوَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ.
وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: لَمْ أَرَ أَحَدًا قَطُّ أَعْلَمَ بِالسُّنَّةِ وَلا بِالْحَدِيثِ الَّذِي يَدْخُلُ فِي السُّنَّةِ مِنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ.
وَقَالَ أَيْضًا: مَا رَأَيْتُ أَعْلَمَ مِنْهُ، وَمِنْ مَالِكٍ، وَسُفْيَانَ.
وَقَالَ: مَا رَأَيْتُ بِالْبَصْرَةِ أَفْقَهَ مِنْهُ.
وَعِنْدَ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: جَالَسْتُ أَيُّوبَ عِشْرِينَ سَنَةً.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ: مَاتَ حَمَّادُ بْنُ أَيُّوبٍ يَوْمَ مَاتَ وَلا أَعْلَمُ لَهُ فِي الإِسْلامِ نَظِيرًا فِي هَيْئَتِهِ وَدَلِّهِ، وَأَظنُّهُ قَالَ: وَسَمْتِهِ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، يَوْمَ مَاتَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: مَاتَ سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ صَرِيرًا يَحْفَظُ كُلَّ حَدِيثِهِ.
وَقَالَ ابْنُ مُصفَّى: نَا بَقِيَّةُ قَالَ: مَا رَأَيْتُ بِالْعِرَاقِ مِثْلَ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ.
قلت: ومن خَاصِيَّةِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ لا يُدَلِّسُ أَبَدًا.
قَالَ: خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: الْمُدَلِّسُ مُتَشَبِّعٌ بِمَا لَمْ يُعْطَ.
قُلْتُ: وَالْمُدَلِّسُ دَاخِلٌ فِي عُمُومِ قَوْلِهِ: {وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} [آل عمران: 188] . وَدَاخِلٌ فِي قَوْلِهِ عليه السلام: "مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا" 1؛ لِأَنَّهُ يُوهِمُ السَّامِعِينَ أَنَّ حَدِيثَهُ مُتَّصِلٌ وَفِيهِ انْقِطَاعٌ، هَذَا إِذَا دَلَّسَ عَنْ ثِقَةٍ، أَمَّا إِذَا دَلَّسَ خَبَرَهُ عَنْ ضَعِيفٍ يُوهِمُ أَنَّهُ صَحِيحٌ، فَهَذَا قَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَقَدْ قَالَ عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ: التَّدْلِيسُ ذُلُّ.
وَقَالَ سَلامُ بْنُ أَيُّوبَ صَاحِبُ الْبَصْرِيِّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، وَلا سفيان ولا مالكًا.
1 "حديث صحيح": أخرجه مسلم "101"، وأحمد "3/ 498"، والحاكم "2/ 9"، والبيهقي "5/ 255".
وقال فيه الثوري: رجل بالبصرة بَعْدَ شُعْبَةَ ذَلِكَ الأَزْرَقُ.
وَقَالَ وَكِيعٌ: مَا كُنَّا نُشَبِّهُهُ إِلا بِمِسْعَرٍ.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: لَمْ يَكُنْ لِحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ كِتَابٌ إِلا كِتَابَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ الطَّبَّاعِ: مَا رَأَيْتُ أَعْقَلَ مِنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ثِقَةٌ، كَانَ حَدِيثُهُ أَرْبَعَةَ آلافٍ، كَانَ يَحْفَظُهَا، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كِتَابٌ.
وَقَالَ فِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خِدَاشٍ، لَمْ يُخْطِئْ فِي حَدِيثٍ قَطُّ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامَةَ كِتَابَةً، عَنْ أَبِي الْمَكَارِمِ اللَّبَّانِ، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، نَا الطَّبَرَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ -وَذَكَرَ الْجَهْمِيَّةَ- فَقَالَ: إِنَّمَا يُحَاوِلُونَ أَنْ يَقُولُوا: لَيْسَ فِي السَّمَاءِ شَيْءٌ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ، أَنَا الْبَهَاءُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى أَبِي الْفَتْحِ الدَّبَّاسِ، أَنَا أَبُو غَالِبٍ الْبَاقِلانِيُّ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْوَاعِظُ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّجَّادُ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، نَا عَارِمٌ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ:
قُلْ لِمَنْ يَطْلُبُ عِلْمًا
…
ائْتِ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ
نَلْتَمِسْ حِكَمًا وَعِلْمًا
…
ثُمَّ قَيِّدْهُ بِقَيْدٍ
أَخْبَرَنَا أبو المعالي الأبرقوهي، أنا الفتح عَبْدِ السَّلامِ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالُوا: أَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْمُعَدَّلِ، أَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ الزُّهْرِيُّ، ثنا جفعر الْفِرْيَابِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حَسَّابٍ، ثنا حماد بن زيد عن يحيى بن عَتِيقٍ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَخْوَفَ عَلَى مَنْ قَالَ هَذَا الْقَوْلِ مِنْ هَذِهِ الآيَةِ {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} [البقرة: 8] .
قُلْتُ: وَقَعَ لِي أَحَادِيثُ عَالِيَةٌ عَنْ طَرِيقِ حَمَّادٍ قَدْ أَفْرَدْتُهَا.
وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ، وَعَاشَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ سَنَةً، قَالَ الْفَلاسُ، مَاتَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ تَاسِعَ شهر رمضان.
وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: مَاتَ فِي آخِرِ سَنَةِ تِسْعٍ، كَذَا قَالَ.
وَقَالَ عَارِمٌ: مَاتَ لِعَشْرِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ رَمَضَانَ، سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ، فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ.
قَالَ أَبُو داود: مَاتَ مَالِكٌ قَبْلَهُ بِأَشْهُرٍ.
68-
حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ التَّمِيمِيُّ الْحِمَّانِيُّ1، الْكُوفِيُّ.
أَبُو شُعَيْبٍ.
وَهُوَ حَمَّادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةٍ، ثُمَّ عَرَضَهُ عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ.
قَرَأَ عَلَيْهِ: يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُلَيْمِيُّ.
وَحَدَّثَ عَنْ: حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهيلٍ، وَأَبي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ، وَسِوَاهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَضَعَّفَهُ أَبُو زُرْعَةَ، وَغَيْرُهُ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: فِيهِ نَظَرٌ.
شُرَيْحُ بْنُ النُّعْمَانِ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ:"نَهَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ يُدْخَلَ الْمَاءُ إِلا بِمِئْزَرٍ"2 قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: لا يُتَابِعُهُ عَلَيْهِ إِلا مَنْ هُوَ دُونَهُ أَوْ مثله.
1 انظر الجرح والتعديل "3/ 142"، والتاريخ الكبير "3/ 25"، والمجروحين لابن حبان "1/ 251"، والضعفاء لابن عدي "2/ 659-661".
2 "حديث ضعيف": أخرجه ابن خزيمة "1/ 38، 2"، والحاكم "1/ 162"، وفي إسناده الحسن بن بشر الهمداني صدوق يخطئ، انظر الضعيفة "1504".
69-
حَمَّادُ بْنُ الإِمَامِ أَبِي حَنِيفَةَ النُّعْمَانِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ1 زُوطِيٍّ.
الْفَقِيهُ أَبُو إِسْمَاعِيلَ.
تَفَقَّهَ بِوَالِدِهِ، وَقِيلَ كَانَ مِنَ الْعُبَّادِ الأَخْيَارِ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ وَعَنْ: لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَقُتَيْبَةُ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ.
لَيَّنُوهُ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ.
وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي "الْكَامِلِ".
قِيلَ: مَاتَ فِي ذِي العقدة سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
70-
حَمَّادُ بْنُ يَحْيَى الأبح2 -ت.
أبو بكر الأنصاري رَوَى عَنِ: ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَمَكْحُولٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَالْحَكَمِ بْنِ عُتْبَةَ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَبِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَقَالَ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: كَانَ مِنْ شُيُوخِنَا، نَسَبَهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَوْ قَالَ يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
وَقَالَ أَبُو بِشْرٍ الدُّولابِيُّ: رُبَّمَا يَهِمُ فِي الشَّيْءِ بَعْدَ الشَّيْءِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ مِمَّنْ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ أَيْضًا: رُبَّمَا يَهِمُ فِي الشَّيْءِ بَعْدَ الشَّيْءِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَا أَرَى فِيهِ بَأْسًا.
71-
حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الواحد المكي3.
1 انظر الجرح والتعديل "3/ 149"، والضعفاء لابن عدي "2/ 669"، ولسان الميزان "2/ 346".
2 انظر الجرح والتعديل "3/ 151، 152"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 24"، والثقات لابن حبان "6/ 221".
3 الجرح والتعديل "3/ 213"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 52، 53"، والثقات لابن حبان "6/ 228".
عَنْ: عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ.
72-
حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ1 الْقَاصُّ.
الْمُعَلِّمُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
رَوَى عَنِ: الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ، وَعَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَخَلادُ بْنُ يَحْيَى، وَآخَرُونَ.
وَلَعَلَّهُ مَاتَ بَعْدَ السِّتِّينَ وَمِائَةٍ.
"حرف الْخَاءِ":
73-
خَارِجَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ رَافِعِ بْنِ مُكَيْثٍ الْجُهَنِيُّ2 الْمَدَنِيُّ.
عَنْ: أَبِيهِ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْد اللَّهِ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْفَقِيهُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْجُهَنِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أبي أويس.
قال أبو حاتم: صالح الحديث.
74-
خَاقَانُ بْنُ الأَهْتَمِ الْمِنْقَرِيُّ3.
عَنِ: الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَابْنُ جُدْعَانَ.
وَعَنْهُ: مُسدَّدٌ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بن عبد الوراث.
قال أبو داود: ضعيف.
1 انظر الجرح والتعديل "3/ 242"، والثقات لابن حبان "8/ 209".
2 انظر الجرح والتعديل "3/ 375"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 2065"، والثقات لابن حبان "6/ 273"، وتهذيب الكمال "8/ 5، 6".
3 انظر الجرح والتعديل "3/ 405، 406"، والمغني في الضعفاء "1/ 200".
75-
خَالِدُ بْنُ زِيَادٍ الأَزْدِيُّ التِّرْمِذِيُّ1.
عَنْ: أَبِي زُرْعَةَ الْبَجَلِيِّ، وَنَافِعٍ الْعُمَرِيِّ، وَقَتَادَةَ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، وَاللَّيْثُ بْنُ خَالِدٍ الْبَلْخِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلْقَمَةَ الأَزْدِيُّ، وَقُتَيْبَةُ، وَمُسدَّدٌ، وَصَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التِّرْمِذِيُّ.
مَحَلُّهُ الصِّدْقُ، مَا ضَعَّفَهُ أَحَدٌ.
76-
خَالِدُ بْنُ سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ2 الأُمَوِيُّ.
أَخُو إِسْحَاقَ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَبُدَيْحٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الأَزْدِيُّ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ.
77-
خَالِدُ بْنُ شَوْذَبٍ الْجُشَمِيُّ الْبَصْرِيُّ3.
عَنِ: الْحَسَنِ.
وَعَنْهُ: أَبُو غَسَّانَ النَّهدِيُّ، وَقُتَيْبَةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
78-
خَالِدُ بْنُ مَيْسَرَةَ الْبَصْرِيُّ الْعَطَّارُ4.
عن: عطاء الخراساني، ومعاوية بن قرة.
1 انظر الجرح والتعديل "3/ 332"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 151"، والثقات لابن حبان "6/ 263"، وتهذيب الكمال "8/ 65، 66".
2 انظر الجرح والتعديل "3/ 335"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 152"، والثقات لابن حبان، وتهذيب الكمال "8/ 81".
3 انظر الجرح والتعديل "3/ 336"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 155"، والثقات لابن حبان "6/ 261"، والضعفاء لابن عدي "3/ 897".
4 انظر الجرح والتعديل "3/ 352"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 175"، والثقات لابن حبان "6/ 265"، وتهذيب الكمال "8/ 182-184".
وَعَنْهُ: أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَسَّانٍ، وَيُونُسُ الْمُؤَدِّبُ، وَأَبُو أَحْمَدَ الْفُرَاتُ الرَّازِيُّ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ عِنْدِي صَدُوقٌ.
79-
خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الزَّيَّاتُ الْكُوفِيُّ1.
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ.
عَنِ: الشَّعْبِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وزهير بن عباد، وعبد الله مُشْكَدَانَةَ، وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُعْفِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: مَا به بأس.
80-
خلاد بن سليمان2 -س.
أبو سليمان الحضرمي المصري.
عَنْ: نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَخَالِدِ بْنِ أبي عمران، ودراج أَبِي السَّمْحِ.
وَعَنْهُ: حَسَّانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَجَمَاعَةٌ سِوَاهُمْ.
وَكَانَ ثِقَةً صَالِحًا قَانِتًا للَّهِ، وَكَانَ أُمِّيًّا لا يَكْتُبُ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
81-
خَلَفٌ الأَحْمَرُ3.
اللُّغَوِيُّ الشَّاعِرُ، صَاحِبُ الْبَرَاعَةِ فِي الأَدَبِ.
يُكَنَّى أَبَا مُحْرِزٍ، مَوْلَى بِلالِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، تَعَبَّدَ فِي أَوَاخِرِ عُمْرِهِ.
حَمَلَ عَنْهُ دِيوَانَهُ أبو نواس، ورثاه بقصيدة.
1 انظر الجرح والتعديل "3/ 356"، والثقات لابن شاهين "117".
2 انظر الجرح والتعديل "3/ 365، 366"، والتاريخ للبخاري "3/ 188، 189"، والثقات لابن حبان "8/ 224".
3 انظر أخبار القضاة لوكيع "3/ 317"، وتاريخ الطبري "8/ 115".
وَلِخَلفٍ الْقَصِيدَةُ السَّائِرَةُ الَّتِي نَحَلَهَا تَأَبَّطَ شَرًّا:
إِنَّ بِالشِّعْبِ الَّذِي دُونَ سَلْعٍ
لَقَتِيلٌ دَمُهُ مَا يُطَلُّ
خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ.
يَأْتِي.
82-
الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ1.
صَاحِبُ الْعَرُوضِ.
قَدْ تَقَدَّمَ. وَيُقَالُ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَفِيهَا مَاتَ.
83-
خَشَافٌ الْكُوفِيُّ2 صَاحِبُ اللُّغَةِ.
84-
الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ3.
رَوَى عَنْ: مُسْتَنِيرِ بْنِ أَخْضَرَ.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَمِينَةَ.
شَيْخٌ مَسْتُورٌ.
85-
الْخَيْزُرَانُ الْجُرَشِيَّةُ4.
مَوْلاةُ الْمَهْدِيِّ وحبيبته وزوجته، وأم ولديه الهادي والرشيد.
رزقت من سعادة الدنيا ما لا يُوصَفُ.
قَالَ الْمَسْعُودِيُّ: كَانَ مُغَلُّهَا فِي السنة مائتي ألف وستين ألفًا.
1 تقدم ترجمته.
2 انظر النجوم الزاهرة "2/ 82"، وبغية الوعاة "1/ 551".
3 انظر الجرح والتعديل "3/ 380"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 200"، والثقات لابن حبان "8/ 230"، وتهذيب الكمال "8/ 333، 334".
4 انظر تاريخ الطبري "2/ 156، 8/ 72"، والكامل في التاريخ "1/ 458"، والأعلام للزركلي "2/ 328".
وَقَدْ رَوَى الْخَطِيبُ فِي تَرْجَمَتِهَا حَدِيثًا تَرْوِيهِ عَنِ الْمَهْدِيِّ، عَنْ آبَائِهِ، وَلا يَثْبُتُ.
قِيلَ: تُوُفِّيَتْ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
"حرف الدَّالِ":
86-
داود بْنُ الزِّبْرِقَانِ الْبَصْرِيُّ1.
عَنْ: مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، وَداود بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَعَلِيِّ بْنِ جُدْعَانَ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ، وَزَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ صَبِيحٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
وَحَسَّنَ حاله ابن حبان وَقَالَ: كَانَ يَهِمُّ فِي الْمُذَاكَرَةِ وَيُعْتَبَرُ بِهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لا أَتَّهِمُهُ فِي الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدِيثُهُ مُقَارِبٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
87-
داود بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العطار2 -ع.
أبو سليمان المكي.
عَنْ: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَالْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، وَعَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ عِمَارَةَ، وَمَنْصُورِ بْنِ صَفِيَّةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خيثم، وهاشم بن عروة، وغيرهم.
وعنه: يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْرَقِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ، وَداود بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، وَخَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ، وَآخَرُونَ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ الشافعي: ما رأيت أحدًا أورع منه.
1 انظر التاريخ الكبير للبخاري "3/ 243"، والجرح والتعديل "3/ 412"، والمجروحين لابن حبان "1/ 292".
2 انظر الجرح والتعديل "3/ 417"، والطبقات الكبرى "5/ 498"، والتاريخ الكبير "3/ 246"، وتهذيب الكمال "8/ 413-416".
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْرَقِيُّ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ وَالِدُ داود نَصْرَانِيًّا شَامِيًّا يَتَطَبَّبُ، فَقَدِمَ مَكَّةَ فَنَزَلَهَا، وَوُلِدَ لَهُ سَنَةَ مِائَةٍ داود، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَجْلِسُ فِي أَصْلِ مَنَارَةِ الْحَرَمِ من قبل الصفاء، وَكَانَ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ يُقالُ: أَكْفَرُ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ لِقُرْبِهِ مِنَ الأَذَانِ وَالْمَسْجِدِ، وَلِحَالِ وَلَدِهِ وَإِسْلامِهِمْ، وَكَانَ يُسْلِمُهُمْ فِي الأَعْمَالِ السِّرِّيَّةِ، وَيَحُثُّهُمْ عَلَى الأَدَبِ وَلُزُومِ الْخَيْرِ وَأَهْلِهِ.
قَالَ: وَمَاتَ داود بِمَكَّةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: أَنَا أَتَعَجَّبُ مِنْ تَمْكِينِ هَذَا النَّصْرَانِيُّ مِنَ الإِقَامَةِ بِحَرَمِ اللَّهِ، فَلَعَلَّهُمُ اضْطَرُّوا إِلَى طِبِّهِ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَالْحِكَايَةُ صَحِيحَةٌ.
وَقِيلَ تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ مِنْ كِبَارِ شُيُوخِ الشَّافِعِيِّ.
88-
داود بْنُ يَزِيدَ الثَّقَفِيُّ1 الْبَصْرِيُّ.
عَنْ: بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ النَّدَبِيِّ، وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةٍ، وَحَبِيبٍ الْمُعَلِّمِ.
وَعَنْهُ: قتيبة، وهشام بن عبيد الله الرَّازِيُّ، وَالْحَكَمُ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ.
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ ذَلِكَ، فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ، فَقَالَ: شَيْخٌ مَجْهُولٌ.
قُلْتُ: هَذَا الْقَوْلُ يُوَضِّحُ لَكَ أَنَّ الرَّجُلَ قَدْ يَكُونُ مَجْهُولا عِنْدَ أَبِي حَاتِمٍ، وَلَوْ رَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ ثِقَاتٌ، يَعْنِي أَنَّهُ مَجْهُولُ الْحَالِ عِنْدَهُ، فَلَمْ يَحْكُمْ بِضَعْفِهِ وَلا بتوثيقه.
89-
ديلم بن غزوان2 -ق.
أبو غالب العبدي البصري البراء.
عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَمَيْمُونٍ الْكُرْدِيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: عفان، وعارم، ومسدد، والقواريري.
1 انظر الجرح والتعديل "3/ 428"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 240"، والثقات لابن حبان "6/ 287".
2 انظر الجرح والتعديل "3/ 434"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 249"، والثقات لابن حبان "6/ 291".
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَذَكَرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي "كَامِلِهِ"، وَقَوَّى أَمْرَهُ.
"حرف الذَّالِ":
90-
ذَوَّادُ بْنُ عُلْبَةَ1.
أَبُو الْمُنْذِرِ الْحَارِثِيُّ الْكُوفِيُّ.
عَنْ: مُطَرِّف بْن طَرِيفٍ، وَلَيْثِ بْن أَبِي سُلَيْم، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ.
وَعَنْهُ: أَبُو مطيع البلخي، وابنه مزاحم بن داود، وَجُبَارَةُ بْنُ مُغَلِّسٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ مِمَّنْ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، وَكَانَ عَابِدًا.
"حرف الرَّاءِ":
91-
رَابِعَةُ الْعَدَوِيَّةُ2.
الْعَابِدَةُ الْبَصْرِيَّةُ الْمَشْهُورَةُ بِالتَّأَلُّهِ وَالزُّهْدِ.
هِيَ رابعة بنت إسماعيل، كنيتها أم عمرو، وولاؤها لِلْعَتَكِيِّينَ.
وَقَدْ أَفْرَدَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ أَخْبَارَهَا فِي جزء في الشَّامِيَّاتِ رَابِعَةُ الْعَابِدَةُ مُعَاصِرَةٌ لَهَا فَرُبَّمَا تَدَاخَلَتْ أَخْبَارُهَا.
قَالَ خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ: سَمِعَتْ رَابِعَةُ صَالِحًا الْمُرِّيَّ يَذْكُرُ الدُّنْيَا فِي قَصَصِهِ، فَنَادَتْهُ: هَيْهِ يَا صَالِحُ مَنْ أَحَبَّ شَيْئًا أَكْثَرَ مِنْ ذِكْرِهِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلانِيُّ: نَا بِشْرُ بْنُ صَالِحٍ الْعَتَكِيُّ قَالَ: اسْتَأْذَنَ ناس
1 انظر الجرح والتعديل "3/ 452، 453"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 264"، والمجروحين لابن حبان "1/ 296".
2 انظر سير أعلام النبلاء للمصنف "8/ 215-217"، وصفة الصفوة لابن الجوزي "4/ 27-31"، والبداية والنهاية "10/ 186".
عَلَى رَابِعَةَ وَمَعَهُمْ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، فَتَذَاكَرُوا عِنْدَهَا سَاعَةً، وَذَكَرُوا شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا، فَلَمَّا قَامُوا قَالَتْ لامْرَأَةٍ تَخْدُمُهَا: إِذَا جَاءَ هَذَا الشَّيْخُ وَأَصْحَابُهُ فَلا تَأْذَنِي لَهُمْ، فَإِنِّي رَأَيْتُهُمْ يُحِبُّونَ الدُّنْيَا.
وَعَنْ أَبِي يَسَارٍ مِسْمَعٍ قَالَ: أَتَيْتُ رَابِعَةَ، فَقَالَتْ: جِئْتَنِي وَأَنَا أَطْبُخُ أَرُزًّا، فَآثَرْتُ حَدِيثَكَ عَلَى طَبِيخِ الأَرُزِّ، فَرَجَعْتُ إِلَى الْقِدْرِ وَقَدْ طُبِخَتْ.
ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: حَدَّثَنِي عُبَيْسُ بْنُ مَيْمُونٍ الْعَطَّارُ: حَدَّثَتْنِي عَبْدَةُ بِنْتُ أَبِي شَوَّالٍ -وَكَانَتْ تَخْدُمُ رَابِعَةَ الْعَدَوِيَّةِ- قَالَتْ: كَانَتْ رَابِعَةُ تُصَلِّي اللَّيْلَ كُلَّهُ، فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ، هَجَعَتْ هَجْعَةً حَتَّى يُسْفِرَ الْفَجْرُ، فَكُنْتُ أَسْمَعُهَا تَقُولُ: يَا نَفْسُ كَمْ تَنَامِينَ؟ وَإِلَى كَمْ تَقُومِينَ؟ يُوشِكُ أَنْ تَنَامِي نَوْمَةً لا تَقُومِي فِيهَا إِلا لِيَوْمِ النُّشُورِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، نَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: قَالَتْ رَابِعَةُ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْ قِلَّةِ صِدْقِي فِي قَوْلِي: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ.
وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: دَخَلْتُ مَعَ الثَّوْرِيِّ عَلَى رَابِعَةَ، فَقَالَ سُفْيَانُ: وَاحُزْنَاهُ، فَقَالَتْ: لا تَكْذِبْ، قُلْ: وَاقِلَّةَ حُزْنَاهُ.
وَعَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَابِعَةَ أَنَا وَسَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، فَأَخَذَ سَلامٌ فِي ذِكْرِ الدُّنْيَا، فَقَالَتْ: إِنَّمَا يُذْكَرُ شَيْءٌ هُوَ شَيْءٌ، فَأَمَّا شَيْءٌ لَيْسَ بِشَيْءٍ فَلا.
وَقَالَ شَيْبَانُ: ثَنَا رِيَاحٌ الْقَيْسِيُّ قَالَ: كُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى شُمَيْطِ بْنِ عَجْلانَ أَنَا وَرَابِعَةُ، فَقَالَتْ مَرَّةً: تَعَالَ يَا غُلامُ. وَأَخَذَتْ بِيَدِي وَدَعَتِ اللَّهَ تَعَالَى، فَإِذَا جَرَّةٌ خَضْرَاءُ مَمْلُوءَةٌ عَسَلا أَبْيَضَ. فَقَالَتْ كُلْ، فَهَذَا وَاللَّهِ لَمْ تَحْوِهِ بُطُونُ النَّحْلِ.
قَالَ: فَفَزِعْتُ مِنْ ذَلِكَ، فقمنا وتركناه.
قال أبو سعيد بن الأَعْرَابِيُّ: أَمَّا رَابِعَةُ فَقَدْ حَمَلَ النَّاسُ عَنْهَا حِكْمَةً كَثِيرَةً، وَحَكَى عَنْهَا سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، وَغَيْرُهُمَا مَا يَدُلُّ عَلَى بُطْلانِ مَا قِيلَ عَنْهَا، وَقَدْ تَمَثَّلَتْ بِهَذَا الْبَيْتِ:
وَلَقَدْ جَعَلْتُكَ فِي الْفُؤَادِ مُحَدِّثِي
…
وَأَبَحْتُ جِسْمِي مَنْ أَرَادَ جُلُوسِي
فَنَسَبَهَا بَعْضُهُمْ إِلَى الْحُلُولِ بِنِصْفِ الْبَيْتِ، وَإِلَى الإِبَاحَةِ بِتَمَامِ الْبَيْتِ وَهَذَا غُلُوٌّ وَجَهْلٌ، وَلا أَحْسَبُ يَنْسِبُهَا إِلا حُلُولِيٌّ مُبَاهِي، لِيُنْفِقَ بِهَا زَنْدَقَتَهُ، كَمَا احْتَجُّوا، بِالْخَبَرِ
النَّبَوِيِّ: "فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ"1. الْحَدِيثَ.
قِيلَ: تُوُفِّيَتْ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، عَنْ نَحْوِ ثَمَانِينَ سَنَةٍ.
92-
الرَّبِيعُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الرُّكَيْنِ الْفَزَارِيُّ2.
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ الطَّائِيِّ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى السُّدِّيُّ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: يُخَالِفُ فِي حَدِيثِهِ.
قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى: نَا الرَّبِيعُ بْنُ سَهْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَيْعَةَ، سَمِعْتُ عَلِيًّا عَلَى مِنْبَرِكُمْ هَذَا يَقُولُ:"عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِنِّي مُقَاتِلٌ بَعْدَهُ الْقَاسِطِينَ وَالنَّاكِثِينَ وَالْمَارِقِينَ".
قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: أَسَانِيدُ هَذَا الْمَتْنِ لَيِّنَةُ الطُّرُقِ3.
93-
رِفَاعَةُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الأَنْصَارِيُّ الزَّرْقِيُّ الْمَدَنِيُّ4 -ع.
إِمَامُ مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ.
رَوَى عَنْ: عَمِّ أَبِيهِ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ.
رَوَى عَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ.
1 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "8/ 131"، والبغوي في شرح السنة "5/ 19"، والبيهقي "3/ 346".
2 انظر الجرح والتعديل "3/ 463"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 278"، والضعفاء لابن عدي "3/ 996"، وميزان الاعتدال "2/ 41".
3 انظر الضعفاء "2/ 51".
4 انظر الجرح والتعديل "3/ 493"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 323"، والثقات لابن حبان "6/ 309".
لَهُ فِي السُّنَنِ حَدِيثٌ وَاحِدٌ، أَنَّ رِفاعَةَ قَالَ:"عَطَسْتُ فِي الصَّلاةِ فَقُلْتُ الْحَمْدُ لِلَّهِ" حَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ1.
94-
رِفْدَةُ بْنُ قُضَاعَةَ الْغَسَّانِيُّ2 -ق.
مَوْلاهُمُ الدِّمَشْقِيُّ.
عَنْ: ثَابِتِ بْنِ عَجْلانَ، وَجَعْفرِ بْنِ بُرْقَانَ، وَالأَوْزَاعِيِّ.
وَعَنْهُ: مَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: لَمْ يَكُنْ رِفْدَةُ شيء، كَانَ مَوْلَى الْحَيِّ، يَعْنِي حَيَّ أَبِي مُسْهِرٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: فِي حَدِيثِهِ بَعْضُ الْمَنَاكِيرِ.
95-
رَوْحُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ قُبَيْصَةَ بْنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ الأَزْدِيُّ الْمُهَلَّبِيُّ الأَمِيرُ3، مِنْ كِبَارِ الْقُوَّادِ، وَلِيَ إِفْرِيقِيَّةَ مُدَّةً لِلرَّشِيدِ، ثُمَّ وَلِيَ الكوفة بالبصرة، وَكَانَ بَطَلا شُجَاعًا كَبِيرَ "الْقَدْرِ، وَوَلِيَ" أَيْضًا السِّنْدَ، وَاتَّفَقَ مَوْتُهُ بِالْمَغْرِبِ عِنْدَ أَخِيهِ يَزِيدَ بْنِ حَاتِمٍ أَمِيرِ إِفْرِيقِيَّةَ "فِي شَهْرِ" رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَلَهُ أَخْبَارٌ وَمَآثِرُ فِي الْجُودِ.
96-
رَوْحُ بْنُ مُسَافِرٍ4.
أَبُو بِشْرٍ الْبَصْرِيُّ.
عَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَأَبَانِ بْنِ أبي عياش، والأعمش، وعدة.
1 جزء من حديث صحيح: أخرجه أبو داود "773"، والترمذي "404".
2 انظر الجرح والتعديل "3/ 523"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 343"، والمجروحين لابن حبان "204"، وتهذيب الكمال "9/ 212-214".
3 انظر تاريخ الطبري "7/ 452، 453"، والكامل في التاريخ "9/ 439"، وسير أعلام النبلاء "7/ 441".
4 انظر التاريخ الكبير "3/ 310"، والمجروحين لابن حبان "1/ 299"، والضعفاء للعقيلي "2/ 57"، وميزان الاعتدال "2/ 61".
وَعَنْهُ: مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى الْعَطَّارُ.
ضَعَّفُوهُ.
وَقَالَ أَبُو داود: مَتْرُوكٌ.
97-
رَوْحُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ1.
عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي بِشْرٍ، وَغَيْلانَ مَوْلَى عُثْمَانَ، وَشُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ.
وَعَنْهُ: النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، وَأَبُو داود الطَّيَالِسِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ الشَّامِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَحْمَدُ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عِنْدِي لا بَأْسَ بِهِ.
نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ: نَا رَوْحُ بْنُ عَطَاءٍ: نَا أَبِي، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ:"كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُسَلِّمُ فِي الصَّلاةِ تَسْلِيمَةً قِبَالَةَ وَجْهِهِ، فَإِذَا سَلَّمَ عَنْ يَمِينِهِ سَلَّمَ عَنْ يَسَارِهِ".
قَالَ الْعُقَيْلِيُّ2: الأَحَادِيثُ فِي تَسْلِيمِهِ أَسَانِيدُهَا لَيِّنَةٌ.
98-
رِيَاحُ بْنُ عَمْرٍو الْقَيْسِيُّ الْبَصْرِيُّ الزَّاهِدُ3.
أَبُو الْمَهَاصِرِ، كَانَ خَاشِعًا خَائِفًا بَكَّاءً.
رَوَى عَنْ: مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، وَوَاصِلِ بْنِ السَّائِبِ.
وَقِيلَ إِنَّهُ لَقِيَ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ.
رَوَى عَنْهُ: سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، وَمُوسَى بْنُ داود، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، وَرَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، وطائفة.
1 انظر الجرح والتعديل "3/ 497"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 109"، والمجروحين لابن حبان "1/ 300".
2 انظره في الضعفاء "2/ 58".
3 انظر الجرح والتعديل "3/ 511"، والثقات لابن حبان "6/ 310"، وميزان الاعتدال "2/ 61، 62"، وسير أعلام النبلاء "8/ 155".
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوقٌ.
وَذَكَرَهُ أَبُو داود السِّجِسْتَانِيُّ فَوَهَّاهُ وَقَالَ: رَجُلُ سَوْءٍ.
قَالَ عَلِيُّ بن الحسن بْنِ أَبِي مَرْيَمَ: قَالَ رِيَاحٌ الْقَيْسِيُّ: لِي نَيِّفٌ وَأَرْبَعُونَ ذَنْبًا، قَدِ اسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ لِكُلِّ ذَنْبٍ مِائَةَ أَلْفِ مَرَّةٍ.
وَقَالَ سَيَّارٌ: ثَنَا رِيَاحٌ قَالَ لِي عُتْبَةُ الْغُلامُ: مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَنَا فَهُوَ عَلَيْنَا.
وكَانَ رِيَاحُ بْنُ عَمْرٍو يُسْمَعُ مِنْهُ الْمَوْعِظَةُ وَيُغْشَى عَلَيْهِ.
"حرف الزَّايِ":
99-
زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجِ بْنِ الرحيل1 -ع.
أبو خيثمة الجعفي الكوفي الْحَافِظُ. أَحَدُ الثِّقَاتِ.
وَهُوَ أَخُو حُدَيْجٍ وَالرُّحَيْلِ.
رَوَى عَنِ: الأَسْوَدَ بْنِ عُمَيْسٍ، وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَالْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَزُبَيْدٍ الْيَامِيِّ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَزِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَخَلْقٍ كَثِيرٍ.
وَعَنْهُ: الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ، وَأَبُو داود الطَّيَالِسِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَعَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النفيلي، وأبو الوليد، وخلق.
قال سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ لِرَجُلٍ: عَلَيْكَ بِزُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَمَا بِالْكُوفَةِ مِثْلُهُ.
وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ: لا وَاللَّهِ لَيْسَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عِندِي بِأَثْبَتَ مِنْ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ.
وَقَالَ شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، وَذَكَرَ حَدِيثًا لِزُهَيْرٍ وَشُعْبَةَ، فَقَالَ عِنْدَ ذَلِكَ: زُهَيْرٌ أَحْفَظُ عِنْدِي مِنْ عِشْرِينَ مِثْلِ شُعْبَةَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: زُهَيْرٌ بن معادن العلم.
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 376"، والجرح والتعديل "3/ 588"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 426".
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: زهير أحب إِلَيْنَا مِنْ إِسْرَائِيلَ فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلا فِي حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ.
قِيلَ لِأَبِي حَاتِمٍ: فَزُهَيْرٌ وَزَائِدَةُ؟ قَالَ: زُهَيْرٌ أَتْقَنُ، وَهُوَ صَاحِبُ سَنَّةٍ، غَيْرَ أَنَّهُ تَأَخَّرَ سَمَاعُهُ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: سَمِعَ زُهَيْرٌ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ بَعْدَ الاخْتِلاطِ، وَهُوَ ثِقَةٌ.
وَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ: كَانَ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ إِذَا سَمِعَ الْحَدِيثَ مِنَ الشَّيْخِ مَرَّتَيْنِ كَتَبَ عَلَيْهِ: فَرَغْتُ.
قُلْتُ: وَسَكَنَ زُهَيْرٌ فِي أَوَاخِرِ عُمْرِهِ الْجَزِيرَةَ، أَظُنُّ بِحَرَّانَ.
قَالَ النُّفَيْلِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ خَالِدٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، زَادَ النُّفَيْلِيُّ فِي رَجَبٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ.
قُلْتُ: وَأَصَابَهُ الْفَالِجُ1 قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ.
100-
زُهَيْرُ بْنُ هُنَيْدَةَ2.
أَبُو الذَّيَّالِ الْعَدَوِيُّ، بَصْرِيُّ مُقِلٌّ.
عَنْ: أَبِي نَعَامَةَ عَمْرُو بْنُ عِيسَى الْعَدَوِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الشُّعَيْثِيِّ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ السَّدُوسِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِسْرَائِيلَ.
مَحَلُّهُ الصِّدْقُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
101-
زِيَادٌ أَبُو السَّكَنِ الْبَاهِلِيُّ3.
مَوْلاهُمْ، نَزَلَ بغداد، وزعم أنه رأى الشعبي.
1 الفالج شلل يصيب أحد شقي الجسم طولا.
2 انظر الجرح التعديل "3/ 590، 591"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 429"، والثقات لابن حبان "6/ 338".
3 انظر الجرح والتعديل "3/ 537"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 358"، والضعفاء لابن عدي "3/ 1046".
رَوَى عَنْ: طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ.
وَعَنْهُ: داود بْنُ رُشَيْدٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وقل النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
"حرف السِّينِ":
102-
سَالِمٌ أَبُو جميع القزاز البصري1 -د.
هو ابن دينار، وقيل ابن راشد، مَوْلَى بَنِي تَمِيمٍ.
عَنِ: الْحَسَنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَثَابِتٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الطَّبَّاعِ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ وَمُسدَّدٌ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ.
وَرَوَى الدَّارِمِيُّ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ آخَرُ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
103-
سَعْدُ بْنُ زِيَادٍ2.
أَبُو عَاصِمٍ الْعَبَّاسِيُّ مَوْلَى الأَمِيرِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ.
عَنْ: سَالِمِ بن عبد الله، وكيسان مولى ابن الزُّبَيْرِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ، وَالْقَوَارِيرِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الأَسْوَدِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وليس بالمتين.
1 انظر الجرح والتعديل "4/ 180، 181"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 112"، والثقات لابن حبان "6/ 410".
2 انظر الجرح والتعديل "4/ 83"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 66"، والثقات لابن حبان "6/ 378"، وميزان الاعتدال للمصنف "2/ 120".
104-
سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ.
أَبُو عُمَرَ الْمَعَافِرِيُّ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ الْفَقِيهُ.
عَنْ: مُوسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، وَيَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، وَأَبِي مَعْشَرٍ السِّنْدِيِّ.
وَمَاتَ شَابًّا.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ الْقَاسِمِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ بُكَيْرٍ، وَخَالِدُ بْنُ نِزَارٍ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: كَانَتْ لَهُ عِبَادَةٌ وَفَضْلٌ وَفِقْهٌ، وَهُوَ الَّذِي أَعَانَ ابْنَ وَهْبٍ عَلَى تَصْنِيفِ كُتُبِهِ.
وَقَالَ فَتْحُ بْنُ حَمَّادٍ الْمَهْدِيُّ: قَدِمْتُ مِنَ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ فَلَقِيتُ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ، فَقُلْتُ لَهُ: مَاتَ سَعْدٌ.
فَاسْتَرْجَعَ وَقَالَ: لَوْ كَانَ النَّاسُ فِي عَدْوَةٍ وَكُنْتُ أَنَا وَسَعْدٌ فِي عَدْوةٍ لَرَجَوْتُ أَنْ أَكُونَ بِهِ مَلِيًّا.
ثُمَّ قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنِ يُونُسَ: نَا يَعْقُوبُ بْنُ الْوَلِيدِ الأَيْلِيُّ، نَا ابن بكير، نا سعد الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، فَذَكَرَ حَدِيثًا فِي التَّوَاضُعِ، ثُمّ قَالَ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
105-
سَعْدَانُ بْنُ بِشْرٍ الْجُهَنِيُّ الْكُوفِيُّ1.
عَنْ: سَعْدَانَ الطَّائِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رَبَيْعَةَ، وَخَلادُ بْنُ يَحْيَى، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
106-
سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي الْحُسَامِ الْعَدَوِيِّ2 -م. ن.
مولاهم المدني.
1 انظر الجرح والتعديل "4/ 289"، والتاريخ الكبير "4/ 196"، والثقات لابن حبان "8/ 305"، وتهذيب الكمال "10/ 321".
2 انظر الجرح والتعديل "4/ 29"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 479"، والثقات لابن حبان "6/ 358"، وتهذيب الكمال "10/ 477-480".
عَنْ: أَبِيهِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَصَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، وَعَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، وَالتَّبُوذَكِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ الْمُقَدَّمِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ: مَا رأيت أصح من كتابه.
قلت: واعتمده ومسلم فِي صَحِيحِهِ، وَمَا ذَكَرَهُ النَّسَائِيُّ فِي الضُّعَفَاءِ بل قال في سنته: هُوَ ضَعِيفٌ.
107-
سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ1 الْكُوفِيُّ.
عَنْ: نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ، وَسَعِيدٍ وَالِدِ الثَّوْرِيِّ.
وَعَنْهُ: سُنَيْدُ بْنُ داود، وَأَبُو تَوْبَةَ الْحَلَبِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَغَيْرُهُمْ.
مَا عَلِمْتُ بِهِ بَأْسًا.
108-
سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ الْجُمَحِيُّ2 الْمَدَنِيُّ -م. د. س. ق.
قَاضِي بَغْدَادَ لِلرَّشِيدِ. كَانَ مِنْ جِلَّةِ الْعُلَمَاءِ.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَطَائِفَةٍ.
وَأَحْسَبُهُ تَفَقَّهَ عَلَى رَبِيعَةَ الرَّأْيِ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدُّولابِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، وَعِدَّةٌ.
وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الليث بن سعد، وهو أكبر منه.
1 انظر الجرح والتعديل "4/ 38"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 489"، والثقات لابن حبان "8/ 263".
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 324"، والجرح والتعديل "4/ 41"، والتاريخ الكبير للبخاري "3/ 494".
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَلَيَّنَهُ الْفَسَوِيُّ فَقَالَ: "لَيِّنُ الْحَدِيثِ".
وَأَمَّا ابْنُ حِبَّانَ فَخَطَبَ فِي شَأْنِهِ فَقَالَ: سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ "حُمَيْدٍ" الْجُمَحِيِّ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَلِيَ الْقَضَاءَ بِبَغْدَادَ يَرْوِي عَنْ: عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَغَيْرِهِ أَشْيَاءَ مَوْضَوعَةً يَتَخَايَلُ إِلَى مَنْ يَسْمَعُهَا أَنَّهُ الْمُتَعَمِّدُ لَهَا.
ثَنَا ابْنُ مُجَاشِعٍ، نَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ، نَا سَعِيدٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمرو مَرْفُوعًا: مَنْ نَسِيَ صَلاةً فَلَمْ يَذْكُرْهَا إِلا مَعَ الإِمَامِ فَلْيُتِمَّ صَلاتَهُ ثُمَّ يَقْضِي مَا فَاتَهُ1.
مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَلَهُ اثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ سَنَةً.
وَرَثَاهُ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ بِقَوْلِهِ:
ثُلْمَةٌ فِي الإِسْلامِ مَوْتُ سَعِيدِ
…
شَمِلَتْ كُلَّ مُخْلِصِ التَّوْحِيدِ
ذَاكَ أَنِّي رَأَيْتُهُ لا يُبَالِي
…
فِي تُقَى اللَّهِ لَوْمَ أَهْلِ الْوَعِيدِ
109-
سُعَيْرُ بْنُ الْخِمْسِ التَّمِيمِيُّ الْكُوفِيُّ2 -م. ت. ن.
عَنْ: مُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ.
وَزَعَمَ الْحَاكِمُ أَنَّهُ رَأَى عبد الله بن أبي أَوْفَى.
وَعَنْهُ: عَاصِمُ بْنُ يُوسُفَ الْيَرْبُوعِيُّ، وَحُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَاتَّفَقَ لَهُ حِكَايَةٌ عَجِيبَةٌ، وَذَلِكَ أَنَّهُ عِنْدَمَا قُدِّمَ إِلَى قَبْرِهِ لِيَدْفِنُوهُ تَحَرَّكَ فَرُدَّ إِلَى مَنْزِلِهِ فَقَامَ، وَوُلِدَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ وَلَدُهُ مَالِكُ بْنُ سعيد.
1 "حديث ضعيف": أخرجه البيهقي "2/ 219، 221"، وابن حبان في المجروحين "1/ 323"، وابن الجوزي في العلل المتناهية "1/ 443"، وإسناده ضعيف فيه صاحب الترجمة انظر أقوال العلماء فيه.
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 386"، والجرح والتعديل "4/ 323"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 213".
رَوَاهَا عُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ، عَنِ الْخُرَيْبِيُّ، أَنَّهُ شَاهَدَ ذَلِكَ.
وَهُوَ مُقِلٌّ، لَهُ نَحْوَ عَشَرَةِ أَحَادِيثَ، وَهُوَ ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
110-
سُكَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَيْسٍ1.
وَهُوَ سُكَيْنُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ الْعَطَّارُ.
عَنْ: أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، وَأَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحُدَّانِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ، وَوَالِدِهِ، وَمُثَنَّى بْنِ دِينَارٍ الأَحْمَرَ، وَهِلالِ بْنِ خَبَّابٍ.
وَعَنْهُ: حِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَعَفَّانُ، وَعَارِمٌ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو داود: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَاهٍ عِنْدَ: ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَالدَّارِمِيِّ.
خَرَّجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي "أَدَبِهِ".
وَلِشَيْبَانَ بْنِ فَرُّوخٍ، عَنْهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا:"عُمْرُ الذُّبَابِ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً"2. الْحَدِيثَ.
111-
سَكَنُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ الْبَصْرِيُّ3.
صَاحِبُ الْغَنَمِ.
عَنِ: الْحَسَنِ، وَأَبِي نَعَامَةَ السَّعْدِيِّ.
وَعَنْهُ: سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، وَالأَصْمَعِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَغَيْرُهُمْ.
1 انظر الجرح والتعديل "4/ 207"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 199"، والثقات لابن حبان "6/ 432"، والضعفاء لابن عدي "3/ 1301".
2 أخرجه ابن عدي في الكامل "3/ 1301"، وفي إسناده صاحب الترجمة "990".
3 انظر الجرح والتعديل "4/ 287"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 179"، والثقات لابن حبان "6/ 427".
سلام بن سليم -ع- هو أبو الأحوص الكوفي الحافظ.
مذكور في الكنى.
112-
سلام بن سليمان1 -ت. ن.
أبو المنذر المزني، مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ، ثُمَّ الْكُوفِيُّ الْقَارِئُ النَّحْوِيُّ، وَيُقَالُ: ابْنُ سُلَيْمٍ.
قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى: عَاصِمٍ، وَأَبِي عَمْرٍو، وَغَيْرِهِمَا.
وَصَارَ شَيْخَ الْقُرَّاءِ فِي عَصْرِهِ.
قَرَأَ عَلَيْهِ: يَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَلافُ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ قَرَأَ عَلَى عَاصِمٍ الْجَحْدَرِيِّ؛ وَحَدَّثَ عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَمَطَرٍ الْوَرَّاقِ، وَحُمَيْدٍ الأَعْرَجِ، وَابْنِ جُدْعَانَ، وَجَمَاعَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: عَفَّانُ، ومحمد بن سلام الجمحي، وعبيد الله بن عائشة، وعبد الواحد بْنُ غِيَاثٍ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ: لَمْ يَكُنْ فِي وَقْتِهِ أَعْلَمَ مِنْهُ. كَانَ فَصِيحًا نَحْوِيًّا، وَقِيلَ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِثْلُهُ فِي الإِنْكَارِ عَلَى الْقَدَرِيَّةِ.
وَقَالَ أَبُو داود: كَانَ نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ يُنْكِرُ عَلَيْهِ شَيْئًا مِنَ الْحُرُوفِ.
وَعَنْ عَفَّانَ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَهُ فَأَتَاهُ رَجُلٌ بِمُصْحَفٍ فَقَالَ: أَلَيْسَ هَذَا وَرَقٌ وَزَاجٌ؟ فَقَالَ: سَلامٌ: قُمْ يَا زِنْدِيقُ.
مَاتَ سَلامٌ الْقَارِئُ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
113-
سَلامُ بْنُ سلم2 -ق.
1 انظر الجرح والتعديل "4/ 259"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 134"، والثقات لابن حبان "6/ 416"، وتهذيب الكمال "12/ 288-291".
2 انظر الجرح والتعديل "4/ 260"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 133"، وتاريخ الطبري "7/ 454، 455"، والمجروحين لابن حبان "1/ 339".
أبو سليمان التميمي السعدي المدائني الطويل.
خُرَاسَانِيُّ الأَصْلِ.
رَوَى عَنْ: مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، وَزَيْدٍ الْعَمِّيِّ، وحميد الطويل، وثور بن يزيد.
وعنه: أسد بن موسى، وخلف بن هشام، وعلي بن الجعد، ومحمد بن عبد الوهاب الحارثي، وجماعة كبار.
قال يحيى بن معين: ليس بشيء.
وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث.
وقال أبو حاتم، وغيره: تركوه.
قال العقيلي: سلام بن سلم المدائني الطويل: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ، وَسُئِلَ عَنْهُ، فَقَالَ ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: سَلامُ بْنُ سَلْمٍ السعدي الطويل، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، تَرَكُوهُ.
وَقَالَ الأَعْيَنُ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ ضَعَّفَ سَلامَ بْنَ سَلْمٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: نَا سَلامٌ، ثَنَا زَيْدٌ العمي، عن أبي بكر الصديق، عن أبي سعيد الخدري، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَرْحَمُ هَذِهِ الأُمَّةِ بِهَا أَبُو بَكْرٍ، وَأَقْوَاهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدٌ، وَأَقْضَاهُمْ عَلِيٌّ، وَأَصْدَقُهُمْ حَسَّانٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةَ أَبُو عُبَيْدَةَ، وَأَقْرَؤُهُمْ أُبَيُّ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ وِعَاءٌ مِنَ الْعِلْمِ، وَسَلْمَانُ عِلْمٌ لا يُدْرَكُ، وَمُعَاذٌ أَعْلَمُهُمْ بالحلال والحرام، وما أظلت الْخَضْرَاءُ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ"1.
أَمَّا.
سَلامُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَدَائِنِيُّ الصَّغِيرُ.
فَآخَرُ سَيَأْتِي قَبْلَ الْعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ.
وَأَمَّا صَاحِبُ التَّرْجَمَةِ: سَلامُ بْنُ سَلْمٍ، فَقِيلَ فِي أَبِيهِ: سُلَيْمَانُ، وَقِيلَ: سَالِمٌ، وهو وهم، ويعرف بالطويل.
1 "حديث ضعيف": أخرجه العقيلي "170، 171"، وفي إسناده سلام صاحب الترجمة انظر كلام العلماء عليه، والحديث في ضعيف الجامع "776".
قيل: توفي سنة سبع وسبعين وَمِائَةٍ ظَنًّا لا يَقِينًا.
114-
سَلامُ بْنُ أَبِي صهباء1.
أَبُو الْمُنْذِرِ: بَصْرِيٌّ فَزَارِيٌّ.
رَوَى عَنْ قَتَادَةَ، وَثَابِتٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ: وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلَكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْعَيْشِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: سَلامُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ الْعَدَوِيُّ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: سَلامُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ، أَبُو بِشْرٍ الْعَدَوِيُّ، بَصْرِيٌّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، نا سلام بن أبي صهباء، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، مَرْفُوعًا، "لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَخَشِيتُ عَلَيْكُمْ مَا هُوَ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ، الْعُجْبُ"2.
115-
سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ الْبَصْرِيُّ3 -خ. م. ت. ن.
أبو سعيد الخزاعي، مَوْلاهُمْ.
عَنْ: أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، وَقَتَادَةَ، وَأَبِي حُصَيْنٍ عُثْمَانَ بْنِ عَاصِمٍ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُسدَّدٌ، وَهُدْبَةُ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ، وَآخَرُونَ.
قال أحمد: ثقة، صاحب سنة.
1 انظر الجرح والتعديل "4/ 257"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 135"، والمجروحين لابن حبان "1/ 340"، والضعفاء لابن عدي "3/ 1151".
2 "حسن لغيره": أخرجه البزار كما في كشف الأستار "3633"، وقال الهيثمي في المجمع "10/ 269"، أخرجه البزار. وإسناده جيد. قلت: وأيده المنذري في الترغيب والترهيب.
3 انظر الجرح والتعديل "4/ 258"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 134"، والمجروحين لابن حبان "1/ 341".
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ يُعَدُّ مِنْ خُطَبَاءِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَعُقَلائِهِمْ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَثِيرُ الْوَهْمِ لا يُحْتَجُّ بِهِ إِذَا انْفَرَدَ.
قُلْتُ: قَدِ احْتَجَّ بِهِ الشَّيْخَانِ.
قَالَ خَلِيفَةُ: مَاتَ بِطَرِيقِ مَكَّةَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَيُقَالُ سَنَةَ أَرْبَعٍ.
قَالَ زُهَيْرٌ الْبَابِيُّ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: الْجَهْمِيَّةُ كُفَّارٌ لا يُصَلَّى خَلْفَهُمْ.
وَقَالَ أَبُو داود: قَالَ سَلامٌ: لِأَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِصَحِيفَةِ الْحَجَّاجِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَاهُ بِصَحِيفَةِ عَمْرِو بْنِ عبيد.
سلام بن أبي خبرة الْبَصْرِيُّ.
شَيْخٌ ضَعِيفٌ، يُذْكَرُ فِي طَبَقَةِ وَكِيعٍ.
116-
سَلَمَةُ بْنُ عَمْرٍو الْعُقَيْلِيُّ1.
قَاضِي دِمَشْقَ، كَانَ قَبْلَ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ الْقَاضِي، ثُمَّ عُزِلَ.
رَوَى عَنْ: رَبَيْعَةَ بْنِ يَزِيدَ الْقَصِيرِ، وَشَدَّادِ أَبِي عَمَّارٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ الأَمِيرِ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ الصَّنْعَانِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الْبَصْرِيّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْوَلِيدِ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: قَالَ سَلَمَةُ بْنُ عَمْرٍو الْقَاضِي: لا رَحِمَ اللَّهُ فُلانًا، فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ.
117-
سَلَمَةُ بْنُ كُلْثُومٍ الْكِنْدِيُّ الدِّمَشْقِيُّ2 -ق.
نَزِيلُ حِمْصَ.
عَنْ: جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ.
1 انظر العلل ومعرفة الرجال برواية ابنه "2031"، وتاريخ أبي زرعة "1/ 204".
2 انظر الجرح والتعديل "4/ 171"، وتهذيب الكمال للمزي "10/ 311، 312"، وتهذيب التهذيب للحافظ "4/ 155".
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، وَأَبُو تَوْبَةَ الْحَلَبِيُّ.
قَالَ أَبُو الْيَمَانِ: ثِقَةٌ. كَانَ يُقَاسُ بِالأَوْزَاعِيِّ.
وَقَالَ أَبُو تَوْبَةَ: ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ كُلْثُومٍ وَكَانَ مِنَ الْعَابِدِينَ، لَمْ يَكُنْ فِي أَصْحَابِ الأَوْزَاعِيِّ أَهْنَأَ مِنْهُ.
118-
سَلْمٌ الْخَاسِرُ1.
هُوَ سَلْمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَمَّادَ الْبَصْرِيُّ، أَحَدُ الشُّعَرَاءِ الْمُحْسِنِينَ، وَهُوَ غُلامُ بَشَّارِ بْنِ بُرْدٍ، مَدَحَ الْمَهْدِيَّ، وَأَكْثَرَ فِي "مَدْحِ الْبَرَامِكَةِ".
وَكَانَ عَاكِفًا عَلَى الْمَعَاصِي، ثُمَّ تَزَهَّدَ وَنَسَكَ مُدَيْدَةً، ثُمَّ مَرَقَ2 وَعَادَ إِلَى اللَّهْوِ، وَبَاعَ مُصْحَفَهُ وَاشْتَرَى بِثَمَنِهِ دِيوَانَ شِعْرٍ، فَلُقِّبَ لِذَلِكَ بِالْخَاسِرِ.
وَلَمَّا صَيَّرَ الرَّشِيدُ وَلَدَهُ الأَمِينَ وَلِيَّ عَهْدِهِ، قَالَ سَلْمٌ قَصِيدَتَهُ السَّائِرَةَ:
قُلْ لِلْمَنَازِلِ بِالْكَثِيبِ الأَعْفَرِ
سُقِيتِ غَايَةَ السَّحَابِ الْمُمْطِرِ
قَدْ بَايَعَ الثَّقَلانِ مَهْدِيَّ الْهُدَى
لِمُحَمَّدِ بْنِ زُبَيْدَةَ ابْنَةِ جَعْفَرِ
فَحَشَتْ زُبَيْدَةُ فَاهُ جَوْهَرًا، قِيلَ بَاعَهُ بِعِشْرِينَ أَلْفَ دِينَارٍ.
وَمِنْ شِعْرِهِ:
بَانَ شَبَابِي فِيمَا يَحُورُ
…
وَطَالَ مِنْ لَيْلِي الْقَصِيرُ
أَهْدَى لِيَ الشَّوْقَ وَهُوَ خُلْوٌ
…
أَغَنُّ فِي طَرْفِهِ فُتُورُ
وَقَائِلٍ حِينَ شَبَّ وَجْدِي
…
وَاشْتَعَلَ الْمُضْمَرُ السَّتِيرُ
لَوْ شِئْتَ أَسْلاكَ عَنْ هَوَاهُ
…
قَلْبٌ لِأَشْجَانِهِ ذَكُورُ
فَقُلْتُ لا تَعْجَلَنْ بِلَومِي
…
فَإِنَّمَا يُنْبِئُ الْخَبِيرُ
عَذَّبَنِي وَالْهَوَى صَغِيرُ
…
فَكَيْفَ بِي وَالْهَوَى كَبِيرُ
مَنْ رَاقَبَ الناس مات غما
…
وفاز باللذة الجسور
1 انظر تاريخ الطبري "8/ 101، 224"، والكامل في التاريخ "5/ 586"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "8/ 172، 173".
2 مرق السهم من الرمية، مروقا: اخترقها وخرج من الجانب الآخر في سرعة.
قَالَ أَبُو مُعَاذٍ النُّمَيْرِيُّ: قَالَ بَشَّارُ بَيْتًا، وَكَانَ يَلْهَجُ بِهِ كَثِيرًا وَهُوَ:
مَنْ رَاقَبَ النّاسَ لَمْ يَظْفَرْ بِحَاجَتِهِ
وَفَازَ بِالطَّيِّبَاتِ الْفَاتِكُ اللَّهِجُ
فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ قَالَ "سَلْمٌ الْخَاسِرُ" بَيْتًا فِي هَذَا، وَأَنْشَدْتُهُ:
مَنْ رَاقَبَ النَّاسَ مَاتَ هَمًّا
…
وَفَازَ بِاللَّذَّةِ الْجَسُورُ
فَقَالَ: ذَهَبَ وَاللَّهِ بَيْتِي، وَاللَّهِ لا أَكَلْتُ الْيَوْمَ شَيْئًا وَلا صُمْتُ.
وَمِنْ شِعْرِهِ:
لَمَّا أَتَتْنِي عَلَى الْمَهْدِيِّ مَالِكَةٌ
…
تَظَلُّ مِنْ خَوْفِهَا الأَحْشَاءُ تَضْطَرِبُ
كَيْفَ الْقَرَارُ مِنْ رِضَى مَلِكٍ
…
تَبْدُو الْمَنَايَا بِكَفَّيْهِ وَتَحْتَجِبُ
إِنِّي أَعُوذُ بِالْمُلُوكِ كُلِّهِمُ
…
وَأَنْتَ ذَاكَ بِمَا تَأْتِي وَتَجْتَنِبُ
وَأَنْتَ كَالدَّهْرِ مَبْثُوثًا حَبَائِلُهُ
…
وَالدَّهْرُ لا مَلْجَأَ مِنْهُ وَلا هَرَبُ
وَلَهُ:
مَلِكٌ كَأَنَّ الشَّمْسَ فَوْقَ جَبِينِهِ
…
تَمَلَّكَ بِالإِمْسَاءِ وَالإِصْبَاحِ
وَإِذَا حَلَلْتَ بِبَابِهِ وَرِوَاقِهِ
…
فَانْزِلْ بِسَعْدٍ وَارْتَحِلْ بِنَجَاحِ
فَأَجَازَهُ الرَّشِيدُ بِمِائَةِ أَلْفٍ.
119-
سليمان بن بلال1 -ع.
أبو أيوب، ويقال: أبو محمد، المدني الْحَافِظُ، أَحَدُ الأَئِمَّةِ مِنْ مَوَالِي آلِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ.
رَوَى عَنْ: زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وعبد الله بن دينار، وأب طُوَالَةَ، وَخَيْثَمِ بْنِ عِرَاكٍ، وَأَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجِ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ وَرَبَيْعَةَ الرَّأْيِ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَعِمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: الْقَعْنَبِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وسعيد بن عفير، ولوين، ويحيى الوخاظي، ويحيى بن يحيى، وعدد كثير.
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "5/ 420"، والجرح والتعديل "4/ 103"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 4".
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ بَرْبَرِيًّا حَسَنَ الْهَيْئَةِ، ثِقَةً، عَاقِلا، يُفْتِي بِالْبَلَدِ، وَوَلِيَ خَرَاجَ الْمَدِينَةِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ صَالِحٌ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا الْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا هبة الله الحاسب، أنا أبو الحسن بْنُ النَّقُّورِ، ثَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا لُوَيْنُ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ أَبِي وَجْزَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا بُنَيَّ ادْنُ وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ"1. أَخْرَجَهُ د. عَنْ لُوَيْنَ.
مَاتَ سُلَيْمَانُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَيُقَالُ: كَانَ مُحْتَسِبَ الْمَدِينَةِ، أَرَّخَهُ ابْنُ سَعْدٍ.
رَوَى الْبُخَارِيُّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُحَمَّدٍ المديني، مات في سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
120-
سُلَيْمَانُ بْنُ سَالِمٍ الْقُرَشِيُّ الْبَصْرِيُّ الْقَطَّانُ2.
أَبُو داود.
مَحَلُّهُ الصِّدْقُ.
سَمِعَ: عَلِيَّ بْنَ جُدْعَانَ، وَلُبَابَةَ مَوْلاةَ بَنِي خَلَفٍ.
وَعَنْهُ: مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أبي إسرائيل.
121-
سليمان بن عطاء القرشي3 -ق.
أبو عمر الحراني.
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ الْبَهْرَانِيِّ، وَمُسْلِمَةَ بن عبد الله الجهني.
1 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "5379"، ومسلم "2022"، وابن ماجه "3267"، وأحمد "4/ 26"، وأوله: $"يا غلام سم الله"
…
الحديث.
2 انظر الجرح والتعديل "4/ 120"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 18"، والثقات لابن حبان "6/ 389"، وميزان الاعتدال "2/ 208".
3 انظر الجرح والتعديل "4/ 133"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 28، 29"، والمجروحين لابن حبان "1/ 329-332"، وتهذيب الكمال "12/ 43، 44".
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُسَرَّحٍ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: فِي حَدِيثِهِ مَنَاكِيرُ.
وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ.
122-
سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى الزُّهْرِيُّ الكوفي1 -د.
أبو داود.
عَنْ: جَعْفَرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَمُرَةَ، وَمُظَاهِرِ بْنِ أَسْلَمَ.
وَعَنْهُ مَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَيَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ التِّنِّيسِيُّ، وَطَائِفَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ.
وَقَالَ مُرَّةُ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَلَيَّنَهُ الْعُقَيْلِيُّ.
123-
سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ الْبَصْرِيُّ2 -م. د. ت. ن.
عن: سليمان التميمي، وعبد اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَابْنِ عَوْنٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَفَّانَ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، وَحُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ.
قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ.
وَقِيلَ: كَانَ ثَبْتًا فِي حَدِيثِ ابْنِ عَوْنٍ مُجَوِّدًا لَهُ.
124-
سِنَانُ بْنُ هارون البرجمي3 -ت.
1 انظر الجرح والتعديل "4/ 143"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 39"، وتهذيب الكمال "12/ 98، 99"، وميزان الاعتدال "2/ 226".
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 291"، والجرح والتعديل "4/ 214، 215"، والثقات لابن حبان "6/ 415".
3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 387"، والجرح والتعديل "4/ 253"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 166".
أبو بشر الكوفي، أَخُو سَيْفٍ.
عَنْ: كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ، وَبَيَانِ بْنِ بِشْرٍ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: الأَسْوَدُ شَاذَانُ، وَعَوْنُ بْنُ سَلامٍ، وَلُوَيْنُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصباح الدولابي، وجماعة.
ضعفه النسائي.
وقال الداراقطني: يُعْتَبَرُ بِهِ.
وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: سِنَانٌ وَسَيْفٌ ضَعِيفَانِ، وَسِنَانٌ أَعْجَبُهُمَا إِلَيَّ.
وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا:"يَا أُمَّ حَبِيبَةَ ذَهَبَ حَسَنُ الْخُلُقِ بِخَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ"1.
125-
سَهْلٌ مَوْلَى الْمُغِيرَةِ2.
أَبُو حَرِيزٍ الْمَدَنِيُّ، مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ.
عَنِ: الزُّهْرِيِّ، وَعَلِيِّ بْنِ جُدْعَانَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ داود الْحَرَّانِيُّ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ طَالِبٍ، وَحَسَّانُ بْنُ غَالِبٍ، وَسَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَمُؤَمَّلُ بن عبد الرحمن الثقفي، وآخرون. فيه ضعيف.
ذَكَرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ، وَابْنُ حِبَّانَ، فَرَوَيَا مِنْ وَجْهَيْنِ، عَنْهُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا:"أنه إِذَا اهْتَمَّ أَخَذَ لِحْيَتَهُ فَنَظَرَ فِيهَا".
وَرَوَى مُؤَمَّلٌ، عَنْهُ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ رُسْتُمَ الأَيْلِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا:"يَا عَائِشَةُ رُدِّي عَلِيَّ الْبَيْتَيْنِ اللَّذَيْنِ لِفُلانٍ الْيَهُودِيِّ"، فَقَالَتْ:
ارفع ضعفيك لا يَحْزُنْكَ ضَعْفُهُ
…
يَوْمًا فَتُدْرِكُهُ الْعَوَاقِبُ قَدْ نما
1 "حديث ضعيف": أخرجه العقيلي في الضعفاء "2/ 671"، وقال: ولا يحفظ إلا من حديث سنان وحديثه غير محفوظ.
2 انظر المجروحين لابن حبان "1/ 348"، والضعفاء لابن عدي "3/ 128"، وميزان الاعتدال للمصنف "2/ 241، 242".
يُجْزِيكَ أَوْ يُثْنِي عَلَيْكَ وَإِنَّ مَنْ
…
أَثْنَى عليك بما فعلت فقد جزا1
الحديث، وهو منكر.
126-
سوار بن مصعب الهمذاني الموفي الضَّرِيرُ2.
أَحَدُ الضُّعَفَاءِ.
عَنْ: عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، وَزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَمُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ، وَكُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: أَبُو نُوحٍ قُرَادٌ، وَشَبَّابَةُ، وَأَبُو الجهم الجاهلي، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ.
قَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ أَبُو داود: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ، كَانَ يَجِيئُنَا إِلَى مَنْزِلِنَا.
وَقَالَ جَمَاعَةٌ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: وَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيهِ فِي نُسْخَةِ أَبِي الْجَهْمِ أَحَادِيثُ مِنْهَا، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا:"مَنْ كَذَّبَ بِالْقَدَرِ أَوْ خَاصَمَهُمْ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا جِئْتُ بِهِ"3.
127-
سيبويه4.
إمام أهل النحو أبو بشير عمرو بن عثمان بن قنبر البصري.
1 "حديث منكر": أخرجه ابن حبان في المجروحين "1/ 344، 345"، وقال: يروي عن الزهري العجائب.
2 انظر الجرح والتعديل "4/ 270"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 169"، والمجروحين لابن حبان "1/ 356".
3 "ضعيف جدا": أخرجه ابن عدي في الضعفاء "3/ 1293"، وفي إسناده سوار صاحب الترجمة والحديث في ضعيف الجامع "7/ 58".
4 انظر تاريخ بغداد للخطيب "12/ 195-199"، والكامل في التاريخ "6/ 50"، وسير أعلام النبلاء "8/ 311".
أَصْلُهُ فَارِسِيٌّ، طَلَبَ الْفِقْهَ وَالْحَدِيثَ، ثُمَّ طَلَبَ الْعَرَبِيَّةَ فَبَرَعَ فِيهَا وَسَادَ أَهْلَ زَمَانِهِ، وَصَنَّفَ فِيهَا كِتَابَهُ الْكَبِيرَ الَّذِي لَمْ يُصَنِّفْ أَحَدٌ بَعْدَهُ مِثْلَهُ.
وَاسْتَمْلَى عَلَى حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ.
وَأَخَذَ كِتَابَ الْجَامِعِ فِي النَّحْوِ عَنْ مُؤَلِّفِهِ عِيسَى بْنِ عُمَرَ.
وَأَخَذَ عَنْ: يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ، وَأَبِي الْخَطَّابِ الأَخْفَشِ الْكَبِيرِ، وَصَحِبَ الْخَلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ مُدَّةً.
وَوَفَدَ إِلَى بَغْدَادَ عَلَى يَحْيَى الْبَرْمَكِيِّ، فَجَمَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكِسَائِيِّ لِلْمُنَاظَرَةِ بِحُضُورِ سَعِيدِ بْنِ مَسْعَدَةَ الأَخْفَشِ، وَالْفَرَّاءِ، وَالأَحْمَرِ. وَجَرَى ذَاكَ الْبَحْثُ الْمَشْهُورُ فِي مَسْأَلَةِ الزُّنْبُورِ1، وَتَعَصَّبُوا لِلْكِسَائِيِّ دُونَهُ، ثُمَّ وَصَلَهُ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ بِعَشَرَةِ آلافِ دِرْهَمٍ. فَخَرَجَ إِلَى بِلادِ فَارِسٍ فَتُوُفِّيَ بِشِيرَازَ، وَقِيلَ بِسَاوَةَ.
وَكَانَ قَدْ سَأَلَ عَمَّنْ يَرْغَبُ فِي النَّحْوِ فَقِيلَ لَهُ طَلْحَةُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْخُزَاعِيُّ الأَمِيرُ فَقَصَدَهُ.
وَيُقَالُ كَانَ فِي لِسَانِ سِيبَوَيْهِ حُبْسَةٌ، وَفِي قَلَمِهِ انْطِلاقٌ وَبَرَاعَةٌ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ: سُمِّيَ سِيبَوَيْهِ لِأَنَّ وَجْنَتَيْهِ كَانَتَا كَالتُّفَّاحَتَيْنِ، وَكَانَ بَدِيعَ الْجَمَالِ، وَقِيلَ هُوَ لَقَبٌ بِالْفَارِسِيَّةِ مَعْنَاهُ رَائِحَةُ التُّفَّاحِ.
قَالَ أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ: كَانَ سِيبَوَيْهِ يَأْتِي مَجْلِسِي وَلَهُ ذُؤَابَتَانِ فَإِذَا قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ أَثِقُ بِعَرَبِيَّتِهِ، فَإِنَّمَا يَعْنِينِي.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ عَائِشَةَ يَقُولُ: كُنَّا نَجْلِسُ مَعَ سِيبَوَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ، وَكَانَ شَابًّا جَمِيلا نَظِيفًا قَدْ تَعَلَّقَ مِنْ كُلِّ عِلْمٍ بِسَبَبٍ، وَضَرَبَ بِسَهْمٍ فِي كُلِّ أَدَبٍ، مَعَ حَدَاثَةِ سِنِّهِ، فَهَبَّتِ الرِّيحُ مَرَّةً، فَقَالَ لِبَعْضِ الْجَمَاعَةِ: انْظُرْ أَيَّ رِيحٍ هَذِهِ.
وَكَانَ عَلَى المنارة تمثال فرس ونحاس، فَنَظَرَ ثُمَّ عَادَ فَقَالَ: مَا تَثْبُتُ الْفَرَسُ عَلَى شَيْءٍ.
فَقَالَ سِيبَوَيْهِ: الْعَرَبُ تَقُولُ فِي مِثْلِ هَذِهِ الرِّيحِ: قَدْ تَذَاءَبَتِ الرِّيحُ، أَيْ فَعَلَتْ فِعْلَ الذِّئْبِ يَجِيءُ مِنْ هَهُنَا وَهَهُنَا ليختل فيظن الناظر أنه عدة ذئاب.
1 انظر في تاريخ بغداد "12/ 104، 105".
وَيُقَالُ إِنَّ سِيبَوَيْهِ لَمَّا احْتَضَرَ وَضَعَ رَأْسَهُ فِي حُجْرِ أَخِيهِ، فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَدَمَعَتْ عَيْنُ أَخِيهِ، فَأَفَاقَ فَرَآهُ يَبْكِي فَقَالَ:
أُخَيَّيْنِ كُنَّا فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنَا
…
إِلَى الْغَايَةِ الْقُصْوَى فَمَنْ يأمر الدَّهْرَا
عَنِ الأَصْمَعِيِّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى قَبْرِ سِيبَوَيْهِ بِشِيرَازَ هَذِهِ الأَبْيَاتِ وَهِيَ لِسُلَيْمَانَ بْنِ يَزِيدَ الْعَدَوِيِّ:
ذَهَبَ الأَحِبَّةُ بَعْدَ طُولِ تَزَاوُرٍ
…
وَنَأَى الْمَزَارُ فَأَسْلَمُوكَ وَأَقْشَعُوا
تَرَكُوكَ أَوْحَشَ مَا تَكُونُ بِقَفْرَةٍ
…
لَمْ يُؤْنِسُوكَ وَكُرْبَةً لَمْ يَدْفَعُوا
قُضِيَ الْقَضَاءُ وَصِرْتَ صَاحِبَ حُفْرةٍ
…
عَنْكَ الأَحِبَّةُ أَعْرَضُوا وَتَصَدَّعُوا
وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: قَبْرُهُ بِشِيرَازَ.
قِيلَ: إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ وَهُوَ أَصَحُّ الأَقْوَالِ وَأَشْهَرُهَا.
وَأَبْعَدَ مَنْ قَالَ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ.
وَقِيلَ إِنَّ مُدَّةَ عُمْرِهِ كَانَتِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ سَنَةً.
وَقِيلَ: عَاشَ أَزْيَدَ مِنْ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَكِتَابُهُ مَرْوِيٌّ بِالسَّمَاعِ، رَوَاهُ الإِمَامُ أَبُو حَيَّانَ عَنْ شَيْخِنَا بَهَاءِ الدِّينِ بْنِ النَّحَّاسِ النَّحْوِيِّ، عَنْ عَلَمِ الدِّينِ الْقَاسِمِ الأَنْدَلُسِيِّ، عَنِ الْكِنْدِيِّ.
128-
السَّيِّدُ الْحِمْيَرِيُّ1.
هُوَ أَبُو هَاشِمٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رَبَيْعَةَ، وَجَدُّهُ هَذَا هُوَ يَزِيدُ بْنُ مُفَرِّغٍ الْحِمْيَرِيُّ الشَّاعِرُ.
كَانَ السَّيِّدُ هَذَا شَاعِرًا مُحْسِنًا، بَدِيعَ الْقَوْلِ، إِلا أَنَّهُ رَافِضِيٌّ جَلْدٌ2، زَائِغٌ عَنِ الْحَقِّ، لَهُ مَدَائِحُ جَمَّةٌ فِي أَهْلِ الْبَيْتِ عليهم السلام وكان مقيمًا بالبصرة، ثم قدم بغداد.
1 انظر تاريخ الطبري "7/ 190"، والكامل في التاريخ "5/ 246"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "8/ 40-42".
2 أي شديد التعصب.
قَالَ الصُّولِيُّ: الصَّحِيحُ أَنَّ جَدَّهُ لَيْسَ هُوَ بِابْنِ مُفَرِّغٍ الْحِمْيَرِيِّ.
وَرُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَبَلَةَ الْكُوفِيِّ قَالَ رَأَيْتُ السَّيِّدَ الشَّاعِرَ طَوِيلا شَدِيدَ الأَدَمَةِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَاشِمِيُّ قَالَ: جَمَعْتُ لِلسَّيِّدِ الْحِمْيَرِيِّ أَلْفَيْ قَصِيدَةٍ.
قَالَ الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِيعِ: عَهْدِي بِالسَّيِّدِ حِينَ وَلِيَ الرَّشِيدُ الأَمْرَ، وَقَدْ رُفِعَ إِلَيْهِ أَنَّهُ رَافِضِيٌّ، فَقَامَ ثُمَّ تَنَصَّلَ وَأَنْشَدَهُ قَصِيدَتَهُ هَذِهِ:
شَجَاكَ الْحَيُّ إِذَ بَانُوا
…
فَدَمْعُ الْعَيْنِ هَتَّانُ
كَأَنِّي يَوْمَ ردوا العيـ
…
ـس للرحلة نشوان
وفوق العيس إذ ولوا
…
مهىً حور وغزلان
إذا ما قمن فالإعجا
…
ز فِي التَّشْبِيهِ كُثْبَانُ
وَمَا جَازَ إِلَى الأَعْلَى
…
فَأَقْمَارٌ وَأَغْصَانُ
مِنْهَا:
فَحُبِّي لَكِ إِيمَانٌ
…
وَمَيْلِي عَنْكِ كُفْرَانُ
فَعَدَّ النَّاسُ ذَا رَفْضَا
…
فَلا عدوا ولا كانوا
وقد قال له بَشَّارُ بْنُ بُردٍ: لَوْلا أَنَّ اللَّهَ شَغَلَكَ بِمَدْحِ أَهْلِ الْبَيْتِ لافْتَقَرْنَا.
وَقِيلَ لِلسَّيِّدِ الْحِمْيَرِيِّ: لِمَ لا تُدْخِلُ شِعْرَكَ الْغَرِيبَ؟
قَالَ ذَاكَ عِيٌّ وَتَكَلُّفٌ، وَقَدْ رَزَقَنِي اللَّهُ طَبْعًا وَاتِّسَاقًا فِي الْكَلامِ، فَأَنَا أَنْظِمُ مَا يَفْهَمُهُ الصَّغِيرُ وَالْكَبِيرُ.
وَقِيلَ: كَانَ أَبَوَاهُ يُبْغِضَانِ عَلِيَّا رضي الله عنه فَسَمِعَهُمَا يَسُبَّانَهُ بَعْدَ صَلاةِ الْفَجْرِ بُكْرَةً بِالْبَصْرَةِ، فَانْزَعَجَ وَقَالَ:
لَعَنَ اللَّهُ وَالِدَيَّ جَمِيعًا
…
ثُمَّ أَصْلاهُمَا عَذَابَ الْجَحِيمِ
حَكَّمَا غُدْوَةً كَمَا صَلَّيَا الْفَجْرَ
…
بِلَعْنِ الْوَصِيِّ بَابِ الْعُلُومِ
لَعَنَا خَيْرَ مَنْ مَشَى فَوْقَ
…
ظَهْرِ الأَرْضِ أَوْ طَافَ مُحْرِمًا بِالْحَطِيمِ
كَفَرَا عِنْدَ شَتْمِ آلِ رَسُولِ اللَّهِ
…
نَسْلِ الْمُطَهَّرِ الْمَعْصُومِ
وَالْوَصِيَّ الَّذِي بِهِ تَثْبُتُ الأَرْضُ
…
ولولاه دكدكت كالرميم
وكذا آله أولو الْعِلْمِ وَالْفَهْمِ
…
هُدَاةً إِلَى الصِّرَاطِ الْقَوِيمِ
وَعَنْهُ قَالَ: كُنْتُ صَبِيًّا فَإِذَا سَمِعْتُ أَبَوَيَّ يَسُبَّانِ عَلِيًّا خَرَجْتُ عَنْهُمَا فَأَبْقَى جَائِعًا، فَإِذَا أَجْهَدَنِي الْجُوعُ جِئْتُ فَأَكَلْتُ، فَلَمَّا كَبُرْتُ قَلَيْلا قُلْتُ الشِّعْرَ، وَخَرَجْتُ عَنْهُمَا فَتَوَعَّدَانِي بِالْقَتْلِ، فَأَتَيْتُ الأَمِيرَ فَكَانَ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِي.
وَقِيلَ إِنَّ الْمَنْصُورَ اسْتَحَضَرَهُ فَقَالَ: أَنْشِدْنِي قَوْلَكَ فِينَا فِي الْقَصِيدَةِ الْمِيمِيَّةِ الَّتِي أَوَّلُهَا: أَتَعْرِفُ دَارًا عَفَى رسمها، فقال:
فدع ذا فِي بَنِي هَاشِمٍ
…
فَإِنَّكَ بِاللَّهِ تَسْتَعْصِمُ
بَنِي هَاشِمٍ حُبُّكُمْ قُرْبَةٌ
…
وَحُبُّكُمُ خَيْرُ مَا نَعْلَمُ
بِكُمْ فَتَحَ اللَّهُ بَابَ الْهُدَى
…
كَذَاكَ غَدًا بِكُمُ يُخْتَمُ
أُلامُ وَأَلْقَى الأَذَى فِيكُمُ
…
أَلا لا يني فيكم اللوم
وما لي ذَنْبٌ يَعُدُّونَهُ
…
سِوَى أَنَّنِي بِكُمْ مُغْرَمُ
وَأَصْبَحَتْ عِنْدَهُمْ مَآثِمِي
…
مَا أَثِمَ فِرْعَوْنُ بَلْ أَعْظَمُ
فَلا زِلْتُ عِنْدَكُمُ مُرْتَضًى
…
كَمَا أَنَا عِنْدَهُمْ مُجْرِمُ
جَعَلْتُ ثَنَائِي وَمَدْحِي لَكُمْ
…
عَلَى رَغْمِ أَنْفِ الَّذِي يُرْغِمُ
فَقَالَ لَهُ الْمَنْصُورُ: مَا أَظُنُّ إِلا أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَيَّدَكَ فِي مَدْحِ بَنِي هَاشِمٍ كَمَا أَيَّدَ حَسَّانَ فِي مَدْحِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
وَكَانَ السَّيِّدُ الْحِمْيَرِيُّ يَرَى رَأْيَ الْكَيْسَانِيَّةِ فِي رَجْعَةِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ إِلَى الدُّنْيَا، وَهُوَ الْقَائِلُ فِيهِ:
بَانَ الشَّبَابُ وَرَقَّ عَظْمِي وَانْحَنَى
…
صدر القناة وَشَابَ مِنِّي الْمَفْرِقُ
يَا شِعْبَ رَضْوَى مَا لمن لا يُرَى
…
وَنَبَا إِلَيْهِ مِنَ الصَّبَابَةِ أَوْلَقُ
حَتَّى مَتَى وَإِلَى متى وكم المدى
…
يابن الرِّضَى وَأَنْتَ حَيٌّ تُرْزَقُ
إِنِّي لَآمُلُ أَنْ أَرَاكَ فَإِنَّنِي
…
مِنْ أَنْ أَرَاكَ وَلا أَرَاكَ لأفرق
وَيُقَالُ: إِنَّهُ اجْتَمَعَ بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ، فَعَرَّفَهُ خَطَأَهُ، وَأَنَّهُ عَلَى ضَلالَةٍ، فَرَجَعَ وَأَنَابَ.
وَمِمَّا رُوِيَ وَلَمْ يَصِحَّ، عَنْ جَعْفَرٍ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: إِنَّ السَّيِّدَ الْحِمْيَرِيَّ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ، فَقَالَ: إِنْ زَلَّتْ بِهِ قَدَمٌ فَقَدْ ثَبُتَتْ له أخرى.
وقيل إنه عِنْدَهُ، فَدَعَا لَهُ، فَقَالُوا: تَدْعُو لَهُ وَهُوَ يَشْرَبُ النَّبِيذَ وَيَسُبُّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَيُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ.
فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ مُحِبِّي آلِ مُحَمَّدٍ لا يَمُوتُونَ إِلا تَائِبِينَ.
وَذَكَرَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ فِي الْمِلَلِ وَالنِّحَلِ أَنَّ السَّيِّدَ الْحِمْيَرِيَّ كَانَ يَقُولُ بِتَنَاسُخِ الأَرْوَاحِ.
وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ مَوْلِدَهُ كَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ، عَلَى الصَّحِيحِ، فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقِيلَ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَالْقَوْلُ بِالتَّنَاسُخِ زَنْدَقَةٌ.
129-
سَيْفُ بْنُ عمر التميمي الأسيدي1 -ت.
ويقال: الضبي الكوفي، صَاحِبُ كِتَابِ الْفُتُوحِ وَكِتَابُ "الرِّدَّةِ" وَغَيْرُ ذَلِكَ.
رَوَى عَنْ: جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عمر، وطائفة كثيرة من المجاهيل والإخباريين.
رَوَى عَنْهُ: النَّضْرُ بْنُ حَمَّادٍ الْعَتَكِيُّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، وَشُعَيْبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكُوفِيُّ، وَأَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ الْقُطَعِيُّ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وآخرون.
قال يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو حاتم: متروك.
وقال أبو داود: ليس بشيء.
1 انظر الجرح والتعديل "4/ 278"، والمجروحين لابن حبان "1/ 345"، وتهذيب الكمال للمزي "12/ 324".
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: اتُّهِمَ بِالزَّنْدَقَةِ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ عَنْ يَحْيَى قَالَ: سَيْفُ بْنُ عُمَرَ الضَّبِّيُّ يُحَدِّثُ عَنْهُ الْمُحَارِبِيُّ، ضَعِيفٌ.
وَكَذَا قَالَ النَّسَائِيُّ.
وَقَالَ الْحَاكِمُ: سَيْفُ بْنُ عُمَرَ الضَّبِّيُّ اتُّهِمَ بِالزَّنْدَقَةِ، وَهُوَ سَاقِطٌ فِي رِوَايَةِ الْحَدِيثِ.
وَرَوَى ابْنُ حِبَّانَ بِإِسْنَادٍ أَنَّهُ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
130-
سَيْفُ بْنُ هَارُونَ الْبُرْجُمِيُّ الْكُوفِيُّ1 -ت. ق.
الْعَابِدُ، أَخُو سِنَانَ بْنِ هَارُونَ.
عَنْ: إِبْرَاهِيمَ الهجري، وإسماعيل بن أبي خالد، وسليمان التميمي، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدُّولابِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى السُّدِّيُّ، وَداود بْنُ رَشِيدٍ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: سَمِعْتُ مِنْهُ وَكَانَ ثِقَةٌ.
وَقَالَ ابن معين: ضعيف.
وقال ابن حبان: يروي عَنِ الأَثْبَاتِ الْمَوْضُوعَاتِ.
وَهُوَ الَّذِي رَوَى عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ مَرْفُوعًا:"مَا سَكَتَ اللَّهُ عَنْهُ فَهُوَ مِمَّا عفا عنه"2.
أخرجه الترمذين وَابْنُ مَاجَهْ، وَهَذَا يَرْوُونَهُ عَنْ سُلَيْمَانَ مَوْقُوفًا.
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 387"، والجرح والتعديل "4/ 276"، والمجروحين لابن حبان "1/ 346".
2 "حديث حسن": أخرجه الترمذي "1726"، وابن ماجه "3367"، وهو في صحيح الجامع "3195".
"حرف الشين":
131-
شريك القاضي1 -خ. ت. 4. م. تبعًا- هُوَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ الله النخعي الكوفي.
الْفَقِيهُ أَحَدُ الأَعْلامِ.
مَوْلِدُهُ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ.
رَوَى عَنْ: أَبِي صَخْرَةَ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، وَجَامِعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، وَزِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، وَعَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ جَرِيرٍ الْبَجَلِيِّ، وَخُصَيْفٍ، وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، وَعَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَلَمْ يَرْحَلْ، بَلِ اكْتَفَى بِعِلْمِ أَهْلِ بَلَدِهِ.
وَعَنْهُ: أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَهُمَا مِنْ شُيُوخِهِ.
وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَوَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَقُتَيْبَةُ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَلُوَيْنُ، وَهَنَّادٌ، وَابْنَا أَبِي شَيْبَةَ، وَعَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ الرَّوَاجِنِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَخَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
قَالَ الْخَطِيبُ: شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَوْسٍ النَّخَعِيُّ الْقَاضِي، أَدْرَكَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
قُلْتُ: يَعْنِي بِالسِّنِّ، وَلَمْ يَرَهُ.
قَالَ: وَسَمِعَ مِنْهُ إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ تِسْعَةَ آلافِ حَدِيثٍ.
قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: شَرِيكٌ أَعْلَمُ بِحَدِيثِ بَلَدِهِ مِنَ الثَّوْرِيِّ.
وَقَدْ قِيلَ مِثْلُ هَذَا لابْنِ مَعِينٍ فَقَالَ: لَيْسَ يُقَاسُ بِسُفْيَانَ أَحَدٌ، لَكِنَّ شَرِيكَ أَرْوَى مِنْهُ فِي بَعْضِ الْمَشَايِخِ، وَهُوَ ثقة.
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 78"، والجرح والتعديل "4/ 365-367"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 237"، وتاريخ الطبري "10/ 283".
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: شَرِيكٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَبِي الأَحْوَصِ.
وَقَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيّ: قُلْتُ لِيَحْيَى: شَرِيكٌ أَحَبُّ إِلَيْكَ فِي أَبِي إِسْحَاقَ أَوْ إِسْرَائِيلَ؟ فَقَالَ: شَرِيكٌ أَحَبُّ إِلَيَّ.
ذِكْرُ نَسَبِهِ:
هُوَ شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي شَرِيكٍ الْحَارِثِ بْنِ أَوْسٍ، وَقِيلَ: ابْنُ أَبِي شَرِيكٍ سِنَانُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الأَذْهَلِ بْنِ وَهْبِيلِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّخَعِ، وَالنَّخَعُ مِنْ مَذْحِجٍ.
شَهِدَ جَدُّهُ أَبُو شَرِيكٍ الْقَادِسِيَّةَ.
وَوُلِدَ شَرِيكٌ فِيمَا قِيلَ بِبُخَارَى، وَنَشَأَ بِالْكُوفَةِ.
وَسَمَّى الْبُخَارِيُّ جَدَّهُ سِنَانًا، وَسَمَّاهُ أَبُو نُعَيْمٍ حَارِثًا.
وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ: قَالَ أَحْمَدُ بن حنبل: شريك في الـ"حديث" أَقْوَى مِنْ إِسْرَائِيلَ.
قَالَ: وَكَانَ يَحْيَى الْقَطَّانُ لا يَرْوِي عَنْ شَرِيكٍ إِلا عَلَى سَبِيلِ الْعِبْرَةِ، كَانَ لا يَرْضَاهُ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: شَرِيكٌ أَعْلَمُ مِنْ إِسْرَائِيلَ، وَإِسْرَائِيلُ أَقَلُّ خَطَأً مِنْهُ.
وَقَالَ أَبُو داود: شَرِيكٌ ثِقَةٌ، يُخْطِئُ عَلَى الأَعْمَشِ.
وَقَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: قَلَّ مَا يُحْتَاجُ إِلَى شَرِيكٍ فِي الأَحَادِيثِ الَّتِي يُحْتَجُّ بِهَا.
وَلَمَّا وَلِيَ الْقَضَاءَ اضْطَرَبَ حِفْظُهُ.
وَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حنبل عن شريك، فقال: كان عاقلا محدثًا عندي، وكان شَدِيدًا عَلَى أَهْلِ الرِّيَبِ وَالْبِدَعِ، قَدِيمَ السَّمَاعِ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَبْلَ زُهَيْرٍ، وَقَبْلَ إِسْرَائِيلَ.
فَقُلْتُ لَهُ: إِسْرَائِيلُ أَثْبَتُ مِنْهُ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قُلْتُ: يُحْتَجُّ بِهِ؟ قَالَ: لا تَسْأَلْنِي عَنْ رَأْيِي فِي هَذَا.
قُلْتُ: فَإِسْرَائِيلُ تَحْتَجُّ بِهِ؟ قَالَ: أَيْ لَعَمْرِي.
قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الْجَوْزَجَانِيُّ: شَرِيكٌ سَيِّئُ الْحِفْظِ مُضْطَرِبٌ مَائِلٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قُلْتُ: اسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ، وَخَرَّجَ لَهُ مُسْلِمٌ مُتَابَعَةً، وَاحْتَجَّ بِهِ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الْجَوْهَرِيُّ: أَخْطَأَ شَرِيكٌ فِي أَرْبَعِمِائَةِ حَدِيثٍ.
قُلْتُ: لَكِنَّهُ كَانَ مِنْ بُحُورِ الْعِلْمِ، فَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ: كَانَ عِنْدَ أَبِي عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ عَشَرَةُ آلافِ حَدِيثِ مَسْأَلَةٍ وَعِنْدَهُ عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ عَشَرَةُ آلافٍ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: سَمِعْتُ شَرِيكًا يَقُولُ: قُدِّمَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ يَوْمَ قُدِّمَ وَهُوَ أَفْضَلُ الْقَوْمِ،
وَعَنْ شَرِيكٍ قَالَ: لَوْ أَدْرَكْتُ عَلِيًّا لَقَاتَلْتُ مَعَهُ.
وَقَالَ مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ: سَمِعْتُ شَرِيكًا فِي مَجْلِسِ الْوَزِيرِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ، وَفِيهِ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْن مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيُّ، وَابْنُ أَبِي مُوسَى، وَالأَشْرَافُ، فَتَذَاكَرُوا النَّبِيذَ، فَرَخَّصَ مُرَخِّصٌ مِنَ الْعِرَاقِيِّينَ فِيهِ، وَشَدَّدَ الْبَاقُونَ، فَقَالَ شَرِيكٌ: ثَنَا أَبُو إِسْحَاق، عَنْ عُمَرو بْن مَيْمُونٍ قَالَ: قال عمر: إنا لنأكل هذه الإِبِلِ وَلَيْسَ نُقَطِّعُهَا فِي بُطُونِنَا إِلا بِهَذَا النَّبِيذِ الشَّدِيدِ.
فَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ: مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ، إِنْ هَذَا إلا اختلاف.
فقال: أجل، وشغلك الْجُلُوسُ عَلَى الطَّنَافِسِ فِي صُدُورِ الْمَجَالِسِ عَنِ اسْتِمَاعِ هَذَا وَأَمْثَالِهِ.
فَلَمْ يُجِبْهُ الْحَسَنُ، وَأَسْكَتَ القوم، فتحدثوا بعد النَّبِيذِ، وَشَرِيكٌ سَاكِتٌ، فَقَالَ لَهُ الْوَزِيرُ: حَدِّثْنَا يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بِمَا عِنْدَكَ. فَقَالَ: كَلا. الْحَدِيثُ أَعَزُّ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ أَنْ يُعَرَّضَ لِلتَّكْذِيبِ.
فَقَالَ بَعْضُهُمْ: شَرِبَهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ. فَقَالَ قَائِلٌ: بَلَغَنَا أَنَّ سُفْيَانَ تَرَكَهُ.
فَقَالَ شَرِيكٌ: أَنَا رَأَيْتُهُ يَشْرَبُ فِي بَيْتِ خَيْرِ أَهْلِ الْكُوفَةِ فِي زَمَانِهِ، مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ.
قَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أروع فِي عِلْمِهِ مِنْ شَرِيكٍ.
وَجَرَى بِحَضْرَةِ عِيسَى بْنِ يُونُسَ فِي الْمُذَاكَرَةِ: مَنْ رَجُلُ الأُمَّةِ؟ فَقَالَ: رَجُلُ الأُمَّةِ شَرِيكٌ.
قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: دَعَا الْمَنْصُورُ شَرِيكًا فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُوَلِّيَكَ قَضَاءَ الْكُوفَةِ.
فَقَالَ: اعْفِنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ.
قَالَ: لَسْتُ أُعْفِيكَ.
قَالَ: فَأَنْصَرِفُ يَوْمِي هَذَا وَأَعُودُ، فَيَرَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ رَأْيَهُ.
قَالَ: تُرِيدُ أَنْ تَتَغَيَّبَ، وَلَئِنْ فَعَلْتَ لَأُقْدِمَنَّ عَلَى خَمْسِينَ مِنْ قَوْمِكَ بِمَا تَكْرَهُ.
فَوَلاهُ الْقَضَاءَ، فَبَقِيَ إِلَى أَيَّامِ الْمَهْدِيِّ، فَأَقَرَّهُ الْمَهْدِيُّ، ثُمَّ عَزَلَهُ.
قَالَ: وَكَانَ شَرِيكٌ مَأْمُونًا، ثِقَةً، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، أُنْكِرَ عَلَيْهِ الْغَلَطُ وَالْخَطَأُ.
قَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: وَمَنْ يُفْلِتُ مِنَ الْخَطَأِ وَالتَّصْحِيفِ. رُبَّمَا رَأَيْتُ شَرِيكًا يخطئ ويصحف حتى أستحيي.
وقال يحيى القطان: أَمْلَى عَلِيَّ شَرِيكٌ فَإِذَا هُوَ لا يَدْرِي.
يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مَنْصُورٍ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ أَبِي حَنِيفَةَ قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ: أَمَا تَرَى كَثْرَةَ قَوْلِ النَّاسِ فِي شَرِيكٍ؟ يَعْنِي فِي حَمْدِهِ مَعَ كَثْرَةِ خَطَأِهِ وَخَطَلِهِ.
قَالَ: اسْكُتْ وَيْلَكَ، أَهْلُ الْكُوفَةِ كُلُّهُمْ مَعَهُ، يَتَعَصَّبُ لِلْعَرَبِ فَهُمْ مَعَهُ، وَيَتَشَيَّعُ لِهَؤُلاءِ الْمَوَالِي الْحَمْقَى، فَهُمْ مَعَهُ.
قَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: مَا رَأَيْتُ فِي أَصْحَابِنَا أَشَدَّ تَقَشُّفًا مِنْ شَرِيكٍ، وَرُبَّمَا رَأَيْتُهُ يَأْخُذُ شَاتَهُ يَذْهَبُ بِهَا إِلَى التَّيَّاسِ، وربما حزرت ثوبيه قبل أَنْ يَلِيَ الْقَضَاءَ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ، وَرُبَّمَا دَخَلْتُ بَيْتَهُ، فَإِذَا لَيْسَ فِيهِ إِلا شَاةٌ يَحْلِبُهَا وَمُطَهِّرَةٌ، وَبَارِيَةٌ، وَجَرَّةٌ، فَرُبَّمَا بَلَّ الْخُبْزَ فِي الْمُطَهِّرَةِ فَيُلْقِي إِلَيَّ كُتُبَهُ فَيَقُولُ: اكْتُبْ حَدِيثَ جَدَلٍ وَقِفْ إِذَا أَرَدْتَ.
قَالَ يَعْقُوبُ: وَحَدَّثَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَ شَرِيكٌ يَوْمًا بِهَذَا الْحَدِيثِ: "وُضِعْتُ فِي كِفَّةٍ، وَوُضِعَتِ الأُمَّةُ في كفة".
فَقَالَ رَجُلٌ لِشَرِيكٍ: فَأَيْنَ كَانَ عَلِيٌّ عليه السلام؟ قَالَ: كَانَ مَعَ النَّاسِ فِي الْكِفَّةِ الأُخْرَى.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: سَمِعْتُ بَعْضَ الْكُوفِيِّينَ يَقُولُ: قَالَ شَرِيكٌ: قَدِمَ علينا سالم الأفطس، فأتيته ومعي قرطاس في مِائَةُ حَدِيثٍ، فَسَأَلْتُهُ، فَحَدَّثَنِي بِهَا، وَسُفْيَانُ يَسْمَعُ، فَلَمَّا فَرَغْتُ قَالَ لِي سُفْيَانُ: أَرِنِي قِرْطَاسَكَ، فَأَعْطَيْتُهُ، فَخَرَّقَهُ، فَرَجَعْتُ إِلَى مَنْزِلِي وَاسْتَلْقَيْتُ عَلَى قَفَايَ فَحَفِظْتُ مِنْهَا سَبْعَةً وَتِسْعِينَ، وَحَفِظَهَا سُفْيَانُ كُلُّهَا.
ابْنُ عَدِيٍّ: نَا أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدُّولابِيُّ، نَا نَصْرُ بْنُ الْمُجَدَّرِ قَالَ: كُنْتُ شَاهِدًا حَيْثُ أُدْخِلَ شَرِيكٌ وَمَعَهُ أَبُو أُمَيَّةَ، وَكَانَ أَبُو أُمَيَّةَ رَفَعَ إِلَى الْمَهْدِيِّ أَنَّ شَرِيكًا حَدَّثَهُ عَنِ الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"اسْتَقِيمُوا لِقُرَيْشٍ مَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ، فَإِذَا زَاغُوا عَنِ الْحَقِّ فَضَعُوا سُيُوفَكُمْ عَلَى عَوَاتِقِكُمْ، ثُمَّ أَبِيدُوا خَضْرَاءَهُمْ"1.
فَقَالَ الْمَهْدِيُّ: أَنْتَ حَدَّثْتَ بِهَذَا؟ فَقَالَ: لا.
فَقَالَ أَبُو أُمَيَّةَ: عَلَيَّ الْمَشْيُ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ وَكُلُّ مَالِيَ صَدَقَةٌ إِنْ لَمْ يَكُنْ حَدَّثَنِي.
فَقَالَ شَرِيكٌ: عَلَيَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُ حَدَّثْتُهُ.
فَكَأَنَّ الْمَهْدِيَّ رَضِيَ، فَقَالَ أَبُو أُمَيَّةَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عِنْدَكَ أَدْهَى الْعَرَبِ، إِنَّمَا يَعْنِي مِثْلَ الَّذِي عَلَيَّ مِنَ الثِّيَابِ، قُلْ لَهُ يَحْلِفُ كَمَا حَلَفْتُ.
فَقَالَ: احْلِفْ.
قَالَ شَرِيكٌ: قَدْ حَدَّثْتُهُ.
فَقَالَ: وَيْلِي عَلَيَّ شَارِبَ الْخَمْرِ، يَعْنِي الأَعْمَشَ، وَذَاكَ أَنَّهُ كَانَ يَشْرَبُ الْمُنَصَّفَ، وَلَوْ عَلِمْتُ مَوْضِعَ قَبْرِهِ أَحْرَقْتُهُ.
قَالَ شَرِيكٌ: لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا، كَانَ رجلا صالحًا.
1 "حديث ضعيف": أخرجه أحمد "5/ 277"، وأبو نعيم في أخبار أصفهان "1/ 124"، والطبراني في الصغير "39"، قال الشيخ الألباني رحمه الله: لا يصح من قبل إسناده وابن أبي الجعد لم يسمع من ثوبان فهو منقطع وانظر الضعيفة "1643".
قَالَ: بَلْ زِنْدِيقٌ.
قَالَ: لِلزِّنْدِيقِ عَلامَاتٌ بِتَرْكِهِ الْجَمَاعَاتِ، وَجُلُوسِهِ مَعَ الْقِيَانِ1، وَشُرْبِهِ الْخَمْرِ.
فَقَالَ: وَاللَّهِ لأَقْتُلَنَّكَ.
قَالَ: ابْتَلاكَ اللَّهُ بِمُهْجَتِي.
قَالَ: أَخْرِجُوهُ.
فَأُخْرِجَ، فَجَعَلَ الْحَرَسُ يُشَقِّقُونَ ثِيَابَهُ وَخَرَّقُوا قَلَنْسُوَتَهُ.
قَالَ نَصْرٌ: فَقُلْتُ لَهُمْ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ.
قَالَ الْمَهْدِيُّ: دَعْهُمْ.
أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَلِيمٍ الأَوْدِيُّ: أَنَا أَبِي قَالَ: كَانَ شَرِيكٌ الْقَاضِي لا يَجْلِسُ لِلْحُكْمِ حَتَّى يَتَغَدَّى وَيَشْرَبَ أَرْبَعَةَ أَرْطَالٍ نَبِيذًا، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يُخْرِجُ رُقْعَةً، فَيَنْظُرَ فِيهَا ثُمَّ يَدْعُو بِالْخُصُومِ.
وَقِيلَ لابْنِهِ عَنِ الرُّقْعَةِ، فَأَخْرَجَهَا إِلَيْنَا فَإِذَا فِيهَا: يَا شَرِيكٌ! اذْكُرِ الصِّرَاطَ وَحِدَّتَهُ، يَا شَرِيكٌ! اذْكُرِ الْمَوْقِفَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى.
قِيلَ: إِنَّ شَرِيكًا دَخَلَ عَلَى الْمَهْدِيِّ فقال: لا بد مِنْ ثَلاثٍ: إِمَّا أَنْ تَلِيَ الْقَضَاءَ، أَوْ أَنْ تُؤَدِّبَ وَلَدَيَّ وَتُحَدِّثَهُمْ، أَوْ أَنْ تَأْكُلَ عِنْدِي أَكْلَةً. فَفَكَّرَ سَاعَةً فَقَالَ: الأَكْلَةُ أَخَفُّ عَلِيَّ.
فَأَمَرَ الْمَهْدِيُّ بِعَمَلِ أَلْوَانٍ مِنَ الْمُخِّ الْمَعْقُودِ بِالسُّكَّرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، فَأَكَلَ.
فَقَالَ الطَّبَّاخُ: لَيْسَ يُفْلِحُ بَعْدَهَا.
قَالَ: فَحَدَّثَهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ، وَعَلَّمَهُمُ الْعِلْمَ، وَوَلِيَ الْقَضَاءَ.
وَلَقَدْ كُتِبَ لَهُ بِرِزْقِهِ عَلَى الصَّيْرَفِيِّ فَضَايَقَهُ فِي النَّقْدِ فَقَالَ: إِنَّكَ لَمْ تَبِعْ بِهِ بَزًّا.
فَقَالَ شَرِيكٌ: بَلْ وَاللَّهِ، بِعْتُ بِهِ دِينِي.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْجُنَيْدِ: سَمِعْتُ أَبَا تَوْبَةَ يَقُولُ: كُنَّا بِالرَّمْلَةِ فَقَالُوا: مَنْ رَجُلُ الأُمَّةِ.
1 أي المغنيات.
فَقَالَ قَوْمٌ: ابْنُ لَهِيعَةَ.
وَقَالَ قَوْمٌ: مَالِكٌ.
وَقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: شَرِيكٌ.
قَالَ مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ: قَالَ رَجُلٌ لِشَرِيكٍ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: أَجِدُنِي شَاكِيًا غَيْرَ شَاكِي اللَّهَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: نَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ قَالَ: قَالَ شَرِيكٌ لِبَعْضِ إِخْوَانِهِ: أُكْرِهْتُ عَلَى الْقَضَاءِ.
قَالَ: أَفَأُكْرِهْتُ عَلَى أَخْذِ الرِّزْقِ؟ قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْخٍ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: كَانَ شَرِيكٌ عَلَى قَضَاءِ الْكُوفَةِ، فَخَرَجَ يَتَلَقَّى الْخَيْزُرَانَ، فَبَلَغَ شَاهِيَ، وَأَبْطَأَتْ فَانْتَظَرَهَا ثَلاثًا، وَيَبُسَ خُبْزُهُ، فَجَعَلَ يَبُلُّهُ بِالْمَاءِ وَيَأْكُلُهُ، فَقَالَ الْعَلاءُ بْنُ الْمِنْهَالِ:
فَإِنْ كَانَ الَّذِي قَدْ قُلْتَ حَقًّا
…
بِأَنْ قَدْ أَكْرَهُوكَ عَلَى الْقَضَاءِ
فَمَا لَكَ مُوضِعٌ فِي كُلِّ يَوْمٍ
…
تَلَقَّى مَنْ يَحُجُّ مِنَ النِّسَاءِ
مُقِيمٌ فِي قُرَى شَاهِي ثَلاثًا
…
بِلا زَادٍ سِوَى كِسَرٍ وَمَاءِ
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَرِيكٍ: كَانَتْ أُمُّ شَرِيكٍ خُرَاسَانِيَّةً، فَرَآهَا أَعْرَابِيٌّ وَهِيَ عَلَى حِمَارٍ، وَشَرِيكٌ صَبِيٌّ بَيْنَ يَدَيْهَا فَقَالَ: إِنَّكِ لَتَحْمِلِينَ جَنْدَلَةً مِنَ الْجَنَادِلِ.
قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْخٍ: قَالَ مُوسَى بْنُ عِيسَى الأَمِيرُ لِشَرِيكٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَزَلُوكَ عَنِ الْقَضَاءِ؟ مَا رَأَيْنَا قَاضِيًا عُزِلَ.
قَالَ: هُمُ الْمُلُوكُ يَعْزِلُونَ وَيَخْلَعُونَ وُلاةُ الْعُهُودِ. يُعَرَّضُ أَنَّ أَبَاهُ عُزِلَ.
وَلَقِيَ مَرَّةً عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيَّ فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَنَالُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ.
فَقَالَ شَرِيكٌ: وَاللَّهِ مَا أَتَنَقَّصُ الزُّبَيْرَ، فَكَيْفَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ.
قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْخٍ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: لَمَّا وُجِّهَ شَرِيكٌ إِلَى قَضَاءِ الأَهْوَازِ جَلَسَ فَجَعَلَ لا يَتَكَلَّمُ حَتَّى قَامَ وَهَرَبَ وَاخْتَفَى. يُقَالُ: اخْتَفَى عِنْدَ الْوَالِي، فَحَدَّثَنِي يَحْيَى بن
سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ قَالَ: وَكُنْتُ عِنْدَ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ حِينَ بَلَغَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: الْخَبِيثُ اسْتَصْغَرَ قَضَاءَ الأَهْوَازِ.
الْبَغَوِيُّ فِي الْجَعْدِيَّاتِ: ثَنَا مُحَمَّدُ بن يزيد: حدثني حمدان ابن الأَصْبَهَانِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ شَرِيكٍ، فَأَتَاهُ ابْنُ الْمَهْدِيِّ، فَاسْتَنَدَ وَسَأَلَ عَنْ حَدِيثٍ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ شَرِيكٌ، فَأَعَادَ، فَعَادَ، فَقَالَ: كَأَنَّكَ تَسْتَخِفُّ بِأَوْلادِ الْخُلَفَاءِ.
قَالَ: لا، وَلَكِنَّ الْعِلْمَ أَزْيَنُ عِنْدَ أَهْلِهِ مِنْ أَنْ يُضَيِّعُوهُ.
قَالَ: فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ شَرِيكٌ: هَكَذَا يُطْلَبُ الْعِلْمُ.
عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ قَالَ: أَثَرٌ فِيهِ بَعْضُ الضَّعْفِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ "
…
" عَفَّانَ.
قَالَ: وَكَانَ شَرِيكٌ يَخْضِبُ بِالْحُمْرَةِ.
وَلِشَرِيكٍ مَنَاقِبُ جَمَّةٌ، وَلَسْنَا نَرَى فِيهِ الْعِصْمَةَ، وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّهُ قَالَ: مَا وُلِّيتُ الْقَضَاءَ حَتَّى حَلَّتْ لِيَ الْمَيْتَةُ.
قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَنْسِيُّ: نَا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ قَالَ: جَاءَ عَتَّابٌ وَآخَرُ إِلَى شَرِيكٍ، فَقَالَ عَتَّابٌ: النَّاسُ يَقُولُونَ إِنَّكَ شَاكٌّ؟ فَقَالَ: يَا أَحْمَقُ! كَيْفَ أَكُونُ شَاكًّا، لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ مَعَ عَلِيٍّ فَخَضَّبْتُ يَدَيَّ بِسَيْفِي مِنْ دِمَائِهِمْ.
قُلْتُ: كَانَ فِي شَرِيكٍ يَسِيرُ تَشَيُّعٍ مَعَ ثَنَائِهِ عَلَى عُثْمَانَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَنْسِيُّ: وَثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن سالم، أنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: ذَكَرَ قَوْمٌ مُعَاوِيَةَ عِنْدَ شَرِيكٍ فَنَعَتُوهُ بِالْحِلْمِ فَقَالَ: لَيْسَ بِحَلِيمٍ مَنْ سَفَّهَ الْحَقَّ وَقَاتَلَ عَلِيًّا.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ: وَنَا الْحَسَنُ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: شَهِدَ ابْنُ إِدْرِيسَ بِشَهَادَةٍ عِنْدَ شَرِيكٍ، أَوْ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ فِي شَيْءٍ، فَأَمَرَ بِهِ، فَأُقِيمَ وَدَفَعَ فِي قَفَاهُ، وَقَالَ شَرِيكٌ: مِنْ أَهْلِ بَيْتِ حُمْقٍ مَا عَلِمْتُ.
قُلْتُ: هَذَا لَمَّا كَانَ ابْنُ إِدْرِيسَ شَابًّا، ثُمَّ إِنَّهُ طَالَ عُمْرُهُ وَسَادَ أَهْلَ الْكُوفَةِ وَكَانَتْ فِي شَرِيكٍ قُوَّةُ نَفْسٍ، فَعَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ شَرِيكٍ، فَظَهَرَ مِنْهُ جَفَاءٌ لِلْمُحَدِّثِينَ انْتَهَرَ بَعْضَهُمْ، فَقَالَ لَهُ شَيْخٌ إِلَى جَنْبِهِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَوْ رَفَقْتَ بهم.
قَالَ شَرِيكٌ: النُّبْلُ عَوْنٌ عَلَى الدِّينِ.
عَبْدُ الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: كان شَرِيكٌ لا يُبَالِي كَيْفَ حَدَّثَ، حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ أَثْبتُ مِنْهُ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَغَيْرُهُمَا: مَاتَ شَرِيكٌ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
قُلْتُ: مَاتَ فِي أَوَّلِ ذِي الْقِعْدَةِ، وَقَدْ وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيهِ، رحمه الله.
132-
شعيب بن رزيق المقدسي1 -ت. أبو شيبة.
عَنِ: الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَعُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ دُحَيْمٌ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ وَقَدْ فَرَّقَ الْبُخَارِيُّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ:
133-
شُعَيْبُ بْنُ رُزَيْقٍ2 الطَّائِفِيُّ الثَّقَفِيُّ.
فَالطَّائِفِيُّ يَرْوِي عَنِ: الْحَكَمِ بْنِ حَزْنٍ الْكُلَفِيِّ الصَّحَابِيِّ.
رَوَى عَنْهُ: شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحٌ.
قُلْتُ: هُوَ أَقْدَمُ مِنَ الَّذِي قَبْلَهُ. مَا هو هو.
134-
شعيب بن صفوان الثقفي3 -م. ن. أبو يحيى.
عن: أبي هريرة.
1 انظر الجرح والتعديل "4/ 346"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 217"، والثقات لابن حبان "8/ 308"، وتهذيب الكمال "12/ 524، 525".
2 انظر الجرح والتعديل "4/ 345، 346"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 217"، والثقات لابن حبان "4/ 355".
3 انظر الجرح والتعديل "4/ 348"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 223، 224"، والثقات لابن حبان "6/ 440".
وَعَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَزَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنُ صُبَيْحٍ الْوَاسِطِيُّ، وَأَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، وَأَبُو حَسَّانَ الزِّيَادِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ فِي صَحَابَةِ الْمَنْصُورِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، وَلا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَأَمَّا ابْنُ عَدِيٍّ فَقَالَ: عَامَّةُ حَدِيثِهِ لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ.
135-
شهاب بن خراش الواسطي1 -د.
هو أبو الصلت ابْنُ أَخِي الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ.
سَكَنَ الرَّمْلَةَ، وَرَوَى عَنْ: قَتَادَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْجُمَحِيِّ، ومنصور، وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وعدة.
وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وسعيد بن منصور، وسويد بن سعيد، وهشام بن عمار، ويزيد بن موهب الرملي، وقتيبة بن سعيد، وعبد الجبار بن عاصم، وأبو توبة الحلبي، وعلي بن حجر، وعدة.
عَبْدُ الله بن أحمد، وأبو يعلى قالا: أنا الحكم بن موسى، أنا شِهَابِ بْنِ خِرَاشٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ رُزَيْقٍ الطَّائِفِيُّ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: حَدَّثَنِي شُعَيْبٌ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ الْحَكَمُ بْنُ حَزْنٍ فَقَالَ: قَدِمْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَابِعَ سَبْعَةٍ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَيْنَاكَ لِتَدْعُوَ لَنَا بِخَيْرٍ.
فدعا لنا قال: وشهدنا الجمعة، فقام صلى الله عليه وسلم مُتَوَكِّئًا عَلَى قَوْسٍ أَوْ عَصًا2 الْحَدِيثَ.
شِهَابٌ وَثَّقَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ، وجماعة.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: لَمْ أَرَ أَحَدًا أَحَسَنَ وَصْفًا لِلسُّنَّةِ مِنْهُ.
1 انظر الجرح والتعديل "4/ 362"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 236"، والمجروحين لابن حبان "1/ 362"، وتاريخ الطبري "4/ 190".
2 أخرجه أحمد "4/ 212".
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ، صَاحِبُ سَنَّةٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ حيان: يُخْطِئُ كَثِيرًا وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَحَادِيثُهُ كَثِيرَةٌ وَفِي بَعْضِهَا مَا يُنْكَرُ عَلَيْهِ، وَلا أَعْرِفُ لِلْمُتَقَدِّمِينَ فِيهِ كَلامًا، يَعْنِي بِالنَّاسِ، وَإِلا فَقَدْ وَثَّقَهُ عِدَّةٌ.
وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: ثَنَا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ: لَقِيتُهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، فَقَالَ لِي: إِنْ لَمْ تَكُنْ قَدَرِيًّا وَلا مُرْجِئًا حَدَّثْتُكَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ لَا بَأْسَ بِهِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْخُرَيْمِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ: سَمِعْتُ شِهَابَ بْنَ خِرَاشٍ يَقُولُ: أَرَادَ الْقَدَرِيَّةُ أَنْ يَصِفُوا اللَّهَ بِعَدْلِهِ فَأَخْرَجُوهُ مِنْ فَضْلِهِ.
136-
شِهَابُ بْنُ شُرْنُفَةَ الْمُجَاشِعِيُّ الْبَصْرِيُّ1.
أَحَدُ الْقُرَّاءِ الْكِبَارِ.
قَرَأَ عَلَى: هَارُونَ بْنِ مُوسَى الأَعْوَرِ، وَالْمُعَلَّى بْنِ عِيسَى.
وَيُقَالُ: إِنَّهُ قَرَأَ عَلَى: أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، وَهَذَا بَعِيدٌ وَلَكِنَّهُ مُمْكِنٌ وَقَدْ حَدَّثَ عَنِ: الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَغَيْرِهِ.
رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَفَّانُ، وَمُسْلِمٌ، وَعَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ اللاحِقِيُّ.
وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ: سَلامٌ الطَّوِيلُ، وَمُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَارِبٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الأَخْفَشُ، وَيَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ.
عَرَضَ عَلَيْهِ يَعْقُوبُ خَتْمَةً فِي خَمْسَةِ أَيَّامٍ.
وَكَانَ مِنْ سَادَةِ الْقُرَّاءِ الْعُبَّادِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: رَوَى عَنِ الْحَسَنِ، وَكَانَ شَيْخَ صِدْقٍ.
137-
شَيْطَانُ الطَّاقِ2.
1 انظر الجرح والتعديل "4/ 362"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 236"، وتاريخ الطبري "6/ 569"، وميزان الاعتدال "4/ 362".
2 انظر الفهرست لابن النديم "264"، والعقد الفريد "2/ 465".
هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي طَرِيفَةَ الْبَجَلِيُّ.
أَبُو جَعْفَرٍ الْكُوفِيُّ الْمُتَكَلِّمُ الْمُعْتَزِلِيُّ الشِّيعِيُّ الْمُبْتَدِعُ وَالرَّافِضَةُ تَنْتَحِلُهُ تُسَمِّيهِ مُؤْمِنُ الطَّاقِ.
كَانَ صَيْرفِيًّا بِالْكُوفَةِ بِطَاقِ الْمَحَامِلِ اخْتَلَفَ هُوَ وَصَيْرَفِيٌّ فِي نَقْدِ دِرْهَمٍ، فَغَلَبَهُ هَذَا وَقَالَ: أَنَا شَيْطَانُ الطَّاقِ، فَلَزِمَتْهُ.
وَقِيلَ: إِنَّ هِشَامَ بْنَ الْحَكَمِ الرَّافِضِيَّ الْمُجَسِّمَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ مُؤْمِنِ الطَّاقِ وَقَدْ دَخَلَ مَسْجِدَ الْكُوفَةِ، وَقَعَدَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُرْجِئَةِ وَمَعَهُمْ سُفْيَانُ، وَأَبُو حنيفة، وقد أشعر الناس حروري بحجابه، فَلَمَّا رَأَى أَبُو حَنِيفَةَ مُؤْمِنَ الطَّاقَ ضَحِكَ وَقَالَ: هَذَا رَأْسُ الشِّيعَةِ، فَهَلْ لَكَ أَنْ تَقُومَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ.
فَقَامَا، وَقَامَ مَعَهُمَا سُفْيَانُ، فَنَاظَرَهُمْ مُؤْمِنُ الطَّاقِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو حَنِيفَةَ وَسُفْيَانُ: يَا أَبَا جَعْفَرٍ أَنْتَ لا يَقُومُ لَكَ مُنَاظِرٌ وَقَالا: هَذَا شَيْطَانُ الطَّاقِ.
وَقِيلَ: إِنَّ لَهُ شِعْرًا كَثِيرًا وَتَصَانِيفَ.
قِيلَ لِبَشَّارٍ: مَا أَشْعَرَكَ قَالَ: أَشْعَرَ مِنِّي مُؤْمِنُ الطَّاقِ فِي قَوْلِهِ، وَذَكَرَ لَهْ أَبْيَاتًا حَسَنَةً فَقُلْتُ هَذَا مِنْ تَارِيخِ ابْنِ أَبِي طَيٍّ الرَّافِضِيِّ.
وَقَالَ الْجَاحِظُ: أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْحَاقَ النَّظَّامِ وَبِشْرُ بْنُ خَالِدٍ أنهما قَالا لِشَيْطَانِ الطَّاقِ: وَيْحَكَ، اتَّقَيْتَ اللَّهَ أَنْ تَقُولَ فِي كِتَابِ الإِمَامَةِ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَقُلْ قَطُّ فِي الْقُرْآنِ: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} [التوبة: 40] فَضَحِكَ طَوِيلا حَتَّى كَأَنَّنَا نَحْنُ الَّذِينَ أَذْنَبْنَا.
قُلْتُ: إِنْ صَحَّتْ هَذِهِ الْحِكَايَةُ عَنْهُ دَلَّتْ عَلَى زَنْدَقَتِهِ، قَاتَلَهُ اللَّهُ.
"حرف الصَّادِ":
138-
صَالِحٌ الْمُرِّيُّ1 -ت.
هُوَ وَاعِظُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، أَبُو بِشْرٍ صَالِحُ بْنُ بَشِيرٍ الْبَصْرِيُّ، القاص، الزاهد، الخاشع.
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 281"، والجرح والتعديل "4/ 395"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 273".
رَوَى عَنِ: الْحَسَنِ، وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَقَتَادَةَ، وَأَبي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، وَثَابِتٍ، وَعَطَاءٍ السَّلِيمِيِّ، وَمَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، وَطَائِفَةٍ.
وعنه: عفان، ومسلم بن إبراهيم بْنُ الْحَجَّاجِ النِّيلِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَائِشَةَ وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو داود: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَلابْنِ مَعِينٍ فِيهِ قَوْلانِ، فَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ عَفَّانُ: ذُكِرَ عِنْدَ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ صَالِحٌ الْمُرِّيٌّ، فِي حَدِيثٍ، عَنْ ثَابِتٍ، فَقَالَ كَذِبٌ قَالَ أَبُو بِشْرٍ الدُّولابِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
رَوَى عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ فِي صَالِحٍ الْمُرِّيِّ كَبِيرُ رَأْيٍ قَالَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قُلْتُ: رَوَى خَمْسَةٌ عَنْ يَحْيَى تَلْيِينَ صالح المري، وما ضَعْفِهِ نِزَاعٌ إِنَّمَا الْخِلافُ، هَلْ يُتْرَكُ حَدِيثُهُ، أَوْ لا؟ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: صَالِحٌ قَاصٌّ، حَسَنُ الصَّوْتِ، وَعَامَّةُ أَحَادِيثِهِ مُنْكَرَاتٌ يُنْكِرُهَا الأَئِمَّةُ عَلَيْهِ، وَلَيْسَ بِصَاحِبِ حَدِيثٍ، وَإِنَّمَا أُتِيَ مِنْ قِلَّةِ مَعْرِفَتِهِ بِالأَسَانِيدِ وَالْمُتُونِ وَعِنْدِي أَنَّهُ لا يَتَعَمَّدُ الْكَذِبَ، بَلْ يَغْلَطُ شَيْئًا.
وَقِيلَ: كَانَ صَالِحٌ مَوْلًى لامْرَأَةٍ مِنْ بَنِي مُرَّةَ.
قَالَ الْبُرْجُلانِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيِّ: سَمِعْتُ صالحًَا يَقُولُ: لِلْبُكَاءِ دَوَاعٍ: الْفِكْرَةُ فِي الذُّنُوبِ، فَإِنْ أَجَابَتْ عَلَى ذَلِكَ الْقُلُوبُ وَإِلا نَقَلْتَهَا إِلَى الْمَوْقِفِ وَتِلْكَ الشَّدَائِدِ وَالأَهْوَالِ، فَإِنْ أَجَابَتْ وَإِلا فَاعْرِضْ عَلَيْهَا التَّقَلُّبَ بَيْنَ أَطْبَاقِ النِّيرَانِ ثُمَّ إِنَّهُ صَاحَ وَغُشِيَ عَلَيْهِ، وَضَجَّ النَّاسُ.
قَالَ عُثْمَانُ: كَانَ شَدِيدَ الْخَوْفِ لِلَّهِ، كَأَنَّهُ ثَكْلَى إِذَا قَصَّ.
وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِيِّ: كَانَ الْغَالِبُ عَلَيْهِ كَثْرَةَ الذِّكْرِ وَالْقِرَاءَةِ بالتخزين يقال: إنه أول من قرأ بالبصرة بالتخزين.
قَالَ: وَقَالَ إِنَّ غَيْرَ وَاحِدٍ مِمَّنْ سَمِعَ قِرَاءَةَ صَالِحٍ مَاتَ مِنْهَا.
وَيُقَالُ: إِنَّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ لَمَّا دَخَلَ الْبَصْرَةَ وَاخْتَفَى عِنْدَ مَرْحُومٍ الْعَطَّارِ، فَقَالَ لَهُ مَرْحُومٌ: هَلْ لَكَ أَنْ تَأْتِيَ قَاصًّا عِنْدَنَا؟
فَأَتَاهُ عَلَى نَكْرَةٍ عَلَى أَنَّهُ كَأَحَدِ الْقُصَّاصِ، فَلَمَّا سمع كلامه وتلاوته وسمعته يَقُولُ: حَدَّثَنِي فُلانٌ، وَحَدَّثَنِي فُلانٌ، قَالَ لِمَرْحُومٍ: تَقُولُ هَذَا قَاصٌّ؛ إِنَّمَا هَذَا نَذِيرٌ، وَأُعْجِبَ بِهِ.
وَقَالَ عَفَّانُ: كُنَّا نَحْضُرُ مَجْلِسَ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ، وَكَانَ إِذَا قَصَّ كَأَنَّهُ رَجُلٌ مَذْكُورٌ يُفْزِعُكَ أَمْرُهُ مِنْ حُزْنِهِ وَكَثْرَةِ بُكَائِهِ.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: شَهِدْتُ صَالِحًا الْمُرِّيَّ عَزَّى رَجُلا فِي ابْنِهِ فَقَالَ: لَئِنْ كَانَتْ مُصِيبَتُكَ بِابْنِكَ لَمْ تُحْدِثْ لَكَ مَوْعِظَةً فِي نَفْسِكَ، فَمُصِيبَتُكَ بِابْنِكَ جَلَلٌ فِي مُصِيبَتُكَ بِنَفْسِكَ، فَإِيَّاهَا فَابْكِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْخَيْرِ، عَنِ اللَّبَّانِ إِجَازَةً، أنا أبو علي، أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ، نَا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُسَاوِرٍ، نَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ، ثَنَا صَالِحُ بْنُ بَشِيرٍ أَبُو بِشْرٍ الْمُرِّيُّ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ عز وجل قَالَ: أَرْبَعُ خِصَالٍ: واحدة فيما بيني وبينك، وواحدة فيما بينك وَبَيْنَ عِبَادِي، وَوَاحِدَةٌ لِي، وَوَاحِدَةٌ لَكَ فَأَمَّا الَّتِي لِي فَتَعْبُدْنِي لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا، وَأَمَّا الَّتِي لَكَ فَمَا عَمِلْتَ مِنْ خَيْرٍ جَزَيْتُكَ بِهِ، وَأَمَّا الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ فَمِنْكَ الدُّعَاءُ وَعَلِيَّ الإِجَابَةُ، وَأَمَّا الَّتِي بَيْنَكَ وَبَيْنَ عِبَادِي تَرْضَى لَهُمْ مَا تَرْضَى لِنَفْسِكَ1.
تَفَرَّدَ بِهِ صَالِحٌ، وَقَدْ رُوِيَ مَوْقُوفًا.
تُوُفِّيَ صَالِحٌ الْمُرِّيُّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ ست، والأول أصح.
139-
صدقة بن خالد2 -خ. د. ن. ق.
أبو العباس القرشي الدمشقي، مولى بني أمية.
1 "حديث إسناده ضعيف": أخرجه ابن عدي في الضعفاء "4/ 1380"، وفي إسناده صالح المري صاحب الترجمة.
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 469"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 295، 296"، والجرح والتعديل "4/ 430، 431".
قرأ القرآن على يحيى الذماري.
وروى عن: عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاتِكَةِ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَزَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، وَعُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِّيسِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَالْحَكَمُ بْنُ مُوسَى.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَالنَّسَائِيُّ.
وَحَدِيثُهُ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ فِي مَنَاقِبِ الصِّدِّيقِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: هُوَ أَوْثَقُ مِنْ صَدَقَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَصَدَقَةَ بْنِ يَزِيدَ.
وَقَالَ هِشَامُ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَلَهُ اثْنَتَانِ وَسِتُّونَ سَنَةٍ.
وَقَالَ دُحَيْمٌ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
140-
صَدَقَةُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ1.
أَبُو شُعْبَةَ الشَّعْبَانِيُّ.
حَدَّثَ بِالرَّمْلَةِ عَنْ: عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ.
وَعَنْهُ: ضَمْرَةُ بْنُ رَبَيْعَةَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سُوَيْدٍ، وَيَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ، ويحيى بن سليمان الجعفي.
قال أبو زرعة: لا بَأْسَ بِهِ.
141-
صَعْصَعَةُ بْنُ سَلامٍ الْفَقِيهُ2.
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشَّامِيُّ، نَزِيلُ الأَنْدَلُسِ وَمُفْتِيهَا.
يَرْوِي عَنِ: الأَوْزَاعِيِّ، وَسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ ابْنُ الْفَرَضِيِّ فِي "تَارِيخِهِ": كَانَتِ الْفُتْيَا دَائِرَةً عَلَيْهِ بِالأَنْدَلُسِ فِي دولة عبد الرحمن بن
1 انظر الجرح والتعديل "4/ 434"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 295"، والثقات لابن حبان "8/ 319".
2 انظر العبر "1/ 309"، والوافي بالوفيات "16/ 308، 309".
مُعَاوِيَةَ، وَصَدْرٍ مِنْ أَيَّامِ ابْنِهِ هِشَامٍ. وَوُلِّيَ الصَّلاةَ بِقُرْطُبَةَ.
رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَبِيبٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ.
قُلْتُ: اخْتُلِفَ فِي تَارِيخِ وَفَاتِهِ، وَقِيلَ: اسْمُهُ صَعْصَعَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ.
قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: كَانَ أَوَّلَ مَنْ أَدْخَلَ الْحَدِيثَ الأَنْدَلُسِيَّ قُلْتُ: بَلْ كَانَ قَبْلَهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ فِي طَبَقَةِ شُيُوخِهِ.
قَالَ: وَتُوُفِّيَ قَرِيبًا مِنْ سَنَةِ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ ومائة، فالله أعلم. والثاني أَوْلَى.
142-
الصَّلْتُ بْنُ الْحَجَّاجِ1.
أَبُو مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ.
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ.
وعنه: يحيى الْقَطَّانِ، وَنُوحُ بْنُ يَزِيدَ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَآخَرُونَ، لَهُ مَنَاكِيرُ أَوْرَدَهَا ابْنُ عَدِيٍّ.
"حرف الطَّاءِ":
143-
طُعْمَةُ بْنُ عَمْرٍو الْجَعْفَرِيُّ الْعَامِرِيُّ الْكُوفِيُّ2.
عَنْ: مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وعمر بْنِ بَيَانِ بْنِ عُرْوَةَ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَشِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَهَذَا أَكْبَرُ شَيْخٍ لِسَعِيدٍ.
وَلَعَلَّهُ تُوُفِّيَ قَبْلَ السَّبْعِينَ ومائة.
1 انظر الجرح والتعديل "4/ 440"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 303، 304"، والثقات لابن حبان "6/ 471".
2 انظر الجرح والتعديل "4/ 496"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 361"، والثقات لابن حبان "6/ 492"، وتهذيب الكمال "13/ 383-385".
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ بِحُجَّةٍ.
144-
طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ الشَّامِيُّ ثُمَّ الرَّقِّيُّ1 -ق.
عَنْ: يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ الرُّهَاوِيِّ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ، وَعُقَيْلٍ الأَيْلِيِّ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَبُرْدِ بْنِ سِنَانٍ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَبَقِيَّةُ، وَهُمَا مِنْ أَسْنَانِهِ، وَعِيسَى غُنْجَارٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَبَّوَيْهِ الْمَرْوَزِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: كان يضع الحديث.
وقاتل البخاري، منكر الحديث.
وقال النسائي: ليس بثقة.
قَالَ أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ فِي تَارِيخِهِ: آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ الرُّهَاوِيُّ.
قُلْتُ: لَهُ فِي سُنَنِ الْقَزْوِينِيِّ حَدِيثٌ وَاحِدٌ.
وَمِنْ بَلايَاهُ: نَا أَبُو يَعْلَى، نَا شَيْبَانُ، نَا طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ عَبَيْدَةَ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْكَبْخَارَانِيِّ، عَنْ جَابِرٍ: قَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لِيَنْهَضْ كُلُّ رَجُلٍ إِلَى كُفْؤِهِ". وَنَهَضَ عليه السلام إِلَى عُثْمَانَ فَاعْتَنَقَهُ، وَقَالَ:"أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ"2.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: نَا أَسْلَمُ بْنُ سَهْلٍ، نَا أَحْمَدُ بن محمد بن ماهان، نا أَبُو حَنِيفَةَ، نَا طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يُبْرِمَنَّ أَحَدُكُمْ أَمْرًا مِنْ أَمْرِ دين ولا دنيا حتى يشاور"3.
1 انظر الجرح والتعديل "4/ 479"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 351"، والضعفاء لابن عدي "4/ 1427"، وتهذيب الكمال "13/ 395".
2 "إسناده ضعيف": أخرجه ابن عدي في الضعفاء "4/ 1428"، وابن حبان في المجروحين "1/ 384"، وفي إسناده صاحب الترجمة.
3 "إسناده ضعيف": أخرجه العقيلي في الضعفاء "2/ 226"، وقال: ليس له أصل من حديث الزهري ولا غيره.
145-
طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عياش الزرقي المدني1 -خ. د. ن. ق.
شَيْخٌ صَدُوقٌ مُعَمَّرٌ.
حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الثَّقَفِيِّ، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، وَيُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الأَيْلِيِّ.
وَعَنْهُ: ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، وَعَبَّادُ بْنُ مُوسَى الْخُتَّلِيُّ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ الضَّحَّاكِ النَّيْسَابُورِيُّ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: مُقَارِبُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
146-
طُلَيْبُ بْنُ كَامِلٍ2.
أَبُو خَالِدٍ اللَّخْمِيُّ الْفَقِيهُ الْمِصْرِيُّ، مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ مَالِكٍ، وَيُقَالُ: اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ وَلَقَبُهُ طُلَيْبٌ.
تَفَقَّهَ عَلَيْهِ ابْنُ الْقَاسِمِ مُدَّةً، وَغَيْرُهُ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَلَمْ يَطُلْ عُمْرُهُ.
"حرف الْعَيْنِ":
147-
عَاصِمُ بْنُ الْعَلاءِ بْنُ مُغِيثٍ3.
أَبُو اللَّيْثِ الْخَوْلانِيُّ الْمِصْرِيُّ الْفَقِيهُ، قَاضِي الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ.
رَوَى شيئًا يسيرًا.
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 328"، والجرح والتعديل "4/ 482"، والثقات لابن حبان "8/ 325"، وتهذيب الكمال "13/ 444".
2 انظر تاريخ علماء الأندلس "1/ 208"، والوافي بالوفيات "16/ 494"، وحسن المحاضرة "1/ 135".
3 انظر الولاة، والقضاة "317".
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَإِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى الْخَوْلانِيُّ.
مَاتَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخِرِ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
ذَكَرَهُ ابْنُ يُونُسَ.
148-
عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَافٍ الْيَمَامِيُّ1.
أَبُو مُحَمَّدٍ.
وَيُقَالُ: عَامِرُ بْنُ يَسَافٍ، يُنْسَبُ إِلَى الْجَدِّ.
رَوَى عَنْ: يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَالنَّضْرِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ.
وَعَنْهُ: الْعَقَدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ التَّلِّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، وَبُسْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَطَائِفَةٌ.
قَالَ أَبُو داود: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مَعَ ضَعْفِهِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
149-
عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ2.
أَبُو مَعْمَرٍ الْبَصْرِيُّ التَّمِيمِيُّ. قَدْ مَرَّ.
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَسُلَمِيٍّ رَاعِي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
وَعَنْهُ: كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَفَرِيُّ، وَمُؤَمَّلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الثَّقَفِيُّ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: فِيهِ نَظَرٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ضَعِيفٌ لا أَعْرِفُ لَهُ حَدِيثًا صَحِيحًا.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ الضُّعَفَاءِ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. ثُمَّ قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، نَا عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ رَابَطَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً سَلِمَ وَغَنِمَ، فَإِذَا مَاتَ جَعَلَ اللَّهُ رُوحَهُ فِي حَوَاصِلِ طَيْرٍ أَخْضَرَ تَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ". الحديث.
1 انظر الجرح والتعديل "6/ 329"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 458"، وميزان الاعتدال "2/ 361".
2 تقدمت ترجمته.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: ثَنَا جَبْرُونُ بْنُ عِيسَى بِمِصْرَ، نَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا:"إِذَا كَانَ أَوَّلُ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ نَادَى اللَّهُ رِضْوَانَ أَنْ زَيِّنِ الْجِنَانَ لِلصَّائِمِينَ وَالْقَائِمِينَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ". الْحَدِيثَ بِطُولِهِ. وَفِيهِ: "إِنَّ للَّهِ مَلَكًا رَأْسُهُ تَحْتَ الْعَرْشِ وَرِجْلاهُ فِي التُّخُومِ، أَحَدُ جَنَاحَيْهِ مِنْ يَاقُوتٍ، وَالآخَرُ مِنْ زَبَرْجَدٍ، يُنَادِي كُلَّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ: هَلْ مِنْ تَائِبٍ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ"؟ 1
وَسَرَدَ حَدِيثًا طَوِيلا مُنْكَرًا.
قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: وَلَهُ عَنْ أَنَسٍ مَنَاكِيرَ كَثِيرَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَهُ عَنْ أَنَسٍ نُسْخَةٌ أَكْثَرُهَا مَوْضُوعَةٌ ثَنَا بِهَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، نَا غَالِبُ بْنُ وَزِيرٍ الْقَزِّيُّ، ثَنَا الْمُؤَمِّلُ الثَّقَفِيُّ، عَنْهُ. مِنْهَا:"أُمَّتِي خَمسُ طَبَقَاتٍ، كُلُّ طَبَقَةٍ أربعين عامًا"2
…
الحديث.
150-
عبثر بن القاسم3 -ع.
أبو زبيد الكوفي الزبيدي.
عَنْ: حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ، وَمُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ، وَمُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ، وَالْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَالأَعْمَشِ.
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ إبراهيم الموصلي؟ وخلف البزاز، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ.
وَآخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ مَوْتًا أَبُو حُصَيْنٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ الْيَرْبُوعِيُّ. ذَكَرَهُ أَبُو داود وَقَالَ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ: أَنَا عَبْدُ الْمُعِزِّ بْنُ محمد، إجازةً، أنا أحمد بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَضْلِيُّ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، أنا محلم بن إسماعيل، أنبا الخليل
1 "حديث ضعيف": أخرجه العقيلي في الضعفاء "3/ 138"، وانظر كلام العلماء على صاحب الترجمة.
2 حديث ضعيف: أخرجه ابن حبان في المجروحين "2/ 170، 171"، والحديث في ضعيف الجامع "1279/ 389".
3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 382"، والجرح والتعديل "7/ 43، 44"، والثقات لابن حبان "7/ 307".
ابن أَحْمَدَ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامُ شَهْرٍ فليطعم عنه مكان كل يوم مسكين"1. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ، عَنْ قُتَيْبَةَ، وَأَخْرَجَهُ الْقَزْوِينِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ، عَنْ قُتَيْبَةَ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا بِعُلُوِّ دَرَجَتَيْنِ.
قَالَ التِّرْمِذِيُّ: الصَّحِيحُ أَنَّهُ مِنْ قَوْلِ ابْنِ عُمَرَ.
وَمُحَمَّدٌ هُوَ ابْنُ أَبِي يَعْلَى، وَيُقَالُ: هُوَ ابْنُ سِيرِينَ.
وَأَشْعَثُ هُوَ ابْنُ سَوَّارٍ.
تُوُفِّيَ عَبْثَرُ سَنَةَ ثمان وسبعين وَمِائَةٍ.
151-
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ نَجِيحٍ السَّعْدِيُّ2 -ت. ق.
مَوْلاهُمْ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ، ثُمَّ الْبَصْرِيُّ، وَالِدُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَدَاهِرُ بْنُ نُوحٍ، وَقُتَيْبَةُ، وَداود بْنُ رُشَيْدٍ، وَبُسْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، وَعَدَدٌ كَثِيرٌ.
مُجْمَعٌ عَلَى ضَعْفِهِ.
قَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: ضَعِيفٌ. سَمِعْتُ أَبَا داود يَقُولُ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ فَأَتَيْتُهُ أَنَا وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ فَقُلْنَا: سَمِعْتَ مِنْ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ شَيْئًا؟ فَقَالَ: لا.
فَقُلْنَا: سَمِعْتَ مِنَ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ فَحَدَّثَنَا عَنْهُ بِأَحَادِيثَ قَلِيلَةٍ، ثم خرج
1 "حديث ضعيف": أخرجه الترمذي "8/ 7"، وابن ماجه "1757"، والحديث في ضعيف الترمذي وابن ماجه.
2 انظر الجرح والتعديل "5/ 22، 23"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 62"، والمجروحين لابن حبان "2/ 14"، والضعفاء لابن عدي "4/ 1493".
فَعَادَ إِلَيْنَا فَقَالَ: ثَنَا ضَمْرَةُ.
وَحَدَّثَ عَنِ الْعَلاءِ بِأَكْثَرِ مِنْ مِائَةِ حَدِيثٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: كان وكيع إذا أتى عَلَى حَدِيثٍ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: أَجِزْ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَدْ رَوَى عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ مَرَّةً، عَنْ أَبِيهِ، ثُمَّ قَالَ: وَفِي حَدِيثِ الشَّيْخِ مَا فِيهِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابع عَلَيْهِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَأْتِي بِالأَخْبَارِ مَقْلُوبَةً حتى كأنها معمولة.
قال: وقد سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، عَنْ أَبِيهِ فَقَالَ: سَلُوا غَيْرِي.
فَقَالُوا: سَأَلْنَاكَ.
فَأَطْرَقَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَقَالَ: هَذَا هُوَ الدِّينُ، أَبِي ضَعِيفٌ.
ثُمَّ قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هُوَ الَّذِي رَوَى عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا:"الدِّيكُ الأَبْيَضُ صَدِيقِي وَصَدِيقُ صَدِيقِي وَعَدُوُّ عَدُوِّي".
ثُمَّ ذَكَرَ لَهُ أَحَادِيثَ سَاقِطَةً.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مَاتَ بِالْبَصْرَةِ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَلَهُ إِحْدَى وَسَبْعُونَ سَنَةٍ.
عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:"إِذَا دَعَوْتُمْ لِأَحَدٍ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فَقُولُوا: أَكْثَرَ اللَّهُ مَالَكَ وَوَلَدَكَ"1.
152-
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَكِيمٍ2.
أَبُو بَكْرٍ الدَّاهِرِيُّ الْبَصْرِيُّ.
عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَعَاصِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَثَوْرِ بن يزيد، وطبقتهم.
1 "حديث ضعيف": أخرجه ابن عدي في الضعفاء "4/ 1495".
2 انظر الجرح والتعديل "5/ 41"، والتاريخ الكبير "5/ 74"، والمجروحين "2/ 21، 22"، والضعفاء لابن عدي "4/ 1456".
وَعَنْهُ: أَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، وَمُوسَى بْنُ داود، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَعِدَّةٌ.
وَثَّقَهُ سَعْدَوَيْهِ.
وَوَهَّاهُ النَّاسُ.
قَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: لا يَصِحُّ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ الْحَاكِمُ: رَوَى عَنِ الأَعْمَشِ، وَإِسْمَاعِيلَ أَحَادِيثَ مَوْضُوعَةً.
153-
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ الْعُمَرِيُّ1 -ت. ن.
مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ فَقَطْ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ الْمَهْدِيِّ، والقعنبي، وَأَبُو الْجَمَاهِرِ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ.
وَثَّقَهُ مَعْنُ بْنُ عِيسَى.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
154-
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ الأَشْعَرِيُّ الوحاظي الحمصي2 -خ. د. ن. أبو يوسف.
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الأَلْهَانِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أبي عبلة، ومحمد بن الزبيدي، وجماعة.
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "5/ 265"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 94"، والمجروحين لابن حبان "2/ 10"، وتهذيب الكمال "14/ 535-538".
2 انظر الجرح والتعديل "5/ 76"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 112"، وتهذيب الكمال "14/ 549"، وميزان الاعتدال "2/ 426".
وَعَنْهُ: أَبُو مُسْهِرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ الْقُدُّوسِ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ.
قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَنْبَلَ فِي عَقْلِهِ وَمُرُوءَتِهِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمٍ.
وَذَمَّهُ أَبُو داود وَقَالَ: كَانَ يَقُولُ: عَلِيٌّ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قُلْتُ: يَعْنِي في نقله، أما في رأيه ففيه بَأْسٌ شَدِيدٌ.
وَقَدْ قَالَ يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ التِّنِّيسِيُّ: مَا رَأَيْتُ بِالشَّامِ مِثْلَهُ.
قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ.
155-
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ اللَّيْثِيُّ الْمَدَنِيُّ1 -ق.
عَنْ: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، والزهري، وأبي طُوَالَةَ، وَرَبِيعَةَ الرَّأْيِ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَذُؤَيْبُ بْنُ عِمَامَةَ، وَطَائِفَةٌ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وغيره.
وقال أبو زرعة: ليس.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: اخْتَلَطَ بِآخِرِهِ، فَكَانَ يَقْلِبُ الأَسَانِيدَ وَهُوَ لا يَعْلَمُ، فَاسْتَحَقَّ التَّرْكَ. وَرُبَّمَا أَدْخَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الزُّهْرِيِّ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
156-
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ2 -ت. ن. ق.
صَدِيقُ شُعْبَةَ.
عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بن قاسم، إسماعيل بن أبي خالد.
1 انظر الجرح والتعديل "5/ 103"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 140"، والمجروحين لابن حبان "2/ 8"، وتهذيب الكمال "15/ 238".
2 انظر الجرح والتعديل "5/ 112"، وتهذيب الكمال "15/ 288"، وتهذيب التهذيب "5/ 317، 318".
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَيَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَجَبِيُّ.
صَدُوقٌ.
157-
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عرادة السدوسي1 -ق.
أبو شيبان البصري.
عَنْ: زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، وَيَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، وَداود بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْحَنْظَلِيِّ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ أَخُو الْقَعْنَبِيِّ، وَسُلَيْمَانُ الشَّاذَكُونِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَدَاهِرُ بْنُ نُوحٍ، وَجَمَاعَةٌ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عامة ما يرويه لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ.
158-
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُقَيْلٍ الثَّقَفِيُّ2 -ع.
أبو عقيل، مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ، نَزِيلُ بَغْدَادَ.
حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَمُوسَى بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَمُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيِّ، ويزيد بن سنان الجزري، وعدة.
وعنه: أبو النضر هاشم، وعاصم بن علي، وشريح بن النعمان، وآخرون.
وثقه أحمد، وابن معين.
159-
عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب3 -ع. م. مُتَابَعَةً - أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَدَوِيُّ الْعُمَرِيُّ الْمَدَنِيُّ.
1 انظر الجرح والتعديل "5/ 13"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 166"، والمجروحين لابن حبان "2/ 8"، وتهذيب الكمال "15/ 294-296".
2 انظر الجرح والتعديل "5/ 125"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 158"، والثقات لابن حبان "8/ 344".
3 انظر الطبقات لابن سعد "9/ 367"، والجرح والتعديل "5/ 109، 110"، والضعفاء لابن عدي "4/ 1459".
أَحَدُ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ، وَهُوَ أَخُو عُبَيْدِ اللَّهِ، وَعَاصِمٍ، وَأَبِي بَكْرٍ.
رَوَى عَنْ: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَنَافِعٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَوُهَيْبِ بْنِ كَيْسَانَ، وَأَخِيهِ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَإِسْحَاقُ الْفَرَوِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو مُصْعَبٍ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
وَكَانَ رَجُلا صَالِحًا عَالِمًا خَيِّرًا صَالِحَ الْحَدِيثِ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صُوَيْلِحٌ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: كَانَ يَحْيَى لا يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.
وَقَالَ أَيْضًا: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيّ يُحَدِّثُ عَنْهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَجُلا صَالِحًا، كَانَ يُسْأَلُ فِي حَيَاةِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ الْحَدِيثِ فَيَقُولُ: أَمَّا وَأَبُو عُثْمَانَ حَيٌّ فَلا، يُرِيدُ عُبَيْدَ اللَّهِ.
قَالَ أَحْمَدُ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَزِيدُ فِي الأَسَانِيدِ وَيُخَالِفُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هُوَ الَّذِي رَوَى عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا:"مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً"1.
وَبِهِ: "كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا تَوَضَّأَ خَلَّلَ لِحْيَتَهُ".
قُلْتُ: وَرَوَى ق. عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ أَهْلَ قُبَاءَ كَانُوا يَجْمَعُونَ. وَبِهِ. ق. مَرْفُوعًا قَالَ: "لا يُحَرِّمُ الْحَرَامُ الْحَلالَ2.
أَخْبَرَنَا ابْنُ عَسَاكِرَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَرِّ الهمذاني، أَنَا أَبُو الْخَيْرِ الْبَاغِبَانُ، أَنَا أَبُو عَمْرِو
1 "حديث صحيح": أخرجه مسلم "2230"، والبغوي في شرح السنة "12/ 128".
2 "حديث ضعيف": أخرجه ابن ماجه "1/ 226"، والدارقطني "142"، والبيهقي "7/ 168"، وفي إسناده عبد الله بن عمر وهو العمري المكبر وهو ضعيف. انظر الضعيفة "385".
ابن مَنْدَهْ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَيْوَةَ، أَنَا أَحْمَدُ بن محمد اللبناني، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ، نَا مُوسَى بْنُ هِلالٍ: ثَنَا عَبْد اللَّه بْن عُمَر، عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من زار قبري فقد وجبت له شفاعتي"1.
تفرد بن مُوسَى.
وَقَدْ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: لا يَصِحُّ حَدِيثُهُ وَلا يُتَابَعُ عَلَيْهِ.
ثَنَا مُطَيَّنٌ، نَا جعفر بن الْبُزُورِيُّ، نَا مُوسَى بْنُ هِلالٍ الْبَصْرِيُّ، عَنْ عَبْد اللَّه بْن عُمَر، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، فَذَكَرَهُ. أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْهَاشِمِيُّ، أَنَا ابْنُ رُوزْبَةَ، أَنَا أَبُو الْوَقْتِ، أَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الأَنْصَارِيُّ، أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْعَالِي، نَا بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ نَا ابْنُ نَاجِيَةَ، نَا عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، نَا مُوسَى بْنُ هِلالٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ عَبْد اللَّه بْن عُمَر، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ زَارَنِي بَعْدَ مَوْتِي وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِي"2.
وَرَوَاهُ الْقَاضِي الْمَحَامِلِيُّ، عَنْ عُبَيْدٍ مِثْلَهُ، وَهُوَ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، وَفِي الْبَابِ الأَخْبَارِ اللَّيِّنَةِ مِمَّا يُقَوِّي بَعْضُهُ بَعْضًا، لِأَنَّ مَا فِي رُوَاتِهَا مُتَّهَمٌ بِالْكَذِبِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَمِنْ أَجْوَدِهَا إِسْنَادًا مَا صَحَّ عَنْ وَكِيعٍ، نَا ابْنُ عَوْنٍ، وَغَيْرُهُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَأَسْوَدَ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ هَارُونَ، عَنْ أَبِي وَزْعَةَ، عَنْ حَاطِبٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من زَارَنِي بَعْدَ مَوْتِي فَكَأَنَّمَا زَارَنِي فِي حَيَاتِي"3.
وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ فِي مُسْنَدِهِ: حَدَّثَنِي سَوَّارُ بْنُ مَيْمُونٍ الْعَبْدِيُّ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ آلِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ زَارَ قَبْرِي -أَوْ قَالَ: مَنْ زَارَنِي كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا"4. الْحَدِيثَ.
1 "حديث ضعيف": أخرجه ابن عدي في الضعفاء "6/ 2350"، وفي إسناده صاحب الترجمة وله طريق آخر عند البزار كما عزاه الهيثمي في المجمع "4/ 2"، وقال: وفيه عبد الله بن إبراهيم الغفاري وهو ضعيف.
2 "حديث منكر": قال الشوكاني في فوائده "326"، رواه الدارقطني والبيهقي وابن النجار والعقيلي وابن عدي وحكم عليه ابن تيمية بالوضع.
3 "حديث ضعيف": أخرجه البيهقي في شعب الإيمان "3/ 488".
4 "إسناده ضعيف": فيه راو مجهول لم يسم، وقد تقدم الكلام في رقم "1" ونقلنا كلام الشوكاني على الحديث.
وقد أفردت أحاديث الزيادة فِي جُزْءٍ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لا يَبْلُغُ حَدِيثُهُ دَرَجَةَ الصِّحَّةِ.
وَقَدْ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لا بَأْسَ بِهِ فِي رِوَايَاتِهِ وَلا يَلْحَقُ أَخَاهُ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
160-
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْكُوفِيُّ1.
عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَوَكِيعٌ، وَإِسْحَاقُ السَّلُولِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بأس بِهِ.
161-
عَبْد اللَّه بن فروخ2 -د.
أبو محمد الفارسي ثم المغربي، فَقِيهُ الْقَيْرَوَانِ وَزَاهِدُهَا.
وُلِدَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ بِالأَنْدَلُسِ، ثُمَّ رَحَلَ وَأَخَذَ عَنِ: الأَعْمَشِ، وَهِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، وَزَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَأَبِي حَنِيفَةَ، وَالثَّوْرِيِّ، وَمَالِكٍ، وَتَفَقَّهَ مُدَّةً بِمَالِكٍ، ثُمَّ رَجَعَ فَاسْتَوْطَنَ الْقَيْرَوَانَ، وَتَعَلَّمَ بِهِ خَلْقٌ مِنْ أَهْلِهَا، وَكَانَ صَالِحًا وَرِعًا قَوَّالا بِالْحَقِّ، لا يَهَابُ الْمُلُوكَ فِي نَهْيِهِمْ عَنِ الظُّلْمِ، وَكَانَ كَثِيرَ التَّهَجُّدِ وَالتَّأَلُّهِ.
قِيلَ: إِنَّ رَوْحَ بْنَ حَاتِمٍ الْمُهَلَّبِيَّ قَالَ لابْنِ فَرُّوخٍ: إِنَّكَ تَرَى الْخُرُوجَ عَلَيْنَا؟ قَالَ: نَعَمْ.
فَغَضِبَ مِنْهُ، فَقَالَ ابْنُ فَرُّوخٍ: وَذَلِكَ مَعَ ثَلاثِمِائَةٍ وَسَبَعَةِ عَشَرَ عِدَّةُ أَصْحَابِ بَدْرٍ، كُلُّهُمْ أَفْضَلُ مِنِّي.
فَقَالَ رَوْحٌ: أَمَّنَّاكَ مِنْ أَنْ تخرج أبدًا.
1 انظره في الجرح والتعديل "5/ 119".
2 انظر الجرح والتعديل "5/ 137"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 169، 170"، والثقات لابن حبان "8/ 335"، والضعفاء لابن عدي "4/ 515".
ثُمَّ أَلْزَمَهُ بِالْقَضَاءِ وَأَقْعَدَهُ فِي الْجَامِعِ، وَأَمَرَ الْخُصُومَ أَنْ يَأْتُوهُ، فَجَعَلَ يَبْكِي وَيَقُولُ: ارْحَمُونِي رَحِمَكُمُ اللَّهُ.
ثُمَّ أَعْفَاهُ بَعْدُ، وَاسْتَقْضَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ غَانِمٍ، فَكَانَ يُشَاوِرُ ابْنَ فَرُّوخٍ في أموره فقال: يابن أخي لم أَقْبَلُهَا وَزِيرًا؟ فَلَمَّا أَلَحَّ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ خَرَجَ ابْنُ فَرُّوخٍ إِلَى مِصْرَ، فَمَاتَ بِهَا.
وَكَانَ يَرَى الْخُرُوجَ وَالسَّيْفَ، فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى مِصْرَ رَجَعَ عَنْ هَذَا الرَّأْيِ.
قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: قَدِمَ مِصْرَ فَسَمِعَ مِنْهُ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ بن طارق.
قلت: وهشام بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ، وَخَلادُ بْنُ هِلالٍ التَّمِيمِيُّ.
وَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيهِ فِي الْغَيْلانِيَّاتِ مِنْ طَرِيقِ التِّرْمِذِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْهُ.
قَالَ الْجَوْزَجَانِيُّ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ أَبِي مَرْيَمَ يَقُولُ: هُوَ أَرْضَى أَهْلِ الأَرْضِ عِنْدِي.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: تُعْرَفُ مِنْهُ وَتُنْكَرُ.
قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَحَادِيثُهُ غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ، مَاتَ بَعْدَ انْصِرَافِهِ مِنَ الْحَجِّ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
162-
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كُرْزٍ الْفِهْرِيُّ1.
أَبُو كُرْزٍ.
عَنْ: نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ.
وَقَدْ وُلِّيَ قَضَاءَ الْمَوْصِلِ.
ضَعَّفَهُ أَبُو زُرْعَةَ.
1 انظر الجرح والتعديل "5/ 145"، والمجروحين لابن حبان "2/ 17، 18"، وميزان الاعتدال للمصنف "2/ 457".
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لا يُعْرَفُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ كُرْزٍ، مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
163-
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ قَرْعَانَ1 -د. ت. ق. م. تَبَعًا.
عَالِمُ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ، وَقَاضِيهَا وَمُفْتِيهَا وَمُحَدِّثُهَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَضْرَمِيُّ الْمِصْرِيُّ.
رَوَى عَنْ: عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وعطاء بن أَبِي رَبَاحٍ، وَمِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ، وَأَبِي يُونُسَ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، وَمُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، وَأَبِي الأَسْوَدَ يَتِيمُ عُرْوَةَ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، وَخَلْقٍ كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ بَلَدِهِ وَمِنْ أَهْلِ الْحَرَمَيْنِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ومُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، وَكَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
وَمِنَ الْكِبَارِ: الأَوْزَاعِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، وَشُعْبَةُ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ.
قَالَ أَبُو داود: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: مَا كَانَ مُحَدِّثُ مِصْرَ إِلا ابْنَ لَهِيعَةَ.
وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: احْتَرَقَ مَنْزِلُ ابْنِ لَهِيعَةَ وَكُتُبُهُ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ أَيْضًا: مَنْ كَانَ بِمِصْرَ مِثْلَ ابْنِ لَهِيعَةَ فِي كَثْرَةِ حَدِيثِهِ وَضَبْطِهِ وَإِتْقَانِهِ؟ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى أَنَهُ لَقِيَهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَأَنَّ كُتُبَهُ احْتَرَقَتْ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَأَمَّا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ فَقَالَ: لَمْ يَحْتَرِقْ لَهُ كِتَابٌ، وَكَانَ سَيِّئَ الرَّأْيِ فِيهِ، فَكَأَنَّهُ احْتَرَقَتْ بَعْضُ كُتُبِهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: كَانَ ابْنُ لَهِيعَةَ صَحِيحَ الْكِتَابِ طَلابًا للعلم.
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 516"، والجرح والتعديل "2/ 145-148"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 182، 183"، وتهذيب الكمال "15/ 487-503".
وَقَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: كَانَ عِنْدَ ابْنِ لَهِيعَةَ الأُصُولُ، وَعِنْدَنَا الْفُرُوعُ.
وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ السَّهْمِيُّ: احْتَرَقَتْ لَهُ كُتُبٌ مَعَ دَارِهِ وَسَلِمَتْ أُصُولُهُ، أَنَا كَتَبْتُ كِتَابَ عَمَّارِ بْنِ غَزِيَّةَ مِنْ أَصْلِهِ.
قُلْتُ: ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَغَيْرُهُ، وَسَائِرُ النُّقَّادِ عَلَى أَنَّهُ لا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: كَتَبَ إِلَيَّ ابْنُ لَهِيعَةَ كِتَابًا، فَإِذَا فِيهِ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبِ. فَقَرَأْتُهُ عَلَى ابْنِ الْمُبَارَكِ، فَأَخْرَجَ إِلَيَّ كِتَابَهُ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، فَإِذَا فِيهِ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ.
قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِذَاكَ الْقَوِيُّ.
وَرَوَى الدَّارِمِيُّ، عَنِ ابْنِ مَعِينِ: ضَعِيفَ الْحَدِيثِ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ سَمَاعِ الْقُدَمَاءِ مِنِ ابْنِ لَهِيعَةَ فَقَالَ: أَوَّلُهُ وَآخِرُهُ سَوَاءٌ، إِلا أَنَّ ابْنَ الْمُبَارَكِ وابن وهب كانا يتبعان أُصُولَهُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ أَبِي مَرْيَمَ يَقُولُ: حَضَرْتُ ابْنَ لَهِيعَةَ فِي آخر عمره، وقوم من البربر يقرءون عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ مَنْصُورٍ، وَالأَعْمَشِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِكَ.
قَالَ: بَلَى، هَذِهِ أَحَادِيثُ قَدْ مَرَّتْ عَلَى مَسْمَعِي.
فَلَمْ أَكْتُبْ عَنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كَانَ ابْنُ لَهِيعَةَ لا يَضْبُطُ وَلَيْسَ بِحُجَّةٍ.
وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: ذَكَرَ النَّسَائِيُّ يَوْمًا ابْنَ لَهِيعَةَ فَضَعَّفَهُ، وَقَالَ: مَا أَخْرَجْتُ مِنْ حَدِيثِهِ شَيْئًا قَطُّ إِلا حَدِيثًا وَاحِدًا، وَهُوَ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الحارث، عن
ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ مِشْرَحٍ، عَنْ عُقْبَةَ مَرْفُوعًا، قَالَ:"فِي الْحَجِّ سَجْدَتَانِ"1.
أَنَا بِهِ هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ، نَا مُعَافَى بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ، عَنْهُ.
وَقَالَ الْجَوْزَجَانِيُّ: ابْنُ لَهِيعَةَ لا يُوقَفُ عَلَى حَدِيثِهِ، وَلا يَنْبَغِي أَنْ يُحْتَجَّ بِهِ، وَلا يُعْتَدَّ بِهِ.
وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ: إِنَّهُ كَانَ لا يَرَى ابْنَ لَهِيعَةَ شَيْئًا.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَا صَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ، عَنْ عُقْبَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَوْ تَمَّتِ الْبَقَرَةُ ثَلاثَمِائَةِ آيَةٍ لَتَكَلَّمَتْ"2.
قَالَ الْمَيْمُونِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَذَكَرَ ابْنَ لَهِيعَةَ فَقَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ احْتَرَقَتْ كُتُبُهُ، فَكَانَ يُؤْتَى بِكُتُبِ النَّاسِ فَيَقْرَأُهَا.
أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ: قَالَ لِي ابْنُ وَهْبٍ، وَرَآنِي لا أَكْتُبُ حَدِيثَ ابْنِ لَهِيعَةٍ: إِنِّي لَسْتُ كَغَيْرِي فِي ابْنِ لَهِيعَةَ، فَاكْتُبْهَا.
وَعَنْ أَبِي الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي الْجَارُودِ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: يُكْتَبُ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ مَا كَانَ قَبْلَ احْتِرَاقِ كُتُبِهِ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ ابْنُ لَهِيعَةَ شَيْخًا صَالِحًا، وَلَكِنَّهُ كَانَ يُدَلِّسُ عَنِ الضُّعَفَاءِ قَبْلَ احْتِرَاقِ كُتُبِهِ، ثُمَّ احْتَرَقَتْ كُتُبُهُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِأَرْبَعِ سِنِينَ.
وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِنَا يَقُولُونَ: سَمَاعُ مَنْ سَمِعَ مِنْهُ قَبْلَ احْتِرَاقِ كُتُبِهِ مِثْلَ الْعَبَادِلَةِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمَةَ الْقَعْنَبِيُّ، فَسَمَاعُهُمْ صَحِيحٌ، وَمَنْ سَمِعَ مِنْهُ بَعْدَ احْتِرَاقِ كُتُبِهِ، فَسَمَاعُهُ لَيْسَ بِشَيْءٍ.
قَالَ: وَكَانَ ابْنُ لَهِيعَةَ مِنَ الْكَتَّابِينَ لِلْحَدِيثِ، وَالْجَمَّاعِينَ لِلْعِلْمِ، والرحالين فيه.
1 "حديث صحيح": أخرجه أبو داود "1402"، والترمذي "578"، وابن ماجه "3786"، والحاكم في المستدرك "1/ 222، 2/ 390"، والبيهقي "2/ 317"، والبغوي في شرح السنة "3/ 304"، وصححه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على سنن الترمذي.
2 "حديث موضوع": أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات وقال: حديث موضوع لا عفا الله عمن وضعه لأنه قصد عيب الإسلام بهذا، قال أحمد: كان يعقوب من الكذابين على الثقات.
وَلَقَدْ حَدَّثَنِي شَكَرٌ، نَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ الْمُنْذِرِ قَالَ: كَانَ ابْنُ لهيعة يكنى أبا خريطة وذاك أنه كان لَهُ خَرِيطَةٌ مُعَلَّقَةٌ فِي عُنُقِهِ، فَكَانَ يَدُورُ بِمِصْرَ، فَكُلَّمَا قَدِمَ قَوْمٌ كَانَ يَدُورُ عَلَيْهِمْ، فَكَانَ إِذَا رَأَى شَيْخًا سَأَلَهُ: مَنْ لَقِيتَ؟ وَعَمَّنْ كَتَبْتَ؟
عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ السَّهْمِيُّ: نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ قَاضِي مِصْرَ قَالَ: أَنَا حَمَلْتُ رِسَالَةَ اللَّيْثِ إِلَى مَالِكٍ، فَجَعَلَ مَالِكٌ يَسْأَلُنِي عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ وَأُخْبِرُهُ بِحَالِهِ، فَجَعَلَ يَقُولُ: أَلَيْسَ يَذْكُرُ الْحَجَّ؟ فَسَبَقَ إِلَى قَلْبِي أَنَّهُ يُرِيدُ مُشَافَهَتَهُ وَالسَّمَاعَ مِنْهُ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: قَدْ سَمِعْتُ أَخْبَارَ ابْنَ لَهِيعَةَ مِنْ رواية المتقدمين والمتأخرين فرأيت التخطيط عَنْهُ فِي رِوَايَةِ الْمُتَأَخِّرِينَ مَوْجُودًا، وَمَا لا أَصْلَ لَهُ فِي رِوَايَةِ الْمُتَقَدِّمِينَ كَثِيرًا. فَرَجَعْتُ إِلَى الاعْتِبَارِ، فَرَأَيْتُهُ يُدَلِّسُ عَنْ قَوْمٍ ضُعَفَاءَ عَلَى قَوْمٍ رَآهُمُ ابْنُ لَهِيعَةَ ثِقَاتٌ، فَأَلْزَقَ تِلْكَ الْمَوْضُوعَاتِ بِهِمْ.
قَالَ قُتَيْبَةُ: لَمَّا احْتَرَقَتْ كُتُبُ ابْنِ لَهِيعَةَ بَعَثَ إِلَيْهِ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ بِأَلْفِ دِينَارٍ.
وَقَالَ: حَضَرْتُ مَوْتَ ابْنَ لَهِيعَةَ، فَسَمِعْتُ اللَّيْثَ يَقُولُ: مَا خَلَّفَ مِثْلَهُ.
وَقَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ يَقُولُ: جَاءَ قَوْمٌ وَمَعَهُمْ جُزْءٌ فَقَالُوا: سَمِعْنَاهُ مِنَ ابْنِ لَهِيعَةَ، فَنَظَرْتُ فِيهِ فَإِذَا لَيْسَ فِيهِ حَدِيثٌ مِنْ حَدِيثِهِ، فَقُمْتُ إِلَى ابْنِ لَهِيعَةَ فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَ: فَمَا أَصْنَعُ بِهِمْ؟ يَجِيئُونَ بِكِتَابٍ فَيَقُولُونَ: هَذَا مِنْ حَدِيثِكَ، فَأُحَدِّثُهُمْ بِهِ.
قُلْتُ: وَلِيَ ابْنُ لَهِيعَةَ قَضَاءَ مِصْرَ لِلْمَنْصُورِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، فَبَقِيَ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ، وَرُزِقَ فِي الشَّهْرِ ثَلاثِينَ دِينَارًا.
وَقَدْ قَالَ ابْنُ وَهْبٍ مَرَّةً: حَدَّثَنِي وَاللَّهِ الصَّادِقُ الْبَارُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ.
قُلْتُ: وَمَنَاكِيرُهُ جَمَّةٌ، وَمِنْ أَرْدَئِهَا: كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، أَنَّ حُيَيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرحمن الحلبي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي مَرَضِهِ: "ادْعُوا لِي أَخِي".
فَدَعُوا أَبَا بَكْرٍ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ:"ادْعُوا لِي أَخِي".
فَدَعَوْا لَهُ عُمَرَ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ عُثْمَانَ كَذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ:"ادْعُوا لِي أَخِي". فَدَعَوْا لَهُ عَلِيًّا، فَسَتَرَهُ بِثَوْبِهِ وَانْكَبَّ عَلَيْهِ، فَلَمَّا خَرَجَ قِيلَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ! مَاذَا قَالَ لك؟
قَالَ: عَلَّمَنِي أَلْفَ بَابٍ، يَفْتَحُ كُلُّ بَابٍ أَلْفَ بَابٍ1.
رَوَاهُ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، ثُمَّ قَالَ: لَعَلَّ الْبَلاءَ فِيهِ مِنَ ابْنِ لَهِيعَةَ، فَإِنَّهُ مُفْرِطٌ فِي التَّشَيُّعِ. كَذَا قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ. وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَبْلَهُ رَمَاهُ بِالتَّشَيُّعِ.
وَكَامِلُ الْجَحْدَرِيُّ وَإِنْ كَانَ قَدْ قَالَ أبو حاتم: لا بأس بِهِ؛ وقال ابن حَنْبَلٍ: مَا عَلِمْتُ أَحَدًا يَدْفَعُهُ بِحُجَّةٍ، فَقَدْ قَالَ فِيهِ أَبُو داود: رَمَيْتُ بِكُتُبِهِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، فَلَعَلَّ الْبَلاءَ مِنْ كَامِلٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَقَدْ وَقَعَ لِي غَيْرُ حديث من عوالي ابن لهيعة.
وقال يُونُسَ: مَاتَ فِي نِصْفِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَوُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ، رحمه الله.
164-
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ بن النضر الأنصاري2 البصري. -خ. ت. ق- أبو المثنى.
عَنْ: عَمِّهِ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ سَمِعَ مِنَ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُسدَّدٌ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ بَكَّارٍ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ مَرَّةً: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.
وَقَالَ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو داود: لا أُخَرِّجُ أحاديثه.
1 "حديث منكر": أخرجه ابن حبان في المجروحين "2/ 14".
2 انظر الجرح والتعديل "5/ 177"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 208"، والمجروحين لابن حبان "1/ 259".
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: لا يُتَابَعُ عَلَى أَكْثَرِ حَدِيثِهِ.
وَقَالَ التَّبُوذَكِيُّ: نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى، وَلَمْ يَكُنْ فِي الْقَرْيَتَيْنِ بِعَظِيمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
165-
عبد الله بن محمد1 -د.
أبو يحيى الأسلمي سحبل، أَخُو الْفَقِيهِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ أَوْثَقَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ.
رَوَى عَنْ: سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، وَأَبِيهِ، وَعَمِّهِ أُنَيْسٍ، وَبُكَيْرِ بْنِ الأَشَجِّ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، وَالْوَاقِدِيُّ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَأَخُوهُ عَبْدُ الْمَلِكِ الْقَعْنَبِيُّ، وَمُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، فِيمَا قِيلَ، وَطَالَ عُمْرُهُ وَتَأَخَّرَ عَنْ أَخِيهِ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو داود.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يَرْوِي عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ.
وَقَدْ وَهِمَ ابْنُ حِبَّانَ فِي سننه فَقَالَ: عَاشَ سَبْعًا وَخَمْسِينَ سَنَةً. قَالَ: وَمَاتَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
166-
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُسْلِمٍ الرَّقَاشِيُّ2.
عَنْ: جَدِّهِ.
وَعَنْهُ: جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَأَبُو عَاصِمٍ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَمُسدَّدٌ، وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ.
قَالَ البخاري، وأبو حاتم: في حديثه نظر.
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "5/ 420"، والجرح والتعديل "5/ 156"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 188".
2 انظر الجرح والتعديل "5/ 157"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 189"، والضعفاء لابن عدي "4/ 1548"، وتهذيب الكمال "2/ 736".
167-
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ جُنْدَبٍ الْهُذَلِيُّ الْمَدَنِيُّ1.
عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، وَأَبُو مَرْوَانَ الْعُثْمَانِيُّ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.
168-
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْسَرَةَ2.
أَبُو لَيْلَى، وَيُقَالُ: أَبُو إِسْحَاقَ. وَقِيلَ: أَبُو عَبْدِ الْجَلِيلِ الْحَارِثِيُّ الْكُوفِيُّ.
عَنْ: عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، وَعِلْبَاءِ بْنِ أَحْمَرَ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَرَّةَ، وَمَزْيَدَةَ بْنِ جَابِرٍ، وَأَبِي جَرِيرٍ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بن أبي بْنِ أَنَسٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَالْغَالِبُ عَلَيْهِ أَبُو إِسْحَاقَ الْكُوفِيُّ.
رَوَى عَنْهُ: هُشَيْمٌ وَكَانَ لا يُفْصِحُ بِاسْمِهِ، وَوَكِيعٌ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَمُسْلِمٌ، وأحمد بن يونس، وسعدويه، وأبو إسحاق بْنُ الطَّبَّاعِ، وَآخَرُونَ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَالنَّسَائِيُّ، وَالنَّاسُ.
169-
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ الْيَمَامِيُّ3 -خ. م.
عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَمُسدَّدٌ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ: كَانَ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ وَأَهْلِ الْوَرَعِ وَالدِّينِ، مَا رَأَيْتُ بِالْيَمَامَةِ خَيْرًا مِنْهُ. رَوَى لَنَا عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ "أَنَّ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل أذني القلب"4.
1 انظر الجرح والتعديل "5/ 165"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 191"، والثقات لابن حبان "7/ 51"، وتهذيب الكمال "2/ 741".
2 انظر الجرح والتعديل "5/ 177، 178"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 207"، والثقات لابن حبان "8/ 333"، وتهذيب الكمال "2/ 747".
3 انظر الطبقات الكبرى "5/ 556"، والجرح والتعديل "5/ 203"، والثقات لابن حبان "8/ 334"، وتهذيب الكمال "2/ 754".
4 أخرجه ابن عدي في الضعفاء "4/ 1531".
قُلْتُ: قَلَّ مَا رَوَى عَبْدُ اللَّهِ.
170-
عَبْدُ الله بن يحيى بن سليمان الثقفي1 -ق.
أبو يعقوب البصري المعروف بالتوءم.
وَعَنْهُ: عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَعَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، وَخَلَفٌ الْبَزَّارُ، وَقُتَيْبَةُ، وَآخَرُونَ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: صَالِحٌ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: فِيهِ لِينٌ.
171-
عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي هُنَيْدَةَ الصَّيْرَفِيُّ الْمِصْرِيُّ.
يُكَنَّى أَبَا رَجَاءٍ.
رَوَى عَنْ: أَبِي قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيِّ، وَابْنِ هُبَيْرةَ السَّبَأَيِّ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: مَاتَ بَعْدَ السَّبْعِينَ وَمِائَةٍ.
172-
عَبْدُ الْحَكَمِ بْنُ أَعْيَنَ2.
مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ، قَدْ تَقَدَّمَ فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ.
رَوَى عَنْهُ: وَلَدُهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَغَيْرُهُمَا.
يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
173-
عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ الْحَسَنِ الْهِلالِيُّ الكوفي3 -ت- أبو عمر.
نَزِيلُ الرِّيِّ.
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَقَتَادَةَ، وَأَبِي التَّيَّاحِ يَزِيدَ الضُّبَعِيِّ، وَأَبِي بِشْرٍ جَعْفَرِ بن أبي وحشية.
1 انظر الجرح والتعديل "5/ 204"، والثقات لابن حبان "7/ 57"، وتهذيب الكمال "2/ 754"، وميزان الاعتدال "2/ 525".
2 تقدم ترجمته.
3 انظر الجرح والتعديل "6/ 11"، والمجروحين لابن حبان "2/ 142"، والضعفاء لابن عدي"5/ 1958"، وتهذيب الكمال "2/ 766".
وعنه: هشام عُبَيْدِ اللَّهِ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَدَاهِرُ بْنُ نُوحٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْجُرَشِيُّ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ مَرَّةً: ثِقَةٌ.
وَضَعَّفَهُ أَبُو زُرْعَةَ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ.
174-
عَبْدُ الْحَمِيدِ بن سليمان1 -ت. ق.
أبو عمر المدني، أَخُو فُلَيْحٍ.
عَنْ: أَبِي الزِّنَادِ، وَأَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، وَقُتَيْبَةُ، وَلُوَيْنُ، وَآخَرُونَ.
ضَعَّفَهُ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ.
وَكَانَ ضَرِيرًا سَكَنَ بَغْدَادَ.
قَالَ عباس، عن ابن معين: ليس بشيء.
175-
عبد الرَّحْمَنِ بْنُ جَرِيرٍ2.
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَأَبِي الْحُوَيْرِثِ.
وَعَنْهُ: نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشِيرٍ الدَّعَّاءُ، وَغَيْرُهُمَا.
لا أَعْرِفُهُ بَعْدُ.
176-
عَبْدُ الرحمن بن أبي الزناد3 -ع.
أبو محمد المدني، أحد أوعية العلم.
1 انظر الجرح والتعديل "6/ 14"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 52"، وتهذيب الكمال "2/ 766"، وميزان الاعتدال "2/ 541".
2 انظر الجرح والتعديل "5/ 221".
3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "5/ 415، 416"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 300"، والجرح والتعديل "5/ 252"، وتاريخ الطبري "10/ 319".
سَمِعَ: أَبَاهُ، وَسُهَيْلَ بْنَ أَبِي صَالِحٍ، وَمُوسَى بْنَ عُقْبَةَ، وَعَمْرَو بْنَ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ، وَهِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ، وَطَبَقَتَهُمْ.
وَعَنْهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ وَهُوَ مِنْ شُيُوخِهِ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: هُوَ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ.
وَضَعَّفَهُ ابْنُ مَهْدِيٍّ، وَابْنُ معين.
وقال ابن سعيد: كَانَ فَقِيهًا مُفْتِيًا.
وَقَالَ الْخَطِيبُ: رَوَى عَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَشُرَيْحُ بْنُ النُّعْمانِ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ داود الْهَاشِمِيُّ، وَداود بْنُ عمرو الضبي.
انتقل من مدينة فَنَزَلَ بَغْدَادَ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: مَا حَدَّثَ بِالْمَدِينَةِ فَصَحِيحٌ، وَمَا حَدَّثَ بِبَغْدَادَ أَفْسَدَهُ الْبَغْدَادِيُّونَ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: فِيهِ ضَعْفٌ، كَانَ يَحْيَى، وَابْنُ مَهْدِيٍّ لا يَرْوِيَانِ عَنْهُ.
وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيهِ قال: هو كذا وكذا، يَعْنِي يُلَيِّنُهُ.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ الْبَغْدَادِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: إِنِّي لأَعْجَبُ مِمَّنْ يَعُدُّ فِي الْمُحَدِّثِينَ فُلَيْحَ، وَابْنَ أَبِي الزِّنَادِ.
وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينِ: ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، وَفُلَيْحٌ، وَابْنُ عُقَيْلٍ، وَعَاصِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ لا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِمْ.
قُلْتُ: أَمَّا فُلَيْحٌ فَاحْتَجَّ بِهِ صَاحِبُ الصَّحِيحِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مِمَّنْ يَنْفَرِدُ بِالْمَقْلُوبَاتِ عَنِ الأَثْبَاتِ، وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ سُوءِ حِفْظِهِ وكثرة خطئه، فَلا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ إِلا فِيمَا وَافَقَ الثِّقَاتِ، فَهُوَ صَادِقٌ.
قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: أَخَذَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْقِرَاءَةَ عَرْضًا عَنْ أَبِي جعفر القارئ.
ثُمَّ رَوَى الْحُرُوفَ عَنْ نَافِعِ بْنِ أَبِي نُعَيْمٍ.
وَرَوَى عَنْهُ الْحُرُوفَ: حَجَّاجٌ الأَعْوَرُ.
وَسَمِعَ مِنْهُ: عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ الْكِسَائِيُّ، وَابْنُ وَهْبٍ.
قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: لَيْسَ بِالْحَافِظِ عِنْدَهُمْ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
177-
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَصْبَهَانِيِّ الْكُوفِيُّ1.
عَنْ: عكرمة، والشعبي.
وعنه: محمد بن سعيد الإصبهاني، ومحمد بن سليمان بن الأَصْبَهَانِيُّ أَقَارِبُهُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو داود: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ، وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَرَوى إِسْحَاقُ الْكَوْسَجُ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ، ثِقَةٌ.
178-
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ الْغَسِيلِ2 -خ. م. ن. ت.
أبو سليمان الأنصاري الأوسي، وَقِيلَ لِجَدِّهِمُ: الْغَسِيلُ لِأَنَّهُ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ وَهُوَ جُنُبٌ، فَغَسَّلَتْهُ الْمَلائِكَةُ.
رَأَى عَبْدَ الرَّحْمَنِ بن سعد السَّاعِدِيَّ.
وَرَوَى عَنْ: عِكْرِمَةَ، وَأُسَيْدِ بْنِ عَلِيِّ، وَالْمُنْذِرِ وَالزُّبَيْرِ ابْنَيْ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، وَعَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، وَعَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بن قتادة، وغيرهم.
1 انظر الجرح والتعديل "5/ 239"، وتهذيب الكمال "2/ 801"، وميزان الاعتدال للمصنف "2/ 568".
2 انظر الجرح والتعديل "5/ 239"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 289"، والثقات لابن حبان "5/ 85"، والمجروحين وكلاهما لابن حبان "2/ 57".
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمَسْعُودِيُّ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَرَوَى عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: صُوَيْلِحٌ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَافِظِ، وَيُوسُفَ بْنُ عَالِيَةَ قَالَ: أَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ، أَنَا سَعِيدُ بْنُ الْبَنَّا، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عَلِيُّ بْنُ السَّرِيِّ، أَنَا أَبُو طَاهِرٍ الذَّهَبِيُّ، نَا عَبْدُ اللَّهِ الْبَغَوِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَارِثِيُّ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ، عَنْ أُسَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ وَكَانَ بَدْرِيًّا قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَلْ بَقِيَ مِنْ بِرِّ وَالِدَيَّ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِمَا شَيْءٌ أَبَرُّهُمَا بِهِ؟ قَالَ: "نَعَمْ، الصَّلاةُ عَلَيْهِمَا وَالاسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لا رَحِمَ لَكَ إِلا مِنْ قِبَلِهِمَا، فَهَذَا بَقِيَ عَلَيْكَ"1.
وَهَذَا حَدِيثٌ صَالِحُ الإِسْنَادِ، رَوَاهُ د. ق. مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْغَسِيلِ.
وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي "كِتَابِ الأَدَبِ" لَهُ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْهُ، فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا، وَللَّهِ الْحَمْدُ.
مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، عَنْ نَحْوٍ مِنْ مِائَةِ سَنَةٍ.
189-
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ العريان الحارثي البصري2.
أبو الحسن.
عن: أبي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَالأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ، وَمَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ، وَعُبَيْدُ الله القواريري.
1 "حديث صحيح": أخرجه البخاري في الأدب "35"، وأبو داود "5142"، وابن ماجه "3664"، وأحمد "3/ 497"، والحاكم في المستدرك "4/ 155".
2 انظر الجرح والتعديل "5/ 271"، والثقات لابن شاهين "215".
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ.
180-
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْن هِشَامِ بْن عَبْد الْمَلِكِ بْن مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِي1.
الأَمِيرُ الأُمَوِيُّ الْمَرْوَانِيُّ الدَّاخِلُ إِلَى الأَنْدَلُسِ.
وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ تَمَلَّكَ الأَنْدَلُسَ، وَذَلِكَ أَنَّهُ هَرَبَ وَانْفَلَتَ مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ عِنْدَ اسْتِيلائِهِمْ، وَأَبْعَدَ إِلَى الْمَغْرِبِ، فَرَوَى جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْدَلُسِيُّ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُعَاوِيَةَ الدَّاخِلَ لَمَّا سَارَ هَارِبًا مِنْ مِصْرَ صَارَ إِلَى أَرْضِ بَرْقَةَ، فَأَقَامَ بِهَا خَمْسَ سِنِينَ، ثُمَّ رَحَلَ مِنْهَا يُرِيدُ الأَنْدَلُسَ، فَدَخَلَ بَدْرٌ مَوْلاهُ يَتَجَسَّسُ عَنِ الأَخْبَارِ، فَقَالَ لِلْمُضَرِيَّةِ: لَوْ وَجَدْتُمْ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الخلافة أكنتم تبايعونه؟ قالوا: وكيف لنا بذلك؟ فَقَالَ بَدْرٌ: هَذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ فائتوه فَبَايَعُوهُ، فَوُلِّيَ عَلَيْهِمْ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ سَنَةً، ثُمَّ وُلِّيَ ابْنُهُ مِنْ بَعْدِهِ.
قَالَ: وَدُخُولُهُ الأَنْدَلُسِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
وَكَانَ يُوسُفُ الْفِهْرِيُّ أَوَّلَ مَنْ قَطَعَ الدَّعْوَةَ عَنْهُمْ، وَكَانَ مَنْ قَبْلَهُ يَدْعُونَ لِوَلَدِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بِالْخِلافَةِ، فَأَبْطَلَ يُوسُفُ ذَلِكَ وَدَعَا لِنَفْسِهِ، فَلَمَّا دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الدَّاخِلُ إِلَى الأَنْدَلُسِ قَاتَلَ يُوسُفَ وَاسْتَوْلَى عَلَى الْبِلادِ.
قُلْتُ: وَبَقِيَ مُلْكُ الأَنْدَلُسِ بِأَيْدِي أَوْلادِهِ إِلَى رَأْسِ الأَرْبَعِمِائَةِ، وَبَلَغَنَا أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُعَاوِيَةَ لَمَّا توجه إلى يوسف الفهري عدا إِلَى الْجَزِيرَةِ فَنَزَلَهَا، فَاتَّبَعَهُ أَهْلُهَا، فَمَضَى فِي عَسْكَرٍ إِلَى إِشْبِيلِيَّةَ، فَأَطَاعَهُ أَهْلُهَا، ثُمَّ مَضَى إِلَى قُرْطُبَةَ فَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا، فَكَانَ كُلَّمَا قَصَدَ مَدِينَةً بَايَعُوهُ. فَلَمَّا رَأَى يُوسُفُ
الْعَسَاكِرَ قَدْ أَظَلَّتْهُ هَرَبَ إِلَى دَارِ الشِّرْكِ، فَتَحَصَّنَ هُنَاكَ، فَغَزَاهُ فِيمَا بَعْدُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الدَّاخِلُ، فَوَقَعَتْ نَفْرَةٌ فِي عَسْكَرِهِ فَانْهَزَمَ، وَرَجَعَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مُظَفَّرًا مَنْصُورًا، وَجَعَلَ لِمَنْ يَأْتِيهِ بِرَأْسِ يُوسُفَ مَالا، فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ خَاصَّةِ يُوسُفَ بِرَأْسِهِ.
1 انظر العقد الفريد "4/ 488، 489"، وسير أعلام النبلاء "8/ 217-225"، ومرآة الجنان "1/ 368".
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُمَيْدِيُّ: وُلِدَ الأَمِيرُ أَبُو الْمُطَرِّفِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِالشَّامِ سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، وَدَخَلَ الأَنْدَلُسَ فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، فَقَامَتْ مَعَهُ الْيَمَانِيَّةُ، وحارب يوسف عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفِهْرِيَّ مُتَوَلِّي الأَنْدَلُسِ، فَهَزَمَهُ وَاسْتَوْلَى عَلَى قُرْطُبَةَ يَوْمَ النَّحْرِ مِنَ الْعَامِ، وَعَاشَ إِلَى سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، قَالَهُ لَنَا مُحَمَّدِ بْنِ حَزْمٍ.
قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى سِيرَةٍ جَمِيلَةٍ مِنَ العدل، ومن قضائه مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ الْحَضْرَمِيُّ الْحِمْصِيُّ.
قَالَ أَبُو المظفر الأَبِيوَرْدِيُّ: كَانُوا يَقُولُونَ مَلَكَ الدُّنْيَا ابْنَا بَرْبَرِيَّتَيْنِ، يَعْنُونَ الْمَنْصُورَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُعَاوِيَةَ.
وَكَانَ الْمَنْصُورُ إِذَا ذُكِرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ذَاكَ صَقْرُ قُرَيْشٍ، دَخَلَ الْمَغْرِبَ وَقَدْ قُتِلَ قَوْمُهُ، فَلَمْ يَزَلْ يَضْرِبُ الْعَدْنَانِيَّةَ بِالْقَحْطَانِيَّةِ حَتَّى تَمَلَّكَ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنِ حَزْمٍ: أَقَامَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي بِلادِهِ "يَدْعُو" بِالْخِلافَةِ لِأَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ أَعْوَامًا، ثُمَّ تَرَكَ الْخُطْبَةَ.
وَقِيلَ لَمَّا تَوَطَّدَ مُلْكُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَارَتْ إِلَيْهِ بَنُو أُمَيَّةَ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ، فَأَكْرَمَ مَوْرِدَهُمْ وَادَّبَّرَ أَرْزَاقَهُمْ، وَلَمْ يَهْجُهُ بَنُو الْعَبَّاسِ، وَلا هُوَ تَعَرَّضَ لَهُمْ، بَلْ قَنَعَ بِإِقْلِيمِ الأَنْدَلُسِ.
قَالَ سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ اللُّغَوِيُّ الَّذِي تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعِمِائَةٍ: كَانَ بِقُرْطُبَةَ جَنَّةٌ اتَّخَذَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ فِيهَا نَخْلَةٌ أَدْرَكْتُهَا، وَمِنْهَا تَوَلَّدَتْ كُلُّ نَخْلَةٍ بِالأَنْدَلُسِ.
قَالَ: وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ:
يَا نَخْلُ أَنْتِ غَرِيبَةٌ مِثْلِي
…
فِي الْغَرْبِ نَائِيَةٌ عَنِ الأَصْلِ
فَابْكِي وَهَلْ تَبْكِي مُكَيَّسَةٌ
…
عَجْمَاءُ لَمْ تُطْبَعْ عَلَى خَيْلِ
لَوْ أَنَّهَا تَبْكِي إِذًا لَبَكَتْ
…
مَاءَ الْفُرَاتِ وَمَنْبِتَ النَّخْلِ
لَكِنَّهَا ذَهَلَتْ وَأَذْهَلَنِي
…
بُغْضِي بَنِي الْعَبَّاسِ عَنْ أَهْلِي
وَمِنْ شِعْرِهِ أَيْضًا:
أَيُّهَا الرَّاكِبُ الْمُيَمِّمُ أَرْضِي
…
أَقْرِ مِنْ بَعْضِي السَّلامَ لِبَعْضِي
إِنَّ جِسْمِي كَمَا عَلِمْتَ بِأَرْضٍ
…
وَفُؤَادِي وَمَالِكِيهِ بأرض
قدر البين بيننا فافترقنا
…
وطوى الببين عَنْ جُفُونِيَ غَمْضِي
وَقَضَى اللَّهُ بِالْفِرَاقِ عَلَيْنَا
…
فَعَسَى بِاجْتِمَاعِنَا اللَّهُ يَقْضِي
تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ، وَقَامَ مِنْ بَعْدِهِ ابْنُهُ هِشَامٌ.
181-
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ الْمَدَنِيُّ1 -خ. ع.
مَوْلَى آلِ عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب رضي الله عنه.
حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ لا اللَّيْثِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، وقتيبة بن سعيد، وآخرون.
قال ابن خداش: صدوق.
وقد قدمنا أَنَّ الْمَنْصُورَ آذَاهُ وَضَرَبَهُ ضَرْبًا شَدِيدًا لِيَدُلَّهُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، وَسَجَنَهُ مُدَّةً، وَكَانَ مِنْ شِيعَتِهِمْ.
قَالَ أَبُو طَالِبٍ: سَأَلْتُ أحمد بن حنبل، عن ابن أَبِي الْمَوَالِ فَقَالَ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَكَانَ مَحْبُوسًا فِي الْمُطَبَّقِ حِينَ هَرَبَ.
وَيَرْوِي حَدِيثَ الاسْتِخَارَةِ، لَيْسَ يَرْوِيهِ غَيْرُهُ، وَهُوَ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ.
قُلْتُ: قَدْ أَخْرَجَهُ "ابْنُ عَدِيٍّ".
قَالَ: وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ يَقُولُونَ: إِذَا كَانَ حَدِيثَ غَلَطِ: ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ.
وَأَهْلُ الْبَصْرَةِ يَقُولُونَ: ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ، يُحِيلُونَ عَلَيْهِمَا.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وَقَدْ رَوَى حَدِيثَ الاسْتِخَارَةِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الصحابة، كما رواه ابن أبي الموال.
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "5/ 415"، والجرح والتعديل "5/ 292"، وتاريخ الطبري "7/ 538"، وميزان الاعتدال "2/ 592-594".
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
182-
عَبْدُ السَّلامِ بْنُ مَكْلَبَةَ الْبَيْرُوتِيُّ1.
عَنْ: ابْنِ جُرَيْجٍ، وَأَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ، وَالأَوْزَاعِيِّ.
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَغَيْرُهُمْ.
مَاتَ كَهْلا وَلَمْ يُلَيَّنْ.
183-
عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلِ بْنِ مُنَبِّهٍ الْيَمَانِيُّ2.
عَنْ: أَبِيهِ، وَعَمِّهِ وَهْبِ بْنُ مُنَبِّهٍ، وَطَاوُسٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: ابْنُ أَخِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَأَخُوهُ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هَمَّامٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ، وَعُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَغَيْرُهُمْ مِنْ أَهْلِ صَنْعَاءَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ.
قَالَ أَحْمَدُ: كَانَ قَدْ عَمَّرَ وَأَظُنُّهُ مَاتَ أَيَّامَ هُشَيْمٍ.
قُلْتُ: مَعَ ثِقَتِهِ لَمْ يُخَرِّجْ لَهُ أَحَدٌ.
184-
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عِمْرَانُ3.
المني الأعرج.
اتصل بيحيى البرمكي.
وروى عن: يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، وَأَبُو حُذَافَةَ السَّهْمِيُّ.
وَمَوْتُهُ قَرِيبٌ مِنْ موت مالك.
1 انظر الجرح والتعديل "6/ 47، 48"، وتاريخ أبي زرعة "1/ 67-77".
2 انظر الجرح والتعديل "6/ 50"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 104"، والثقات لابن حبان "7/ 134"، وميزان الاعتدال "2/ 621".
3 انظر الطبقات لابن سعد "5/ 436"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 29"، والمجروحين لابن حبان "2/ 139، 140".
قَالَ الْبُخَارِيّ: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَرَوَى عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ، عَنِ ابْنِ مَعِينِ: لَيْسَ بِثِقَةٍ إِنَّمَا كَانَ صَاحِبَ شِعْرٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَمْ نَكْتُبْ عَنْهُ.
قُلْتُ: يَنْبَغِي أَنْ يُحَوَّلَ إِلَى الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ.
وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ وَكَأَنَّهُ خَطَأٌ، فَإِنَّ الْحِزَامِيَّ مَا كَتَبَ إِلا بَعْدَ هَذَا الْوَقْتِ بِمُدَّةٍ.
وَكَذَا أَحْمَدُ يَقُولُ: لَمْ أَكْتُبْ عَنْهُ، وَأَحْمَدُ فَإِنَّمَا يَقُولُ هَذَا بَعْدَ الثَّمَانِينَ وَمِائَةٍ.
185-
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ التَّرْجُمَانَ1.
أَبُو سَهْلٍ الْمَرْوَزِيُّ.
عَنِ: الزُّهْرِيِّ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَعَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ يَمَانٍ الرَّازِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ عِنْدَهُمْ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ مُسْلِمٌ: ذَاهِبُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا، وَسَاقَ الأَسْمَاءَ الْحُسْنَى.
186-
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الرُّبَيِّعِ بْنِ سَبْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيُّ2 -م. د.
1 انظر الجرح والتعديل "5/ 380"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 30"، والضعفاء لابن عدي "5/ 1924".
2 انظر الجرح والتعديل "6/ 382"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 20"، والثقات لابن حبان "7/ 110".
عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: وَلَدَاهُ سَبْرَةُ، وَحَرْمَلَةُ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ.
187-
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سَلْمَانَ الرَّاسِبِيُّ الْبَصْرِيُّ1.
الزَّاهِدُ الْمُذَكِّرُ، وَكَانَتْ رَابِعَةُ الْعَدَوِيَّةُ تُسَمِّيهِ سَيِّدَ الْعَابِدِينَ، قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَيْرٍ قَالَ: قِيلَ لِعَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّاسِبِيِّ: مَا بَقِيَ مِمَّا يُلْتَذُّ بِهِ؟ قال: سرادب أَخْلُو بِهِ.
وَفِيهِ حَكَى أَبُو طَاهِرٍ التَّبَّانُ قال: كان عبد العزيز بن سلمان إِذَا ذُكِرَ الْمَوْتُ وَالْقِيَامَةُ صَرَخَ كَمَا تَصْرُخُ الثَّكْلَى، وَيَصْرُخُ الْخَائِفُونَ مِنْ جَوَانِبِ الْمَسْجِدِ.
188-
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ الأَنْصَارِيُّ الْبَصْرِيُّ2 الدَّبَّاغُ -ع.
مَوْلَى حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ.
رَوَى عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ.
وَعَنْهُ: مُسَدَّدٌ، وَيَعْلَى بْنُ أَسَدٍ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
189-
عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُرْجَانِيُّ3 -ت.
قَاضِي جُرْجَانَ، هَرَبَ مِنَ الْقَضَاءِ وَجَاوَرَ بِمَكَّةَ.
رَوَى عَنْ: ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، وَأَبِي حَنِيفَةَ.
وَعَنْهُ: الشَّافِعِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ.
مَاتَ سَنَةَ بِضْعٍ وسبعين ومائة.
1 انظر حلية الأولياء لأبي نعيم "6/ 243-245"، وصفة الصفوة لابن الجوزي "3/ 377-379".
2 انظر الجرح والتعديل "5/ 393، 394"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 24"، والثقات لابن حبان "7/ 115".
3 انظر الجرح والتعديل "6/ 61"، والثقات لابن حبان "8/ 423"، وتهذيب الكمال "2/ 848"، وميزان الاعتدال للمصنف "2/ 646".
190-
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس بْن عَبْد المطّلب الْعَبَّاسِيُّ1 الأَمِيرُ.
وَلِيَ عِنْدَ الرُّومِ، وَكَانَ أَمِيرَ غَزْوَةِ أَقْرِيطِيَّةَ فِي جَيْشٍ لَجْبٍ، فَدَخَلَ مِنْ دَرْبِ الصَّفْصَافِ وَرَجَعَ مَنْصُورًا عَلَى دَرْبِ الْحَدَثِ، وَغَنِمَ الْمُسْلِمُونَ وَحَصَّلُوا مِنَ السَّبْيِ سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفِ نَسَمَةٍ.
191-
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ الأَنْصَارِيُّ الأَعْرَجُ2.
أَبُو الطَّاهِرِ الْمَدَنِيُّ الْفَقِيهُ؛ وَلِيَ قَضَاءَ دِيَارِ مِصْرَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ مِنْ جِلَّةِ الْعُلَمَاءِ، بَصِيرًا بِالأَحْكَامِ، مُتَضَلِّعًا بِمَعْرِفَةِ أَقْوَالِ أَئِمَّةِ الْمَدِينَةِ كَالْقَاسِمِ، وَسَالِمٍ، وَرَبَيْعَةَ الرَّأْيِ.
حدث عن: أَبِيهِ، وَعَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ، وَشُرَيْحُ بْنُ النُّعْمَانِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ بِبَغْدَادَ، وَكَانَ قَاضِيًا بِهَا لِلرَّشِيدِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: وُلِّيَ قَضَاءَ الْجَنْبِ الشَّرْقِيِّ، وَلَمْ تَطُلْ مُدَّتُهُ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَمِمَّنْ يَرْوِي عَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ.
وَقِيلَ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقِيلَ سَنَةَ ثَمَانٍ.
وَثَّقَهُ الْخَطِيبُ.
192-
عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعدٍ السَّاعِدِيُّ الْمَدَنِيُّ3 -ت. ق.
1 انظر تاريخ الطبري "8/ 145"، وتاريخ خليفة "441، 449".
2 الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 323"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 431"، والجرح والتعديل "5/ 369".
3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "5/ 421"، والتاريخ الكبير "6/ 137"، والجرح والتعديل "6/ 67، 68"، والمجروحين لابن حبان "2/ 148".
هُوَ أَخُو أُبَيٍّ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَزَوْجَةِ جده هند، وأبي حازم المديني.
وعنه: ابنه عَبَّاسٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ الزُّهْرِيِّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ كَاسِبٍ، وَأَبُو مُصْعَبٍ، وَآخَرُونَ.
لَهُ نَحْوٌ مِنْ عَشَرَةِ أَحَادِيثَ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يُحتج بِهِ.
193-
عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ الْعَبْدِيُّ1 -ع.
مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ أَبُو بِشْرٍ، وَقِيلَ أَبُو عُبَيْدَةَ.
مِنْ مَشَاهِيرِ الْعُلَمَاءِ.
رَوَى عَنْ: حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، وَكُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَعُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، وَالأَعْمَشِ، وَالْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: أَبُو داود الطَّيَالِسِيُّ، وَعَفَّانُ، وَمُسَدَّدٌ، وَقُتَيْبَةُ، وَالْقَوَارِيرِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَلَيَّنَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَقَالَ: قَلَّ مَا رَأَيْتُهُ يَطْلُبُ الْعِلْمَ.
وَقَالَ أَبُو داود الطَّيَالِسِيُّ: عَمَدَ عَبْدُ الْوَاحِدِ إِلَى أَحَادِيثَ كَانَ الأَعْمَشُ يُرْسِلُهَا فَوَصَلَهَا كُلَّهَا.
وَقَالَ ابن المديني: سمعت يحيى بن سعيد يقول: ما رأيت عبد الواحد يطلب
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 289"، والجرح والتعديل "6/ 20، 21"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 59".
حَدِيثًا قَطُّ بِالْبَصْرَةِ وَلا الْكُوفَةِ، وَكُنَّا نَجْلِسُ عَلَى بَابِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَ الصَّلاةِ أُذَاكِرُهُ حَدِيثَ الأَعْمَشِ، لا يَعْرِفُ مِنْهُ حَرْفًا.
قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ، وَالْفَلاسُ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ: سَنَةَ سَبْعٍ.
149-
عَبْدُ الْوَارِثِ1 -ع.
هُوَ الإِمَامُ أَبُو عُبَيْدَةَ عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ الْعَنْبَرِيُّ، مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ التَّنُّورِيُّ، أَحَدُ الأَعْلامِ.
رَوَى عَنْ: أَيُّوبَ، وَيَزِيدَ الرِّشْكِ، وَأَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، وَالْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ، وَشَعْبَانَ بْنِ الْحَبْحَابِ، وَابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الصَّمَدِ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُسَدَّدٌ، وَقُتَيْبَةُ، وَبِشْرُ بْنُ هِلالٍ الصَّوَّافُ، وَأَبُو مَعْمَرٍ الْمُقْعَدِ، وَحُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
وَقَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ، وَغَيْرِهِ.
وَتَلا عَلَيْهِ غَيْرُ وَاحِدٍ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ الْجَرْمِيُّ: مَا رَأَيْتُ فَقِيهًا قَطُّ أَفْصَحَ مِنْ عَبْدِ الْوَارِثِ، وَكَانَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ أَفْصَحَ مِنْهُ.
قُلْتُ: قَدْ كَانَ عَبْدُ الْوَارِثِ إِمَامًا حُجَّةً مُتَعَبِّدًا، لَكِنَّهُ قَدَرِيٌّ، نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَفْوَ.
وكان من خواص تلاميذه عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ.
قَالَ مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ: قيل لأبي داود الطيالسي: لم لا تُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ؟ قَالَ: أُحَدِّثُكَ عَنْ رَجُلٍ كَانَ يَزْعُمُ أَنَّ يَوْمًا مِنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ أَكْثَرُ مِنْ عُمْرِ أَيُّوبَ، وَابْنِ عَوْنٍ، وَيُونُسَ؟ قَالَ الْفَسَوِيُّ: نَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: كُنَّا نَسْمَعُ مِنْ عَبْدِ الْوَارِثِ فَإِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ ذَهَبْنَا فَلَمْ نُصَلِّ خَلْفَهُ.
قَالَ: وَقِيلَ لابْنِ الْمُبَارَكِ: كَيْفَ رَوَيْتَ عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ وَتَرَكْتَ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ؟ قَالَ: إن عمرًا كان داعيًا.
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 289"، والجرح والتعديل "6/ 75"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 118".
وَقَالَ عَلِيٌّ: سَمِعْتُ يَحْيَى الْقَطَّانَ وَذُكِرَ لَهُ أَنَّ عَبْدَ الْوَارِثِ قَالَ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ، عَنِ الْخُرُوجِ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، فَأَمَرَنِي بِهِ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ يَحْيَى وَقَالَ: كَانَ شُعْبَةُ لا يَرَى يَوْمَ صِفِّينَ وَلا يَرَى الْخُرُوجَ مَعَ عَلِيٍّ، يَرَى الْخُرُوجَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ؟ وَأَنَا سمعت شعبة يقول: ما أدري أخطئوا أَمْ أَصَابُوا؟.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: لَمْ يَكْتُبْ أَبِي عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ حَرْفًا حَتَّى مَاتَ.
وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ: مَا رَأَيْتُ يَحْيَى الْقَطَّانَ رَوَى عَنْ أَحَدٍ مِنْ مَشَايِخِنَا قَبْلَ مَوْتِهِ، إِلا عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ.
قُلْتُ: وَكَانَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ يَنْهَى عَنِ الأَخْذِ عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ لِمَكَانِ الْقَدَرِ.
مَوْلِدُهُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، بَعْدَ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ بِأَشْهُرٍ،
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ.
هُوَ أَبُو بَكْرٍ، يَأْتِي بِالْكُنْيَةِ.
195-
عُبَيْدُ الله بن عمرو1 -ع.
أبو وهب الرقي، عالم أهل الجزيرة ومحدثها.
روى عَنْ: زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَعَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَأَبُو تَوْبَةَ الْحَلَبِيُّ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ النَّسَائِيُّ، وَلُوَيْنُ، وَالْعَلاءُ بْنُ هِلالٍ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةٌ وَرُبَّمَا أَخْطَأَ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يُنَازِعُهُ فِي الْفَتْوَى فِي دَهْرِهِ.
قُلْتُ: مَوْلِدُهُ سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَةٍ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِينَ.
196-
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانِ بْنِ طُغَانَ التركي الخراساني السجزي.
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 484"، والجرح والتعديل "5/ 328"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 392"، وتهذيب الكما ل"2/ 887".
الْفَقِيهُ أَبُو الْهَيْثَمَ، شَيْخُ آلِ التُّرْكِ وَجَدُّهُمْ، كَانَ بِنَيْسَابُورَ.
كَانَ جَدُّهُ مُتَوَلِّي إِمْرَةَ خُرَاسَانَ وَقَدْ أُدْخِلَ عُبَيْدُ اللَّهِ وَهُوَ صَغِيرٌ عَلَى الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ.
وَسَمِعَ مِنْ: أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَهِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، وَابْنِ إِسْحَاقَ.
وَعَنْهُ: عُثْمَانُ بْنُ زَائِدَةَ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعِيسَى غُنْجَارٌ، وَهِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الْفُقَهَاءِ، وَمَا رَأَيْتُ لِأَحَدٍ فِيهِ تَضْعِيفًا.
197-
عُبَيْسُ بْنُ مَيْمُونٍ التميمي1 -ق.
أبو عبيدة الخزاز، بَصْرِيٌّ وَاهٍ.
عَنْ: بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَالْحَسَنِ.
وَعَنْهُ: قُتَيْبَةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَدَاهِرُ بْنُ نُوحٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ السَّرِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَحْمَدُ: أَحَادِيثُهُ مَنَاكِيرُ.
وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: كَثِيرُ الْخَطَأِ، مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ، وَغَيْرُهُ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ غَيْرُ مَحْفُوظٍ.
قُلْتُ: لَهُ عِنْدَ ابْنِ مَاجَهْ حَدِيثٌ وَاحِدٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: عُبَيْسُ بْنُ ميمون التميمي أَصْلُهُ مِنَ الْمَدِينَةِ، سَكَنَ الْبَصْرَةَ كَانَ مُغَفَّلا يَرْوِي عَنِ الثِّقَاتِ الأَشْيَاءَ الْمَوْضُوعَاتِ تَوَهُّمًا لا تعمدًا.
1 انظر الجرح والتعديل "7/ 34"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 79"، والمجروحين لابن حبان "2/ 18"، وتهذيب الكمال "2/ 899".
أَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ: نَا عُبَيْسٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا:"أَيَّمَا نَائِحَةٍ مَاتَتْ وَلَمْ تَتُبْ أُلْبِسَتْ سِرْبَالا مِنْ نَارٍ، وَأَقَامَهَا اللَّهُ لِلنَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"1.
الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، ثَنَا عُبَيْسٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ مَرْفُوعًا:"مَنْ حَلَفَ فَقَالَ أَنَا يَهُودِيٌّ، فَهُوَ يَهُودِيٌّ، أَوْ قَالَ: أَنَا مَجُوسِيٌّ، فَهُوَ مَجُوسِيٌّ"2. الْحَدِيثَ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: عُبَيْسُ بْنُ مَيْمُونٍ ضَعِيفٌ يَذْهَبُ إِلَى الْقَدَرِ.
وَلِعُبَيْسٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"لا تَقُولُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَلا سُورَةَ آلِ عِمْرَانَ، وَكَذَلِكَ الْقُرْآنُ كُلَّهُ"3.
198-
عُثْمَانُ بْنُ جَبَلَةَ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ الْعَتَكِيُّ4 -خ. م. ن.
مَوْلاهُمُ الْمَرْوَزِيُّ، وَالِدُ عَبْدِ اللَّهِ، وَشَاذَانَ.
رَوَى عَنْ: شُعْبَةَ، وَكَانَ شَرِيكًا لَهُ وَمُضَارِبَهُ فيما قيل، تفردعنه بِأَشْيَاءَ حَسَنَةٍ.
وَرَوَى عَنْ: عَمِّهِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، وَعَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ الْهُنَائِيِّ.
وعنه: والده، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَمُصْعَبُ بْنُ بَشِيرٍ الْمَرْوَزِيُّ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ، وَأَحَدُ أَرْبَابِ الصَّحِيحِ.
قَالَ النُّفَيْلِيُّ كُنَّا مَعَهُ بِالْكُوفَةِ فِي دَرْبٍ، فَدَخَلَ لِيَبُولَ فَأَبْطَأَ، فَنَظَرْنَا فَإِذَا هُوَ مَيِّتٌ، رحمه الله.
1 "حديث منكر": أخرجه أبو يعلى في مسنده "4/ 1430"، والعقيلي في الضعفاء "344"، وابن عدي "1/ 320"، وابن حبان في المجروحين "2/ 186"، وفي إسناده عبيس بن ميمون.
قال أحمد: أحاديث عبيس أحاديث مناكير وساق له عبد الله أحاديث هذا منها، وللمزيد انظر الضعيفة "2266".
2 "حديث ضعيف": أخرجه ابن حبان في المجروحين "2/ 186"، وفي إسناده عبيس بن ميمون صاحب الترجمة.
3 "حديث منكر": أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات "1/ 250" وقال أحمد بن حنبل: هذا حديث منكر، وأحاديث عبيس أحاديث مناكير. وقال الهيثمي في المجمع "6/ 157": رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبيس بن ميمون وهو متروك.
4 انظر الجرح والتعديل "6/ 146"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 221، 222"، والثقات لابن حبان "7/ 204".
199-
عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ الشَّيْبَانِيُّ الْبَصْرِيُّ الْمُقْرِي1 الرُّهَاوِيُّ -ق.
نَزِيلُ بَغْدَادَ.
عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَحَنْظَلَةَ السَّدُوسِيِّ، وَزَكَرِيَّا بْنِ مَيْسَرَةَ.
وَعَنْهُ: بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدُّولابِيُّ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَشُرَيْحُ بْنُ يُونُسَ، وَجَمَاعَةٌ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَأَبُو داود، وَابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
200-
عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ2 -ق.
أَحَدُ الْمَتْرُوكِينَ، وَقَدْ مَرَّ فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ، وَإِنَّمَا تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، فَلْيُحَوَّلْ.
201-
الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ وَابِصَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن عُمَرَ بْن مخزوم3 -ت. ن.
أَبُو صَفْوَانَ الْقُرَشِيُّ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدَنِيُّ.
وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ.
رَوَى عَنْ: نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَأَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجَ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَأَبُو الْيَمَامَةِ، وَآدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَقُتَيْبَةُ، وَأَبُو مُصْعَبٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وقال أبو حاتم: لَيْسَ بِذَاكَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ، له نحو من مائة حديث.
1 انظر الجرح والتعديل "6/ 169"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 253"، وتاريخ الطبري "1/ 189"، والمجروحين لابن حبان "2/ 799".
2 تقدمت ترجمته.
3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "9/ 461"، والجرح والتعديل "7/ 32، 33"، والمجروحين لابن حبان "2/ 193".
قُلْتُ: وَلَهُ أَخَوَانِ: الْمِسْوَرُ، وَعَبْدُ اللَّهِ.
202-
عَطْوَانُ بْنُ مُشْكَانَ1.
أَبُو أَسْمَاءَ الْخَيَّاطُ.
يَرْوِي عَنْ: مَوْلاتِهِ جَمْرَةَ الْيَرْبُوعِيَّةِ وَلَهَا صُحْبَةٌ؛ خَرَّجَ حَدِيثَهَا بقي بن مخلد.
وعنه: بكر بْنُ الأَسْوَدِ، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، وَأَبُو مَعْمَرَ الْقَطِيعِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
مَحَلُّهُ الصِّدْقُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
وَلَهُ فِي "سُدَاسِيَّاتِ الرَّازِيِّ".
203-
الْعَلاءُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرِّيَاحِيُّ2.
مَوْلَى قُرَيْشٍ.
رَأَى الْحَسَنَ.
وَسَمِعَ: أَخَاهُ سَعِيدَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ، وَقَتَادَةَ.
وَعَنْهُ: مُسَدَّدٌ، وَهُدْبَةُ الْقَيْسِيُّ.
ضَعَّفَهُ مُوسَى التَّبُوذَكِيُّ، وَمَشَّاهُ غَيْرُهُ.
204-
الْعَلاءُ بْنُ خَالِدِ بْنِ وَرْدَانَ الْبَصْرِيُّ3.
أَبُو شَيْبَةَ الْحَنَفِيُّ.
عن: عطاء بن أبي رَبَاحٍ، وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ.
وَعَنْهُ: أَبُو عَاصِمٍ النبيل، والحسن الأَشْيَبِ، وَأَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ حبان، وما ضعفه غيره.
1 انظر الجرح والتعديل "7/ 41".
2 انظر التاريخ الكبير للبخاري "6/ 516، 517"، والثقات لابن حبان "7/ 267"، وتهذيب الكمال "2/ 1070".
3 انظر الجرح والتعديل "6/ 354"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 516"، والثقات لابن حبان "7/ 268".
205-
علي بن أبي سارة الشيباني1 -ن.
ويقال الأزدي.
شَيْخٌ بَصْرِيٌّ، لَهُ عَنْ: مَكْحُولٍ، وَثَابِتٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَجَبِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَمُوسَى التَّبُوذَكِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَعِدَّةٌ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
وَقَالَ أَبُو داود: تَرَكَ النَّاسُ حَدِيثَهُ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: غَلَبَ على روايته المناكير فاستحق الترك.
قُلْتُ: وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ: عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا:"مَنْ أَخَذَ بِأَحَدِ قَوَائِمِ السَّرِيرِ، يَعْنِي النَّعْشَ، حَطَّ اللَّهُ عَنْهُ أَرْبَعِينَ كَبِيرَةً"2.
خَرَّجَ لَهُ النَّسَائِيُّ حَدِيثًا وَاحِدًا.
206-
عَلِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ كَيْسَانَ3.
أَبُو نَوْفَلٍ الْكُوفِيُّ، نَزِيلُ دِمَشْقَ.
عن: قتادة، وعبد الملك بن عمير، وأبي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَالأَعْمَشِ.
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ هِشَامٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الحديث.
قلت لم يخرجوا له.
1 انظر الجرح والتعديل "6/ 189"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 278"، والمجروحين لابن حبان "2/ 104"، وتهذيب الكمال "2/ 968".
2 "حديث منكر": أخرجه ابن حبان في المجروحين "2/ 104"، انظر كلام ابن حبان على صاحب الترجمة.
3 انظر الجرح والتعديل "6/ 188، 189"، والثقات لابن حبان "7/ 213"، ولسان الميزان "4/ 233".
207-
عَلِيُّ بْنُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ الْعَبَّاسِيُّ الأَمِيرُ1.
وَلِيَ نِيَابَةَ الْجَزِيرَةِ وَغَيْرِهَا، وَمَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ أَخُو الأَمِيرَيْنِ جَعْفَرٍ، وَمُحَمَّدٍ.
208-
عَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ الْمُلائِيُّ2 -ت.
عَنْ: إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَعُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَمُسْلِمٍ الْمُلائِيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الفزازي، وَعَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ الرَّوَاجِنِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ مُشْكِدَانَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، وَجَمَاعَةٌ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَالْجَوْزَجَانِيُّ وَغَيْرُهُمَا.
209-
عَلِيُّ بْنُ أبي عَلِيٍّ الْقُرَشِيُّ اللَّهَبِيُّ الْمَدَنِيُّ3.
عَنْ: عُمَرَ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَابْنِ عَجْلانَ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَغَيْرِهِمْ، وَهُوَ مِنْ ذُرِّيَّةِ أبي لهب.
وعنه: بقية، وابن أَبِي فُدَيْكٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، وَأَبُو مُصْعَبٍ، وَعَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ الْقَطَّانُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَنِ الثِّقَاتِ الْمَوْضُوعَاتِ.
قَالَ الْحُمَيْدِيُّ، وَيَحْيَى الْحَارِثِيّ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عن جابر، مَرْفُوعًا: إِنَّ للَّهِ دِيكًا بَرَاثِنُهُ فِي الأَرْضِ السَّابِعَةِ، وَعُنُقُهُ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَإِذَا كَانَ هُوِيٌّ
1 انظر تاريخ الطبري "8/ 129، 143"، وتاريخ خليفة "439"، والكامل في التاريخ "6/ 58، 61".
2 انظر الجرح والتعديل "6/ 197"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 289"، والمجروحين لابن حبان "2/ 104، 105".
3 انظر الجرح والتعديل "6/ 197"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 288"، والمجروحين لابن حبان "2/ 107".
مِنَ اللَّيْلِ قَالَ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، فَعِنْدَهَا تَصِيحُ الدِّيَكَةُ"1.
210-
عَلِيُّ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ التَّمِيمِيُّ الْمَكِّيُّ2 -ن.
الزَّاهِدُ ابْنُ الزَّاهِدِ.
رَوَى عَنْ: عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُوهُ لِأَنَّهُ مَاتَ قَبْلَهُ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، وَأَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ الْيَرْبُوعِيُّ.
وَكَانَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ يُفَضِّلُهُ عَلَى أَبِيهِ فِي الْعِبَادَةِ وَالْخَوْفِ.
وَكَانَ إِذَا سَمِعَ آيَاتِ الْوَعِيدِ يُغْشَى عَلَيْهِ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
وَقَالَ الْخَطِيبُ: كَانَ مِنَ الْوَرَعِ بِمَحَلٍّ عَظِيمٍ.
وَقَالَ الْفُضَيْلُ: قَالَ لِيَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: مَا أَحْسَنَ حَالِ مَنِ انْقَطَعَ إِلَى رَبِّهِ عز وجل، فَسَمِعَ ذَلِكَ ابْنِي فَسَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ.
وَقَالَ: أَشْرَفْتُ لَيْلَةً عَلَى ابْنِي وَهُوَ يَقُولُ: النَّارَ، وَحَتَّى الْخَلاصَ مِنَ النَّارِ.
وَرَوَى عُمَرُ بْنُ بُسْرٍ، عَنِ الْفُضَيْلِ قَالَ: أَهْدَى لَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ شَاةً، فَكَانَ ابْنِي لا يَشْرَبُ مِنْ لَبَنِهَا، فسألته فَقَالَ: لِأَنَّهَا رَعَتْ بِالْعِرَاقِ.
وَقَالَ الْفُضَيْلُ: بَكَى ابْنِي عَلِيٌّ فَقُلْتُ: مَا لَكَ يَا بُنَيَّ؟ فَقَالَ: أَخَافُ أَنْ لا تَجْمَعُنَا الْقِيَامَةُ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَخْوَفَ للَّهِ مِنَ الْفُضَيْلِ، وَابْنَهُ عَلِيٌّ.
قُلْتُ: بَلَغَنَا أَنَّ عَلِيًّا سَمِعَ قَارِئًا يَتْلُو بِصَوْتٍ شَجِيٍّ قَوْلَهُ تَعَالَى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ} [الأنعام: 70] فَشَهِقَ وَسَقَطَ ميتًا، رحمه الله.
1 "حديث ضعيف جدا": أخرجه العقيلي في الضعفاء "3/ 241"، وقال: ليس في هذا المتن حديث يثبت.
2 انظر الثقات لابن حبان "8/ 464"، وتهذيب الكمال "2/ 988"، وسير أعلام النبلاء "8/ 390"، وتهذيب التهذيب "7/ 373".
وَلَهُ أَخْبَارٌ فِي الْغَشْيِ عِنْدَ التِّلاوَةِ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ: نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُثَنَّى الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ يَوْمًا: خَيْرُ النَّاسِ الْفُضَيْلُ، وَخَيْرٌ مِنْهُ ابْنُهُ عَلِيٌّ.
وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولَ: قَالَ لِي عَلِيٌّ: يَا أَبَهْ سَلِ الَّذِي وَهَبَنِي لَكَ فِي الدُّنْيَا أَنْ يَهَبَنِي لَكَ فِي الآخِرَةِ.
ثُمَّ بَكَى الْفُضَيْلُ وَقَالَ: كَانَ يُسَاعِدُنِي عَلَى الْحُزْنِ وَالْبُكَاءِ يَا ثَمَرَةَ قَلْبِي، شَكَرَ اللَّهُ لَكَ مَا قَدْ عَلِمَهُ فِيكَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ فُضَيْلٍ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقْرَأَ الْقَارِعَةَ وَلا تُقْرأَ عَلَيْهِ.
قُلْتُ: لَهُ فِي النَّسَائِيِّ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي التَّسْبِيحِ.
211-
عُلَيْلَةُ بْنُ بدر البصري1 -ت. ق.
أبو العلاء.
قيل: اسمه الربيع، وَعُلَيْلَةُ لَقَبُهُ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأَيُّوبَ، وَابْنِ الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ.
وعنه: علي بن حجر، وداود بن رشيد، وهشام بن عمار، ولوين؛ وإسحاق بن أبي إسرائيل.
وحدث عنه من الكبار: عبد الله بن عون.
ضعفه قتيبة، وغيره.
وقال النَّسائيّ: متروك الحديث.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابع عليه.
وروى عباس، عن ابن مَعِين: لَيْسَ بشيء.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَنِ الثِّقَاتِ الْمَقْلُوبَاتِ، وعن الضعفاء الموضوعات.
1 انظر الجرح والتعديل "3/ 455"، والتاريخ الكبير "3/ 279"، والمجروحين لابن حبان "1/ 297"، والضعفاء لابن عدي "3/ 988-992".
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
212-
عُمَارَةُ بن حمزة الكاتب1.
مولى بني هَاشِمٍ: أَحَدُ الْبُلَغَاءِ وَالْفُصَحَاءِ وَالصُّدُورِ الْكُبَرَاءِ، وَلِيَ وِلايَاتٍ جَلِيلَةً، وَكَانَ جَوَادًا مُمَدَّحًا.
تَيَّاهًا2 يُضْرَبُ بِكِبْرِهِ الْمَثَلُ، وَنَاهِيكَ أَنَّ يَحْيَى بْنَ خَالِدٍ الْبَرْمَكِيَّ نُكِبَ مَرَّةً، فَبَعَثَ وَلَدَهُ إِلَى عُمَارَةَ لِكَيْ يُقْرِضَهُ ثَلاثَةَ آلافِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَأَعْطَاهُ؛ فَلَمَّا تَرَاجَعَ أَمْرُهُ وَعَادَ إِلَى رُتْبَتِهِ رَدَّ الْمَالَ إِلَى عُمَارَةَ مَعَ ابْنِهِ، فَقَطَّبَ وَقَالَ: أَكُنْتُ صَيْرَفِيًّا لَهُ؟ ثُمَّ قَالَ لِلْفَضْلِ بْنِ يَحْيَى: اذْهَبْ فَخُذِ الْمَالَ لَكَ.
وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِصِحَّةِ هَذِهِ الْحِكَايَةِ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَيُّوبَ: وَصَلَ عُمَارَةُ أَبِي بِثَلاثِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ.
وَقَالَ أَبُو الْعَيْنَاءِ: حَكَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ داود أَنَّ قَوْمًا أَتَوْا عُمَارَةَ لِيَشْفَعُوا فِي بِرِّ قَوْمٍ فَاسْتَأْذَنُوا. فَأَخْبَرَهُ بِهِمْ حَاجِبُهُ، فَأَمَرَ لَهُمْ بِمِائَةِ أَلْفٍ.
أَخْبَرَنَا الْمُؤَمَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَغَيْرُهُ إِجَازَةً: أَنَا أَبُو الْيُمْنِ الْكِنْدِيُّ، أَنَا الْقَزَّازُ، أَنَا الْخَطِيبُ، نَا الأَزْهَرِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ، نَا الصُّولِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ قَالَ: قَالَ الْفَضْلُ: حَلَّ عَلَى أَبِي خَرَاجُ الأَهْوَازِ لِلرَّشِيدِ ثَلاثَةَ آلافِ أَلْفٍ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ: إِنْ حَمَلْتَ مَا وَجَبَ عَلَيْكَ إِلَى الْعَصْرِ وَإِلا قتلت.
فقال لي أبي: يا بني قد ترى ما نحن فيه، والله ما عندي عشرها، فامض إلى عمارة بن حمزة.
فمضيت إليه، فسمع كلامي فأعرض ولم يجبني، فانصرفت، فلم أجد إلا وقد سبقني المال، فلما كان بعد ذلك وتحصل المال قَالَ لِي أَبِي: امْضِ إِلَى هَذَا الْكَرِيمِ واحمل المال.
1 انظر تاريخ الطبري "6/ 183"، وتاريخ بغداد "12/ 280-282"، والكامل في التاريخ "6/ 12، 15".
2 من الكبر.
فَمَضَيْتُ بِهِ وَشَكَرْتُهُ وَسَأَلْتُهُ أَنْ يَقْبِضَ الْمَالَ، فَقَالَ كَالْمُغْضَبِ: أَتَظُنُّ أَنِّي كُنْتُ قُسْطَارًا لِأَبِيكَ، اذْهَبْ فَهُوَ لَكَ.
قَالَ: فَذَهَبْتُ بِهِ إِلَى أبي وعرفته ما جرى فَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ، وَاللَّهِ مَا تَسْمَحُ نَفْسِي لَكَ بِالْكُلِّ، وَلَكِنِ خُذْ أَلْفَ أَلْفٍ وَاتْرُكْ أَلْفَيْ أَلْفٍ.
213-
عُمَرُ بْنُ رُدَيْحٍ2.
عَنْ: عطاء بن مَيْمُونٍ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُعَلَّى بْنُ الْفَضْلِ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَقَوَّاهُ غَيْرُهُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
214-
عُمَرُ بْنُ رِيَاحٍ الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ الضَّرِيرُ3 -ق.
عَنْ: عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ.
وَعَنْهُ: مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، وَآخَرُونَ.
وَهُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
قَالَ الفَلاسِيُّ: هُوَ دَجَّالٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: يُقَالُ لَهُ عُمَرُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَبْدِيُّ، وَهُوَ مِنْ مَوَالِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طاوُسٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، نَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، نَا عُمَرُ بْنُ رِيَاحٍ السَّعْدِيُّ نَا ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:"كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَعَفَ يَبْنِي عَلَى مَا مَضَى مِنْ صلاته"4.
1 من الغضب.
2 انظر الجرح والتعديل "6/ 108"، والثقات لابن حبان "7/ 158"، والكامل في الضعفاء لابن عدي "5/ 1683".
3 انظر الجرح والتعديل "6/ 108"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 156"، والمجروحين لابن حبان "2/ 86".
4 "إسناده ضعيف جدا": أخرجه العقيلي في الضعفاء "3/ 160"، وفي إسناده عمر بن رياح العبدي متروك.
سَعِيدُ بْنُ أَشْعَثَ: نَا عُمَرُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَبْدِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ:"اسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جِبْرِيلَ فَنَاوَلَهُ يَدَهُ فَأَبَى وَقَالَ: إِنَّكَ أَخَذْتَ بِيَدِ يَهُودِيٍّ، فَتَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَناوَلَهُ يَدَهُ فَأَخَذَ بِهَا"1.
215-
عُمَرُ بْنُ شَاكِرٍ الْبَصْرِيُّ2 -ت.
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ لَهُ نُسْخَةٌ نَحْوَ عشرين حديثًا منكرًا.
وَعَنْهُ: نَضْرُ بْنُ اللَّيْثِ الْبَغْدَادِيُّ، وَعُثْمَانُ الطَّرَائِفِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ ابْنُ بِنْتِ السُّدِّيِّ وَقَالَ: لَقِيتُهُ بِالْمِصِّيصَةِ.
وقد أَدْخَلَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ، فَلَمْ يَصْنَعْ شَيْئًا.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: رَوَى نُسْخَةً عِشْرِينَ حَدِيثًا غَيْرَ مَحْفُوظَةٍ.
قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ ثُلاثِيٌّ فِي "جَامِعِ أَبِي عِيسَى".
216-
عُمَرُ بْنُ صُهْبَانَ الأَسْلَمِيُّ3.
شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ.
عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَأَبِي طُوَالَةَ.
وَعَنْهُ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ بكر، وأبو قتادة الحراني، وعبد اللَّهِ بْنُ وَاقِدٍ، وَمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ.
قَالَ أَحْمَدُ: أَدْرَكْتُهُ وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: متروك الحديث.
وقال البخاري: منكر الحديث.
1 "إسناده ضعيف جدًّا": أخرجه العقيلي في الضعفاء "3/ 160"، وفي إسناده عمر صاحب الترجمة.
2 انظر الجرح والتعديل "6/ 115"، والثقات لابن حبان "5/ 151"، والضعفاء لابن عدي "5/ 711"، وتهذيب الكمال "2/ 1012".
3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "9/ 428"، والجرح والتعديل "6/ 116"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 165".
217-
عُمَرُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيُّ الْمَدَنِيُّ1.
عَنْ: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ.
وَعَنْ: عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلْقَمَةَ، وَعَنْ: أَبِي سُهَيْلٍ نَافِعِ بْنِ مَالِكٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ الْمَصْرِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيُّ، وَأَبُو مُصْعَبٍ الزُّهْرِيُّ، وَأَبُو ثَابِتٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ.
قُلْتُ: لَهُ فِي "الأَدَبِ" لِلْبُخَارِيِّ.
218-
عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّومِيُّ2.
بَصْرِيٌّ، رَوَى عَنْ أَبِيهِ فَقَطْ.
وَعَنْهُ: مُوسَى التَّبُوذَكِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، وَقُتَيْبَةُ، وَهُوَ صَدُوقٌ.
غَلَطَ ابْنُ حِبَّانَ فَلَيَّنَهُ، وَإِنَّمَا اللَّيِّنُ ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ.
219-
عُمَرُ بْنُ مُسَاوِرٍ الْبَصْرِيُّ3.
عَنْ: أَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ.
وَعَنْهُ: مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، وَالْمُحَارِبِيُّ، وَعَفَّانُ، وَالصَّلْتُ الْجَحْدَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَامِعٍ الْعُقَيْلِيُّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: يَرْوِي عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: بُورِكَ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا، وَهَذَا مُنْكَرٌ.
وَقَالَ أَبُو حاتم: ضعيف.
1 انظر الجرح والتعديل "6/ 117"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 165"، والثقات لابن حبان "8/ 440".
2 انظر الجرح والتعديل "6/ 119"، والتاريخ الكبير "6/ 169، 170"، والمجروحين لابن حبان "2/ 94".
3 انظر الجرح والتعديل "6/ 134"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 198"، وميزان الاعتدال "3/ 223".
220-
عُمَرُ بْنُ الْمُغِيرَةِ1.
أَبُو حَفْصٍ الْبَصْرِيُّ، نَزِيلُ الْمِصَّيصَةَ.
عَنْ: أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَأَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، وعمرو بن دينار قهرمان ابن الزُّبَيْرِ.
وَعَنْهُ: بَقيَّةُ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَأَبُو تَوْبَةَ الْحَلَبِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَآخَرُونَ.
وَكَانَ أَحَدُ الْفُقَهَاءِ بِالثَّغْرِ، وَكَانَ يُلَقَّبُ بِمُفْتِي الْمَسَاكِينِ.
لَمْ يُورِدُهُ الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لا أَعْرِفُهُ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ فَقِيهًا عالمًا يقدمه أبو إسحاق الفزازي وَغَيْرُهُ لِعِلْمِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.
قُلْتُ: هُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ.
221-
عُمَرُ بْنُ مَيْمُونِ بْنِ بَحْرِ بْنِ الرَّمَّاحِ2 -ت.
أبو علي الْفَقِيهِ، قَاضِي بَلْخٍ.
رَوَى عَنْ: سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَكَثِيرِ بْنِ زِيَادٍ الْعَتَكِيِّ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ قاضي نيسابور، وكاتبه ابن سالم البلخي، وسريج بْنُ النُّعْمَانِ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ.
قَالَ الْخَطِيبُ: وَلِيَ قَضَاءَ بَلْخٍ نَحْوًا مِنْ عِشْرِينَ سَنَةٍ، وَكَانَ مَحْمُودًا فِي وِلايَتِهِ، مَذْكُورًا بِالْحِلْمِ وَالْعِلْمِ وَالصَّلاحِ وَالْفَهْمِ، وَقَدْ أَضَرَّ فِي آخِرِ عُمْرِهِ.
وَقَالَ أَبُو داود: ثِقَةٌ.
مَاتَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسَبْعِينَ ومائة.
1 انظر الجرح والتعديل "6/ 136"، والضعفاء للعقيلي "3/ 189".
2 انظر الجرح والتعديل "6/ 137"، وتاريخ بغداد للخطيب "11/ 182، 183"، وتهذيب الكمال "2/ 1023".
222-
عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ1.
أَبُو حَفْصٍ الأَزْدِيُّ قَاضِي الْمَدَائِنِ.
عَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ، وَعَطَاءٍ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، وَبُهْلُولُ بْنُ حَسَّانٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، وَغَيْرُهُمْ، لَمْ يُضَعَّفْ.
223-
عَمْرُو بْنُ أَبِي الْمِقْدَامِ ثَابِتِ بْنِ هُرْمُزَ الْكُوفِيُّ2.
عَنْ: أَبِيهِ، وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَسِمَاكٍ، وأبي إسحاق السبعي.
وعنه: عمرو بن محمد العنقزي، وَأَبُو داود الطَّيَالِسِيُّ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ، وَسَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَسْكَرِيُّ.
وَكَانَ شِيعِيًّا مُتَغَالِيًا3، تَرَكَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ هَنَّادٌ: لَمَّا مَاتَ لَمْ أُصَلِّ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ قَالَ:"لَمَّا مَاتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَفَرَ النَّاسُ إِلا خَمْسَةٌ".
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يَحِلُّ ذِكْرُهُ فِي الْكُتُبِ إِلا عَلَى سَبِيلِ الاعْتِبَارِ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: لا تُحَدِّثُوا عَنْهُ فَإِنَّهُ كَانَ يَسُبُّ السَّلَفَ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ عِنْدَهُمْ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَرَوَى عَبَّاسُ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ وَلا مَأْمُونٍ.
وَقَالَ أَبُو زرعة، وأبو حاتم: ضعيف.
1 انظر ميزان الاعتدال "3/ 231".
2 انظر الجرح والتعديل "7/ 223"، والتاريخ الكبير "6/ 319"، وتاريخ الطبري "4/ 334"، وتهذيب الكمال "2/ 1027".
3 شديد التعصب.
- عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ.
هُوَ سِيبَوَيْهِ، مَرَّ.
224-
عَمْرُو بن واقد1 -ت. ق.
أبو حفص القرشي، مَوْلاهُمُ الدِّمَشْقِيُّ.
عَنْ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، وَيُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ، وَعُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ، وَثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الصُّورِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَآخَرُونَ.
وَكَانَ مُحَدِّثًا شَاعِرًا أَدِيبًا.
قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
هِشَامٌ: نَا عَمْرُو بْنُ وَاقِدٍ، نَا يُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيُّ، عَنْ مُعَاذٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ كِتَابُ الله"2.
225-
عمرو بن يحيى بن سعيد الأَشْدَقِ وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ3 -خ. ق.
أبو أمية الأموي السعيدي المكي.
عَنْ: جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَذَلِكَ فِي "الصَّحِيحِ".
رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْرَقِيُّ، وموسى التبوذكي، وسويد بن سعيد،
1 انظر الجرح والتعديل "6/ 267"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 379"، والمجروحين لابن حبان "2/ 77"، وتهذيب الكمال "2/ 1054".
2 "إسناده ضعيف جدًّا": أخرجه العقيلي في الضعفاء "3/ 293"، وفي إسناده صاحب الترجمة، انظر كلام العلماء عليه.
3 انظر الجرح والتعديل "6/ 269"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 382"، وتهذيب الكمال "2/ 1055".
وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَجَبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَدَنِيُّ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ.
226-
عِمْرَانُ بْنُ خَالِدٍ الْخُزَاعِيُّ1.
بَصْرِيٌّ جَلِيلٌ.
رَوَى عَنِ: الْحَسَنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَثَابِتٍ.
وعنه: معلى بن هلال، وبشر بن معاذ العقدي، وعمر بن يزيد السياري، وغيرهم.
ضعفه أبو حاتم، وغيره.
قال ابن حبان: روى العجائب، لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ.
قُلْتُ: وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ: عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ سَلْمَانَ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ فَأَلْقَى لَهُ وِسَادَةً فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"مَنْ دَخَلَ عَلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فَأَلْقَى لَهُ وِسَادَةً إِكْرَامًا لَهُ لَمْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى تُغْفَرَ ذُنُوبُهُمَا"2.
227-
عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ3.
عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَغَيْرِهِ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانُ، وَغَيْرُهُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: مَا سَمِعْتُ ابْنَ مَهْدِيٍّ يُحَدِّثُ عَنْ عَنْبَسَةَ الْقَطَّانِ.
قُلْتُ: وَيَرْوِي عَنْبَسَةُ هَذَا أَيْضًا عَنْ حَنْظَلَةَ السَّدُوسِيِّ، وَعِدَادُهُ فِي الْبَصْرِيِّينَ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ أَخٌ لِأَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانِ أَشْعَثُ بْنُ سَعِيدٍ، فَقَدْ رَوَى عَنْهُ ابن أخيه سعيد بن أشعث.
1 انظر الجرح والتعديل "6/ 297"، والمجروحين لابن حبان "2/ 124، 125"، وميزان الاعتدال "3/ 239".
2 "إسناده ضعيف": أخرجه ابن حبان في المجروحين "2/ 124، 125"، وفي إسناده صاحب الترجمة.
3 انظر الجرح والتعديل "6/ 399"، والمجروحين لابن حبان "2/ 178"، وتهذيب الكمال "3/ 1063"، وميزان الاعتدال "3/ 299".
قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ ذَاكَ الْمَجْنُونُ.
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ صُبَيْحٍ: ثَنَا عَنْبَسَةُ أَخُو أَبِي الرَّبِيعِ، السَّمَّانِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَاهُ يَهُودِيٌّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْرِضْ عَلَيَّ الإِسْلامَ. فَعَرَضَ عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ أُصِيبَ فِي عَيْنِهِ وَأُصِيبَ فِي بَعْضِ وَلَدِهِ، فَرَجَعَ إِلَى رسول الله، فَقَالَ: أَقِلْنِي. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الإِسْلامَ لا يُقَالُ، إِنْ رَجَعْتَ ضَرَبْتُ عُنُقَكَ"1
…
الْحَدِيثَ.
عَنْبَسَةُ أَخُو أَبِي الرَّبِيعِ، ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ جِدًّا، هُوَ الَّذِي رَوَى عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا:"قَتْلُ الصَّبْرِ لا يَمُرُّ بِذَنْبٍ إِلا مَحَاهُ"2.
قَالَ: وَرَوَى عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا:"الزَّنْجِيُّ إِذَا جَاعَ سَرَقَ، وَإِذَا شَبِعَ زَنَى، أَمَا إِنَّ فِيهِمْ سَمَاحَةً وَنَجْدَةً"3.
وَنَهَى عليه السلام عَنْ جِذَاذِ النَّخْلِ بِاللَّيْلِ4.
228-
عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ سَعِيدِ الأُمَوِيُّ5 -ت. ق.
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ المنكر، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَأَبَانِ بْنِ عَيَّاشٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ.
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَداود بْنُ الْمُحَبَّرِ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنِ غِيَاثٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: تَرَكُوهُ.
1 "إسناده ضعيف": أخرجه العقيلي "3/ 368"، وفي إسناده صاحب الترجمة، وله طريق آخر عن جابر عند البخاري "1883"، ومسلم "1383"، بنحوه.
2 "حديث ضعيف جدًّا": أخرجه ابن حبان في المجروحين "3/ 178"، وفي إسناده صاحب الترجمة.
3 "إسناده ضعيف جدًّا": أخرجه ابن حبان في المجروحين "2/ 178"، وابن عدي في الضعفاء "5/ 1904"، وانظر ما تقدم.
4 انظر المجروحين لابن حبان "2/ 178".
5 انظر الجرح والتعديل "6/ 402، 403"، والتاريخ الكبير "7/ 39"، والمجروحين لابن حبان "2/ 178-180".
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ، وَالنَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: رَوَى عَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَأَهْلُ الْعِرَاقِ، صَاحِبُ أَشْيَاءَ مَوْضُوعَةٍ، لا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ.
رَوَى ابْنُ زُهَيْرٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أُمِّ سَعْدٍ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِيَّاكُمْ وَتَشْبِيكَ الأَصَابِعِ فِي الصَّلاةِ، فَإِنَّهُ يُورِثُ النِّسْيَانَ"1.
الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوعًا:"إِذَا وَقَعَتْ كَبِيرَةٌ، أَوْ هَاجَتْ رِيحٌ مُظْلِمَةٌ فَعَلَيْكُمْ بِالتَّكْبِيرِ، فَإِنَّهُ يَجْلُو الْعَجَاجَ الأَسْوَدَ"2.
الْوَلِيدُ، عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ أَنَسِ بْنُ مَالِكٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مُرُوا نِسَائَكُمْ بِالْغَزْلِ فَإِنَّهُ أَزْيَنَ لهن وخير"3.
299-
عَنْبَسَةُ بْنُ نَجَّادٍ الْعَابِدُ.
عَنْ: جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، وَجَعْفَرٍ الصَّادِقِ.
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَأَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَغَيْرُهُمْ.
فِيهِ تَشَيُّعٌ.
230-
عَوْنُ بْنُ مُوسَى اللَّيْثِيُّ الْبَصْرِيُّ4.
أَبُو رَوْحٍ.
عَنِ: الْحَسَنِ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَخَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، وَغَيْرُهُمْ. مَسْتُورٌ.
1 "إسناده ضعيف جدًّا": أخرجه ابن حبان في المجروحين "2/ 179"، وفي إسناده صاحب الترجمة بل جعله ابن حبان من مناكيره.
2 "إسناده ضعيف جدًّا": أخرجه ابن حبان في المجروحين "2/ 179"، وانظر ما تقدم.
3 "إسناده ضعيف جدًّا": أخرجه ابن حبان في المجروحين "2/ 179"، وانظر ما تقدم.
4 انظر الجرح والتعديل "6/ 386"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 17"، والثقات لابن حبان "7/ 280".
231-
عِيسَى بْنُ دَابٍ1.
هُوَ أَبُو الْوَلِيدِ عِيسَى بْنُ يَزِيدَ بْنِ بَكْرِ بْنِ دَابٍ الْمَدِينِيُّ، سَكَنَ بَغْدَادَ وَحَظِيَ عِنْدَ الْهَادِي إِلَى الْغَايَةِ، حَتَّى إِنَّهُ أَمَرَ لَهُ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ بثلاثين ألف دينار.
وحدث عن: شَبَّابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، وَحَوْثَرَةُ بْنُ أَشْرَسَ، وَمُحَمَّدُ سلام الجمحي، وغيرهم.
وكان إخباريًّا، علامة، راوية عَنِ الْعَرَبِ، نَسَّابَةً، نَدِيمًا، وَلَكِنَّ أَحَادِيثَهُ سَاقِطَةٌ.
قَالَ خَلِيفَةُ الأَحْمَرُ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ قَبْلَ مَالِكٍ. قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: أَنْشَدَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ لابْنِ مَنَاذِرَ:
وَمَنْ يَبْغِ الْوَصَاةَ فَإِنَّ عِنْدِي
وَصَاةً لِلْكُهُولِ وَلِلشَّبَابِ
خُذُوا عَنْ مَالِكٍ وَعَنِ ابْنِ عَوْنٍ
وَلا تَرْوُوا أَحَادِيثَ ابْنِ دَابٍ
232-
عِيسَى بْنُ وَرْدَانَ الْمَدَنِيُّ الْحَذَّاءُ الْمُقْرِئُ الْمُجَوِّدُ2.
أَبُو الْحَارِثِ.
قَرَأَ عَلَى: "أَبِي جَعْفَرٍ" يَزِيدَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، وَشَيْبَةَ بْنِ نَصَاحٍ.
ثُمَّ عَرَضَ عَلَى نَافِعٍ، وَهُوَ مِنْ قُدَمَاءِ أَصْحَابِهِ.
قرأ عليه: إسماعيل بن جعفر، والواقدي، وقالوا: أَنَّ غَيْرَهُمْ.
"حرف الْغَيْنِ":
223-
غَسَّانُ بْنُ بُرْزَيْنِ الطهوي المصري3 -ق.
أبو المقدام.
1 انظر الجرح والتعديل "6/ 291"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 402"، والثقات لابن حبان "7/ 236".
2 انظر غاية النهاية لابن الجزري "1/ 616".
3 انظر الجرح والتعديل "7/ 50"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 107"، والثقات لابن حبان "7/ 312"، وتهذيب الكمال "2/ 1089".
عَنْ: أَبِي الْمِنْهَالِ سَيَّارِ بْنِ سَلامَةَ الرِّيَاحِيِّ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ.
وَعَنْهُ: عَفَّانُ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَمُسَدَّدٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
وَرَوَى لَهُ ابْنُ مَاجَهْ حَدِيثًا وَاحِدًا.
"حرف الْفَاءِ":
234-
فُرَاتُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ الْقُرَشِيُّ1.
بَصْرِيٌّ، لَهُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: الضَّعْفُ عَلَى رِوَايَاتِهِ بَيِّنٌ.
235-
فَرَجُ بن فضالة التنوخي الحمصي2 -د. ت. ق.
وقيل: الدمشقي.
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْيَحْصُبِيِّ، وَالْعَلاءِ بْنِ الْحَارِثِ، وَلُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، وَرَبَيْعَةَ بْنِ يَزِيدَ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ.
وَعَنْهُ: آدَمُ، وَقُتَيْبَةُ، وَلُوَيْنُ، وَسُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَخَلْقٌ.
وَوَلِيَ بَيْتَ الْمَالِ بِبَغْدَادَ مُدَّةً.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ لا يُحْتَجُّ بِهِ.
1 انظر الجرح والتعديل "7/ 80"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 129، 130"، والثقات لابن حبان "7/ 321".
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 327"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 134"، والجرح والتعديل "7/ 85، 86"، والمجروحين لابن حبان "2/ 206، 207".
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ.
وَضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ، وابن عجي، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ الْمَدِينِيُّ: مَرَّ الْمَنْصُورُ بِفَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ فَلَمْ يَقُمْ لَهُ، فَعُوتِبَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: خِفْتُ أَنْ يَسْأَلَنِي اللَّهُ لِمَ قُمْتَ وَيَسْأَلَهُ لِمَ رَضِيتَ؟ وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ شَامِيًّا أَثْبَتَ مِنْ فَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ، وَأَنَا اسْتَخِيرُ اللَّهَ فِي الْحَدِيثِ عَنْهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: إِذَا حَدَّثَ فَرَجٌ عَنِ الشَّامِيِّينَ فَلَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَلَكِنْ حَدَّثَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ بِمَنَاكِيرَ.
قُلْتُ: مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثمان وثمانين في عصر بقايا الصحابة.
ومات سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ أَعْجَبُ إليَّ مِنْ فَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ، فَرَجٌ ضَعِيفٌ وَأَيْشِ عِنْدَهُ؟
236-
فَرَجُ بْنُ يَزِيدَ1.
أَبُو شَيْبَةَ الْكَلاعِيُّ الشَّامِيُّ.
عَنْ: يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، وَمُدْرِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكَلاعِيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَعُتْبَةُ بْنُ السَّكَنِ.
مَسْتُورٌ.
237-
فَضَالَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الشَّحَّامُ2.
شَيْخٌ مُعَمِّرٌ.
رَوَى عَنْ: طَاوُسٍ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَالْحَسَنِ، وَعَطَاءِ بْنِ أبي رباح.
1 انظر الجرح والتعديل "7/ 86"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 134"، والثقات لابن حبان "7/ 325".
2 انظر الجرح التعديل "7/ 78"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 126"، والمجروحين لابن حبان "2/ 205".
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا الْفَرَّاءُ، وَعَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الْفَلاسُ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.
وَلَيَّنَهُ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ.
238-
الْفَضْلُ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْمُطَّلِبِ1.
أَبُو الْعَبَّاسِ الْهَاشِمِيُّ، الأَمِيرُ نَائِبُ دِمَشْقَ، وَلِيَ إِمْرَةَ دِمَشْقَ، ثُمَّ وَلِيَ الدِّيَارَ الْمِصْرِيَّةَ لِلْمَهْدِيِّ.
مَوْلِدُهُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَرَّخَهُ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ: حَجَّ بِالنَّاسِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ قَالَ: أَدْرَكْتُ الْفَضْلَ بْنَ صَالِحٍ الْعَبَّاسِيَّ وَهُوَ مُتَوَلِّي دِمَشْقَ، وَهُوَ الَّذِي عَمِلَ أَبْوَابَ الْجَامِعِ وَالْقُبَّةَ الَّتِي فِي الصَّحْنِ، وَتُعْرَفُ بِقُبَّةِ الْمَالِ.
وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ قَدْ جَاوَزَ الْمِائَةَ.
أَبُو مُسْهِرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ الْفَضْلَ بْنَ صَالِحٍ أَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنْ يَنْظُرَ فِي دَمِ قَتِيلٍ، فَأَبَى وَقَالَ: سَلَمَةُ بْنُ عَمْرٍو يَأْخُذُ الرِّزْقَ، وَأَنَا أَنْظُرُ فِي الدِّمَاءِ؟ فَقَالَ الْفَضْلُ: صَدَقَ.
قَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ: مَاتَ الْفَضْلُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
239-
الْفَضْلُ بْنُ الْمُخْتَارِ2.
أَبُو سَهْلٍ الْمِصْرِيُّ، وَاهٍ.
عَنْ: عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبٍ، وَأَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَالصَّلْتِ بْنِ دِينَارٍ، وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ.
وَعَنْهُ: خَالِدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ الْمَهْدِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، وَإِدْرِيسُ بن يحيى، وسعيد بن عفير، وآخرون.
1 انظر تاريخ الطبري "7/ 191"، والكامل في التاريخ "5/ 249".
2 انظر الجرح والتعديل "7/ 69"، والضعفاء لابن عدي "6/ 2040-2042"، وميزان الاعتدال "3/ 358، 359".
أَوْرَدَ لَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي كَامِلِهِ أَحَادِيثَ وَقَالَ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ مِمَّا لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: يُحَدِّثُ بِالأَبَاطِيلِ.
"حرف الْقَافِ":
240-
الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حفص بن عاصم العدوي العمري1 -ق- المدني، أَخُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
رَوَى عَنْ: عَمِّهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَأَبِي طُوَالَةَ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَرَّاحِ الْقُهُسْتَانِيُّ، وَقُتَيْبَةُ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَجَمَاعَةٌ.
كَذَّبَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: سَكَتُوا عَنْهُ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ بُكَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ، نَا الْقَاسِمُ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوعًا:"إِذَا بَلَغَ الْمَاءُ أَرْبَعِينَ قُلَةً لَمْ يَحْمِلِ الْخَبَثَ"2. وَهَذَا رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَقَالَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَوْلَهُ، وَرَوَاهُ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، قوله.
241-
القاسم بن معن3 -د. ن.
قاضي الكوفة وَعَالِمُ زَمَانِهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقَاسِمُ بْنُ مَعْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيُّ الْمَسْعُودِيُّ الْكُوفِيُّ الْفَقِيهُ.
أَخُو أبي عبيدة بن معن.
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "5/ 423"، والجرح والتعديل "7/ 111، 112"، والمجروحين لابن حبان "2/ 212"، وتهذيب الكمال "2/ 1111".
2 "إسناده ضعيف بل موضوع": أخرجه العقيلي في الضعفاء "3/ 473"، وفي إسناده صاحب الترجمة.
3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 384"، والجرح والتعديل "7/ 120، 121"، والثقات لابن حبان "7/ 339".
روى عَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَالأَعْمَشِ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيُّ، وَأَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَالْمُعَافَى الرَّسْتَنِيُّ، وَمِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، وَمُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ الرَّازِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَكَانَ ثِقَةٌ، صَاحِبُ عَرَبِيَّةٍ وَشِعْرٍ، وَكَانَ كَبِيرَ الْقَدْرِ، وَلا يَأْخُذُ عَلَى الْقَضَاءِ رزقاً؛ قال أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ، كَانَ أَرْوَى النَّاسِ لِلْحَدِيثِ وَالشِّعْرِ، وَأَعْلَمَهُمْ بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْفِقْهِ.
وَقَالَ بَعْضُ الأَئِمَّةِ: كَانَ يُقَالُ لَهُ شَعْبِيُّ زَمَانِهِ لِسَعَةِ عِلْمِهِ.
أَخَذَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَعْرَابِيُّ، وَوَلِيَ قَضَاءَ الْكُوفَةِ لِلْمَهْدِيِّ، وَهُوَ مِنْ كِبَارِ تَلامِذَةِ أَبِي حَنِيفَةَ فِي الفقه.
وكان عَفِيفًا صَارِمًا مَهِيبًا.
تُوُفِّيَ الْقَاسِمُ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَقَدْ شَاخَ.
242-
قَحْذَمُ الأَزْدِيُّ الْجَرْمِيُّ الْبَصْرِيُّ1.
عَنْ: مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، وَمَكْحُولٍ، وَسَالِمِ بن عبد الله.
وعنه: وَلَدُهُ أَبُو داود الْمُحَبِّرُ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ الْمِصِّيصِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ.
وَقَدْ وَفَدَ رَسُولا مِنْ يُوسُفَ بْنِ عُمَرَ أَمِيرِ الْعِرَاقِ عَلَى الْخَلِيفَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
وَهُوَ قَلِيلُ الرِّوَايَةِ، وَمَا عَلِمْتُ بِهِ بَأْسًا.
243-
قَزْعَةُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ حُجَيْرٍ الْبَاهِلِيُّ2 -ت. ق.
شَيْخٌ بصري.
1 انظر الجرح والتعديل "7/ 149"، وتاريخ الطبري "3/ 250"، والثقات لابن حبان "7/ 345".
2 انظر الجرح والتعديل "7/ 139، 140"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 192"، والمجروحين لابن حبان "2/ 35، 216".
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، ومحمد بن المنكدر، وحميد بن قيس الأعرج، وجماعة.
وعنه: عاصم بن علي، وإبراهيم بن الحجاج السامي، وقتيبة، ومسدد، ولوين، وآخرون.
ضعفه أبو داود، وقال البخاري: ليس بذاك القوي.
وعن ابن معين فيه قولان، ومشاه ابن عدي، وقال أبو حاتم: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
"حرف الْكَافِ":
244-
كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ1.
أَبُو هَاشِمٍ الأُبُلِّيُّ الْبَصْرِيُّ.
يَرْوِي عَنْ أَنَسٍ؛ وَعَنْهُ: أَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَبِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الشَّوَارِبِ، وَمَخْلَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ شَيْخٌ لابْنِ خُزَيْمَةَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ شِبْهُ الْمَتْرُوكِ.
وَقَدْ وَهَّاهُ ابْنُ حِبَّانَ وَرَمَاهُ بِالْكَذِبِ، وَقَالَ: هُوَ ابْنُ سُلَيْمٍ.
أَعَدْتُهُ لِأَجْلِ تَأَخُّرِ مَوْتِهِ.
245-
كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَشْكُرِيُّ2.
هُوَ كَثِيرُ بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَقِيلَ هُوَ كَثِيرُ بْنُ حَبِيبٍ اللَّيْثِيُّ الْيَشْكُرِيُّ.
رَوَى عَنِ: الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدِّمِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيِّ، وَالصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ الْجَحْدَرِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ المديني.
1 انظر الجرح والتعديل "7/ 154"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 218"، والمجروحين لابن حبان "2/ 223، 224".
2 انظر الجرح والتعديل "7/ 154"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 217"، والثقات لابن حبان "7/ 354".
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَذَكَرَهُ الْعُقَيْلِيُّ فِي الضُّعَفَاءِ لِأَجْلِ حَدِيثٍ اسْتَنْكَرَهُ لَهُ.
"حرف اللامِ":
246-
اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ1.
شَيْخُ إِقْلِيمِ مِصْرَ وَعَالِمِهِ أَبُو الْحَارِثِ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفَهْمِيُّ، مَوْلاهُمُ الإِصْبَهَانِيُّ الأَصْلُ الْمِصْرِيُّ، أَحَدُ الأَعْلامِ.
سَمِعَهُ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ يَقُولُ: وُلِدْتُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ فِي شَعْبانَ. قُلْتُ: حَجَّ سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فَلَقِيَ: عطاءً، ونافعًا، وابن أبي مليكة، وسعيد الْمَقْبُرِيَّ، وَأَبَا الزُّبَيْرِ، وَابْنَ شِهَابٍ فَأَكْثَرَ عَنْهُمْ؛ وَعَنْ: مِشْرَحَ بْنَ هَاعَانَ، وَأَبِي قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيِّ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، وَبُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ، وَجَعْفَرِ بْنِ رَبَيْعَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، وَدَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ، وَالْحَارِثِ بْنِ يَعْقُوبَ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، وَعُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ، وَأَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، وَبَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، وَالْجُلاحِ أَبِي كَثِيرٍ، وَالْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيُّ، وَخَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، وَخَيْرِ بْنِ نُعَيْمٍ، وَصَفْوَانَ "بْنِ سُلَيْمٍ"، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَقَتَادَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، وَيَحْيَى بْنِ سعيد، ويزيد بن الهاد، وآخرين.
حَتَّى أَنَّهُ رَوَى عَنْ كَاتِبِهِ أَبِي صَالِحٍ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عَجْلانَ، وَهُوَ مِنْ شُيُوخِهِ، وابن لهيعة، وابن المبارك، وابن وهب، وشبانة، وَحُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وآدم بْن أبي إياس، وأحمد بن يونس، وَوَلَدُهُ شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ويحيى بن يحيى الليثي المغربي، ويحيى ين يَحْيَى التَّمِيمِيُّ الْخُرَاسَانِيُّ، وَأَبُو الْجَهْمِ الْعَلاءُ الْبَاهِلِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، وَيَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ الرَّمْلِيُّ، وَكَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، وَعِيسَى بْنُ حَمَّادٍ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
وَكَانَ كَبِيرَ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ وَرَئِيسَهَا وَمُحْتَشِمَهَا وَعَالِمَهَا، وَأَمِيرَ مَنْ بِهَا في عصره، بحيث إن القاضي والنائب من تحت أمره ومشورته.
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 517"، والجرح والتعديل "7/ 179"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 246، 247"، والثقات لابن حبان "7/ 360".
وَكَانَ الشَّافِعِيُّ يَتَأَسَّفُ عَلَى فَوَاتِ لُقِيِّهِ.
رَوَى جَمَاعَةٌ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا:"مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا" 1
…
الْحَدِيثَ. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: صَحِيحٌ غَرِيبٌ.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي تَرْجَمَةِ اللَّيْثِ: قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: قَدِمَ عَلَيْنَا اللَّيْثُ فَكَانَ يُجَالِسُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَأَتَاهُ أَصْحَابُنَا فَعَرَضُوا عَلَيْهِ، فَلَمْ أَرَ أَخْذَهَا عَرْضًا حَتَّى قَدِمْتُ إِلَى مَالِكٍ.
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وَحَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ عَنْهُ قَالَ: كَانَ يَقُولُ لَنَا بَعْضُ أَهْلِي وُلِدْتُ فِي شَعْبَانَ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ، وَالَّذِي أَوْقِنُهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ.
وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مِنَ ابْنِ شِهَابٍ بِمَكَّةَ سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ، وَأَنَا ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةٍ.
وَقَالَ ابن زغبة، عَنِ اللَّيْثِ قَالَ: أَصْلُنَا مِنْ إِصْبَهَانَ، فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْرًا، قَالَ: حَجَجْتُ أَنَا وَابْنُ لَهِيعَةَ، فَلَمَّا صِرْتُ بِمَكَّةَ رَأَيْتُ نَافِعًا فَأَقْعَدْتُهُ فِي دُكَّانِ عَلافٍ، فَمَرَّ بِيَ ابْنُ لَهِيعَةَ فَقَالَ: مَنْ ذَا؟ قُلْتُ: مَوْلًى لَنَا. فَلَمَّا أَتَيْتُ مِصْرَ قُلْتُ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، فَوَثَبَ إِلَيَّ ابْنُ لَهِيعَةَ وَقَالَ: يَا سُبْحَانَ اللَّهِ! فَقُلْتُ: أَلَمْ تَرَ رَجُلا مَعِيَ فِي دُكَّانِ الْعَلافِ؟ ذَاكَ نَافِعٌ. قَالَ: فَحَجَّ ابْنُ لَهِيعَةَ مِنْ قَابِلٍ، فَوَجَدَهُ قَدْ مَاتَ.
وَقَدِمَ الأَعْرَجُ يُرِيدُ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ، فَرَآهُ ابْنُ لَهِيعَةَ فَأَخَذَهُ، فَمَا زَالَ عِنْدَهُ يحدثه حتى هيأ له سفينة وأحضره إِلَى الإِسْكَنْدَرِيَّةَ، وَقَعَدَ يَرْوِي عَنْهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. فَقُلْتُ: مَتَى رَأَيْتَ الأَعْرَجَ؟ فَقَالَ: إِنْ أَرَدْتَهُ فَهُوَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ.
فَخَرَجَ إِلَيْهِ اللَّيْثُ فَوَجَدَهُ قَدْ مَاتَ، فَذَكَرَ أَنَّهُ صلَّى عَلَيْهِ.
قُلْتُ: هَذِهِ بِهَذِهِ جَزَاءً وِفَاقًا.
قَالَ الْفَسَوِيُّ: قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ اللَّيْثَ يَقُولُ: كَتَبْتُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عِلْمًا كَثِيرًا، وَطَلَبْتُ رُكُوبَ الْبَرِيدِ إِلَيْهِ إِلَى الرَّصَافَةِ، فَخِفْتُ أَنْ لا يكون ذلك لله فتركته.
1 "حديث صحيح متواتر": أخرجه البخاري "1/ 179، 180"، ومسلم "3"، والترمذي "2661"، وابن ماجه "32"، والدارمي "1/ 76"، وأحمد "3/ 98".
قَالَ: وَدَخَلْتُ عَلَى نَافِعٍ فَسَأَلَنِي، فَقُلْتُ: أَنَا مِصْرِيٌّ.
فَقَالَ: مِمَّنْ؟ قُلْتُ: مِنْ قَيْسٍ! فَقَالَ: ابْنُ كَمْ؟ قُلْتُ: ابْنُ عِشْرِينَ.
قَالَ: أَمَّا لِحْيَتُكَ فَلِحْيَةُ ابْنُ أَرْبَعِينَ.
عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قَالَ: كُلُّ مَا فِي كُتُبِ مَالِكٍ: "أَخْبَرَنِي مَنْ أَرْضَى مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ"، فَهُوَ: اللَّيْثُ.
قَالَ الْفَلاسُ: سَمِعْتُ ابْنَ مَهْدِيٍّ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنِ اللَّيْثِ، قَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: لَمْ أَرَ مِثْلَ اللَّيْثِ وَلا أَكْحَلَ مِنْهُ، كَانَ فَقِيهَ الْبَدَنِ، عَرَبِيَّ اللِّسَانِ، يُحْسِنُ الْقُرْآنَ وَالنَّحْوَ، وَيَحْفَظُ الشِّعْرَ وَالْحَدِيثَ، حَسَنُ الْمُذَاكَرَةِ.
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ عَنْ يَعْقُوبَ وَزِيرِ الْمَهْدِيِّ قَالَ: قَالَ لِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لَمَّا قَدِمَ اللَّيْثُ الْعِرَاقَ: الْزَمْ هَذَا الشَّيْخَ، أَوْ قَالَ: أَكْرِمْ، فَقَدْ ثَبَتَ عِنْدِي أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ أَحدٌ أَعْلَمَ بِمَا حَمَلَ مِنْهُ.
وَقَالَ أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ: كُنْتُ مَعَ اللَّيْثِ لَمَّا خَرَجَ إِلَى الْعِرَاقِ، فَكَانَ يَقْرَأُ عَلَى أَصْحَابِ الْحَدِيثِ مِنْ فَوْقِ عَلِيَّةٍ وَالْكِتَابُ بِيَدِي، فَإِذَا فرغ منه رميت به إليهم فينسخونه.
وَرَوَى عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قِيلَ لِلَّيْثِ: أَمْتَعَ اللَّهُ بِكَ، إِنَّا نَسْمَعُ مِنْكَ الْحَدِيثَ لَيْسَ فِي كُتُبِكَ!
فَقَالَ: أَكُلُّ مَا فِي صَدْرِي فِي كُتُبِي؟ لَوْ كَتَبْتُ مَا فِي صَدْرِي مَا وَسِعَهُ هَذَا الْمَرْكَبُ. رَوَاهَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِيهِ، فَذَكَرَهَا.
ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: قَالَ اللَّيْثُ: كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ مَعَ الْحُجَّاجِ، وَهِيَ كَثِيرَةُ السَّرْقِينَ، فَكُنْتُ أَلْبَسُ خُفَّيْنِ، فإذا بلغت باب المسجد نزعت أحدهما وَدَخَلْتُ، فَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ: لا تَفْعَلْ هَذَا فَإِنَّكَ إِمَامٌ مَنْظُورٌ إِلَيْكَ.
قَوْلُهُ: أَلْبَسُ خُفَّيْنِ، يُرِيدُ خُفًّا فَوْقَ خُفٍّ.
قَالَ عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ: نَا يَحْيَى قَالَ: هَذِهِ رِسَالَةُ مَالِكٍ إِلَى اللَّيْثِ: نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ فَذَكَرَهَا؛ فِيهَا: وَأَنْتَ فِي إِمَامَتِكَ وَفَضْلِكَ وَمَنْزِلَتِكَ مِنْ أَهْلِ بَلَدِكَ، وَحَاجَةِ مَنْ
قِبَلِكَ إِلَيْكَ، وَاعْتِمَادِهِمْ عَلَى مَا جَاءَهُمْ مِنْكَ.
أَحْمَدُ بْنُ أَخِي ابْنِ وَهْبٍ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: اللَّيْثُ أَفْقَهُ مِنْ مَالِكٍ، إِلا أَنَّ أَصْحَابَهُ لَمْ يَقُومُوا بِهِ.
أَبُو زُرْعَةَ، سَمِعَ ابْنَ بُكَيْرٍ يَقُولُ: اللَّيْثُ أَفْقَهُ مِنْ مَالِكٍ، وَلَكِنْ كَانَتِ الْحَظْوَةُ لِمَالِكٍ.
وَقَالَ جَمَاعَةٌ: سَمِعْنَا ابْنَ وَهْبٍ يَقُولُ: لَوْلا مَالِكٌ وَاللَّيْثُ لَضَلَلْنَا.
وَقَالَ حَرْمَلَةُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: اللَّيْثُ أَتْبَعُ لِلأَثَرِ مِنْ مَالِكٍ قَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: كَيْفَ حَدِيثُهُ عَنْ نَافِعٍ؟ قَالَ: صَالِحٌ ثِقَةٌ.
وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى: اللَّيْثُ أَرْفَعُ عِنْدِي مِنِ ابْنِ إِسْحَاقَ.
وَقَالَ الأَثْرَمُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُولُ: مَا فِي الْمِصْرِيِّينَ أَثْبَتَ مِنَ اللَّيْثِ، لا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، وَلا أَحَدٌ.
رَأَيْتُ لِعَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ مَنَاكِيرَ.
وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يَقُولُ: أَصَحُّ النَّاسِ حَدِيثًا عَنِ الْمَقْبُرِيِّ لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، يَفْصِلُ مَا رُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مِمَّا رُوِيَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، هُوَ ثَبْتٌ فِي حَدِيثِهِ جِدًّا.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: اللَّيْثُ ثَبْتٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مُفَضَّلِ بْنِ فَضَالَةَ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ "د": حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُولُ: اللَّيْثُ ثِقَةٌ، وَلَكِنْ فِي أَخْذِهِ سُهُولَةٌ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا وَدَّعْتُ الْمَنْصُورَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ: أَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْ شِدَّةِ عَقْلِكَ، فَالْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي رَعِيَّتِي مِثْلَكَ.
فَكَانَ أَبِي يَقُولُ: لا تُخْبِرُوا بِهَذَا مَا عِشْتُ.
قَالَ قُتَيْبَةُ: كَانَ اللَّيْثُ أَكْبَرَ مِنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، وَلَكِنْ إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهِمَا قُلْتَ: ذَا ابْنُ ذَا.
قَالَ عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ: كَانَ أَهْلُ مِصْرَ يَنْتَقِصُونَ عُثْمَانَ حَتَّى نَشَأَ فِيهِمُ الليث فَحَدَّثَهُمْ بِفَضَائِلِهِ، فَكَفُّوا عَنْ ذَلِكَ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: قَالَ لِي اللَّيْثُ: قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ: تَلِي لِيَ مِصْرَ؟ قُلْتُ: لا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! إِنِّي أَضْعَفُ عَنْ ذَلِكَ، وَإِنِّي رَجُلٌ مِنَ الْمَوَالِي.
فَقَالَ: مَا بِكَ مِنْ ضَعْفٍ مَعِي، وَلَكِنْ ضَعُفَتْ نِيَّتُكَ، أَتُرِيدُ قُوَّةً أَقْوَى مِنِّي؟ فَأَمَّا إِذَا أَبَيْتَ فَدُلَّنِي عَلَى رَجُلٍ أُقَلِّدُهُ مِصْرَ.
قُلْتُ: عُثْمَانُ بْنُ الْحَكَمِ الْجُذَامِيُّ، رَجُلٌ لَهُ صَلاحٌ وَلَهُ عَشِيرَةٌ.
قَالَ: فَبَلَغَهُ ذَلِكَ، فَعَاهَدَ اللَّهَ أَنْ لا يكلم الليث "بعدها".
قَالَ صَالِحٌ لِعَمْرٍو: لا أَدَعُ اللَّيْثَ حَتَّى يَتَوَلَّى لِي.
فَقَالَ عَمْرٌو: لا يَفْعَلُ.
فَقَالَ: لأَضْرِبَنَّ عُنُقَهُ.
فَجَاءَهُ عَمْرٌو فَحَذَّرَهُ، فَوَلاهُ الْعَطَاءَ، وَوَلِيَ الْجَزِيرَةَ أَيَّامَ أَبِي جَعْفَرٍ، وَوَلِيَ الدِّيوَانَ أَيَّامَ الْمَهْدِيِّ.
قُتَيْبَةُ قَالَ: قَفَلْنَا مَعَ اللَّيْثِ مِنَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَمَعَهُ ثَلاثُ سُفُنٍ: سَفِينَةٌ فِيهَا مَطْبَخُهُ، وَسَفِينَةٌ فِيهَا عِيَالُهُ، وَسَفِينَةٌ فِيهَا أَضْيَافُهُ، وَصَلَّى بِنَا فَجَهَرَ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَسَلَّمَ وَاحِدَةً تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، وَكَانَ ابْنُهُ شُعَيْبٌ إِمَامَهُ، فَحُمَّ لَيْلَةً فَصَلَّى بِنَا اللَّيْثُ.
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ قَالَ أَبُو عِلاثَةَ الْمُفَرِّضُ: نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْغَافِقِيُّ: سَمِعْتُ أَشْهَبَ يَقُولُ: كَانَ اللَّيْثُ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ أَرْبَعَةُ مَجَالِسٍ، أَحَدُهَا لِنَائِبَةِ السُّلْطَانِ وَحَوَائِجِهِ، وَكَانَ اللَّيْثُ تَغْشَاهُ الدَّوْلَةُ، فَإِذَا أَنْكَرَ مِنَ الْقَاضِي أَمْرًا، أَوْ مِنَ السُّلْطَانِ، كَتَبَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَجْلِسٌ لِأَصْحَابِ الْحَدِيثِ، وَمَجْلِسٌ لِلْمَسَائِلِ يَغْشَاهُ النَّاسُ
فَيَسْأَلُونَهُ، وَمَجْلِسٌ لِحَوَائِجِ النَّاسِ لا يَسْأَلُهُ أَحَدٌ فَيَرُدُّهُ، كَبُرَتْ حَاجَتُهُ أَوْ صَغُرَتْ، وَكَانَ يُطْعِمُ النَّاسَ فِي الشِّتَاءِ الْهَرَايِسَ بِعَسَلِ النَّحْلِ وَالسَّمْنِ، وَفِي الصَّيْفِ سَوِيقَ اللَّوْزِ بِالسُّكَّرِ.
قَالَ أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحِيرِيُّ: نَا أَبِي: سمعت محمد بن معاوية يقول، وَمَا عَلَيْهِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ إِلَى عشرين ألف، وَقَالَ سُلَيْمَانُ: خَرَجَ عَلَيْنَا شُعْبَةُ يَوْمًا، فَقَوَّمُوا حِمَارَهُ وَسَرْجَهُ1 وَلِجَامَهُ2 ثَمَانِيَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا إِلَى عِشْرِينَ.
قَالَ مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ: كُنَّا عِنْدَ اللَّيْثِ، فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ مَعَهَا قَدَحٌ فَقَالَتْ، يَا أَبَا الْحَارِثِ إِنَّ زَوْجِي يَشْتَكِي، وَقَدْ وُصِفَ لَهُ الْعَسَلَ، فَأَمَرَ لَهَا بِزِقِّ3 عَسَلٍ كَبِيرٍ، رَوَاهَا أَبُو صَالِحٍ، وَزَادَ فَقَالَ: سَأَلَتْ عَلَى قَدْرِهَا، وَأَعْطَيْنَا عَلَى قَدْرِنَا.
أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ النَّسَائِيُّ، نَا قُتَيْبَةُ: سَمِعْتُ شُعَيْبَ بْنَ اللَّيْثِ يقول: خرجت مع أبي حاجًّا، فقدم إلى الْمَدِينَةَ فَبَعَثَ إِلَيْهِ مَالِكٌ بِطَبَقِ رُطَبٍ، فَجَعَلَ أَبِي عَلَى الطَّبَقِ أَلْفَ دِينَارٍ وَرَدَّهُ إِلَيْهِ.
وَسَأَلَتْهُ امْرَأَةٌ نَوْبَةً سُكُرُّجَةَ عَسَلٍ، فَأَمَرَ لَهَا بِزِقٍّ.
وَكَانَ أَبِي لَيَشْتَغِلُ فِي السَّنَةِ عِشْرِينَ أَلْفَ دِينَارٍ وَأَكْثَرَ، فَمَا يَحُولُ عَلَيْهِ الْحَوْلُ إِلا عَلَيْهِ خَمْسَةُ آلافِ دِينَارِ دَيْنٌ.
أَبُو داود قَالَ: قَالَ قُتَيْبَةُ: كَانَ اللَّيْثُ يَشْتَغِلُ عِشْرِينَ أَلْفَ دِينَارٍ فِي الْعَامِ، مَا وَجَبَتْ عَلَيْهِ زَكَاةٌ قَطُّ.
وَأَعْطَى ابْنَ لَهِيعَةَ وَمَالِكًا وَمَنْصُورَ بْنَ عَمَّارٍ، لِكُلِّ وَاحِدٍ أَلْفَ دِينَارٍ.
وَعَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: كُنَّا عَلَى بَابِ مَالِكٍ، فَامْتَنَعَ عَنِ الْحَدِيثِ، فَقُلْتُ: مَا يُشْبِهُ هَذَا صَاحِبُنَا. فَسَمِعَهَا "مَالِكٌ" فَقَالَ: مَنْ صَاحِبُكُمْ؟
قلنا: الليث.
1 أي: رحل الدابة.
2 أداة من حديد توضع في فم الركوبة.
3 الزق وعاء من جلد يجز شعره يتخذ للماء والشراب وغيره.
فَقَالَ: تُشَبِّهُونَا بِرَجُلٍ كَتَبْنَا إِلَيْهِ فِي قَلِيلِ عصفر ثياب يَصْبِغُ ثِيَابَ صِبْيَانِنَا، فَأَنْفَذَ مِنْهُ مَا بِعْنَا فَضْلَتَهُ بِأَلْفِ دِينَارٍ.
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ: سَمِعْتُ أَسَدَ بْنَ مُوسَى يَقُولُ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ يَطْلُبُ بَنِي أُمَيَّةَ يَقْتُلُهُمْ، فَدَخَلْتُ مِصْرَ فِي هَيْئَةٍ رَثَّةٍ، فَدَخَلْتُ عَلَى اللَّيْثِ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ مَجْلِسِهِ تَبِعَنِي خَادِمٌ لَهُ فَدَفَعَ إِلَيَّ صُرَّةً فِيهَا مِائَةُ دِينَارٍ، وَكَانَ فِي حَوْزَتِي هَمْيَانٌ فِيهِ أَلْفُ دِينَارٍ، فَأَخْرَجْتُ الْهَمْيَانَ وَقُلْتُ: أَنَا عَنْهَا غَنِيٌّ، اسْتَأْذِنْ لِي عَلَى الشَّيْخِ. فَاسْتَأْذَنَ فَدَخَلْتُ، وَأَخْبَرْتُهُ نَسَبِي، وَاعْتَذَرْتُ مِنْ رَدِّهَا، فَقَالَ: هِيَ صِلَةٌ.
فَقُلْتُ: أَكْرَهُ أَنْ أُعَوِّدَ نَفْسِيَ.
فَقَالَ: ادْفَعْهَا إِلَى مَنْ تَرَى مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ.
قَالَ قُتَيْبَةُ: كَانَ اللَّيْثُ يَرْكَبُ فِي جَمِيعِ الصَّلَوَاتِ إِلَى الْجَامِعِ، وَيَتَصَدَّقُ كُلَّ يَوْمٍ عَلَى ثَلاثِمِائَةِ مِسْكِينٍ.
وَقَالَ أَبُو الشَّيْخِ: نَا إِسْحَاقُ الرَّمْلِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ قَالَ: كَانَ دَخْلُ اللَّيْثِ فِي السَّنَةِ ثَمَانِينَ أَلْفِ دِينَارٍ، مَا أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ زَكَاةَ دِرْهَمٍ قَطُّ.
قَالَ سُلَيْمُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ عَمَّارٍ: نَا أَبِي قَالَ: دَخَلَتْ عَلَى اللَّيْثِ خَلْوَةً، فَاسْتَخْرَجَ مِنْ تَحْتِهِ كِيسًا فِيهِ أَلْفُ دِينَارٍ وَقَالَ: يَا أَبَا السَّرِيِّ لا تُعْلِمْ بِهَا ابْنِي فَتَهُونُ عَلَيْهِ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ: صَحِبْتُ اللَّيْثَ عِشْرِينَ سَنَةً، لا يَتَغَدَّى وَلا يتعشى إلا مع الناس، وكان لا يأكل إلا لحم، إلا أن يمرض، وسمعته يقول: قال الرَّشِيدُ لَمَّا قَدِمتُ عَلَيْهِ: مَا صَلاحُ بَلَدِكُمْ؟ قُلْتُ: بِإِجْرَاءِ النِّيلِ، وَبِصَلاحِ أَمِيرِهَا، وَمِنْ رَأْسِ الْعَيْنِ يَأْتِي الْكَدَرُ، فَإِنْ صَفَتِ الْعَيْنُ صَفَتِ السَّوَاقِي.
قَالَ: صَدَقْتَ يَا أَبَا الْحَارِثِ.
وَعَنِ ابْنِ وَزِيرٍ قَالَ: قَدْ وَلِيَ اللَّيْثُ الْجَزِيرَةَ، وَكَانَ أُمَرَاءُ مِصْرَ لا يَقْطَعُونَ أَمْرًا إِلا بِمَشُورَتِهِ، فَقَالَ أَبُو الْمَسْعَدِ وَبَعَثَ بِهَا إِلَى الْمَنْصُورِ.
لِعَبْدِ اللَّهِ عَبْدِ اللَّهِ عِنْدِي
…
نَصَائِحُ حُكْتُهَا فِي السِّرِّ وَحْدِي
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَلافَ مِصْرًا
…
فَإِنَّ أَمِيرَهَا لَيْثُ بْنُ سَعْدِ
وَقَالَ بَكْرُ بْنُ مُضَرٍ: قَدِمَ عَلَيْنَا كِتَابُ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ إِلَى حَوْثَرَةَ، وَالِي مِصْرَ:
إِنِّي بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ أَعْرَابِيًّا بَدَوِيًّا فَصِيحًا، مِنْ حَالِهِ، وَمِنْ حَالِهِ، فَاجْمَعُوا لَهُ رَجُلا يُسَدِّدُهُ فِي الْقَضَاءِ، وَيُصَوِّبُهُ فِي الْمَنْطِقِ. فَأَجْمَعَ رَأْيُ النَّاسِ عَلَى اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، وَفِيهِمْ مُعَلِّمَاهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: أَعْضَلَتِ الرَّشِيدَ مَسْأَلَةٌ فَجَمَعَ لَهَا فُقَهَاءَ الأَرْضِ حَتَّى أَشْخَصَ اللَّيْثُ فَأَخْرَجَهُ مِنْهَا.
سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: نَا اللَّيْثُ قَالَ: قَدِمْتُ مُكَّةَ، فَجِئْتُ أَبَا الزُّبَيْرِ، فَدَفَعَ إِلَيَّ كِتَابَيْنِ فَانْقَلَبْتُ بِهِمَا، ثُمَّ قُلْتُ: لَوْ عَاوَدْتُهُ فَسَأَلْتُهُ: أَسَمِعَ هَذَا كُلَّهُ مِنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ؟ فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ: مِنْهُ مَا سَمِعْتُهُ، وَمِنْهُ مَا حُدِّثْتُ عَنْهُ.
فَقُلْتُ: عَلِّمْ لِي عَلَى مَا سَمِعْتَ. فَعَلَّمَ لِي عَلَى هَذَا الَّذِي عِنْدِي. قُلْتُ: قَدْ رَوَى اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ نُسْخَةً، ثُمَّ رَوَى عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ.
وَقَالَ ثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ نَافِعٍ، فَذَكَرَ حَدِيثًا. وَقَدْ رَوَى أَحَادِيثَ، أَعْنِي اللَّيْثُ، عَنِ الْهِقْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ داود بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ.
وَهَذَا مِنْ عَجِيبِ الاتِّفَاقِ، لِأَنَّ الليث رحمه الله لا يتوقف في ذَلِكَ، وَقَدْ وَقَعَ لِي مِنْ هَذَا النَّمَطِ أَشْيَاءُ.
وَكَانَ رحمه الله طَلابَةً لِلْعِلْمِ، وَلا يَرَى التَّدْلِيسَ، وَقَدْ سَمِعَ مِنَ الزُّهْرِيِّ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي ابْنِ الْهَادِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ عَنْ قَوْلِهِ:{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} 1. الْحَدِيثَ.
الرَّمَادِيُّ، وَغَيْرُهُ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي عَلَى قَلِيبٍ، فَنَزَعْتُ مِنْهَا"2. الْحَدِيثَ.
وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ أَبِي الزبير جملةً.
1 أخرجه الطبراني "8459".
2 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "3/ 378"، ومسلم "2392"، وابن أبي عاصم في السنة "2/ 625".
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ: نَا اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ أَنَّ أَبَا الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ رأى ابن عُمَرَ إِذَا سَجَدَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السَّجْدَةِ الأُولَى قَعَدَ عَلَى أَطْرَافِ أَصَابِعِهِ، وَيَقُولُ: إِنَّهُ مِنَ السُّنَّةِ.
قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: وَهَذَا لَمْ يَرْوِهِ إِلا اللَّيْثُ.
وَقَالَ مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ، وَيُونُسَ الْمُؤَدِّبِ: نَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنِ الْكَوْثَرِ فَقَالَ:"نَهْرٌ أَعْطَانِيهِ رَبِّي أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَفِيهِ طَيْرٌ كَأَعْنَاقِ الْجُزُرِ". فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ تِلْكَ الطَّيْرَ نَاعِمَةٌ؟ قَالَ: "آكِلُهَا أَنْعَمُ مِنْهَا يَا عُمَرُ"1.
وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ عَنْهُ، وَعَبْدُ اللَّهِ هُوَ أَخُو الزُّهْريِّ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَكَمِ: كُنَّا فِي مَجْلِسِ اللَّيْثِ، وَمَعَنَا مُسْلِمَةُ بْنُ علي فذكر العدس، فقال مسلمة: بارك فِيهِ سَبْعُونَ نَبِيًّا.
قَالَ: فَقَضَى اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ صَلاتَهُ وَقَالَ: وَلا نَبِيُّ وَاحِدٌ، إِنَّهُ بارد مؤذ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ يَقُولُ: أَعْرِفُ رَجُلا لَمْ يَأْتِ مُحَرَّمًا قَطُّ، فَعَلِمْنَا أَنَّهُ أَرَادَ نَفْسَهُ لِأَنَّ أَحَدًا لا يَعْلَمُ هَذَا مِنْ أَحَدٍ.
وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنِي الدَّرَاوَرْدِيُّ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ، وَإِنَّ رَبِيعَةَ، وَيَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ لَيَتَزَحْزَحُوا لَهُ زَحْزَحَةً2.
وَقَالَ سَعِيدٌ الآدَمُ: قَالَ الْعَلاءُ بْنُ كثير: الليث بن سَيِّدُنَا وَإِمَامُنَا وَعَالِمُنَا.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: كَانَ اللَّيْثُ قَدِ اسْتَقَلَّ بِالْفَتْوَى فِي زَمَانِهِ.
قُلْتُ: وَمَنَاقِبُ اللَّيْثِ كَثِيرَةٌ، وَعِلْمُهُ وَاسِعٌ، وَقَدْ وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيهِ، لَكِنَّ الْيَوْمَ لَيْسَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ فِي عَامِ سِتَّةٍ وَعِشْرِينَ وَسَبْعِمِائَةٍ مَنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّيْثِ سِتَّةُ أَنْفُسٍ، وهذا علو لا نظير له أصلا.
1 "حديث صحيح": أخرجه الترمذي "2542"، وأحمد "3/ 220، 221، 236"، والطبري "30/ 324".
2 تزحزح: أي تنحى وتباعد.
وَلَقَدْ كَتَبْتُ نُسْخَةَ أَبِي الْجَهْمِ مِنْ بِضْعٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً فَرَحًا بُعلُوِّهَا فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، وَسَمِعْتُهَا مِنْ سِتِّينَ شَيْخًا، وَهِيَ الآنَ مَرْوِيَّةٌ بِالسَّمَاعِ.
وَلَوْ رَحَلَ الْيَوْمَ الطَّالِبُ مِنْ مَسِيرَةِ أَلْفِ فَرْسَخٍ لِإِدْرَاكِهَا وَغَرِمَ مِائَةَ دِينَارٍ، لَكَانَ لَهُ الْحَظُّ الأَوْفَرِ، نَعَمْ.
قَالَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ الصَّدَفِيُّ: شَهِدْتُ جِنَازَةَ اللَّيْثِ مَعَ وَالِدِي، فَمَا رَأَيْتُ جِنَازَةً قَطُّ أَعْظَمَ مِنْهَا، وَرَأَيْتُ النَّاسَ كُلُّهُمْ عَلَيْهِمُ الْحُزْنُ وَهُمْ يُعَزِّي بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَيَبْكُونَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَهْ، كَأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ النَّاسِ صَاحِبُ هَذِهِ الْجِنَازَةِ.
فَقَالَ: يَا بُنَيَّ لا تَرَى مِثْلَهُ أَبَدًا.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، وَجَمَاعَةٌ: مَاتَ اللَّيْثُ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، زَادَ بَعْضُهُمْ فِي شَعْبانَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ مُنْتَصَفَ شَعْبَانَ، رضي الله عنه.
"حرف الْمِيمِ":
247-
مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ1 -ع.
هُوَ الإِمَامُ الْعَالِمُ، شَيْخُ الإِسْلامِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَالِكُ بْنُ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ غَيْمَانَ بْنِ خُثَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ.
وَالْحَارِثُ هُوَ ذُو أَصْبَحَ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبَيْعَةَ بْنِ نَبْتِ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلانَ بْنِ سَبَأِ بْنِ يَعْرِبَ بْنِ قَحْطَانَ، وَإِلَى قَحْطَانَ جِمَاعُ الْيَمَنِ.
وَقِيلَ: ذُو أَصْبَحَ مِنْ حِمْيَرٍ؛ الْمَدَنِيُّ الأصبحي حليف عثمان بن عبيد الله التميمي أَخِي طَلْحَةَ رضي الله عنهما.
مَوْلِدُ مَالِكٍ سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ، سَمِعَهُ مِنْهُ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَهِيَ السَّنَةُ الَّتِي مَاتَ فِيهَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ خَادِمُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَقَالَ أَبُو داود: وُلِدَ سَنَةَ اثنتين وتسعين.
قلت: الأول هو الصحيح.
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 192"، والجرح والتعديل "8/ 204-206"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 310، 311"، والثقات لابن حبان "7/ 459"، وتهذيب الكمال "3/ 1296، 1298".
وَقِيلَ: وُلِدَ فِي خِلافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَأَوَّلُ طَلَبِهِ لِلْعِلْمِ فِي حُدُودِ سَنَةِ عَشْرٍ وَمِائَةٍ، وَفِيهَا تُوُفِّيَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، فَأَخَذَ عَنْ: نَافِعٍ وَلازَمَهُ، وَعَنْ: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَنُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ، وَوَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَعَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَإِسْحَاقَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَأَبِي الزِّنَادِ، وَرَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَخَلْقٍ سِوَاهُمْ مِنْ عُلَمَاءِ الْمَدِينَةِ، فقلَّ مَا رَوَى عَنْ غَيْرِ أَهْلِ بَلَدِهِ.
رَوَى عَنْهُ: مِنْ شُيُوخِهِ: الزُّهْرِيُّ، وَرَبَيْعَةُ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَغَيْرُهُمْ. وَمِنْ أَقْرَانِهِ: الأَوْزَاعِيُّ، وَالثَّوْرِيُّ، وَاللَّيْثُ، وَخَلْقٌ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَالشَّافِعِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِّيسِيُّ، وَالقَعْنَبِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ منصور، ويحيى بن يحيى، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى الْقُرْطُبِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَالنُّفَيْلِيُّ، وَمُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ، وَأَبُو مُصْعَبٍ الزُّهْرِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَرْوَزِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى السُّدِّيُّ، وَخَلائِقُ آخِرُهُمْ وَفَاةً أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السَّهْمِيُّ.
قَالَ مُصْعَبُ الزُّبَيْرِيُّ: سَمِعْتُ أَبِي الزُّبَيْرِ يَقُولُ: ثَنَا مَالِكٌ قَالَ: رَأَيْتُ عطاء بن أبي رَبَاحٍ دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَأَخَذَ بِرُمَّانَةِ الْمِنْبَرِ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ يَدْعُو.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: لِمَالِكٍ نَحْوَ أَلْفِ حَدِيثٍ.
وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ لا يُقَدِّمُ عَلَى مَالِكٍ أَحَدًا.
قَالَ مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَالْوَاقِدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ: حَمَلَتْ بِمَالِكٍ أُمُّهُ ثَلاثَ سِنِينَ.
وَعَنْ عِيسَى بْنِ عُمَرَ الْمَدَنِيِّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ بياضًا قط ولا حمرة أحسن من مَالِكٍ، وَلا أَشَدَّ بَيَاضَ ثَوْبٍ مِنْ مَالِكٍ.
وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: كَانَ مَالِكٌ رَجُلا طَوِيلا جَسِيمًا، عَظِيمَ الْهَامَةِ، أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ أَشْقَرَ، أَصْلَعَ، عَظِيمَ اللِّحْيَةِ، عَرِيضَهَا. وَكَانَ لا يُحْفِي شَارِبَهُ وَيَرَاهُ مُثْلَةً.
وَقِيلَ: كَانَ أَزْرَقَ الْعَيْنَيْنِ.
وَقَالَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: كَانَ طَوِيلا عَظِيمَ الْهَامَةِ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، شَدِيدَ الْبَيَاضِ بِشُقْرَةٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ الْحِزَامِيُّ: كَانَ مَالِكٌ نَقِيَّ الثَّوْبِ رَقِيقَهُ، يَكْرَهُ اخْتِلافَ اللَّبُوسِ.
قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: كَانَ مَالِكٌ يَلْبَسُ الْبَيَاضَ، وَرَأَيْتُهُ وَالأَوْزَاعِيَّ يَلْبَسَانِ السِّيجَانَ، وَلا يَرَيَانِ بِلِبْسِهَا بَأْسًا.
قَالَ أَشْهَبُ: كَانَ مَالِكٌ إِذَا اعْتَمَّ جَعَلَ مِنْهَا تَحْتَ ذَقْنِهِ، وَيُسْدِلُ طَرْفَهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ.
وَقَالَ خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ: رَأَيْتُ على مالك طيلسانًا وثيابًا كروية جِيَادًا.
قَالَ أَشْهَبُ: كَانَ مَالِكٌ إِذَا اكْتَحَلَ لِلضَّرُورَةِ جَلَسَ فِي بَيْتِهِ.
وَقَالَ مُصْعَبٌ: كَانَ يَلْبَسُ الثِّيَابَ الْعَدَنِيَّةَ الْجِيَادَ وَيَتَطَيَّبُ.
قُلْتُ: قَدْ كَانَ هَذَا الإِمَامُ عَظِيمَ الْجَلالَةِ كَثِيرَ الْوَقَارِ.
قال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: مَن أثبت أصحاب الزهري؟ قلت: مَالِكٌ أَثْبَتَ فِي كُلِّ شَيْءٍ.
وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: إِذَا ذُكِرَ الْعُلَمَاءُ فَمَالِكٌ النَّجْمُ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ فِي الطَّبَقَاتِ: كَانَ مَالِكٌ رحمه الله ثِقَةٌ، ثَبْتًا حُجَّةً، فَقِيهًا، عَالِمًا، وَرِعًا.
وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: مَالِكٌ أَفْقَهُ مِنَ الْحَكَمِ وَحَمَّادٍ.
وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: لَوْلا مَالِكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ لَذَهَبَ علم الحجاز، وما في الأرض كتبًا فِي الْعِلْمِ أَكْثَرَ صَوَابًا مِنَ الْمُوَطَّأِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْخَطِيبُ، وَأَنَا عَلِيُّ بْنُ تَيْمِيَةَ بِمِصْرَ، أَنَا عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ يُوسُفَ قَالا: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، أَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ، أَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، نَا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ غَالِبٍ الْعَطَّارُ، نَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَتَضْرِبَنَّ النَّاسُ أَكْبَادَ الإِبِلِ فِي طَلَبِ
الْعِلْمِ، فَلا يَجِدُونَ عَالِمًا أَعْلَمَ مِنْ عَالِمِ الْمَدِينَةِ"1.
وَبِهِ قَالَ ابْنُ مَخْلَدٍ: نَا لَيْثُ بْنُ الْفَرَجِ بِالْعَسْكَرِ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ مَرْفُوعًا.
وَبِهِ قَالَ ابْنُ مَخْلَدٍ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَعْقُوبُ الْعَطَّارُ، ثَنَا أَبُو مُوسَى الأَنْصَارِيُّ: سَأَلْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ: أَكَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ يَقُولُ: نَرَى أَنَّهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ؟ فَقَالَ: إنما العالم من يخشى من اللَّهَ، وَلا نَعْلَمُ أَحَدًا كَانَ أَخْشَى للَّهِ مِنَ الْعُمَرِيِّ، يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطَّهْرَانِيُّ: قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَقِيبَهُ: كُنَّا نَرَى أَنَّهُ مَالِكٌ. قُلْتُ: وَكَذَا قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ إِنَّهُ مَالِكٌ.
وَقِيلَ: هُوَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ. قَالَ خَالِدُ بْنُ نِزَارٍ الأَيْلِيُّ: بَعَثَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ إِلَى مَالِكٍ حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ قَدِ اخْتَلَفُوا بِالْعِرَاقِ، فَضَعْ لِلنَّاسِ كِتَابًا نَجْمَعُهُمْ عَلَيْهِ. فَوَضَعَ الْمُوَطَّأَ.
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكٍ قَالَ: دَخَلَتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ مِرَارًا، وَكَانَ لا يَدْخُلُ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ الْهَاشِمِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ إِلا قَبَّلَ يَدَهُ، فَلَمْ أُقَبِّلْ يَدَهُ قَطُّ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: كَانَ مَالِكٌ إِمَامًا فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مَعْمَرٍ.
وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: كَانَ مَالِكٌ إِذَا شَكَّ فِي حَدِيثٍ طَرَحَهُ كُلَّهُ.
قَالَ شُعْبَةُ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ بَعْدَ وَفَاةِ نَافِعٍ بِسَنَةٍ، وَإِذَا لِمَالِكٍ حَلْقَةٌ.
قُلْتُ: تَصَدَّرَ لِلْعِلْمِ وَقَدْ نَيَّفَ عَلَى الْعِشْرِينَ.
قَالَ عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عَاصِمٍ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: رَجُلٌ يُحِبُّ أَنْ يَحْفَظَ حَدِيثَ رَجُلٍ بِعَيْنِهِ.
قَالَ: يَحْفَظُ حَدِيثَ مَالِكٍ. قلت: فرأي.
قال: رأي مالك.
1 "حديث ضعيف": أخرجه الترمذي "2682"، وأحمد "2/ 299"، والحاكم "1/ 91"، والبيهقي في السنن "1/ 286"، وانظر ضعيف الجامع "6448".
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: قِيلَ لأُخْتِ مَالِكٍ: مَا كَانَ شُغْلُ مَالِكٍ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتِ: الْمُصْحَفُ وَالتِّلاوَةُ.
وَقَالَ أَبُو مُصْعَبٍ: كَانُوا يَزْدَحِمُونَ عَلَى بَابِ مَالِكٍ حَتَّى يَقْتَتِلُوا مِنَ الزِّحَامِ، وَكُنَّا نَكُونُ عِنْدَهُ فَلا يُكَلِّمُ ذَا ذَا، وَلا يَلْتَفِتُ ذَا إِلَى ذَا، وَالنَّاسُ قَابِلُونَ بِرُءُوسِهِمْ هَكَذَا، وَكَانَتِ السَّلاطِينُ تَهَابُهُ وَهُمْ قَابِلُونَ مِنْهُ وَمُسْتَمِعُونَ، وَكَانَ يَقُولُ: لا وَنَعَمْ، وَلا يُقَالُ لَهُ: مِنْ أَيْنَ قُلْتَ هَذَا؟ قَالَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَغَيْرُهُ: كَانَ خَاتَمُ مَالِكٍ فَصُّهُ أَسْوَدُ حَجَرٌ، وَنَقْشُهُ: حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.
وَكَانَ يَلْبَسُهُ فِي يَسَارِهِ، وَرُبَّمَا لَبِسَهُ فِي يَمِينِهِ.
وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَهْيَبَ مِنْ مَالِكٍ، وَلا أَتَمَّ عَقْلا، وَلا أَشَدَّ تَقْوًى.
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: الَّذِي نَقَلْنَا مِنْ أَدَبِ مَالِكٍ أَكْثَرَ مِمَّا تَعَلَّمْنَاهُ مِنْ عِلْمِهِ.
وَعَنْ مَالِكٍ قَالَ: مَا جَالَسْتُ سَفِيهًا قَطُّ.
قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ: أَفْتَى مَالِكٌ مَعَ نَافِعٍ وَرَبَيْعَةَ وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ.
وَعَنْ مَالِكٍ قَالَ: قَدِمَ الزُّهْرِيُّ وَحَدَّثَنَا فَقَالَ لَهُ رَبَيْعَةُ: هَهُنَا مَنْ يَسْرِدُ عَلَيْكَ مَا حَدَّثْتَ بِهِ أَمْسَ.
قَالَ: وَمَنْ؟ قَالَ: ابْنُ أَبِي عَامِرٍ.
قَالَ: هَاتِ. فَحَدَّثَهُ بِأَرْبَعِينَ حَدِيثًا مِنْ نَيِّفٍ وَأَرْبَعِينَ.
فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: مَا كُنْتُ أَرَى مَنْ يَحْفَظُ هَذَا الْحِفْظَ غَيْرِي.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَسَدُوا مَالِكًا وَسَعَوْا بِهِ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ وَهُوَ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَقَالَ: إِنَّهُ لا يَرَى بَيْعَتَكُمْ هَذِهِ شَيْئًا، وَيَأْخُذُ بِحَدِيثِ طَلاقِ الْمُكْرَهِ أَنَّهُ لا يَجُوزُ.
فَغَضِبَ وَدَعَا بِهِ، وَجُرِّدَ وَمُدَّتْ يَدُهُ حَتَّى انْخَلَعَ كَتِفُهُ.
وَفِي رِوَايَةٍ يَدَاهُ، حَتَّى انْخَلَعَتْ كَتِفَاهُ.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: فَوَاللَّهِ مَا زَالَ بَعْدَ ذَلِكَ الضَّرْبُ فِي عُلُوٍّ وَرِفْعَةٍ.
وَرَوَى الْحَافِظُ أبو الوليد الْبَاجِيُّ قَالَ: حَجَّ الْمَنْصُورُ فَأَقَادَ مَالِكًا مِنْ جعفر بن
سليمان، فامتنع وَقَالَ مَعَاذَ اللَّهِ.
قَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ: نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا ارْتَفَعَ مِثْلَ مَا ارْتَفَعَ مَالِكٌ، مِنْ رَجُلٍ لَمْ يَكُنْ لَهُ كَثِيرُ صَلاةٍ، إِلا أَنْ تَكُونَ لَهُ سَرِيرَةٌ.
وَقَالَ أَشْهَبُ: رَأَيْتُ أَبَا حَنِيفَةَ بَيْنَ يَدَيْ مَالِكٍ كَالصَّبِيِّ بَيْنَ يَدَيْ أَبِيهِ.
وَقَالَ أَبُو مُصْعَبٍ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: سَأَلَنِي أَبُو جَعْفَرٍ عَنْ أَشْيَاءَ ثُمَّ قَالَ: أَنْتَ وَاللَّهِ أَعْقَلُ النَّاسِ، وَأَنْتَ أَعْلَمُ النَّاسِ.
قُلْتُ: لا وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ.
قَالَ: بَلَى، وَلَكِنَّكَ تَكْتُمُ. وَاللَّهِ لَوْ بَقِيتُ لأَكْتُبَنَّ قَوْلَكَ كَمَا تُكْتَبُ الْمَصَاحِفُ، وَلأَبْعَثَنَّ بِهِ إِلَى الآفَاقِ، فَأَحْمِلُهُمْ عَلَيْهِ.
حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ طَهْمَانَ يَقُولُ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَكَتَبْتُ بِهَا ثُمَّ قَدِمْتُ الْكُوفَةَ فَأَتَيْتُ أَبَا حَنِيفَةَ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لِي: عَمَّنْ كَتَبْتَ؟ أَكَتَبْتَ عَنْ مَالِكٍ شَيْئًا؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ جِئْنِي بِمَا كَتَبْتَ عَنْهُ.
فَأَتَيْتُهُ بِهِ فَدَعَا بِقِرْطَاسٍ وَدَوَاةٍ، فَجَعَلْتُ أُمِلُّ عَلَيْهِ وَهُوَ يَكْتُبُ. وَقَالَ نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا حُسَيْنُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ: قَدِمَ الْمَهْدِيُّ فَبَعَثَ إِلَى مَالِكٍ بِأَلْفَيْ دِينَارٍ، أَوْ قَالَ: بِثَلاثَةِ آلافِ دِينَارٍ.
قَالَ قُتَيْبَةُ: كُنَّا إِذَا دَخَلْنَا عَلَى مَالِكٍ خَرَجَ إِلَيْنَا مُكَحَّلا مُزَيَّنًا مُطَيَّبًا قَدْ لَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ، ثُمَّ تَصَدَّرَ فَدَعَا بِالْمَرَاوِحِ، فَأَعْطَى لِكُلِّ إِنْسَانٍ مِنَّا مَرْوَحَةً.
ابْنُ سَعْدٍ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: كَانَ مَالِكٌ يَشْهَدُ الصَّلَوَاتِ وَالْجُمُعَةَ وَالْجَنَائِزَ، وَيَعُودُ الْمَرْضَى وَيَقْضِيَ الْحُقُوقَ، وَيَجْلِسُ فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ تَرَكَ الْجُلُوسَ فِي الْمَسْجِدِ، فَكَانَ يُصَلِّي وَيَرْجِعُ إِلَى مَنْزِلِهِ، وَتَرَكَ شُهُودَ الْجَنَائِزِ فَكَانَ يَأْتِي أَصْحَابَهَا فَيُعَزِّيهِمْ، ثُمَّ تَرَكَ ذَلِكَ كُلَّهُ حَتَّى تَرَكَ الْجُمُعَةَ.
وَاحْتَمَلَ النَّاسُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَكَانُوا أَرْغَبَ مَا كَانُوا فِيهِ وَأَشَدَّهُ لَهُ تَعْظِيمًا، حَتَّى مَاتَ عَلَى ذَلِكَ.
وَكَانَ رُبَّمَا كُلِّمَ فِي ذَلِكَ فيقول: ليس كل واحد يقدر أَنْ يَتَكَلَّمَ بِعُذْرِهِ.
وَكَانَ يَجْلِسُ فِي مَنْزِلِهِ عَلَى ضِجَاعٍ وَنَمَارِقَ يَمْنَةً وَيَسْرَةً فِي سَائِرِ الْبَيْتِ لِمَنْ يَأْتِيهِ مِنْ قُرَيْشٍ وَالأَنْصَارِ وَالنَّاسِ، وَكَانَ مَجْلِسُهُ مَجْلِسُ وَقَارٍ وَحِلْمٍ وَعِلْمٍ.
وَكَانَ مَهِيبًا نَبِيلا مَا فِي مَجْلِسِهِ شَيْءٌ مِنَ الْمِرَاءِ وَاللَّغَطِ، وَلا رَفْعِ صَوْتٍ، وَكَانَ الْغُرَبَاءُ يَسْأَلُونَهُ عَنِ الْحَدِيثِ فَلا يُجِيبُ إِلا فِي الْحَدِيثِ بَعْدَ الْحَدِيثِ، وَرُبَّمَا أَذِنَ لِبَعْضِهِمْ أَنْ يَقْرَأَ عَلَيْهِ، وَكَانَ لَهُ كَاتِبٌ قَدْ نَسَخَ كُتُبَهُ يُقَالُ لَهُ حبيب، يقرأ للجماعة، فليس أحد من يَحْضُرُهُ يَدْنُو، وَلا يَنْظُرُ فِي كِتَابِهِ، وَلا يَسْتَفْهِمُ هَيْبَةً لَهُ وَإِجْلالا.
وَكَانَ حَبِيبٌ إِذَا قَرَأَ فَأَخْطَأَ فَتَحَ عَلَيْهِ مَالِكٌ، وَكَانَ ذَلِكَ قَلِيلا.
قَالَ هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ، وَأَبُو حَاتِمٍ: أَنَا أَبُو سَيْفٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا عُتْبَةُ بْنُ حَمَّادٍ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ لِيَ الْمَنْصُورُ: مَا عَلَى ظَهْرِهَا أَعْلَمَ مِنْكَ.
قُلْتُ: بَلَى.
قَالَ: فَسَمِّهِمْ لِي.
قُلْتُ: لا أَحْفَظُ أَسْمَاءَهُمْ.
قَالَ: قَدْ طَلَبْتُ هَذَا الشَّأْنَ فِي زَمَانِ بَنِي أُمَيَّةَ فَقَدْ عَرَفْتُهُ، فأما أهل العراق فأهل إفك وباطل، أما أَهْلُ الشَّامِ فَأَهْلُ جِهَادٍ، وَلَيْسَ فِيهِمْ كَبِيرُ عِلْمٍ، وَأَمَّا أَهْلُ الْحِجَازِ، فَفِيهِمْ بَقِيَّةُ الْعِلْمِ فَأَنْتَ عَالِمُ الْحِجَازِ.
زَادَ أَبُو حَاتِمٍ: فَلا تَرُدَّنَّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ قَوْلَهُ.
ثُمَّ قَالَ: اكْتُبْ هَذَا الْعِلْمَ لِمُحَمَّدٍ.
حَمَّادُ بْنُ غَسَّانَ وَاهٍ.
نَا ابْنُ وَهْبٍ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: لَقَدْ حَدَّثْتُ بِأَحَادِيثَ وَدِدْتُ أَنِّي ضُرِبْتُ بِكُلِّ حَدِيثٍ مِنْهَا سَوْطَيْنِ وَلَمْ أُحَدِّثْ بِهَا.
قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: سَأَلَ الرَّشِيدُ مَالِكًا وَهُوَ فِي مَنْزِلِ مَالِكٍ، وَمَعَهُ بَنُوهُ، أَنْ يَقْرَأَ عَلَيْهِمْ فقال: ما قرأت على أحد منذ زمان، وَإِنَّمَا يُقْرَأُ عليَّ. فَقَالَ: أَخْرِجِ النَّاسَ حَتَّى أَقْرَأُ أَنَا. فَقَالَ: إِذَا مُنِعَ الْعَامُّ لِبَعْضِ الْخَاصِّ لَمْ يَنْتَفِعِ الْخَاصُّ. وَأَمَرَ مَعْنًا، فَقَرَأَ عليه.
قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ: كَانَ مَالِكٌ لا يُفْتِي حَتَّى يَقُولُ: لَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ.
وَقَالَ أَبُو مُصْعَبٍ: لَمْ يَشْهَدْ مَالِكٌ الْجَمَاعَةَ خَمْسًا وَعِشْرِينَ سَنَةً.
فَقِيلَ لَهُ: مَا يَمْنَعُكَ؟
قَالَ: مَخَافَةَ أَنْ أَرَى مُنْكَرًا فَأَحْتَاجُ أَنْ أُغَيِّرَهُ، رَوَاهَا إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي عنه.
وقال الحسين بن الحسن بن مهاجر الْحَافِظُ: سَمِعْتُ أَبَا مُصْعَبٍ يَقُولُ: كَانَ مَالِكٌ بَعْدَ تَخَلُّفِهِ عَنِ الْمَسْجِدِ يُصَلِّي فِي مَنْزِلِهِ في جماعة يصلون بصلاته.
وكان يُصَلِّي صَلاةَ الْجُمُعَةِ فِي مَنْزِلِهِ وَحْدَهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الرِّبَاطِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ قَالَ: سَأَلَ سِنْدِيٌّ مَالِكًا عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَهُ، فَقَالَ: أَنْتَ مِنَ النَّاسِ أَحْيَانًا تُخْطِئُ وَأَحْيَانًا لا تُصِيبُ، قَالَ: صَدَقْتَ، هَكَذَا النَّاسُ فَفَطَّنُوا مالكًا فقال: عهدت العلماء لا يتكلمون بِمِثْلِ هَذَا.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: قُلْتُ لمالك: إني سمعت الليث يقول رَأَيْتَ صَاحِبَ كَلامٍ يَمْشِي عَلَى الْمَاءِ فَلا تَثِقَنَّ بِهِ.
فَقَالَ مَالِكٌ: إِنْ رَأَيْتَهُ يَمْشِي عَلَى الْهَوَاءِ فَلا تَأْمَنَنَّ نَاحِيَتَهُ، وَلا تَثِقَنَّ بِهِ.
النَّجَّادُ: نَا هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ: حَدَّثَنِي أَبُو يُوسُفَ الصَّيْدَلانِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ الشَّيْبَانِيَّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مَالِكٍ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: انظروا أهل المشرق فنزلوهم بِمَنْزِلَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ، إِذَا حَدَّثُوكُمْ فَلا تُصَدِّقُوهُمْ ولا تكذبوهم.
ثم رآني، فكأنه استحيا فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَكْرَهُ أَنْ تَكُونَ غِيبَةً، كَذَا أَدْرَكْتُ أَصْحَابَنَا يَقُولُونَ. فَهَذِهِ الْحِكَايَةُ عَنْ مَالِكٍ يُرِيدُ بِهَا مَنْ لَمْ تثبت عدالته منهم، فإنه بلاريب مَجْهُولُ الْحَالِ فَلا يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ.
وَمَنْ عُلِمَ كَذِبُهُ رُدَّ خَبَرُهُ، أَمَّا مَنْ ثَبُتَ صِدْقُهُ وَإِتْقَانُهُ فَهُمْ كَعُلَمَاءِ الْمَدِينَةِ، فَلِمَالِكٍ نُظَرَاءٌ فِي أَهْلِ الْمَشْرِقِ مِثْلُ: شُعْبَةَ، وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، وَيَزِيدَ بْنَ زُرَيْعٍ، وَلِشُيُوخِ مَالِكٍ نُظَرَاءٌ: كَمَنْصُورٍ، وَالأَعْمَشِ، وَقَتَادَةَ، وَلِلْقَاسِمِ، وَسَالِمٍ، وَعُرْوَةَ نُظَرَاءٌ فِي الْجَلالَةِ كَالشَّعْبِيِّ، وَالنَّخَعِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ. نَعَمْ، الكذابون يندرون بالحجاز، ويكثرون بالعراق.
قال البوسنجي: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ الرَّمَّاحَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مَالِكٍ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا فِي الصَّلاةِ مِنْ فَرِيضَةٍ وَمَا فِيهَا مِنْ سُنَّةٍ؟ فَقَالَ مَالِكٌ: هَذَا كَلامُ الزَّنَادِقَةِ، أَخْرِجُوهُ.
وَقَالَ أَشْهَبُ: كُنْتُ عِنْدَ مَالِكٍ فَسُئِلَ عَنِ الْبَتَّةِ، فَقَالَ: هِيَ ثَلاثٌ. فَأَخَذْتُ أَلْوَاحِي لِأَكْتُبَ فَقَالَ: لا تَكْتُبْ فَعَسَى فِي الْعَشِيِّ أَنْ أَقُولَ إِنَّهَا وَاحِدَةٌ.
وَقَالَ مَعْنُ بْنُ عِيسَى: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أُخْطِئُ وَأُصِيبُ، فَانْظُرُوا فِي رَأْيِي، فَكُلُّ مَا وَافَقَ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ فَخُذُوا بِهِ، وَمَا خَالَفَ فَاتْرُكُوهُ.
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: لَمَّا أَرَادَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْعِرَاقِ قَالَ لِي: اكْتُبْ لِي مِائَةَ حَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ شِهَابٍ، فَكَتَبْتُهَا لَهُ، فَأَخَذَهَا.
قُلْتُ لِمَالِكٍ: فَمَا قَرَأَهَا عَلَيْكَ وَلا قَرَأْتُهَا عَلَيْهِ؟ قَالَ: لا، هو أَفْقَهَ مِنْ ذَلِكَ.
مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ: كُنْتُ عِنْدَ مَالِكٍ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَقَمْتُ عَلَى بَابِكَ سَبْعِينَ يَوْمًا وَقَدْ كَتَبْتُ سِتِّينَ حَدِيثًا.
فَقَالَ: سِتُّونَ حَدِيثًا! وَكَأَنَّهُ يَسْتَكْثِرُهَا.
فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: إِنَّا رُبَّمَا كَتَبْنَا بِالْكُوفَةِ فِي الْمَجْلِسِ سِتِّينَ حَدِيثًا.
قَالَ: وَكَيْفَ بِالْعِرَاقِ دَارُ الضَّرْبِ، يُضْرَبُ بِاللَّيْلِ وَيُنْفَقُ بِالنَّهَارِ.
أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: نَا إِسْحَاقُ بْنُ الطَّبَّاعِ: سَأَلْتُ مَالِكًا عَمَّا يَتَرَخَّصُ فِيهِ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنَ الْغِنَاءِ، فَقَالَ: إِنَّمَا يَفْعَلُهُ عِنْدَنَا الْفُسَّاقُ.
ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ مِنَ الزُّهْرِيِّ أَحَادِيثَ كَثِيرَةً لا أُحَدِّثُ بِهَا أَبَدًا. وَقَالَ مَعْنٌ: كَانَ مَالِكٌ يَتَحَفَّظُ مِنَ الْبَاءِ وَالتَّاءِ.
وَسَمِعَ ابْنُ وَهْبٍ مَالِكًا يَقُولُ: إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا ذَهَبَ يَمْدَحُ نَفْسَهُ ذَهَبَ بَهَاؤُهُ.
وَقَالَ أَبُو الرَّبِيعِ بْنُ أَبِي رِشْدِينَ: نَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ مَالِكٍ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 51] كَيْفَ اسْتِوَاؤُهُ؟ فَأَطْرَقَ مَالِكٌ وَأَخَذَتْهُ الرُّحَضَاءُ1 ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى كَمَا وَصَفَ
1 الرحضاء: العرق الكثير، ورحض الرجل رحضا: عرق حتى كأنه غسل جسده. اللسان "رحض".
نَفْسَهُ، وَلا يُقَالُ لَهُ: كَيْفَ، وَكَيْفَ عَنْهُ مَرْفُوعٌ، وَأَنْتَ رَجُلُ سَوْءٍ صَاحِبُ بِدْعَةٍ، أَخْرِجُوهُ، فَأُخْرِجَ الرَّجُلُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ النَّضْرِ النَّيْسَابُورِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ يَحْيَى يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ مَالِكٍ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى، كَيْفَ اسْتَوَى؟ وَذَكَرَ نَحْوَهُ وَلَفْظَهُ؟ فَقَالَ الاسْتِوَاءُ غَيْرُ مَجْهُولٍ، وَالْكَيْفُ غَيْرُ مَعْقُولٍ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ: قَالَ مَالِكٌ: اللَّهُ فِي السَّمَاءِ وَعِلْمُهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، عَنْ سُرَيْجِ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنِ ابْنِ نَافِعٍ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: التَّوْقِيتُ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ بِدْعَةٌ.
قُلْتُ: قَدْ صَحَّ التَّوْقِيتُ، وَلَكِنْ لَمْ يَبْلُغْ مَالِكًا ذَلِكَ.
قَالَ الْبُخَارِيّ: أَصَحُّ الأَسَانِيدِ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فِي تَمْهِيدِهِ: هَذَا كَتَبْتُهُ مِنْ حِفْظِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرِيَّ كَتَبَ إِلَى مَالِكٍ يَحُضُّهُ عَلَى الانْفِرَادِ وَالْعَمَلِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ مَالِكٌ إِنَّ اللَّهَ قَسَّمَ الأَعْمَالَ كَمَا قَسَّمَ الأَرْزَاقَ، فَرُبَّ رَجُلٍ فُتِحَ لَهُ فِي الصَّلاةِ وَلَمْ يُفْتَحْ لَهُ فِي الصَّوْمِ، وَآخَرَ فُتِحَ لَهُ فِي الصَّدَقَةِ وَلَمْ يُفْتَحْ لَهُ فِي الصَّوْمِ، وَآخَرَ فُتِحَ لَهُ فِي الْجِهَادِ. وَنَشْرِ الْعِلْمِ مِنْ أَفْضَلِ الأَعْمَالِ، وَقَدْ رَضِيتُ مَا فُتِحَ لِي فِيهِ، وَمَا أَظُنُّ مَا أَنَا فِيهِ بِدُونِ مَا أَنْتَ فِيهِ، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ كِلانَا عَلَى خَيْرٍ وَبِرٍّ.
قُلْتُ: مَا أَحْسَنَ مَا جَاوَبَ الْعُمَرِيَّ عَلَيْهِ بِسَابِقِ مَشِيئَةِ اللَّهِ فِي عِبَادِهِ، وَلَمْ يُفَضِّلْ طَرِيقَتَهُ فِي الْعِلْمِ عَلَى طَرِيقَةِ الْعُمَرِيِّ فِي التَّأَلُّهِ وَالزُّهْدِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: ثَنَا عَبْدُ الْمُتَعَالِ بْنُ صَالِحٍ صَاحِبُ مَالِكٍ قَالَ:: قِيلَ لِمَالِكٍ: إِنَّكَ تَدْخُلُ عَلَى السُّلْطَانِ وَهُمْ يَظْلِمُونَ وَيَجُورُونَ.
قَالَ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَأَيْنَ التَّكَلُّمُ بِالْحَقِّ؟ قَالَ مُوسَى بْنُ داود: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو جَعْفَرٍ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لِي: يَا مَالِكُ كَثُرَ شَيْبُكَ.
قُلْتُ: نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! مَنْ أَتَتْ عَلَيْهِ السُّنُونَ كَثُرَ شَيْبُهُ.
قال لي: ما لي أَرَاكَ تَعْتَمِدُ عَلَى قَوْلِ ابْنِ عُمَرَ مِنْ بَيْنِ الصَّحَابَةِ؟
قَلْتُ: كَانَ آخِرَ مَنْ بَقِيَ عِنْدَنَا مِنَ الصَّحَابَةِ، فَاحْتَاجَ إِلَيْهِ النَّاسُ فَسَأَلُوهُ، فَتَمَسَّكُوا بِقَوْلِهِ.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ فِي مَرَاتِبِ أَصْحَابِ نَافِعٍ: أَيُّوبُ وَفَضْلُهُ، وَمَالِكٌ وَإِتْقَانُهُ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَحِفْظُهُ.
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ: أَيُّمَا أَعْلَمُ، صَاحِبُنَا أَوْ صَاحِبُكُمْ؟ قُلْتُ: عَلَى الإِنْصَافِ. قَالَ: نَعَمْ.
قُلْتُ: أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ مَنْ أَعْلَمَ بِالْقُرْآنِ. قَالَ: صَاحِبُكُمْ.
قُلْتُ: فَمَنْ أَعْلَمَ بِالسُّنَّةِ؟ قَالَ: اللَّهُمَّ صَاحِبُكُمْ.
قُلْتُ: فَمَنْ أَعْلَمَ بِأَقَاوِيلِ الصَّحَابَةِ وَالْمُتَقَدِّمِينَ؟ قَالَ: صَاحِبُكُمْ، يَعْنِي مَالِكًا.
قُلْتُ: لَمْ يَبْقَ إِلا الْقِيَاسُ، وَالْقِيَاسُ لا يَكُونُ إِلا عَلَى هَذِهِ الأَشْيَاءِ، فَمَنْ لَمْ يَعْرِفِ الأُصُولَ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ يَقِيسُ.
أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ مَالِكٍ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: جِئْتُكَ مِنْ مَسِيرَةِ سِتَّةِ أَشْهُرٍ، حَمَّلَنِي أَهْلُ بِلادِي مَسْأَلَةً.
قَالَ: سَلْ.
فَسَأَلَهُ عَنْهَا، فَقَالَ: لا أُحْسِنُ.
قَالَ: فَأَيُّ شَيْءٍ أَقُولُ لِأَهْلِ بِلادِي؟ قَالَ: تَقُولُ: قَالَ مَالِكٌ: لا أُحْسِنُ.
قَالَ الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ: سَأَلْتُ أحمد: من الذي ضرب مالك؟ قَالَ: ضَرَبَهُ بَعْضُ الْوُلاةِ فِي طَلاقِ الْمُكْرَهِ، كَانَ لا يُجِيزُهُ، فَضَرَبَهُ لِذَلِكَ.
وَقَالَ أَبُو داود: ضَرَبَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْعَبَّاسِيُّ مَالِكًا فِي طَلاقِ الْمُكْرَهِ، فَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ أَنَّ مَالِكًا ضُرِبَ وَحُلِقَ وَحُمِلَ عَلَى بَعِيرٍ، وَقِيلَ لَهُ: نَادِ عَلَى نَفْسِكَ، فَنَادَى: أَلا مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنِي، أَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، أَقُولُ: طَلاقُ الْمُكْرَهِ لَيْسَ بِشَيْءٍ.
قَالَ جَعْفَرُ: أَدْرِكُوهُ أَنْزِلُوهُ.
وَعَنْ إِسْحَاقَ الْفَرَوِيِّ، وَغَيْرِهِ قَالَ: ضُرِبَ مَالِكٌ وَنِيلَ مِنْهُ، وَحُمِلَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ.
فَعَنْ مَالِكٍ قَالَ: ضُرِبْتُ فِيمَا ضُرِبَ فِيهِ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَرَبَيْعَةُ، وَلا خَيْرَ فِيمَنْ لا يُؤْذَى فِي هَذَا الأَمْرِ.
وَعَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَرْفَعَهُ اللَّهُ بِكُلِّ سَوْطٍ دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ.
قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ الأَصْمَعِيُّ: ضَرَبَهُ جَعْفَرُ، ثُمَّ بَعْدُ مَشِيتُ بَيْنَهُمَا، حَتَّى جَعَلَهُ فِي حِلٍّ.
سُلَيْمَانُ بْنُ مَعْبَدٍ: نَا الأَصْمَعِيُّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ سَنْدَلٌ لِمَالِكٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ! أَنْتَ مَرَّةً تُخْطِئُ وَمَرَّةً لا تُصِيبُ.
قَالَ: كَذَاكَ النَّاسُ.
ثُمَّ فَطِنَ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قِيلَ: أَخُو حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، فَقَالَ: لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ لحميدًا أَخًا مِثْلَ هَذَا مَا رَوَيْتُ عَنْ حُمَيْدٍ.
عَنِ ابْنِ وَهْبٍ: أَنَّ مُنَادِيًا نَادَى بِالْمَدِينَةِ: أَلا لا يُفْتِي النَّاسَ إِلا مَالِكٌ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ.
حَرْمَلَةُ: نَا ابْنُ وَهْبٍ: سَمِعْتُ مَالِكًا، وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ؟ قَالَ طَلَبُ الْعِلْمِ حَسَنٌ لِمَنْ رُزِقَ خَيْرُهُ، وَهُوَ قَسَمٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى.
وَقَالَ: لا يَكُونُ إِمَامًا مَنْ حَدَّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ.
وَقَالَ: إِنَّ حَقًّا عَلَى مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَقَارٌ وَسَكِينَةٌ وَخَشْيَةٌ، وَأَنْ يَكُونَ مُتَّبِعًا لِأَثَرِ مَنْ مَضَى قَبْلَهُ.
قَالَ الرَّمَادِيُّ: ثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، وَسُئِلَ: كَمْ أَتَى عَلَى مَالِكٍ؟
قَالَ: سَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ: تِسْعٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً.
قَالَ: وَمَاتَ رضي الله عنه سَنَةَ تِسْعِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَعَرَضْتُ عَلَيْهِ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ.
قال إسماعيل بن أبي أويس: اشتكى مالك: فسألت بعض أهلنا عما قَالَ عِنْدَ الْمَوْتِ.
قَالَ: تَشَهَّدَ، ثُمّ قَالَ: للَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ.
وَتُوُفِّيَ صَبِيحَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ فَصَلَّى عَلَيْهِ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن إبراهيم الملقب بالإمام ابن مُحَمَّد بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن عَبَّاسٍ الْعَبَّاسِيِّ. وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ سُلَيْمَانَ الْعَبَّاسِيَّةُ وَكَانَ الأَمِيرُ عَبْدُ اللَّهِ يُعْرَفُ بِأُمِّهِ، يُقَالُ لَهُ: ابْنُ زَيْنَبَ. رَوَاهَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ: ثُمّ قَالَ: وَسَأَلْتُ مُصْعَبًا الزُّبَيْرِيَّ فَقَالَ: بَلْ تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ. وَأَخْبَرَنِي مَعْنُ بْنُ عِيسَى بِمِثْلِ ذَلِكَ.
وَقَالَ أَبُو مُصْعَبِ الزُّهْرِيُّ: مَاتَ لِعَشْرٍ مَضَتْ مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ.
وَقَالَ ابْنُ سُحْنُونٍ: مَاتَ فِي حَادِي عَشَرَ رَبِيعٍ الأَوَّلِ.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: مَاتَ لِثَلاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ.
وَاتَّفَقُوا عَلَى سَنَةِ تِسْعٍ.
وَمَنَاقِبُ مَالِكٍ وَسِيرَتُهُ يَطُولُ شَرْحُهَا، وَقَدْ أَفْرَدْتُ لَهُ تَرْجَمَةً فِي جُزْءٍ ضَخْمٍ، وكذا أفردت مَا وَقَعَ لِي عَالِيًا مِنْ حَدِيثِهِ فِي جُزْءٍ.
وَقَدْ سَمِعْنَا مُوَطَّأَ ابْنِ مُصْعَبٍ عَنْهُ بِالإِجَازَةِ الْعَالِيَةِ، أَوْ مُوَطَّأَ الْقَعْنَبِيِّ، وَمُوَطَّأَ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ، وَمُوَطَّأَ سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ الثَّلاثَةِ بِالاتِّصَالِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
248-
مُبَارَكُ بْنُ سُحَيْمٍ الْبَصْرِيُّ1 -ق.
لَهُ نُسْخَةٌ عَنْ مَوْلاهُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ.
رَوَى عَنْهُ: سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنُ أَبِي سَمِينَةَ، وَحَفْصُ بْنُ عَمْرٍو الرَّبَالِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ بِضْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ هَالِكٌ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مَا أَعْرِفُ لَهُ حَدِيثًا صَحِيحًا.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: عَرَضْتُ عَلَى أَبِي أَحَادِيثَ مبارك بن سحيم التي أخبرنا بِهَا سُوَيْدٌ، فَأَنْكَرَهَا وَلَمْ يَحْمَدْهُ، وَأَظُنُّهُ قَالَ: ليس بثقة.
1 انظر الجرح والتعديل "8/ 341"، والتاريخ الكبير "7/ 427"، والمجروحين لابن حبان "3/ 23"، والضعفاء لابن عدي "6/ 2322، 2324".
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
الْعُقَيْلِيُّ: نَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، نَا عَلِيُّ بْنُ الدِّرْهَمِيِّ، نَا مُبَارَكٌ أَبُو سُحَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"ما من قبيلتين مسلمتين التقيتا بِأَسْيَافِهِمَا إِلا كَانَ الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ"1.
249-
مبارك بن سعيد بن مسروق الثوري2 -د. ت.
أبو عبد الرحمن الكوفي الضرير، أَخُو سُفْيَانَ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأَخِيهِ، وَعَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، وَمُوسَى الْجُهَنِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيِّ.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ، وَأَبُو عُبَيْدٍ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ الْخَرَّازُ، وَالْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ السَّكُونِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ مُطَيَّنٌ: مَاتَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
250-
الْمُبَارَكُ بْنُ مُجَاهِدٍ3.
أَبُو الأَزْهَرِ الْمَرْوَزِيُّ، نَزِيلُ الرِّيِّ.
عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ.
وَعَنْهُ: سَلَمَةُ الأَبْرَشُ، وَعِصَامُ بْنُ يُوسُفَ الْبَلْخِيُّ.
قَالَ قتيبة: كان قدريًّا، وضعفه جدًّا.
1 "إسناده ضعيف": أخرجه العقيلي في الضعفاء "4/ 223"، وفي إسناده صاحب الترجمة انظر كلام العلماء عليه.
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 385"، والجرح والتعديل "8/ 339"، والثقات لابن حبان "9/ 190"، وتهذيب الكمال "3/ 1301".
3 انظر الجرح والتعديل "8/ 340، 341"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 427"، والمجروحين لابن حبان "3/ 23".
251-
مُجَاشِعُ بْنُ عَمْرٍو1.
عَنْ: لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَهَارُونَ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَقَّاصِيُّ، وَيَزْدَادُ بْنُ أَسَدٍ الدَّيْنَوَرِيُّ.
كَذَّبَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ، كَذَا نَقَلَهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ.
مَجْمَعُ بْنُ أَيُّوبَ -د. ت.
مَرَّ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ.
252-
مُحْرِزُ، وَيُقَالُ مُحَرَّرُ بِالإِهْمَالِ، بْنُ هَارُونَ الْقُرَشِيُّ التميمي2 الْمَدَنِيُّ -ت.
عِنْدَهُ ثَلاثَةُ أَحَادِيثَ عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَعَنْهُ: ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، ويعقوب بن محمد الزهري، وأبو مصعب الزهري.
قال البخاري: منكر الحديث.
وقد حسن له، الترمذي، ووهاه غيره، والجمهور على تضعيفه.
253-
محمد بن أبان بن صالح3.
أبو عمر الجعفي، مولاهم الكوفي، جد عبد الله بن عمر مشكدانة روى عن: عاصم بن بهدلة حروفة.
روى عن: أبي إسحاق، وحماد بن أبي سليمان.
وعنه: نعيم بن يحيى السعيدي، والطيالسيان، ويحيى الحماني، وعبد الحميد بن صالح، وغيرهم.
1 انظر الجرح والتعديل "8/ 390"، والمجروحين لابن حبان "3/ 18، 19"، والضعفاء للعقيلي "4/ 264"، ولابن عدي "6/ 2449".
2 انظر الجرح والتعديل "8/ 345"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 22"، والمجروحين لابن حبان "3/ 19"، والضعفاء لابن عدي "6/ 2434".
3 الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 385"، والجرح والتعديل "7/ 199"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 34".
ضعفه ابن معين، وأبو داود.
ويقال أيضا القرشي، لأن ولاءه لعثمان بن عفان.
مات سنة إحدى وسبعين ومائة.
وأما أبوه فثقة يروي عن مجاهد.
254-
مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دِينَارٍ الْمَدَنِيُّ الْفَقِيهُ1 -خ.
كَانَ يُفْتِي فِي حَيَاةِ مَالِكٍ، وَمَاتَ بَعْدَهُ.
يُؤَخَّرُ.
255-
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ الزُّبَيْدِيُّ الْكُوفِيُّ2.
عَنْ: مَنْصُورٍ، وَلَيْثٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ.
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَعَبَّادُ الرَّوَاجِنِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: شِيعِيٌّ.
قُلْتُ: لَهُ فِي خَصَائِصِ عَلِيٍّ شَيْءٌ.
256-
مُحَمَّدُ بْنُ أَنَسٍ الْكُوفِيُّ3 -د.
مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، سَكَنَ الدِّينَوَرَ، وَرَوَى عَنْ: حصين بن عبد الرحمن، وسهيل بن أبي صَالِحٍ، وَالأَعْمَشِ.
وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ الْقَطَّانُ، وإيراهيم بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ.
صَدُوقٌ اسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ.
وَحَدَّثَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَدْ تَفَرَّدَ بأحاديث ولم يترك، وجرير الضبي عمه.
1 انظر الجرح والتعديل "7/ 184"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 25"، والثقات لابن حبان "9/ 39".
2 انظر الجرح والتعديل "7/ 188"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 36"، والثقات لابن حبان "9/ 41".
3 انظر الجرح والتعديل "7/ 207"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 41"، وتهذيب الكمال "3/ 1176".
257-
مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسَ1.
أَبُو بَكْرٍ الْجُبْلانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ.
عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: أَبُو مُسْهِرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الصُّورِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ، وَأَبُوهُ صَالِحُ الْحَدِيثِ.
258-
مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْعَبْدِيُّ2.
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ.
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَمْرِو بْنِ دينار، وَنَافِعٍ الْعُمَرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: خلف الْبَزَّارِ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، وَقُتَيْبَةُ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَمِمَّنْ حَدَّثَ عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، لَكِنْ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ، عَامَّةُ أَحَادِيثِهِ لا يُتَابَعُ عَلَيْهَا.
مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ -ت.
قَدْ ذُكِرَ، وَهُوَ قديم الموت.
259-
محمد بن جابر اليمامي3 -د. ق.
الضرير الحنفي السحيمي، أخو أيوب بن جابر.
1 انظر الجرح والتعديل "7/ 197"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 30"، والثقات لابن حبان "7/ 385".
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 370"، والجرح والتعديل "7/ 216"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 50، 51"، والمجروحين لابن حبان "2/ 251".
3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "5/ 556"، والجرح والتعديل "7/ 219، 220"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 53".
رَوَى عَنْ: قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ.
وَعَنْهُ: أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ: وَهُوَ مِنْ شُيُوخِهِ، وَابْنُ عَوْنٍ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَسُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، ومسدد، ولوين، وإسحاق بن أبي إِسْرَائِيلَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ الْمَكِّيُّ، وَعِدَّةٌ.
وَأَصْلُهُ كُوفِيٌّ فِيمَا قِيلَ.
وَضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَالنَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُمَا.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سَاءَ حِفْظُهُ فِي الآخِرِ، وَذَهَبَتْ كُتُبُهُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ، وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: قَدِمَ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ وَهُوَ يُحَدِّثُ بِمَكَّةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، فَقَالَ: يَا شَيْخُ حَدِّثْ مِنْ كُتُبِكَ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قِيلَ لَهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، فَأَرْسَلَ لَهُ كُتُبَهُ.
قال إسحاق بن إِسْرَائِيلَ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، نَا قَيْسُ بْنُ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي مَسِّ الذَّكَرِ قَالَ:"إِنَّمَا هُوَ مِنْكَ"1.
بُنْدَارٌ، نَا غُنْدَرٌ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ، بِهَذَا.
وَرَوَاهُ قَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْهُ.
وَقَالَ محمد بن عمرو، عن بْنِ أَبِي مَذْعُورٍ: نَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وَرَوَاهُ عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ، وَغَيْرُهُمَا، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ.
260-
مُحَمَّدُ بْنُ دَابٍ الْمَدَنِيُّ2 -د. ت.
1 "حديث صحيح": أخرجه أحمد "4/ 22"، وأبو نعيم في الحلية "7/ 103"، والدارقطني في السنن "1/ 149".
2 انظر الجرح والتعديل "7/ 250"، وتهذيب الكمال "3/ 1195"، وميزان الاعتدال "7/ 250"، والمغني في الضعفاء "2/ 577".
عَنْ: صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَاصِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سلام الجمحي.
كذبه أبو زرعة، وابن حيان.
وَعِيسَى بْنُ دَابٍ، مَرَّ.
261-
مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ الأزدي الطاحي البصري1 -د. ت.
أبو بكر.
عن: يونس بن عبيد، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَمَعْمَرٍ.
وَعَنْهُ: عَفَّانُ، وَالْقَعْنَبِيُّ وقتيبة، محمد بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حَسَّابٍ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوقٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يَنْفَرِدُ بِأَشْيَاءَ، وَهُوَ صدوق.
262-
محمد بن زياد اليشكري2 -ت.
أَبُو مُصْعَبٍ الْكُوفِيُّ الطَّحَّانُ، وَيُعْرَفُ أَيْضًا بِالْمَيْمُونِيُّ رَوَى عَنْ: مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، وَأَبِي ظِلالٍ الْقَسْمَلِيِّ، وَأَبِي عَجْلانَ.
وَعَنْهُ: شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَعُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، وَالرَّبِيعُ بْنُ ثَعْلَبٍ.
قَالَ أَحْمَدُ: كَذَّابٌ أَعْوَرُ يَضَعُ الحديث.
وقال الفلاس: سمعته يقول: أنا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا:"زَيِّنُوا مَجَالِسَ نِسَائِكُمْ بِالْمِغْزَلِ"3.
ثُمَّ قَالَ الْفَلاسُ: هو كذاب.
1 انظر الجرح والتعديل "7/ 249"، والتاريخ الكبير "1/ 77"، والثقات لابن حبان "7/ 419"، وتهذيب الكمال "3/ 1196".
2 انظر الجرح والتعديل "7/ 258"، والتاريخ الكبير "1/ 83"، والمجروحين لابن حبان "2/ 250"، والضعفاء لابن عدي "6/ 2140".
3 "حديث موضوع": أخرجه ابن عدي في الكامل "6/ 2141"، وفي إسناده صاحب الترجمة كذبه العلماء.
وَقَالَ الْجُوزْجَانِيُّ: كَانَ كَذَّابًا خَبِيثًا.
قُلْتُ: وَلَهُ بِهَذَا الإِسْنَادِ: "اتَّخِذُوا الْحَمَامَ الْمَقَاصِيصَ فَإِنَّهَا تُلْهِي الْجِنَّ عَنْ صِبْيَانِكُمْ"1.
وَبِهِ قَالَ: "سَمْنُ الْبَقَرِ وألبانها وَلُحُومُهَا دَاءٌ"2.
263-
مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ3.
هُوَ أَمِيرُ الْبَصْرَةِ، وَابْنُ عَمِّ الْمَنْصُورِ وَالَّذِي ثَبَّتَ دَوْلَتَهُمْ بِعَدْلِهِ وَبَلائِهِ يَوْمَ بَاخَمْرَا وَكَانَ قَتْلُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ عَلَى يَدِهِ.
وَوَلِيَ أَيْضًا إِمْرَةَ فَارِسٍ وَكَانَ بَطَلا شُجَاعًا مُمَدَّحًا وَكَانَ الرَّشِيدُ يُجِلُّهُ وَيُبَالِغُ فِي إِكْرَامِهِ.
وَقَدْ وَلِيَ أَيْضًا الْكُوفَةَ قِيلَ إِنَّ الرَّشِيدَ اسْتَوْلَى عَلَى تَرِكَتِهِ وَاصْطَفَاهَا، فَكَانَتْ بنحو خمسين ألف وألف درهم.
وكان مَوْلِدُهُ، بِالْحُمَيْمَةِ مِنَ الشَّامِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ الْخَطِيبُ: كَانَ عَظِيمَ قَوْمِهِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ فِي مَسْحِ "رَأْسِ الصَّبِيِّ، مُنْقَطِعٌ" سَمِعَ مِنْهُ: صَالِحٌ النَّاجِيُّ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ قِبَلِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ "بْنِ عَلِيٍّ إِلَى الأَعْمَشِ" يُسَلِّمُ عَلَيْهِ وَيَسْتَعْرِضُ حَوَائِجَهُ فَسَكَتَ الأَعْمَشُ وَقَالَ: قَدْ عَلِمَ حَالَ النَّاسِ وَمَا نُحِبُّ أَنْ نُعْلِمَهُ بِشَيْءٍ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أربعمائة درهم.
1 "حديث موضوع": أخرجه ابن عدي في الكامل "6/ 2141"، وانظر ما سبق، وللمزيد انظر الضعيفة "18".
2 "إسناده موضوع وقد صح بلفظ آخر": أخرجه ابن عدي في الكامل "6/ 2141"، وانظر ما سبق، وقد صح بلفظ:"ألبان البقر شفاء وسمنها دواء ولحومها داء"، أخرجه الطبراني وانظر الصحيحة "1533".
3 انظر التاريخ الكبير للبخاري "1/ 97، 98"، والتاريخ للطبري "10/ 398"، ولسان الميزان "5/ 188".
حَكَى الْعُمَرِيُّ الْكَاتِبُ أَنَّ رَجُلا ادَّعَى النُّبُوَّةَ أَيَّامَ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، فَأُدْخِلَ إِلَيْهِ وَهُوَ مُقَيَّدٌ، فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ نَبِيٌّ.
قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: وَيْلَكَ مَنْ غَرَّكَ؟ قَالَ: أَبِهَذَا تُخَاطِبُ الأَنْبِيَاءَ يَا جَاهِلُ؟ وَاللَّهِ لَوْلا أَنِّي مُقَيَّدٌ لأَمَرْتُ جِبْرِيلَ أَنْ يُدَمْدِمَهَا عَلَيْكَ.
قَالَ لَهُ: فَالْمُوثَقُ لا يُجَابُ؟ قَالَ: أَجَلْ، الأَنْبِيَاءُ خَاصَّةً إِذَا قُيِّدَتْ لَمْ يَرْتَفِعْ دُعَاؤُهَا.
فَضَحِكَ وَقَالَ: مَتَى قُيِّدْتَ؟ قَالَ: الْيَوْمُ. قَالَ: فَنَحْنُ نُطْلِقُكَ وَتَأْمُرَ جِبْرِيلَ فَإِنْ أَطَاعَكَ آمَنَّا بِكَ.
قَالَ: صَدَقَ اللَّهُ. فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ فَإِنْ شِئْتَ فَافْعَلْ.
فَأُطْلِقَ، فَلَمَّا وَجَدَ رَائِحَةَ الْعَافِيَةِ قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، وَمَدَّ بِهَا صَوْتَهُ، ابْعَثُوا مَنْ شِئْتُمْ، فَمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ عَمَلٌ، هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ فِي عِشْرِينَ أَلْفًا، وَدَخْلُهُ كُلُّ يَوْمٍ مِائَةُ أَلْفٍ، وَأَنَا وَحْدِي، مَا ذَهَبَ لَكُمْ فِي حَاجَةٍ إِلا كَشْحَانُ.
أَبُو الْعَيْنَاءِ قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ: دَخَلَ فَزَارَةُ صَاحِبُ الْمَظَالِمِ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ يَعُودُهُ، فَقَالَ لَهُ: خُذْ مِنَ الْخِلَّنْجِينَ مِقْدَارَ فَارَةٍ، وَمِنْ دَوَاءِ الْكُرْكُمِ مِقْدَارَ خُنْفُسَاءَ، وَسَوِّطْهُ بِمِقْدَارِ مِحْجَمَةٍ مِنْ مَاءٍ، فَإِذَا صَارَ كَالْمُخَاطِ فَتَحَسَّاهُ.
فَقَالَ: أَفْعَلُ إِنْ غُلِبْتُ عَلَى عَقْلِي، وَإِلا فَلا.
قَالَ: تَجَلَّدْ، أَعَزَّكَ اللَّهُ.
قَالَ: الصَّبْرُ عَلَى مَا بِي أَهْوَنُ.
قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَتَكِيُّ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ مَوْلَى آلِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: لَمَّا احْتَضَرَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ كَانَ رَأْسُهُ فِي حِجْرِ أَخِيهِ جَعْفَرٍ، فَقَالَ جعفر: وا انقطاع ظهري.
فقال محمد: وا انقطاع ظَهْرِ مَنْ يَلْقَى الْحِسَابَ غَدًا. يَا لَيْتَ أُمَّكَ لَمْ تَلِدْنِي، وَلَيْتَنِي كُنْتُ حَمَّالا، وَأَنِّي لَمْ أَكُنْ فِيمَا كُنْتُ فِيهِ.
وَقِيلَ: إِنَّ نُسَّاكَ الْبَصْرَةِ هَمُّوا بِتَوْبِيخِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَوَعَظَهُ وَهُوَ على المنبر، فخنقت مُحَمَّدًا الْعَبْرَةُ، فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَخْطُبَ، فَقَامَ أَخُوهُ إِلَى جَنْبِهِ، فَتَكَلَّمَ عَنْهُ فَأَحَبَّهُ النُّسَّاكُ وقالوا: مؤمن مذنب.
قال مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ: مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَاصْطَفَى الرَّشِيدُ عَامَّةَ مَا خَلَّفَ.
264-
مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي ضَمْرَةَ الْحِمْصِيُّ1.
عَنْ: نَافِعٍ الْعُمَرِيِّ، وَرَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَالْوُحَاظِيُّ يَحْيَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ بِلالٍ، وَابْنُهُ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: نَا عَنْهُ الْوُحَاظِيُّ بِأَحَادِيثَ مُسْتَقِيمَةٍ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
265-
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بن عبيد الله بن أبي مليكة القرشي2 التميمي الْمُلَيْكِيُّ الْمَدَنِيُّ.
وَهُوَ أَبُو غِرَارَةَ، زَوْجُ جَبْرَةَ الخزاعية.
وروى عَنْ: عَمِّ أَبِيهِ، وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْرَقِيُّ، وَمُسَدَّدٌ، وَالْمُقَدَّمِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَأَبُو زرعة: لا بأس به.
1 انظر الجرح والتعديل "7/ 268"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 98"، والثقات لابن حبان "7/ 434".
2 انظر التاريخ الكبير للبخاري "1/ 157، 158"، والمجروحين لابن حبان "2/ 261"، والضعفاء لابن عدي "6/ 2195".
266-
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنَ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ الْمَدَنِيُّ1.
عَاشَ بَعْدَ أَبِيهِ لَيَالِي، وَهُوَ أَصْغَرُ من أبيه بسبع عَشْرَةَ سَنَةً.
سَمِعَ: هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ وَطَبَقَتَهُ.
وَلَمْ يُحَدِّثْ عَنْهُ إِلا الْوَاقِدِيُّ.
وَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ، وَأَطْنَبَ فِي وَصْفِهِ.
وَضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
267-
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُشَيْرِيُّ الْكُوفِيُّ2 -ق.
نَزِيلُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ.
عَنْ: سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَخَالِدٍ الْحَذَّاءِ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَأَبُو ضَمْرَةَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ بِنْتَ شُرَحْبِيلَ.
وَهُوَ كَمَجْهُولٌ، وَأَحَادِيثُهُ ساقطة.
وقال ابن الجوزي: كذاب.
قلت: وهو مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
268-
مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ الْقَرَظِ بْنِ عَائِذٍ الأَنْصَارِيُّ السَّعْدِيُّ3 -ت.
مُؤَذِّنُ مَسْجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَيُلَقَّبُ بِكُشَاكِشَ.
رَوَى عَنْ: سعيد المقبري، وصالح مولى التوءمة، وأسيد البراد، وشريك بن أبي نمر.
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "5/ 417"، والجرح والتعديل "8/ 317"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 155".
2 انظر الجرح والتعديل "7/ 325"، والضعفاء للعقيلي "4/ 72"، وميزان الاعتدال للمصنف "2/ 623".
3 انظر الجرح والتعديل "8/ 43"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 185، 186"، والثقات لابن حبان "7/ 436".
وَعَنْ جَدِّهِ لأُمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ الْمُؤَذِّنِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، وَغَيْرُهُ.
وَذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الضُّعَفَاءِ، فَمَا تَكَلَّمَ فِيهِ، بَلْ ذَكَرَ لَهُ حَدِيثًا لَمْ يُتْقِنْهُ.
269-
مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ1 -م. ع.
أبو عبد الله المكي.
عَنْ: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، وَابْنِ طَاوُسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ.
وَعَنْهُ: أَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: كُتُبُهُ صِحَاحٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: ضَعِيفٌ، مَا أَضْعَفَ حَدِيثَهُ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَهُ غَرَائِبُ، وَلَمْ أَرَ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا.
قَالَ مَعْرُوفُ بْنُ وَاصِلٍ: رَأَيْتُ الثَّوْرِيَّ بَيْنَ يَدَيْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيِّ يَكْتُبُ.
وَعَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ يَقُولُ: إِذَا رَأَيْتَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ فَسَلِ اللَّهَ الْجَنَّةَ، وَإِذَا رَأَيْتَ الْعِرَاقِيَّ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
270-
مُحَمَّدُ بْنُ عُيَيْنَةَ بْنً أَبِي عمران الهلالي الكوفي2.
أخو سفيان.
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "5/ 522"، والجرح والتعديل "8/ 77"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 223، 224".
2 انظر الجرح والتعديل "8/ 42"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 204"، والثقات لابن حبان "7/ 416".
رَوَى عَنْ: أَبِي حَازِمٍ الْمَدِينِيِّ، وَعَنْ: شُعْبَةَ.
وَمَاتَ قَبْلَ أَوَانِ الرِّوَايَةِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَزَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ الْمِنْقَرِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ.
مَحَلُّهُ الصِّدْقُ.
271-
مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْفِطْرِيُّ المديني1 -م. ع.
أبو عبد الله، مَوْلَى الْفِطْرِيِّينَ مَوَالِي بَنِي مَخْزُومٍ.
عَنْ: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَيَعْقُوبَ بْنِ سَلَمَةَ اللَّيْثِيِّ، وَعَوْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، وَسَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، وَابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، وَإِسْحَاقُ الْفَرَوِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ.
وَثَّقَهُ التِّرْمِذِيُّ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ يَتَشَيَّعُ.
272-
مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ2.
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَارِثِيُّ الْكُوفِيُّ عَابِدُ أَهْلِ الْكُوفَةِ فِي زَمَانِهِ.
رَوَى عَنِ الأَوْزَاعِيِّ يَسِيرًا وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ.
قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: كَانَ إِذَا ذُكِرَ لَهُ الْمَوْتُ اضْطَرَبَتْ مَفَاصِلُهُ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: شَهِدْتُ غُسْلَ مُحَمَّدِ بْنِ النَّضْرِ، فَلَوْ سُلِخَ كُلُّ لَحْمٍ عَلَيْهِ مَا كَانَ رَطْلا.
وَعَنْ أَبِي الأَحْوَصِ سَلامِ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بن النضر جعل على نفسه
1 انظر الجرح والتعديل "8/ 82"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 237"، والثقات لابن حبان "9/ 53".
2 انظر الجرح والتعديل "8/ 110"، والتاريخ الكبير للبخاري "1/ 252"، والثقات لابن حبان "9/ 71".
أَنْ لا يَنَامَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلاثِ سِنِينَ، إِلا مَا غَلَبَتْ عَيْنُهُ.
قَالَ عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ: اخْتَفَى مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ عِنْدِي مِنَ الْوَزِيرِ يَعْقُوبَ بْنِ داود فِي هَذِهِ الْعُلِّيَّةِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَمَا رَأَيْتُهُ نَائِمًا لَيْلا وَلا نَهَارًا.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ بَكْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النَّضْرِ قَالَ: أَوَّلُ الْعِلْمِ الإِنْصَاتُ، ثُمَّ الاسْتِمَاعُ لَهُ، ثُمَّ حِفْظُهُ، ثُمَّ الْعَمَلُ بِهِ، ثُمَّ بَثُّهُ.
273-
مَرْثَدُ بْنُ عَامِرٍ الْهُنَائِيُّ1.
عَنْ: كُلْثُومَ بْنِ خَيْرٍ، وَبِشْرِ بْنِ حَرْبٍ.
وَعَنْهُ: مُسَدَّدٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَحَرَمِيُّ بْنُ حَفْصٍ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ.
سُئِلَ عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فَقَالَ: لا أَعْرِفُهُ.
274-
مَرْزُوقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ2.
بَصْرِيٌّ.
عَنِ: ابْنِ سِيرِينَ، وَقَتَادَةَ.
وَعَنْهُ: التَّبُوذَكِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَسَعْدَوَيْهِ، وَشَيْبَانُ.
صَالِحُ الْحَدِيثِ.
275-
مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ الْجُعْفِيُّ الْكُوفِيُّ3.
أَبُو سَعْدٍ.
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَالأَعْمَشِ، وَمُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ الْوَرَّاقُ، وَأَبُو غسان النهدي، وعبد العزيز بن الخطاب.
1 انظر الجرح والتعديل "8/ 300"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 416"، والثقات لابن حبان "7/ 500".
2 انظر الجرح والتعديل "8/ 264"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 384".
3 انظر الجرح والتعديل "8/ 283"، والطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 388"، وتهذيب الكمال "3/ 1322".
قال يحيى بن معين: كان من خيار عِبَادِ اللَّهِ وَكَانَ ابْنَ عَمِّ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
276-
مِسْكِينُ بْنُ صَالِحٍ1.
أَبُو حَفْصٍ الأَنْصَارِيُّ، مُؤَذِّنُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ.
عَنْ: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَعُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ.
وَعَنْهُ: بِشْرُ بْنُ الْحَكَمِ النَّيْسَابُورِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
277-
مِسْكِينُ بْنُ مَيْمُونٍ2.
مُؤَذِّنُ الرَّمْلَةِ.
عَنْ: عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَيَزِيدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ مَوْهَبٍ الرَّمَلِيُّ.
278-
مسلم بن خالد المكي الفقيه3 -د. ق.
أبو خالد الزنجي مولى بني مخزوم.
روى عن: الزهري، وابن أبي مُلَيْكَةَ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَأَبِي طُوَالَةَ، وَعُتْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَابْنِ جُرَيْجٍ.
وَرَوَى حَرْفَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْهُ، نَقَلَهُ سَمَاعًا مِنْهُ: الشَّافِعِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ الْيَرْبُوعِيُّ.
وَتَفَقَّهَ بِهِ: الشَّافِعِيُّ -وَهُوَ الَّذِي أَذِنَ لَهُ فِي الْفُتْيَا- وَرَوَى عَنْهُ: هُوَ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَالْحُمَيْدِيُّ، وَمُسَدَّدٌ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ، وَالْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، وهشام بن عمار، وعدة.
1 انظر التاريخ الكبير للبخاري "8/ 4"، والثقات لابن حبان "7/ 505".
2 انظر الجرح والتعديل "8/ 329"، وميزان الاعتدال "4/ 101".
3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "5/ 499"، والجرح والتعديل "8/ 183"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 260".
قَالَ ابن مَعِين: لَيْسَ بِهِ بأس.
وقال الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حَسَنُ الْحَدِيثِ، أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ.
قَالَ سُوَيْدُ: سُمِّيَ الزَّنْجِيُّ لِسَوَادِهِ، خَالَفَهُ ابْنُ سَعْدٍ، وَغَيْرُهُ فَقَالُوا: كَانَ أَشْقَرَ، وَلُقِّبَ بِالزَّنْجِيِّ بِالضِّدِّ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْرَقِيُّ: كَانَ فَقِيهًا عَابِدًا يَصُومُ الدَّهْرَ وَقَالَ أَبُو داود: ضَعِيفٌ.
قُلْتُ: مولده سنة مائة، ومات سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ: كَانَ مُسْلِمٌ الزَّنْجِيُّ فَقِيهَ مَكَّةَ، وَإِنَّمَا الزَّنْجِيُّ لِأَنَّهُ كَانَ أَشْقَرَ مِثْلَ الْبَصَلَةِ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: هُوَ إِمَامٌ فِي الْفِقْهِ، كَانَ أَبْيَضَ مُشْرَبًا حُمْرَةً، وَإِنَّمَا لُقِّبَ بِالزَّنْجِيِّ لِمَحَبَّتِهِ التَّمْرَ.
قَالَتْ جَارِيَتُهُ: مَا أَنْتَ إِلا زَنْجِيٌّ لِأَكْلِ التَّمْرِ.
279-
مُسْلِمَةُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَجَلِيُّ الأَحْمَسِيُّ الْكُوفِيُّ الأَعْوَرُ1.
عَنِ: الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَعَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، وَأَرْطَأَةَ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَمَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى.
ضَعَّفَهُ أَبُو الْفَتْحِ الأزدي.
روى في "ناكح يده".
1 انظر الجرح والتعديل "8/ 267"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 388"، والثقات لابن حبان "9/ 180".
280-
مُسْلِمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ الْمَازِنِيُّ1.
أَبُو مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ إِمَامُ مَسْجِدِ داود بْنِ أَبِي هِنْدٍ.
رَوَى عَنْ: يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، وداود.
وَعَنْهُ: سُلَيْمَانُ الشَّاذَكُونِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعيِنٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ضَعِيفٌ، يُحَدِّثُ عَنْ داود بِمَنَاكِيرَ.
لَمْ يَكُنْ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ بِالرَّاضِي عَنْهُ.
281-
مُسْلِمَةُ بْنُ قَعْنَبٍ2 -د.
عَنْ: أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ.
وَعَنْهُ: ابْنَاهُ إِسْمَاعِيلُ، وَعَبْدُ اللَّهِ الْقَعْنَبِيُّ، وَيُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ السَّهْمِيُّ.
وَهُوَ صَدُوقٌ.
282-
مَطَرُ بْنُ عبد الرحمن العنزي3 -د.
أبو عبد الرحمن الأعنق، شَيْخٌ بَصْرِيٌّ مُعَمِّرٌ.
رَوَى عَنْ: أَبِي الْعَالِيَةَ الرِّيَاحِيِّ، وَالْحَسَنِ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، وَجَدَّتِهِ أُمِّ أَبَانٍ بِنْتِ الْوَازِعِ.
وَعَنْهُ: أَبُو داود الطَّيَالِسِيُّ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصدق.
1 انظر الجرح والتعديل "8/ 267، 268"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 388"، والثقات لابن حبان "9/ 180".
2 انظر الجرح والتعديل "8/ 269"، والثقات لابن حبان "7/ 490"، وتهذيب الكمال للمزي "3/ 1334".
3 انظر الجرح والتعديل "8/ 288"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 401"، والثقات لابن حبان "9/ 189".
283-
مُشْمَعِلُّ بْنُ مِلْحَانَ1.
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطَّائِيُّ الْكُوفِيُّ.
عَنْ: حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو.
وَعَنْهُ: أَبُو الْعَوَّامِ الرِّيَاحِيُّ، وَأَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ آدَمَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ.
وَضَعَّفَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ.
284-
مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الضَّالُّ2.
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الثَّقَفِيُّ الْبَصْرِيُّ، ضَلَّ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فَلُقِّبَ بِالضَّالِّ.
رَوَى عَنْ: بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَالْحَسَنِ، وَابْنِ بُرَيْدَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَقُتَيْبَةُ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حَسَّابٍ بن وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْحَرَشِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الفراء، ولوين.
وهو من موالي أبي بكر الثَّقَفِيِّ.
وَيُقَالُ: إِنَّهُ حَجَّ وَكَانَ فِي رِفْقَتِهِ آخَرُ اسْمُهُ بِاسْمِهِ فَكَانُوا رُبَّمَا نَادَوْا هَذَا، فَيُجِيبُ هَذَا، فَقَالُوا: الضَّالُّ، لِيُفَرِّقُوا بَيْنَهُمَا.
حَكَى مَعْنَى ذَلِكَ أَبُو حَاتِمٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَا أَثْبَتَ حَدِيثَهُ، مَا أَصَحَّ حَدِيثَهُ.
فَقِيلَ لِأَحْمَدَ: بَعْضُ مَا رَوَاهُ عَنْ عَطَاءٍ لَمْ يَسْمَعْهُ، فَأَنْكَرَ هذا.
1 انظر الجرح والتعديل "8/ 417"، والثقات لابن حبان "7/ 517"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 46".
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 285"، والجرح التعديل "8/ 381"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 337".
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَأَنْكَرَ عَلَى الْبُخَارِيِّ إِخْرَاجَهُ فِي "الضُّعَفَاءِ".
قُلْتُ: لَمْ أَرَهُ فِي الضُّعَفَاءِ لِلْبُخَارِيِّ، فَلَعَلَّهُ أَسْقَطَهُ بَعْدُ.
وَقِيلَ: أَنَّ أَبَا حَاتِمٍ قَالَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَلَمْ يَذْكُرْهُ الْعُقَيْلِيُّ، وَلا الدُّولابِيُّ، وَلا أَحَدٌ فِي الضُّعَفَاءِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَلَكِنْ مَا خَرَّجَ لَهُ أَحَدٌ مِنَ السِّتَّةِ، بَلْ عَلَّقَ لَهُ الْبُخَارِيُّ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِينَ.
285-
مُعَاوِيَةُ بْنُ مَيْسَرَةَ1.
عَنِ: الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ.
وَعَنْهُ: قُتَيْبَةُ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، وَجَمَاعَةٌ.
وَهُوَ حَفِيدُ شُرَيْحٍ قَاضِي الْكُوفَةَ.
بَقِيَ إِلَى حُدُودِ سَنَةِ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
- مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ.
مَرَّ.
286-
مُعَاوِيَةُ بْنُ يحيى2 -س. ق.
أبو مطيع الأطرابلسي ثم الدمشقي.
عَنْ: أَبِي الزِّنَادِ، وَخَالِدٍ الْحَذَّاءِ، وَأَرْطَأَةَ بْنِ الْمُنْذِرِ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِّيسِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَرَادِيسِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ.
قَالَ دُحَيْمٌ، وَغَيْرُهُ: لا بَأْسَ به.
1 انظر الجرح والتعديل "8/ 386"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 336"، والثقات لابن حبان "7/ 469".
2 انظر الجرح والتعديل "8/ 384"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 336"، والمجروحين لابن حبان "2/ 168".
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
قُلْتُ: لَهُ غَرَائِبُ وَأَفْرَادٌ، وَقَدْ قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ أَكْثَرُ مَنَاكِيرَ مِنَ الصَّدَفِيِّ.
قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ الصَّدَفِيَّ ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الْغِلابِيُّ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: إِنَّ الطَّرَابُلُسِيَّ أَقْوَى مِنَ الصَّدَفِيِّ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَبُو مُطِيعٍ هَذَا ثِقَةٌ مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ.
وَكَذَا وَثَّقَهُ صَالِحٌ جَزَرَةُ، وَأَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ.
وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ: ضَعِيفٌ.
رَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: صَالِحٌ لَيْسَ بِذَاكَ. وَقَدْ خَبَطَ ابْنُ حِبَّانَ وَخَلَطَ تَرْجَمَةَ هَذَا بهذا في كتاب الضعفاء.
وهو دِمَشْقِيٌّ نَزَلَ طَرَابُلُسَ.
287-
مَعْرُوفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ1.
أَبُو الْخَطَّابِ الْخَيَّاطُ، أَحَدُ الضُّعَفَاءِ.
مَوْلَى عُبَيْدٍ الأُمَوِيِّ الأَعْوَرِ، وَقِيلَ بَلْ هُوَ مِنْ موالي واثلة بْنِ الأَسْقَعِ.
رَوَى عَنْ: وَاثِلَةَ.
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَيَحْيَى بْنُ بِشْرٍ الْحَرِيرِيُّ، وَلُوَيْنُ، وَدُحَيْمٌ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَآخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ شَيْخُ ابْنُ جَوْصَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الْخَيَّاطُ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ: مَعْرُوفٌ أَبُو الْخَطَّابِ مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ، رَأَى وَاثِلَةَ يَشْرَبُ الْفُقَّاعَ.
وَسَاقَ ابْنُ عَدِيٍّ لَهُ عِدَّةَ أَحَادِيثَ وَقَالَ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ.
وَذَكَرَ مُسْلِمٌ، وَأَصْحَابُ الْكُنَى أَنَّ مَعْرُوفًا رَأَى وَاثِلَةَ.
وَسَأَلَ ابْنَ أَبِي حَاتِمٍ أَبَاهُ عَنْهُ فقال: ليس بقوي.
1 انظر الجرح والتعديل "8/ 322"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 413، 414"، والثقات لابن حبان "5/ 439".
288-
مُعَلَّى بْنُ هِلالٍ الْكُوفِيُّ الطحان1 -ق.
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْغُدَانِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ زُرَارَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَحْمَدُ: كَذَّابٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: مَعْرُوفٌ بِوَضْعِ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: تَرَكُوهُ.
وَقِيلَ إِنَّهُ كَانَ مُتَعَبِّدًا يُصَلِّي فِي الْيَوْمِ مِائَةَ رَكْعَةٍ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مُعَلَّى الطَّحَّانِ بِبَعْضِ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ فَقَالَ: مَا أَحْوَجَ صَاحِبَ هَذَا إِلَى أَنْ يُقْتَلَ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ مَرَّةً: كَذَّابٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الثِّقَاتِ، وَكَانَ غَالِيًا فِي التَّشَيُّعِ يَشْتُمُ الصَّحَابَةَ، لا تَحِلُّ الرِّوَايَةُ عَنْهُ بِحَالٍ.
خَالِدُ بْنُ مِرْدَاسٍ. نَا مُعَلَّى بْنُ هِلالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ:"نَهَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ يَكُونَ الإِمَامُ مُؤَذِّنًا".
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُعَلَّى ذَاهِبُ الْحَدِيثِ، ثنا ابن أبي القاضي، ثنا محمد ين يَعْلَى الْهَرَوِيُّ، نَا الْمُعَلَّى بْنُ هِلالٍ، عَنْ سليمان التميمي، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا:"أَنَّ مَلَكًا مُوَكَّلا بِالْقُرْآنِ، فَمَنْ قَرَأَهُ فَلَمْ يُقِمْهُ قَوَّمَهُ الْمَلَكُ، ثُمَّ رفعه مقومًا"2.
1 انظر الجرح والتعديل "8/ 331"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 396"، والمجروحين لابن حبان "3/ 16".
2 "إسناده موضوع": أخرجه ابن حبان في المجروحين "3/ 17"، وفي إسناده معلى بن هلال كذبه العلماء.
289-
الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ حِزَامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ الأَسَدِيُّ الحزامي1.
المدني -ع- ويلقب بقصي.
عَنْ: أَبِي الزِّنَادِ وَهُوَ مُكْثِرٌ عَنْهُ، وَعَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، وَالْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، وَعَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَقُتَيْبَةُ، وَآخَرُونَ.
وَهُوَ ثِقَةٌ، شَرِيفٌ، كَبِيرُ الْقَدْرِ.
قِيلَ: كَانَ عَلامَةً بِالنَّسَبِ.
قَالَ أَبُو داود: لا بَأْسَ بِهِ.
وَعَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
قُلْتُ: حَدِيثُهُ مُتَّفقٌ عَلَيْهِ، لَكِنْ لَهُ مَا يَنْفَرِدُ بِهِ وَيُنْكَرُ عَلَيْهِ.
فَمِنْ ذَلِكَ: عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا:"قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ"2. أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ: إِنَّ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ قَالَ: لَيْسَ فِي الْبَابِ أَصَحُّ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ.
وَبِهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "اتَّقُوا الْمَجْذُومَ كَمَا يُتَّقَى الأَسَدُ"3. وَهَذَا بِمَا لَمْ يتابع عليه.
1 انظر الطبقات" الكبرى لابن سعد "6/ 421"، والجرح والتعديل "8/ 225"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 321"، وتهذيب الكمال "3/ 1362".
2 "حديث صحيح": أخرجه مسلم "5/ 128"، وأبو داود "3608"، وابن ماجه "2370"، وأحمد "1/ 248، 315".
3 "حديث حسن": أخرجه البخاري في تاريخه الكبير "1/ 155، 460"، والخطيب في تاريخه "2/ 307"، وانظر الصحيحة "2/ 424"، نعم له شاهد عند البخاري "10/ 132"، بلفظ:"فر من المجذوم كما تفر من الأسد".
أَمَّا:
مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ.
فَسَيُذْكَرُ في الطبقة الآتية.
290-
مفضل بن صالح1 -ت.
أَبُو جَمِيلَةَ النَّخَّاسُ، الْكُوفِيُّ وَيُكْنَى أَيْضًا أَبَا علي.
رَوَى عَنْ: أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْوَلِيدِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ الْوَرَّاقُ، وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدَّهَّانُ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ، وَغَيْرُهُ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الْمَقْلُوبَاتِ عَنِ الثِّقَاتِ حَتَّى يَسْبِقَ إِلَى الْقَلْبِ أنه المعتمد لذلك.
291-
المفضل بن يونس الكوفي2 -د.
أبو يونس الجعفي.
عَنِ: الأَوْزَاعِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، وَأَبِي جَنَابٍ الْوَلِيدِ بْنِ بُكَيْرٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو أُسَامَةَ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَهُمَا أَكْبَرُ مِنْهُ، لَكِنَّهُ مَاتَ شَابًّا.
وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْقَتَّادُ، وَخَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ ثُمَّ قَالَ: لَمَّا نُعِيَ الْمُفَضَّلُ لابْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: وَكَيْفَ تَقَرُّ الْعَيْنُ بَعْدَ الْمُفَضَّلِ؟ قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي "سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ".
1 انظر الجرح والتعديل "8/ 316"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 405"، والمجرحين لابن حبان "3/ 22".
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 381"، والجرح والتعديل "8/ 317"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 406"، والثقات لابن حبان "9/ 184".
مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
292-
الْمُنْذِرُ بْنُ زِيَادٍ1.
أَبُو يَحْيَى الطَّائِيُّ الْبَصْرِيُّ.
سَمِعَ: مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ، وَعَمْرَو بْنَ دِينَارٍ، وَزَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ، وَالْوَلِيدَ بْنَ سَرِيعٍ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ صبهان، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبَّادِيُّ، وَأَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ، وَيَزِيدُ بْنُ النَّضْرِ، وَآخَرُونَ.
لَهُ مَنَاكِيرُ قَلِيلَةٌ.
قَالَ أَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ: كَانَ كَذَّابًا.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
293-
الْمُنْذِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المنذر بن الْمُغِيرَةِ الْقُرَشِيُّ الأَسَدِيُّ الْحِزَامِيُّ الْمَدَنِيُّ2.
وَالِدُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُنْذِرِ.
عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، وَداود بْنِ قَيْسٍ الْفَرَّاءِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَأَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، وَمُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، وَالْوَاقِدِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَلَمْ يَلْحَقِ ابْنُهُ السَّمَاعَ مِنْهُ، وَكَانَ مِنْ سَرَوَاتِ قُرَيْشٍ وَفُضَلائِهَا لَهُ وَرَعٌ وَعِبَادَةٌ، دَعَاهُ الْمَهْدِيُّ إِلَى قَضَاءِ الْمَدِينَةِ فَامْتَنَعَ.
وَرَوَى قُدَامَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنَهُ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، فَيُؤَخَّرُ وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ.
294-
مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ الْكُوفِيُّ3 -د. ت. ن.
1 انظر الجرح والتعديل "8/ 243"، والمجروحين لابن حبان "3/ 37"، والضعفاء لابن عدي "6/ 2365".
2 انظر الجرح والتعديل "8/ 243"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 359"، والثقات لابن حبان "7/ 158".
3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 382"، والجرح والتعديل "8/ 170"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 348".
عَنْ: مُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ، وَالْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، وَحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَمَعْنٌ الْقَزَّازُ، وَسَعْدَوَيْهِ، وَداود بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، كَانَ مِنَ الشِّيعَةِ الْكِبَارِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
295-
مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ1.
أَبُو رِيَاحٍ، شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ، سَكَنَ مَرْوَ، مِنْ مَوَالِي عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَزَعَمَ أَنَّهُ لَقِيَ الصَّحَابَةَ.
يَرْوِي عَنْ: أَبِي أُمَامَةَ، وَابْنِ عَمْرٍو أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَطَاوُسٍ، وَمَكْحُولٍ، وَغَيْرِهِمْ.
هَكَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ.
وَعَنْهُ: سَلَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَمُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ الْمَرْوَزِيَّانِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْخَانِيُّ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَهُ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ نُسْخَةٌ مَوْضُوعَةٌ نَحْوَ ثَلاثِمِائَةِ حَدِيثٍ، لا تَحِلُّ الرِّوَايَةُ عَنْهُ.
وَقَالَ قُتَيْبَةُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ هَارُونَ يَقُولُ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو رِيَاحٍ بَلْخَ كَانَ يَرْوِي عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، فَخَرَجَ أَطْرُوشٌ بِالسَّحَرِ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ هَذَا الَّذِي لَقِيَ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ.
296-
مَنْصُورٌ.
أَبُو أُمَيَّةَ.
عَنْ: مَوْلاهُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَرَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، وَمَكْحُولٍ.
وَعَنْهُ: داود بْنُ رُشَيْدٍ، وَعَبْدُ الجبار بن عاصم النسائي.
1 انظر الجرح والتعديل "8/ 175، 176"، والمجروحين لابن حبان "3/ 39"، وميزان الاعتدال "4/ 185، 186".
297-
مَنْصُورٌ النَّمِرِيُّ الشَّاعِرُ1.
مِنْ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ، يُعَدُّ مِنْ طَبَقَةِ سَلْمٍ الْخَاسِرِ، وَمَرْوَانَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ.
وَمِنْ شِعْرِهِ فِي الرَّشِيدِ:
مَا تَنْقَضِي حَسْرَةٌ مِنِّي وَلا جَزَعُ
…
إِلا ذَكَرْتُ شَبَابًا لَيْسَ يَرْتَجِعُ
مَا كُنْتُ أُوفِي شَبَابِي كُنْهَ غُرَّتِهِ
…
حَتَّى انْقَضَى فَإِذَا الدُّنْيَا لَهُ تَبَعُ
مِنْهَا:
إِنَّ الْمَكَارِمَ وَالْمَعْرُوفَ أَوْدِيَةٌ
…
أَحَلَّكَ اللَّهُ مِنْهَا حَيْثُ تَجْتَمِعُ
وَيُقَالُ: إِنَّ هَارُونَ الرَّشِيدَ أجازه بمائة ألف.
وهو القائل فيه:
جَعَلَ الْقُرْآنَ إِمَامَهُ وَدَلِيلَهُ
…
لَمَّا تَخَيَّرَهُ الْقُرْآنُ إماما
298-
المنكدر بن محمد بن المنكدر التميمي الْمَدَنِيُّ2 -ت.
عَنْ: أَبِيهِ، وَالزُّهْريِّ، وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ.
ضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ رَجُلا صَالِحًا كَثِيرَ الْخَطَأِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: قَطَعَتْهُ الْعِبَادَةُ عَنْ مُرَاعَاةِ الْحِفْظِ.
مَاتَ سَنَةَ ثمانين ومائة.
299-
مهدي بن ميمون3 -ع.
1 انظر تاريخ الطبري "8/ 240، 262"، وتاريخ بغداد "13/ 65-69".
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "9/ 460"، والجرح والتعديل "8/ 406"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 35".
3 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 280"، والجرح والتعديل "8/ 335"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 425".
أبو يحيى الأزدي المعولي، مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ.
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَأَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، وَعَبْدَانَ بْنِ جَرِيرٍ، وَأَبِي الْوَازِعِ جَابِرِ بْنِ عَمْرٍو الرَّاسِبِيِّ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَوَاصِلٍ الأَحْدَبِ، وَوَاصِلٍ مَوْلَى ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَعِدَّةٍ.
قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، وَهُوَ مِنْ مَشْيَخَةِ يَعْقُوبَ الْحَضْرَمِيِّ، الَّذِي عَرَضَ عَلَيْهِمُ الْكِتَابَ الْعَزِيزَ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُسَدَّدٌ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَعَارِمٌ، وَمُوسَى التَّبُوذَكِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ، وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنَ الْقُدَمَاءِ: هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، وَغَيْرُهُ.
وَثَّقَهُ شُعْبَةُ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
وَذَكَرَ ابْنُ سَعْدٍ أَنَّهُ كَانَ كُرْدِيًّا.
مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
300-
مَهْدِيُّ بْنُ هِلالٍ الْبَصْرِيُّ1.
عَنْ: يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَيَعْقُوبَ بْنِ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعِيسَى بْنِ الْمُطَّلِبِ، وَنَحْوِهِمْ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ مُحَمَّدٌ، وَحَمْدَانُ بْنُ عُمَرَ الضَّرِيرُ، وَأَحْمَدُ بْنُ خَلادٍ الْقَطَّانُ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، كَذَّابٌ يَضَعُ الْحَدِيثَ، صَاحِبُ بِدْعَةٍ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: غَيْرُ ثِقَةٍ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الأَعْيَنُ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: سَمِعْتُ يَحْيَى الْقَطَّانَ يَقُولُ: مَا أَشْهدُ عَلَى أَحَدٍ أَنَّهُ كَذَّابٌ إِلا عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، وَمَهْدِيِّ بْنِ هِلالٍ، فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُمَا كَذَّابَانِ.
1 انظر الجرح والتعديل "8/ 336، 337"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 425"، وميزان الاعتدال للمصنف "4/ 195، 196".
301-
مُوسَى بْنُ أَعْيَنٍ1 -مِنْ عدا: ت.
الإِمَامُ أَبُو سَعِيدٍ الْجَزَرِيُّ الْحَرَّانِيُّ مَوْلَى بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ.
رَوَى عَنْ: عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَعَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ مَالِكٍ الْجَزَرِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، وَالأَعْمَشِ، وَإِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، وَمَعْمَرٍ، وَمُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَمَاعَةَ، وأحمد بن أبي شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، وَعَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ داود، وَسَعِيدُ بْنُ حَفْصٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيَّانِ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ، وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ الْحَدِيثِ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
302 -
مُوسَى بْنُ عُمَيْرٍ الْقُرَشِيُّ2.
مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ الضَّرِيرُ، أَبُو هَارُونَ.
عَنِ: الشَّعْبِيِّ، وَمَكْحُولٍ، وَالْحَكَمِ، وَالزُّهْرِيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَعَبَّادٌ الرُّوَاجِنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ النَّحَّاسُ، وَعِدَّةٌ.
كَذَّبَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ليس بشيء.
وقال الدارقطني: ضعيف.
303-
ميسرة3.
1 انظر الجرح والتعديل "8/ 136"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 280"، والثقات لابن حبان "7/ 458".
2 انظر الجرح والتعديل "8/ 155"، والمجروحين لابن حبان "2/ 238"، وتهذيب الكمال "3/ 1390".
3 انظر الجرح والتعديل "8/ 254"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 377"، والمجروحين لابن حبان "3/ 11، 12".
هُوَ مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ الْفَارِسِيُّ الْبَصْرِيُّ التَّرَّاسُ، هَكَذَا قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ الأَكَّالُ الْمَشْهُورُ.
رَوَى عَنْ: لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَمُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، وَغَالِبِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَعُمَرَ بْنِ سَلامٍ الدِّمَشْقِيِّ، وَمَالِكٍ، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَلِيُّ بْنُ قُتَيْبَةَ، وَيَحْيَى بْنُ غَيْلانَ، وَمُجَاشِعُ بْنُ عَمْرٍو، وَداود بْنُ الْمُحَبِّرِ، وَآخَرُونَ.
قَالَ آدَمُ بْنُ مُوسَى: سَمِعْتُ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ يُرْمَى بِالْكَذِبِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، بَغْدَادِيٌّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَكِتَابُ الْعَقْلِ تَصْنِيفُهُ، مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْحَاكِمُ: سَاقِطٌ يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ الْفَارِسِيُّ مِنْ أَهْلِ دَوْرَقٍ كَانَ مِمَّنْ يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الأَثْبَاتِ، وَيَضَعُ فِي الْحَثِّ عَلَى فِعْلِ الْخَيْرِ.
وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُوحٍ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ: قُلْتُ لِمَيْسَرَةَ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ: مِنْ أَيْنَ جِئْتَ بِهَذِهِ الأَحَادِيثِ: مَنْ قَرَأَ كَذَا وَكَذَا كَانَ لَهُ كَذَا؟ قَالَ: وَضَعْتُهُ أُرَغِّبُ النَّاسَ فِيهِ.
وَقَالَ أَبُو داود: أَقَرَّ بِوَضْعِ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ يَفْتَعِلُ الْحَدِيثَ، رَوَى فِي قَزْوِينَ وَالثُّغُورِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: وَضَعَ فِي فَضَائِلِ قَزْوِينَ أَرْبَعِينَ حَدِيثًا وَكَانَ يَقُولُ: إِنِّي أَحْتَسِبُ فِي ذَلِكَ.
قُلْتُ: فَأَمَّا إِنْ كَانَ مَيْسَرَةُ التَّرَّاسُ الأَكَّالُ فَهُوَ مُمْكِنٌ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ هُوَ فَالتَّرَّاسُ كَانَ مُعَاصِرًا لَهُ، وَقَدْ وَرَدَ عَنْهُ أَخْبَارٌ مَشْهُورَةٌ فِي كَثْرَةِ الأَكْلِ، وَقَدْ قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ مُجَاهِدٍ الْمُقْرِئُ: نَا غُلامُ خَلِيلٍ -قُلْتُ: وَغُلامُ خَلِيلٍ وَاهٍ: نَا زَيْدُ بْنُ أَخْرَمَ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قُلْتُ لِمَيْسَرَةَ التَّرَّاسِ: إِيشْ أَكَلْتَ الْيَوْمَ؟ قَالَ: أَكَلْتُ أَرْبَعَةَ آلاف
تِينَةٍ، وَمِائَةَ رَغِيفٍ، وَقَوْصَرَتَيْنِ بَصَلٍ، وَكَيْلَجَةَ سَمَكٍ ومسلوخ، وَشَرِبْتُ نِصْفَ جَرَّةٍ سَمْنٍ.
قَالَ: وَدَخَلْتُ مَنْزِلِي، فما خلوا شيئاً حتى خبئوه مِنِّي.
وَقَالَ نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ: نَا الأَصْمَعِيُّ قَالَ: قَالَ لِيَ الرَّشِيدُ: كَمْ أَكْثَرَ شَيْءٍ أَكَلَ مَيْسَرَةُ؟ قُلْتُ: مِائَةَ رَغِيفٍ وَنِصْفَ مَكُّوكٍ مِلْحٍ.
فَدَعَا الرَّشِيدُ بِفِيلٍ، فَطَرَحَ لَهُ مِائَةَ رَغِيفٍ فَأَكَلَهَا إِلا رَغِيفًا. فَهَذِهِ حِكَايَةٌ صَحِيحَةٌ.
وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِيِّ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتَكِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ قَوْمٍ مِنْ أَبْنَاءِ الْمُتْرَفِينَ، إِذْ أَقْبَلَ مَيْسَرَةُ عَلَى حِمَارِهِ، فَقَالُوا: أَتَأْكُلُ كَبْشًا؟ قَالَ: مَا أَكْرَهُ ذَلِكَ.
قَالَ: فَأَنْزَلُوهُ وَأَخَذُوا حِمَارَهُ إِلَى مَكَانٍ، ثُمَّ بَعْدَ وَقْتٍ جَاءَتِ الْغِلْمَانُ بِجَفْنَةٍ مَلأَى، فَأَقْبَلَ يَأْكُلُ وَيَقُولُ: وَيْحَكُمْ هَذَا لَحْمُ فِيلٍ، وَهَذَا لَحْمُ شَيْطَانَ، حَتَّى فَرَّغَهُ، ثُمَّ قَالَ: حِمَارِي؟ قَالُوا: حِمَارُكَ فِي بَطْنِكَ.
قَالَ: إِيشْ تَقُولُونَ؟ فَأَطْعَمُوهُ حِمَارَهُ، وَغَرِمُوا لَهُ ثَمَنَهُ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ، أَنَا عَتِيقٌ السَّلْمَانِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بن الخشوعي قالا: أنا ابْنُ الْقَاسِمُ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ النَّسِيبُ، أَنَا رَشَأُ الْمُقْرِئُ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دِيزِيلَ، ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ لِمَيْسَرَةَ الأَكُولِ: كَمْ تَأْكُلُ؟ قَالَ: مِنْ مَالِي، أَوْ مِنْ مَالِ غَيْرِي؟ قَالُوا: مِنْ مَالِكَ.
قَالَ: رَغِيفَيْنِ.
قَالُوا: مِنْ مَالِ غَيْرِكَ؟ قَالَ: اخْبِزْ وَاطْرَحْ.
مَسْعُودُ بْنُ بِشْرٍ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيُّ يَقُولُ: نَذَرَتِ امْرَأَةٌ أَنْ تُشْبِعَ مَيْسَرَةَ التَّرَّاسَ، فَأَتَتْهُ وَقَالَتْ: اقْتَصِدْ عَلِيَّ فَإِنِّي امْرَأَةٌ مُتَجَمِّلَةٌ غَيْرُ مُتَمَوِّلَةٌ.
قَالَ: فَإِنِّي أَقْتَصِدُ.
فَذَكَرَ لَهَا مِنْ أَصْنَافِ الطَّعَامِ، فَإِذَا هُوَ فَوْقَ سَبْعِينَ رَطْلا فَاتَّخَذَتْهُ، ثُمَّ أَحْضَرَتْ مَيْسَرَةَ، فَأَكَلَهُ عَنْ آخِرِهِ.
وَكَانَ مَيْسَرَةُ يُزَوِّقُ السُّقُوفَ، فَدَعَاهُ رَجُلٌ يُزَوِّقُ لَهُ وَهُوَ لا يَعْرِفُهُ، وَكَانَ الرَّجُلُ قَدْ دَعَا ثَلاثِينَ إِنْسَانًا إِلَى الْمَوْضِعِ، وَصَنَعَ لَهُمْ طَعَامًا كَثِيرًا، فَلَمَّا فَرِغَ الطَّبَّاخُ خَرَجَ لِحَاجَةٍ، وَنَظَرَ مَيْسَرَةُ إِلَى الْمَوْضِعِ قَدْ خَلا، فَنَزَلَ فَأَكَلَ ذَلِكَ الطَّعَامَ كُلَّهُ، وَعَادَ إِلَى عَمَلِهِ، فَجَاءَ الطَّبَّاخُ وَلَيْسَ فِي الْمَطْبَخِ إِلا الْعِظَامَ، فَأَعْلَمَ صَاحِبَ الْمَنْزِلِ، وَقَدْ حَضَرَ الْقَوْمُ، فَحَارَ الرَّجُلُ فِي أَمْرِهِ وَلَمْ يَدْرِ مِنْ أَيْنَ أُتِي، وَأَنْكَرَهُ الْقَوْمُ، فَسَأَلُوهُ عَنْ حَالِهِ، فَصَدَقَهُمْ، فَنَهَضُوا جَمِيعًا حَتَى دَخَلُوا الْمَطْبَخَ وَعَايَنُوا الْحَالَ، فَكَثُرَ تَعَجُّبُهُمْ حَتَّى قَالَ بَعْضُهُمْ: هَذَا مِنْ فِعْلِ الْجِنِّ.
فَلَمَحَ رَجُلٌ، مِنْهُمْ مَيْسَرَةَ، وَكَانَ يَعْرِفُهُ، فَصَاحَ: قَدْ عَرَفْتُ وَاللَّهِ الْخَبَرَ، هَذَا مَيْسَرَةُ عِنْدَكَ، وَهُوَ أَكَلَ طَعَامَكَ.
قَالَ: فَاسْتَنْزَلُوهُ مِنَ الْمَوْضِعِ وَقَالَ: أَنَا أَكَلْتُهُ، وَلَوْ كَانَ لِي مِثْلُهُ لأَكَلْتُهُ فَجَرِّبُوا إِنْ شِئْتُمْ.
فَانْصَرَفَ الْقَوْمُ إِلَى مَنَازِلِهِمْ، وَطَلَعَ إِلَى عَمَلِهِ.
رَوَاهَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ زَبْرٍ الْقَاضِي، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيلٍ الْقَاضِي، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ بِشْرٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ.
فَمَيْسَرَةُ هَذَا كَانَ يَأْكُلُ بِالْحَالِ. أَلا تَرَاهُ ذَكَرَ أَنَّ عَادَتَهُ أَكْلُ رَغِيفَيْنِ كَآحَادِ النَّاسِ، وَأَنَّهُ أَكَلَ مَا يَكْفِي سَبْعِينَ رَجُلا وَنَحْوَ ذَلِكَ عِنْدَمَا يَجْمَعُ هِمَّتَهُ، وَقَدْ رَأَيْتُ أَنَا مَنْ يَأْكُلُ إِذَا أَرَادَ بِالْحَالِ. وَهَذَا الْحَالُ لَيْسَ مِنْ كَرَامَاتِ الأَوْلِيَاءِ، فَإِنَّ الأَوْلِيَاءَ أَكْلُهُمْ قَلِيلٌ، وَالْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعَاءٍ وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ. وَأَيْضًا فَالْوَلِيُّ يَأْكُلُ قُوتَ يَوْمٍ فِي أُسْبُوعٍ، يَتَقَوَّتُ بِهِ وَيُبَارَكُ لَهُ فِي طَعَامِهِ وَفِي قُوَاهُ، لا أَنَّهُ يَأْكُلُ نِصْفَ قِنْطَارٍ مِنَ الطَّعَامِ فِي جَلْسَةٍ وَاحِدَةٍ، وَلَعَلَّ مَنْ يَفْعَلُ هَذَا لا يُسَمِّي اللهَ.
وَقِيلَ: بِنَفْسِهِ مَادَّةٌ مُحْرِقَةٌ لِلأَكْلِ، وَقَدْ تُعِينُهُ الشَّيَاطِينُ فِي أَكْلِ ذَلِكَ فَيَفْرَغُ وَتَطِيرُ بَرَكَتُهُ، وَيَظُنُّ هو ومن حضره أَنَّ هَذَا الْفِعْلَ مِنْ كَرَامَاتِ الْمُتَّقِينَ وَإِنَّمَا كَرَامَاتِ السَّادَةِ أَنْ يُحْضِرَ أَحَدُهُمْ مَا يَكْفِي وَاحِدًا، فَيُقَوِّتُ بِهِ الْجَمْعَ الْكَبِيرَ، وَيَشْبَعُونَ بِبَرَكَةِ دُعَائِهِ.
وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
"حرف النُّونِ":
304-
نَاصِحُ بْنُ الْعَلاءِ1.
مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، أَبُو الْعَلاءِ الْبَصْرِيُّ.
عَنْ: عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ فِي:"تَرْكِ الْجُمُعَةِ لِلْمَطَرِ".
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَبِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِيُّ، وَالْقَوَارِيرِيُّ، ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، وَوَثَّقَهُ.
وَقَدْ وَثَّقَهُ أَيْضًا أَبُو داود.
مَا خَرَّجُوا لَهُ شَيْئًا.
305-
نَجْمُ بْنُ فَرْقَدٍ2.
أَبُو عَامِرٍ الْبَصْرِيُّ الْعَطَّارُ.
عَنْ: عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ.
وَعَنْهُ: مُسَدَّدٌ، وَقُتَيْبَةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ به.
306-
نعيم بن ميسرة3 -ت.
أبو عمرو الكوفي النحوي المقرئ، نَزِيلُ الرَّيِّ.
عَنْ: عِكْرِمَةَ، وَقَيْسِ بْنِ سَلْمٍ الْجَوْنِيِّ، وَإِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ، وَالزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، وَعَاصِمِ بن أبي النجود.
1 انظر الجرح والتعديل "9/ 503"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 121"، والمجروحين لابن حبان "3/ 55"، والضعفاء لابن عدي "7/ 2512".
2 انظر الجرح والتعديل "8/ 500"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 125"، والثقات لابن حبان "7/ 546".
3 انظر الجرح والتعديل "8/ 461، 462"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 99"، والثقات لابن حبان "7/ 536".
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ ضُرَيْسٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَعَمْرُو بْنُ رَافِعٍ الْقَزْوِينِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَحْمَدُ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَكَانَ قَدْ قَدِمَ بَغْدَادَ وَحَدَّثَ بِهَا.
قُلْتُ: وَقَرَأَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَغَيْرِهِ.
قَالَ قُتَيْبَةُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ س: ثِقَةٌ.
307-
نُوحٌ الْجَامِعُ1.
هُوَ أَبُو عِصْمَةَ نُوحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْمَرْوَزِيُّ الْفَقِيهُ، أَحَدُ الأَعْلامِ.
وَيُلَقَّبُ بِنُوحٍ الْجَامِعِ لِمَعْنًى وَهُوَ أَنَّهُ أَخَذَ الْفِقْهَ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، وَابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَالْحَدِيثَ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَبِي أَرْطَأَةَ، وَالتَّفْسِيرَ عَنِ الْكَلْبِيِّ، وَمُقَاتِلٍ، وَالْمَغَازِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ.
وَرَوَى أَيْضًا عَنِ: الزُّهْرِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: بُسْرُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ حَبِيبٍ الْفَرَّاءُ، وَحَمَّادُ بْنُ قِيرَاطٍ، وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، وَحِبَّانُ بْنُ مُوسَى، وَسُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَالْحَسَنُ بْنُ عِيسَى بْنِ مَاسَرْجِسٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَوُلِّيَ قَضَاءَ مَرْوٍ فِي حَيَاةِ شَيْخِهِ أَبِي حَنِيفَةَ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو حَنِيفَةَ رضي الله عنه بموعظة معروفة عند الْمَرَاوِزَةِ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: قَدْ جَمَعَ كُلَّ شَيْءٍ إِلا الصِّدْقَ.
وَقِيلَ: كَانَ مُرْجِئًا.
وَذَكَرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ أَنَّهُ وَضَعَ حَدِيثَ "فَضَائِلِ سُوَرِ الْقُرْآنِ".
وَذَكَرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي كَامِلِهِ، وَسَاقَ لَهُ عِدَّةَ مَنَاكِيرَ، ثُمَّ قَالَ: وله غير ما ذكرت،
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 371"، والجرح والتعديل "8/ 484"، والتاريخ الكبير للبخاري "7/ 396".
وعامته لا يتابع عليه، وهو من ضَعْفِهِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَمْ يَكُنْ فِي الْحَدِيثِ بِذَاكَ، يَعْنِي كَانَ لا يُجِيدُ حِفْظَ الْقُرْآنِ.
قَالَ: وَكَانَ شَدِيدًا عَلَى الْجَهْمِيَّةَ، وَتَعَلَّمَ ذَلِكَ مِنْهُ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ.
وَقَالَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ: سُئِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ نُوحٍ الْجَامِعِ فَقَالَ: هُوَ يَقُولُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: ذَاهِبُ الْحَدِيثِ جِدًّا.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: اسْمُ أبيه أبي مريم يَزِيدَ بْنِ جَعُونَةَ، لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِنُوحٍ بِحَالٍ، وَهُوَ الَّذِي رَوَى عَنْ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:"نَهَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ يُقْطَعَ الْخُبْزُ بِالسِّكِّينِ"1.
وَقَالَ: "أَكْرِمُوا الْخُبْزَ فَإِنَّ اللَّهَ أَكْرَمَهُ"2.
مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
"حرف الْهَاءِ":
308-
هَارُونُ بْنُ حَيَّانَ الرَّقِّيُّ3.
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَخَصِيفٍ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ.
وَعَنْهُ: عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْكِلابِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الصَّنْعَانِيُّ، وسعيد بن حفص الحراني، وآخرون.
1 "ضعيف جدًّا": أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات "2/ 291"، وقال: قال الدارقطني: تفرد به نوح وهو متروك، وكذلك قال مسلم بن الحجاج وأبو حاتم الرازي: هو متروك.
2 "حديث ضعيف": أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات "2/ 291"، وقال: حديث غير صحيح قال أبو حفص الفلاس: عبد الملك بن عبد الرحمن كذاب، وجمع طرقه العلامة الألباني رحمه الله في الضعيفة "2885".
3 انظر الجرح والتعديل "9/ 88"، والمجروحين لابن حبان "3/ 94"، والضعفاء للعقيلي "4/ 360"، وميزان الاعتدال للمصنف "4/ 283".
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
قُلْتُ: لَمْ يُضَعِّفْهُ أَحَدٌ مِنَ الْقُدَمَاءِ.
وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مِمَّنْ يَنْفَرِدُ عَنِ الثِّقَاتِ بِمَا لا يُشْبِهُ حَدِيثَ الأَثْبَاتِ، فَسَقَطَ الاحْتِجَاجُ بِهِ.
309-
هَاشِمُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ الْقُرَشِيُّ1 الْبَكْرِيُّ.
الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْمَدَنِيُّ الْفَقِيهُ قَاضِي الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ بَعْدَ الْقَاضِي الْعُمَرِيِّ، وَكَانَ مِنْ سُكَّانِ الْكُوفَةِ مُدَّةً، وَتَفَقَّهَ عَلَى مَذْهَبِهِمْ، وَكَانَ مِمَّنْ يَشْرَبُ النَّبِيذَ الْمُخْتَلَفَ فِيهِ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: مَاتَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ كَذَا وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
310-
هِشَامُ بْنُ سُلمَانَ2.
أَبُو يَحْيَى الْمُجَاشِعِيُّ، بَصْرِيٌّ، جَائِزُ الْحَدِيثِ.
رَوَى عَنْ: يَزِيدَ الرِّقَاشِيِّ، وَغَيْرِهِ.
وَعَنْهُ: مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، وَرَوْحُ بْنُ عَبَّادَةَ.
أَوْرَدَ لَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي كَامِلِهِ خَمْسَةَ أَحَادِيثَ، وَمَا ضَعَّفَهُ.
وَسُئِلَ عَنْهُ أَبُو حَاتِمٍ فَقَالَ: شَيْخٌ.
311-
هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ معاوية بْن هشام بْن عَبْد الملك بْن مَرْوَانَ3 الأُمَوِيُّ الْمَرْوَانِيُّ.
الأَمِيرُ أَبُو الْوَلِيدِ صَاحِبُ الأندلس.
1 انظر أخبار القضاة الوكيل "3/ 239، 325"، والولاة للكندي "370، 403".
2 انظر الجرح والتعديل "9/ 62"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 199"، والمجروحين لابن حبان "3/ 89".
3 انظر الكامل في التاريخ "5/ 583"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "8/ 225"، وتاريخ ابن خلدون "4/ 124".
بَايَعَهُ أَهْلُ الأَنْدَلُسِ بِالْمُلْكِ بَعْدَ مَوْتِ وَالِدِهِ في سنة اثنتين وسبعين، فكانت دولته ثماني سِنِينَ.
وَمَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانِينَ، وَقَامَ بَعْدَهُ وَلَدُهُ الْحَكَمُ بْنُ هِشَامٍ، وَكَانَ هِشَامٌ حَسَنَ السِّيرَةِ، يَعُودُ الْمَرْضَى، وَيُشَيِّعُ الْجَنَائِزَ، وَيُكْثِرُ الصَّدَقَاتِ، وَيَتَعَاهَدُ الْمَسَاكِينَ.
عَاشَ سَبْعًا وَثَلاثِينَ سَنَةً، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ اسْمُهَا حَوْرَاءُ.
312-
هِشَامُ بْنُ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى بْنِ قَيْسٍ الْغَسَّانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ1.
أَبُو الْوَلِيدِ، وَيُقَالُ: أَبُو عُثْمَانَ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ: عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَعُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ ابْنُهُ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الصُّورِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَطَائِفَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
الْهِقْلُ بْنُ زِيَادٍ الدمشقي2 م. ع.
نَزِيلُ بَيْرُوتَ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ.
كَانَ كَاتِبَ الأَوْزَاعِيِّ وَتِلْمِيذَهُ، وَحَامِلَ عِلْمِهِ.
رَوَى أَيْضًا عَنْ: هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، وَحَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، وَالْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ، وَطَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو الْمَكِّيِّ.
وَعَنْهُ: اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَأَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَالْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، وَسُلَيْمَانُ ابْنُ بِنْتِ شُرَحْبِيلَ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: مَا كَانَ بِالشَّامِ أَوْثَقَ مِنْهُ.
وَقَالَ مَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ: كَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ بِالأَوْزَاعِيِّ وَبِمَجْلِسِهِ وَفُتْيَاهُ.
وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ، وَغَيْرُهُ: توفي الهقل سنة تسع وسبعين ومائة.
1 انظر الجرح والتعديل "9/ 70"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 192"، والثقات لابن حبان "9/ 232".
2 انظر الجرح والتعديل "9/ 122، 123"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 248"، والثقات لابن حبان "9/ 245".
314-
هياج بن بسطام1 -ت.
أبو خالد التميمي الحنظلي الهروي.
عَنْ: لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَأَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، وَسُلَيْمَانَ التميمي، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ خَالِدٍ، وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، وَداود بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَعَنْ مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: مَا عَلِمْنَا الْهَيَّاجَ إِلا صَادِقًا عَالِمًا.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ هَنَّادٍ: مَا رَأَيْتُ أَفْصَحَ مِنَ الْهَيَّاجِ، وَلَقَدْ حَدَّثَ بِالطُّرُقِ فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ مِائَةُ أَلْفِ إِنْسَانٍ يَتَعَجَّبُونَ مِنْ فَصَاحَتِهِ، يَكْتُبُونَ عَنْهُ.
وَعَنْ مَالِكِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْهَرَوِيِّ قَالَ: كَانَ الْهَيَّاجُ بْنُ بِسْطَامٍ أَعْلَمَ النَّاسِ، وَأَحْلَمَ النَّاسِ، وَأَفْقَهَ النَّاسِ، وَأَسْخَى النَّاسِ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ، وَأَرْحَمَ النَّاسِ، يَعْنِي فِي زَمَانِهِ.
قُلْتُ: وَهَذَا مِنْ مُبَالَغَةِ الْعَجَمِ فِي التَّعْظِيمِ.
قَالَ أَبُو داود: تَرَكُوا حَدِيثَهُ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ: يَرْوِي الْمُعْضَلاتِ عَنِ الثِّقَاتِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بن حنبل: متروك.
"حرف الواو":
315-
الوضاح2.
1 انظر الجرح والتعديل "9/ 112"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 242"، والمجروحين لابن حبان "3/ 96".
2 انظر تاريخ الطبري "8/ 256"، والكامل في التاريخ "6/ 141"، وسير أعلام النبلاء للمصنف "8/ 206".
هُوَ أَبُو عَوَانَةَ الْوَلِيدُ بْنُ طَرِيفِ بْنِ الصَّلْتِ الشَّيْبَانِيُّ، وَقِيلَ: التَّغْلِبِيُّ الشَّارِيُّ الْخَارِجِيُّ، أَحَدُ أَشْرَافِ الْعَرَبِ الأَبْطَالِ خَرَجَ فِي ثَلاثِينَ نَفْسًا مِنْ قَوْمِهِ بِطَرَفِ الْفُرَاتِ، وَأَقْبَلَ إِلَى رَأْسِ الْعَيْنِ فَلَقِيَ تَاجِرًا نَصْرَانِيًّا فَقَتَلَهُ وَأَخَذَ مَالَهُ، ثُمَّ أَتَى دَارًا فَعَاثَ وَنَهَبَ، وَقَصَدَ مَيَّافَارِقِينَ وَقَدْ كَثُرَ جَيْشُهُ، فَفَدَوْهَا مِنْهُ بِعِشْرِينَ أَلْفًا.
ثُمَّ دَخَلَ أَرْزَنَ وَقَتَلَ رَجُلا مِنْ وُجُوهِ أَهْلِهَا مِنْ بَنِي شَيْبَانَ، ثُمَّ قَصَدَ خِلاطَ وَحَاصَرَهَا عِشْرِينَ يَوْمًا فَصَالَحُوهُ عَلَى ثَلاثِينَ أَلْفًا، ثُمَّ سَارَ إِلَى نَاحِيَةِ أَذْرَبَيْجَانَ، وَسَارَ فِي جَيْشِهِ إِلَى حُلْوَانَ، فَالْتَقَاهُ الأَمِيرُ الْحَرَشِيُّ، فَهَزَمَ عَسْكَرَ الْحَرَشِيِّ، ثُمَّ قَصَدَ حَوْلايَا وَبَلْدَةً أُخْرَى، فَفَدَوْهَا مِنْهُ بِمِائَةِ أَلْفٍ، ثُمَّ أَتَى نَصِيبِينَ، فاستباحها وقتل خَمْسَةَ آلافِ نَفْسٍ، وَاسْتَفْحَلَ شَرُّهُ إِلَى أَنْ سار إليه يَزِيدَ بْنِ مَزْيَدٍ فَالْتَقَاهُ، فَظَفَرَ بِهِ يَزِيدُ وَقَتَلَهُ، وَتَمَزَّقَ جَمْعُهُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَوْلُهُمُ الشَّارِيُّ، يَعْنِي مِنْ قَوْلِهِمْ: شَرَيْنَا أَنْفُسَنَا صلى الله عليه وسلم وَقَدْ رَثَتْهُ أُخْتُهُ بِأَبْيَاتٍ فَائِقَةٍ.
316-
الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ الْهَمْدَانِيُّ الْمُرْهِبِيُّ الْكُوفِيُّ1 -د. ت. ق.
عَنْ: زِيَادِ بْنِ عَلاقَةَ، وَإِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ، وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرٍ.
وَعَنْهُ: فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمِغْرَاءِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدُّولابِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحِزَامِيُّ، وَعَبَّادُ الرَّوَاجِنِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
ضَعَّفَهُ صَالِحٌ جَزَرَةُ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ.
قَالَ عَبْد اللَّهِ بْنُ أَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ: سَأَلْتُ ابْنَ مَعِينٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ، فَقَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ: سَأَلْتُ ابْنَ نُمَيْرٍ عَنْهُ، فَقَالَ: كَذَّابٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: منكر الحديث جدًّا.
وقال النسائي: ضعيف.
1 انظر الجرح والتعديل "9/ 2، 3"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 142"، والمجروحين لابن حبان "3/ 79".
قلت: مات سنة اثنين وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
317-
الْوَلِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَاجٍ الْحَرَّانِيُّ1.
عَنْ: عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، وَعَنْ: أَبِيهِ عَمْرٍو، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ.
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَسْرُوحٍ، وَعَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الْجَزَرِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْقَرْدُوَانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ، وَالنَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مَعَ ضَعْفِهِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
318-
الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ2.
أَبُو الْعَبَّاسِ الأَشْجَعِيُّ، مَوْلاهُمُ الْمِصْرِيُّ.
عَنْ: مِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ، وَوَهْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيِّ، وَالْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، ويزيد بْنُ الْحُبَابِ، وَمَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِّيسِيُّ.
قَالَ الْخُزَاعِيُّ: لَمْ أَرَ بِمِصْرَ أَثْبَتَ مِنْهُ.
قُلْتُ: لَهُ شَيْءٌ فِي الْمَرَاسِيلِ لِأَبِي داود.
مَاتَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، أَرَّخَهُ ابْنُ يُونُسَ.
"حرف الْيَاءِ":
319-
يَحْيَى بْنُ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ الْحَضْرَمِيُّ الْكُوفِيُّ3.
عَنْ: أَبِيهِ، وَعَاصِمِ بْنِ بهدلة، ويزيد بن أبي زياد.
1 انظر الجرح والتعديل "9/ 11"، والمجروحين لابن حبان "3/ 79"، والضعفاء لابن عدي "7/ 2536".
2 انظر الجرح والتعديل "9/ 217"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 154"، وتهذيب الكمال "3/ 1476".
3 تقدم ترجمته.
كُنْيَتُهُ أَبُو جَعْفَرٍ.
رَوَى عَنْهُ: وَلَدُهُ إِسْمَاعِيلُ، عبد اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ، وَعَوْنُ بْنُ سَلامٍ، وَمَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَارِثِيُّ وَآخَرُونَ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: فِي حَدِيثِهِ مَنَاكِيرُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
قيل: توفي سنة اثنتين وسبعين.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقِيلَ: قَبْلَ ذَلِكَ، وَالأَوَّلُ أَصَحُّ.
وَتَرَكَهُ النَّسَائِيُّ.
320-
يحيى بن عثمان1 -ق.
أبو سهل القرشي التميمي، مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ الدَّسْتُوَائِيُّ.
عَنِ: ابْنِ طَاوُسٍ، وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْحَرَشِيُّ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ، وَغَيْرُهُ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو شَيْخٍ: وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ، وَأَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
يَحْيَى بْنُ يَعْلَى.
هُوَ أَبُو الْمُحَيَّاةِ، يَأْتِي بكنيته.
1 انظر الجرح والتعديل "9/ 174"، والمجروحين لابن حبان "3/ 122"، وتهذيب الكمال "3/ 1512".
321-
يَزِيدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ قُبَيْصَةَ بْنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ الأَزْدِيُّ1 الْبَصْرِيُّ.
الأَمِيرُ، وَلِيَ الْمَغْرِبَ وَإِفْرِيقْيَا زَمَانَ الْمَهْدِيِّ، وَالْهَادِي، وَالرَّشِيدِ، وَوَلِيَ قَبْلَ ذَلِكَ إِمْرَةَ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ لِلْمَنْصُورِ سَبْعَةَ أَعْوَامٍ، أَوَّلُهَا سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَكَانَ أَحَدُ الشُّجْعَانِ الْمَعْدُودِينَ، وَالأَبْطَالِ الْمَوْصُوفِينَ، وَفِيهِ يَقُولُ مُحَمَّدُ بْنُ الْمَوْلَى الشَّاعِرِ:
وَإِذَا تُبَاعُ كَرِيمَةٌ أَوْ تُشْتَرَى
…
فَسِوَاكَ بَائِعُهَا وَأَنْتَ الْمُشْتَرِي
وَإِذَا الْفَوَارِسُ عُدِّدَتْ أَبْطَالُهَا
…
عَدُّوكَ فِي أَبْطَالِهَا بِالْخِنْصَرِ
وَعَنْ صَفْوَانَ بْنِ صَفْوَانَ قَالَ: كُنَّا مَعَ يَزِيدَ بْنِ حَاتِمٍ فَقَالَ: اسْتَنْقُوا لِي ثَلاثَةَ أَبْيَاتٍ، فَكَأَنَّمَا كَانَتْ فِي كُمِّي، فَقُلْتُ:
لَمْ أَدْرِ مَا الْجُودُ إِلا مَا سَمِعْتُ بِهِ
…
حَتَّى لَقِيتَ يَزِيدًا عِصْمَةَ النَّاسِ
لَقِيتُ أَكْرَمَ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمٍ
…
مُفَضَّلا بِرِدَاءِ الْجُودِ وَالْبَاسِ
لَوْ نِيلَ بِالْمَجْدِ مُلْكٌ كُنْتَ صَاحِبَهُ
…
وَكُنْتَ أَوْلَى بِهِ مِنْ آلِ عَبَّاسِ
قَالَ: ثُمَّ كَفَفْتُ، فَقَالَ: لا يَسْمَعَنَّ هَذَا مِنْكَ أَحَدٌ.
قَالَ الْجَاحِظُ: وَقَالَ ربَيْعَةُ بْنُ ثَابِتٍ يَمْدَحُ يَزِيدَ بْنَ حَاتِمٍ، وَيَهْجُو يَزِيدَ بْنَ أُسَيْدٍ السُّلَمِيَّ:
لَشَتَّانَ مَا بَيْنَ الْيَزِيدَيْنِ فِي الندى
…
يزيد سليم والأغر ابن حاتم
فهم الفتى الأزدي إتلاف ماله
…
وهم الفتى القيسي جمع الدراهم
ولا يحسب التمتام أَنِّي هَجَوْتُهُ
…
وَلَكِنَّنِي فَضَّلْتُ أَهْلَ الْمَكَارِمِ
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: تُوُفِّيَ يَزِيدُ بْنُ حَاتِمٍ سَنَةَ سَبْعِينَ أَوْ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَاسْتَخْلَفَ ابْنَهُ داود مَكَانَهُ عَلَى إِفْرِيقْيَا.
قُلْتُ: وَقَدْ مَرَّ فِي الطَّبَقَةِ السَّالِفَةِ يَزِيدُ، وَأَنَّهُ مَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
322-
يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الله2.
1 انظر تاريخ الطبري "10/ 4656"، والكامل في التاريخ "13/ 398".
2 انظر الجرح والتعديل "9/ 300".
أَبُو خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ السَّرَّاجُ.
عَنْ: مَكْحُولٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ.
وَعَنْهُ: مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلْقَاوِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ.
مَحَلُّهُ الصِّدْقُ.
323-
يَزِيدُ بْنُ عطاء اليشكري1 -د.
ويقال الكندي، ويقال السلمي، مَوْلاهُمْ أَبُو خَالِدٍ الْوَاسِطِيُّ.
التَّاجِرُ الْبَزَّازُ مَوْلَى أَبِي عَوَانَةَ وَضَّاحٌ الْحَافِظُ.
رَوَى عَنْ: مَنْصُورٍ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ.
وَعَنْهُ: أَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ الْقُدُّوسِ الْخَوْلانِيُّ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، وَسَعْدَوَيْهِ الواسطي، وخلق مِنَ الْعِرَاقِيِّينَ وَالشَّامِيِّينَ.
قَالَ أَحْمَدُ: حَدِيثُهُ مُقَارِبٌ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ حَسَنُ الْحَدِيثِ.
324-
يَزِيدُ بْنُ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ الْحَضْرَمِيُّ الْكُوفِيُّ2 -د. ن. ق. سَمِعَ أَبَاهُ.
وَعَنْهُ: قُتَيْبَةُ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَأَبُو تَوْبَةَ الْحَلَبِيُّ، وَمِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، وَغَيْرُهُمْ.
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 312"، والجرح والتعديل "9/ 282"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 351"، والمجروحين لابن حبان "3/ 103".
2 انظر الجرح والتعديل "9/ 289"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 360"، والثقات لابن حبان "9/ 272"، وتهذيب الكمال "3/ 1543".
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
325-
يَزِيدُ بْنُ يُوسُفَ الدِّمَشْقِيُّ الصَّنْعَانِيُّ1 -ت.
شَامِيٌّ نَزَلَ بَغْدَادَ.
لَهُ عَنْ: حَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْرِيِّ، وعمارة بن غزية، ويزيد بن يزيد بن جابر.
وكان من فقهاء دمشق.
روى عن: سعيد بن سليمان الواسطي، وخالد بن مرداس، ومنصور بن أبي مزاحم.
قال أحمد بن حنبل: قد رأيته.
وقال النسائي: متروك الحديث.
وقال الدارقطني: لا يَسْتَحِقُّ التَّرْكَ.
326-
يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ2.
أَبُو شَيْبَةَ الْخُرَاسَانِيُّ الْكُوفِيُّ.
عَنِ: ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَعَطَاءٍ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، وَسَعْدَوَيْهِ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوقٌ.
327-
يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ هَانِئِ بْنِ عامر بن أبي عامر3 الأشعري -ع.
1 انظر الجرح والتعديل "9/ 296"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 369"، والمجروحين لابن حبان "3/ 106".
2 انظر الجرح والتعديل "9/ 287"، والثقات لابن حبان "7/ 627"، وتهذيب الكمال "3/ 1543"، وميزان الاعتدال "4/ 440".
3 انظر الجرح والتعديل "9/ 209"، والطبقات لابن سعد "7/ 382"، والثقات لابن حبان "7/ 645"، وتهذيب الكمال "3/ 1552".
أبو الحسن القمي مِنْ عُلَمَاءِ الْعَجَمِ، يَرْوِي عَنْ: جَعْفَرِ بْنِ أبي المغيرة القمي، وعن: زيد بْنِ أَسْلَمَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَعِيسَى بْنِ جَارِيَةَ صَاحِبِ جَابِرٍ.
وَعَنْهُ: الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَامِرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِصْبَهَانِيُّ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، وأبو الربيع الزهراني، وعمرو بن رافع بن شَيْخُ قَزْوِينَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كَانَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ إِذَا رَآهُ قَالَ: هَذَا مُؤْمِنُ آلِ فرعون، يعني لكثرة الرَّافِضَةِ بقُم.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
قُلْتُ: قَدْ عَلَّقَ لَهُ الْبُخَارِيُّ، مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقِيلَ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ.
يَعْلَى بْنُ الأَشْدَقِ.
سَيَأْتِي.
328-
يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ1 -ق.
عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، وَعُبَيْدُ بْنُ جُنَادٍ، وَسُنَيْدُ بْنُ داود الْمِصِّيصِيُّ.
ضَعَّفَهُ أَبُو داود، وَغَيْرُهُ، وَمَا هُوَ بِمَتْرُوكٍ.
قَدْ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ.
قُلْتُ: أَحَادِيثُهُ نَحْوَ الْعَشَرَةِ مِنْهَا: رَوَى عبيد بْنُ جُنَادٍ، عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ:
1 انظر الجرح والتعديل "9/ 229"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 381"، والمجروحين لابن حبان "3/ 135، 136".
سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ الإِيمَانِ فَقَالَ: "الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ"1.
وَبِهَذَا السَّنَدِ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَلَبِيِّ، عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَأَى مُغَيَّرَ الْخَلْقِ سَجَدَ، وَإِذَا رَأَى الْقِرْدَ سَجَدَ.
329-
يُونُسُ بْنُ أَرْقَمَ الْبَصْرِيُّ2.
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ، وَأَبِي حَرْبٍ الدُّؤَلِيِّ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادَةَ.
وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وَعَبْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ، وَحُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ.
وَلَمْ أَرَهُ فِي الثِّقَاتِ وَلا الضُّعَفَاءِ.
نَعَمْ لينه ابن خراش.
330-
يونس بن راشد3 -د.
أبو إسحاق قَاضِي حَرَّانَ.
عَنْ: عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، وَخُصَيْفٍ، وَعَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ حَفْصٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيَّانِ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّرَائِفِيُّ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.
331-
يُونُسُ بْنُ عُثْمَانَ4.
أَبُو شُعْبَةَ الحمصي.
1 "حديث صحيح": أخرجه الديلمي "1/ 1/ 128"، وتكلم عليه العلامة الألباني رحمه الله في الصحيحة "1495".
2 انظر الجرح والتعديل "9/ 236"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 410"، والثقات لابن حبان "9/ 287، 288".
3 انظر الجرح والتعديل "9/ 239"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 412"، والثقات لابن حبان "9/ 289".
4 انظر الجرح والتعديل "9/ 243"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 412"، والثقات لابن حبان "7/ 649، 650".
عَنْ: لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيِّ، وَرَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ، وَغَيْرُهُمَا.
صُوَيْلِحٌ.
332-
يُونُسُ بْنُ الْقَاسِمِ الْحَنَفِيُّ الْيَمَامِيُّ1 -خ.
عَنْ: عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ.
وَعَنْهُ: ابنه عُمَرَ بْنُ يُونُسَ، وَيَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ السَّيْلَحِينِيُّ، وَمُسَدَّدٌ.
لَقِيَهُ مُسَدَّدٌ بِمَكَّةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَهُوَ صَدُوقٌ.
333-
يُونُسُ بْنُ نَافِعٍ2.
أَبُو غَانِمٍ، نَزِيلُ خُرَاسَانَ.
رَوَى عَنْ: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَكَثِيرِ بْنِ زِيَادٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: أَهْلُ مَرْوٍ؛ ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَيَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، وَمُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ، وَعُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَرْوَزِيُّونَ.
مَا أَعْلَمُ بِهِ بَأْسًا.
334-
يُونُسُ بْنُ أَبِي يَعْفُورٍ العبدي3 -م. ق.
وَاسْمُ أَبِيهِ وَقْدَانُ الْكُوفِيُّ.
روى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيفَةَ، والزهري، والأسود بن قيس، وعمار الدهني.
1 انظر الجرح والتعديل "9/ 245"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 410"، والثقات لابن حبان "7/ 651".
2 انظر الجرح والتعديل "9/ 247"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 413"، والثقات لابن حبان "7/ 650".
3 انظر الجرح والتعديل "9/ 247"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 410"، والثقات لابن حبان "7/ 651".
وعنه: محمد بن بكر الحضرمي، وسعيد بن منصور، وجعفر بن حميد، وسويد بن سعيد، وعثمان بن أبي شيبة، وعباد بن يعقوب.
ضعفه ابن معين.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال النسائي: ضعيف.
الكنى:
335-
أبو الأحوص الكوفي1 -ع- مَوْلَى بَنِي حَنِيفَةَ.
وَهُوَ سَلامُ بْنُ سُلَيْمٍ الْحَافِظُ.
رَوَى عَنْ: زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَأَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَشَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ، وَآدَمَ بْنِ عَلِيٍّ، وَالأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَطَبَقَتِهِمْ مِنْ أَهْلِ بَلَدِهِ. وَلَمْ يَرْحَلْ.
وَعَنْهُ: مسدد، وقتيبة، وابنا أبي شيبة، وخلف البزاز، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، وَخَلْقٌ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ مُتْقِنٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: ثِقَةٌ صَاحِبُ سُنَةٍ وَاتِّبَاعٍ، كان إذا ملئت داره من المحدثين قَالَ لابْنِهِ أَحْوَصَ: قُمْ، فَمَنْ رَأَيْتَهُ يَشْتُمُ أَحَدًا مِنَ الصَّحَابَةِ فَأَخْرِجْهُ.
وَكَانَ حَدِيثُهُ نحوُا مِنْ أَرْبَعَةِ آلافٍ.
قلت: وكان مُتَعَبِّدًا مُتَأَلِّهًا كَبِيرَ الْقَدْرِ، قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى ضَمْرَةَ الزَّيَّاتِ، وَهُوَ خَالُ سُلَيْمٍ الْقَارِئِ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ، وَالنَّسَائِيُّ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَرِيكٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ، مَا أَقْرَبَهُ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عياش.
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 379"، والجرح والتعديل "4/ 359"، والتاريخ الكبير للبخاري "4/ 135".
336-
أبو إسماعيل القناد1 -ت. ن.
إبراهيم بن عبد الملك، بَصْرِيٌّ صَدُوقٌ.
رَوَى عَنْ: قَتَادَةَ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ دُرُسْتَ، وَلُوَيْنُ، وإسحاق بن أبي إسرائيل.
قال النسائي: لا بَأْسَ بِهِ.
وَلَيَّنَهُ زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: يَهِمُ فِي الْحَدِيثِ.
337-
أَبُو بَكْرِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ2 -م. ت.
عَنْ: أَبِيهِ، وَالشَّعْبِيِّ، وَأَبي الْوَازِعِ جَابِرِ بْنِ عَمْرٍو.
وَعَنْهُ: مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَخَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حَسَّابٍ.
وَثَّقَهُ أَبُو داود.
وَاسْمُهُ عُبَيْدُ اللَّهِ.
338-
أَبُو بَكْرٍ الدَّاهِرِيُّ3.
اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَكِيمٍ.
رَوَى عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَيُوسُفَ بْنِ صُهَيْبٍ، وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَعَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، وَطَائِفَةٌ.
رَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابن معين: ليس بشيء.
1 انظر الجرح والتعديل "2/ 113"، والثقات لابن حبان "6/ 26"، وتهذيب الكمال "2/ 140"، وميزان الاعتدال "4/ 491".
2 انظر الجرح والتعديل "9/ 343"، والتاريخ الكبير للبخاري "9/ 14"، والثقات لابن حبان "7/ 656".
3 تقدمت ترجمته برقم "152".
وقال أيضًا: ليس بثقة.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: لا يَصِحُّ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: رَوَى عَنِ الثِّقَاتِ أَحَادِيثَ لا أَصْلَ لَهَا.
339-
أَبُو حَرِيزٍ الزَّاهِرِيُّ1.
اسْمُهُ سَهْلٌ مَوْلَى آلِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عوف.
يَرْوِي عَنِ: ابْنِ شِهَابٍ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ.
340-
أَبُو الْخَطَّابِ الثَّقَفِيُّ2.
هُوَ عَبْدُ الْمَلَكِ بْنُ خَطَّابِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ الثَّقَفِيُّ "الْبَصْرِيُّ" سَمِعَ: عُمَارَةَ بْنَ أَبِي حَفْصَةَ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنَ أُمَيَّةَ.
وَعَنْهُ: سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّمْلِيُّ.
لا أَعْلَمُ فِيهِ جَرْحًا.
341-
أَبُو الْخَطَّابِ الأَخْفَشُ الْكَبِيرُ3.
شَيْخُ الْعَرَبِيَّةِ، أَخَذَ عَنْهُ سِيبَوَيْهِ.
قِيلَ: اسْمُهُ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ.
كَانَ فِي هَذَا الْوَقْتِ، وَلَوْلا سِيبَوَيْهِ لَمَا كَانَ يُعْرَفُ فَإِنَّ الأَخْفَشَ الأَوْسَطَ الَّذِي أخذ عن سِيبَوَيْهِ هُوَ الْمَشْهُورُ، وَسَيَأْتِي بَعْدَ سَنَةِ مِائَتَيْنِ.
وَلِأَبِي الْخَطَّابِ هَذَا أَشْيَاءُ غَرِيبَةٌ يَتَفَرَّدُ بِهَا عَنِ الْعَرَبِ.
وَقَدْ أَخَذَ عَنْهُ أَيْضًا: عِيسَى بْنُ عُمَرَ النَّحْوِيُّ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ المثنى.
1 تقدمت ترجمته برقم "125".
2 انظر الجرح والتعديل "5/ 349"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 412"، والثقات لابن حبان "8/ 386".
3 انظر العقد الفريد "3/ 302"، والبداية والنهاية "10/ 176".
وَلَمْ أَظْفَرْ بِوَفَاتِهِ.
342-
أَبُو دُلامَةَ1.
الشَّاعِرُ الْمَشْهُورُ، صَاحِبُ الْمُجُونِ، كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا لَهُ نَوَادِرُ عَجِيبَةٌ وَفَصَاحَةٌ وَمُلَحٌ وَشِعْرٌ سَائِرٌ.
وَهُوَ مِنْ مَوَالِي بَنِي أَسَدٍ، وَاسْمُهُ زِنْدُ بْنُ الْجَوْنِ.
وَيُقَالُ: بَلِ اسْمُهُ زَيْدٌ بِمُوَحَّدَةٍ، وَهُوَ عَبْدٌ مُوَلَّدٌ.
رَوَى مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ الْمَنْصُورَ أَلْزَمَ أَبَا دُلامَةَ بِحُضُورِ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ فِي جَمَاعَةٍ، فَقَالَ:
يُكَلِّفُنِي الأُولَى جميعًا وعصرها
…
وما لي وللأولى وما لي وللعصر
وَمَا ضَرَّهُ وَاللَّهُ يَغْفِرُ ذَنْبَهُ
…
لَوْ أَنَّ ذُنُوبَ الْعَالَمِينَ عَلَى ظَهْرِي
343-
أَبُو سَلَمَةَ الْعَامِلِيُّ الشَّامِيُّ2 -ق.
عَنِ: الزُّهْرِيِّ، وَعُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، وَأُنَيْسَةَ بِنْتِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ.
وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَشَيْبانُ، وَهُمَا مِنْ جِيلِهِ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْعَانِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْجَزَائِرِيُّ.
وَقِيلَ: إِنَّ هِشَامَ بْنَ عَمَّارٍ لَحِقَهُ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَذَّابٌ مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ الْجِعَابِيُّ: هُوَ الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَطَّافٍ أَبُو سَلَمَةَ.
قَالَ: وَأَبُو سَلَمَةَ الْعَامِلِيُّ دِمَشْقِيُّ.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: بَلْ هما واحد.
1 انظر العقد الفريد "1/ 143"، والكامل في التاريخ "5/ 610"، وأخبار الحمقى "101"، والأذكياء "154"، كلاهما لابن الجوزي.
2 انظر الجرح والتعديل "9/ 383"، وتهذيب الكمال "3/ 1611"، وميزان الاعتدال للمصنف "4/ 532".
344-
أَبُو الشَّمَقْمَقِ الشَّاعِرُ1.
اسْمُهُ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ لَهُ فِي الْجِدِّ وَالْهَزْلِ أَشْيَاءُ.
وَكَانَ يَكُونُ بِبَغْدَادَ فِي عَصْرِ أَبِي دُلامَةَ.
345-
أَبُو شِهَابٍ الحناط2 -خ. م. د. ت. ق.
هُوَ عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ نَافِعٍ الْكُوفِيُّ، ثُمَّ المدائني.
رَوَى عَنِ: الْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَخَالِدٍ الْحَذَّاءِ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَسَعْدَوَيْهِ، وَخَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، وَطَائِفَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: لَمْ يَكُنْ بِالْحَافِظِ.
قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ أَوِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ بِالْمَوْصِلِ وَكَانَ ذَا وَرَعٍ وَفَضْلٍ، رحمه الله.
أَبُو عُبَيْدَةَ الْخَزَّازُ3.
هُوَ عُبَيْسُ بْنُ مَيْمُونٍ. مَرَّ.
346-
أَبُو عَبْدِ رَبِّ الْعِزَّةِ الدِّمَشْقِيُّ4.
يُقَالُ: اسْمُهُ عبد ربه.
روى عن: معاوية.
1 انظر البخلاء للخطيب "103، 104"، والعقد الفريد "3/ 35، 36".
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 391"، والتاريخ الكبير للبخاري "6/ 81"، والثقات لابن حبان "7/ 154"، وتهذيب الكمال "2/ 771".
3 تقدمت ترجمته برقم "197".
4 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 465"، والجرح والتعديل "5/ 257"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 372"، وتهذيب الكمال "3/ 1621".
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ جَابِرٍ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَيَحْيَى الوحاظي.
وعمر دهرًا طويلا.
347-
أبو عوانة1 -ع.
هُوَ الْوَضَّاحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَزَّازُ الْوَاسِطِيُّ الحافظ، مَوْلَى يَزِيدَ بْنِ عَطَاءٍ الْيَشْكُرِيِّ، يُقَالُ: مِنْ سبي جرجان.
رأى الحسن، وابن سيرين.
وروى عَنْ: قَتَادَةَ، وَالْحَكَمِ، وَزِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَأَبِي بِشْرٍ، وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَعُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، وَمَنْصُورٍ، وَالسُّدِّيِّ، وَمُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ، وَطَبَقَتِهِمْ فَأَكْثَرَ، وَعَنْهُ: حِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَعَفَّانُ، وَيَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ خَتَنُ أَبِي عَوَانَةَ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَعَارِمٌ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَمُسَدَّدٌ، وَخَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَشَيْبَانُ، وَعَدَدٌ كَثِيرٌ.
قَالَ عَفَّانُ: هُوَ أَصَحُّ حَدِيثًا عِنْدَنَا مِنْ شُعْبَةَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ صَحِيحُ الْكِتَابِ، وَإِذَا حَدَّثَ مِنْ حِفْظِهِ رُبَّمَا يَهِمُ.
وَقَالَ عَفَّانُ: كَانَ صَحِيحَ الْكِتَابِ كَثِيرَ الْعُجْمِ وَالنُّقَطِ، ثَبْتًا.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ مَوْلاهُ يَزِيدُ قَدْ خَيَّرَهُ بَيْنَ الْحُرِّيَّةِ وَبَيْنَ كِتَابَةِ الْحَدِيثِ، فَاخْتَارَ كِتَابَةَ الْحَدِيثِ.
وَفَوَّضَ إِلَيْهِ مَوْلاهُ التِّجَارَةَ، فَجَاءَهُ سَائِلٌ فَقَالَ: أَعْطِنِي دِرْهَمَيْنِ فَإِنِّي أَنْفَعُكَ، فَأَعْطَاهُ دِرْهَمَيْنِ، فَدَارَ السَّائِلُ عَلَى رُؤَسَاءِ الْبَصْرَةِ بِكَذِبَةٍ يَقُولُ: بَكِّرُوا عَلَى يَزِيدَ، فَإِنَّهُ قَدْ أَعْتَقَ أَبَا عَوَانَةَ.
قَالَ: فَاجْتَمَعُوا إِلَى يَزِيدَ يُثْنُونَ عَلَيْهِ، فَأَنِفَ مِنْ أَنْ يُنْكِرَ ذَلِكَ، فَأَعْتَقَهُ حَقِيقَةً.
وَرَوَى أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى أَعُودُهُ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَوَانَةَ! ادْعُ اللَّهَ أَنْ لا يميتني حتى يبلغ ولدي الصغار.
1 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "7/ 287"، والجرح والتعديل "9/ 4140"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 181"، والمجروحين لابن حبان "1/ 54".
فَقُلْتُ: إِنَّ الأَجَلَ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ.
فَقَالَ لِي: أَنْتَ بَعْدُ فِي ضَلالِكَ.
قُلْتُ: قَدْ صَحَّ "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَعَا لأنس وغيره بِطُولِ الْعُمْرِ"1.
قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: مَا أَشْبَهَ حَدِيثَ أَبِي عَوَانَةَ بِحَدِيثِ سُفْيَانَ، وَشُعْبَةَ.
قَالَ عَفَّانُ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: إِنْ حَدَّثَكُمْ أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَصَدِّقُوهُ، يَعْنِي عَلَى سَبِيلِ الْمُبَالَغَةِ فِي أَنَّهُ صَدُوقٌ.
مَاتَ فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيهِ.
قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: كِتَابُ أَبِي عَوَانَةَ أَثْبَتُ مِنْ حِفْظِ هُشَيْمٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ، وَكُتُبُهُ صَحِيحَةٌ، فَإِذَا حَدَّثَ مِنْ حِفْظِهِ غَلَطَ كَثِيرًا.
وَهُوَ أَحْفَظُ مِنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ.
438-
أَبُو الْمُحَيَّاةِ2 -م. ت. ن. ف.
يحيى بن يعلى بن حرملة التميمي الكوفي.
عَنْ: سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَمَنْصُورٍ، وَعَبْدِ الْمَلَكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ، وَهَنَّادٌ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعِدَّةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
349-
أَبُو مُسْلِمٍ3.
قَائِدُ الأَعْمَشِ شَيْخٌ كُوفِيٌّ اسْمُهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سعيد.
1 تقدم تخريج خبر دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأنس رضي الله عنه. وللمزيد هو في البخاري "11/ 155"، ومسلم "660، 2480"، والترمذي "3827، 3828".
2 انظر الطبقات الكبرى لابن سعد "6/ 384"، والجرح والتعديل "9/ 196"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 311"، والثقات لابن حبان "9/ 261".
3 انظر الجرح والتعديل "5/ 878"، والتاريخ الكبير للبخاري "5/ 383"، والضعفاء للعقيلي "3/ 121"، وميزان الاعتدال للمصنف "4/ 9".
لَهُ عَنِ: الأَعْمَشِ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ.
وعنه: حسين بن حفص الأصبهاني، ويحيى بن أبي بكير، وأبو مسلم عبد الرحمن بن واقد.
قال البخاري: في حديثه نظر.
350-
أبو معشر البراء1 خ. م.
اسمه يوسف بن يزيد البصري العطار.
وَكَانَ أَيْضًا يَبْرِي النَّبْلَ.
رَوَى عَنْ: حَنْظَلَةَ السَّدُوسِيِّ، وَأَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجَ، وَخَالِدِ بْنِ ذَكْوَانَ، وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ.
وَعَنْهُ: سِنْدَانُ بْنُ مُضَارِبٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، وَأَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، وَلُوَيْنُ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَآخَرُونَ.
ثِقَةٌ.
وَرُوِيَ أَنَّ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ضَعَّفَهُ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
351-
أَبُو نَوْفَلٍ2.
هُوَ الْكَلْبِيُّ، اسْمُهُ عَلِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ، الدِّمَشْقِيُّ الدَّارِ، الْكُوفِيُّ الأَصْلِ.
رَوَى عَنْ: قتادة، وعبد الملك بن عمير، وأبي إسحاق.
وعنه: أبو مسهر، ويحيى الوحاظي، وأبو توبة الحلبي، وهشام بن عمار.
وثقه هشام.
السيد الحميري3.
مر في السين.
1 انظر الجرح والتعديل "9/ 234، 235"، والتاريخ الكبير للبخاري "8/ 385"، والثقات لابن حبان "7/ 637"، وتهذيب الكمال "3/ 1564".
2 انظر الكنى للدولابي "2/ 142".
3 تقدمت ترجمته برقم "128".