الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحمد لله الذي أنعم علينا بالطاعة، وجعلنا من أهل السنة والجماعة، وأمدنا على تقواه بالاستطاعة، ووعدنا -وهو الكريم الذي لا يخلف الميعاد- بالرحمة والعفو والمغفرة وقبول الشفاعة. وصلى الله على محمد المبعوث رحمة للعالمين بين يدي الساعة، وعلى آله وأصحابه ومن أحسن اتباعه.
أما بعد، فإنا -بحمد الله- ممن من عليهم بمجانبة المبتدعة من المعتزلة والمرجئة، فلا نقول بتخليد فساق المسلمين في النار كما قالته المعتزلة والخوارج، وردوا أحاديث الرجاء، ولا نقول بسلامة المسلم
المصر عل الكبائر، كالقتل والظلم وقطع الطريق والزنا والربا أو غير ذلك كما قالته المرجئة وردت أحاديث الوعيد، بل نؤمن أن الله تعالى يخرج من النار من في قلبه أدنى وزن ذرةٍ من إيمان برحمته وكرمه وشفاعة نبيه وغير ذلك.
فشفاعته لأهل الكبائر من أمته، وشفاعته نائلةٌ من مات يشهد أن لا إله إلا الله. فمن رد شفاعته ورد أحاديثها جهلاً منه، فهو ضالٌ جاهل قد ظن أنها أخبار آحاد، وليس الأمر كذلك، بل هي من المتواتر القطعي، مع ما في القرآن من ذلك. قال الله:{من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} ، وقال:{ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} وقال: {ولا تنفع الشفعة عنده إلا لمن أذن له} ، وقال في حق الكفار:{فما تنفعهم شفاعة الشافعين} .
فمفهوم أن غير الكفار تنفعهم شفاعة الشافعين، فشفاعات نبينا صلى الله عليه وسلم سبعة:
فأولها: شفاعته الكبرى العامة في الخلائق، الخاصة به حين يرغب الخلق إليه، فيشفع في أهل الموقف ليقضى بينهم، وذلك هو المقام المحمود الذي يغبطه به الأولون والآخرون.
الثانية: شفاعته إذ يسجد ويحمد ربه، ثم يقول:((أمتي. فيقول الله له: أدخل من أمتك من لا حساب عليه الجنة من الباب الأيمن)) . والحديث في الصحيح.
الثالثة: شفاعته في دخول سائر أهل الجنة الجنة، كما خرجه مسلم من طريق أنس.
الرابعة: شفاعته في من دخل النار من أهل الكبائر. قال: ((فيحد لي حداً فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة)) . إلى أن قال في الثالثة: ((يا رب، ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود)) .
الخامسة: شفاعته في بعض أهل النار حتى يخفف من عذابه كما في الصحيح من حديث أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر عمه أبا طالب، فقال:((لعله تنفعه شفاعتي، فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه)) .
وفي حديث العباس، قال: يا رسول الله، إن أبا طالب كان يحوطك وينصرك ويغضب لك، فهل نفعه ذلك؟ قال:((نعم. وجدته في غمرات النار، فأخرجته إلى ضحضاح)) .
روله مسلم.
السادسة: شفاعته في قوم استوجبوا دخول النار بذنوبهم، فيشفع فيهم، فلا يدخلون النار ويدخلون الجنة.